مفاهيم القرآن الجزء ٤

مفاهيم القرآن14%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-221-8
الصفحات: 407

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 407 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 109905 / تحميل: 7715
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٤

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-٢٢١-٨
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

المقام السادس

في سرد الأحاديث الواردة حول الآية

لقد بانت الحقيقة بأجلى مظاهرها وبان الصبح لذي عينين، ولم يبق شك لمشكك في أنّ الآية تهدف إلى طلب المودّة لأقرباء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقد كان الأوّلون لا يرتضون للآية غير هذا المعنى، وهم العرب الأقحاح، الذين يعرفون معنى الآية بأذواقهم العربية.

ومن راجع كتب التفسير والحديث يرى أنّ الرأي العام عند علماء الإسلام وأساطين التفسير لم يكن سوى هذا المعنى، ولذلك اختصروا في تفسير الآية بالمأثورات، ولكن لا يسعنا نقل جميعها في هذه الصحائف، كيف ؟ وقد نقل المحدث الخبير السيد هاشم البحراني سبعة عشر حديثاً من طرق السنّة، واثنين وعشرين حديثاً من طرق الشيعة، كلّها تنصُّ على الرأي المختار(١) .

وقد جمع العلّامة الأميني طرق الحديث ونصوصه وكلمات العلماء، حول الآية في كتابه القيِّم « الغدير » الجزء الثاني والثالث(٢) .

وقد استقصى بعض الأجلّة في تعاليقه على إحقاق الحق(٣) مصادر الحديث

__________________

(١) غاية المرام: ٣٠٧ ـ ٣١٠.

(٢) الغدير: ٢ / ٢٨٠، ٣ / ١٥١ ـ ١٥٣ طبعة النجف.

(٣) إحقاق الحق: ٣ / ٢ ـ ١٨.

٨١

من طرق أهل السنّة فتجاوزت خمسين مصدراً لأعلام الحديث، شكر الله مساعي الجميع، ولا يسعنا نقل ما وقفنا عليه برمته غير أنّنا نقتطف ما يلي :

الأحاديث الواردة في تفسير الآية على قسمين: قسم يصرّح بأنّ الآية وردت في حق علي وفاطمة وابنيهما، وقسم يدلُّ على نزولها في أقرباء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله من دون تسمية لأسمائهم.

أمّا القسم الأوّل فإليك بيانه :

روى الإمام أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة، عن جبير بن عامر قال: لما نزلت:( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك من هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال: « علي وفاطمة وابناهما: ». قالها ثلاثاً(١) .

روى الزمخشري في تفسيره حول الآية: روي أنّها لما نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك ؟ ومن هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال: « علي وفاطمة وابناهما ». ونقله الإمام الرازي في تفسيره ج ٢٧، ص ١٦٦.

وقد نقل ابن بطريق في العمدة عن تفسير الثعلبي نزول الآية في حقهم بالعبارة المتقدّمة.

وقد اقتفى أثرهم في هذا النقل الشيخ كمال الدين في مطالب السؤول ص ٨، فصرح بنزول الآية فيهم بالعبارة الماضية، ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص ٢٥، والعلاّمة النسفي في تفسيره ص ٩٥ بهامش تفسير الخازن، والحمويني في كفاية الخصام ص ٩٦، ونظام الدين النيسابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري ج ٢٥ ص ٣١، وأبو حيان في البحر المحيط ج ٧ ص

__________________

(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: ٢١٨.

٨٢

٥١٦، وابن كثير الدمشقي في تفسيره ج ٤ ص ١١٢، والهيثمي في مجمع الزوائد ج ٥ ص ١٦٨، إلى غير ذلك من أعلام الحديث وحفاظه.

وكلّهم ينصُّ على نزول الآية في حقهم، بأشخاصهم.

وأمّا القسم الثاني ، الذي يدلّ على نزول الآية في أقرباء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على وجه عام، فإليك بعضها :

روى محب الدين الطبري في الذخائر ص ٢٥، وابن حجر في الصواعق ص ١٢٠، و ١٣٦: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إنّ الله جعل أجري عليكم المودّة في أهل بيتي وإنّي سائلكم غداً عنهم ».

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٩ص ١٤، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص ١٦٦، والحافظ الكنجي في الكفاية ص ٣٢، وابن حجر في الصواعق ص ١٠١ و ١٣٦: انّ الحسن بن علي خطب بعد شهادة أبيه بقوله: « أيّها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون ولا يدركه الآخرون ـ إلى أن قال ـ وإنّا من أهل البيت الذين افترض الله عزّ وجلّ مودّتهم وولايتهم، فقال فيما أنزل على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْرَاً إلّا المَؤدَّةَ فِي القُرْبَى ) ».

وأخرج الطبري في تفسيره ج ٢٥ ص ١٦ باسناده عن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين ـ رضي الله عنهما ـ أسيراً فأُقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام، فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة، فقال له علي بن الحسين ـ رضي الله عنه ـ: « أقرأت القرآن؟ » قال: نعم. قال: « أقرأت آل حم » قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم. قال: « ما قرأت:( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَىٰ ) » قال: وأنّكم لأنتم هم ؟ قال: « نعم ».

وأخرجه السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٧، وابن حجر في الصواعق ص ١٠١، وص ١٣٦، والزرقاني في شرح المواهب.

٨٣

وروى الطبري في تفسيره ج ١٢ ص ١٦ و ١٧، عن سعيد بن جبير، وعمرو ابن شعيب، أنّهما قالا: هي قربى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ورواه البخاري في صحيحه ج ٦ ص ١٢٩، عن سعيد بن جبير: أنّها قربى آل محمد.

وقال الرازي: لا شك أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يحب فاطمةعليها‌السلام ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها » وثبت بالنقل المتواتر، عن محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه كان يحب علياً والحسن والحسين، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمّة مثله لقوله تعالى:( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ولقوله تعالى:( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) ولقوله:( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) ، ولقوله سبحانه:( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) .

ثم قال: إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وهو قوله: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمداً وآل محمد، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكلّ ذلك يدلّ على أنّ حبّ آل محمد واجب، وقال الشافعي ـ رضي الله تعالى عنه ـ :

يا راكباً قف بالمحصب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى

فيضاً كما نظم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حب آل محمد

فليشهد الثقلان أنّي رافضي(١)

ولو أنّ القارئ الكريم أضاف إلى هذا الجم الغفير من الأحاديث التي اكتفينا بنقل النزر اليسير منها، ما رواه أئمّة الحديث من الشيعة لوجد الحديث في

__________________

(١) مفاتيح الغيب: ٧ / ٣٩٠ ـ ٣٩١.

٨٤

أعلى درجة الاستفاضة والتواتر، فلا يبقى لقائل شك في أنّ المراد من القربى أقرباء النبي، ولا من المودّة إظهار الحب إليهم، نعم قد يصعب على بعض من لا خبرة له بالحديث والتفسير قبول هذه القضية في حق آل طه وياسين.

