مفاهيم القرآن الجزء ٦

مفاهيم القرآن11%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-222-6
الصفحات: 538

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 538 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 237878 / تحميل: 6123
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٦

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-٢٢٢-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

الكفارة(١) .

[٧٦٧] حُمَيْدُ أبو غَسّان الذُّهْلِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) . وهو ابن راشد المذكور في النجاشي أنَّ له كتاباً يرويه عنه: الجليل عُبَيْس بن هِشَام(٣) .

[٧٦٨] حُمَيْدُ بن حَمّاد [جُوَار(٤) ] التَّمِيمِيّ الكُوفِيّ:

أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) وفي الخلاصة، عن ابن عقدة: أنَّ ابن نمير وثَّقهُ(٦) .

[٧٦٩] حُمَيْدُ بن زياد:

قال أبو غالِب الزرارِيّ في رسالته إلى ولده -: وسمعت من حُمَيْدُ بن زياد وأبي عبد الله بن ثَابِت وأحمد بن رباح، وهؤلاء من رجال الواقفة، إلاّ أنَّهم كانوا فُقهاءً، ثقاتٍ في حديثهم، كثيري الرواية(٧) . إلى آخره. وهو من مشايخ ثقة الإسلام(٨) .

[٧٧٠] حُمَيْدُ بن السَّرِي العَبْدِيّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) الكافي ٤: ٢٣٨ / ٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٣.

(٣) رجال الشيخ: ١٣٣ / ٣٤٣.

(٤) في الأصل والحجرية: (جوار) بالجيم، وما بين المعقوفتين هو الصحيح الموافق لما في المصدر، ورجال العلاّمة: ٥٩ / ٣، ورجال ابن داود: ٨٥ / ٥٣٥.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٦.

(٦) رجال العلاّمة: ٥٩ / ٢.

(٧) رسالة أبي غالب الزراري: ٤٠ وفيه: (أحمد بن محمّد بن رياح) بدلاً عن (أحمد ابن رباح)

(٨) الكافي ٣: ١١٢ / ٩، ٤: ٥٩ / ٥، ٥: ٣٤ / ١، ٦: ٢٧ / ١، ٧: ٨ / ٧ وغيرها.

(٩) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٧.

٣٢١

[٧٧١] حُمَيْدُ بن سعدة (١) :

يكنّى: أبا غسان(٢) ، روى عنه: جعفر بن بشير(٣) ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٧٢] حُمَيْدُ بن سُوَيد الكَلْبِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٧٣] حُمَيْدُ بن سَيّار الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٧٧٤] حُمَيْدُ بن شُعَيْب السُّبَيْعِي، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) عنه: عبد الله بن جبلة، والحسن بن محمّد بن سماعة، وجعفر بن محمّد بن شريح كما في الفهرست، والنجاشيّ(٨) ، بل فيه: له كتاب يرويه عنه جماعة(٩) .

__________________

(١) في حاشية الأصل: (مسعدة، نسخة بدل)

(٢) في المصدر: (يكنى: أبا عنان)، ومثله في منتهى المقال: ١٢٥ وما في منهج المقال: ١٢٧، ونقد الرجال: ٢٢١، وجامع الرواة ١: ٣٧٩، ونسخة من المصدر كما في هامشه، موافق لما في الأصل.

(٣) قاله الشيخ في رجاله، وقد وثَّقه الوحيد بناء على ذلك في تعليقته على المنهج: ١٢٧.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٩٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٠.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٢.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥١.

(٨) لم يرو عنه في الفهرست من الثلاثة المذكورين سوى الحسن بن محمّد بن سماعة: ٦٠ / ٢٣٩، وروى عنه الآخَرَين في رجال النجاشي: ١٣٣ / ٣٤١، على أن رواية ابن سماعة (ت / ٢٦٣ ه‍) عنه، غير ممكنة لبعد طبقة السبيعي عن طبقته، ويعلم من مراجعة رجال النجاشي الواسطي الساقطة من طريق الشيخ إليه في الفهرست، فراجع.

(٩) رجال النجاشي: ١٣٣ / ٣٤١.

٣٢٢

[٧٧٥] حُمَيْدُ بن شَيْبَان:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٧٦] حُمَيْدُ الصَّيْرِفيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٧٧٧] حُمَيْدُ الضَّبيُّ، الكُوفِيُّ:

روى عنه: أبو جميلة، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٧٧٨] حُمَيْدُ بن يَزِيد البَكْرِيّ، الكُوفِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٧٩] حُمَيْدُ بن نَافِع الهَمْدَانِيُّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٨٠] [حُميْلُ بن نَافِع الهَمْدَانِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) (٧) ].

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٩٠، ورجال البرقي: ٢١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٤، وفيه التصريح برواية أبي جميلة عنه.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٥٥.

(٥) رجال الشيخ: ٨٧ / ١٥، ذكره في أصحاب الإمام السجادعليه‌السلام فقط.

(٦) لا وجود له في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ، لكن نقله الأردبيلي في جامع الرواة ١: ٢٨٦ بهذا العنوان عن الميرزا الأسترآبادي في المنهج.

(٧) لم يرد هذا الاسم في الأصل والحجرية، وأوردناه في مكانه على طبق منهج المصنف في الاستدراك.

أما أولاً: فلكونه من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وهذا يعني اتصافه بالأمارة العامة المتقدمة في الفائدة الثامنة والتي يمكن بموجبها وعلى مبنى إثبات وثاقته.

وأما ثانياً: فلعدم ذكر هذا الاسم في الفائدة الثانية عشرة من فوائد الوسائل، المستدرك عليها في هذه الفائدة.

٣٢٣

[٧٨١] حَنانُ (١) بن أبي مُعَاوِيَة (٢) القُمِّيُ (٣) ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٨٢] حُويْرث بن زِياد الهَمْدَانِيّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٨٣] حَيّانُ الطائِيّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

(١) في المصدر: (حيان)، ومثله في مجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونسخة من المصدر كما في نقد الرجال: ١٢١، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في منهج المقال: ١٢٧، ونقد الرجال: ١٢١، وجامع الرواة ١: ٢٨٦، ونسخة من المصدر كما في هامشه، موافق لما في الأصل.

(٢) في المصدر: (معاوية) بدلاً عن (أبي معاوية)، ومثله في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في منهج المقال: ١٢٧، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونقد الرجال: ١٢١ وجامع الرواة ١: ٢٨٦، ونسخة من المصدر كما في هامشه، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١، موافق لما في الأصل، وهو الصحيح كما سيأتي في الهامش التالي.

(٣) في جامع الرواة ١: ٢٨٦: (القميّ) بدلاً عن (القبي)، ومثله في نسخة من المصدر كما في هامشه، وأُخرى كما في تنقيح المقال ١: ٣٨١.

وما في المصدر، ومنهج المقال: ١٢٧، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٠، ونقد الرجال: ١٢١، وتنقيح المقال ١: ٣٨١ موافق لما في الأصل، وهو الصحيح. قال السمعاني في الأنساب ١٠: ٥٥: « القُبِّيُّ: بضم القاف، وتشديد الباء الموحدة، هذه النسبة إلى قُبّ، وهو بطن من مراد » ثم ذكر بعض من انتسب إلى قب إلى أن قال: « وحنان بن أبي معاوية القبي، من شيوخ الشيعة. ذكره ابن فضال، هكذا ذكره الدارقطني »، انتهى.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٠ / ٢٦٤.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٨٣.

(٦) لا وجود له في المطبوع من رجال الشيخ، لكن أورده عنه في منهج المقال: ١٢٨، وعن الأخير في جامع الرواة ١: ٢٨٨.

٣٢٤

[٧٨٤] [حيان] بن عبد الرَّحْمن الكُوفِيّ، المـَدَنِيّ:

مولاهم، مات سنة سبع وسبعين ومائة، وهو ابن إحدى وثمانين سنة، يكنّى: أبا [العَلاء(١) ].

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٢ / ٢٨٧، وكان في الأصل والحجرية: (حميد) بدلاً عن (حيان) و (العلاق) بدلاً عن (العلاء).

وما أثبتناه بين المعقوفات هو الصحيح الموافق لما في رجال الشيخ، ونقد الرجال: ١٢٦، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٢، وتنقيح المقال ١: ٣٨٣، ومعجم رجال الحديث ٦: ٣٠٨.

