مفاهيم القرآن الجزء ٦

مفاهيم القرآن11%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-222-6
الصفحات: 538

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 538 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 237046 / تحميل: 6086
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٦

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-٢٢٢-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

ويظهر هذا المعنى من الشيخ المفيد غير أنّه فرّق بين العرش المطلق والعرش المحمول، ففسّر الأوّل بالملك وقال: العرش الأوّل هو ملكه، وإستواءه على العرش هو إستيلاءه على الملك، وأمّا العرش الذي تحمله الملائكة هو بعض الملك وهو عرشٌ خلقه الله تعالى في السماء السابعة، وتعبّد الملائكة بحمله وتعظيمه، كما خلق سبحانه بيتاً في الأرض وأمر البشر بقصده وزيارته والحجّ إليه وتعظيمه كما جاء في الحديث: « إنّ الله تعالى خلق بيتاً تحت العرش سمّاه « البيت المعمور » تحجّه الملائكة في كل عام، وخلق في السماء الرابعة بيتاً سمّاه « الزراح » وتعبّد الملائكة بحجّه والطواف حوله، وخلق البيت الحرام في الأرض وجعله تحت الزراح ـ إلى أن قال ـ: « ولم يخلق الله عرشاً لنفسه ليستوطنه تعالى الله عن ذلك، ولكنّه خلق عرشاً أضافه إلى نفسه تكرمة له وإعظاماً، وتعبّد ملائكة بحمله، كما خلق بيتاً في الأرض ولم يخلقه لنفسه ولا ليسكنه تعالى الله عن ذلك، لكنّه خلقه لخلقه واضافه لنفسه إكراماً له وإعظاماً، وتعبّد الخلق بزيارته والحجّ إليه(١) .

وقال العلّامة المجلسي :

إعلم أنّ ملوك الدنيا لـمّا كان ظهورهم وإجراء أحكامهم على رعيتهم إنّما يكون عند صعودهم على كرسيّ الملك وعروجهم على عرش السلطنة، ومنهما تظهر آثارهم وتتبيّن أسرارهم، والله سبحانه لتقدّسه عن المكان لا يوصف بمحلّ ولا مقرّ وليس له عرش ولا كرسي يستقرّ عليهما بل يطلقان على أشياء من مخلوقاته »(٢) .

وهذا هو الظاهر من بعض الروايات، روى الصدوق بسنده عن المفضّل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله عن العرش والكرسي ما هما ؟ فقال: العرش في وجه هو جملة الخلق(٣) .

__________________

(١) تصحيح الاعتقاد: ص ٢٩ ـ ٣١.

(٢) بحار الانوار: ج ٥٨، ص ٢٧.

(٣) بحار الانوار: ج ٥٨، ص ٢٩.

٢٦١

وها هنا كلام للعلّامة الطباطبائي (ره) يحقّق ما ذكرنا بشكل بديع ويقول: « إنّ السلطة والاستيلاء والملك والرئاسة والولاية والسيادة وجميع ما يجري هذا المجري فينا اُمور وضعيّة اعتبارية ليس في الخارج منها إلّا آثارهما، مثلاً الرئيس لا يسمّى رئيساً إلّا لأن يتبعه الذين نسمّيهم مرؤوسين في إرادته وعزائمه، وليس هنا للرئاسة واقعيّة إلّا التخيّل والتشبيه بمعنى تنزيل الرئيس مكان الرأس، والمرؤوسين مكان البدن، فكما أنّ البدن يتبع الرأس، فالمرؤوسون يتبعون الرئيس وقس عليها.

وهذا خلاف ما يوصف به سبحانه من الملك والاحاطة والولاية وغيرها، فإنّها معاني حقيقية واقعيّة على ما يليق بساحة قدسه، وعلى ذلك يجب أن يكون للاستيلاء حقيقة تكوينيّة ولعرشه المتعلّق به واقعيّة مثله.

فالايات كما ترى تدلّ بظاهرها على أنّ العرش حقيقة من الحقائق العينيّة وأمر من الاُمور الخارجية »(١) .

٥ ـ إنّ العرش حقيقة من الحقائق العينيّة وهو المقام الذي يجتمع فيه جميع أزمّة الاُمور(٢) وبعبارة اُخرى هو المقام الذي يبتدأ منه وتنتهي إليه أزمّة الأوامر والأحكام الصادرة من الملك، وهو في ذلك وإن كان موجوداً مادّيّاً إلّا أنّ المحكمات من الآيات مثل قوله:( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ( الشورى / ١١ ). وقوله:( سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) ( الصافّات / ١٥٩ ) تدلّ على انتفاء الجسم وانّه ليس من خواصّه تعالى فينفي من العرش الذي وصفه لنفسه كونه سريراً مؤلّفاً من مادّة معيّنة، ويبقى أصل المعنى وهو أنّه المقام الذي يصدر عنه الأحكام الجارية في نظام الكون هو من مراتب العلم الخارج عن الذات، والمقياس في معرفة ما عبّرنا عنه بأصل المعنى أنّه المعنى الذي يبقى ببقائه الاسم، وبعبارة اُخرى يدور مداره صدق الاسم وإن تغيّرت المصاديق واختلفت الخصوصيّات.

__________________

(١) الميزان: ج ٢: ص ١٥٩ ـ ١٦٠ بتلخيص منّا.

(٢) الميزان: ج ٨، ص ١٦٠.

٢٦٢

وعلى ضوء هذا ينفى عن العرش ما يلازم المادّيّة من كونها من خشب أو معدن أو على صورة خاصّة، ويبقى ما لا يلازم ذلك كوجود مقام تنتهي إليه أزمّة الاُمور ومنه تصدر الأحكام(١) .

ولو صحّت تلك النظرية لكان العرش بعض الخلق لا كلّه ويكون وجوداً مجرّداً لا مادّيّاً حتى يناسب كونه مركزاً لصدور الأحكام ومرجعاً لانتهاء الاُمور إليه.

ومثل ذلك يعدّ من مراتب علمه الفعلي لا الذاتي، فإنّ لعلمه الفعلي مراتب ودرجات، ويؤيد هذا التفسير بعض الروايات التي تفسّر العرش بالعلم.

روى عبد الله بن سنان عن الصادق٧ في تفسير قول الله عز وجل:( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ) . قال٧ : السموات والأرض وما بينهما في الكرسي، والعرش: هو العلم الذي لا يقدر أحد به قدره(٢) .

روى الكليني بسند صحيح عن صفوان بن يحيى، قال: سألني أبو قرّة المحدّث أن أدخله على أبي الحسن علي بن موسى الرضا٨ ، فاستأذنته فأذن بي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام، ثمّ قال له: أفتقرّ أنّ الله محمول ؟، فقال أبو الحسن: كل محمول مضاف إلى غيره محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل وهو في اللفظ، مدح ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قطّ قال في دعائه يا محمول. قال أبو قرّة:( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) وقال:( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) فقال أبو الحسن٧ : العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة، والعرش كل شيء، وعرش فيه كل شيء، ثمّ أضاف الحمل إلى غيره، خلق من خلقه لأنّه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه، وخلقاً يسبّحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه، وملائكة يكتبون

__________________

(١) الميزان: ج ١٤ ص ١٣٩ ـ ١٤٠ بتغيير طفيف.

(٢) التوحيد: باب ٥٢ الحديث ٢٠.

٢٦٣

أعم العباده(١) .

ويؤيّد ذلك ما ذكره أمير المؤمنين٧ في جواب الجاثليق: فكل شيء محمول والله تبارك وتعالى الممسك لهما أن تزولا والمحيط بهما من شيء وهو حياة كل شيء، ونور كل شيء سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً(٢) .

وروى سنان بن سدير عن الصادق٧ : إنّ الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنها الأشياء كلّها، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحدّ والعلم والمشيئة فهما في العلم بابان مقرونان(٣) .

الستون، والواحد والستون: « الرحمن والرحيم »

وقد ورد لفظ الرحمن في الذكر الحكيم ٥٧ مّرة واسم الرحيم ٩٥ مرّة، ووقع الجميع وصفاً له سبحانه.

