تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٣

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب9%

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 603

  • البداية
  • السابق
  • 603 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19512 / تحميل: 5801
الحجم الحجم الحجم
تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا وآله الطيّبين الطاهرين، ولاسيّما بقيّة الله في الأرضين، واللّعنة الدّائمة على أعدائهم أجمعين.

النسخ التي استفدنا منها في الربع الأوّل من التفسير

١ - نسخة موجودة في جامعة طهران، برقم ١٤، ورمزها (أ).

٢ - نسخة إلى آخر سورة المائدة، كتبت في حياة المؤلّف، بل في نفس سنة تأليف الكتاب.

وكانت هذه النسخة ضمن مخطوطات الأستاذ الشانه‌چي، ثمّ نقلت إلى مكتبة الروضة الرضويّة المقدّسة في مشهد الإمام الرضاعليه‌السلام وهي الأصل.

٣ - نسخة أخرى إلى نهاية سورة المائدة أيضا، نسخت هي الأخرى في نفس سنة التأليف. محفوظة في المكتبة المركزيّة بجامعة طهران، برقم ٧٣٥٣، ورمزها (ر).

ولا بدّ من توضيح مسألة: وهي أنّ متن النسخة ٢ (الأصل)، هو نفسه في النسخة ١ (أ)، مع شيء من الاختلاف في العبارات والمواضع التي حذفت وأبدلت بغيرها في الحاشية.

وقد كانت هذه الحواشي تذيّل بعبارات مثل: منه، منه سلّمه الله، منه دام ظلّه العالي، منه أدام الله بقائه، أو "صح".

ويلاحظ في الحاشية كلمات: «بلغ» و «بلغ قبالا».

وفي الواقع، فإنّ النسخة (٣)، هي عين النسخة (٢) التي توجد التصحيحات

٢١

والحواشي في متنها.

أمّا الإختلاف الموجود بين النسخة الأولى (أ)، والنسختين الأخريين، فهو يوضح أنّ نسخة التأليف الأوّل هي نفسها، ولكن، وبعد إنهاء الربع الأوّل من التفسير، أدعى المفسّر النظر فيها وأدخل عليها بعض التصحيحات وأكملها.

كان ذلك بعدما تداولت الأيدي النسخة غير المصحّحة واستنسختها. حيث بقيت على تلك الحال.

وعلى هذا الأساس، جعلت النسخة ٢، التي تمّ تصحيحها من قبل المفسّر، أصلا.

وخلال التحقيق في سائر النسخ الموجودة، التي تحتوي على الربع الأوّل، لوحظ أنّ النسخة المرّقمة (٢٣٤٨) الموجودة في مكتبة آية الله المرعشي - دام ظلّه - ، مطابقة لنسخة جامعة طهران برقم (١٤). وجميع النسخ - مع الأخذ بنظر الاعتبار المتن والحاشية - مطابقة للنسخة الأصل.

ولا بدّ من القول: إننا قد اعتمدنا في حلّ غوامض النسخة الأصل، على نسخة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، برقم (١٢٠٧٣).

حسين الدّرگاهي

٢٢

سورة آل عمران

٢٣
٢٤

سورة آل عمران(١)

في كتاب ثواب الأعمال(٢) : بإسناده إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: من قرأ البقرة وجاء(٣) يومالقيامة يضلّانه(٤) على رأسه مثل الغمامتين، أو مثل الغيابتين. [مدنيّة وآيها مائتان].(٥)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( ألم ) (١): قد مرّ بعض إشاراته في أوّل سورة البقرة.

وفي كتاب معاني الأخبار(٦) : بإسناده إلى سفيان بن سعيد الثّوريّ، عن الصادقعليه‌السلام ، في حديث طويل يقول فيهعليه‌السلام : وأمّا «الم» في أوّل فمعناه أنا الله المجيد.

وفي تفسير العيّاشيّ(٧) خيثمة الجعفيّ، عن أبي لبيد(٨) المخزوميّ قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا أبا لبيد انّه يملك من ولد عبّاس(٩) اثنا عشر(١٠) ، يقتل بعد الثّامن منهم أربعة ،

__________________

(١) يوجد في أبعد «سورة»: مدنية وآيتها مائتان.

(٢) ثواب الأعمال / ١٣٠، ح ١.

(٣) المصدر: جاءتا.

(٤) المصدر: تضلّانه.

(٥) ليس في أ.

(٦) معاني الأخبار / ٢٢ ضمن ح ١. وفي أ: ثواب الأعمال.

(٧) تفسير العيّاشي ٢ / ٣.

(٨) النسخ: «خيثمة الجعفري حدّثني أبو لبيد» وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٩) المصدر: ولد العباس.

(١٠) النسخ: «اثنى عشرة.» وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

٢٥

يصيب(١) أحدهم الذّبحة فتذبحه، هم فئة(٢) قصيرة أعمارهم قليلة مدّتهم خبيثة سيرتهم [منهم](٣) الفويسق الملقّب بالهادي، والنّاطق والغاوي، يا أبا لبيد إنّ في حروف القرآن المقطّعة لعلماً جمّا، إنّ الله - تبارك وتعالى - أنزل( الم ذلِكَ الْكِتابُ ) فقام محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد(٤) يوم ولد وقد مضى من الألف السّابع مائة سنة وثلاث سنين، ثمّ قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطّعة، إذا عدّدتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطّعة حرف تنقضي أيّام إلّا وقائم من بني هاشم عند انقضائه، ثمّ قال: الألف واحد، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، والصّاد تسعون، فذلك مائة وإحدى وستّون، ثمّ كان بدء(٥) خروج الحسين بن عليّعليه‌السلام الم الله، فلمّا بلغت مدّته قام قائم ولد العبّاس عبد «المص» ويقوم قائمنا عند انقضائها «بالر» فافهم ذلك وعه واكتمه.

وإنّما فتح الميم في المشهورة، وكان حقّها أن يوقف عليها، لإلقاء حركة الهمزة عليها ليدلّ على أنّها في حكم الثّابت، لأنّها أسقطت للتّخفيف لا للدّرج، فإنّ الميم في حكم الوقف، كقولهم: واحد اثنان، لا لالتقاء السّاكنين، فإنّه غير محذور في باب الوقف، ولذلك لم يحرّك في لام.

وقرئ بكسرها، على توهّم التّحريك لالتقاء السّاكنين. وقرأ أبو بكر بسكونها، والابتداء بما بعدها على الأصل(٦) .

( اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) (٢):(٧) : قد مرّ تفسيره فلا حاجة إلى تكريره.

( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ ) ، أي: القرآن منجما،( بِالْحَقِ ) : بالعدل، أو بالصّدق في أخباره، أو بالحجج المحقّقة أنّه من عند الله. وهو في موضع الحال عن المفعول.

( مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ ) : من الكتب.

__________________

(١) المصدر: فتصيب.

(٢) النسخ: «فتنة». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٣) يوجد في المصدر.

(٤) النسخ: «ولده». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٥) هكذا في أ. وفي الأصل ورو المصدر: بدو.

(٦) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٤٨.

(٧) البقرة ٢٥٥.

٢٦

( وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ ) (٣)(١) جملة على موسى وعيسى.

في أصول الكافي(٢) : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ومحمّد بن القاسم، عن محمّد بن سليمان، عن داود، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: [سألته عن قول الله - عزّ وجلّ - :( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) ، وإنّما أنزل في عشرين سنة بين أوّله وآخره.

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام :](٣) نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثمّ نزل(٤) في طول عشرين سنة، ثمّ قال: قال النّبيّ - صلّى الله عليه وآله: نزلت(٥) صحف إبراهيم في أوّل ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التّوراة لستّ مضين من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت(٦) من شهر رمضان، وأنزل الزّبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان، [وأنزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان.

وفي الكافي(٧) : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: أنزلت(٨) التّوراة في ستّ مضت من شهر رمضان، ونزل(٩) الإنجيل في اثنا عشر(١٠) ليلة من شهر رمضان، وأنزل(١١) الزّبور في ليلة ثمانية عشرة مضت من شهر رمضان](١٢) وأنزل(١٣) القرآن في ليلة القدر.

قيل(١٤) : التّوراة مشتقّة من الورى، الّذي هو إخراج النار من الزناد، سمّي بها لإخراج نور العلم منه. والإنجيل من النّجل، بمعنى: الولد، سمّي به لأنّه يتولّد منه النّجاة.

ووزنهما تفعلة وإفعيل، وهو تعسّف لأنّهما اسمان أعجميّان، يؤيّد ذلك أنّه قرئ الإنجيل بفتح الهمزة، وهو ليس من أبنية العرب.

__________________

(١) آل عمران، ٣.

(٢) الكافي ٢ / ٦٢٨، ح ٦.

(٣) ما بين المعقوفتين يوجد في المصدر.

(٤) النسخ: «نزلت». وما في المتن موافق المصدر.

(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ: نزل.

(٦) ليس في ر.

(٧) نفس المصدر ٤ / ١٥٧، ح ٥.

(٨) المصدر: نزلت.

(٩) هكذا في النسخ والمصدر. والظاهر: أنزل.

(١٠) هكذا في النسخ والمصدر. والظاهر: اثنتي عشرة.

(١١) المصدر: نزل.

(١٢) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(١٣) المصدر: نزل.

(١٤) أنوار التنزيل ١ / ١٤٨.

٢٧

( مِنْ قَبْلُ ) : تنزيل القرآن.

( هُدىً لِلنَّاسِ ) ، أي: لكلّ من أنزل عليه( وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ ) :

قيل(١) : يريد به جنس الكتب الإلهيّة، فإنّها فارقة بين الحقّ والباطل، ذكر ذلك بعد [ذكر](٢) الكتب الثّلاثة ليعمّ ما عداها [كأنّه قال: وأنزل سائر ما يفرّق به بين الحقّ والباطل، أو الزّبور](٣) أو القرآن. وكرّر ذكره بما هو نعت له مدحا وتعظيما وإظهارا لفضله، من حيث أنّه يشركهما في كونه وحيا منزّلا، ويتميّز بأنّه معجز، يفرّق به بين المحقّ والمبطل أو المعجزات.

ويحتمل أن يكون المراد به محكمات القرآن، أفردها لزيادة شرفها ونفعها.

وفي أصول الكافي(٤) : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن سنان أو غيره، عمّن ذكره قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن القرآن والفرقان أهما شيئان أو شيء واحد.

فقالعليه‌السلام : القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به.

[وفي تفسير العيّاشيّ(٥) : عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته(٦) عن قول الله:( الم اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ ) .

قال: هو كلّ أمر محكم، والكتاب هو جملة القرآن الّذي يصدّق فيه من كان(٧) قبله [من](٨) الأنبياء.

وفي تفسير عليّ بن إبراهيم(٩) : حدّثني أبي، عن النّضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وروى مثل ما في تفسير العيّاشيّ.

وفي كتاب علل الشّرائع(١٠) : بإسناده إلى أبي عبد الله [بن يزيد قال: حدّثني يزيد](١١)

__________________

(١) نفس المصدر ١ / ١٤٨.

(٢ و ٣) يوجد في المصدر.

(٤) الكافي ٢ / ٦٣٠، ح ١١.

(٥) تفسير العيّاشي ١ / ١٦٢، ح ١.

(٦) «قال سألته» ليس في المصدر.

(٧) المصدر: «كتاب» بدل «كان».

(٨) يوجد في المصدر.

(٩) تفسير القمّي ١ / ٩٦.

(١٠) علل الشرائع / ٤٧٠، صدر ح ٣٣.

(١١) يوجد في المصدر.

٢٨

ابن سلام أنّه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: لم سمّي الفرقان فرقانا؟

[قال :](١) لأنّه متفرّق الآيات والسّور أنزلت في غير الألواح، وغيره من الصّحف(٢) والتّوراة والإنجيل والزّبور أنزلت(٣) كلّها جملة في الألواح والورق.

والحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة.

وفي الصّحيفة السّجّاديّة في دعائهعليه‌السلام عند ختم القرآن(٤) : وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك، وقرآنا أعربت به عن شرائع أحكامك.

](٥) ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ ) : من كتب منزلة كانت أو غيرها،( لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ) : بسبب كفرهم. ولا شك أنّ أمير المؤمنين من أعظم آيات الله، والكافرين به والمنكرين لحقّه لهم عذاب شديد.

( وَاللهُ عَزِيزٌ ) : غالب، لا يمنع من التّعذيب،( ذُو انْتِقامٍ ) (٤): تنكيره للتّعظيم، أي: انتقام لا يقدر مثله أحد ولا يعرف كنهه أحد. والنّقمة، عقوبة المجرم. والفعل منه، نقم - بالفتح والكسر - وهو وعيد جيء به بعد تقرير التّوحيد، وإنزال الكتب والآيات لمن أعرض عنها.

( إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ ) : كلّيّا كان أو جزئيّا، إيمانا أو كفرا،( فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ ) (٥): خصّصهما، إذ الحسّ لا يتجاوزهما، وقدّم الأرض ترقّيا من الأدنى إلى الأعلى، ولأنّ المقصود ما اقترف فيها.

( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ ) :

وهو ردّ على ما ذهب إليه بعض الحكماء من وجود القوّة المصوّرة.

وقرئ: تصوّركم، أي: صوّركم لنفسه وعبادته(٦) .

( كَيْفَ يَشاءُ ) : من الصّور المختلفة، مشابها لصورة أبيه أولا.

__________________

(١) من المصدر.

(٢) الأصل: «غير الصحف» بدل «غيره من الصحف». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٣) المصدر: نزلت.

(٤) الصحيفة السجادية / ٢١١، الدعاء ٤٢.

(٥) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٦) أنوار التنزيل ١ / ١٤٩.

٢٩

وفي كتاب علل الشّرائع(١) : بإسناده إلى جعفر بن بشير، عن رجل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله - تبارك وتعالى - إذا أراد أن يخلق خلقا جمع كلّ صورة بينه وبين أبيه إلى آدم، ثمّ خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولنّ أحد: هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من آبائي.

وفي الكافي(٢) : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن نوح بن شعيب رفعه، عن عبد الله بن سنان، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: أتى رجل من الأنصار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: هذه ابنة عمّي وامرأتي، لا أعلم منها(٣) إلّا خيرا، وقد أتتني بولد شديد السّواد، منتشر المنخرين، جعد، قطط، أفطس الأنف، لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي.

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لامرأته: ما تقولين؟

قالت: لا والّذي بعثك بالحقّ نبيّا ما أقعدت مقعده منّي(٤) منذ ملكني أحداً غيره.

قال: فنكس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [برأسه](٥) مليّا، ثمّ رفع بصره إلى السّماء، ثمّ أقبل على الرجل فقال: يا هذا، إنّه ليس من أحد إلّا بينه وبين آدم تسعة وتسعون(٦) عرقا كلّها تضرب في النّسب، فإذا وقعت النّطفة في الرّحم اضطربت تلك العروق تسأل الشّبه(٧) لها، فهذا من تلك العروق الّتي لم يدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك، خذ إليك ابنك.

فقالت المرأة: فرجت عنّي يا رسول الله.

محمّد بن يحيى وغيره(٨) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن إسماعيل بن عمرو، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ للرحم أربعة(٩) سبل، في أيّ سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد واحد واثنان وثلاثة وأربعة،(١٠)

__________________

(١) علل الشرائع / ١٠٣، ح ١.

(٢) الكافي ٥ / ٥٦١، ح ٢٣.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) أ: مقعدته أعنى.

(٥) يوجد في المصدر.

(٦) النسخ: تسعة وتسعين. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٧) المصدر: تسأل الله الشبهة.

(٨) الكافي ٦ / ١٧، ح ٢.

(٩) النسخ: أربع. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(١٠) النسخ: ثلث أربع. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

٣٠

ولا يكون إلى سبيل أكثر من واحد.

عليّ بن محمّد رفعه(١) ، عن محمّد بن حمران، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الله - عزّ وجلّ - خلق للرّحم أربعة أوعية، فما كان في الأوّل فللأب، وما كان في الثّاني فللأم، وما كان في الثّالث(٢) فللعمومة، وما كان في الرّابع(٣) فللخئولة. وذلك التّصوير بعد مكث النّطفة في الرّحم أربعين يوما.

يدلّ عليه ما رواه في كتاب علل الشّرائع(٤) : بإسناده إلى محمّد بن عبد الله بن زرارة، عن عليّ بن عبد الله، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: تعتلج النطفتان في الرّحم فأيّتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فإن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت يشبه(٥) أخواله، وإنْ كانت نطفة الرّجل أكثر جاءت يشبه(٦) أعمامه.

وقال: تحول النّطفة في الرّحم أربعين يوما، فمن أراد أن يدعو الله - عزّ وجلّ - ففي تلك الأربعين قبل أن يخلق(٧) ، ثمّ يبعث الله - عزّ وجلّ - ملك الأرحام، فيأخذها فيصعد بها إلى الله - عزّ وجلّ - فيقف منه ما شاء(٨) الله، فيقول: يا إلهي أذكر أم أنثى؟ فيوحي الله - عزّ وجلّ - ما يشاء.

والحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة.

( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) : إذ لا يعلم ولا يفعل جملة ما يعلمه، ولا يقدر أن يفعل مثل ما يفعله غيره.

( الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (٦): إشارة إلى كمال قدرته، وتناهي حكمته.

قال البيضاويّ(٩) : قيل: هذا حجاج(١٠) على من زعم أنّ عيسى كان ربّا، فإنّ وفد نجران لـمّا حاجّوا فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نزلت السّورة من أوّلها إلى نيف وثمانين آية، تقريرا لما احتجّ به عليهم وأجاب عن شبههم.

( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ ) : أُحكمت عبارتها، بأن

__________________

(١) نفس المصدر ٦ / ١٧، ح ٢.

(٢) النسخ: للثالث. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٣) النسخ: للرابع. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٤) علل الشرائع / ٩٥، ح ٤.

(٥ و ٦) المصدر: تشبه.

(٧) المصدر: تخلق.

(٨) المصدر: «حيث يشاء» بدل «ما شاء».

(٩) أنوار التنزيل ١ / ١٤٩.

(١٠) النسخ: احتجاج. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

٣١

حفظت من الإجمال والاشتباه.

( هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) : أصله، يردّ إليها غيرها. والقياس أمّهات، فأفرد على تأويل واحدة، أو على أنّ الكلّ بمنزلة آية واحدة.

( وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) : محتملات، لا يتّضح مقصودها لإجمال أو مخالفة ظاهر.

والعلّة في ذلك ما رواه في كتاب الاحتجاج(١) : عن أمير المؤمنينعليه‌السلام في حديث طويل وفيه يقول: ثمّ إنّ الله - جلّ ذكره - لسبقة(٢) رحمته ورأفته بخلقه، وعلمه بما يحدثه المبدّلون من تغيير كلامه، قسّم كلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسما منه يعرفه(٣) العالم والجاهل، وقسما لا يعرفه إلّا من صفا ذهنه ولطف حسّه وصحّ تميّزه ممّن شرح الله صدره للإسلام، وقسما لا يعرفه إلّا الله وأنبياؤه(٤) والرّاسخون في العلم. وإنّما فعل ذلك، لئلّا يدّعي أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من علم الكتاب ما لم يجعله(٥) الله(٦) لهم، وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار لمن(٧) ولاه أمرهم، فاستكبروا عن طاعته تعزّزا(٨) وافتراء على الله، واغترارا بكثرة من ظاهرهم وعاونهم وعاند(٩) الله - جل اسمه - ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله

واعلم أنّ قسمين ممّا ذكر في الخبر داخل في المحكم المذكور في الآية. وأمّا قوله:( كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ) ، فمعناه: أنّها حفظت من فساد المعنى، وركاكة اللّفظ. وقوله:( كِتاباً مُتَشابِهاً ) . فمعناه: يشبه بعضه بعضا في صحّة المعنى، وجزالة اللّفظ. «وأخر» جمع أخرى، ولم ينصرف لأنّه وصف معدول من «الآخر» ولا يلزم معرفته، لأنّ معناه أنّ القياس أن يعرّف، ولم يعرّف لأنّه(١٠) معرّف في المعنى(١١) أو من آخر من بهذا المعنى(١٢) .

في أصول الكافي(١٣) : الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن أورمة، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله

__________________

(١) الاحتجاج ١ / ٣٧٦.

(٢) المصدر: لسعة.

(٣) أ: معرفة.

(٤) المصدر: أمناؤه.

(٥) المصدر: يجعل.

(٦) ليس في أ.

(٧) النسخ: بمن وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٨) النسخ: تفررا. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٩) الأصل: عاندا. وما أثبتناه في المتن موافق أ.

(١٠) الأصل: لا أنّه. وما أثبتناه في المتن موافق ر.

(١١ و ١٢) أ: الحق.

(١٣) الكافي ١ / ٤١٤، ح ١٤.

٣٢

تعالى:( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ ) ، قال: أمير المؤمنينعليه‌السلام والائمّة - عليهم السّلام -( وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) ، قال: فلان وفلان.

وللحديث تتمّة، أخذت منه موضع الحاجة.

( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) : ميل عن الحقّ وعدول.

( فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ) : بظاهره، أو بتأويل غير منقول عن النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة - عليهم السّلام - أو فلان وفلان.

( ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ ) طلب أن يفتنوا أنفسهم والناس عن دينهم.

وفي مجمع البيان(١) : قيل: المراد بالفتنة هنا الكفر، وهو المرويّ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام

( وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ) : طلب أن يأوّلوه(٢) على ما يشتهونه.

قيل(٣) : يحتمل أن يكون الدّاعي إلى الاتّباع مجموع الطّلبتين، أو كل(٤) واحدة منهما على التّعاقب، والأوّل يناسب المعاند والثّاني يلائم الجاهل.

[وفي تفسير عليّ بن إبراهيم(٥) : حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سماعة(٦) ، عن وهيب بن حفص(٧) ،](٨) عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: إنّ القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنّة(٩) ويزجر عن النّار.

وفيه محكم ومتشابه. فأمّا المحكم فيؤمن به ويعمل به. وأمّا المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به وهو قول الله:( فَأَمَّا الَّذِينَ ) - وقرأ إلى -( كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) ، وقال(١٠) : آل محمّد الرّاسخون في العلم.

( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ) ، أي: الّذي يجب أن يحمل عليه.

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ٤١٠.

(٢) الأصل: يألوه. وما أثبتناه في المتن موافق أ.

(٣) أنوار التنزيل ١ / ١٤٩.

(٤) ر: لكل. (ظ)

(٥) تفسير القمي ٢ / ٤٥١.

(٦) الأصل: الحسن بن أحمد بن سماعة. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٧) الأصل: وهب بن حفص. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

(٨) ما بين المعقوفتين ليس في أ.

(٩) أ: بالخير.

(١٠) ليس في المصدر.

٣٣

( إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ، أي: الّذين ثبتوا وتمكّنوا فيه.

وفي تتّمة الحديث السّابق، أنّ الرّاسخين في العلم أمير المؤمنين والأئمّة - عليهم السّلام(١) -

وفي كتاب معاني الأخبار(٢) : بإسناده إلى محمّد بن قيس قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يحدّث: أنّ حييّا وأبا ياسر أبني أخطب ونفرا من يهود اهل نجران أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا(٣) له: أليس فيما تذكر فيما أنزل الله عليك الم؟

قال: بلى.

قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله؟

قال: نعم.

قالوا: لقد بعثت أنبياء قبلك وما نعلم نبيّا منهم أخبر ما(٤) مدّة ملكه وما أجل أمّته غيرك.

قال: فأقبل حييّ بن أخطب(٥) على أصحابه فقال لهم: الألف واحد، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة، فعجب ممّن يدخل في دين مدّة ملكه وأجل أمّته إحدى وسبعون سنة.

قال: ثمّ أقبل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: يا محمّد هل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: فهاته(٦) .

قال: المص.

قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد، واللّام ثلاثون(٧) ، والميم أربعون، والصّاد تسعون، فهذه مائة وواحد وستّون سنة(٨) .

__________________

(١) لا يوجد هكذا تتمة في الحديث السابق، كما أنّ الحديث السابق قد نقل هنا بتمامه ولم تبق له تتّمة لم تنقل.

(٢) معاني الأخبار / ٢٣ - ٢٤، ح ٣.

(٣) كذا في المصدر وفي النسخ: فقال.

(٤) المصدر: أخبرنا.

(٥) أ: حيّ بن أخطب.

(٦) المصدر: هاته.

(٧) يوجد في أبعد هذه العبارة: «والراء مائتان.» ووجودها خطأ أو زائدة.

(٨) النسخ: «فهذه مائة وواحد وأربعون». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.

٣٤

ثمّ قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : فهل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: هاته.

قال: الر.

قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد، واللّام ثلاثون(١) ، والرّاء مائتان.

[ثمّ قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :](٢) فهل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: هاته.

قال: المر.

قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد، واللام ثلاثون والميم أربعون والرّاء مائتان.

ثمّ قال له: هل مع هذا غيره؟

قال: نعم.

قال: قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت. ثمّ قاموا عنه، ثمّ قال أبو ياسر لحييّ(٣) أخيه: ما يدريك، لعل محمّدا قد جمع له هذا كلّه وأكثر منه.

قال: فذكر أبو جعفرعليه‌السلام أنّ هذه الآيات أنزلت فيهم: منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهات.

قال: وهي تجري في وجه آخر [على](٤) غير تأويل حييّ وأبي ياسر وأصحابهما.

أقول: وهذا الوجه هو ما مرّ، من أنّ المراد بالمحكمات والمتشابهات الأئمّة وأعداؤهم، وبعضهم وقفوا على الله وفسّروا المتشابه بما استأثره بعلمه.

( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ) : استئناف موضح. لحال الرّاسخين، أو حال منهم، أو خبر إن جعلته مبتدأ.

( كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) ، أي: كلّ من المحكم والمتشابه من عنده، وعلى كون المراد بالمتشابه فلان وفلان كونه من عنده، بمعنى: خلقه له وعدم جبره على الاهتداء، كما هو

__________________

(١) يوجد في أبعد هذه العبارة: «والميم أربعون والصاد تسعون هذه». وهي زائدة.

(٢) يوجد في المصدر.

(٣) أ: لحيّ. المصدر: للحيي.

(٤) يوجد في المصدر.

٣٥

طريقة الابتلاء والتّكليف.

( وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٧): مدح للرّاسخين، أو لمن يتذكّر أنّ العالم بالمتشابه لا يكون غير الرّاسخين، الّذين هم الأئمّة - عليهم السّلام -

[وفي شرح الآيات الباهرة(١)] (٢) روى محمّد بن يعقوب(٣) ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النّضر بن سويد، عن أيّوب(٤) بن الحرّ [وعمران بن عليّ، عن أبي بصير](٥) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: نحن الرّاسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله.

ويؤيّده ما رواه أيضا، عن عليّ بن محمّد(٦) ، عن عبد الله بن عليّ، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن بريد بن معاوية، عن أحدهما - عليهما السّلام - في قول الله عزّ وجلّ:( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) .

قال: فرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الرّاسخين في العلم، قد علّمه الله - عزّ وجلّ - علم جميع ما أنزل [الله](٧) عليه من التّنزيل والتّأويل، وما كان [الله](٨) لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه [وكيف لا يعلمونه؟! ومنهم مبدأ العلم، وإليهم منتهاه، وهم معدنه وقراره ومأواه.

](٩) وبيان ذلك ما رواه الشّيخ محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم(١٠) ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن عبد الله بن سليمان، عن حمران بن أعين [عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ](١١) قال: إنّ جبرئيلعليه‌السلام أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله برمّانتين، فأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إحداهما وكسر الأخرى بنصفين،

__________________

(١) تأويل الآيات الباهرة / ٣٥ - ٣٧.

(٢) ليس في أ.

(٣) الكافي ١ / ٢١٣، ح ١.

(٤) أ: أبو أيوب.

(٥) ليس في النسخ.

(٦) نفس المصدر والموضع، ح ٢.

(٧ و ٨) يوجد في الكافي.

(٩) يوجد في الكافي بدل ما بين المعقوفتين: والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله بقوله:( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) والقرآن خاصّ وعامّ ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ. فالراسخون في العلم يعلمونه.

(١٠) الكافي ١ / ٢٦٣، ح ١.

(١١) يوجد في الكافي.

٣٦

فأكل نصفا وأطعم عليّا نصفا.

ثمّ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أخي هل تدري ما هاتان الرّمّانتان؟

قال: لا.

قال: أمّا الأولى فالنّبوّة ليس لك فيها نصيب، وأمّا الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه.

فقلت: أصلحك الله كيف يكون(١) شريكه فيه؟

قال: لم يعلّم الله محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله [علما](٢) إلّا وأمره أن يعلّمه عليّاعليه‌السلام

ويؤيّده ما رواه أيضا، عن محمّد بن يحيى(٣) ، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن ابن أذينة، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: نزل جبرئيلعليه‌السلام على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله برمّانتين من الجنّة، فلقيه عليّعليه‌السلام فقال له: ما هاتان الرّمّانتان الّتي في يدك؟

فقال: أمّا هذه فالنّبوّة ليس لك فيها نصيب، وأمّا هذه فالعلم. ثمّ فلقها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصفين(٤) فأعطاه نصفها وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصفها، ثمّ قال: أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه.

قال: فلم يعلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حرفا ممّا علّمه الله - عزّ وجلّ - إلّا وقد علّمه عليّا، ثمّ انتهى العلم إلينا، ثمّ وضع يده على صدره.

وأوضح من هذا بيانا ما رواه أيضا، عن أحمد بن محمّد(٥) ، عن عبد الله [بن](٦) الحجّال، عن أحمد بن عمر الحلبيّ(٧) ، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك إنّي أسألك عن مسألة، فههنا(٨) أحد يسمع كلامي؟

__________________

(١) الكافي: كان يكون.

(٢) يوجد في الكافي.

(٣) نفس المصدر والموضع، ح ٣.

(٤) الكافي: بنصفين.

(٥) نفس المصدر ١ / ٢٣٨ - ٢٣٩، ح ١.

(٦) يوجد في الكافي.

(٧) كذا في الكافي. وفي النسخ وشرح الآيات: أحمد بن محمد الحلبي

(٨) الكافي: هاهنا.

٣٧

قال: فرفع أبو عبد اللهعليه‌السلام سترا بينه وبين بيت آخر فاطّلع فيه. ثمّ قال: يا أبا محمّد سل عمّا بدا لك.

قال: قلت: جعلت فداك إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علّم عليّا بابا، يفتح [له](١) منه ألف باب.

قال: فقال: يا أبا محمّد، علّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاعليه‌السلام ألف باب، يفتح [الله](٢) كلّ باب ألف باب.

قال: قلت: هذا - والله - العلم.

قال: فنكت(٣) ساعة في الأرض، ثمّ قال: إنّه لعلم وما هو بذاك.

قال: ثمّ قال: يا أبا محمّد إنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة.

قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟

قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله، و(٤) إملائه من ملء(٥) فيه، وخطّ عليّ بيمينه، فيها كلّ حلال وحرام، وكلّ شيء يحتاج إليه النّاس حتّى الأرش في الخدش، وضرب بيده إليّ فقال لي: أتأذن(٦) لي يا أبا محمّد.

قال: قلت: جعلت فداك إنّما أنا لك، فاصنع ما شئت.

قال: فغمزني بيده، قال: حتّى أرش هذا - كأنّه مغضب -

قال: قلت: هذا - والله - العلم.

قال: إنّه لعلم وليس(٧) بذاك. ثمّ سكت ساعة. ثمّ قال: إنّ(٨) عندنا الجفر.

وما يدريهم ما الجفر.

[قال :](٩) قلت: وما الجفر؟

قال: وعاء من أدم، فيه علم النّبيّين والوصيّين وعلم العلماء(١٠) الّذين مضوا من بني

__________________

(١) يوجد في الكافي.

(٢) يوجد في شرح الآيات. وفي الكافي: «من» بدل «الله».

(٣) أو شرح الآيات: فسكت.

(٤) النسخ: من.

(٥) الكافي: فلق.

(٦) الكافي: تأذن.

(٧) هكذا في أو الكافي. وفي الأصل ور: فليس.

(٨) ليس في الأصل ور.

(٩) يوجد في الكافي.

(١٠) النسخ: علماء

٣٨

إسرائيل.

قال: قلت: إنّ هذا هو العلم.

قال: إنّه لعلم(١) وليس بذاك. ثمّ سكت ساعة، ثمّ قال: وإنّ عندنا لمصحف فاطمة - عليها السّلام - وما يدريهم ما مصحف فاطمة.

قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟

قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا - ثلاث مرّات - والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.

قال: قلت: هذا - والله - هو العلم.

قال: إنّه العلم(٢) وليس بذاك. ثمّ سكت ساعة. ثمّ قال: وإنّ عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم السّاعة.

قال: قلت: جعلت فداك هذا - والله - هو العلم.

قال: إنّه لعلم وليس بذاك.

قال: قلت: جعلت فداك فأيّ شيء العلم؟

قال: ما يحدث باللّيل والنّهار، والأمر بعد الأمر، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة.

وممّا ورد في غزارة علمهم - صلوات الله عليهم -

ما رواه أيضا - رحمه الله - قال(٣) : روى عدّة من أصحابنا [عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن مغيرة وعدّة من أصحابنا](٤) منهم: عبد الأعلى [وأبو عبيدة](٥) وعبد الله بن بشير الخثعميّ(٦) ، أنّهم سمعوا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّي لأعلم ما في السّموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنّة، وأعلم ما في النّار، وأعلم ما كان وما يكون، ثمّ سكت هنيئة فرأى أنّ ذلك كبر على من سمعه منه. فقال: علمت ذلك من كتاب الله - عزّ وجلّ - [إنّه - عزّ وجلّ - ](٧) يقول: فيه(٨) فيه تبيان كلّ شيء.

__________________

(١ و ٢) النسخ: العلم. وما أثبتناه في المتن موافق «الكافي».

(٣) الكافي ١ / ٢٦١، ح ٢.

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في ر.

(٥) يوجد في الكافي.

(٦) الكافي: «عبد الله بن بشر الخثعمي». والظاهر هي خطأ. ر. تنقيح المقال ٢ / ١٧٠. وما أثبتناه في المتن موافق الأصل.

(٧) يوجد في المصدر.

(٨) النحل / ٨٩. وفيها:( تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ) . وهنا إمّا نقل بالمعنى، او كان في قراءتهم - عليهم السّلام - كما تذكّر بهذين في هامش المصدر.

٣٩

وممّا ورد في غزارة علمهم - صلوات الله عليهم -

ما رواه أيضا، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى،(١) عن محمّد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الله بن حمّاد، عن سيف التّمّار قال: كنّا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام و(٢) جماعة من الشّيعة في الحجر، فقال: علينا عين، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا.