هذا وأورد في أعيان الشيعة لقبه بعنوان (العلاق) كما في الأصل والحجرية مضيفاً: « ويوشك أن يكون المدني تصحيف المزني ». راجع أعيان الشيعة ٦: ٢٥٩.

٣٢٥

باب الخاء

[٧٨٥] خارِجَةُ بن مُحَمّد بن عبد الله بن نَافِع الجُهَنِيّ:

مولاهم، الكوفيّ، صَيْرَفِي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٨٦] خارجهُ بن مصعب الخراساني التميميّ، المرْوَزِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٧٨٧] خَازِمُ بن حَبِيب بن صُهَيْب الجُعْفِيّ:

مولاهم، كوفيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٧٨٨] خَازِمُ بن حُسين:

أبو إسْحَاق الخَمِيسيّ الكوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٧٨٩] خَالِدُ:

أبو إسْماعيل الخَيّاط، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٧٩٠] خَالِدُ بن أبي عَمْرُو:

مولى بني أسد، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

[٧٩١] خَالِدُ بن أبي كَريمَة المـَدَائِنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٢.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٧، ورجال البرقي: ٤٤.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٨ / ٥٨.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١١.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٩.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٤، وعدّه أيضاً في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١٢٠ / ٦ ومثله في رجال البرقي: ١٥، وقال النجاشي: ١٥١ / ٣٩٦: روى عن الباقرعليه‌السلام

٣٢٦

[٧٩٢] خَالِدُ بن إسْماعيل بن أيُّوب المـَخْزُومِيّ، المـَدَنيّ:

أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) عنه: صَفْوانُ بن يَحْيى، في الكافي، في باب نوادر، في آخر كتاب النكاح(٢) .

[٧٩٣] خَالِدُ بن بَكَّار:

أبو العلاء الخفَّاف، الكوفيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) وهو صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه، يرويه عنه: ابن أبي عمير(٤) .

[٧٩٤] خَالِدُ بن بكير الطَّويلُ:

عنه: عبد الرَّحْمن بن الحَجَّاج، في الكافي(٥) ، والتهذيب، في كتاب الوصيّة(٦) .

[٧٩٥] خَالِدُ بن جَرِير:

كوفي، أخو إسْحاق بن جَرِير، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) ، وفي النجاشي: له كتاب، يرويه عنه الحسن بن محبوب(٨) . وفي الكشّي: عن محمّد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن عن خَالِد بن جَرِير الذي يروي عنه الحسن ابن محبوب؟ فقال: كان من بَجيلَة، وكان صالحاً(٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٤.

(٢) الكافي ٥: ٥٦٩ / ٨.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٣، وأورده أيضاً في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام : ١١٩ / ١.

(٤) الفقيه ٤: ١٠٠، من المشيخة.

(٥) الكافي ٧: ٦١ / ١٦.

(٦) تهذيب الأحكام ٩: ٢٣٦ / ٩١٩.

(٧) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٧٠، ورجال البرقي: ٣١.

(٨) رجال النجاشي: ١٤٩ / ٢٨٩.

(٩) رجال الكشّي ٢: ٦٣٦ / ٦٤٢.

٣٢٧

وعن جَعْفَر بن أحمد، عن جَعْفَر ابن بَشير(١) ، عن أبي سَلَمَة الجَمَّال، قال: دخل خَالِدُ البَجَليُّ على أبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا عنده، فقال: جُعِلْتُ فداكَ، إنّي أريد أنْ أصِفَ لك ديني الذي أدين الله به، وقد قال له قبل ذلك: إني أُريد أن أسألك. فقال له: « سلني، فوالله لا تسألني عن شيء إلاّ حدثتك به على حَدهِ، لا أكْتُمُكَهُ ». قال: إنَّ أوّل ما أبدأ به: إني أشهد أنَّ لا إله إلاّ اللهُ وحَدُه لا شريك له إلى أن ذكر النبيّ والأئمة صلوات الله عليهم وقال: وأشهد أنَّك أورثك اللهُ ذلك كله.

قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « حسبك، اسكت الآن، فقد قلت حقاً »، فسكت.

فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال [عليه‌السلام ]: « ما بعث الله نبيّاً له عَقِبٌ وذريَّةٌ إلاّ أجرى لآخرهم مثل ما أجرى لأوّلهم، وإنّا نحن ذُريَّة محمّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجرى لآخرنا مثل ما اجرى لأوَّلنا، ونحن على منهاج نبيّناعليه‌السلام لنا مثل ما له من الطاعة الواجبة »(٢) . كذا فيما رأينا من نسخ الكشّي، و [مَنْ] نقله عنه أيضاً.

والسند في غاية الاعتبار: لوجود جَعْفر بن بَشِير فيه. مؤيّد بما مرّ من كلام ابن فضال(٣) . ووجوده في أصحاب الصادقعليه‌السلام من رجال الشيخ.

ومرّ في أصحاب الإجماع قول الشهيد في نُكتِهِ في سند فيه: الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي إنَّ الكشّي نقل الإجماع على تصحيح ما يصح عن الحسن، وفيه توثيق ما لأبي

__________________

(١) في حاشية الأصل: « هو الذي قالوا فيه: روى عن الثقات، ورووا عنه » منهقدس‌سره .

والقائل بهذا هو النجاشي: ١١٩ / ٣٠٤ في ترجمة جعفر بن بشير رحمه‌الله

(٢) رجال الكشّي ٢: ٧١٩ / ٧٩٦.

(٣) كما في قوله المتقدم قبل هذا: (وكان صالحاً)

٣٢٨

الربيع الشامي(١) .

وعليه: فخالد أَوْلى من أبي الربيع في الحكم بالوثاقة. ولبعض الأساطين أوهامٌ في المقام، شَرَحَ بعضَها أبو علي في المنتهى(٢) .

[٧٩٦] خَالِدُ بن الحَجّاج الكَرْخيُ (٣) :

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: ابن مسكان في التهذيب، في باب بيع المضمون(٥) ويعقوب بن يزيد فيه، فيه(٦) وحفص ابن البَخْتَريُّ فيه، فيه(٧) ، وفي باب السلَم في الطعام(٨) وأخوه يحيى بن الحَجّاج الثقة كثيراً(٩) ومحمّد بن حكيم(١٠) .

وفي النجاشي والخلاصة في ترجمة أخيه يحيى -: وأخوه خالد(١١) .

__________________

(١) تقدم في الفائدة السابعة من هذه الخاتمة، انظر الجزء السابع، صحيفة: ٣٦.

(٢) منتهى المقال: ١٢٦ ١٢٧.

(٣) في المصدر: (الكوفي)، ومثله في نسخة منه كما في تنقيح المقال ١: ٣٨٩. وما في منهج المقال: ١٢٩، ومجمع الرجال ٢: ٢٥٧، ونقد الرجال: ١٢٢، وجامع الرواة ١: ٢٩٠، وتنقيح المقال ١: ٣٨٩ موافق لما في الأصل.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٦، ورجال البرقي: ٣١.

(٥) تهذيب الأحكام ٧: ٣٩ / ١٦٤.

(٦) تهذيب الأحكام ٧: ٣٣ / ١٣٧.

(٧) تهذيب الأحكام ٧: ٣٩ / ١٦٣.

(٨) الكافي ٥: ١٨٦ / ١١.

(٩) الكافي ٥: ٢٤٣ / ٢، وتهذيب الأحكام ٧: ٥٠ / ٢١٦، لكن الرواية الأخيرة في الكافي ٥: ٢٠١ / ٦ عن (خالد بن نجيح) بدلاً عن (خالد بن الحجاج)، وعن بعض النسخ كما في هامشه موافقاً لما في سند التهذيب، علماً بأنا لم نقف على أكثر من هذين الموردين في الكتب الأربعة.

(١٠) الكافي ٣: ٥٢٢ / ١.

(١١) رجال النجاشي: ٤٤٥ / ١٢٠٤، ورجال العلاّمة: ١٨٢ / ١٥ كلاهما في ترجمة يحيى بن الحجاج الكرخي، قالا: (ثقة، وأخوه خالد)

٣٢٩

ويظهر منه أنَّهُ من الرواة المعروفين.

