مفاهيم القرآن الجزء ٧

مفاهيم القرآن10%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-223-4
الصفحات: 581

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 581 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 273214 / تحميل: 6498
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٧

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-٢٢٣-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وقال الذهبي: وكان أيضاً رأساً في الأنساب، إلاّ أنّه شيعي متروك الحديث(١) .

ومَن تكلّم فيه منهم إنّما هو لتشيّعه.

قال بشّار عوّاد: وغالب مَن تكلّم فيه كان بسبب المَذهب، فلينظر ذلك(٢) .

كتابه في الرجال:

ذكر الطهراني أنّ له كتاب: تسمية مَن شَهد مع علي بن أبي طالب مِن أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

ولده:

وله ولد يُقال له: عبد الله بن الأجلح الكوفي، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام برقم(٩٠) .

كما ترجم لولده - عبد الله بن الأجلح - المزّي ترجمة مُفصّلة ج١٤ ص٢٧٨، ونقل توثيقه عن ابن حَبَّان وغيره.

وقد روى له الترمذي، وابن ماجه.

____________________

(١) سير أعلام النُبلاء ج٦ ص٢٤٨.

(٢) هامش تهذيب الكمال ج٢ ص٢٧٩.

(٣) مصفى المقال ص ٤٠ و ٢٩٧.

٢١

٤ - مُؤمن الطاق: من أعلام القرن الثاني(١) .

محمَد بن علي بن النُعمان بن أبي طريفة البجلي، مولى.

الأحول: أبو جعفر، كوفي، صيرفي، يُلقّب مؤمن الطاق، و صاحب الطاق، ويُلقّبه المخالفون: شيطان الط-اق.

روى عن الإمام الصادق ( ع ).

قال النجاشي ( ٥١١ ): شيخنا المُتكلّمرحمه‌الله (٢) .

وقال أيضاً ( ٨٨٧ ): وكان دكّانه في طاق المحامل بالكوفة، فيُرجع إليه في النَقد، فيرد ردّاً يُحرج كما يقال، فيقال: شيطان الطاق.

فأمّا منزلته في العِلم وحُسن الخاطر؛ فأشهر(٣) .

وقال الشيخ الطوسي ( ٥٩٥ ): محمّد بن النُعمان الأحول، ويُلقّب بشيطان الطاق، والشيعة تُلقبه بمؤمن الطاق، من أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، وكان متكلّماً، حاذقاً، حاضر الجواب(٤) .

وعدّه في رجاله مِن أصحاب الإمام الكاظم ( ع ) ووثقّه(٥) .

له كُتب عديدة منها في الرجال:

كتاب في أمر طلحة والزبير وعائشة.

ذكره الطوسي.

____________________

(١) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي ج١ ص٤٢٩ رقم ٥١١ و ج٢ ص٢٠٣ رقم ٨٨٧، فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي ص٣٨٨ رقم ٥٩٥، رجال الطوسي ص ٣٥٩ في أصحاب الكاظم ووثّقه.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٤٢٩ رقم ٥١١.

(٣) رجال النجاشي ج٢ ص٢٠٣ رقم ٨٨٧.

(٤) فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي ص٣٨٨ رقم ٥٩٥.

(٥) رجال الطوسي ص ٣٥٩ في أصحاب الكاظم.

٢٢

٥ - محمّد بن السائب الكلبي: المُتوفّى ١٤٦ ه-(١) .

محمّد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي أبو النضر المُتوفّى ١٤٦ه-.

ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام .

وعده البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

وهو أحد المُفسّرين، له كتاب في ذلك.

روى عن الأصبغ بن نباته، وعن أخَوَيه: سفيان بن السائب، وسلمة بن السائب، وروى عنه خَلق كثير منهم:

شعبة بن الحجّاج، وابنه هشام بن محمّد بن السائب الكلبي.

روى له الترمذي، وابن ماجة في التفسير.

قال ابن عدي: وللكلبي غير ما ذكرتُ مِن الحديث أحاديث صالحة، وخاصّة عن أبي صالح، وهو رجل معروف بالتفسير، وليس لأحد تفسير أطول منه، ولا أشبع منه، وبعده مُقاتل بن سليمان، إلاّ أنّ الكلبي يُفضَل على مُقاتل؛ لِما قيل في مُقاتل مِن المذاهب الرديئة.

وحَدّث عن الكلبي ابن عُيينة، وحمّاد بن سلمة، وإسماعيل بن عياش، وهشيم وغيرهم مِن ثُقات الناس، ورضوه بالتفسير(٢) .

ترجمه المزّي في تهذيب الكمال، وذكر تاريخ وفاته سَنة ١٤٦، وكذلك ابن النديم.

____________________

(١) مصادر ترجمته: رجال الطوسي ص١٣٦ رقم ٢٥، و ص٢٨٩ رقم ١٤٤، رجال البرقي، مُعجم رجال الحديث ج١٦ ص١٠٧، مصفى المقال ص٤٠٦، تهذيب الكمال للمزّي ج٢٥ ص٢٤٦، الفهرست لابن النديم ص١٥٢، سِيَر أعلام النُبلاء ج٦ ص٢٤٨، الطبقات لابن سعد ج٦ ص٢٤٩.

(٢) الكامل لابن عدي ج٧ ص٢٨٢ برقم ١٦٢٦.

٢٣

ضُعّف لتشيُّعه:

وقد ضعّفه كثير مِن العامّة لفَرطه في التَشيُّع ورُميَ بالرفض أيضاً.

قال الساجي: متروك الحديث، وكان ضعيفاً جدّاً؛ لفرطه في التَشيُّع(١) .

وقال ابن حجر: مُتّهم بالكذب، ورُمي بالرفض(٢) .

وقد نقل ولده هُشام وغيره عنه، وعن كُتُبه تراجم جَمعٌ غفير مِن الصحابة.

٦ - أبو مخنف: المُتوفّى ١٥٨ ه-(٣) .

لوط بن يحيى الأزدي الغامدي أبو مخنف المُتوفّى ١٥٨ه-.

مِن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

روى عن الإمام الصادقعليه‌السلام وغيره.

روى عنه: هشام بن محمّد بن السائب الكلبي وغيره.

اختُلِف في أبي مخنف مِن صحب مَنْ مِن الأئمّةعليهم‌السلام ؟

فقد نقل الطوسي: أنّه مِن أصحاب أمير المؤمنين، والحسن، والحسينعليهم‌السلام ، قال: على ما زعم الكشّي، والصحيح أنّ أباه كان مِن أصحابه، وهو لم يلقه.

____________________

(١) هامش تهذيب الكمال ج٢٥ ص٢٥٣.

(٢) تقريب التهذيب برقم ٥٩٣٨.

(٣) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي ج٢ ص١٩١ رقم (٨٧٣)، الفهرست للطوسي ص١٥٩ رقم ( ٥٨٥ ) تحقيق بحر العلوم، وص٦٨١ رقم ( ٥٨٦ ) تحقيق الطباطبائي، جامع الرواة ج٢ ص٣٢، رياض العُلماء ج٤ ص٤٢٦، مصفى المقال ص٣٨٢، الذريعة ج١٠ ص١٤٢، وقاموس الرجال ج٨ ص٦١٥ برقم ( ٦١٨٦ )، الفهرست لابن النديم ص١٤٨، سِيَر أعلام النبلاء ج٧ ص٣٠١ رقم ٩٤.

٢٤

وما أبعد هذا عمّا ذكره النجاشي بقوله: روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، وقيل أنّه روى عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ولم يصح.

فالنجاشي يُشكّك في روايته عن الإمام الباقرعليه‌السلام ، فكيف يروي عمّا قبله مِن الأئمّة.

قال النجاشي: أبو مخنف، شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم، وكان يُسكَن إلى ما يرويه(١) .

مذهبه:

ربّما يَظهر مِن النجاشي في كلامه السابق كونه إماميّاً.

وقال المامقاني: لا ينبغي التأمّل في كونه إماميّاً، كما صرّح به جماعة، وإنكار ابن أبي الحديد ذلك … مِن الخرافات(٢) .

وقال ابن عدي: وهو شيعيّ محترق صاحب أخبارهم(٣) .

وهناك رأي آخر يقول: إنّ أبا مخنف لم يكن شيعيّاً، وإنّما هو مِن المُحدِّثين.

قال ابن أبي الحديد: وأبو مخنف مِن المحدِّثين، وممَّن يرى صحّة الإمامة بالاختيار، وليس مِن الشيعة، ولا معدوداً مِن رجالها(٤) .

وكذلك شكّك في إماميّته المُحقّق التُستري(٥) .

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص١٩١.

(٢) قاموس الرجال ج٨ ص ٦٢٠.

