مفاهيم القرآن الجزء ١

مفاهيم القرآن8%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-249-8
الصفحات: 672

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 672 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 155145 / تحميل: 6034
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-٢٤٩-٨
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

من هذين البيانين اتضح مقصود القرآن الكريم من قوله :

( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) .

وقوله :

( وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ) .

كما اتضح أيضاً لماذا لا تكون الوحدة التي نصف بها الذات الإلهية، وحدة عددية، لأنّ مثل هذه الوحدة ( أي العددية ) إنّما تتصور إذا أمكن تصور فردين أو أفراد للشيء، في حين لا يمكن تصور التعدّد في مورد اللامحدود، لأنّ كل واحد من الفردين عند افتراض التعدّد، غير الآخر، ومنتهى حدود الآخر، ولهذا يكون أي واحد منهما غير محدود، وغير متناه في حين أنّنا افترضنا الأوّل غير محدود، وغير متناه.

سؤال في المقام

نرى في الكتاب العزيز مجيء وصف « القهار » عقيب وصف الله ب‍ « الواحد » مثل قوله :

( وَمَا مِنْ إِله إلّا الله الوَاحِدُ القَهَّارُ ) (١) .

( سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ ) (٢) .

( وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ ) (٣) .

__________________

(١) ص: ٦٥.

(٢) الزمر: ٤.

(٣) الرعد: ١٦.

٢٨١

وهنا ينطرح سؤال عن وجه الارتباط بين وصفي الوحدانية والقهارية ؟

الجواب :

الحق أنّ « القهارية » دليل على وحدانية الله، لأنّ الشيء المحدود المتناهي مقهور للحدود والقيود الحاكمة عليه، وعلامة المقهورية هي أن يصح سلب أُمور منه، مثلاً يصح أن يقال في شأنه :

هذا الجسم ليس هناك أو أنّه لم يكن في ذلك الوقت.

وعلى هذا فإنّ المقهورية هي سبب المحدودية.

وأمّا إذا كان الشيء « قاهراً » من كل الجهات، فلا تتحكم فيه الحدود قطعاً، واللامحدودية تستلزم الوحدانية والتفرّد، ولأجل ذلك قورنت صفة الوحدانية بوصف القاهرية، وقال:( الوَاحِدُ القَهَّارُ ) .

وفي الحقيقة يمكن اعتبار هذا النوع من الوصف ( أي الوصف بالقهارية ) إشارة إلى ذلك الدليل العقلي الذي ذكرناه في هذه الإجابة.

وهكذا يتضح وجه الارتباط بين وصفي « الوحدانية » و « القهّارية » اللّذين اجتمعا في بعض الآيات القرآنية.

سؤال آخر :

إذا كان وجود الله منزّهاً عن الوحدة العددية، ففي هذه الصورة ماذا يكون معنى الآيات التي تصف الله بأنّه « الواحد »، والواحد، كما نعلم، هو ما يقابل الاثنين والثلاث إلى غيرهما من الأعداد، كقوله سبحانه :

٢٨٢

( وَإِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ لا إِلهَ إلّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) (١) .

( وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (٢) .

خاصة إذا عرفنا بأنّ هذه الآيات نزلت في مقام الرد على ما كان يذهب إليه المشركون من الاعتقاد ب‍ « تعدّد الآلهة »، والذين كانوا يقولون :

( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) (٣) .

الجواب: انّ الهدف من هذه الآيات ـ في الحقيقة ـ هو استنكار ما كان يعتقده المشركون بأنّ لكل قبيلة وقوم إلهاً خاصاً بها كانوا يعبدونه ولا يعتقدون بآلهة الآخرين.

فالمقصود من هذه الآيات هو إبطال إلوهية هذه الأوثان والآلهة المدّعاة وتوجيه الأذهان إلى « الله الواحد » بدل تلك الآلهة المتعددة.

وأمّا أنّ وحدته كيف ؟ وعلى أي وجه ؟ ومن أي نوع من أنواع الوحدات الأربع تكون هذه الوحدة ؟ فليست الآيات المذكورة ناظرة إليه، بل يجب استفادة هذا الأمر من الإشارات التي وردت في القرآن إلى هذه الوحدة في مواضع أُخرى.

أحاديث أئمّة أهل البيت: حول وحدانية الله

لقد ورد هذان الموضوعان، أعني: عدم تناهي ذاته سبحانه وعدم الوحدة العددية، المذكوران في البرهان العقلي في أحاديث أئمّة أهل البيت: أيضاً فهي

__________________

(١) البقرة: ١٦٣.

(٢) العنكبوت: ٤٦.

(٣) ص: ٥.

٢٨٣

صرّحت بنفي المحدودية والتناهي في الذات الإلهية، وصرّحت أيضاً بعدم صدق « الوحدة العددية » في حقّه سبحانه.

فقد قال الإمام الثامن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام في خطبة ألقاها على جماعة من العلماء :

« ليس له حد ينتهي إلى حده، ولا له مثل فيعرف بمثله »(١) .

ومما يستحق الإمعان والدقة أنّ الإمامعليه‌السلام ـ بعد نفيه الحد عن الله ـ نفى المثيل له سبحانه لارتباط اللامحدودية وملازمتها لنفي المثيل على النحو الذي مر بيانه.

ومن ذلك ما قاله الإمام عليعليه‌السلام في وقعة الجمل عندما كان بريق السيوف يشد إليها العيون، وكانت ضربات الطرفين تنتزع النفوس والأرواح التفت إليه رجل من أهل العراق وسأله عن كيفية وحدانية الله، فلامه أصحاب الإمام وحملوا عليه قائلين له: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ( أي تشتت الفكر واضطراب البال ) ؟!

فقال الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام :

« دعوه فإنّ الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم ».

ثم قال ـ شارحاً ما سأل عنه الأعرابي ـ :

« وقول القائل: واحد يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ».

__________________

(١) توحيد الصدوق: ٣٣.

٢٨٤

ثمّ أضافعليه‌السلام قائلاً :

« هو ( أي الله ) واحد ليس له في الأشياء شبيه، كذلك ربنا »(١) .

وهكذا يصرح الإمام بأنّ الواحدية المذكورة هنا تعنى أنّه لا عديل له لا أنّه واحد على غرار قولنا: « هذا قلم واحد » الذي يكون مظنة لإمكان الاثنينية، إذ في هذه الصورة يمكن أن يكون ذات مصاديق متعددة وأفراد متكثرة، ولكنه انحصر في الله، وهذا خلف، وغير صحيح.

الآلهة الثلاثة أو خرافة التثليث

بعد أن درسنا ـ بالتفصيل ـ الآيات المرتبطة بتوحيد الله، يلزم أن نعرف نظر القرآن في حقيقة التثليث.

الحقيقة أنّه قلّما نجد عقيدة في العالم تعاني من الإبهام والغموض كما تعاني منها المسيحية.

كما أنّه قلّما توجد مسألة في غاية الإبهام واللامعقولية كما تكون عليه مسألة « التثليث » في تلك العقيدة.

لقد أدّى تقادم الزمن وتطور الحياة والتكامل الفكري وتضاؤل العصبيات المذهبية والتحولات الفكرية، أدّت كل هذه الأُمور إلى ظهور « طبقة » جديدة بين مفكري المسيحية وعلمائها، كما تسببت في وجود فجوة عميقة بين العلم والمنطق من جانب، وبين معتقداتهم القديمة من جانب آخر بشكل لا يمكن ملؤها بأي نحو، وأي شيء.

غير أنّ هذه « الطبقة الجديدة » من العلماء المسيحيين اتخذت لملء هذه

__________________

(١) توحيد الصدوق: ٨٣.

٢٨٥

الفجوة الفكرية وهذا الخلاء العقيدي طريقين :

الطريق الأوّل: محاولة البعض منهم لتأويل تلك المعتقدات المسيحية الباطلة المرفوضة حتى في المنطق البشري الحاضر، وإعطاء هذه الأفكار الخرافية صبغة منطقية عصرية كما نشاهد ذلك في تأويلهم لمسألة التثليث.

الطريق الثاني: هو اجتناب التأويل واتباع قاعدة أتفه وهي قولهم: « بأنّ طريق العلم يختلف عن طريق الدين » وأنّه من الممكن أن يقول الدين بشيء أو يرتضي أصلاً لا يصدقه العلم فيه. وإنّه ليس من الضروري أن يطابق الدين مع العلم دائماً.

وبالتالي قبول خرافة « الدين يخالف العلم ».