أمّا الرحمن فقد قورن باسمين :

١ ـ « الرحيم » وهو الأكثر، قال سبحانه:( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) .

٢ ـ « المستعان »، قال سبحانه:( رَبِّ احْكُم بِالحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ المُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ) ( الأنبياء / ١١٢ ).

__________________

(١) البحار: ج ٥٨، ص ١٤.

(٢) البحار: ج ٥٨، ص ١٠ الحديث ٨.

(٣) التوحيد: الباب ٥٠، ص ٣٢١ الحديث ١.

٢٦٤

وأمّا الرحيم فقد قورن بأسماء كثيرة لله سبحانه نشير إليها :

١ ـ « الرحمن » كما عرفت.

٢ ـ « التواب » قال سبحانه:( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ( البقرة / ٣٧ ).

٣ ـ « الرؤوف » قال سبحانه:( إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) ( البقرة / ١٤٣ ).

٤ ـ « الغفور » قال سبحانه:( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( البقرة / ١٧٣ ).

٥ ـ « الودود » قال سبحانه حاكياً عن شعيب:( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) ( هود / ٩٠ ).

٦ ـ « العزيز » قال سبحانه:( وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) ( الشعراء / ٩ ).

٧ ـ « الرب » قال سبحانه:( سَلامٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ) ( يس / ٥٨ ).

٨ ـ « البرّ » قال سبحانه:( إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ) ( الطور / ٢٨ ).

والاسمان مشتقان من « الرحم » وقد مضىٰ معناه في تفسير اسمه « أرحم الراحمين » فلا نعيد. إنّما الكلام في الفرق بينهما، وسيوافيك بيانه.

الظاهر من الآيات إنّ العرب في العصر الجاهلي ما كانت تعرف « الرحمن ». قال الزجّاج: « الرحمن » اسم من أسماء الله مذكور في الكتب الاولى ولم يكونوا يعرفونه من أسماء الله فقيل لهم إنّه من أسماء الله ومعناه عند أهل اللّغة ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة، لأنّ « فعلان » من أبنية المبالغة تقول رجل « ريّان » و « عطشان » في النهاية من الري والعطش، وفرحان وجذلان إذا كان في النهاية من الفرح والجذل.

٢٦٥

قال سبحانه:( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ) ( الفرقان / ٦٠ ). أي زادهم ذكر الرحمن بعداً عن الايمان أو قبول الحقّ وقول النبي.

روى ابن هشام في أمر الحديبيّة الذي صالح فيه رسول الله مع قريش ثمّ دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب ـ رضوان الله عليه ـ فقال: اكتب « بسم الله الرحمن الرحيم » قال: فقال سهيل: لا أعرف هذا ولكن اكتب « باسمك اللّهمّ »، فقال رسول الله٦ : اكتب « باسمك اللّهمّ ». فكتبها(١) .

وأمّا الفرق بينهما فهناك وجوه :

١ ـ الرحمن بمنزلة اسم العلم من حيث لا يوصف به إلّا الله بخلاف الرحيم لأنّه يطلق عليه وعلى غيره.

٢ ـ الرحمن: رحمان الدنيا، والرحيم: رحيم الآخرة.

٣ ـ الرحمن بجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين خاصّة.

٤ ـ الرحمن برحمة واحدة والرحيم بمائة رحمة(٢) .

والظاهر هو الثاني وهو المروي عن الامام الصادق٧ حيث قال: « الرحمن » اسم خاص بصفة عامّة، والرحيم اسم عامّ بصفة خاصّة، وهو الظاهر من الصدوق حيث قال: « الرحمن » معناه الواسع الرحمة على عباده يعمّهم بالرزق والانعام عليهم وهو لجميع العالم، والرحيم إنّه رحيم بالمؤمنين يخصّهم برحمته في عاقبة أمرهم كما قال الله عزّ وجلّ:( وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) والرحمان والرحيم اسمان مشتقّان من الرحمة على وزن ندمان ونديم(٣) .

__________________

(١) السيرة النبوية: ج ٢، ص ٣١٧.

(٢) مجمع البيان: ج ١، ص ٢١.

(٣) التوحيد للصدوق: ص ٢٠٣.

٢٦٦

وأوضحه الرازي بقوله: « وقال جعفر الصادق٧ : اسم الرحمان خاصّ بالحق، عامّ في الأثر، لأنّ رحمته تصل إلى البرّ والفاجر، واسم الرحيم عامّ في الاسم خاص في الأثر لأنّ اسم الرحيم قد يقع على غير الله تعالى، فهو من هذا الوجه عامّ إلّا أنّه خاص في الأثر لأنّ هذه الرحمة مختصّة بالمؤمنين ».

ثمّ استدلّ على ذلك بأنّ بناء وضع « الرحمان » للمبالغة يقال رجل غضبان وشبعان، ورجل عريان هو الذي لا ثوب له أصلاً، فإن كان له ثوب خلق، فقد يقال له أنّه عار ولا يقال أنّه عريان، وأمّا الرحيم فهو رحيم والفعيل قد يكون بمعنى الفاعل كالسميع بمعنى السامع، وبمعنى المفعول كالقتيل بمعنى المقتول وليس في واحد منهما كبير مبالغة.

أضف إلى ذلك أنّ كثرة المباني تدلّ على كثرة المعاني، وحروف الرحمان أكثر من حروف الرحيم(١) .

ثمّ إنّه يمكن استظهاره من بعض الآيات، نرى أنّه سبحانه إنّما يخاطب الكلّ أو خصوص الكافر يقول( الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) ( طه / ٥ ). ويقول:( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا ) ( مريم / ٧٥ ). والأوّل خطاب للعامّ والثاني يخص مفاده بالكافر، وفي الوقت نفسه يخصّ المؤمنين بالرحيم يقول:( وَكَانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) ( الأحزاب / ٤٣ ) ويقول:( إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) ( التوبه / ١١٧ ).

وعلى ضوء هذا فالرحمان وإن كان يفيد الرحمة العامّة للكلّ إلّا أنّ الرحيم يفيد الرحمة الخاصّة بالمؤمنين، فكان الرحمان كالأصل والرحيم كالزيادة في التشريف، والأصل يجب تقديمه على الزيادة كقوله:( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ) ( يونس / ٢٦ ).

__________________

(١) لوامع البينات: ص ١٥٢ ـ ١٧٢.

٢٦٧

و أمّا حظ العبد من اسميه تعالى فحظ العبد من اسم « الرحمان » أن يكون كثير الرحمة على الناس وحظه من اسم الرحيم أن يكون عطوفاً بالمؤمنين، فلو صحّ ما روي عن النبي٦ أنّه قال: « تخلّقوا بأخلاق الله » فمعناه التشبّه بالإله بقدر الطاقة البشرية وصيرورة الإنسان مظهراً لاسمائه إلّا فيما خرج كقوله: « المصوّر »(١) .

الثاني والستون: « الرؤوف »

وقد جاء « الرؤوف » في الذكر الحكيم ١١ مرّة ووقع الجميع اسماً له سبحانه واقترن ب‍ « العباد » تارة، وبالرحيم اُخرى، قال سبحانه:( وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ ) ( آل عمران / ٣٠ ).

وقال:( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) ( البقرة / ١٤٣ ).

وأمّا معناه فقال ابن فارس: « الرؤوف كلمة واحدة تدل على رقّة ورحمة ».

قال الله تعالى:( وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ ) ( النور / ٢ ).

وقال سبحانه:( وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ) ( الحديد / ٢٧ ).

وقال جرير :

يرى للمسلمين عليه حقّا

كفعل الوالد الرؤوف الرحيم

واطلاقه على الله سبحانه بالتجريد عمّا يلازم الوجود الامكاني من الرقة في القلب، والتأثّر عن الشيء والأخذ بالنتيجة كما هو الضابطة في كثير من أسمائه سبحانه.

__________________

(١) لوامع البينات: ص ١٦٧ بتلخيص منّا.

