تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٢

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب12%

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 493

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 493 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 188834 / تحميل: 5939
الحجم الحجم الحجم
تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

٩ ـ مصادر تاريخية (درجة ثانية)

اسم الكتاب

المؤلف

سنة الوفاة

كتاب سليم بن قيس

سليم بن قيس الكوفي

٩٠ ه

وقعة صفين (ط ٢ قم)

نصر بن مزاحم

٢١٢

تاريخ خليفة بن خياط

ابن خياط

٢٤٩

بصائر الدرجات (في فضائل آل محمد)

ابن فروخ الصفار

٢٩٠

كتاب المحن

أبو العرب التميمي

٣٣٣

الآثار الباقية (طبع لا يبزغ)

البيروني (عالم فلكي شيعي)

٤٤٠

تاريخ بغداد (ط ١ القاهرة)

الخطيب البغدادي

٤٦٣

روضة الواعظين (مجالس)

ابن الفتال النيسابوري

٥٠٨

الاحتجاج

أبو منصور الطبرسي

٦٢٠

أسد الغابة في معرفة الصحابة ، ج ٢

ابن الأثير الجزري

٦٣٠

مرآة الزمان في تاريخ الأعيان

سبط ابن الجوزي

٦٥٤

شرح نهج البلاغة

ابن أبي الحديد المعتزلي

٦٥٦

ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى

محب الدين الطبري

٦٩٤

فرائد السمطين في فضائل السبطين

الجويني

٧٣٠

رأس الحسين (ع)(ط القاهرة)

ابن تيمية

٧٣٨

دول الإسلام

الذهبي

٧٤٨

المختصر في أخبار البشر

عمر بن الوردي

٧٤٩

مرآة الجنان وعبرة اليقظان

اليافعي

٧٦٨

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة

ابن تغري بردي

٨٧٤

شذرات الذهب في أخبار من ذهب

ابن عماد الحنبلي

١٠٨٩

٨١

١٠ ـ الكتب التاريخية الحديثة والمعاصرة(١)

(مرتبة على الحروف الهجائية لكنية المؤلف)

اسم الكتاب

اسم المؤلف وكنيته

(آ)

سيد الشهداء الإمام أبو عبد الله الحسين (ع)

الحسين بن علي (ع)

الأئمة الاثنا عشر (ع)

أيام العرب في الإسلام

في رحاب سيد الشهداء (ع)

المفيد في ذكرى السبط الشهيد

سفينة النجاة : عبرة كربلاء (مجالس)

الحسين (ع) عند أهل السنة

الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء

التاريخ الحسيني

شهيد كربلاء : الحسين الشهيد الخالد

خطب الحسين (ع) على طريق الشهادة

المرأة في ثورة الحسين (ع)

الإمام الحسين (ع) ثأر الله

آل اعتماد الحائري ، مصطفى

أبو علم ، توفيق

الأديب ، عادل

أبو الفضل إبراهيم ، محمّد

إبراهيم ، السيد عليّ

إبراهيم ، عبد الحسين العاملي

(ب)

البلاغي ، محمّد عبد الرسول

(مؤسسة البلاغ)

الببلاوي ، محمّد

البوهي ، محمّد لبيب

بيضون ، د. لبيب

(ج)

جابر ، غادة

جعفر ، عباس

__________________

(١) نوّهنا سابقا إلى أن الكتب التي ألّفت بعد سنة [١١١١ ه‍] نعتبرها حديثة.

٨٢

اسم الكتاب

اسم المؤلف وكنيته

مع الحسين (ع) في نهضته

من وحي الثورة الحسينية

منتخبات التواريخ لدمشق

أبناء الرسول (ص) في كربلاء

مجالس عاشوراء

وقعة كربلاء (دراسة تحليلية)

غصن الرسول : الحسين بن عليّ (ع)

الثائر الأول في الإسلام

المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة

تمثيلية شعرية عن موقعة الطف

أنصار الحسين (ع) : الرجال والدلالات

ثورة الحسين (ع) في الوجدان الشعبي

ثورة الحسين (ع) : ظروفها الاجتماعية

وآثارها الإنسانية

تاريخ النياحة على الإمام الشهيد ، ج ١

(ح)

حيدر ، أسد

الحسنى ، هاشم معروف

الحصني ، محمد أديب

(خ)

خالد ، خالد محمّد

(د)

دخيل ، محمّد عليّ

(ر)

الشيخ الركابي

رضا ، فؤاد عليّ

(س)

سرور ، محمّد عبد الباقي

(ش)

شرف الدين ، عبد الحسين

شرف الدين ، محمّد رضا

شمس الدين ، محمّد مهدي

شمس الدين ، محمد مهدي

شمس الدين ، محمّد مهدي

الشهرستاني ، صالح

٨٣

اسم الكتاب

اسم المؤلف وكنيته

الحسين بن عليّ : إمام الشاهدين

أدب الطف أو شعراء الحسين (ع)

الحسين ثائرا ـ الحسين شهيدا (مسرحيتان)

معالم المدرستين

مختصر تاريخ العرب

مقتل سيد الشهداء الحسين بن عليّ (ع)

بطلة كربلاء : زينب بنت الزهراء (قصة)

أبو الشهداء : الحسين بن عليّ (ع)

الإمام الحسين : سمو المعنى في سمو الذات

تاريخ الحسين ـ أيام الحسين (ع)

الدوافع الذاتية لأنصار الحسين (ع)

الفن الحربي في صدر الإسلام

حياة الإمام الحسين (ع) ، ٣ مجلدات

الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (ع)

مأساة الحسين (ع) بين السائل والمجيب

ريحانة الرسول (ص)

كتاب عاشوراء ـ الشهيد والثورة

شلق ، د. عليّ

شبّر ، جواد

الشرقاوي ، عبد الرحمن

(ع)

العسكري ، السيد مرتضى

عليّ ، سيد أمير

عليّ خان ، عبد الكريم

عبد الرحمن ، عائشة

العقاد ، عباس محمود

العلايلي ، عبد الله

العلايلي ، عبد الله

عابدين ، محمّد عليّ

عون ، عبد الرؤوف

(ق)

القرشي ، باقر شريف

القزويني ، عبد الكريم

(ك)

الكاشي ، عبد الوهاب

(م)

محمّد ، أحمد فهمي

المدرّسي ، هادي

٨٤

اسم الكتاب

اسم المؤلف وكنيته

بين صلح الحسن (ع) وثورة الحسين (ع)

المجالس الحسينية ـ مع بطلة كربلاء

حقيقة النهضة الحسينية

تاريخ الشيعة

يزيد بن معاوية : فرع الشجرة الملعونة

وسيلة الدارين في أنصار الحسين (ع)

الفاجعة العظمى

العيون العبرى في مقتل سيد الشهداء (ع)

قادتنا : كيف نعرفهم ، ج ٦

الإمام الحسين (ع) ملتقى الكرامات

دار السلام (منامات عن أهل البيت) ج ١

مغنية ، أحمد

مغنية ، محمّد جواد

الشهيد مطهري

المظفر ، محمّد حسين

المكي ، أبو جعفر أحمد

الموسوي الزنجاني ، إبراهيم

الموسوي ، عبد الحسين بن حبيب

الميانجي ، إبراهيم

الميلاني ، محمّد هادي

(ن)

النائيني ، محمّد حسن

النوري

٨٥

١١ ـ كتب الجغرافيا والبلدان

(مرتبة على الحروف الهجائية لكنية المؤلف)

اسم الكتاب

اسم المؤلف وكنيته

رحلة ابن بطوطة

تاريخ الكوفة

رحلة ابن جبير

جولة أثرية في بعض البلاد الشامية

(ترجمة أحمد وصفي زكريا)

معجم البلدان

صورة الأرض

موجز تاريخ البلدان العراقية

المسالك والممالك

العراق في الخوارط القديمة

الجامع الأموي

تقويم البلدان

آثار البلاد وأخبار العباد

تاريخ كربلاء وحائر الحسين (ع)

مدينة الحسين (ع) أو مختصر تاريخ كربلاء

بغية النبلاء في تاريخ كربلاء

بلدان الخلافة الشرقية (ترجمة بشير فرنسيس)

خطط الكوفة وشرح خريطتها

خطط دمشق

أضواء على معالم محافظة كربلاء

صفة جزيرة العرب

الإشارات إلى معرفة الزيارات

مفصّل جغرافية العراق

البلدان

ابن بطوطة

البراقي النجفي ، حسين

ابن جبير

جلبي ، أوليا

الحموي ، ياقوت

ابن حوقل النصيبي

الحسني ، عبد الرزاق

ابن خرداذبه ، عبيد الله

سوسة ، د. أحمد

الطنطاوي ، عليّ

أبو الفداء

القزويني

الكليدار ، د. عبد الجواد

آل كليدار ، محمّد حسن مصطفى

الكليدار آل طعمة ، عبد الحسين

لسترنغ ، كي

ماسينيون ، لويس

المنجد ، صلاح الدين

النويني ، محمّد

الهمداني

الهروي ، أبو الحسن

الهاشمي ، طه

اليعقوبي

٨٦

الفصل الثاني

أنساب آل أبي طالبعليهم‌السلام وتراجمهم

١ ـ ترجمة أبي طالبعليه‌السلام

ـ أولاد أبي طالبعليهم‌السلام

٢ ـ ترجمة عقيل بن أبي طالبعليه‌السلام

ـ أولاد عقيلعليهم‌السلام ـ أحفاد عقيلعليهم‌السلام

٣ ـ ترجمة جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام

ـ ترجمة عبد الله بن جعفرعليه‌السلام ـ أولادهعليهم‌السلام

٤ ـ أعمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين النصرة والتخاذل

ـ لما ذا لم يشارك العباسيون في نصرة الحسينعليه‌السلام ؟

٥ ـ ترجمة النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأولاده

٦ ـ ترجمة الإمام عليّعليه‌السلام ـ بعض فضائلهعليه‌السلام

ـ مخطط نسل الإمام عليعليه‌السلام ـ زوجاته وأولاده

٧ ـ أولاد الإمام الحسنعليهم‌السلام وزوجاته

٨ ـ أولاد الإمام الحسينعليهم‌السلام وزوجاته.

