تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٢

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب12%

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 493

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 493 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 187824 / تحميل: 5863
الحجم الحجم الحجم
تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

حجر الأزد(١) . وليس من نفس طحا ، وإنما هو من قرية قريبة منها ، يقال لها : طحطوط(٢) ، فكره أن يقال له : طحطوطىّ ، فيظنّ أنه منسوب إلى الضّراط(٣) . وطحطوط : قرية صغيرة مقدار عشرة أبيات. قال الطحاوى(٤) : كان أول من كتبت عنه العلم المزنىّ ، وأخذت بقول الشافعى (رضى الله عنه). فلما كان بعد سنين ، قدم إلينا أحمد بن أبى عمران(٥) قاضيا على مصر ، فصحبته ، وأخذت بقوله ، وكان يتفقه على مذهب الكوفيين ، وتركت قولى الأول. فرأيت المزنى(٦) فى المنام ، وهو يقول لى : يا أبا جعفر ، اعتصبتك(٧) . يا أبا جعفر ، اعتصبتك(٨) .

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٩.

(٢) قرية كبيرة بصعيد مصر على شرقى النيل ، قريبة من الفسطاط بالصعيد الأدنى ، ومنها : الطحاوى الفقيه الذي انتسب إلى (طحا). (معجم البلدان) : ٤ / ٢٥. وواضح التناقض بين وصف ياقوت لهذه القرية بأنها كبيرة ، وبين ما نقله عن (ابن يونس) من قبل ، من أنها قرية صغيرة مقدار عشرة أبيات. ويفسر ذلك بأن وصف ياقوت يرجع إلى عهده (ق ٦ ـ ق ٧ ه‍) ، بينما وصف ابن يونس يرجع إلى زمانه (ق ٤ ه‍).

(٣) هو الريح الخارجة من الاست مع صوت. يقال : ضرط يضرط ضراطا : أخرج ريحا ، فهو ضرط وضرّاط (اللسان ، مادة : ض. ر. ط) ج ٤ / ٢٥٧٩ ، والمعجم الوسيط ١ / ٥٥٩. ولا تفهم الصلة بين خوف الطحاوى من النسبة إلى بلده (طحطوط) ، ونسبة الناس له إلى الضرّاط إلا بالرجوع إلى معجم (لسان العرب ، مادة : (ط. ح. ح) ج ٤ / ٢٦٤٣ ، فتجد : طحطح فى ضحكه بمعنى : كركر ، وهو الضحك بصوت. فخشى الرجل من التباس نسبه الحقيقى بالمعنى المذكور.

(٤) أسند المقريزى الرواية ، فقال : قال أبو سليمان بن زبر ، قال لى أبو جعفر الطحاوى (المقفى ١ / ٧٢٣). ولا مانع أن يرويها ابن يونس عن الطحاوى كذلك. ولعل المقتبسين من أصل كتابه حذفوا إسناده.

(٥) راجع ترجمتى له ومصادرها فى المجلد الثانى من (رسالتى للماجستير) هامش ٥ ص ٤٧.

(٦) راجع ترجمتى له ومصادرها فى المرجع السابق ، هامش ٣ ص ٤٨.

(٧) بمعنى : وافقتك ، وصرت أنا وأنت عصبة (جماعة). وأصلها : العصابة (أى : العمامة) وكل ما يعصّب به الرأس). (اللسان : ع. ص. ب) ج ٤ ص ٢٩٦٤ ، ٢٩٦٦ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٦٢٥). فلعله عرفان المزنى بقدره بعد موته ؛ نظرا لغزارة علمه ، وكثرة مؤلفاته ، مثل :

(معانى الآثار ، وأحكام القرآن ، واختلاف العلماء). (حسن المحاضرة ١ / ٣٥٠). وأورد محقق (المقفى) قراءتين لتلك الكلمة ج ١ ص ٧٢٣ (هامش ٢) ، هما : (أغضبتك) : إشارة إلى إغضاب المزنى له ؛ مما جعله يترك مذهب الشافعى إلى الأحناف. والقراءة الأخرى ، وهى مرجوحة ، وتتمثل فى الفعل (اغتصبك) ، إشارة إلى (ابن أبى عمران) ، الذي أغراه بمذهب الأحناف ، فأعجبه وترك مذهب خاله (المزنى).

(٨) معجم البلدان ٤ / ٢٥.

٢١

سمعت القاسم بن محمد بن الحارث بن شهاب يقول : حضرت أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوى ، وأتته امرأة برقعة ، فزعمت أنها مسألة بعثت بها إليه ، فنظر فيها ، فإذا فيها مكتوب : «رحم الله من دعا لغريب ، وجمع بين عاشق وحبيب». قال : فطواها ، ثم ردها إليها ، وقال لها : ليس هذا المكان الذي بعثت إليه يا امرأة ، غلطت(١) .

وكان ثقة ثبتا ، فقيها عاقلا ، لم يخلّف مثله(٢) . ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين(٣) ، وخرج إلى الشام فى سنة ثمان وستين ومائتين ، وتوفى ليلة الخميس مستهل ذى القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة(٤) ، عن بضع وثمانين سنة(٥) .

٥٢ ـ أحمد بن محمد بن شرف بن السّمح : أبو العبّاس الحميرىّ. توفى فى رمضان سنة اثنتين وتسعين ومائتين. حدّث(٦) .

٥٣ ـ أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن رباح (مولى عبد العزيز بن مروان) : يكنى أبا جعفر. توفى يوم الخميس آخر يوم من شهر شوال سنة ست وتسعين ومائتين ، وصلينا عليه غداة يوم الجمعة أول يوم من ذى القعدة فى «مصلّى خولان». حدّث عن يوسف

__________________

(١) تاريخ دمشق ٧ / ٣١٩ (بإسناد ابن عساكر إلى تلميذ مؤرخنا (ابن منده) ، إلى (مؤرخنا) ، إلى أستاذه المذكور بالمتن. وأورد الرواية بنفس المضمون المقريزى فى (المقفى) ج ١ ص ٧٢٣ ـ ٧٢٤ ، من غير نسبتها إلى ابن يونس ؛ مما يؤكد وجود مادة كثيرة من كتاب ابن يونس فى المصادر المتأخرة غير منسوبة إليه. وقد وردت فيها عبارة رقعة المرأة على هيئة بيت شعر (من بحر الخفيف) :

رحم الله من دعا لغريب

باجتماع لعاشق وحبيب

(٢) الأنساب ٢ / ١٧٩ ، وتاريخ دمشق ٧ / ٣١٨ ، ومعجم البلدان ٤ / ٢٥ ، وتذكرة الحفاظ (ط. دار إحياء التراث العربى) ج ٣ من المجلد الثانى ص ٨٠٩ ، وتاريخ الإسلام ٢٤ / ٧٨ ، وتاج التراجم ص ٨ ـ ٩ (وقال : لم يخلق مثله) ، وطبقات المفسرين للداودى ١ / ٧٣.

(٣) شذ عن تحديد ذلك التاريخ الذهبى فى (تذكرة الحفاظ) ، فجعله سنة سبع وثلاثين ومائتين ، فحرّفت تسع إلى سبع (ج ٣ من المجلد الثانى ص ٨٠٩). وتفرد المقريزى بذكر تاريخين لمولده مفصلين : (ربيع الأول سنة ٢٣٦ ه‍) ، وهو مرجوح فى نظرى. والثانى ـ ليلة الأحد العاشر من ربيع الأول سنة ٢٣٩ ه‍ (ولعله نقله عن ابن يونس ، ولم يذكر). (المقفى ١ / ٧٢٠).

(٤) الأنساب ٢ / ١٧٩ ، وتاريخ دمشق ٧ / ٣١٨ ، ومعجم البلدان ٤ / ٢٥ ، وتاج التراجم ٩ ، وطبقات المفسرين للداودى ١ / ٧٣ ـ ٧٥.

(٥) تفرد بهذه الإضافة الذهبى فى (تذكرة الحفاظ) ـ نقلا عن ابن يونس ـ ج ٣ من مج ٢ ص ٨١٠.

(٦) الإكمال ٤ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.

٢٢

ابن عدىّ ، وابن بكير ، وغيرهما(١) .

٥٤ ـ أحمد بن محمد بن عبد الواحد الكتّانى(٢) (بتاء مثقّلة) : هو أبو الحسن المصرى. يزعم أنه من موالى عمر بن الخطاب (رضى الله عنه). حدث عن على بن زيد الفرائضىّ ، ويونس بن عبد الأعلى ، وغيرهما. توفى سنة ست وعشرين وثلاثمائة ، ولم يكن بذاك(٣) .

٥٥ ـ أحمد بن محمد بن العلاء بن أبى رقيّة اللخمى : من راشدة ، يكنى أبا الذّكر ، كان مقبولا(٤) .

٥٦ ـ أحمد بن محمد بن الفتح بن الحجّاج بن عبد الله : ينسبون فى رعين. يكنى أبا العباس ، ويعرف ب «ابن القبّاب»(٥) . توفى فى المحرم سنة ثلاثين وثلاثمائة. شهد عند القضاة ، وحدّث(٦) .

٥٧ ـ أحمد بن مراد بن عيسى بن زيد بن زيادة الجهنىّ : يحدّث عن هارون بن سعيد وطبقته. حدث عنه أحمد بن عبد الله بن على الناقد ، وغيره. أراه من أهل الإسكندرية(٧) .

٥٨ ـ أحمد بن معاوية بن عبد الله الأسوانىّ : مولى بنى أمية. يكنى أبا عبد الله.

توفى يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين ومائتين(٨) .

__________________

(١) الإكمال ٤ / ١٣.

(٢) نسبة إلى بيع (الكتّان) ، وهو نوع من الثياب. (الأنساب ٥ / ٣١ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٥١).

(٣) الإكمال ٧ / ١٨٧ ، والأنساب ٥ / ٣١ ، وتاريخ الإسلام ٢٤ / ١٨٧ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٥١ ، والمغنى فى الضعفاء (ط. ١٩٧١ م) : ١ / ٥٦.

(٤) الإكمال ٤ / ٨٩.

(٥) نسبة إلى عمل القباب التى هى كالهوادج. (الأنساب ٤ / ٤٣٨).

(٦) الإكمال ٧ / ٩٥.

(٧) السابق : ٧ / ٢٣٩.

(٨) الطالع السعيد : ١٤٥.

٢٣

٥٩ ـ أحمد بن موسى بن عيسى بن صدقة المصرى : مولى الصدف ، الفقيه أبو بكر ابن الرّبّاب(١) . حدّث بكتب فقهيات. توفى سنة ست وثلاثمائة(٢) .

٦٠ ـ أحمد بن أبى يحيى زكير الحضرمى «مولاهم المصرى» : يكنى أبا الحسن. لم يكن بذاك ، فيه نكرة(٣) .

٦١ ـ أحمد بن يحيى بن زكريا الصّوّاف المصرى(٤) : أبو جعفر الحضرمى «مولى حضرموت». حدّث عن محمد بن رمح ، وأحمد بن سعيد الهمدانى ، وغيرهما.

سمعت منه ، وكان مقبولا عند القضاة ، ثقة. توفى فى مصر فى شهر ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة(٥) .

٦٢ ـ أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن مهاجر التّجيبىّ : أبو عبد الله المصرى ، مولى قيسبة بن كلثوم السّومىّ(٦) . سمع ابن الكلبى ، وعبد الله بن وهب. وكان فقيها من جلساء ابن وهب ، وكان عالما بالشعر ، والأدب ، والأخبار ، وأيام الناس(٧) ،

__________________

(١) وردت محرفة فى (الديباج) ١ / ١٥٣ هكذا : (الزيّات). ويلاحظ أن ابن فرحون ذكر أن نص الترجمة منقول عن الأمير (ويقصد : ابن ماكولا مؤلف الإكمال) ، ومع ذلك لم يرجع محقق (الديباج) ؛ لتوثيقه. ولو عاد لصوّبه ؛ لأن ابن ماكولا ضبطه بالشكل وبالحروف ، وترجم للمذكور فى (الإكمال) ج ٤ ص ٣.

(٢) المصدر السابق (ذكره ابن يونس).

(٣) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٤٦. وذكر الذهبى أن ابن يونس ليّنه (قلّل من توثيقه). (المغنى فى الضعفاء ـ ط. ١٩٧١ م) : ١ / ٦٢ ، وميزان الاعتدال ١ / ١٦٣.

(٤) اعتبرته ضمن كتاب ابن يونس رغم عدم تصريح ابن ماكولا بذلك ، واكتفائه بالقول بأن ابن يونس سمع منه ؛ استثناسا بما ورد لدى الذهبى من مادة لابن يونس عنه ، وتشابه تلك المادة مع ما يناظرها لدى ابن ماكولا ، إلى جانب نقل الأخير ـ أحيانا ـ عن مؤرخنا دون أن يسند ذلك إليه.

(٥) الإكمال ٥ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٨٤.

(٦) وقع تحريف فى ولائه فى (معجم الأدباء ٥ / ١٤٩) ؛ إذ قال : مولى قيسبة بن كلثوم السّوقىّ. والصواب ما أثبتّه فى المتن ، نقلا عن (الأنساب) ٣ / ٣٣٨ ، مادة (السّومىّ) مضبوطة بالحروف ، وقال : هذه النسبة إلى (سوم بن عدىّ) ، وهو وأبذى ، وعامر أخوه بنو عدى بن تجيب. وكذا ورد الولاء فى (تهذيب الكمال) ج ١ / ٥١٩ ، وقال : سوم : بطن من تجيب.

(٧) معجم الأدباء ٥ / ١٤٩ ، وتهذيب الكمال ١ / ٥٢٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٧٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٢.

٢٤

والأنساب. يقال : كان مولده سنة إحدى وسبعين ومائة(١) . وتوفى فى حبس ابن المدبّر ـ صاحب الخراج بمصر ـ لخراج كان عليه ، ودفن يوم الأحد لاثنتين وعشرين ليلة خلت من شوال سنة خمسين ومائتين(٢) ، وكان من أهل مصر(٣) .

٦٣ ـ أحمد بن يونس بن سويد الصّدفىّ الأبّودىّ : وهى نسبة إلى «أبّود» ، وهو بطن من الصّدف. وله ذكر فى الأخبار ، ولم تقع إلىّ له رواية(٤) .

