مفاهيم القرآن الجزء ٣

مفاهيم القرآن14%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 543

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 543 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 201820 / تحميل: 6187
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
العربية

١

٢

لقد وافتنا رسائل من الشخصيات البارزة المتبحّرة بعلوم القرآن وتفسيره تشجّعنا على مواصلة العمل ونحن نقدم إليهم بالشكر وننشر كلماتهم فيما يأتي من الأجزاء مشفوعاً بالتقدير والإكبار.

كلمة قيّمة للمفكّر الإسلامي الكبير والمفسّر القدير العلّامة السيّد محمد حسين الطباطبائي قدس‌سره مؤلّف الكتاب القيّم « الميزان في تفسير القرآن ».

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد وآله الطاهرين.

أمّا بعد، فإنّ الكتاب الذي بين يديك سلسلة بحوث قيّمة في القرآن الكريم وتفسيره على أساس « الوحدات الموضوعية » فيه. ويلاحظ الباحث فيها أنّها تعتمد، قبل كل شيء على الاستفادة من نفس مفاهيم القرآن الكريم في عرض المواضيع كما يلاحظ الروح الموضوعية الهادفة والاُسلوب الفخم، والتتبع الدقيق، والإسهاب في البحث، والاستيفاء الكامل لكلّ جوانب الموضوع. فأسأل الله أن يوفّق مؤلّفنا الموفّق لتنقيح سائر المواضيع في الأجزاء الآتية، انّه سميع بصير.

محمد حسين الطباطبائي

عام ١٣٩٣ ه‍

قم ـ إيران

٣

اكبار وتقدير لهذه الموسوعة القرآنية من المحقق المتتبع العلّامة الكبير الشيخ محمد تقي التستري دام ظله، صاحب كتاب « قاموس الرجال ».

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة العلّامة فخر الأيام الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته.

وصلني كتابكم الميمون ففتح علينا أبواب البهجة والسرور، كما وصلني مؤلّفكم القيّم « مفاهيم القرآن » وقد طالعته من أوّله إلى آخره والحق أنّكم بحثتم فيه عن موضوعات كثيرة وعالجتم فيه المسائل الإسلامية معالجة جديدة، بعيدة عمّا حولها من آراء وأفكار مهجورة فجزاكم الله عن الإسلام والدين والعلم خير الجزاء.

والعجب أنّكم رغم نشأتكم فى إيران أخذتم بناصية اللغة العربية كأديب مصري أو بغدادي، فأتيتم بتعابير عصرية رائجة، أدام الله في تأييدكم وزاد في تسديدكم.

الشيح محمد تقي التستري

٤

التفاتة كريمة وكتاب مبارك من الاُستاذ الفذ سماحة العلّامة الحجة الشيخ محمد الكرمي دام ظله الوارف نقتطف منه ما يلي :

بسم الله الرحمن الرحيم

هزتني طرّة عنوانه لأنّه مبتكر في بابه

كم بتّ أتململ ساعات طوالاً من الليل، وآناء كثيرة من أطراف النهار أجول بفكري في غضون الحياة لعلّي أطّلع من بعض منافذها على بصيص أجعله مناراً للخروج من حيرتي لأنّي أعرف للفضيلة مفهوماً ولا أراه بين الناس، وللدين أهمية عظمى ولا أجدها ظاهرةً بينهم نعم قد تقع العين أحياناً على فاضل متزن وكاتب متقن وكتاب متشخّص فيلوح في الآفاق كما تلوح النجمة اللّامعة في شاشة الظلام الأدكن ويحصل منها بصيص للدرب يهوّن على سالكه المسير فلا يكون كخابط في ليلة ظلماء.

وفي مثل هذا الوقت المتلوي والظرف الحرج يتحفني صديق لي حميم وهو الاُستاذ جعفر السبحاني بالجزء الأوّل من تفسيره الموضوعي للقرآن الكريم « فهزّتني طرّة عنوانه لأنّه مبتكر في بابه » فانّ كل من كتب في التفسير كتب على طبق تسلسل السور من الفاتحة إلى المعوذة بالترتيب الموجود للمصحف الشريف، أمّا صديقنا الفاضل فقد حاول خطة اُخرى هي بنظري آصل من الخطط الدارجة وهي إلمامه بجميع ما في

٥

القرآن من أهداف وموضوعات تحدّث القرآن الكريم عنها وإشخاص كل هدف في باب خاص والإفاضة عنه بالآيات التي رمت إليه في أيّة سورة كانت.

... لقد أتحفني صديقي السبحاني بالجزء الأوّل من تفسيره الموضوعي فقرأت مقدّمته لأستجلي من مجملها تفاصيل ما دوّن أو يريد تدوينه، فوقفت على مجمل مفعم بالمطالب الدقيقة وفتحت الكتاب عفواً فوقعت عيني على عنوان " أُمّية النبي في القرآن " وسرحتها قصداً لترتع في هذه الجنائن الناظرة والحدائق الغنّاء فكان والحق يقال محقّقاً لمادة المطلب مفتشاً على كلّ مظنة توفي بها على ما يوخّى من بحثه وبعد ذلك مطبقاً لما علّق بنظره مبرهناً عليه طارداً للشبه والإشكالات التي توجّه إليه.

فالسبحاني وإن كان كتبَ في أبواب شتى وطرق مواضيع عديدة وساعدته الظروف فنشر ما كتب إلّا أنّه في كتابه هذا إذا وفّق لإتمامه على اُسلوب فأنجز منه يكون قد جاء ببيت قصيده وأسعفه الحظ بمقصوده ولا استكثر عليه ذلك.

لقد أتحفني صديقي الفاضل السبحاني كما ذكرت بالجزء الأوّل من موسوعته فرأيت لزاماً عليّ أن أقدم لجزئه الثاني الجاهز للطبع وأعرب عن الحق الذي تضمّنه كتابه لا عن تذوقي وحده. فجدير بالناشئة المؤمنة أن تطالع هذا الكتاب وتشبع بعض نهمتها منه وجدير بالأُستاذ المؤلّف أن يتابع خطوه في إتمام هذه الموسوعة التي تتقاضى منه جداً وجهداً وزمناً وإذا ماطل هذه الصعوبات وانتصر عليها يكون قد فاز برضى من ربّه وهذه هي الجائزة الموقّرة والسّلام عليه ورحمة الله وبركاته.

محمد الكرمي

٢١ / ج ١ / ١٣٩٤ ه‍

٦

عواطف خالصة يجود بها علينا أخ في الله كريم وعلم من أعلام الفكر والدين فضيلة الشيخ حسن طراد العاملي نزيل النجف الأشرف.

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة العلّامة الجليل المجاهد الكبير سماحة الشيخ جعفر السبحاني المحترم دام حفظه وتأييده.

تحية حب وإخلاص وتقدير وإجلال.

