مفاهيم القرآن الجزء ٢

مفاهيم القرآن9%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 627

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 627 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 228486 / تحميل: 6449
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الشيخ حسين بن الحاج نجف

ولد سنة 1159 وكتب حفيده الحجة الشيخ محمد طه نجف رسالة مستقلة في أحواله، جاء في كتاب دار السلام: الحبر الجليل والراسخ في علمي الحديث والتنزيل الذي لم ير لعبادته وزهده نظير ولا بديل، المولى الصفي الوفي. وفي الطليعة: كان فاضلاً أديباً مشاركاً بالعلوم فقيهاً ناسكاً وكان من أصحاب السيد بحر العلوم ذا كرامات باهرة.

له شعر كثير وكلمة في أئمة أهل البيتعليهم‌السلام وليس له في غيرهم مدحاً ولا رثاءاً، من آثاره: الدرة النجفية في الرد على الأشاعرة في الحسن والقبح العقليين وقد شرحها بعض معاصريه ونقلها تلميذه السيد صاحب ( مفتاح الكرامة ) في كتاب له في الأصول.

توفى ليلة الجمعة ثاني محرم الحرام 1251 رثته الشعراء من العلماء منهم الأديب العلامة الشيخ عبدالحسين محي الدين بقصيدة عامرة الأبيات.

ونورد للقارئ نماذج من شعر المترجم له فمن روائعه قصيدته الشهيرة في مدح الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام التي يقول في مطلعها:

أيا علة الإيجاد حار بك الفكر

وفي فهم معنى ذاتك التبس الأمر

وقد قال قوم فيك والستر دونهم

بأنك رب كيف لو كشف الستر

حباك إله العرش شطر صفاته

رآك لها أهلا وهذا هو الفخر

٣٢١

وهي تزيد على 400 بيتاً. وله أخرى مطلعها:

لعلي مناقب لا تضاهى

لا نبي ولا وصي حواها

من ترى في الورى يضاهي علياً

أيضاهي فتى به الله باها

فضله الشمس للأنام تجلت

كل راء بناضريه يراها

وهو نور الإله يهدي إليه

فاسأل المهتدين عمن هداها

وإذا قست في المعالي عليا

بسواه رأيته في سماها

خير من كان نفسه ولهذا

خصه دون غيره بإخاها

وقال من قصيدة في الإمامين العسكريينعليهما‌السلام :

بك العيس قد سارت إلى من له تهوى

فأضحى بساط الأرض في سبرها يطوى

وتجري الرياح العاصفات وراءها

تروم لحوق الخطو منها ولا تقوى

تروم حمى فيه منازل قد سمت

علواً وتشريفاً إلى جنة المأوى

إذا هاج فيها كامن الشوق هزها

فتحسبها من هز أعطافها نشوى

إلى بقع فيها الذين اصطفاهم

على الناس طراً عالم السر والنجوى

إلى قبة فيها قبور أئمة

بهم وبها يستدفع الضر والبلوى

إلى بقعة كانت كمكة مقصداً

وأمناً ومثوى حبذا ذلك المثوى

على حافتيها أينعت دوحة التقى

فما برحت أغصانها تثمر التقوى

ومن قصيدة في الإمام الحسين يقول:

خطب تذل له الخطوب وتخضع

وأسى تذوب له القلوب وتجزع

الله أكبر يا له من فادح

منه الجبال الراسيات منه تضعضع

فوق الأسنة راس من في وجهه

نور النبوة والإمامة يسطع

ثغر يقبله النبي وفاطم

وأبوه حيدرة البطين الأنزع

٣٢٢

أضحى يقلبه يزيد شماتة

ويعود في عود عليه يقرع

صدر حوى علم النبي محمد

والوحي والتنزيل فيه مودع

تطاً الجوانح في سنابك خيلهم

وترض منه المغار الأضلع

* * *

ماذا تقول أمية لنبيها

يوماً به خصماؤها تتجمع

وغداً إليه إيابها وحسابها

وله يكون مصير بها والمرجع

فإذا دعاهم للخصومة في غد

ياليت شعري ما الجواب إذا دعوا

وهم الذين استأصلوا أبناءه

ذبحاً كما خانوا العهود وضيعوا

٣٢٣

محمد بن سلطان

المتوفي سنة 1251

سرى البارق المفتض ختم المحاجر

على حاجر، وآها لأوطار حاجر(1)

فيا رب مخمور الجنان وما به

جنون ولكن رب داء مخامر

وأين علو الجاه مني ولم أكن

لغير أميرالمؤمنين بشاعر

فحسبي أبو السبطين حسبي فإنما

هو الغابة القصوى لباد وحاظر

وإن امرءاً باهى به الله قدسه

ليخسأ عن علياه كل مفاخر

إمام به آخا الإله نبيه

على رغم أنصاريها والمهاجر

إذا لم تكن شرط الامامة عصمة

فما الفرق فيما بين بر فاجر

وان زعم الأقوام ناموس مثله

فأين هم عن مرحب وابن عامر

فلا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى

كحيدرة الكرار مردي القساور

فيا ليته لا غاب عن يوم كربلا

فتلك لعمرو الله أم الكبائر

ومما شجاني يا لقومي حرائر

هتكن، فيا لله هتك الحرائر

أيجمل يالله ابراز أهله

حواسر والهفا لها من حواسر

وجوه كما الروض النضير وإنها

ليغضي حياءاً دونها كل ناظر

ولكنها الأقمار غبن شموسها

فاشرقن من أرزائها في دياجر

__________________

1 - عن رياض المدح والرثاء. وقد اسماه عبدالله بن سلطان سهواً.

٣٢٤

محمد بن سلطان

جاء في أنوار البدرين: ومن شعراء القطيف الشاعر الكبير اللبيب وهو من العجيب محمد بن سلطان القطيفي كان أمياً، له القصيدة الرائية العجيبة، مدح بها أمير المؤمنين علياًعليه‌السلام مدحاً حسناً بليغاً ثم تخلص للرثاء على الحسينعليه‌السلام ، وأولها:

سرى البارق المفتض ختم المحاجر

على حاجر، واهاً لا وطار حاجر

وقصيدة رائية أيضاً في رثاء الحسينعليه‌السلام ، أولها:

آليت أخلع للزمان عذاري.

وأخرى أيضاً في رثاء الحسين (ع) أولها:

مرابعنا نعم تلك المرابع

وله قصيدة ميمية في مدح رحمة بن جابر. وأشعار أخرى.

وقال الشيخ علي مرهون في ( شعراء القطيف ): له شعر كثير أشهره رائيته العصماء، وابن سلطان رجل لا يقرأ ولا يكتب، عبقري فذ، وشاعر مفلق وهو أحد أعلام القرن الثالث عشر توفى سنة 1251.

٣٢٥

الشيخ علي كاشف الغطاء

المتوفي 1253

سهام المنايا للأنام قواصد

وليس لها إلا النفوس مصائد

أنأمل أن يصفو لنا العيش والردى

له سائق لم يلو عنا وقائد

ألم تر أنا كل يوم إلى الثرى

نشيع مولوداً مضى عنه والد

وحسبك بالأشراف من آل هاشم

فقد أقفرت أبياتهم والمعاهد

وقفت بها مستنشقاً لعبيرها

ودمعي مسكوب وقلبي واجد

مهابط وحي طامسات رسومها

معاهد ذكر اوحشت ومساجد

وعهدي بها للوفد كعبة قاصد

فذا صادر عنها وذلك وارد

وأين الأولي لا يستضام نزيلهم

إليهم وإلا ليس تلقى المقالد

ذوي الجبهات المستنيرات في العلى

تقاصر عنها المشتري وعطارد

سما بهم في العز جد ووالد

ومجد طريف في الأنام وتالد

وما قصبات السبق إلا لماجد

نمته إلى العليا كرام أماجد

وأعظم أحداث الزمان بلية

بكتها الصخور الصم وهي جلامد

وفي القلب أشجان وفي الصدر غلة

إذا رمت إبراداً لها تتزايد

أيمسي حسين في الطفوف مؤرقا

وطرفي ريان من النوم راقد

ويمسي صريعاً بالعراء على الثرى

وتوضع لي فوق الحشايا الوسائد

٣٢٦

فلا عذب الماء المعين لشارب

وقد منعت ظلماً عليه الموارد

ولم ير مكثور أبيدت حماته

وعز مواسيه وقل المساعد

بأربط جأشا منه في حومة الوغى

وقد أسلمته للمنون الشدائد

همام يرد الجيش وهو كتائب

بسطوته يوم الوغى وهو واحد

إذا ركع الهندى يوماً بكفه

لدى الحرب فالهامات منه سواجد

يلوح الردى في شفرتيه كأنه

شهاب هوى لما تطرق ما رد

وإن ظمأ الخطي بل أوامه

لدى الروع من دم الطلا فهو وارد

إلى أن يقول:

ولم أر يوماً سيم خسفاً به الهدى

وهدت به أركانه والقواعد

كيوم حسين والسبايا حواسر

تشاهد من أسر العدى ما تشاهد

تسير إلى نحو الشئام شواخصاً

على قتب تطوى بهن الفدافد

وتضرب قسراً بالسياط متونها

وتنزع أقراط لها وقلائد

* * *

فدونكموها من عتيق ولائكم

قواف على جيد الزمان فرائد

جواهر لم تعلق بها كف ناظم

ولا لامستهن الحسان الخرائد

ولولاكم ما فاه بالشعر مقولي

ولا شاع لي بين الأنام قصائد

عليكم سلام الله ما اهتزت الربى

وسحت عليها البارقات الرواعد

٣٢٧

الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ابن الشيخ خضر المالكي النسب الجناجي المحتد النجفي المولد والمنشأ والمسكن.

توفى في كربلاء فجأة في رجب سنة 1253 وحمل إلى النجف الأشرف فدفن في مقبرتهم. المالكي نسبة إلى آل مالك من قبائل عرب العراق. ذكره سبط أخيه الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى أخي المترجم في كتابه ( طبقات الشيعة ) فقال: كان عالماً فاضلاً ورعاً زاهداً عابداً فقيهاً أصولياً مجتهداً محققاً مدققاً وله صدارة التدريس بعد أخيه الشيخ موسى ومجلس الإفتاء.

تخرج على يده من مشاهير الفقهاء: الشيخ مشكور الحولاوي والشيخ مرتضى الأنصاري والشيخ جعفر التستري. وكتب عنه الكثير وعددوا زعامته الدينية والزمنية ونضدوا مآثرة وفواضله وإليك ما جاء في كتاب ماضي النجف:

الشيخ علي ابن الشيخ الكبير أحد أنجال الشيخ الأربعة الأعلام الذين نهضوا بأعباء الزعامة، كان عالماً فاضلاً تقياً ورعاً زاهداً مجتهداً ثقة عدلاً جليل القدر عظيم المنزلة إليه انتهت الرياسة العلمية ورجعت إليه الفتيا والقضاء بعد أبيه وأخيه الشيخ موسى من كافة الأقطار الشيعية لا تأخذه في الله لومة لائم كثير الذكر دائم العبادة.

كان والده الشيخ الكبير يعظمه كثيراً ويفديه بنفسه كما تشعر بذلك

٣٢٨

رسالته الحق المبين في رد الاخباريين التي كتبها في أصفهان باستدعاء ولده هذا وكان يصحبه معه في أسفاره.

قال في التكملة: كان شيخ الشيعة ومحي الشريعة أستاد الشيوخ الفحول الذين منهم العلامة الشيخ الانصاري فإنه كان عمدة مشايخه في الفقه وكان محققاً متبحراً دقيق النظر جمع بين التحقيق وطول الباع، إليه انتهت رياحة الامامية في عصره بعد موت أخيه الشيخ موسى وكان يحضر درسهما يزيد على الألف من فضلاء العرب والعجم، منهم المير فتاح الذي جمع تقريرات شيخه المذكور في الدرس وسماها العناوين وهي مشحونة بالتحقيق والتدقيق كما لا يخفى وقل نظيره في تربية العلماء وتخريج الأفاضل، وقال في الطليعة: كان بحر علم زاخراً رجراجاً ومصباح فضل وهاجاً إذا ارتقى منابر العلوم أحدقت به الفضلاء إحداق النجوم ببدرها وإذا أفاد تاناثر اللؤلؤ المنظوم من فيه وكان شاعراً ماهراً - إلى آخر ما قال - ولما توفى أخوه الشيخ موسى إلتبس الأمر واشكل الحال فيمن يرجع إليه في الفتيا ( التقليد ) فاجتمع النابهون من أهل العلم والمبرزون من أهل الفضل ممن لهم لياقة وأهلية الاختيار على تعيين المرجع فاختاروا المترجم له وقلدوه الزعامة وأكثر الشعراء في هذه الحادثة ونظموا فيها الأشعار.

مدحه جماعة من شعراء عصره كالشيخ ابراهيم قفطان والسيد حسن الأصم والشيخ صالح التميمي، وكتب له عبد الباقي أفندي العمري يطلب منه ديوان السيد صادق الفحام فقال:

يا من تفرد في دواوين العلا

لا زلت بيت قصيد كل نظام

يرجوك تتحف عبدك العمري في

ديوان حضرة صادق الفحام

فأجابه الشيخ علي:

يا ايها العلم الذي قد أذعنت

لسنا فضايله أولو الأعلام

٣٢٩

إني عجبت لجوهري رام أن

ينشو بنشوة صادق الفحام

( تخرجه ):

تفقه على أبيه العلامة الكبير وكان ملازماً لدرس أخيه الشيخ موسى تخرج عليه كثير من العلماء المشاهير الذين حازوا الرياسة الدينية والزعامة العلمية منهم المير فتاح ( صاحب العناوين ) ومنهم شريف العلماء والسيد صاحب الضوابط والشيخ الانصاري والسيد مهدي القزويني والشيخ مشكور الحولاوي والآخوند زين العابدين الكلبا يكاني وله منه إجازة والشيخ جعفر التستري والشيخ أحمد الدجيلي والشيخ حسين نصار والشيخ طالب البلاغي والفقيه الشيخ راضي والسيد علي الطباطبائي والسيد حسين الترك والحاج ملا علي الخليلي وأخوه الحاج ميراز حسين.

له كتاب في الخيارات طبع في طهران ورسالة في حجية الظن مفصلة والقطع والبراءة والاحتياط على الطريقة التي تابعه عليها تلميذه العلامة الأنصارى وله رسائل كثيرة متفرقة وله تعليقة على رسالة والده بغية الطالب لعمل المقلدين.

ومن آثاره الخالدة مسجدهم المعروف المتصل بمقبرتهم ومدرستهم فإن أخاه الشيخ موسى أقام أساسه ومات فأكمله هورحمه‌الله ، كان عفيفاً أبيا مترفعاً عن الحقوق ولا يتناول منها درهماً واحداً. كما أخبر بذلك وكيله الحاج ابراهيم شريف وعيشته ونفقة عياله مما يرد عليه من الأنعام والهدايا وما تدره عليه بعض الأراضي الزراعية التي هي من عطايا الولاة لهم ولم يزل بعضها باقياً حتى اليوم.

وله شعر كثير وهو من جيد الشعر ونفيسه وقد نظم في أغلب أنواع الشعر من الغزل والنسيب والمدح والرثاء والتهاني، وله مراسلات ومكاتبات مع

٣٣٠

الادباء نظماً ونثراً.

توفى في كربلاء فجأة، خرج من داره قاصداً الحرم الحسيني فلما دخل الصحن الشريف سقط ميتاً وذلك سنة 1253 فحمل على الأعناق إلى النجف الأشرف ودفن مع آبائه في مقبرتهم وأعقب خمسة أولاد وهم الشيخ مهدي والشيخ محمد والشيخ جعفر والشيخ حبيب والشيخ عباس. ورثته الشعراء بمراث كثيرة.