فقلنا ليس علينا عين.

فقال: وربّ الكعبة وربّ البيّنة - ثلاث مرّات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما، لأنّ موسى والخضر - عليهما السّلام - أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم السّاعة، وقد ورثناه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وراثة.

ويؤيّد هذا ويطابقه، ما رواه أصحابنا من رواة الحديث، من كتاب الأربعين، رواية أسعد الأربلىّ(٣) ، عن عمّار بن خالد، عن إسحاق الأزرق(٤) ، عن عبد الملك بن

__________________

(١) الكافي ١ / ٢٦٠ - ٢٦١، ح ١.

(٢) «واو» ليس في الكافي.

(٣) هو أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي الأربلي وله كتاب الأربعين في الفضائل والمناقب يرويها عن مشايخه من العامّة في مجلس واحد سنة ٦١٠، ألّفه في بغداد. توجد من الأربعين هذا نسخ في المكتبة المركزية لجامعة طهران، رقم ١ / ٢١٣٠، ٢ / ٢١٤٠. وأمّا ما ذكره في فهرس هذه المكتبة أنّه يوجد من الأربعين هذا في مجموعة رقم ٣ / ٢١١٧ وهم. بل هو أربعين حافظ أبو نعيم الاصبهاني الّذي نقله ابو الحسن على بن عيسى الاربلي في كتابه كشف الغمة في معرفة الائمة، عند ذكر صاحب الأمر - صلوات الله عليه - فراجع.

والحديث الذي نقل في المتن، الحديث الثاني من هذا الأربعين. وأورده العلامة المجلسي - رحمه الله - في البحار ١٣ / ٣١٢ - ٣١٣، ح ٥٢، نقلا عن رياض الجنان بعين السند المذكور في «الأربعين». ولكن بين البحار ونسخ الأربعين وتفسير تأويل الآيات (مصدر المتن) إختلاف كثير في الألفاظ والعبارات. وقال - رحمه الله - في نفس المصدر والموضع، بعد نقل الحديث: «كنز: ذكر بعض أصحابنا من رواة الحديث في كتاب الأربعين رواية أسعد الاربليّ عن عمّار بن خالد مثله.» و «كنز» المذكور في البحار رمز لكنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا (على ما قيل في «رموز الكتاب».) وأيضا أورده العلامة - رحمه الله - في نفس المصدر ٤٠ / ١٨٦، ح ٧١، نقلا عن البرسيّ في مشارق الأنوار، بسند آخر مع تفاوت في المتن.

وفي تصحيح الرواية اختصرنا بالنسخ التفسير، إلّا في موارد ما.

(٤) الأصل: الأورق. أ: الأورق. وما أثبتناه في المتن موافق ر، المصدر، الأربعين والبحار (١٣ / ٣١٢)

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

عَنْ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(١) عليه‌السلام ، قَالَ : « زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ تُعَلِّمَهُ عِبَادَ اللهِ »(٢) .

٩٨/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَامَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَعليه‌السلام خَطِيباً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَ :

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَاتُحَدِّتُوا الْجُهَّالَ بِالْحِكْمَةِ ؛ فَتَظْلِمُوهَا ، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا ؛ فَتَظْلِمُوهُمْ(٣) »(٤) .

١١ - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْقَوْلِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ‌(٥)

٩٩/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ وَعَبْدِاللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى(٦) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ يَزِيدَ(٧) ، قَالَ :

__________________

=قوله : « بهذا الإسناد ».

(١) في شرح صدر المتألّهين : « عن أبي عبدالله ».

(٢)تحف العقول ، ص ٣٦٤ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ١١٤.

(٣) في حاشية « ج ، بح » : « فتظلمهم ».

(٤)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٧ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن. وفيالكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٥٣٦٠ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠٠ ، ح ٥٨٥٨ ؛ والأمالي للصدوق ، ص ٣٠٥ ، المجلس ٥٠ ، ح ١١ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٩٦ ، ح ٢ ، بسند آخر مع اختلاف.تحف العقول ، ص ٢٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ١ ، ص ١٨٧ ، ح ١١٥ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١٢٨ ، ح ٢١١٥٦.

(٥) لم يرد في نسخة « بف » الحديث ٩٨ وعنوان هذا الباب.

(٦) في الوسائل : - « وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ».

(٧) في الخصال والوسائل وشرح صدر المتألّهين والوافي : « مَزْيَد ». وفي « بس » : « مَزْبَد ». ويحتمل أن يكون مفضّل هذا هو ابن « مزيد » أو « مرثد » المذكور في كتب الرجال. اُنظر :رجال البرقي ، ص ٢٩ ،ورجال الطوسي ، ص ٢٢٥ ، الرقم ٣٠٢٢ وقسهما معرجال البرقي ، ص ٣٤ ، ورجال الطوسي ، ص ١٤٦ ، الرقم ١٦٠٦. ويحتمل أيضاً أن يكون مفضّل هو مفضّل بن يزيد الكوفي المذكور فيرجال الطوسي ، ص ٣٠٧ ، الرقم ٤٥٣٨.

١٠١

قَالَ لِي(١) أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « أَنْهَاكَ عَنْ خَصْلَتَيْنِ ، فِيهِمَا هُلْكُ(٢) الرِّجَالِ : أَنْهَاكَ أَنْ تَدِينَ اللهَ(٣) بِالْبَاطِلِ ، وَتُفْتِيَ النَّاسَ بِمَا لَاتَعْلَمُ »(٤) .

١٠٠/ ٢. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :

قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « إِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ ؛ فَفِيهِمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ : إِيَّاكَ أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ بِرَأْيِكَ ، أَوْ(٥) تَدِينَ بِمَا لَاتَعْلَمُ(٦) »(٧) .

١٠١/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى(٨) ، لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، وَلَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ »(٩) .

__________________

(١) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والمحاسن : - « لي ».

(٢) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بج ، بح ، بس ، بف ، جه » والوافي والوسائل والمحاسن والخصال. وفي بعض النسخ والمطبوع : « هلاك ».

(٣) « تدين الله » ، أي تطيعه ، من الدِين بمعنى الطاعة. والمعنى : أنهاك أن تتّخذ الباطل ديناً بينك وبين الله ، وتعبد به الله تعالى. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ١٦٩ ( دين ).

(٤)الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٥ بسنده عن محمّد بن يحيى.المحاسن ، ص ٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٤ ، بسنده عن عليّ بن الحكمالوافي ، ج ١ ، ص ١٨٩ ، ح ١١٩ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠١.

(٥) كذا. والمناسب هو الواو كما في المحاسن.

(٦) في حاشية « بر » : « لم تعلم ».

(٧)الخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. وفيالمحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٥ و ٥٦ ، بسنده عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١٢٠ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢١ ، ح ٣٣١٠٢.

(٨) في الكافي ، ح ١٤٦٠٥ والتهذيب والمحاسن والوافي : + « من الله ».

(٩)الكافي ، كتاب القضاء والأحكام ، باب أنّ المفتي ضامن ، ح ١٤٦٠٥. وفيالتهذيب ، ج ٦ ، ص ٢٢٣ ، ح ٥٣١ ، عن أحمد بن محمّد ؛المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٠ ، عن الحسن بن محبوب. وفي=

١٠٢

١٠٢/ ٤. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَا عَلِمْتُمْ فَقُولُوا ، وَمَا لَمْ تَعْلَمُوا فَقُولُوا : اللهُ أَعْلَمُ ؛ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْتَزِعُ(١) الْآيَةَ(٢) مِنَ الْقُرْآنِ يَخِرُّ فِيهَا(٣) أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ(٤) »(٥) .

١٠٣/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ(٦) ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « لِلْعَالِمِ - إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْ‌ءٍ وَهُوَ لَايَعْلَمُهُ - أَنْ يَقُولَ : اللهُ‌

__________________

=المحاسن ، ص ٢٠٥ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٨ و ٥٩ ؛ وعيون الأخبار ، ج ٢ ، ص ٤٦ ، ح ١٧٣ ؛ وكمال الدين ، ص ٢٥٦ ، ضمن ح ١ ، بسند آخر مع اختلافالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٠ ، ح ١٢١ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٠ ، ح ٣٣١٠٠ ؛ وص ٢٢٠ ح ٣٣٦٣٨.

(١) « لينتزع » : من الانتزاع ، بمعنى الاقتلاع ، يقال : انتزعت الشي‌ء فانتزع ، أي اقتلعته فاقتلع ، لازم ومتعدٍّ ، وانتزاع الآية ، استخراجها. اُنظر :الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٨٩ ( نزع ).

(٢) في « ف ، بس » والمحاسن : « بالآية ». وفي حاشية « بر » : « بآية ».

(٣) « يخرّ فيها » : حال عن فاعل ينتزع ، أو خبر بعد خبر ، من الخرور بمعنى السقوط من العلو. والمعنى : يقع في الآية أي في تفسيرها ساقطاً على ما هو بعيد عن المراد ، بينهما أبعد ما بين السماء والأرض. وفي « و » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » : « يحرّفها » ، من التحريف. قال الداماد : « فكأنّه تحريف يخترقها » ونسبه الفيض إلى التصحيف ، وصحّحه المازندراني. وفي حاشية « ب ، ج » : « يخرّقها ». وفي حاشية : « ب ، بس » : « يجرّفها ». ونقل المازندراني قراءة : « يخترقها » بمعنى قطع الأرض على غير الطريق. اُنظر :التعليقة للداماد ، ص ٩٠ ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٣٤ ؛شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٣٧ ،الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٤٣ ( خرر ).

(٤) في « بح ، بس ، بف » : - « والأرض ». وفي المحاسن : « أبعد من السماء ».

(٥)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٢. وفيتفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ١٧ ، ح ٣ ، عن أبي الجارود عن أبي جعفرعليه‌السلام . راجع :الخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٦ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٩٧الوافي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٢٢ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٢ ، ح ٣٣١٠٤.

(٦) في حاشية « و » : « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ومحمّد بن إسماعيل ». فيكون في السندتحويل ، كما لايخفى.

١٠٣

أَعْلَمُ ، وَلَيْسَ لِغَيْرِ الْعَالِمِ أَنْ يَقُولَ ذلِكَ »(١) .

١٠٤/ ٦. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(٢) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَمَّا لَايَعْلَمُ ، فَلْيَقُلْ : لَا أَدْرِي ، وَلَا يَقُلْ : اللهُ أَعْلَمُ ؛ فَيُوقِعَ فِي قَلْبِ صَاحِبِهِ شَكّاً ، وَإِذَا قَالَ الْمَسْؤُولُ : لَا أَدْرِي ، فَلَا يَتَّهِمُهُ السَّائِلُ »(٣) .

١٠٥/ ٧. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام : مَا حَقُّ اللهِ(٤) عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ : « أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ ، وَيَقِفُوا‌

__________________

(١)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٤ ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهماعليهما‌السلام .تحف العقول ، ص ٢٩٧. راجع :الخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٦ ؛ والإرشاد ، ج ١ ، ص ٢٩٧الوافي ، ج ١ ، ص ١٩١ ، ح ١٢٣.

(٢) الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي فيالمحاسن ، ص ٢٠٦ ، ح ٦٣ ، عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن‌حريز بن عبدالله عن الهيثم عن محمّد بن مسلم.