ولكن هؤلاء غفلوا عن نقطة هامّة جداً وهي أنّ القول بخرافة: « مضادة الدين للعلم » ستؤدي في المآل إلى إبطال أصل الدين، لأنّ اعتقاد البشر بأي دين من الأديان يتوقف على الاستدلالات العقلية والعلمية، وفي هذه الصورة، نعني: مضادة العلم للدين، كيف يمكن إثبات صحة الدين بالاستناد إلى الأُسس العقلية والعلمية والحال أنّ بين الدين والعلم مباينة ـ حسب هذه النظرية ـ أو أنّ في الدين ما ربما يخالف العلم والعقل ؟!!

إنّ البحث في العقيدة النصرانية حول سيدنا المسيح يتركّز في مسألتين :

١. التثليث وانّ الله سبحانه هو ثالث ثلاثة.

٢. كونه سبحانه اتخذ ولداً.

والمسألتان مفترقتان من حيث الفكرة وإقامة البرهان، ولأجل ذلك نعقد لكل واحدة منهما عنواناً خاصاً.

٢٨٦

كيف تسربت خرافة التثليث إلى النصرانية ؟

ينقل الأُستاذ فريد وجدي نقلاً عن دائرة معارف « لاروس » :

« أنّ تلاميذ المسيح الأوّليّين الذين عرفوا شخصه، وسمعوا قوله، كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنّه أحد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق وما كان بطرس أحد حوارييه، يعتبره إلّا رجلاً موحى إليه من عند الله، أمّا بولسن فإنّه خالف عقيدة التلامذة الأقربين لعيسى وقال: إنّ المسيح أرقى من إنسان وهو نموذج إنسان جديد أي عقل سام متولد من الله »(١) .

إنّ التاريخ البشري يرينا أنّه طالما عمد بعض أتباع الأنبياء ـ بعد وفاة الأنبياء أو خلال غيابهم ـ إلى الشرك والوثنية ـ تحت تأثير المضلّين ـ وبذلك كانوا ينحرفون عن جادة التوحيد الذي كان الهدف الأساسي والغاية القصوى لأنبياء الله ورسله.

إنّ عبادة بني إسرائيل للعجل وترك التوحيد الذي هداهم النبي العظيم موسى له، لمن أفضل النماذج لما ذكرناه وهو ما أثبته القرآن والتاريخ للأجيال القادمة، وعلى هذا فلا داعي للعجب إذا رأينا تسرب خرافة « التثليث » إلى العقائد النصرانية بعد ذهاب السيد المسيحعليه‌السلام وغيابه عن أتباعه.

إنّ تقادم الزمن قد رسخ موضوع « التثليث » وعمّقه في قلوب النصارى وعقولهم بحيث لم يستطع حتى أكبر مصلح مسيحي ونعني « لوثر » الذي هذّب العقائد المسيحية من كثير من الأساطير والخرافات وأسس المذهب البروتستانتي، لم يستطع لوثر هذا من التخلّص من مخالب هذه الخرافة وأحابيلها.

__________________

(١) دائرة معارف القرن العشرين مادة ثالوث.

٢٨٧

رأي القرآن في التثليث

يعتبر القرآن الكريم « قضية التثليث » مرتبطة بالأديان السابقة على المسيحية ويعتقد أنّ المسيحعليه‌السلام نفسه ما كان يدعو إلّا إلى الله « الواحد » الأحد إذ يقول :

( لَقَدْ كَفَرَ الّذِينَ قَالُوا إنّ اللهَ هُوَ المسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ وقالَ المَسِيحُ يا بَنِي إسرائيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبّي وَرَبَّكُمْ إنّهُ مَنْ يُشْرِكْ باللهِ فَقَدْ حَرّمَ الله عَلَيْهِ الجَنَّةَ ) (١) .

ويعتقد القرآن أنّ النصارى هم الذين أدخلوا هذه الخرافة في العقائد المسيحية إذ يقول :

( وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ المَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ) (٢) .

لقد أثبتت تحقيقات المتأخرين من المحققين صحة هذا الرأي القرآني بوضوح لا لبس فيه.

فهذه التحقيقات والدلائل التاريخية جميعها تدل على أنّه أدخلت ـ في القرن السادس قبل الميلاد ـ إصلاحات على الدين البراهماني، وفي النتيجة ظهرت الديانة الهندوسية.

وقد تجلّى الرب الأزلي الأبدي وتجسد ـ لدى البراهمة ـ في ثلاثة مظاهر وآلهة :

١. برهما ( الخالق ).

__________________

(١) المائدة: ٧٢.

(٢) التوبة: ٣٠.

٢٨٨

٢. فيشنو ( الواقي ).

٣. سيفا ( الهادم ).

ويوجد هذا الثالوث الهندوكي المقدس في المتحف الهندي، في صورة ثلاث جماجم متلاصقة، ويوضح الهندوس هذه الأُمور الثلاثة في كتبهم الدينية على النحو التالي :

« براهما »: هو الموجد في بدء الخلق، وهو دائماً الخالق اللاهوتي، ويسمى الأب.

« فيشنو »: هو الواقي الذي يسمى عند الهندوكيين بالابن الذي جاء من قبل أبيه.

« سيفا »: هو المفني الهادم المعيد للكون إلى سيرته الأُولى.

لقد أثبت مؤلف كتاب « العقائد الوثنية في الديانة النصرانية » في دراسته الشاملة حول هذه الخرافة وغيرها من الخرافات التي تعج بها الديانة النصرانية أثبت أنّ هذا « الثالوث » المقدس كان في الديانة البراهمانية، وغيرها من الديانات الخرافية، قبل ميلاد المسيحعليه‌السلام بمئات السنين.

وقد استدل لإثبات هذا الأمر بكتب قيمة وتصاوير حية توجد الآن في المعابد والمتاحف يمكن أن تكون سنداً حياً، ومؤيداً قوياً لرأي القرآن الكريم، الذي ذكرناه عما قريب.

ثمّ في هذا الصدد يكتب غوستاف لوبون :

« لقد واصلت المسيحية تطورها في القرون الخمسة الأُولى من حياتها مع

٢٨٩

أخذ ما تيسر من المفاهيم الفلسفية والدينية اليونانية والشرقية وهكذا أصبحت خليطاً من المعتقدات المصرية والإيرانية التي انتشرت في المناطق الأوربية حوالي القرن الأوّل الميلادي، فاعتنق الناس تثليثاً جديداً مكوناً من الأب والابن وروح القدس مكان التثليث القديم المكون من نروپي تر، وژنون ونرو »(١) .

لقد أبطل القرآن الكريم مسألة التثليث بالبرهان المحكم إذ قال :

( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرضِ جَمِيعاً ) (٢) .

نعم لم يرد في هذه الآية كلام صريح عن التثليث بل تركز الاهتمام فيها على إبطال « إلوهية المسيح »، ولكن طرحت ـ في آيات أُخرى ـ إلوهية المسيح في صورة إنكار « التثليث » ومن هذا الطرح يعلم أنّ إلوهية المسيح كانت مطروحة بصورة « التثليث » وتعدد الآلهة كما قال القرآن في موضع آخر :

( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ الله ثَالِثُ ثَلاَثَة وَمَا مِنْ إِلهٍ إلّا إِلهٌ واحِدٌ ) (٣) .

يقيم القرآن الكريم ـ في هذا المجال ـ برهانين في غاية الوضوح والعمومية، وها نحن نوضحهما فيما يأتي :

والبرهانان هما :

١. قدرة الله على إهلاك المسيح.

__________________

(١) قصة الحضارة.

(٢) المائدة: ١٧.

(٣) المائدة: ٧٣.

٢٩٠

٢. أنّ المسيح مثل بقية البشر يأكل ويمشي و

يقول القرآن حول البرهان الأوّل :

( فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ الله شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرضِ جَمِيعاً وَللهِ مُلْكُ السَّمٰوَاتِ والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ واللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ) (١) .

ولا ريب أنّ جميع النصارى يعترفون بأنّ السيد المسيح « ابن » لمريم ولذلك يقولون: المسيح بن مريم.

فإذا كان عيسى « ابناً » لمريم فلابد أنّه بشر كسائر البشر وآدمي كبقية الآدميين، محياه ومماته بيد الله، وتحت قدرته، فهو تعالى يهبه الحياة متى يشاء، وهو تعالى يميته متى أراد، ومع هذه الحالة كيف تعتبره النصارى « إلهاً » وهو لا يملك لنفسه حياة ولا موتاً ؟!! »

والجدير بالذكر أنّ القرآن الكريم وجّه في هذه الآية عناية كاملة إلى « بشرية » المسيح باعتبار أنّ بشرية المسيح تؤلِّف أساس البرهان الأوّل ولذلك نجد القرآن يصفهعليه‌السلام بأنّه ابن مريم، ويتحدّث عن « أُمّه » وعن جميع من في الأرض فيقول:( وََأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرضِ جَمِيعاً ) مشيراً إلى بشريته، بل وليثبت أنّ المسيح ليس أكثر من كونه واحداً من آحاد البشر وفرداً من أفراد النوع الإنساني يشترك مع بني نوعه في كل الأحكام على السواء.