وله قصائد عامرة في الامام الحسينعليه‌السلام منها قصيدته التي أولها:

مررت بكربلاء فهاج وجدي

مصارع فتية غر كرام

والتي أولها:

رحل الخليط جزعت أم لم تجزع

وحبست أم أطلقت حمر الأدمع

وثالثة مطلعها:

إلى كم يروع القلب منك صدوده

وسالف عيش كل يوم تعيده

٣٣١

الشيخ محمد الشويكي

المتوفي 1254

ذكره البحاثة الشيخ علي الشيخ منصور المرهون في كتابه ( شعراء القطيف ) فقال: علامة شهير وأديب فذ، معروف بالتقى والروع والصلاح، وهو أحد علمائنا الأعلام في القرن الثالث عشر.

والشويكي نسبة إلى بلده ومحل توطنه ( الشويكة ) مدخل مدينة القطيف من الجهة الجنوبية معاصر للمشهدي - الآتي ذكره - ومجارياً له في أدبه.

أثبت قصيدته التي أولها:

مررت على تلك الديار البلاقع

فناديت هل لي من مجيب وسامع

ورأيت في بعض المخطوطات له قصائد منها التي أولها:

يا عين فابكي مدى الأيام والزمن

على الحسين غريب الدار والوطن

وهي تزيد على الخمسين بيتاً. وأخرى رائية مطولة يقول كاتبها إنها للشيخ محمد ابن الشيخ عبدالله الشويكي.

٣٣٢

المستدركات

المقنع من بني ضرار بن غوث بن مالك بن سلامان بن سعد هذيم.

ذكره العسقلاني في ( الإصابة في تمييز الصحابة ) ج 6 ص 135 وقال: ذكره ابن الكلبي في ترجمة ولده طارق بن المقنع أنه رثى الحسين بن علي لما قتل، قال: وقد شهد بعض آبائه مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مشاهده وعداده في الأنصار.

محمد بن الفضل الهمداني

ألا يا قبور الطف من بطن كربلا

عليكن من بين القبور سلام

ولا برحت تسقي عراصك ديمة

يجود بها سحّا عليك غمام

ففيكنّ لي حزن وفيكنّ لي جويً

وفيكنّ لي بين الضلوع ضرام

اصاب المنايا سادتي فتخرّموا

وللدهر احداث لهنّ عرام

دهي ذكرهم قلبي فبت مسهدا

ولم يده اولاد الحرام فناموا(1)

__________________

1 - حماسة الظرفاء من اشعار المحدثين والقدماء لابي محمد عبدالله بن محمد العبد لكاني الزوزني المتوفي سنة 431.

٣٣٣

الفهرس

السيد احمد علي خان 9

الشيخ يوسف البحراني 12

علي بن ماجد الجد حفصي 18

علي بن حبيب الخطي 20

السيد علي السيد احمد 22

السيد محمد الشاخوري 24

الملا كاظم الأزري 26

الملا كاظم الازري 29

(نشأة المترجم وحياته)30

(ادبه وشعره)31

السيد سليمان الكبير 38

السيد سليمان الكبير 42

السيد مهدي بحر العلوم48

الشيخ ابراهيم يحيى الطيبي 55

السيد احمد العطار64

السيد محمد زيني 75

حسين افندي العشاري 84

ابن الخلفة89

الشيخ محمد بن الخلفة94

الشيخ حسين العصفوري 119

الشريف ابن فلاح الكاظمي 122

امين بن محمود الكاظمي 131

الشيخ امين الكاظمي 132

الشيخ حميد نصار134

الشيخ حميد نصار الشيباني اللملومي النجفي 135

الشيخ محمد رضا النحوي 138

٣٣٤

الشيخ محمد رضا النحوي 142

السيد جواد العاملي 171

السيد محسن الاعرجي 176

السيد محسن الاعرجي 178

الشيخ نصر الله يحيى 184

السيد ابراهيم العطار186

السيد ابراهيم العطار189

الشيخ محمد علي الاعسم 194

الشيخ محمد علي الاعسم 196

مسلم بن عقيل الجصاني 210

الشيخ مسلم الجصاني 211

الحاج هاشم الكعبي 213

الحاج هاشم الكعبي 218

الشيخ هادي النحوي 234

الشيخ هادي النحوي 237

الشيخ حمزة النحوي 242

الشيخ حمزة النحوي 244

السيد باقر العطار245

السيد باقر بن ابراهيم بن محمد الحسني البغدادي 246

الملا حسين جاويش 254

الملا حسين جاويش 256

الشيخ محمد رضا الازري 260

الشيخ احمد زين الدين الاحسائي 267

الشيخ احمد زين الدين الاحسائي 268

السيد حسن الاصم - العطار270

السيد حسن العطار البغدادي 271

الشيخ علي الاعسم 273

٣٣٥

الشيخ علي الاعسم 274

الشيخ علي نقي الاحسائي 276

السيد سليمان داود الحلي 278

السيد سليمان داود الحلي 280

الشيخ عبد الحسين الاعسم 287

محمد بن ادريس مطر الحلي 295

السيد محمد الادهمي 298

عمر الهيتي 300

الشيخ عمر رمضان الهيتي الاصل البغدادي المسكن 301

علي بن حبيب التاروتي 304

الشيخ صادق العاملي 305

حبيب بن طالب البغدادي 306

حبيب بن طالب البغدادي 307

حسن التاروتي 310

الشيخ حسن التاروتي 314

ابراهيم بن نشرة البحراني 318

الشيخ حسين نجف 320

الشيخ حسين بن الحاج نجف 321

محمد بن سلطان 324

محمد بن سلطان 325

الشيخ علي كاشف الغطاء326

الشيخ محمد الشويكي 332

المستدركات 333

محمد بن الفضل الهمداني 333

٣٣٦

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

داخل النفوس البشريّة، وإثارتها من مكامنها، وإلى ذلك يشير قول الإمام عليّعليه‌السلام وهو يصف مهمّة الأنبياء: « فبعث فيهم رسله، وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكّروهم منسيّ نعمته، ويحتجّوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول »(١) .

ولأجل ذلك أيضاً أمر الله سبحانه نبيّه محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله بأن يذكّر الناس بما خلقوا وفطروا عليه فقال:( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ) ( الغاشية: ٢١ ).

ولقد أشبعنا الكلام ـ في الجزء الأوّل ـ عند البحث عن المعرفة الفطريّة، وقلنا بأنّ الدين، واُصول فروعه الكليّة مركوزة في النفس البشريّة، وهو شيء أشار إليه قوله سبحانه:( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ( الروم: ٣٠ ).

فما هو المفطور عليه البشر هو الدين بمعناه الوسيع الشامل للعقيدة والأخلاق والقيم والسجايا وقد روى الفريقان عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله: « ما من مولود إلّا يولد على الفطرة ثمّ أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه. ثُمّ قال:( فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) »(٢) .

عوامل تكوين الشخصيّة

وتتلخّص عوامل تكوين الشخصيّة وأجواء التربية في ثلاث اُمور أساسيّة هي :

١. الوراثة.

٢. التعليم.

٣. البيئة.

ولقد اهتم الإسلام بهذه الاُمور الثلاثة اهتماماً بالغاً، ورسم لها برامج ومناهج

__________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة الاُولى.

(٢) تفسير البرهان ٣: ٣٦١، التاج الجامع للاُصول ٤: ١٨٠.

٤٢١

دقيقة ورصينة ليمكن تكوين الشخصيّة الإنسانيّة المتكاملة والنفسيّة البشريّة الفاضلة ؛ وإليك تفصيل القول في كلّ واحد منها :

١. الوراثة

يرى علماء التربية والنفس للابتداء في تربية النشء مبدءاً معيّنا في عمر الإنسان، يعتقدون أنّه الوقت المناسب للتهذيب والتربية بيد أنّ الإسلام لا يرى ذلك بل يعتقد أنّ العناية بأمر الطفل يجب أن تبدأ منذ اللقاء الأوّل بين والديه، ومنذ انعقاد نطفته بل وقبل ذلك. لأنّ الإسلام يرى أنّ أكثر ما ينطوي عليه الأبوان من أخلاق وصفات تنتقل ـ بالوراثة ـ إلى أبنائهم، وتؤثّر على شخصيّتهم، ومسيرهم ومصيرهم، ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلميّة بالكناية البليغة، والاشارة الحسيّة اللطيفة حيث قال:( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إلّا نَكِدًا كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ) ( الأعراف: ٥٨ ).

