مفاهيم القرآن الجزء ٣

مفاهيم القرآن7%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 543

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 543 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 201846 / تحميل: 6190
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

ترى أنّه سبحانه عندما رام أن يشير إلى هذه الكتب المعهودة عرفها باللام إشارة إلى معهوديتها.

أضف إليه أنّ الهدف الأسمى للآية من نفي التلاوة والكتابة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو قلع جذور الريب والشك من قلوب المبطلين، ولا يتحصل ذلك إلّا بكونه اُمّياً غير قارئ ولاكاتب قط، ولا يحسن القراءة والكتابة أصلاً. ولو صح ما يرتئيه الدكتور لما نهضت الآية إلى رفع آثار الشك وغبار الريب بل كان باب اكتساب الشك في أمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإلقاء الريب في قلوب ضعفاء الناس بنبوّته مفتوحاً بمصراعيه. إذ كان للجاحد المبطل أن يقول انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بمزاولته صحف والكتب العربية، وقف على أحوال الماضين وأقاصيص الأوّلين، فأودع نتائج أفكاره وما استحصل عليه منها بعد سبره لغورها، في هذه الصحائف وفي ضمنها من هذه السور والآيات التي افتراها على الله، وقد رماه بهذه الفرية الشائنة رؤوس الكفر والعناد فيما حكاه عزّ وجلّ:( وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ) ( الفرقان ـ ٥ ).

وفي نفس الآية دليل بارز على أنّ الهدف منها هو نفي مطلق التلاوة والكتابة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله حيث عطف على الجملة الأولى:( وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ ) قوله:( وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ) .

بيانه: لو كان المراد من الآية سلب القدرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في خصوص ما يتعلّق بتلاوة الكتب الدينية النازلة باللغة العبرانية أو غيرها من اللغات غير الدارجة في الجزيرة العربية، لكان له تعالى أن يقتصر عل الجملة الاُولى، ولا يردفها بقوله:( وَلا تَخُطُّهُ ) لوضوح الملازمة بين السلبين. فإذا كان الرجل لا يقدر على قراءة كتاب اُلّف بلغة خاصة، فهو لا يقدر على خطها وترسيمها بتاتاً، فعلى ذلك لماذا جيئ بالمعطوف مع امكان الاستغناء عنه بما تقدم عليها.

ولكن لو كان الغرض هو التنبيه على اُمّية النبي بأوضح العبارات، والاجهار بها بأصح الأساليب، وأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل بعثته لم يكن قارئاً ولا كاتباً بتاتاً، بل كان بعيد عن ذلك

٣٠١

كل البعد، لصح عطفها على ما تقدم عليها، لأنّ العرف إذا حاول توصيف الرجل بالاُمّية يقول في حقه: إنّه لا يعرف القراءة والكتابة، أو أنّه ليست بينه وبين التلاوة والكتابة أية صلة، ولا يقتصر على نفي الاُولى بل يردفها بنفي الاُخرى أيضاً، توضيحاً للمراد. والله سبحانه لـمّا أراد التركيز على اُمّية النبي وأنّه طيلة عمره كان بعيداً عن مجالات العلم والدراسة، أتى بما هو الدارج في لسان العرب، إذا أرادوا توصيف الشخص بالاُمّية.

والشاهد على ما ذكرنا: أنّك لو ألقيت هذه الآية على أي عربي عريق في لغته ولسانه، يقضي بأنّ المقصد الأسنى منها نفي معرفتهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالتلاوة والكتابة على الاطلاق. نعم الآية خاصة بما قبل البعثة، لا تعم ما بعدها ولنا عودة إلى هذا الموضوع في الأبحاث الآتية فانتظر.

وربما يقال(١) : إنّ الآية تنفي مطلق التلاوة والكتابة ولكنّه لا يدل على نفي احسانهما عنه: قلت: سيوافيك جوابه عند البحث عن وضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد البعثة.

النص الثاني من القرآن على كونه اُمّياً :

يدل على ذلك قوله سبحانه :

( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ) .

( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ( الأعراف: ١٥٧ ـ ١٥٨ ).

قد وصف سبحانه نبيّه في هذه الآية بخصال عشر وهي: أنّه رسول، نبي، اُمّي ،

__________________

(١) نقله الشيخ الطوسي في تبيانه راجع ج ٨ ص ٢١٦ ط بيروت.

٣٠٢

مكتوب اسمه في التوراة والانجيل، ومنعوت فيهما بأنّه يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، يحل لهم الطيبات، يحرّم عليهم الخبائث، يضع عنهم الإصر، ويرفع عنهم الأغلال.

وهذه الصفات التي تضمّنتها الآية في حق النبي الأكرم واضحة حتى الوصف الذي هو موضوع البحث ( الاُمّي ) إذ الاُمّي حسب تنصيص الكتاب المبين هو من لا يقدر على القراءة ولا يحسن الكتابة كما يقول سبحانه:( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إلّا يَظُنُّونَ ) ( البقرة ـ ٧٨ ).

قوله سبحانه:( لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ ) توضيح لقوله اُمّيون أي منهم اُمّة منقطعون عن كتابهم لا يعلمون منه إلّا أوهاماً وظنوناً يتلوها عليهم علماؤهم، الذين يحرفون كتاب الله وكلماته عن مواضعها، ويحسب هؤلاء السذّج أنّه الكتاب المنزل إليهم من ربّهم. ولذلك قال سبحانه في الآية التالية:( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) ( البقرة ـ ٧٩ ).

فلو كانوا عارفين بالكتاب قادرين على قراءته وتلاوته لما اغتروا بعمل المحرّفين، ولميّزوا الصحيح من الزائف غير أنّ اُمّيتهم وجهلهم به حالت بينهم وبين اُمنيتهم.

قال الرازي: إنّه تعالى وصف محمداً في هذه الآية بصفات تسع(١) إلى أن قال: الصفة الثالثة كونه اُمّياً، قال الزجّاج: معنى الاُمّي الذي هو على صفة اُمّة العرب، قال عليه الصلاة والسلام: إنّا اُمّة اُمّية لا نكتب ولا نحسب(٢) فالعرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرأون، والنبي كان كذلك فلهذا السبب وصفه بكونه اُمّياً(٣) .

__________________

(١) لا، بل عشر، كما عرفت.

(٢) إيعاز إلى ما رواه البخاري في صحيحه: ج ١ ص ٣٢٧ عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: إنّا اُمّة اُمّية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا أو هكذا، مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين.

(٣) مفاتيح الغيب: ج ٤ ص ٣٠٩.

٣٠٣

وقال البيضاوي: الاُمّي لا يكتب ولا يقرأ، وصفه به تنبيهاً على أنّ كمال علمه مع حاله هذا، إحدى معجزاته(١) .

هذا وقد أصفقت على ما ذكرنا من المعنى للاُمّية معاجم اللغة المؤلّفة في العصور الزاهرة بأيدي الخبراء الأساطين وفي مقدّمهم: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا المتوفّى عام ٣٩٥ صاحب « مقاييس اللغة »(٢) وغيرها من الكتب الممتعة ودونك كلامه :

« اُم » له أصل واحد يتفرع منه أربعة أبواب وهي الأصل، والمرجع والجماعة والدين، قال الخليل: كل شيء تضم إليه ما سواه مما يليه، فإنّ العرب تسمّي ذلك اُمّاً ومن ذلك اُم الرأس: وهو الدماغ، اُم التنائف: أشدها وأبعدها، اُم القرى: مكة وكل مدينة هي اُم ما حولها من القرى، واُم القرآن: فاتحة الكتاب واُم الكتاب ما في اللوح المحفوظ، واُم الرمح: لواؤه وما لف عليه، وتقول العرب للمرأة التي ينزل عليها: اُم مثوى، واُم كلبة: الحمى، واُم النجوم: السماء، واُم النجوم: المجرّه إلى أن عد كثيراً من هذه التراكيب فقال: الاُمّي في اللغة: المنسوب إلى ما عليه جبلة الناس لا يكتب، فهو في أنّه لا يكتب على ما ولد عليه(٣) .

ومحصل كلامه أنّه ليس للاُم إلّا مادة واحدة وهي الأصل لغيرها ومنه يتفرع غيرها فاُم الانسان اُم لأنّها أصله وعرقه وهكذا

وهذا الزمخشري إمام اللغة والبلاغة فسر قوله تعالى:( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إلّا يَظُنُّونَ ) بأنّهم لا يحسنون الكتاب فيطالعوا التوراة

__________________

(١) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج ٣ ص ٢٣٠ مع شرحه لاسماعيل القنوي.

(٢) بلغ ابن فارس الغاية في الحذق باللغة، وكنه أسرارها وفهم اُصولها، وقد حاول في تأليف هذا المعجم أن يوحّد المعاني المتعددة المفهومة من لفظ واحد وذلك بارجاعها إلى أصل واحد تفرّعت عنه تلك المعاني في الاستعمال ـ وقد إنفرد من بين اللغويين بهذا التأليف ولم يسبقه إلى مثله أحد، ولم يخلفه غيره.

(٣) المقاييس: ج ١ ص ٢١ ـ ٢٨ والكشاف ج ١ ص ٢٢٤.

٣٠٤

ويتحققوا ما فيها(١) .

وقال أمين الإسلام في مجمع البيان: ذكروا للاُمّي معاني :

أوّلها: أنّه الذي لا يكتب ولا يقرأ.

ثانيها: أنّه منسوب للاُمّة والمعنى أنّه على جبلة الاُمّة قبل استفادة الكتاب.

ثالثها: أنّه منسوب إلى الاُم والمعنى أنّه على ما ولدته اُمّه قبل تعلم الكتابة.

قلت: هذه المعاني متقاربة تهدف إلى مفهوم واحد. وإنّما الاختلاف في انتسابه إلى الاُم أو الاُمّة وقد جمع ابن فارس في كلامه كلا الاحتمالين.

هذه نصوص بعض أئمّة اللغة وأساطين التفسير، إذا شئت فلاحظ كلمات الباقين منهم.

الآراء الشاذة في تفسير الاُمي :

ربّما يجد القارئ في طيات بعض التفاسير معاني اُخر للاُمّي لا تتفق مع ما أصفقت عليه أئمّة اللغة والتفسير فلا بأس بذكرها ودحضها :

١. الاُمي منسوب إلى اُم القرى وهي علم من أعلام مكة كما يدل عليه قوله سبحانه:( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ) ( الشورى ـ ٧ ) وعلى ذلك فالمراد من الاُمي أنّه مكي.

