مفاهيم القرآن الجزء ٦

مفاهيم القرآن11%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-222-6
الصفحات: 538

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 538 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 237045 / تحميل: 6086
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٦

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-٢٢٢-٦
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(1) ، ومسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، وابن ماجة(4) ، والنسائي(5) .

[ 101 ] فضيل بن مرزوق ( ـ قبل 70 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : فضيل بن مرزوق ، المحدث ، أبو عبد الرحمن العنزي ، مولاهم الكوفي الأغر(6) .

وقال المثنى بن معاذ العنبري ، عن أبيه قال : سألت سفيان الثوري عنه فقال : ثقة(7) .

__________________

1 ـ صحيح البخاري : 1 / 36 ، كتاب العلم ، باب كتابة العلم.

2 ـ صحيح مسلم : 1 / 179 ، كتاب الايمان ، الحديث 320.

3 ـ سنن أبي داود : 4 / 107 ، كتاب المهدي ، الحديث 4283. أقول : فقد روى عنه الحديث المعروف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لو لم يبق من الدهر إلا يوم واحد لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا. راجع مصادر هذا الحديث في معجم أحاديث الامام المهديعليه‌السلام : 1 / 119 الرقم 69.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 200 ، كتاب الطهارة ، الحديث 610.

5 ـ سنن النسائي : 8 / 211 ، كتاب الزينة.

6 ـ سير أعلام النبلاء : 7 / 342 الرقم 124 ، الكاشف : 2 / 372 الرقم 4544.

7 ـ الجرح والتعديل : 7 / 75 الرقم 423.

٣٤١

وقال الهيثم بن جميل(1) : كان من أئمة الهدى زهدا وفضلا(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال عبد الخالق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح الحديث ، ولكنه شديد التشيّع(3) .

وقال الذهبي : كان معروفا بالتشيع من غير سب(4) .

وقال أيضا : حديثه في عداد الحسن ـ إن شاء الله ـ ، وهو شيعي(5) .

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(6) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(7) .

وقال المزي : روى عن : حسن بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، وزيد العمي ، وسليمان الأعمش في النسائي ، وشقيق بن عقبة العبدي في مسلم وفيما استشهد به البخاري ، وعدي بن ثابت في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري ومسلم والترمذي ، وعطية العوفي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، ومحمد بن سعيد صاحب عكرمة ، وميسرة بن حبيب في مسند علي ، وهارون بن

__________________

1 ـ الهثيم بن جميل أبو سهل نزيل أنطاكية ، ثقة من أصحاب الحديث. تقريب التهذيب : 2 / 326.

2 و 3 ـ تهذيب الكمال : 23 / 307.

4 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 362 الرقم 6773.

5 ـ سير أعلام النبلاء : 7 / 342.

6 و 7 ـ تقريب التهذيب : 2 / 113.

٣٤٢

عنترة ، وأبي إسحاق السبيعي في مسند علي ، وأبي حازم الأشجعي ، وأبي سخيلة الكوفي ، وأبي سلمة الجهني ، وأبي عمر صاحب عكرمة ، وجبلة بنت مصفح في مسند عليعليه‌السلام .

روى عنه : الحسن بن عطية القرشي ، وحسين بن علي الجعفي في النسائي ، والحكم بن مروان الضرير ، وأبو اسامة حماد بن اسامة في مسلم والترمذي ، وخلف ابن أيوب البجلي ، وخنيس بن بكر بن خنيس ، وزهير بن معاوية في أبي داود ، وزيد بن الحباب في مسند علي ، وسعيد بن سليمان الواسطي ، وسعيد بن محمد الوراق ، وسفيان الثوري ، وسليمان بن موسى الزهري ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وعبد الله بن رجاء المكي ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الغفار ابن الحكم في مسند علي ، وعبيد الله بن موسى ، وعلي بن الجعد ، وعلي بن هاشم ابن البريد ، وعلي بن يزيد الصدائي ، وعمر بن سعد البصري ، وعمر بن شبيب المسلي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري والترمذي ، والفضل بن الموفق في ابن ماجة ، وقبيصة بن عقبة ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل ، ومحمد بن ربيعة الكلابي في الترمذي ، ومحمد بن فضيل بن غزوان في كتاب الناسخ والمنسوخ والترمذي ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، ونعيم بن ميسرة النحوي في الترمذي ، ووكيع بن الجراح في الترمذي وابن ماجة ، ويحيى بن آدم في مسلم ، ويحيى بن أبي بكير في مسند علي ، ويحيى بن سعيد العطار الحمصي ، ويزيد بن هارون في الترمذي ، وأبو أحمد الزبيري ، وأبو عبد الرحمان الأصباغي(1) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 23 / 306 ـ 307.

٣٤٣

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(1) ، وسنن أبي داود(2) ، والترمذي(3) ، وابن ماجة(4) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (5) .

[ 102 ] فطر بن خليفة ( ـ 153 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : فطر بن خليفة ، الشيخ العالم ، المحدث(6) الصدوق ، أبو بكر الكوفي المخزومي ، مولى عمرو بن حريث رضي الله عنه الحناط(7) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، حسن الحديث(8)

__________________

1 ـ صحيح مسلم : 2 / 703 ، كتاب الزكاة ، باب قبول الصدقة من الكسب ، الحديث 1015.

2 ـ سنن أبي داود : 4 / 32 ، كتاب الحروف والقراءات ، الحديث 3978.

3 ـ سنن الترمذي : 3 / 617 ، كتاب الأحكام ، باب ما جاء في الامام العادل ، الحديث 1329.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 191 ، كتاب الطهارة وسننها ، الحديث 576.

5 ـ رجال الشيخ الطوسي : 269 الرقم 3870.

6 ـ المحدث : هو كما عرفه ابن سيد الناس : من اشتغل بالحديث رواية ودراية ، وجمع رواة ، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره ، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه. راجع منهج النقد في علوم معرفة الحديث : 76.

7 ـ سير أعلام النبلاء : 7 / 30 الرقم 14.

8 ـ تاريخ الثقات : 385 الرقم 1360.

٣٤٤

وقال عبد الله بن حنبل ، عن أبيه : ثقة ، صالح الحديث. قال : وقال أبي : كان فطر عند يحيى بن سعيد ثقة(1) .

وقال أبو حاتم : صالح ، كان يحيى القطان يرضاه ، ويحسن القول فيه ، ويحدث عنه(2) .

وقال النسائي : ليس به بأس. وقال : ثقة ، حافظ ، كيس(3) .

وقال عبد الله بن داود : فطر أوثق أهل الكوفة(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو طالب : وسئل ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن فطر ومحل ، قال : فطر كان يغلي في التشيّع(5) .

وقال العجلي : وكان فيه تشيع قليل(6) .

وعن الذهبي : قال عباد بن يعقوب في كتاب المناقب له : أنبأنا أبو عبد الرحمن الأصباغي وغيره ، عن جعفر الأحمر قال : دخلنا على فطر بن خليفة وهو مغمى عليه ، فأفاق ، فقال : يا عبد الله ، ما يسرني أن مكان كل شعره في جسدي لسان يسبح الله بحبي أهل البيت(7) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 23 / 314.

2 ـ الجرح والتعديل : 7 / 90.

3 ـ تهذيب الكمال : 23 / 315.

4 ـ المعرفة والتاريخ : 2 / 798.

5 ـ المعرفة والتاريخ : 2 / 175.

6 ـ تاريخ الثقات : 385 الرقم 1360.

7 ـ سير أعلام النبلاء : 7 / 33.

٣٤٥

وقال الذهبي : شيعي جلد(1) .

وعده ابن قتيبة في رجال الشيعة(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(3) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، وحبيب بن أبي ثابت ، وأبيه خليفة في أبي داود ، وسعد بن عبيدة في أبي داود وكتاب عمل اليوم والليلة ، وشرحبيل بن سعد مولى الأنصار في الأدب المفرد وابن ماجة ، وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي ، وشمر بن عطية في كتاب عمل اليوم والليلة ، وطاووس بن كيسان ، وعاصم بن بهدلة في أبي داود ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن شريك العامري في خصائص أمير المؤمنين ، وعبد الجبار بن وائل بن حجر في أبي داود والنسائي ، وعطاء بن أبي رباح في النسائي ، وعطاء الشيبي ـ وعداده في الصحابة ـ ، وعكرمة مولى ابن عباس ، ومولاه عمرو بن حريث المخزومي ، والقاسم بن أبي بزة في أبي داود وعمل اليوم والليلة ، ومجاهد بن جبر في البخاري وأبي داود والترمذي ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح في النسائي ، ومنذر الثوري في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي ومسند عليعليه‌السلام ، ومنصور بن المعتمر ، ويحيى بن سام في النسائي ، وأبي إسحاق السبيعي في النسائي ، وأبي خالد الوالبي ، وأبي فروة الجهني في أبي داود.

__________________

1 ـ الكاشف : 2 / 372 الرقم 4546.

2 ـ المعارف : 624.

