تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب الجزء ٣

مؤلف: الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 603
مؤلف: الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 603
القيامة: رجل قرأ كتاب الله، وامّ لله قوما وهم به راضون، ورجل دعا إلى هذه الصلوات الخمس في الليل والنهار، لا يريد به الّا وجه الله تعالى والدار الآخرة، ومملوك لم يشغله رقّ الدنيا عن طاعة ربّه (بعد فراغه) (١) ».
٤٠٧٤ / ١٠ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن ضحّاك عن عبدالله قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: « ثلاثة لا يبالون بالحساب، ولا يخافون الصيحة والفزع الاكبر: رجل تعلّم القرآن، وحفظه، وعمل به، فانه يأتي الله تعالى سيّدا شريفا، ومؤذن اذّن سبع سنين، لم يطمع في اذانه اجرا، وعبد اطاع الله، واطاع سيّده ».
٤٠٧٥ / ١١ - وروى مجاهد، عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: « من اذن لوجه الله سبع سنين، كتب الله له براءة من النار ».
٤٠٧٦ / ١٢ - وعن أنس، عنه صلىاللهعليهوآله قال: « من اذّن لوجه الله عن نيّة صادقة سنة، اوقفوه يوم القيامة على باب الجنّة، وقالوا له: اشفع لمن شئت ».
٤٠٧٧ / ١٣ - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: « من نادى للصلاة في اوقاتها الخمسة، مؤمنا، محتسبا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر ».
٤٠٧٨ / ١٤ - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله:
____________________________
(١) ليس في المصدر.
١٠، ١١ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٨٢.
١٢، ١٣ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٨٢.
١٤ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٨٢.
« ان المؤذّن في سبيل الله ما دام في اذانه، كشهيد يتقّلب في دمه، ويشهد له بذلك كل رطب ويابس بلغه صوته، وإذا مات ما تعرّضته هوام الأرض في قبره ».
وقال صلىاللهعليهوآله (١): « المؤذنون اطول الناس اعناقا يوم القيامة ».
٤٠٧٩ / ١٥ - وفي خبر قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: « إذا كان يوم القيامة، ينادي المنادي: اين اضياف الله؟ فيؤتى بالصائمين، وينادي: اين رعاة الشمس والقمر؟ فيؤتى بالمؤذنين، فيحملون على نجب من نور وعلى رؤوسهم تاج الكرامة، ويذهب بهم إلى الجنة ».
٤٠٨٠ / ١٦ - وعن جابر بن عبدالله، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله، قال: سمعته يقول: « اللّهم اغفر للمؤذنين » ثلاثا، فقلت له: يا رسول الله انا نضرب بالسيف على الأذان، وما دعوت لنا كما تدعو للمؤذنين، فقال: « يا جابر اعلم انه سيأتي زمان على الناس، يكلون الأذان إلى الضعفاء، وان لحوما محرمة على النار، وهي لحوم المؤذنين ».
٤٠٨١ / ١٧ - الشيخ المفيد في الاختصاص: حدثنا عبدالرحمن بن ابراهيم، قال: حدثنا الحسين بن مهران، قال حدثني الحسين بن
____________________________
(١) المصدر نفسه ج ٢ ص ١٨٣.
١٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٨٣.
١٦ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٢ ص ١٨٣.
١٧ - الاختصاص ص ٣٩، ورواه الصدوق (ره) في الأمالي ص ١٦٣، والخصال ص ٣٥٥ ح ٣٦ قطعة منه، وعنها في البحار ج ٩ ص ٣٠٢.
عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام قال: « جاء رجل من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله - إلى أن قال: قال -: يا محمّد فاخبرني عن العاشر، سبعة (١) خصال التي (٢) اعطاك الله من بين النبيين، واعطى امتك من بين الامم، فقال النبي صلىاللهعليهوآله: فاتحة الكتاب، والأذان، والاقامة، والجماعة في مساجد المسلمين، ويوم الجمعة، والاجهار في ثلاث (٣)، ورخصة لامتي عند الامراض والسفر، والصلاة على الجنائز، والشفاعة في أصحاب الكبائر من امتي.
قال: صدقت يا محمّد، فما ثواب من قرأ فاتحة الكتاب؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله: من قرأ فاتحة الكتاب اعطاه الله من الأجر بعدد كلّ كتاب نزل من السماء، (قرائها و ثوابها) (٤)، واما الأذان فيحشر المؤذنون من امتى مع النبيّين والصديقين و الشهداء »، الخبر.
٣ - ( باب جواز التعويل في دخول الوقت، على أذان الثقة )
٤٠٨٢ / ١ - عوالي اللآلي: عن النبي صلىاللهعليهوآله قال: « الأئمة ضمناء، والمؤذنون امناء ».
٤٠٨٣ / ٢ - الصدوق في المقنع: ومن اذّن عشر سنين محتسبا، غفر الله له
____________________________
(١) في الاختصاص فقط: تسعة.
(٢) التي: ليس في المصدر.
(٣) وفيه زيادة: صلوات
(٤) في الأمالي والخصال والبحار: ويجزي بها ثوابها.
الباب - ٣
١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٠٤ ح ٦١.
٢ - المقنع ص ٢٧.
مدّ بصره، ومدّ صوته في السماء، ويصدّقه كلّ رطب ويابس سمعه، وله من كلّ من يصلّي معه سهم، وله من كلّ من يصلّي بصوته حسنة.
٤ - ( باب استحباب الأذان والاقامة لكلّ صلاة فريضة ).
٤٠٨٤ / ١ - البحار، عن العلل لمحمّد بن علي بن ابراهيم: عن الصادق عليهالسلام، انه قال: « إذا اذّنت وصلّيت، صلّى خلفك صفّ من الملائكة، وإذا اذّنت واقمت صلّى خلفك صفّان من الملائكة ».
٤٠٨٥ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، انه قال: « من اذّن واقام (١)، صلّى خلفه صفّان من الملائكة، وان اقام ولم يؤذن (٢)، صلّى خلفه صفّ من الملائكة ».
٥ - ( باب تأكد استحباب الأذان والاقامة، للمغرب والصبح )
٤٠٨٦ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، انه قال في حديث: « ولا بد في الفجر والمغرب، من اذان واقامة، في الحضر والسفر، لأنه لا تقصير فيهما ».
٤٠٨٧ / ٢ - فقه الرضا عليهالسلام: « وقد روى ان الأذان والاقامة في
____________________________
الباب - ٤
١ - البحار ج ٨٤ ص ١٧٠ ح ٧٣.
٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
(١ - ٢) في المصدر زيادة: وصلى.
الباب - ٥
١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
٢ - فقه الرضا عليهالسلام ص ٦.
ثلاث صلوات: الفجر، والظهر والمغرب، وصلاتين باقامة هما: العصر، والعشاء الآخرة، لأنه روي: خمس صلوات في ثلاث اوقات (١) ».
٦ - ( باب تأكّد استحباب الأذان والاقامة، لصلاة الجماعة )
٤٠٨٨ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليهالسلام انه قال: « لا بأس ان يصلّي الرجل لنفسه، بلا اذان، ولا اقامة ».
٧ - ( باب عدم جواز الأذان قبل دخول الوقت، إلّا في الصبح فيقدّم قليلاً، ويعاد بعده، وان تغاير المؤذّنان )
٤٠٨٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليهالسلام انه قال: « لا بأس بالأذان قبل طلوع الفجر، ولا يؤذّن للصلاة حتى يدخل وقتها ».
٤٠٩٠ / ٢ - زيد النرسي في أصله: عن أبي الحسن موسى عليهالسلام، انه سمع الأذان قبل طلوع الفجر، فقال: « شيطان » ثم سمعه عند طلوع الفجر فقال: « الأذان حقّا ».
ومنه: عن أبي الحسن عليهالسلام قال: سألته عن الأذان قبل طلوع الفجر فقال: « لا انّما الأذان عند طلوع الفجر اول ما يطلع ».
____________________________
(١) أوقات: ليس في المصدر.
الباب - ٦
١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
الباب - ٧
١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
٢ - كتاب زيد النرسي ص ٥٤.
قلت: فان كان يريد ان يؤذن الناس بالصلاة وينبّههم قال: فلا يؤذن، ولكن فليقل وينادى بالصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، يقولها مرارا.
٤٠٩١ / ٣ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: روي ان بلالا اذّن قبل طلوع الفجر، فأمره النبيّ صلىاللهعليهوآله ان يعيد الأذان.
٤٠٩٢ / ٤ - وروى عيّاض بن عامر، عن بلال انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال له: « لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر » هكذا، ومدّ يده عرضا.
٨ - ( باب جواز الأذان جنباً، وعلى غير وضوء، واستحباب الطهارة فيه، وتأكد الاستحباب في الاقامة )
٤٠٩٣ / ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن عمرو بن أبي نصر قال: قلت لأبي عبدالله عليهالسلام: المؤذن يؤذّن وهو على غير وضوء؟ قال: « نعم، ولا يقيم الّا وهو على وضوء »، الخبر.
٤٠٩٤ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال: « لا بأس ان يؤذن الرجل على غير طهر، ويكون (على طهر) (١) أفضل، ولا يقيم الّا على طهر ».
____________________________
٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١٤٤.
٤ - المصدر السابق ج ١ ص ١٤١.
الباب - ٨
١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٥.
٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
(١) في المصدر: طاهراً.
٤٠٩٥ / ٣ - الصدوق في المقنع: ولا بأس ان تؤذن وأنت على غير وضوء - إلى أن قال -: ولكن إذا أقمت فعلى وضوء.
٩ - ( باب جواز الكلام في الأذان، وكراهته في الاقامة وبعدها، إلّا فيما يتعلّق بالصلاة، وبينهما في صلاة الغداة، واستحباب اعادة الاقامة )
٤٠٩٦ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي عليهالسلام، انه لم ير بالكلام، في الأذان والاقامة، بأسا.