وبعد: فقد وصلتني هديتك الثمينة التي تفضّلت بها « مفاهيم القرآن ». وقد كان لهذه الهدية الفكرية مدلول رائع ومحتوى مزدوج سام، فهي تعبّر من جهة فكرية عن فكر عميق ونظر دقيق وسعة اطّلاع وفصاحة بيان وسداد منطق كما تعبّر من جهة روحية عن سموّ خلق ودماثة طبع ورحابة صدر وسماحة نفس، ولهذا وذلك كان لهذه التحفة السَنيّة بما عبّرت عنه ودلّت عليه أبلغ الأثر في نفسي حيث جعلت لك عندي منزلة سامية ومكانة مرموقة تستوجب التقدير والإجلال، كما بعثت وكوّنت لك في قلبي حبّاً عميقاً وإخلاصاً وثيقاً يجذبني إليك بسلك الوفاء والولاء وقد كان من نتائج هذا التقدير وذلك الحب مقطوعة شعرية نظّمتها بوحي من إعجابي بفضلك وتقديري

٧

لشخصك وإخلاصي لك وهي :

سر للأمام مؤيّداً بعزيمة

كالطود لا تثنى ولا تتقهقر

وانشر من الدين الحنيف معارفاً

غراء تسطع بالرشاد وتزهر

وأكشف دياجير الضلال بساطع

من نور فكرك بالهدى يتموّر

فالليل لايجلوه إلّا كوكب

بشعاعه ظل الدجى يتبخّر

والغي لا يمحوه إلّا كاتب

بفنون دستور السما متبحّر

نشر الحقائق في العقول فأشرقت

وعياً وأضحت بالهدى تتنوّر

ليظل دستور العقيدة مشرقاً

تزهو بروعة ما حواه الأعصر

وختاماً أشكر هديتك القيّمة وأُقدر أخلاقك السامية وجهادك المثمر البنّاء والسلام عليك وعلى سائر الأعلام المجاهدين في حوزة قم المقدسة.

حسن طراد العاملي نزيل النجف الأشرف

٧ / ربيع الآخر / ١٣٩٤ ه‍

٨

مقدّمة الطبعة الثالثة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث عن التفسير الموضوعي ذو شجون وهو يقابل التفسير الترتيبي الذي يتخذ المفسّر، القرآن موضوعاً لتفسيره مبتدئاً من سورة الحمد ومنتهياً إلى سورة الناس وربّما لا يرافقه التوفيق لتفسير جميع السور فيكتفي بتفسير البعض.

وأمّا التفسير الموضوعي فيجعل المفسّر الموضوعات الواردة في الكتاب العزيز محوراً للدراسة ويجمع شتيت آياته من السور المختلفة فينظر إلى الكل بنظرة ثاقبة ويخرج بنتيجة واحدة يجعل البعض قرينة للبعض الآخر.

وكان المألوف بين المفسّرين هو النمط الثاني وإن كان النمط الأوّل غير مغفول عنه في بعض صوره، كالبحث عن الآيات الواردة حول الأحكام الفقهية من الطهارة إلى الديات، والآيات الواردة حول المثل والأخلاق.

وأوّل من فتح هذا الباب على وجه موجز في غير واحد من المواضيع هو العلّامة المجلسيقدس‌سره حيث أصدر في موسوعته عن هذا اللون من التفسير في جميع الأبواب في مجالي العقيدة والشريعة والحوادث الكونية غير أنّه لايخرج في تفسيرها عن إطار ما في التفاسير المعروفة كمجمع البيان للطبرسي وأنوار التنزيل للبيضاوي وغيرهما. وممّا يدعو إلى إكبار عمله أنّه قام بجمع آيات الموضوعات الواردة في القرآن الكريم مع عدم توفّر المعاجم الموجودة في عصرنا هذا، فإنّها بلا شك خير معين لمن يريد الخوض في هذا المجال.

٩

وقد قمت بحمد الله بهذا العبء الفادح حسب المستطاع فجعلت العقيدة هي المحور الأوّل للتفسير مقدماً لها على الأحكام والأخلاق وما يرجع إلى الكون والطبيعة وخلق الإنسان.

والجزء الأوّل يحتوي على مباحث في التوحيد وأقسامه، والشرك وألوانهولـمّا انتهينا في هذا الجزء إلى التوحيد في الحكومة وأنّه لا حاكم في المجتمع البشري سوى الله سبحانه وأنّ حكومة غيره لابدّ أن تكون مستمدة من حكومته سبحانه وتعالى. خصّصنا الجزء الثاني من هذا الموسوعة في الحكومة الإسلامية، وما ورد حولها من الآيات في مواضيع مختلفة.

وكان الأنسب للبحث في الجزء الثالث هو دراسة أسمائه وصفاته، ثمّ البحث عن النبوّة العامّة إلى أن ننتهي إلى معالم النبوّة الخاصة ولكن كانت الحاجة في المجتمع الإسلامي ماسّة للبحث عن النبوّة الخاصة ركّزنا البحث على مواضيع ترجع إليها واستغرقت تلك البحوث الجزء الثالث والرابع والخامس نعم درسنا صفاته سبحانه في الجزء السادس دراسة معمّقة تليق بها ودرسنا حياة النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن في الجزء السابع.

وما ذكرنا فهرس موجز لهذه الأجزاء السبعة وأرجو منه سبحانه أن يوفّقني لدراسة المواضيع الباقية من العقائد والمعارف. إنّه قريب مجيب.

وها نحن نعيد طبع الجزء الثالث في حلّة قشيبة وقد مضى على الطبع الأوّل قرابة عشرين سنة وما زال الطلب يصل إلينا ويشجعنا على مداومة العمل. واستيعاب المواضيع الباقية في المعارف الواردة في القرآن الكريم ونرجو الله تعالى أن يوفقنا لإكمال هذه الموسوعة التي تهدف إلى التعرّف على الاُصول والعقائد عن طريق الوحي والتنزيل.

قم ـ مؤسسة الإمام الصادقعليه‌السلام

جعفر السبحاني

٣ شهر رمضان المبارك عام ١٤١٣

١٠

مقدمة الطبعة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن

كتاب القرون والأجيال

القرآن معجزة خالدة

لـمّا كانت رسالة النبي الكريم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أبديّة خالدة إلى يوم القيامة، لأنّها خاتمة الرسالات، ونبوّته خاتمة النبوّات وكانت النبوّة والرسالة الخالدة بحاجة إلى المعجزة الخالدة لاقناع الأجيال المتلاحقة، امتازت معجزة الرسول الكريم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله عن معاجز غيره من الرسل الكرام بكونها خالدة خلود النبوّة المحمديّة، باقية بقاء الرسالة الإسلاميّة، التي هي خاتمة الرسالات والحلقة الأخيرة المتكاملة في سلسلة الشرائع الإلهية.

وهذا أمر يؤيّده العقل، ويؤكده البرهان. فالأنبياء والرسل السابقون، رغم أنّهم كانوا أصحاب معاجز كثيرة وعديدة، لكن تلك المعاجز كانت مؤقتة، لأنّ رسالتهم كانت منحصرة على عصورهم وأجيالهم أو تمتد إلى عصور بعدهم بقليل ولذلك كانت معاجزهم باقية في الأذهان بقدر طول مدة نبوّتهم ورسالتهم فكانت تختفي بانتهاء مدة

١١

نبوّاتهم: ولم يبق منها إلّا أخبار وقصص في بطون الكتب، وطيّات التاريخ المدوّن.

أمّا الرسالة التي كلّف بإبلاغها الرسول الخاتمصلى‌الله‌عليه‌وآله فإذ لم تكن محدودة بزمن دون آخر، ولا مقصورة على جيل دون آخر، فهي الرسالة الخالدة وهي الدعوى الموجهة إلى جميع الأجيال البشرية إلى يوم القيامة، كان من الضروري والبديهي أن تقترن بمعجزة خالدة، تشهد على صدق صاحب الدعوة وحامل تلك الرسالة، في جميع القرون والأعصار، ولتكون ( حجة ) على جميع الأجيال المخاطبة بها، والمدعوّة إليها، لأنّ المعجزة وثيقة إثبات لا يمكن تصديق رسالة ونبوّة بدونها.

وكانت هذه المعجزة الخالدة التي زوّد الله تعالى بها خاتم الأنبياء محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله هي ( القرآن الكريم ) الذي بقى على مرّ العصور والأزمنة يشهد ـ بقوّة ووضوح ـ على صدق النبوّة المحمدية وعلى صلتهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالله سبحانه وتعالى.