إنّ الله سبحانه لم يكن يريد أن يقرّر للناس ما هم عارفونه، ومطّلعون عليه من ظواهر الطبيعة من أنّ الأرض الطيبة يكون نباتها طيباً، والخبيثة لا يُخرج منها إلّا النكد، بل كان يريد الإشارة إلى الدور الحسّاس الذي يلعبه عامل الوراثة وأخلاق الأبوين في المولود. وإلى ذلك يشير شيخ الأنبياء نوحعليه‌السلام حيث يدعو الله سبحانه أن لا يبقي من قومه الكفرة أحداً في الأرض لأنّهم إن بقوا لا يلدوا إلّا فاجراً كفّاراً إذ قال الله عنه:( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا *إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إلّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) ( نوح: ٢٦ ـ ٢٧ ).

وهي تكشف عن أنّ صلاح الوالدين يهيّء الأرضيّة لصلاح الولد كما أنّ فسادهما يهيّء الأرضيّة لفساده وانحرافه. كما قال الإمام عليّعليه‌السلام : « حُسنُ الأخلاق بُرهانُ كرم الأعراق »(١) .

__________________

(١) غرر الحكم: ٣٧٩.

٤٢٢

وإلى هذا الناموس الطبيعيّ ( الوراثة ) أشارت جملة كبيرة من الأحاديث، والمناهي الواردة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته المعصومين.

فقد نهى الإسلام عن التزوّج بالمرأة الحمقاء تجنّباً لمساوئ هذا الزواج إذ قال النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إيّاكُم وتزويج الحمقاء فإنّ صُحبتها بلاء، وولدُها ضياع »(١) .

كما نهىصلى‌الله‌عليه‌وآله عن تزويج الفاسق: « من زوّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمه »(٢) .

ولتأثير الوراثة على الشخصيّة الإنسانيّة نرى أنّ الإمام عليّعليه‌السلام يأمر عامله الأشتر في عهده بالاتّصال بذوي المروءات وأصحاب الأحساب الكريمة حيث يقول: « ثمّ الصق بذوي المروءات والأحساب وأهل البيوتات الصالحة والسّوابق الحسنة ثمّ أهل النجدة والشّجاعة والسّخاء والسّماحة فإنّهُم جماع من الكرم وشعب من العُرف »(٣) .

وذلك لما في هذه الناحية من الأثر الطيّب على فكر الإنسان وسلوكه وشخصيّته ونفسيّته.

ونهى عن تزويج الزانية والزاني إذ قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « لا تزوّجوا المرأة المستعلنة بالزّنا ولا تزوّجوا الرجل المستعلن بالزّنا إلّا أن تعرفوا منهما التّوبة »(٤) .

ثمّ أشار الإمام الصادقعليه‌السلام في رواية اُخرى إلى تأثير الزنا في نفسيّة الطفل المتولّد من الزنا بقوله: « ثانيهما: أنّه يحنّ إلى الحرام الّذي خُلق منهُ، وثالثُها: الاستخفافُ بالدّين »(٥) .

ولعلّه يكون لولد الزنا هذه الحال لأنّ والديه حينما يقومان بالزنا، يشعران بأنّهما ينقضان القانون، وهي صفة تنتقل إلى وليدهما ـ بالوراثة ـ فيكون الولد المتولّد منهما

__________________

(١) وسائل الشيعة ١٤: ٥٦.

(٢) الكافي ١: ٥٤.

(٣) نهج البلاغة: قسم الكتب ( الكتاب ٥٣ ).

(٤) مكارم الأخلاق: ١٠٤.

(٥) سفينة البحار ١: ٥٦٠.

ومن أراد الوقوف على بقيّة الروايات في هذا الباب وتأثير الوراثة على الطفل فليرجع إلى الجزء الرابع عشر من الوسائل من الصفحة ٤٧ إلى الصفحة ٥٧.

٤٢٣

مهيّئاً لنقض القانون، ويسهل ذلك عنده.

ولهذا حثّ الإسلام حثّاً شديداً على اختيار الزوجة الصالحة فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تخيّروا لنطفكم فإنّ العرق دسّاس »(١) .

وقال: « إيّاكم وخضراء الدّمن »

قيل: وما خضراء الدمن ؟

قال: « المرأة الحسناء في منبت سوء »(٢) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام : « طوبى لمن كانت اُمّه عفيفةً »(٣) .

وقال الحسين بن بشّار الواسطي كتبت إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّ لي قرابة قد خطب إليّ وفي خلقه سوء قال: « لا تزوّجه إن كان سيّء الخلق »(٤) .

وأنت إذا تصفّحت الأحاديث المرويّة في هذا المجال لوجدت أنّ الإسلام اعتبر صلاح الوالدين اللبنة الاُولى في صلاح الولد واستقامته. وقد صار هذا القانون معروفاً بين الناس حتّى عاد شاعرهم يقول :

ينشأ الصغير على ما كان والده

إنّ الاُصول عليها تنبت الشجر

ولابدّ من القول بأنّ ما ذكر حول عامل الوراثة، وأثره في تكوين شخصيّة الطفل ؛ لا يعني أنّ ما يرتسم في شخصيّة الطفل من أبويه ـ بالوراثة ـ لا يتغيّر ولا يخضع للتبدّل والتحوّل بحيث لا يمكن أن تؤثّر فيه عوامل اُخرى تقضي على ما ورثه من كريم السجايا وشريف الأخلاق أو سيّئها، بل يعني أنّ الوراثة، وصلاح الأبوين يعتبر عاملاً مقتضياً لصلاح الطفل وأرضيّة مناسبة لتنشئته نشأة صالحة مستقيمة، ما لم يمنع مانع، ولم يطرأ طارئ، كما حدث لولد نوح وغيره، وكذا العكس.

وهكذا يكون عامل الوراثة وصلاح الوالدين أوّل مدرسة للتربية السليمة ،

__________________

(١) غرر الحكم: ٣٧٩.

(٢) المحجّة البيضاء ٢: ٥٢، بحار الأنوار ٢٢: ٥٤.

(٣) بحار الأنوار ٢٣: ٧٩.

(٤) وسائل الشيعة ١٤: ٥٤.

٤٢٤

وتكوين الشخصيّة الصالحة. نعم إنّ صلاح الوالدين من حيث الصفات الذاتيّة وحده لا يكفي في نشأة الولد نشأة صالحة، بل يفرض الإسلام على الأبوين أن يتعاهدا ولدهما بالتربية العمليّة، والأدب السليم فقال الإمام زين العابدينعليه‌السلام : « وأمّا حقّ ولدك فأن تعلم أنّه منك ومضاف إليك في عاجل الدّنيا بخيره وشرّه وأنّك مسؤول عمّا ولّيته من حسن الأدب، والدلالة على ربّه عزّ وجلّ والمعونة على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه »(١) .

وقال الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على أهل بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم »(٢) .

وقال الإمام عليّعليه‌السلام : « خير ما ورّث الآباء الأبناء الأدب »(٣) .

وحيث أنّ الكتب الأخلاقيّة الإسلاميّة قد تكفّلت بالبحث المفصّل والعميق في وظيفة الوالدين، فقد طوينا الكلام عنها في هذا الباب خاصّة، وفي مجالات التربية عامّة.

وفي الحقيقة يكون ما ذكرناه هنا دراسة عابرة للإشارة إلى وجود منهج التربية في الحكومة الإسلاميّة، والتفصيل موكول إلى الكتب المعدّة لذلك، ويكفي لمعرفة أهميّة التزكية والتهذيب، ما قاله الإمام الصادقعليه‌السلام : « أحبّ إخواني من أهدى إليّ عيوبي »(٤) .