٨٧

ملاحظة هامة :

بعد انتهاء الفصل الأول المتعلق بالمصادر ، يبدأ من هذا الموضع

من الموسوعة ، ترقيم الفقرات برقم متسلسل يسبق عنوان الفقرة.

٨٨

الفصل الثاني :

أنساب آل أبي طالبعليهم‌السلام وتراجمهم

مقدمة الفصل :

نبدأ هذا الفصل بذكر أنساب أهل البيتعليهم‌السلام المتفرعين من سيّد البطحاء وبيضة البلد وأرومة بني هاشم ، عمّ النبي المكرّم ، وناصره وحاميه المعظّم ، عمه (أبي طالب). مبتدئين بنسب ابنه الأكبر (عقيل) وأولاده ، ثم بنسب ابنه الأوسط (جعفر الطيار) وأولاده ، ثم بنسب ابنه الأصغر (عليّ بن أبي طالب) وأولادهعليهم‌السلام . ثم بأولاد الحسنعليهم‌السلام ، ثم بأولاد الحسينعليهم‌السلام وزوجاته.

وذلك لأن هؤلاء هم الوحيدون من بني هاشم الذين نصروا الإسلام في كربلاء.أما بنو العباس عمّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يحضر أحد منهم في كربلاء.

١ ـ ترجمة أبي طالب وأولادهعليهم‌السلام

١ ـ ترجمة أبي طالبعليه‌السلام :

اسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ، عمّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسليل الأسرة الهاشمية الكريمة ، التي سطّر لها التاريخ ملحمة في كل صورة حسنة ، مادّتها الخير وإطارها الأخلاق.

وفي حين ساد كثير من الناس قومهم بالمال والثراء ، فإن أبا طالب ساد قومه بالجاه والشرف ، حتّى سمتّه قريش «سيّد البطحاء».

ولما ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتيما كفله جده عبد المطلب حتّى سن سبع سنين ، ولما توفي كفله عمه أبو طالبعليه‌السلام ، وظل كافله وحاميه مدة ٤٥ عاما ، حتّى فارق الحياة في الخامسة والثمانين من عمره. وبعد ثلاثة أيام توفيت خديجة المخلصة زوجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فسمّى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذاك العام «عام الحزن». وبعد ذلك بعام هاجر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة ، بعد أن سمع جبرئيل يقول له : «اخرج منها

٨٩

فقد مات ناصرك».(راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٢ ص ٢٩ ط ٢ مصر)

ولقد كان أبو طالبعليه‌السلام من أول المؤمنين بالدعوة الجديدة ، يدلنا على ذلك استمرار حمايته للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أن يصل إليه أي أذى من المشركين ، ومقاطعته لكل قريش من أجل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعوته. إلا أن الظروف الخاصة كانت تفرض عليه أن يكتم إيمانه ، فكان أبو طالب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل (حزقيل) مؤمن آل فرعون ، الّذي كان يكتم إيمانه.

يقول الإمام عليّعليه‌السلام : «كان والله أبو طالب مؤمنا مسلما ، يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش».

وحين كان المشركون يسألون أبا طالب عن دينه ، كان يحسن التخلص ويقول لهم : «إنني على ملةّ أبي ، عبد المطلب». علما بأن عبد المطلّب وهاشم وجميع آباء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأجداده ، كانوا مسلمين موحّدين على دين إبراهيم الخليلعليه‌السلام ، وليسوا مشركين كغيرهم من قريش ، إذ هم من الذرية المختارة التي اصطفاها الله على العالمين في قوله :( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣)ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ) [آل عمران : ٣٣ ـ ٣].

ولا أدلّ على إيمان أبي طالب العميق بالدعوة الإسلامية ، من تربيته لأولاده كلهم على مبادئ الإسلام والشهادة ، حتّى كانوا خير سند للإمام الحسينعليه‌السلام حين قام يدافع عن حوزة الإسلام ومبادئه ، التي كادت تداس وتندثر ، وأظهروا من آيات البطولة ما لم يشهد له مثيل. ولا عجب في ذلك إذا كانوا من نسل أبي طالب الّذي قال فيه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لله درّ أبي طالب ، لو ولد الناس كلّهم كانوا شجعانا».

ولهذا الموقف النبيل الّذي لا يعرف الحدود ، أحبّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يردّ لأبي طالب بعض المعروف في كفالته وتربيته ونصرته ، فعندما حصلت مجاعة في مكة ، وكان أبو طالب فقيرا وكثير العيال ، وكان عليعليه‌السلام قد أدرك سن التمييز ، فاجتمع أهل البيت ليخففوا عن أبي طالب عياله ، فقال لهم : اتركوا لي عقيلا واصنعوا ما شئتم. فأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا ، وأخذ حمزة جعفرا ، وأخذ العباس طالبا. فكان عليعليه‌السلام ربيب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٩٠

٢ ـ أولاد أبي طالبعليهم‌السلام :

(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب لابن عنبة ، ص ٣٠ ط ٢)

وقد كان لأبي طالبعليه‌السلام أربعة بنين هم : طالب وعقيل وجعفر وعلي رضوان الله عليهم أجمعين. وكان كل واحد منهم أكبر من الّذي يليه بعشر سنين. فيكون طالب أسنّ من عليعليه‌السلام بثلاثين سنة ، وبه كان يكنّى أبوه. وكان لأبي طالب من البنات ثلاث : أم هاني وفاختة وجمانة. وأمهم جميعا فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي. وكانت جليلة القدر ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوها أمي لأنها ربّته. وكانت من السابقات إلى الإسلام. ولما توفيتعليها‌السلام صلّى عليها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودخل قبرها وترحم عليها.

٢ ـ ترجمة عقيل وأولادهعليه‌السلام

٣ ـ ترجمة عقيل :(المصدر السابق ص ٣١)

يكنّى أبا يزيد. وكان أبو طالبعليه‌السلام يحبه حبا شديدا. ولذا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعقيل : «إني لأحبك حبّين : حبا لك ، وحبا لحب أبي طالب». وكان عقيل نسابة عالما بأنساب العرب وقريش. وخرج إلى بدر مع المشركين فأسره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفداه عمه العباس بأربعة آلاف درهم.

ويذكر ابن قتيبة في (المعارف) أن عقيلا أسلم يوم بدر بأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويؤيد كونه كان مسلما من قبل ما رواه الطبري في تاريخه (ج ٢ ص ٢٨٢) من قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأصحابه : «إني قد عرفت رجالا من بني هاشم قد خرجوا إلى بدر كرها ، فمن لقي منكم أحدا منهم فلا يقتله». فهذا يفيد إيمان عقيل بالنبوة قبل الهجرة ، غير أن سياسته لقريش اضطرته إلى التستر والاستخفاء ، كما فعل أبوه أبو طالب من قبل بأمر من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . توفي عقيل سنة ٦٠ ه‍.

وخرج ولد عقيل مع الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء ، فقتل منهم تسعة نفر ، وكان مسلم بن عقيل أشجعهم. وفي ذلك يقول الشاعر :

عين جودي بعبرة وعويل

واندبي إن ندبت آل الرسول

سبعة منهم لصلب عليّ

قد أبيدوا وسبعة لعقيل

٩١

٤ ـ أولاد عقيل :(نسب قريش لمصعب الزبيري ، ص ٨٤)

الذكور :

اسم الولد

صفته

أمه

يزيد

سعيد

وبه كان يكنّى

أمهما : رابطة بنت عمرو من بني نفيل

جعفر الأكبر

أبو سعيد الأحول

أمهما : من بني أبي بكر بن كلاب ابن ربيعة

مسلم بن عقيلعليه‌السلام

عبد الله الأكبرعليه‌السلام

عبد الله الأصغر

لا بقية له

قتل بالطف

أمهم : أم ولد(١) يقال لها عليّة ، اشتراها عقيل من الشام. وقيل إن أم مسلم كانت نبطية من آل فرزندا

عبد الرحمنعليه‌السلام

قتل بالطف

علي الأكبر

درج

أم ولد

جعفر الأصغر

درج

أم ولد

حمزة ، عيسى ، علي عثمان ، محمّد

درجوا

أمهات أولاد شتى.

البنات :

أم هانئ (رملة) ،

زينب ، فاطمة ،

زينب الصغرى ،

أم لقمان

أمهات أولاد شتى

__________________

(١) أم ولد : هي الأمة أو الجارية أو المملوكة ، يشتريها الرجل فيطؤها بملك اليمين ، فإذا حملت وأنجبت له ولدا أصبحت (أم ولد) ، وحكمها أنه إذا مات صاحبها أعتقت من نصيب ولدها ، وذلك لأن الولد لا يجوز أن يملك أمّه.

٩٢

وقد انقرض ولد عقيل إلا من محمّد بن عقيل ، وكانت عنده زينب الصغرى بنت عليعليه‌السلام فولدت له : عبد الله بن محمّد.

٥ ـ أحفاد عقيل :(المعارف لابن قتيبة ، ص ٨٨ ط ٢)

أما أحفاد عقيل :

فولد مسلم بن عقيل : عبد الله وعلي ، أمهما رقية بنت عليعليهم‌السلام . ومسلم بن مسلم وعبد العزيز.

وولد محمّد بن عقيل : القاسم وعبد الله وعبد الرحمن ؛ أمهم زينب الصغرى بنت عليعليه‌السلام .

وولد عبد الله بن عقيل : محمّد ورقية وأم كلثوم ؛ أمهم ميمونة بنت عليعليه‌السلام .

وولد أبو سعيد بن عقيل : محمّد

وولد عبد الرحمن بن عقيل : سعيد ؛ أمه خديجة بنت عليعليه‌السلام .

تعليق : يظهر من هذا أن أغلب أولاد عقيل قد تزوجوا من بنات عمهم بنات الإمام عليعليه‌السلام . وهذا يدل على المحبة والالفة التي كانت بين عائلة عليعليه‌السلام وعائلة عقيلعليه‌السلام . وقد أثر عن الإمام عليعليه‌السلام قوله : بناتي لأولاد إخوتي ، وذلك اقتداء بقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندما نظر يوما إلى أولاد علي وجعفر ، فقال : بناتنا لبنينا ، وبنونا لبناتنا (عقيلة بني هاشم لعلي بن الحسين الهاشمي ، ص ٢٦).