3 ـ تقريب التهذيب : 1 / 114 الرقم 77.

٣٤٦

روى عنه : بكر بن بكار ، وأبو اسامة حماد بن اسامة في أبي داود ، وخلاد ابن يحيى ، وسفيان الثوري في البخاري وأبي داود ، وسفيان بن عيينة في الترمذي ، وعبد الله بن داود الخريبي في أبي داود ، وعبد الله بن المبارك في النسائي وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن محمد المحاربي في النسائي ، وعبد العزيز بن أبان القرشي ، وعبيد الله بن موسى في أبي داود ، وعثمان بن عبد الرحمان الطرائفي في النسائي ، وعلي بن قادم في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعمار بن رزيق في النسائي ، وعمرو بن خالد الواسطي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في الأدب المفرد وأبي داود ، والفضل بن العلاء في عمل اليوم والليلة ، والفضل بن موسى السيناني في النسائي ، وفضيل بن عياض ، وقبيصة بن عقبة في النسائي ، ومحمد بن بشر العبدي في النسائي ، ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومحمد بن عبد الله بن كناسة ، ومحمد بن عبيد الطنافسي في النسائي ، ومحمد بن يوسف الفريابي في النسائي ، ومصعب بن المقدام في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ومكي بن إبراهيم البلخي ، ونائل بن نجيح ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن آدم في عمل اليوم والليلة ، ويحيى بن سعيد القطان في أبي داود والترمذي والنسائي ، ويحيى بن هاشم السمسار ، وأبو علي الحنفي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، والنسائي(3) ، والترمذي(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 23 / 312 ـ 314.

2 ـ سنن أبي داود : 4 / 311 ، كتاب الأدب ، الحديث 5047.

3 ـ سنن النسائي : 2 / 123 ، كتاب الافتتاح ، باب موضع الابهامين عند الرفع.

4 ـ سنن الترمذي : 4 / 316 ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في صلة الرحم ، ح 1908.

٣٤٧

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام (1) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 270 الرقم 3891. وقال : « روى عنهماعليهما‌السلام ».

٣٤٨

حرف القاف

[ 103 ] قيس بن عباد البصري ( ـ بعد 80 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قيس بن عباد القيسي الضبعي ، أبو عبد الله البصري ، من بني ضبيعة بن قيس ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل(1) .

قال ابن سعد : كان ثقة ، قليل الحديث(2) .

وقال العجلي : بصري ، تابعي ، ثقة ، من كبار التابعين(3) .

وقال ابن حجر : ثقة من الثانية ، مخضرم(4)

2 ـ تشيّعه :

قال الذهبي : كثير العبادة والغزو ، ولكنه شيعي(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 24 / 65.

2 ـ الطبقات الكبرى : 7 / 131.

3 ـ تاريخ الثقات : 394 الرقم 1398.

4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 129. أقول : وقال الذهبي : المخضرم : وهو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يرض. راجع المغني في ضبط أسماء الرجال : 226.

5 ـ تاريخ الاسلام : حوادث سنة ( 81 ) : ص 174 ، راجع الكاشف : 2 / 391 الرقم 4659.

٣٤٩

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثانية(1) .

وقال المزي : روى عن : أبي بن كعب في النسائي ، وسعد بن أبي وقاص في البخاري ، والعباس بن عبد المطلب ، وعبد الله بن سلام في البخاري ومسلم ، وعبد الله ابن عمر بن الخطاب في البخاري ، وعلي بن أبي طالب في البخاري وأبي داود والنسائي ، وعمار بن ياسر في مسلم والنسائي ، وعمر بن الخطاب ، وأبي ذر الغفاري في البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة ، وأبي سعيد الخدري في عمل اليوم والليلة ، وأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في أبي داود(2) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(3) ، وسنن النسائي(4) ، وابن ماجة(5) .

__________________

1 ـ تقريب التهذيب : 2 / 129 الرقم 152.

2 ـ تهذيب الكمال : 24 / 65.

3 ـ صحيح البخاري : 4 / 229 ، كتاب الأنبياء ، باب مناقب عبد الله بن سلام.

4 ـ سنن النسائي : 2 / 88 ، كتاب الامامة.

5 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 946 ، كتاب الجهاد ، الحديث 2835.

٣٥٠

حرف الميم

[ 104 ] مالك بن إسماعيل ( ـ 219 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : مالك بن إسماعيل بن درهم ، الحافظ(1) ، الحجة ، الامام ، أبو غسان النهدي ، مولاهم الكوفي ، سبط إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه(2) .

وقال أبو حاتم : قال يحيى بن معين : ليس بالكوفة أتقن منه(3) .

وقال محمد بن عبد الله بن نمير(4) : أبو غسان محدث من أئمة المحدثين(5) .

__________________

1 ـ الحافظ : هو من اجتمعت فيه صفات المحدث وضم إليها كثرة الحفظ وجمع الطرق كي يصدق عليه اسم الحافظ. وقد فرق بعض المتأخرين فرأى ان الحافظ من وعى مائة ألف حديث متنا واسنادا ولو بطرق متعددة ، وعرف من الحديث ما صح وعرف اصطلاح هذا العلم راجع اصول الحديث : 448.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 430 الرقم 132. راجع الكاشف : 3 / 93 الرقم 5305.

3 ـ الجرح والتعديل : 8 / 206 الرقم 905 ، تهذيب التهذيب : 10 / 3 الرقم 2 ، تذهيب تهذيب الكمال : 3 / 3 الرقم 6795.

4 ـ قال ابن حجر : محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني الكوفي أبو عبد الرحمن ، ثقة ، حافظ ، فاضل ، من العاشرة ، مات سنة أربع وثلاثين ومائتين تقريب التهذيب : 2 / 180 الرقم 419.

5 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 431 ، الجرح والتعديل : 8 / 206.

٣٥١

وقال ابن سعد : وكان أبو غسان ثقة ، صدوقا(1)

وقال عثمان بن أبي شيبة(2) : أبو غسان صدوق ، ثبت ، متقن ، إمام من الأئمة(3) .

وقال النسائي : ثقة(4) .

وقال يعقوب بن سفيان : ثقة ، ثقة(5) .

وقال ابن عدي : وأبو غسان هذا مالك لم أذكر له من الحديث شيئا إلا أنه مشهور بالصدق وبكثرة الروايات في جملة الكوفيين ، وهو أشهر من أن يذكر له حديث ، فإن أحاديثه تكثر وهو في نفسه صدوق ، وإذا حدث عن صدوق مثله ، وحدث عنه صدوق فلا بأس به وبحديثه(6) .

وقال محمد بن علي بن داود البغدادي(7) : سمعت ابن معين يقول لأحمد بن حنبل : إن سرك أن تكتب عن رجل ليس في قلبك منه شيء فاكتب عن أبي غسان(8) .

__________________

1 ـ الطبقات الكبرى : 6 / 404 ـ 405.

2 ـ قال الذهبي : عثمان بن أبي شيبة : أحد أئمة الحديث الأعلام مات في المحرم سنة تسع وثلاثين ومائتين. راجع ميزان الاعتدال : 3 / 35 ، وص 38 الرقم 5518.

3 ـ تهذيب التهذيب : 10 / 4 الرقم 2.

4 ـ تهذيب الكمال : 27 / 90.

5 ـ المعرفة والتاريخ : 3 / 241.

6 ـ الكامل : 6 / 2379.

7 ـ قال الذهبي : الامام الحافظ ، المجود ، أبو بكر ، محمد بن علي بن داود بن عبد الله البغدادي ، نزيل مصر توفي في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين ، سير أعلام النبلاء : 13 / 338.

8 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 430.

٣٥٢

2 ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : متشيّعا شديد التشيّع(1) .

وقال يعقوب بن سفيان : يميل إلى التشيّع(2) .

عن أبي أحمد الحاكم ، عن الحسين الغازي ، قال : سألت البخاري عن أبي غسان قال : وعماذا تسأل؟

قلت : التشيّع ، فقال : هو على مذهب أهل بلده(3)

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في صغار الطبقة التاسعة(4) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السبيعي ، وأسباط بن نصر الهمداني في ابن ماجة ، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي في البخاري والترمذي والنسائي ، وجعفر بن زياد الأحمر في مسند علي ، وجويرية بن أسماء ، وحبان بن علي العنزي في كتاب التفسير ، والحسن بن صالح ابن حي في ابن ماجة ، والحكم بن عبد الملك في مسند علي ، وحلو بن السري الأودي الكوفي ، وحماد بن زيد ، وزهير بن معاوية في البخاري ومسلم ، وزياد بن عبد الله البكائي في كتاب القراءة خلف الامام للبخاري ، وسعد المكتب والد أبي داود الحفري ، وسفيان ابن عيينة في البخاري ، وشريك بن عبد الله في كتاب رفع

__________________

1 ـ الطبقات الكبرى : 6 / 404 ـ 405.

2 ـ المعرفة والتاريخ : 3 / 241 ، الثقات لابن حبان : 9 / 164.

3 ـ سير أعلام النبلاء : 10 / 432 الرقم 132.