[٧٩٧] خَالِدُ بن حَمّاد القَلَانِسِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادق، والكاظمعليهما‌السلام النجاشي مولى ثقة، كذا في رجال ابن داود(١) .

وأورد عليه السيدان في النقد والتلخيص؛ لعدم وجوده في رجال الشيخ والنجاشي، وأنّه اشتبه عليه بابن ماد الذي يأتي(٢) ، وزاد أبو علي، فقال: والصواب ابن ماد، وابن حمّاد لا ذكر له أصلاً(٣) .

قلت: كَثْرة اختلاف نسخ رجال الشيخ بالزيادة والنقيصة تمنع عن الحكم بالسهو، وأمَّا عدم الذكر، ففي التهذيب، في باب حدود الزنا، بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن خالد بن حمّاد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: جاءت امرأة(٤) . الخبر.

__________________

(١) رجال ابن داود: ٨٧ / ٥٤٧.

(٢) نقد الرجال: ١٢٢، وتلخيص المقال (الوسيط): ٨٠.

(٣) منتهى المقال: ١٢٧.

(٤) تهذيب الأحكام ١٠: ١١ / ٢٤، والرواية رواها الكلينيقدس‌سره في الكافي ٧: ١٨٨ / ٣، وفي سندها (خلف بن حماد) بدلاً عن (خالد بن حماد)، وهنا ينبغي الإشارة إلى أمور وهي:

١ - إنّ خالد بن حماد لا وجود له لا في كتب الرجال ولا الحديث أيضاً إلاّ في المورد المذكور من التهذيب، وقد علمت أنّه في الكافي روى عن خلف بن حماد لا خالد بن حماد.

٢ - مع استبعاد صحة الاسم في سند التهذيب بكون اعتراض الشيخ أبي علي الحائري قدس‌سره في عدم الذكر صحيحاً.

٣ - ظاهر سند الكافي أنّ خلف بن حماد من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام وإنْ لم يرو عنه عليه‌السلام إلاّ في هذا المورد من الكافي، وأكثر ما رواه عن الإمام الكاظم عليه‌السلام

٣٣٠

[٧٩٨] خَالِدُ بن حُمَيْد الرُّوَاسِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٧٩٩] خَالِدُ بن حَيّان الكَلْبِي، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٠] خَالِدُ بن دَاوُد الأسَدِيّ:

مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨٠١] خَالِدُ بن الرَّاشِد الزبيْديّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨٠٢] خَالِدُ بن زياد القَلانِسِيُّ:

كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٨٠٣] خَالِدُ بن السرِيّ، العَبْدِيّ، الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

__________________

وعن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

٤ - إنّ الشيخ لم يذكر أيّاً منهما في رجاله!!

٥ - إنّ ابن داود قدس سره ذكر خالد بن حماد القلانسي ونسب توثيقه إلى النجاشي: ٨٧ / ٥٤٧ ثم ذكر بعد فاصل قليل وبنفس الصفحة: ٨٧ / ٥٥٦ خالد بن مادّ القلانسي ووثقه ولم ينسب التوثيق للنجاشي، وقد علمت أن النجاشي ذكر ابن مادّ دون ابن حماد، وهذا ما يؤكد وقوع الاشتباه في كلام ابن داود وصحة الاعتراض الموجه إليه، فلاحظ.

(١) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٦.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢١.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٧.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٣.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٦٩، ورجال البرقي: ٣١.

(٦) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٢.

٣٣١

[٨٠٤] خَالِدُ بن سَعِيد الأسَديّ، الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٠٥] خَالِدُ بن سَعِيد الأُمَويّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٦] خَالِدُ بن سعيد بن العَاص بن أُميّة بن عبد شمس:

نجيب بني أُميّة، من السابقين الأولين، والمتمسكين بولاية(٣) أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وكان سبب إسلامه: أنَّه رأى ناراً مؤججة يريد أبوه أنْ يُلْقِيَهُ فيها، وإذا برسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد جذبه إلى نفسه وخلّصه من تلك النار، فلمّا استيقظ وعرف صدق رؤياه، أسلم، وهاجر مع جعفر إلى الحبشة، وتولّى هو تزويج أمّ حبيبة من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجع مع جعفر بعد ما فتح خيبر، فكتبت تلك غزوة لهم، واسهموا في الغنيمة، وشهد خالد غزوة الفتح والطائف وحنين، وولاّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدقات اليمن، فكان في عمله ذلك حتى بلغه وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فترك ما في يده وأتى المدينة ولزم علياًعليه‌السلام ولم يبايع أبا بكر حتى أُكْرِهَ أميرُ المؤمنينعليه‌السلام على البيعة فبايع مُكْرَهاً.

وهو من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر وحاجّوه في يوم الجمعة وهو على المنبر، في حديث شريف مروي في الخصال(٤) ،

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٠.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٩.

(٣) في الأصل: (بولاء)، وقد اخترنا ما في الحجرية وإن صح ما في الأصل أيضاً.

(٤) والاثنا عشر الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة، وتقمصها والتقدم بها على أهلها الشرعيين هم خيرة من طلائع المهاجرين والأنصاري.

٣٣٢

والاحتجاج: وفي آخره: أنّه قال لهم بعض الصحابة في يوم آخر بعد ما جمع أحزابه -: والله يا أصحاب عليّ لئن ذهب الرجل منكم يتكلّم بالذي تكلّم به بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه، فقام إليه خَالدُ بن سعد بن العاص، فقال(١) : يا ابن فلان! أفبأسيافكم تهدّدونا؟ أم بجمعكم تفزعونا؟ والله إنَّ أسيافَنا أحدُّ من أسيافِكم، وإنَّا لأكثر منكم، وإنْ كنا قليلين؛ لأنَّ حجة الله فينا، والله لولا إني أعلم أنَّ طاعة الله ورسوله، وطاعة إمامي أولى بي لشهرت سيفي ولجاهدتكم في الله، إلى أنْ أُبلي عذري.

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : « اجلس يا خالد، فقد عرف الله لك مقامك، وشكر لك سعيك »(٢) .

__________________

وهم:

١ خالد بن سعيد بن العاص.

٢ المقداد بن الأسود.

٣ أبي بن كعب.

٤ عمار بن ياسر.

٥ - أبو ذر الغفاري.

٦ - سلمان الفارسي.

٧ - عبد الله بن مسعود.

٨ بريدة الأسلمي.

وهؤلاء (رضي الله تعالى عنهم) من المهاجرين.

٩ - خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

١٠ - سهل بن حنيف.

١١ - أبو أيوب الأنصاري.

١٢ - أبو الهيثم بن التيهان.

وهؤلاء (رضي الله تعالى عنهم) من الأنصار.

انظر: الخصال ٢: ٤٦١ أبواب الاثني عشر.

(١) في الأصل: (وقال) واخترنا ما في الحجرية وإن صح ما في الأصل أيضاً.

(٢) الاحتجاج ١: ٧٩ من الطبقة القديمة و ١: ٢٠٠ من الطبقة المحققة.

٣٣٣

[٨٠٧] خَالِدُ بن سُفْيَان الطحَّان، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٠٨] خَالِدُ بن سُفْيَان بن عُمير الفَزَارِيّ، البُرْجُمِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٠٩] خَالِدُ بن السمَيْدَع الكِنَانيّ، المـَدَنِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨١٠] خَالِدُ بن سَلَمة:

أبو سَلَمة الجُهَنِيّ، الكُوفيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨١١] خَالِدُ الطويلُ:

عنه: عبد الرحمن [بن] الحجاج، في الفقيه(٥) .

[٨١٢] خَالِدُ بن الطهْمَان الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) وفي النَّجَاشي: ابن طُهْمَان، أبو العَلَاء الخَفّاف، السلُولِيّ. قال البخاري: روى عن عطيّة، وحبيب ابن [أبي] حبيب، سمع منه: وكيع، ومحمّد بن يوسف(٧) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٧.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٨.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٥.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٥.

(٥) الفقيه ٤: ١٦٩ / ٥٩١، وما بين المعقوفتين منه، وهو الصحيح.

(٦) رجال الشيخ: ١٩٩ / ٢ وذكره في أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام في باب الكنى بعنوان (أبو العلاء الخفاف): ١٤١ / ٦، ومثله في رجال البرقي: ١٥.