* * *

٢. التعليم(٥)

عندما تتكوّن اُسس الشخصيّة وقواعدها في نفسيّة الطفل ـ بالوراثة ـ يأتي دور المعلّم، الذي يمثّل المدرسة التربويّة الثانية بعد مدرسة الأبوين وعامل الوراثة. فعلى

__________________

(١) وسائل الشيعة ٣: ١٣٥، ورسالة الحقوق في آخر كتاب مكارم الأخلاق.

(٢) مجموعة ورّام ١: ٦.

(٣) غرر الحكم: ٣٩٣.

(٤) تحف العقول: ٣٦٦.

(٥) سوف يوافيك أنّ الحكومة الإسلاميّة يجب أن تقوم بمسؤوليّة التعليم والتثقيف الصحيح السليم.

٤٢٥

يدي المعلّم الصالح والمربّي الطيّب تنمو السجايا والصفات الحسنة، وتتكامل التربية لدى الطفل ولهذا يكون دور التعليم ـ في مصير الطفل ـ دوراً حسّاساً بالغ الخطورة جداً.

ففي هذه الفترة ـ بالذات ـ تتّخذ الشخصيّة شكلها الكامل تقريباً، ومن هنا حرص الدين الإسلاميّ على أن يكون جوّ التعليم جوّاً سليماً طاهراً وصالحاً للغاية، وذلك لأنّ قلب الطفل أسرع قبولاً لما يلقى فيه، فهو يتقبّل كلّ شيء من معلّمه، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ ولذلك قال الإمام عليّ لولده الحسنعليهما‌السلام : « وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما اُلقي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك »(١) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام لأبي جعفر الأحول حينما بعثه للتبليغ والتعليم: « عليك بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ الخير »(٢) .

إنّ هذه الفترة من أخطر الفترات وأكثرها حسّاسية في حياة الطفل ولذلك قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المرجئة »(٣) .

ولقد كان للتربية الصالحة والتعليم السليم آثاراً جليلة في التاريخ البشريّ فهاهو عمر بن عبد العزيز سليل الشجرة الملعونة على لسان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تتغيّر طباعه وتتحوّل سجاياه إذ يتولاّه معلّم صالح بتربية صالحة فينشأ على خلاف ما نشأ عليه آباؤه وأسلافه ويفعل عكس ما يفعلوه.

قال عمر بن عبد العزيز: ( كنت غلاماً أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود فمرّ بي يوماً وأنا ألعب مع الصبيان ونحن نلعن عليّاً، فكره ذلك ودخل المسجد، فتركت الصبيان وجئت إليه لأدرس عليه وزدي، فلمّا رآني قام فصلّى وآطال في الصلاة شبه المعرض عنّي حتّى أحسست منه ذلك فلمّا انفتل من صلاته كلح في وجهي.

فقلت له: ما بال الشيخ ؟

__________________

(١) مستدرك الوسائل ٣: ٧١.

(٢ و ٣) الكافي ٦: ٩٣، ٤٧.

٤٢٦

فقال لي: يا بنيّ أنت اللاعن عليّاً منذ اليوم ؟!

قلت: نعم.

قال: فمتى علمت أنّ الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟

فقلت: يا أبت، وهل كان ( عليّ ) من أهل بدر ؟

فقال: ويحك ! وهل كانت بدر كلّها إلّا له ؟

فقلت: لا أعود.

فقال: الله إنّك لا تعود.

قلت: نعم.

فلم ألعنه بعدها.

ثمّ كنت أحضر تحت منبر المدينة وأبي يخطب يوم الجمعة، وهو حينئذ أمير، فكنت أسمع أبي يمرّ في خطبته تهدر شقاشقه حتّى يأتي إلى لعن عليّعليه‌السلام فيجمجم ويعرض له من الفهاهة والحصر ما الله عالم به، فكنت أعجب من ذلك.

فقلت له يوماً: يا أبت أنت أفصح الناس وأخطبهم فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك حتّى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عييّاً ؟

فقال: يا بنيّ أنّ من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتّبعنا منهم أحد. فوقرت كلمته في صدري مع ما كان قاله لي معلّمي أيام صغري فأعطيت الله عهداً لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لاُغيرنّه فلمّا منّ الله عليّ بالخلافة أسقطت ذلك، وجعلت مكانه( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) وكتبت إلى الافاق فصار سنّة(١) .

__________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤: ٥٨ المتوفّى (٦٥٥).

٤٢٧

٣. البيئة

إنّ للبيئة والمحيط أثراً كبيراً في تربية الشخصيّة البشريّة وتكوينها فالبيئة الصالحة الطاهرة تساعد على النشأة الصالحة، وعلى العكس تكون البيئة الفاسدة.

ويضرب القرآن الكريم لنا مثلاً عن تأثير البيئة في شخصيّة الإنسان وسلوكه، ومن المعلوم أنّ القرآن الكريم إذا ضرب مثلاً على أمر اختار نموذجاً كبيراً ومثلاً بارزاً جدّاً فهو يمثل لمن أثّرت البيئة الفاسدة في سلوكه ومصيره بامرأتي لوط ونوح إذ قال:( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) ( التحريم: ١٠ ).

ولذلك حرص الإسلام على طهارة المجتمع وسعى في تطهيره من كلّ فساد وانحراف ؛ فأكّد مثلاً على اختيار الصديق الصالح لما له من الأثر على شخصيّة صديقه وخلقه وسلوكه قال الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أراد الله به خيراً رزقه خليلاً صالحاً إن نسي ذكّره وإن ذكر أعانه »(١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً: « أسعد النّاس من خالط كرام النّاس »(٢) .

وقد ورد عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيضاً أنّه قال: « المرء على دين خليله وقرينه »(٣) .

وقال الإمام عليّعليه‌السلام : « واحذر صحابة من يفيل رأيه وينكر عمله فإنّ الصّاحب معتبر بصاحبه »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « لا تصحب الشّرّير فإنّ طبعك يسرق من طبعه شرّاً وأنت لا تعلم »(٥) .

وقال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من يصحب صاحب السّوء لا يسلم »(٦) .

__________________

(١ و ٢) بحار الأنوار ١٥: ٥١.

(٣) وسائل الشيعة ٤: ٢٠٧.

(٤) غرر الحكم: ٧٢٣.

(٥) ابن أبي الحديد ٢٠ الكلمة ١٤٧ص ٢٧٢.

(٦) مستدرك الوسائل ٢: ٦٥.

٤٢٨

وإلى ذلك أشار الشاعر بقوله :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

فكلّ قرين بالمقارن مُقتدي

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم

ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

ولأجل ذلك قرّر الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي من شأنهما تطهير المجتمع كما منع من التجاهر بالمعصية لأنّ ذلك يهوّن الذنب ويزيل قبحه، ويجرّ إلى الانحراف الأخلاقيّ وإلى ذلك أشار الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله: « إنّ المعصية إذا عمل بها العبدُ سرّاً لم يضرّ إلّا عاملها فإذا عمل بها علانيةً ولم يغيّر عليه أضرّت بالعامّة »(١) .

ثمّ انّ الإسلام لم يكتف بتوجيه العناية إلى الاُمور الثلاثة المذكورة، وتقوية ما فطر عليه الإنسان، بل جعل له روادع وزواجر اُخرى فأكّد دور :

١. العقل.

٢. الأنبياء وأوصيائهم.

واعتبرهما حجّتين ملزمتين، قال الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام : « إنّ لله على الناس حجّتين حجّة ظاهرة وحجّة باطنة فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة وأمّا الباطنة فالعقول »(٢) .

وأمّا العقل فقد حثّ الإسلام على إحيائه والاهتمام بنداءاته والأخذ بإرشاداته لأنّه قادر على تمييز الخير عن الشرّ إذ قال الإمام عليّعليه‌السلام : « كفاك من عقلك ما أوضح لك سبيل غيّك من رُشدك »(٣) .