4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 223 الرقم 858.

٣٥٣

اليدين في الصلاة للبخاري ، وأبي زبيد عبثر بن القاسم ، وعبد الرحمان بن حميد بن عبد الرحمان الرواسي ، وعبد الرحمان بن سليمان بن الغسيل في عمل اليوم والليلة ، وعبد السلام ابن حرب في الأدب المفرد وأبي داود وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون في البخاري ، وعلي بن علي الرفاعي ، وعيسى بن عبد الرحمان السلمي في الأدب المفرد ، وفضيل بن مرزوق ، ومحمد بن عمرو الأنصاري ، ومسعود بن سعد الجعفي في كتاب الرد على أهل القدر والنسائي ، ومسلمة بن جعفر البجلي الكوفي ، والمطلب بن زياد في الأدب المفرد ، ومندل بن علي العنزي في ابن ماجة ، ومنصور بن أبي الأسود في الترمذي ، وأبي معشر نجيح ابن عبد الرحمان المدني ، وهريم بن سفيان ، وورقاء بن عمر اليشكري ، ويحيى بن سلمة بن كهيل ، ويحيى بن عثمان التيمي في كتاب الرد على أهل القدر وابن ماجة ، ويعلى بن الحارث المحاربي ، وأبي إسرائيل الملائي.

روى عنه : البخاري ، وإبراهيم بن محمد بن دهقان ، وإبراهيم بن نصر الرازي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في النسائي ، وأبو بكر أحمد ابن أبي خيثمة ، وأحمد بن سليمان الرهاوي في عمل اليوم والليلة ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي في النسائي وابن ماجة ، وأحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي ، وأحمد بن يحيى بن زكريا الأودي الصوفي ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وإسحاق ابن سيار النصيبي ، وإسماعيل بن محمد المزني ، وحرمي بن يونس بن محمد المؤدب في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والحسن بن سلام السواق ، والحسن بن علي بن حرب الموصلي ، والحسن بن علي الخلال في ابن ماجة ، وحفص بن عمر ابن الصباح الرقي ، وزيدان بن يزيد البجلي والد عبد الله بن زيدان ، وسلمة بن شبيب ، وصالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان في ابن ماجة ، وعباس بن محمد الدوري ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في ابن ماجة ، وأبو العباس

٣٥٤

عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ، وعبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى في عمل اليوم والليلة ، وعلي بن سهل بن المغيرة البزاز ، وعلي بن عثمان النفيلي ، وعلي بن المنذر الطريقي في ابن ماجة ، وفهد بن سليمان المصري ، والقاسم بن إسماعيل الهاشمي ، والقاسم بن خليفة الكوفي ، ومحمد بن إسحاق البكائي في ابن ماجة ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني ، ومحمد ابن عامر الرملي ، ومحمد بن عمارة الأسدي ، وأبو كريب محمد بن العلاء ، ومحمد ابن يحيى الذهلي في النسائي وابن ماجة ، ومعاوية بن صالح الأشعري الدمشقي في النسائي ، وهارون بن اسحاق الهمداني ، وهارون بن عبد الله الحمال في مسلم وأبي داود ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن عبد الملك الواسطي أخو محمد بن عبد الملك الدقيقي ، ويوسف بن موسى القطان في الترمذي ، وأبو حاتم في مسند عليعليه‌السلام ، وأبو زرعة الرازيان ، وأبو زرعة الدمشقي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، ومسلم(3) ، وسنن أبي داود(4) ، وابن ماجة(5) ، والترمذي(6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 27 / 87.

2 ـ صحيح البخاري : 1 / 50 ، باب الماء الذي يغسل به شعر الانسان ، وج 4 / 90.

3 ـ صحيح مسلم : 3 / 1298 ، كتاب القسامة والمحاربين ، باب حكم المحاربين والمرتدين ، الحديث 13.

4 ـ سنن أبي داود : 4 / 308 ، كتاب الأدب ، باب كم مرة يشمت العاطس ، الحديث 5036.

5 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 33 ، المقدمة ، الحديث 84 ، وص 95 ، المقدمة ، ذيل الحديث 256 ، وص 630 ، كتاب النكاح ، باب تزويج العبد بغير إذن سيده ، الحديث 1959.

6 ـ سنن الترمذي : 1 / 12 ، الباب ( 5 ) الحديث 7.

٣٥٥

[ 105 ] محمد بن جحادة ( ـ 131 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : محمد بن جحادة الكوفي ، أحد الأئمة الثقات(1) .

وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : محمد بن جحادة من الثقات(2) .

وقال النسائي : ثقة(3) .

وعده ابن حبان في الثقات(4) .

2 ـ تشيّعه :

قال عبد الله بن أحمد : كتب إلي ابن خلاد قال : سمعت يحيى بن سعيد ، عن أبي عوانة وقال : كان محمد بن جحادة يغلو في التشيّع(5) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(6) .

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء : 6 / 174 الرقم 82 ، الكاشف : 3 / 14 الرقم 4815.

2 ـ العلل ومعرفة الحديث : 2 / 96 الرقم 1679 ، الجرح والتعديل : 7 / 222 الرقم 1227.

3 ـ تهذيب الكمال : 24 / 578.

4 ـ كتاب الثقات : 7 / 404 ، وقال : كان عابدا ناسكا.

5 ـ العلل ومعرفة الرجال : 3 / 93 الرقم 4335.

6 ـ تقريب التهذيب : 2 / 150 الرقم 100.

٣٥٦

وقال المزي : روى عن : أبان بن أبي عياش ، وإسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي ، وأنس بن مالك ، وأبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي ، وبكر بن عبد الله المزني ، وأبيه جحادة ، وحجاج بن حجاج الباهلي في النسائي ، والحر بن الصباح ، والحسن البصري ، والحكم بن عتيبة في مسلم والنسائي ، وحميد الشامي في أبي داود وكتاب التفسير لابن ماجة ، وذكوان أبي صالح السمان ، ورجاء بن حيوة ، وزبيد اليامي في النسائي ، وزياد بن علاقة في ابن ماجة ، وسلمة بن كهيل ، وسليمان بن بريدة ، وسليمان بن أبي هند ، وسليمان الأعمش ، وسماك بن حرب ، وطلحة بن مصرف ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي ، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، وعبد الجبار بن وائل بن حجر في مسلم وأبي داود ، وعبد الحميد بن صفوان ، وأبي قيس عبد الرحمان بن ثروان الأودي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبدة بن أبي لبابة في عمل اليوم والليلة ، وأبي حصين عثمان بن عاصم الأسدي في البخاري والنسائي ، وعطاء بن أبي رباح في الترمذي ، وعطية العوفي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعلي بن الأقمر ، وعمرو بن دينار في ابن ماجة ، وعمرو بن شعيب ، وفرات القزاز ، وقتادة ، ومحمد بن عجلان ، ومسلم الملائي ، ومغيرة بن عبد الله اليشكري ، ومنصور بن المعتمر ، ومورق مولى أنس بن مالك ، ونافع مولى ابن عمر في ابن ماجة ، ونعيم بن أبي هند ، والوليد صاحب النبهي ، ويزيد بن حصين ، ويزيد بن حمير الشامي ، وأبي إسحاق السبيعي في عمل اليوم والليلة ، وأبي حازم الأشجعي في البخاري وأبي داود ، وأبي الزبير المكي ، وأبي صالح مولى ام هانئ في أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

روى عنه : إسرائيل بن يونس في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وابنه إسماعيل بن محمد بن جحادة ، وأغلب بن تميم ، وبرد بن سنان أبو العلاء الشامي ،

٣٥٧

والحسن بن أبي جعفر الجفري في ابن ماجة ، وحصين بن نمير ، وحماد بن زيد ، وداود بن الزبرقان ، وزهير بن معاوية في النسائي وابن ماجة ، وزياد بن خيثمة ، وزياد بن عبد الله البكائي ، وزيد بن أبي أنيسة ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وشريك بن عبد الله في الترمذي ، وشعبة بن الحجاج في البخاري وأبي داود ، والصلت بن الحجاج ، وعبد الله بن عون ، وعبد الحكيم بن منصور ، وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ، وعبد الوارث بن سعيد في مسلم وأبي داود وابن ماجة والترمذي والنسائي ، وأبو روق عطية بن الحارث الهمداني ، وعمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار ، وعمران القطان في ابن ماجة ، وفضيل بن غزوان ، ومالك بن مغول ، ومسعر بن كدام ، ومفضل بن صالح الأسدي ، وهمام بن يحيى في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي ، ووهيب بن خالد ، ويحيى بن عقبة بن أبي العيزار(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، ومسلم(3) ، وسنن أبي داود(4) ، والنسائي(5) ، وابن ماجة(6) ، والترمذي(7) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 24 / 575 الرقم 5114.

2 ـ صحيح البخاري : 3 / 54 ، كتاب الاجارة ، باب كسب البغي والاماء.

3 ـ صحيح مسلم : 2 / 301 ، كتاب الصلاة ، الحديث 401.