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ٣: ١٥٧ / ٥٤٠، وما بين المعقوفتين منه، وهو الصحيح الموافق لما في رجال النجاشي وتهذيب الكمال ٨: ٩٤ وغيرهما.

٣٣٤

وقال مسلم بن الحجاج: أبو العَلَاء الخَفّاف، له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفرعليه‌السلام (١) .

كان من العامّة، أخبرنا ابن نوح، قال: حدثنا أحمد بن محمّد، قال: حدثنا سعد، عن السنديّ ابن الربيع، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف بن ناصح، عنه بالأحاديث(٢) .

وعن المحقق الدَّاماد: أنّ عاميّة الرجل غير ثابتة عندي كيف وعلماء العامة غمزوا عليه بالتشيّع، قال عمدة محدثيهم، أبو عبد الله الذَّهبيُّ في مختصره، في أسماء الرجال -: خَالِدُ بن طُهْمَان الكُوفِيّ الخَفّاف [روى] عن أنس، وعِدَّة. صدوقٌ، شيعيٌّ، ضعّفه ابن معين(٣) . ومثل ذلك في شرح صحيح البخاري(٤) .

ولعلّ شيخنا النجاشي قد رام أنّه من رجال حديث العامة، لا أنّه عاميُّ المذهب، ومن المتقرّر أنّ من آية جلالة الرجل وصحة حديثه، تضعيف العامّةِ إيّاه بالتشيّع(٥) ، مع اعترافهم

__________________

(١) لم نعثر عليه في صحيح مسلم، ولعله في كتاب آخر له غير ما يسمى بالصحيح.

(٢) رجال البخاري: ١٥١ / ٣٩٧.

(٣) الكاشف ١: ٢٠٤ / ١٣٣٩، والكشاف هو المختصر لكتاب تهذيب الكمال للمزي، فلاحظ.

(٤) الظاهر انه ليس من رجال ما يسمى بـ (صحيح البخاري)، فلم يذكره ابن حجر في مقدمة فتح الباري، ولم نجده عند ابن منجويه في رجال صحيح البخاري، كما لم نجده عند الكلاباذي في رجال صحيح البخاري أيضاً، فلاحظ.

(٥) ذكرنا مراراً ان توثيقات وتضعيفات هؤلاء ونظائرهم لا حباً بها ولا كرامة، فهي لا ترجع إلى أصل علمي، ولا إلى محصل، إذ تراهم يوثقون أعتى العتاة المردة كعمران بن حطان الذي وثقه العجلي وأضرابه لا لشيء وإنما لمدحه أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله وأنصاره ومؤيديه ومحبيه، ليصونوا من خلال ذلك

٣٣٥

بجلالته(١) ، انتهى.

ويؤيّده ما في تقريب ابن حجر: خَالِد بن طُهْمَان، وهو خالد بن أبي خالد، وهو أبو العَلَاء الخَفّاف، مشهور بكنيته، صدوق، رمي بالتشيّع(٢) ! ثم اختلط من الخامسة(٣)

وفي الكافي: عن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عُثمان، عن خالد بن طُهْمان، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إذا قهقهت، فقل حين تفرغ -: اللهم لا تمقتني »(٤) .

وفي التهذيب، في باب كيفية الصلاة: عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر(٥) ، عن علي بن الحكم، عن أبي العلاء الخَفّاف،

__________________

روايات ما يسمونه (بالصحيح) القائمة على رواية من أمثال عمران بن حطان وأشباهه من زمرة الأفاكين الكذابين أعداء العترة الطاهرة.

وتراهم أيضاً يقدحون بكل من روى فضيلة لعلي عليه‌السلام ويلمزونه بالتشيع وإن كان من إعلامهم. ناهيك عن كثرة قدحهم وتضعيفهم لمن والى علياً عليه‌السلام اقتداءً منهم بسلفهم الطالح معاوية وزبائنه المردة الذين شتموا علياً وأهل بيته عليهم‌السلام على المنابر ما يقرب من قرن من الزمان حتى هرم على ذلك كبيرهم وشاب عليه صغيرهم.

وكان الأولى الاعراض عن توثيقاتهم وتضعيفاتهم في هذا الكتاب وضربها عرض الجدار امانة لأصحابها وإضماراً لذكرهم. ولعل العذر في إيرادها هنا إنما هو للتذكير بانحرافهم عن شيعة مولى المتقين (صلوات الله وسلامه عليه)، فلاحظ.

(١) تعليقة المحقق الداماد على رجال الكشّي ٢: ٦٦٠.

(٢) انظر إلى قوله: « رمي بالتشيع »! حتى لكان التشيع والوثاقة لا يلتقيان، ومنه يعلم صحة ما ذكرناه سابقاً من ان توثيقات القوم وتجريحاتهم مبعثها الهوى والعصية، فلا اعتداد بها ولا كرامة.

(٣) تقريب التهذيب ١: ٢١٤ / ٤٣.

(٤) أُصول الكافي ٢: ١١٣ / ٤٢٢.

(٥) المراد بأبي جعفر هنا هو: أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمي الثقة الجليل.

٣٣٦

عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال: « مَنْ صلَّى المغرب ثم عقّب لم يتكلّم حتى يصلّي ركعتين، كتبتا له في علّيين، فإنْ صلّى أربعاً، كتبت له حجّة مبرورة »(١) .

وَمَنْ أنِسَ بسيرتهمعليهم‌السلام يعلم أنَّ هذه طريقتهم مع شيعتهم، وأنَّ المـُخَاطب إذا كان من العامّة يسندون الحكم إلى جَدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطريق الرواية، كأنّهم أحد المحدثين(٢) .

__________________

(١) تهذيب الأحكام ٢: ١١٣ / ٤٢٢.

(٢) والسرّ في هذا أنهمعليهم‌السلام يعلمون بتفريط العامّة بحقهم (صلوات الله وسلامهم عليهم) لأن العامة لا يرون مزية لأهل بيت نبيهم على غيرهم من حملة الحديث، ولهذا كان الأئمةعليهم‌السلام يسندون أحاديثهم إليهم بطريق الرواية عن آبائهم الطاهرين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكثر ما تجد ذلك في كتب الشيخ الصدوققدس‌سره كالمال الدين ونحوه، وكثير من ذلك أيضاً في كتبنا الأربعة.

ومن ثمّ فاعلم أن أهل السنة يزعمون أنهم هم الذين اقتدوا بأهل البيتعليهم‌السلام وحدهم، قال الآلوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية صحيفة: ٥٢ بعد أن أورد حديث الثقلين (كتاب الله وعترتي): « وليس المتمسك بهذين الحبلين إلاّ أهل السنة »!!

وفي حديث الطبراني بسنده عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يا علي انك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم أعداؤك غضاباً مقمحين ».

وقال الشبلنجي في نور الأبصار صحيفة: ٩٨ بعد أن أورد الحديث: « وشيعته هم أهل السنة لأنهم هم الذين أحبوه كما أمر الله ورسوله، لا الوافض وأعداؤه الخوارج »!! انتهى.

ولا يخفى على ذي حج، ان من أحب الصالحين وجب عليه الاقتداء بهم ومن أبغض المذنبين وجب عليه أن لا يفعل فعلهم، وهؤلاء الزاعمون محبة أهل بيت نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنهم هم شيعتهم وحدهم! قد ردّ مزاعمهم أهل البيت أنفسهم عليهم‌السلام .

قال الامام الصادق عليه‌السلام : « كذب من زعم أنه من شيعتنا وهو متمسك بعروة غيرنا ».

٣٣٧

وابنه الحسين، من أصحاب الباقرعليه‌السلام أيضاً(١) ، [وهو] من أرباب الأُصول(٢) . يروي عنه أجلاّء الرواة وعيونهم(٣) .

[٨١٣] خَالِدُ العَاقُول (٤) :

وهو أبو إسماعيل الخيّاط، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

__________________

وقال الامام الكاظمعليه‌السلام : « من عادى شيعتنا فقد عادانا ومن والاهم فقد والانا ».

قلنا: ان رواة الشيعة، بل ومن يروي فضائل أهل البيتعليهم‌السلام تجده في تراجم أهل السنة مذيلاً بعبارة: (رافضي) أو (رمي بالتشيع) ونحوه!!

وقال الامام الرضاعليه‌السلام : « شيعتنا المسلِّمون لأمرنا، والآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا ».