٢٦٨

ثمّ إنّ الرؤوف قدّم على الرحيم في جميع الآيات فما هو وجهه ؟

يمكن أن يقال: إنّ الرحمة كمال حال في الرؤوف يدعوه إلى ايصال الاحسان إلى الغير، والحال أنّ الرحيم معنى يحصل من مشاهدة المرحوم في فاقة وضعف وحاجة، ومن المعلوم كون الأوّل أكمل في مجال الفضيلة، ولعلّه لذلك قدّم الرؤوف على الرحيم.

قال الصدوق: « الرؤوف معناه الرحيم والرأفة الرحمة »(١) .

الثالث والستون: « الرزّاق »

جاء في الذكر الحكيم مرّة واحدة ووقع إسماً له.

قال سبحانه:( إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المَتِينُ ) ( الذاريات / ٥٨ ).

كما انّه سبحانه وصف ب‍ « خير الرازقين » ٥ مرّات.

قال سبحانه:( وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( المائدة / ١١٤ ).

قال سبحانه:( لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( الحج / ٥٨ ).

وقال سبحانه:( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( المؤمنون / ٧٢ ).

وقال سبحانه:( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( سبأ / ٣٩ ).

وقال سبحانه:( قُلْ مَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ( الجمعة / ١١ ).

__________________

(١) التوحيد للصدوق: ص ٢٠٤.

٢٦٩

وقد دل غير واحد من الآيات على أنّ رزق العباد والدوابّ على الله سبحانه.

قال عزّ وجلّ:( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا ) ( هود / ٦ ). ودلّت بعض الآيات على أنّ منبع الرزق ومصدره هو السماء.

قال سبحانه:( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) ( الذاريات / ٢٢ ).

فلو كان المراد من السماء هو السماء المحسوس، فالمراد من الرزق إمّا هو المطر كما عليه قوله سبحانه :

( وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) ( الجاثية / ٥ ). أو الأعم منه ومن الأنوار والأشعّة الحيوية إلى غير ذلك من الاُمور النازلة من السماء إلى الأرض.

وأمّا الرزق فقد فسّره ابن فارس بعطاء الله جلّ ثناؤه.

وقال الراغب: الرزق يقال للعطاء الجاري تارة دنيويّاً كان أم اُخرويّا، وللنصيب تارة ولما يصل به إلى الجوف ويتغذى به تارة.

فالأوّل مثل قول القائل: « أعطى السلطان رزق الجند »، والثاني:( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) ( الواقعة / ٨٢ ) أي تجعلون نصيبكم من النعمة تحرّى الكذب، وأمّا الثالث فقوله:( فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ ) ( الكهف / ١٩ ) أي بطعام يتغذى به، وقد يطلق على الرزق الاُخروي.

قال سبحانه في حقّ الشهداء في سبيل الله:( بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) ( آل عمران / ١٦٩ ).

والظاهر أنّ المراد من الرزق هو كل ما يحتاج إليه الإنسان في مأكله وملبسه ومسكنه ولا يختصّ بما يصل إلى الجوف وإن كان هو الرزق البارز.

قال الحكيم السبزواري: إنّ رزق كل مخلوق ما به قوام وجوده، وكماله

٢٧٠

اللائق به، فرزق البدن ما به نشوؤه وكماله، ورزق الحسّ، ادراك المحسوسات، ورزق الخيال، ادراك الخياليات من الصور والأشباح المجرّدة عن المادة دون المقدار، ورزق الوهم، المعاني الجزئيّة، ورزق العقل، المعاني الكلّية والعلوم الحقّة من المعارف المبدئيّة والمعاديّة، فالرزق في كل بحسبه(١) .

قال الصدوق: « معناه انّه عزّ وجلّ يرزق عباده برّهم وفاجرهم »(٢) .

وعلى كلّ تقدير فالرزّاق اسم خاص لله سبحانه، يقال لخالق الرزق ومعطيه ومسببه، وكونه سبحانه رازقاً بالتسبيب يجتمع مع كون العباد يرزق بعضهم بعضاً أيضاً.

قال سبحانه:( وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ ) ( النساء / ٥ ) لأنّ كل ما في يد العبد فهو لله سبحانه فهو ينفق ممّا آتاه الله، وبذلك يعلم أنّ المفاضلة في قوله سبحانه:( خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) على هذا الأساس.

وقال الرازي: إنّ رزق الأبدان بالأطعمة، ورزق الأرواح بالمعارف وهذا أشرف الرازقين، فإنّ ثمرتها حياة الأبد وثمرة الرزق الظاهر قوّة الجسد إلى مدّة قرببة الأمد، ومن أسباب سعة الرزق الصلاة. قال تعالى:( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ) ( طه / ١٣٢ ).

وأمّا حظّ العبد من هذا الاسم فهو أن يجعل يده خزانة لربّه فكل ما وجده أنفقه على عباده على غرار قوله سبحانه:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ) ( الفرقان / ٦٧ ).

__________________

(١) شرح الأسماء الحسنى الواردة في الدعاء المعروف بالجوشن الكبير: ص ٦.

(٢) التوحيد: ص ٢٠٤.

٢٧١

الرابع والستون: « رفيع الدرجات »

وقد ورد في الذكر الحكيم مرّة ووقع وصفاً له.

قال سبحانه:( رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ ) ( غافر / ١٥ ).

وقد وصف سبحانه في هذه الآية بصفات ثلاث :

١ ـ رفيع الدرجات.

٢ ـ ذو العرش.

٣ ـ يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق.

وفي الأوّل احتمالات :

منها: إنّ الرفيع بمعنى الرافع أي رافع درجات الأنبياء والأولياء في الجنّة(١) .

ومنها: رافع السماوات السبع التي منها تصعد الملائكة.

ومنها: إنّه كناية عن رفعة شأنه وسلطانه.

أمّا الثاني: أعني« ذو العرش » فقد مرّ في تفسير إسم « رب العرش ».

وأمّا الثالث: فالظاهر أنّ المراد من الروح هو الوحي بقرينة قوله:( عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) والمراد منهم رسله سبحانه المصطفون بالرسالة، والمراد من الإلقاء هو إلقاء الوحي في القلب.

واحتمال كون المراد من « الروح » جبرئيل أو غيره، لا يناسب مع قوله: « يلقي » فهو بإلقاء المعاني أنسب وبذلك فسّرنا قوله سبحانه:( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا

__________________

(١) بل رافع درجة كل موجود نازل الى درجة رفيعة، كرفعة درجة التراب والنبات الى أعلى منهما، فالانسان كان تراباً والحيوان كان بناتاً فرفع درجتهما.

٢٧٢

مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( الشورى / ٥٢ ).

الخامس والستون « الرقيب »

جاء « الرقيب » في الذكر الحكيم خمس مرّات ووقع وصفاً له سبحانه في موارد ثلاث.

قال سبحانه حاكياً عن المسيح:( فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) ( المائدة / ١١٧ ).

وقال سبحانه:( إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) ( النساء / ١ ).

وقال سبحانه:( وَكَانَ اللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ) ( الأحزاب / ٥٢ ).

أمّا معناه فقد قال ابن فارس: له أصل واحد مطّرد يدلّ على انتصاب لمراعاة شيء ومن ذلك الرقيب وهو الحافظ، والمرقب: المكان العالي يقف عليه الناظر(١) .

وأمّا « الراغب »: فجعل الأصل له الرقبة وأنّه اشتق منها سائر المعاني، قال الرقبة: اسم للعضو المعروف، والرقيب: الحافظ وذلك امّا لمراعاته رقبة المحفوظ وامّا لرفعة رقبته، قال:( وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) .

وعلى أي تقدير فالرقيب والشهيد بمعنى واحد أو متقاربي المعنى.

قال سبحانه:( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) ( المائدة / ١١٧ ).

__________________

(١) مقاييس اللغة: ج ٢ ص ٤٢٧.

٢٧٣

و المراد شهادته سبحانه أعمال الاُمّة وحفظه لها.