وقد أشار النبهاني في خطبة كتابه إلى ذلك البعض وقال: ومن هذا القبيل ما وقع في عصرنا في القسطنطينية سنة سبع وتسعين ومائتين وألف هجرية من قوم جهّال غرقوا من أحوال البغضاء لآل محمد في أوحال، فأخذوا يتأوّلون بجهلهم ما ورد من الآيات والأخبار في فضل أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي ومنبع الحكمة، ويخرجونها عن ظواهرها بأفهامهم السقيمة، وآرائهم الذميمة، ومع ذلك فقد زعموا أنّهم لأهل البيت من أهل المحبة والوداد، ولم يعلموا أنّهم هائمون من الخذلان في كل واد(١) . والحق ينطق منصفاً وعنيداً.

__________________

(١) الشرف المؤبد راجع الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء: ٣٧.

٨٥
٨٦

٢

معاجز النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله

وكراماته

٨٧

في هذا الفصل :

١. دعوة الأنبياء والقيام بالمعاجز والكرامات.

٢. قساوسة الغرب ومعاجز النبي الأكرم.

٣. المحاسبة العقلية تفند مزاعم القساوسة.

٤. القرآن يثبت للنبي معاجز غير القرآن: انشقاق القمر، معراجه، ومباهلته مع نصارى نجران.

٥. مطالبة النبي الإتيان بالمعجزة بعد الأخرى.

٦. الكفّار يصفون معاجز النبي بالسحر.

٧. النبي الأعظم وبيّناته.

٨. إخبار النبي عن الغيب كالمسيح.

٩. معاجز الرسول الأعظم في الأحاديث.

١٠. امتياز الأحاديث الإسلامية ـ حول معاجز النبي ـ عن أحاديث اليهود والنصارى حول معاجز أنبيائهم.

٨٨

النبي الأكرم ومعاجزه وكراماته

شهد التاريخ البشري أُناساً ادّعوا النبوة كذباً ودجلاً، واتَّخذوا ميل الإنسان الفطري نحو قضايا الدين ذريعة للوصول إلى مآربهم، وجعلوا سذاجة بعض الأمم والجماعات، وسيلة لتغطية دجلهم وكذبهم.

لا شك أنّ تمييز الحق من الباطل والصادق من الكاذب، وتشخيص النبي الحقيقي عن المتنبئ والمنتحل للنبوة كذباً ودجلاً، يحتاج إلى ضوابط ودلائل ومعايير.

وقد كان هناك طرق ووسائل ظلت البشرية تتوسل بها لمعرفة الحقيقة واستجلاء الصواب، وكان الإتيان بالمعجزة في طليعة تلكم الطرق، حيث كانت إحدى الطرق التي تثبت بها صحة دعوى النبوة وإن لم تكن الطريق الوحيد.

والمعجزة هي: العمل الخارق للعادة، الذي يعجز عن الإتيان به البشر حتى النوابغ والعباقرة.

وهناك تعاريف أُخر ربّما تكون أكمل من هذا التعريف، ولسنا بصدد تحديدها على وجه الدقة، والمهم هو أن نعرف أنّ المعجزة كان أوّل ما يطالب بها مَن يدّعي النبوة كوثيقة تثبت صدق مدّعاه، وصحّة انتسابه إلى الله، إذا قام بها، دون تهرّب وتملّص، فها هو القرآن يحدثنا أنّ صالحاً عندما حذر قومه من سخط الله، وأخبرهم بأنّه رسوله إليهم، طالبوه بالمعجزة قائلين:( مَا أَنتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا

٨٩

فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) (١) .

وقد وردت آيات أُخرى بهذا المضمون في سور شتّى.

ولأجل ذلك كان الأنبياء لا يتأخرون عن تلبية هذا الطلب الطبيعي والمنطقي، بل يبادرون إلى إظهار معاجز حسبما تقتضيه الظروف مبرهنين بذلك على صحّة دعواتهم وصدق أقوالهم، بينما ينكص الكذابون ومنتحلو النبوة، وتخيب مساعيهم.

وقد جرت سيرة الناس مع النبي الأكرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك، حيث طالبوه بالمعاجز في بدء دعوته، وكان الرسول العظيم يلبي طلبهم، ويأتي بمعاجز عديدة يشهدها الناس ويرونها بأعينهم.

وبالرغم من كثرة هذه المعاجز ـ التي وقعت على يد رسول الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله في موارد كثيرة ـ أبى بعض من ناوأ الإسلام إلّا إنكار هذه المعجزات، وادّعاء أنّ نبي الإسلام لم يأت بمعجزة سوى القرآن فقط.

إنّ هذه الشبهة حول معاجز الرسول الكريم طرحت من جانب الكتّاب المسيحيين، تقليلاً من أهمية الدعوة المحمدية، وحطاً من شأن الرسول ومكانته وعظمته، فإذا بهم يزعمون أنّ معاجز النبي كانت تنحصر في القرآن دون سواه، وانّه كلما طالبه قومه بأن يأتي لهم بمعجزة، أحالهم على القرآن ولم يظهر أيّة معجزة سواه.

فها هو « فندر » القسيس الألماني المعروف يقول في كتابه ميزان الحق ص ٢٧٧ ـ وهو كتاب حول حياة الرسول ـ: إنّ من شروط النبوة أن يأتي مدّعيها بمعجزة لإثبات مدّعاه، ولكن محمداً لم يأت بأيّة معجزة قط.

__________________

(١) الشعراء: ١٥٤.

٩٠

ثمّ استشهد بآيات في سورة العنكبوت والإسراء والأنعام وغيرها، ممّا سنفرد لدراستها فصلاً خاصاً بعد هذا الفصل.

على أنّ « فندر » لم ينفرد بطرح هذه الشبهة، بل طرحها قساوسة آخرون قبله وبعده.

وقد ذكر فخر الإسلام: أنّ المسيو « جورج دوروي » رسم في ص ١٥٧ من كتابه صورة خيالية عن النبي الأكرم بيده ورقة من القرآن الكريم، وكتب تحت الصورة هكذا: كان محمد كلّما طالبه قومه بمعجزة ردّهم قائلاً: ليس لي أن آتيكم بمعجزة إلّا بإذن الله، ولكن الله لم يمن عليّ بهذه النعمة، أي نعمة إظهار المعاجز(١) .

وبهذه الكيفية حاول المسيو « جورج دوروي » المسيحي أن ينفي معاجز النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن ما نقله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يتألف من صحيح وسقيم.

أمّا الصحيح: فهو قوله في جواب قومه: إنّه ليس لي أن آتيكم بمعجزة إلّا بإذن الله. وذلك أمر يؤيده القرآن حيث يقول سبحانه:( وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللهِ ) (٢) .

وأمّا السقيم: فهو ما ألحقه بكلام الرسول افتراءً عليه، وهو قوله: ولكن الله لم يمنّ عليّ بهذه النعمة ولم يعطني أية معجزة.

فإنّ هذا الكلام المنقول عن لسان النبي تقوّل على رسول الله، وقد دلّت شواهد كثيرة على أنّه أتى بمعاجز كثيرة لقومه يوم طلبوا منه ذلك، ولم يكن شأنه إلّا شأن سائر الأنبياء والرسل.

__________________

(١) أنيس الأعلام: ٥ / ٣٥١ لفخر الإسلام وهو قس مسيحي أسلم وكتب حول النصرانية، وما فيها من تناقضات وخرافات، كتابه القيم « أنيس الأعلام » وغيره من الكتب القيمة.