وفيه مواقع للنظر والنقد :

أوّلاً: إنّ اُم القرى ليست من أعلام مكة ـ وإن كان يطلق عليها ـ غير أنّ الإطلاق لا يدل على كونه من أعلامها، بل هو موضوع على معنى كلي وهي إحدى مصاديقه ولا تنس ما ذكره ابن فارس بقوله: « كل مدينة هي اُم ما حولها من القرى » فيعلم من ذلك

__________________

(١) المقاييس: ج ١ ص ٢١ ـ ٢٨ والكشاف: ج ١ ص ٢٢٤.

٣٠٥

أنّ اُم القرى مفهوم كلي يصح اطلاقه على أية بلدة تتصل بها قرى كثيرة بالتبعية، وهذه القرى تعمتد عليها في اُمور حياتها، ويعاضد ما ذكرناه ( كون اُم القرى كلياً ) قوله عزّ وجلّ:( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً ) ( القصص ـ ٥٩ ) فالآية ( بحكم رجوع الضمير في اُمها إلى القرى ) صريحة في أنّها ليست علماً لموضع خاص، لأنّ مشيئته تعم الاُمم في هذا الأمر ( أهلاك الاُمم وإبادتهم بعد انذارهم ببعث الرسل ) ولا تختص باُمّة دون اُخرى، أو نقطة دون نقطة، وعلى هذا، فمفاد الآية أنّ الله سبحانه يمهل أهل القرى من دون فرق بين قرية وقرية، حتى يبعث في مركزها الذي هو مركز الثقل بالنسبة إليها، والمجتمع لأكثر الناس، وملتقى أفكارهم، رسولاً يبشرّهم وينذرهم، فإذا ضربوا عنه صفحاً وهجروا مناهجه، يبيدهم ويهلكهم بألوان العذاب وهذه مشيئة الله وعادته في الاُمم السالفة البائدة جميعاً، مكية كانت أم غيرها.

وثناياً: لو صح كونه من أعلام مكة فالصحيح عند النسبة إليها هو القروي لا الاُمّي، هذا ابن مالك يقول في ألفيته :

وانسب لصدر جملة وصدر ما

ركب مزجا ولثان تتما

اضافة مبدوة بابن وأب

أو ما له التعريف بالثاني وجب

فيما سوى هذا انسبن للأول

مالم يخف للبس كعبد الأشهل

قال ابن عقيل في شرحه: إذا نسب إلى الإسم المركب فإن كان مركباً تركيب جملة أو تركيب مزج، حذف عجزه واُلحق صدره ياء النسب فتقول في تأبّط شراً: تأبطي، وفي بعلبك: بعلي، وإن كان مركب إضافة، فإن كان صدره ابناً أو أباً أو كان معروفاً بعجزه، حذف صدره واُلحق عجزه ياء النسبة، فنقول في ابن الزبير: زبيري، وفي أبي بكر: بكري، وفي غلام زيد: زيدي، وإن لم يكن كذلك(١) .

والاقتصار على الابن والأب من باب المثال والحكم يعم الاُم والابنة والأخ

__________________

(١) شرح ابن عقيل: ج ٢، ص ٣٩١.

٣٠٦

والاُخت، لاشتراك الجميع معهما في المناط والملاك ـ وهو كونها مركبة تركيب اضافة وحصول الالتباس لو اُلحقت بصدرها.

وثالثاً: إنّ الله وصف نبيّه في الآية بصفات تناسب موضوع النبوّة، فلو كان الاُمّي فيها بالمعنى الذي أوضحناه، لتلاءم الكلام، وتكون تلك الصفة هادفة إلى آية نبوّته وبرهان رسالته، لأنّه مع كونه اُمّياً لا يقرأ ولا يكتب، أتى بشريعة كافلة لسعادة الناس وسيادتهم وجاء بكتاب فيه هدى ونور، وتضمن من الحقائق والمعارف ما لا يقف عليه حتى الأوحدي من الناس فضلاً عمّن لم يقرأ ولم يكتب، وهذا برهان رسالته ودليل صلته بالله وكونه مبعوثاً ومؤيداً منه تعالى.

ولو كان المراد منه ما زعمه القائل من كونه مكياً وأنّه وليد ذلك البلد، لكان الاتيان به في ثنايا تلك الأوصاف والخصال اقحاماً بلا وجه واقتضاباً بلا جهة.

وإن شئت قلت: لو كان المراد من الاُمي ما ذكرناه لكان فيه إشارة إلى أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع كونه باقياً على الحالة التي ولد عليها، قد أتى بكتاب عجز الناس عن تحدّيه، وكلّ البلغاء عن معارضته، وخرس الفصحاء لديه، مضافاً إلى ما فيه من المعارف الالهية والحقائق العلمية والدساتير والقوانين الاجتماعية والاقتصادية في شؤون الحياة الانسانية ومسائلها المعقدة، وهذا دليل على صدق دعوته، وأنّه مبعوث من عنده تعالى، وهذه النكتة تفوتنا إذا فسرناه بأنّه مكي ووليد الحرم والبلد الأمين إذ ليس في كونه مكّياً أي امتياز حتى ينوّه به.

وإلى ما ذكرنا يشير قوله عزّ وجلّ:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) ( الجمعة ـ ٢ ).

فإنّ توصيف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّه منهم ( أي من الاُمّيين ) للاشارة إلى أنّه مع كونه اُمّياً مثلهم يعلّمهم الكتاب والحكمة، وما ذلك إلّا لكونه مؤيداً منه تعالى بروح تعاضده وموجهاً بتوجيهه لارتقاء تلكم المدارج، فالآية من قبيل اتيان الشيء ببيّنته وبرهانه.

٣٠٧

نعم ورد في بعض المأثورات حول تفسير الاُمّي انتسابه إلى اُم القرى، وسوف نرجع إلى هذه الروايات بالإيراد والمناقشة في اسنادها ومضامينها.

الرأي الثاني :

٢. ما اختاره الدكتور عبد اللطيف الهندي في مقاله المومى إليه فقال: الاُمّي من لم يعرف المتون العتيقة السامية، ولم ينتحل إلى ملّة أو كتاب من الكتب السماوية والشاهد عليه أنّ الله جعل الاُمّي في الكتاب العزيز، مقابل أهل الكتاب فيستظهر منه أنّ المراد منه هي الاُمّة العربية الجاهلة بما في زبر الأوّلين من التوراة والانجيل غير منتحلة إلى دين أو ملة لا من لا يقدر على التلاوة والكتابة.

أقول: ما ذكره الدكتور زلّة وعثرة لا تستقال فإنّ اطلاق الاُمّيين على العرب المشركين ليس « بسبب جهلهم بالمتون السامية، وإن كانوا عارفين بلسان قومهم قادرين على تلاوته وكتابته » كما حسبه الدكتور، بل بسبب جهلهم بقراءة لغتهم وكتابتها لأنّ الثقافة العربية بمعنى قراءة اللغة العربية وكتابتها، كانت متدهورة في العصر الجاهلي وكانت الاُمّية هي السائدة ولا يسودهم في تلكم الظروف شيء غيرها وكانت القدرة على القراءة والكتابة محصورة في ثلّة قليلة لا يتجاوز أفرادها عدد الأصابع.

فهذا الإمام البلاذري أتى « في فتوح بلدانه » بأسماء الذين كانوا عارفين بالقراءة والكتابة في العهد الجاهلي فما تجاوزت عدتهم عن سبعة عشر رجلاً في « مكة » وعن أحد عشر نفراً في « يثرب » وقال: اجتمع ثلاثة نفر من طي ب‍ « بقة » وهم مرامر بن مرة وأسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية، فتعلّمه منهم قوم من أهل الأنبار ثمّ تعلّمه أهل الحيرة من أهل الأنبار وكان بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن الكندي، ثم السكوني صاحب دومة الجندل، يأتي الحيرة فيقيم بها الحين وكان نصرانياً فتعلم « بشر » الخط العربي من أهل الحيرة ثمّ أتى مكة في بعض شأنه فرآه سفيان بن اُمية بن عبد شمس وأبو قيس بن عبد

٣٠٨

مناف بن زهرة بن كلاب يكتب فسألاه أن يعلّمهما الخط فعلّمهما الهجاء، ثمّ أراهما الخط فكتبا، ثمّ إنّ بشراً وسفيان وأبا قيس أتوا الطائف في تجارة فصحبهم غيلان بن سلمة الثقفي فتعلّم الخط منهم وفارقهم بشر، ومضى إلى ديار مضر، فتعلّم الخط منه عمرو بن زرارة بن أعدس فسمّي عمرو الكاتب، ثمّ أتى بشر الشام فتعلّم الخط منه ناس هناك وتعلّم الخط من الثلاثة الطائيين أيضاً رجل من طابخة كلب، فعلّمه رجل من أهل وادي القرى فأتى الوادي يتردد فأقام بها وعلّم الخط قوماً من أهلها ـ إلى أن قال: ـ فدخل الإسلام وفي قريش سبعة عشر رجلاً كلّهم يكتب، عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالبو(١) .

وهذا ابن خلدون يحكي في مقدمته، أنّ عهد قريش بالكتابة والخط العربي لم يكن بعيداً بل كان حديثاً وقريباً بعهد الرسول فقد تعرفوا عليها قبيل ظهور الإسلام حيث قال في الفصل الذي عقده لبيان أنّ الخط والكتابة من عداد الصنايع الانساية :

كان الخط العربي بالغاً مبالغه من الأحكام والاتقان والجودة في دولة التبابعة، لما بلغت من الحضارة والترف وهو المسمّى بالخط الحميري وانتقل منها إلى الحيرة لما كان فيها دولة آل المنذر بسبأ التبابعة إلى أن قال: ومن الحيرة لقّنه أهل الطائف وقريش فيما ذكر، يقال إنّ الذي تعلّم الكتابة من الحيرة هو سفيان بن اُمية ويقال حرب بن اُمية وأخذها من أسلم بن سدرة وهو قول ممكن وأقرب ممن ذهب إلى أنّهم تعلّموها من أياد أهل العراق وهو بعيد، لأنّ اياداً وإن نزلوا ساحة العراق فلم يزالوا على شأنهم من البداوة، والخط من الصنايع الحضرية فالقول بأن أهل الحجاز إنّما لقنوها من الحيرة ولقنها أهل الحيرة من التبابعة وحمير، هو الأليق من الأقوال(٢) .