* ذكر من اسمه «إبراهيم» :

٦٤ ـ إبراهيم بن أحمد بن أسيد اللخمى الحدسىّ المصرى : الحدس : بطن من لخم. يحدث عن أسد بن موسى. حدثنا عنه عبد الله بن الأزهر بن سهيل مولى بنى خولان(٥) .

٦٥ ـ إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خزيمة القارىّ (بتشديد المثنّاة من تحت) : نسبة إلى القارة القبيلة المعروفة ، وهم حلفاء بنى زهرة ، ولذلك يقال له : الزّهرىّ. مصرى ، حدّث عن مالك ، والليث ، وابن لهيعة. حدث عنه عثمان بن صالح ، وابن عفير ، وغيرهما(٦) . كان صالحا صدوقا ، متشددا ،

__________________

(١) معجم الأدباء ٥ / ١٤٩ ، وتهذيب الكمال ١ / ٥٢٠ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٧٨.

(٢) معجم الأدباء ٥ / ١٥٠ ، وتهذيب الكمال ١ / ٥٢٠ (واكتفى بذكر الشهر والسنة). ولم يذكر مغلطاى فى (مخطوط إكمال تهذيب الكمال) ١ / ق ٣٨ ، سنة الوفاة ، فيما نقله عن ابن يونس بهذا الشأن ، وإن كان ذكر رواية سابقة عليها ، لم يذكر مصدرها ، قال فيها : توفى لست خلون من شوال سنة ٢٥١ ه‍. وهو تاريخ غير صحيح. وذكر السيوطى فى (حسن المحاضرة ١ / ٢٩٢ : شهر الوفاة والسنة). أما ابن حجر فى (تهذيب التهذيب ١ / ٧٨) ، فأخطأ لما جعل الوفاة سنة ٢٦٥ ه‍ ، ثم عاد ونقل روايتين : إحداهما ـ جعلت الوفاة سنة ٢٥١ ه‍ ، والأخرى ـ عن ابن يونس سنة ٢٥٠ ه‍ ، ولم يرجح.

(٣) الترجمة كلها منقولة ـ فى الأساس ـ عن (معجم الأدباء) ٥ / ١٤٩ ـ ١٥٠ ، الذي قال صاحبه فى نهاية النص : ذكر ابن يونس ذلك كله فى «تاريخ مصر».

(٤) الإكمال ١ / ١٠ ، والأنساب ١ / ٧٧ : وقد جعله فى مادة (الأبوذى) ، وفى هذا النسب تحريف ، كما أنه ترجم للعلم نفسه بالمادة نفسها (نقلا عن ابن يونس) من قبل تحت مادة (الأبردىّ) (١ / ٧١) ، وهى محرفة. والصواب ما فعله ابن ماكولا ، ونقلته عنه ، فالترجمة واحدة ، والعلم واحد ، والنسبة التى ذكرها هى الصواب.

(٥) الإكمال ١ / ٦٣ ـ ٦٤ ، ٢ / ٢٤٣.

(٦) هذه المادة لم ينسبها ابن حجر صراحة لابن يونس ، لكنى ـ استثناسا باهتمام ابن يونس البالغ

٢٥

أغلظ للسّرىّ فى القول ، وقال له : تحدّون الزانى وأنتم تزنون؟! وتقطعون السارق وأنتم تسرقون؟! وتجلدون فى الخمر وأنتم تشربون؟! فلم يزل يرفق به حتى ولّى. وشدّد على الناس ، وصمّم فى الحق ، فاختصم إليه رجلان فى شىء ، فأمر بالكتابة على أحدهما بإنفاذ الحكم ، فتشفّع المحكوم عليه بابن أبى عون إلى الأمير «السرى بن الحكم» ، فأرسل إليه السرى أن يتوقف عن الحكم إلى أن يصطلحا ، فإن لم يصطلحا أنفذ الحكم. فجلس إبراهيم فى منزله ، وامتنع عن القضاء. فركب إليه السرى ، وسأله الرجوع ، فقال : لا أعود إلى ذلك المجلس أبدا ، ليس فى الحكم شفاعة. فلما صمّم على الامتناع ، ولّى السرىّ إبراهيم بن الجرّاح ، وذلك فى جمادى الأولى سنة خمس ومائتين. ومات إبراهيم بن إسحاق بعد انفصاله بشهر واحد فى جمادى الآخرة من السنة(١) .

٦٦ ـ إبراهيم بن أبى أيوب عيسى المصرى : أبو إسحاق الطحاوى. روى عن ابن وهب ، والشافعى. روى عنه ابنه أحمد. مات فى المحرم سنة تسع وخمسين ومائتين ، وكان كاتب الحارث بن مسكين ، وكتب ـ أيضا ـ لعيسى بن المنكدر ، وهارون الزّهرىّ(٢) قضاة مصر. وكان ابنه من أهل الأدب(٣) .

٦٧ ـ إبراهيم بن الحجّاج(٤) بن منير الحمّصىّ(٥) : هذا الرجل كان يقلى الحمّص ويبيعه ، وكان يعرف ب (القلّاء)(٦) . وكان يسكن دار الحمّص بمصر. روى هو وعمه

__________________

بالنسب ـ نقلت ما تيسر لى منه ، وذكرت باختصار بعض أساتيذ وتلاميذ المترجم له على طريقة مؤرخنا (رفع الإصر ١ / ٢١).

(١) السابق ١ / ٢٢ ـ ٢٣.

(٢) ورد اللقب محرفا هكذا (الزّهيرى) فى (تاريخ الإسلام ١٩ / ٧٣). والصواب ما ذكرته ، فهو القاضى المصرى (هارون بن عبد الله الزّهرى) ، الذي ولى من (سنة ٢١٧ ـ ٢٢٦ ه‍). (كتاب القضاة للكندى ص ٤٤٣ ـ ٤٤٩).

(٣) تاريخ الإسلام ١٩ / ٧٣.

(٤) جرّده ابن حجر من (ال) فى (تبصير المنتبه ٢ / ٥١٥).

(٥) نسبة إلى (الحمّص) : وهو نوع من الحبوب. (بتشديد الميم وكسرها ، أو فتحها). (الأنساب ٢ / ٢٦٤ ، واللسان ، مادة : (ح. م. ص) ج ٢ / ٩٩٦ ، والمعجم الوسيط ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥).

(٦) مشتبه النسبة (طبعة الهند) لعبد الغنى بن سعيد ص ٢٥ (وذكر أنه حدثنا بذلك : أبو الفتح ـ ولعله أبو الفتح بن مسرور البلخى تلميذ ابن يونس ـ عن أبى سعيد بن يونس) ، والأنساب ٢ / ٢٦٤ (وصرّح بذكر أبى سعيد بن يونس الصدفى صاحب كتاب (تاريخ المصريين) له ، وعاد فذكره ثانية فى ج ٤ ص ٥٦٩.

٢٦

عبد الله(١) . سمع من أبيه ، وغيره. كان ثقة مرضيا(٢) .

٦٨ ـ إبراهيم بن داود العنبرى(٣) المصرى : روى عن عيسى بن زغبة ، وعبد الملك بن شعيب بن الليث. ثقة. توفى فى جمادى الأولى سنة ٢٩٨ ه‍(٤) .

٦٩ ـ إبراهيم بن راشد بن أبى سكنة(٥) : كان هو وأخوه محمد من عمال أبى القاسم ابن الحبحاب(٦) على الصدقات. وذكر يحيى بن عثمان بن صالح : أن إبراهيم روى عن أبيه (راشد) أيضا ، ولم يقع إلىّ(٧) .

٧٠ ـ إبراهيم بن زيد المصرى : كنيته أبو إسحاق. محدث توفى سنة تسع وتسعين ومائتين(٨) .

٧١ ـ إبراهيم بن سعد بن شراح(٩) ، المعافرى الشّراحىّ قال : صلينا مع عمر بن عبد العزيز ، وروى عن أبيه. روى عنه محمد بن يزيد المعافرى. روى حديثه(١٠) ابن

__________________

(١) تبصير المنتبه ٢ / ٥١٥.

(٢) الإكمال ٣ / ٢٣ ، والأنساب ٢ / ٢٦٤ ، ٤ / ٥٦٩.

(٣) نسبة إلى بنى العنبر ، وقد يخفف ، فيقال : بلعنبر. وهم جماعة من بنى تميم ينسبون إلى بنى العنبر بن عمرو بن تميم. (الأنساب ٤ / ٢٤٥).

(٤) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٩٣.

(٥) ضبطها ابن ماكولا بالحروف (بفتح السين ، وسكون الكاف). (الإكمال ٤ / ٣٢٠). وستأتى ترجمة والده (راشد) فى باب (الراء) ، بإذن الله (رقم ٤٢٢).

(٦) لعله عبيد الله بن الحبحاب (صاحب خراج مصر) وهو ـ غالبا ـ يكنى أبا القاسم ، فله ولد يسمى (القاسم) كما فى (البيان المغرب) ج ١ ص ٥١ ، وهو ذو النفوذ الكبير على ولاة مصر ، والمكانة الكبيرة لدى الخليفة (هشام بن عبد الملك). (راجع الولاة) للكندى ص ٧٣ ـ ٧٦ ، وكتاب (القضاة) للكندى ص ٣٤١ ـ ٣٤٢.

(٧) الإكمال ٤ / ٣٢١ (قال ابن يونس). ويلاحظ أن لفظة (أبى) ، التى تسبق (القاسم) سقطت منه ، وقد أثبتها ؛ لرجحان ذلك.

(٨) الألقاب ، لابن الفرضى ص ١٧٤. ولقّبه ب (قلنسوة) ، وذكر أن ابن يونس ذكره فى (تاريخهم).

(٩) ضبطه ابن ماكولا بالحروف فى (الإكمال) ٤ / ٢٩١ (كذا ضبطه ابن يونس بخط الصّورى) ، والأنساب ٣ / ٤١٢. وحرّفها عبد الغنى بن سعيد فى (المؤتلف والمختلف ، ط. دار الأمين) ص ١١٨ ، إلى (شراج). وهو غير صحيح. وسمّى (سعد بن شراح) سعيد بن شراح. وهذا تحريف. وفتح ابن يونس اسم (شراح) فى ترجمة والده (سعد) ، وابنه (إبراهيم) فى كلا الموضعين فى ترجمتين اثنتين.

(١٠) كذا فى (الأنساب) ٣ / ٤١٢. وفى (الإكمال) ٤ / ٢٩٣ : رواه ابن وهب. والأول أوضح.

٢٧

وهب ، عن أبى شريح المعافرى ، عن محمد(١) بن يزيد المعافرى(٢) .

٧٢ ـ إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن المهلّب الحوتكىّ(٣) الحرسىّ القضاعى : من أهل الحرس. يروى عن خالد بن نزار ، وغيره. يكنى أبا الشريف.

٧٣ ـ إبراهيم بن طلق بن السّمح اللّخمىّ : يكنى أبا السمح. كان نفّاطا(٤) يرمى بالنار. وقد روى عن أبيه. روى عنه يزيد بن أبى حبيب(٥) . له أحاديث(٦) .

٧٤ ـ إبراهيم بن عاصم بن موسى المصرى : كتبت عنه. توفى سنة إحدى وثلاثمائة(٧) .

٧٥ ـ إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن جابر بن يحيى بن مالك الرشيدى : كنيته : أبو إسحاق ، مولى القارة حليف بنى زهرة. يروى عن مطروح بن شاكر ، وغيره. وهو من أهل رشيد (من مواحيز مصر)(٨) . توفى سنة إحدى وثلاثين

__________________

(١) فى (الأنساب) ٣ / ٤١٢ : عمر.

(٢) الإكمال ٤ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ، والأنساب ٣ / ٤١٢.

(٣) ضبطه فى (الأنساب) بالحروف هكذا (٢ / ٢٨٧) ، وذكر الكندى فى (كتاب القضاة) ص ٤١٣ : أنه ينسب إلى (حوتكة بن أسلم بن الحاف بن قضاعة).

(٤) نسبة إلى (النّفط) ، وهو نوع من الدهن إذا وقع فى النار يصعب إطفاؤه (وكأنه كان يستخدم فى الحروب). (الأنساب ٥ / ٥١٤).

(٥) راجع دراستى عنه محدّثا فى كتاب (الحياة الثقافية فى العالم العربى فى ق ١ ، ٢ ه‍) ١ / ١٥٢ ـ ١٥٦.

(٦) الإكمال ٤ / ٣٥٩ ، والأنساب ٥ / ٥١٤ (وحدّد أن ترجمته ذكرها أبو سعيد بن يونس الحافظ فى (تاريخ مصر).

(٧) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٥٧ ، وأضاف ما يلى : ذو مزاح ومجون ، مع ثقة ودين! روى عن يونس ابن عبد الأعلى ، وعيسى بن مثرود.

(٨) رشيد : بليدة على ساحل البحر والنيل (قرب الإسكندرية) مقابل البرلّس. (معجم البلدان ٣ / ٥٢). والعبارة فى (الأنساب) ٣ / ٦٨. أما بالنسبة لكلمة (مواحيز) الواردة فى النص ، فكأنها جمع (ماحور) ، التى أوردها (اللسان فى مادة ح. و. ز) ج ٢ / ١٠٤٧ فى سياق تعليق (عبيد بن جبر لا حرّ ، كما تركها محققو اللسان) راوى الحديث على ما دار بينه وبين الصحابى المصرى (أبى بصرة الغفارى لا أبى نضرة التى وردت فى اللسان). والحديث كما ورد فى (فتوح مصر ص ٢٨٣) ، وفى (اللسان) : خرج عبيد مع الصحابى المذكور من الفسطاط إلى الإسكندرية فى سفينة ، فلما خرجا من مرساهم ، أمر الصحابى بسفرته ، ودعا للغداء فى رمضان. فقال عبيد

٢٨

وثلاثمائة. ذكر بفضل ، وصلاح(١) .

٧٦ ـ إبراهيم بن عمرو بن ثور بن عمران المرادى «مولاهم المصرى» : أبو إسحاق.