٤٠٩٧ / ٢ - وعن جعفر بن محمّد عليهالسلام مثل ذلك (الّا أنّه) (١) قال: « إذا قال المؤذن: قد قامت الصلاة حرم عليه الكلام، وعلى سائر أهل المسجد، الّا ان يكونوا اجتمعوا من (٢) شتّى، وليس (٣) لهم امام ».
٤٠٩٨ / ٣ - وعنه عليهالسلام في حديث يأتي (١): « وإذا قال المؤذّن: قد قامت الصلاة، فقد وجب على الناس الصمت والقيام، الّا أن لا يكون لهم إمام، فيقدّم بعضهم بعضا ».
____________________________
٣ - المقنع ص ٢٧.
الباب - ٩
١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
(١) في المصدر: واستثنى الاقامة.
(٢) من، ليست في المصدر.
(٣) في المصدر: ولم يكن.
٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥.
(١) يأتي في الباب ٣٢ حديث ١.
٤٠٩٩ / ٤ - الصدوق في الامالي: عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن سعد بن عبدالله، عن ابراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبدالله بن الحسين بن زيد، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه عليهمالسلام، قال: « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: ان الله كره الكلام بين الأذان والاقامة، في صلاة الغداة، حتى تقضى الصلاة، (ونهى عنه) (١) ».
ورواه في الخصال، عن أبيه، عن سعد، مثله (٢).
٤١٠٠ / ٥ - السيد علي بن طاووس في سعد السعود: نقلا عن تفسير الثقة محمّد بن العباس، عن الحسين بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن الفيض بن الفياض، عن ابراهيم بن عبدالله بن همام، عن عبدالرزاق، عن معمّر، عن ابن حماد، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: « بينما انا في الحجر إذ اتاني جبرئيل - وذكر اسراءه إلى بيت المقدس، وان جبرئيل اذن، إلى ان قال -: حتى إذا قضى اذانه أقام الصلاة - إلى أن قال -: ولا أشك (١) أن جبرئيل يستقدمنا (٢)، فلمّا استووا على مصافهم أخذ جبرئيل بضبعي، ثم قال لي: يا محمّد تقدّم فصلّ باخوانك، فالخاتم أولى من المختوم »، الخبر.
____________________________
٤ - أمالي الصدوق ص ٢٤٨ ح ٣.
(١) ليس في المصدر.
(٢) الخصال ص ٥٢٠ ح ٢٠.
٥ - سعد السعود ص ١٠٠.
(١) في المصدر: ولاشك.
(٢) في المصدر: سيقدمنا.
٤١٠١ / ٦ - الشيخ المفيد في الارشاد، وغيره: في غيره في سياق قصّة مسير أبى عبدالله الحسين عليهالسلام إلى العراق، قالوا: فلم يزل الحرّ موافقا (١) للحسين عليهالسلام، حتى حضرت صلاة الظهر، فأمر الحسين عليهالسلام الحجّاج بن مسروق ان يؤذن، فلما حضرت الاقامة خرج الحسين عليهالسلام في ازار ورداء ونعلين، فحمد الله واثنى عليه، ثم قال: « أيّها الناس انّي لم آتكم حتى اتتني كتبكم، وقدمت عليّ رسلكم: ان اقدم علينا فإنه ليس لنا إمام، لعلّ الله ان يجمعنا واياكم (٢) على الهدى، والحق، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم فاعطوني ما اطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم، وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمي كارهين، انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت عنه اليكم »، فسكتوا عنه ولم يتكلّموا كلمة (٣).
فقال للمؤذن: « أقم الصلاة » (٤)، فأقام الصلاة، فقال عليهالسلام للحر: « تريد أن تصلّي باصحابك » فقال الحر: لا بل تصلّي انت، ونصلّي بصلاتك، فصلى بهم الحسين عليهالسلام، الخبر.
____________________________
٦ - إرشاد المفيد ص ٢٢٤.
(١) في المصدر: موافقاً.
(٢) وفي النسخة: بك، منه قدّه.
(٣) في المصدر: يتكلم أحد منهم بكلمة.
(٤) ليس في المصدر.
١٠ - ( باب استحباب الفصل بين الأذان والاقامة، بجلسة، أو كلام، أو تسبيح، أو ركعتين، أو نفس )
٤١٠٢ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام انه قال في حديث: « ولا بدّ من فصل بين الأذان والاقامة بصلاة، أو بغير ذلك، واقلّ ما يجزئ (١) في ذلك (٢) في صلاة المغرب، التي لا صلاة (٣) قبلها، ان يجلس بعد الأذان (٤) جلسة يمسّ فيها الأرض بيده ».
٤١٠٣ / ٢ - فقه الرضا عليهالسلام: « وان احببت ان تجلس بين الأذان والاقامة فافعل، فان فيه فضلا كثيرا، وانّما ذلك على الامام، (وامّا المنفرد) (١) فيخطو تجاه القبلة خطوة برجله اليمنى، ثم يقول: بالله استفتح، وبمحمّد صلىاللهعليهوآله استنجح واتوجه، اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، واجعلني بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، وان لم تفعل أيضاً اجزأك ».
٤١٠٤ / ٣ - زيد النرسي في أصله: عن أبي الحسن عليهالسلام، في خبر تقدم قال: « وإذا طلع الفجر أذن، فلم يكن بينه وبين ان يقيم الّا جلسة خفيفة بقدر الشهادتين، واخفّ من ذلك ».
٤١٠٥ / ٤ - وفيه سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول في خبر: « ثم
____________________________
الباب - ١٠
١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥.
(١) في المصدر زيادة: مما.
(٢) وفيه زيادة: الأذان والاقامة.
(٣) وفيه: لا نافلة.
(٤) وفيه: المؤذن بينهما.
٢ - فقه الرضا عليهالسلام ص ٦.
(١) وفي المصدر: والمفرد.
٣و ٤ - كتاب زيد النرسي ص ٥٤.
لا يكون بين الأذان والاقامة، الا جلسة ».
٤١٠٦ / ٥ - الصدوق في المقنع: ثم تؤذّن بعد ستّ ركعات، وتصلّي بعد الأذان ركعتين، ثم تقيم وتصلّي الفريضة، وليكن الأذان والاقامة موقوفين، وتكون بينهما جلسة، الّا المغرب فانه يجزئك من بين الأذان والاقامة، نفس.
١١ - ( باب استحباب الدعاء بين الأذان والاقامة، بالمأثور، وغيره )
٤١٠٧ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: بإسناده عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن الحسن بن معاوية بن وهب، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام وقت المغرب، فإذا هو قد أذن وجلس، فسمعته يدعو بدعاء ما سمعت بمثله، فسكت حتى فرغ من صلاته، ثم قلت يا سيدي لقد سمعت منك دعاء ما سمعت بمثله قطّ، قال: « هذا دعاء أميرالمؤمنين « صلوات الله عليه » ليلة بات على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله، وهو:
يا من ليس معه ربّ يدعى، يا من ليس فوقه خالق يخشى، يا من ليس دونه اله يتقى، يا من ليس له وزير يغشى، يا من ليس له بوّاب ينادي، يا من لا يزداد على كثرة السؤال الّا كرما وجودا، يا من لا يزداد على عظم الجرم الّا رحمة وعفوا، صلّ على محمّد وآل محمّد،
____________________________
٥ - المقنع ص ٢٧.
الباب - ١١
١ - فلاح السائل ص ٢٢٨.
وافعل بي ما أنت أهله، فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة، وأنت أهل الجود والخير والكرم ».
٤١٠٨ / ٢ - فقه الرضا عليهالسلام، قال: « يقول بين الأذان والاقامة في جميع الصلوات:
اللهم ربّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، صلّ على محمّد وآل محمّد، واعط محمّدا يوم القيامة سؤله، آمين ربّ العالمين، اللهم انّي أتوجه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة، محمّد صلىاللهعليهوآله، واقدمهم بين يدي حوائجي كلّها، فصلّ عليهم، واجعلني بهم وجيها في ى الدنيا والآخرة ومن المقربين، واجعل صلواتي بهم مقبولة، ودعائي بهم مستجابا، وامنن عليّ بطاعتهم يا أرحم الراحمين، يقول هذا في جميع الصلوات، ويقول بعد (١) اذان الفجر:
اللّهم إنّي اسألك باقبال نهارك، وادبار ليلك ».
٤١٠٩ / ٣ - الشيخ الطوسى (ره) في المصباح: إذا سجد بين الأذان والاقامة، قال فيها: لا إله إلّا أنت ربي، سجدت لك خاضعا، خاشعا، ذليلا، وإذا رفع رأسه (١) قال: سبحان من لا تبيد معالمه »، الدعاء.
٤١١٠ / ٤ - وفيه: يستحب ان يقول في السجدة بين الأذان والاقامة: اللّهم اجعل قلبي بارّا، ورزقي دارا، واجعل لي عند قبر رسول الله
____________________________
٢ - فقه الرضا عليهالسلام ص ٦.
(١) في المصدر: في.
٣ - مصباح الطوسي ص ٢٧.
(١) في المصدر زيادة: وجلس.
٤ - مصباح الطوسي ص ٢٨.
صلىاللهعليهوآله مستقرا وقرارا.
قلت: كذا في نسخ المصباح، وزاد الشهيد في النفلية (١)، والكفعمي في الجنّة (٢)، بعد قوله: داراً، وعيشي قاراً.
وقال الشهيد الثاني في شرح النفلية: في بعض روايات الحديث: واجعل لي عند رسولك صلىاللهعليهوآله.