٣ ـ ترجمة جعفر الطيار وأولادهعليهم‌السلام

٦ ـ ترجمة جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام :(المصدر السابق ص ٨٩)

جعفر الطيار هو ذو الهجرتين وذو الجناحين. وكان استشهد يوم مؤتة فقطعت يداه ، فأبدله اللهعزوجل بهما جناحين يطير بهما في الجنة. ووجدوا يومئذ في مقدّمه أربعا وخمسين ضربة سيف [وفي الإصابة : بضعا وتسعين طعنة].

وقدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الحبشة يوم فتح خيبر ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«ما أدري بأي الأمرين أنا أسرّ ؛ بقدوم جعفر ، أم بفتح خيبر؟».

وقال أبو هريرة : ما ركب الكور (أي أقتاب الإبل) ، ولا احتذى النعال ، ولا وطئ التراب أحد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أفضل من جعفرعليه‌السلام .

٩٣

وكان يكنى أبا عبد الله. ومن أولاده : عبد الله وعون ومحمد ؛ أمهم أسماء بنت عميس الخثعمية. وكان له ثمانية ذكور ، لم ينجب منهم غير عبد الله ، وهو أكبرهم.

٧ ـ ترجمة عبد الله بن جعفر :

(عمدة الطالب في أنساب أبي طالب لابن عنبة ، ص ٣٢ ط ٢)

عبد الله بن جعفر ، أحد أجواد بني هاشم الأربعة ، وهم : الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر.

يكنّى أبا جعفر. أمه أسماء بنت عميس الخثعمية. وهو أول مولود ولد للمسلمين المهاجرين إلى الحبشة. وهو زوج مولاتنا زينب العقيلة بنت أمير المؤمنينعليه‌السلام .

قال السيد علي خان في (الدرجات الرفيعة) : إن أول من بايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الصبيان الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر الطيارعليهم‌السلام ، ولقد دعا له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله : الله م بارك في صفقته.

وقال المسعودي : سمع عبد الله بن جعفر يوم جمعة يقول : الله م إنك عوّدتني عادة وعوّدتها عبادك ، فإن قطعتها عني فلا تبقني. فمات في تلك الجمعة في أيام عبد الملك بن مروان ، وصلى عليه أبان بن عثمان بمكة. وقال كثير من المؤرخين بأنه توفي بالمدينة سنة ٨٠ ه‍ ، وله من العمر تسعون سنة.

وأعقب عشرين ذكرا ، وقد استشهد منهم مع ابن عمه الحسينعليه‌السلام في كربلاء :عون ومحمد الأصغر.

٨ ـ أولاد عبد الله بن جعفرعليه‌السلام :

(نسب قريش لمصعب الزبيري ، ص ٨٢)

اسم الولد

صفته

أمه

جعفر الأكبر

عون الأكبر

علي بن عبد الله

أم كلثوم

انقرض

انقرض

فيه البقية منولده

أمهم جميعا : زينب العقيلة بنت أمير المؤمنين عليعليه‌السلام

٩٤

اسم الولد

صفته

أمه

الحسين بن عبد الله

عون الأصغرعليه‌السلام

قتل بالطف

أمهما : جمانة بنت المسيب بننجبة الفزاري

أبو بكر ، محمّد ،

عبد الله الأصغر ،

محمّد الأصغر

قتل بالطف

أمهم : الخوصاء بنت حصفة ابن ثقيف

يحيى ، هرون ،

صالح ، موسى ،

أم أبيها ، أم محمّد

أمهم جميعا : ليلى بنت مسعود ابنخالد النهشلية

صالح الأصغر ،

أسماء ، لبابة

أمهم : آمنة بنت عبد الله بن كعب

حسين الأصغر ،

معمرية ، اسحق

أمهات أولاد شتى.

٤ ـ أعمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين النصرة والتخاذل

أعمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

نزل الوحي على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأمره بدعوة عشيرته ليساندوه في دعوته الجديدة ، حيث قال :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (٢١٤) [الشعراء : ٢١٤]. وكان أكبر سند ينتظره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو أعمامه الثلاثة : الحمزة والعباس وأبو طالبعليهم‌السلام .

موقف أعمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الدعوة الإسلامية

٩ ـ موقف الحمزةعليه‌السلام :

فأما الحمزة فقد تبنّى الدعوة من أول لحظة ، وظل يساند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويعاضده حتّى استشهد في غزوة أحد ، وسمّاه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أسد الله وأسد رسوله. ومن المؤسف أنه لم يعقب ولدا.

٩٥

١٠ ـ موقف العباس بن عبد المطلب :

وأما العباس ، فلم ينصر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مباشرة ، فقد كان في جيش المشركين الّذي جاء يقاتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم بدر. وقيل إنه أسلم يوم فتح خيبر وكتم إسلامه. وقيل إن إسلامه كان قبل يوم بدر ، وأنه كان يكتب بأخبار المشركين إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ولذلك حزن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليه حين أسر يوم بدر ، وسعى في فكاكه.

وكان العباس بن عبد المطلب غنيا ثريا ، وبينه وبين أبي سفيان علاقة جيدة ، لذلك جاء بأبي سفيان يوم فتح مكة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليبايع.

١١ ـ موقف أولاد العباس :

وقد أنجب العباس عشرة بنين ، هم : الفضل بن العباس وعبد الله وعبيد الله وقثم وعبد الرحمن ومعبد وكثير وتمّام وعون والحرث.

والغريب أنه لم يشترك مع الحسينعليه‌السلام في كربلاء أحد من هذا النسل.

فأما عبد الله بن العباس ـ وقد كان تلميذا للإمام عليعليه‌السلام ـ فإذا كان لم يشترك في نصرة الحسينعليه‌السلام لأنه كان قد كفّ بصره ، فأي عذر للباقين من أولاد العباس وأولادهم؟.

وفي الواقع فقد كانت نصرة أعمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للدعوة مختلفة ؛ فبعضهم نصرها بالسيف وهو الحمزة ، وبعضهم نصرها بالمال وهو العباس ، وبعضهم نصرها بالحماية والرعاية وهو أبو طالب. وبعضهم ناصبها العداء حتّى كان من أهل النار وهو أبو لهب.

ومن المخزي حقا أن يقف بنو العباس هذا الموقف الشائن من ابن عمهم الحسينعليه‌السلام ، فيتخلّفوا عن نصرته ويخسروا شرف الفتح الّذي أراده لهم. في حين لم يتخلف ولا شخص من أحفاد أبي طالبعليه‌السلام ، سواء من أبناء عقيل وأحفاده ، أو أحفاد جعفر ، أو أبناء عليعليهم‌السلام وأحفاده ، حتّى الأطفال منهم الذين لم يبلغوا الحلم.

وقد تمادى هذا الغيّ بأحفاد العباس ، إلى أبعد من هذا. فحين قام أبو مسلم الخراساني بثورته ضد حكم بني أمية ، داعيا إلى أصحاب الحق الشرعي من أبناء عليعليهم‌السلام ، حتّى انتصر على بني أمية وقوّض عرشهم ، لم يكن من العباسيين إلا أن التفوّا عليه وقتلوه ، واغتصبوا الخلافة وحوّلوها عن أصحابها الشرعيين. وبدأ

٩٦

أولهم أبو العباس السفاح يسفح الدماء من نحور الأمويين والعلويين على حدّ سواء.ثم جاء ثانيهم أبو جعفر المنصور الدوانيقي ، ينصر أطماعه في الحكم ، ويلا حق العلويين فيبيدهم أينما ثقفوا. وعلى هواه سار كل من جاء بعده ، حتّى فاق بنو العباس في طغيانهم واضطهادهم للعلويين والتنكيل بهم ما فعله بنو أمية. وكما قال الشاعر :

تالله ما فعلت أميّة فيهم

معشار ما فعلت بنو العباس

١٢ ـ موقف أبي طالبعليه‌السلام :

وأما أبو طالب الّذي كان شقيق عبد الله والد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقد كان طالبا للشرف والعلاء ، دون المال والشهوات. فهو رغم فقره وقلة ذات يده ، أصبح شيخ البطحاء وسيد قريش. وقد كان مثل أبيه عبد المطلب على دين إبراهيمعليه‌السلام . فأوكل الله إليه كفالة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد وفاة عبد المطلب. ولإيمانه بنبوة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كفله وحماه وجعله كواحد من أبنائه ، بل كان يفضّله عليهم. وحين قاطع المشركون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ألجأ أبو طالب محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى شعبه ثلاث سنين ، خوفا عليه وحماية لدعوته. وقد كانت الظروف تفرض على أبي طالب أن يلعب دور «التقيّة «تجاه قريش ، ريثما تقف الدعوة على أقدامها. وإن البيب يدرك أن أعمال الإنسان هي التي تنبئ عن حقيقة إيمانه وعقيدته ، في حين لا قيمة للتشهد بالشهادتين إذا كان لا ينبع من القلب ، بل يصدر من اللسان والسيف على العنق.

ومن أعظم الدلائل على إيمان هذا الرجل العظيم ، الّذي كان محور نجاح الدعوة ، والذي لعب أكبر دور في فوزها وازدهارها ، أنه لم يمنع أحدا من أولاده عن متابعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في دعوته ، بل إنه كان يحضّهم على الصلاة خلفه ، والمحافظة عليه من بعده. كما سمح لزوجته بالإسلام ، فكانت فاطمة بنت أسد من أوائل المسلمات.

روى ابن الأثير أن أبا طالبعليه‌السلام رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي ، وعليّعليه‌السلام عن يمينه ، ولم تكن الصلاة مشروعة على الناس في ذلك الوقت ، فقال لابنه جعفر :«صل جناح ابن عمك». أي صلّ عن يسار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما صلى أخوك عن يمينه ، فتصيرا له مثل الجناحين. ولما انصرفوا أنشأ أبو طالب يقول :

٩٧

إنّ عليا وجعفرا ثقتي

عند ملمّ الخطوب والنّوب

لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما

أخي لأمي من بينهم وأبي

والله لا أخذل النبي ولا

يخذله من بنيّ ذو حسب

وبهذا النّفس العقائدي الجارف ، الّذي لا يعرف الشك ولا التواني ، قام أحفاد أبو طالب ينصرون الدعوة يوم كربلاء ، كما نصرها جدهم أبو طالب في مكة والبطحاء. حتّى أن كل الذين استشهدوا من أهل البيتعليهم‌السلام يوم كربلاء وعددهم ١٧ شهيدا ، كانوا كلهم من صلب أبي طالبعليه‌السلام .