(٢) الرعد: ٣٨.

٩١

ثمَّ إنّ القسيس « أنار كلي » مؤلف كتاب « مشكاة الصدق » الذي طبع في لاهور سنة ١٩٠١م قد بسط الكلام في هذا الباب، فهو ـ بعد أن طرح الشبهة في كتابه واستشهد بآيات من القرآن على مزعومه ـ قال: إنّ محمداً كلّما طالبه قومه بأن يأتي لهم بمعجزة لاذ بالصمت، أو تهرّب من ذلك الطلب، مكتفياً بقوله: « إنّما أنا بشر مثلكم » و « إنّما إنا منذر » إلى غير ذلك من العبارات.

وسوف نقوم بتحليل هذه الآيات التي استند إليها « انار كلي » في مزعومه.

أجل هكذا سعى الكتّاب المسيحيون إلى إنكار معاجز الرسول، ونفوا أن تكون له معجزة أُخرى سوى القرآن، فهل هم على حق فيما يزعمون ؟ بكل تأكيد لا، لأنّ المحاسبة العقلية ـ قبل أي دليل ـ تفنّد هذه المزعمة، وتثبت نفس المحاسبة أنّ الرسول الأعظم كان صاحب معاجز أُخرى عدا القرآن الكريم ( معجزته الخالدة )، وإليك بيانها.

المحاسبة العقلية تفند مزعمة القساوسة :

إنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله وصف نفسه بأنّه خاتم الأنبياء، وأنّ رسالته خاتمة الرسالات، وكتابه خاتم الكتب، حسبما أوردنا أدلّته في الجزء الثالث من هذه السلسلة(١) .

ثم أخبر عن وقوع معاجز على أيدي الرسل والأنبياء، حيث قال في شأن موسىعليه‌السلام :( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) (٢) . وقال أيضاً:( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ) (٣) .

__________________

(١) لاحظ مفاهيم القرآن: ٣ / ١١٨ ـ ١٨٠.

(٢) الإسراء: ١٠١.

(٣) النمل: ١٢.

٩٢

ثم إنّه عندما يتحدّث عن المسيح ودعوته، يصفه بوحي من الله بقوله:( وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِن رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي المَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ ) (١) .

ثمَّ إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخص هذين النبيين العظيمين بالإتيان بالمعاجز، بل أثبتها لكثير من الأنبياء من قبله كما هو لائح لمن سبر أحوالهم في القرآن المجيد.

وعند ذلك، كيف يكون للنبي الأعظم وهو يخبر بهذه المعاجز للأنبياء ويصف نفسه بأنّه خاتمهم وآخرهم، وأفضلهم، إذا طلبوا منه إظهار المعجزة، أن ينكص ويتهرّب، أو يلوذ بالصمت، أليس في مثل هذا ما يوهن دعوته، وينقض أقواله ؟

لو فرضنا أنّ النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن إلّا نابغة من النوابغ الذين نهضوا لإصلاح أُمّتهم متستراً برداء النبوة، لما كان يصح منه أن يخبر بمعاجز للأنبياء الماضيين ثم ينكص هو نفسه عن الإتيان بمثلها، ومع ذلك يزعم أنّه خاتمهم وأكملهم ديناً، فكيف وهو نبي صدقاً وحقاً، قد بانت دلائل صدق دعوته، بأوضح الدلائل وأتقن البراهين ؟

فالمحاسبة العقلية تحكم ببطلان ما زعمه القساوسة، بل تثبت بكل قوّة أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أظهر معاجز عديدة لقومه عندما طلبوا منه ذلك، كيف، والقرآن يصفه بما لا يصف به أحداً من أنبيائه ؟ وهو يقتضي عقلاً أن يكون له مثل ما أُوتي سائر الأنبياء، وأن يكون قد أتى بها مبرهناً على صدق دعوته خصوصاً إذا توقفت هداية قومه على إظهار معاجزه.

__________________

(١) آل عمران: ٤٩.

٩٣

ولهذا السبب كان منتحلو النبوة ـ كذباً ـ ينكرون معاجز الأنبياء، أو يتأوّلونها تخلّصاً من الإحراج إذا طالبهم الناس بالمعجزة، على العكس من سيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وأقواله الذي أخبر بصراحة عن معاجز الأنبياء بالتفصيل، كما أخبر أنّ دعوات الأنبياء ما كانت تنفك عن طلب المعاجز منهم، فما من نبي راح ينذر قومه إلّا وطالبوه بأن يظهر لهم معجزة يبرهن بها على صدق مدّعاه وصدق رسالته، وقد أسلفنا بعض الآيات في هذا المورد.

القرآن يثبت للنبي معاجز غير القرآن

إنّ القرآن يخبر ـ بصراحة ـ عن وقوع معاجز غير القرآن على يدي الرسول الأمين، وإليك الآيات القرآنية الواردة في هذا المورد :

١. انشقاق القمر

قال سبحانه:( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ *وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ *وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ *وَلَقَدْ جَاءَهُم مِنَ الأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ) (١) .

أطبق المفسّرون مثل الزمخشري في كشافه، والطبرسي في مجمعه والرازي في مفاتيحه على ما يلي :

اجتمع المشركون إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: إن كنت صادقاً فشق لنا القمر فلقتين. فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن فعلت تؤمنون ؟ » قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله ربّه أن يعطيه ما قالوا، فانشق القمر فلقتين، ورسول الله ينادي: « يا فلان يا فلان اشهدوا ».

__________________

(١) القمر: ١ ـ ٤.

٩٤

وقال ابن مسعود: انشق القمر على عهد رسول الله شقتين، فقال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اشهدوا اشهدوا ».

ونقل عن ابن مسعود أنّه قال: والذي نفسي بيده لقد رأيت حرّاء بين فلقتي القمر.

وعن جبير بن مطعم: انشق القمر على عهد رسول الله حتى صار فلقتين على هذا الجبل، وعلى هذا الجبل، فقال ناس: سحرنا محمد، فقال رجل: إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلَّهم.

وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة، منهم: عبد الله ابن مسعود، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وابن عباس، وجبير ابن مطعم، وعبد الله بن عمر، وعليه جماعة المفسرين، إلى أن قال: فلا يعتد بخلاف من خالف فيه، لأنّ المسلمين أجمعوا على ذلك، والطعن في ذلك بأنّه لو وقع انشقاق القمر في عهد رسول الله لما كان يخفى على أحد من أهل الأقطار، قول باطل، فيجوز أن يكون الله تعالى قد حجبه عن أكثرهم بغيم وما يجري مجراه، ولأنّه قد وقع ذلك ليلاً، فيجوز أن يكون الناس نياماً فلم يعلموا بذلك، على أنّ الناس ليس كلّهم يتأملون ما يحدث في السماء وفي الجو من آية وعلامة، فيكون مثل انقضاض الكواكب وغيره مما يغفل الناس عنه، وإنّما ذكر سبحانه اقتراب الساعة مع انشقاق القمر، لأنّ انشقاقه من علامة نبوة نبينا، ونبوته وزمانه من أشراط اقتراب الساعة(١) .