(٣) الكامل لابن عدي ج٧ ص٢٤١ برقم ١٦٢١.

(٤) شرح النهج لابن أبي الحديد ج١ ص١٤٧.

(٥) اُنظر: قاموس الرجال ج٨ ص٦٢٠.

٢٥

كُتُب أبي مخنف في الرجال:

وله كُتب كثيرة، منها في تراجم آحاد الرجال، ذكرها النجاشي في رجاله برقم ( ٨٧٣ )، والشيخ الطوسي في الفهرست برقم ( ٥٨٦ ).

١ - مقتل الحسينعليه‌السلام .

٢ - كتاب مَقتل محمّد بن أبي بكر.

٣ - مقتل عثمان.

٤ - كتاب الجَمل.

٥ - كتاب صِفّين.

٦ - كتاب أهل النهروان والخوارج.

٧ - مقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٨ - مقتل الحسنعليه‌السلام .

٩ - مقتل حِجر بن عدي.

١٠ - أخبار زياد.

١١ - أخبار الحجّاج.

١٢ - أخبار المُختار.

١٣ - أخبار ابن الحنفيّة ( ابن النديم ).

١٤ - كتاب زيد بن عليعليه‌السلام ( ابن النديم ).

١٥ - كتاب يحيى بن زيد ( ابن النديم ).

وذكر الطهراني في مصفى المقال، والذريعة أن وفاته ١٥١ه- ولعلّه اشتباه.

٢٦

٧- أحمد الأهوازي: مِن أعلام القَرن الثاني(١) .

أحمد بن الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران، مولى عليّ بن الحسين ( ع ). ( أو جعفر الأهوازي ). المُلقّب ( دندان ).

قال النجاشي ( ١٨١ ): روى عن جميع شيوخ أبيه، إلاّ حمّاد بن عيسى، فيما زعم أصحابنا القُميّون، وضعّفوه، وقالوا: هو غالٍ، وحديثه يُعرف ويُنكَر(٢) .

والغُلوّ المذكور عند القُمّيّين لا يُؤخذ على ظاهر.

قال المامقاني في تنقيح المقال ج١ ص٣٣٤:

قد نبهنا غير مَرّة على أنّ رمي القدُماء - سيّما القمّيّين منهم - الرجل بالغلوّ لا يُعتنى به؛ لإن الاعتقاد بِجُملة ممّا هو الآن مِن ضروريات المذهب كان معدوداً عندهم مِن الغلوّ، ألا ترى عدّهُم نفي السهو عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام غُلوّاً، مع أنّ مَن لم ينفِ السهو عنهم اليوم لا يُعد مؤمناً، ولقد أجاد الفاضل الحائري حيث قال: رَميُ القمّيّين بالغُلوِّ، وإخراجهم مِن قُم لا يَدلّ على ضعفٍ أصلاً، فإنّ أجلّ علمائنا وأوثقهم غالٍ على زعمهم، ولو وجدوه في قُم لأخرجوه منها لا محالة(٣) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي ج١ ص٢٠٧ رقم ١٨١، فهرست كُتب الشيعة وأُصولهم للطوسي ص٥٥ رقم ٦٧.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٢٠٧ رقم ١٨١.

(٣) هامش رجال النجاشي ج١ ص١٤٣ عن تنقيح المقال.

٢٧

له كُتب منها في الرجال:

١ - كتاب الأنبياء.

٢ - كتاب المثالب.

٢٨

القرن الثالث

في هذا القرن صدر عدد كبير مِن الكُتب في عِلم الرجال، وإن كان لم يصلنا مِنها، ومن أسمائها إلاّ القليل جدّاً، ومع ذلك فقد حفظ لنا التاريخ عدداً مِن أسماء المؤلّفين في هذا المجال.

٨ - محمّد بن خالد البرقي: مِن أعلام القرن الثالث(١) .

أبو عبد الله محمّد بن خالد بن عبد الرحمان بن محمّد بن علي البرقي، وهو مِن أصحاب الإمام الكاظم، والرضا، والجواد، كما ذكره ولده في كتابه الرجال المطبوع، ويبدو أن صاحب الترجمة عاش في أوائل القرن الثالث الهجري، وهو صاحب كُتُب نوادر الحكمة.

ووالد أحمد بن محمّد البرقي المُتوفّى (٢٧٤ أو ٢٨٠ه-)، كما قد ذكره ابن النديم في (الفهرست) في عِداد فقهاء الشيعة، وذكر مِن تصانيفه (كُتُب الرجال في ذكر مَن روى عن أمير المؤمنينعليه‌السلام )، وقد وث-قه الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الرضاعليه‌السلام ، وذكره في أصحاب الإمام الجوادعليه‌السلام ، وقال: مِن أصحاب موسى بن جعفر والرضا ( ع ).

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم(٨٩٩)، الفهرست للطوسي برقم(٦٣٩)، رجال البرقي، رجال الطوسي ص٣٨٦ رقم ٤ و ص٤٠٤ رقم ١، مُعجَم رجال الحديث ج١٦ ص٦٤، مصفى المقال ص٤٠٥، الذريعة ج١٠ ص١٠٠، جامع الرواة ج٢ ص١٠٨، قاموس الرجال ج٨ ص٢٤٩ رقم ٦٦٧٩.

٢٩

٩ - عبد الله الكناني: المُتوفّى ٢١٩ه-(١) .

أبو محمّد عبد الله بن جبلة بن حنان بن الحر الكِناني المُتوفّى ٢١٩ه- مِن أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ، وقد نصّ النجاشي على وثاقته، وذَكر تاريخ وفاته، وكتابه في الرجال.

قال: ثقة، روى عن أبيه، عن جده حنان بن الحرّ، كان الحرّ أدرك الجاهلية، وبيت جبلة بيت مشهور بالكوفة، وكان عبد الله واقفاً، وكان فقيهاً، ثقة، مشهوراً. له كُتُب، منها: كتاب الرجال، وكتاب الصفة في الغَيبة على مذهب الواقفة - إلى أن قال - ومات عبد الله سَنَة تسع عشرة ومائتين(٢) .

وذكر السيد حسن الصدر أنّ المُترجَم أوّل مَن ألّف في عِلم الرجال، ولكن الصحيح أنّ أوّل مَن ألّف هو عبيد الله بن أبي رافع كما تقدّم.

١٠ - الحسن بن علي بن فضّال: المُتوفّى ٢٢٤ه-(٣) .

قال النجاشي ( ٧١ ): الحسن بن علي بن فضّال، كوفي، يُكنّى أبا محمّد، ابن عمرو بن أيمن، مولى تيم الله …

وكان الحسن عُمره كُلّه فطحيّاً مشهوراً بذلك حتّى حضره الموت، فمات وقد قال بالحق،رضي‌الله‌عنه (٤) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي ج٢ ص١٣ رقم (٥٦١)، رجال الطوسي في أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ص٣٥٦، الفهرست للطوسي برقم ٤٥٤، مصفى المقال ص٢٤٩، تأسيس الشيعة لعُلوم الإسلام ص٢٣٣، قاموس الرجال ج٦ ص٢٧٨ برقم ٤٢٣٣.

(٢) رجال النجاشي ج٢ ص١٣ رقم ٥٦١.

(٣) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي ج١ ص١٢٧ برقم ( ٧١ )، فهرست كُتُب الشيعة للطوسي برقم ١٦٤.

(٤) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي ج١ ص١٢٧ برقم ( ٧١ ).

٣٠

ثمّ نقل عن الكشّي روايات تدلّ على مدحه والثناء عليه.

وقال الطوسي ( ١٦٤ ): الحسن بن علي بن فضّال - التيملي - بن ربيعة بن بكر، مولى تيم الله بن ثعلبة، روى عن الرضاعليه‌السلام ، وكان خِصّيصاً به. كان جليل القدر، عظيم المنزِلة، زاهداً، ورعاً، ثقة في الحديث وفي رواياته(١) .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضاعليه‌السلام برقم(٢) بقوله: كوفيّ ثقة(٢) .

وذكره ابن النديم بقوله: أبوعلي الحسن بن علي بن فضّال … وكان مِن خاصّة أصحاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام (٣) .

كِتابه في علم الرجال:

له كُتُب الرجال، ذكره له النجاشي، وذكر سَنَده إليه، ويظهر أنّ هذا الكتاب عنده، وينقل منه، كما ذكر أنّ وفاته سَنَة ٢٢٤ ه-.

١١ - هِشام الكلبي النسّابة: المُتوفّى ٢٠٦ه-(٤) .

هشام بن محمّد بن السائب بن بشر … الكلبي، أبو المُنذر المُتوفّى ٢٠٦ه- كما ذكره ابن النديم، وقيل ٢٠٤ه- كما في لسان الميزان.