راجع هذه الأحاديث في صفات الشيعة للشيخ الصدوق: ٣ / ٢ و ٤ و ٥.

(١) رجال الشيخ: ١١٥ / ١٨.

(٢) فهرست الشيخ: ٥٤ / ٢٠٥.

(٣) مثل صفوان بن يحيى كما في تهذيب الأحكام ٢: ١٥٩ / ٦٢٣، وابن أبي عمير فيه أيضاً ٥: ٦٨ / ٢٢٠.

(٤) في المصدر: (العاقولي)، وما في مجمع الرجال ٢: ٢٦٢، ومنهج المقال: ١٣٠، وجامع الرواة ١: ٢٦٢، وتنقيح المقال ٢: ٢٩٢ موافق لما في الأصل والحجرية.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٩ / ٦٨ وفيه: « خالد العاقولي، وهو أبو إسماعيل الخياط بن نافع البجلي » وذكر قبله في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام : ١٨٦ / ١١ « خالد أبو إسماعيل الخياط الكوفي » والظاهر انه العاقولي نفسه.

ولكن في طبعه جامعة المدرسين جعل العاقولي غير ابن نافع البجلي إذ عدّهما المحقق شخصين.

الأول: (خالد العاقولي وهو أبو إسماعيل الخياط): ٢٠١ / ٦٨. والثاني: (خالد ابن نافع البجلي): ٢٠١ / ٦٩.

نقول: ان النسخ المعتمدة في تحقيق رجال الشيخ في جامعة المدرسين هما النسخة الخطية التي يرجع تاريخ نسخها إلى سنة ٥٣٣ هجرية، مع النسخة المطبوعة من رجال الشيخ. وقد عرفت ما في النسخة المطبوعة أما الخطية فلم

٣٣٨

[٨١٤] خَالِدُ بن عَامر بن عَدّاس الأسَدِيّ، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨١٥] خَالِدُ بن عبد الله الأرْمنيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨١٦] خَالِدُ بن عَبد الله السرّاج، الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨١٧] خَالِدُ بن مَازِن القَلَانِسِيّ:

كوفي، مولى، روى عنه: حكم بن مسكين الأعمى، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٨١٨] خَالِدُ بن مُحمّد الأصَمّ، الضَّبيُّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) ، عنه: صفوان، في الكافي، في باب الرجل يحرم في قميص(٦) .

__________________

يذكر فيها أبداً سوى اثنين وهما (خالد أبو إسماعيل الحناط الكوفي) و (خالد بن نافع الأشعري، مولى كوفي) وهو غير البجلي. نعم ورد ذكر العاقولي مفصولاً عن البجلي في رجال البرقي: ٣١، ومنهج المقال: ١٣٠، ونقد الرجال: ١٢٤، وتنقيح المقال ٢: ٣٩٣، وفي بعض الأسانيد ورد بعنوان خالد بن نافع البجلي أيضاً، وكلّ هذا لم يشر إليه عند فصلهما في النسخة المحققة، مما اقتضى التنبيه عليه؛ لكي لا يظن أن التعدد أخذ من النسخ المعتمدة في التحقيق على أن بعض علمائنا قد صرح بالاتحاد، فلاحظ.

(١) رجال الشيخ: ١٨٧ / ٢٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٤.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٣.

(٤) رجال الشيخ: ١٨٥ / ١، وفيه التصريح برواية الحكم بن مسكين عنه.

(٥) رجال الشيخ: ١٨٥ / ٥.

(٦) الكافي ٤: ٣٤٨ / ٢.

٣٣٩

[٨١٩] خَالِدُ بن مَرْوان الوَاسِطيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٨٢٠] خَالِدُ بن مِهْرَان البَجَلِيّ الكُوفيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٨٢١] خَالِدُ بن نَافِع الأشْعَرِيّ:

مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٨٢٢] خَالِدُ بن نافع البَجَليّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: الحسن بن محبوب، في الكافي، في باب البر بالوالدين(٥) ، وفي باب أصل تحريم الخمر(٦) ، وفي باب ما يجوز من الوقف(٧) ، وفي الفقيه، في باب السكنى(٨) ، وفي التهذيب، في باب الوقوف والصدقات(٩) . ومحمّد بن سنان(١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٨.

(٢) رجال الشيخ: ١٨٦ / ٢٠.

(٣) رجال الشيخ: ١٨٦ / ١٢.

(٤) لم يذكره الشيخ في رجاله بهذا العنوان، ولعله في بعض النسخ كذلك، وقد مرّ ما له علاقة بهذا في تعليقتنا على الرقم [٨٥٩]، فراجع.

(٥) أُصول الكافي ٢: ١٢٦ / ٢.

(٦) الكافي ٦: ٣٩٣ / ذيل الحديث رقم / ١.

(٧) الكافي ٧: ٣٨ / ٣٩ وفيه: (عن خالد بن رافع البجلي)، وهو مصحف، والصحيح: (بن نافع) بدلاً عن (بن رافع) وقد وردت رواية الكافي نفسها في التهذيب والاستبصار وفيها (بن رافع) كما سيأتي، فلاحظ.

(٨) الفقيه ٤: ١٨٦ / ٦٥٠.

(٩) تهذيب الأحكام ٩: ١٤٢ / ٥٩٤، والاستبصار ٤: ١٠٥ / ٣٤٠٠ وهي رواية الكافي المتقدمة قبل هامش واحد والتي وقع فها تصحيف (نافع) إلى (رافع)، فراجع.

(١٠) أُصول الكافي ٢: ١١٩ / ١٨ وفيه: (خالد بن نافع بياع السابري)

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

قال عليٌّ٧ : « الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعمائه العادّون، ولا يؤدّي حقّه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حدّ محدود، ولا وقت معدود، ولا أجل ممدود »(١) .

__________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١.

٣٦١
٣٦٢

حرف الغين

الخامس والثمانون: « غافر الذنب »

وقد جاء « غافر الذنب » في الذكر الحكيم مرّة واحدة، ووقع وصفاً له مع الصفات الاُخرى.

قال سبحانه:( تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ *غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَٰهَ إلّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ ) ( غافر / ٢ ـ ٣ )

فقد وصف سبحانه في الآيتين بصفات ستّ، واستعمل « غافر » بصيغة الجمع مرّة واحدة ووقع وصفاً له سبحانه باضافة لفظ الخير إليه.

قال سبحانه:( فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ) ( الأعراف / ١٥٥ ).

وجاء لفظ « الغفور » مرفوعاً ومنصوباً ٩١ مرّة ووقع وصفاً له في جميع الموارد، واستعمل مع « الرحيم » تارة و « الحليم » اُخرى و « ذي الرحمة » ثالثاً و « الشكور » رابعاً، و « العفو » خامساً، و « العزيز » سادساً، و « الودود » سابعاً.

كما أنّ « الغفّار » جاء ٤ مرّات ووقع وصفاً له سبحانه واقترن بالعزيز.

فله أسماء ثلاثة كلّها مشتق من « الغفر ».

١ ـ الغافر. قال تعالى:( غَافِرِ الذَّنبِ ) ( غافر / ٣ ).

٢ ـ الغفور. قال سبحانه:( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ) ( الكهف / ٥٨ ).

٣ ـ الغفّار. قال تعالى:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ ) ( طه / ٨٢ ).

٣٦٣

والعبد له أسماء ثلاثة مشتقة من الظلم بالمعصية أو ما يعادله :

١ ـ الظالم. قال تعالى:( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ) ( فاطر / ٣٢ ).

٢ ـ الظلوم.قال تعالى:( إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً ) ( الأحزاب / ٧٢ ).

٣ ـ الظلاّم. قال تعالى:( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ) ( الزمر / ٥٣ ).

والاسراف على الأنفس يعادل الظلّام وكأنّه قال: عبدي لك أسماء ثلاثة في الظلم بالمعصية ولي أسماء ثلاثة في الرحمة والمغفرة، فإن كنت ظالماً فأنا غافر وإن كنت ظلوماً فأنا غفور وإن كنت ظلّاماً فأنا غفّار(١) .