4 ـ سنن أبي داود : 1 / 192 ، كتاب الصلاة ، باب رفع اليدين في الصلاة ، الحديث723.

5 ـ سنن النسائي : 3 / 245 ، كتاب قيام الليل ، باب القراءة في الوتر.

6 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 502 ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور ، الحديث 1575.

7 ـ سنن الترمذي : 2 / 136 ، أبواب الصلاة ، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجدا ، الحديث 320.

٣٥٨

[ 106 ] محمد بن راشد الخزاعي ( ـ 160 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : محمد بن راشد المكحولي الدمشقي المحدث(1) ، نزيل البصرة(2) .

وقال النسائي : ثقة(3) .

وقال أبو حاتم : كان صدوقا ، حسن الحديث(4) .

قال البخاري : وقال عبد الرزاق : ما رأيت رجلا في الحديث أورع منه(5) .

وقال يعقوب بن شيبة : صدوق(6) .

2 ـ تشيّعه :

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عن محمد بن راشد ، فقال : قال

__________________

1 ـ المحدث : هو من مهر في الحديث رواية ودراية وميز سقيمه من صحيحه ، وعرف علومه واصطلاحات أهله والمؤتلف والمختلف من رواياته وضبط ذلك عن أئمة هذا العلم ، كما عرف غريب ألفاظ الحديث وغير ذلك بحيث يصلح لتدريسه وإفادته. اصول الحديث : 448.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 3 / 343 الرقم 125 ، وفي تهذيب الكمال : 25 / 187 محمد بن راشد الخزاعي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو يحيى الشامي ، الدمشقي.

3 ـ تهذيب الكمال : 25 / 190.

4 ـ الجرح والتعديل : 7 / 253 الرقم 1385.

5 ـ مختصر تاريخ دمشق : 22 / 158 الرقم 200 ، التاريخ الكبير : 1 / 81 الرقم212.

6 ـ تاريخ بغداد : 5 / 273.

٣٥٩

أبو النضر : كنت اوصي شعبة بالرصافة ، فدخل محمد بن راشد هذا ، يعني المكحولي ، فقال شعبة ما كتب عنه؟ أما إنه صدوق ولكنه شيعي(1)

وقال محمد بن إبراهيم الكناني : سألت أبا حاتم عن محمد بن راشد ، فقال : كان رافضيا(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(3) .

وقال المزي : روى عن : داود بن الأسود ، وسفيان الثوري ـ وهو من أقرانه ـ ، وسليمان بن موسى في الكتب الستة ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وأبي امية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري ، وعبدة بن أبي لبابة ، وأبي وهب عبيدالله بن عبيد الكلاعي ، وعثمان بن عمر بن موسى التيمي ، وعمرو بن عبيد ، وعمران القصير ، وعوف الأعرابي ، وليث بن أبي رقية في كتاب الناسخ والمنسوخ ، ومكحول الشامي في أبي داود ، ويحيى بن يحيى الغساني ، ويزيد بن يعفر.

روى عنه : بشر بن الوليد الكندي ، وبقية بن الوليد في أبي داود ، وحبان بن هلال في الترمذي ، والحسين بن ابراهيم بن أشكاب ، وحفص بن عمر الحوضي في أبي داود ، وخالد بن يزيد السلمي في أبي داود وابن ماجة ـ والد محمود بن خالد ـ ، وخليل في أبي داود ، وزيد بن أبي الزرقاء في أبي داود ، وسفيان الثوري في كتاب

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 25 / 188.

2 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 543 الرقم 7508 ، وقال : ثم تأملت فوجدته خزاعيا ، وخزاعة يوالون أهل البيت.

3 ـ تقريب التهذيب : 2 / 160 الرقم 208.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

العلم فيعلم بها ويكون ذلك العلم رؤية له ( أي علماً له )(١) .

وفي القولين الأخيرين محاولة لتصحيح الرؤية مع التحفّظ على التنزيه، ولكنّها غير ناجعة لأنّ الحسّ السادس إذا كان حسّا، لا يتعلّق إلّا بالمادّة والمادّيّات، والله سبحانه فوقها، وأمّا تحوّل العين إلى القلب وتصحيح الرؤية بالعلم فهو خارج عن البحث، فإنّ البحث إنّما هو رؤية الله بالعيون والأبصار المتعارفة لا بالقلب. فالمعتزلة والخوارج وطوائف من المرجئة والإمامية والزيديّة ينكرونها وأهل الحديث والأشاعرة يثبتونها ولولا ظواهر بعض الآيات والأحاديث الواردة في المقام، لالتحقت الأشاعرة بالعدليّة في نفي الرؤية، ولكنّها صدّتهم عن التنزية في المقام.

ما هي حقيقة الرؤية ؟

إنّ في الرؤية قولين معروفين :

١ ـ انعكاس صورة المرئيّ بواسطة الهواء الشفّاف الذي لا لون له فلا يستر ما ورائه إلى الرطوبة الجليدية التي في العين وانطباعها في جزء منها، وذلك الجزء الذي تنطبع فيه الصورة، زاوية رأس مخروط متوّهم، لا وجود له أصلاً، قاعدته سطح المرئيّ، ورأسه عند الباصرة(٢) .

٢ ـ يخرج من العين جسم شعاعيّ على هيئة المخروط المتحقّق، رأسه على العين وقاعدته تلي المبصر، والإدراك التام إنّما يحصل من الموضع الذي هو موضع سهم المخروط.

هذان القولان يتعلّقان بالقدماء من الطبيعيين.

والأوّل لمدرسة أرسطو، والثاني لغيره، وقد كشف العلم الحديث عن حقيقة

__________________

(١) مقالات الإسلاميين: ص ٢٦١ ـ ٢٦٥ و ٣١٤.

(٢) مقالات الإسلاميين: ص ٣٢١.

٤٢١

الرؤية بعد دراسة تركيب العين وأجهزتها، وحداهم البحث إلى دعم القول الأوّل لكن بصورة أدق، وعلى ذلك فالرؤية بالأبصار والعيون المتعارفة لا تتحقّق إلّا أن يكون المرئيّ في جهة ومكان ومسافة خاصّة بينه وبين الرائي، ولا محيص في تحقّق الرؤية عن المقابلة، وفي ضوء ذلك نحكم بامتناع وقوع الرؤية على الله سبحانه لاستلزامه كونه ذا جهة ومكان خاص حتى تتحقّق الرؤية، وما ذكرناه وإن كان كافياً في إبطال الرؤية ولكن تكميلاً للبحث نأتي بأدلّة المنكرين وهو دليل واحد يقرّر بوجوه.

تقرير أدلة المنكرين بوجوه أربعة :

« إنّ الله تعالى ليس في جهة ولا في مكان بدليل أنّ ما كان في الجهة والمكان مفتقر إليهما وهو محال عليه. والله تعالى ليس بمرئيّ بدليل أنّ كل مرئي لابد أن يكون في جهة(١) .

وكل من نفى الرؤية يعتمد على ذلك البرهان وحاصله أنّ الرؤية إنّما تصحّ لمن كان مقابلاً أو في حكم المقابل والمقابلة إنّما تكون في حقّ الأجسام ذوات الجهة والله تعالى ليس في جهة فلا يكون مرئياً.

ويمكن تقرير البرهان بصورة اُخرى وهو أنّ الرؤية إمّا أن تقع على الذات كلّها أو على بعضها، فعلى الأوّل يلزم أن يكون محدوداً متناهياً محصوراً شاغلاً لناحية من النواحي وخلوّ النواحي الاخرى منه تعالى وذلك مستحيل، وإمّا أن تقع على بعض الذات فيلزم أيضا أن يكون مركبّاً متحيّزاً ذا جهة إلى غير ذلك من التوالي الفاسدة الباطلة المرفوضة في حقّه تعالى.

هذا ويمكن تقريره بوجه ثالث هو أنّ الرؤية بأجهزة العين نوع إشارة بالحدقة وهو سبحانه منزّه عن الإشارة.

__________________

(١) مجموعة الرسائل العشر، المسئلة ١٦ ـ ١٧.

٤٢٢

وبتقرير رابع: إنّ الرؤية لا تتحقّق إلّا بانبعاث أشعّة من المرئيّ إلى أجهزة العين وهو يستلزم أن يكون سبحانه جسماً ذات أبعاد ومعرضاً لعوارض وأحكام جسمانيّة وهو المنزّه عن كلّ ذلك(١) .

وهذه التقارير الأربعة تعتمد لبّاً على أمر واحد: وهو أنّ تجويز الرؤية يستلزم كونه جسماً أو جسمانيّاً غير أنّ الطرق مختلفة، والأوّل يعتمد على أنّ الرؤية تستلزم أن تكون ذا جهة وحيّز، والثاني يعتمد على كونه سبحانه متناهية إذا وقعت الرؤية على تمام الذات أو مركّبة إذا وقعت على بعضها، والثالث يعتمد على أنّها تستلزم الإشارة، وهو فوق أن يقع في إطارها، والرابع يعتمد على أنّها تستلزم أن يكون جسماً وذا عوارض جسمانيّة.