سمع ابن بكير ، وأحمد بن صالح ، وغيرهما. حدثت عنه. ثقة ، كان يخضب ، وعمى. توفى فى شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة(٢) .

٧٧ ـ إبراهيم بن عمرو بن عمرو بن سوّاد السّرحىّ : يكنى أبا الغيداق. حدّث عن جده «عمرو». توفى سنة إحدى وتسعين ومائتين(٣) .

٧٨ ـ إبراهيم بن عنمة المزنىّ(٤) :

فى المصريين ، يروى عن أبيه. روى عنه ابنه محمد بن إبراهيم. ولأبيه صحبة(٥) .

__________________

له : ما تغيبنا عن منازلنا ، فقال الصحابى : أترغب عن سنة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟! وزاد اللسان تعليق الراوى وهو به اللفظة المرادة ، قال : فلم نزل نفطر حتى بلغنا ما حوزنا. (أى : الموضع الذي أرادوه). وأهل الشام يسمون المكان بينهم وبين العدو ، الذي فيه أساميهم ومكاتبهم (الماحوز).

(١) الإكمال ٤ / ١٤٠ ، والأنساب ٣ / ٦٨.

(٢) تاريخ الإسلام ٢٣ / ١١٢.

(٣) الإكمال ٤ / ٢٨٧ ، هامش ١ / نقلا عن التوضيح (ذكره ابن يونس فى تاريخه).

(٤) أقحم ابن ماكولا وسط نقوله فى هذه الترجمة عن تاريخ ابن يونس نصا ، قال فيه : «قال عبد الغنى : عنمة (بسكون النون). وليس بشىء». (الإكمال ٦ / ١٤٤). وبالرجوع ـ لتوثيق هذا النص ـ إلى كتاب المحدّث عبد الغنى بن سعيد المصرى (٣٣٢ ـ ٤٠٩ ه‍) المسمى : (المؤتلف والمختلف) ص ١٣٤ ، ألفيته يذكر أن عنمة المزنى صحابى ، روى عنه ابنه إبراهيم ، وابن ابنه (محمد) ، وهما من أهل مصر. وهذا يعنى أن الشق الأول من اقتباس (ابن ماكولا) لعبد الغنى ، والشق الآخر هو رأى ابن ماكولا ، وفيه يرجح ضبط (ابن يونس) لذلك الاسم. وكان الصواب ذكر نص عبد الغنى ، وتعليق ابن ماكولا عليه ، بعد انتهاء (نص ابن يونس) ؛ كى لا يظن أن النص لابن يونس. وعلى كل ، فمن المؤكد عدم إمكانية نقل ابن يونس عن كتاب (عبد الغنى) المذكور ؛ لأنه ولد سنة ٣٣٢ ه‍ (لا ٣٠٢ ه‍ ، كما ذكر خطأ محقق «المؤتلف والمختلف» فى مقدمته ص ٥) ، وتوفى سنة ٤٠٩ ه‍ (مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٣١٢ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٢٢٣) ، فهو ـ بناء عليه ـ كان ابن ١٥ سنة ، عند وفاة ابن يونس (٣٤٧ ه‍).

(٥) الإكمال ٦ / ١٤٤. وصرّح أن ابن يونس ذكره فى (باب إبراهيم). ومن هذا النص وغيره عرفت كيفية تقسيم ابن يونس كتابه. وذكر ابن حجر فى (الإصابة) ٤ / ٧٣٦ ، وهو يترجم لوالده (عنمة) : قال ابن يونس فى ترجمة ابنه ـ لا أبيه ، كما حرفها النساخ ـ (إبراهيم بن عنمة) ، من (تاريخ مصر) ، فقال : «لأبيه صحبة».

٢٩

٧٩ ـ إبراهيم بن أبى الفيّاض المصرى : روى عن أشهب مناكير(١) .

٨٠ ـ إبراهيم بن محمد البجلىّ المصرى «أبو يحيى بن البكّاء» : كان إبراهيم من أصحاب جابر بن الأشعث ، فقرّره فى القضاء ، فمكث أشهرا ، ثم عزل(٢) .

٨١ ـ إبراهيم بن محمد بن خلف بن قديد المصرى : أبو إسحاق ، مولى الأزد. سمع الربيع بن سليمان ، وغيره. لم يكن بذاك(٣) .

٨٢ ـ إبراهيم بن مطروح المصرى : أبو إسحاق ، مولى خولان. سمع عيسى بن حماد ، وسلمة بن شبيب. كتبت عنه ، وكان صالح الحديث. كتب لقاضى مصر(٤) .

٨٣ ـ إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم بن عيسى الخولانى : أبو إسحاق مولاهم المصرى.

ثقة رضا. مات فى ربيع الآخر سنة تسع وستين ومائتين(٥) .

٨٤ ـ إبراهيم بن نشيط(٦) بن يوسف الوعلانىّ(٧) : مولاهم أبو بكر المصرى. من أهل مصر ، كان له عبادة وفضل ، وكان فقيها(٨) . قيل : إنه رأى ابن جزء(٩) . روى عنه الليث بن سعد ، وابن المبارك ، ورشدين بن سعد ، وابن وهب(١٠) . غزا القسطنطينية فى خلافة الوليد بن عبد الملك سنة ثمان وتسعين مع مسلمة بن عبد الملك(١١) . قال يحيى

__________________

(١) أى : أحاديث منكرة غريبة لم يروها الثقات. (ميزان الاعتدال ١ / ٥٣ ، والمغنى (ط. ١٩٧١) : ١ / ٢٢).

(٢) رفع الإصر ١ / ٤٢.

(٣) تاريخ الإسلام ٢٥ / ١٢٢ (وفيات ٣٣٥ ه‍) ، وميزان الاعتدال ١ / ٦٤ ، والمغنى (ط. ١٩٧١) ج ١ ص ٢٥.

(٤) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٤٠٩ (وفيات ٣١١ ه‍).

(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤. وأضاف الذهبى : أنه سمع ابن وهب ، وأبا عبد الرحمن المقرئ ، وإدريس بن يحيى الزاهد. روى عنه : أبو العباس الأصم ، وأبو أحمد بن صاعد ، وغيرهما.

(٦) هكذا ضبطت فى (التقريب) ١ / ٤٥ ، وإن وقع تحريف ، فلقبه ب (البصرى) ، ووقع خطأ فى تاريخ الوفاة (جعلها ١٦١ ه‍ بدل ١٦٣ ه‍).

(٧) نسبة إلى وعلان : بطن من مراد (الأنساب ٥ / ٦١٠).

(٨) السابق ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٥٣ (ولم يذكر أنه فقيه).

(٩) هو الصحابى (عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدىّ (لا جزّ المحرفة فى الأنساب) ت ٨٦ ه‍. (تهذيب التهذيب ٥ / ١٥٦). وأيد رؤيته إياه الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ١٠ / ٦٦.

(١٠) الأنساب ٥ / ٦١٠.

(١١) تهذيب الكمال ٢ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، وتاريخ الإسلام ١٠ / ٦٦.

٣٠

ابن بكير : مات سنة إحدى ، أو اثنتين(١) ، وقيل : سنة ثلاث وستين ومائة. والصواب عنه أنه توفى فى سنة ثلاث وستين ومائة(٢) .

٨٥ ـ إبراهيم بن يزيد بن مرّة بن شرحبيل بن حميّة بن زكة بن عمرو بن شرحبيل بن هرم بن آزاذ بن شرحبيل بن حمرة بن ذى بكلان بن ثات بن زيد بن رعين(٣) الرّعينى(٤) ثم الثاتى(٥) المصرى : أبو خزيمة قاضى مصر. ولى قضاء مصر بعد أن عرضه الأمير أبو عون عبد الملك بن يزيد على السيف ، فقبل ذلك. كان من الزاهدين العابدين. يقال : إنه دخل على عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيدىّ(٦) الصحابى. وحدث عنه المفضّل بن فضالة ، وخالد بن حميد ، وجرير بن حازم ، والصبّاح بن أبان ، ورشدين بن سعد(٧) .

* ذكر من اسمه «أبو بكر» :

٨٦ ـ أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموى : كان أسنّ من عمر أخيه لأبويه ، وكان خيّرا فاضلا. له ابنان : الحكم ، ومروان. توفى سنة ست وتسعين(٨) .

* ذكر من اسمه «أبيض» :

٨٧ ـ أبيض(٩) : صحابى له ذكر فيمن نزل مصر(١٠) . روى من طريق ابن لهيعة ، عن

__________________

(١) ورد بلفظة (اثنين) فى (تهذيب التهذيب) : ١ / ١٥٣ ، وهو خطأ نحوى واضح.

(٢) المصدر السابق.

(٣) الإكمال ٢ / ٥١٤.

(٤) نسبة إلى (ذى رعين). هكذا ضبطها السمعانى ، وقال : كان من الأقيال ، وهو قبيل من اليمن ، نزلت جماعة منهم مصر. (الأنساب ٣ / ٧٦).

(٥) لعلها نسبة إلى أحد أجداد المترجم له (ثات).

(٦) هكذا ضبطها بالحروف ابن حجر فى (التقريب) ١ / ٤٠٧ ، فيكون ضبط الزاى بالشدة المفتوحة خطأ من محقق (رفع الإصر) : ١ / ٤٥.

(٧) هذا هو الصواب ، كما فى (الإكمال ٢ / ٥١٤ (وذكر وفاته ١٥٤ ه‍) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٤٠ ، والتقريب ١ / ٢٥١). أما ما أورده محقق (رفع الإصر) ١ / ٤٥ ، وسماه راشد بن سعد ، فهو من قبيل التحريف.

(٨) تاريخ الإسلام ٦ / ٥١٤ (قال ابن يونس). وقد رجّحت مصريته ؛ إذ الغالب أنه دخل مصر مع أبيه صغيرا ، فقد ولد أخوه (عمر) بالمدينة سنة ٦١ ه‍ (تهذيب التهذيب ٧ / ٤٣٨) ، وهو أسن منه بقليل فيما أرجح. ومعلوم أن بداية دخول عبد العزيز بن مروان مصر كان سنة ٦٥ ه‍.

(٩) ذكر ابن حجر أنه غير منسوب (لا نعرف أكثر من اسمه). (الإصابة ١ / ٢٤).

(١٠) رياض النفوس ، للمالكى (ط. مؤنس) : ١ / ٦١ (رقم ٢٦) ، وط. دار الغرب الإسلامى

٣١

بكر بن سوادة عن سهل بن سعد (رضى الله عنه) قال : «كان رجل يسمى أسود ، فسمّاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبيض»(١) . دخل أبيض هذا إفريقيّة ، وهو معدود فيها من أهل مصر(٢) .

٨٨ ـ أبيض بن حمّال بن مرثد السّبائىّ المأربىّ(٣) : دخل أبيض هذا إفريقية ، وهو معدود من أهل مصر. روى ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن سهل بن سعد ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم غيّر اسم رجل ، كان اسمه أسود ، فسمّاه أبيض. أظنه هذا(٤) .

٨٩ ـ أبيض بن هانئ بن معاوية بن نمر بن سلمة التجيبى : من بنى عامر بن عدى بن تجيب ، وهو والد هبيرة بن أبيض. شهد فتح مصر(٥) .

__________________

١ / ٩٥ (رقم ٢٦) ، وأسد الغابة ١ / ٥٨ (وصدّر النص بقوله : قال ابن منده : سمعت ابن يونس) ، والإصابة ١ / ٢٤ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٨.

(١) ورد هذا الحديث فى (فتوح مصر) ص ٢٧٥ ، والإصابة ١ / ٢٤ ـ ٢٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٨. ويلاحظ أن إسناده بالكامل فى (فتوح مصر) ، وهو كالآتى : رواه ابن عبد الحكم ، عن سعيد بن تليد ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن الصحابى (سهل ابن سعد الساعدىّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وقد أخرجه الطبرانى فى (المعجم الكبير) ٦ / ٢٠٤ (رقم ٦٠١٦) من طريق أخرى ، تلتقى مع هذه فى (ابن لهيعة) ، وإن كان الذي حدثه به (يحيى ابن عثمان بن صالح) ، عن أبيه. وورد ـ كذلك ـ فى (مجمع الزوائد) للهيثمى ٨ / ٥٥.

(٢) رياض النفوس (ط. مؤنس) ١ / ٦١ ، وط. الغرب (١ / ٩٥).

(٣) هكذا ضبطت كلمة (حمّال) بالحروف ، و (مأرب) بكسر الراء : مأرب اليمن. ويقال : أبيض بن حمّال من الأزد (معالم الإيمان ١ / ١٥٣). أما السبائى ، فنسبة إلى (سبأ) المشهورة باليمن. ومأرب : ناحية باليمن بين حضرموت ، وصنعاء (الأنساب ٥ / ١٦١ ، ومعجم البلدان ٥ / ٤١). هذا ، وقد حرّف محقق (الطبقات) لابن سعد ج ٦ / ٥٧ (المآربى) إلى (المازنىّ).

(٤) تفرّد بنسبة هذا الحديث إلى ذاك الصحابى دون (أبيض غير المنسوب) الدبّاغ فى (معالم الإيمان) ١ / ١٥٣ ـ ١٥٤. ويلاحظ تعبير ابن يونس بصيغة الظن ؛ دلالة على ترجيحه أن هذا الحديث لأبيض المذكور فى الترجمة السابقة ، وهذا يؤكد وقوع خلط بين ترجمتى الرجلين فى (تاريخ ابن يونس) ، وهو ما سنوضحه فى دراسة هذا الكتاب فى (النقد الداخلى لبعض تراجمه).

(٥) الإكمال ٧ / ٣٦٤. لعل هذا الصحابى هو الذي ذكره ابن الأثير فى (أسد الغابة) ١ / ٥٨ ، وابن حجر فى (الإصابة) ١ / ٢٤ باسم : (أبيض بن هنىّ بن معاوية) : أدرك النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر. روى عنه ابنه هبيرة. وقد تفرد ابن الأثير بالتصريح بنسبة الترجمة إلى ابن يونس (ذكره الحافظ أبو عبد الله بن منده فى تاريخه ، عن أبى سعيد بن يونس). وعلى كل ، فالمادة متقاربة جدا.