____________________

(١) فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي ص١٢٣ رقم ١٦٤ تحقيق الطباطبائي.

(٢) رجال الطوسي ص٣٧١.

(٣) الفهرست لابن النديم ص٣٧٠.

(٤) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي تحت رقم(١١٦٧)، الفهرست لابن النديم ص١٥٣ - ١٥٧، الذريعة ج١٠ ص١٥٩، مصفى المقال ص٤٩٣، لسان الميزان ج٦ ص١٩٦، سِيَر أعلام النُبلاء ج١٠ ص١٠١ رقم ٣.

٣١

قال الذهبي: العلاّمة الأخباري، النسّابة، الأوحد، أبو مُنذر، هشام بن الأخباري الباهر، محمّد بن السائب بن بشر الكلبي، الكوفي، الشيعي، أحد المتروكين كأبيه(١) .

وقال ابن عساكر: رافضيّ، ليس بثقة(٢) .

وإنّما ضُعّف لأجل تشيّعه، كما يدلّ عليه كلام الذهبي وابن عساكر وغيرهما.

وهو نسّابة مشهور، وله كُتُب في النَسَب، والكُنى، والحروب، والمقاتل، والتاريخ.

كُتُبه في علِم الرجال:

١- ( مَن شَهِد صِفّين مع عليّ مِن الصحابة ). نقل عنه عدّة تراجم في الاستيعاب(٣) .

٢- ( مَن شَهِد صِفّين مع عليّ مِن البدريّين ).

٣- ( مَن شَهِد صِفّين مع عليّ مِن الأنصار ). نقل عنه ابن حجر في الإصابة ترجمة وداعة بن أبي زيد الأنصاري وغيره(٤) .

٤- ( مَن شَهِد الجَمل مع عليّعليه‌السلام ). نقل عنه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن حجر في الإصابة في ترجمة زيد بن صوحان العبدي(٥) .

____________________

(١) سِيَر أعلام النُبلاء ج١٠ ص١٠١.

(٢) سِيَر أعلام النُبلاء ج١٠ ص١٠٢.

(٣) الاستيعاب ج٤ ص١٢٧ رقم الترجمة ٢٧٧٠ في ترجمة وداعة.

(٤) الإصابة ج٦ ص٤٧١ رقم الترجمة ٩١٣٣ في ترجمة وداعة.

(٥) الاستيعاب ج٢ ص١٢٤ رقم الترجمة ٨٥٧، والإصابة ج٢ ص٥٣٢ رقم الترجمة ٣٠٠٤.

٣٢

٥ - كتاب نَسَب آل أبي طالب وغيرها مِن آحاد التراجم.

وبَلغت كُتُبه ١٤٤ كتاباً كما ذكرها ابن النديم في الفهرست، وذكر النجاشي عدداً كثيراً مِنها، روى عن أبيه، وروى عنه ابنه العبّاس بن هشام الكلبي.

١٢ - أحمد الأشعري القُمّي: القرن الثالث(١) .

أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعري، أبو علي القُمّي، وكان وافد القمّيّين.

روى عن أبي جعفر الثاني، وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وكان خاصّة أبي محمّدعليه‌السلام . كذا قاله النجاشي.

وقال الشيخ الطوسي في توثيقه: أحمد بن إسحاق… أبو علي، كبير القَدر، ومِن خواصّ أبي محمّدعليه‌السلام ، ورأى صاحب الزمانعليه‌السلام ، وهو شيخ القُمّيّين ووافدهم.

وله كُتُب منها: كتاب عِلل الصلاة - كبير -، ومسائل الرجال لأبي الحسن الثالثعليه‌السلام (٢) .

وقال الطوسي في كتابه الغَيبة: قد كان في زمان السُفراء المحمودين أقوام ثُقات ترد عليهم التوقيعات مِن قِبَل المنصوبين للسفارة مِن الأصل، منهم أحمد بن إسحاق(٣) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته أو ذكره: رجال النجاشي ج١ ص١٢٧ رقم ( ٧١ ) و ( ٢٢٣ )، فهرست كُتُب الشيعة للطوسي (٧٨) و( ١٦٤ )، الذريعة ج١٠ ص٨٩ و ٩٤، مصفى المقال ص٤٢ و ١٢٧، رجال الطوسي ص٣٩٨ و٤٢٧، رجال البرقي، رجال الكشّي، مُعجَم رجال الحديث ج٢ ص٤٧، قاموس الرجال ج١ ص٣٩٣ رقم الترجمة ٢٩١.

(٢) فهرست كُتُب الشيعة ص٦٣ رقم الترجمة ٧٨.

(٣) كتاب الغيبة للطوسي ص ٢٥٨ طبع النجف ١٣٨٥ه- الطبعة الثانية.

٣٣

له كُتُب منها: كتاب مسائل الرجال لأبى الحسن الثالثعليه‌السلام ، كما ذكره النجاشي والشيخ الطوسي في الفهرست.

وقد نصّ الشيخ الطوسي على وثاقته في رجاله(١) .

وكان ممّن رأى الإمام الحجّةعليه‌السلام .

١٣ - الحسن بن محبوب السرّاد: وُلد ١٤٩ه-، توفّي ٢٢٤ ه-(٢) .

ويُقال له ( الزرّاد )، روى عن الإمام الرضاعليه‌السلام ، ويُعدّ مِن أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ، والمُترجَم مِن أصحاب الإجماع والأركان الأربعة، الراوي عن ستّين رجلاً مِن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .

وقد وث-قه الشيخ الطوسي بقوله: كوفيّ ثقة، روى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وروى عن ستّين رجلاً مِن أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام . وكان جليل القدر، يُعدّ في الأركان الأربعة في عصره، له كُتُب كثيرة، منها كتاب المَشيَخة …(٣) .

له مِن الكتب في علم الرجال:

١- معرفة رواة الأخبار. كما في معالم العُلماء.

____________________

(١) رجال الطوسي ص٤٢٧ في أصحاب الإمام العسكريعليه‌السلام .

(٢) اُنظر ترجمته: فهرست كُتُب الشيعة للطوسي (١٦٢)، معالم العُلماء، رجال الكشي، رجال البرقي في أصحاب الكاظم، مُعجَم رجال الحديث ج٥ ص٨٩، مصفى المقال ص١٢٨، الذريعة ج١٠ ص٩٠.

(٣) فهرست كُتُب الشيعة ص١٢٢ رقم ١٦٢.

٣٤

٢- المَشيَخة. كما في الفهرست للطوسي، وقد بوّبها على أسماء الشيوخ: الشيخ أبو جعفر أحمد بن الحسن الأزدي الذي يروي عن ابن محبوب.

وقد وُلِد في سَنة ١٤٩ه- وتُوفّي ٢٢٤ه-.

١٤ - أحمد بن محمّد البرقي: المُتوفّى ٢٧٤ أو ٢٨٠ه-(١) .

أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي المُتوفّى ٢٧٤ أو ٢٨٠ه- الكوفي الأصل.

مِن أصحاب الإمام الجواد والإمام الهاديعليهما‌السلام ، وبقي إلى بعد وفاة الإمام العسكريعليه‌السلام .

وث-قه النجاشي والطوسي، وهو صاحب ( كتاب المحاسن ) المطبوع المُنتشر.

قال النجاشي: أحمد بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي البرقي، أبو جعفر، أصله كوفي، وكان جدّه محمّد بن علي حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيدعليه‌السلام ثمّ قَتله، وكان خالد صغير السِنّ، فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برق رود، وكان ثقة في نفسه، يروي عن الضُعفاء، واعتمد المراسيل(٢) .

وقال الطوسي: وكان ثقة في نفسه، غير أنّه أكثرَ الرواية عن الضُعفاء، واعتمد المراسيل(٣) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم(١٨٠)، الفهرست للطوسي (٦٥) ، مُقدّمة كتاب المحاسن المطبوع، مصفى المقال ص٥٩، الذريعة ج١٠ ص٩٩، مُعجَم رجال الحديث ج٢ ص، قاموس الرجال ج١ ص٥٩٠ رقم ٥٣٢.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٢٠٤ رقم ١٨٠.

(٣) فهرست كُتُب الشيعة ص٥١ رقم ٦٥.

٣٥

وذكره في رجاله، في أصحاب الإمام الجواد والإمام الهاديعليهما‌السلام .

كُتبه في عِلم الرجال:

١ - كتاب طبقات الرجال: المُرتّب بترتيب أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة إلى صاحب الزمان (عج)، وهو مطبوع مع رجال ابن داود، وقد ذكره النجاشي والشيخ الطوسي.