فإذا كان هذا مبدأ تعرفهم بالكتابة والقراءة وكان هذا مقياس ثقافتهم وتعرفهم عليها في المنطقتين ( مكة والمدينة ) فما ظنك بهم في المناطق الاُخرى، نعم كانت الربوع

__________________

(١) فتوح البلدان: ص ٤٥٧.

(٢) مقدمة ابن خلدون: ص ٤١٨، طبع بيروت، الطبعة الرابعة.

٣٠٩

المختصة باليهود والنصارى، تزدحم بأحبارهم وحفّاظ كتبهم، فكانت القراءة والكتابة رائجتين بينهم، لمسيس حاجتهم إلى معرفة كتابهم وما فيه من الطقوس والسنن.

فإذا ألممت أيها الباحث ولو إلمامة عابرة بروح ذلك العصر، ووقفت على ما كان يسود في تلكم الظروف والبيئات، لقضيت بأنّ المراد من الاُمّي حتى في ما استعمل عند أهل الكتاب هو العاجز عن القراءة والكتابة بقول مطلق كقوله سبحانه:( وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ ) ( آل عمران ـ ٢٠ ) ويوضح ما ذكرناه قوله سبحانه:( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إلّا يَظُنُّونَ ) ( البقرة ـ ٧٨ )(١) فالآية بحكم رجوع الضمير( وَمِنْهُمْ ) إلى اليهود، تقسم اليهود إلى طائفتين، طائفة يعلمون الكتاب، واُخرى طائفة اُمّية لا تعلم من الكتاب شيئاً بل تتخيله أمانياً فقد أطلق الاُمّي في هذه الآية على بعض أهل الكتاب بملاك جهله بكتابه، قراءة وكتابة، ولكن الجهل بالكتاب الذي نزل بلسانه ولسان قومه يلازم الجهل بسائر اللغات طبعاً.

فهذا الكتابي بما أنّه لا يحسن القراءة والكتابة قط، اُمّي كالعربي الاُمّي بلا تفاوت.

وقصارى ما يمكن أن يقال: إنّه ليس للاُمّي إلّا مفهوم واحد وضع له وضعاً واحداً، غير أنّ مفهومه يختلف حسب اختلاف الظروف والبيئات، حسب اختلاف الاضافات والنسب، فالاُمّي في أجواء الكتابيين عبارة عمّن لا يعرف لغة كتابه فلو قيل: ذلك الكتابي اُمّي فالمقصود منه بقرينة لفظ « الكتابي » كونه اُمّياً بالنسبة إلى كتابه الذي ينتحل إليه، كما أنّ الاُمّي في البيئات العربية عبارة عمّن لا يحسن العربية قراءة وكتابة وهكذا

وبناء على ذلك فالاُمّيون في قوله سبحانه:( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلّا أَمَانِيَّ ) عبارة عن الطائفة الجاهلة بالمتون السامية من أهل الكتاب، لا يحسنون تلاوتها

__________________

(١) هذه الآية بما أنّها تقسّم أهل الكتاب والمنتحلين إليه إلى طائفتين اُمّية وغير اُمّية، تبطل ما ادعاه الدكتور من أنّ الاُمّي عبارة عن من لم ينتحل إلى الدين ولم ينسب إلى ملّة.

٣١٠

ولا كتابتها، إلّا أنّ ذلك الاطلاق لا يثبت كون الاُمّي موضوعاً على من لا يعرف اللغة السامية كما حسبه الدكتور. بل لـمّا كان محور البحث في الآية أهل الكتاب وانقسامهم إلى طائفة عالمة بما في كتابهم، وطائفة جاهلة به، اُمّية لا تعلم من الكتاب شيئاً، صار ذلك كالقرينة على أنّ المقصود من الاُمّيين فيها، هي الطائفة الجاهلة بالمتون السامية واللغة التي اُنزلت بها كتبهم.

وهذا الوجه لا يشمل « الاُمّي » في غير هذه الآية ولا على الموارد العارية عن هذه القرينة ولا يثبت كونه موضوعاً لمن يكون جاهلاً بالمتون السامية، كما ادعاه القائل.

إذا وقفت على ما ذكرناه وقوف المستشف للحقيقة، لأذعنت أنّه ليس للاُمّي إلّا مفاد واحد وهو الباقي على الحالة التي ولد عليها. ولو اطلق في مورد أو موارد على من لا يعرف المتون السامية، فلأجل قرينة دلّت عليه، فهو من باب تطبيق الكلي على فرده الخاص لا أنّه موضوع على ذلك الخاص.

بحث وتنقيب :

لقد بان الحق بأجلى مظاهره بحيث لم تبق لمجادل شبهة في دلالة الذكر الحكيم على أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان اُمّياً لا يقرأ ولا يكتب قبل أن يختاره الله تعالى للتبشير والانذار، وظهر ما هو الحق الصراح في معنى الاُمّي الذي وصف الله به نبيّه الأكرم، نعم روي عن بعض أئمّة أهل البيت في تفسير الاُمّي ما يتراءى منه خلاف ما أوضحناه وحققناه ودونك ما روي عنهم في هذا الباب(١) .

١. أخرج الصدوق في علل الشرائع ومعاني الأخبار عن أبيه عن سعد(٢) عن ابن

__________________

(١) سوف نرجع في آخر البحث إلى تحقيق القول في الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت وغيرهم في المقام والغرض هنا عرض ما يرجع إلى خصوص تفسير لفظ الاُمّي فقط.

(٢) سعد بن عبد الله القمي ترجمه شيخ الطائفة في باب أصحاب العسكريعليه‌السلام .

٣١١

عيسى(١) عن محمد البرقي عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام فقلت: يا بن رسول الله لم سمّي النبي الاُمّي ؟ فقال: ما يقول الناس ؟ قلت: يزعمون أنّه سمّي الاُمّي لأنّه لا يحسن أن يكتب، فقال: كذبوا عليهم لعنة الله في ذلك، والله يقول في محكم كتابه:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ ) فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن، والله لقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو قال: بثلاثة وسبعين لساناً وإنّما سمّي الاُمّي لأنّه كان من أهل مكة، ومكة من اُمّهات القرى وذلك قول الله عزّ وجلّ:( وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ) ( الأنعام ـ ٩٢ )(٢) .

وأخرج الشيخ الأقدم محمد بن الحسن الصفار المتوفّى عام ٢٩٠ في بصائر الدرجات عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد البرقي عن جعفر بن محمد الصوفي مثله.

ونقله الشيخ المفيد معلّم الاُمّة في « اختصاصه » بهذا السند أيضاً.

والحديث على كل تقدير ينتهي إلى محمد البرقي وهو مختلف فيه جداً لاستناده إلى المراسيل والضعاف، وهو يروي عن جعفر بن محمد الصوفي الذي أهمله أصحاب المعاجم فالحديث ساقط عن الحجية.

أضف إليه ما في متنه من الشذوذ، وفيه جهات من النظر :

أوّلاً: قوله إنّ النبي يقرأ ويكتب باثنين وسبعين لساناً، يعطي أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان مشغولاً بقراءتها والكتابة بها في عامة حياته أو رسالته فقط، وحمله على الإمكان والتعليق وأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قادراً عليهما باثنين وسبعين لساناً لو شاء وأراد، ولكنّه لم يشأ ويقرأ ولم يكتب بها أصلاً، خلاف الظاهر، وعلى ما استظهرناه فالرواية تخالف ماهو المتواتر من حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

(١) أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، ثقة جليل.

(٢) علل الشرائع ص ٥٣، ومعاني الأخبار ص ٢٠.

٣١٢

إذ لو كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على النحو الذي تصفه الرواية لذاع ذكره وطار صيته بهذا الوصف ولا يكاد يخفى على الناس أمره. على أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله في البيئة العربية الاُمية كان في منتأى عن سماع الألسنة أو رؤية أصحابها فلم يكن في موطنه ولا دار هجرته من يعرفها أو يتكلم بها فكيف يتكلم بهذه اللغات، وهو لا يجد من يشافهه بها، ولم تكن تحضره صحيفة أو صحائف كتبت بغير اللغة العربية.

ثانياً: إنّ تفسير الاُمّي بكونه منسوباً إلى اُمّ القرى، يخالف ما اتفقت عليه أئمّة الأدب، وجهابذة اللغة، وأعلام التفسير بل يخالف القرآن الكريم حيث فسّر سبحانه بغير ذلك وقال:( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ ) فلا يصح الركون في هذه المسألة إلى حديث ينتهي إلى من اختلف في وثاقته، إلى من أهمله علماء الرجال في كتبهم.

ولسنا من الفئة التي تعرض القرآن والحديث الصحيح على القواعد العربية المدوّنة بعد أجيال من نزول القرآن ونشر الحديث، بيد علماء الأدب، فإنّ تلك الفئة ضالّة مضلّة مستحقة للرد والطعن. إذ الصحيح عرض القواعد على القرآن والحديث دون العكس، فإنّ المقياس الوحيد لتمييز الصحيح عن غيره، إنّما هو كلام أهل اللسان والأساليب الدارجة بينهم، لا القواعد المدوّنة إذا لم ترجع إلى مصدر وثيق.

وعلى هذا فلو وجدنا القاعدة الأدبية المصطادة من تتبع بعض الموارد ومن كلام العرب، مخالفة للقرآن الكريم أو الحديث الثابت عنهم، أو الكلام الصادر عن عربي صميم، وجب علينا هدم القاعدة، ورميها بالخطأ والغلط، لا تأويل الذكر الحكيم والحديث الصحيح، والكلام المنقول عن أهل اللسان إذ القرآن سواء أقلنا إنّه كلام إلهي اُوحي إلى نبيّنا الأكرم أم قلنا إنّه من منشآته ومبدعاته ( وأجل النبي عن هذه الفرية الشائنة ) كلام صحيح، صادر أمّا عن الله سبحانه أو عن عربي صميم شب وترعرع بين الاُمّة العربية وقضى عمره وحياته بين ظهرانيهم.

وعلى أي تقدير فهو الحجة في تدوين القاعدة وتأسيسها دون العكس ومثله الآثار المنقولة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣١٣

ونحن مع هذا الاعتراف الصريح لا نقر بما جاء في الحديث حول تفسير الاُمي وأنّه منسوب إلى اُم القرى ولا نرمي أئمّة الأدب بالخطأ والاشتباه، إذ الحديث قاصر سنداً وينتهي إلى من اختلفت فيه كلمة أهل الجرح والتعديل، إلى من لم تتضح حاله ووثاقته، ولو ثبت صدوره عن أئمّة أهل البيت، لهدمنا القاعدة النحوية في باب النسب وأخذنا بما فيه.