قال الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام : «قتل مع جدي الحسينعليه‌السلام سبعة عشر رجلا ، كلهم حملت بهم فاطمة بنت أسد زوجة أبي طالبعليه‌السلام ».

انظر (لائحة المستشهدين مع الحسينعليه‌السلام من آل أبي طالب) ، ولاحظ أن كل شهداء أهل البيتعليهم‌السلام يوم كربلاء هم من نسل أبي طالب وأولاده الثلاثة : عقيل وجعفر وعليعليهم‌السلام .

١٣ ـ لماذا لم يشارك العباسيون في نصرة الحسينعليه‌السلام ؟ :

(انصار الحسينعليه‌السلام لمحمد مهدي شمس الدين ، ص ٢٠٥ ط ٢)

قال الشيخ محمّد مهدي شمس الدين : لقد فجّر الثورة الهاشميون ما من شك ، ولكن أي الهاشميين هم؟. إنهم الطالبيون من سلالة أبي طالبعليه‌السلام . أما العباسيون أبناء العباس بن عبد المطلب ، فالغريب أنه لم يشترك منهم فيها أحد.سوى نصيحة عبد الله بن عباس للحسينعليه‌السلام التي لم تعد المشافهة. فلماذا يكون هذا؟.

وكل الثورات التي أشعلتها ثورة الحسينعليه‌السلام فيما بعد ، في العراق والحجاز وإيران ، كان قادتها طالبيين ، ولم يكن فيهم عباسيّ واحد على الإطلاق!.

لقد كان العباس عمّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غنيا ومترافقا مع أبي سفيان ، ولم يسلما إلا متأخرين. في حين كان أبو طالب من الفقراء ، وكان أول من آمن بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونصره وحماه ، وعلى نهجه سار أولاده وأحفاده جميعاعليهم‌السلام . فالعباس يمثّل الغنى والمال ، وأخوه أبو طالب يمثل العقيدة والكمال. ففي حين كان العباسيون بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينعمون بجوائز الخلفاء وترف العيش ، كان الطالبيون يحترقون بنار الثورات ضد الظلم والباطل.

٩٨

المستشهدون مع الحسين من آل أبي طالبعليه‌السلام

وإن الألى بالطفّ من آل هاشم

تأسّوا فسنّوا للكرام التاسيا

٩٩

وظل العباسيون يسايرون الطالبيين والعلويين ، ويستفيدون من جهادهم وسمعتهم ، حتّى استطاعوا أن يغتصبوا الحق منهم ويقوموا بالدولة العباسية ، عند ذلك أظهروا حقيقتهم تجاه العلويين ، ولم يترددوا ساعة في إبادتهم واستئصالهم ، فكانوا هم والأمويون على حدّ سواء ، إذا لم يكن العباسيون أكثر بطشا وألدّ عداوة.وكما قال أبو فراس الحمداني في قصيدته الشافية :

ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت

تلك الجرائم إلا دون نيلكم

ـ أساليب تعذيب العباسيين لشيعة أهل البيتعليهم‌السلام :

(من وحي الثورة الحسينية لهاشم معروف الحسني ، ص ١٥٩)

روى الرواة عن أساليب تعذيب أبي جعفر المنصور للعلويين ، أنه كان يضع العلويين في الأسطوانات ويسمرهم في الحيطان ، وأحيانا يضعهم في سجن مظلم ويتركهم يموتون جوعا ، ويترك الموتى بين الأحياء ، فتقتلهم الروائح الكريهة ، ثم يهدم السجن على الجميع (كما جاء في تاريخ اليعقوبي).

٥ ـ ترجمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأولاده

١٤ ـ ترجمة النبي الأعظم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

(إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وآله الطّاهرين ، ص ٥ ـ ٨٦)

هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكة عند طلوع الفجر من يوم الاثنين لاثنتي عشرة أو سبع عشرة ليلة مضت من ربيع الأول عام الفيل. ومات أبوه عبد الله وأمه حامل به. فلما ولد كفله جده عبد المطلب وسمّاه (محمدا) ، ولم يسمّ بهذا الاسم أحد من قبل. وعقّ عنه في اليوم السابع من ولادته. ولما بلغصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ست سنين خرجت به أمه إلى المدينة المنورة لزيارة أخواله من بني النجار ، فمرضت وهي راجعة به وتوفيت ، ودفنت بالأبواء.

ولما صار عمره الشريف ثماني سنين مرض جده عبد المطلب مرض الموت ، فأوصى به إلى عمه أبي طالب لفخامته ، ولكونه شقيق أبيه عبد الله. ولما صار عمره اثنتي عشرة سنة وسافر به عمه إلى الشام ووصل الركب إلى بصرى ، رأى منه بحيرا

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: إذا طلّق الرّجل امرأته قبل أن يدخل بها، فلها نصف مهرها. وإن لم يكن سمّى لها مهرا، فمتاع بالمعروف( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) .

وليس لها عدّة(١) . تتزوّج من شاءت من ساعتها.

وفي رواية البزنطي(٢) : ان متعة المطلّقة، فريضة.

وروى(٣) : أنّ الغنيّ، يمتّع بدار أو خادم. والوسط، يمتّع بثوب. والفقير، بدرهم أو خاتم.

وروى(٤) : أنّ أدناه الخمار وشبهه.

وفي مجمع البيان(٥) :( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ ) والمتعة خادم، أو كسوة، أو ورق. وهو المرويّ عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام. ثمّ اختلف في ذلك فقيل: إنّما يجب المتعة للّتي لم يسمّ لها صداق خاصّة. وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام. وقيل: المتعة لكلّ مطلّقة سوى المطلّقة المفروض لها إذا طلّقت قبل الدّخول. فإنّما لها نصف الصّداق. ولا متعة لها. وهو رواه أصحابنا ـ أيضا.

وذلك محمول على الاستحباب.

وفي الكافي(٦) ، بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن عبد الكريم، عن الحلبيّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: لا تمتّع المختلعة.

عليّ بن إبراهيم(٧) ، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: لا تمتع المختلعة(٨) .

( مَتاعاً ) ، أي: تمتيعا،( بِالْمَعْرُوفِ ) : بالوجه الّذي يستحسنه الشّرع، كما سبق في الأخبار،( حَقًّا ) : صفة لمتاعا، أو مصدر مؤكّد، أي: حقّ حقّا.

( عَلَى الْمُحْسِنِينَ ) (٢٣٦): الّذين يحسنون إلى أنفسهم بالمسارعة إلى الامتثال وبالتّقوى(٩) والاجتناب عمّا يسخط الرّبّ، أو(١٠) إلى المطلقات بالتّمتيع.

__________________

(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ: أن.

(٢) نفس المصدر ٣ / ٣٢٧، ح ١٥٨١.

(٣) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ١٥٨٢.

(٤) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ١٥٨٣.

(٥) مجمع البيان ١ / ٣٤٠.

(٦) الكافي ٦ / ١٤٤، ح ٢.

(٧) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٣.

(٨) المصدر: المختلعة لا تمتّع.

(٩) ر: التقوى.

(١٠) ليس في ر.

٣٦١

وسمّاهم «محسنين» للمشارفة، ترغيبا وتحريصا.

وفي الكافي(١) : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن النجرىّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في الرّجل يطلّق امرأته أيمتّعها؟

قال: نعم. أما يحبّ أن يكون من المحسنين؟ أما يحبّ أن يكون من المتّقين؟

( وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ ) ، أي: فلهنّ نصف ما فرضتم لهن، أو فالواجب.

( إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ ) ، أي: المطلّقات. فلا يأخذن شيئا.

( أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ) :

في مجمع البيان(٢) : قيل: هو الوليّ. وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام. وقيل: الزّوج، ورواه أصحابنا.

غير أنّ الأوّل أظهر، وعليه المذهب. (انتهى)

[وفي تفسير العيّاشيّ(٣) :](٤) عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ:( أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ) قال: هو الأخ والأب والرّجل(٥) يوصى إليه والّذي يجوز أمره في مال(٦) يتيمة.

قلت: أرأيت إن قالت: «لا أجيز» ما يصنع؟

قال: ليس لها ذلك. أتجيز بيعه في مالها ولا تجيز هذا؟

وعن إسحاق بن عمّار(٧) قال: سألت جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ عن قول الله:( إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ ) قال: المراة تعفو عن نصف الصّداق.

قلت:( أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ) .

قال: أبوها، إذا عفا، جاز له. وأخوها إذا كان يقيم بها. وهو القائم عليها. فهو بمنزلة الأب. يجوز له، وإذا كان الأخ لا(٨) يهتمّ ولا يقيم(٩) عليها، لم يجز عليها أمره.

وعن رفاعة(١٠) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال:( الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ) وهو

__________________

(١) نفس المصدر ٦ / ١٠٤ ـ ١٠٥، ح ١.

(٢) مجمع البيان ١ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.

(٣) تفسير العياشي ١ / ١٢٥، ح ٤٠٨.

(٤) ليس في أ.

(٥) ليس في ر.

(٦) المصدر: ماله.

(٧) نفس المصدر ١ / ١٢٦، ح ٤١٠.

(٨) المصدر: لا يهتمّ بها.

(٩) المصدر: لا يقوم. (١٠) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٤٠٩.

٣٦٢

الوليّ الّذي أنكح. يأخذ بعضا ويدع بعضا. وليس له أن يدع كلّه.

وفي تهذيب الأحكام(١) : روى ابن أبي عمير(٢) ، عن غير واحد من أصحابنا، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال: ومتى طلّقها قبل الدّخول بها، فلأبيها أن يعفو عن بعض الصّداق، ويأخذ بعضا. وليس له أن يدع كلّه. وذلك قول الله ـ عزّ وجلّ:( إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ) ، يعني: الأب والّذي توكّله المراة وتوليه أمرها، من أخ أو قرابة وغيرهما.

والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.

وفي الكافي(٣) : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، جميعا، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ:( وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ) قال: هو الأب، أو الأخ، أو الرّجل الّذي يوصى إليه. والّذي يجوز أمره في مال المرأة. فيبتاع لها. فيتّجر(٤) . فإذا عفا، فقد جاز.

وممّا يدلّ على أنّ المراد من( الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ ) الزّوج ما رواه في من لا يحضره الفقيه(٥) ، عن الحسن بن محبوب، عن حمّاد النّاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: سألته عن رجل تزوّج امرأة على بستان له معروف. وله غلّة كثيرة. ثمّ مكث سنين لم يدخل بها. ثمّ طلقها.

قال: ينظر إلى ما صار إليه من غلّة البستان من يوم تزوجها. فيعطيها نصفه. ويعطيها نصف البستان، إلّا أن يعفو، فيقبل(٦) ، و (يصلحا(٧) ) [ن] على شيء يرضى(٨) به منه. فهو(٩) أقرب للتّقوى.

ويمكن حمل عبارة الآية، على إرادة كلا المعنيين. فإنّ الزّوج والوليّ كليهما بيدهما عقدة النّكاح، للجمع بين الأخبار.

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٦ / ٢١٥ ـ ٢١٦، ذيل ح ٥٠٧.

(٢) المصدر: محمد بن أبي عمير.

(٣) الكافي ٦ / ١٠٦، ح ٢. وفيه: صفوان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، وعليّ، عن أبيه وعدة من أصحابنا

(٤) المصدر: فتجيز. (ظ)

(٥) من لا يحضره الفقيه ٣ / ٢٧٢، ح ١٢٩٢.

(٦) المصدر: تعفو فتقبل. (ظ)

(٧) كذا في المصدر وفي النسخ.

(٨) المصدر: ترضى. (ظ)

(٩) المصدر: فانّه. (ظ)

٣٦٣

فالمراد بعفو الزّوج، العفو عن استرداد النّصف، وبعفو الوليّ، العفو عن بعض ما تستحقّه المرأة من النّصف.

( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى ) ، أي: عفوكم عن الاسترداد، أقرب إلى التقوى.

وفي الكافي(١) : محمّد [بن يحيى](٢) ، عن أحمد بن محمّد، عن (القسم) بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن نجيّة العطّار قال: سافرت مع أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ إلى مكّة فأمر غلامه بشيء. فخالفه إلى غيره.

فقال أبو جعفر ـ عليه السّلام: والله لأضربنّك، يا غلام! قال: فلم أره ضربه؟

فقلت: جعلت فداك! إنّك حلفت لتضربنّ غلامك. فلم أرك ضربته.

قال: أليس الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول:( وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى ) .

( وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) ، أي: لا تتركوا أن يتفضّل بعضكم على بعض.

( إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) (٢٣٧): لا يضيع تفضّلكم(٣) .

وفي: الكافي(٤) عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن معاوية بن وهب، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ قال: يأتي على النّاس زمان عضوض، يعضّ كلّ امرئ على ما في يديه. وينسى الفضل. وقد قال الله ـ عزّ وجلّ:( وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) . ينبري في ذلك الزّمان قوم يعاملون المضطرّين. هم شرار الخلق.

وفي نهج البلاغة(٥) . قال ـ عليه السّلام: يأتي على النّاس زمان عضوض. يعضّ المؤمن(٦) فيه على ما في يديه. ولم يؤمر بذلك، قال الله سبحانه:( وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) .

تنهدّ فيه الأشرار. وتستذلّ الأخيار. ويباع المضطرّون. وقد نهى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن بيع المضطرين.

وفي عيون الأخبار(٧) ، في باب ما جاء عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ من الأخبار

__________________

(١) الكافي ٧ / ٤٦٠، ح ٤.

(٢) يوجد في المصدر وأ.

(٣) أ: لفضلكم.

(٤) نفس المصدر ٥ / ٣١٠، ح ٢٨.

(٥) نهج البلاغة / ٥٥٧، حكمة ٤٦٨.

(٦) المصدر: الموسر.

(٧) عيون أخبار الرضا ٢ / ٤٥، ح ١٦٨.

٣٦٤

المجموعة، وبإسناده عن الحسين بن عليّ ـ عليه السّلام ـ أنّه قال: خطبنا أمير المؤمنين ـ عليه السّلام. فقال: سيأتي على النّاس زمان عضوض. يعضّ المؤمن على ما في يده. ولم يؤمر(١) بذلك. قال تعالى:( وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ. [إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) .

وفي تفسير العيّاشيّ(٢) : عن بعض بني عطيّة، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في مال اليتيم، يعمل به الرّجل(٣) .

قال: يقبله من الرّبح شيئا. إنّ الله يقول:( وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ) ].(٤)

( حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ ) بالأداء لوقتها والمداومة عليها. ولعلّ الأمر بها في تضاعيف أحكام الأولاد والأزواج، لئلّا يلهيهم الاشتغال بها عنها.

وفي الكافي(٥) : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، عن أبان بن تغلب قال: كنت صلّيت خلف أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ بالمزدلفة. فلمّا انصرف التفت إليّ. فقال: يا أبان! الصّلوات الخمس المفروضات. من أقام حدودهنّ وحافظ على مواقيتهنّ، لقى الله يوم القيامة وله عنده عهده(٦) ، يدخله به الجنّة. ومن لم يقم حدودهنّ ولم يحافظ على مواقيتهنّ، لقى الله ولا عهد له. إن شاء عذّبه. وإن شاء غفر له.

عليّ بن محمّد(٧) ، عن سهل بن زياد، عن النّوفليّ، عن السّكونيّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: لا يزال الشّيطان ذعرا من المؤمن، ما حافظ على الصّلوات الخمس. فإذا ضيّعهنّ، تجرأ عليه. فأدخله في العظائم.

جماعة(٨) ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول: إنّ الصّلوة إذا ارتفعت في وقتها(٩) ، رجعت إلى صاحبها، وهي بيضاء مشرقة، تقول: «حفظتني.

حفظك الله.» وإذا ارتفعت في غير وقتها، بغير حدودها، رجعت إلى صاحبها، وهي سوداء

__________________

(١) كذا في النسخ. وفي المصدر: لم يؤمن.

(٢) تفسير العيّاشي ١ / ١٢٦، ح ٤١٣.

(٣) ر: الرجال.

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٥) الكافي ٣ / ٢٦٧، ح ١.

(٦) المصدر: عهد. (ظ)

(٧) نفس المصدر ٣ / ٢٦٩، ح ٨.

(٨) نفس المصدر ٣ / ٢٦٨، ح ٤. (٩) المصدر: في أوّل وقتها.

٣٦٥

مظلمة. تقول: «ضيّعتني ضيّعك الله.»

( وَالصَّلاةِ الْوُسْطى ) ، أي: الوسطى بينها. وهي صلاة الظّهر، كما في بعض الأخبار، أو العصر، كما في بعض آخر. ويمكن الحمل على الكلّ، جمعا بين الأخبار.

وقرئ بالنّصب، على الاختصاص.

في الكافي(١) : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في حديث طويل، يقول فيه ـ عليه السّلام: وقال تعالى:( حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى ) . وهي صلاة الظهر. وهي أوّل صلاة صلّاها رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله. وهي وسط النّهار. ووسط صلاتين بالنهار، صلاة الغداة وصلاة العصر.

وفي بعض القراءة: حافظوا على الصلوات والصّلوة الوسطى صلاة العصر. وقوموا لله قانتين.

قال: ونزلت هذه الآية يوم الجمعة، ورسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ في سفر، فقنئت(٢) فيها رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله. وتركها على حالها في السّفر والحضر. وأضاف للمقيم ركعتين. وإنّما وضعت الرّكعتان اللّتان أضافهما النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ يوم.

الجمعة للمقيم، لمكان الخطبتين مع الإمام. فمن صلّى الجمعة(٣) في غير جماعة، فليصلّها أربع ركعات، كصلاة الظّهر في سائر الأيّام.

وفي تهذيب الأحكام(٤) : أحمد بن محمّد بن عيسى، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ مثله.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم(٥) : حدّثني أبي، عن النّضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قرأ: حافظوا على الصّلوات والصّلوة الوسطى صلاة العصر.

وقوموا لله قانتين.

وقوله:( قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) قال: إقبال الرّجل على صلاته. ومحافظته حتّى لا يلهيه ولا يشغله عنها شيء.

__________________

(١) نفس المصدر ٣ / ٢٧١ ـ ٢٧٢، ضمن ح ١.

(٢) المصدر: في سفره فقنت.

(٣) المصدر: يوم الجمعة.

(٤) تهذيب الأحكام ٢ / ٢٤١، ح ٩٥٤.

(٥) تفسير القمي ١ / ٧٩.

٣٦٦

وفي تفسير العيّاشيّ: عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال: قلت له: الصلاة الوسطى.

فقال: حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى. [وصلاة العصر وقوموا لله قانتين.

والوسطى هي الظّهر. وكذلك كان يقرؤها رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله.

عن زرارة ومحمّد بن مسلم(١) ، أنّهما سألا أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله:( حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى ) .

قال: صلاة الظّهر].(٢)

عن محمّد بن مسلم(٣) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: الصّلاة الوسطى، هي الوسطى من صلاة النّهار. وهي الظّهر، وإنّما يحافظ أصحابنا على الزّوال، من أجلها.

وفي كتاب علل الشّرائع(٤) ، بإسناده إلى الحسن بن عبد الله، عن آبائه، عن جدّه الحسن بن عليّ بن أبي طالب ـ عليهما السّلام ـ عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ في حديث طويل يقول فيه ـ صلّى الله عليه وآله: وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: وأما صلاة العصر فهي السّاعة الّتي أكل آدم فيها من الشّجرة. فأخرجه الله من الجنّة. فأمر الله ـ عزّ وجلّ ـ ذرّيّته بهذه الصّلاة، إلى يوم القيامة. واختارها لأمتي. فهي من أحب الصّلوات(٥) إلى الله ـ عزّ وجلّ. وأوصاني أن أحفظها من بين الصّلوات(٦) .