والحاصل أنّ إثبات الرؤية والأبصار بغير مقابلة وجهة مع كون الرؤية بالعيون والأبصار كالجمع بين وجود الشيء وعدمه نظير تصوّر كون المربّع فاقداً لبعض أضلاعه وهو في الوقت نفسه مربّع تام.

وما ربّما يظهر من بعض محقّقي الأشاعرة من الجمع بين الرؤية وعدم الجهة وما يشابهها محاولة باطلة(٢) لا تليق أن تسطّر.

وربّما يتصوّر أنّ كون ما في الآخرة يغاير ما في الدنيا، فلعلّ الرؤية هناك متحقّقة بلا جهة واشارة، وهذا أشبه بالسفسطة، فإنّ المراد من المغايرة هو كون ما في الآخرة أكمل ممّا في الدنيا، لا المغايرة من حيث الماهيّة والواقعيّة، والقواعد العقليّة لا تخصّص بل هي سائدة في الدارين.

__________________

(١) لاحظ أنوار الملكوت في شرح الياقوت: ص ٨٢ ـ ٨٣، واللوامع الالهية: ص ٨١ ـ ٨٢ وقواعد المرام في علم الكلام ـ للشيخ ميثم بن على البحراني المتوفّى عام ٦٨٩ ـ وكشف المراد: ص ١٨٢.

(٢) لاحظ شرح التجريد للفاضل القوشجي.

٤٢٣

القرآن يتلقى الرؤية أمراً منكراً

إنّ الدقّة في الآيات الواردة حول الرؤية وسؤال بني اسرائيل إيّاها من نبيّهم يقف على أنّ القرآن يقابلها بالاستنكار الشديد فيتلقّاها أمراً منكراً.

١ ـ قال سبحانه:( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ) ( البقرة / ٥٥ ).

٢ ـ قال سبحانه:( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ) ( النساء / ١٥٣ ).

٣ ـ وقال سبحانه:( وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إلّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ) ( الأعراف / ١٥٥ ).

٤ ـ وقال سبحانه:( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ ) ( الأعراف / ١٤٣ ).

ومن أمعن في هذه الآيات من دون رأي مسبق يقف على أنّ القرآن يستنكر رؤية الله ويقابل من يطلبها، بالصاعقة والرجفة واللّوم، فمع هذه النصوص كيف يمكن لنا القول بجواز رؤيتها في الدنيا والآخرة، أو في خصوص الآخرة ؟ فإنّ الأحكام العقليّة لا تقبل التخصيص، فالجمع بين الضدين أو النقيضين محال في الدارين، وهكذا القواعد الرياضيّة صادقة فيهما، فهي لا تتخلّف في ظرف من الظروف وإلّا صارت قضايا مشكوكة غير منتجة.

٤٢٤

سبحانك أنت القائل:( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ ) .

سبحانك أنت القائل:( لَن تَرَانِي ـ يا موسى ـ) مقروناً بلن للتأبيد في النفي.

سبحانك أنت القائل:( وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) .

إنّ الذين يتمنّون رؤيته في الدنيا والآخرة إنّما يتمنّون أمراً محالاً غافلين أنّ العيون لا تدركه بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان، فهو قريب من الأشياء، غير ملابس، بعيد عنها غير مبائن(١) .

إنّ المصرّين على جواز الرؤية يتخيّلون أنّها عقيدة إسلامية وردت في الكتاب والسنّة ولكنهم غفلوا عن أنّها طرحت من قبل الأحبار والرهبان بتدليس خاص، فهم الأساس لهذه المسائل التي لا تجتمع مع قداسته وتنزيهه سبحانه، فهذا هو العهد العتيق مليء بالأخبار عن رؤيته تعالى وإليك مقتطفات منه :

١ ـ « رأيت السيّد جالساً على كرسي عال فقلت: ويل لي لأنّ عينيّ قد رأتا الملك ربّ الجنود » ( أشعياء / ٦: ١ ـ ٦ ). والمقصود من السيّد هو الله جلّ ذكره.

٢ ـ « قد رأيت الربّ جالساً على كرسيّه وكل جند البحار وقوف لديه » ( الملوك: الأوّل / ٢٢ ).

ومن أراد التبسّط في ذلك فليرجع إلى سفر التكوين قصة آدم وحواء وقصة يعقوب وإبراهيم ترى فيها أشياء واُموراً ممّا يندى له الجبين ويخجل القلم عن الإشارة إليه.

غير أنّ المغفلين من أهل الحديث أخذوا بالأحاديث الموضوعة على وفق ما جاء في العهدين حقائق راهنة، فاتخذوا الرؤية عقيدة إسلامية شوّهوا بها المذهب.

__________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١٧٤.

٤٢٥

أدلة القائلين بالرؤية

إنّ القائلين بالرؤية استدلّوا بآيتين :

١ ـ قوله سبحانه:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ *إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ *وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ *تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ) ( القيامة / ٢٢ ـ ٢٥ ). وقد شغلت هذه الآية بال الأشاعرة والمعتزلة.

المثبّتون يصرّون على أنّ النظر في « الناظرة » بمعنى الرؤية، والنافون يصرّون بأنّه بمعنى الانتظار، والفريقان يتصارعان في تفسير الآية مستشهدين ببعض الأشعار والجمل.

غير أنّا نضرب على الكلّ صفحاً لأنّ البحث فيهما يستدعي تفصيلاً، ولكن نلفت نظر المستدلّين بها إلى أمرين ولو تدبّروا فيهما تدبر إنسان حر غير متأثّر بآراء قومه ونحلته، لعرفوا أنّ الآية لا تدل على مقصودهم بتاتاً.

١ ـ ترى أنّه سبحانه يقول:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ *إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) فينسب النظر إلى الوجوه لا العيون، فلو كان المراد أنّ أهل الجنة ينظرون إليه سبحانه ويرونه فلماذا نسب الرؤية إلى الوجوه مع أنّه قائم بالعيون وهذا يدلّ على أنّ « ناظرة » في الآية وإن كانت بمعنى الرؤية لكنها تهدف إلى معنى آخر غير الرؤية الحسّيّة، وإنّ النظر في المقام كنظر الفقير إلى الغني، والخادم إلى مخدومه، والمرؤوس إلى رئيسه فالكل ينظرون إلى أسيادهم لكن نظراً معنوياً لا حسّياً.

٢ ـ إنّ الآيات تشتمل على جمل متقابلة، فلو كان هناك إجمال في إحدى الجمل يصحّ تفسيره بمقابله ومقارنه الواضح، وإليك مقارنة هذه الجمل.

أ ـ « وجوه يومئذ ناضرة »

يقابلها قوله: « وجوه يومئذ باسرة »

ب ـ « إلى ربّها ناظرة »

يقابلها قوله: « تظن أن يفعل بها فاقرة ».

فلو كان هناك إبهام في أحد المتقابلين، يرفع بالمقابل إبهام المقابل الآخر ،

٤٢٦

فهلمَّ معي نستوضح معنى « إلى ربّها ناظرة ».

فهل المقصود الجدّي هو النظر والرؤية ؟

أو هو التوقّع والانتظار ؟

فيمكن رفع الابهام وامعان النظر في مقابله أعني: « تظن أن يفعل بها فاقرة » فإنّ مفاده أنّ الطائفة العاصية تتوقّع نزول عذاب يكسر فقارها ويقصم ظهرها، فيكون ذلك قرينة على أنّ المراد من مقابله خلاف ذلك، وأنّ هٰؤلاء المطيعين يتوقّعون خلاف ما تتوقّعه الطائفة الاُخرى يتوقعون فضله وكرمه ورحمته وأين هذا من الرؤية ؟

بذلك يظهر أنّ التركيز على الوجوه دون العيون لأجل إفادة هذا المعنى، أي أنّ وجوها تنتظر العذاب، وأن وجوهاً متوجهةً إلى الباري تنتظر الرحمة.

وهذا نظير قول القائل :

إنّي إليك لما وعدت لناظر

نظر الفقير إلى الغني الموسر

ويقال: أنظر إلى الله ثمّ إليك.

فإنّ النظر في هذه الموارد وإن كان بمعنى الرؤية، ولكنّها كناية عن انتظار الرحمة، فقول التلميذ لاُستاذه، والولد لوالده، والخادم لسيده: « أنا أنظر إليك » بهذا المعنى.

وقال آخر :

وجوه ناظرات يوم بدر

إلى الرحمان يأتي بالفلاح

أي منتظرات لإتيانه تعالى بالنصرة والفلاح.

وقال أيضاً :

كل الخلائق ينظرون سجاله

نظر الحجيج الى طلوع هلال

أي ينتظرون عطاياه انتظار الحجّاج لظهور الهلال وطلوعه.

٤٢٧

حتى لو كان النظر في الآية بمعنى الانتظار، أو بمعنى الرؤية، لا تدلّ على رؤيته سبحانه يوم القيامة، بل ليست بصدد هذا الأمر أصلاً، ولا فرق بين تفسير الكلمة بالنظر، أو الانتظار.