والظاهر أنّ كلّاً من سنديالكافي والمحاسن مختلٌّ. أمّا سندالكافي ، فلايبعُد سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد بن خالد وحمّاد بن عيسى ؛ فإنّ أحمد بن محمّد بن خالد يروي في كتابهالمحاسن عن حمّاد بن عيسى أكثر من ستّين مورداً ، كلّها مع الواسطة إلّا ما ورد في ص ٣ ، ح ٢ ؛ وص ٢٠٣ ، ح ٤٧ ؛ وص ٢٥٩ ، ح ٣٠٨ ؛ وص ٤٢٧ ، ح ٢٣٧ ؛ وص ٥٥٥ ، ح ٩٠٨ ؛ وص ٢٤٣ ، ح ١٦٩ ، وكلّها مختلّ ، يظهر اختلالها للعارف بالأسناد وطبقات الرواة.

وأمّا سندالمحاسن ، فالظاهر زيادة « عن الهيثم » ، فإنّا لم نجد رواية من يُسَمّى بالهيثم عن محمّد بن مسلم - مع الفحص الأكيد - في غير هذا المورد. هذا ، مضافاً إلى أنّ وقوع الواسطة بين حريز بن عبدالله وشيخه محمّد بن مسلم - وقد روى عنه في كثيرٍ من الأسناد جدّاً - بعيد ، راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٢٥٣ - ٢٥٤ ، وص ٤٩٥.

(٣)المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٣. راجع :المحاسن ، ص ٩ ، كتاب الأشكال والقرائن ، ح ٢٦ ؛ وص ٢٠٧ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦٦ ؛ والخصال ، ص ٣١٥ ، باب الخمسة ، ح ٩٥الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١٢٤. (٤) في التوحيد : « ما حجّة الله ».

١٠٤

عِنْدَ مَا لَايَعْلَمُونَ »(١) .

١٠٦/ ٨. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يُونُسَ(٢) ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ(٣) بْنِ عَبْدِ اللهِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَصَّ(٤) عِبَادَهُ بِآيَتَيْنِ(٥) مِنْ كِتَابِهِ : أَنْ لَايَقُولُوا حَتّى يَعْلَمُوا ، وَلَا يَرُدُّوا مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَقَالَ(٦) عَزَّ وَجَلَّ :( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ) (٧) وَقَالَ :( بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (٨) »(٩) .

__________________

(١)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٤ ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ؛التوحيد ، ص ٤٥٩ ، ح ٢٧ ، بسنده عن المعلّى بن محمّد البصري ؛المحاسن ، ص ٢٠٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥٣ ، بسنده عن زرارة بن أعين ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، مع زيادة في آخره. وفيالكافي ، كتاب فضل العلم ، باب النوادر ، ح ١٣٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في آخرهالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٣ ، ح ١٢٦ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٣ ، ح ٣٣١٠٨ و ٣٣١٠٩ ، مع اختلاف ؛ وفيه ، ص ١٥٥ ، ح ٣٣٤٦٧.

(٢) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + « [ بن عبدالرحمن ] ». والظاهر زيادته ، وأنّ المراد من يونس هذا هويونس بن يعقوب ؛ فإنّه مضافاً إلى أنّا لم نجد رواية ابن أبي عمير عن يونس بن عبدالرحمن ، روى ابن أبي عمير كتاب يونس بن يعقوب ، وروى عنه في بعض الأسناد. راجع :الفهرست للطوسي ، ص ٥١٢ ، الرقم ٨١٤ ؛معجم رجال الحديث ، ج ٢٠ ، ص ٢٣٢ - ٢٣٣.

ويؤيِّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق فيالأمالي ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٥ ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبدالله.

(٣) في « بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « أبي يعقوب وإسحاق ». والظاهر عدم صحّتها ؛ فإنّ الغالب في تكنية المسمّين بإسحاق هو أبو يعقوب.

(٤) في حاشية « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « حضّ » ، أي حثّ. واحتمله المازندراني في شرحه.

(٥) احتمل صدر المتألّهين في شرحه ، ص ١٦٨ كون « آيتين » تصحيفاً لـ « اثنين » ، وذكر المازندراني هذا الاحتمال وأبطله. وللمزيد راجع :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٥١.

(٦) في « بس ، بف » : + « الله ».

(٧) الأعراف (٧) : ١٦٩.

(٨) يونس (١٠) : ٣٩.

(٩)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٠ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٥ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.بصائر الدرجات ، ص ٥٣٧ ، ح ٢ ، بسنده عن يونس. وفيتفسير العيّاشي ، ج ٢ ، ص ٣٥ ، ح ٩٨ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الكاظمعليه‌السلام ؛ =

١٠٥

١٠٧/ ٩. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ(١) ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ ، قَالَ :

مَا ذَكَرْتُ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ عَنْ(٢) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍعليه‌السلام إِلَّا كَادَ أَنْ يَتَصَدَّعَ(٣) قَلْبِي ، قَالَ :

« حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ : وَأُقْسِمُ بِاللهِ مَا كَذَبَ(٤) أَبُوهُ عَلى جَدِّهِ ، وَلَا جَدُّهُ عَلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَايِيسِ ، فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ ، وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ(٥) - وَهُوَ لَايَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ - فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ »(٦) .

١٢ - بَابُ مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ‌

١٠٨/ ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « الْعَامِلُ عَلى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلى غَيْرِ الطَّرِيقِ ،

__________________

فيه ، ص ٣٦ ، ح ٩٩ ، عن إسحاق ، عن الصادقعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ١٢٢ ، ح ٢١ ، عن أبي السفاتج ، عن الصادقعليه‌السلام ؛ وفيه ، ص ١٢٣ ، ح ٢٢ ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الصادقعليه‌السلام الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٢ ، ح ١٢٥.

(١) في الأمالي : - « عمّن حدّثه ».

(٢) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس » والمحاسن والأمالي : « من ».

(٣) في حاشية « بر » : « ينصدع ». وفي الوافي : « ينصدع ( يتصدّع - خ ) ».

(٤) في الأمالي : + « على أبيه ولا كذب ».

(٥) في « ج » والمحاسن والأمالي والوافي : - « بغير علم ». وفي « بف » : - « الناس بغير علم ».

(٦)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٦ ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم.المحاسن ، ص ٢٠٦ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٦١ ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمنالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٥ ، ح ١٣٠ ؛البحار ، ج ٤٧ ، ص ٤٩ ، ح ٧٩.

١٠٦

لَا يَزِيدُهُ(١) سُرْعَةُ(٢) السَّيْرِ إِلَّا بُعْداً »(٣) .

١٠٩/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ(٤) ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَقْبَلُ اللهُ عَمَلاً إِلَّا بِمَعْرِفَةٍ ، وَلَا مَعْرِفَةً(٥) إِلَّا بِعَمَلٍ ؛ فَمَنْ عَرَفَ ، دَلَّتْهُ الْمَعْرِفَةُ عَلَى الْعَمَلِ ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ ، فَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ ، أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ »(٦) .

١١٠/ ٣. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :

__________________

(١) في « بح » والوافي : « لاتزيده ». وفي « ف » : « فلا يزيده ».

(٢) في حاشية « ج ، ض ، و ، بح ، بف » : « كثرة ».

(٣)المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٤. وفيالأمالي للصدوق ، ص ٤٢١ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٨ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ؛الفقيه ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ، ح ٥٨٦٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان وعبدالله بن المغيرة.الأمالي للمفيد ، ص ٤٢ ، المجلس ٥ ، ح ١١ ، بسند آخرالوافي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٣٤ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٤ ، ح ٣٣١١٠.

(٤) هكذا في « ب ، ج ، بس » وحاشية « ض ، بح » وفي سائر النسخ والمطبوع : « الحسين الصيقل ».

والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى البرقي الخبر فيالمحاسن ، ص ١٩٨ ، ح ٢٥ ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل ، والصدوق أيضاً أورده فيالأمالي ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٩ ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد الصيقل. ووردت رواية [ عبدالله ] بن مسكان عن الحسن [ بن زياد ] الصيقل في بعض الأسناد. راجع :معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٥١٥ - ٥١٦ ، ج ٥ ، ص ٣٩٥ - ٣٩٧.

لايقال : إنّ الشيخ الطوسي ذكر الحسين بن زياد الصيقل في رجاله ، ص ١٩٥ ، الرقم ٢٤٤٠ ، كما ذكر الحسن بن زياد في ص ١٨٠ ، الرقم ٢١٥٦ ، فيحتمل صحّة نسخة « حسين » أو « الحسين » ، في ما نحن فيه.

فإنّه يقال : قد ورد في بعض النسخ المعتبرة من رجال الشيخ « الحسن » بدل « الحسين » ، كما أُشير إلى وجود هذه النسخة في حاشية النسخة المطبوعة ، أيضاً.

(٥) « لا معرفة » منصوبة عطفاً على « عملاً » و « لا » لتأكيد النفي ، أو مبنيّة على الفتح اسم « لا » لنفي الجنس عطفاً على « لايقبل ». اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٨.

(٦)الأمالي للصدوق ، ص ٤٢٢ ، المجلس ٦٥ ، ح ١٩ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٥ ، بسنده عن محمّد بن سنانالوافي ، ج ١ ، ص ٢٠١ ، ح ١٣٦.

١٠٧

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام (١) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْ عَمِلَ عَلى غَيْرِ عِلْمٍ ، كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ »(٢) .

١٣ - بَابُ اسْتِعْمَالِ الْعِلْمِ‌

١١١/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنَّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ : « الْعُلَمَاءُ رَجُلَانِ : رَجُلٌ عَالِمٌ آخِذٌ(٣) بِعِلْمِهِ ، فَهذَا نَاجٍ ، وَ(٤) عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ ، فَهذَا هَالِكٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَتَأَذَّوْنَ مِنْ رِيحِ(٥) الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ ، وَإِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَحَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَى اللهِ ، فَاسْتَجَابَ لَهُ وَقَبِلَ مِنْهُ ، فَأَطَاعَ اللهَ ، فَأَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ ، وَأَدْخَلَ الدَّاعِيَ(٦) النَّارَ بِتَرْكِهِ(٧) عِلْمَهُ(٨) ، وَاتِّبَاعِهِ الْهَوى(٩) ، وَطُولِ الْأَمَلِ ، أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوى فَيَصُدُّ(١٠) عَنِ الْحَقِّ ، وَطُولُ الْأَمَلِ يُنْسِي(١١) الْآخِرَةَ »(١٢) .

__________________

(١) في المحاسن : + « عن آبائهعليهم‌السلام ».

(٢)المحاسن ، ص ١٩٨ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٣ ، عن الحسن بن علي بن فضّال.تحف العقول ، ص ٤٧ ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .الوافي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ، ح ١٣٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٢٥ ، ح ٣٣١١٢.

(٣) في كتاب سليم : « عمل ».

(٤) في الخصال : « ورجل ».

(٥) في « بف » : « عن ريح ». وفي الخصال : « بريح ». وفي كتاب سليم : « من نتن ريح ».

(٦) في « بف » : + « إلى ».

(٧) في « ب ، بف » والوافي : « بترك ».

(٨) في « بس » وحاشية « ب ، ض ، ف ، و » : « عمله ».

(٩) في الخصال بدل « واتّباعه الهوى » هكذا : « ثمّ قال أميرالمؤمنينعليه‌السلام : ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خصلتين : اتّباع الهوى ». (١٠) في « ف » : « فيعدل ». وفي « بح » : « فيضلّ ».

(١١) في كتاب سليم : « وأمّا طول الأمل فينسي ».

(١٢)كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، مع زيادة.الخصال ، ص ٥١ ، باب الاثنين ، ح ٦٣ ، بسنده عن محمّد بن =

١٠٨

١١٢/ ٢. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « الْعِلْمُ مَقْرُونٌ إِلَى الْعَمَلِ(١) ؛ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ ، وَمَنْ عَمِلَ عَلِمَ(٢) ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ(٣) ، فَإِنْ أَجَابَهُ ، وَإِلَّا ارْتَحَلَ عَنْهُ »(٤) .

١١٣/ ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ(٥) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ ، زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ كَمَا يَزِلُّ الْمَطَرُ عَنِ الصَّفَا(٦) »(٧) .