٣٢

* ذكر من اسمه «أبىّ» :

٩٠ ـ أبىّ بن عمارة(١) الأنصارى : بكسر العين. له صحبة ورواية. روى عنه أيوب ابن قطن ، وقال فى حديثه : وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قد صلّى القبلتين فى بيت عمارة. حديثه فى المصريين(٢) .

* ذكر من اسمه «أتة» :

٩١ ـ أتّة(٣) بن سعد بن محمد بن بحر بن ضبع بن أتّة بن يحمد(٤) الرّعينىّ : ذكره

__________________

(١) هكذا ضبطه ابن يونس بكسر العين فى تاريخه (الإكمال ٦ / ٢٧١ ، ومخطوط إكمال تهذيب الكمال ١ / ق ٧٧). وهذا هو رأى الأكثرين كما يقول ابن عبد البر ، وإن كان البعض يراها بالضم (الاستيعاب ١ / ٧٠). هذا ، وقد عكس ابن الأثير ـ فى نقله عن ابن عبد البر ـ القول السابق ، فجعل الأكثرية قائلة بالضم (أسد الغابة ١ / ٦١. وقد لاحظ ذلك ـ من قبل ـ محقق أسد الغابة ، هامش (١)).

(٢) أورد ابن عبد الحكم ذلك الحديث ، وهو يتعلق بالمسح على الخفّين ، لكنه جعل راويه ، الذي سأل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه هو (أبىّ) نفسه ، لا أبوه (عمارة) ـ وكذا نقل عنه ـ فى الغالب ـ ابن الأثير ، ولم يصرّح. (فتوح مصر ٣١٠ ، وأسد الغابة ١ / ٦٠) ، وكذا فى الإصابة ١ / ٢٦. بينما يرى ابن يونس ـ هنا ـ وكذلك ابن عبد البر فى (الاستيعاب ١ / ٧٠) : أن الصلاة كانت فى بيت أبيه (عمارة) ، وأن (أبيا) روى أن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى فى بيت أبيه (عمارة) القبلتين ، ويضاف ـ إلى ذلك ـ أن (أبيا) له حديث آخر فى (المسح على الخفين) هو الذي روى بإسناد المصريين ، وأشار إليه ابن يونس ، وذكرنا مظانّه قبل قليل. ومن ثم ، لا يصح تعليق ابن ماكولا على عبارة ابن يونس بما يفيد التشكيك فى صحتها ؛ إذ يقول : «ولم أجد له حديثا فى أهل مصر». وعلى كل ، فقد أثار سند هذا الحديث (المسح على الخفين) جدلا واسعا بين العلماء ، وغالبيتهم على تضعيفه واضطرابه (الاستيعاب ١ / ٧٠ ، وأسد الغابة ١ / ٦٠ ـ ٦١ ، والإصابة ١ / ٢٦). ولا ندرى السند الذي أورده به ابن يونس ، ولا تعليقه عليه ، ولا رأيه فى معناه ومبناه (سنده) ؛ لأن اقتباس ابن ماكولا ، ومغلطاى عنه لم يتطرق إلى ذكر الإسناد ، فربما كان ابن يونس متفقا مع أئمة الحديث ، وقد يكون له رأى خاص جديد ، فاتنا ـ للأسف ـ معرفته.

(٣) ذكرها ابن حجر فى (تبصير المنتبه) ١ / ٥ بالضم ومثلّثة (أثّة). وهذا تصحيف من ابن حجر. والصواب هو الوارد فى المتن عن ابن ماكولا (الإكمال ١ / ١١) ، فهو مصدر أقدم وأدق فى هذا المجال ، وأصح. والأهم أنه منقول عن ابن يونس صراحة. وإذا كان ابن حجر اكتفى بذكر المصدر الذي نقل ابن يونس عنه ، هو ابن عفير ، فيكون التصحيف قد وقع فى نسخة ابن حجر من كتاب (الأخبار) لابن عفير ، ولم يفطن إليه ابن حجر.

(٤) ورد بضم الياء وكسر الميم غالبا ، وأحيانا بفتح الياء وكسر الميم (الإكمال ٧ / ٤٢٤ ، وهامشها).

٣٣

ابن عفير فى «الأخبار» ، وحكى عنه ، عن عمه السّميّن بن محمد(١) .

* ذكر من اسمه «أجمد» :

٩٢ ـ أجمد(٢) بن عجيّان(٣) الهمدانىّ : صحابى فرد من بنى همدان(٤) ، وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر فى أيام عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) ، وخطّته معروفة بجيزة مصر. ولا أعلم له رواية(٥) .

* ذكر من اسمه «أحرش» :

٩٣ ـ أحرش بن صبح : مولى الصّدف من الأجذوم. روى عن سعيد بن كثير بن عفير(٦) .

* ذكر من اسمه «أحمر» :

٩٤ ـ أحمر بن قطن الهمدانىّ : شيخ شهد فتح مصر. يقال : له صحبة ، كان سيدا فيهم(٧) .

__________________

(١) الإكمال ١ / ١١. وصرّح ابن ماكولا بعده : ذكره ابن يونس (كذا وجدته بخط الصورى مقيّدا). وستأتى ـ بإذن الله ـ ترجمة (السّميّن بن محمد) فى (باب السين).

(٢) هكذا ورد بالجيم المعجمة فى : (الإكمال ١ / ١٧ ، والاستيعاب ١ / ١٤٤ (أورد قول الدارقطنى : أحمد بالحاء كثير ، وبالجيم رجل واحد هو هذا الصحابى) ، وأسد الغابة ١ / ٦٥ ، والإصابة ١ / ٣١ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٨).

(٣) هكذا فى : (الإكمال ١ / ١٧ ، والاستيعاب ١ / ١٤٤ ، والإصابة ١ / ٣١ ، وله وجوه أخرى فى الضبط (مثل : عجيان) ، أوردها ابن حجر فى (المصدر السابق) ، والسيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٦٨.

(٤) تجريد أسماء الصحابة ، للذهبى ١ / ٤ (ترجمة ٤٠) ، وتاج العروس للزبيدى ٧ / ٥٢١.

(٥) الإكمال ١ / ١٧ ـ ١٨ ، والاستيعاب ١ / ١٤٤ ، وأسد الغابة ١ / ٦٥ ، والإصابة ١ / ٣١ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٨). ويلاحظ أن ابن عبد البر صرح بكيفية وصول كتاب ابن يونس إليه كما يلى : أخبرنى بذلك عبد الواحد بن محمد البلخى ، قال : سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد ابن يونس بن عبد الأعلى الصدفى يقول). وطريق أخرى : أخبرنى بتاريخ أبى سعيد حفيد يونس فى (المصريين) : عبد الله بن محمد بن يوسف ، قال : ثنا يحيى بن مالك بن عائذ ، عن أبى صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبى صالح الحافظ ، عن ، أبى سعيد. وطريق ثالثة : رواه عبد الله بن محمد أيضا ، عن أبى عبد الله محمد بن محمد بن مفرّج القاضى ، عن أبى سعيد.

(٦) الإكمال ١ / ٣١ ، وأضاف الأمير أبو نصر بن ماكولا : روى عنه جبلة بن محمد (أبو قمامة).

(٧) السابق : ١ / ١٨ ، وأسد الغابة ١ / ٦٧ ، والإصابة ١ / ٣٢ ـ ٣٣ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٩.

٣٤

* ذكر من اسمه «أحنف» :

٩٥ ـ أحنف الجندىّ(١) : قال : صلّيت خلف الأئمة والخلفاء. روى عنه أبو قبيل المعافرى(٢) .

* ذكر من اسمه «أخنس» :

٩٦ ـ أخنس بن عبد الله الخولانى ، ثم البقرىّ(٣) : شهد فتح مصر(٤) .

* ذكر من اسمه «إدريس» :

٩٧ ـ إدريس بن عبد الواحد بن نصير : كان مقبولا عند القضاة ، وكان من خاصّة ابن أبى الليث(٥) . حدّث عنه يحيى بن عثمان بن صالح(٦) .

* ذكر من اسمه «أدهم» :

٩٨ ـ أدهم بن حظرة اللخمى الراشدى : من بنى راشدة بن أذينة بن جديلة بن لخم. صحابى ذكره سعيد بن عفير فى أهل مصر ، ولم تقع إلىّ له رواية(٧) .

__________________

(١) ذكر ابن ماكولا : أن الجند بطن من المعافر. (الإكمال ٢ / ٢٢٠). وقال السمعانى : الجند بلد من بلاد اليمن مشهورة ، خرج منها علماء ومحدّثون. (الأنساب) ٢ / ٩٦. ولعل الأول هو المقصود ؛ لأن المعافر نزلت مصر.

(٢) الإكمال ٢ / ٢٢٠ (ذكره ابن يونس).

(٣) كذا ورد مضبوطا بالحروف فى (الإكمال) ١ / ٥٨٠. أما فى (مشتبه النسبة ، ط. الهند) ص ١١ ، فجعله بفتح القاف (البقرىّ) ، وهو ما نقله عنه وحكاه ابن ماكولا بالضبط ، ناسبا إياه إليه فى (الإكمال) ١ / ٥٨٠ ـ ٥٨١ (قاله عبد الغنى). ولم أقف على أصل النسبة ، ولعله بطن من خولان.

(٤) مشتبه النسبة (ط. الهند) ص ١١ (حدثنى بذلك أبو الفتح ، عن أبى سعيد) ، والإكمال ١ / ٥٨٠ (كذلك هو فى تاريخ ابن يونس بخط الصورى).

(٥) هو القاضى الكوفى الحنفى محمد بن أبى الليث ، الذي ولى قضاء مصر من سنة (٢٢٦ ـ ٢٣٧ ه‍). (راجع أخباره فى (كتاب القضاة) للكندى ص ٤٤٩ ـ ٤٦٧. وستأتى ترجمة هذا القاضى فى (تاريخ الغرباء) لابن يونس فى (باب الميم) ، بإذن الله.

(٦) الإكمال ١ / ٣٢٥ (ذكره ابن يونس). وستأتى ترجمة أخيه (سليمان) فى (تاريخ المصريين) لابن يونس فى باب (السين) بإذن الله.

(٧) الإكمال ٢ / ٤٨٥ ، والإصابة ١ / ٤٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٩.

٣٥

* ذكر من اسمه «الأرقم» :

٩٩ ـ الأرقم بن جفينة(١) التجيبى : من بنى نصر بن معاوية. عداده فى الصحابة ، وشهد فتح مصر ، وله ذكر وعقب بها. روى حديثه ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن عبد الله بن الأرقم بن جفينة ، عن أبيه : أنه تخاصم إلى عمر هو وابنه(٢) .

* ذكر من اسمه «أزهر» :

١٠٠ ـ أزهر بن عبد الله بن يزيد السّبئىّ(٣) «السّبائىّ»(٤) : مصرى ، يكنى أبا عبد الله. حدث عنه أحمد بن يحيى بن وزير. توفى سنة خمس ومائتين. لا أعرفه بغير هذا(٥) .

١٠١ ـ أزهر بن مسلمة بن أزهر بن يزيد الغطيفىّ : مصرى(٦) .

* ذكر من اسمه «أسامة» :

١٠٢ ـ أسامة بن أحمد بن أسامة بن عبد الرحمن التّجيبى : أبو سلمة ، مولاهم المصرى. توفى فى شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة ، ولم يكن فى الحديث بذاك. تعرف وتنكر(٧) .

__________________

(١) حرّف فى (حسن المحاضرة) ١ / ١٦٩ إلى (حفيتة).

(٢) أسد الغابة ١ / ٧٥ ، وحسن المحاضرة ١ / ١٦٩. وذكر ابن الأثير عن أبى نعيم : أن هذا الصحابى لم يذكره أحد من المتقدمين ، وذكره بعض المتأخرين ـ يعنى : ابن منده ـ وأنه لم يخرّج له شيئا (أى : من أحاديث ، يكون رواها عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ) ، وأن ابن منده أحال به على (أبى سعيد بن عبد الأعلى) ـ يقصد : ابن يونس ، الذي نقل ترجمته عنه ، وهو لا يعرف له اسم (وهذا غير صحيح ، فاسمه مذكور فى ترجمته).

(٣) كذا ورد رسمه فى (الأنساب ٣ / ٢١١).

(٤) كذا ورد رسمه فى (الإكمال) ٤ / ٥٣٣. وقال السمعانى فى (الأنساب ٣ / ٢٠٩) : نسبة إلى سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وهم رهط ينسبون إليه ، وعامتهم مصريون.

(٥) الإكمال ٤ / ٥٣٣ ، والأنساب ٣ / ٢١١.

(٦) الإكمال ٧ / ١٥١.

(٧) أى : تعرف أحاديثه التى يرويها ، وتنكر ، بمعنى : أنه يخلط بين الأحاديث الصحيحة المعروفة ، التى يرويها الثقات ، وبين غيرها من المناكير غير المعروفة. ترجمته عن ابن يونس فى : (الإكمال ٤ / ٣٥٨ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤) ، الذي أضاف ما يلى : عنى بالحديث ، والقراءات. وكان محدثا مكثرا. روى عن يونس ، وأحمد بن يحيى بن وزير ، وغيرهما كثير. وروى عنه : الكندى ، وابن يونس ، وغيرهما.

٣٦

* ذكر من اسمه «إسحاق» :

١٠٣ ـ إسحاق بن إبراهيم الكبّاش(١) : له تاريخ(٢) .

١٠٤ ـ إسحاق بن إبراهيم بن جابر التجيبى : أبو يعقوب المصرى القطّان. روى عن سعيد بن أبى مريم. حدثت عنه. توفى فى شهر جمادى الآخرة سنة ست وتسعين ومائتين ، وما علمت إلا خيرا(٣) .

١٠٥ ـ إسحاق بن إبراهيم بن صيغون المصرى : أبو يعقوب. صوفى صالح. مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، وقد حدّث(٤) .

١٠٦ ـ إسحاق بن إبراهيم بن الغمر بن الحصين الغسّانى المصرى : يكنى أبا يعقوب.

روى عنه سعد بن عبد الله بن عبد الحكم. توفى سنة سبع وخمسين ومائتين(٥) .

١٠٧ ـ إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن نصير(٦) الجلّاب(٧) : يعرف ب «فقيقيعة»(٨) .