وما ربّما يتصوّره البعض من أنّ « ناظرة » لو كانت بمعنى الرؤية تمّت دلالة الآية، ولو كانت بمعنى الانتظار لم تتم ولم تدل، كلام سطحي ينمّ عن عدم تعمّق في السياق الذي جاءت به الآية كما ستعرف.

وخلاصة القول: إنّ الآية ـ سواء من النظر فيها بمعنى الانتظار أو الرؤية ـ تهدف أمراً آخر، لا ارتباط له بمسألة الرؤية أصلاً، ولا يعرف هذا إلّا بمقارنة الآية المذكورة بالآيات المقابلة لها.

فإنّ الآية الثانية أي( إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) يبيّن ما هو المتوقّع عند المؤمنين كما أنّ الآية الرابعة أي( تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ) يبين ما هو المتوقع عند العاصين، فحيث كان المقصود في الآية الرابعة هو توقّع العصاة للعذاب الإلهي كان المقصود في الآية الثانية ( بحكم التقابل ) هو توقّع المطيعين المتّقين الرحمة الإلهية، وهذا هو هدف الآية الثانية، فتفسير النظر برؤية جماله وذاته غريب عن مرمى الآية وهدفها.

إذا عرفت هذا فلا يتفاوت بأن يفسر « ناظرة » بمعنى الانتظار، فيكون معناه المطابقي هو انتظار رحمته بدل انتظار عذابه، أو يفسّر بالرؤية فيكون المراد منه ـ بالمآل ـ انتظار الرحمة، لأنّ الرؤية في هذه الموارد تكون كناية عن انتظار الرحمة، وتوقع اللطف من الجانب الآخر.

يقال: فلان ينظر إلى يد فلان، ويراد منه أنّه معدم محتاج، ليس عنده شيء، وإنّما يتوقع أن يعطيه ذلك الشخص، فما أعطاه ملكه، وما منعه حرم منه.

وهذا ممّا درج عليه الناس في محاوراتهم العرفية اليوميّة إذ يقول أحدنا لصديقه الذي يتوقّع منه المعونة والمدد :

٤٢٨

« إنّما ننظر إلى الله ثم إليك ».

وهذا مؤلّف « أقرب الموارد » عند ما يذكر هذا المثال يفسّره بقوله: « إنّما أتوقع فضل الله ثم فضلك ».

فالكلام هو عن توقّع الرحمة ووصولها وشمولها وعدم توقّعها ووصولها وشمولها.

ولنا في الكتاب العزيز نظير لهذا، إذ يقول سبحانه :

( وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ ) ، فكل هذا كناية عن طردهم عن ساحته، ويشعر بذلك قوله في الآية المتقدمة عليها( بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ ) .

فالآيتان بهذا الشكل من حيث الموضوع والحكم.

من أوفى بعهده واتقى ; يحبّه الله.

ومن اشترى بعهد الله وإيمانه ; لا يكلّمهم الله ولا ينظر إليهم.

فبقرينة المقابلة بين الجزئين يعلم أنّ المرا د هو حبّه سبحانه المستلزم للجزاء الحسن، وعدم حبّه المستلزم للجزاء السيء.

فالمراد ب‍ « لا ينظر إليهم » ليس هو عدم رؤية الله لهم ومشاهدتهم، فالرؤية وعدم الرؤية ليست أمراً مجدياً أو ضارّاً إنّما ايصال الرحمة وعدم ايصالها للشخص هو النافع أو المضرّ بحاله، فيكون جملة « لا ينظر إليهم » كناية عن عدم اللطف والرحمة.

وهذه الآية شغلت ـ مع الأسف ـ بال المعتزلة والأشاعرة قروناً عديدة فركّزوا البحث في تحديد معنى « ناظرة » وأنّها بمعنى الانتظار أو الرؤية، فكلّ استظهر مايطابق مختاره، وقد غفلوا عن مفتاح حل المشكلة، وأنّه يجب ملاحظة الآية من حيث السياق والهدف والقرائن الحافة بها.

٤٢٩

هذا ويؤيّد ما ذكرناه من أنّ النظر ولو كان بمعنى الرؤية ليس المقصود منه الرؤية البصريّة الحسّيّة بل المراد هو الكناية عن انتظار الرحمة الإلهية، وتقديم المفعول وهو « إلى ربّها » على العامل وهو « ناظرة » نظير قوله تعالى:( إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرُّ ) ونظائرها، فإنّ تقديم المفعول يدل على معنى الاختصاص لأنّ الإنسان لا يتوقّع هنا إلّا رحمة الله وعنايته ولطفه، وأمّا النظر بمعنى الرؤية، فلا ينحصر بالله لأنّ الناس ينظرون إلى غير الله أيضاً كما تدلّ عليه آيات وروايات.

قال الزمخشري: « معلوم أنّهم ينظرون إلى أشياء لا يحيط بها الحصر، ولا تدخل تحت العدد في محشر يجتمع فيه الخلائق كلّهم، فإنّ المؤمنين نظّارة ذلك اليوم لأنّهم الآمنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فاختصاصه بنظرهم إليه ـ لو كان منظوراً ـ محالٌ فوجب حمله على معنى يصحّ معه الاختصاص، والذي يصحّ معه أن يكون من قول الناس: أنا إلى فلان ناظر، ما يصنع بي تريد معنى التوقّع والرجاء ومنه قول القائل :

وإذا نظرت إليك من ملك

والبحر دونك زدتني نعما(١)

نعم أورد عليه صاحب « الإنتصاف » بقوله :

« إنّ المتمتّع برؤية جمال وجه الله تعالى لا يصرف عنه طرفه، ولا يؤثّر عليه غيره ولا يعدل به ـ عزّ وعلى ـ منظوراً سواه، وحقيق له أن يحصر رؤيته إلى من ليس كمثله شيء، ونحن نشاهد العاشق في الدنيا إذا أظفرته برؤية محبوبه لم يصرف عنه لحظة، ولم يؤثر عليه، فكيف بالمحبّ منه عزّ وجلّ إذا أحظاه للنظر إلى وجهه الكريم »(٢) .

أقول: لو صحّ ما ذكره صاحب « الإنتصاف » وأنّ النظر إنّما هو بمعنى الرؤية البصرية الحسّيّة، وإنّ المؤمن ينظر إلى الله سبحانه، وإنّ جمال الله تعالى يجذبه ،

__________________

(١) الكشاف: ج ٤، ص ١٦٥.

(٢) نفس المصدر.

٤٣٠

لزم قصر النظر يوم القيامة عليه سبحانه لأنّه لا يعدل به غيره، ولزم أن لا ينظر إلى سواه لأنّ غيره في مقابله ليس بديعاً ولا جميلاً جاذباً مع أنّا نرى أنّ الآيات والروايات تتحدّث عن نظر الإنسان في ذلك اليوم إلى أشياء غيره تعالى كما هو واضح لمن أمعن النظر في الآيات الواردة حول الجنّة وأهلها وقصورها وحورها وفواكهها و فعلى قول صاحب « الانتصاف » يترك كل ذلك سدى ولا ينصرف المؤمن من رؤية الله إلى غيرها وهو كما ترى.

٢ ـ الآية الثانية :

قال تعالى:( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ) .

وجه الاستدلال انّه لو كانت الرؤية ممتنعة لكان موسى واقفاً عليه وعندئذ لما أقدم على السؤال والسؤال دليل على الامكان(١) .

والجواب يتوقّف على بيان اُمور :

١ ـ هل كان هناك ميقات واحد أو ميقاتان ؟

جاءت قصّة ميقات موسى في آيتين :

الأولى: قوله سبحانه:( وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إلّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاءُ وَتَهْدِي مَن تَشَاءُ أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ) ( الأعراف / ١٥٥ ).

الثانية:( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ

__________________

(١) شرح التجريد للقوشجي: ص ٣٢٩.

٤٣١

جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ ) ( الأعراف / ١٤٣ ).

فعندئذ يجب امعان النظر في أنّه هل كان هناك ميقاتان أو ميقات واحد ذو شأن خاص. قال سبحانه:( وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَىٰ لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ ) ( الأعراف / ١٤٢ ).

وقال سبحانه:( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ *ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( البقرة / ٥١ ـ ٥٢ ).

فهاتان الآيتان تعرضان عن ميقات واحد وأنّه كان في بدء الأمر ثلاثين ليلة ثم تمّم بعشر، ولو كان هناك ميقات آخر مثله أو أزيد أو أقل كان المناسب ذكره والتنويه به.

٢ ـ هل مات القوم بالصاعقة أو الرجفة ؟

إذا كان هناك ميقات واحد وقد هلك فيها قوم موسى بعذاب الله، فما كان السبب في موتهم هل كان هو الرجفة أو الصاعقة ؟ نرى أنّه سبحانه نسب موتهم في بعض الآيات إلى الصاعقة ( البقرة / ٥٥ والنساء / ١٥٣ ) وفي البعض الآخر إلى الرجفة ( الأعراف / ١٥٥ ).