ثالثاً: إنّ الحديث لا ينسجم مع مضمون ما سيوافيك من الحديثين(١) ، فإنّ مفادهما هو كون النبي يقرأ ولا يكتب أصلاً، وهذا يثبت له القراءة والكتابة باثنين وسبعين لساناً، فلا مناص في مقام الترجيح عن الأخذ بهما وطرح ذاك، لقوة اسنادهما وصحتهما على ما عرفت.

٢. أخرج الصدوق في معاني الأخبار عن ابن الوليد عن سعد عن الخشاب عن علي بن حسان وعلي بن أسباط وغيره رفعه إلى أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت: إنّ الناس يزعمون أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكتب ولم يقرأ ؟ فقال: كذبوا لعنهم الله أنّى يكون ذلك وقال الله عزّ وجلّ:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) ، فيكون يعلّمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ أو يكتب به ؟ قال: قلت: فلم سمّي النبي الاُمي ؟ قال: نسب إلى مكة وذلك قول الله عزّ وجلّ:( وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ) فاُم القرى مكة فقيل اُمّي لذلك(٢) .

ونقله صاحب البصائر عن عبد الله بن محمد عن الخشاب عن علي بن حسان وعلي بن أسباط وغيره رفعه إلى أبي جعفر(٣) .

__________________

(١) راجع البحث الآتي تحت عنوان « عرض وتحقيق » والمقصود من الصحيحين ما رواه هشام بن سالم، والحسن الصيقل عن الصادقعليه‌السلام .

(٢) علل الشرائع: ص ٥٤٢.

(٣) بصائر الدرجات: ص ٦٢، بحار الأنوار: ج ١٦ ص ١٣٣.

٣١٤

ويؤسفنا أنّ الحديث مع ما في متنه من العلات، غير موصول السند إلى الإمام، فالرواية مرفوعة وهو نوع من المرسل الذي لا يعتمد عليه.

وفي هذا المقال يلمس القارئ حقيقة ناصعة هي من أجلى الحقائق الدينية ألا وهي مغزى كون النبي لا يحسن القراءة والكتابة قبل أن يختاره الله تعالى للتبشير والانذار.

نعم بقي الكلام في أمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد البعثة ولأجل ذلك عقدنا لتحقيقه الفصل التالي :

٣١٥

أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

بعد بزوغ دعوته

قد اهتدينا بهدى القرآن وساقتنا الأدلّة إلى القول بأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قبل البعثة اُمياً لا يقرأ ولا يكتب ولم يسجل التاريخ لهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك العهد قراءة لوح أو كتباة صحيفة، ولم يكن ذلك اختلافاً تواطأ عليه المسلمون لهدف خاص كما حسبه الدكتور في مقاله(١) بل كان تقريراً للواقع وقد قابلنا التفكير السطحي الخاطئ بالرد والنقد.

غير أنّنا طلباً لوضوح الحقيقة، واكمالاً للبحث، نردف المقال بالبحث عن وضع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد بزوغ دعوته وبعثته إلى الناس، وأنّه هل بقي على ما كان عليه من الاُمية، لنفس المصلحة التي اُوجبت اُميته قبل أن يبعث إلى هداية الناس، أو لم يبق عليه، بل كشف الحجاب عن ضميره الحي وعقله الواعي، وقلبه الواسع، عندما بزغت دعوته وبعث رسولاً إلى الناس ولا يمكن القضاء البات إلّا بعد الوقوف على ما ذكره الفطاحل من رواة الحديث وأعلام التفسير.

وقد اختار ثلة جليلة من المحققين القول الثاني أنّ تمكن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله باذنه سبحانه

__________________

(١) زعم الدكتور في مقاله أنّ اُمية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فكرة حديثة بين المسلمين، لصيانة القرآن عن التحريف وحفظه عن حدوث الزيادة والنقيصة عليه من جانب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنّ الاُمي يعكس كل ما اُلقي عليه بلا تغيير وتحريف، ولا يقدر على تحويره بخلاف غيره، فانظر ما أجرأ هذا الرجل على تحريف الكلم عن مواضعه.

٣١٦

من القراءة والكتابة بعد ما نزل عليه الوحي واستدلوا على ذلك بوجوه لا تخلو من مناقشات واشكلات، ونحن نذكر تلكم الوجوه، ثمّ نردفها بما هو المختار عندنا :

١. الوجوه التي اعتمد عليها شيخنا المفيد :

هذا هو الشيخ المفيد استدل بأدلة ووجوه اعتقد أنّها الحجج الكافية لاثبات ما يرتئيه من أنّ النبي كان عارفاً بالقراءة والكتابة بعد بعثته ودونك ما أفاده برمّته :

١. إنّ الله تعالى لما جعل نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله جامعاً لخصال الكمال كلها، وخلال المناقب بأسرها لم تنقصه منزلة بتمامها، ليصح له الكمال، ويجتمع فيه الفضل والكتابة فضيلة من منحها فضل، ومن حرمها نقص.

٢. إنّ الله تعالى جعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حاكماً بين الخلق في جميع ما اختلفوا فيه، فلا بد أن يعلمه الحكم في ذلك، وقد ثبت أنّ اُمور الخلق قد يتعلق أكثرها بالكتابة فتثبت بها الحقوق، وتبرأ بها الذمم، وتقوم بها البيّنات، وتحفظ بها الديون، وتحاط بها الأنساب، وأنّها فضل تشرف المتحلّي به على العاطل منه، وإذا صح أنّ الله جلّ اسمه قد جعل نبيّه بحيث وصفناه من الحكم والفضل ثبت أنّه كان عالماً بالكتابة، محسناً لها.

٣. إنّ النبي لو كان لا يحسن الكتابة ولا يعرفها لكان محتاجاً في فهم ما تضمّنته الكتب من الحقوق وغير ذلك إلى بعض رعيته، ولو جاز أن يحوجه الله في بعض ما كلّفه الحكم فيه إلى بعض رعيته لجاز أن يحوجه في جميع ما كلّفه الحكم فيه إلى سواه، وذلك مناف لصفاته ومضاد لحكمة باعثه، فثبت أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يحسن الكتابة.

٤. إنّ الله سبحانه يقول:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) ( سورة الجمعة ـ ٢ ) ومحال أن يعلمهم الكتاب وهو لا يحسنه، كما يستحيل يعلمهم الكتاب والحكمة وهو لا يعرفهما، ولا معنى لقول من قال: إنّ الكتاب هو القرآن خاصة، إذ اللفظ عام والعموم لا ينصرف عنه إلّا بدليل، لا سيما على قول المعتزلة وأكثر

٣١٧

أصحاب الحديث.

٥. يدل على ذلك أيضاً قوله تعالى:( وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ المُبْطِلُونَ ) ( سورة العنكبوت ـ ٤٨ ) فنفى عنه احسان الكتابة وخطه قبل النبوّة خاصة، فأوجب احسانه بذلك لها بعد النبوّة، ولولا أنّ ذلك كذلك لما كان لتخصيصه النفي معنى يعقل، ولو كان حالهصلى‌الله‌عليه‌وآله في فقد العلم بالكتابة بعد النبوّة، كحاله قبلها لوجب إذا أراد نفي ذلك عنه أن ينفيه بلفظ يفيده، لا يتضمن خلافه فيقول له: وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطّه بيمينك إذ ذاك ولا في الحال، أو يقول: لست تحسن الكتابة ولا يتأتى منك على كل حال، كما أنّه لما أعدمه قول الشعر ومنعه منه نفاه بلفظ يعم الأوقات فقال الله تعالى:( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ) ( يس ـ ٦٩ ) وإذا كان الأمر على ما بيّناه ثبت أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يحسن الكتابة بعد أن نبّأه الله تعالى ما وصفناه، وهذا مذهب جماعة من الإمامية ويخالف فيه باقيهم وسائر أهل المذاهب والفرق يدفعونه وينكرونه(١) .

وفي ما ذكره رحمه الله مناقشات نشير إليها :

أوّلاً: انّ الكتابة وإن كانت من الكمالات « ومن منحها له سبحانه فضل ومن حرمها نقص » غير أنّ ذلك يعد للعاديين الذين ينحصر طريق اكتسابهم للمعارف بها وحدها، وأمّا من لا يحتاج إليها بل له طريق آخر لدرك الحقائق واكتساب المعارف كما هو الحال بالنسبة إلى نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله فلا يعد التمكن من الكتابة والقراءة فضيلة له حتى يكون عدمهما نقصاً في حقه، كيف وهوصلى‌الله‌عليه‌وآله قد عرف الواجب جلّ اسمه وصفاته وأفعاله ووقف على حقائق الكون ودقائقه عن طريق الوحي الذي هو أوثق وأسدّ الطرق الممكنة، لا يخطأ ولا يشتبه وعند ذاك لا حاجة له إلى هذه الطرق العادية غير المصونة عن الخطأ والاشتباه.

أضف إليه لو فرضنا أنّ بقاء النبي على ما كان عليه من الاُمية كان يرفع الشك

__________________

(١) أوائل المقالات: ص ١١١ ـ ١١٣ ط تبريز.

٣١٨

عن قلوب السذج من الناس ويؤكد ايمانهم واذعانهم بنبوّته وبما جاء به من الشريعة والكتاب وجب على المولى سبحانه ابقاءه على ما كان عليه من الصفات والنعوت، طلباً للغاية التي بعثه لأجل احرازها وتحققها، فإذا كان هو الملاك في اُمّيته قبل بزوغ دعوته فليكن هو الملاك في بقائه عليها فلا وجه لعد أحدهما نقصاً في حقهصلى‌الله‌عليه‌وآله دون الآخر.

ثانياً: إنّ ما ذكره « انّ الكتابة فضل تشرف المتحلي به على العاطل منه وإذا صح أنّ الله قد جعل نبيّه بحيث وصفناه من الحكم والفضل ثبت أنّه كان عالماً بالكتابة محسناً لها » صحيح جداً وقد فضّل الله سبحانه نبيّنا على جميع الأنبياء والرسل ومنحه من الفضائل ما لم يمنحه لغيره غير أنّه لما كانت هناك مصلحة أولى وأهم كما صرح الله بها سبحانه في كتابه وهي طرد الريب عن القلوب الضعيفة، صرفه الله سبحانه عن تعلّم القراءة والكتابة طيلة عمره، ولم يمكنه منها طلباً لهذه الغاية المهمة وترك المهم توخّياً للأهم لا يعد نقصاً لو لم يعد كمالاً.