وما ذكره من الاعتذار في عدم رؤية أكثر الناس انشقاق القمر مبني على ما كان يعتقده علماء الفلك في الأزمنة السابقة من كون الأرض مسطحة لا كروية بحيث إذا طلع البدر يطلع على الناس كلّهم، وإذا غرب غرب عنهم جميعاً في

__________________

(١) مجمع البيان: ٥ / ١٨٦.

٩٥

وقت واحد، وهذا مرفوض لكروية الأرض.

وقال الرازي: المفسّرون بأسرهم على أنّ المراد: انّ القمر انشق وحصل فيه الانشقاق، ودلّت الأخبار على حديث الانشقاق، وفي الصحيح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة، وقالوا: سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله آية الانشقاق بعينها معجزة، فسأل ربّه فشقه، ومضى.

وقال بعض المفسّرين المراد سينشق، وهو بعيد ولا معنى له، لأنّ من منع ذلك ـ وهو الفلسفي ـ يمنعه في الماضي والمستقبل، ومن يجوزه لا يحتاج إلى التأويل، وإنّما ذهب إليه ذلك الذاهب لأنّ الانشقاق أمر هائل، فلو وقع لعم وجه الأرض فكان ينبغي أن يبلغ حد التواتر، نقول: النبي لما كان يتحدّى بالقرآن وكانوا يقولون: إنّا نأتي بأفصح ما يكون من الكلام وعجزوا عنه، فكان القرآن معجزة باقية إلى قيام القيامة لا يتمسك بمعجزة أُخرى، فلم ينقله العلماء بحيث يبلغ حد التواتر، وأمّا المؤرّخون فتركوه، لأنّ التواريخ في أكثر الأمر يستعملها المنجم، وهو لما وقع الأمر قالوا بأنّه مثل خسوف القمر وظهور شيء في الجو على شكل نصف القمر في موضع آخر فتركوا حكايته في تواريخهم، والقرآن أدلّ دليل وأقوى مثبت له، وإمكانه لا يشك فيه، وقد أخبر عنه الصادق، فيجب اعتقاد وقوعه، وحديث امتناع الخرق والالتئام حديث اللئام، وقد ثبت جواز الخرق والتخريب على السماوات(١) .

وقال الزمخشري: إنّ أنس بن مالك قال: إنّ الكفار سألوا رسول الله آية فانشق القمر مرتين، قال ابن عباس: انفلق فلقتين: فلقة ذهبت وفلقة بقيت. وقال ابن مسعود: رأيت حراء بين فلقتي القمر. وعن حذيفة انّه خطب بالمدائن وقال: ألا إنّ الساعة قد اقتربت، وانّ القمر قد انشق على عهد نبيكم(٢) .

__________________

(١) مفاتيح الغيب: ٧ / ٧٤٨.

(٢) الكشاف: ٣ / ١٨٩.

٩٦

هذه عبائر أشهر المفسّرين الذين أسميناهم، ومثلها غيرهم، ونحن لا يهمنا البحث في تفاسير هذه المعجزة، ولا الاعتراضات الطفولية التي تثار حولها، إنّما يهمنا أن نبحث في دلالة الآيات المذكورة على وقوع هذه المعجزة العظمى على يد الرسول الكريم.

أمّا قوله سبحانه:( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) فمعناه أنّ الساعة ـ أي القيامة ـ قد قربت وقرب موعد وقوعها، وإن كان الكفّار يتصورونه بعيداً، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في موضع آخر حيث قال:( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً *وَنَرَاهُ قَرِيباً ) (١) .

وأمّا قوله:( وَانشَقَّ القَمَرُ ) يدل على وقوع انشقاق القمر، لأنّه فعل ماض ولا وجه لحمله على المستقبل، بأن يكون المراد سينشق القمر في المستقبل أي عند وقوع القيامة، لأنّ إرادة المضي من لفظ انشق أولى، للمناسبة بينها وبين الجملة السابقة:( اقْتَرَبَتِ ) وحمل الثاني( انشَقَّ ) على المستقبل نوع مجاز، وإن كان بادّعاء كونه محقق الوقوع، وأمّا وجه الربط بين الجملتين فهو ما أشار إليه أمين الإسلام الطبرسي في مجمعه من أنّ انشقاقه من علامة نبوة نبينا، ونبوته وزمانه من أشراط اقتراب الساعة.

وبهذا يكون القرآن قد أخبر في هذه الآية عن تحقق هذين الشرطين: ظهور نبي الإسلام، وانشقاق القمر بيده، وإنّهما من أشراط الساعة كما يقول في آية أُخرى:( فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ) (٢) .

وعندئذ لا مجال لحمل الجملة( انشَقَّ ) على المستقبل.

أضف إلى ذلك أنّ قوله تعالى:( وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ

__________________

(١) المعارج: ٦ ـ ٧.

(٢) محمد: ١٨.

٩٧

مُسْتَمِرٌّ ) أوضح شاهد على وقوع هذه المعجزة « انشقاق القمر » في عهد الرسول، لأنّ المقصود من الآية في قوله( وَإِن يَرَوْا آيَةً ) غير القرآن من المعاجز، بدليل أنّه يقول:( وَإِن يَرَوْا ) ولو كان المراد من الآية هي الآيات القرآنية لكان اللازم أن يقول: وان سمعوا آية، أو تنزّلت عليهم آية، وعلى هذا تكون الآية المرئية هي انشقاق القمر الذي سبق ذكره في الآية السابقة.

ثم إنّ الدقة والإمعان في قوله تعالى:( يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) يقودنا إلى الإذعان بأنّ ظرف هذا الحدث « انشقاق القمر » إنّما هو هذا العالم الدنيوي، وقبل بعث الناس وحشرهم حتى يكون مجال للناس أن يتفوّهوا بغير الحق، ويقولوا هذا سحر مستمر، وأمّا الآخرة فليس هناك لأحد أن يتفوّه بغير الحق، أو يصف الإعجاز بالسحر إذ يختم في ذلك اليوم على الأفواه، وتتكلّم الأيدي والأرجل قال سبحانه:( اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (١) .

بل لا يؤذن لهم حتى يعتذروا فضلاً عن أن يتكلموا بما سولت لهم أنفسهم من الكذب والدجل، قال سبحانه:( هَٰذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ *وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) (٢) بل هناك تنكشف الحقائق وتظهر البواطن ويقف الإنسان على الحقائق ببصر حديد قال سبحانه:( لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ ) (٣) .

هكذا يدل هذا المقطع من الآية على أنّ ظرف الانشقاق كان في زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولأجل ذلك اتخذ منه المشركون موقفاً متعنتاً مجادلاً، وقال قائلهم :

__________________

(١) يس: ٦٥.

(٢) المرسلات: ٣٦.

(٣) ق: ٢٢.

٩٨

سحركم ابن أبي كبشة، حيث كان المشركون يدعون الرسول الأعظم بابن أبي كبشة وهو من أجداد النبي من ناحية أُمّه(١) .

٢. معراج النبي

إنّ إسراء النبي ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إحدى المعاجز العظيمة التي أثبتها الله سبحانه لنبيه، وأخبر عنه القرآن حيث قال:( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) (٢) .