والجدير بالذكر أنّ إعجاز القرآن الكريم لا يقتصر على جهة دون جهة، بل هو معجزة بمجموعه وفي جهات شتى نشير إلى بعضها على سبيل المثال لا الحصر :

أوجه الإعجاز القرآني

انّ القرآن الكريم معجزة مستمرة وخالدة :

أوّلا / من حيث فصاحته وبلاغته التي أخرست البلغاء والفصحاء، لا في عصر نزوله خاصة، بل في جميع الأزمنة والدهور، وأعجزتهم عن معارضته، وتحدّتهم في معاقلهم، وعقر دورهم.

ثانياً / من حيث احتوائه على أفضل القوانين والنظم، وأرقى التشريعات في جميع المجالات الحيوية، وإتيانه بما عجز عن الإتيان به أرقى الحضارات البشرية حتى يومنا هذا.

ثالثاً / من حيث إخباره بالاُمور المستقبلية واحتوائه على الاُمور الغيبية، إذ أخبر

١٢

عن وقائع وحوادث مستقبلية تحقّقت بعده حرفاً بحرف.

رابعاً / من حيث سلامته عن التناقض والاختلاف في النظم والاُسلوب، وفي المعنى والمضمون رغم تدرّجه في النزول على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وتنزّله في ظروف مختلفة متباينة كيفاً وحالاً، وخلال ثلاث وعشرين سنة محفوفة بالمشاكل الجسيمة، والتطورات العنيفة.

خامساً / من حيث تناوله الدقيق للوقائع التاريخية الماضية، حيث قصّها على نحو خال عن شائبة الأساطير والخرافات، وهو أمر يمكن معرفته بمقارنة القرآن الكريم مع التوراة والإنجيل.

سادساً / من حيث اشتماله على إشارات رائعة عميقة إلى حقائق كثيرة من العلوم الطبيعية التي توصّل إليها العلم الحديث ـ في هذا العصر ـ بفضل الجهود الطويلة المضنية، وبواسطة المختبرات، والوسائل العلمية والتجارب والاختبارات العديدة.

سابعاً / من حيث قوّة احتجاجه على خصومه ومعارضيه، وما جاء به من حجج لم يسبق لها نظير في علم المناظرة والاحتجاج وكانت ـ ولا تزال ـ أنجح الحجج في إفحام الخصوم وإسكات المجادلين، والمشكّكين، بل وهدايتهم في أغلب الأحيان.

ثامناً / من جهة ما جاء به في مجال الأخلاق والتربية الأخلاقية للفرد والمجتمع حيث استقصى الأخلاق الفاضلة وحثّ على التزيّن بها بما توجبه الحكمة من البعث والترغيب، وأحصى الأخلاق الرذيلة وزجر عن التلوّث بها بما توجبه الحكمة، ويقتضيه الاصلاح من التخويف والتنفير وسلك في ذلك كلّه طريقة فريدة لها أبلغ الأثر حتى في أشد القلوب قساوة.

تاسعاً / من حيث روحانيته البالغة التي تنفذ إلى الأعماق، وتأخذ بمجامع القلوب، وتستميل المشاعر، فإذا بآياته روح تحيا بها نفوس الخلق، ونور يضيء الوجود الإنساني كما تضيء الشمس الآفاق، فتنشط الأحياء، وتتحرك الطبيعة.

١٣

عاشراً / من حيث تناوله لأدق المعارف العقلية، والقضايا الاعتقادية الرفيعة التي لا تصل إليها أفكار البشر، ولا تبلغها علومهم، ممّا يتعلّق بالله سبحانه وصفاته وأسمائه وأفعاله، وما أخبر به من عوالم غيبية في الملأ الأعلى، والنشأة الاُخرى.

إلى غير ذلك من الجهات والوجوه التي يقصر البيان عن الإحاطة بها، وإحصائها في هذا المختصر.

غير أنّ الجهة الأخيرة من هذه الجهات وهي التي كان يتوجب تناولها بالدراسة الوافية والتحليل الشامل، وخاصة في عصرنا الحاضر، قد اُهملت في مؤلّفات المفسّرين غالباً فهم لم يدرسوها بجامعية تليق بالموضوع وتناسب أهميته، وتعطي حقه من العناية والبحث.

ولعلّ عذرهم في ذلك هو أنّ تفسيرهم للكتاب العزيز كان على وجه التفسير التدريجي للقرآن، أي التفسير سورة فسورة، وآية فآية، ولم يتبادر إلى أذهانهم إنّ هناك نوعاً آخر من التفسير هو التفسير الموضوعي الذي يفسّر الكتاب العزيز حسب المفاهيم والموضوعات، وهو النمط الذي أشرنا إليه في مقدمة الجزء الأوّل من هذه السلسلة القرآنية.

* * *

لزوم الاهتمام بالمعارف الإلهية

وإنّما ينبغي إعطاء المزيد من الاهتمام بالمعارف الإلهية التي ترتبط بالله سبحانه، وأسمائه وصفاته وأفعاله وغير ذلك ممّا تناوله القرآن بالدقة المشهودة، لأنّ تناول القرآن لهذه المعارف بهذا الشكل يدلّ ـ بوضوح لا يقبل الجدل ـ على أنّ النبيّ الاُمّيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يأخذ هذه المعارف إلّا من مستقى ( الوحي )، إذ من المستحيل لابن الجزيرة الخالية من أيّة حضارة وثقافة أن يأتي ـ في كتابه ـ بما أبهر عقول الفلاسفة والمفكّرين، في القديم والحديث، وذلك من لدن نفسه وصنع فكره، أو يكون قد تلقّاها في مدرسة، أو اقتبسها من معلّم في أرض لم يعرف أهلها إلّا الأوهام، ولم يؤمنوا إلّا بالخرافة، فلا ثقافة

١٤

ولا مثقّفين، اللّهمّ إلّا بضعة أشخاص(١) لم ينالوا من الثقافة إلّا صبابات هي إلى الجهل أقرب منها إلى العلم والمعرفة.

إنّ القرآن جاء بأُصول وأفكار في مجال المعارف العقلية العليا لم يقف عليها حتى النوابغ من الفلاسفة، في الشرق والغرب، إلّا عن طريق ذلك الكتاب الإلهي وهدايته.

إنّ من الظلم الفضيع إهمال دراسة هذه المعارف العليا بحجة أنّها مسائل غيبية يجب الاعتقاد بها إجمالاً، وترك دراستها ومناقشتها وتحليلها.

والعجب أنّه روي عن الإمام مالك أنّه جاء إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله( الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) كيف استوى ؟

فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء. ثمّ قال :

« الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلّا مبتدعاً ».

فأمر به أن يخرج(٢) .

ونحن نعتقد أنّه كان على الإمام أن يجيب على سؤال السائل ويهديه إلى مراده سبحانه من هذه الآية بدل رميه بالابتداع وإخراجه من المجلس.

كما أنّ من الظلم أيضاً ما يرتكبه بعض كتّابنا المسلمين المعاصرين، حيث أخذ يفسّر هذه المعارف العقلية الإلهية بالأُمور المحسوسة ويحاول تطبيقها على الشؤون المادية فصار فعله بذلك من أوضح مصاديق ( تفسير القرآن بالرأي ) الذي تواترت الأحاديث

__________________

(١) لقد نقل البلاذري في كتابه « فتوح البلدان » أنّ الذين كانوا يعرفون الكتابة في مكّة ـ آنذاك ـ لا يتجاوزون سبعة عشر شخصاً، وفي المدينة أحد عشر شخصاً، وإليك نصّ ما قاله في هذا المجال :

« دخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلاً كلهم يكتب » ثمّ عدهم وذكر أسماءهم وقال :

« كان الكتّاب بالعربية في الأوس والخزرج قليلين فجاء الإسلام وفي الأوس والخزرج عدة يكتبون » ثمّ ذكر أسماءهم راجع فتوح البلدان ص ٤٥٦ ـ ٤٥٩ باب في أمر الخط.