ومنع من كلّ ما يميت العقل ويقضي على نوره، ويعطل أثره فمنع عن شرب الخمر وتعاطيه مثلاً إذ قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ

__________________

(١) وسائل الشيعة ١١: ٤٠٧.

(٢) الكافي ١: ١١.

(٣) نهج البلاغة: قسم الحكم ( الرقم ٤٢١ ).

٤٢٩

رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( المائدة: ٩٠ ).

وأمّا الأنبياء: فقد جهزهم سبحانه بكلّ ما يمكّنهم من تربية الناس تربية صالحة من برامج وتعاليم في هذا المجال.

والجدير بالذكر أنّ الإسلام اتّخذ طريقين حيويين ليجعل تعاليمه أكثر نفوذاً في النفوس وأكثر توفيقاً ونجاحاً في مجال التربية والتزكية وهما :

أوّلاً: إنّه بيّن للناس فلسفة الأحكام والتعاليم وعللها النفسيّة والاجتماعيّة والأخلاقيّة والصحّية ولم يكتف بتقديم النصائح الجافّة، وذلك ليقف الناس بأنفسهم على المفاسد التي تكمن في المناهي وأضرار المعاصي وإلى هذا يشير ما قاله الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام : « إن قال قائل: لم أمر الله تعالى العباد ونهاهم، قيل: لأنّه لا يكون بقاؤهم وصلاحهم إلّا بالأمر والنّهي والمنع من الفساد والتغاصب »(١) .

وكنموذج من هذه العلل نذكر ما قاله الإمام الصادقعليه‌السلام : « حرّم الله الخمر لفعلها وفسادها لأنّ مدمن الخمر تورّثه الإرتعاش وتذهب بنوره، وتهدم مروّته وتحمله أن يجسر على ارتكاب المحارم وسفك الدّماء، وركوب الزّنا ولا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك ولا يزيد شاربها إلّا كلّ شرّ »(٢) .

ولذلك علّل القرآن الكريم تحريمه للخمر والميسر بقوله سبحانه:( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) ( المائدة: ٩١ ).

وقد ألّف علماء الإماميّةرحمهم‌الله كتباً متعدّدة نظّموا فيها ما روي عن النبّي وأئمّة أهل البيت ـ عليهم الصّلاة والسّلام ـ حول فلسفة الأحكام وعللها ونخصّ بالذكر كتاب

__________________

(١) عيون أخبار الرضا: ١٠١.

(٢) وسائل الشيعة ١٧: كتاب الأطعمة والأشربة: ٢٤٤.

٤٣٠

( علل الشرائع ) تأليف الشيخ الصدوق المتوفّى ( ٣٨١ ه‍ )رحمه‌الله .

ثانياً: إنّه أردف أوامره ونواهيه بالتبشير بالثواب الإلهيّ أو الإنذار والتخويف من العذاب. وبذلك حقّق الإسلام ويحقّق نجاحاً كبيراً في مجال التربية يفقده أي برامج آخر سواه، ويدلّ عليه أخلاق المسلمين وسلوكهم حاضراً وماضياً خاصّة، وهي كانت سبب تقدمهم في السابق، كما يدلّ عليه اعتراف الأجانب والأباعد قبل الأصدقاء والأقارب، فقد قال بعض الباحثين عن التربية في الإسلام :

( لا يستطيع أحد من المربّين والمؤرّخين أن ينكر أنّ التربية الإسلاميّة هي الأساس المتين لحضارة المسلمين، والمثل العليا في تلك التربية تتّفق مع الاتّجاهات الحديثة في عالم التربية اليوم )(١) .

ومن هنا يتحتّم على الحكومة الإسلاميّة أن تخطّط لمنهج التربية، وتوفّر أجواءها الصالحة وتخصّص الميزانيّات اللازمة لها، وتستخدم في هذا السبيل كلّ الأجهزة المناسبة من وسائل الإعلام والتوجيه والثقافة وعمارة المراكز الدينيّة والعباديّة وما شابه. ومن المعلوم أنّ هذه الوظيفة تندرج في نطاق مسؤوليّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بقسمه الاجتماعيّ العامّ الذي سبق أن قلنا انّه من واجب الدولة ووظيفتها ومسؤوليّتها وصلاحيّاتها.

هذا وقد قام علماء الإسلام بتأليف كتب كثيرة في علم الأخلاق. ولهذا نجد الاُمّة الإسلاميّة في غنى عن كلّ كتاب أخلاقيّ مؤلّف على أساس الفكر الغربيّ.

ومن أراد التوسع في هذا الباب فليراجع كتاب « طهارة النفس » أو « تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق » تأليف الإمام أبي عليّ بن محمّد ابن مسكويه المتوفّى عام ( ٤٢١ ه‍ ). وقد أثنى عليه المحقّق الخواجا نصير الدين الطوسيّ بقوله :

بنفسي كتاباً حاز كلّ فضيلة

وصار لتكميل البريّة ضامناً

__________________

(١) النظام التربويّ في الإسلام: ١٨.

٤٣١

و « أحياء العلوم » للإمام الغزاليّ المتوفّى عام ( ٥٠٥ ه‍ ) وهوكتاب فريد في بابه لم يؤلّف مثله وإن كان فيه بعض الهنات و « جامع السعادات » للعلاّمة النراقيّ المتوفّى عام ( ١٢٠٩ ه‍ ) إلى غير ذلك من المؤلّفات الأخلاقيّة.

وفي الختام نشير إلى نكتة هامّة وهي أنّه يتحتّم على علماء الأخلاق المسلمين إخراج الأخلاق الإسلاميّة في ثوب عصريّ حديث يتمشّى مع الحاجات والمشكلات العصريّة الراهنة في الشباب وغيرهم.

كما يتحتّم عليهم أن يستفيدوا في تهذيب اجتماع المجتمع من جميع الوسائل والأساليب التربويّة والعلوم الحديثة.

مسؤوليّة التعليم

تحتلّ مسألة التعليم بعد التربية مكانة مرموقة وحسّاسة في برامج ومسؤوليّات الحكومة الإسلاميّة، لا تقل أهمّية عن المسائل الاُخرى.

وبما أنّ البحث في هذا المجال واسع النطاق مترامي الأطراف، لا يسع لنا التعمّق فيه، في هذه العجالة من الوقت، لهذا نكتفي هنا بالإشارة والتلميح إلى بعض الخطوط في هذا المجال، تاركين تفاصيلها للكتب المفصّلة المخصّصة لبيان هذا الجانب المهمّ من جوانب الإسلام الحنيف.

لقد دعا ( الإسلام ) الاُمّة الإسلاميّة دعوة أكيدة وشديدة إلى تحصيل العلم واكتسابه بكلّ وسيلة ممكنة، ومهما كلّف ذلك من الثمن، وتطلّب من الجهد، قال الإمام عليّ بن الحسين زين العابدينعليه‌السلام : « لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللّجج »(١) .

وينطلق هذا الموقف من اهتمام الإسلام بالعلم والمعرفة، فللعلم والمعرفة مكانة عظيمة في هذا الدين تتجلّى في خلال ما جاء حولها من الآيات والنصوص الحديثيّة، وما

__________________

(١) بحار الأنوار ١: ١٨٥.

٤٣٢

جاء حول أهل العلم ورجاله وطلاّبه من التجليل والتبجيل والاحترام والتكريم.

فقد قال سبحانه في كتابه الكريم:( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ) ( الزمر: ٩ ).

وقال أيضاً:( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) ( المجادلة: ١١ ).

ويكفي للتدليل على شدّة اهتمام الإسلام بالعلم والعلماء أنّه وردت مادّة ( العلم ) في الكتاب العزيز ما يقارب (٧٧٩) مرّة(١) .