٢ - كتاب الرجال: ذكره النجاشي أيضاً.

٣ - كتاب بنات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأزواجه. ذكره الطوسي.

وقد شَكّك بعض المُحقّقين في كتاب ( الرجال ) المشهور، هل هو له، أم لأبيه المتقدّم، أم لعبد الله بن أحمد البرقي الذي يروي عنه الكُليني، أم لأحمد بن عبد الله البرقي الذي يروي عنه الشيخ الصدوق؟

ورُجّح الأخير؛ لأنّه يروي فيه عن سعد بن عبد الله القُمّي، وعنون فيه عبد الله بن جعفر الحِميري(١)

ولكن بعد عنوان النجاشي والطوسي فلا مَحيص عن القول به.

١٥ - حُبيش بن مبشّر: المُتوفّى ٢٥٨ ه-(٢) .

حُبيش بن مبشّر بن أحمد بن محمّد الثقفي، أبو عبد الله الطوسي، نزيل بغداد المُتوفّى يوم السبت٩ رمضان سَنة ٢٥٨ه-، واسمه محمّد ولكن اشتهر بلقبه،

____________________

(١) قاموس الرجال ج١ ص٤٥.

(٢) اُنظر ترجمته:رجال النجاشي رقم (٣٧٧)، مصفى المقال ص٤٢٢، تهذيب الكمال للمزي ج٥ ص٤١٥ رقم (١١١٠)، تهذيب التهذيب ج٢ ص١٩٥، الذريعة ج١٠ ص١٠٨، تقريب التهذيب رقم ١١٢٥.

٣٦

وهو أخو جعفر بن مبشّر (وكان مِن أصحابنا، وروى مِن أحاديث العامّة فأكثر.) كذا قاله النجاشي.

وقال ابن حجر: ثقة فقيه سني. والاعتماد على كلام النجاشي.

كتابه في الرجال:

أخبار السَلف: وفيه طَعن كثير على المُتقدّمين على أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وصَفه النجاشي بأنّه: كتاب كبير حسن، وقد ترجمه عُلماء العامّة واثنوا عليه ووثّقوه.

ملاحظة حول تاريخ وفاة المُترجَم: حصل اشتباه للطهراني في الذريعة، ومصفى المقال، حيث جعل وفاته سَنة ١٥٨ه-، وقد تكرر مِنه ذلك في موارد عديدة، والصحيح ٢٥٨ه-

١٤ - عبّاد الرواجِني: المُتوفّى ٢٥٠ه-(١) .

هو عبّاد بن يعقوب الأسدي الرواجِني، أبو سعيد الكوفي العصفري المُتوفّى ٢٥٠ه-.

ذكر الشيخ الطوسي في( الفهرست ): أنّه عامّيّ المذهب، وترجم الطوسي له ولعبّاد العصفري؛ فيظهر منه التَعدُّد، والصحيح خلاف ذلك معاً.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي (٧٩١)، الفهرست للطوسي (٥٤١ و ٥٤٢)، مُعجَم رجال الحديث ج٩ ص٢١٠ و ٢١٨، مصفى المقال ٢١٤، الذريعة ج١٠ ص١٢٣، تهذيب الكمال للمزّي ج١٤ ص١٧٥، تهذيب التهذيب ج٥ ص١٠٩، تقريب التهذيب رقم ٣١٧٠.

٣٧

والتحقيق:

أمّا بالنسبة إلى الأوّل: فإنّه إمامي المذهب، وذلك لكُتبه التي تدلّ على كونه إماميّاً، بل ومتعصّباً أيضا بالإضافة إلى أنّه قد ترجمه عُلماء العامّة، ونصّوا على صدقه، ووثاقته، وكونه شيعيّاً رافضيّاً يَسبّ السَلف، ومع ذلك روى له البخاري والترمذي وابن ماجة وغيرهم.

قال بن عدي: وعبّاد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة، وفيه غُلوٌّ فيما فيه مِن التَشيُّع، وروى أحاديث أُنكرت عليه في فضائل أهل البيت، وفي مثالب غيرهم(١) .

وقال الذهبي: الشيخ العالِم الصدوق، مُحدّث الشيعة: أبو سعيد عبّاد بن يعقوب الأسدي، الرواجني الكوفي المبتدع(٢) .

قال ابن حجر: صدوق رافضي، حديثه في البخاري(٣) .

وأمّا الثاني: فقد نصّ النجاشي على الاتّحاد، وأنّ العصفري هو عبّاد بن يعقوب، له كِتاب في الرجال باسم:( كتاب المعرفة في معرفة الصحابة )، ذكره الطوسي في الفهرست(٤) ، وأخبار المهدي. ذكره الطوسي أيضاً.

____________________

(١) الكامل لابن عدي ج٥ ص٥٥٩.

(٢) سِيَر أعلام النبلاء ج١١ ص٥٣٦.

(٣) تقريب التهذيب رقم ٣١٧٠.

(٤) الفهرست للطوسي ص١٤٦ رقم ٥٤١، الطبعة الثانية، المطبعة الحيدريّة في النجف. ولكن الفهرست ص٣٤٣ رقم ٥٤٢ بتحقيق الطباطبائي غير موجودة فيها.

٣٨

١٦- جبرئيل الفاريابي: القرن الثالث(١) .

جبرئيل بن أحمد الفاريابي أبو محمّد، كان مقيماً بكش، كثير الرواية عن العُلماء بالعراق وقُم و خراسان، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في مَن لم يروِ عنهمعليهم‌السلام رقم(٩) ، وهو مِن مشايخ أبي النضر محمّد بن مسعود العياشي، والكشّي الّذي هو تلميذ العياشي، يروي عنه بواسطة العياشي كثيراً، ويَعتمد عليه، ويروي ما وجده بخطّه، فيظهر أنّ كتابه مِن كُتُب الرجال المُعتمدة.

١٧- علي بن الحَكم: القرن الثالث(٢) .

علي بن الحَكم بن الزبير النخعي، أبو الحسن الضرير، مولى. كذا ذكره النجاشي.

وقال الطوسي ( ٣٧٦ ): علي بن الحَكم الكوفي ثقة، جليل القدر.

ووصفه الكشي: بالأنباري، وقد وصف علي بن الحَكم مرة ب- ( الأنباري )، و( الكوفي )، و( النخَعي )، وقد تَعدّدت تراجمهم ولكن المُحقّق التستري نصّ على أنّهم رجل واحد(٣) .

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال الطوسي ص٤٥٨، الذريعة ج١٠٣، مصفى المقال ص١٠٣، مُعجَم رجال الحديث ج٤ ص٣٣.

(٢) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم(٧١٦)، الفهرست للطوسي رقم (٣٧٨) ووث-قه فيه، رجال الطوسي ص٣٨٢، رجال البرقي، الذريعة ج١٠ ص١٣٥، مصفى المقال ص٢٧٨، مُعجَم رجال الحديث ج١١ ص٣٨١ - ٣٩٥، لسان الميزان لابن حجر ج١ و ٢، قاموس الرجال ج٧ ص٤٤٦ - ٤٤٩ برقم ٥١١٦ و٥١١٧ و٥١١٨ و٥١١٩.

(٣) قاموس الرجال ج٧ ص٤٤٦-٤٤٩ برقم ٥١١٦ و٥١١٧ و٥١١٨ و٥١١٩.

٣٩

والمُترجَم مِن أصحاب الرضا والجوادعليهما‌السلام ، وهو تلميذ ابن أبي عُمير، وروى عن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام كثيراً، مثل: الحسن بن علي بن فضّال، وعبد الله بن بكير، وغيرهما.

روى عنه: أحمد بن محمّد البرقي المُتوفّى ٢٧٤ أو ٢٨٠ه- وغيره.

والمُترجَم له كتاب في ( رجال الشيعة ) ينقل عنه ابن حَجر - في ( لسان الميزان ) - بعض تراجم الشيعة.

١- منها ترجمة: حسّان بن أبي عيسى الصيقلي ج٢ ص١٨٨ رقم ٨٥٨.

قال ابن حجر: ذكره عليّ بن الحَكم في مصنفي الشيعة، وقال روى عنه الحسن بن علي بن يقطين حديثاً كثيراً.

وهذا مِن حَسنات هذا الكتاب، فبعد تتبّعي لم أجد ترجمة لحساّن بن أبى عيسى الصيقلي في كُتُب الشيعة، كما أنّه لم توجد رواية للحسن عنه، إلاّ ما أشار إليه ابن حجر.

٢- ومنها في ترجمة: حسّان بن عبد الله الجعفي، لم يُذكر له توثيق في كُتُب الشيعة، وإنّما ذكره الطوسي في رجاله في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام تحت رقم (٢٧١).