__________________

(١) نسبة إلى (الكبش) ، وهو نوع من الغنم ، ونسبة إلى تربيته. واشتهر بذلك النسب جماعة من أهل العلم بديار مصر. (الأنساب ٥ / ٢٥).

(٢) الإكمال ٧ / ١٥٩. وصدّر ذلك ابن ماكولا بالزعم (ذكره ابن يونس ، وزعم أن له تاريخا). وعلى كل ، فأمر وضع هذا الرجل تاريخا محتمل ، فالمنتسبون إلى هذا النسب مشهورون بالعلم ، لكن المحزن ألا توجد أية إشارة إلى هذا العلم ، ولا إلى تاريخه هذا ، لا من ابن يونس ولا من غيره فيما أعلم. وحتى السمعانى الذي ترجم لآخرين ينتسبون هذه النسبة (٥ / ٢٥ ـ ٢٦) لم يتعرض لذكره مطلقا!.

(٣) تاريخ الإسلام ٢٢ / ١٠٥ ـ ١٠٦.

(٤) الإكمال ٥ / ٢٣٠ ، وتبصير المنتبه ٣ / ٨٥٨.

(٥) الإكمال ٧ / ٣٤. وكان قد ذكر ترجمة قبله لأبيه (لعلها عن ابن يونس ، ولم يصرح). كنية والده : أبو إسحاق. روى عن ابن وهب. توفى فى شوال سنة ٢٢٥ ه‍.

(٦) إضافة إلى نسب المترجم له من (الألقاب) لابن الفرضى ص ١٦٥.

(٧) لقب يطلق على من يجلب الرقيق والدوابّ من موضع إلى آخر (الأنساب ٢ / ١٣٧. حرف فى (الألقاب) إلى (الحلاف).

(٨) فقع يفقع فقعا ، وفقوعا : صفا ، ونصع. ويغلب استخدامه فى اللون الأصفر. والفقّيع : جنس من الحمام أبيض ، وواحدته : فقّيعة. فلعل ما ورد فى النص تصغير لهذا اللفظ الأخير ، فيدل على اتصاف المترجم له بشدة البياض ، مع ضآلة فى الحجم ، فصغّر لذلك. أو شدة اصفراره وضعفه ؛ لأن (الفقع) يحتمل الدلالة على صفرة اللون. (اللسان ، مادة : ف. ق. ع ، ج ٥ ص ٣٤٤٨ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٧٢٣).

٣٧

مولى قريش ، مصرى(١) . يروى عن حرملة ، وأحمد بن زهير(٢) ، وغيرهما. كتبت عنه ، وكان صالح الحديث(٣) . وتوفى سنة ثمان وتسعين ومائتين(٤) .

١٠٨ ـ إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب المصرى الخفّاف(٥) : كنيته أبو يعقوب(٦) ، نسبوه فى موالى تجيب(٧) . يروى عن ابن وهب ، وإدريس بن يحيى الزاهد. توفى فى ذى القعدة سنة ست وخمسين ومائتين(٨) .

١٠٩ ـ إسحاق بن بزرج الفارسى المصرى : مولى أم حبيبة. يروى عن الحسن بن علىّ بن أبى طالب. حدث عنه ليث بن سعد ، وابن لهيعة(٩) .

١١٠ ـ إسحاق بن بكر بن مضر بن محمد بن حكيم بن سلمان المصرى : أبو يعقوب ، مولى ربيعة بن شرحبيل بن حسنة حليف بنى زهرة. كان فقيها مفتيا ، وكان يجلس فى حلقة الليث بن سعد يفتى بقوله. يروى عن أبيه. ثقة. توفى سنة ثمان وعشرين(١٠) ومائتين ، ومولده سنة اثنتين وأربعين ومائة(١١) .

١١١ ـ إسحاق بن عبد الله بن الوليد بن يزيد بن رمّانة المصرى : مولى بنى فهر. توفى فى شوال سنة سبع عشرة ومائتين(١٢) .

__________________

(١) الألقاب : ١٦٥ (وفيه حرفت مصرى إلى بصرى).

(٢) زيادة فى السابق.

(٣) السابق (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخه).

(٤) تاريخ الإسلام ٢٢ / ١٠٦. (أبو سعيد بن يونس).

(٥) حرفة عمل الخفاف ، التى تلبس (الأنساب ٢ / ٣٨٦).

(٦) السابق.

(٧) السابق.

(٨) السابق (ولم ينسبه إلى ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ١٩ / ٧٥.

(٩) الإكمال ١ / ٢٥٦.

(١٠) جعلها المزى ، وابن حجر سنة ٢١٨ ه‍ (تهذيب الكمال ٢ / ٤١٤ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٩٩).

(١١) الإكمال ٢ / ٤٧٠ ، وتهذيب الكمال ٢ / ٤١٤ ، وتهذيب التهذيب ١ / ١٩٩. وقال ابن ماكولا فى ج ٧ / ٢٥٩ : روى عنه الربيع الجيزى ، وعبد الرحمن ومحمد ابنا عبد الحكم ، وموسى بن قريش ، وأبو حاتم الرازى (ولعل ذلك منقول عن ابن يونس ، وسكت عن نسبته إليه ابن ماكولا).

(١٢) الإكمال ٤ / ٩٧.

٣٨

١١٢ ـ إسحاق بن عبد الكريم بن إسحاق الصوّاف(١) : يكنى أبا يعقوب. كان من أهل الفقه. سمع من أبى العلاء الكوفى ، وأبى عبد الرحمن النسائى ، ونحوهما(٢) . توفى فى شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، وكان مقبولا عند القضاة. قيل لى : إنه كتب عنه(٣) .

١١٣ ـ إسحاق بن الفرات بن الجعد(٤) بن سليم التجيبى الكندىّ : أبو نعيم المصرى ، مولى معاوية بن حديج(٥) . روى عن مالك ، ويحيى بن أيوب ، والليث ، وحميد بن هانئ ، وهو أكبر شيخ له(٦) . كان فقيها ، وفى أحاديثه أحاديث كأنها منقلبة(٧) . ولى القضاء بمصر خليفة لمحمد بن مسروق الكندى(٨) . توفى بمصر ليلة الجمعة ، لليلتين خلتا من ذى الحجة سنة أربع ومائتين(٩) ، وله سبعون سنة(١٠) .

١١٤ ـ إسحاق بن كامل العثمانى المؤدّب المصرى : يكنى أبا يعقوب. مولى آل عثمان. لم يتابع. فى أحاديثه مناكير. توفى فى شعبان سنة خمس وستين ومائتين(١١) .

__________________

(١) إشارة إلى بيع الصوف ، أو اتخاذ الأشياء منه (الأنساب) ٣ / ٥٦١.

(٢) الإكمال ٥ / ٢٠٦.

(٣) السابق (قاله ابن يونس) ، والأنساب ٣ / ٥٦١ (شرحه).

(٤) ورد فى (رفع الإصر) ج ١ ص ١١٢ باسم (جعفر).

(٥) ورد فى (المصدر السابق) مصحّفا (خديج).

(٦) تاريخ الإسلام ١٤ / ٥٢.

(٧) الحديث المقلوب : إبدال لفظ بآخر فى سند الحديث ، أو فى متنه ، بتقديم أو تأخير ، ونحوه. ويكون القلب جائزا إذا كان على سبيل الاختبار والامتحان. ويكون الحديث ضعيفا مردودا ، إذا حدث فيه القلب ؛ لغرض الإغراب على الناس ، أو لخطأ ، أو لوضع. (تدريب الراوى للسيوطى ١ / ٢٩١ وبعدها ، وتيسير مصطلح الحديث ، للدكتور الطحّان ص ٧٩ ـ ٨١).

(٨) تهذيب الكمال ٢ / ٤٦٧ ، والمقفى ٢ / ٥٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢١٥ (وأضاف : ص ٢١٦ : أنه كان من أكابر أصحاب مالك ، وعالما باختلاف الفقهاء). وولى القضاء (سنة ١٨٤ ـ ١٨٥ ه‍). (كتاب القضاة ، للكندى ص ٣٩٢ ـ ٣٩٣).

(٩) تهذيب الكمال ٢ / ٤٦٧ (انفرد بتحديد ليلة الجمعة) ، والمقفى ٢ / ٥٦ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٢١٥ ، ورفع الإصر ١ / ١١٥ (ولم يحدد اليوم ، واكتفى بذكر الشهر والسنة).

(١٠) زيادة انفرد بها الذهبى فى (تاريخ الإسلام) : ١٤ / ٥٣.

(١١) ذيل ميزان الاعتدال ، للعراقى ص ٩٠. وأضاف : أنه روى عنه : إدريس بن يحيى ، وعبد الله ابن كليب. روى عنه : أحمد بن داود بن عبد الغفار الحرّانى ، وأحمد بن عبيد الله الدارمى.

٣٩

١١٥ ـ إسحاق بن المطهّر البويطىّ : يروى عن ضمرة بن ربيعة ، وغيره. يكنى أبا يعقوب. ثقة ، حدّث عنه محمد بن موسى بن عاصم البلقينى(١) .

١١٦ ـ إسحاق بن وهب بن عبد الله الطّهرمسىّ(٢) : مولى آل سعيد بن أبى مريم. يكنى أبا يعقوب. روى عن ابن وهب أحاديث ، كان ابن وهب أتقى لله من أن يحدّث بها(٣) ، وأحسبه وهم فيها ؛ لأنه لم يكن من أصحاب الحديث ، وكان ـ أيضا ـ يحدّث حفظا. توفى ب «طهرمس» يوم الأربعاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين ومائتين(٤) .

١١٧ ـ إسحاق بن يزيد بن أبى السّكن : مولى غافق ، ثم ل «حذران»(٥) ، وهو بطن من غافق. يكنى أبا يعقوب. كان مؤذنا فى المسجد الجامع العتيق بمصر ، وكان مقبولا عند القضاة. توفى سنة أربع وعشرين ومائتين(٦) .

* ذكر من اسمه «أسد» :

١١٨ ـ أسد بن سعيد بن كثير بن عفير المصرى : كنيته : أبو الحارث. سمع أباه ، وابن وهب ، والشافعى. روى عنه : جبلة بن محمد ، وعلى بن الحسن بن قديد ، والمصريون. توفى فى صفر سنة ستين ومائتين(٧) .

__________________

(١) اسم والد المترجم له (المطهّر) ، ضبط هكذا بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٢٦٢. ونص الترجمة ورد فى (المصدر السابق) ٧ / ٢٦٣ (قاله ابن يونس). وقد رجّحت مصرية المترجم له ؛ نظرا لنسبته إلى (بويط) ، وهى قرية من صعيد مصر الأدنى ، كان منها الإمام (أبو يعقوب يوسف ابن يحيى المصرى البويطى ، تلميذ الإمام الشافعى). (الأنساب : ١ / ٤١٦ ـ ٤١٧).

(٢) نسبة إلى قرية (طهرمس) من قرى جيزة فسطاط مصر. (الأنساب ٤ / ٨٧).

(٣) أورد له السمعانى نموذجا من تلك المرويات ، التى يزعم روايتها عن المحدّث الثقة (ابن وهب) ، وهى من قبيل الوضع على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . (السابق).

(٤) السابق ٤ / ٨٧ ـ ٨٨.

(٥) هكذا وردت فى (الإكمال) ٢ / ٤٠٢ ، ووردت بالجيم فى (الأنساب) : ٢ / ٣٤.

(٦) المصدران السابقان. وصرّح السمعانى بورود ترجمته فى (تاريخ المصريين) لابن يونس.

(٧) تاريخ الإسلام ١٩ / ٨٤ ـ ٨٥.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

( إِذْ قالَ ) :

ظرف لاصطفيناه، أي: اخترناه في ذلك الوقت، أو انتصب بإضمار «اذكر»، استشهادا على ما ذكر، من حاله. كأنّه قيل: اذكر ذلك الوقت، لتعلم أنّه المصطفى الصّالح الّذي لا يرغب عن ملّة مثله.

( لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ) : اخطر ببالك النّظر في الدّلالة المؤدّية إلى المعرفة.

( قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) (١٣١)، أي: فنظر وعرف.

وقيل: أسلم، أي: أذعن وأطع(١) .

وقيل: يحتمل(٢) أن يكون المراد: أثبت على الانقياد.

( وَوَصَّى بِها ) ، أي: بالملّة، أو الكلمة. وهي( أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ) .

وقرئ: وأوصى.

( إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) :

عطف على إبراهيم. داخل في حكمه.

والمعنى: ووصّى بها يعقوب بنيه ـ أيضا.

وقرئ بالنّصب، عطفا على بنيه.

والمعنى: ووصّى بها إبراهيم بنيه ونافلته يعقوب.

[وفي كتاب علل الشّرائع(٣) ، بإسناده إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: كان يعقوب وعيص توأمين. فولد عيص، ثمّ ولد يعقوب. فسمّي يعقوب، لأنّه خرج بعقب أخيه عيص.

والحديث طويل. أخذت منه موضوع الحاجة].(٤)

( يا بَنِيَ ) :

على إضمار القول، عند البصريّين، وعند الكوفيّين، يتعلّق بوصيّ. لأنّه في معنى القول.

وفي قراءة أبيّ وابن مسعود: أن يا بنيّ.

( إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ ) : أعطاكم الدّين الّذي هو صفوة الأديان. وهو دين

__________________

(١ و ٢) ليس في أ.

(٣) علل الشرائع ١ / ٤٣، ح ١.

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

١٦١

الإسلام. ووفّقكم الأخذ به،( فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (١٣٢): لا يكن موتكم على حال إلّا على حال كونكم ثابتين على الإسلام.

فالنّهي راجع إلى كونهم على خلاف الإسلام، في حال الموت. والنّكتة في إدخال النّهي على الموت، إظهار أنّ الموت على غير الإسلام، كلا موت. والموت الحقيقيّ هو موت السّعداء. وهو الموت على الإسلام.

[وفي أصول الكافي(١) : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: إنّ أبي استودعني ما هناك. فلمّا حضرته الوفاة، قال لي: «ادع لي شهودا.» فدعوت له أربعة من قريش.

فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر.

قال: اكتب! هذا ما أوصى به يعقوب بنيه: يا بنيّ إنّ الله اصطفى لكم الدّين.