وبإسناده(٧) إلى عبيد الله بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام: أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال: الموتور أهله وماله من ضيّع صلاة العصر.

قلت: ما الموتور أهله وماله؟

قال: لا يكون له في الجنّة أهل ولا مال. يضيّعها. فيدعها(٨) متعمّدا، حتّى تصفرّ الشّمس وتغيب.

[( وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) (٢٣٨)، أي: في الصّلاة قانتين، أي: ذاكرين داعين في القيام.

وروى سماعة(٩) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام: أنّ القنوت هو الدّعاء.

__________________

(١) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٤١٧.

(٢) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٣) تفسير العياشي ١ / ١٢٨، ح ٤١٩.

(٤) علل الشرائع ٢ / ٣٣٧، ح ١.

(٥ و ٦) ر: الصلاة.

(٧) نفس المصدر ٢ / ٣٥٦، ح ٤.

(٨) ليس في المصدر. (٩) تفسير العياشي ١ / ١٢٨، ح ٤٢٠.

٣٦٧

وفي تفسير العيّاشيّ(١) :](٢) ، عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله:( حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) .

قال: الصّلوات رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السّلام. والوسطى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام.( وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) طائعين للأئمة. وقد سبق، أيضا، أنّ المراد به طائعين الأئمة.

( فَإِنْ خِفْتُمْ ) من عدوّ أو غيره،( فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً ) : فصلّوا رجالا أو ركبانا.

«رجال»: جمع راجل، كقيام وقائم.

و «ركبان»: جمع راكبا، كشابّ وشبّان.

وفي الكافي(٣) : أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبان، عن عبد الرّحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ:( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً ) كيف يصلّي(٤) ؟ وما يقول إذا خاف من سبع أو لصّ، كيف يصلّي؟

قال: يكبّر. ويؤمئ إيماء برأسه.

وفي تفسير العيّاشيّ(٥) : عن زرارة عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال: قلت له: [أخبرني عن](٦) صلاة المواقفة.

فقال: إذا لم يكن(٧) الضّعف من عدوّك، صلّيت إيماء، راجلا كنت، أو راكبا.

فإنّ الله يقول:( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً ) . تقول في الرّكوع: «لك ركعت وأنت ربّي.» وفي السّجود: «لك سجدت وأنت ربّي» أينما توجّهت بك دابّتك، غير أنّك تتوجّه(٨) حين تكبّر أوّل تكبيرة.

[وعن أبان(٩) ،](١٠) عن منصور(١١) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال: فات أمير المؤمنين

__________________

(١) نفس المصدر والموضع، ح ٤٢١.

(٢) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٣) الكافي ٣ / ٤٥٧، ح ٦.

(٤) أ: أصلّى. ر: نصلّى.

(٥) تفسير العياشي ١ / ١٢٨، ح ٤٢٢.

(٦) يوجد في المصدر.

(٧) المصدر: لم نكن.

(٨) المصدر: توجّه.

(٩) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٤٢٣.

(١٠) ليس في أ.

(١١) في المصدر: «أبان بن منصور» بدل أبان عن منصور.

٣٦٨

ـ عليه السّلام ـ والنّاس يوم صفّين(١) صلاة الظّهر(٢) والعصر والمغرب والعشاء. فأمرهم أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ أن يسبّحوا ويكبّروا ويهلّلوا.

قال: وقال الله:( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً ) . فأمرهم عليّ ـ عليه السّلام ـ فصنعوا ذلك ركبانا ورجالا.

وفي مجمع البيان(٣) : ويروى أنّ عليّا ـ عليه السّلام ـ صلّى ليلة الهرير خمس صلوات بالإيماء. وقيل: بالتّكبير. وأنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ صلّى يوم الأحزاب بايماء(٤) .

وفي من لا يحضره الفقيه:(٥) روى عبد الرّحمن بن أبي عبد الله، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ في صلاة الزّحف قال: تكبير وتهليل(٦) .

يقول الله ـ عزّ وجلّ:( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً ) .

وروى(٧) عن أبي بصير أنّه قال: سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول: إن كنت في أرض مخوفة، فخشيت لصّا أو سبعا (في الفريضة، فصلّ(٨) ) وأنت على دابّتك.

وفي رواية زرارة(٩) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال: الّذي يخاف اللّصوص، يصلّي إيماء على دابته.

( فَإِذا أَمِنْتُمْ ) من الخوف،( فَاذْكُرُوا اللهَ ) : صلّوا صلاة الأمن، أو اشكروه على الأمن.

( كَما عَلَّمَكُمْ ) ذكرا مثل ما علّمكم.

و «ما» مصدريّة، أو موصولة، أو موصوفة.

( ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) (٢٣٩): مفعول علّمكم.

( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ ) :

التّقدير على قراءة النّصب: «ليوصوا وصيّة»، أو «كتب الله عليهم وصيّة»، أو

__________________

(١) المصدر: يوما بصفين. (ظ)

(٢) المصدر: يعنى صلاة الظهر.

(٣) مجمع البيان ١ / ٣٤٤.

(٤) المصدر: إيماء. (ظ)

(٥) من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٩٥، ح ١٣٤٤.

(٦) المصدر: تكبّر وتهلّل.

(٧) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ١٣٤٥.

(٨) المصدر ور: فصلّ الفريضة. (ظ)

(٩) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ١٣٤٦.

٣٦٩

«ألزموا وصيّة»، وعلى قراءة الرّفع: «وصيّة الّذين»، أو «حكمهم»، أو «هم أهل وصيّة»، أو «كتب عليهم وصيّة»، أو «عليهم وصيّة.» وقرئ «متاع» بدلها( مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ ) ، نصب بليوصوا، إن أضمرت، وإلّا فبالوصيّة، أو بمتاع على قراءة من قرأ. لأنّه بمعنى التّمتيع.

( غَيْرَ إِخْراجٍ ) : بدل منه، أو مصدر مؤكّد، كقولك: «هذا القول غير ما تقول»، أو حال من «أزواجهم»، أي: غير مخرجات.

والمعنى: أنّه يجب على الّذين يتوفّون أن يوصّوا قبل أن يحتضروا لأزواجهم بأن يمتّعن بعدهم حولا بالسّكنى.

وكان ذلك أوّل الإسلام. فنسخت المدّة بقوله:( أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ) . لأنّه متأخّر عنه في النّزول.

وفي تفسير العيّاشيّ(١) : عن أبي بصير، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال: سألته عن قوله:( مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ ) .

قال: منسوخة. نسختها آية( يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ) ، أو نسختها آيات الميراث.

عن ابن أبي عمير(٢) ، عن معاوية بن عمّار قال: سألته عن قول الله:( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ ) قال: منسوخة ـ وذكر كما سبق، سواء.

( فَإِنْ خَرَجْنَ ) عن منزل الأزواج،( فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ ) ممّا لم ينكره الشّرع غير الخروج. وأمّا فيه، فعليكم الجناح في ترك كفّهنّ.

( وَاللهُ عَزِيزٌ ) : غالب على الانتقام ممّن خالفه.( حَكِيمٌ ) (٢٤٠): بمصالحهم.

( وَلِلْمُطَلَّقاتِ ) ، سواء المفوّضة وغيرها، سوى المختلعة، كما مرّ إلّا أنّ للمفوّضة على سبيل الوجوب ولغيرها على الاستحباب.

( مَتاعٌ ) : متعة،( بِالْمَعْرُوفِ ) : بما يعرفه الشّرع ،

__________________

(١) تفسير العياشي ١ / ١٢٩، ح ٤٢٧.

(٢) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٤٢٦.

٣٧٠

( حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) (٢٤١): الكاملين الّذين يتّقون في ترك الواجبات والمندوبات. وقال قوم: المراد بالمتاع، نفقة العدّة.

وفي الكافي(١) : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، عن عبد الكريم، عن الحلبيّ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ:( وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) قال: متاعها بعد ما تنقضي عدّتها( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) . وكيف يمتّعها(٢) وهي في عدّتها ترجوه ويرجوها؟ ويحدث الله ـ عزّ وجلّ ـ بينهما ما يشاء.

وقال: إذا كان الرّجل موسعا، عليه متّع امرأته بالعبد والأمة. والمقتر يمتّع بالحنطة(٣) والزّبيب والثّوب والدّراهم. وإنّ الحسن بن عليّ ـ عليه السّلام ـ متّع امرأة له بأمة. ولم يطلّق امرأة إلّا متّعها.

حميد بن زياد(٤) ، عن ابن سماعة، عن محمّد بن زياد، عن عبد الله بن سنان، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى(٥) ، عن سماعة، جميعا، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال في قول الله ـ عزّ وجلّ:( وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) قال: متاعا(٦) بعد ما تنقضي عدّتها( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) .

قال: فكيف يمتّعها في عدّتها؟ وهي ترجوه. ويرجوها. ويحدث الله ما يشاء. أما إنّ الرّجل الموسر يمتّع المرأة بالعبد والأمة. ويمتّع الفقير بالحنطة(٧) والزّبيب والثّوب والدّراهم، وإنّ الحسن بن عليّ ـ عليهما السّلام ـ متّع امرأة طلقها بأمة. ولم يكن يطلّق امرأة إلّا متّعها.

حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمّد بن زياد، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ مثله، إلّا أنّه قال: وكان الحسن بن عليّ ـ عليهما السّلام ـ يمتّع نساءه، بالأمة.

عدّة من أصحابنا(٨) ، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن عبد الكريم، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر ـ عليه السّلام: أخبرني عن قول الله ـ عزّ وجلّ :

__________________

(١) الكافي ٦ / ١٠٥، ح ٣.

(٢) المصدر: لا يمتّعها.

(٣) المصدر: بالحنطة والشعير.

(٤) نفس المصدر ونفس الموضع، ح ٤.

(٥) هكذا في النسخ. وفي المصدر: عثمان بن عيسى.

(٦) المصدر: متاعها.

(٧) المصدر: بالحنطة والتمر.