وبعبارة أوضح أنّ هناك قاعدة في الفلسفة الإسلامية هي قاعدة « حكم

__________________

(١) المائدة: ١٧.

٢٩١

الأمثال » التي تقول: « حكم الأمثال فيما يجوز [ عليها ] وما لا يجوز واحد ».

فإذا كان هلاك أفراد الانسان ( ما عدا المسيح ) ممكناً كان هلاك المسيح أيضاً ممكناً كذلك، لكونه واحداً من البشر، وفي هذه الصورة كيف تعتبره النصارى إلهاً، والإله لا يجوز عليه الموت ؟!

ولتتميم هذا المطلب يختم القرآن الكريم الآية بجملة( وَللهِ مُلْكُ السَّمٰوَاتِ والأرض ) وفي الحقيقة إنّ هذه الجملة تكون علة للحكم السابق فمعناه أنّ الله يملك اهلاك عيسى وأُمّه وكل أفراد البشر لأنّهم جميعاً ملكه، وفي قبضته، وتحت قدرته، فيكون معنى مجموع الآية: انّ الله قادر على إهلاك عيسى وأُمّه، لأنّه مالكهم جميعاً وبيده ناصيتهم دون استثناء، والقدرة على إهلاكه وإهلاك أُمّه، أدل دليل على كونه مخلوقاً له سبحانه.

البرهان الثاني: المسيح والآثار البشرية

خلاصته: أنّ المسيح وأُمّه شأنهم شأن بقية الأنبياء، يأكلون الطعام، كأي بشر آخر، إذ يقول :

( مَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمَّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ ) (١) .

وعلى هذا فليس بين المسيح وأُمّه وبين غيره من الأنبياء والرسل أي فرق، وتفاوت، فهم يأكلون عندما يجوعون ويتناولون الطعام كلما أحسّوا بالحاجة إلى الطعام، وشأن عيسى وأُمّه شأنهم، ولا ريب أنّ « الحاجة » دليل الإمكان والإله

__________________

(١) المائدة: ٧٥.

٢٩٢

منزّه عن الحاجة والإمكان.

إنّ هذه الآية لا تبطل إلوهية المسيح فحسب، بل تبطل إلوهية أُمّه أيضاً، إذ يستفاد من بعض الآيات أنّ « أُمّه » كانت معرضاً لهذه التصورات الباطلة أيضاً حيث يقول القرآن :

( ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ ) (١) .

لقد استوفينا البحث حول التثليث في نظر القرآن وبقي البحث حوله من زاوية البراهين العقلية، وسيوافيك ذلك في مختتم هذا الفصل، بعد أن ندرس بنوة عيسى ومعبوديته وبطلانها قرآنياً، لنتفرغ بعده إلى دراسة التثليث عقلياً.

الله سبحانه واتخاذ الولد(٢)

تعتبر مسألة بنوة المسيح لله إحدى مظاهر الشرك في « الذات »، الذي يصوّر حقيقة الإله الواحد في صورة آلهة متعددة، ويقوم « التثليث » النصراني في الحقيقة على هذا الأساس، أي على أساس اعتبار المسيح ابناً لله سبحانه.

وقد فنّد القرآن الكريم هذا الاعتبار الخاطئ وأبطله ببراهين عديدة، وأوضح تفاهته بطريقين :

أوّلاً: عن طريق البراهين العلميّة الدالة على استحالة أن يكون لله ولد مطلقاً سواء أكان هذا الولد عيسىعليه‌السلام أم غيره.

وثانياً: عن طريق بيان تولد المسيح من أُمّه، واستعراض حياته البشرية ،

__________________

(١) المائدة: ١١٦.

(٢) هذه هي المسألة الثانية التي أشرنا إليها ـ آنفاً في مطلع بحث التثليث ـ.

٢٩٣

الدال على بطلان كونه « ولداً » لله خصوصاً.

على أنّ النصارى ليسوا هم وحدهم الذين اعتقدوا بوجود ولد لله، بل قالت بمثل ذلك اليهود حيث ينقل سبحانه عنهم :

( وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ) (١) .

وحذا حذوهم مشركو العرب حيث كانوا يتصورون أنّ « الملائكة » بنات الله إذ يقول سبحانه :

( وَيَجْعَلُونَ للهِ البَنَاتِ سُبْحَانَهُ ) (٢) .

وإليك هذه البراهين حول الطريق الأوّل بالتفصيل.

البرهان الأوّل

يقول سبحانه :

( بَدِيْعُ السَّمٰوَاتِ والأرض أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (٣) .

أُشير في هذه الآية الشريفة إلى برهانين على استحالة اتخاذ الله للولد :

١. انّ اتخاذ الولد يتحقق بانفصال جزء من الأب باسم « الحويمن » ويستقر في رحم الأُم ويتفاعل مع ما ينفصل منها وتسمّى بالبويضة، وتواصل تلك البويضة تكاملها حتى يكون الوليد بعد زمن.

__________________

(١) التوبة: ٣٠.

(٢) النحل: ٥٧.

(٣) الأنعام: ١٠١.

٢٩٤

إذن فمثل هذه العملية تحتاج ولا ريب إلى وجود « زوجة » أو بتعبير القرآن إلى « صاحبة » في حين يعترف الجميع بعدم الصاحبة له سبحانه كما يقول القرآن( وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ ) .

٢. إن كان معنى « اتخاذ الولد » هو ما قلناه، إذن فلا يكون الولد مصنوعاً لله ومخلوقاً له تعالى بل يكون عدلاً وشريكاً له.

لأنّ « الوالد » ليس خالق « الولد » بل الولد جزء من والده انفصل عنه، ونما خارجه، وكبر، في حين انّ الله خالق كل شيء ما سواه من الأشياء بلا استثناء كما تقول:( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) .

ويقول سبحانه في صدر الآية:( بَدِيعُ السَّمٰوَاتِ والأرْضِ ) بمعنى موجد السماوات والأرض وخالقهما وما فيهما.

البرهان الثاني

( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمٰوَاتِ والأرضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ) (١) .

وقد أُشير في هذه الآية إلى برهان واحد على « نفي الولد لله » وهو مسألة « المالكية التكوينية له سبحانه والوهيته المطلقة » لما سواه، وتوضيحه :

إنّ هناك نوعين من المالكية: مالكية اعتبارية، تنشأ من العقد الاجتماعي الدارج بين أبناء البشر، ومالكية تكوينية تنشأ من خالقية المالك.

إنّ مالكية الإنسان لأمواله مالكية ناشئة عن « العقد الاجتماعي » الذي

__________________

(١) الفرقان: ٢.

٢٩٥

أذعن له الإنسان لغرض إدارة الحياة وضمان تمشيتها وجريانها، في حين أنّ مالكية الله للسماوات والأرض وما بينهما مالكية تكوينية ناشئة عن خالقيته لها.

فإذا كان الله سبحانه مالكاً لكل شيء فلا يمكن حينئذ أن نتصور له ولداً لأنّ ولد الإنسان ـ بحكم كونه ليس مخلوقاً له ـ لا يكون مملوكاً له كذلك مع أنّا أثبتنا أنّ الله مالك لكل شيء لكونه خالقاً لكل شيء، وإلى هذا البرهان أُشير في هذه الآية:( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمٰوَاتِ والأرضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ) .

كما أُشير ـ في ذيل هذه الآية ـ إلى علة هذه المالكية وأساسها وهو « الخالقية » إذ يقول:( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) .

البرهان الثالث

( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمٰوَاتِ والأرضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ *بَدِيعُ السَّمٰوَاتِ والأرضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (١) .

استدل في هاتين الآيتين على « نفي الولد » بثلاثة براهين :

١. أنّ معنى الولد هو انفصال جزء من الوالد واستقراره في رحم الأُم، وهذا يستلزم كون الله جسماً، ومتصفاً بالآثار الجسمانية كالمكان، والزمان والجزئية، والتركب من الأجزاء بينما يكون الله سبحانه منزّهاً عن هذه الأُمور وإلى هذه الناحية أشارت الآية بكلمة « سبحانه ».

٢. انّ إلوهية الله مطلقة وربوبيته عامة وشاملة، فكل الموجودات قائمة به ومحتاجة إليه، غير مستغنية عنه.

__________________

(١) البقرة: ١١٦ ـ ١١٧.

٢٩٦

فإذا كان له « ولد » يلزم ـ حتماً ـ أن يكون الولد مثيلاً ونظيراً له في الاتصاف بجميع صفات الله ومنها: « الاستقلال والغنى عن الغير » على حين ثبت كونه سبحانه مالكاً مطلقاً للسماوات والأرض وما بينهما فهي قائمة به، تابعة له، محتاجة إليه دون استثناء ومطيعة لأمره وخاضعة لمشيئته بلا منازع، وليس هنا موجود مستقل غيره.