والجواب: إنّ المراد بالرجفة رجفة الصاعقة، لا الرجفة في أبدانهم وله نظير في القرآن الكريم، مثلاً يقول في قوم صالح:( فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) ( الأعراف / ٧٨ ).

وقال فيهم أيضاً:( فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ( فصّلت / ١٧ ).

٤٣٢

والصواعق السماوية لا تخلو من صيحة هائلة تقارنها ولا ينفك ذلك غالباً عن رجفة الأرض وهي نتيجة الاهتزاز الجوي الشديد، فالظاهر أنّ عذابهم كان بصاعقة سماوية اقترنت بصيحة هائلة ورجفة في الأرض فأصبحوا في دارهم أي في بلدهم جاثمين ساقطين على وجوههم وركبهم.

٣ ـ هل كان هناك سؤالان أو سؤال واحد ؟

إنّ الكليم لـمّا أخبر قومه بأنّ الله كلّمه وقرّبه وناجاه، قالوا: لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت، فاختار منهم سبعين رجلاً لميقات ربّه فخرج بهم إلى طور سيناء، وسأل ربّه أن يكلّمه فلمّا سمعوا كلامه قالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، وعند ذلك أخذتهم الصاعقة بظلمهم وعتوّهم واستكبارهم.

وإليه يشير قوله سبحانه:( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللهَ جَهْرَةً ) ( البقرة / ٥٥ ).

وقوله:( فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً ) ( النساء / ١٥٣ ).

وقوله:( وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ ) .

كل هذه الآيات راجعة إلى هذه الحادثة أي سؤال قوم موسى منه أن يريهم ربّهم ثمّ إنّ الكليم طلب منه سبحانه أن يحييهم حتى يدفع اعتراض قومه عن نفسه إذا رجع إليهم، فلربّما قالوا: إنَّك لم تك صادقاً في قولك: إنّ الله يكلّمك، ذهبت بهم فقتلتهم، فعند ذلك أحياهم الله وبعثهم معه، وإلى هذا الطلب يشير قول الكليم في الآية الثالثة :

( رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ ) .

ثمّ إنّ قومه بعد الإحياء وقفوا على أنّه لا يمكنهم رؤيته سبحانه، فطلبوا منه أن

٤٣٣

يسأل موسى الرؤية لنفسه لا لهم حتى تحل رؤيته لله مكان رؤيتهم فيؤمنوا به بعد إخباره بالرؤية أو يسمعوا كلامه بأنّه لا يرى، وعندئذ أقدم الكليم على السؤال تكبيتاً لهٰؤلاء واسكاتاً لهم، وبما أنّه لم يقدم إلّا إثر الإصرار من جانبهم لم يوجّه إلى الكليم من جانبه سبحانه أي لوم وعتاب أو مؤاخذة وعذاب بل اكتفى بقوله:( لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ ) .

وبعبارة اُخرى إنّ موسى كان من أعلم الناس بالله وصفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز، ولكن ما كان طلب الرؤية إلّا لتكبيت هٰؤلاء الذين وصفهم بأنّهم سفهاء وتبرّأ من فعلهم، فبما أنّهم لجّوا وتمادوا وقالوا بأنّهم لا يؤمنون به حتى يراه موسى ويخبرهم به أو يسمعوا النص من عند الله باستحالة ذلك وهو قوله « لن تراني » فطلب موسى الرؤية ليسمعوا كلامه ويزول ما دخلهم من الشبهة، ولأجل ذلك قال:( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) ولم يقل ( ربّ أَرهم ينظروا إليك ).

ويؤيّد تعدّد السؤال مع كون الميقات واحد، أمران :

١ ـ إنّ الرجفة عمّت جميع الحاضرين في الميقات إلّا موسى نفسه فانّه لم يصبه شيء بل شاهد باُمّ عينيه أنّهم ماتوا إثر نزول العذاب.

قال سبحانه:( فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ ) فإنّ الظاهر من ترتّب « قال » على قوله « فلمّا أخذتهم » إنّ موسى لم يصبه شيء حتى الاغماء والغشيان بل قال ما قال بعد موتهم بلا فصل.

وأمّا عند ما تصدّى موسى نفسه للسؤال وقال أرني أنظر إليك، كانت نتيجة ذلك سقوطه صعقاً ثمَّ إفاقته وتوبته وإنابته، فأصابه شيء لم يصبه عند السؤال الأوّل.

وحاصل هذا الوجه أنّه يمكن استكشاف تعدّد الواقعة باختلاف الأثر وهو كونه٧ سالماً غير مصاب بشيء في الواقعة الاُولى وكونه صعقاً في الواقعة الثانية، وهذا يكشف عن تعدّد السؤال.

٤٣٤

٢ ـ نرى أنّه سبحانه يذكر سؤال القوم مع نزول الصاعقة والرجفة، ويذكر السؤال الثاني بتجلّي الرب على الجبل وصيرورته دكّاً وسقوط موسى صعقاً، ثمّ إفاقته وإنابته من دون ذكر لطروء شيء على قوم موسى، فالقول بوحدة الواقعتين لا ينسجم مع ظواهر هذه الآيات.

ما وجه تقديم سؤال موسى على سؤال قومه ؟

إنّ هذا التقرير يعرب عن أنّ قوم موسى تقدّموا بالسؤال أوّلاً فأخذتهم الصاعقة فبعدما أحياهم سبحانه تقدّم موسى إلى السؤال ثانياً بإلحاح قومه حتى يرى موسى ربّه أو يُسمِع لهم كلام الرب بأنّه لا يمكن رؤيته، وعلى هذا كان الأليق تقديم سؤال القوم على سؤال موسى مع أنّ المصحف الكريم حكى سؤال موسى أوّلاً بقوله:( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) ( الأعراف / ١٤٣ ).

ثمّ حكى سؤال قومه في الآية رقم ١٥٥ من تلك السورة أعني قوله:( وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ) فما هو السر في تقديم ما حقّه التأخير ؟

والجواب: إنّ تقطيع القصة الواحدة إلى قصص متعدّدة والانتقال من حديث إلى آخر لحكمة في ذلك غير عزيز ولا غريب في القرآن الكريم، وليس القرآن كتاب قصّة حتى يعاب بالانتقال قبل تمامه، وإنّما هو كتاب هداية ودلالة وحكمة، يأخذ من القصص ما يهمّه(١) .

وبعبارة اُخرى: إنّ العود إلى ذلك الجزء في آخر القصة بتفصيل وتبيين لأجل إظهار العناية به من جميع أجزاء القصة، والله سبحانه ذكره في الأثناء بما أنّه جزء من القصة، ولأجل حفظ التسلسل والترابط بين أجزائها ثمّ عاد إليه بعد الانتهاء من بيان

__________________

(١) الميزان: ج ٨، ص ٢٨٥.

٤٣٥

القصة لاستعراضه بنحو مشروح، وذلك لأجل إبراز العناية بهذا الجانب من القصة فانّها كانت مسألة هامّة وكبيرة في حياة أكابر بني اسرائيل حيث جرت عليهم ما جرت، وأنّه لولا دعاء موسى لما عادت الحياة إليهم.

وعلى هذا فلا دلالة في سؤال موسى على امكان الرؤية بعد كونه بسبب إصرار القوم وإلحاحهم، وكان إقدامه لأجل تكبيتهم واسكاتهم.

ثمّ إنّ ما ذكرنا من تعدد السؤال هو الظاهر من الحديث المروي عن عليّ بن موسى الرضا٧ قال: إنّ كليم الله رجع إلى قومه، فأخبرهم أنّ الله عزّ وجلّ كلّمه وقرّبه وناجاه، فقالوا: لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت، فلمّا جاء بهم إلى الميقات وسمعوا كلامه، قالوا: لن نؤمن لك بأنّ هذا الذي سمعناه كلام الله حتى نرى الله جهرة، فلمّا قالوا هذا القول العظيم بعث الله عزّ وجلّ عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا، ثم أحياهم سبحانه بطلب من موسى، فقالوا: إنّك لو سألت الله أن يريك أن تنظر إليه لأجابك، وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته فقال موسى: يا قوم إنّ الله لا يرى بالأبصار ولا كيفيّة له، وإنّما يعرف بآياته، فقالوا: لن نؤمن لك حتى تسأله، فقال موسى يا ربّ إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل، فأوحى الله إليه يا موسى إسألني ما سألوك ولن اُوآخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى: ربّ أرني أنظر إليك(١) .

كلام لصاحب « الكشّاف »

وهناك كلام ذكره علّامة المعتزلة « الشيخ محمود الزمخشري » صاحب الكشّاف، والجواب عن الاستدلال بالآية مبني على وحدة السؤال هذا نصّه :

« ما كان طلب الرؤية إلّا لتكبيت هٰؤلاء الذين دعاهم سفهاء وضلّالاً وتبرّأ من فعلهم وليلقمهم الحجر، وذلك انّهم حينما طلبوا الرؤية أنكر عليهم، وأعلمهم

__________________

(١) التوحيد للصدوق، باب ما جاء في الرؤية، الحديث ٢٣، نقلناه ملخّصاً.