(٨) نفس المصدر ٦ / ١٠٥ ـ ١٠٦، ح ٥.

٣٧١

( وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) ، ما أدنى ذلك، المتاع إذا كان معسرا لا يجد؟

قال: خمار وشبهه.

( كَذلِكَ ) : إشارة إلى ما سبق من أحكام الطّلاق والعدد.

( يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ ) :

وعد بأنّه سيبيّن لعباده ما يحتاجون إليه في المعاش والمعاد.

( لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (٢٤٢)، أي: تستعملون العقل في فهمها.

( أَلَمْ تَرَ ) :

تعجيب وتقرير لمن سمع بقصتهم من أهل الكتاب وأرباب التّواريخ. وقد يخاطب به من لم ير ولم يسمع، فإنّه صار مثلا في التّعجيب.

( إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ) :

قيل(١) : يريد أهل داوردان قرية قبل واسط.

وسيجيء في الحديث: أنّ هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشّام.

( وَهُمْ أُلُوفٌ ) ، أي: ألوف كثيرة. أعني سبعين ألف بيت.

وقيل(٢) : متآلفون جمع ألف وألف، كقاعد وقعود.

والأوّل هو الصّحيح.

و «الواو»، للحال.

( حَذَرَ الْمَوْتِ ) : مفعول له.

( فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ) :

قال لهم: موتوا. فماتوا، كقوله: كن فيكون.

والمعنى: أنّهم ماتوا ميتة رجل واحد من غير علّة بمشيئة الله وأمره.

( ثُمَّ أَحْياهُمْ ) حين مرّ عليهم حزقيل.

( إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ) حيث أحياهم للاعتبار والفوز بالسّعادات.

( وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ ) (٢٤٣)، اي: لا يشكرونه كما ينبغي، أو لا يعتبرون.

وفي عيون الأخبار(٣) ، في باب مجلس الرّضا ـ عليه السّلام ـ مع أهل الأديان

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ٣٤٧.

(٢) نفس المصدر ١ / ٣٤٦.

(٣) عيون أخبار الرضا / ١٣١، ح ١.

٣٧٢

والمقالات في التّوحيد، في كلام للرّضا ـ عليه السّلام ـ مع النّصارى. قال ـ عليه السّلام: فمتى اتّخذتم عيسى ربّا، لجاز لكم أن تتّخذوا اليسع وحزقيل. لأنّهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى بن مريم ـ عليهما السّلام ـ من إحياء الموتى وغيره. إنّ قوما من بني إسرائيل أخرجوا(١) من بلادهم من الطّاعون وهم ألوف حذر الموت. فأماتهم الله في ساعة واحدة. فعمد أهل تلك القرية. فحظروا عليهم حظيرة. ولم يزالوا فيها حتّى نخرت عظامهم. وصاروا رميما.

فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل. فتعجّب منهم ومن كثرة العظام البالية.

فأوحى الله إليه: أتحبّ أن أحييهم لك فتنذرهم؟

قال: نعم. يا ربّ! فأوحى الله إليه أن نادهم.

فقال: أيّتها العظام البالية! قومي بإذن الله تعالى.

فقاموا أحياء أجمعون. ينفضون(٢) التّراب عن رؤوسهم.

وفي هذا المجلس، يقول الرّضا ـ عليه السّلام: ولقد صنع حزقيل النّبي ـ عليه السّلام ـ مثل ما صنع عيسى بن مريم: فأحيى خمسة وثلاثين ألف رجل بعد موتهم، بستّين سنة. ثمّ التفت إلى رأس الجالوت. فقال له: يا رأس الجالوت! أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم بخت نصر من بني إسرائيل(٣) حين غزا بيت المقدس؟

ثمّ انصرف بهم إلى بابل. فأرسله الله ـ عزّ وجلّ ـ إليهم. فأحياهم. هذا في التوراة.

لا يدفعه إلّا كافر منكم.

وفي روضة الكافي(٤) : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد وغيره، عن بعضهم، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ وبعضهم عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قول الله ـ عزّ وجلّ:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ ) فقال: إنّ هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشّام.

وكانوا سبعين ألف بيت. وكان الطّاعون يقع فيهم في كلّ أوان. فكانوا إذا أحسّوا به خرج من المدينة الأغنياء لقوّتهم وبقي فيها الفقراء لضعفهم. فكان الموت يكثر في الّذين أقاموا ويقلّ في الّذين خرجوا.

__________________

(١) ر: خرجوا. (ظ)

(٢) أ: ينقضون.

(٣) المصدر: صبي بني إسرائيل.

(٤) الكافي ٨ / ١٩٨، ح ٢٣٧.

٣٧٣

فيقول الّذين خرجوا: لو كنّا أقمنا لكثر فينا الموت.

ويقول الّذين أقاموا: لو كنّا خرجنا لقلّ فينا الموت.

قال: فاجتمع رأيهم جميعا أنّه إذا وقع الطّاعون فيهم وأحسّوا به، خرجوا كلّهم من المدينة. فلمّا أحسّوا بالطّاعون خرجوا جميعا. وتنحّوا عن الطّاعون حذر الموت. فساروا في البلاد ما شاء الله. ثمّ أنّهم مرّوا بمدينة خربة قد خلا أهلها عنها وأفناهم الطّاعون. فنزلوا بها.

فلمّا حطّوا رحالهم فاطمأنّوا [بها](١) قال لهم الله ـ عزّ وجلّ: موتوا جميعا.

فماتوا من ساعتهم. وصاروا رميما يلوح إذ ماتوا على طريق المارّة. فكنستهم المارّة.

فنحّوهم وجمعوهم في موضع. فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل، يقال له حزقيل.

فلمّا رأى تلك العظام، بكى واستعبر. وقال: يا ربّ! لو شئت لأحييتهم السّاعة، كما أمتّهم. فعمروا بلادك وولدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك من خلقك.

فأوحى الله تعالى إليه: أفتحبّ ذلك؟

قال: نعم، يا ربّ! فأحياهم الله.

قال: فأوحى الله أن: قل كذا وكذا.» فقال الّذي أمر الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يقوله.

فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام: وهو الاسم الأعظم، فلمّا قال حزقيل ذلك الكلام، نظر إلى العظام: يطير بعضها إلى بعض. فعادوا أحياء. ينظر بعضهم إلى بعض.

يسبّحون الله عزّ ذكره. ويكبّرونه. ويهلّلونه. فقال حزقيل عند ذلك: أشهد أنّ الله على كلّ شيء قدير.

قال عمر بن يزيد: فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام: فيهم نزلت هذه الآية(٢) .

وفي مجمع البيان(٣) وسأل زرارة بن أعين(٤) أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن هؤلاء القوم الّذين قال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم. فقال: أحياهم حتّى نظر النّاس إليهم، ثمّ أماتهم، أم ردّهم إلى الدّنيا حتّى سكنوا الدّور وأكلوا الطّعام؟

قال: لا. بل ردّهم الله حتّى سكنوا الدّور وأكلوا الطّعام ونكحوا النّساء ومكثوا

__________________

(١) يوجد في المصدر.

(٢) المصدر: فأحيهم. بدل «فأحياهم الله.»

(٣) مجمع البيان ١ / ٣٤٣.

(٤) المصدر: حمران. وأيضا في هامش الأصل (خ ل.)

٣٧٤

بذلك ما شاء الله ثمّ ماتوا بآجالهم.

وفي غوالي اللّئالئ(١) ، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ حديث طويل، يذكر فيه نيروز الفرس. وفيه: ثمّ أنّ نبيّا من أنبياء بني إسرائيل، سأل ربّه أن يحيي القوم الّذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. فأماتهم الله. فأوحى إليه أن صبّ الماء في مضاجعهم. فصبّ عليهم الماء في هذا اليوم. فعاشوا. وهم ثلاثون ألفا. فصار صبّ الماء في اليوم النّيروز سنّة ماضية. لا يعرف سببها إلّا الرّاسخون في العلم.

( وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ) :

لمّا بيّن أنّ الفرار من الموت غير منج، أمرهم بالقتال، إذ لو جاء أجلهم ففي سبيل الله، وإلّا فبالنّصر(٢) والثّواب.

( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ ) لما يقول المتخلّف والسّابق،( عَلِيمٌ ) (٢٤٤) بما يضمرانه ومجاز عليهما.

( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ ) :

«من»، استفهاميّة مرفوعة المحلّ بالابتداء. و «ذا»، خبره و «الّذي» صفة «ذا»، أو بدله. و «إقراض الله» مثل لتقديم العمل الّذي يطلب به ثوابه.

( قَرْضاً حَسَناً ) : مقرونا بالإخلاص وطيب النّفس، أو مقرضا حلالا طيّبا.

وقيل(٣) : القرض الحسن، المجاهدة والإنفاق في سبيل الله. [وفي الخبر أنّه صلة الإمام(٤)

،](٥)

وفي من لا يحضره الفقيه(٦) : سئل الصّادق ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً ) قال: نزلت في صلة الإمام ـ عليه السّلام.

( فَيُضاعِفَهُ لَهُ ) : فيضاعف جزاءه له أخرجه على صورة المغالبة للمبالغة.

وقرأ عاصم بالنّصب، على جواب الاستفهام، حملا على المعنى. فإنّ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ ) في معنى «أيقرض الله أحد.» وقرأ ابن كثير يضعفه (بالرّفع.) وابن عامر ويعقوب، بالنّصب.

__________________

(١) غوالي اللئالى ٣ / ٤١، ح ١١٦.

(٢) هكذا في النسخ. والظاهر: النصر.

(٣) أنوار التنزيل ١ / ١٢٨.

(٤) ر تفسير العياشي ١ / ١٣١.

(٥) يوجد في أ، فقط.

(٦) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٤٢، ح ١٨٩.

٣٧٥

( أَضْعافاً كَثِيرَةً ) :

أضعاف، جمع ضعف. ونصبه على الحال من الضّمير المنصوب، أو المفعول الثّاني لتضمّن المضاعفة معنى التّصيير، أو المصدر على أنّ الضّعف اسم المصدر وجمع للتّنويع.

والكثرة من الله. لا يقدّرها إلّا الله.