وإلى هذا البرهان أشار بقوله سبحانه:( لَهُ مَا فِي السَّمٰوَاتِ والأرضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ) .

٣. انّه لا موجب لاتخاذ الله للولد، لأنّ طلب الأبناء والأولاد، إمّا أن يكون لغرض استمرار النسل والذرية، أو بهدف الاستعانة بهم لرفع الاحتياج عند الشيخوخة والعجز، ولا يمكن أن يتصور أي واحد من هذه الدوافع في مقامه سبحانه وإلى هذا أشارت الآية بقولها :

( بَدِيعُ السَّمٰوَاتِ والأرضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (١) .

فأية حاجة تتصوّر لله إلى الولد وهو بديع كل شيء ؟

وفي آية أُخرى اعتمد على موضوع « الغنى الإلهي » لنفي الولد، إذ يقول :

( قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وما فِي الأرْضِ ) (٢) .

وهكذا ينفي القرآن الكريم خرافة اتخاذ الله للبنين والبنات، تلك الخرافة التي كانت توجد في الديانات القديمة ك‍: « اليهودية » و « النصرانية »

__________________

(١) البقرة: ١١٧.

(٢) يونس: ٦٨.

٢٩٧

و « الزرادشتية » و « الهندوكية » وعند المشركين.

ولقد استدل المسيحيون على بنوة عيسى لله بتولده من غير أب، إذ قالوا للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله هل رأيت ولداً من غير أب ؟ إذن فليس لعيسى من أب إلّا الله.

فأجاب الله عن هذا الزعم بقوله :

( إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (١) .

أي إنّ مثل عيسى في تكونه من غير أب كمثل آدم في خلق الله له من غير أب وأُم فليس عيسى عندئذ بأبدع وأعجب من آدم فكيف أنكروا هذا وأقرّوا بذلك ؟!

خلاصة ما سبق

تلخّص مما سبق أنّ القرآن يستند في نفيه لاتخاذ الله ولداً على البراهين التالية :

١. ليست له سبحانه أية زوجة حتى يكون له ولد منها.

٢. انّه تعالى خالق كل شيء واتخاذ الولد ليس خلقاً بل هو انفصال جزء من الوالد وهو ينافي خالقيته لكل شيء.

٣. انّه مالك كل شيء مالكية ناشئة عن الخالقية وكون المسيح ولداً له سبحانه يستلزم عدم مخلوقيته وهو يستلزم عدم كونه مملوكاً وهو ينافي مالكية الله العامة.

٤. انّه سبحانه منزّه عن أحكام الجسم، واتّخاذ المسيح ولداً يستلزم كون الله

__________________

(١) آل عمران: ٥٩.

٢٩٨

جسماً ومحكوماً بالأحكام الجسمانية، لأنّ معنى كون المسيح ولداً له سبحانه هو انفصال جزء منه سبحانه وهو يستلزم كونه جسماً.

٥. انّ جميع الأشياء قائمة بالله فلا استقلال لسواه في حين يستلزم افتراض ولد لله سبحانه استقلاله كاستقلال الوالد حتى يكون الولد نظير الوالد.

٦. انّ الله تعالى غني فلا حاجة له إلى ولد.

٧. انّ كون المسيح دون والد ليس بأعجب من آدم الذي وجد من دون أبوين مطلقاً.

* * *

وأمّا الطريق الثاني(١) الذي سلكه القرآن لإبطال « بنوة خصوص المسيح » فهو بيان حياة السيد المسيح وشرحها بنحو واضح في سور مختلفة خاصة في سورة « مريم »(٢) بحيث لا يبقى أي شك لمنصف في « بشريته »عليه‌السلام .

وقد وردت في بعض الآيات التي مرت في هذا البحث نماذج عن حياته البشرية(٣) .

بقي هنا بحث هام اعتنى به القرآن الكريم بجد، وهو مسألة كون المسيح

__________________

(١) قد تقدم آنفاً في صفحة ٢٩٣ إنّ القرآن استعرض مسألة نفي الولد لله سبحانه بشكلين تارة عن طريق نفي أي ولد له سواء أكان المسيح أم غيره وأُخرى عن طريق نفي خصوص بنوة المسيح، وقد استوفينا البحث في القسم الأوّل وإليك البحث في القسم الثاني.

(٢) راجع سورة مريم: ١٦ ـ ٣٥.

(٣) راجع سورة المائدة: ١٧ و ٧٥، وسورة التوبة: ٣٠ وسيوافيك قوله سبحانه:( إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَىٰ ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ ) ( النساء: ١٧١ ) فبملاحظة حالاته في هذه الدنيا نجزم بأنّه مخلوق لله سبحانه وليس ولداً له.

٢٩٩

معبوداً وانّه لا يستحق العبادة سواء أكان ابناً لله سبحانه أم لا، وسواء أصح التثليث أم لا، وهذه مسألة مستقلة تجتمع مع نفي التثليث والبنوة، ولأجل ذلك نستعرض هذا البحث مستقلاً عن البحثين الماضيين.

القرآن ومعبودية المسيح

إنّ القرآن ينزّه الله تنزيهاً مطلقاً عن أن يبعث رسلاً يدعون الناس إلى عبادة أنفسهم بدل الدعوة إلى عبادة الله سبحانه، فقال :

( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الكِتَابَ وَالحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ الله وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيّيِنَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ *وَلا يَأْمُرَكُمْ أنْ تَتَّخِذُوا المَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأمُرُكُمْ بِالكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (١) .

وفي هاتين الآيتين نفي لمعبودية المسيح أو مشاركته في الربوبية.

كما أنّ القرآن الكريم طرح مسألة عبادة السيد المسيح في آيات أُخرى وأبطل ـ بنفي مالكية المسيح لضر عباده ونفعهم ـ إمكان كونه مستحقاً للعبادة فيقول :

( قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً ولا نَفْعاً والله هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ) (٢) .

__________________

(١) آل عمران: ٧٩ ـ ٨٠.

(٢) المائدة: ٧٥.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الكفارة(١) .

[٧٦٧] حُمَيْدُ أبو غَسّان الذُّهْلِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) . وهو ابن راشد المذكور في النجاشي أنَّ له كتاباً يرويه عنه: الجليل عُبَيْس بن هِشَام(٣) .

[٧٦٨] حُمَيْدُ بن حَمّاد [جُوَار(٤) ] التَّمِيمِيّ الكُوفِيّ:

أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) وفي الخلاصة، عن ابن عقدة: أنَّ ابن نمير وثَّقهُ(٦) .

[٧٦٩] حُمَيْدُ بن زياد:

قال أبو غالِب الزرارِيّ في رسالته إلى ولده -: وسمعت من حُمَيْدُ بن زياد وأبي عبد الله بن ثَابِت وأحمد بن رباح، وهؤلاء من رجال الواقفة، إلاّ أنَّهم كانوا فُقهاءً، ثقاتٍ في حديثهم، كثيري الرواية(٧) . إلى آخره. وهو من مشايخ ثقة الإسلام(٨) .

[٧٧٠] حُمَيْدُ بن السَّرِي العَبْدِيّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) الكافي ٤: ٢٣٨ / ٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٣.

(٣) رجال الشيخ: ١٣٣ / ٣٤٣.

(٤) في الأصل والحجرية: (جوار) بالجيم، وما بين المعقوفتين هو الصحيح الموافق لما في المصدر، ورجال العلاّمة: ٥٩ / ٣، ورجال ابن داود: ٨٥ / ٥٣٥.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٦.

(٦) رجال العلاّمة: ٥٩ / ٢.

(٧) رسالة أبي غالب الزراري: ٤٠ وفيه: (أحمد بن محمّد بن رياح) بدلاً عن (أحمد ابن رباح)

(٨) الكافي ٣: ١١٢ / ٩، ٤: ٥٩ / ٥، ٥: ٣٤ / ١، ٦: ٢٧ / ١، ٧: ٨ / ٧ وغيرها.

(٩) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٧.

٣٢١

[٧٧١] حُمَيْدُ بن سعدة (١) :

يكنّى: أبا غسان(٢) ، روى عنه: جعفر بن بشير(٣) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٧٢] حُمَيْدُ بن سُوَيد الكَلْبِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٧٣] حُمَيْدُ بن سَيّار الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٧٧٤] حُمَيْدُ بن شُعَيْب السُّبَيْعِي، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: عبد الله بن جبلة، والحسن بن محمّد بن سماعة، وجعفر بن محمّد بن شريح كما في الفهرست، والنجاشيّ(٨) ، بل فيه: له كتاب يرويه عنه جماعة(٩) .