وليست تلك الرحلة الطويلة التي تحقّقت في زمن قصير في ذلك الظرف الذي لم يكن تتوفر فيه ما يتوفر الآن من وسائل النقل السريعة، إلّا معجزة من معاجزه.

إنّ القرآن الكريم لا يثبت هذا الإعجاز للرسول في هذا الموضع فحسب، بل يذكره في موضع آخر أيضاً، ويدافع عنه هناك بقوة بحيث لا يبقى معه شك، بل يخبر أنّ رحلة النبي ومعراجه تجاوز عن المسجد الأقصى إلى « سدرة المنتهى ». قال سبحانه:( عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَىٰ *ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ *وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَىٰ *ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ *فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ *فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ *مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَىٰ *أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ *وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ *عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَىٰ *عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَىٰ *إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ *مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَىٰ *لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَىٰ ) (٣) .

__________________

(١) الدر المنثور: ٦ / ١٣٣. وقد جمع النقول الواردة عن الصحابة حول شق القمر، فلاحظ.

(٢) الإسراء: ١.

(٣) النجم: ٥ ـ ١٨.

٩٩

ونحن لسنا بصدد الخوض في تفاصيل قضية المعراج، بل يكفي الإذعان بوقوعها ورودها في هاتين السورتين، مضافاً إلى الأحاديث المتواترة حول قضية المعراج، وإن لم تكن الخصوصيات بالغة إلى هذا الحد من التواتر، بل حولها أحاديث آحاد غير جامعة لشرائط الحجية، وقد قسم الطبرسي في مجمعه الأحاديث الواردة حول المعراج، إلى أربعة أقسام، فلاحظ.

٣. مباهلة النبي لأهل الكتاب

تعرض القرآن لقضية المباهلة، في الآية التالية: قال سبحانه:( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ ) (١) .

قال الزمخشري في تفسير الآية: لمّا دعاهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المباهلة قالوا: حتى نرجع وننظر، فلمّا تخالوا قالوا للعاقد ـ وكان ذا رأيهم ـ: يا عبد المسيح ما ترى ؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمداً نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبياً قط فعاش كبيرهم، ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكن، فإن أبيتم إلّا ألف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول الله، وقد غدا محتضناً الحسين آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها. وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمّنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى ! إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.

فقالوا: يا أبا القاسم ! رأينا أن لا نباهلك وأن نقرّك على دينك، ونثبت على ديننا. قال: « فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين، وعليكم ما

__________________

(١) آل عمران: ٦١.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار [ عن علي بن حديد ](١) قال: أخبرني ابن إسحاق الخراساني صاحب كان لنا قال: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، يقول: « لا ترتابوا فتشكوا فتكفروا » الخبر.

[ ٢٢٤٤٥ ] ٢٦ - وعن محمد بن الحسن(١) المقرئ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي الرازي، عن جعفر بن محمد الحنفي، عن يحيى بن هاشم السمسار، عن عمرو بن شمر [ عن حماد ](٢) ، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث قال: « فأتاني جبرئيل، فقال: إن ربك يقول لك: ان علي بن أبي طالب وصيك، وخليفتك على أهلك وأمتك، والذائد عن حوضك، وهو صاحب لوائك، يقدمك إلى الجنة » فقلت: يا نبي الله، أرأيت من لا يؤمن بهذا أقتله؟ قال: « نعم يا جابر » الخبر.

[ ٢٢٤٤٦ ] ٢٧ - وعن أبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني، عن محمد بن الحسين الجوهري، عن هارون بن عبيد الله المقرئ، عن عثمان بن سعيد، عن أبي يحيى التيمي، عن كثير، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة، عن عليعليه‌السلام في حديث أنه قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن مات وهو يبغضك مات ميتة جاهلية » الخبر.

[ ٢٢٤٤٧ ] ٢٨ - وعن أبي الحسن محمد بن جعفر، عن هشام بن يونس

__________________

(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ٢٠٠ و ج ١١ ص ٣٠٥ ).

٢٦ أمالي المفيد ص ١٦٧ ح ٣.

(١) في المصدر: الحسين والظاهر أنه هو الصواب كما جاء في عدة صفحات من المصدر منها: ص ٨٩ و ٩٠ و ١٠٢ و ١١٨ وغيرها فتأمل.

(٢) أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٤٤٠ ).

٢٧ - أمالي المفيد ص ١٢٠ ح ٤.

٢٨ - أمالي المفيد ص ٧٥ ح ١٠.

١٨١

النهشلي، عن أبي محمد الأنصاري، عن أبي بكر بن عياش، عن محمد بن شهاب الزهري، عن انس بن مالك، قال: نظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال: « يا علي، من أبغضك أماته الله ميتة جاهلية، وحاسبه بما عمل يوم القيامة ».

[ ٢٢٤٤٨ ] ٢٩ - وعن أبي عبد الله المرزباني، عن أبي الفضل عبد الله بن محمد الطوسي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن علي بن حكيم الأودي، عن شريك، عن عثمان بن أبي زرعة(١) ، عن سالم بن أبي الجعد، قال: سئل جابر بن عبد الله الأنصاري، وقد سقط حاجباه على عينيه، فقيل له: أخبرنا عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فرفع حاجبه بيده، ثم قال: « ذاك خير البرية، لا يبغضه إلا منافق، ولا يشك فيه إلا كافر ».

[ ٢٢٤٤٩ ] ٣٠ - الصدوق في كتاب التوحيد: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن الجعفري، قال: قال الرضاعليه‌السلام : « المشيئة من صفات الأفعال، فمن زعم أن الله لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد ».

[ ٢٢٤٥٠ ] ٣١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل: ( يوم ندعوا كل أناس بإمامهم )(١) فقال: « بمن كانوا يأتمون في الدنيا، يدعى عليعليه‌السلام بالقرن الذي كان فيه، والحسنعليه‌السلام بالقرن الذي كان فيه(٢) وعدد الأئمةعليهم‌السلام ،

__________________

٢٩ - أمالي المفيد ص ٦١ ح ٧.

(١) في المخطوط: « ذرعة »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تقريب التهذيب ج ٢ ص ٨ ).

٣٠ - التوحيد ص ٣٣٧ ح ٥.

٣١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٧.

(١) الاسراء ١٧: ٧١.

(٢) في المصدر زيادة: والحسين بالقرن الذي كان فيه.

١٨٢

قال وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات لا يعرف امام دهره، مات ميتة جاهلية ».

[ ٢٢٤٥١ ] ٣٢ - الصدوق في الأمالي: عن محمد بن أحمد الصيرفي، عن محمد بن العباس، عن أبي الخير، قال: حدثنا محمد بن يونس البصري، عن عبد الله بن يونس وأبي الخير معا، عن أحمد بن موسى، عن أبي بكير النخعي، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « علي بن أبي طالب خير البشر، ومن أبي فقد كفر ».

[ ٢٢٤٥٢ ] ٣٣ - وعن أبيه، عن عبد الله(١) بن الحسن، عن أحمد بن علي [ الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد ](٢) الثقفي، عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن عبد الرحمان بن السراج، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من فضل أحدا من أصحابي على علي فقد كفر ».