وأيّ أمر أدل على هذا الاهتمام والعناية من افتتاح الله سبحانه وحيه لنبيّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله بذكر العلم والقلم، فلقد ابتدأت الآيات التي نزلت على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في مطلع البعثة الشريفة بالأمر بالقراءة، وتحدثت عن القلم، وتعليم الإنسان ما لم يعلم، إشارة إلى أعظم موهبة إلهيّة بعد نعمة الخلق والإيجاد، إذ قال تعالى:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ *الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ( سورة العلق: ١ ـ ٥ ).

فهذه الآيات التي نزلت في بدء الدعوة وشروع الرسالة المحمديّة كانت بمثابة الخطب الافتتاحيّة التي يفتتح بها الرؤساء والقادة عهود حكمهم ورئاستهم ويبيّنون فيها منهج سياستهم وأهمّ الخطوط في برنامجهم للمستقبل، فكما أنّ هذه الخطب بحكم كونها ترسم السياسة المستقبليّة لذلك الرئيس ـ تأتي مدروسة الألفاظ، دقيقة المعاني، محسوبة العبارات وتكون مهمّة غاية الأهمّية لأنّها تعكس أهمّ أغراض الحاكم وأبرز اهتماماته، يكون افتتاح الوحي الإلهيّ بذكر العلم والقراءة والقلم وهو كناية عن الكتابة دليلا ـ وأيّ دليل ـ على العناية القصوى التي يحضى بها ( العلم ) في النظام الإسلاميّ.

وأيضاً يكفي للتدليل على هذه العناية الإسلاميّة القصوى بالعلم أنّ الله تعالى أقسم ـ في كتابه الكريم ـ بالقلم بقوله سبحانه:( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) ( القلم: ١ ).

__________________

(١) راجع لذلك: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم مادّة ( علم ).

٤٣٣

وهو أمر ذو دلالة قويّة جداً وخاصّة في ذلك العصر الذي كان الاهتمام فيه بالعلم منعدماً أو كاد أن يكون كذلك(١) .

على أنّ ما جاء في الأحاديث والأخبار من النصوص المتضمّنة لبيان مكانة العلم والعلماء يضاهي ما جاء في القرآن

وأنت ـ أيّها القارئ الكريم ـ لو راجعت الموسوعات الحديثيّة، ترى من كثب كيف اهتمّت الأخبار والروايات بهذا الأمر اهتماماً بالغاً لا تجد له نظيراً بالنسبة إلى سائر الموضوعات ؛ ممّا يعني أنّ ( العلم ) انفرد بهذا المقام في الأحاديث واختصّ به دون غيره وإليك فيما يلي طائفة من هذه الأحاديث :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فضلُ العلم أحبّ إلى الله من فضل العبادة »(٢) .

وقال أيضاً: « العلمُ رأس الخير كُلّه »(٣) .

وقال: « قليل من العلم خير من كثير من العبادة »(٤) .

ويروى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دخل ذات يوم إلى المسجد فإذا في المسجد مجلسان: مجلس يتفقّهون، ومجلس يدعون الله ويسألونه فقال :

« كلا المجلسين إلى خير، أمّا هؤلاء فيدعون الله، وأمّا هؤلاء فيتعلّمون ويفقّهون الجاهل. هؤلاء أفضل، بالتّعليم أرسلت »، ثمّ قعد معهم(٥) .

وقال الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : « العلم أصل كلّ خير »(٦) .

وقالعليه‌السلام أيضاً: « العلم وراثة كريمة »(٧) .

وقالعليه‌السلام أيضاً: « قيمة كلّ أمرئ ما يحسنه »(٨) .

__________________

(١) روى البلاذري في فتوح البلدان: ٤٥٩، إنّ عدد من كان يحسن الكتابة في الأوس والخزرج كان قليلاً ولا يتجاوز (١١) شخصاً كما كان عدد من يحسن الكتابة في مكّة قليلاً أيضاً بحيث لا يتجاوز سبعة عشر كما في الصفحة ٤٥٧ من نفس الكتاب.

(٢) بحار الأنوار ١: ١٦٧، ١٨٥، ١٦٩.

(٣) بحار الأنوار.

(٤) بحار الأنوار ١: ١٦٧، ١٨٥، ١٦٩.

(٥) منية المريد: ١٣.

(٦) غرر الحكم: ٢٠.

(٧) بحار الأنوار ١: ١٦٧، ١٨٥، ١٦٩.

(٨) نهج البلاغة: قصار الكلمات ( الكلمة رقم ٨١ ).

٤٣٤

وقالعليه‌السلام أيضاً: « العلم ضالّة المؤمن »(١) .

وقال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : « العلم أصل كلّ حال سنيّ ومنتهى كلّ منزلة رفيعة »(٢) .

وقال الإمام الباقر محمّد بن عليّعليه‌السلام : « الرّوح عماد الدّين، والعلم عماد الرّوح، والبيان عماد العلم »(٣) .

إلى غير ذلك من مئات الأحاديث والأخبار الدالّة على أهمّية العلم ومكانته العليا وموضعه الأرفع في الدين الإسلاميّ.

ومن هنا أكّد الإسلام على المسلمين أن يكتسبوا العلم ويحصلوا على المعرفة فقد روي عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة »(٤) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ألا إنّ الله يحبّ بغاة العلم »(٥) .

وقال الإمام عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام : « الشّاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله »(٦) .

وقال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : « طلب العلم فريضة على كلّ حال »(٧) .

وقال: « لست اُحبّ أن أرى الشّابّ منكم إلّا غادياً في حالين: إمّا عالماً أو متعلّماً فإن لم يفعل فرّط، فإن فرّط ضيّع، فإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النّار والّذي بعث محمّداً بالحقّ »(٨) .

__________________

(١ و ٣) بحار الأنوار ١: ١٦٩، ١٨١.

(٢) ـ بحار الأنوار ٢: ٣١ ـ ٣٢.

(٤) البحار ١: ١٧٧، وربّما ورد في بعض الأحاديث ذكر المسلم دون المسلمة والمراد به هو الجنس المسلم الشامل للذكر والاُنثى مثل( إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) .

(٥) الكافي ١: ٣٠.

(٦) روضة الواعظين: ١٠.

(٧) بصائر الدرجات: ٣.

(٨) بحار الأنوار ١: ١٧٠، الحديث ٢٢.

٤٣٥

إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة جدّاً.

وفي الوقت نفسه أوصى العلماء وأهل العلم أن يعلّموا الناس وينشروا الثقافة والعلم والمعرفة بينهم فقد روي عن الإمام عليّعليه‌السلام أنّه قال: « إنّ الله لم يأخذ على الجّهال عهداً بطلب العلم حتّى أخذ على العلماء عهداً ببذل العلم للجهّال لأنّ العلم كان قبل الجهل »(١) .

وعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال: « زكاة العلم أن تعلّمه عباد الله »(٢) .

ولقد روي أنّ الإمام عليّ لـمّا كان يفرغ من الجهاد يتفرّغ لتعليم الناس(٣) .

ولقد اعتبر الإسلام تعليم الأولاد وتثقيفهم حقّاً واجباً من حقوق الأبناء على آبائهم فعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « من حقّ الولد على والده ثلاثة

يحسن اسمه

ويعلّمه الكتابة

ويزوّجه إذا بلغ »(٤) .

وعن الإمام الصادق جعفر بن محمّدعليه‌السلام أنّه قال: « الغلام يلعب سبع سنين ويتعلّم الكتابة سبع سنين ويتعلّم الحلال والحرام سبع سنين »(٥) .

وقد كشف الإمام عليّعليه‌السلام عن أنّ سنّ الطفولة هو أفضل فرصة لتلقّي العلم وأخذ المعرفة فقال: « وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها من شيء قبلته »(٦) .

ولذلك قالعليه‌السلام : « علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجّئة برأيها »(٧) .

__________________

(١ و ٢) الكافي ١: ٣٢ ـ ٣٣.

(٣) مستدرك الوسائل ٢: ٤١٧.

(٤) مكارم الأخلاق: ١١٤.

(٥) وسائل الشيعة ٧: ١٩٤.

(٦) نهج البلاغة: الخطبة ٣١.