٤٣٦

الخطأ ونبّههم على الحق، فلجّوا وتمادوا في لجاجهم وقالوا: « لابد ولن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ». فأراد أن يسمعوا النص من عند الله باستحالة ذلك وهو قوله: « لن تراني » ليتيقّنوا وينزاح عنهم ما دخلهم من الشبهة، فلذلك قال:( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) .

فان قلت: فهلّا قال « أَرهم ينظروا إليك »، قلت لأنّ الله إنّما كلّم موسى٧ وهم يسمعون، فلمّا سمعوا كلام ربّ العزّة أرادوا أن يرَ موسى ذاته فيبصرونه معه كما أسمعه كلامه فسمعوا منه، إرادة مبنيّة على قياس فاسد(١) . فلذلك قال موسى:( أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) .

ولأنّه إذا ضُجِر عمّا طلب، وأنكر عليه مع كونه نبيّاً، وقيل له « لن يكون » ذلك « كان غيره أولى بالإنكار، ولأنّ الرسول إمام اُمّته فكان ما يخاطب به راجعاً إليهم أيضاً.

ثمّ إنّ قوله( أَنظُرْ إِلَيْكَ ) صريح في التشبيه والتجسيم وجلّ موسى أن يكون مجسّماً أو مشبّهاً وهذا دليل على أنّه ذكر ذلك ترجمة من مقترحهم وحكايةً لقولهم وجَلّ صاحبُ الجمل من أن يجعل الله منظوراً إليه، مقابلاً بحاسّة البصر، فكيف بمن هو أعرف في معرفة الله من المتكلّمين والفلاسفة ؟

فان قلت: ما معنى « لن » ؟ قلت: « تأكيد النفي الذي تعطيه « لا »، وذلك لأنّ « لا » تنفي المستقبل تقول: لا أفعل غداً، وإذا أكدت نفيها قلت: لن أفعل غداً، والمعنى أنّ فعله ينافي حالي كقوله: « لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له » فقوله:( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ) نفي للرؤية فيما يستقبل « ولن ترانى » تأكيد وبيان لأنّ الرؤية منافية لصفاته »(٢) .

__________________

(١) وهذا القياس عبارة عن أنّهم كما سمعوا صوته عن طريق موسى، يمكن لهم رؤية ذاته عن طريق رؤية موسى أيضاً قياساً فاسداً.

(٢) الكشّاف ـ تفسير سورة الاعراف ـ: ج ١، ص ٥٧٣ ـ ٥٧٤.

٤٣٧

وهذا الجواب مبنيّ على وحدة السؤال بشهادة قوله: « فان قلت فهلّا قال أرهم ينظروا إليك » فهذا يعرب عن أنّه لم يتقدّم سؤال من بني اسرائيل حول رؤية الله، إذ لو تقدّم السؤال وترتب عليه نزول الصاعقة والرجفة ; لما كان هناك مورد للسؤال بقوله: « أَرهم ينظروا إليك » لـمّا رأى أنّ طلب الرؤية لهم استعقب نزول العذاب، ولم يبق إلّا السؤال لنفسه نيابة عنهم حتى يترتب عليه أحد الأمرين أمّا الرؤية أو الردّ ويتمّ الحجة على القوم، وإن كان القوم لا يأملون إلّا الشقّ الأوّل.

وعلى كل تقدير سواء كان هناك سؤالان أم كان سؤال واحد فليس في سؤال موسى دلالة على امكان الرؤية بعد كون سؤاله لأجل قومه وإثر إصرارهم والحاحهم.

ثمّ إنّ الأشاعرة استدلّت بقوله سبحانه:( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) من جهة اُخرى قالوا: « إنّه تعالى علّق الرؤية على استقرار الجبل وهو أمر ممكن في نفسه، والمعلّق على الممكن ممكن، لأنّ معنى التعليق أنّ المعلّق يقع على تقدير وقوع المعلّق عليه، والمحال في نفسه لا يقع على شيء من التقادير.

والجواب: إنّ الاستدلال مبني على أن يكون المراد من قوله:( فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ ) هو امكان الاستقرار ولا شك انّه أمر ممكن، والمعلّق على الأمر الممكن أيضاً ممكن.

ولكن الظاهر أنّ المراد هو استقراره بعد التجلّي والمفروض انّه لم يستقر بعد ذلك بدليل قوله سبحانه:( جَعَلَهُ دَكًّا ) وهذا نظير قولك: « أنا أعطيك هذا الكتاب إن صلّيت » فالمراد هو قيام المخاطب بها بالفعل، لا امكان قيامه.

وهذا الاستدلال من الأشاعرة من غرائب الاستدلال.

٤٣٨

الرؤية القلبيّة

ثمّ إنّ للعلّامة الطباطبائي نظرية في معنى الرؤية نذكرها هنا ملخّصة :

يقول العلّامة: « والذي يعطيه التدبّر أنّ حديث الرؤية والنظر الذي وقع في الآية إذا عرضناه على الفهم العامّي المتعارف حمله على رؤية العين ونظر الأبصار الذي يهيّئ للباصر صورة مماثلة لصورة الجسم المبصر في شكله ولونه.

وبالجملة، هذا الذي نسمّيه الابصار الطبيعي يحتاج إلى مادة جسمية في المبصر والباصر جميعاً وهذا لا شك فيه.

والتعليم القرآني يعطي اعطاءً ضرورياً أنّ الله تعالى لا يماثله شيء بوجه من الوجوه في خارج ولا ذهن البتة.

وما هذا شأنه لا يتعلّق به الابصار بالمعنى الذي نجده من أنفسنا البتة، ولا تنطبق عليه صورة ذهنية لا في الدنيا ولا في الآخرة ضرورة.

وقد أطلق الله الرؤية وما يقرب منها في موارد كثيرة من كلامه فتارة أثبتها، وتارة نفاها.

فربّما تفسّر الرؤية بحصول العلم الضروري لمبالغة في الظهور ونحوها كما قيل.

وفيه أنّا لا نسمّي كل علم ضروري رؤية. مثلاً إنّا نعلم علماً ضروريّاً بوجود « لندن » ولم نرها ولا نسمّيه رؤية.

وأوضح من هذا علمنا الضروري بالبديهيات الأوّلية التي هي بكلتيها غير مادّيّة ولا محسوسة، مثل قولنا « الواحد نصف الاثنين » فإنّها علوم ضرورية يصحّ اطلاق العلم عليها، ولا يصحّ اطلاق الرؤية عليها البتة.

نعم بين معلوماتنا ما لا نتوقّف في إطلاق الرؤية عليه واستعمالها فيه، نقول: وأراني اُريد كذا وأكره كذا واُحبّ كذا.

٤٣٩

وتسمية هذا القسم من العلم الذي يجد فيه الإنسان نفس المعلوم بواقعيته الخارجية رؤية مطرّدة.

والله سبحانه في ما أثبت من الرؤية يذكر معها خصوصيّات ويضم إليها ضمائم يدلّنا على أنّ المراد بالرؤية هذا القسم من العلم الذي نسمّيه في ما عندنا أيضاً رؤية كما في قوله:( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ ) ( فصّلت / ٥٣ و ٥٤ ).

حيث أثبت أوّلاً: انّه على كل شيء حاضر ومشهود له، لا يختصّ بجهة دون جهة، وبمكان دون مكان، وبشيء دون شيء بل شهيد على كل شيء، محيط بكل شيء، لو وجده شيء لوجده على ظاهر كل شيء وباطنه ومع نفس وجدانه وعلى نفسه.

وثانياً يثبت على هذه السمة لقاؤه، لو كان هناك لقاء لا على نحو اللقاء الحسّي الذي لا يتأتّىٰ البتة إلّا بمواجهة جسمانية وتعيّن جهة ومكان وزمان.

وبهذا يشعر ما في قوله:( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ) ( النجم / ١١ ) من نسبة الرؤية إلى الفؤاد الذي لا شبهة في كون المراد به هو النفس الإنسانية الشاعرة دون اللحم الصنوبري المعلّق على يسار الصدر داخلاً.

ونظير ذلك قوله تعالى:( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ *كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) ( المطفّفين / ١٤ و ١٥ ).

دلّ على أنّ الذي يحجبهم عنه تعالى رين المعاصي والذنوب التي اكتسبوها فحال بين قلوبهم أي أنفسهم وبين ربّهم فحجبهم عن تشريف المشاهدة، لولا المعاصي لرأوه بقلوبهم أي أنفسهم لا بأبصارهم وأحداقهم.

فبهذه الوجوه يظهر أنّه تعالى يثبت في كلامه قسماً من الرؤية والمشاهدة وراء الرؤية البصرية الحسيّة وهي نوع شعور في الإنسان يشعر بالشيء بنفسه من غير استعمال آلة حسيّة أو فكرية، وانّ للإنسان شعوراً بربّه غير ما يعتقد بوجوده من

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538