١٢ - ( باب استحباب كون المؤذّن قائماً، وجواز الأذان راكباً، وماشياً، وجالساً، وكراهة ذلك في الاقامة )
٤١١١ / ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن عمرو بن أبي نصر قال: قلت لأبي عبدالله عليهالسلام: المؤذن يؤذّن - إلى أن قال -: فقلت: يؤذن وهو جالس؟ قال: « نعم ولا يقيم الّا وهو قائم ».
٤١١٢ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، قال: « لا يؤذن الرجل (١) وهو جالس الّا مريض، أو راكب، ولا يقيم الّا قائما على الأرض، الّا من علة لا يستطيع معها القيام ».
٤١١٣ / ٣ - الصدوق في المقنع: ولا بأس ان تؤذن وأنت على غير وضوء، ومستقبل القبلة، ومستدبرها، وذاهبا، وجائيا، وقائما، وقاعدا، وتتكلّم في اذانك ان شئت، ولكن إذا اقمت فعلى وضوء، مستقبل
____________________________
(١) النفلية ص ٦٧.
(٢) الجنة الواقية ص ١٤.
الباب - ١٢
١ - كتاب عاصم بن حميد ص ٣٥.
٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
(١) في المصدر: احد.
٣ - المقنع ص ٢٧.
القبلة، وإن كنت إماما فلا تؤذن، إلّا من قيام.
١٣ - ( باب استحباب الأذان والإقامة للمرأة، وعدم تأكد الاستحباب لها، وجواز اقتصارها على التكبير، والشهادتين )
٤١١٤ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، انه سئل عن المرأة تؤذّن وتقيم قال: « نعم [ إن شاءت ] (١) ويجزئها اذان المصر (٢) إذا سمعته، وان لم تسمعه اكتفت (بأن تشهد الشهادتين) (٣).
وعن علي عليهالسلام: « ليس على النساء أذان ولا إقامة ».
٤١١٥ / ٢ - الصدوق في الخصال: عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي العسكري، عن أبي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهماالسلام يقول: « ليس على النساء اذان، ولا اقامة »، الخبر.
٤١١٦ / ٣ - وفيه: عن أبي الحسن محمّد بن علي بن الشاه، عن أبي حامد أحمد بن الحسين، [ عن أبي يزيد أحمد بن خالد الخالدي ] (١)، عن
____________________________
الباب - ١٣
١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٦.
(١) أثبتناه من المصدر.
(٢) وفيه: العصر.
(٣) في المصدر: بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسول الله.
٢ - الخصال ص ٥٨٥ ح ١٢.
٣ - الخصال ص ٥١١ ح ٢.
(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٣٣٦ ومشيخة الفقيه ص ١٣٤ ».
محمّد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه، قال: حدثني أنس بن محمّد أبو مالك (٢)، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام، عن النبي صلىاللهعليهوآله، انه قال في وصيّته له: « يا علي ليس على النساء جمعة ولا جماعة، ولا اذان ولا اقامة »، الخبر.
٤١١٧ / ٤ - فقه الرضا عليهالسلام: « وليس على النساء اذان ولا اقامة، وينبغى لهن إذا استقبلن القبلة، ان يقلن: اشهد ان لا إله إلا الله، وان محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآله ».
١٤ - ( باب استحباب جزم التكبير في الأذان والاقامة، والافصاح بالألف والهاء، والوقوف على فصولهما، وجزم أواخرها، وأنه لا يجزئ إلّا ما اسمع نفسه )
٤١١٨ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال: لا بأس بالتطريب في الأذان، إذا أتم [ و ] (١) بيّن وأفصح بالألف والهاء ».
____________________________
(٢) كذا في المخطوط والمصدر، والظاهر أنّ الصحيح زيادة: عن أبيه (راجع مشيخة الفقيه ص ١٣٤).
٤ - فقه الرضا عليهالسلام ص ٦.
الباب - ١٤
١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٥.
(١) أثبتناه من المصدر.
١٥ - ( باب استحباب قيام المؤذن على مرتفع، وكونه عدلاً صيّتاً، رافعاً صوته بالأذان، ودون ذلك في الاقامة، وحكم الأذان في المنارة )
٤١١٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام انه قال: « ليؤذن لكم افصحكم، وليؤمّكم افقهكم ».
٤١٢٠ / ٢ - وعن علي عليهالسلام انه رأى مأذنة طويلة فأمر بهدمها، وقال: « لا يؤذن على أكبر (١) من سطح المسجد ».
قال مؤلف الكتاب: وهذا - والله اعلم - في المأذنة، إذا كانت تكشف دور الناس، ويرى منها ما فيها، من رقى إليها، فهذا ضرر بالناس، وكشف لحرمهم، ولا يجوز ذلك.
٤١٢١ / ٣ - الشيخ الطوسي في الغيبة: عن سعد بن عبدالله، عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي محمّد عليهالسلام فقال: « إذا خرج (١) القائم عليهالسلام، (أمر بهدم) (٢) المنار »، الخبر.
٤١٢٢ / ٤ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي عن النبي صلىاللهعليهوآله قال: « ليؤذن لكم خياركم، وليؤمكم قراءكم ».
____________________________
الباب - ١٥
١ و ٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٧.
(١) في المصدر: أكثر.
٣ - الغيبة للطوسي ص ١٢٣.
(١) في المصدر: قام.
(٢) وفيه: يهدم.
٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨٠ ح ٢٣٣.
٤١٢٣ / ٥ - وفي درر اللآلي: عن أبي سمعت الخدري قال: سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول: « إذا أنت أذنت للصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدّ صوت المؤذّن جنّ، ولا إنس، ولا شئ، إلّا شهد له يوم القيامة ».
٤١٢٤ / ٦ - وعن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: « المؤذنون يخرجون من قبورهم يوم القيامة يؤذنون، ويغفر للمؤذن مدّ صوته، ويشهد له كل شئ سمعه من شجر، أو مدر، أو حجر رطب، أو يابس، ويكتب له بكل انسان يصلّي معه في ذلك المسجد، مثل حسناتهم، ولا ينقص من حسناتهم شئ، ويعطيه الله ما بين الأذان والاقامة، كل شئ سأله، امّا ان يعجل له في دنياه، أو يصرف عنه السوء، أو يدّخر له في الآخرة، وله ما بين الأذان والاقامة من الاجر، كالمتشحط في دمه في سبيل الله ».
٤١٢٥ / ٧ - الشيخ المفيد في الإرشاد: عن أبي بصير، عن الصادق عليهالسلام، في حديث قال: « فلما دخل وقت صلاة الظهر، امر رسول الله صلىاللهعليهوآله، بلالا فصعد على الكعبة، فقال عكرمة: اكره ان اسمع صوت أبي رياح ينهق على الكعبة وحمد خالد بن أسيد بن عتاب، أن أبا عتاب توفي ولم ير ذلك »، الخبر.
٤١٢٦ / ٨ - القطب الراوندي في الخرائج: روي أن النبي
____________________________
٥ - درر اللآلي ج ١ ص ٩.
٦ - درر اللآلي ج ١ ص ٩.
٧ - بل الراوندي في الخرائج ص ٢١، وعنه في البحار ج ٢١ ص ١١٨ ح ١٦، وفي سيرة إبن هشام ج ٢ ص ٤١.
٨ - الخرائج والجرائح ص ٤٢، وعنه في البحار ج ٢١ ص ١١٨ ح ١٧.
صلىاللهعليهوآله، خرج قاصدا مكّة - إلى أن قال -: فدخل النبي صلىاللهعليهوآله مكّة، وكان وقت الظهر، فأمر بلالا فصعد على ظهر الكعبة فأذّن، فما بقي صنم بمكة إلّا سقط على وجهه، فلما سمع وجوه قريش الأذان، قال بعضهم في نفسه: الدخول في الأرض (١) خير من سماع هذا، وقال آخر (٢): الحمد لله الذي لم يعش والدي إلى هذا اليوم، الخبر.
وروى الطبرسي في اعلام الورى، ما يقرب منه (٣).
١٦ - ( باب استحباب وضع المؤذن اصبعيه في اذنيه )
٤١٢٧ / ١ - البحار: عن بعض المناقب القديمة، عن أبي الحسن علي بن عبدالله بن محمّد البكري، عن لوط بن يحيى، عن أشياخه واسلافه في خبر طويل في كيفيّة شهادة أميرالمؤمنين عليهالسلام - إلى أن قال -: قال أبو مخنف وغيره: وسار أميرالمؤمنين عليهالسلام حتى دخل المسجد، والقناديل قد خمد ضوؤها، فصلّى في المسجد ورده، وعقب ساعة، ثم أنه قام وصلّى ركعتين، ثم علا المأذنة ووضع سبابتيه في أُذنيه وتنحنح ثم أذن، وكان (صلوات الله عليه)، إذا أذّن لم يبق في بلدة الكوفة بيت، إلّا اخترقه صوته، الخبر.
٤١٢٨ / ٢ - السيد علي بن طاووس في سعد السعود: نقلا عن تفسير الثقة
____________________________
(١) في المصدر: بطن الأرض.
(٢) آخر: ليس في المصدر.
(٣) إعلام الورى ص ١١٢.
الباب - ١٦
١ - البحار ج ٤٢ ص ٢٧٩.
٢ - سعد السعود ص ١٠٠.
محمّد بن العباس الماهيار، عن الحسين بن محمّد بن سعيد، عن محمّد بن الفيض بن الفياض، عن ابراهيم بن عبدالله بن همام، عن عبدالرزاق، عن معمر، عن ابن حماد، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: وساق حديث الاسراء، إلى أن قال: « ثم قام جبرئيل فوضع سبابته اليمنى في اذنه اليمنى (١) فأذّن مثنى مثنى »، الخبر.