قال سبحانه:( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ) ( يونس / ٦١ ).

وقال سبحانه:( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ( الحديد / ٤ ).

قال الصدوق: « الرقيب معناه الحافظ بمعنى فاعل، ورقيب القوم حارسهم »(١) .

__________________

(١) التوحيد: ص ٢٠٤.

٢٧٤

حرف السين

السادس والستون: « سريع الحساب »

وقد ورد « سريع الحساب » في الذكر الحكيم في ثمانية موارد ووقع الكل وصفاً له سبحانه.

قال سبحانه:( أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ ) ( البقرة / ٢٠٢ ).

وقال:( وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ ) ( آل عمران / ١٩ ).

وقال:( أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ ) ( آل عمران / ١٩٩ ).

قال سبحانه:( لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ ) ( إبراهيم / ٥١ )(١) .

وقد جاء هذا الاسم في ثنايا البحث عن جزاء أعمال العباد سواء أكان خيراً أو شراً، ولا يختصّ بالثاني لما في قوله سبحانه:( أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ ) والحساب في اللّغة بمعنى العد، تقول حسبت الشيء أحسبه حَسْباً وحُسباناً.

قال تعالى:( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ) .

__________________

(١) لاحظ: المائدة / ٤، والرعد / ٤١، والنور / ٣٩، وغافر / ١٧.

٢٧٥

و من هذا الباب الحَسَب الذي يعدّ من الإنسان، قال أهل اللّغة معناه أن يعدّ آباءً أشرافاً(١) .

وقال الراغب: « الحساب إستعمال العدد، قال تعالى:( لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ ) هذا ما يرجع إلى الحساب، وامّا ما يرجع إلى المضاف أعني سريع فالسرعة ضد البطء.

قال تعالى:( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) .( وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ ) (٢) .

ثمّ إنّ توصيفه بسريع الحساب امّا لأجل نفوذ إرادته وتحقّق كلّ شيء بعد مشيئته بلا بطء وسكون.

قال سبحانه:( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) ( يس / ٨٢ ).

أو كونه مجرداً بل فوقه، وجميع الأمكنة والمكانيات سواء، وكل حاضر لديه، وليس هناك ماض ولا استقبال، « لا يشغله شأن عن شأن » فيسرع في وصول الجزاء لكيلا يمنع الحقّ عمّن له الحقّ.

وسئل أمير المؤمنين عن محاسبة الله فقال: « يحاسب الخلائق كلّهم دفعة واحدة كما يرزقهم دفعة »(٣) .

فسريع الحساب اسم من أسماء الله الحسنى وهو عامّ شامل للدنيا والآخرة معاً، وقد عرفت أنّ ملاك السرعة هو تحقّق كل ما أراد بلا فصل. وحضور الكل لديه دفعة واحدة.

قال سبحانه:( وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) ( الكهف / ٤٩ ).

__________________

(١) مقاييس اللغة: ج ٢، ص ٦٠.

(٢) المفردات: ص ٢٣٠.

(٣) شرح الأسماء الحسنى: ص ٤٧.

٢٧٦

وقال سبحانه:( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ ) ( آل عمران / ٣٠ ).

فكأنّهم يرون أنفسهم مشتغلين بالصلاة وغيرها من الحسنات أو مكتسبين للسيئات فيرون ما كانوا يرتكبونها من السيئات، فلا يمكن لهم إنكار شيء من صغير وكبير فيحاسب كل نفس بسرعة.

أضف إلى ذلك الشهود وأخصّ بالذكر صحيفة الأعمال التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة.

قال سبحانه:( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا *اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) ( الاسراء / ١٣ و ١٤ ).

ويقول سبحانه:( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إلّا أَحْصَاهَا ) ( الكهف / ٤٩ ).

ومع هذه الشهود لا يبقى للعبد أي ريب في حسابه وجزائه فهو حقّاً « أسرع الحاسبين ».

نعم شهوده سبحانه على العباد أزيد ممّا ذكرنا، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الفصل الذي خصّصناه به عند البحث عن المعاد.

وبذلك علم معنى اسمه الاخر « أسرع الحاسبين » وقد مرّ في محلّه. نعم ليس المراد من الحساب الجزاء ولا العقاب وإن كان الحساب لغاية الجزاء، وبذلك يعلم الفرق بين « سريع الحساب » و « سريع العقاب » فالفرق بينهما كالفرق بين الغاية وذيها.

٢٧٧

السابع والستون: « سريع العقاب »

وقد جاء في الذكر الحكيم في موردين ووقعا إسماً له سبحانه.

قال سبحانه:( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( الأنعام / ١٦٥ ).

وقال سبحانه:( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( الأعراف / ١٦٧ ).

أمّا السرعة فقد مضى معناه وأمّا العقاب فعن الخليل أنّه قال: كلّ شيء يعقب شيئاً فهو عقيبه، ولأجل ذلك يطلق على الليل والنهار العقيبان، وإنّما سمّيت العقوبة عقوبة لأنّها تكون آخراً وثاني الذنب(١) وكأنّ الذنب يخلف العقاب ويعقبه، قال الراغب: العقب مؤخّر الرجل، والعقوبة والمعاقبة تختصّ بالعذاب.

قال سبحانه:( فَحَقَّ عقاب ـ شديد العقاب ـوَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ) والتعقيب أن يأتي بشيء بعد آخر.

وكونه سبحانه « شديد العقاب » ليس بمعنى كونه كذلك دائماً وإنّما يختصّ ذلك بموارد يستوجب سرعة العقاب، كطغيان العبد وعتوّه فيسرع إليه العقاب ويأخذه بأشدّه.

ولأجل عدم كونه فعلاً له سبحانه على الدوام ; ضمّ إليه في الآيتين الاسمين الآخرين وقال « إنّه لغفور رحيم » ولو كان فعلاً له سبحانه على نحو الاستمرار لما صحّ الجمع بين الاسمين، يقول سبحانه:( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ *يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) ( العنكبوت / ٥٣ و ٥٤ ).

__________________

(١) معجم مقاييس اللغة: ج ٤ ص ٧٧ ـ ٧٨ بتلخيص.

٢٧٨

وبذلك يتّضح كون العقاب على قسمين: قسم يعمّ الظالم في العاجل وقسم يشمله في الآجل كل ذلك لحكمة خاصّة هو واقف عليها، غير أنّ رحمته وغفرانه سبقا غضبه وعقابه.

قال سبحانه:( وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) ( يونس / ١١ ).

الثامن والستون: « السّلام »

قد ورد لفظ « السّلام » في الذكر الحكيم معرّفاً سبع مرّات ومنكراً خمس وثلاثون مرّة ووقع في مورد واحد اسماً له سبحانه، وقال :

( هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَٰهَ إلّا هُوَ المَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( الحشر / ٢٣ ).

أمّا السّلام لغة، فقد قال ابن فارس: معظم بابه من الصحّة والعافية، فالسلامة أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى، قال أهل العلم: الله جلّ ثناؤه هو السّلام، لسلامته ممّا يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء. قال الله جلّ جلاله:( وَاللهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلامِ ) .

وقال الراغب: السّلامة: التعرّي من الآفات الظاهرة والباطنة قال: « بقلب سليم » أي متعرٍّ من الدغل وهذا في الباطن، وقال تعالى:( مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ) وهذا في الظاهر، وقال تعالى:( لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ ) أي السلامة، والسلامة الحقيقيّة ليست إلّا في الجنّة إذ فيها بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعزّ بلا ذلّ، وصحّة بلا سقم، وقيل « السلام » اسم من أسماء الله تعالى وصف بذلك حيث لا تلحقه العيوب والآفات التي تلحق الخلق(١) .

__________________

(١) المفردات: ص ٢٣٩.

٢٧٩

ولـمـّا كان السّلام من السلامة دعا سبحانه في حقّ يحيى بقوله:( وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) ( مريم / ١٥ )، وإنّما خصّ المواطن الثلاثة بالدعاء لأنّ أوحش ما يكون الخلق فيه هو يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث.