وإلى ذلك يشير الفاضل القنوي في تعليقه على « أنوار التنزيل » بقوله: ولذلك صارت الاُمية شرفاً وفخراً في شأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله وصفة نقص في حق غيره.

وبذلك نجيب عن ما أفادهرحمه‌الله :

« لو كان لا يحسن الكتابة ولا يعرفها لكان محتاجاً في فهم ما تضمّنته الكتب من الحقوق وغير ذلك إلى بعض رعيته، ولو جاز أن يحوجه الله في بعض ما كلّفه الحكم فيه إلى بعض رعيته لجاز أن يحوجه في جميع ما كلّفه الحكم فيه إلى سواه وذلك مناف لصفاته ومضاد لحكمته » لأنّه إذا جاز احتياج النبي الأعظم في مورد خاص إلى بعض رعيته توخياً لبعض المصالح المهمة، لا يستلزم جواز احتياجه في الموارد الخالية عنها فإنّ الأوّل لا يعد نقصاً عند العقلاء ولأجل ذلك يرجّحون الأهم على المهم عند التزاحم، بخلاف الثاني.

ثالثاً: إنّ قوله سبحانه:( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ ) لا يدل على ما رامه أمّا إذا قلنا إنّ المراد من الكتاب هو القرآن كما هو الظاهر المتبادر إلى الذهن فإنّ تلاوة الآية

٣١٩

لا تفتقر إلى معرفة الكتابة إذا تلقى التالي محفوظاته من وحي أو تلقين، ومن الناس من يتعلّم القرآن من الصدور لا السطور ويتلوه كما حفظ بدون توقف على معرفة الخط، وأمّا إذا قلنا إنّ المقصود منه الكتابة وإن كان بعيداً جداً فليس معناه تعليم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لقومه الكتابة مباشرة إذ لم يعهد ولم ير بأسانيد صحيحة أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله جلس مع أفراد اُمّته يعلّمهم نقوش الحروف الهجائية وتراكيبها الأبجدية قطعاً، وإنّما المراد أنّه قام بأمر تعليم الاُمّة مهمة الكتابة، فقد تواتر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتّخاذه الأسرى يشترط عليهم أن يعلّموا أهل مدينته الخط والكتابة(١) فكان الأسير إذا علّم الكتابة عشرة من المسلمين أطلق النبي سراحه مكافأة لعمله وبهذه الوسيلة البسيطة عمّم في اتباعه صناعة الخط وأخرجهم من ظلمة الاُمّية وأصبح مقر الاسراء مدرسة يتعلّم فيها صبيان المدينة ما يحتاجون إليه من علوم ذلك العهد.

وأمّا ما تمسك به من مفهوم الآية وأنّ لفظة:( مِن قَبْلِهِ ) يفهم منها أنّه كان قارئاً وكاتباً بعد الوحي إليه فيوافيك نقده في البحث التالي :

ثم إنّ للعلاّمة الشهرستاني كلمة قيمة في المقام يجري مجرى الجواب عن ما ذكره المفيد فلاحظه(٢) .

٢. الاستدلال بمفهوم الآية :

نقل شيخ الطائفة استدلال القوم على اُمّية النبي الأعظم بقوله سبحانه:( وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ المُبْطِلُونَ ) ( العنكبوت ـ ٤٨ ) ثم اعترض عليهم بما هذا ملخصه :

__________________

(١) قال الاُستاذ عمر أبو النصر في كتابه « العرب ص ٢٣ »: وكان فداء الأسرى الذين يعرفون القراءة والكتابة تلقين عشرة من صبيان المدينة الكتابة، وكذلك أصبح مقر الأسرى مدرسة يتعلّم فيها صبيان المدينة.

(٢) راجع مجلة المرشد البغدادية لسنتها الرابعة ص ٣٢٧ ـ ٤٢٨ ما أفاده العلّامة الحجة السيد هبة الدين الشهرستاني على ما نقله عنها العلّامة المتتبع الجرندابي في تعاليقه على أوائل المقالات.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

3 - ومن هذا الباب - إسماعيل -

45 - إسماعيل بن أبي خالد - محمد بن مهاجر... بن عبيد الازدي)(1)

روى ابوه عن ابي جعفر (ع)(2) .

____________________

(1) ونحوه بتمامه في الفهرست ص 10 إلا انه قال: من أهل الكوفة من أصحابنا رحمهم الله. وفي لسان الميزان ج 1 ص 434 إسماعيل بن محمد بن مهاجر بن عبيد الازدي الكوفى ذكره الطوسي في رجال جعفر الصادق (ع) قال: وقد روى عن الباقر (ع) وصنف كتاب القضايا بوبه وهذبه.

(2) وكذا في الفهرست والمعالم وعده في رجاله من اصحاب الصادق (ع) ص 302 / 344: قائلا محمد بن مهاجر بن عبيد الازدي ابو خالد الكوفى. وروى المشايخ باسناد حسن عن ابن ابي عمير عن محمد بن مهاجر عن أمه أم سلمة قالت سمعت أبا عبدالله (ع) يقول كان رسول الله صلى الله عليه وآله الحديث (كما في التهذيب ج 3 عن الكافي ج 1 / 49 والفقيه ج 1 / 100).

٣٤١

وروى هو عن(1) ابي عبدالله (ع)(2) وهما ثقتان من أصحابنا ض الكوفيين.ذكر بعض أصحابنا إنه وقع اليه كتاب القضايا لاسماعيل مبوب(3) .

____________________

(1) ظاهر المتن والفهرست عدم روايته عن ابي جعفر (ع) لكن الشيخ عده في أصحابه (ع) ص 105 / 25 قائلا: إسماعيل ابن ابي خالد. ويمكن إتحاده مع إسماعيل ابي أحمد الكاتب الكوفى الذي ذكره أيضا في أصحاب الباقر (ع) 105 / 21.

(2) قال الشيخ في اصحابه ص 148 / 124: إسماعيل بن ابي خالد وإسمه محمد بن مهاجر الازدي الكوفي اسند عنه. وفي آخر باب ابطال العول من التهذيب ج 9 / 268 / 973 قال: وفي كتاب ابي نعيم الطحان رواه عن شريك عن إسماعيل بن ابي خالد عن حكيم ابن جابر الخ.ورواه في الاستبصار ج 4 / 170 والكافى ج 2/ 256.

(3) قال في الفهرست: ولا سماعيل كتاب القضايا مبوب، أخبرنا به احمد بن محمد بن موسى قال اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمان عن الحسين بن محمد بن علي الازدى عن أبيه عن اسماعيل.قلت: الطريق ضعيف بمحمد بن سالم المجهول ومحمد بن علي الازدي المهمل في الرجال.

وفي مجمع الرجال اخبرنا حميد وسالم بن عبدالله فلاحظ النسخ.

٣٤٢

46 - إسماعيل بن أبي زياد - يعرف بالسكوني الشعيري(1)

____________________

(1) لم يعرف له في كتب الاصحاب وغيرهم ولا في الروايات كنية وانما يعرف بأبيه وبنسبته.وظاهر الاخبار وكلام أصحابنا ان اباه مسلم ويكنى بأبي زياد بلا خلاف أجده وقد صرح بذلك البرقي في رجاله في اصحابه الصادق / 28 وايضا الشيخ في اصحابه ص 149 / 92 وفي الفهرست ص 13 / 38 وابن شهر اشوب في المعالم ص 9 وغيرهم بل الصدوق في المشيخة ذكره باسمه.ومن العامة الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 331 بل وص 230 وابن حجر في لسان الميزان ج 1 ص 406. وفي تهذب التهذيب ج 1 ص 298 وغيرهم نعم يظهر ممن تقدم كلامه من العامة إختلاف في اسم ابيه وانه زياد. او ابي زياد مع تصريح غير واحد منهم الدار قطني بان إسماعيل بن ابي زياد هو إسماعيل بن مسلم السكوني بل لم يذكر بعضهم الا إسماعيل بن مسلم مثل ابن ابي حاتم الرازي في الجرح والتعديل فلاحظ. =

٣٤٣

____________________

= قلت: والمذكور في اكثر اخباره وان كان هو السكوني الا انه قد صرح باسمه وباسم ابيه في روايات كما فيما رواه الشيخ باسناده عن علي بن جعفر السكوني عن إسماعيل بن مسلم الشعيري عن جعفر (ع) في التهذيب ج 3 ص 256 / 713 وفي الحضال باسناده عن عبدالله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم السكوني في ج 1 ص 100 / 39 ومواضع عديدة وايضا عن محمد بن سعيد بن غزوان عن إسماعيل بن مسلم السكوني في ص 6 / 30 ومواضع عديدة وفي اصول الكافي ج 2 / 108 باسناده عن جهم بن الحكم المدائني عن إسماعيل بن ابي زياد السكوني عن ابي عبدالله (ع) وفي التهذيب ج 1 في تلقين المحتضرين ص 462 / 1510 عن محمد بن عيسى عنه عنه (ع). وفي ج 6 ص 122 / 210 عن عبدالله بن المغيرة عن إسماعيل بن ابي زياد السكوني بل وفى مواضع عديدة من التهذيب والكافى والخصال وغيره وعن الحسين بن يزيد النوفلي وفضالة بن ايوب عنه ويطول بذكرها وبالتصريح بابيه وبلقبه معا في جملة من الروايات مع اتحاد الرواة عنه يعرف اتحاد الجميع فلاحظ.ثم انه يعرف إسماعيل هذا بالسكوني وهو كما قيل: نسبة إلى سكون كصبور حي من عرب اليمن ينتسبون إلى جدهم سكون بن أشرس بن ثور بن كندة. =

٣٤٤

____________________

= وقال ابن إدريس في السرائر في باب ميراث المجوس: السكوني بفتح السين منسوب إلى قبيلة من العرب عرب اليمن.قلت: لا ينافي ذلك كونه كوفيا كما يأتي. وقد أشرنا إلى ان المذكور اكثرا في الطرق والاسانيد هو السكوني الا انه بالتصريح بالاسم مع اتحاد الرواة عنه يعرف اتحاد الجميع.وفي بعض الاخبار نسب إلى الشعيري، وظاهر المتن انه يعرف بالسكوني الشعيري ولم احضر فيما وقفت عليه من اخباره على رواية جمع فيها بين النسبتين. وفي التهذيب ج 4 ص 191 / 542 عن عبدالله ابن المغيرة عن إسماعيل بن ابي زياد الشعيري. وفي ج 10 ص 70 / 265 عن فضالة عن الشعيري عن ابي عبدالله (ع). وفي ج 3 / 256 / 713 عن علي بن جعفر السكوني عن إسماعيل بن مسلم الشعيري عن جعفر (ع). وفي المشيخة(311) عن امية بن عمرو عن إسماعيل بن مسلم الشعيري. وصرح البرقي والشيخ في اصحاب الصادق (ع) بأن إسماعيل مصنفي أصحابنا مع التنبيه على الانحراف مذهبا لو كان. هذا على ما يظهر من ديباجة كتابيهما، وبأنه الظاهر من جملة رواياته حيث روى ما يدل على خلاف فتاوي العامة. =