(٢) مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية، ج ١، ص ٤٤٣.

١٥

الشريفة من الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله على نهيه.

من أجل هذا، ولكي نسلم من التخبّط والعشوائية في معرفة هذه المعارف والقضايا الاعتقادية يتعيّن علينا أن ندرسها بعناية بالغة على نمط ( التفسير الموضوعي ) من دون فرق بين موضوع وآخر، حتى نقف ـ من هذا السبيل ـ على واحدة من أهم جهات الإعجاز القرآني، ونكون من المتعمّقين في القرآن ومعارفه. وما روي عن الإمام علي بن الحسين السجادعليه‌السلام إذ قال، لـمّا سئل عن التوحيد :

« إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون فأنزل الله تعالى:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله:( وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) فمن رام وراء ذلك فقد هلك ».(١)

أقول: إنّ ما روي عنهعليه‌السلام لا يعني أنّ الإمام أراد حصر الآيات الباحثة عن المعارف والقضايا الاعتقادية في هذه الآيات، بل لـمّا كان ما جاء في هذه الآيات في القمّة من تلك المعارف، أشار إليها الإمام خاصة دون إرادة الحصر.

ولأجل هذا جعلنا وجهة البحث في تفسيرنا منذ أن شرعنا في هذا النمط صوب: ( المعارف الاعتقادية ) على ضوء القرآن، مبتدئين بالتوحيد وماضين في هذا السبيل إلى ما شاء الله

* * *

تقديم مباحث النبوّة على الصفات

ولمّا انتهى البحث عن ( التوحيد ) وأقسامه في الجزء الأوّل من كتابنا الذي انتشر باسم « معالم التوحيد في القرآن الكريم »، وفرغنا من عرض أهم أصل من اُصول الدين الإسلامي، وانجرّ البحث عن توحيد حاكميته سبحانه إلى توضيح صيغة الحكومة الإسلامية وخصصنا لبيانها جزءاً مستقلاً وانتشر باسم: « معالم الحكومة الإسلامية » كان البحث الضروري والمهم بعد ذلك الفصل هو البحث عن معالم النبوّة مطلقاً، ونبوّة

__________________

(١) الكافي، ج ١، باب النسبة، الحديث ٣.

١٦

نبيّنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خاصّة واستعراض ما جاء حولهما من المسائل والمباحث التي يجب الاعتقاد بها حسب نصوص القرآن الكريم وآياته.

نعم كان اللازم بعد البحث عن وجوده سبحانه وتوحيده هو البحث عن سائر صفاته الجمالية من علمه وقدرته وحياته إلى غير ذلك من الصفات الثبوتية، أو البحث عن صفاته الجلالية من كونه ليس بجسم، ولا عرض، إلى غير ذلك من الصفات السلبية(١) .

نعم كان اللازم تقديم البحث عن صفاته على بحث النبوّة، غير أنّه لما كان أهم صفاته هو التوحيد وقد أشبعنا الكلام فيه ضمن فصول، قدّمنا بحث النبوّة.

وإنّما اخترنا مبحث النبوّة، بعد استيفاء البحث في توحيد الله سبحانه، لأنّه الأصل الثاني لتحقّق الإسلام، حيث كان الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبل إسلام من يعترف بالشهادتين: الشهادة بتوحيد الله سبحانه، والشهادة برسالة نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

نعم سنقوم، بعد استيفاء البحث عن النبوّة، بالبحث عن ( المعاد في يوم القيامة ) لأنّ أي مسلك ودين لا يمكن أن يصطبغ بصبغة الدين الالهي بدون الاعتقاد ب‍ ( المعاد ).

وتدل على انحصار المهم من الاعتقاد في هذه الاُمور والاُصول الثلاثة روايات وأحاديث منها ما عن علي بن أبي طالب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال :

« لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي محمد رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر »(٢) .

كما روي أنّ رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله بجارية له سوداء فقال: « يا رسول الله علي رقبة مؤمنة أفأعتق هذه ؟ فقال لها رسول الله :

__________________

(١) خصصنا الجزء السادس بالبحث عن أسمائه وصفاته سبحانه كما خصصنا الجزء السابع لبيان دعوة النبىّ الأكرم وحياته في القرآن.

(٢) أخرجه الترمذي راجع جامع الاُصول، ١، ص ١٤٥.

١٧

أتشهدين أن لا اله إلّا الله ؟

قالت: نعم.

قال: أتشهدين أنّ محمداً رسول الله ؟

قالت: نعم.

قال: أتؤمنين بالبعث بعد الموت ؟

قالت: نعم.

قال رسول الله: اعتقها »(١) .

مباحث النبوّة

إنّ البحث عن ( النبوّة ) يقع في موردين :

١. النبوّة العامّة.

٢. النبوّة الخاصّة.

والمراد من البحث في ( النبوّة العامّة ) هو دراسة ظاهرة « النبوّة »، ذلك الفيض الإلهي الجاري من جانب الله سبحانه إلى البشر بواسطة الأنبياء والرسل من آدمعليه‌السلام إلى خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفي مجال النبوّة العامّة لابدّ من البحث في الاُمور التالية التي يتكفل مجموعها شرح هذه الحقيقة الكبرى، وبيانها :

الأوّل: لزوم بعث الأنبياء إلى البشر.

الثاني: الشرائط العامّة اللازمة في النبي كالعصمة والخلو عن النقص والعيب.

الثالث: كيفية أخذ الأنبياء الأحكام عن الله سبحانه، وما هو الوحي.

الرابع: ما يعرف به النبي الحقيقي ويمتاز عن مدّعي النبوّة كذباً، ومنتحلها

__________________

(١) أخرجه صاحب الموطأ راجع، ج ١، ص ١٤٥.

١٨

زوراً، ويبحث فيه عمّا يسمّى بدلائل النبوّة التي منها « المعاجز ».

تلك هي عناوين الأبحاث في « النبوّة العامّة » التي تعرّض لها القرآن الكريم في مواضع كثيرة من سوره وآياته.

وإنما يجب البحث عن الموضوع الأوّل ( أعني: لزوم إرسال الرسل وبعث الأنبياء ) دفعاً للمزاعم الواهية المنقولة عن البراهمة والبوذيين الذين أنكروا ضرورة إرسال الرسل بوجوه ذكرها علماء الكلام في مؤلّفاتهم الاعتقادية(١) .

وأمّا البحث عن الموضوع الثاني فلأجل توضيح أنّ النبوة لا تعطى إلّا لمن تتوفّر فيه صفات خاصّة، ومؤهّلات معيّنة وهو بحث يتطلبه مبحث النبوّة العامّة لمعرفة أهمية مسألة النبوّة، وأنّه هذا المنصب العظيم لم يعهد إلّا لمن تتوفّر فيه صفات معيّنة.

ويتناول العنوان الثالث بالبحث لمعرفة أنّ أهميّة النبوّة وامتيازها عن أيّة ظاهرة فكرية بشرية إنّما هي بالوحي، الذي هو كيفية اتصال الأنبياء بالله سبحانه، وهو الأمر الذي يدحض الزعم الباطل القائل بأنّ الأنبياء مجرد نوابغ وأنّ ما يأتي به الأنبياء نظريات بشرية نابعة من صميم أفكارهم.

ويتناول الموضوع الرابع بالدراسة لأنّ معرفة النبىّ الصادق عن المتنبئ الكاذب متوقف على ما يتحقق على يد النبي من معاجز تثبت تأييد الله سبحانه له وإن كانت هناك طرق اُخرى لتمييز النبي الحقيقي عن المتنبئ أيضاً وسيوافيك بيانها في محلها.