[ ٢٢٤٥٣ ] ٣٤ - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبراهيم بن رجا، عن وكيع، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر الأنصاري، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله.

[ ٢٢٤٥٤ ] ٣٥ - ابن الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن الحسن بن حمزة العلوي، عن محمد بن الفضل بن حاتم، عن محمد بن عبد

__________________

٣٢ - أمالي الصدوق ص ٧١.

٣٣ - أمالي الصدوق ص ٥٢٢.

(١) في المخطوط: « علي »وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ١٥٤ و ج ١٠ ص ١٦٦ ومشيخة الفقيه ص ١٢٦ ).

(٢) أثبتناه من المصدر وهو الصواب.

٣٤ - أمالي الصدوق ص ٥٣٥.

٣٥ - أمالي الطوسي ج ١ ص ١٥٣.

١٨٣

الحميد، عن داهر بن محمد، عن المنذر بن الزبير، عن أبي ذر رحمة الله عليه، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تضادوا بعلي أحدا فتكفروا، ولا تفضلوا عليه أحدا فترتدوا ».

[ ٢٢٤٥٥ ] ٣٦ - محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن الكاهلي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه تلا هذه الآية:( فَلَا وَرَ‌بِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (١) ، الآية، فقال: « لو أن قوما عبدوا الله ووحدوه، ثم قالوا لشئ صنعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لو صنع كذا وكذا، ووجدوا ذلك في أنفسهم، كانوا بذلك مشركين » الخبر.

[ ٢٢٤٥٦ ] ٣٧ - أحمد بن علي الطبرسي في الاحتجاج: عن السيد أبي جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني، عن أبي علي الحسن بن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن أبيه، عن جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى، عن أبي علي محمد بن همام، عن علي السوري، عن أبي محمد العلوي، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « حج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة وساق قصة غدير خم، وخطبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيها بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين، وانا خاتم النبيين والمرسلين، والحجة على جميع المخلوقين، من أهل السماوات والأرضين، فمن شك في هذا فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في قولي هذا فقد شك في الكل، والشاك في ذلك فهو في النار » الخبر.

__________________

٣٦ - بصائر الدرجات ص ٥٤٠.

(١) النساء ٤: ٦٥.

٣٧ - الاحتجاج ص ٦١.

١٨٤

ورواه السيد علي بن طاووس في كتاب كشف اليقين: نقلا عن أحمد بن محمد الطبري، عن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمان، عن الحسن بن علي أبي محمد الدينوري، عن محمد بن موسى الهمداني، مثله(١) .

[ ٢٢٤٥٧ ] ٣٨ - جامع الأخبار: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « القدرية مجوس هذه الأمة، خصماء الرحمان، وشهداء الزور فقال(١) نادى مناد يوم القيامة: أين القدرية، خصماء الله، وشهداء إبليس؟ فتقوم طائفة من أمتي يخرج من أفواههم دخان أسود ».

[ ٢٢٤٥٨ ] ٣٩ - وعن أبي الحسن علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : صنفان من أمتي ليس لهما في الاسلام نصيب: المرجئة، والقدرية ».

[ ٢٢٤٥٩ ] ٤٠ - وعن عليعليه‌السلام ، قال: « ما غلا أحد في القدر إلا خرج من الايمان ».

[ ٢٢٤٦٠ ] ٤١ - وعنهعليه‌السلام ، قال: « لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون بالقدر ».

[ ٢٢٤٦١ ] ٤٢ - زيد النرسي في أصله قال: قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام : الرجل من مواليكم، يكون عارفا، يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من الذنوب، نتبرأ منه؟ فقال: « تبرؤوا من فعله، ولا تبرؤوا منه، أحبوه وأبغضوا عمله » قلت: فيسعنا أن نقول: فاسق فاجر؟ فقال:

__________________

(١) كشف اليقين ص ١١٨.

٣٨ - جامع الأخبار ص ١٨٨.

(١) كذا والظاهر: ثم قال.

٣٩ - جامع الأخبار ص ١٨٨.

٤٠ - جامع الأخبار ص ١٨٨.

٤١ - جامع الأخبار ص ١٨٨.

٤٢ - كتاب زيد النرسي ص ٥١.

١٨٥

« لا، الفاسق الفاجر، الكافر الجاحد لنا، الناصب لأوليائنا » الخبر.

[ ٢٢٤٦٢ ] ٤٣ - زيد الزراد في أصله قال: سمع أبو عبد اللهعليه‌السلام ، رجلا يقول لآخر: وحياتك العزيزة، لقد كان كذا وكذا، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أما انه قد كفر، وذلك أنه لا يملك من حياته شيئا ».

[ ٢٢٤٦٣ ] ٤٤ - القطب الراوندي في لب اللباب: قال رجل: يا رسول الله، من ترك الحج فقد كفر؟ قال: « لا، من جحد الحق فقد كفر ».

[ ٢٢٤٦٤ ] ٤٥ - عوالي اللآلي: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من ادخل في ديننا ما ليس منه فهو رد ».

[ ٢٢٤٦٥ ] ٤٦ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من نازع علياعليه‌السلام على الخلافة، فهو كافر ».

[ ٢٢٤٦٦ ] ٤٧ - السيد علي بن طاووس في كتاب كشف اليقين: نقلا عن تفسير الثقة محمد بن العباس الماهيار، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم المعروف بماجيلويه قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: وحدثنا محمد بن حماد الكوفي، قال: حدثنا نصر بن مزاحم، عن أبي داود الطهوي، عن ثابت بن أبي صخرة عن أبي الزعلي(١) ، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وإسماعيل بن ابان، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن عليعليهما‌السلام ، قالا: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وساق قصة المعراج إلى أن قال: « ثم التفت فإذا أنا

__________________

٤٣ - كتاب زيد الزراد ص ٥.

٤٤ - لب اللباب: مخطوط. ٤٥ عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٤٠ ح ١٦٠.

٤٦ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٨٥ ح ٩٦.

٤٧ - كشف اليقين ص ٨٥.

(١) في المخطوط: « الوعل »وفي المصدر: « الرعلي »وما أثبتناه هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٨٣ و ج ٢١ ص ١٥٧ ).

١٨٦

برجال يقذف بهم في نار جهنم، قال: فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل: قال: فقال: هؤلاء المرجئة، والقدرية، والحرورية، وبنو أمية، والناصب لذريتك العداوة، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الاسلام » وفي آخر الخبر، قال: فقال عليعليه‌السلام : « يا رسول الله، فمن الذين كان يقذف بهم في نار جهنم؟ قال: أولئك المرجئة، والحرورية، والقدرية، وبنو أمية، ومناصبك العداوة يا علي، هؤلاء الخمسة ليس لهم في الاسلام نصيب ».

[ ٢٢٤٦٧ ] ٤٨ - الفاضل المعروف بمير لوحي المعاصر للمجلسي في كتاب الأربعين، نقلا من كتاب الغيبة للحسن بن حمزة العلوي الطبري: قال: قال أبو علي محمد بن همام في كتاب نوادر الأنوار: حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد الزيات رضي الله عنه، قال: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمدعليه‌السلام ، عن الخبر الذي روي عن آبائهعليهم‌السلام : « أن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى عل خلقه إلى يوم القيامة، فإن من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال: إن هذا حق، كما أن النهار حق » الخبر.