١١٤/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

جَاءَ رَجُلٌ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِعليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَ ، ثُمَّ عَادَ لِيَسْأَلَ عَنْ مِثْلِهَا ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِعليه‌السلام : « مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ : لَاتَطْلُبُوا عِلْمَ مَا لَاتَعْلَمُونَ(٨) وَلَمَّا تَعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ بِهِ ، لَمْ يَزْدَدْ صَاحِبُهُ إِلَّا كُفْراً ، وَلَمْ يَزْدَدْ‌

__________________

=يحيى العطّار. راجع :الكافي ، كتاب الروضة ، ح ١٤٨٣٦ ؛ والخصال ، ص ٥٢ ، باب الاثنين ، ح ٦٤ ؛ونهج البلاغة ، ص ٨٣ ، الخطبة ٤٢ ؛ والأمالي للمفيد ، ص ٩٢ ، المجلس ١١ ، ح ١ ، وص ٢٠٧ ، المجلس ٢٣ ، ح ٤١ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ١٨٣ ، المجلس ٤ ، ح ٣٧الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٣ ، ح ١٣٧.

(١) في نهج البلاغة : « بالعمل ».

(٢) في نهج البلاغة : - « ومن عمل علم ».

(٣) « يهتف بالعمل » ، أي يصيح به ويدعوه ، من الهتف وهو الصوت الشديد. اُنظر :المغرب ، ص ٤٩ ( هتف ).

(٤)نهج البلاغة ، ص ٥٣٩ ، الحكمة ٣٦٦الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ، ح ١٣٨.

(٥) في « ألف ، بر » : « القاشاني ».

(٦) « الصفا » : جمع الصفاة ، وهي الصخرة والحجر الأملس ، أي غير الخشن ، أو الحجر الصلد الضخم الذي لاينبت شيئاً. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٤٦٤ ( صفو ).

(٧)الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٣٩.

(٨) في حاشية « بف » : « علماً لاتعلمون ».

١٠٩

مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْداً »(١) .

١١٥/ ٥. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : بِمَ يُعْرَفُ النَّاجِي؟ قَالَ : « مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَأَثْبِتْ لَهُ(٢) الشَّهَادَةَ(٣) ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَإِنَّمَا ذلِكَ مُسْتَوْدَعٌ(٤) »(٥) .

١١٦/ ٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام فِي كَلَامٍ لَهُ خَطَبَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ؛ إِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِهِ(٦) كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لَايَسْتَفِيقُ(٧) عَنْ جَهْلِهِ ، بَلْ قَدْ رَأَيْتُ أَنَّ الْحُجَّةَ عَلَيْهِ أَعْظَمُ ، وَالْحَسْرَةَ‌

__________________

(١)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٢٥٩. وفيه : « حدّثني أبي عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود رفعه ، قال : جاء رجلٌ »الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٥ ، ح ١٤٠.

(٢) في « ألف » وحاشية « ض » : « فإنّما ثبت له ». وفي « ب ، بس » وحاشية « ج » وحاشية بدرالدين ومرآة العقول : « فأبثّ له » أي فأنا أبثّ له الشهادة وأنشرها بين الناس بأنّه ناج. وفيالمرآة : « ويمكن أن يقرأ بصيغة المضارع المعلوم وبصيغة الأمر وبصيغة الماضي المعلوم وفي بعضها [ أي النسخ ] : فإنّما بثّ ». وفي : « ج ، ف ، بع » وحاشية « بس » : « فإنّما ثابت له ». وفي « و ، بر » : « فإنّما له ». وفيشرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٧٢ : « وأثبت من الإثبات ، إمّا أمر ، أو ماضٍ معلوم ، أو ماض مجهول ، أو متكلّم وفي بعضها [ أي النسخ ] فأبتّ له ويحتمل أن يقرأ فأتت ». وفيحاشية ميرزا رفيعا ، ص ١٤٥ : « في بعض النسخ « فأبَتَّ له » بالباء الموحّدة قبل المنقوطة بنقطتين من البتّ » ، بمعنى القطع. وكذا في المرآة عن بعض النسخ.

(٣) في الكافي ، ح ٢٩٣٠ والمحاسن : + « بالنجاة ». وفي الأمالي : « فهو ناج » بدل « فأثبت له الشهادة ».

(٤) أي إيمانه غير مستقرّ وغير مثبت في قلبه ، بل يزول بأدنى شبهة ؛ فهو كالوديعة عنده يؤخذ عنه ، وهو في مشيّة الله ، إن شاء تمّمه وإن شاء أخذه. اُنظر شروح الكافي.

(٥)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في علامة المـُعار ، ح ٢٩٣٠. وفيالمحاسن ، ص ٢٥٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٢٧٤ ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، وفيهما مع زيادة في أوّله.الأمالي للصدوق ، ص ٣٥٨ ، المجلس ٥٧ ، ح ٧ ، بسنده عن محمّد بن سنانالوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ، ح ١٤١.

(٦) في حاشية « بف » : « بغير بصيرة ».

(٧) الاستفاقة : استفعال من أفاق ، بمعنى رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه ، والمراد ، الخلاص =

١١٠

أَدْوَمُ(١) عَلى هذَا الْعَالِمِ الْمُنْسَلِخِ مِنْ(٢) عِلْمِهِ مِنْهَا(٣) عَلى هذَا الْجَاهِلِ الْمُتَحَيِّرِ فِي جَهْلِهِ ، وَكِلَاهُمَا حَائِرٌ بَائِرٌ(٤) ، لَاتَرْتَابُوا(٥) فَتَشُكُّوا ، وَلَا تَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا ، وَلَا تُرَخِّصُوا(٦) لِأَنْفُسِكُمْ فَتُدْهِنُوا ، وَلَا تُدْهِنُوا فِي(٧) الْحَقِّ فَتَخْسَرُوا ، وَإِنَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَفَقَّهُوا ، وَمِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا(٨) ، وَإِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ ، وَأَغَشَّكُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ ، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ يَأْمَنْ وَيَسْتَبْشِرْ(٩) ، وَمَنْ يَعْصِ اللهَ يَخِبْ(١٠) وَيَنْدَمْ »(١١) .

١١٧/ ٧. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :

__________________

=عن الجهل. اُنظر :شرح صدر المتألّهين ، ص ١٧٤ ؛النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٨١ ( فوق ).

(١) « الحسرة أدوم » : مبتدأ وخبر ، أو عطف على معمولي « أنّ ». و « على هذا العالم » بدل من « عليه ». وضمير « منها » راجع إلى « الحجّة » و « الحسرة » باعتبار كلّ واحدة منهما ، والأوّل أولى ؛ لخلوّه عن هذا التكلّف في الضمير. اُنظر :الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٧ - ٢٠٨ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٥.

(٢) في « بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».

(٣) فيشرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ١٧٤ : « قوله : « منها » متعلّق بأعظم وأدوم على سبيل التنازع ».

(٤) « الحائر » : من الحيرة ، بمعنى التحيّر ، و « البائر » : من البَوار ، بمعنى الهلاك ، يقال : رجل حائر بائر ، إذا لم يتّجه‌لشي‌ء. اُنظر :الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٩٧ ( بور ) ، وص ٦٤٠ ( حير ).

(٥) الريبة : الشكّ والتهمة ، وهي في الأصل قلق النفس واضطرابها.المغرب ، ص ٢٠٣ ( ريب ).

(٦) الرخصة في الأمر : خلاف التشديد فيه ، يقال : رخّص له في الأمر ، أي أذن له فيه بعد النهي عنه. اُنظر :لسان العرب ، ج ٧ ، ص ٤٠ ( رخص ).

(٧) في حاشية « ج » : « من ».

(٨) فيشرح المازندراني : « يحتمل أن يقرأ بالفاء من الفتور ». وفي « ج ، بح » : « لايفتروا ».

(٩) في حاشية « ض » والوافي : « يسترشد ». وفي الأمالي : « يرشد ».

(١٠) في « بس » : « يخف ». وقال فيمرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالجيم من الوجوب بمعنى السقوط ، أو من الوجيب بمعنى الخوف ».

(١١)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكّ ، ح ٢٨٨٢ ، من قوله : « لاترتابوا » إلى قوله : « فتكفروا » ؛الأمالي للمفيد ، ص ٢٠٦ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٨ ، وفيهما بسند آخر ، وفي الأخير مع زيادة في آخره. وراجع :نهج البلاغة ، ص ١٦٤ ، الخطبة ١١٠الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ، ح ١٤٢.

١١١

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا سَمِعْتُمُ الْعِلْمَ فَاسْتَعْمِلُوهُ ، وَلْتَتَّسِعْ(١) قُلُوبُكُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا كَثُرَ فِي قَلْبِ رَجُلٍ لَايَحْتَمِلُهُ(٢) ، قَدَرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا خَاصَمَكُمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَقْبِلُوا عَلَيْهِ بِمَا تَعْرِفُونَ ؛ فـَ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً ) (٣) ».

فَقُلْتُ : وَمَا الَّذِي نَعْرِفُهُ؟ قَالَ : « خَاصِمُوهُ(٤) بِمَا ظَهَرَ لَكُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ »(٥) .

١٤ - بَابُ الْمُسْتَأْكِلِ بِعِلْمِهِ وَالْمُبَاهِي بِهِ‌

١١٨/ ١. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛

وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : مَنْهُومَانِ(٦) لا يَشْبَعَانِ : طَالِبُ دُنْيَا ، وَطَالِبُ عِلْمٍ ؛ فَمَنِ اقْتَصَرَ مِنَ الدُّنْيَا عَلى مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ ، سَلِمَ ؛ وَمَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا ، هَلَكَ إِل َّ ا أَنْ يَتُوبَ أَوْ يُرَاجِعَ(٧) ؛ وَمَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَعَمِلَ بِعِلْمِهِ(٨) ، نَجَا ؛ وَمَنْ‌

__________________

(١) في « ف ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وليتّسع ».

(٢) فيشرح المازندراني : « قوله : لايحتمله ، صفة لقلب رجل ».

(٣) النساء (٤) : ٧٦.

(٤) في « بع ، جه » ومرآة العقول والوافي : « خاصموا ».

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٢٠٨ ، ح ١٤٣.

(٦) « المنهوم » : إمّا من النَهْمة ، بمعنى بلوغ الهمّة في الشي‌ء ، المنهوم بالشي‌ء ، المولَع به ، أو بمعنى الشهوة والحاجة. وإمّا من النَهَمْ ، بمعنى الجوع وإفراط الشهوة في الطعام. وإمّا من النَهْم ، بمعنى الزجر. والكلّ محتمل. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٩٣ - ٥٩٤ ( نهم ).

(٧) في التهذيب وكتاب سليم : « ويراجع ». قال فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٤٨ : « في بعض نسخ التهذيب : ويراجع وهو أيضاً يحتمل أن تكون « أو » بمعنى الواو وربّما يقال : الترديد من الراوي وقرئ هنا « يراجع » على بناء المجهول ، أي يراجعه الله بفضله ، أو على بناء الفاعل والأوّل أظهر ».

(٨) في حاشية ميرزا رفيعا : « به » بدل « بعلمه ».

١١٢

أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا ، فَهِيَ حَظُّهُ »(١) .

١١٩/ ٢. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ ؛ وَمَنْ أَرَادَ بِهِ خَيْرَ الْآخِرَةِ ، أَعْطَاهُ اللهُ(٢) خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ »(٣) .

١٢٠/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأِصْبَهَانِيِّ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ(٤) »(٥) .

١٢١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَالِمَ مُحِبّاً لِدُنْيَاهُ(٦) ، فَاتَّهِمُوهُ عَلى دِينِكُمْ(٧) ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ لِشَيْ‌ءٍ يَحُوطُ(٨) مَا أَحَبَّ(٩) ».