وهذه العناوين وإن كان البحث عنها مهماً وضرورياً لمعرفة حقيقة النبوّة بصورة عامة لكنّنا نقدم الحديث عن معالم النبوّة الخاصّة ـ أعني نبوّة الرسول الأعظم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ نظراً لشدة الحاجة إلى ذلك فعلاً، وسنردف البحث هذا، بدراسة الفصول، والمسائل المتعلّقة بالنبوّة العامّة التي ذكرناها عمّا قريب.

__________________

(١) ذكر بعضها المحقق الطوسي في تجريد الاعتقاد وشرحه تلميذه العلّامة الحلي في كشف المراد راجع ذلك الكتاب، ص ٢٧٥، طبعة صيدا.

١٩

نعم كان الأولى في البحث عن النبوّة الخاصّة تقديم البحث عن دلائل نبوّة سيدنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

غير أنّه لما كتبت في هذا الموضوع مؤلّفات، ورسائل، وكان البحث عن إعجاز القرآن بوجوهها العشرة الماضية أحسن دليل على صحة رسالتهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد استوفى علماؤنا البحث عن ذلك قديماً وحديثاً وجدنا قرّاءنا في غنى عن تكراره.

ولأجل ذلك طرحنا بحوثاً اُخرى ترجع إلى صفات رسالته ونبوّته أو إلى حالاته الخاصة الواردة في الكتاب العزيز، والتي لم تبحث إلى الآن بصورة مشبعة ومنقّحة.

فلأجل ذلك نبحث في هذا الجزء عن الاُمور التالية :

١. رسالتهصلى‌الله‌عليه‌وآله عالمية وليست إقليمية ولا قومية وأنّه مبعوث إلى البشر كافة.

٢. إنّ رسالته خاتمة الرسالات ونبوّته خاتمة النبوّات، وكتابه خاتم الكتب.

وهذان البحثان يرجعان إلى البحث عن أوصاف رسالته، من عموميتها وخصوصيتها.

٣. أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان اُمّياً لا يقرأ ولا يكتب.

٤. أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان مطّلعاً على الغيب بإذنه سبحانه.

وهذا البحثان يرجعان إلى أوصافه الواردة في القرآن الكريم.

٥. بيان أسمائه وصفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله الواردة في القرآن الكريم.

نسأل الله سبحانه أن يوفّقنا لتوضيح هذه المعالم التي نوّه بها سبحانه وذكرها في كتابه العزيز، وأن يوفّق قرّاءنا للاستفادة من هذه البحوث القرآنية انّه خير معين.

قم المشرفة

١٠ ربيع الثاني من شهور عام ١٤٠٢

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ليس منا من انتهر مسلماً، أو غرّه(١) ، أو ماكره.

[١٠٢٦٧] ٣ - وبهذا الاسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أبالي إئتمنت(١) خائناً، أو مضيّعاً ».

[١٠٢٦٨] ٤ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس من أخلاق المؤمن التملّق والحسد، إلّا في طلب العلم ».

[١٠٢٦٩] ٥ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في دعاء له: وأعوذ بك من صاحب خديعة، إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أفشاها ».

[١٠٢٧٠] ٦ - وبهذا الإسناد: أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « اللهم إنّي أعوذ بك من الجوع(١) فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنّها بئس البطانة ».

[١٠٢٧١] ٧ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: عن رسائل الكليني، بإسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال

__________________

(١) في المصدر: غيره.

٣ - الجعفريات ص ١٧١.

(١) في المصدر: أعنت.

٤ - الجعفريات ص ٢٣٥.

٥ - الجعفريات ص ٢١٩.

٦ - الجعفريات ص ٢١٩.

(١) في المصدر: الجزع.

٧ - كشف المحجة ص ١٦٨، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٢٠٩.

٨١

أمير المؤمنين في وصيّته لولده الحسنعليهما‌السلام : ولا تعمل بالخديعة فإنّها خلق لئيم - إلى أن قال - ما أقبح القطيعة بعد الصلّة، والجفاء بعد الإخاء، والعداوة بعد المودّة، والخيانة لمن إئتمنك، والغدر (لمن استنام)(١) إليك ».

[١٠٢٧٢] ٨ - الصدوق في الخصال في حديث الأربعمائة: قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « المؤمن لا يغش أخاه، ولا يخونه، ولا يخذله، ولا يتهمه (ولا يقول له أنا برئ)(١) ».

[١٠٢٧٣] ٩ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائه، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس منا من غش مسلماً، أو ضرّه، أو ماكره ».

[١٠٢٧٤] ١٠ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي: ليس منا من غش مؤمناً، أو ضرّه أو ماكره ».

[١٠٢٧٥] ١١ - المفيد في الإختصاص: عن عبد الله، عن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، عن أبي الحسن محمّد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفي، عن أبي عبد الله الحسين بن محمّد بن الفرزدق الفزاري، عن أبي عيسى محمّد بن علي بن عمرويه(١) الطحان الورّاق، عن أبي محمّد

__________________

(١) في المصدر: بمن استأمن.

٨ - الخصال ص ٦٢٢.

(١) حصل وهم من ناسخ النسخة الحجرية حيث أدرج العبارة ما بين القوسين مع الحديث السابق.

٩ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٥ ح ١٣.

١٠ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٠.

١١ - الاختصاص ص ١٥٠، وعنه في البحار ج ٤٠ ص ٩٧ ح ١١٧.

(١) كان في المخطوط: عمرو، وما أثبتناه من المصدر والبحار.

٨٢

الحسن بن موسى، عن علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب، أنه قال في جملة كلام له في مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام : اجتمع(٢) الناس عليه فقالوا له: أكتب يا أمير المؤمنين إلى من خالفك بولايته ثم اعزله، فقالعليه‌السلام : « المكر، والخديعة، والغدر في النار ».

[١٠٢٧٦] ١٢ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: روي أنّ رجلاً قال لموسىعليه‌السلام : اسأل ربّك هل قبل عملي؟ فأجيب بلا، لأنّ في قلبك غشّاً لمسلم، قال: صدق.

١٢٠ -( باب تحريم الكذب)

[١٠٢٧٧] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً من المحاسن، عن عليعليه‌السلام ، أنه قال في خطبة طويلة: « أيّها الناس، ألا فاصدقوا إنّ الله مع الصادقين، وجانبوا الكذب فإنه مجانب للإيمان، ألا إن الصادق على [ شفا ](١) منجاة وكرامة، ألا إن الكاذب على شفا ردى وهلكة ».

[١٠٢٧٨] ٢ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن

__________________

(٢) في المخطوط: أجمع، وما أثبتناه من المصدر.

١٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

الباب ١٢٠

١ - مشكاة الأنوار ص ١٧٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ الجعفريات ص ١٦٤.

٨٣

لإبليس كحلاً(١) ولعوقاً(٢) وسعوطاً(٣) فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر ».

[١٠٢٧٩] ٣ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام أنه قال: « تسعة أشياء من تسعة أنفس، هن منهم أقبح منهن من غيرهم - إلى أن قال - والكذب من القضاة » الخبر.

[١٠٢٨٠] ٤ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الكذّاب لا يكون صديقاً ولا شهيداً ».

[١٠٢٨١] ٥ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الحسن بن محبوب، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : يكون المؤمن بخيلاً؟ قال: « نعم » قال [ قلت ](١) : فيكون جباناً؟ قال: « نعم » قلت: فيكون كذاباً؟ قال: « لا، ولا جافياً - ثم قال - جبل(٢) المؤمن على كلّ طبيعة، إلّا الخيانة والكذب ».