ففي الأوّل يرى نفسه خارجاً عمّا كان فيه، وفي الثاني يرى قوماً لم يكن عاينهم، وفي الثالث يرى نفسه في محشر عظيم، فأكرم الله يحيى في هذه المواضع الثلاثة وخصّه بالسلامة من آفاتها، والمراد أنّه سلّمه من شرّ هذه المواطن وآمنه من خوفها(١) .

أقول: لا شكَّ أنّ السّلام من أسماء الله سبحانه كما هو صريح آية سورة الحشر كما عرفت، وترديد الراغب فيه لا وجه له، إنّما الكلام في معناه فهناك احتمالان :

١ ـ أن يكون المراد من السّلام أنّه ذوالسلام ووصف به مبالغة في وصف كونه سليماً من النقائص والآفات كما يقال رجل عدل.

٢ ـ أن يكون المراد من السّلام كونه معطياً للسلامة وهو تعالى خلق الخلق سويّاً وقال:( مَا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ) ( الملك / ٣ )، وقال:( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ ) ( طه / ٥٠ ).

إنّما الكلام في الفرق بينه وبين « القدّوس » الوارد في الآية أيضاً.

قال سبحانه:( هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَٰهَ إلّا هُوَ المَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ ) فما هو الفرق بين الاسمين ويحتمل كون القدّوس من صفات الذات، والسلام من صفات الفعل فهو منزّه ذاتاً وفعلاً عن النقص.

ويحتمل أن يكون القُدُّوس أكثر مبالغة في التنزيه من السلام فهو يشير إلى براءته سبحانه عن جميع العيوب في الماضي والحاضر والمستقبل، وعن العيب الظاهر والباطن، ولكن السلام أضيق دلالة من هذا، فلعلّه مختص بالبراءة عن

__________________

(١) لوامع البينات للرازي: ص ١٨٧، نقلاً عن سفيان بن عيينة.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(1) ، ومسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، وابن ماجة(4) ، والنسائي(5) .

[ 101 ] فضيل بن مرزوق ( ـ قبل 70 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : فضيل بن مرزوق ، المحدث ، أبو عبد الرحمن العنزي ، مولاهم الكوفي الأغر(6) .

وقال المثنى بن معاذ العنبري ، عن أبيه قال : سألت سفيان الثوري عنه فقال : ثقة(7) .

__________________

1 ـ صحيح البخاري : 1 / 36 ، كتاب العلم ، باب كتابة العلم.

2 ـ صحيح مسلم : 1 / 179 ، كتاب الايمان ، الحديث 320.

3 ـ سنن أبي داود : 4 / 107 ، كتاب المهدي ، الحديث 4283. أقول : فقد روى عنه الحديث المعروف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا. راجع مصادر هذا الحديث في معجم أحاديث الامام المهديعليه‌السلام : 1 / 119 الرقم 69.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 200 ، كتاب الطهارة ، الحديث 610.

5 ـ سنن النسائي : 8 / 211 ، كتاب الزينة.

6 ـ سير أعلام النبلاء : 7 / 342 الرقم 124 ، الكاشف : 2 / 372 الرقم 4544.

7 ـ الجرح والتعديل : 7 / 75 الرقم 423.

٣٤١

وقال الهيثم بن جميل(1) : كان من أئمة الهدى زهدا وفضلا(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال عبد الخالق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح الحديث ، ولكنه شديد التشيّع(3) .

وقال الذهبي : كان معروفا بالتشيع من غير سب(4) .

وقال أيضا : حديثه في عداد الحسن ـ إن شاء الله ـ ، وهو شيعي(5) .

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(6) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(7) .

وقال المزي : روى عن : حسن بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، وزيد العمي ، وسليمان الأعمش في النسائي ، وشقيق بن عقبة العبدي في مسلم وفيما استشهد به البخاري ، وعدي بن ثابت في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري ومسلم والترمذي ، وعطية العوفي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، ومحمد بن سعيد صاحب عكرمة ، وميسرة بن حبيب في مسند علي ، وهارون بن

__________________

1 ـ الهثيم بن جميل أبو سهل نزيل أنطاكية ، ثقة من أصحاب الحديث. تقريب التهذيب : 2 / 326.

2 و 3 ـ تهذيب الكمال : 23 / 307.

4 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 362 الرقم 6773.

5 ـ سير أعلام النبلاء : 7 / 342.

6 و 7 ـ تقريب التهذيب : 2 / 113.

٣٤٢

عنترة ، وأبي إسحاق السبيعي في مسند علي ، وأبي حازم الأشجعي ، وأبي سخيلة الكوفي ، وأبي سلمة الجهني ، وأبي عمر صاحب عكرمة ، وجبلة بنت مصفح في مسند عليعليه‌السلام .

روى عنه : الحسن بن عطية القرشي ، وحسين بن علي الجعفي في النسائي ، والحكم بن مروان الضرير ، وأبو اسامة حماد بن اسامة في مسلم والترمذي ، وخلف ابن أيوب البجلي ، وخنيس بن بكر بن خنيس ، وزهير بن معاوية في أبي داود ، وزيد بن الحباب في مسند علي ، وسعيد بن سليمان الواسطي ، وسعيد بن محمد الوراق ، وسفيان الثوري ، وسليمان بن موسى الزهري ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وعبد الله بن رجاء المكي ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الغفار ابن الحكم في مسند علي ، وعبيد الله بن موسى ، وعلي بن الجعد ، وعلي بن هاشم ابن البريد ، وعلي بن يزيد الصدائي ، وعمر بن سعد البصري ، وعمر بن شبيب المسلي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري والترمذي ، والفضل بن الموفق في ابن ماجة ، وقبيصة بن عقبة ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل ، ومحمد بن ربيعة الكلابي في الترمذي ، ومحمد بن فضيل بن غزوان في كتاب الناسخ والمنسوخ والترمذي ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ونعيم بن ميسرة النحوي في الترمذي ، ووكيع بن الجراح في الترمذي وابن ماجة ، ويحيى بن آدم في مسلم ، ويحيى بن أبي بكير في مسند علي ، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي ، ويزيد بن هارون في الترمذي ، وأبو أحمد الزبيري ، وأبو عبد الرحمان الأصباغي(1) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 23 / 306 ـ 307.

٣٤٣

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(1) ، وسنن أبي داود(2) ، والترمذي(3) ، وابن ماجة(4) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (5) .

[ 102 ] فطر بن خليفة ( ـ 153 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : فطر بن خليفة ، الشيخ العالم ، المحدث(6) الصدوق ، أبو بكر الكوفي المخزومي ، مولى عمرو بن حريث رضي الله عنه الحناط(7) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، حسن الحديث(8)

__________________

1 ـ صحيح مسلم : 2 / 703 ، كتاب الزكاة ، باب قبول الصدقة من الكسب ، الحديث 1015.

2 ـ سنن أبي داود : 4 / 32 ، كتاب الحروف والقراءات ، الحديث 3978.

3 ـ سنن الترمذي : 3 / 617 ، كتاب الأحكام ، باب ما جاء في الامام العادل ، الحديث 1329.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 191 ، كتاب الطهارة وسننها ، الحديث 576.

5 ـ رجال الشيخ الطوسي : 269 الرقم 3870.

6 ـ المحدث : هو كما عرفه ابن سيد الناس : من اشتغل بالحديث رواية ودراية ، وجمع رواة ، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره ، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه. راجع منهج النقد في علوم معرفة الحديث : 76.

7 ـ سير أعلام النبلاء : 7 / 30 الرقم 14.

8 ـ تاريخ الثقات : 385 الرقم 1360.

٣٤٤

وقال عبد الله بن حنبل ، عن أبيه : ثقة ، صالح الحديث. قال : وقال أبي : كان فطر عند يحيى بن سعيد ثقة(1) .

وقال أبو حاتم : صالح ، كان يحيى القطان يرضاه ، ويحسن القول فيه ، ويحدث عنه(2) .