__________________

(١)كتاب سليم بن قيس ، ص ٧١٨ ، ح ١٨ ، مع زيادة في آخره.التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩٠٦ ؛ بسنده عن حمّاد بن عيسى ؛الخصال ، ص ٥٣ ، باب الاثنين ، ح ٦٩ ، بسند آخر عن أبي عبداللهعليه‌السلام إلى قوله : « طالب العلم » مع اختلاف ؛نهج البلاغة ، ص ٥٦٦ ، الحكمة ٤٥٧ ، إلى قوله : « طالب علم »الوافي ، ج ١ ، ص ٢١١ ، ح ١٤٤ ؛الوسائل ، ج ١٧ ، ص ٣٦ ، ذيل ح ٢١٩١٦. (٢) في حاشية « ج ، ض » : + « به ».

(٣)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٥ ؛الوسائل ، ج ٢٧ ، ص ٧٨ ، ح ٣٣٢٤٩ ؛البحار ، ج ٧٠ ، ص ٢٢٥.

(٤) لم يرد هذا الحديث في « ظ » وشرح صدر المتألّهين.

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٦. (٦) في « بر » والعلل : « محبّاً للدنيا ».

(٧) « فاتّهموه على دينكم » ، أي اعتقدوه متّهماً في قوله وفعله صوناً على دينكم ، فإنّه بعيد عن معرفة حقيقته ، تقول : اتّهمته ، أي ظننت فيه ما نسب إليه ، وبكذا ، أي ظننته به. اُنظر شروح الكافي ولسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٦٤٤ ( وهم ).

(٨) « يحوط » ، أي يحفظ. تقول : حاطه يحوطه ، إذا حفظه وصانه وذبّ عنه وتوفّر على مصالحه. اُنظر :النهاية ، ج ١ ، ص ٤٦١ ( حوط ). (٩) في « بح » : « على ما أحبّ ». وفي العلل : « بما أحبّ ».

١١٣

وَقَالَعليه‌السلام : « أَوْحَى اللهُ - عَزَّوَجَلَّ - إِلى دَاوُدَعليه‌السلام : لَاتَجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَالِماً مَفْتُوناً بِالدُّنْيَا ؛ فَيَصُدَّكَ عَنْ طَرِيقِ مَحَبَّتِي ؛ فَإِنَّ أُولئِكَ قُطَّاعُ طَرِيقِ عِبَادِيَ الْمُرِيدِينَ ، إِنَّ أَدْنى مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِمْ أَنْ أَنْزِعَ حَلَاوَةَ مُنَاجَاتِي مِنْ(١) قُلُوبِهِمْ »(٢) .

١٢٢/ ٥. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ مَا لَمْ يَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا دُخُولُهُمْ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ : اتِّبَاعُ السُّلْطَانِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ ، فَاحْذَرُوهُمْ عَلى دِينِكُمْ»(٣) .

١٢٣/ ٦. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ(٤) بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ(٥) ؛ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَاتَصْلُحُ إِلَّا لِأَهْلِهَا »(٦) .

__________________

(١) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ب » والمطبوع : « عن ». ومادّة « نزع » جاءت بـ « من » و « عن » في المصحف واللغة. راجع : آل عمران (٣) : ٢٦ ؛ الأعراف (٧) : ٢٧ ؛لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٥٠ ( نزع ).

(٢)علل الشرائع ، ص ٣٩٤ ، ح ١٢ ، بسنده عن القاسم بن محمّد الأصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري.تحف العقول ، ص ٣٩٧ ، مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٢ ، ح ١٤٧.

(٣)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٣ ، ح ١٤٨.

(٤) في حاشية « جر » : « حريز ».

(٥) « فليتبوّأ مقعده من النار » ، أي يتّخذها منزلاً ، يقال : تبوّأت منزلاً ، أي اتّخذته. و « مقعده » مفعول له ، أي لمنزله ، أو مفعول به ، أو معناه : لينزل منزله المعدّ له من النار ، يقال : تبوّأت منزلاً : نزلت به. و « مقعده » مفعول له ، لا به ؛ لأنّ الفعل لازم. أو معناه : فليهيّئ منزله من النار ، يقال : تبوّأه منزلاً إذا هيّأه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٨ - ٣٩ ( بوأ ) ؛شرح صدر المتألّهين ، ص ١٧٦ ؛الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٥.

(٦)الفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ، ح ٥٧٦٢ ، ضمن وصايا النبيّ لعليّعليهما‌السلام ، عن أبي عبدالله ، عن آبائهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وفيعيون الأخبار ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ، ح ٦٩ ؛ ومعاني الأخبار ، ص ١٨٠ ، ح ١ ، عن الرضا ، عن أبي عبداللهعليهما‌السلام ، وفي كلّها بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة. وفيالاختصاص ، ص ٢٥١ ؛ وفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٨٤ ، مرسلاً مع زيادة في آخرهما راجع :ثواب الأعمال ، ص ٣٤٤الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٤ ، ح ١٤٩.

١١٤

١٥ - بَابُ لُزُومِ الْحُجَّةِ عَلَى الْعَالِمِ وَتَشْدِيدِ‌(١) الْأَمْرِ عَلَيْهِ

١٢٤/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « يَا حَفْصُ ، يُغْفَرُ لِلْجَاهِلِ سَبْعُونَ ذَنْباً قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لِلْعَالِمِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ »(٢) .

١٢٥/ ٢. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، قَالَ(٣) :

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِعليه‌السلام : « قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - عَلى نَبِيِّنَا وَآلِهِ وَ(٤) عَلَيْهِ السَّلامُ - : وَيْلٌ لِعُلَمَاءِ(٥) السَّوْءِ كَيْفَ‌.............................................................................

__________________

(١) في « بس » : « وشدّة ».

(٢)تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٤٦ ، مرسلاً مع زيادةالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٧ ، ح ١٥٠.

(٣) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى حفص بن غياث في السند المتقدّم ، فيُعْلَم المراد من « بهذا الإسناد ».

(٤) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : - « على نبيّنا وآله و ». وفي « و » : - « وآله ». وفي « ألف » والوافي‌وشرح صدر المتألّهين : - « على نبيّنا وآله وعليه السلام ».

(٥) هكذا في « ألف ، جس » وحاشية « ض » ، واختاره المازندراني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « للعلماء ». وقال‌المازندراني في شرحه ، ح ٢ ، ص ١٩٦ : « السَوْء بالفتح مصدر ، يقال : ساء يسوؤه سَوْءً ، نقيض سرّه ، وبالضمّ الاسم ، تقول : هذا رجل سوءٍ بالإضافة ، ثمّ تدخل عليه الألف واللام وتقول : هذا رجل السوء ، وقال الأخفش : ولايقال : الرجل السَوْء ، ويقال : الحقّ اليقين وحقّ اليقين ؛ لأنّ السوء ليس بالرجل ، واليقين هو الحقّ ، وقال أيضاً : لايقال : هذا رجل السُوء بالضمّ ، فعلى هذا ينبغي أن يقرأ : لعلماء السَوْءِ بالإضافة والفتح ، وما وجد في بعض النسخ : للعلماء السوء ، على التعريف والوصف فكأنّه سهو من الناسخ ، وقد يوجّه بأنّ التركيب ليس من باب التوصيف ، بل من باب إضافة العامل إلى المعمول ، مثل الضارب الرجل باعتبار تعلّق علم العالم بالسوء ، كتعلّق ضرب الضارب بالرجل. وفيه أنّ المقصود ذمّ العلماء باعتبار اتّصافهم بالسوء ، لاباعتبار علمهم به. والقول بأنّ التركيب وإن كان من باب الإضافة ، لكنّه هنا في معنى التوصيف ، أي المضاف موصوف بالمضاف إليه ، لايخلو عن شي‌ء ؛ لأنّ التركيب الإضافيّ من حيث الإضافة وملاحظتها لايدلّ على اتّصاف المضاف =

١١٥

تَلَظّى(١) عَلَيْهِمُ النَّارُ؟! »(٢) .

١٢٦/ ٣. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛

وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا بَلَغَتِ النَّفْسُ(٣) هَاهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى حَلْقِهِ - لَمْ يَكُنْ لِلْعَالِمِ تَوْبَةٌ » ، ثُمَّ قَرَأَ :( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ) (٤) »(٥) .

١٢٧/ ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍعليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ :( فَكُبْكِبُوا (٦) فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ ) (٧) ، قَالَ : « هُمْ‌

__________________

=بالمضاف إليه ، وإرادة الاتّصاف بدون دلالة التركيب لايجدي نفعاً ، فليتأمّل ». وراجع :الصحاح ، ج ١ ، ص ٥٦ ( سوأ ) ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٢.

(١) « تلظّى » : أصله تتلظّى ، بمعنى تلتهب وتشتعل اُنظر :لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٢٤٨ ( لظى ).

(٢)الوافي ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ١٥١.

(٣) يجوز في الفاء الفتح والسكون ، والأوّل هو مختار صدر المتألّهين في شرحه ؛ والثاني مختار الفيض في الوافي‌وقال المازندراني : « كلاهما مناسب ». (٤) النساء (٤) : ١٧.

(٥)الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب فيما أعطى الله عزّوجلّ آدمعليه‌السلام و ، ح ٢٩٨٦ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام .الزهد ، ص ١٤٠ ، ح ١٩٣ عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ( وفي سنده خلل لامحالة ) ؛تفسير العيّاشي ، ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٦٤ عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ؛ وفي كلّها مع اختلاف يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ٢١٨ ، ح ١٥٢ ؛الوسائل ، ج ١٦ ، ص ٨٧ ، ح ٢١٠٥٦.

(٦) « فكبكبوا » ، أي جُمعوا ثمّ رُمي بهم في هُوّة النار ؛ من الكبكبة ، بمنى الرمي في الهُوّة ، أو طرح وقلب بعضهم ؛ على بعض ، أو دُهْوِرُوا ، أي إذا القي في النار ينكبّ مرّة بعد مرّة حتّى يستقرّ فيها ، أو اُسقطوا على وجوههم ؛ من الكبّ بمعنى إسقاط الشي‌ء على وجهه. اُنظر :المفردات للراغب ، ص ٦٩٥ ؛لسان العرب ، ح ١ ، ص ٦٩٧ ( كبب ).

(٧) الشعراء (٢٦) : ٩٤. و « الغاوون » ، أي الضالّون الخائبون ؛ من الغيّ ، بمعنى الضلال والخيبة. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٥٠ ( غوى ).

١١٦

قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلاً بِأَلْسِنَتِهِمْ ثُمَّ خَالَفُوهُ(١) إِلى غَيْرِهِ »(٢) .

١٦ - بَابُ النَّوَادِرِ ‌(٣)

١٢٨/ ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : « رَوِّحُوا(٤) أَنْفُسَكُمْ بِبَدِيعِ الْحِكْمَةِ ؛ فَإِنَّهَا تَكِلُّ كَمَا تَكِلُّ الْأَبْدَانُ »(٥) .

١٢٩/ ٢. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَيْبٍ النَّيْسَابُورِيِّ(٦) ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَخِي شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِعليه‌السلام يَقُولُ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَعليه‌السلام يَقُولُ : يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ، إِنَّ‌

__________________

(١) في الوافي : « خالفوا ».