[١٠٢٨٢] ٦ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يكذب الكاذب

__________________

(١) في المصدر: كحولاً.

(٢) اللعَوق بالفتح: اسم لمّا يلعق به كالدواء والعسل وغيره (مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣٣).

(٣) سعطه الدواء: أدخله في أنفه (مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٥٣).

٣ - الجعفريات ص ٢٣٤.

٤ - الجعفريات ص ٨٠.

٥ - الاختصاص ص ٢٣١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: يجبل.

٦ - الإختصاص ص ٢٣٢.

٨٤

إلّا من مهانة نفسه، واصل السخرية الطمأنينة إلى أهل الكذب ».

[١٠٢٨٣] ٧ - القضاعي في الشهاب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أعظم الخطايا اللسان الكذوب ».

[١٠٢٨٤] ٨ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: قال رجل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله، دلّني على عمل أتقرب به إلى الله، فقال: « لا تكذب » فكان ذلك سبباً لاجتنابه كلّ معصية لله، لأنه لم يقصد وجهاً من وجوه المعاصي، إلّا وجد فيه كذباً أو ما يدعو إلى الكذب، فزال عنه ذلك من وجوه المعاصي.

[١٠٢٨٥] ٩ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ثلاث خصال من علامات المنافق: إذا حدث كذب، وإذا إئتمن خان، وإذا وعد أخلف ».

[١٠٢٨٦] ١٠ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، أنه ذكر رجلاً كذاباً، ثم قال: « قال الله تعالى:( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (١) ».

[١٠٢٨٧] ١١ - الشهيد في الدرّة الباهرة: عن أبي محمّد العسكريعليه‌السلام قال: « حطت الخبائث في بيت، وجعل مفتاحه

__________________

٧ - الشهاب:

٨ - الأخلاق: مخطوط.

٩ - الأخلاق: مخطوط.

١٠ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧١ ح ٧١.

(١) النحل ١٦: ١٠٥.

١١ - الدرر الباهرة ص ٤٣.

٨٥

الكذب ».

[١٠٢٨٨] ١٢ - القطب الراوندي في دعواته: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « أربى الربا الكذب(١) ».

[١٠٢٨٩] ١٣ - وقال رجل لهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن يزني؟ قال: « قد يكون ذلك » قال [ قلت ](١) : المؤمن يسرق؟ قال: « قد يكون ذلك » قال [ قلت ](٢) : يا رسول الله، المؤمن يكذب؟ قال: « لا، قال الله تعالى ٦ -( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (٣) ».

[١٠٢٩٠] ١٤ - جامع الأخبار: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إياكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار ».

[١٠٢٩١] ١٥ - وعن عبد الرزاق، عن نعمان، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « المؤمن إذا كذب بغير عذر، لعنه سبعون ألف ملك، وخرج من قلبه نتن حتى يبلغ العرش فيلعنه حملة العرش، وكتب الله عليه بتلك الكذبة سبعين زنية، أهونها كمن يزني مع أمّه ».

[١٠٢٩٢] ١٦ - وقال موسىعليه‌السلام : يا ربّ، أيّ عبادك خير

__________________

١٢ - دعوات الراوندي ص ٥٠ وعنه في البحار ج ٧٢ ص ٢٦٣ ح ٤٧.

(١) في المصدر: أريا الرياء.

١٣ - دعوات الراوندي ص ٥٠ وعنه في البحار ٧٢ ص ٢٦٣ ح ٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) النحل ١٦: ١٠٥.

١٤ - ١٥ - جامع الأخبار ص ١٧٣، وعنه في البحار ج ٧٢ ص ٢٦٣ ح ٤٨.

١٦ - جامع الأخبار ص ١٧٣.

٨٦

عملا؟ قال: من لا يكذب لسانه، ولا يفجر(١) قلبه، ولا يزني فرجه.

[١٠٢٩٣] ١٧ - فقه الرضاعليه‌السلام : « عليكم بالصدق، وإيّاكم والكذب، فإنه لا يصلح إلّا لأهله ».

« نروي أن(١) رجلاً أتى سيدنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول الله، علّمني خلقاً يجمع لي خير الدنيا والآخرة، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تكذب، فقال الرجل: فكنت على حالة يكرهها الله، فتركتها خوفاً من أن يسألني سائل(٢) : عملت كذا وكذا فافتضح، أو أكذب فأكون قد خالفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيما حملني عليه ».

[١٠٢٩٤] ١٨ - نهج البلاغة: وفي وصيّة أمير المؤمنين لولده الحسنعليهما‌السلام « وعلّة الكذب أقبح علّة ».

[١٠٢٩٥] ١٩ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « إنّ أبي حدثني عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أقلّ الناس مروّة من كان كاذباً ».

__________________

(١) في المخطوط: يعجز، وما أثبتناه من المصدر.

١٧ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٥.

(١) فقه الرضا عليه‌السلام ص ٤٨.

(٢) في المصدر: سائلها.

١٨ - نهج البلاغة: لم نجده في مظانه، وأخرجه في البحار ج ٧٧ ص ٢١٢ عن كتاب الوصايا لابن طاووس.

١٩ - الغايات ص ٦٦.

٨٧

[١٠٢٩٦] ٢٠ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « يا هشام العاقل لا يكذب، وإن كان فيه هواه ».

[١٠٢٩٧] ٢١ - ثقة الإسلام في الكافي: عن محمّد بن علي بن معمر، عن محمّد بن علي بن عكاية، عن الحسين بن نضر، عن أبي عمرو الأوزاعي عم عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام في خطبة له: ولا سوأة أسوأ من الكذب ».

[١٠٢٩٨] ٢٢ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن عليعليه‌السلام ، قال: « أوصاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حين زوّجني فاطمةعليها‌السلام ، فقال: إيّاك والكذب فإنه يسوّد الوجه، وعليك بالصدق فإنه مبارك، والكذب شؤم » الخبر.

[١٠٢٩٩] ٢٣ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إنّ المؤمن ينطبع على كلّ شئ، إلّا على الكذب والخيانة ».

[١٠٣٠٠] ٢٤ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « الكذب مجانب الإيمان، ولا رأي لكذوب ».

[١٠٣٠١] ٢٥ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « واجتنبوا الكذب وإن رأيتم فيه النجاة، فإن فيه الهلكة ».

[١٠٣٠٢] ٢٦ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وإيّاكم والكذب فإنه من

__________________

٢٠ - تحف العقول ص ٢٩١.

٢١ - الكافي ج ٨ ص ١٩ ح ٤.

٢٢ - لبّ اللباب: مخطوط.

٢٣ - ٢٦ - لبّ اللباب: مخطوط.

٨٨

الفجور، وإنّهما في النار ».

[١٠٣٠٣] ٢٧ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن العبد إذا كذب تباعد منه الملك، من نتن ما جاء منه ».

[١٠٣٠٤] ٢٨ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « المؤمن يطبع على خلال شتّى، ولا يطبع على الكذب ».

وأتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله رجل، فقال: إنّي لا أصلّي، وأنا أزني وأكذب، فمن أيّ شئ أتوب؟ قال: « من الكذب » فاستقبله فعهد أن لا يكذب، فلمّا انصرف وأراد الزنا، فقال في نفسه: إن قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هل زنيت بعد ما عاهدت؟ فإن قلت: لا، كذبت، وإن قلت: نعم، يضربني الحدّ ثم أراد أن يتوانى في الصلاة، فقال: إن سألني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنها فإن قلت: صلّيت، كذبت، وإن قلت: لا، يعاقبني، فتاب من الثلاثة.

[١٠٣٠٥] ٢٩ - الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب: عن عبد الله بن عمر، قال: جاء رجل إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا رسول الله، ما عمل أهل النار؟ قال: « الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار ».