١٧ - ( باب استحباب رفع الصوت، بالأذان في المنزل خصوصاً عند السقم، وقلّة الولد )
٤١٢٩ / ١ - الشيخ يحيى بن سعيد في جامع الشرايع: روي أن رفع الصوت بالأذان في المنزل، ينفي الامراض وينمي الولد.
٤١٣٠ / ٢ - القطب الراوندي في دعواته: قال: شكا هشام بن ابراهيم إلى الرضا عليهالسلام سقمه، وأنه لا يولد له، فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله، قال: ففعلت ذلك فاذهب الله عني سقمي، وكثر ولدي.
٤١٣١ / ٣ - الصدوق في المقنع: إذا أردت الأذان، فارفع به صوتك، فإن الله تعالى وكّل بالأذان ريحا، ترفعه إلى السماء.
____________________________
(١) « اليمنى » ليس في المصدر.
الباب - ١٧
١ - جامع الشرائع ص ٧٣ وعنه في البحار ٨٤ ص ١٧١ ح ٧٤.
٢ - دعوات القطب الراوندي ص ٨٥، ورواه عنه في البحار ج ٨٤ ص ١٥٦ ح ٥٣.
٣ - المقنع ص ٢٧.
١٨ - ( باب كيفية الأذان والاقامة، وعدد فصولهما، وجملة من احكامهما )
٤١٣٢ / ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق عليهالسلام، قال: « قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: لما اسري بي وانتهيت إلى سدرة المنتهى - إلى أن قال -: فإذا ملك يؤذن، لم ير في السماء قبل تلك الليلة: فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال الله: صدق عبدي أنا أكبر فقال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، فقال الله تعالى: صدق عبدي انا الله لا إله غيري، فقال: أشهد أن محمّداً رسول الله أشهد أن محمّداً رسول الله فقال الله: صدق عبدي إن محمّدا عبدي، ورسولي أنا بعثته وانتجبته، فقال: حى على الصلاة حى على الصلاة، فقال: صدق عبدي دعا إلى فريضتي فمن مشى إليها راغباً فيها محتسباً كانت (١) كفّارة لما مضى من ذنوبه، فقال: حيّ على الفلاح [ حي على الفلاح ] (٢)، فقال الله: هي الصلاح، والنجاح، والفلاح، ثم اممت الملائكة في السماء، كما اممت الأنبياء في بيت المقدّس ».
٤١٣٣ / ٢ - فقه الرضا عليهالسلام، قال عليهالسلام: « إعلم رحمك الله أن الأذان ثمانية عشر كلمة، والاقامة سبعة عشر كلمة: - قال عليهالسلام - والأذان أن يقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله،
____________________________
الباب - ١٨
١ - تفسير القمي ج ٢ ص ١١.
(١) في المصدر زيادة: له.
(٢) أثبتناه من المصدر.
٢ - فقه الرضا عليهالسلام ص ٦.
سليمان قال: وجد في ذخيرة حواري عيسى رقّ، فيه مكتوب بالقلم السّريانيّ، منقول من التّوراة، وذلك لـمّا تشاجر موسى والخضر - عليهما السّلام - في قصّة السّفينة والجدار والغلام، ورجع موسى إلى قومه، فسأله أخوه هارون عمّا استعمله من الخضر وشاهده من عجائب البحر.
فقال موسىعليهالسلام : بينا أنا والخضر على شاطي البحر، إذ سقط بين أيدينا طائر، فأخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق، وأخذ منه ثانية ورمى بها نحو المغرب، ثمّ أخذ ثالثة ورمى بها نحو السّماء، ثمّ أخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض، ثمّ أخذ خامسة وألقاها في البحر، فبهتنا(١) أنا والخضر من ذلك، وسألته عنه.
فقال: لا أعلم. فبينا نحن كذلك وإذا بصيّاد يصيد في البحر، فنظر إلينا.
فقال: ما لي أراكما في فكرة من أمر الطّائر؟
فقلنا له: هو ذاك.
فقال: أنا رجل صيّاد وقد علمت إشارته، وأنتما نبيّان لا تعلمان! فقلنا: لا نعلم إلّا ما علّمنا الله - عزّ وجلّ -
فقال: هذا طائر في البحر يسمّى مسلما، لأنّه إذا صاح يقول في صياحه: مسلم مسلم، فإشارته برمي الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب والسّماء والأرض والبحر يقول: إنّه يأتي في آخر الزّمان نبيّ، يكون علم أهل المشرق والمغرب وأهل السّماء والأرض عند علمه، مثل هذه القطرة الملقاة في البحر، ويرث علمه ابن عمّه ووصيّه. فعند ذلك سكن ما كنّا فيه من المشاجرة، واستقلّ كلّ واحد منّا علمه بعد أن كنّا معجبين بأنفسنا، ثمّ غاب عنّا، فعلمنا أنّه ملك، بعثه الله إلينا ليعرّفنا نقصنا، حيث ادّعينا الكمال.
وممّا ذكر في معنى فضلهم - عليهم صلوات الله -
ما ذكر الشّيخ أبو جعفر
__________________
(١) النسخ والمصدر: فبهتّ. وما أثبتناه في المتن موافق البحار والنسختين ٢١٣٠ و ٢١٤٠ من الأربعين.
الطّوسيّ - رحمه الله - في كتابه مصباح الأنوار، بإسناده إلى رجاله قال: وروي عن جعفر بن محمّد الصّادق، عن أبيه، عن جدّه - عليهم السّلام - قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : أنا ميزان العلم، وعليّ كفّتاه، والحسن والحسين حباله، وفاطمة علاقته، والأئمّة من بعدهم يزنون المحبّين والمبغضين.
وفي كتاب الاحتجاج(١) : روي عن أمير المؤمنين، في حديث طويل يقول فيه: وقد جعل الله للعلم أهلا، وفرض على العباد طاعتهم بقوله:( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) .
وفي نهج البلاغة(٢) : قالعليهالسلام : أين الّذين زعموا أنّهم الرّاسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم.
[وفي روضة الكافي(٣) : ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفرعليهالسلام عن قول الله - عزّ ذكره(٤) - :( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) .
قال: فقال: يا أبا عبيدة، إنّ لهذا تأويلا، لا يعلمه إلّا الله والرّاسخون في العلم من آل محمّدصلىاللهعليهوآله
والحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم(٥) : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفرعليهالسلام قال: سألته عن قول الله:( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ ) .
قال: يا أبا عبيدة، إنّ لهذا تأويلا، لا يعلمه إلّا الله والرّاسخون في العلم من الأئمّة - عليهم السّلام -
والحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة.
حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت(٦) قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سماعة، عن
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ٣٦٩.
(٢) نهج البلاغة / ٢٠١، ضمن خطبة ١٤٤.
(٣) الكافي ٨ / ٢٦٩، صدر حديث ٣٩٧.
(٤) الروم / ١ - ٣.
(٥) تفسير القمّي ٢ / ١٥٢.
(٦) نفس المصدر ٢ / ٤٥١.
وهيب بن حفص(١) ، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: سمعته يقول: إنّ القرآن زاجر وآمر، يأمر بالجنّة ويزجر عن النّار، وفيه محكم ومتشابه، فأمّا المحكم فيؤمن به ويعمل به، وأمّا المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به، وهو قول الله:( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) وآل محمّد - عليهم السّلام - الرّاسخون في العلم.
حدّثني أبي(٢) ، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية(٣) ، عن أبي جعفرعليهالسلام قال: إنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآله أفضل الرّاسخين في العلم، قد علم جميع ما أنزل الله عليه من التّنزيل والتّأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله(٤) ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه(٥) كلّه قال: قلت: جعلت فداك إنّ أبا الخطّاب كان يقول فيكم قولا عظيما.
قال: وما كان يقول؟
قلت: قال: إنّكم تعلمون علم الحلال والحرام والقرآن.
[قال: علم الحلال والحرام والقرآن](٦) يسير(٧) في جنب العلم الّذي يحدث في اللّيل والنّهار(٨) .
وفي أصول الكافي(٩) : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن داود بن فرقد، عمّن حدّثه، عن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمّد
__________________
(١) الأصل ور: وهب بن حفص. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٢) نفس المصدر ١ / ٩٦ - ٩٧.
(٣) المصدر: يزيد بن معاوية. وما أثبتناه في المتن موافق الأصل ور.
(٤) الأصل ور: التأويل. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٥) الأصل ور: يعلمون. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٦) يوجد في المصدر.
(٧) الأصل ور: لسير. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٨) الأصل ور: «بالليل» بدل «في الليل النهار».
(٩) الكافي ١ / ٤٣، ح ٩.
ـ عليه السّلام - إلّا كان يتصدّع قلبي.
قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله [قال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب أبوه على جدّه ولا جدّه على رسول اللهصلىاللهعليهوآله ](١) قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى للنّاس(٢) بغير علم - وهو لا يعلم النّاسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه - فقد هلك وأهلك.
بعض أصحابنا(٣) رفعه، عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفرعليهالسلام : يا هشام، إنّ الله ذكر أولي الألباب بأحسن الذّكر، وحلاهم بأحسن الحلية، وقال(٤) :( وَ] ) (٥) ( الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ ) .
أحمد بن محمّد(٦) ، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصّباح الكنانيّ قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : نحن الرّاسخون في العلم.
والحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة.
عدّة من أصحابنا(٧) ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضّر بن سويد، عن أيّوب بن الحرّ وعمران بن عليّ، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: نحن الرّاسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله.
عليّ بن محمّد(٨) ، عن عبد الله بن عليّ، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حمّاد، عن بريد بن معاوية، عن أحدهما - عليهما السّلام - في قول الله - عزّ وجلّ - :( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) . فرسول اللهصلىاللهعليهوآله أفضل الرّاسخين في العلم، وقد علّمه الله - عزّ وجلّ - جميع ما أنزل عليه من التّنزيل والتّأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه، والّذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله بقوله :
__________________
(١) يوجد في المصدر.