__________________

(١) في حاشية الأصل: (مسعدة، نسخة بدل)

(٢) في المصدر: (يكنى: أبا عنان)، ومثله في منتهى المقال: ١٢٥ وما في منهج المقال: ١٢٧، ونقد الرجال: ٢٢١، وجامع الرواة ١: ٣٧٩، ونسخة من المصدر كما في هامشه، موافق لما في الأصل.

(٣) قاله الشيخ في رجاله، وقد وثَّقه الوحيد بناء على ذلك في تعليقته على المنهج: ١٢٧.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٩٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٠.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٢.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥١.

(٨) لم يرو عنه في الفهرست من الثلاثة المذكورين سوى الحسن بن محمّد بن سماعة: ٦٠ / ٢٣٩، وروى عنه الآخَرَين في رجال النجاشي: ١٣٣ / ٣٤١، على أن رواية ابن سماعة (ت / ٢٦٣ ه‍) عنه، غير ممكنة لبعد طبقة السبيعي عن طبقته، ويعلم من مراجعة رجال النجاشي الواسطي الساقطة من طريق الشيخ إليه في الفهرست، فراجع.

(٩) رجال النجاشي: ١٣٣ / ٣٤١.

٣٢٢

[٧٧٥] حُمَيْدُ بن شَيْبَان:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٧٦] حُمَيْدُ الصَّيْرِفيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٧٧٧] حُمَيْدُ الضَّبيُّ، الكُوفِيُّ:

روى عنه: أبو جميلة، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٧٧٨] حُمَيْدُ بن يَزِيد البَكْرِيّ، الكُوفِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٧٩] حُمَيْدُ بن نَافِع الهَمْدَانِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٨٠] [حُميْلُ بن نَافِع الهَمْدَانِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) (٧) ].

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٩٠، ورجال البرقي: ٢١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٤، وفيه التصريح برواية أبي جميلة عنه.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٥.

(٥) رجال الشيخ: ٨٧ / ١٥، ذكره في أصحاب الإمام السجادعليه‌السلام فقط.

(٦) لا وجود له في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ، لكن نقله الأردبيلي في جامع الرواة ١: ٢٨٦ بهذا العنوان عن الميرزا الأسترآبادي في المنهج.

(٧) لم يرد هذا الاسم في الأصل والحجرية، وأوردناه في مكانه على طبق منهج المصنف في الاستدراك.

أما أولاً: فلكونه من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وهذا يعني اتصافه بالأمارة العامة المتقدمة في الفائدة الثامنة والتي يمكن بموجبها وعلى مبنى إثبات وثاقته.

وأما ثانياً: فلعدم ذكر هذا الاسم في الفائدة الثانية عشرة من فوائد الوسائل، المستدرك عليها في هذه الفائدة.

٣٢٣

[٧٨١] حَنانُ (١) بن أبي مُعَاوِيَة (٢) القُمِّيُ (٣) ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٨٢] حُويْرث بن زِياد الهَمْدَانِيّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٨٣] حَيّانُ الطائِيّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) في المصدر: (حيان)، ومثله في مجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونسخة من المصدر كما في نقد الرجال: ١٢١، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في منهج المقال: ١٢٧، ونقد الرجال: ١٢١، وجامع الرواة ١: ٢٨٦، ونسخة من المصدر كما في هامشه، موافق لما في الأصل.

(٢) في المصدر: (معاوية) بدلاً عن (أبي معاوية)، ومثله في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في منهج المقال: ١٢٧، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونقد الرجال: ١٢١ وجامع الرواة ١: ٢٨٦، ونسخة من المصدر كما في هامشه، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١، موافق لما في الأصل، وهو الصحيح كما سيأتي في الهامش التالي.

(٣) في جامع الرواة ١: ٢٨٦: (القميّ) بدلاً عن (القبي)، ومثله في نسخة من المصدر كما في هامشه، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في المصدر، ومنهج المقال: ١٢٧، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونقد الرجال: ١٢١، وتنقيح المقال ١: ٣٨١ موافق لما في الأصل، وهو الصحيح. قال السمعاني في الأنساب ١٠: ٥٥: « القُبِّيُّ: بضم القاف، وتشديد الباء الموحدة، هذه النسبة إلى قُبّ، وهو بطن من مراد » ثم ذكر بعض من انتسب إلى قب إلى أن قال: « وحنان بن أبي معاوية القبي، من شيوخ الشيعة. ذكره ابن فضال، هكذا ذكره الدارقطني »، انتهى.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٦٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٨٣.

(٦) لا وجود له في المطبوع من رجال الشيخ، لكن أورده عنه في منهج المقال: ١٢٨، وعن الأخير في جامع الرواة ١: ٢٨٨.

٣٢٤

[٧٨٤] [حيان] بن عبد الرَّحْمن الكُوفِيّ، المـَدَنِيّ:

مولاهم، مات سنة سبع وسبعين ومائة، وهو ابن إحدى وثمانين سنة، يكنّى: أبا [العَلاء(١) ].

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٨٧، وكان في الأصل والحجرية: (حميد) بدلاً عن (حيان) و (العلاق) بدلاً عن (العلاء).

وما أثبتناه بين المعقوفات هو الصحيح الموافق لما في رجال الشيخ، ونقد الرجال: ١٢٦، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٢، وتنقيح المقال ١: ٣٨٣، ومعجم رجال الحديث ٦: ٣٠٨.

هذا وأورد في أعيان الشيعة لقبه بعنوان (العلاق) كما في الأصل والحجرية مضيفاً: « ويوشك أن يكون المدني تصحيف المزني ». راجع أعيان الشيعة ٦: ٢٥٩.

٣٢٥

باب الخاء

[٧٨٥] خارِجَةُ بن مُحَمّد بن عبد الله بن نَافِع الجُهَنِيّ:

مولاهم، الكوفيّ، صَيْرَفِي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٨٦] خارجهُ بن مصعب الخراساني التميميّ، المرْوَزِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٧٨٧] خَازِمُ بن حَبِيب بن صُهَيْب الجُعْفِيّ:

مولاهم، كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٧٨٨] خَازِمُ بن حُسين:

أبو إسْحَاق الخَمِيسيّ الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٨٩] خَالِدُ:

أبو إسْماعيل الخَيّاط، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٩٠] خَالِدُ بن أبي عَمْرُو:

مولى بني أسد، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٧٩١] خَالِدُ بن أبي كَريمَة المـَدَائِنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٢.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٧، ورجال البرقي: ٤٤.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٨.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١١.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٩.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٤، وعدّه أيضاً في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١٢٠ / ٦ ومثله في رجال البرقي: ١٥، وقال النجاشي: ١٥١ / ٣٩٦: روى عن الباقرعليه‌السلام

٣٢٦

[٧٩٢] خَالِدُ بن إسْماعيل بن أيُّوب المـَخْزُومِيّ، المـَدَنيّ:

أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) عنه: صَفْوانُ بن يَحْيى، في الكافي، في باب نوادر، في آخر كتاب النكاح(٢) .

[٧٩٣] خَالِدُ بن بَكَّار:

أبو العلاء الخفَّاف، الكوفيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) وهو صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه، يرويه عنه: ابن أبي عمير(٤) .

[٧٩٤] خَالِدُ بن بكير الطَّويلُ:

عنه: عبد الرَّحْمن بن الحَجَّاج، في الكافي(٥) ، والتهذيب، في كتاب الوصيّة(٦) .

[٧٩٥] خَالِدُ بن جَرِير:

كوفي، أخو إسْحاق بن جَرِير، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) ، وفي النجاشي: له كتاب، يرويه عنه الحسن بن محبوب(٨) . وفي الكشّي: عن محمّد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن عن خَالِد بن جَرِير الذي يروي عنه الحسن ابن محبوب؟ فقال: كان من بَجيلَة، وكان صالحاً(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٤.

(٢) الكافي ٥: ٥٦٩ / ٨.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٣، وأورده أيضاً في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١١٩ / ١.

(٤) الفقيه ٤: ١٠٠، من المشيخة.

(٥) الكافي ٧: ٦١ / ١٦.

(٦) تهذيب الأحكام ٩: ٢٣٦ / ٩١٩.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٧٠، ورجال البرقي: ٣١.

(٨) رجال النجاشي: ١٤٩ / ٢٨٩.

(٩) رجال الكشّي ٢: ٦٣٦ / ٦٤٢.