٩ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب حد المرتد)

[ ٢٢٤٦٨ ] ١ - مجموعة الشهيد(١) : نقلا عن كتاب علي بن إسماعيل الميثمي، عن ابن مسكان، عن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُ‌هُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِ‌كُونَ ) (٢) ، قال: « من ذلك قول الرجل: وحياتك ».

__________________

٤٨ - أربعين ميرلوحي ..

الباب ٩

١ - مجموعة الشهيد: مخطوط.

(١) جاء في هامش المخطوط: « نقله خط الشيخ محمد بن علي الجباعي نقله عن خط الشهيد ره ( منه قده ).

(٢) يوسف ١٢: ١٠٦.

١٨٧

١٨٨

أبواب نكاح البهائم

ووطئ الأموات والاستمناء

١ -( باب تعزير ناكح البهيمة، وجملة من أحكامه)

[ ٢٢٤٦٩ ] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: بإسناده عن محمد بن عيسى بن عبيد البغدادي، عن موسى بن محمد بن علي بن موسىعليهم‌السلام ، سأله ببغداد في دار الفطن، قال: قال موسى: كتب إلي يحيى بن أكثم، يسألني عن عشر مسائل أو تسعة، فدخلت على أخي يعني علياعليه‌السلام فقلت له جعلت فداك ان ابن أكثم كتب إلي يسألني عن مسائل أفتيه فيها، فضحك ثم قال: « فهل أفتيته؟ » قلت: لا، قال: « ولم؟ » قلت: لم أعرفها، قال: « وما هي؟ » قلت: كتب إلي أخبرني إلى أن قال وأخبرني عن رجل أتى قطيع غنم، فرأى الراعي ينزو على شاة منها، فلما بصر بصاحبها خلى سبيلها، فانسابت بين الغنم لا يعرف الراعي أيها كانت، ولا يدري صاحبها أيها يذبح إلى أن قال قال عليعليه‌السلام : « وأما الرجل الذي نظر إلى الراعي قد نزا على شاة، فان عرفها ذبحها وأحرقها، وإن لم يعرفها قسمها(١) نصفين، ساهم بينهما، فان وقع السهم على أحد النصفين فقد نجا الآخر، ثم يفرق الذي وقع فيه السهم بنصفين، فيقرع بينهما بسهم، فان وقع على أحد النصفين نجا

__________________

أبواب نكاح البهائم ووطئ الأموات والاستمناء

الباب ١

١ - الاختصاص: ص ٩١ ٩٦.

(١) في المخطوط: « فسهمها » وما أثبتناه من المصدر.

١٨٩

النصف الآخر، فلا يزال كذلك حتى تبقى اثنتان، فيقرع بينهما، فأيهما وقع السهم لها تذبح وتحرق، وقد نجا سائرها ».

[ ٢٢٤٧٠ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أتى بهيمة جلد الحد، وحرم لحم البهيمة ولبنها، إن كانت مما يؤكل فتذبح وتحرق بالنار، لتتلف فلا يأكلها أحد، وإن لم تكن له كان ثمنها في ماله ».

[ ٢٢٤٧١ ] ٣ - الصدوق في المقنع: وإذا أتى الرجل البهيمة، فإنه يقام قائما ثم يضرب بالسيف أخذ منه ما أخذ، وروي: عليه الحد.

[ ٢٢٤٧٢ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « من أتى بهيمة عزر ».

٢ -( باب أن من زنى بميتة، أو لاط بميت، فعليه حد الزنى واللواط)

[ ٢٢٤٧٣ ] ١ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: بإسناده عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، أنه قال: « سئل الرضاعليه‌السلام عن نباش نبش قبر امرأة ففجر بها، وأخذ أكفانها، فأمر بقطعة للسرقة، ونفيه لتمثيله بالميت ».

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٧ ح ١٦٠٨.

٣ - المقنع ص ١٤٧.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

الباب ٢

١ - اثبات الوصية ص ١٨٧.

١٩٠

أبواب بقية الحدود والتعزيرات

١ -( باب أن حد الساحر القتل)

[ ٢٢٤٧٤ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه،عليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ساحر المسلمين يقتل، وساحر الكفار لا يقتل، فقيل: يا رسول الله، ولم لا يقتل ساحر الكفار؟ قال: لان الشرك أعظم من السحر، ولان الشرك والسحر طيران مقرونان ».

[ ٢٢٤٧٥ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليعليهم‌السلام : « ان ابن أعصم سحر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقتله ».

[ ٢٢٤٧٦ ] ٣ - القاضي نعمان في دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ساحر المسلمين يقتل، ولا يقتل ساحر الكفار، قيل: يا رسول الله ولم ذاك؟

__________________

أبواب بقية الحدود والتعزيرات

الباب ١

١ - الجعفريات ص ١٢٨.

٢ - الجعفريات ص ١٢٨.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٢ ح ١٧٢٥.

١٩١

قال: لان الشرك والسحر مقرونان، والذي فيه من الشرك أعظم من السحر ».

[ ٢٢٤٧٧ ] ٤ - وفي شرح الاخبار: في سياق عدة الشهداء بصفين: قال: وجندب الخير قتل بصفين، وهو الذي كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرتجز به ليلة وهو يسوق أصحابه، وهو يقول: « جندب، وما جندب! » فلما أصبح، قالوا: يا رسول الله، سمعناك تذكر جندبا، فقال: « نعم، رجل يقال له: جندب من أمتي يضرب ضربة يفرق بين الحق والباطل، يبعثه الله يوم القيامة أمة واحدة » فرأى جندب ساحرا بين يدي الوليد بن عقبة وكان عاملا لعثمان على الكوفة فقتله، فقال له الوليد: لم قتلته؟ قال: أنا آتيك بالبينة: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من رأى ساحرا فليضربه بالسيف » فأمر به الوليد إلى السجن، وكان على السجن رجل مسلم يقال له دينار، فأطلق جندبا، فبلغ ذلك الوليد، فأمر بدينار فضرب بالسياط حتى مات.

٢ -( باب تعزير من سأل بوجه الله)

[ ٢٢٤٧٨ ] ١ - كتاب العلاء بن رزين: عن محمد بن مسلم قال: سألتهعليه‌السلام عن الرجل، قالت له امرأته: أسألك بوجه الله إلا طلقتني، قال: « يوجعها ضربا، أو يعفو عنها ».

__________________

٤ - شرح الاخبار: مخطوط.

الباب ٢

١ - كتاب العلاء بن رزين ص ١٥٥.

١٩٢

٣ -( باب ثبوت السحر بشهادة شاهدين عدلين، وتحريم تعلمه، ووجوب التوبة منه)

[ ٢٢٤٧٩ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « فإذا شهد رجلان عدلان، على رجل من المسلمين أنه سحر قتل ».

[ ٢٢٤٨٠ ] ٢ - كتاب درست بن أبي منصور: عن عن ابن مسكان وحديد، رفعاه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « ان الله أوحى إلى نبي في نبوته: أخبر قومك: أنهم قد استخفوا بطاعتي إلى أن قال قال تعالى: وخبر قومك: أنه ليس مني من تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له » الخبر.