في كتاب معاني الأخبار(١) حدّثنا [محمد بن](٢) موسى بن المتوكّل قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن أيّوب الخزّاز قال: سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول: لـمّا نزلت(٣) هذه [الآية](٤) على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله:(٥) ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ) . قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: أللّهمّ زدني.

فأنزل الله ـ عزّ وجل(٦) .( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) .

فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله: أللّهمّ زدني.

فأنزل الله ـ عزّ وجلّ:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) . فعلم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّ الكثير من الله لا يحصى وليس له منتهى.

وفي أصول الكافي(٧) : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن عيسى بن سليمان النّخّاس، عن المفضّل بن عمر، عن الخيبريّ ويونس بن ظبيان قالا: سمعنا أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول: ما من شيء أحبّ إلى الله من إخراج الدّراهم إلى الإمام. وأنّ الله ليجعل له الدّرهم في الجنّة مثل جبل أحد. ثمّ قال: إنّ الله يقول في كتابه:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) . قال: هو والله في صلة الإمام، خاصّة.

عدّة من أصحابنا(٨) ، عن سهل بن زياد، ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، جميعا، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ

__________________

(١) معاني الأخبار / ٣٩٧ ـ ٣٩٨، ح ٥٤.

(٢) يوجد في المصدر.

(٣) المصدر: إنّما أنزلت.

(٤) يوجد في المصدر.

(٥) النمل / ٨٩.

(٦) الأنعام / ١٦٠.

(٧) الكافي ١ / ٥٣٧، ح ٢.

(٨) نفس المصدر ٢ / ٢٦، ح ٥.

٣٧٦

قال: قلت: فهل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك؟

فقال: لا. هما يجريان في ذلك مجرى واحد. ولكنّ للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقرّبان به إلى الله ـ عزّ وجلّ.

قلت: أليس الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول:( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) ؟

وزعمت أنّهم مجتمعون على الصّلاة والزكاة والصوم والحجّ مع المؤمن.

قال: أليس قد قال الله ـ عزّ وجلّ:( فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) ؟ فالمؤمنون هم الّذين يضاعف الله ـ عزّ وجلّ ـ لهم حسناتهم، لكلّ حسنة سبعون ضعفا. فهذا فضل المؤمن. ويزيده الله في حسناته على قدر صحّة إيمانه، أضعافا كثيرة. ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير.

والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.

والمسلم والمؤمن(١) ، كلاهما من أهل الولاية. لكنّ المؤمن أعلى مرتبة. وهو من دخل الإيمان في قلبه بالبرهان. واعتقاده أكمل. وإخلاصه أوفر.

وفي كتاب ثواب الأعمال(٢) : أبي ـ رضي الله عنه ـ قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن عمران(٣) بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن إسحاق بن عمّار قال: قلت للصّادق ـ عليه السّلام: ما معنى قول الله ـ تبارك وتعالى:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) ؟

قال: صلة الإمام.

أبي ـ رحمه الله ـ قال(٤) : حدّثنا محمّد بن أحمد، عن عليّ بن الفضل، عن أبي طالب عبد الله بن الصّلت، عن يونس بن عبد الرّحمن، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ مثله.

( وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ ) ، أي: يقتر على بعض ويوسع على بعض، حسب ما اقتضته حكمته.

وقرئ «يبسط»، بالصّاد.

__________________

(١) ر: والمسلم والمؤمن والكافر. (!؟)

(٢) ثواب الأعمال / ١٢٤، ح ١.

(٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ: حمران.

(٤) نفس المصدر / ١٢٥، ذيل ح ١.

٣٧٧

( وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (٢٤٥) فيجازيكم على ما قدّمتم.

في كتاب التّوحيد(١) ، بإسناده إلى سليمان بن مهران، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في حديث طويل، يقول ـ عليه السّلام: والقبض من الله تعالى، في موضع آخر المنع. والبسط منه، الإعطاء والتّوسّع(٢) ، كما قال ـ عزّ وجلّ:( وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ، يعني: يعطي. ويوسّع. ويمنع. ويقبض(٣) .

( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ ) : «الملأ»: جماعة يجتمعون للتّشاور، لا واحد له، كالقوم.

و «من»، للتّبعيض.

( مِنْ بَعْدِ مُوسى ) ، أي: من بعد وفاته.

و «من»، للابتداء.

( إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ) :

قيل(٤) : هو يوشع. وقيل(٥) : شمعون.

وفي مجمع البيان(٦) : اختلف فيه فقيل: إشمويل. وهو بالعربيّة: إسماعيل. (عن أكثر المفسّرين. وهو المرويّ عن أبي جعفر ـ عليه السّلام.)

( ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ ) : أقم لنا أميرا لننهض معه للقتال.

و «نقاتل» مجزوم على الجواب.

وقرئ بالرّفع، على أنّه حال، أي: مقدّرين القتال. ويقاتل (بالياء) مجزوما على الجواب، ومرفوعا على الوصف لملكا.

( قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا ) :

وقرأ نافع: عسيتم. (بالكسر) و «ألّا تقاتلوا» خبر «عسى.» فصل بينه وبين خبره بالشّرط.

وإدخال «هل» على الفعل المتوقّع، للتّقرير والتّثبيت.

( قالُوا وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا ) ، أي: أيّ

__________________

(١) التوحيد / ١٦١، ح ٢.

(٢) المصدر: التوسيع.

(٣) المصدر: يضيق. (ظ)

(٤ و ٥) أنوار التنزيل ١ / ١٢٩.

(٦) مجمع البيان ١ / ٣٥٠.

٣٧٨

غرض لنا في التّخلف عن القتال وقد عرض ما يوجبه من الإخراج عن الأوطان والإفراد عن الأولاد؟ وذلك أنّ جالوت ومن معه من العمالقة، كانوا يسكنون ساحل بحر الرّوم، بين مصر وفلسطين. فظهروا على بني إسرائيل. فأخذوا ديارهم. وسبوا أولادهم.

قيل(١) : وأسروا من أبناء الملوك، أربعمائة وأربعين.

( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ) :

في كتاب معاني الأخبار(٢) : أبي ـ رحمه الله ـ قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن النّعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله ـ عزّ وجلّ:( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ) قال: كان القليل ستّين ألفا.

( وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) (٢٤٦): وعيد لهم بترك الجهاد.

( وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ) :

«طالوت» علم عبريّ، كداود. وجعله فعلوتا من الطّول، يدفعه منع صرفه.

نقل(٣) أنّ نبيّهم ـ عليه السّلام ـ لـمّا دعى الله أن يملّكهم، أتى بعصى يقاس بها من يملك عليهم. فلم يساوها إلّا طالوت.

( قالُوا: أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا ) . [وكانت النّبوّة في ولد لاوي ابن يعقوب والملك في ولد يوسف. وكان طالوت] من ولد بنيامين(٤) ، أخي يوسف لأمّه لم يكن من بيت النبوّة ولا من بيت المملكة.

( وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ) : وراثة.

( وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ ) لأنّ طالوت كان فقيرا. فنحن أحقّ بالملك منه.

( قالَ ) : النّبيّ ـ عليه السّلام:( إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) (٢٤٧) :

الأوّل أنّ المعتبر اصطفاء الله. وقد اصطفاه عليكم، الثّاني ـ أنّ الشّرط فيه وفور العلم، ليتمكّن من السّياسة وجسامة البدن، ليكون

__________________

(١) أنوار التنزيل ١ / ١٢٩.

(٢) معاني الأخبار ١٥١، ح ١.

(٣) أنوار التنزيل ١ / ١٢٩.

(٤) النسخ: ابن يامين.

٣٧٩

له خطر في القلوب وقوّة على مقاومة العدوّ. وقد زاده الله فيهما.

الثّالث ـ أنّ الله مالك الملك، يؤتي ملكه من يشاء.

الرّابع ـ أنّه واسع الفضل. فيغني الفقير عليم بمن يليق بالملك.

وفي كتاب الاحتجاج(١) ، للطّبرسيّ ـ ره ـ من كلام لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام: اسمعوا ما أتلو عليكم من كتابه المنزل على نبيّه المرسل، لتتّعظوا. فإنّه، والله! [أبلغ](٢) عظة لكم. فانتفعوا بمواعظ الله. وانزجروا عن معاصي الله. فقد وعظكم الله بغيركم، فقال لنبيّه ـ عليه السّلام:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ ) ـ إلى قوله ـ( وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) . أيّها النّاس! إنّ لكم في هذه الآيات عبرة، لتعلموا أنّ الله جعل الخلافة والأمر من بعد الأنبياء في أعقابهم. وأنّه فضّل طالوت، وقدّمه على الجماعة باصطفائه إيّاه وزيادة بسطة في العلم والجسم. فهل تجدون [أنّ](٣) الله اصطفى بني أميّة على بني هاشم وزاد معاوية عليّ بسطة في العلم والجسم؟

وفي أمالي شيخ الطّائفة(٤) ـ قدس سره ـ بإسناده إلى عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ قال: قلت أربع أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه ـ إلى قوله عليه السّلام ـ وقلت: قدرا. وقال: قيمة كلّ امرئ ما يحسن. فأنزل الله تعالى في قصّة طالوت:( إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ) .

وفي عيون الأخبار(٥) ، في باب ما جاء عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ في وصف الإمامة والإمام: أنّ الأنبياء والأئمّة ـ صلوات الله عليهم ـ يوفّقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم. فيكون علمهم فوق كلّ علم أهل زمانهم، في قوله عزّ وجلّ(٦) :( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٧) ، وقوله ـ عزّ وجلّ(٨) ـ في طالوت:( إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) .

__________________

(١) الاحتجاج ١ / ٢٥٣.

(٢) يوجد في المصدر.

(٣) يوجد في المصدر.

(٤) أمالي الشيخ ٢ / ١٠٨.

(٥) عيون أخبار الرّضا ١ / ١٧٤، ح ١.

(٦) يونس / ٣٥.

(٧) يوجد في المصدر بعد ذكر هذه الآية: وقوله ـ عزّ وجلّ:( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) .(البقرة / ٢٦٩)

(٨) البقرة / ٢٤٧.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493