(٢)الزهد ، ص ١٣٧ ، ح ١٨٤ ، عن النضر بن سويد. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح ٢٥١٧ ، بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام .المحاسن ، ص ١٢٠ ، كتاب عقاب الأعمال ، ح ١٢٤ ، بسند آخر مع اختلاف. وفيفقه الرضا عليه‌السلام ، ص ٣٧٦ ؛ وتفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ١٢٣ ، مرسلاً مع زيادة في أوّله. راجع :الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب زيارة الإخوان ، ح ٢٠٧٧ ؛ وباب من وصف عدلاً وعمل بغيره ، ح ٢٥١٥ وح ٢٥١٦ وح ٢٥١٨ ؛ والزهد ، ص ٧٨ ، ح ٣٨الوافي ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ، ح ١٥٣ ؛الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٦ ، ح ٢٠٥٥٧ ؛البحار ، ج ٧٢ ، ص ٢٢٤ ، ح ٤.

(٣) فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٤ : « باب النوادر ، أي أخبار متفرّقة مناسبة للأبواب السابقة ولايمكن إدخالها فيها ولا عقد باب لها ؛ لأنّها لايجمعها باب ، ولايمكن عقد باب لكلّ منها ».

(٤) « روّحوا أنفسكم » ، أي اجعلوها في راحة ، من الروح بمعنى الراحة ، أو اجعلوها طيّبة الرائحة ، من الرَوْح‌بمعنى نسيم الريح ورائحتها الطيّبة ، تقول : روّحت الدهن ، أي جعلت فيه طيباً طابت به ريحُه. كلاهما محتمل معاً أو منفرداً. اُنظر :الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٦٨ ؛المصباح المنير ، ص ٢٤٢ ( روح ).

(٥)الوافي ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ، ح ٤٤٧.

(٦) في « ألف ، ج ، ض ، بح » : « النيشابوري ».

١١٧

الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ ؛ فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ ، وَعَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ ، وَأُذُنُهُ الْفَهْمُ ، وَلِسَانُهُ الصِّدْقُ ، وَحِفْظُهُ الْفَحْصُ ، وَقَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ ، وَعَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الْأَشْيَاءِ وَالْأُمُورِ ، وَيَدُهُ الرَّحْمَةُ ، وَرِجْلُهُ زِيَارَةُ الْعُلَمَاءِ ، وَهِمَّتُهُ السَّلَامَةُ ، وَحِكْمَتُهُ(١) الْوَرَعُ ، وَمُسْتَقَرُّهُ النَّجَاةُ ، وَقَائِدُهُ الْعَافِيَةُ(٢) ، وَمَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ ، وَسِلاحُهُ لِينُ الْكَلِمَةِ(٣) ، وَسَيْفُهُ الرِّضَا ، وَقَوْسُهُ الْمُدَارَاةُ ، وَجَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ(٤) الْعُلَمَاءِ ، وَمَالُهُ(٥) الْأَدَبُ ، وَذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ ، وَزَادُهُ(٦) الْمَعْرُوفُ(٧) ، وَمَأْوَاهُ(٨) الْمُوَادَعَةُ ، وَدَلِيلُهُ الْهُدى ، وَرَفِيقُهُ مَحَبَّةُ(٩) الْأَخْيَارِ »(١٠) .

١٣٠/ ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ‌

__________________

(١) في « جو » : « حَكَمته » ، أي بفتح الحاء والكاف. قال المجلسي فيمرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٥٧ : « ربّما يقرأ بفتح‌الحاء والكاف ». وردّه المازندراني في شرحه ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ، قال : « قراءة الحكمة بفتح الحاء والكاف لاتناسب المقام ؛ لأنّ الحكمة بهذا المعنى لم توجد في المشبّه به ، أعني الإنسان ».

(٢) « العافية » : دفاع الله تعالى عن العبد ، اسم المصدر توضع موضع المصدر ، يقال : عافاه الله عافية. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٤٣٢ ( عفو ).

(٣) في حاشية « ج ، بح » وتحف العقول : « الكلام ».

(٤) في « ألف ، و » والوافي وشرح صدر المتألّهين : « مجاورة ».

(٥) فيشرح المازندراني : « لو قرئ مآله ؛ بمعنى مرجعه ، فالأمر ظاهر ».

(٦) في « بس » وحاشية « ج ، بح » : « ورداؤه ».

(٧) في حاشية « ج ، بح » : « المعرفة ».

(٨) هكذا في أكثر النسخ والوافي وتحف العقول. وفي « ب ، بس » والمطبوع وحاشية ميرزا رفيعا : « وماؤه ». وفيمجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٤٠١ ( ودع ) : « وفي الحديث : ومأواه - يعني العلم - الموادعة. لعلّ المراد المباحثة والمذاكرة والمناظرة ؛ لأنّ جميع ذلك حفظ للعلم. وضبطه بعض المعاصرين : وماؤه الموادعة. وهو تصحيف ». وانظر :لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٣٨٦ ( ودع ) ؛القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٤١ ( عهد ).

(٩) في حاشية « بح » وتحف العقول : « صحبة ». وقال فيمرآة العقول : « ولعلّه أنسب ».

(١٠)تحف العقول ، ص ١٩٩ ، مع تفاوت يسيرالوافي ، ج ١ ، ص ١٧١ ، ح ٩٢.

١١٨

الْعِلْمِ الْحِلْمُ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُّ ، وَنِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الْعِبْرَةُ(١) »(٢) .

١٣١/ ٤. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، عَنْ آبَائِهِعليهم‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْعِلْمُ(٣) ؟ قَالَ : الْإِنْصَاتُ(٤) ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ(٥) ؟ قَالَ : الِاسْتِمَاعُ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ؟قَالَ : الْحِفْظُ؟ قَالَ : ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ : الْعَمَلُ بِهِ ، قَالَ : ثُمَّ مَهْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : نَشْرُهُ »(٦) .

١٣٢/ ٥. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ :

رَفَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِعليه‌السلام ، قَالَ : « طَلَبَةُ العِلْمِ ثَلاثَةٌ ، فَاعْرِفْهُمْ(٧) بِأَعْيَانِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ : صِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلِاسْتِطَالَةِ(٨) وَالْخَتْلِ(٩) ، وَصِنْفٌ يَطْلُبُهُ لِلْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ، فَصَاحِبُ الْجَهْلِ وَالْمِرَاءِ مُوذٍ ، مُمَارٍ ، مُتَعَرِّضٌ لِلْمَقَالِ فِي أَنْدِيَةِ(١٠) الرِّجَالِ بِتَذَاكُرِ‌

__________________

(١) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بع ، بو ، جح ، جط ، جل ، جم ، جو » وحاشية « ش ، بج ، بف » وشرحي صدر المتألّهين والمازندراني ومرآة العقول وحاشية ميرزا رفيعا. و « العبرة » اسم من الاعتبار بمعنى الاتّعاظ ، أو بمعنى العبور العلمي من الأشياء إلى ما يترتّب عليها وتنتهي إليها. وفي « ف ، بح » : « العبرة والصبر ». وفي قرب الإسناد : « اللين ». وفي المطبوع وقليل من النسخ : « الصبر ».

(٢)قرب الإسناد ، ص ٦٧ ، ح ٢١٧ ، بسند آخر.الوافي ، ج ١ ، ص ١٧٢ ، ح ٩٣.

(٣) في الأمالي : « ما حقّ العلم ».

(٤) « الإنصات » : السكوت للاستماع ، والإسكات ، يقال : أنصت ، أي سكت سكوت مستمع ، وأنصتُّه ، أي أسكتّه ، فهو لازم ومتعدٍّ. ولعلّه هاهنا لازم فقط بقرنية ذكر الاستماع بعده. اُنظر :النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٢ ( نصت ) ؛شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٣. (٥) في « ض ، بح ، بف » : + « يا رسول الله ».

(٦)الخصال ، ص ٢٨٧ ، باب الخمسة ، ح ٤٣ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٠٣ ، المجلس ٣٧ ، ح ٤ ، بسندهما عن جعفر بن محمّد الأشعري.الوافي ، ج ١ ، ص ١٣٩ ، ح ٥٣.

(٧) في « و ، بف » وحاشية « ض ، بح ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والأمالي والخصال : « فاعرفوهم ».

(٨) « الاستطالة » : العلوّ والترفّع. اُنظر :النهاية ، ج ٣ ، ص ١٤٥ ( طول ).

(٩) « الختل » ، هو الخدعة. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٩ ( ختل ).

(١٠) « الأندية » ، هي جمع النادي ، وهو مجلس القوم ومتحدّثهم ماداموا مجتمعين ، فإذا تفرّقوا فليس بنادٍ ، =

١١٩

الْعِلْمِ وَصِفَةِ الْحِلْمِ ، قَدْ تَسَرْبَلَ(١) بِالْخُشُوعِ ، وَتَخَلّى مِنَ الْوَرَعِ ، فَدَقَّ اللهُ مِنْ هذَا خَيْشُومَهُ(٢) ، وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ(٣) ؛ وَصَاحِبُ الاِسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ(٤) ذُو خِبٍّ(٥) وَمَلَقٍ(٦) ، يَسْتَطِيلُ عَلى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ ، فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ(٧) هَاضِمٌ(٨) ، وَلِدِينِهِ(٩) حَاطِمٌ ، فَأَعْمَى اللهُ عَلى(١٠) هذَا خَبَرَهُ(١١) ، وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ ؛ وَصَاحِبُ الْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ(١٢)

__________________

= ويقال له : النَديّ أيضاً. اُنظر :الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٥ ( ندو ).

(١) « التسربل » ، من السربال ، وهو القميص ، يقال : سَرْبَلْته فتسربل ، أي ألبسته السربال فتلبّس به. اُنظر :الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٢٩ ( سربل ).

(٢) « الخيشوم » : الأنف ، أو أقصى الأنف ؛ أو واحد الخياشيم وهي غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ ، أو عروق في باطن الأنف. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٧٨ ( خشم ).

(٣) « الحيزوم » : وسط الصدر وما يضمّ عليه الحِزام ، أو ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٢ ( حزم ).

(٤) في « بح » وحاشية « بر » : « وصاحب الختل » بدل « والختل ».

(٥) « الخِبّ » : مصدر بمعنى الخدعة ، والخَبّ والخِبّ : الخدّاع ، وهو الجُرْبُز الذي يسعى بين الناس بالفساد. وهذا غير مناسب هنا ؛ لمكان « ذو ». وربّما يضبط بضمّ الخاء ، أو بالحاء المضمومة ، استبعدهما الداماد وعدّهما من أغاليط القاصرين. اُنظر :النهاية ، ج ٢ ، ص ٤ ( خبب ) ؛التعليقة للداماد ، ص ١٠٦.

(٦) « الـمَلَق » : الودّ واللطف الشديد باللسان فقط ، ويقال : رجل مَلِقٌ ، أي يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. اُنظر :لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٤٧ ( ملق ).

(٧) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني : « لحلوانهم ». و « الحُلْوان » : اُجرة الدلاّل والكاهن ومايؤخذ من نحو رشوة. وفي حاشية « ب ، ض » : « لخلواتهم ». وفي « و » : « لحلواتهم ». وفي حاشية « و » : « لحلاواتهم ».

(٨) في حاشية « ف » : « هامض ».

(٩) في حاشية « جم » : « ولدينهم ». وقال المازندراني : « رأيت أيضاً في كلام بعض المتأخّرين نقلاً لهذا الحديث : ولدينهم حاطم ، بضمير الجمع ». (١٠) في حاشية « بر » : « من ».

(١١) في « بج ، بع ، جح ، جط ، جم ، جو » : « خُبْره ». وفي « جس » وحاشية « و » والأمالي والخصال : « بصره ». و « خَبَره » : دعاء عليه بالاستيصال والفناء بحيث لايبقى له خبر بين الناس وقيل : خُبْره ، أي علمه. اُنظر :شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ؛مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٦١.

(١٢) « الكآبة والكَأبة » : سوء الحال وتغيّر النفس بالانكسار من شدّة الهمّ والحزن. اُنظر :لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٤ ( كأب ).

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603