٤ -( باب من يجب حبسه)

[ ٢٢٤٨١ ] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « لا يخلد في السجن إلا ثلاثة: الذي يمسك على الموت، والمرأة ترتد حتى تتوب، والسارق بعد قطع اليد والرجل ».

٥ -( باب حكم من أكل لحم الخنزير أو شواه وحمله، ومن أكل الميتة والدم والربا، عالما بالتحريم أو جاهلا)

[ ٢٢٤٨٢ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام أتي برجل كان نصرانيا فأسلم، وإذا معه

__________________

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٢ ح ١٧٢٥.

٢ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٧.

الباب ٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٩ ح ١٩١٧.

الباب ٥

١ - الجعفريات ص ١٢٨.

١٩٣

خنزير قد شواه وأدرجه بالريحان، فقال له: ويحك ما حملك على ما صنعت!؟ قال: مرضت فقرمت(١) إليه، فقال له عليعليه‌السلام : فأين أنت عن لحم المعز؟ فكان خلفا منه، ثم قال له: لو أنك أكلته لأقمت عليك الحد، ولكن سأضربك ضربا لا تعود، فضربه حتى شغر(٢) ببوله ».

ورواه في الدعائم: عنهعليه‌السلام ، مثله(٣) .

٦ -( باب حد التعزير)

[ ٢٢٤٨٣ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « التعزير ما بين بضعة عشر سوطا إلى تسعة وثلاثين، والتأديب ما بين ثلاثة إلى عشرة ».

[ ٢٢٤٨٤ ] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا إبراهيمعليه‌السلام ، عن التعزير، قلت: كم هو؟ قال: « ما بين العشرة إلى العشرين ».

[ ٢٢٤٨٥ ] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يحل لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر، يزيد على عشرة أسواط، إلا في حد ».

__________________

(١) القرم: شدة الشهوة إلى اللحم ( لسان العرب ج ١٢ ص ٤٧٣ ).

(٢) شغر ببوله: كناية عن غلبة البول إياه ( لسان العرب ج ٤ ص ٤١٧ ).

(٣) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٢ ح ١٧٢٦.

الباب ٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٣ - الجعفريات ص ١٣٣.

١٩٤

٧ -( باب حكم شهود الزور)

[ ٢٢٤٨٦ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « يجلد شاهد الزور جلدا ليس له وقت(١) ، وذلك إلى الامام، ويطاف به حتى يعرفه الناس، فان تاب بعد ذلك وأصلح، قبلت شهادته، ( ورد ما كان منه قائما على صاحبه )(٢) ».

٨ -( باب حكم من أتى امرأته وهما صائمان، ومن أفطر في شهر رمضان)

[ ٢٢٤٨٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « ان علياعليهم‌السلام أتي برجل مفطر في شهر رمضان، نهارا من غير علة، فضربه تسعة وثلاثية سوطا حين أفطر فيه ».

__________________

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٠٨ ح ١٨١٨. وفيه: عن جعفر بن محمد.

(١) في المصدر: توقيت.

(٢) ليس في المصدر.

الباب ٨

١ - الجعفريات ص ١٢٨.

١٩٥

١٩٦

أبواب الدفاع

١ -( باب جواز الدفاع عن النفس والمال)

[ ٢٢٤٨٨ ] ١ - دعائم الاسلام: وإن أراد القتل لم يسع المرء المسلم إلا المدافعة عن نفسه وماله(١) ، وما أصيب مع اللص فعرف أهله رد عليهم، والجاسوس والعين إذا ظفر بهما قتلا، كذلك روينا عن أهل البيتعليهم‌السلام .

[ ٢٢٤٨٩ ] ٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من قتل دون ماله فهو شهيد ».

٢ -( باب عدم وجوب الدفاع عن المال)

[ ٢٢٤٩٠ ] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : أنه سئل عن الرجل يقتل دون ماله، فقال: « قد جاء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أن من قتل دون ماله فهو شهيد، ولو كنت أنا تركت المال، ولم

__________________

أبواب الدفاع

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

(١) ليس في المصدر.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٨ ح ٣٠.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

١٩٧

أقاتل عليه ».

[ ٢٢٤٩١ ] ٢ - كتاب العلاء بن رزين: عن محمد بن مسلم، قال: سألتهعليه‌السلام عن الرجل يقتل دون ماله، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قتل دون ماله قتل شهيدا، ولو كنت أنا لتركت له المال، ولم أقاتله ».

٣ -( باب جواز الدفاع عن الأهل والأمة والقرابة، وإن خاف القتل)

[ ٢٢٤٩٢ ] ١ - عبد الواحد الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال: « من أعظم اللؤم احراز المرء نفسه واسلامه عرسه ».

وقالعليه‌السلام : « من أفضل المروءة صيانة الحرم »(١) .

٤ -( باب أن دم المدفوع هدر)

[ ٢٢٤٩٣ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ودم اللص هدر، ولا شئ على من دفع عن نفسه ».

__________________

٢ - كتاب العلاء بن رزين ص ١٥٦.

الباب ٣

١ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ٢ ص ٧٣٠ ح ٩٣.

(١) نفس المصدر ص ٣٤٩ « الطبعة الحجرية ».

الباب ٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٢٦ ح ١٤٨١.

١٩٨

٥ -( باب وجوب معونة الضعيف والخائف من لص وسبع وغيرهما، ورد عادية الماء والنار عن المسلمين)

[ ٢٢٤٩٤ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين، فليس من المسلمين، ومن شهد رجلا ينادي: يا للمسلمين، فلم يجب، فليس من المسلمين ».

٦ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب بقية الحدود والتعزيرات)

[ ٢٢٤٩٥ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه قضى فيمن قتل دابة عبثا، أو قطع شجرا، أو أفسد زرعا، أو هدم بيتا، أو عور(١) بئرا أو نهرا، أن يغرم قيمة ما استهلك وأفسد، وضرب(٢) جلدات نكالا، وإن أخطأ ولم يتعمد ذلك فعليه الغرم، ولا حبس عليه ولا أدب.

[ ٢٢٤٩٦ ] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام أتته امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين، إن زوجي طلقني مرارا كثيرة لا أحصيها، فأمر عليعليه‌السلام ، أمناء له

__________________

الباب ٥

١ - الجعفريات ص ٨٨.

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٢٤ ح ١٤٧٦.

(١) عور عين الماء أو البئر: كبسها بالتراب حتى تنسد عيونها، وأفسدها ( لسان العرب ج ٤ ص ٦١٤ ).

(٢) في المصدر: ويضرب.

٢ - الجعفريات ص ١١٤.

١٩٩

فشهدوا عليه، فعزره عليعليه‌السلام (١) .

[ ٢٢٤٩٧ ] ٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: أتي عمر بولد اسود انتفى منه أبوه، فأراد عمر أن يعزره، قال عليعليه‌السلام للرجل: « هل جامعت أمه في حيضها »؟ قال: بلى، قال: « لذلك سوده الله » فقال عمر: لولا علي لهلك عمر.

[ ٢٢٤٩٨ ] ٤ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله، فارفعوا أيديكم ».

__________________

(١) في المصدر زيادة: وأبانها منه.

٣ - لب اللباب: مخطوط.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٧١ ح ٨٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407