بينما عليّ بن الحَكم نصّ على وثاقته بقوله: كان ثقة قليل الحديث. كما نقله عنه ابن حجر في لسان الميزان ج٢ ص١٨٨، ولو وُجد هذا الكتاب لاستُفيدَ منه كثيراً.

٣- وكذلك نَقل عن كتابه ابن حجر في ترجمة: إبراهيم بن سنان بقوله: ذكره عليّ بن الحَكم في رجال الشيعة مِن أصحاب جعفر الصادق. لسان الميزان ج١ ص٦٦ رقم ١٧٢.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

المقالة هم جمهور النصارى من الملكانية واليعقوبية، والنسطورية والمقصود أنّه أحد الثلاثة: الأب والإبن وروح القدس أي أنّه ينطبق على كل واحد من الثلاثة وهذا لازم قولهم: إنّ الأب إله، والإبن إله، والروح إله، وهو ثلاثة وهو واحد، ويمثّلون لذلك بقولهم: إنّ زيد بن عمرو إنسان فهناك اُمور ثلاثة هي زيد، وابن عمرو والإنسان، وهناك أمر واحد وهو المنعوت بهذه النعوت.

ويلاحط عليه: أنّ هذه الكثرة إن كانت حقيقية غير اعتبارية أوجبت الكثرة في المنعوت حقيقة، وإنّ المنعوت إن كان واحداً حقيقة أوجب ذلك أن تكون الكثرة إعتباريّة غير حقيقيّة، فالجمع بين هذه الكثرة العددية والوحدة العددية كما في المثال بحسب الحقيقة ممّا يستنكف العقل عن تعقله.

ولأجل ذلك التجأ دعاة النصارى في الآونة الأخيرة إلى القول بأنّ مسألة التثليث من المسائل المأثورة من مذاهب الأسلاف وهي لا تخضع للموازين العلميّة(١) .

وقد ردّ الذكر الحكيم على ذلك بقوله:( وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إلّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ) ببيان أنّ الله سبحانه لا يقبل بذاته المتعالية، الكثرة بوجه من الوجوه، فهو تعالى ذاته واحد وإذا اتّصف بصفاته الكريمة وأسمائه الحسنى لم يزد ذلك على ذاته الواحدة شيئاً، ولا الصفة إذا اُضيفت إليها أورثت كثرة وتعدّداً، فهو تعالى أحديّ الذات لا ينقسم لا في خارج ولا في وهم ولا في عقل.

ويستفاد من قوله:( وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) بحكم الإتيان بلفظ ( منهم ) المشعرة بالتبعيض ـ، أنّ هناك طائفة لا يعتقدون بالتثليث ولا يقولون في المسيح إلّا إنّه عبد الله ورسوله كما عليه مسيحيّة الحبشة بعضهم أو جلّهم.

__________________

(١) الميزان: ج ٤ ص ٧٠.

٢٤١

مشكلة الجمع بين التوحيد والتثليث:

إنّ المسيحيّين يعتبرون أنفسهم موّحدين وإنّهم من المقتفين أثر التوحيد الذي جاءت به جميع الشرائع السماوية، ومن جانب آخر يعتقدون بالتثليث اعتقاداً جازماً، وهذان لا يجتمعان إلّا أن يكون أحد الوصفين حقيقيّاً والآخر مجازيّاً ولكنّهم ياللأسف يقولون بكونهما معاً حقيقيين، ولأجل ذلك أصبحت عندهم: ١ = ٣ وهو محال ببداهة العقل.

والقرآن الكريم ينسب التثليث إلى أقوام آخرين كانوا قبل المسيح والمسيحيّة وهؤلاء إنّما اتّبعوا اُولئك، ولعلّ الثالوث الهندي هو الأصل حيث يعتقدون بأنّ الإله الواحد له مظاهر ثلاثة: « برهما »: « الموجد »، و « فيشفو »: « الحافظ »، و « سيفا »: « المميت » فقد دان بتلك العقيدة المسيحيّون بعد رفع المسيح آماداً متطاولة، ولـمـّا جاء المتأخّرون منهم ورأوا أنّ الوحدة الحقيقية لا تخضع للكثرة كذلك حاولوا أن يصحّحوه بوجهين:

الأوّل: تفكيك المسائل الدينية عن المسائل العلميّة وأنّ الدين فوق العلم وأن مسألة ١ = ٣ وإن كانت باطلة حسب القوانين الرياضية المسلّمة ولكن الدين قبلها ونحن نعتقد بها. ولكنّه عذر أقبح من ذنب فكيف نعتنق ديناً يتصادم مع أوضح الواضحات وأبده البديهيّات.

الثاني: إنّ المعادلة الرياضية السابقة ليست باطلة وذلك لوجود نظائرها في الخارج، فإنّ الشمس بها جرم ولها نور ولها حرارة ومع ذلك فهي شيء واحد.

وهذا الإستدلال يكشف عن جهل مطبق بحقيقة الوحدة المعتبرة في حقه سبحانه فإنّ المقصود منها في حقّه هو الوحدة الحقيقية التي لا كثرة فيها لا خارجاً ولا ذهناً ولا وهماً وأين هو من وحدة الشمس التي هي وحدة إعتبارية لا حقيقية حيث تتركّب من جرم ونور وحرارة وكل منها ينقسم إلى انقسامات.

وعلى كلّ تقدير فماذا يريدون من قولهم ( إنّه إِله واحد ) وفي الوقت نفسه

٢٤٢

ثلاثة، فهل يريدون أنّ هناك أفراداً متميّزة ومتشخّصة من الإله الصادق هو عليهم صدق الكلي على الأفراد ؟

أو يريدون أنّ هناك فرداً واحداً ذا أجزاء وليس لكل واحد منها إستقلال ولا تشخّص وإنّما يتشكّل الإله من تلك الأجزاء ؟

فالفرض الأوّل يستلزم تعدّد الإله تعدّداً حقيقيّاً وهو لا يجتمع مع التوحيد بحال من الحالات.

والفرض الثاني لا يخلو إمّا أن يكون كل واحد من هذه الأجزاء واجبة الوجود أو ممكنة، فعلى الأوّل يلزم منه كثرة الإله ( واجب الوجود ) وهم يدّعون الفرار منه.

وعلى الثاني يلزم أن يكون واجب الوجود محتاجاً في تحقّقه وتشخّصه إلى أجزاء ممكنة وهو كما ترى.

ولأجل ذلك نرى أنّ الذكر الحكيم ينادي ببطلان التثليث بأيّ نحو يمكن أنّ يتصوّر بقوله:( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إلّا الحَقَّ إِنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَىٰ بِاللهِ وَكِيلاً ) ( النساء / ١٧١ ).

إنّ الآية تركّز على أنّ نسبة الإلوهيّة إلى المسيح من آثار الغلوّ في حقّه فلو تنزّه القوم عن هذا التمادي الفكريّ المفرط لوقفوا على سمة المثالية فيه ونفوا عنه مقام الإلوهية.

والآية تصف المسيح بالصّفات الخمس:

١ ـ عيسى بن مريم ٢ ـ رسول الله ٣ ـ كلمته ٤ ـ ألقاها إلى مريم ٥ ـ روح منه. إنّ بعض هذه الصفات المسلّمة في حق المسيح تشهد بعبوديّته وتنفي الوهيّته وإليك مزيد من التوضيح حولها:

٢٤٣

١ ـ عيسى بن مريم: وقد ورد في الذكر الحكيم ذكره عشر مرّات وبنوّته لمريم التي لا تنفك عن كونه جنيناً رضيعاً في المهد صبيّاً يافعاً و لدليل واضح على بشريّته.

٢ ـ رسول الله: ومعناه مبعوثه ومرسله وليس نفسه.

٣ ـ كلمة الله: وقد أطلق القرآن لفظ الكلمة على المسيح كما أطلقه على جميع الموجودات الإمكانية وقال:( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ) ( الكهف / ١٠٩ ).

وأمّا إطلاق الكلمة على الموجودات الإمكانية لأجل وجود التشابه بين الكلمة والموجود الإمكاني فإنّ الكلمة تكشف عمّا يقوم في ذهن المتكلّم من المعاني فهكذا الموجودات الإمكانية عامّة، وخلقة المسيح على وجه الإعجاز خاصّة تكشف هي الاُخرى عن علم وقدرة وسيعين وكمال لا متناه يكمن في ذاته سبحانه ولأجل ذلك يعد القرآن المسيح وجميع العوالم الإمكانية كلمات الله سبحانه.

٤ ـ ألقاها إلى مريم: إنّ الإلقاء إلى رحم الاُم آية كونه مخلوقاً وقد ذكر تفصيله في سورة مريم، الآية ١٦ إلى ٣٦ واختتمها بقوله:( ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ) ( مريم / ٣٤ ).