٣٢٧

وعن جَعْفَر بن أحمد، عن جَعْفَر ابن بَشير(١) ، عن أبي سَلَمَة الجَمَّال، قال: دخل خَالِدُ البَجَليُّ على أبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا عنده، فقال: جُعِلْتُ فداكَ، إنّي أريد أنْ أصِفَ لك ديني الذي أدين الله به، وقد قال له قبل ذلك: إني أُريد أن أسألك. فقال له: « سلني، فوالله لا تسألني عن شيء إلاّ حدثتك به على حَدهِ، لا أكْتُمُكَهُ ». قال: إنَّ أوّل ما أبدأ به: إني أشهد أنَّ لا إله إلاّ اللهُ وحَدُه لا شريك له إلى أن ذكر النبيّ والأئمة صلوات الله عليهم وقال: وأشهد أنَّك أورثك اللهُ ذلك كله.

قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « حسبك، اسكت الآن، فقد قلت حقاً »، فسكت.

فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال [عليه‌السلام ]: « ما بعث الله نبيّاً له عَقِبٌ وذريَّةٌ إلاّ أجرى لآخرهم مثل ما أجرى لأوّلهم، وإنّا نحن ذُريَّة محمّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجرى لآخرنا مثل ما اجرى لأوَّلنا، ونحن على منهاج نبيّناعليه‌السلام لنا مثل ما له من الطاعة الواجبة »(٢) . كذا فيما رأينا من نسخ الكشّي، و [مَنْ] نقله عنه أيضاً.

والسند في غاية الاعتبار: لوجود جَعْفر بن بَشِير فيه. مؤيّد بما مرّ من كلام ابن فضال(٣) . ووجوده في أصحاب الصادقعليه‌السلام من رجال الشيخ.

ومرّ في أصحاب الإجماع قول الشهيد في نُكتِهِ في سند فيه: الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي إنَّ الكشّي نقل الإجماع على تصحيح ما يصح عن الحسن، وفيه توثيق ما لأبي

__________________

(١) في حاشية الأصل: « هو الذي قالوا فيه: روى عن الثقات، ورووا عنه » منهقدس‌سره .

والقائل بهذا هو النجاشي: ١١٩ / ٣٠٤ في ترجمة جعفر بن بشير رحمه‌الله

(٢) رجال الكشّي ٢: ٧١٩ / ٧٩٦.

(٣) كما في قوله المتقدم قبل هذا: (وكان صالحاً)

٣٢٨

الربيع الشامي(١) .

وعليه: فخالد أَوْلى من أبي الربيع في الحكم بالوثاقة. ولبعض الأساطين أوهامٌ في المقام، شَرَحَ بعضَها أبو علي في المنتهى(٢) .

[٧٩٦] خَالِدُ بن الحَجّاج الكَرْخيُ (٣) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: ابن مسكان في التهذيب، في باب بيع المضمون(٥) ويعقوب بن يزيد فيه، فيه(٦) وحفص ابن البَخْتَريُّ فيه، فيه(٧) ، وفي باب السلَم في الطعام(٨) وأخوه يحيى بن الحَجّاج الثقة كثيراً(٩) ومحمّد بن حكيم(١٠) .

وفي النجاشي والخلاصة في ترجمة أخيه يحيى -: وأخوه خالد(١١) .

__________________

(١) تقدم في الفائدة السابعة من هذه الخاتمة، انظر الجزء السابع، صحيفة: ٣٦.

(٢) منتهى المقال: ١٢٦ ١٢٧.

(٣) في المصدر: (الكوفي)، ومثله في نسخة منه كما في تنقيح المقال ١: ٣٨٩. وما في منهج المقال: ١٢٩، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٧، ونقد الرجال: ١٢٢، وجامع الرواة ١: ٢٩٠، وتنقيح المقال ١: ٣٨٩ موافق لما في الأصل.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٦، ورجال البرقي: ٣١.

(٥) تهذيب الأحكام ٧: ٣٩ / ١٦٤.

(٦) تهذيب الأحكام ٧: ٣٣ / ١٣٧.

(٧) تهذيب الأحكام ٧: ٣٩ / ١٦٣.

(٨) الكافي ٥: ١٨٦ / ١١.

(٩) الكافي ٥: ٢٤٣ / ٢، وتهذيب الأحكام ٧: ٥٠ / ٢١٦، لكن الرواية الأخيرة في الكافي ٥: ٢٠١ / ٦ عن (خالد بن نجيح) بدلاً عن (خالد بن الحجاج)، وعن بعض النسخ كما في هامشه موافقاً لما في سند التهذيب، علماً بأنا لم نقف على أكثر من هذين الموردين في الكتب الأربعة.

(١٠) الكافي ٣: ٥٢٢ / ١.

(١١) رجال النجاشي: ٤٤٥ / ١٢٠٤، ورجال العلاّمة: ١٨٢ / ١٥ كلاهما في ترجمة يحيى بن الحجاج الكرخي، قالا: (ثقة، وأخوه خالد)

٣٢٩

ويظهر منه أنَّهُ من الرواة المعروفين.

[٧٩٧] خَالِدُ بن حَمّاد القَلَانِسِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادق، والكاظمعليهما‌السلام النجاشي مولى ثقة، كذا في رجال ابن داود(١) .

وأورد عليه السيدان في النقد والتلخيص؛ لعدم وجوده في رجال الشيخ والنجاشي، وأنّه اشتبه عليه بابن ماد الذي يأتي(٢) ، وزاد أبو علي، فقال: والصواب ابن ماد، وابن حمّاد لا ذكر له أصلاً(٣) .

قلت: كَثْرة اختلاف نسخ رجال الشيخ بالزيادة والنقيصة تمنع عن الحكم بالسهو، وأمَّا عدم الذكر، ففي التهذيب، في باب حدود الزنا، بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن خالد بن حمّاد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاءت امرأة(٤) . الخبر.

__________________

(١) رجال ابن داود: ٨٧ / ٥٤٧.

(٢) نقد الرجال: ١٢٢، وتلخيص المقال (الوسيط): ٨٠.

(٣) منتهى المقال: ١٢٧.

(٤) تهذيب الأحكام ١٠: ١١ / ٢٤، والرواية رواها الكلينيقدس‌سره في الكافي ٧: ١٨٨ / ٣، وفي سندها (خلف بن حماد) بدلاً عن (خالد بن حماد)، وهنا ينبغي الإشارة إلى أمور وهي:

١ - إنّ خالد بن حماد لا وجود له لا في كتب الرجال ولا الحديث أيضاً إلاّ في المورد المذكور من التهذيب، وقد علمت أنّه في الكافي روى عن خلف بن حماد لا خالد بن حماد.

٢ - مع استبعاد صحة الاسم في سند التهذيب بكون اعتراض الشيخ أبي علي الحائري قدس‌سره في عدم الذكر صحيحاً.

٣ - ظاهر سند الكافي أنّ خلف بن حماد من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام وإنْ لم يرو عنه عليه‌السلام إلاّ في هذا المورد من الكافي، وأكثر ما رواه عن الإمام الكاظم عليه‌السلام

٣٣٠

[٧٩٨] خَالِدُ بن حُمَيْد الرُّوَاسِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٩٩] خَالِدُ بن حَيّان الكَلْبِي، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٠] خَالِدُ بن دَاوُد الأسَدِيّ:

مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨٠١] خَالِدُ بن الرَّاشِد الزبيْديّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨٠٢] خَالِدُ بن زياد القَلانِسِيُّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٨٠٣] خَالِدُ بن السرِيّ، العَبْدِيّ، الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

وعن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

٤ - إنّ الشيخ لم يذكر أيّاً منهما في رجاله!!

٥ - إنّ ابن داود قدس سره ذكر خالد بن حماد القلانسي ونسب توثيقه إلى النجاشي: ٨٧ / ٥٤٧ ثم ذكر بعد فاصل قليل وبنفس الصفحة: ٨٧ / ٥٥٦ خالد بن مادّ القلانسي ووثقه ولم ينسب التوثيق للنجاشي، وقد علمت أن النجاشي ذكر ابن مادّ دون ابن حماد، وهذا ما يؤكد وقوع الاشتباه في كلام ابن داود وصحة الاعتراض الموجه إليه، فلاحظ.

(١) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٦.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٧.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٣.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٦٩، ورجال البرقي: ٣١.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٢.

٣٣١

[٨٠٤] خَالِدُ بن سَعِيد الأسَديّ، الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٠٥] خَالِدُ بن سَعِيد الأُمَويّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٦] خَالِدُ بن سعيد بن العَاص بن أُميّة بن عبد شمس:

نجيب بني أُميّة، من السابقين الأولين، والمتمسكين بولاية(٣) أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وكان سبب إسلامه: أنَّه رأى ناراً مؤججة يريد أبوه أنْ يُلْقِيَهُ فيها، وإذا برسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد جذبه إلى نفسه وخلّصه من تلك النار، فلمّا استيقظ وعرف صدق رؤياه، أسلم، وهاجر مع جعفر إلى الحبشة، وتولّى هو تزويج أمّ حبيبة من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجع مع جعفر بعد ما فتح خيبر، فكتبت تلك غزوة لهم، واسهموا في الغنيمة، وشهد خالد غزوة الفتح والطائف وحنين، وولاّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدقات اليمن، فكان في عمله ذلك حتى بلغه وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فترك ما في يده وأتى المدينة ولزم علياًعليه‌السلام ولم يبايع أبا بكر حتى أُكْرِهَ أميرُ المؤمنينعليه‌السلام على البيعة فبايع مُكْرَهاً.