(٢) المصدر: الناس. (ظ.)
(٣) نفس المصدر ١ / ١٥، ضمن ح ١١.
(٤) المصدر: فقال وقال.
(٥) يوجد في المصدر.
(٦) نفس المصدر ١ / ١٨٦، ضمن ح ٦.
(٧) نفس المصدر ١ / ٢١٣، ح ١.
(٨) نفس المصدر والموضع، ح ٢.
( يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) . والقرآن خاصّ وعامّ ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ، فالرّاسخون في العلم يعلمونه.
الحسين بن محمّد(١) ، عن معلّى بن محمّد [عن محمّد](٢) بن أورمة، عن عليّ بن حسّان، عن عبد الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللهعليهالسلام [قال :](٣) الرّاسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمّة من بعده - عليهم السّلام -
](٤)
وبإسناده(٥) إلى أبي جعفر الباقرعليهالسلام في حديث طويل يقول فيهعليهالسلام : فإن قالوا: من الرّاسخون في العلم؟ فقل: من لا يختلف في علمه، فإن قالوا: فمن هو ذاك؟ فقل: كان رسول اللهصلىاللهعليهوآله صاحب ذلك، فهل بلّغ أولا؟ فإن قالوا: قد بلّغ، فقل: هل ماتصلىاللهعليهوآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟ فإن قالوا: لا، فقل: إنّ خليفة رسول اللهصلىاللهعليهوآله مؤيّد، ولا يستخلف رسول اللهصلىاللهعليهوآله إلّا(٦) من يحكم(٧) بحكمه وإلّا من يكون مثله إلّا النّبوّة، وإنْ كان(٨) رسول اللهصلىاللهعليهوآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيّع من في أصلاب الرّجال ممّن يكون بعده.
وفي كتاب كمال الدّين(٩) وتمام النّعمة: بإسناده إلى سليم بن قيس الهلاليّ قال: سمعت عليّاعليهالسلام يقول: ما نزلت على رسول اللهصلىاللهعليهوآله آية من القرآن إلّا أقرأنيها، واملاها عليّ، وأكتبها(١٠) بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله - عزّ وجلّ(١١) - أن يعلّمني فهمها وحفظها. فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما أملاه [عليّ](١٢) فكتبته. وما ترك(١٣) شيئا علّمه الله - عزّ وجلّ - من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي وما كان وما يكون من طاعته او
__________________
(١) نفس المصدر والموضع، ح ٣.
(٢ و ٣) يوجد في المصدر.
(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٥) نفس المصدر / ١ / ٢٤٥، ضمن ح ١. وفي أ: وفي أصول الكافي وبإسناده.
(٦) ليس في أور.
(٧) ر: لم يحكم.
(٨) أ: لن كان.
(٩) كمال الدين وتمام النعمة / ٢٨٤ - ٢٨٥، ح ٣٧.
(١٠) المصدر: كتبتها.
(١١) المصدر: ودعا - عزّ وجلّ - لي.
(١٢) يوجد في المصدر.
(١٣) النسخ: وما ترك الله. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
معصيته(١) إلّا علّمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا.
والحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة.
واعلم أنّ التّفسير بالرّأي للمتشابه(٢) حرام، ومن فسّره برأيه كافر، يدلّ عليه ما رواه في كتاب كمال الدّين وتمام النعمة،(٣) بإسناده إلى عبد الرّحمن بن سمرة، عن النّبيّصلىاللهعليهوآله في حديث طويل يقول فيهعليهالسلام : من(٤) فسّر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب.
وما رواه في كتاب التّوحيد(٥) ، بإسناده إلى الرّيّان بن الصّلت(٦) ، عن عليّ بن موسى الرّضاعليهالسلام عن أبيه، عن آبائه، عن عليّعليهالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : قال الله - جلّ جلاله - : ما آمن بى من فسّر برأيه كلامي.
ولا خفاء أنّ المراد تفسير المتشابه، وتأويل المحكم بالرّأي، بغير ما يدلّ عليه ظاهره، وبذلك يظهر عدم إيمان اكثر المفسّرين، ممّن يفسّرون القرآن برأيهم ويأوّلونه على مذاقهم، ممّن نقلنا بعض تأويلاتهم في أوائل التّفسير تقدمة لهذا التّصريح، فإنه لا ربة(٧) ، لأحد في أنّهم لا يردّون المتشابهات إلى الرّاسخين الّذين هم الأئمّة - عليهم السّلام - ويفسّرون الرّاسخين أيضا برأيهم، ولا يعنون منه النّبيّ والأئمّة - عليهم السّلام - فتبصّر.
( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا ) : من مقالة الرّاسخين.
وقيل(٨) : استئناف، والمعنى: لا تزغ قلوبنا عن نهج الحقّ، وهو من الرّاسخين خضوع في مقام العبوديّة.
وقيل: لا تبلنا ببلايا تزيغ فيها قلوبنا.
( بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ) إلى الحقّ و «بعد» نصب على الظّرف و «إذ» في محلّ الجرّ
__________________
(١) أ: من طاعة أو معصية.
(٢) ر: فالمتشابه.
(٣) نفس المصدر / ٢٥٧، ضمن ح ١.
(٤) أو المصدر: ومن.
(٥) التوحيد / ٦٨، صدر ح ٢٣.
(٦) أ: الريّان بن أبي الصلت.
(٧) أ: «فأديته» بدل فانّه لا ربة.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ١٥٠.
بإضافته إليه.
وقيل(١) : إنّه بمعنى: إن.
( وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ) : تزلّفنا إليك ونفوز بها عندك، أو توفيقا للثّبات على الحقّ، أو مغفرة للذّنوب أو الأعمّ.
( إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) (٨): لكلّ سؤل.
في تفسير العيّاشيّ(٢) : عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : أكثروا من أن تقولوا:( رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ) ، ولا تأمنوا الزّيغ.
وفي تهذيب الأحكام(٣) : في الدّعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصّادقعليهالسلام : ربّنا إنّك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك، وأمرتنا أن نكون مع الصّادقين فقلت:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) ، وقلت:( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ، فسمعنا وأطعنا، ربّنا فثبّت أقدامنا وتوفّنا مسلمين مصدّقين لأوليائك، و( لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) .
وفي هذا الخبر دلالة على أنّ المراد بالدّعاء بعدم الإزاغة، عدم الإزاغة عن الولاية.
( رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ ) : لحساب يوم، أو جزائه.
( لا رَيْبَ فِيهِ ) في وقوعه، ووقوع ما أخبر بوقوعه فيه.
( إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ) (٩): فإنّ الإلهيّة تنافيه، وللإشعار به وتعظيم الموعود به لوّن الخطاب.
قال البيضاويّ(٤) : واستدلّ به الوعيديّة، وأجيب بأنّ وعيد الفسّاق مشروط بعدم العفو لدلائل منفصلة، كما هو مشروط بعدم التّوبة وفاقا.
ويردّ على هذا الجواب أنّ العفو بالتّوبة موعود بخلاف العفو بدونه، واشتراط وعيد الفسّاق بعدم العفو لا معنى له، إذ لا يسمّى أضربك إن لم أعف وعيدا، كما يسمّى أعطيك إن جئتني وعدا، فتأمّل يظهر الفرق.
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) :
الظّاهر أنّه عامّ في الكفرة.
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) تفسير العيّاشي ١ / ١٦٤، ح ٩.
(٣) تهذيب الأحكام ٣ / ١٤٧، ضمن ح ٣١٧.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ١٥٠.
وقيل(١) : المراد وفد نجران، أو اليهود، أو مشركو العرب.
( لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً ) ، أي: من رحمته، أو طاعته على معنى البدليّة، أو من عذابه.
( وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ) (١٠): حطبها.
وقرئ بالضّمّ، بمعنى: أهل وقودها.
( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ) : متّصل بما قبله، أي: لن تغني عنهم أموالهم كما لم تغن عن أولئك، أو توقّد بهم كما توقّد بأولئك، أو استئناف مرفوع المحلّ، وتقديره: إنّ دأب هؤلاء كدأبهم في الكفر والعذاب. وهو مصدر دأب في العمل، كدح فيه. فنقل إلى معنى الشّأن.
( وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) : عطف على آل فرعون، أو استئناف.
( كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ ) : حال بتقدير «قد» أو استئناف بتفسير حالهم على التّقدير الأوّل، وخبر على التّقدير الثّاني.
( وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ ) (١١): تهويل للمؤاخذة، وزيادة تخويف(٢) للكفرة. وفي الآية دلالة على أنّ الكفّار طريقتهم واحدة في الكفر والعذاب(٣) والخلود فيه، سواء فيه الّذين كفروا بعد النّبيّصلىاللهعليهوآله والّذين كفروا قبله.
ويظهر منه أنّ المنكرين للولاية(٤) المحكوم عليهم بكفرهم دأبهم كدأب آل فرعون في ذلك، لا يجوز إطلاق اسم الإسلام بالمعنى المقصود منه عليهم كما لا يجوز إطلاقه على آل فرعون، وإن جاز إطلاقه عليهم بمعنى آخر كما جاز إطلاقه على فرعون أيضا، بمعنى: أنّه أسلم لإبليس، أو أسلم لهواه، أو غير ذلك.
( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إلى جَهَنَّمَ ) :
في مجمع البيان(٥) : روى محمّد بن إسحاق بن يسار، عن رجاله قال: لـمّا أصاب رسول اللهصلىاللهعليهوآله قريشا ببدر وقدم المدينة، جمع اليهود في سوق بني(٦) قينقاع، فقال: يا معشر اليهود إحذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر، وأسلموا قبل أن ينزل
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) أ: تخفيف.