٥ ـ وروح منه: إنّ هذا التعبير ربّما وقع دليلاً على تطرّف فكرة الاُلوهيّة في حق المسيح وهم يتخيّلون أنّ ( منه ) تبعيضية ولكنّها إبتدائية مثل قوله سبحانه:( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ) ( الجاثية / ١٣ ) والمعنى أنّ السموات وما في الأرض جميعاً ناشئ منه وحاصل من عنده، ومبتدأ منه، فذوات الأشياء تبتدئ منه بإيجاده لها من غير مثال سابق وكذلك خواصّها وآثارها. قال تعالى:( اللهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) ( الروم / ١١ ).

أضف إلى ذلك أنّ ذلك التعبير لا يفوق في حقّ آدم حيث قال:( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) ( الحجر / ٢٩ ).

٢٤٤

فقد وصف آدمعليه‌السلام بلفظة « من روحي » ولم يقل أحد بأنّه جزء من الإله.

ثمّ إنّه سبحانه ختم تلك الصفات بقوله:( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ) .

سمات العبودية في المسيح:

إنّ الذكر الحكيم يستدل على عبوديته بوجوه ثلاثة:

١ ـ كيفيّة خلق المسيح واُمّه.

٢ ـ طبيعة عيشهما في المجتمع.

٣ ـ تصريح المسيح بعبوديّته.

هذه هي الوجوه التي يستدلّ بها القرآن الكريم على عبوديّته، أمّا الأوّل فقد بسط الذكر الحكيم في تناولها في سورة مريم كما مرّ وهذه الآيات تلقي الضوء على كيفيّة خلقه إلى أن توّج بالرسالة، فيقول سبحانه:

( فَأَجَاءَهَا المَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ) إلى أن يقول:( ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ) .

ولو تمّسك الخصم على عدم بشريته بأنّه ولد من غير أب فهو محجوج بخلقة آدم فقد خلق من غير اُمٍّ ووالد، قال سبحانه:( إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) ( آل عمران / ٥٩ ).

وأمّا الثاني فيلمح إليه ما ورد بأنّ المسيح واُمّه كانا يعيشان شأنهما كشأن سائر بني آدم ولا يحيدان عنها قيد شعرة، قال سبحانه:( مَّا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ

٢٤٥

الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ) ( المائدة / ٧٥ ) فمن الممتنع أن يكون آكل الطعام إله العالمين.

وأمّا الثالث فيشير إليه قوله سبحانه:( لَّن يَسْتَنكِفَ المَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا للهِ وَلا المَلائِكَةُ المُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ) ( النساء / ١٧٢ ).

وليس بوسع إنسان أن ينكر عبادة المسيح وهي آية وجود المعبود له وهناك كلمة قيّمة للإمام الطاهر عليّ بن موسى الرضا في مناظرته مع الجاثليق، قال الإمام: يا نصراني والله إنّا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمّد وما ننقم على عيسى شيئاً إلّا ضعفه وقلّة صيامه وصلاته.

قال الجاثليق: أفسدت والله علمك وضعفت أمرك وما كنت أظن إلّا أنّك أعلم أهل الإسلام.

قال الرضا: وكيف ذلك ؟

قال الجاثليق: من قولك إنّ عيسى كان ضعيفاً قليل الصيام والصلاة وما أفطر عيسى يوم قطّ وما نام بليل قطّ وما زال صائم الدهر قائم الليل.

قال الرضا: فلمن كان يصوم ويصلّي ؟

فخرس الجاثليق وانقطع(١) الحديث.

إنّ الذكر الحكيم يصرّح بأنّ المسيح سوف يعترف يوم البعث بعبوديته على رؤوس الأشهاد وانّه لم يأمر قطّ الناس بعبادة نفسه:

( وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) ( المائدة / ١١٦ ).

__________________

(١) الاحتجاج: ج ٢ ص ٢٠٣ و ٢٠٤.

٢٤٦

وقال عزّ اسمه حاكياً عنه:( مَا قُلْتُ لَهُمْ إلّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) ( المائدة / ١١٧ ).

ج ـ المسيح ابن الله:

قد طرأت أزمة حادّة على خط التوحيد من قبل المشركين واليهود والنّصارى بزعم وجود الابن أو البنت لله سبحانه، فتارة جعلوا بينه وبين الجِنَّة نسباً، واُخرى اتّهموه بأنّه اتّخذ من الملائكة إناثاً، وثالثة نسبوا إليه الولد بصورة مطلقة، وقد جاء الجميع في الذكر الحكيم مشفوعاً بالردّ والنقض:

١ ـ الجن:( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنَّةِ نَسَبًا ) ( الصافّات / ١٥٨ ).

وأمّا ما هذا النسب، فيحتمل أن يكون المراد نسب البنوّة والاُبوّة ولأجل ذلك كان جماعة من العرب يعبدون الجن، كما ورد في قوله سبحانه:( قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجِنَّ ) ( سبأ / ٤١ ).

٢ ـ الملائكة:( أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا ) ( الإسراء / ٤٠ ) ولأجل ذلك كان جماعة أيضاً من العرب تعبد الملائكة، وبما أنّهم كانوا يتخيّلون الملائكة على أنّهم خلقوا بصور جذّابة جميلة خالوا إنّهم اُناثاً قال سبحانه:( وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ) ( الزخرف / ١٩ ).

٣ ـ المسيح: وقد اشتهر النصارى بأنّهم جعلوا « المسيح » إبناً لله تعالى، وهذه الفكرة الخاطئة وإن لم تكن منحصرة فيهم، بل كان لليهود أيضاً مثل تلك الفكرة في حقّ « عزير » لكن النصارى أكثر، اشتهاراً بهذه النسبة، غير نافين عن أنفسهم هذا العار، واليهود يؤوّلون الفكرة بأنّه ولد فخري لا حقيقي.

والقرآن الكريم يندّد بتلك الفكرة في غير واحد من الآيات مشيراً إلى براهين

٢٤٧

عقلية محتاجة إلى التوضيح، وإليك نقل الآيات مع توضيح مضامينها:

١ ـ البقرة / ١١٦ ـ ١١٧:

( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ *بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) .

تريك هذه الآية كيف أنّهم نسبوا إلى الله ولداً من غير فرق بين أن يكون الناسب يهوديّاً أو مسيحيّاً، ولكنّ الآيتين تتضمّنان ردّاً لهذه النسبة، يستفاد من الإمعان في الجمل التالية:

١ ـ سبحانه. ٢ ـ بل له ما في السموات والأرض كل له قانتون.

٣ ـ بديع السموات والأرض. ٤ ـ وإذا قضى أمراً فإنّما يقول له كن فيكون.

وإليك شرح هذه الجمل التي يعد كل واحد منها بمثابة ردّ ونقض للفكرة الخاطئة المصرّحة بالبنوّة لله عزّ وجلّ.

أ ـ « سبحانه »: وهذه الكلمة تفيد تنزيه الله سبحانه من كل نقص وعيب وشائنة، ولأجل ذلك يأتي هذا اللفظ في آية اُخرى بعد بيان تلك النسبة الخاطئة، قال تعالى:( قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ ) ( يونس / ٦٨ ).

واللفظة تفيد أنّ اتّخاذ الولد نقص وعيب على الله تعالى، يجب تنزيهه عنه، وذلك لأنّ اتّخاذ الولد إمّا لغاية إشباع الغريزة الجنسية أو لأجل الإستعانة من الولد أيّام الهرم والكهولة، أو لأجل إبقاء النسل وإدامته التي تعد نوع بسط وجود للشخصية، والكل غير لائق بساحته سبحانه.

ويمكن أن يكون اللفظ مشيراً إلى أمر آخر وهو أنّ اتّخاذ الابن فرع التوالد والتناسل وهو من شؤون الموجودات المادية حيث ينتقل جزءً من الأب إلى رحم الاُم فتتّحد نطفة الأب مع البويضة في رحم الاُمّ فتخصّبها فينتج عن ذلك نشأة الجنين والله سبحانه أعلى وأجل وأنبل عن أن يكون جسماً أو جسمانيّاً.

٢٤٨

ب ـ( بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ) :

إنّ هذه الجملة مشعرة ببرهان دامغ وهو أنّ كل ما في الكون قانت لله وخاضع لسلطته ومسخّر ومقهور له ومن هذا شأنه لا يتصوّر أن يكون له ولد وذلك لأنّ الولد يكون مماثلاً للوالد، فكما هو واجب الوجود يكون الولد مشاطراً له في ذلك، وما هو كذلك لا يمكن أن يكون مقهوراً ومسخّراً لموجود من الموجودات.