فلا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون. وأوصى محمّد بن عليّ، إلى جعفر بن محمّد أمره، أن يكفّنه في برده الّذي كان يصلّي فيه الجمعة. (الحديث).

وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة(٢) ، بإسناده إلى محمّد بن الفضل، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر ـ عليهما السّلام. حديث طويل. ذكره في باب اتّصال الوصيّة من لدن آدم ـ عليه السّلام. يقول فيه ـ عليه السّلام: وقال الله ـ عزّ وجلّ(٣) :( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) وقوله(٤) :( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا ) لنجعلها في أهل بيته( وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ ) لنجعلها في أهل بيته.

وفي شرح الآيات الباهرة(٥) : روي صاحب شرح الأخبار، بإسناد يرفعه. قال: قال أبو جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ ـ( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ، يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ. فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) بولاية عليّ ـ عليه السّلام.

ويؤيّده ما رواه الشّيخ محمّد بن يعقوب الكليني ـ رحمه الله(٦) ـ عن أحمد بن

__________________

(١) الكافي ١ / ٣٠٧، ح ٨.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة ١ / ٢١٦، ح ٢.

(٣) البقرة / ١٢٧.

(٤) الانعام / ٨٤.

(٥) تأويل الآيات الباهرة، مخطوط / ٢٣.

(٦) نفس المصدر ونفس الموضع.

١٦٢

محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام.

قال: ولاية عليّ مكتوبة في صحف الأنبياء. ولم يبعث الله نبيّا إلّا عرّفه نبوّة محمّد ووصيّه عليّ ـ صلوات الله عليهما].(١)

( أَمْ كُنْتُمْ ) :

«أم» هي المنقطعة. ومعنى الهمزة فيها الإنكار، أي: ما كنتم.

( شُهَداءَ ) : جمع شهيد. بمعنى الحاضر.

قيل(٢) : إنّ اليهود قالوا لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: ألست تعلم أنّ يعقوب أوصى بنيه باليهوديّة يوم مات؟ فنزلت ردّا عليهم، أي: ما كنتم حاضرين.

( إِذْ حَضَرَ ) :

وقرئ حضر (بكسر الضّاد.) وهي لغة.

( يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ) . فالخطاب لليهود.

وقيل(٣) : الخطاب للمؤمنين، يعني: ما شاهدتم ذلك.

وإنّ ما حصل لكم العلم به، من طريق الوحي.

( إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ) :

تقريرا لهم على التوحيد والإسلام.

و «ما» عامّ في كلّ شيء. فإذا علم، فرّق «بما» و «من» ويمكن أن يقال:( ما تَعْبُدُونَ ) سؤال عن صفة المعبود، كما تقول: ما زيد تريد؟ أفقيه أم طبيب أم غير ذلك من الصّفات؟

( قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ ) :

وقرأ أبيّ بطرح آبائك. وقرئ أبيك، إمّا بالإفراد وكون إبراهيم وحده عطف بيان له، أو بالجمع بالياء والنّون.

( إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ) :

عطف بيان لآبائك.

وعدّ إسماعيل من ابائه. لأنّ العرب تسمّي العمّ، أبا، كما تسمّي الخالة، أمّا ،

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٢) أنوار التنزيل ١ / ٨٣، باختلاف في بعض الألفاظ.

(٣) نفس المصدر ونفس الموضع.

١٦٣

لانخراطهم(١) في سلك واحد. وهو الأخوّة، ووجوب تعظيمها. وفي الحديث(٢) : عمّ الرّجل صنو أبيه، أي: لا تفاوت بينهما، كما لا تفاوت بين صنوي النّخلة.

( إِلهاً واحِداً ) :

بدل من «إله آبائك»، كقوله(٣) :( بِالنَّاصِيَةِ. ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ ) ، أو على الاختصاص، أي: نريد بإله آبائك إلها واحدا.

( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (١٣٣) :

حال من فاعل «نعبد»، أو من مفعوله، لرجوع الهاء إليه في له.

ويجوز أن يكون جملة معطوفة على «نعبد»، وأن يكون جملة اعتراضيّة مؤكّدة إن جاز وقوع الاعتراض في الآخر، كما هو مذهب البعض، أي: ومن حالنا إنّا له مسلمون مخلصون بالتّوحيد، أو مذعنون.

وروى العيّاشيّ(٤) ، عن الباقر ـ عليه السّلام: أنّها جرت في القائم ـ عليه السّلام.

وقال بعضهم(٥) في توجيه الحديث: لعلّ مراده ـ عليه السّلام ـ إنها جارية في قائم آل محمّد: فكل قائم منهم يقول حين موته ذلك لبنيه ويجيبونه بما أجابوا به.

أقول: ويمكن أن يكون مراده ـ عليه السّلام ـ بكون الآية جارية في القائم ـ عليه السّلام ـ كون الوصيّة والتّقرير بالقائم ـ عليه السّلام ـ داخلين في وصيّة يعقوب وتقريره لبنيه، أي: وصّى بنيه وقرّرهم بالإقرار بالقائم ـ عليه السّلام ـ فيما أوصاه وقرّره.

ويؤيّد هذا التّوجيه ما كتبه صاحب نهج الإمامة، قال: روى صاحب شرح الأخبار، بإسناده يرفعه. قال: قال أبو جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ ـ ووصّى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيّ إنّ الله اصطفى لكم الدّين فلا تموتنّ إلّا وأنتم مسلمون بولاية عليّ ـ عليه السّلام. [على ما مرّ في شرح الآيات الباهرة].(٦)

( تِلْكَ ) أي: الأمّة المذكورة الّتي هي إبراهيم ويعقوب وبنوهما والموحّدون،( أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ) : قد مضت.

( لَها ما كَسَبَتْ ) : لا ينفعهم إلّا ما كسبوا من أعمال الخير.

__________________

(١) أ: لانحزاطهما. وهو الظاهر.

(٢) الكشّاف ١ / ١٩٣.

(٣) العلق / ١٦.

(٤) تفسير العيّاشي ١ / ٦١، ح ١٠٢.

(٥) هو الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ١ / ١٩٢.

(٦) ليس في أ.

١٦٤

( وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ ) : لا ينفعكم إلّا ما كسبتم منها.

( وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ ) (١٣٤): لا تؤاخذون بسيّئاتهم(١) ، كما لا تثابون بحسناتهم.

والمقصود نفي الافتخار(٢) بالأوائل ونحوقول رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله(٣) : يا بني هاشم! لا يأتي النّاس بأعمالهم وتأتوني(٤) بأنسابكم.

( وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا ) ، أي: قالت اليهود: كونوا هودا، تهتدوا.

وقالت النصارى: كونوا نصارى، تهتدوا.

( قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ ) ، اي: بل نكون(٥) ملّة إبراهيم، أي: أهل ملّته.

وقيل(٦) : بل نتّبع ملّة إبراهيم. وقرئ بالرّفع، أي: ملّته ملّتنا، أو أمرنا ملّته، أو نحن ملّته، بمعنى أهل ملّته.

( حَنِيفاً ) : حال من المضاف إليه، كقولك: رأيت وجه هند قائمة.

«والحنيف»: المائل من كلّ دين باطل، إلى دين الحقّ. و «الحنف»: الميل في القدمين. و «تحنّف»، إذا مال.

روى العيّاشيّ(٧) ، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ قال: الحنيفيّة، هي الإسلام.

وعن الباقر ـ عليه السّلام(٨) ـ قال: ما أبقت الحنيفيّة شيئا حتّى أنّ منها قصّ الشّارب وقلم الأظفار والختان.

( وَما كانَ ) إبراهيم،( مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (١٣٥): تعريض بأهل الكتاب وغيرهم. لأنّ كلّا منهم يدّعي اتّباع إبراهيم. وهو على الشّرك.

( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ ) : خطاب بالكافرين، أي: قولوا لتكونوا على الحقّ. وإلّا فأنتم على الباطل. وكذا قوله( بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ ) يجوز أن يكون على معنى «بل اتّبعوا أنتم ملّة إبراهيم وكونوا أهل ملّته». والأظهر أنّ الخطاب للمؤمنين.

__________________

(١) أ: بشأنهم.

(٢) أ: الأنهار.

(٣) الكشاف ١ / ١٩٤.

(٤) أ: فأتونا. ر: تأتونا.

(٥) أ: تكون.

(٦) أنوار التنزيل ١ / ٨٤.

(٧) تفسير العياشي ١ / ٦١، ح ١٠٣.

(٨) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ١٠٤.

١٦٥

ويؤيّده ما نرويه في تأويله. وهوما رواه محمّد بن يعقوب(١) ، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن محمّد بن النّعمان، عن سلام بن عمرة، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ(٢) ـ( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) قال: إنّما عنى بذلك عليّا وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السّلام. وجرت بعدهم في الأئمّة.

ثمّ رجع(٣) القول من الله في النّاس. فقال:( فَإِنْ آمَنُوا ) ، يعني: النّاس( بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ ) ، يعني: عليّا وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السّلام ـ والأئمّة،( فَقَدِ اهْتَدَوْا. وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ) ، يعني: النّاس. (انتهى).

ومعناه أنّ الله سبحانه أمر الأئمّة ـ صلوات الله عليهم ـ أن يقولوا آمنا بالله (وما بعدها) لأنّهم المؤمنون بما أمروا به حقّا وصدقا. ثمّ قال مخاطبا للأئمّة، يعني: النّاس:( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) بكم وبما آمنتم به.( وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ) ومنازعة ومحاربة لك، يا محمّد!( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .

( وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) وهو القرآن.

( وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ ) : جمع سبط. وهو الحافد. وهم حفدة يعقوب، ذراريّ أبنائه الاثني عشر.

روى العيّاشيّ(٤) ، عن الباقر ـ عليه السّلام ـ أنّه سئل: هل كان ولد يعقوب أنبياء؟

قال: لا! ولكنّهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء(٥) . لم(٦) يكونوا يفارقوا(٧) الدّنيا إلّا سعداء. تابوا وتذكّروا ما صنعوا.

والمراد بما أنزل على هؤلاء الصّحف.

( وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى ) : التوراة والإنجيل،( وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ ) : جملة المذكورين وغيرهم،( مِنْ رَبِّهِمْ ) : متعلّق بالإيتاء. وكلمة «من»، ابتدائيّة.

__________________

(١) الكافي ١ / ٤١٥، ح ١٩.

(٢) البقرة / ١٣٦.

(٣) المصدر: يرجع.

(٤) تفسير العياشي ١ / ٦٢، ح ١٠٦.

(٥) أ: الأبناء.

(٦) أ: كم.

(٧) أ: يشارع.

١٦٦

( لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ) : لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض، كما فعلت اليهود والنّصارى، ولوقوع أحد في سياق النّفي وعمومه أضيف إليه «بين». وقيل(١) : لأنّه في معنى الجماعة.

( وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (١٣٦): منقادون في جميع ما أمر به ونهى عنه.

وفي الخصال(٢) ، فيما علّم أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أصحابه: إذا قرأتم «( قُولُوا آمَنَّا ) فقولوا: أمنا «إلى قوله» مسلمون.

وفي الفقيه(٣) ، في وصاياه لابنه محمّد بن الحنفيّة: وفرض على اللّسان الإقرار والتعبير [عن القلب](٤) بما عقد عليه. فقال ـ عزّ وجلّ:( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا ) .

(الآية.)( فَإِنْ آمَنُوا ) ، أي: سائر النّاس،( بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ ) من باب التّبكيت. لأنّ دين الحقّ واحد. لا مثل له. ولو فرض أنّهم حصلوا دينا آخر، مثل دينكم في الصّحّة والسّداد، فقد اهتدوا. ونظيره قولك للرّجل الّذي تشير عليه: هذا هو الرّأي الصّواب. فإن كان عندك رأي أصوب منه. فاعمل به. وقد علمت أنّه لا أصوب من رأيك. والمراد تبكيته.

ويجوز أن يكون الباء، للاستعانة، أي: فإن دخلوا في الإيمان بشهادة مثل شهادتكم الّتي آمنتم بها، أو المثل مقحم كما في قوله(٥) :( وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ ) ، أي: عليه.

وقرئ بحذفه. وقرأ أبيّ: بالّذي آمنتم به.

( فَقَدِ اهْتَدَوْا ) إلى الحقّ.

( وَإِنْ تَوَلَّوْا ) عمّا أنتم عليه،( فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ) : في كفر، على ما رواه الطّبرسيّ، عن الصّادق ـ عليه السّلام(٦) .

وأصله المخالفة والمناوأة. فإنّ كلّ واحد من المتخالفين، في شقّ غير شقّ الآخر.

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ٢١٧.

(٢) الخصال ٢ / ٦٢٩، ح ٤٠٠.

(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٣٨٢.

(٤) يوجد في المصدر.

(٥) الأحقاف / ١٠.

(٦) مجمع البيان ١ / ٢١٨.

١٦٧

( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ ) : تسلية للمؤمنين. ووعد لهم بالحفظ والنّصر.

( وَهُوَ السَّمِيعُ ) لأقوالكم،( الْعَلِيمُ ) (١٣٧) بنيّاتكم.

( صِبْغَةَ اللهِ ) :

مصدر منتصب عن قوله «آمنا به». وهي فعلة من صبغ، كالجلسة من جلس.

وهي الحالة الّتي يقع عليها الصّبغ.

والمعنى: تطهير الله. لأنّ الإيمان يطهّر النّفوس.

والأصل فيه أنّ النّصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر. يسمّونه المعموديّة.(١) ويقولون هو تطهير لهم. فإذا فعل الواحد منهم بولده ذلك، قال الآن صار نصرانيّا حقّا. فأمر المسلمون بأن يقولوا لهم: قولوا آمنا. وصبَغَنا الله بالإيمان، صبغةً لا مثل صبْغَتَنا. وطهّرنا به لا مثْل تطهيرنا، أو يقولوا أصبَغَنا الله بالإيمان صبغته ولم يصبغ صبغتكم.

فهو من باب المشاكلة. كما تقول لمن يغرس الأشجار: أغرس كما يغرس فلان. تريد رجلا يصطنع الكرام.(٢) [( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) : لا أحسن من صبغته.