٣٤٥

____________________

= قلت: لا مجال للتأمل في كونه عامي المذهب بعد تصريح جماعة بذلك كالشيخ في كتاب العدة ص 61.وقال ابن إدريس في ميراث المجوس من كتاب السرائر بعد ذكر خبر السكوني الذي اعتمد الشيخ عليه: راوي هذه الرواية التي اعتمدها هو إسماعيل بن أبي زياد السكوني ماحصلت فيه الطريق التي ادعاها شيخنا ولا الصفة التي إعتبرها بل هو عامي المذهب ليس هو من جملة الطائفة وهو غير عدل عنده الخ. وقال ايضا هناك: وهو عامي المذهب بغير خلاف وشيخنا ابوجعفرموافق على ذلك قائل به الخ. وقد صرح بكونه عاميا جماعة كثيرة من أعلام الطائفة كالمحقق في المعتبر وغيره والعلامة وابن داود وغيرهم بل ربما يومي إلى عدم كونه إماميا ما يأتي من الماتن رحمه الله في ترجمة ربيع بن سليمان بن عمرو(433) قوله: كوفي.

صحب السكوني وأخذ عنه واكثر وهو قريب الامر في الحديث. بل يمكن ان يقال: ان ذكر العامة للسكوني في كتبهم بلا تعرض لتشيعه دليل على كونه عاميا، اذ لو كان فيه شئ يوهم تشيعه لرموه بذلك وشنعوا عليه ولما تكلفوا في تضعيفه بروايته المنكرات، قال ابن عدي: منكر الحديث.وقال ابن حبان: شيخ دجال لا يحل ذكره في الكتب الا على سبيل القدح فيه. وقال الدار قطني: متروك الحديث. ذكره الذهبي وابن حجر فلاحظ. ولم أجد في كلامهم وجها لضعف روايته.ولعل الوجه اكثاره الرواية عن ابي عبدالله (ع) وعن ائمة أهل البيت (ع) بواسطته (ع) فلاحظ تراجم نظائره من كتبهم. =

٣٤٦

____________________

= وأما ما ذكر تاييدا لكونه إماميا فكلها ضعيفة فان ظهور عدم تعرض النجاشي والشيخ في الفهرستين لمذهبه لا يقاوم النص على خلافه وقد فات منهما التعرض لامثاله كما لا يخفى على المتأمل. وأما أخبار السكوني فليس فيها ما يدل على كونه اماميا ابدا وروايته ما يخالف فتاوي العامة من مثله غير عزيزة بل يمكن ان يقال ان السكوني مع كثرة رواياته في ابواب الفقه ومسائلها وفي الاصول والتفسير والاخلاق والآداب والاحكام والاقضية وغيرها، لم نجد فيها شيئا يومئ إلى ايمانه ولم اقف بعد التأمل في رواياته على رواية له في ابواب الحجج المعصومين عليهم السلام وما يتعلق بهم، على انه لم يرو عن أبي عبدالله (ع) مع كثرة روايته شيئا يدل على سيرته واخلاقه.بل اسند ما رواه عنه ايضا إلى آبائه (ع) نعم روى ايمان ابي طالب (ع) كما في الكافى باب مولد النبي صلى الله عليه وآله ج 1 / 449 / 33 في الصحيح عن عبدالله بن المغيرة عن إسماعيل بن ابي زياد عن أبي عبدالله (ع) قال أسلم ابوطالب (ع) بحسب الجمل وعقد بيده ثلاثا وستين.وفى الكافي ج 2 / 95 والتهذيب ج 8 / 112 / 387 باسنادهما عن فضالة بن ايوب عن السكوني قال: دخلت على ابي عبدالله (ع) وأنا مغموم مكروب، فقال لي يا سكوني مما غمك؟ قلت: ولدت لي ابنة. فقال ياسكوني على الارض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك، فسرى والله عني، فقال لي ما سميتها؟ قلت: فاطمة. قال: آه آه - ثم وضع يده على جبهته - فقال (إلى ان قال): أما اذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها.ثم انه لا وجه لاستظهار كونه عاميا من قوله حدثني جعفر وأمثاله من تسميته بلا تكنيته كما تقدم نظيره عن نصر في ابراهيم بن عبدالحميد ص 297، إذ مضافا إلى عدم دلالتها - أنه وجدنا بعد التأمل فيما بايدينا من اخباره كثرة تكنيته بقوله: أبي عبدالله (ع) او الصادق جعفر بن محمد بل هي اكثر مما وقفنا عليه من تسميته فقط حسب ما احصيناه فلا تغفل. =

٣٤٧

____________________

= وثاقته في الحديث: اعتمد كثير من أصحابنا على روايته حتى من صرح بكونه عاميا بل ربما يظهر ان المتوقف في روايته انما هو من يعتبر العدالة المتوقفة على الايمان ولا يكتفي في العمل بها كون الراوي ثقة الا اذا كانت محفوفة بقرينة من موافقة الاصحاب وغيرها ومنهم المحقق رحمه الله في نكت النهاية والمعتبر فقد ضعف روايته في جملة من المسائل بكونه عاميا وذلك حيث لم تكن محفوفة بقرينة أخرى بل في مسألة من احدث يوم الجمعة في الجامع ومنعه الزحام ص 110 ضعف روايته ثم قال: فقال ابوجعفر بن بابويه: لا اعمل بما يتفرد به السكوني.(قلت: ذكره ابن بابويه في ميراث المجوس من الفقيه ص 569 وقد استند شيخ الطائفة بها في ميراث التهذيب ج 9 ص 364 والاستبصار ج 4 ص 189) ولكن مع هذا كله فقد عمل بروايته في مواضع من كتبه وصرح بذلك في طهارة دم السمك ص 117 من المعتبر وفي تقدم الامام الاصل في صلاة الجنازة ص 220 وغير ذلك وصرح بوجه العمل بروايته وانه ثقة وان كان عاميا كما في دم النفاس ص 67 وقد حققنا ذلك في كتابنا في رجال المعتبر.وعنه رحمه الله في المسائل الغرية: ان السكونى وان كان عاميا فهو من ثقات الرواة. وقال شيخنا ابوجعفر رحمه الله في مواضع من كتبه: ان الامامية مجتمعة على العمل بما يرويه السكوني وعمار ومن ماثلهما من الثقات انتهى ما حكى عنه.قلت: لم أقف على هذا الكلام بلفظه في كتب الشيخ (ره) فهو عول على حكايته (ره) نعم هو ظاهر كلامه المتقدم فانه بعد الفراغ عن اثبات حجية اخبار الآحاد اذا كان رواتها الثقات وغير المطعونين تصدي في الفصل الحادي عشر من كتاب العدة لذكر قرائن صحة الاخبار والمرجحات =

٣٤٨

____________________

= للمتعارضين منها وذكر منها العدالة ثم قال: وأما العدالة المراعاة في ترجيح أحد الخبرين على الآخر فهو ان يكون الراوي معتقدا للحق مستبصرا ثقة في دينه متخرجا من الكذب غير متهم فيما يرويه. فأما اذا كان مخالفا في الاعتقاد لاصل المذهب وروى مع ذلك عن الائمة (ع) نظر فيما يرويه إلى ان قال: ولاجل ما قلناه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث وغياث بن كلوب ونوح بن دراج والسكوني وغيرهم من العامة عن أئمتنا (ع) فيما لم ينكروه ولم يكن عندهم خلافه الخ.قلت: ومن تأمل في كلامه ظهر له ان مورد كلامه ثقات الرواة اذا فقدوا شرط العدالة المعتبرة في الترجيح وحصرهم في طوائف ثلاثة - العامية - فرق الشيعة المخطئة - فساق الشيعة عملا في غير النقل والحكاية وصرح في آخر كلامه بجواز العمل بخبر الطائفة الثالثة أيضا قال: لان العدالة المطلوبة في الرواية حاصلة فيه وانما الفسق بأفعال الجوارح يمنع عن قبول شهادته وليس بمانع عن قبول خبره ولاجل ذلك قبلت الطائفة اخبار جماعة هذه صفتهم.قلت: وانما اطلنا الكلام بذكره بطوله لما يظهر من غير واحد التأمل في صحة نسبة توثيق السكوني إلى الشيخ. ولم اجد بعد التأمل في كلام الشيخ طعنا في السكوني بغير ما عرفت حتى انه فيما رواه متفردا ومعارضا بغيره لم يطعن فيه سندا وانما جمع بينه وبين غيره من الروايات.هذا مع ان ابن ادريس الذي بالغ في الايراد على اعتماد الشيخ برواية السكوني في ميراث المجوس وقال: بل هو عامي المذهب ليس هو من جملة الطائفه وهو غير عدل عنده بل كافر فكيف اعتمد على روايته الخ لم يطعن فيه بعدم وثاقته. قلت ومراده بالكفر ما يقابل الايمان المتوقف على الولاية لا ما يقابل الاسلام.ومما ربما يويد به وثاقة السكوني في الحديث رواية ابن قولويه في كامل الزيارات عنه.وأيضا علي بن إبراهيم في تفسيره كثيرا وغيرهما ممن تقدم في المقدمة ان ظاهر كلامهم =