(٣) ر: العقاب.
(٤) «المنكرين للولاية» ليس في أ.
(٥) مجمع البيان ١ / ٤١٣.
(٦) في المصدر ليس «بني»
بكم ما أنزل الله بهم، فقد عرفتم(١) أنّي نبيّ مرسل، تجدون ذلك في كتابكم.
فقالوا: يا محمّد، لا يغرّنّك أنّك لقيت قوما أغمارا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، أما(٢) والله لو قاتلتنا(٣) لعرفت إنّا نحن النّاس. فأنزل الله هذه الآية.
وروي أيضا عن عكرمة وسعيد بن جبير(٤) عن ابن عبّاس، ورواه أصحابنا أيضا.
وقال البيضاويّ(٥) ، أي: قل لمشركي مكّة: ستغلبون، يعني: يوم بدر.
وقرأ حمزة والكسائيّ بالياء فيهما، على أن الأمر للنّبيّ(٦) [صلّى الله عليه وآله] بأن يحكي لهم ما أخبره به من وعيدهم بلفظه(٧) .
( وَبِئْسَ الْمِهادُ ) (١٢): تمام ما يقال لهم، أو استئناف، وتقديره، بئس المهاد جهنم، أو ما مهّدوه لأنفسهم.
( قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ ) :
قيل(٨) : الخطاب لقريش [أو اليهود](٩) وقيل: للمؤمنين.
( فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا ) : يوم بدر.
في مجمع البيان(١٠) : إنّ الآية نزلت في قصّة بدر، وكان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا على عدّة أصحاب طالوت الّذين جاوزوا معه النّهر، سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين ومائتان وستّة وثلاثون من الأنصار. واختلف في عدد المشركين، فروي عن عليّ وابن مسعود: أنّهم كانوا ألفا.
( فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ) : وهم المؤمنون،( وَأُخْرى كافِرَةٌ ) : وهم مشركو قريش.
( يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ ) ، أي: يرى المشركون المؤمنين مثليهم، أو يرى المؤمنون المشركين مثلي المؤمنين. وكانوا ثلاثة أمثال لهم، ليثبتوا لهم ويتيقّنوا بالنّصر الّذي وعدهم في قوله :
__________________
(١) المصدر: «نزل بهم وقد عرفتم» بدل «أنزل الله بهم فقد عرفتم».
(٢) المصدر: إنا.
(٣) المصدر: قاتلناك.
(٤) نفس المصدر والموضع.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ١٥٠.
(٦) «للنبي» ليس في المصدر.
(٧) نفس المصدر: ١ / ١٥١.
(٨) نفس المصدر والموضع.
(٩) يوجد في المصدر.
(١٠) مجمع البيان ١ / ٤١٥.
إن يكن منكم مائة يغلبوا مأتين.
و (١) يؤيّده قراءة نافع ويعقوب بالتاء، وقرئ بهما بالبناء للمفعول، أي: يريهم الله، أو يريكهم ذلك بقدرته. و «فئة» بالجرّ على البدل من فئتين، والنّصب على الاختصاص، أو الحال من فاعل «التقتا.»( رَأْيَ الْعَيْنِ ) : رؤية ظاهرة معاينة.
( وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ ) : كما أيّد أهل بدر.
( إِنَّ فِي ذلِكَ ) : أي: في التّقليل والتّكثير، أو غلبة القليل، أو وقوع الأمر على ما أخبر به الرّسولصلىاللهعليهوآله
( لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ ) (١٣): لعظة لذوي البصائر.
وقيل(٢) : لمن أبصرهم.
( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ ) ، أي: المشهّيات. سمّاها شهوات مبالغة، وإيماء إلى أنّهم انهمكوا في محبّتها حتّى أحبّوا شهوتها، كقوله تعالى(٣) :( أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ) .
وذهب الأشعريّ إلى أنّ المزيّن هو الله تعالى لأنّه الخالق للأفعال والدّواعي كلّها عندهم، ويقولون: زينة ابتلاء، أو لأنّه يكون وسيلة إلى السّعادة الأخرويّة إذا كان على وجه يرتضيه الله، أو لأنّه من أسباب التّعيّش وبقاء النّوع.
والمعتزلة إلى أنّه الشّيطان، والجبّائيّ فرّق بين المباح والمحرّم، وهو الصّواب.
( مِنَ النِّساءِ ) :
وفي الكافي(٤) : عدّة من أصحابنا، عن احمد بن محمّد(٥) عن أبي عبد الله البرقيّ، عن الحسن بن أبي قتادة، عن رجل، عن جميل بن درّاج قال: قال أبو عبد اللهعليهالسلام : ما تلّذذ(٦) النّاس في الدّنيا والآخرة بلذّة أكثر لهم من لذّة النّساء، وهو قول الله - عزّ وجلّ - :( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ ) - إلى آخر الآية - ثمّ قال: وإنّ أهل الجنّة ما يتلذّون بشيء من الجنّة أشهى عندهم من النّكاح، لا طعام ولا شراب.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ١٥١.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) ص / ٣٢.
(٤) الكافي ٥ / ٣٢١، ح ١٠.
(٥) «محمد عن» ليس في المصدر.
(٦) النسخ: يتلذذ. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
( وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ ) :
قناطير، جمع قنطار.
وفي مجمع البيان(١) : إختلف في مقدار القنطار(٢) [..]. قيل: هو ملء مسك ثور ذهبا [..]. وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله - عليهما السّلام - (انتهى.)
واختلف في أنّه فعلال، أو فنعال. والمقنطرة مأخوذة منه للتّأكيد، كقولهم: بدرة مبدّرة.
( مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ) : صفة للقناطير، ويحتمل التّعلّق بالمقنطرة على تضمين معنى المملوءة.
وفي كتاب الخصال(٣) : عن محمّد بن يحيى العطّار - رفع الحديث - قال الذّهب والفضّة حجران ممسوخان(٤) ، فمن أحبّهما كان معهما.
( وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ ) ، أي: المعلّمة، من السّومة وهي العلامة. أو المرعيّة، من أسام الدّابّة وسوّمها. أو المطهّمة التّامّة الخلق، من السّوم في البيع، لأنّها تسأم كثيرا. أو من السّومة كأنّها علم في الحسن.
( وَالْأَنْعامِ ) : الإبل والبقر والغنم.
( وَالْحَرْثِ ) :
في أصول الكافي(٥) : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن نوح بن شعيب، عن عبد الله الدّهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : إنّ أوّل ما عصي الله به ستّ: حبّ الدّنيا، وحبّ الرّئاسة، وحبّ الطّعام، وحبّ النّوم، وحبّ الرّاحة، وحبّ النّساء.
وفي كتاب الخصال(٦) : عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنينعليهالسلام : الفتن ثلاث: حبّ النّساء وهو سيف الشّيطان، وشرب الخمر وهو فخّ
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٤١٧.
(٢) المصدر: «مقداره» بدل «مقدار القنطار».
(٣) الخصال / ٤٣، ح ٣٨. وفيه: حدّثنا أبي - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران، يرفع الحديث قال:
(٤) ر: مسوخان.
(٥) الكافي ٢ / ٢٨٩، ح ٣.
(٦) الخصال / ١١٣، ح ٩١ وللحديث تتمة.
الشّيطان، وحبّ الدّينار والدّرهم وهو سهم الشّيطان. فمن(١) أحبّ النّساء لم ينتفع بعيشه(٢) .
ومن أحبّ الأشربة حرّمت عليه الجنّة. ومن أحبّ الدّينار والدّرهم فهو عبد الدّنيا.
( ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ) : إشارة إلى ما ذكر، أي، هو متمتّع في هذه الحياة الدنيا الّتى مدّتها قليلة.
( وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) (١٤): أي: المرجع، وهو تحريض(٣) على استبدال ما عنده من اللّذّات الحقيقيّة الأبديّة بالشّهوات النّاقصة الفانية.
( قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ ) : تقرير لما عنده.
( لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ) : استئناف لبيان ما هو عنده.
وقيل(٤) : يجوز أن يتعلّق اللّام. «بخير» ورفع(٥) «جنّات» بتقدير(٦) : هو جنّات.
ويؤيّده قراءة من جرّها، بدلا من خير.
( وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ) : ممّا يستقذر من النّساء.
وفي تفسير العيّاشيّ(٧) : عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليهالسلام في قول الله - عزّ وجلّ - :( فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ) ، قال: لا يحضن ولا يحدثن.
[وفي تفسير عليّ بن إبراهيم(٨) : قوله:( وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ ) ، قال: في الجنّة لا يحضن ولا يحدثن.
](٩) .
( وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ ) : وهو أكبر.
وقرأ عاصم - في رواية أبي بكر - في جميع القرآن بضمّ الرّاء، ما خلا الحرف الثّاني في المائدة، وهو قوله: رضوانه سبل السّلام، وهما لغتان(١٠) .
( وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ) (١٥): فيثيب المحسن، ويعاقب المسيء، ويعلم استعداد المتّقين لما أعدّلهم.
__________________
(١) النسخ: ومن. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٢) النسخ: بعيشته. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٣) النسخ: تحريص. (ر. أنوار التنزيل ١ / ١٥١)
(٤ و ١٠) أنوار التنزيل ١ / ١٥٢.
(٥) المصدر: يرتفع.
(٦) المصدر: «على» بدل «بتقدير».
(٧) تفسير العياشي ١ / ١٦٤، ح ١١.
(٨) تفسير القمي ١ / ٩٨.
(٩) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ ) (١٦): صفة للمتّقين، أو للعباد، أو مدح منصوب أو مرفوع، ويحتمل الاستئناف. رتّب المغفرة والوقاية من النّار على الإيمان بالفاء، إشعارا بأنّه يستلزمهما وهو كذلك، لأنّ المراد به الإيمان بالله ورسوله وجميع ما جاء به الرسول، الّذي [أعظمه الولاية].(١) ( الصَّابِرِينَ ) : في البأساء والضّرّاء.