وهو من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر وحاجّوه في يوم الجمعة وهو على المنبر، في حديث شريف مروي في الخصال(٤) ،

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٠.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٩.

(٣) في الأصل: (بولاء)، وقد اخترنا ما في الحجرية وإن صح ما في الأصل أيضاً.

(٤) والاثنا عشر الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة، وتقمصها والتقدم بها على أهلها الشرعيين هم خيرة من طلائع المهاجرين والأنصاري.

٣٣٢

والاحتجاج: وفي آخره: أنّه قال لهم بعض الصحابة في يوم آخر بعد ما جمع أحزابه -: والله يا أصحاب عليّ لئن ذهب الرجل منكم يتكلّم بالذي تكلّم به بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه، فقام إليه خَالدُ بن سعد بن العاص، فقال(١) : يا ابن فلان! أفبأسيافكم تهدّدونا؟ أم بجمعكم تفزعونا؟ والله إنَّ أسيافَنا أحدُّ من أسيافِكم، وإنَّا لأكثر منكم، وإنْ كنا قليلين؛ لأنَّ حجة الله فينا، والله لولا إني أعلم أنَّ طاعة الله ورسوله، وطاعة إمامي أولى بي لشهرت سيفي ولجاهدتكم في الله، إلى أنْ أُبلي عذري.

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : « اجلس يا خالد، فقد عرف الله لك مقامك، وشكر لك سعيك »(٢) .

__________________

وهم:

١ خالد بن سعيد بن العاص.

٢ المقداد بن الأسود.

٣ أبي بن كعب.

٤ عمار بن ياسر.

٥ - أبو ذر الغفاري.

٦ - سلمان الفارسي.

٧ - عبد الله بن مسعود.

٨ بريدة الأسلمي.

وهؤلاء (رضي الله تعالى عنهم) من المهاجرين.

٩ - خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

١٠ - سهل بن حنيف.

١١ - أبو أيوب الأنصاري.

١٢ - أبو الهيثم بن التيهان.

وهؤلاء (رضي الله تعالى عنهم) من الأنصار.

انظر: الخصال ٢: ٤٦١ أبواب الاثني عشر.

(١) في الأصل: (وقال) واخترنا ما في الحجرية وإن صح ما في الأصل أيضاً.

(٢) الاحتجاج ١: ٧٩ من الطبقة القديمة و ١: ٢٠٠ من الطبقة المحققة.

٣٣٣

[٨٠٧] خَالِدُ بن سُفْيَان الطحَّان، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٠٨] خَالِدُ بن سُفْيَان بن عُمير الفَزَارِيّ، البُرْجُمِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٩] خَالِدُ بن السمَيْدَع الكِنَانيّ، المـَدَنِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨١٠] خَالِدُ بن سَلَمة:

أبو سَلَمة الجُهَنِيّ، الكُوفيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨١١] خَالِدُ الطويلُ:

عنه: عبد الرحمن [بن] الحجاج، في الفقيه(٥) .

[٨١٢] خَالِدُ بن الطهْمَان الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) وفي النَّجَاشي: ابن طُهْمَان، أبو العَلَاء الخَفّاف، السلُولِيّ. قال البخاري: روى عن عطيّة، وحبيب ابن [أبي] حبيب، سمع منه: وكيع، ومحمّد بن يوسف(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٧.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٨.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٥.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٥.

(٥) الفقيه ٤: ١٦٩ / ٥٩١، وما بين المعقوفتين منه، وهو الصحيح.

(٦) رجال الشيخ: ١٩٩ / ٢ وذكره في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام في باب الكنى بعنوان (أبو العلاء الخفاف): ١٤١ / ٦، ومثله في رجال البرقي: ١٥.

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ٣: ١٥٧ / ٥٤٠، وما بين المعقوفتين منه، وهو الصحيح الموافق لما في رجال النجاشي وتهذيب الكمال ٨: ٩٤ وغيرهما.

٣٣٤

وقال مسلم بن الحجاج: أبو العَلَاء الخَفّاف، له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفرعليه‌السلام (١) .

كان من العامّة، أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، قال: حدثنا سعد، عن السنديّ ابن الربيع، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف بن ناصح، عنه بالأحاديث(٢) .

وعن المحقق الدَّاماد: أنّ عاميّة الرجل غير ثابتة عندي كيف وعلماء العامة غمزوا عليه بالتشيّع، قال عمدة محدثيهم، أبو عبد الله الذَّهبيُّ في مختصره، في أسماء الرجال -: خَالِدُ بن طُهْمَان الكُوفِيّ الخَفّاف [روى] عن أنس، وعِدَّة. صدوقٌ، شيعيٌّ، ضعّفه ابن معين(٣) . ومثل ذلك في شرح صحيح البخاري(٤) .

ولعلّ شيخنا النجاشي قد رام أنّه من رجال حديث العامة، لا أنّه عاميُّ المذهب، ومن المتقرّر أنّ من آية جلالة الرجل وصحة حديثه، تضعيف العامّةِ إيّاه بالتشيّع(٥) ، مع اعترافهم

__________________

(١) لم نعثر عليه في صحيح مسلم، ولعله في كتاب آخر له غير ما يسمى بالصحيح.

(٢) رجال البخاري: ١٥١ / ٣٩٧.

(٣) الكاشف ١: ٢٠٤ / ١٣٣٩، والكشاف هو المختصر لكتاب تهذيب الكمال للمزي، فلاحظ.

(٤) الظاهر انه ليس من رجال ما يسمى بـ (صحيح البخاري)، فلم يذكره ابن حجر في مقدمة فتح الباري، ولم نجده عند ابن منجويه في رجال صحيح البخاري، كما لم نجده عند الكلاباذي في رجال صحيح البخاري أيضاً، فلاحظ.

(٥) ذكرنا مراراً ان توثيقات وتضعيفات هؤلاء ونظائرهم لا حباً بها ولا كرامة، فهي لا ترجع إلى أصل علمي، ولا إلى محصل، إذ تراهم يوثقون أعتى العتاة المردة كعمران بن حطان الذي وثقه العجلي وأضرابه لا لشيء وإنما لمدحه أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله وأنصاره ومؤيديه ومحبيه، ليصونوا من خلال ذلك

٣٣٥

بجلالته(١) ، انتهى.

ويؤيّده ما في تقريب ابن حجر: خَالِد بن طُهْمَان، وهو خالد بن أبي خالد، وهو أبو العَلَاء الخَفّاف، مشهور بكنيته، صدوق، رمي بالتشيّع(٢) ! ثم اختلط من الخامسة(٣)

وفي الكافي: عن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عُثمان، عن خالد بن طُهْمان، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إذا قهقهت، فقل حين تفرغ -: اللهم لا تمقتني »(٤) .

وفي التهذيب، في باب كيفية الصلاة: عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر(٥) ، عن علي بن الحكم، عن أبي العلاء الخَفّاف،

__________________

روايات ما يسمونه (بالصحيح) القائمة على رواية من أمثال عمران بن حطان وأشباهه من زمرة الأفاكين الكذابين أعداء العترة الطاهرة.

وتراهم أيضاً يقدحون بكل من روى فضيلة لعلي عليه‌السلام ويلمزونه بالتشيع وإن كان من إعلامهم. ناهيك عن كثرة قدحهم وتضعيفهم لمن والى علياً عليه‌السلام اقتداءً منهم بسلفهم الطالح معاوية وزبائنه المردة الذين شتموا علياً وأهل بيته عليهم‌السلام على المنابر ما يقرب من قرن من الزمان حتى هرم على ذلك كبيرهم وشاب عليه صغيرهم.

وكان الأولى الاعراض عن توثيقاتهم وتضعيفاتهم في هذا الكتاب وضربها عرض الجدار امانة لأصحابها وإضماراً لذكرهم. ولعل العذر في إيرادها هنا إنما هو للتذكير بانحرافهم عن شيعة مولى المتقين (صلوات الله وسلامه عليه)، فلاحظ.

(١) تعليقة المحقق الداماد على رجال الكشّي ٢: ٦٦٠.

(٢) انظر إلى قوله: « رمي بالتشيع »! حتى لكان التشيع والوثاقة لا يلتقيان، ومنه يعلم صحة ما ذكرناه سابقاً من ان توثيقات القوم وتجريحاتهم مبعثها الهوى والعصية، فلا اعتداد بها ولا كرامة.