وفي كتاب معاني الأخبار(٣) : أبي ـ رحمه الله ـ قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) ، فقال: هي الإسلام.

وفي اصول الكافي(٤) ، بإسناده إلى عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) ، قال: صبَغ المؤمنين بالولاية في الميثاق.

وبإسناده. إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام(٥) ـ في الحسن، في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) ، قال: الإسلام.

__________________

(١) كذا في أ. وفي الأصل ور: العمودية.

(٢) يوجد في أ: بعد هذه العبارة: «وفسّرها الصادق ـ عليه السّلام ـ بالإسلام.» وهي مشطوب في الأصل.

(٣) معاني الأخبار / ١٨١، ح ١.

(٤) الكافي ١ / ٤٢٢، ح ٥٣.

(٥) نفس المصدر ٢ / ١٤، ح ١.

١٦٨

حميد بن زياد(١) ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما ـ عليهما السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قال: الصّبغة هي الإسلام.

والحديثان طويلان. أخذت منهما موضع الحاجة.

وبإسناده(٢) إلى حمران، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قال: الصّبغة هي الإسلام].(٣)

وفي شرح الآيات الباهرة: وروى الشيخ محمّد بن يعقوب(٤) ، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ ـ( صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً ) قال صبغ المؤمنين(٥) بالولاية في الميثاق.

وأقول: يظهر من تلك الأخبار(٦) ، أنّ الإسلام لا يتحقّق بدون الولاية. وقد ذكرنا لك مرارا، ما يدلّك على هذا.

( وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ ) (١٣٨) :

معطوف على( آمَنَّا بِاللهِ ) وتعريض بهم، أي: لا نشرك به كشرككم.

وقيل(٧) :( صِبْغَةَ اللهِ ) ، بدل من( مِلَّةِ إِبْراهِيمَ ) ، أو نصب على الإغراء. بمعنى: عليكم صبغة الله. ويردّهما هذا العطف، للزوم فكّ(٨) النّظم وإخراج الكلام عن التئامه.

( قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ ) :

قرئ: أتحاجّونا (بإدغام النّون)، يعني: تحاجّونا في شأن الله واصطفائه النّبيّ من العرب دونكم؟ وتقولون: لو أنزل الله على أحد، لأنزل علينا. لأنّا أهل الكتاب والعرب عبدة الأوثان. ونحن أسبق في النّبوّة. لأنّ الأنبياء كلّهم كانوا منّا.

( وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ ) لا اختصاص له بقوم دون قوم. يصيب برحمته من يشاء.

( وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ ) فلا يبعد أن يكرمنا بأعمالنا.

__________________

(١) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٣.

(٢) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٢.

(٣) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٤) الكافي ١ / ٤٢٢، ح ٥٣.

(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ: المؤمنون.

(٦) أ: الخبرين.

(٧) مجمع البيان ١ / ٢١٩، باختلاف في اللفظ.

(٨) أ: قلت.

١٦٩

( وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ) (١٣٩): موحّدون. نخلصه بالإيمان والطّاعة، دونكم.

والحاصل، أنّ إعطاء الكرامة إمّا بالتّفضّل وكونه ربّا، أو بالعمل، أو بالإخلاص. والأوّلان مشتركان بيننا وبينكم. والأخير مختصّ بنا. فدعواكم الأحقّيّة، ساقطة. لا وجه لها. بل نحن أحقّ.

( أَمْ تَقُولُونَ ) : يحتمل على قراءة التّاء، أن تكون «أم»، معادلة للهمزة، في «أتحاجّوننا» بمعنى أي الأمرين تأتون المحاجّة في حكم الله؟ أم ادّعاء اليهوديّة والنّصرانيّة على الأنبياء؟ والمقصود إنكارهما والتّوبيخ عليهما معا. وأن تكون منقطعة بمعنى «بل أتقولون».

والهمزة على قراءة الياء، لا تكون إلّا منقطعة.

( إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى ) ولم يكونوا مسلمين؟

( قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ ) وأنّه شهد لهم بالإسلام، في قوله(١) ( ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً ) .

( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ ) ، أي: شهادة الله لإبراهيم بالحنيفيّة.

و «من» فيه، كما في قولك: «هذه شهادة منّي لفلان»، إذا شهدت له.

والمعنى أنّ أهل الكتاب، لا أحد أظلم منهم. لأنّهم كتموا هذه الشّهادة وهم عالمون بها. أو أنّا لو كتمنا هذه الشّهادة، لم يكن أحد أظلم منّا. فلا نكتمها. أو الأعمّ من المعنيين. وفي الأخيرين تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمّد ـ عليه السّلام ـ بالنّبوّة، في كتبهم.

والآية تدلّ على كفر من كتم شهادة الله بالولاية، وعلى كفر أهل الخلاف.

تقريره أنّ نصّ النّبيّ على شيء، شهادة الله عليه. فكتمان نصّ النّبيّ، كتمان شهادة الله وكتمان شهادة الله، أشدّ الظّلم. فهو إمّا الكفر، أو أشدّ منه. وعلى كلا التّقديرين، يلزم المدّعي. ويدلّ عليه – أيضا ـ ما رواه في الفقيه(٢) ، عن الحسن بن محبوب [عن أبى أيّوب ،](٣) عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في أثناء خبر. قال :

__________________

(١) آل عمران / ٦٧.

(٢) من لا يحضره الفقيه ٤ / ٧٦، ح ٢٣٦.

(٣) يوجد في المصدر.

١٧٠

فقلت له: أرأيت من جحد الإمام منكم ما له(١) ؟

فقال: من جحد اماما من الله(٢) وبرئ منه ومن دينه، فهو كافر مرتدّ عن الإسلام.

لأنّ الإمام من الله ودينه دين الله. ومن برئ من دين الله، فهو كافر. ودمه مباح في تلك الحال، إلّا أن يرجع ويتوب إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ ممّا قال.

[وفي عيون الأخبار(٣) ، بإسناده إلى أبي الحسن موسى ـ عليه السّلام ـ حديث طويل، يقول فيه: وإن سئلت عن الشّهادة فأدّها. فإنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ يقول:( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) . وقال الله ـ عزّ وجلّ:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ ) ].(٤)

( وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) (١٤٠): وعيد لهم. وقرئ بالتّاء.

( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ ) (١٤١): قيل(٥) : التّكرير للمبالغة في التّحذير، والزّجر عمّا استحكم في الطّبائع، من الافتخار بالآباء والاتّكال عليهم، أو الخطاب فيما سبق لهم. وفي هذه الآية لنا، تحذيرا عن الاقتداء بهم، أو المراد بالأمّة في الأوّل، الأنبياء، وفي الثّاني، أسلاف اليهود والنّصارى.

( سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ) الّذين خفّ أحلامهم واستمهنوها بالتّقليد والإعراض عن النّظر ـ يريد المنكرين لتغيير القبلة من المنافقين واليهود والمشركين.

وفائدة تقديم الإخبار، توطين النّفس وإعداد الجواب. وفي المثل قبل الرّمي يراش السّهم.

( ما وَلَّاهُمْ ) : ما صرفهم،( عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها ) وهي بيت المقدس.

( قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) : بلاد المشرق والمغرب(٦) ، أو الأرض كلّها.

( يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (١٤٢): وهي ما توجبه الحكمة والمصلحة، من توجيههم تارة إلى بيت المقدس وأخرى إلى الكعبة.

__________________

(١) المصدر: ما حاله له. أ: ما حاله.

(٢) المصدر: برئ من الله.

(٣) عيون أخبار الرضا ١ / ٢٥ ،

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٥) أنوار التنزيل ١ / ٨٦.

(٦) أ: الشرق والغرب.

١٧١

وفي تفسير الإمام ـ عليه السّلام(١) ـ عند قوله ـ عزّ وجلّ ـ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها ) وفي الاحتجاج(٢) عنه ـ عليه السّلام ـ أيضا. قال: لـمّا كان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بمكّة، أمره الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يتوجّه نحو بيت المقدس، في صلاته ويجعل الكعبة بينه وبينها، إذا أمكن، وإذا لم يمكن، استقبل بيت المقدس، كيف كان. وكان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يفعل ذلك، طول مقامه بها ثلاث عشرة سنة. فلمّا كان بالمدينة وكان متعبّدا(٣) باستقبال بيت المقدس استقبله وانحرف عن الكعبة سبعة عشر شهرا(٤) .

وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما يدري(٥) محمّد كيف صلّى(٦) حتّى يتوجّه(٧) إلى قبلتنا في صلاته بهدينا ونسكنا؟

فاشتدّ ذلك على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ لما اتّصل به عنهم. وكره قبلتهم. وأحبّ الكعبة. فجاءه جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فقال له رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: يا جبرئيل! لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس، إلى الكعبة. ولقد(٨) تأذّيت(٩) بما يتّصل بي من قبل اليهود، من قبلتهم.

فقال جبرئيل ـ عليه السّلام: فسل(١٠) ربّك أن يحوّلك إليها. فإنّه لا يردّك عن طلبتك، ولا يخيّبك من بغيتك.

فلمّا استتمّ(١١) دعاءه، صعد جبرئيل ـ عليه السّلام. ثمّ عاد من ساعته. فقال: اقرأ، يا محمّد!( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) . (الآيات).

فقالت اليهود عند ذلك: ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها؟

فأجابهم الله بأحسن جواب. فقال:( قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) وهو يملكهما.

وتكليفه التّحوّل(١٢) إلى جانب، كتحويله لكم إلى جانب آخر.

__________________

(١) ر: تفسير العسكري / ٢٢٥ ـ ٢٢٧.

(٢) الاحتجاج ١ / ٤٣.

(٣) «وكان متعبدا» ليس في أ.

(٤) أ: وكان متعبدا سبعة عشر شهرا. المصدر: سبعة عشر شهرا أو سنة عشر شهرا.

(٥) المصدر: درى.

(٦) المصدر: يصلى. وهو الظاهر.

(٧) أ: حتى صار يتوجه.

(٨) المصدر: فقد. وهو الظاهر.

(٩) أ: ناديت.

(١٠) المصدر فاسأل.

(١١) أ: استقيم.

(١٢) المصدر: التحويل. وهو الظاهر.

١٧٢

( يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) هو مصلحهم(١) ومؤدّيهم بطاعته(٢) إلى جنّات النعيم.

وجاء(٣) قوم من اليهود إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقالوا: يا محمّد! هذه القبلة بيت المقدس. قد صلّيت إليها أربع عشرة سنة. ثمّ تركتها(٤) . أفحقّا كان ما كنت عليه، فقد تركته إلى باطل؟ فإنّ ما يخالف الحق فهو(٥) باطل. أو كان(٦) باطلا(٧) ، فقد كنت عليه طول [هذه](٨) المدّة؟ فما(٩) يؤمننا أن تكون الآن على باطل.

فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: بل ذلك كان حقّا. وهذا حقّ يقول الله تعالى:( قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) وإذا عرف صلاحكم، يا أيّها العباد! في استقبال(١٠) المشرق أمركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به، وإن(١١) عرف صلاحكم في غيرهما، أمركم به. فلا تنكروا تدبير الله تعالى في عباده وقصده إلى مصالحكم.

ثمّ قال لهم(١٢) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: لقد تركتم العمل يوم السّبت. ثمّ عملتم به في سائر الأيام(١٣) . ثمّ تركتموه في السّبت. ثمّ عملتم بعده. أفتركتم الحقّ إلى باطل؟

أو الباطل إلى حقّ؟ او الباطل إلى باطل؟ أو الحقّ إلى الحقّ؟ قولوا: كيف شئتم؟ فهو قول محمّد وجوابه لكم.

قالوا: بل ترك العمل في السّبت، حقّ. والعمل بعده، حقّ.

فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته، حقّ.

ثمّ قبلة الكعبة في وقتها، حقّ.

فقالوا: يا محمّد! فبدا(١٤) لربّك فيما كان أمرك به بزعمك من الصّلاة إلى بيت المقدس، حين نقلك إلى الكعبة؟

__________________

(١) أور: مصلحتهم.

(٢) المصدر: وهو أعلم بمصلحتهم وتؤدّيهم طاعتهم.

(٣) المصدر: قال أبو محمد: وجاء.

(٤) المصدر: تركتها الآن.

(٥ و ٦ و ١٢) ليس في المصدر.

(٧) المصدر: باطلا كان ذلك.

(٨) يوجد في المصدر.

(٩) أ: فلا يؤمننا.

(١٠) المصدر: استقبالكم.

(١١) ر: وإذا.

(١٣) المصدر: ثم عملتم بعده سائر الأيّام.

(١٤) المصدر: أفبدا. وهو الظاهر.

١٧٣

فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: ما بدا له عن ذلك. فإنّه العالم بالعواقب والقادر على المصالح. لا يستدرك على نفسه. غلطا. ولا يستحدث رأيا، بخلاف المتقدّم.

جلّ عن ذلك. ولا يقع عليه ـ أيضا ـ مانع يمنعه عن(١) مراده. وليس يبدو إلّا لمن كان هذا صفته(٢) . وهو ـ عزّ وجلّ ـ يتعالى عن هذه الصّفات، علوّا كبيرا.

ثمّ قال لهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: أيها اليهود! أخبروني عن الله، أليس يمرض ثمّ يصحّ ويصحّ ثمّ يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ أليس يحيي ويميت؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟

قالوا: لا! قال: فكذلك الله تعبّد نبيّه محمّدا بالصّلاة إلى الكعبة، بعد أن كان تعبّد بالصّلاة إلى بيت المقدس. وما بدا له في الأوّل.

[ثم](٣) قال: أليس الله يأتي بالشّتاء في أثر الصّيف والصّيف بعد الشّتاء(٤) ؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟

قالوا: لا! قال: فكذلك لم يبد له في القبلة.

ثمّ قال: أليس قد ألزمكم في الشّتاء أن تحترزوا من البرد بالثّياب الغليظة، وألزمكم في الصّيف [أن تحترزوا من الحرّ. فبدا له في الصّيف](٥) حتى(٦) أمركم بخلاف ما كان أمركم به في الشّتاء؟

قالوا: لا! فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: فكذلكم الله في(٧) تعبّدكم في وقت، لصلاح يعلمه بشيء. ثم تعبده(٨) في وقت آخر، لصلاح آخر(٩) ، يعلمه بشيء اخر فإذا أطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه. وأنزل(١٠) الله( وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ )

__________________

(١) المصدر: من.