__________________

٢٧ - ٢٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٢٩ - إرشاد القلوب ص ١٨٥.

٨٩

١٢١ -( باب تحريم الكذب على الله، وعلى رسوله، وعلى الأئمة (صلوات الله عليهم))

[١٠٣٠٦] ١ - أبو عمرو الكشي في رجاله: عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن عبد الرحمن(١) بن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إنّا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذّاب يكذب علينا، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام أصدق من برأ الله بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان الذي يكذب عليه، ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب، عبد الله بن سبأ لعنه الله.

وكان الحسين بن عليعليهما‌السلام قد ابتلي بالمختار، ثم ذكر أبو عبد اللهعليه‌السلام الحارث الشامي وبنان فقال كانا يكذبان على علي بن الحسينعليهما‌السلام ، ثم ذكر المغيرة بن سعيد، وبزيعا، والسري، وأبا الخطاب(٢) وبشار الأشعري، وحمزة البريري(٣) وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله إنّا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا، أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤونة كلّ كذّاب، وأذاقهم حرّ الحديد ».

[١٠٣٠٧] ٢ - كتاب سليم بن قيس الهلالي: عن أمير المؤمنين

__________________

الباب ١٢١

١ - رجال الكشي ج ٢ ص ٥٩٣ ح ٥٤٩.

(١) في المخطوط: الحسين، وما أثبتناه من المصدر (راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٣٠١).

(٢) في المصدر زيادة: ومعمراً.

(٣) في نسخة: اليزيدي، (منه قدّه).

٢ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٠٤.

٩٠

عليه‌السلام - في كلام له في علل اختلاف الأخبار - قالعليه‌السلام : « وقد كذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، على عهده حتى قام خطيباً فقال: أيّها الناس، قد كثرت علي الكذّابة، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده، (إنّما أتاكم الحديث من أربعة)(١) ليس لهم خامس: رجل منافق (مظهر للإيمان)(٢) متصنّع بالإسلام، لا يتأثم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله متعمداً » الخ.

[١٠٣٠٨] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال في وصيّته لأبي جعفر محمّد بن النعمان: « يا ابن النعمان، إنّا أهل بيت لا يزال الشيطان يدخل فينا من ليس منّا، ولا من أهل ديننا، فإذا رفعه ونظر إليه الناس، أمره الشيطان فيكذب علينا، فكلّما ذهب واحد جاء آخر - إلى أن قال - فإن المغيرة بن سعيد كذب على أبي وأذاع سرّه، فأذاقه الله حرّ الحديد، وإنّ أبا الخطاب كذب عليّ وأذاع سرّي، فأذاقه الله حرّ الحديد » الخبر.

[١٠٣٠٩] ٤ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : « ما أحد أكذب على الله ولا على رسوله، ممّن كذبنا أهل البيت، أو كذب علينا، لأنّا إنّما نحدّث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) في المصدر: (حين تُوفي رحمةُ الله على نبي الرحمة و صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنما يأتيك بالحديث أربعة نفر).

(٢) في المخطوط: يظهر الإيمان، وما أثبتناه من المصدر.

٣ - تحف العقول ص ٢٢٨.

٤ - كتاب محمّد بن شريح الحضرمي ص ٦١.

٩١

وعن الله، فإذا كذبنا فقد كذب الله ورسوله ».

[١٠٣١٠] ٥ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي جعفر محمّد بن علي(١) بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جده عبد الصمد بن محمّد التميمي، قال: حدثنا أبو الحسن محمّد بن القاسم الفارسي، قال: حدثنا أحمد بن أبي الطيب بن شعيب، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن حفص البختري حدثنا زكريا بن يحيى بن مروان، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن زيد بن أرقم، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - أنه قال: « ألا وقد سمعتموني ورأيتموني، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار » الخبر.

[١٠٣١١] ٦ - العياشي في تفسيره: عن أبي خديجة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأوصياءعليهم‌السلام ، من الكبائر ».

[١٠٣١٢] ٧ - وعن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « من زعم أنّ الله يأمر(١) بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله - إلى أن قال - ون كذب على الله أدخله النار ».

[١٠٣١٣] ٨ - وعن محمّد بن منصور، عن عبد صالحعليه‌السلام ،

__________________

٥ - بشارة المصطفى ص ١٦٥.

(١) في المخطوط: الحسن، وما أثبتناه من المصدر (راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ٣٣١، ورياض العلماء ج ٥ ص ١٣٨).

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٨ ح ١٠٦.

٧ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١ ح ١٤.

(١) في المصدر: أمر.

٨ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ١٥.

٩٢

قال: سألته عن قول الله:( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً - إلى قوله -أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (١) فقال: « أرأيت أحداً يزعم أنّ الله أمرنا بالزنا وشرب الخمر، وشئ من هذه المحارم؟ » فقلت: لا، فقال: « ما هذه الفاحشة التي تدعون أنّ الله أمر بها »؟ فقلت: الله أعلم ووليّه، فقال: « إن هذه من أئمة الجور، ادّعوا أنّ الله أمرهم بالايتمام بهم فردّ الله ذلك عليهم فأخبرنا أنّهم قد قالوا عليه الكذب، فسمّى ذلك منهم(٢) فاحشة ».

[١٠٣١٤] ٩ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن ابن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي النعمان العجلي، قال: قال أبو جعفر محمّد بن علي (صلوات الله عليهما): « [ يا أبا النعمان ](١) لا تحققن علينا كذباً فتسلب الحنيفيّة، يا أبا النعمان لا تستأكل بنا الناس، فلا يزيدك الله بذلك إلّا فقراً » الخبر.

[١٠٣١٥] ١٠ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « اتقوا الحديث عنّي إلّا ما علمتم، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار ».

__________________

(١) الأعراف ٧: ٢٨.

(٢) في المخطوط: منه، وما أثبتناه من المصدر.

٩ - أمالي المفيد ص ١٨٢ ح ٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨٦ ح ٢٦٢.

٩٣

١٢٢ -( باب جواز الكذب في الإصلاح، دون الصدق في الفساد)

[١٠٣١٦] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يصلح الكذب إلّا في ثلاثة مواطن: كذب الرجل لامرأته، وكذب الرجل يمشي بين الرجلين ليصلح بينهما، وكذب الإمام عدوّه فإنّما الحرب خدعة ».

[١٠٣١٧] ٢ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال لرجل: « احلف بالله تعالى كاذباً، وانج أباك(١) من القتل ».

[١٠٣١٨] ٣ - الطبرسي في المشكاة: عن الباقرعليه‌السلام ، قال: « الكذب كلّه إثم، إلّا ما نفعت به مؤمناً، أو دفعت به عن دين المسلم ».

[١٠٣١٩] ٤ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كلّ كذب مسؤول عنه يوماً ما، إلّا كذب، في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه، ورجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا يريد صلح ما بينهما، ورجل وعد أهله شيئاً ولا يريد أن يتم لهم عليه، يريد بذلك دفعها ».

__________________

الباب ١٢٢

١ - الجعفريات ص ١٧١.

٢ - الجعفريات ص ٢٤٢.

(١) في نسخة: أخاك، (منه قدّه).

٣ - مشكاة الأنوار ص ١٩٠.

٤ - الجعفريات ص ١٧٦.

٩٤

[١٠٣٢٠] ٥ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن المفيد، عن محمّد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن سهل الهمداني، قال: قال الصادقعليه‌السلام : « أيّما مسلم سئل عن مسلم فصدق، فأدخل على ذلك المسلم مضرّة، كتب من الكاذبين، ومن سئل عن مسلم فكذب، فأدخل على ذلك المسلم منفعة، كتب عند الله من الصادقين ».