وقال النسائي : ليس به بأس. وقال : ثقة ، حافظ ، كيس(3) .

وقال عبد الله بن داود : فطر أوثق أهل الكوفة(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو طالب : وسئل ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن فطر ومحل ، قال : فطر كان يغلي في التشيّع(5) .

وقال العجلي : وكان فيه تشيع قليل(6) .

وعن الذهبي : قال عباد بن يعقوب في كتاب المناقب له : أنبأنا أبو عبد الرحمن الأصباغي وغيره ، عن جعفر الأحمر قال : دخلنا على فطر بن خليفة وهو مغمى عليه ، فأفاق ، فقال : يا عبد الله ، ما يسرني أن مكان كل شعره في جسدي لسان يسبح الله بحبي أهل البيت(7) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 23 / 314.

2 ـ الجرح والتعديل : 7 / 90.

3 ـ تهذيب الكمال : 23 / 315.

4 ـ المعرفة والتاريخ : 2 / 798.

5 ـ المعرفة والتاريخ : 2 / 175.

6 ـ تاريخ الثقات : 385 الرقم 1360.

7 ـ سير أعلام النبلاء : 7 / 33.

٣٤٥

وقال الذهبي : شيعي جلد(1) .

وعده ابن قتيبة في رجال الشيعة(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(3) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وأبيه خليفة في أبي داود ، وسعد بن عبيدة في أبي داود وكتاب عمل اليوم والليلة ، وشرحبيل بن سعد مولى الأنصار في الأدب المفرد وابن ماجة ، وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي ، وشمر بن عطية في كتاب عمل اليوم والليلة ، وطاووس بن كيسان ، وعاصم بن بهدلة في أبي داود ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن شريك العامري في خصائص أمير المؤمنين ، وعبد الجبار بن وائل بن حجر في أبي داود والنسائي ، وعطاء بن أبي رباح في النسائي ، وعطاء الشيبي ـ وعداده في الصحابة ـ ، وعكرمة مولى ابن عباس ، ومولاه عمرو بن حريث المخزومي ، والقاسم بن أبي بزة في أبي داود وعمل اليوم والليلة ، ومجاهد بن جبر في البخاري وأبي داود والترمذي ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح في النسائي ، ومنذر الثوري في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي ومسند عليعليه‌السلام ، ومنصور بن المعتمر ، ويحيى بن سام في النسائي ، وأبي إسحاق السبيعي في النسائي ، وأبي خالد الوالبي ، وأبي فروة الجهني في أبي داود.

__________________

1 ـ الكاشف : 2 / 372 الرقم 4546.

2 ـ المعارف : 624.

3 ـ تقريب التهذيب : 1 / 114 الرقم 77.

٣٤٦

روى عنه : بكر بن بكار ، وأبو اسامة حماد بن اسامة في أبي داود ، وخلاد ابن يحيى ، وسفيان الثوري في البخاري وأبي داود ، وسفيان بن عيينة في الترمذي ، وعبد الله بن داود الخريبي في أبي داود ، وعبد الله بن المبارك في النسائي وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن محمد المحاربي في النسائي ، وعبد العزيز بن أبان القرشي ، وعبيد الله بن موسى في أبي داود ، وعثمان بن عبد الرحمان الطرائفي في النسائي ، وعلي بن قادم في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعمار بن رزيق في النسائي ، وعمرو بن خالد الواسطي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في الأدب المفرد وأبي داود ، والفضل بن العلاء في عمل اليوم والليلة ، والفضل بن موسى السيناني في النسائي ، وفضيل بن عياض ، وقبيصة بن عقبة في النسائي ، ومحمد بن بشر العبدي في النسائي ، ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومحمد بن عبد الله بن كناسة ، ومحمد بن عبيد الطنافسي في النسائي ، ومحمد بن يوسف الفريابي في النسائي ، ومصعب بن المقدام في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومكي بن إبراهيم البلخي ، ونائل بن نجيح ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن آدم في عمل اليوم والليلة ، ويحيى بن سعيد القطان في أبي داود والترمذي والنسائي ، ويحيى بن هاشم السمسار ، وأبو علي الحنفي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، والنسائي(3) ، والترمذي(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 23 / 312 ـ 314.

2 ـ سنن أبي داود : 4 / 311 ، كتاب الأدب ، الحديث 5047.

3 ـ سنن النسائي : 2 / 123 ، كتاب الافتتاح ، باب موضع الابهامين عند الرفع.

4 ـ سنن الترمذي : 4 / 316 ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في صلة الرحم ، ح 1908.

٣٤٧

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام (1) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 270 الرقم 3891. وقال : « روى عنهماعليهما‌السلام ».

٣٤٨

حرف القاف

[ 103 ] قيس بن عباد البصري ( ـ بعد 80 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قيس بن عباد القيسي الضبعي ، أبو عبد الله البصري ، من بني ضبيعة بن قيس ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل(1) .

قال ابن سعد : كان ثقة ، قليل الحديث(2) .

وقال العجلي : بصري ، تابعي ، ثقة ، من كبار التابعين(3) .

وقال ابن حجر : ثقة من الثانية ، مخضرم(4)

2 ـ تشيّعه :

قال الذهبي : كثير العبادة والغزو ، ولكنه شيعي(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 24 / 65.

2 ـ الطبقات الكبرى : 7 / 131.

3 ـ تاريخ الثقات : 394 الرقم 1398.

4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 129. أقول : وقال الذهبي : المخضرم : وهو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يرض. راجع المغني في ضبط أسماء الرجال : 226.

5 ـ تاريخ الاسلام : حوادث سنة ( 81 ) : ص 174 ، راجع الكاشف : 2 / 391 الرقم 4659.

٣٤٩

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثانية(1) .

وقال المزي : روى عن : أبي بن كعب في النسائي ، وسعد بن أبي وقاص في البخاري ، والعباس بن عبد المطلب ، وعبد الله بن سلام في البخاري ومسلم ، وعبد الله ابن عمر بن الخطاب في البخاري ، وعلي بن أبي طالب في البخاري وأبي داود والنسائي ، وعمار بن ياسر في مسلم والنسائي ، وعمر بن الخطاب ، وأبي ذر الغفاري في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، وأبي سعيد الخدري في عمل اليوم والليلة ، وأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في أبي داود(2) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(3) ، وسنن النسائي(4) ، وابن ماجة(5) .

__________________

1 ـ تقريب التهذيب : 2 / 129 الرقم 152.

2 ـ تهذيب الكمال : 24 / 65.

3 ـ صحيح البخاري : 4 / 229 ، كتاب الأنبياء ، باب مناقب عبد الله بن سلام.

4 ـ سنن النسائي : 2 / 88 ، كتاب الامامة.

5 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 946 ، كتاب الجهاد ، الحديث 2835.

٣٥٠

حرف الميم

[ 104 ] مالك بن إسماعيل ( ـ 219 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : مالك بن إسماعيل بن درهم ، الحافظ(1) ، الحجة ، الامام ، أبو غسان النهدي ، مولاهم الكوفي ، سبط إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه(2) .

وقال أبو حاتم : قال يحيى بن معين : ليس بالكوفة أتقن منه(3) .

وقال محمد بن عبد الله بن نمير(4) : أبو غسان محدث من أئمة المحدثين(5) .

__________________

1 ـ الحافظ : هو من اجتمعت فيه صفات المحدث وضم إليها كثرة الحفظ وجمع الطرق كي يصدق عليه اسم الحافظ. وقد فرق بعض المتأخرين فرأى ان الحافظ من وعى مائة ألف حديث متنا واسنادا ولو بطرق متعددة ، وعرف من الحديث ما صح وعرف اصطلاح هذا العلم راجع اصول الحديث : 448.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 430 الرقم 132. راجع الكاشف : 3 / 93 الرقم 5305.

3 ـ الجرح والتعديل : 8 / 206 الرقم 905 ، تهذيب التهذيب : 10 / 3 الرقم 2 ، تذهيب تهذيب الكمال : 3 / 3 الرقم 6795.