(٢) أ: صفته. المصدر: وصفه.

(٣) يوجد في المصدر.

(٤) والصيف في أثر الشتاء.

(٥) ليس في أ.

(٦) المصدر: حين. وهو الظاهر.

(٧) ليس في ر والمصدر.

(٨) المصدر: تعبّدكم. وهو الظاهر.

(٩) ليس في المصدر.

(١٠) المصدر: فأنزل.

١٧٤

إذا(١) توجّهتم بأمره، فثمّ الوجه الّذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثمّ قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: يا عباد الله! أنتم المرضى(٢) والله ربّ العالمين كالطّبيب. وصلاح المريض(٣) فيما يعلمه الطّبيب ويدبّره. لا فيما يشتهيه(٤) ويقترحه.

ألا فسلّموا لله أمره، تكونوا من الفائزين (انتهى)

وهذا الخبر، كما تراه، يدل على نفي البداء لله تعالى.

وقد روى محمّد بن يعقوب(٥) ، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الرّيّان بن الصّلت. قال: سمعت الرّضا ـ عليه السّلام ـ يقول: ما بعث الله نبيّا إلّا بتحريم الخمر وأن يقرّ لله بالبداء.

فوقع(٦) التّنافي بين الخبرين.

وقد روى عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال(٧) : «لو علم النّاس ما في القول بالبداء من الأجر، ما فتروا(٨) عن الكلام فيه.»

فينبغي التّكلّم في الجمع بين الخبرين :

فأقول: البداء له معنيان :

الأوّل ـ أن يبدو له رأي غير الرّأي الأوّل لمفسدة في الرّأي الأوّل، أو لمحمدة في الرّأي الثّاني، لم يعلم به سابقا. وهو بهذا المعنى، منفيّ عنه تعالى عن ذلك علوّا كبيرا.

وهو المراد في الخبر الأوّل.

والثّاني ـ أن يكون في علمه السّابق أنّ الصّلاح في وقت معيّن، في الفعل الفلانيّ. وإذا جاز ذلك الوقت، فالمصلحة في الشيء الفلاني. وكان في علمه السّابق تغيير(٩) ذلك الشيء، إذا جاء وقته. أو كان مقرّرا في علمه السّابق أنّ زيدا(١٠) إن لم يعمل بالخيرات، مات في وقت كذا، وإن عمل، مات في وقت بعده، مع علمه بوقوع أحدهما. لكن كان ذلك العلم مخزونا عنده، لا يبديه لأحد من ملائكته وأنبيائه وأئمّته. والبداء إنّما يكون بهذا المعنى.

__________________

(١) المصدر: يعنى إذا.

(٢) المصدر: كالمرضى. وهو الظاهر.

(٣) المصدر: فصلاح المرضى.

(٤) المصدر: ويدّبره به. لا فيما يشتهيه المريض.

(٥) الكافي ١ / ١٤٨، ح ١٥.

(٦) أ: فرفع.

(٧) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ١٢.

(٨) أ: ما قروا ر: وما مروا.

(٩) بغير.

(١٠) أ: أنّ الصلاح في وقت معيّن في الفعل الفلاني أنّ زيدا.

١٧٥

فالبداء في الحقيقة في علم الملك أو النّبيّ أو الإمام، بمعنى الظّهور، لأحدهم، غير ما ظهر لهم أوّلا، لا في علمه تعالى بذلك المعنى. وهو المراد حيث أثبت له البداء ـ تعالى الله عمّا يقول الظّالمون.

يؤيّد هذا المعنى مارواه محمّد بن يعقوب(١) ، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار. قال: سمعت أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول: العلم علمان: فعلم عند الله مخزون. لم يطّلع عليه أحد من خلقه. وعلم علّمه ملائكته ورسله. فما علّمه ملائكته ورسله، فإنّه سيكون لا يكذّب نفسه ولا ملائكته ولا رسله. وعلم عنده مخزون، يقدّم منه ما يشاء ويثبت ما يشاء.

وأيضا، قد روى عن الصّادق ـ عليه السّلام(٢) ـ أنّه قال: إنّ لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه إلّا هو. من ذلك يكون البداء وعلم علّمه ملائكته ورسله وأنبياءه فنحن نعلمه.

( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً ) ، أي: مثل ذلك الجعل العجيب، جعلناكم أمّة.

وروى الصّدوق، يعني: أئمّة(٣) .

( وَسَطاً ) ، أي: خيارا.

وقيل(٤) . للخيار وسط. لأنّ الاطراف يتسارع إليها الخلل.

وقال الصّدوق(٥) : أي: عدلا وواسطة بين الرّسول والنّاس.

( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) ، يعني: يوم القيامة.

( وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) :

روى في التفاسير(٦) : أنّ الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء. فيطالب الله الأنبياء بالبيّنة على أنّهم قد بلغوا وهو أعلم. فيؤتى بأمّة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله.

فيشهدون. فتقول الأمم: من أين عرفتم؟

فيقول علمنا ذلك بإخبار الله، في كتابه النّاطق، على لسان نبيّه الصّادق.

__________________

(١) الكافي ١ / ١٤٧، ح ٦.

(٢) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٨.

(٣) بل القمي في تفسيره ١ / ٦٣.

(٤) الكشاف ١ / ١٩٨.

(٥) بل القمي في تفسيره ١ / ٦٣.

(٦) ر. تفسير القمي ١ / ١٩١+ الكشاف ١ / ١٩٩+ نور الثقلين ١ / ٤٨٢.

١٧٦

فيؤتى بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله. فيسأل عن حال أمّته. فيزكيّهم. ويشهد بعدالتهم. وذلك قوله:( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) .

[وفي كتاب بصائر الدّرجات(١) : عبد الله بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد الثّقفيّ.

قال: في كتاب بندار بن عاصم، عن الحلبيّ، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ تبارك وتعالى ـ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) قال: نحن الشّهداء على النّاس، بما عندهم من الحلال والحرام، وبما صنعوا(٢) منه.

وفي أصول الكافي(٣) : الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن(٤) بن عليّ الوشا، عن أحمد بن عائذ، عن عمر بن أذينة، عن يزيد العجليّ. قال: سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) . فقال: نحن الأمّة الوسط. ونحن شهداء الله على خلقه وحجّته في أرضه.

عليّ بن إبراهيم(٥) ، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن يزيد العجليّ. قال: قلت لأبي جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ تبارك وتعالى ـ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) .

قال: نحن الأمّة الوسط].(٦) ونحن شهداء الله ـ تبارك وتعالى ـ على خلقه وحجته في أرضه وسمائه.

[والحديثان طويلان. أخذت منهما موضع الحاجة.

وبإسناده الى أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ حديث طويل يقول فيه ـ عليه السّلام(٧) :](٨)

__________________

(١) بصائر الدرجات / ٨٢، ح ١.

(٢) المصدر: ضيعوا.

(٣) الكافي ١ / ١٩٠، ح ٢.

(٤) كذا في المصدر. وفي الأصل ور: الحسين.

(٥) نفس المصدر ١ / ١٩١، ح ٤.

(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٧) الكافي ١ / ٢٥١، ح ٧.

(٨) ما بين المعقوفتين ليس في أ. وفيه بعد «عليه السّلام» توجد عبارة. والظاهر زائدة. وهي: وفي حديث ليلة القدر عنه ـ عليه السّلام.

١٧٧

لقد قضى(١) أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف. ولذلك جعلهم شهداء على الناس.

ليشهد محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ علينا. ولنشهد على شيعتنا. وليشهد شيعتنا على الناس.

[وفي مجمع البيان(٢) ، بعد ان نقل رواية يزيد بن معاويه، قال وفي رواية أخرى قال: إلينا يرجع الغالي. وبنا يلحق المقصر.

وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني(٣) ، في كتاب شواهد التنزيل بقواعد التفضيل.

بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي، عن عليّ ـ عليه السّلام: إنّ الله تعالى إيّانا عنى بقوله:( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) [ويكون الرسول عليكم شهيدا](٤) فرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ شاهد علينا ونحن شهداء الله على خلقه. وحجّته في أرضه. ونحن الّذين قال الله تعالى:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) .

وفي تفسير العيّاشيّ(٥) : عن أبي بصير. قال: سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول: نحن نمط الحجاز.

فقلت: وما نمط الحجاز؟

قال: أوسط الأنماط. إنّ الله يقول:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) .» ثمّ قال: إلينا يرجع الغالي. وبنا يلحق المقصّر.

عن أبي عمرو الزّبيريّ(٦) عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: قال الله:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) . فإن ظننت أنّ الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين، أفترى. إنّ من لا يجوز شهادته في الدّنيا على صاع من تمر، يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية؟ كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعني: الأمّة الّتي وجبت لها دعوة إبراهيم:( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) . وهم الأمّة الوسطى. وهم خير أمّة أخرجت للنّاس](٧)

[وفي كتاب المناقب، لابن شهر آشوب(٨) : أبو الورد، عن أبي جعفر

__________________

(١) أ: قضى الأمر.

(٢) مجمع البيان ١ / ٢٢٤.

(٣) نفس المصدر والموضع.

(٤) يوجد في أ.

(٥) تفسير العياشي ١ / ٦٣، ح ١١١.

(٦) نفس المصدر، ح ١١٤.

(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ. (٨) المناقب ٤ / ١٧٩.

١٧٨

ـ عليه السّلام ـ](١) ( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) [قال: نحن.

وفي رواية حمدان بن أعين(٢) ، عنه ـ عليه السّلام: إنّما أنزل الله:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) ، يعني: عدولا( لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ) ](٣) ويكون الرسول شهيدا عليكم.» قال: ولا يكون شهداء على النّاس إلّا الأئمة ـ عليهم السّلام ـ والرسول. فاما الأمّة فانّه غير جائز أن يستشهدها الله وفيهم من لا تجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل.

[وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفيّ(٤) ، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ. قال: حدّثنا الحسن بن جعفر بن إسماعيل الأفطس. قال: حدّثنا أبو موسى المسرقانيّ(٥) عمران بن عبد الله. قال: حدّثنا عبد الله بن عبيد(٦) القادسيّ. قال حدّثنا: محمّد بن عليّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله تعالى:( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) ، قال: نحن الأمّة الوسط. ونحن شهداء الله على خلقه وحجّته في أرضه].(٧)

( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها ) : هي بيت المقدس، أي: غيّرناه إلى الكعبة.

وقيل(٨) : هي الكعبة. لأنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان يصلّي بمكّة إلى الكعبة. ثمّ أمر بالصّلاة إلى صخرة بيت المقدس، بعد الهجرة، تآلفا لليهود. ثمّ حوّل الى الكعبة. وينافيه ما رويناه سابقا، من أنّه ـ عليه السّلام ـ كان يصلّي بمكّة إلى بيت المقدس.

( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ ) : يرتدّ عن دينه، إلفا لقبلة آبائه.

وذلك أنّ هوى أهل المدينة كان في بيت المقدس. فأمرهم بمخالفه(٩) ليبيّن من يوافق محمّدا فيما يكرهه؟ وقال: «لنعلم.» ولم يزل عالما بذلك؟ إمّا لأنّ المراد ليعلم رسول الله

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) نفس المصدر والموضع.

(٣) ليس في أ.

(٤) تفسير الفرات / ١٣.

(٥) المصدر: المرقانىّ.

(٦) المصدر: جيد.

(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٨) تفسير البحر المحيط ١ / ٤٢٣.

(٩) أ: بمخالفة. ولعل الصواب: بمخالفته.

١٧٩

والمؤمنون والإسناد إلى ذاته لأنّهم خواصّه. أو لأنّ المراد ليتميّز التّابع من النّاكص، بوضع العلم موضع التّميّز. لأنّ العلم يقع به التّميّز. أو لأنّ المراد لنعلم علما يتعلّق به الجزاء. وهو(١) أن يعلمه موجودا حاصلا. والأخير روى في التّفسير المنسوب إلى الإمام ـ عليه السّلام(٢) ـ وفي الاحتجاج(٣) ـ أيضا.

[وفي تهذيب الأحكام(٤) : الطّاطريّ، عن محمّد بن أبي حمزة، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال: سألته عن قوله ـ عزّ وجلّ ـ( وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ ) ، أمره به؟

قال: نعم! إنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان يتقلّب(٥) وجهه في السّماء.

فعلم الله ـ عزّ وجلّ. ـ ما في نفسه. فقال:( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ. فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها ) ](٦)

( وَإِنْ كانَتْ ) :

«إن» هي المخفّفة الّتي تلزمها الّلام الفارقة. والضّمير في «كانت» للصّلاة إلى بيت المقدس، أو لما دلّ عليه قوله «وما جعلنا القبلة» من الرّدّة، أو التّحويلة، أو الجعلة.

( لَكَبِيرَةً ) لثقلية شاقّة،( إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ ) وعرف أن الله يتعبّد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلى طاعته في مخالفة هواه.

وفي الكشّاف(٧) ، أنّه يحكى عن الحجّاج، أنّه قال للحسن: ما رأيك في أبي تراب؟

فقرأ قوله.

( إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ ) ثمّ قال: وعليّ منهم وهو ابن عمّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله. وختنه على ابنته. وأقرب النّاس إليه، وأحبّهم.

[وفي كتاب الاحتجاج(٨) ، للطّبرسيّ ـ ره ـ متّصلا باخر الكلام السّابق، أعني :قوله ـ عليه السّلام ـ «وقصده إلى مصالحكم» فقيل: يا بن رسول الله! فلم أمر بالقبلة

__________________

(١) أ: الخبر او هو.

(٢) تفسير العسكري / ٢٢٧.

(٣) الاحتجاج ١ / ٤٥.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ / ٤٣.

(٥) ر: تقلّب. المصدر: ينقلب.

(٦) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٧) الكشاف ١ / ٢٠١. (٨) الاحتجاج ١ / ٤٦.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493