أمّا معناه فقد قال ابن فارس: عُظم بابِه السترُ، فالغفر: الستر، والغفران والغفر بمعنىً، يقال غفر الله ذنبه غفراً ومغفرة وغفراناً. قال في الغفر :

في ظلّ من عنت الوجوه له

ملك الملوك ومالك الغفر

و « المغفر » معروف والغفارة خرقة يضعها المدهن على هامته، وذكر عن امرأة من العرب أنّها قالت لابنتها: اغفري غفيرك تريد غطّيه.

السادس والثمانون: « الغالب »

لقد جاء الغالب مفرداً في الذكر الحكيم ثلاث مرّات ووقع في موضع اسماً له سبحانه، قال عزّ وجلّ :

( وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ( يوسف / ٢١ ).

وقال سبحانه:( إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ ) ( آل عمران / ١٦٠ ).

وقال تعالى:( وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي

__________________

(١) لوامع البيّنات للرازي: ص ٢١٢.

٣٦٤

جَارٌ لَّكُمْ ) ( الأنفال / ٤٨ ).

وأمّا معناه فقد قال ابن فارس يدلّ على قوّة وقهر وشدّة.

قال الله تعالى:( وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ) ( الروم / ٣ ) وذكر مثله « الراغب » في مفرداته: قال سبحانه:( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ) ( البقرة / ٢٤٩ ).

وأمّا المراد من قوله سبحانه:( وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ ) فإن كان الضمير راجعاً إلى يوسف، فيكون المراد إنّ الله غالب على أمر يوسف، يحفظه ويرزقه حتى يبلغه ما قدّر له من الملك ولا يكله إلى غيره، وعلى تسليم هذا الفرض فرعاية يوسف مصداق من مصاديق القاعدة الكليّة وهو غلبته سبحانه على كلّ شيء.

وأمّا إذا قلنا أنّ الضمير يرجع إلى الله سبحانه فيكون المراد من الأمر هو نظام التدبير. قال تعالى:( يُدَبِّرُ الأَمْرَ ) ( يونس / ٣ ). فيكون المعنى أنّ كلّ شيء من شؤون الصنع والايجاد، من أمره تعالى وهو تعالى غالب عليه وهو مغلوب له يطيعه فيما شاء ينقاد له فيما أراد ليس له أن يستكبر أو يتمرّد فيخرج من سلطانه كما ليس له أن يسبقه أو يفوته.

قال تعالى:( إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) ( الطلاق / ٣ ).

وبالجملة أنّ الله تعالى هو قاهر كلّ شيء إذ لا شيء إلّا بأمره حدوثاً وبقاء وعند ذلك فلا يتصوّر وجود شيء خارج عن إرادة الله وقدرته.

السابع والثمانون: « الغفّار »

وقد جاء اسم « الغفّار » في الذكر الحكيم معرّفاً ومنكراً خمس مرّات.

قال سبحانه:( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ) ( طه / ٨٢ ).

٣٦٥

وقال سبحانه:( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ) ( نوح / ١٠ ). واستعمل مع العزيز في الموارد الثلاثة الآتية.

قال سبحانه:( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) ( سورة ص / ٦٦ ). وقال عزّ من قائل:( كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) ( الزمر / ٥ ). وقال تعالى:( وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ) ( غافر / ٤٢ ).

واللّفظ صيغة المبالغة من الغفر وقد تبيّن معناه عند البحث عن اسم « غافر الذنب ».

الثامن والثمانون: « الغنيّ »

وقد جاء لفظ « الغنيّ » في الذكر الحكيم مرفوعاً ومنصوباً ٢٠ مرّة ووقع وصفاً له سبحانه في ثمانية عشر مورداً واستعمل تارة مع إسم « الحميد » واُخرى مع « الحليم » وثالثاً مع « الكريم ».

قال سبحانه:( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ) ( البقرة / ٢٦٧ ). وقال تعالى:( قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) ( البقرة / ٢٦٣ ).

وقال سبحانه:( مَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) ( النمل / ٤٠ ).

وأمّا معناه فقد قال « ابن فارس »: له أصلان أحدهما يدلّ على الغاية والآخر صوت، فالأوّل الغنى في المال.

وقال « الراغب »: الغناء يقال على ضروب أحدها عدم الحاجات وليس ذلك إلّا لله تعالى وهو المذكور في قوله:( إِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الحَمِيدُ ) والثاني قلّة الحاجات، وهو مشار إليه بقوله:( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَىٰ ) .

والظاهر أنّه ليس له إلّا معناً واحداً وإنّما الاختلاف في المصاديق والجري، فالغني المطلق هو الله سبحانه، وأمّا غنى الغير هو أمر نسبي.

٣٦٦

وأمّا كونه سبحانه غنيّاً غير محتاج إلى شيء فهو لازم كونه سبحانه واجب الوجود لذاته وواجب الوجود في صفاته وأفعاله فكان غنيّاً عن كل ما سواه. أمّا كل ما سواه فممكن لذاته فوجوده بايجاده. فكان هو الغني لا غيره.

فله العزّ والجمال، وله البهاء والكمال، وما للغير من الجمال، من رشح بحر جماله، أو له من الكمال، فهو ظل كماله. وما أليق بالمقام قول القائل :

أرأيت حسن الروض في آصاله

أرأيت بدر التم عند كماله

أرأيت كأساً شيب صفو شمولها

أرأيت روضاً ريض خيل شماله

أرأيت رائحة الخزامي(١) سحرة

فغمت خياشيم العليل الواله

هذا وذاك وكلّ شيء رائق

أخذ التجمّل من فروع جماله

هلك القلوب بأسرها في أسره

شغفا وشدّ عقولنا بعقاله(٢)

التاسع والثمانون: « الغفور »

وقد ورد ذلك اللفظ مرفوعاً ومنصوباً ٩١ مرّة واُستعمل مع صفات اُخر مثل « رحيم »، « عفوّ »، « عزيز »، « شكور »، « الودود » و « الحليم ».

قال سبحانه:( ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( التوبة / ٢٧ ).

وقال سبحانه:( وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) ( الحج / ٦٠ ).

وقال سبحانه:( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) ( فاطر / ٢٨ ).

__________________

(١) الخزامي: نبت، زهرة من أطيب الأزهار.

(٢) شرح الاسماء الحسنى: ص ٤٠.

٣٦٧

وقال سبحانه:( لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) ( فاطر / ٣٠ ).

وقال سبحانه:( إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ *وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) ( البروج / ١٣ ـ ١٤ ).

وقال سبحانه:( وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) ( فاطر / ٤١ ).

واللفظ من الصفات المشبّهة بالفعل وصيغته للمبالغة وقد تبيّن معناه من ما ذكرناه في اسم « غافر الذنب ».

٣٦٨

حرف الفاء

التسعون: « الفاطر »

قد ورد اسم الفاطر في الذكر الحكيم ٦ مرّات ووقع في الجميع اسماً له سبحانه.

قال سبحانه:( أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) ( الأنعام / ١٤ ).

وقال سبحانه:( فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) ( يوسف / ١٠١ ).

وقال عزّ من قائل:( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) ( إبراهيم / ١٠ ).

وقال سبحانه:( الحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً ) ( فاطر / ١ )(١) .

وقد استعمل ذلك الاسم في جميع الموارد مضافاً إلى السموات والأرض نعم استعمل « فطر » متعدّياً إلى الناس.

قال سبحانه:( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ) ( الروم / ٣٠ ).

__________________

(١) لاحظ الزمر / ٤٦ ـ الشورى / ١١.

٣٦٩

و أمّا معناه فقد قال « ابن فارس »: يدلّ على فتح شيء وابرازه ومن ذلك « الفطر » بالكسر من الصوم ومنه « الفطر » بفتح الفاء وهو مصدر فطرت الشاة فطراً إذا حلبتها، ثمّ قال والفطرة الخلقة، وقال الراغب: أصل الفطر: الشق طولاً، قال:( هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ) ( المُلك / ٣ ) أي اختلال، وقال تعالى:( السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً ) ( المزّمل / ١٨ )، وفطرت الشاة: حلبتها باصبعين، وفطرت العجين إذا عجنته وخبزته من وقته، ومنه الفطرة، وفطر الله الخلق وهو إيجاده وابداعه على هيئة مترشّحة لفعل من الأفعال.

والمحصّل من كلامهما: إنّ الفطر بمعنى الفتح والشق حتى إنّ نسبة الفطر إلى العجين لأجل أنّه يحتاج إلى البسيط والقبض حتى يكون قابلاً للطبخ.