٣٤٩

____________________

= اختصاص كتبهم بذكر روايات الثقات على إشكال تقدم هناك وقد افتى الصدوق برواياته ومنها في نجاسة لبن الجارية في كتابه المقنع الذي قال في اوله: وحذفت الاسناد منه لئلا يثقل حمله ولا يصعب حفظه ولا يمله قاريه اذا كان ما ابينه فيه موجودا بينا عن المشايخ العلماء الفقهاء الثقات رحمهم الله.قلت وتقدم الكلام في ذلك ص 110. وقد روى عنه أصحاب الاجماع مثل عبدالله بن بكير وفضالة وجميل بن دراج وعبدالله بن المغيرة كثيرا ويأتي في ترجمته انه ثقة لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه. روى السكوني عن ابي عبدالله (ع) كثيرا وكان اكثر رواياته عنه (ع) عن ابائه (ع).وروى عن جابر عن ابي جعفر الباقر (ع) كما في التهذيب ج 7 / 436 / 1737 والكافي ج 2 / 86، وعن العوام كما ذكره البرقي.والظاهر انه عوام بن حوشب من اصحاب الصادق (ع)، وعن ضرار بن عمرو الشمشاطي عن سعد بن مسعود الكناني كما في جهاد التهذيب ج 6 / 122 / 210، وعن الحكم بن عتيبة عن ابي عبدالله (ع) كما في الكافي ج 1 / 158 / 239 وفي اصوله ج 2 / 616 باسناده عن محمد بن عيسى عن السكونى عن علي بن إسماعيل الميثمي عن رجل عن ابي عبدالله (ع) قال الحديث.وروى عن السكوني جماعة. فمن أصحاب الصادق (ع) جميل بن دراج كما في الكافي ج 1 / 158، =

٣٥٠

____________________

= وابومحمد النوفلي كما في التهذيب ج 3 / 253 هذا بناء‌ا على ان المراد به عبدالله بن الفضل ابومحمد النوفلي الذي عد في اصحابه (ع)، وهرون بن الجهم كما في الكافي ج 1 / 39 / 59 وغير ذلك وفى التهذيب ج 8 / 215، وعبدالله بن بكير كما في تيمم التهذيب ج 1 / 185 / 534.ومن أصحاب الكاظم (ع) عبدالله بن المغيرة وروى عن السكوني كثيرا جدا، وفضالة ابن ايوب وله عنه روايات، وأمية بن عمرو الشعيري وله عنه روايات ويأتي في ترجمته: ان اكثر كتابه عن إسماعيل السكوني. ومن اصحابي الكاظم والرضا عليهما السلام ومن في طبقة اصحابهما سليمان بن جعفر الجعفري كما في باب فضل حامل القرآن من اصول الكافي ج 2 / 603، وجهم بن الحكم المدائني كما في كتاب المعيشة من الكافي ج 1 / 347، وعلي بن جعفر السكوني كما في التهذيب ج 3 / 256، ومحمد ابن سعيد بن غزوان وقد روى عنه باسمه وبلقبه واسم ابيه وكنيته كثيرا، وما في جامع الرواة وغيره من رواية غزوان عن السكوني ففي غير محله.وما في التهذيب في فضل الجهاد ج 6 / 122 في الصحيح عن محمد بن سعيد عن غزوان عن السكوني. فالظاهر ان (عن) فيه مصحف (ابن) بقرينة رواية محمد بن سعيد بن غزوان عنه كثيرا، والحسين ابن يزيد النوفلي وهو الذي روى كتابيه ورواياته، ومحمد بن عيسى كما في تلقين المحتضرين من التهذيب ج 1 ص 462 / 1510، وربيع بن سليمان بن عمرو كما يأتي في ترجمته.وفي جامع الرواة: محمد ابن أحمد بن يحيى عن العباس عنه في باب التيمم.قلت: رواه الشيخ في باب التيمم من التهذيب ج 1 / 199 / 578 لكن الظاهر سقوط الواسطة بينه وبين السكوني فقد روى العباس بن معروف عن أبي همام عن محمد بن سعيد بن غزوان عن السكوني كما في 201/ 582 / و 585 وفي / 194 / 561 وغير ذلك مما يطول بذكره.وفي التهذيب ج 2 آخر باب فضل الصلاة ص 243 محمد بن أحمد بن يحيى عن وهب او عن السكوني الخ.

٣٥١

له كتاب(1) قرأته على أبي العباس أحمد بن علي بن نوح قال أخبرنا الشريف أبومحمد الحسن بن حمزة قال حدثنا على بن إبراهيم ابن هاشم عن ابيه عن النوفلي عن إسماعيل بن أبي زياد السكونى الشعيري بكتابه(2) .

____________________

(1) وفى الفهرست: له كتاب كبير، وله كتاب النوادر اخبرنا برواياته لخ.قلت: ظاهره ان رواياته غير كتابيه وفى تراجم جماعة ذكر طريقه إلى كتبهم ورواياتهم فلاحظ.وفى المعالم له كتاب كبير وله كتاب النوادر. وذكر ابن النديم في الفهرست ص 322 في كتب مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة (ع) وصنفوا كتبا في الاصول والفقه كتاب إسماعيل بن زياد.وقال محمد بن إدريس في السرائر في ميراث المجوس عند ذكر السكوني: وله كتاب يعد في الاصول. وهو عندى بخطي كتبته من خط ابن أبي اشناس البزاز وقد قرئ على شيخنا ابي جعفر (ره) وعليه خطه إجازة وسماعا لولده أبي علي ولجماعة رجال غيره.

(2) وفي الفهرست: أخبرنا برواياته ابن أبي جيد عن محمد ابن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن إبرهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني.وأخبرنا بها الحسين بن عبيدالله عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن إسماعيل بن مسلم الشعيري.قلت: وذكر في المجمع عن الفهرست (خ ظ) (اخبرنا بهما في السند الثاني) وإستظهره باعتبار ذكر الكتابين في محله الا انه لا ينحصر التصحيح في ذلك ولعل النسخة كانت هكذا: أخبرنا بهما وبرواياته ابن أبي جيد الخ. فلاحظ. وروى الشيخ في التهذيبين عن النوفلي عن السكوني او عن السكوني ولكن لم يذكر في المشيخة طريقه اليهما ولعله اكتفى بما ذكره في الفهرست. وروى الصدوق في المشيخة(133) عن أبيه ومحمد بن الحسن رضى الله عنهما عن سعد بن عبدالله عن إبراهيم بن هاشم عن الحسين ابن يزيد النوفلي عن إسماعيل بن مسلم السكوني.قلت: الطرق إلى السكوني ينتهي إلى النوفلي ولم يصرح بتوثيق بل ضعف الا انه ربما يستفاد وثاقته من أمور تأتي ان شاء‌الله في ترجمته(76) وروى الصدوق في المشيخة ايضا(311) عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضى الله عنه عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن هلال عن أمية بن عمرو عن إسماعيل بن مسلم الشعيري. ويأتي الكلام فيه في أمية بن عمرو الشعيري(262) وهناك قول الماتن: أكثر كتابه عن إسماعيل السكوني.

٣٥٢

47 - إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين عليه السلام(1)

سكن مصر(2) .

____________________

(1) وفي الفهرست ص 10 نحو ما في المتن بتمامه بتفاوت يسير نشير اليه مثل زيادة علي بن أبي طالب (ع)، وقوله بعد آبائه (مبوبة) وفى المعالم ص 7 نحوه.

(2) وذلك بعد سنة عشرة ومأتين، اذ روى الكشي في ترجمة صفوان ص 312 باسناده عن معمر بن خلاد في حديث قال: ومات صفوان بن يحيى في سنة عشر ومأتين في المدينة وبعث اليه أبوجعفر (ع) بحنوطه وكفنه وأمر إسماعيل بن موسى (ع) بالصلاة عليه.

٣٥٣

وولده بها(1) .

____________________

(1) قال في عمدة الطالب ص 232: والعقب من إسماعيل بن موسى الكاظم (ع) وهم قليلون، من موسى بن إسماعيل وحده فمن ولده جعفر بن موسى بن إسماعيل يعرف بابن كلثم ويقال لولده الكلثميون وهم بمصر منهم بنو السمسار، وبنو أبي العساف. وبنو نسيب الدولة، وبنو الوراق وهم بمصر ولشام إلى الآن. وذكر في منتقلة الطالبية فيمن انتقل من أولاد الكاظم (ع) بمصر ص 297 جعفر بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم (ع).

قلت: وكان محمد بن محمد بن الاشعث بن هيثم ابوعلي الكوفي سكن مصر راوي كتاب الجعفريات يحدث بمصر لابراهيم بن محمد بن عبدالله القرشي عن أبي الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر (ع) عنه عن ابيه (ع).وروى عنه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله فضل زيارة قبره كما في التهذيب ج 6 ص 3 وغير ذلك من الاحاديث. قال المفيد رحمه الله في آخر باب عدد اولاد ابي الحسن موسى (ع) ص 303: ولكل واحد من ولد أبي الحسن موسى (ع) فضل ومنقبة مشهورة. وكان الرضا (ع) المقدم عليهم في الفضل. وذكره أيضا في كشف الغمة ج 3 ص 30. كان اسماعيل من أصحاب أبيه أبي الحسن موسى (ع) وروى عنه عن آبائه (ع) أخبار كتاب الجعفريات. وروى عنه فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله كما في التهذيب ج 6 ص 3 وكامل الزيارات ص 14 وغير ذلك من الاخبار. وكان مع أبيه (ع) في عمرة كما رواه الاربلي في كشف الغمة ج 3 ص 36. وقال: رأيت العبد الصالح (ع) على الصفا يقول إلهي في أعلى عليين إغفر لعلي بن يقطين. رواه الكشي في غير بعيد فقد ذكر فيه أبواب النفقات والطلاق واللواحق وقال ابن طاووس في الاقبال في فضل تعظيم التلفظ بشهر رمضان: رأيت ورويت في كتاب الجعفريات وهي ألف حديث باسناد واحد عظيم الشأن إلى مولانا موسى بن جعفر عن مولانا جعفر بن محمد عن مولانا علي بن أبي طالب صلى الله عليهم اجمعين الخ. وفي إجازة العلامة لبني زهرة إلى المصنفات ذكر كتاب الجعفريات وهي ألف حديث الخ. وقد أشير إلى هذا الكتاب ورواياته في كتب اصحابناغير بعيد فقد ذكر فيه أبواب النفقات والطلاق واللواحق وقال ابن طاووس في الاقبال في فضل تعظيم التلفظ بشهر رمضان: رأيت ورويت في كتاب الجعفريات وهي ألف حديث باسناد واحد عظيم الشأن إلى مولانا موسى بن جعفر عن مولانا جعفر بن محمد عن مولانا علي بن أبي طالب صلى الله عليهم اجمعين الخ. وفي إجازة العلامة لبني زهرة إلى المصنفات ذكر كتاب الجعفريات وهي ألف حديث الخ. وقد أشير إلى هذا الكتاب ورواياته في كتب اصحابنا

٣٥٤

وله كتب يرويها عن أبيه عن آبائه - منها كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الجنائز، كتاب الطلاق، كتاب النكاح، كتاب الحدود، كتاب الدعاء، كتاب السنن والآداب، كتاب الرؤيا.