ج ـ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) :

أي انّه سبحانه خالق مبدع لهما وما فيهما والمراد من الإبداع هو خلقهما بلا مثال سابق ولا مادّة متقدّمة، فيكون المجموع مسبوقاً بالعدم، وما هو كذلك كيف يمكن أن يكون ولداً لله سبحانه ؟ لما عرفت من أنّ الولد يماثل الوالد في الالوهيّة ووجوب الوجود، وهو لا يجتمع مع كون السموات والأرض وما فيهما مخلوقاً حادثاً مسبوقاً بالعدم.

د ـ( وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) :

وهذه الآية تفيد أنّ سنّة الله تبارك وتعالى في الإيجاد والإنشاء والخلق، وأنّه لو أراد إيجاد شيء فإنّه يوجد بلا تريّث أو تلبّث، ولكنّ الولد إنّما يتكوّن من إلتقاء النطفتين في رحم الاُم ثمّ يتكامل تدريجيّاً على إمتداد أمد بعيد وهذا لا يجتمع مع ما مرّ ذكره في السنّة الحكيمة.

ثمّ إنّ العلّامة الطباطبائي جعل الجمل الثلاث مشيرة إلى برهانين ( لا إلى ثلاثة براهين كما أوضحناه ) فقال:

إنّ قوله:( بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ) يشتمل على برهانين ينفي كلّ منهما الولادة وتحقّق الولد منه سبحانه، فإنّ اتّخاذ الولد هو أن يجزي موجود طبيعي، بعض أجزاء وجوده ويفصله عن نفسه فيصيّره بتربية تدريجية فرداً من نوعه مماثلاً لنفسه، وهو سبحانه منزّه عن المثل بل كل شيء ممّا في السموات والأرض مملوك له قائم الذات به قانت ذليل عنده ذلّة وجودية فكيف يكون شيء من الأشياء ولداً له

٢٤٩

مماثلاً نوعيّاً بالنسبة إليه ؟ وهو سبحانه بديع السموات والأرض، إنّما يخلق ما يخلق على غير مثال سابق فلا يشبه شيء من خلقه خلقاً سابقاً ولا يشبه فعله فعل غيره في التقليد والتشبيه ولا في التدريج والتوّصل بالأسباب إذا قضى أمراً فإنّما يقول له كن فيكون من غير مثال سابق ولا تدريج، فكيف يمكن أن ينسب إليه اتّخاذ الولد ؟ وتحقّقه يحتاج إلى تربية وتدريج فقوله:( لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ) برهان تام، وقوله:( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) برهان آخر تام(١) .

٢ ـ الأنعام / ١٠٠ ـ ١٠٢:

( وَجَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ الجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ) ( الأنعام / ١٠٠ ).

( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) ( الأنعام / ١٠١ ).

( ذَٰلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلَٰهَ إلّا هُوَ خَالِقُ كُلَّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) ( الأنعام / ١٠٢ ).

وفي هذه الآيات إشارات إلى بطلان النظرية القائلة بكون الجن شركاء لله سبحانه وخرق بنين وبنات له بغير علم، وإليك بيانها:

أ ـ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ) : وقد مرّ توضيح تلك الجملة في القسم الأوّل من الآيات.

ب ـ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : وقد تقدّم معناه أيضاً.

ج ـ( أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ) : وهذه الجملة تشير إلى أنّ إتّخاذ الإبن يستلزم اتّخاذ الزوجة حتى يقع جزء من الزوج في رحم الزوجة والله

__________________

(١) الميزان: ج ١ ص ٢٦١.

٢٥٠

سبحانه منزّه، عن أن تكون له زوجة.

د ـ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) : فإذا كان هو خالق كل شيء، والكل مخلوق له فلا يتصوّر كون المخلوق ولداً، لأنّ الولد يشاطر الوالد في الطبيعة والنوعيّة فإذا كان سبحانه واجب الوجود لاستغنى عن العلّة والخالق ولترفّع عن حيز الإمكان، والمفروض خلافه.

٣ ـ يونس / ٦٨:

( قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) .

وهذه الآية تشتمل على مثل ما اشتملت عليه الآيات السابقة وإليك تفصيل جملها.

أ ـ( سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ ) : وقد عرفت أنّ إتّخاذ الولد إمّا لغاية إشباع الغريزة الجنسية أو لاستعانة به في أيّام الكهولة أو لبسط نفوذ الشخصية، والله غني عن الجميع.

ب ـ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ) : وفيه إشارة إلى أنّ كل ما في الكون مقهور ومسخّر فكيف يكون شيء منه ولداً له مع لزوم المماثلة بين الولد والوالد.

ج ـ( إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) : وهو إشارة اُخرى إلى أنّه إنّما تبنّوا هذه الفكرة تقليداً بلا علم وبرهان، وقد تقدّم في الآيات السابقة ( بغير علم سبحانه ).

٤ ـ الكهف / ٤ و ٥:

( وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا *مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إلّا كَذِبًا ) .

٢٥١

وفي هذه الآية إكتفاء ببرهان واحد وهو أنّ القوم يتفوّهون بذلك بلا علم لهم ولا لآبائهم.

٥ ـ مريم / ٣٥:

( مَا كَانَ للهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) وفي الآية إشارة إلى برهانين أحدهما قوله( سُبْحَانَهُ ) والثاني( إِذَا قَضَىٰ ) ، وقد مرّ تفسيرهما فلا نعيد.

٦ ـ مريم / ٨٨ ـ ٩٥:

( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ) .

( لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ) .

( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا ) .

( أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا ) .

( وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ) .

( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إلّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ) .

( لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ) .

( وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) .

وقد ركّزت الآيات على برهانين:

أحدهما قولهُ:( وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ) وهذه الجملة واقعة مكان لفظة( سُبْحَانَهُ ) في الآيات السابقة.

وثانيهما: قوله:( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إلّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ) وهو يفيد نفس ما يفيده قوله:( بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ) في الآيات السابقة والمعنى بعد التطبيق واضح ومحصّله أنّ من في الكون عبد

٢٥٢

مسخّر لله سبحانه، وهو لا يجتمع مع كون واحد منهم ولداً له، لأنّه يقتضي المماثلة والمشاركة في الوجوب والإستغناء عن العلّة مع أنّ المفروض كونه ممكناً.

٧ ـ الأنبياء / ٢٦ و ٢٧:

( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ) .

( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) .

فلفظة( سُبْحَانَهُ ) مشيرة إلى أنّ اتّخاذ الولد ملازم للنقص والعيب وهو سبحانه منزّه عنه.

وقوله:( بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ) إشارة إلى ما مرّ من أنّ العبودية لا تجتمع مع البنوّة لأنّ مقتضى البنوّة، المشاركة والمسانخة مع الوالد في الطبيعة، والمفروض وجوب وجود الوالد فيكون الولد واجباً وهو محال.

٨ ـ المؤمنون / ٩١:

( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ) .

والآية تشير إلى أنّ اتّخاذ الولد ينافي التوحيد والوحدانية لأنّ الولد يجب أن يكون مماثلاً للوالد على نحو ما مرّ ذكره وعندئذ يكون إلهاً مثله، والمفروض أنّه ليس معه إله.

٩ ـ الزمر / ٤:

( لَّوْ أَرَادَ اللهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) .

وفي الآية إشارة إلى دحض تلك العقيدة المنحرفة باُمور ثلاثة:

أ ـ( سُبْحَانَهُ ) .

٢٥٣

ب ـ( الْوَاحِدُ ) .

ج ـ( الْقَهَّارُ ) .

أمّا الأوّل: فدلالته على نفي البنوّة مثل الآيات السابقة.

وأمّا الثاني: أعني كونه واحداً، فهو يدلّ على نفي البنوّة لأنّ اتّخاذ الإبن يستلزم المماثلة بين الأب والولد، فيلزم تعدّد الإله وواجب الوجود.

وأمّا الثالث: أعني كونه قهّاراً وغيره مقهوراً عليه فدلالته مثل دلالة قوله:( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إلّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ) وقوله:( بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ) وقوله:( بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ) وذلك لأنّ اتّخاذ الإبن يستلزم أن يكون له مماثل من ذاته لأنّ الولد يماثل الوالد في النوعية والطبيعة فيلزم أن يكون الولد واجب الوجود، والمفروض أنّه مقهور ومسخّر لله سبحانه.