4 ـ قال ابن حجر : محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي أبو عبد الرحمن ، ثقة ، حافظ ، فاضل ، من العاشرة ، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين تقريب التهذيب : 2 / 180 الرقم 419.

5 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 431 ، الجرح والتعديل : 8 / 206.

٣٥١

وقال ابن سعد : وكان أبو غسان ثقة ، صدوقا(1)

وقال عثمان بن أبي شيبة(2) : أبو غسان صدوق ، ثبت ، متقن ، إمام من الأئمة(3) .

وقال النسائي : ثقة(4) .

وقال يعقوب بن سفيان : ثقة ، ثقة(5) .

وقال ابن عدي : وأبو غسان هذا مالك لم أذكر له من الحديث شيئا إلا أنه مشهور بالصدق وبكثرة الروايات في جملة الكوفيين ، وهو أشهر من أن يذكر له حديث ، فإن أحاديثه تكثر وهو في نفسه صدوق ، وإذا حدث عن صدوق مثله ، وحدث عنه صدوق فلا بأس به وبحديثه(6) .

وقال محمد بن علي بن داود البغدادي(7) : سمعت ابن معين يقول لأحمد بن حنبل : إن سرك أن تكتب عن رجل ليس في قلبك منه شيء فاكتب عن أبي غسان(8) .

__________________

1 ـ الطبقات الكبرى : 6 / 404 ـ 405.

2 ـ قال الذهبي : عثمان بن أبي شيبة : أحد أئمة الحديث الأعلام مات في المحرم سنة تسع وثلاثين ومائتين. راجع ميزان الاعتدال : 3 / 35 ، وص 38 الرقم 5518.

3 ـ تهذيب التهذيب : 10 / 4 الرقم 2.

4 ـ تهذيب الكمال : 27 / 90.

5 ـ المعرفة والتاريخ : 3 / 241.

6 ـ الكامل : 6 / 2379.

7 ـ قال الذهبي : الامام الحافظ ، المجود ، أبو بكر ، محمد بن علي بن داود بن عبد الله البغدادي ، نزيل مصر توفي في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين ، سير أعلام النبلاء : 13 / 338.

8 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 430.

٣٥٢

2 ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : متشيّعا شديد التشيّع(1) .

وقال يعقوب بن سفيان : يميل إلى التشيّع(2) .

عن أبي أحمد الحاكم ، عن الحسين الغازي ، قال : سألت البخاري عن أبي غسان قال : وعماذا تسأل؟

قلت : التشيّع ، فقال : هو على مذهب أهل بلده(3)

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في صغار الطبقة التاسعة(4) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي ، وأسباط بن نصر الهمداني في ابن ماجة ، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي في البخاري والترمذي والنسائي ، وجعفر بن زياد الأحمر في مسند علي ، وجويرية بن أسماء ، وحبان بن علي العنزي في كتاب التفسير ، والحسن بن صالح ابن حي في ابن ماجة ، والحكم بن عبد الملك في مسند علي ، وحلو بن السري الأودي الكوفي ، وحماد بن زيد ، وزهير بن معاوية في البخاري ومسلم ، وزياد بن عبد الله البكائي في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري ، وسعد المكتب والد أبي داود الحفري ، وسفيان ابن عيينة في البخاري ، وشريك بن عبد الله في كتاب رفع

__________________

1 ـ الطبقات الكبرى : 6 / 404 ـ 405.

2 ـ المعرفة والتاريخ : 3 / 241 ، الثقات لابن حبان : 9 / 164.

3 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 432 الرقم 132.

4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 223 الرقم 858.

٣٥٣

اليدين في الصلاة للبخاري ، وأبي زبيد عبثر بن القاسم ، وعبد الرحمان بن حميد بن عبد الرحمان الرواسي ، وعبد الرحمان بن سليمان بن الغسيل في عمل اليوم والليلة ، وعبد السلام ابن حرب في الأدب المفرد وأبي داود وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون في البخاري ، وعلي بن علي الرفاعي ، وعيسى بن عبد الرحمان السلمي في الأدب المفرد ، وفضيل بن مرزوق ، ومحمد بن عمرو الأنصاري ، ومسعود بن سعد الجعفي في كتاب الرد على أهل القدر والنسائي ، ومسلمة بن جعفر البجلي الكوفي ، والمطلب بن زياد في الأدب المفرد ، ومندل بن علي العنزي في ابن ماجة ، ومنصور بن أبي الأسود في الترمذي ، وأبي معشر نجيح ابن عبد الرحمان المدني ، وهريم بن سفيان ، وورقاء بن عمر اليشكري ، ويحيى بن سلمة بن كهيل ، ويحيى بن عثمان التيمي في كتاب الرد على أهل القدر وابن ماجة ، ويعلى بن الحارث المحاربي ، وأبي إسرائيل الملائي.

روى عنه : البخاري ، وإبراهيم بن محمد بن دهقان ، وإبراهيم بن نصر الرازي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في النسائي ، وأبو بكر أحمد ابن أبي خيثمة ، وأحمد بن سليمان الرهاوي في عمل اليوم والليلة ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي في النسائي وابن ماجة ، وأحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي ، وأحمد بن يحيى بن زكريا الأودي الصوفي ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وإسحاق ابن سيار النصيبي ، وإسماعيل بن محمد المزني ، وحرمي بن يونس بن محمد المؤدب في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والحسن بن سلام السواق ، والحسن بن علي بن حرب الموصلي ، والحسن بن علي الخلال في ابن ماجة ، وحفص بن عمر ابن الصباح الرقي ، وزيدان بن يزيد البجلي والد عبد الله بن زيدان ، وسلمة بن شبيب ، وصالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان في ابن ماجة ، وعباس بن محمد الدوري ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في ابن ماجة ، وأبو العباس

٣٥٤

عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ، وعبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى في عمل اليوم والليلة ، وعلي بن سهل بن المغيرة البزاز ، وعلي بن عثمان النفيلي ، وعلي بن المنذر الطريقي في ابن ماجة ، وفهد بن سليمان المصري ، والقاسم بن إسماعيل الهاشمي ، والقاسم بن خليفة الكوفي ، ومحمد بن إسحاق البكائي في ابن ماجة ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني ، ومحمد ابن عامر الرملي ، ومحمد بن عمارة الأسدي ، وأبو كريب محمد بن العلاء ، ومحمد ابن يحيى الذهلي في النسائي وابن ماجة ، ومعاوية بن صالح الأشعري الدمشقي في النسائي ، وهارون بن اسحاق الهمداني ، وهارون بن عبد الله الحمال في مسلم وأبي داود ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن عبد الملك الواسطي أخو محمد بن عبد الملك الدقيقي ، ويوسف بن موسى القطان في الترمذي ، وأبو حاتم في مسند عليعليه‌السلام ، وأبو زرعة الرازيان ، وأبو زرعة الدمشقي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، ومسلم(3) ، وسنن أبي داود(4) ، وابن ماجة(5) ، والترمذي(6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 27 / 87.

2 ـ صحيح البخاري : 1 / 50 ، باب الماء الذي يغسل به شعر الانسان ، وج 4 / 90.

3 ـ صحيح مسلم : 3 / 1298 ، كتاب القسامة والمحاربين ، باب حكم المحاربين والمرتدين ، الحديث 13.

4 ـ سنن أبي داود : 4 / 308 ، كتاب الأدب ، باب كم مرة يشمت العاطس ، الحديث 5036.

5 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 33 ، المقدمة ، الحديث 84 ، وص 95 ، المقدمة ، ذيل الحديث 256 ، وص 630 ، كتاب النكاح ، باب تزويج العبد بغير إذن سيده ، الحديث 1959.

6 ـ سنن الترمذي : 1 / 12 ، الباب ( 5 ) الحديث 7.

٣٥٥

[ 105 ] محمد بن جحادة ( ـ 131 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : محمد بن جحادة الكوفي ، أحد الأئمة الثقات(1) .

وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : محمد بن جحادة من الثقات(2) .