٣٥٥

أخبرنا الحسين بن عبيدالله قال حدثنا ابومحمد سهل بن احمد بن سهل قال حدثنا ابوعلي محمد بن محمد الاشعث بن محمد الكوفى بمصر قرائة عليه قال حدثنا موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر قال حدثنا ابي بكتبه(1) .

____________________

(1) وفي الفهرست أخبرنا بجميعها الحسين وذكر نحوه. وزاد بعد قرائة عليه (من كتابه) وفي آخره بعد ابي (اسماعيل).قلت: اما الحسين بن عبيدالله فهو من أجلاء المشايخ وتقدم الكلام في وثاقة مشايخ النجاشي.

واما سهل بن أحمد فيأتي في ترجمته(491) انه لا بأس به ويأتي ذكر ما قيل فيه. واما محمد بن محمد الاشعث الذي بسب روايته الكتاب او زيادته فيه سمى الكتاب ايضا بالاشعثيات فيأتي توثيقه في ترجمته(1033). واما موسى بن إسماعيل فلم يصرح بتوثيق كما يأتي في ترجمته(1093).قلت: وإلى كتاب إسماعيل بن موسى (الجعفريات) طرق.منها ما ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم (ع) ص 504 / 75: قال: محمد بن داود بن سليمان الكاتب يكنى ابا الحسن، روى عنه التلعكبري وذكر ان إجازة محمد بن محمد بن الاشعث الكوفي وصلت إليه على يد هذا الرجل في سنة ثلاث عشرة وثلثمائة وقال سمعت منه في هذه السنة من الاشعثيات ما كمان إسناده متصلا بالنبي صلى الله عليه وآله. وما كان غير ذلك لم يروه عن صاحبه، وذكر التلعكبري: ان سماعه هذه الاحاديث المتصلة الاسانيد من هذا الرجل ورواية جميع النسخة بالاجازة عن محمد بن محمد بن الاشعث. وقال ليس لي من هذا الرجل إجازة.قلت: ولعل ما لم يكن منها متصلة الاسناد هو مارواه في كتاب الحج ممن روى عن جعفر بن محمد الصادق من رجال العامة على ما ذكره الماتن في ترجمته فلاحظ.وقال في ص 500 / 63: محمد بن محمد بن الاشعث الكوفى، يكنى أبا علي ومسكنه مصر في سقيفة جواد، يروى نسخة عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر (ع) عن ابيه اسماعيل بن موسى بن جعفر عن ابيه موسى بن جعفر عليه السلام.قال التلعكبري: أخذلي ولوالدي منه اجازة في سنة ثلاث عشرة وثلثمائة. ومنها ما ذكره العلامة رحمه الله في اجازته الكبيرة لسادات بني زهرة باسناده عن ابي الحسن علي بن جعفر بن حماد بن داين الصياد بالبحرين عن ابي علي محمد بن محمد بن الاشعث الخ. وذكره الاصحاب ومنهم المجلسي في إجازات البحار. وقد روى عن إبن الاشعث روايات الكتاب جماعة نشير اليهم في ترجمته ان شاء الله. وقد استثنى ابن الغضائري من روايات سهل بن احمد الذي ضعفه ما رواه عن الاشعثيات فلاحظ.

٣٥٦

48 - إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني

واسم ابي نصر زيد.(1)

____________________

(1) وهو جد مهران بن محمد بن عمرو بن ابي نصر السكوني كما يأتي الكلام فيه في مهران(1137) وفى الفهرست والمعالم: مهران ابن محمد بن ابي نصر ويأتي في الحسن بن علي بن ابي حمزة(72) نحوه

٣٥٧

مولى، كوفي(1) يكني أبا يعقوب(2) ثقة معتمد عليه(3) .

____________________

(1) ونحوه في المعالم ويظهر من الشيخ في مهران بن زيد الكلبي الكوفي في اصحاب الصادق / 312 / 516 انه كوفي ينسب إلى بني كلاب ومما يأتي في احمد بن ابي نصر البزنطى(178) يظهر انه مولى السكون. وسكن في أيام ابي جعفر الجواد (ع) بالمدينة كما يظهر من الكليني والمفيد في باب النص على ابي الحسن الهادي (ع).

(2) كما في الفهرست وعن ابن الغضائري: يكنى أبا محمد.

(3) ونحوه في الفهرست ص 11 إلى آخر الترجمة مع إختلاف يسير نشير اليه.وفي المعالم / 8 / 32 إسماعيل بن مهران بن محمد ابن ابي نصر السكوني: ثقة كوفي مولى لقى الرضا (ع). وذكره الكشي في عداد اصحاب الرضا عليه السلام ص 363 وقال: حدثني محمد بن مسعود قال سألت علي بن الحسن عن اسماعيل ابن مهران قال: رمي بالغلو. قال محمد بن مسعود: ويكذبون عليه وكان تقيا ثقة خيرا فاضلا. اسماعيل بن مهران بن محمد بن ابي نصر واحمد بن محمد بن عمرو كانا من ولد السكوني.قلت: ويظهر من كلامه الاخير قرابة اسماعيل مع احمد بن محمد ابي نصر البزنطي. كما يظهر منه ان ابن الغضائري نظر إلى ما رمي بالغلو في تضعيفه له بقوله: ليس حديثه بالنقي يضطرب تارة ويصلح اخرى ويروى عن الضعفاء كثيرا ويجوز ان يخرج شاهدا. نعم ليس في كلامه تضعيفا له ولمذهبه كما ليس في كلام ابن فضال اعتمادا على التضعيف فقول ابن مسعود والنجاشى والشيخ في توثيقه هو المعتمد. نعم روى عن جماعة فيهم الضعاف والمجاهيل.

وروى المفيد في الارشاد ص 327 باسناده عن الكافى ج 1 / 323 عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن اسماعيل بن مهران قال: لما خرج ابوجعفر (ع) من المدينة إلى بغداد في الدفعة الاولى من خرجيته قلت له عند خروجه: جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه فالى من الامر بعدك؟ فكر بوجهه إلى ضاحكا وقال: ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة فلما اخرج به الثانية إلى المعتصم صرت اليه فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فالى من هذا الامر من بعدك؟ فبكى حتى إخضلت لحيته، ثم التفت إلي فقال عند هذه يخاف علي الامر من بعدى إلى ابني علي (ع).قلت: وكان اسماعيل بن مهران من الشعراء. ومن شعره. هي المال لولا قلة الخفض حولها فمن شاء دارها ومن شاء باعها أنشده في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله رواه في الخصال ج 1 / 115 باب الارجعة. وهو اخو الحسين بن مهران الواقفي الذي يأتي ترجمته(126) ويحتمل كونه اخا سلمة بن مهران الكوفي الذي عده الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص 212 / 159.

٣٥٨

روى عن جماعة من أصحابنا عن ابي عبدالله عليه السلام(1) .

____________________

(1) كلامه يدل على انه لم يرو عن ابي عبدالله ولا عن ابي الحسن جزما ولم يثبت روايته عن ابي الحسن الرضا (ع) الا ان الكشي (ره) عده في اصحاب الرضا (ع) فهو عول عليه على ان الصحبة لا تلازم الرواية عنه ولازم ذلك انه كان ممن لم يرو عنهم عليهم السلام.قلت: ذكره الشيخ في اصحاب الصادق (ع) ص 148 / 115. وفي لسان الميزان ج 1 / 439 ذكر انه يروى عن جعفر بن محمد الصادق (ع) ومالك بن عطية بن الاحمسي وغيرهما. ويأتي ما ينافيه في كلام البرقي. ثم ان كونه من اصحابه لا يلازم الروايه عنه (ع) فقد روى بواسطة او بواسطتين او بوسائط عن ابي جعفر الباقر (ع) فروى المفيد في اختصاصه ص 66 عنه عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن جابر الجعفي وفي ص 85 بوسائط عنه (ع).

كما انه روى عن ابي عبدالله عليه السلام بواسطة أصحابه كثيرا كما روي عنه (ع) ايضا بواسطتين بل روى عنه (ع) بوسائط كما روى عن عبدالله بن عبدالرحمان عن ابن مسكان عن ابي بصير عن ابي عبدالله (ع) كما في التهذيب ج 6 / 76 / 150 وروى عن ابي الحسن الكاظم (ع) بواسطة أصحابه وبواسطتين وبوسائط ففي إختصاص المفيد ص 281 عن سيف بن عميرة عن حميد المثنى عن سماعة بن مهران عن ابي الحسن موسى عليه السلام.

٣٥٩

ذكره ابوعمرو في اصحاب الرضا عليه السلام(1)

____________________

(1) ذكره ابو عمرو الكشي في عداد اصحابه كما تقدم ولا يوجد تصريح بكونه من أصحابه في اختياره الموجود. نعم ذكره البرقي في اصحابه الذين نشأوا في عصره ولم يدركوا ابا الحسن موسى (ع) ص 55. وذكره الشيخ ايضا في رجاله في اصحابه / 368 / 14. وفي الفهرست بدل مافي المتن قال: ولقى الرضا (ع) وروى عنه.قلت: روى جماعة عن اسماعيل بن مهران عن ابي الحسن الرضا (ع) ذكرناهم في طبقات اصحابه في ترجمته - منهم سهل بن زياد الادمي كما في حد الوجه في الوضوء رواه الشيخ في التهذيب ج 1 / 55 / 155 وفي الكافي ج 1 ص 10 ومنهم -، ابراهيم بن هاشم كما في اختصاص المفيد ص 328. وبقى اسماعيل إلى زمان ابي جعفر الجواد عليه السلام وروى عنه وذكرناه في الطبقات في اصحابه.روى عن ادريس بن عبدالله، وعبدالله بن عبدالرحمن، وعبدالله ابن الحارث واسماعيل القصير، والكناسي وأيمن بن محرز، وعبدالملك ابن ابي الحارث، والنضر بن سويد، وأحمد بن أبي نصر البزنطي وعلي بن سويد، ومحمد بن المنصور الخزاعي، وأبي مسروق النهدي، وعلي بن عثمان وسيف بن عميرة وابي جميلة المفضل بن صالح، والحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني وجماعة غيرهم. وروى عنه جماعة من اصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام وفيهم أجلاء الرواة ويطول بذكرهم.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543