إنّما الكلام في استعماله في الايجاد والابداع والظاهر أنّ وجه استعماله فيهما هو انّ الخلقة يشبهها بشق العدم وفتحه وإخراج الشيء إلى ساحة الوجود.

يقول العلّامة الطباطبائي (ره) في تفسير قوله:( فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : أخرجها من ظلمة العدم إلى نور الوجود(١) .

وقال في موضع آخر: « إنّ اطلاق الفاطر عليه تعالى بعناية استعارية كأنّه شق العدم فأخرج من بطنه السموات والأرض. فمحصّل معناه أنّه موجد السمٰوات والأرض ايجاداً ابتدائيّاً من غير مثال سابق، فيقرب معناه من معنى « البديع » و « المبدع »، والفرق بين الابداع والفطر، أنّ العناية في الابداع متعلّقة بنفي المثال السابق، وفي الفطر بطرد العدم وإيجاد الشيء من رأس لا كالصانع الذي يؤلّف موادّاً مختلفة فيظهر به صورة جديدة فقوله:( فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) من أسمائه تعالى أجرى صفة لله، والمراد بالوصف الاستمرار دون الماضي فقط، لأنّ الإيجاد مستمر وفيض الوجود غير منقطع ولو انقطع لانعدمت الأشياء »(٢) .

__________________

(١) الميزان: ج ٧، ص ٢٩.

(٢) المصدر السابق: ج ١٧، ص ٦.

٣٧٠

الواحد والتسعون: « فالق الإصباح »

قد ورد في الذكر الحكيم مرّة واحدة وجرى وصفاً له سبحانه قال:( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) ( الأنعام / ٩٦ ).

وأمّا معناه فقد قال « ابن فارس »: يدلّ على فرجة وبينونة في الشيء وعلى تعظيم شيء. فمن الأوّل فلقت الشيء أفلقه فلقاً، والفلق الصبح لأنّ الكلام ينفلق عنه، ومن الثاني الفليقة وهي الداهيّة العظيمة، وقال الراغب: « الفلق »: شق الشيء وإبانة بعضه عن بعض، قال تعالى: « فالق الاصباح » و « إن الله خالق الحب والنوى »، « فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم » وقوله:( أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) أي الصبح.

فتوصيفه سبحانه بفالق الاصباح، لأجل انّه يشق الظلمة ويتجلّى من صميمها النور.

فقد تضمّنت الآية ثلاث آيات سماوية :

١ ـ فالق الإصباح.

٢ ـ وجعل الليل سكناً.

٣ ـ والشمس والقمر حسباناً.

والمراد من الاصباح هو الصبح. قال امرؤ القيس :

ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي

بصبح وما الإصباح منك بأمثل

فالمراد من فلق الإصباح هو اخراج النور من الظلمة الهائلة المنبسطة في السماء كل ذلك عن طريق ربط الأسباب بالمسبّبات، وطروء الوضع الخاص للأرض بالنسبة إلى الشمس كما أنّ المراد من الآية الثانية هو ما جاء في قوله:( وَمِن رَّحْمَتِهِ

٣٧١

جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( القصص / ٧٣ ).

والمراد من السكون أعم من سكون البدن والروح، فالبدن يستريح من تعب العمل بالنهار والنفس تسكن بهدوء الخواطر والأفكار، والمراد من جعل الشمس والقمر حسباناً هو كونهما مظاهر للحساب لأنّ طلوعهما وغروبهما وما يظهر منهما من الفصول كل ذلك بحساب.

قال سبحانه:( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ ) ( يونس / ٥ ).

الثاني والتسعون: « فالق الحبّ والنّوى »

وقد ورد مرّة واحدة وجرى وصفاً له سبحانه.

قال تعالى:( إِنَّ اللهَ فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ذَٰلِكُمُ اللهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ) ( الأنعام / ٩٥ ).

قال الراغب: فالحبّ والحبّة يقال في الحنطة والشعير ونحوهما من المطعومات.

قال تعالى:( كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ) ( البقرة / ٢٦١ ).

وأمّا النّوى فالمراد منه نوى التمر.

قال في المقاييس: فالله سبحانه يشق الحبّ والنّوى فينبت منهما النبات والشجر اللذين يرتزق الناس من حبّه وثمره فالآية بصدد بيان قدرته ولأجل ذلك يذكر قوله:( يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ) .

٣٧٢

وقد تضمّنت الآية، ثلاث آيات أرضية أعني :

١ ـ فالق الحبّ والنّوى.

٢ ـ يخرج الحىّ من الميّت.

٣ ـ ومخرج الميّت من الحىّ.

والكل آيات أرضية والمعنى أنّه سبحانه فالق ما يزرعه البشر من حب الحصيد، ونوى الثمرات، وشاقّه بقدرته، وبذلك يبيّن قدرته على ربط علل الإنبات والنمو بمسبّباته وذلك بتقديره.

وإنّما خصّ بالذكر خصوص حالة فلق الحب والنّوى من بين سائر الحالات مع أنّه ستمر على الحبّ والنّوى حالات وتطرء عليهما مراحل مختلفة من النمو حتى يصير زرعاً أو شجراً وإنّما خصّ ذلك لأنّ لتلك الحالة من بين سائر الحالات أهمّية خاصّة تشبه بحالة خروج الطفل من بطن اُمّه بعد ما كان محبوساً فيها بين ظلمات ثلاث، والحبّ والنّوى يمثّلان قلاعاً مستحكمة تحتفظ فيها المادة الحيوية للنباتات فاذا صارت الظروف مستعدّة لخروجها ونموّها وانتشارها ; تتحرك الحبّة بالتشقّق والتفتّح فتأخذ البذرة والنّوى مسيرها نحو التكامل.

وأمّا البحث حول الآية الثانية والثالثة الواردتين في هذه الآية المباركة أعني اخراج الحي من الميّت واخراج الميّت من الحي فقد ركّز القرآن على هذين العملين في غير مورد من الآيات.

يقول سبحانه:( تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ( آل عمران / ٢٧ ).

وهاتان الآيتان من السنن العامّة الإلهية التي يركّز عليهما القرآن الكريم. والذي يناسب المقام هو أن يقال: إنّ المراد من خروج الحيّ من الميت هو اخراج البذر من نبات وشجر وهو حيّ متغذ نام، من الميت أعني التراب وهو ما لا يتغذّى

٣٧٣

ولا ينمو وبعبارة اُخرى خلق الأحياء من النبات والحيوان من الأرض العادمة الشعور والحياة.

كما أنّ المراد من قوله:( وَمُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ) هو عود الخلايا الحيوية إلى الموت بعد مدّة.

ويمكن أن يقال: إنّ المراد هو إخراج الحبّ والنوى من النبات، فإنّ الحبّ والنوى حسب اللغة والعرف ليسا من الموجودات الحيّة وإن كانا حسب موازين العلوم الطبيعية حاويتين لموجودات صغيرة حيّة.

هذا إذا قمنا بتفسير الآية حسب السياق ويمكن أن يقال: المراد من اخراج الحي من الميّت ومقابله هو اخراج المؤمن من صلب الكافر، وإخراج الكافر من صلب المؤمن فإنّه سبحانه سمّى الايمان حياة ونوراً، والكفر موتاً وظلمة كما قال تعالى:( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ) ( الأنعام / ١٣٢ ).

الثالث والتسعون: « الفتّاح »

قد ورد « الفتّاح » في الذكر الحكيم مرّة واحدة ووقع وصفاً له سبحانه.

قال تعالى:( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ) ( سبأ / ٢٦ ).

وأمّا معناه فقد قال ابن فارس: إنّه أصل يدلّ على خلاف الاغلاق، يقال فتحت الباب وغيره فتحاً ثمّ يحمل على هذا سائر ما في هذا البناء فالفتح والفتاحة: الحكم، والله تعالى الفاتح أي الحاكم، قال الشاعر في الفتاحة :

ألا أبلغ بني عوف رسولاً

بأنّي عن فتاحتكم غنيّ

٣٧٤

والفتح: النصر والاظفار وقريب من ذلك في « المفردات » غير أنّه قسّم الفتح على قسمين: يدرك بالبصر كفتح الباب وقسم يدرك بالبصيرة كفتح الهمّ، قال: « ويقال فتح القضية فتاحاً: فصل الأمر فيها وأزال الاغلاق ». قال تعالى:( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ) ( الأعراف / ٨٩ ).