( وَالصَّادِقِينَ ) : في الأقوال والأعمال.
( وَالْقانِتِينَ ) : الخاشعين.
( وَالْمُنْفِقِينَ ) : أموالهم في سبيل الله.
( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ) (١٧)، أي: المصلّين وقت السّحر.
في مجمع البيان(٢) : رواه الرّضاعليهالسلام عن أبيه عن أبي عبد اللهعليهالسلام
وروى عن أبي عبد اللهعليهالسلام أنّ من استغفر [الله](٣) سبعين مرّة في(٤) وقت السّحر فهو من أهل هذه الآية.
وفي كتاب الخصال(٥) : عن أبي عبد اللهعليهالسلام أنّه قال: من قال في وتره إذا أوتر: أستغفر الله [ربّي](٦) وأتوب إليه، سبعين مرّة وهو قائم مواظب على ذلك حتّى تمضي(٧) له سنة، كتبه الله(٨) من المستغفرين بالأسحار، ووجبت له المغفرة من الله تعالى.
وروى في من لا يحضره الفقيه(٩) : عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد اللهعليهالسلام مثله.
وفي تفسير العيّاشيّ(١٠) : عن مفضّل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللهعليهالسلام : جعلت فداك تفوتني. صلاة الليل فأصلّي صلاة الفجر، فلي أن أصلّي بعد صلاة الفجر ما فاتني من الصّلاة(١١) وأنا في صلاة قبل طلوع الشّمس؟
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) مجمع البيان ١ / ٤١٩.
(٣) يوجد في المصدر.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ: من.
(٥) الخصال / ٥٨١، ح ٣.
(٦) يوجد في ر.
(٧) المصدر: يمضي.
(٨) المصدر: كتبه الله عنده.
(٩) من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٠٩.
(١٠) تفسير العياشي ١ / ١٦٥، ح ١٧.
(١١) النسخ: صلاة. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
فقال: نعم، ولكن لا تعلم به أهلك فتتّخذه(١) سنّة، فيبطل قول الله - عزّ وجلّ - :( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ) .
قال البيضاويّ(٢) حصر لمقامات(٣) السّالك على أحسن ترتيب، فإنّ معاملته مع الله تعالى إما توسل وإمّا طلب.
والتّوسّل إمّا بالنّفس، وهو منعها عن الرّذائل وحبسها على الفضائل، والصّبر يشملهما. وإمّا بالبدن، وهو إمّا قوليّ وهو الصّدق، وإمّا فعليّ وهو القنوت الّذي هو ملازمة الطّاعة، وإمّا بالمال وهو الإنفاق في سبيل الخير.
وأمّا الطّلب وهو الاستغفار(٤) ، لأنّ المغفرة أعظم المطالب بل الجامع لها. وتوسيط الواو بينها للّدلالة على استقلال كلّ واحدة منها وكمالهم فيها، أو لتغاير الموصوفين بها.
( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) ، أي: بيّن وحدانيّته بنصب الدّلائل الدّالّة عليها، أو شهد به لنفسه.
( وَالْمَلائِكَةُ ) : بالإقرار، أو شهدوا كما شهد.
( وَأُولُوا الْعِلْمِ ) : وهم الأئمّة(٥) - عليهم السّلام - بالاحتجاج عليه، أو شهدوا كما شهد، وعلى المعنى الأوّل في «شهد» استعارة تبعيّة، حيث شبّه ذلك في البيان والكشف بشهادة الشّاهد.
( قائِماً بِالْقِسْطِ ) : مقيما للعدل في حكمه وقضائه، وانتصابه على الحال من «الله» وإنّما جاز إفراده بها ولم يجز جاء زيد وعمرو راكبا لعدم اللّبس، أو من «هو» والعامل فيها معنى الجملة، أي: تفرّد قائما أو أحقّه، لأنّها حال مؤكّدة أو على المدح. أو الصّفة للمنفيّ، وفيه ضعف للفصل، وهو داخل في المشهود به إذا جعلته صفة أو حالا عن الضّمير.
وقرئ: القائم بالقسط، على البدل من «هو» أو الخبر المحذوف(٦) .
وفي تفسير العيّاشيّ(٧) : عن جابر قال: سألت أبا جعفرعليهالسلام عن هذه الآية:( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
__________________
(١) النسخ: فيتخذه. المصدر: فتتخذونه.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ١٥٢.
(٣) النسخ: مقامات. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٤) المصدر: «فبالاستغفار» بدل «فهو الاستغفار».
(٥) أ: علماء.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ١٥٢.
(٧) تفسير العياشي ١ / ١٦٥، ح ١٨.
قال أبو جعفرعليهالسلام :( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) ، فإنّ الله - تبارك وتعالى - يشهد بها لنفسه وهو كما قال، فأمّا قوله:( وَالْمَلائِكَةُ ) ، فإنّه أكرم الملائكة بالتّسليم له بهم وصدّقوا وشهدوا كما شهد لنفسه، وأمّا قوله:( وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) ، فإنّ أولي العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط، والقسط هو العدل في الظاهر، والعدل في الباطن أمير المؤمنينعليهالسلام
فعلى هذه الرّواية «قائما» حال عن أولي العلم، وإفراده على تأويل كلّ واحد والإشعار بأنّ كلّ واحد منهم قائم به، لئلّا يتوهمّ أنّ القسط قائم بمجموعهم من حيث هو مجموع، وفي ذلك التّفسير(١) عن مرزبان القميّ قال: سألت أبا الحسنعليهالسلام عن قول الله - تعالى -( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) . قال: هو الإمام.
وفي بصائر الدّرجات(٢) : عن عبد الله بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن(٣) ابن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسنعليهالسلام قال: قلت:( وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ ) .
قال: الإمام.
( لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ) : كرّره للتّأكيد ومزيد الاعتناء، فيبنى عليه قوله:( الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (١٨): فيعلم أنّه الموصوف بهما، وقدّم العزيز لتقدّم العلم بالقدرة على العلم بحكمته، ورفعهما على البدل من الضّمير أو الصّفة لفاعل «شهد».
وقد ذكر في أوّل الفاتحة ما روي في فضل هذه الآية، عن النّبيّصلىاللهعليهوآله
وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة(٤) ، بإسناده إلى محمّد بن عثمان العمريّ - قدّس سرّه - قال: لـمّا ولد الخلف المهديّ - صلوات الله عليه - سطع نور من فوق رأسه
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٦٦، ح ١٩.
(٢) لم نجده في البصائر. ولكن في نور الثقلين ١ / ٣٢٣، ح ٦٩ مثله تماما. وفي البرهان ١ / ٢٧٣، أورده بنفس السند في ذيل ح ١ نقلا عن البصائر. والحديث منقول في البرهان موجود في البصائر / ٦٣، ح ٢٨. إلّا أنّ الذيل المذكور في البرهان غير مذكور في البصائر ويوجد بدلا منه ذيل لمطلب آخر.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ: الحسين.
(٤) كمال الدين وتمام النعمة / ٤٣٣، ح ١٣.
إلى عنان(١) السّماء، ثمّ سقط لوجهه ساجدا لربّه - تعالى ذكره - ثمّ رفع رأسه وهو يقول:( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ ) - إلى آخر الآية -
وفي أصول الكافي(٢) : عليّ بن محمّد، عن محمّد بن عبد الله بن إسحاق العلويّ، عن محمّد بن زيد الزّراميّ، عن محمّد بن سليمان الدّيلميّ، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن(٣) أبي عبد اللهعليهالسلام في حديث طويل يذكر فيهعليهالسلام مواليد الأئمّة - صلوات الله عليهم - وفيه يقولعليهالسلام : وإذا وقع من بطن أمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السّماء، فأمّا وضعه يديه على الأرض فإنّه يقبض كلّ علم الله(٤) أنزله من السّماء إلى الأرض، وأمّا رفعه(٥) رأسه إلى السّماء فإنّ مناديا ينادي من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه يقول: يا فلان بن فلان أثبت تثبت، فلعظيم ما خلقتك(٦) أنت صفوتي من خلقي، وموضع سرّي وعيبة علمي، وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي، لك ولمن تولّاك أوجبت رحمتي ومنحت جناني وأحللت جواري، ثمّ وعزّتي وجلالي لأصلينّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسّعت عليه في دنياي من سعة رزقي، فإذا انقضى الصّوت - صوت المنادي - أجابه وهو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السّماء يقول:( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
[قال :](٧) فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأوّل والعلم الآخر، واستحقّ الرّوح زيادة(٨) في ليلة القدر.
( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ) : جملة مستأنفة مؤكّدة للأولى، أي: لا دين مرضيّ عند الله إلّا الإسلام، وهو التّوحيد والتّورّع بالشّرع الّذي جاء به محمّدصلىاللهعليهوآله [الّذي لا يتمّ إلّا بالولاية].(٩) يدلّ على ذلك ما رواه الشّيخ الطّوسيّ - رحمه الله - في أماليه(١٠) قال: حدّثنا(١١)
__________________
(١) المصدر: أعنان.
(٢) الكافي ١ / ٣٨٥ - ٣٨٦، ضمن ح ١.
(٣) المصدر: «قال حججنا مع» بدل «عن».
(٤) المصدر: لله.
(٥) أ: رفع.
(٦) النسخ: خلقت. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٧) يوجد في المصدر.
(٨) المصدر: «زيارة الروح» بدل «الروح زيادة».
(٩) ليس في أ.
(١٠) أمالي الطوسي ١ / ٢٠٨.
(١١) المصدر: أخبرنا.