[١٠٣٢١] ٦ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام - في حديث - قال: « ولقد قال إبراهيمعليه‌السلام : إنّي سقيم، والله(١) ما كان سقيماً وما كذب، ولقد قال إبراهيمعليه‌السلام : بل فعله كبيرهم، وما فعله كبيرهم، وما كذب، ولقد قال يوسفعليه‌السلام : أيّتها العير إنّكم لسارقون، والله ما كانوا سرقوا، وما كذب ».

وعنه، عن(٢) أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ما يقرب منه.

[١٠٣٢٢] ٧ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة: عن أحمد بن الحسين، بإسناده عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث: والكذب كلّه إثم، إلّا ما نفعت به مؤمناً، أو دفعت به عن دين » الخبر.

__________________

٥ - الاختصاص ص ٢٢٤.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٨٤ ح ٤٩.

(١) في المصدر: ووالله.

(٢) تفسير العياشي ج ٢ ص ١٨٥ ح ٥٠.

٧ - كتاب الأعمال المانعة من الجنّة ص ٥٩.

٩٥

[١٠٣٢٣] ٨ - جامع الأخبار: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « الكذب مذموم إلّا في أمرين: دفع شرّ الظلمة، وإصلاح ذات البين ».

١٢٣ -( باب تحريم كون الإنسان ذا وجهين ولسانين)

[١٠٣٢٤] ١ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بئس العبد عبد له وجهان: يقبل بوجه، ويدبر بوجه، إن أوتي أخوه المسلم خيراً حسده، وإن ابتلي خذله ».

[١٠٣٢٥] ٢ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « شرّ الناس من كان ذا وجهين ولسانين ».

[١٠٣٢٦] ٣ - وعن أبي جعفر محمّد بن علي الباقرعليهما‌السلام ، أنه قال: « بئس العبد عبد يكون ذا وجهين ولسانين، يطري(١) أخاه شاهداً، ويأكل لحمه غائباً، إن أُعطي حسده، وإن ابتلي خذله ».

[١٠٣٢٧] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الصادقعليه‌السلام ، أن قال: « من لقي المؤمنين بوجه، وغابهم بوجه، أتى يوم القيامة

__________________

٨ - جامع الأخبار ص ١٧٣.

الباب ١٢٣

١ - نوادر الراوندي ص ٢٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٢٠٤ ح ١٠.

٢ - الأخلاق: مخطوط.

٣ - الأخلاق: مخطوط.

(١) الإطراء: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه (النهاية ج ٣ ص ١١٧).

٤ - الاختصاص ص ٣٢.

٩٦

له(١) لسانان من نار ».

[١٠٣٢٨] ٥ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « يا هشام، بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه إذا شاهده، ويأكله إذا غاب عنه، إن أعطي حسده، وإذا ابتلي خذله » الخبر.

١٢٤ -( باب تحريم هجر المؤمن بغير موجب، وكراهته بعد الثلاث معه، واستحباب المسابقة إلى الصلة)

[١٠٣٢٩] ١ - السيد محيي الدين ابن أخ ابن زهرة صاحب الغنية في أربعينه: عن القاضي بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، عن القاضي فخر الدين أبي الرضا سعيد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، عن الحافظ ثقة الدين أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد بن الشحامي، عن أبي النصر عبد الرحمن بن علي بن موسى، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن موسى، عن أبي الصلت، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ».

[١٠٣٣٠] ٢ - الشيخ المفيد في كتاب الروضة: عن أبي عبد الله

__________________

(١) في المصدر: وله.

٥ - تحف العقول ص ٢٩٤.

الباب ١٢٤

١ - الأربعين ص ٢٢.

٢ - روضة المفيد:

٩٧

عليه‌السلام ، أنه قال: « المؤمن هديّة الله عزّوجلّ إلى أخيه المؤمن، فإن سرّه ووصله فقد قبل من الله عزّوجلّ هديّته، وإن قطعه وهجره فقد ردّ على الله عزّوجلّ هديّته ».

[١٠٣٣١] ٣ - الحسن بن علي بن شعبة في تحل العقول: عن المفضل بن عمر، أنّه قال لجماعة من الشيعة: وإيّاكم والتصارم، وإيّاكم والهجران، فإنّي سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « والله لا يفترق رجلان من شيعتنا على الهجران، إلّا برئت من أحدهما ولعنته، وأكثر ما أفعل ذلك بكليهما » فقال له معتب: جعلت فداك، هذا الظالم فما بال المظلوم؟ قال: « لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته، سمعت أبي وهو يقول: إذا تنازع اثنان من شيعتنا، ففارق أحدهما الآخر، فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى يقول له: يا أخي أنا الظالم، حتى ينقطع الهجران فيما بينهما، إنّ الله تعالى حكمٌ عدلٌ، يأخذ للمظلوم من الظالم ».

[١٠٣٣٢] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ».

[٠٣٣٣] ٥ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يحلّ لاحد يؤمن بالله، أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيعرض هذا عن وجه هذا، وهذا عن وجه هذا، فخيرهما الذي يبدأ بالسلام ».

[١٠٣٣٤] ٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « خمسة ليس لهم صلاة - إلى أن قال - ومصارم لا يكلّم أخاه فوق ثلاثة أيام ».

__________________

٣ - تحف العقول ص ٣٩٠.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٢ ح ١٥٨.

٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٦ ح ٦٤.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٧ ح ٦٥.

٩٨

١٢٥ -( باب تحريم إيذاء المؤمن)

[١٠٣٣٥] ١ - جامع الأخبار: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من آذى مؤمناً فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان ».

وفي خبر آخر: « فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين ».

[١٠٣٣٦] ٢ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنيا، لم يكن ذلك كفّارته، ولم يؤجر عليه ».

[١٠٣٣٧] ٣ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد أسري بي فأوحى إليّ من وراء الحجاب ما أوحى، وشافهني من دونه ما(١) شافهني، فكان فيما شافهني أن قال: يا محمّد من آذى(٢) لي ولياً فقد أرصدني بالمحاربة، ومن حاربني حاربته، قال: فقلت: يا ربّ، ومن وليّك هذا، فقد علمت أنه من حاربك حاربته؟ فقال: ذلك من أخذت ميثاقه لك، ولوصيّك، ولورثتكما بالولاية ».

[١٠٣٣٨] ٤ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً عن المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال

__________________

الباب ١٢٥

١ - جامع الأخبار ص ١٧٢.

٢ - جامع الأخبار ص ١٧٣.

٣ - المحاسن ص ١٣٦ ح ١٩.

(١) في المصدر: بما.

(٢) في المصدر: أذل.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٢٨٤.

٩٩

الله تبارك وتعالى: ليأذن بحرب منّي من آذى عبدي المؤمن، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن » الخبر.

[١٠٣٣٩] ٥ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « من أدخل على رجل من شيعتنا سروراً، فقد أدخله على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك من أدخل عليه أذى أو غماً ».

[١٠٣٤٠] ٦ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من آذى مؤمناً بغير حقّ، فكأنّما هدم مكّة بيت الله المعمور عشر مرّات، وكأنّما قتل الف ملك من المقربين ».

ورواه العلامة(١) الحلي في الرسالة السعدية: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله.

[١٠٣٤١] ٧ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله.

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « من آذى مؤمناً آذاه الله، ومن أحزنه أحزنه الله، ومن نظر إليه بنظرة تخيفه بغير حقّ أو بجفاء، يخيفه الله يوم القيامة ».

__________________

٥ - المؤمن ص ٦٩ ح ١٨٩.

٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٦١ ح ٤٠.

(١) الرسالة السعدية:

٧ - لبّ اللباب: مخطوط.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543