وعلى هذا ف‍ « الفتّاح » من أسماء الله الحسنى وهو بمعنى الحاكم في الآية، ويؤيّده ذكر العليم بعده، ولا يراد منه الفاتح بمعنى المنتصر، وإلّا لكان المناسب أن يذكر بعده « العزيز »، ويؤيّده صدر الآية:( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالحَقِّ ) فالآية تثبت البعث لتميز المحسن من المسيئ أوّلاً ثم القضاء بينهم بالحق وهو الحاكم العليم، وبذلك يعلم أنّه « خير الفاتحين » أي خير الحاكمين، لأنّ حكمه هو العدل والقسط، وعلمه هو النافذ غير الخاطئ أبداً بخلاف حكم الآخرين فهم بين حاكم عادل أو جائر، ومصيب أو مخطىء.

٣٧٥
٣٧٦

حرف القاف

الرابع والتسعون: « القائم على كل نفس بما كسبت »

وقد ورد هذا الاسم المركّب في الذكر الحكيم مرّة واحدة ووقع وصفاً له سبحانه.

قال تعالى:( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) ( الرعد / ٣٣ ).

وأمّا معناه فقد ذكر ابن فارس ل‍ « قوم » معنيين أحدهما: الجماعة والناس، مثل « لا يَسخر قوم من قوم » والآخر الانتصاب قال: وقد يكون قام بمعنى العزيمة كما يقال قام بهذا الأمر إذا اعتنقه فهم يقولون في الأوّل قيام حتم، وفي الآخر قيام عزم، والظاهر أنّ المراد منه في الآية هو المهيمن المتسلّط على كل نفس، المحيط بها، والحافظ لأعمالها، وبما أنّ الهيمنة على الشيء والمراقبة له يستلزم كون المراقِب قائماً منتصباً كي يسهل تسلّطه ومراقبته، استعير القائم بمعنى المنتصب للهيمنة والتسلّط والإحاطة.

قال سبحانه في حقّ أهل الكتاب:( وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إلّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ) ( آل عمران / ٧٥ ).

وقال:( وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ) ( المعارج / ٣٣ ) أي الحافظون.

والله سبحانه في هذه الآية يندّد بالمشركين كيف يجعلون له ندّاً وشريكاً مع

٣٧٧

أنّه سبحانه له الاحاطة على الأشياء والقهر عليها والشهود لها، وهذا يقتضي أن لا يشاركه في الاُلوهيّة شيء.

وتقدير الآية: « أفمن هو قائم بالتدبير على كل نفس وحافظ على كل نفس أعمالها ليجازيها، كمن هو ليس بهذه الصفات من الأصنام والأوثان ويؤيّد كون المعنى ذلك قوله:( وَجَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ ) .

الخامس والتسعون: « قابل التوب »

قد ورد في الذكر الحكيم مرّة واحدة ووقع وصفاً له سبحانه.

قال سبحانه:( غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَٰهَ إلّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ ) ( غافر / ٣ ).

وقد تبيّن معناه ممّا ذكرناه في تفسير « التوّاب ».

السادس والتسعون: « القادر »

قد ورد في الذكر الحكيم مفرداً سبع مرّات ووقع في جميع المواضع وصفاً له سبحانه.

قال تعالى:( قُلْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) ( الأنعام / ٣٧ ).

وقال تعالى:( إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ) ( الطارق / ٨ ).

وقال سبحانه:( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ) ( الاسراء / ٩٩ )(١) ، إلى غير ذلك من الآيات.

__________________

(١) لاحظ يس / ٨١، الاحقاف / ٣٣، القيامة / ٤٠.

٣٧٨

السابع والتسعون: « القدير »

قد ورد لفظ القدير في الذكر الحكيم ٤٥ مرّة ووقع في جميع المواضع وصفاً له سبحانه.

قال سبحانه:( فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( البقرة / ٢٨٤ ).

والعناية التامّة ظاهرة من القرآن على كون قدرته عامّة لكل شيء فقد ورد قوله سبحانه:( إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) في ٣٢ آية، كما استعمل لفظ القدير مجرّداً تارة ومع « عليم » أخرى، قال سبحانه:( إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) ( النحل / ٧٠ ). و « عفوّ » ثالثاً قال سبحانه:( فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ) ( النساء / ١٤٩ ).

والحق إنّ القدرة والعلم من أسمى صفاته سبحانه كما أنّ العالم والقادر من أظهر أسمائه سبحانه، فلاعتب علينا لو بسطنا الكلام هنا كما بسطناه في اسم « العالم » و « العليم ».

وأمّا معناه فقد جعل « ابن فارس »: الأصل في معناه مبلغ الشيء وكنهه ونهايته، فالقدر مبلغ كلّ شيء وقدّرت الشيء واُقدّره من التقدير، ثمّ قال: وقدرة الله تعالى على خليقته: إيتاؤهم بالمبلغ الذي يشاؤه ويريده. ثمّ قال: « رجل ذو قدرة وذو مقدرة أي يسار ومعناه أنّه يبلغ بيساره وغنائه من الاُمور المبلغ الذي يوافق إرادته، ولا يخفى أنّ جعل الأصل في القدرة هو مبلغ الشيء وكنهه ونهايته، يعسِّر اشتقاق القدرة منه بمعنى الاستطاعة، ولأجل ذلك أعرض الراغب عنه وفسّره بقوله: « القدرة إذا وصف به الإنسان فإسم لهيئة له بها يتمكن من فعل شيء ما، وإذا وصف الله تعالى بها فهي نفي العجز عنه »، وقال: محال أن يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنىً وإن اُطلق عليه لفظاً، وقال: القدير هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضي الحكمة لا زائداً عليه ولا ناقصاً عنه، ولذلك لا يصحّ أن يوصف به إلّا الله تعالى.

٣٧٩

ويمكن أن يقال: إنّ القدرة من التقدير وهو التحديد وتبيين كمّيّة الشيء، وإشتقاق القدرة بمعنى الاستطاعة لأجل أنّ القدرة تلازم تحديد الشيء وتقدير كميّته، ولعلّ هذا مراد ابن فارس من قوله: « مبلغ الشيء وكنهه ونهايته ».

ثمّ إنّ الراغب فسّر القدرة في حقّه سبحانه بنفي العجز، وهذا مبنيّ على ارجاع الصفات الثبوتية إلى السلبيّة وهو منظور فيه، وعلى كل تقدير فالمفهوم من القادر والقدير شيء واحد إلّا أنّ القدير أبلغ وآكد في الدلالة على القدرة.

تعريف القدرة

فسّر المتكلّمون القدرة بتعريفين :

١ ـ صحّة الفعل والترك، فالقادر هو الذي يصحّ أن يفعل ويصح أن يترك.

٢ ـ الفعل عند المشيئة والترك عند عدمها، فالقادر من إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل، أو إن لم يشاء لم يفعل(١) .

ولا يخفى أنّ التعريفين يصدقان في حقّ الإنسان، أمّا التعريف الأوّل فلأنّ صحّة الفعل والترك عبارة عن أمكانهما، والامكان إمّا إمكان ما هوي وهو عبارة عن كون الفاعل ذا ماهيّة يكون نسبة الفعل والترك إليها متساوية، وإمّا امكان استعدادي وهو كون الفاعل ذا قّوة استعداديّة تخرج الشي من القوّة إلى الفعل كالاستعداد الموجود في البذر والنواة الذي يعطي صلاحيّة لهما بأن يكونا ذرعاً أو شجراً والامكان الاستعدادي من مظاهر المادة، والله سبحانه منزّه عنها وعن شأبتها.

وأمّا التعريف الثاني فلأنّ قول القائل بأنّ القادر إن شاء فعل وإن شاء لم

__________________

(١) اوائل المقالات: ص ١٢، كشف الفوائد للعلامة الحلي: ص ٣٢، الاسفار: ج ٦، ص ٣٠٧ و ٣٠٨، وقال ابن ميثم في « قواعد المرام في علم الكلام »: ص ٨٢ عرّفها المعتزلة بأنها عبارة عن كون الفاعل بحيث إذا شاء فعل وإذا شاء لم يفعل.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538