(٣) تقريب التهذيب ١: ٢١٤ / ٤٣.

(٤) أُصول الكافي ٢: ١١٣ / ٤٢٢.

(٥) المراد بأبي جعفر هنا هو: أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمي الثقة الجليل.

٣٣٦

عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: « مَنْ صلَّى المغرب ثم عقّب لم يتكلّم حتى يصلّي ركعتين، كتبتا له في علّيين، فإنْ صلّى أربعاً، كتبت له حجّة مبرورة »(١) .

وَمَنْ أنِسَ بسيرتهمعليهم‌السلام يعلم أنَّ هذه طريقتهم مع شيعتهم، وأنَّ المـُخَاطب إذا كان من العامّة يسندون الحكم إلى جَدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطريق الرواية، كأنّهم أحد المحدثين(٢) .

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢: ١١٣ / ٤٢٢.

(٢) والسرّ في هذا أنهمعليهم‌السلام يعلمون بتفريط العامّة بحقهم (صلوات الله وسلامهم عليهم) لأن العامة لا يرون مزية لأهل بيت نبيهم على غيرهم من حملة الحديث، ولهذا كان الأئمةعليهم‌السلام يسندون أحاديثهم إليهم بطريق الرواية عن آبائهم الطاهرين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكثر ما تجد ذلك في كتب الشيخ الصدوققدس‌سره كالمال الدين ونحوه، وكثير من ذلك أيضاً في كتبنا الأربعة.

ومن ثمّ فاعلم أن أهل السنة يزعمون أنهم هم الذين اقتدوا بأهل البيتعليهم‌السلام وحدهم، قال الآلوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية صحيفة: ٥٢ بعد أن أورد حديث الثقلين (كتاب الله وعترتي): « وليس المتمسك بهذين الحبلين إلاّ أهل السنة »!!

وفي حديث الطبراني بسنده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يا علي انك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم أعداؤك غضاباً مقمحين ».

وقال الشبلنجي في نور الأبصار صحيفة: ٩٨ بعد أن أورد الحديث: « وشيعته هم أهل السنة لأنهم هم الذين أحبوه كما أمر الله ورسوله، لا الوافض وأعداؤه الخوارج »!! انتهى.

ولا يخفى على ذي حج، ان من أحب الصالحين وجب عليه الاقتداء بهم ومن أبغض المذنبين وجب عليه أن لا يفعل فعلهم، وهؤلاء الزاعمون محبة أهل بيت نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنهم هم شيعتهم وحدهم! قد ردّ مزاعمهم أهل البيت أنفسهم عليهم‌السلام .

قال الامام الصادق عليه‌السلام : « كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متمسك بعروة غيرنا ».

٣٣٧

وابنه الحسين، من أصحاب الباقرعليه‌السلام أيضاً(١) ، [وهو] من أرباب الأُصول(٢) . يروي عنه أجلاّء الرواة وعيونهم(٣) .

[٨١٣] خَالِدُ العَاقُول (٤) :

وهو أبو إسماعيل الخيّاط، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

__________________

وقال الامام الكاظمعليه‌السلام : « من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا ».

قلنا: ان رواة الشيعة، بل ومن يروي فضائل أهل البيتعليهم‌السلام تجده في تراجم أهل السنة مذيلاً بعبارة: (رافضي) أو (رمي بالتشيع) ونحوه!!

وقال الامام الرضاعليه‌السلام : « شيعتنا المسلِّمون لأمرنا، والآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا ».

راجع هذه الأحاديث في صفات الشيعة للشيخ الصدوق: ٣ / ٢ و ٤ و ٥.

(١) رجال الشيخ: ١١٥ / ١٨.

(٢) فهرست الشيخ: ٥٤ / ٢٠٥.

(٣) مثل صفوان بن يحيى كما في تهذيب الأحكام ٢: ١٥٩ / ٦٢٣، وابن أبي عمير فيه أيضاً ٥: ٦٨ / ٢٢٠.

(٤) في المصدر: (العاقولي)، وما في مجمع الرجال ٢: ٢٦٢، ومنهج المقال: ١٣٠، وجامع الرواة ١: ٢٦٢، وتنقيح المقال ٢: ٢٩٢ موافق لما في الأصل والحجرية.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٦٨ وفيه: « خالد العاقولي، وهو أبو إسماعيل الخياط بن نافع البجلي » وذكر قبله في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام : ١٨٦ / ١١ « خالد أبو إسماعيل الخياط الكوفي » والظاهر انه العاقولي نفسه.

ولكن في طبعه جامعة المدرسين جعل العاقولي غير ابن نافع البجلي إذ عدّهما المحقق شخصين.

الأول: (خالد العاقولي وهو أبو إسماعيل الخياط): ٢٠١ / ٦٨. والثاني: (خالد ابن نافع البجلي): ٢٠١ / ٦٩.

نقول: ان النسخ المعتمدة في تحقيق رجال الشيخ في جامعة المدرسين هما النسخة الخطية التي يرجع تاريخ نسخها إلى سنة ٥٣٣ هجرية، مع النسخة المطبوعة من رجال الشيخ. وقد عرفت ما في النسخة المطبوعة أما الخطية فلم

٣٣٨

[٨١٤] خَالِدُ بن عَامر بن عَدّاس الأسَدِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨١٥] خَالِدُ بن عبد الله الأرْمنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨١٦] خَالِدُ بن عَبد الله السرّاج، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨١٧] خَالِدُ بن مَازِن القَلَانِسِيّ:

كوفي، مولى، روى عنه: حكم بن مسكين الأعمى، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨١٨] خَالِدُ بن مُحمّد الأصَمّ، الضَّبيُّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) ، عنه: صفوان، في الكافي، في باب الرجل يحرم في قميص(٦) .

__________________

يذكر فيها أبداً سوى اثنين وهما (خالد أبو إسماعيل الحناط الكوفي) و (خالد بن نافع الأشعري، مولى كوفي) وهو غير البجلي. نعم ورد ذكر العاقولي مفصولاً عن البجلي في رجال البرقي: ٣١، ومنهج المقال: ١٣٠، ونقد الرجال: ١٢٤، وتنقيح المقال ٢: ٣٩٣، وفي بعض الأسانيد ورد بعنوان خالد بن نافع البجلي أيضاً، وكلّ هذا لم يشر إليه عند فصلهما في النسخة المحققة، مما اقتضى التنبيه عليه؛ لكي لا يظن أن التعدد أخذ من النسخ المعتمدة في التحقيق على أن بعض علمائنا قد صرح بالاتحاد، فلاحظ.

(١) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٤.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٣.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٥ / ١، وفيه التصريح برواية الحكم بن مسكين عنه.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٥.

(٦) الكافي ٤: ٣٤٨ / ٢.

٣٣٩

[٨١٩] خَالِدُ بن مَرْوان الوَاسِطيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٢٠] خَالِدُ بن مِهْرَان البَجَلِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٢١] خَالِدُ بن نَافِع الأشْعَرِيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨٢٢] خَالِدُ بن نافع البَجَليّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: الحسن بن محبوب، في الكافي، في باب البر بالوالدين(٥) ، وفي باب أصل تحريم الخمر(٦) ، وفي باب ما يجوز من الوقف(٧) ، وفي الفقيه، في باب السكنى(٨) ، وفي التهذيب، في باب الوقوف والصدقات(٩) . ومحمّد بن سنان(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٠.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٢.

(٤) لم يذكره الشيخ في رجاله بهذا العنوان، ولعله في بعض النسخ كذلك، وقد مرّ ما له علاقة بهذا في تعليقتنا على الرقم [٨٥٩]، فراجع.

(٥) أُصول الكافي ٢: ١٢٦ / ٢.

(٦) الكافي ٦: ٣٩٣ / ذيل الحديث رقم / ١.

(٧) الكافي ٧: ٣٨ / ٣٩ وفيه: (عن خالد بن رافع البجلي)، وهو مصحف، والصحيح: (بن نافع) بدلاً عن (بن رافع) وقد وردت رواية الكافي نفسها في التهذيب والاستبصار وفيها (بن رافع) كما سيأتي، فلاحظ.

(٨) الفقيه ٤: ١٨٦ / ٦٥٠.

(٩) تهذيب الأحكام ٩: ١٤٢ / ٥٩٤، والاستبصار ٤: ١٠٥ / ٣٤٠٠ وهي رواية الكافي المتقدمة قبل هامش واحد والتي وقع فها تصحيف (نافع) إلى (رافع)، فراجع.

(١٠) أُصول الكافي ٢: ١١٩ / ١٨ وفيه: (خالد بن نافع بياع السابري)

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672