(٧) بحار الأنوار ٢: ١٦.

٤٣٦

فلا بدّ إذن من استغلال هذه الظاهرة واغتنام الفرصة وتوجيهها الوجهة الصالحة التي تتّسم بالتوازن وحسن السلوك وحبّ الفضيلة والمعرفة.

ولقد فتح الإسلام باب تحصيل العلوم في وجه الجميع نساء ورجالاً من دون أي قيد أو شرط، إلّا شرطاً واحداً هو أن يتمّ هذا التحصيل في جوّ سليم عار من أي فساد أخلاقيّ أو انحراف معنويّ.

وتحقيقاً لهذا الأمر السامي وهو تعميم الثقافة والعلم حظر على المعلّمين أن يأخذوا الاُجرة ـ على تعليمهم بعض العلوم.

هذا بعد أن رفع مكانة المعلّم، وكشف عن جليل مقامه، واعتبر حقّه من أعظم الحقوق.

قال الإمام زين العابدينعليه‌السلام : « وأمّا حقّ سائسك بالعلم فالتّعظيم له، والتّوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم بأن تفرّغ له عقلك وتحضره فهمك، وتزكّي له قلبك وتجلي له بصرك بترك اللّذات، ونقص الشّهوات وأن تعلم أنّك فيما ألقى إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجّهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلّدتها »(١) .

وروي عن الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّعليه‌السلام أنّه قال: « إنّ رجلاً جاء إلى عليّ بن الحسين برجل يزعم أنّه قاتل أبيه فاعترف فأوجب عليه القصاص، وسأله أن يعفو عنه ليعظّم الله ثوابه فكأنّه لم تطب نفسه بذلك، فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام للمدّعي للدّم الوليّ المستحقّ للقصاص :

إن كنت تذكر لهذا الرّجل عليك فضلاً فهب له هذه الجناية واغفر له هذا الذّنب ».

قال: أُريد القود [ أي القصاص ] فإن أراد لحقه على أن اُصالحه على الدية

__________________

(١) تحف العقول ـ رسالة الحقوق ص ٢٦٠.

٤٣٧

صالحته وعفوت عنه فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : « فماذا حقّه عليك ».

قال: يا ابن رسول الله لقّنني توحيد الله ونبوّة محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإمامة عليّ والأئمّة:

فقال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : « فهذا لا يفي بدم أبيك ؟

بلى والله يفي بدماء أهل الأرض كلّهم من الأوّلين والآخرين سوى الأنبياء والأئمّة إن قتلوا، فإنّه لا يفي بدمائهم شيء إن يقنع منه الدية ».

قال: بلى.

قال عليّ بن الحسينعليه‌السلام للقاتل: « افتجعل لي ثواب تلقينك له حتّى أبذل لك الدية فتنجو من القتل » ؟.

قال: يا ابن رسول الله أنا محتاج إليها وأنت مستغن عنها فإنّ ذنوبي عظيمة وذنبي إلى هذا المقتول أيضاً بيني وبينه لا بيني وبين وليّه هذا.

قال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : « فتستسلم للقتل أحبّ إليك من نزولك عن هذا التّلقين » ؟.

قال: بلى يا ابن رسول الله.

فقال عليّ بن الحسين لوليّ المقتول: « يا عبد الله قابل بين ذنب هذا إليك وبين تطوّله عليك، قتل أباك، حرمه لذّة الدنيا وحرمك التّمتع به فيها على أنّك إن صبرت وسلمت فرفيقك أبوك في الجنان، ولقّنك الإيمان فأوجب لك به جنّة الله الدائمة وأنقذك من عذابه الأليم، فإحسانه إليك أضعاف جنايته عليك، فإمّا أن تعفو عنه جزاءً على إحسانه إليك، لأُحدّثكما بحديث من فضل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خير لك من الدّنيا بما فيها، وإمّا أن تأبى أن تعفو عنه حتّى أبذل لك الدية لتصالحه عليها ثمّ أخبرته بالحديث دونك فلمّا يفوتك من ذلك الحديث خير من الدّنيا بما فيها لو اعتبرت به ».

فقال الفتى: يا ابن رسول الله قد عفوت عنه بلا دية ولا شيء إلّا ابتغاء وجه الله

٤٣٨

ولمسألتك في أمره فحدّثنا يا ابن رسول الله بالحديث الخ »(١) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ معلّم الخيرات يستغفر له دوابّ الأرض وحيتان البحر وكلّ ذي روح في الهواء وجميع أهل السّماء والأرض »(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « من علّم خيراً فله بمثل أجر من عمل به ».

قلت: فإن علّمه غيره أيجري ذلك ؟

قالعليه‌السلام : « إن علّمه النّاس كلّهم جرى له ».

قلت: فإن مات ؟ قال: « وإن مات »(٣) .

وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما تصدّق النّاس بصدقة مثل علم ينشر ».

وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: « من علّم مسلماً مسألةً فقد ملك رقبته » فقيل يا رسول الله: أيبيعه ؟ قال: « لا، ولكن يأمره وينهاه »(٤) .

ثمّ إنّ التاريخ الإسلاميّ مليء بالنساء العالمات اللواتي حظين بالمقام العلميّ السامي بفضل ما أتاح لهنّ الإسلام من فرصة التعليم واكتساب المعرفة، وحتّى كان منهنّ المحدثات والراويات عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أهل بيته المطهّرينعليهم‌السلام .

فها هو ابن الأثير يذكر في كتابه طائفة منهنّ روين أحاديث عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله منهنّ :

أسماء بنت يزيد السكن الأنصاريّة ابنة عمّ معاذ بن جبل.

وأسماء بنت يزيد الأنصاريّة من بني عبد الأشهل التي روت رواية شريفة جداً عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أن سألته عمّا يلحق بالنساء من الأجر والمثوبة من خدمة أزواجهنّ واستحسن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله سؤالها ومنطقها وأدبها.

واُميمة مولاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

واُميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف.

وجويريّة بنت الحارث الخزاعيّة المصطلقيّة.

__________________

(١ و ٢ و ٣ و ٤) بحار الأنوار ٢: ١٢ ـ ١٣، ١٧، ١٦، ٤٢.

٤٣٩

وحواء بنت زيد السكن الأنصاريّة الأشهليّة.

وخولة بنت عبد الله الأنصاريّة.

وزينب بنت جحش الأسديّة.

وزينب بنت خباب بن الأرت ( ذكرها البخاريّ في من روى عن النبيّ ).

واُمّ صابر بنت نعيم بن مسعود الأشجعيّ.

وهذه نماذج من الصحابيّات والراويات التي تزخر بأسماءهنّ كتب أسماء الصحابة والرواة.

كما عقد العلاّمة المامقانيّ في كتابه الرجاليّ فصلاً خاصّاً وموسّعاً في ذكر النساء اللواتي لهنّ رواية عن النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ويعتبرن من حملة الحديث فعدّ منهنّ نساء بارزات في مجالات العلم والثقافة وذات شخصيّات ومواقف نبيلة، ومن أراد الوقوف على كامل أسمائهنّ فليراجع الجزء الثالث / الصفحة ٦٩ ـ ٨٣ من هذا الكتاب.

وها نحن نذكر هنا بعضاً منهنّ على سبيل المثال لا الحصر :

اُمّ أيمن التي شهدت مع الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء بنت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في قضيّة فدك.

وأسماء بنت أبي بكر التي سمّاها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بذات النطاقين إشارة لموقفها في حصار الشعب.

واُمّ حزام التي كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يكرمها ويزورها في بيتها، ويقيل عندها، وأخبرها بأنّها شهيدة.

واُمّ سلمة التي كانت تغزو مع رسول الله وروت عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث، وروى عنها ابنها انس.

واُمّ سلمة التي كانت من المهاجرات إلى الحبشة.

واُمّ كلثوم التي كانت جليلة القدر فصيحة بليغة.

وثويبة مولاة أبي لهب، وقد وقعت ضمن أسانيد الصدوق في كتاب من لا يحضره

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627