وقال النسائي : ثقة(3) .

وعده ابن حبان في الثقات(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال عبد الله بن أحمد : كتب إلي ابن خلاد قال : سمعت يحيى بن سعيد ، عن أبي عوانة وقال : كان محمد بن جحادة يغلو في التشيّع(5) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(6) .

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء : 6 / 174 الرقم 82 ، الكاشف : 3 / 14 الرقم 4815.

2 ـ العلل ومعرفة الحديث : 2 / 96 الرقم 1679 ، الجرح والتعديل : 7 / 222 الرقم 1227.

3 ـ تهذيب الكمال : 24 / 578.

4 ـ كتاب الثقات : 7 / 404 ، وقال : كان عابدا ناسكا.

5 ـ العلل ومعرفة الرجال : 3 / 93 الرقم 4335.

6 ـ تقريب التهذيب : 2 / 150 الرقم 100.

٣٥٦

وقال المزي : روى عن : أبان بن أبي عياش ، وإسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي ، وأنس بن مالك ، وأبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي ، وبكر بن عبد الله المزني ، وأبيه جحادة ، وحجاج بن حجاج الباهلي في النسائي ، والحر بن الصباح ، والحسن البصري ، والحكم بن عتيبة في مسلم والنسائي ، وحميد الشامي في أبي داود وكتاب التفسير لابن ماجة ، وذكوان أبي صالح السمان ، ورجاء بن حيوة ، وزبيد اليامي في النسائي ، وزياد بن علاقة في ابن ماجة ، وسلمة بن كهيل ، وسليمان بن بريدة ، وسليمان بن أبي هند ، وسليمان الأعمش ، وسماك بن حرب ، وطلحة بن مصرف ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي ، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، وعبد الجبار بن وائل بن حجر في مسلم وأبي داود ، وعبد الحميد بن صفوان ، وأبي قيس عبد الرحمان بن ثروان الأودي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبدة بن أبي لبابة في عمل اليوم والليلة ، وأبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي في البخاري والنسائي ، وعطاء بن أبي رباح في الترمذي ، وعطية العوفي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعلي بن الأقمر ، وعمرو بن دينار في ابن ماجة ، وعمرو بن شعيب ، وفرات القزاز ، وقتادة ، ومحمد بن عجلان ، ومسلم الملائي ، ومغيرة بن عبد الله اليشكري ، ومنصور بن المعتمر ، ومورق مولى أنس بن مالك ، ونافع مولى ابن عمر في ابن ماجة ، ونعيم بن أبي هند ، والوليد صاحب النبهي ، ويزيد بن حصين ، ويزيد بن حمير الشامي ، وأبي إسحاق السبيعي في عمل اليوم والليلة ، وأبي حازم الأشجعي في البخاري وأبي داود ، وأبي الزبير المكي ، وأبي صالح مولى ام هانئ في أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

روى عنه : إسرائيل بن يونس في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وابنه إسماعيل بن محمد بن جحادة ، وأغلب بن تميم ، وبرد بن سنان أبو العلاء الشامي ،

٣٥٧

والحسن بن أبي جعفر الجفري في ابن ماجة ، وحصين بن نمير ، وحماد بن زيد ، وداود بن الزبرقان ، وزهير بن معاوية في النسائي وابن ماجة ، وزياد بن خيثمة ، وزياد بن عبد الله البكائي ، وزيد بن أبي أنيسة ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وشريك بن عبد الله في الترمذي ، وشعبة بن الحجاج في البخاري وأبي داود ، والصلت بن الحجاج ، وعبد الله بن عون ، وعبد الحكيم بن منصور ، وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ، وعبد الوارث بن سعيد في مسلم وأبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني ، وعمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار ، وعمران القطان في ابن ماجة ، وفضيل بن غزوان ، ومالك بن مغول ، ومسعر بن كدام ، ومفضل بن صالح الأسدي ، وهمام بن يحيى في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي ، ووهيب بن خالد ، ويحيى بن عقبة بن أبي العيزار(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، ومسلم(3) ، وسنن أبي داود(4) ، والنسائي(5) ، وابن ماجة(6) ، والترمذي(7) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 24 / 575 الرقم 5114.

2 ـ صحيح البخاري : 3 / 54 ، كتاب الاجارة ، باب كسب البغي والاماء.

3 ـ صحيح مسلم : 2 / 301 ، كتاب الصلاة ، الحديث 401.

4 ـ سنن أبي داود : 1 / 192 ، كتاب الصلاة ، باب رفع اليدين في الصلاة ، الحديث723.

5 ـ سنن النسائي : 3 / 245 ، كتاب قيام الليل ، باب القراءة في الوتر.

6 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 502 ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور ، الحديث 1575.

7 ـ سنن الترمذي : 2 / 136 ، أبواب الصلاة ، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجدا ، الحديث 320.

٣٥٨

[ 106 ] محمد بن راشد الخزاعي ( ـ 160 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : محمد بن راشد المكحولي الدمشقي المحدث(1) ، نزيل البصرة(2) .

وقال النسائي : ثقة(3) .

وقال أبو حاتم : كان صدوقا ، حسن الحديث(4) .

قال البخاري : وقال عبد الرزاق : ما رأيت رجلا في الحديث أورع منه(5) .

وقال يعقوب بن شيبة : صدوق(6) .

2 ـ تشيّعه :

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عن محمد بن راشد ، فقال : قال

__________________

1 ـ المحدث : هو من مهر في الحديث رواية ودراية وميز سقيمه من صحيحه ، وعرف علومه واصطلاحات أهله والمؤتلف والمختلف من رواياته وضبط ذلك عن أئمة هذا العلم ، كما عرف غريب ألفاظ الحديث وغير ذلك بحيث يصلح لتدريسه وإفادته. اصول الحديث : 448.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 3 / 343 الرقم 125 ، وفي تهذيب الكمال : 25 / 187 محمد بن راشد الخزاعي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو يحيى الشامي ، الدمشقي.

3 ـ تهذيب الكمال : 25 / 190.

4 ـ الجرح والتعديل : 7 / 253 الرقم 1385.

5 ـ مختصر تاريخ دمشق : 22 / 158 الرقم 200 ، التاريخ الكبير : 1 / 81 الرقم212.

6 ـ تاريخ بغداد : 5 / 273.

٣٥٩

أبو النضر : كنت اوصي شعبة بالرصافة ، فدخل محمد بن راشد هذا ، يعني المكحولي ، فقال شعبة ما كتب عنه؟ أما إنه صدوق ولكنه شيعي(1)

وقال محمد بن إبراهيم الكناني : سألت أبا حاتم عن محمد بن راشد ، فقال : كان رافضيا(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(3) .

وقال المزي : روى عن : داود بن الأسود ، وسفيان الثوري ـ وهو من أقرانه ـ ، وسليمان بن موسى في الكتب الستة ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وأبي امية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري ، وعبدة بن أبي لبابة ، وأبي وهب عبيدالله بن عبيد الكلاعي ، وعثمان بن عمر بن موسى التيمي ، وعمرو بن عبيد ، وعمران القصير ، وعوف الأعرابي ، وليث بن أبي رقية في كتاب الناسخ والمنسوخ ، ومكحول الشامي في أبي داود ، ويحيى بن يحيى الغساني ، ويزيد بن يعفر.

روى عنه : بشر بن الوليد الكندي ، وبقية بن الوليد في أبي داود ، وحبان بن هلال في الترمذي ، والحسين بن ابراهيم بن أشكاب ، وحفص بن عمر الحوضي في أبي داود ، وخالد بن يزيد السلمي في أبي داود وابن ماجة ـ والد محمود بن خالد ـ ، وخليل في أبي داود ، وزيد بن أبي الزرقاء في أبي داود ، وسفيان الثوري في كتاب

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 25 / 188.

2 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 543 الرقم 7508 ، وقال : ثم تأملت فوجدته خزاعيا ، وخزاعة يوالون أهل البيت.

3 ـ تقريب التهذيب : 2 / 160 الرقم 208.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538