أبو عبد الله محمّد بن [محمّد بن](١) النّعمان - رحمه الله - قال: حدّثنا الشّيخ(٢) أحمد بن محمّد بن الحسن [بن الوليد قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن الحسن](٣) الصّفّار - رحمه الله - عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصّادق [جعفر بن محمد](٤) عليهالسلام قال: قال أمير المؤمنينعليهالسلام : أعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوى رسول اللهصلىاللهعليهوآله : لقد فتحت لي السّبل(٥) ، وعلمت المنايا والبلايا، والأنساب، وفصل الخطاب، ولقد نظرت إلى(٦) الملكوت بإذن ربّي، فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي، وإنّ(٧) بولايتي أكمل الله لهذه الأمّة دينهم وأتمّ عليهم النّعم ورضى لهم الإسلام(٨) ، إذ يقول يوم الولاية لمحمّدصلىاللهعليهوآله : يا محمّد أخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم النّعم ورضيت إسلامهم، كلّ ذلك منّ من(٩) الله عليّ(١٠) : فلله الحمد.
ولا فرق بينه وبين الإيمان في المتعلّق، وإنّما الفرق بأنّه يقال له: الإيمان بعد رسوخه ودخوله في القلب، وقبل ذلك يسمى إسلاما، يدلّ على ذلك ما رواه في أصول الكافي(١١) : عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه عمن ذكره، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد اللهعليهالسلام في حديث طويل يقول فيهعليهالسلام : إنّ الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون، والإيمان عليه يثابون.
وما رواه، عن عدّة من أصحابنا(١٢) ، عن سهل بن زياد ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعا، عن ابن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفرعليهالسلام قال: سمعته يقول: الإسلام لا يشرك الإيمان. والإيمان يشرك الإسلام.
وهما في القول والفعل يجتمعان، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة.
__________________
(١) يوجد في المصدر.
(٢) المصدر: «أخبرنا أبو الحسن» بدل «حدثنا الشيخ».
(٣) يوجد في المصدر.
(٤) يوجد في المصدر.
(٥) النسخ: السّد. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٦) المصدر: في.
(٧) النسخ: فانّ. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٨) المصدر: إسلامهم.
(٩) ليس في المصدر.
(١٠) المصدر: به عليّ. ولا داعي لوجود «به» بعد اختيار «منّ من».
(١١) الكافي ١ / ١٧٣، ضمن ح ٤.
(١٢) نفس المصدر ٢ / ٢٦، ضمن ح ٥.
وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان. وقد قال الله - عزّ وجلّ -(١) :( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) .
فقول الله - عزّ وجلّ - اصدق القول.
والحديث طويل، أخذت منه موضع الحاجة.
وفي الآية دلالة على ذلك، حيث أفادت أن ليس دينا مرضيّا عند الله سوى الإسلام، ولو كان الإسلام أعمّ، بمعنى، أنّ الإسلام كان عبارة عن الإقرار بالتّوحيد والنّبوّة، والإيمان عبارة عنهما. وعن الإقرار بالولاية، لكان الإقراران بدون الولاية دينا مرضيّا عنده، وليس كذلك بالاتّفاق منّا. لا يقال: الآية دلّت على أنّ الدّين المرضيّ ممّا يصدق عليه الإسلام ولم يدلّ على أنّ كلّ إسلام دين مرضيّ، فلعلّه ذلك باعتبار بعض أفراده.
وأيضا يكفي في كونه مرضيّا كونه ممّا يحقن به الدّم، وترتّب بعض الأحكام عليه، ولا يلزم كونه ممّا يثاب عليه ويصير سبب نجاة في الآخرة، لأنّا نقول في الجواب عن الأوّل: إنّ تعريف جزئي الجملة يفيد انحصار كلّ منهما في صاحبه كما حقّق في موضعه، فيفيد أنّ الإسلام لا يكون دينا غير مرضيّ أصلا(٢) . وعن الثّاني أنّ المتبادر الصّريح من كونه مرضيّا عند الله كونه ممّا يثيب عليه في الآخرة، وأمّا كونه مرضيّا بالمعنى الّذي ذكرته فيما لا ينقاد له الذّهن أصلا، فلا يحمل عليه بوجه.
وقرأ الكسائي بالفتح، على أنه بدل «أنّه». وقرئ «إنّه» بالكسر، و «أنّ» بالفتح، على وقوع الفعل على الثّاني واعتراض ما بينهما، وإجراء «شهد» مجرى «قال» تارة و «علم» أخرى، لتضمّنه معناهما(٣) .
( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ) : في دين الإسلام، فقال قوم: حقّ، وقال قوم: مخصوص بالعرب، ونفاه آخرون مطلقا.
وفي التّوحيد: فثلّث النّصارى. وقالت اليهود: عزير ابن الله. والّذين أوتوا الكتاب، أصحاب الكتب المتقدّمة. وقيل(٤) : اليهود والنّصارى.
وقيل(٥) : هم قوم موسى اختلفوا بعده. وقيل: هم النّصارى اختلفوا في أمر عيسى.
__________________
(١) الحجرات / ١٤.
(٢) أ: «أو أصلا أو» بدل «أصلا و».
(٣) أنوار التنزيل ١ / ١٥٣.
(٤ و ٥) نفس المصدر والموضع.
( إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ) ، أي: من بعد ما جاءتهم(١) الآيات الموجبة للعلم.
( وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) (١٩): وعيد لمن كفر منهم. وفي الآية دلالة على كفر من تمكّن من العلم(٢) بدين الحقّ وأنكر وإن لم يحصل له العلم باعتبار تهاونه.
( فَإِنْ حَاجُّوكَ ) ، في الدّين بعد إقامة الحجج، وجادلوك عنادا،( فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ ) : أخلصت له نفسي، لا أشرك فيها أحدا. وعبّر بالوجه عن النّفس، لأنّه أشرف الأعضاء الظّاهرة، ومظهر القوى(٣) المدركة.
( وَمَنِ اتَّبَعَنِ ) : عطف على الضّمير المرفوع للفصل(٤) ، أو مفعول معه(٥) .
( وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ ) : الّذين لا كتاب لهم، كمشركي العرب،( أَأَسْلَمْتُمْ ) ، كما أسلمت بعد إقامة الحجّة، أم أنتم باقون على كفركم؟ وفيه تعيير لهم بالبلادة والمعاندة.
( فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا ) : فقد انتفعوا بالهداية.
( وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ ) : فلم يضرّوك، إذ ما عليك إلّا التّبليغ، وقد بلّغت.
( وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ) (٢٠): وعد للنّبيّصلىاللهعليهوآله وللمؤمنين، ووعيد للمتولّين.
( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) (٢١): هم أهل الكتاب الّذين في عصره قتل أوّلوهم الأنبياء ومتابعيهم ورضوا به وقصدوا قتل النّبيّ والمؤمنين ولكن الله(٦) عصمهم.
ونقل(٧) : أنّ بني إسرائيل قتلوا ثلاثة وأربعين نبيّا من أوّل النّهار في ساعة واحدة ،
__________________
(١) النسخ: جاءهم.
(٢) ليس في ر.
(٣) ر: القول.
(٤) ر: للفعل.
(٥) ليس في أ.
(٦) ليس في أ.
(٧) مجمع البيان ١ / ٤٢٣، نقلا عن النّبيّصلىاللهعليهوآله مخاطبا لابي عبيدة.
فقام مائة واثنا عشر رجلا من عبّاد بني إسرائيل فأمروا من قتلتهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقتلوا جميعا من آخر النّهار [في ذلك اليوم. وهو الذي ذكره الله تعالى](١) .
وقرأ حمزة «يقاتلون الّذين» فبشّرهم خبر المبتدأ، ودخول الفاء لتضمّن المبتدأ معنى الشّرط. ويمنع سيبويه دخول الفاء في خبر إنّ، كليت ولعلّ، ولذلك قيل: الخبر(٢) .
( أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) ، كقولك: زيد فافهم رجل صالح، وبينه وبينهما فرق فإنّها لا تغيّر معنى الجملة بخلافهما، وقد دخلت الفاء في خبر إنّ في قوله: إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم.
( وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ ) (٢٢): في الدّنيا يدفع عنهم الخزي واللّعن، وفي الآخرة يدفع عنهم العذاب. وفي إيراد الجمع إشعار بأنّ خزيهم وعذابهم عظيم، على تقدير وجود النّاصرين لا يمكن لواحد منهم دفعه.
وفي كتاب الخصال(٣) : عن أبي عبد اللهعليهالسلام قال: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله - تبارك وتعالى - من رجل قتل نبيّا، أو إماما، أو هدم الكعبة الّتي جعلها الله تعالى قبلة لعباده، أو أفرغ ماءه في امرأة حراما.
وفيه(٤) فيما علّم أمير المؤمنينعليهالسلام أصحابه: احذروا السّفلة، فان السّفلة من لا يخاف الله، ففيهم(٥) قتلة الأنبياء، وهم(٦) أعداؤنا.
وفي أصول الكافي(٧) : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول: قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : إنّ الله - عزّ وجلّ - يقول: ويل للّذين يجتلبون(٨) الدّنيا بالدّين [و](٩) ويل للّذين يقتلون الّذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للّذين يسير المؤمن فيهم بالتّقيّة. أبي يغترّون أم عليّ يجترءون؟ فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تترك
__________________
(١) من المصدر.
(٢) ر. أنوار التنزيل ١ / ١٥٣.
(٣) الخصال / ١٢٠، ح ١٠٩.
(٤) نفس المصدر / ٦٣٥، ضمن حديث الأربعمائة.
(٥ و ٦) المصدر: فيهم.
(٧) الكافي ٢ / ٢٩٩، ح ١.
(٨) المصدر: «يختلون». ويمكن أن يكون: «يحتلبون». وكلاهما صحيح وصواب أيضا.
(٩) من المصدر.