وأنت إذا قارنت هذه الآيات بعضها ببعض لوقفت على أنّ الجميع في المادة والمعنى وكيفيّة الإستدلال مصبوب في قالب واحد بينها كمال الإئتلاف والتناسب، والعبارات الواردة في المقام وإن كانت مختلفة المواضع ولكنّ المؤدّى والمعنى واحد، وتلك الآيات نزلت على النبيّ في ظروف مختلفة وأجواء متباينة والنبيّ لم يزل بين كونه منهمكاً في الحرب وهادئ البال في الصلح والسلم ومع ذلك يتكلّم على نسق واحد مع كونه أمّيّاً لم يقرأ قطّ ولم يكتب. صدق الله العليّ العظيم حيث قال:( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ) ( النساء / ٨٢ ).

قسمة ضيزي:

ومن عجائب اُمورهم أنّهم اتّخذوا لأنفسهم البنين ونسبوا إلى الله عزّ وجلّ الإناث من الملائكة، قال سبحانه:( أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِنَاثًا ) ( الإسراء / ٤٠ ).

٢٥٤

وقال تعالى:( أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ ) ( الزخرف / ١٦ ).

وقال تعالى:( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَىٰ *تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ ) ( النجم / ٢١ ـ ٢٢ ).

ثمّ إنّه سبحانه أبطل ادّعاءهم بكون الملائكة إناثاً وقال:( وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) ( الزخرف / ١٩ ) فكيف يدّعون ما لم يشهدوه ؟!

إلى هنا تمّ حوار القرآن مع اليهود والنّصارى في اتّخاذه سبحانه ولداً من الإنس والجنّ والملائكة، وقوّة البرهان القرآني وإتقانه وتعاضد بعضه بعضاً يدلّ على أنّه وحي إلهي نزل به الروح الأمين على قلبه، وأنّى للإنسان الغارق في الحياة البدائيّة أن يأتي بمثل ذلك لولا كونه مسدّداً بالوحي، مؤيّداً بالمدد الغيبي منه سبحانه.

وإليك بقية المناظرات الواردة في القرآن الكريم.

اليهود ونقض المواثيق والعهود

حطّ النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله رحاله بالمدينة، والتفّ حوله الأوس والخزرج، ففشى أمر الإسلام وشاع خبره وذكره بين الناس والقبائل القاطنة بأطراف المدينة، وكان ذلك بمثابة جرس إنذار لليهود ينبئ عن إقتراب اُفول شوكتهم في المدينة وما والاها بل في شبه الجزيرة العربية برمّتها.

وكانت اليهود في سابق عهدها تفتخر على سائر الاُمم بأنّها تقتفي أثر التوحيد وأنّ لهم كتاباً سماويّاً يجمع بين دفّتيه الأحكام الإلهية، ولكنّ تلك المفخرة أوشكت أن تذهب أدراج الرياح بدعوة النبيّ الأكرم الناس كافّة إلى التوحيد الأصيل ونزول القرآن عليه، فما كانت لهم بعد إذ ذاك ميزة يمتازون بها على العرب.

وكانت اليهود لفرط حبّهم للدنيّا وزبرجها تمكّنوا من السيطرة على مقاليد أزّمة

٢٥٥

إدارة التجارة، وكان وجود الشّقة السحيقة بين الأوس والخزرج، والنزاعات القبلية بينهما، خير معين للإنفراد بإدارة دفّة القوافل التجارية، غير أنّ تلك الأرضية التي فسحت لهم المجال لتسلّم زمام التجارة فيما مضىٰ كادت تنعدم بالاُخوّة الإسلامية التي جاء بها الإسلام، فصار المتصارعان متصافيين متآخيين متآلفين في مقابل اليهود وأطماعهم.

كلّ ذلك صار سبباً لتحفيز اليهود لإثارة الشبهات حول رسالة الرسول الأكرم وبثّ السموم وتشوية معالم الرسالة الجديدة ليضعضعوا أركان الإيمان الفتي في قلوب المؤمنين بالإسلام، وقد غاب عن خلدهم أنّ سنّة الله الحكيمة تتكفّل بنصر رسله. قال سبحانه:

( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) ( غافر / ٥١ ).

وإليك نماذج من أسئلتهم وشبهاتهم التي أثاروها حول الرسالة النبويّة:

١ ـ إفشاء علائم النبوّة:

إنّ أوّل خطوة خطوها لأجل إيقاف مدّ الصحوة الدينية والإيمان برسالة النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله هو إصدار مرسوم يقضي بكتمان علائم نبوّته التي وردت في التوراة حتى لا تقع للمسلمين ذريعة يتمسّكون بها ضدّهم في عزوفهم عن قبول الدعوة، وهذا ما يحكي عنه الذكر الحكيم بقوله:

١ ـ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) ( البقرة / ٧٦ ).

وروي عن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال: كان قوم من اليهود ليسوا من المعاندين المتواطئين إذا لقوا المسلمين حدّثوهم بما في التوراة من صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فنهاهم كبراؤهم عن ذلك وقالوا: لاتخبروهم بما

٢٥٦

في التوراة من صفة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيحاجّوكم به عند ربّكم(١) .

وردّ سبحانه عليهم بقوله:( أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) ( البقرة / ٧٧ ) فالله سبحانه يحتجّ بكتابهم عليهم سواء تفوّهوا بسمات النبيّ الأكرم المذكورة في التوراة أم لم يتفوّهوا بها على الرّغم من أنّهم كانوا يستفتحون ويستنصرون على الأوس والخزرج برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل مبعثه فلمّا بعثه الله من بين العرب ولم يكن من بني إسرائيل، كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه، فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء ابن معرور: يا معشر اليهود اتّقوا الله واسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمّد ونحن أهل الشرك، وتصفونه وتذكرون أنّه مبعوث، فقال سلام بن مثكم أخو بني النضير: ما جاءنا بشيء نعرفه وما هو بالذي كنّا نذكر لكم، فأنزل الله تعالى قوله:

( وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) ( البقرة / ٨٩ ).

٢ ـ السؤال عن الروح الأمين:

إنّ نفراً من أحبار اليهود جاءوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: يا محمداً أخبرنا عن أربع نسألك عنهنّ، فإن فعلت ذلك اتّبعناك وصدّقناك وآمنّا بك، فقال لهم رسول الله: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه لئن أنا أخبرتكم بذلك لتصدّقنّني ؟ قالوا: نعم، قال: فسألوا عمّا بدا لكم وممّا سألوا عنه نوم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا: كيف نومك ؟ فقال: تنام عيني وقلبي يقظان. قالوا: فأخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه ؟ قال: حرّم على نفسه لحوم الإبل وألبانها، فصدّقوه في الإجابة عن هذاين السؤالين، ثمّ قالوا له: فأخبرنا عن الروح ،

__________________

(١) مجمع البيان: ج ١ ص ٢٨٦ ( طبع بيروت ).

٢٥٧

قال: أنشدكم بالله وبأيّامه عند بني إسرائيل هل تعلمونه جبرئيل وهو الذي يأتيني ؟ قالوا: أللّهم نعم، ولكنّه يا محمد لنا عدوّ وهو ملك إنّما يأتي بالشدّة وسفك الدماء ولولا ذلك لاتّبعناك، فأنزل الله عزّ وجلّ فيهم:( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ *مَن كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ) ( البقرة / ٩٧ و ٩٨ )(١) .

وما ذكرنا من شأن النزول يؤيّد ما ذكرناه سابقاً من أنّ المقصود من الروح في قوله سبحانه:( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ) ( الإسراء / ٨٥ ) هو الروح الأمين لا الروح الإنسانية، وأنّ ما اُثير حولها في التفاسير المختلفة مبني على تفسير الروح بالروح الإنسانية وهو غير صحيح.

وعلى أيّ تقدير فنصب العداء لجبرئيل نصب للعداء له سبحانه، لأنّ جبرئيل مأمور من جانبه ومبلّغ عنه هو وجميع الملائكة:( لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) ( التحريم / ٦ ).

٣ ـ إنكار نبوّة سليمانعليه‌السلام :

إنّ رسول الله لـمّا ذكر سليمان بن داود في المرسلين، قال بعض أحبارهم: ألا تعجبون من محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله يزعم أنّ سليمان بن داود كان نبيّاً، والله ما كان إلّا ساحراً، فأنزل الله تعالى في ذلك:( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) ( البقرة / ١٠٢ )(٢) .

__________________

(١) السيرة النبويّة: ج ١ ص ٥٤٣. مجمع البيان: ج ٢ ص ٣٢٤ ( طبع بيروت ).

(٢) السيرة النبوية: ج ١ ص ٥٤٠. مجمع البيان: ج ٢ ص ٣٣٦ ( طبع بيروت ).

٢٥٨

٤ ـ كتابه إلى يهود خيبر:

كتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يهود خيبر بكتاب جاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه والمصدّق لما جاء به موسى على أنّ الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة، وأنّكم لتجدون ذلك في كتابكم:( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) .

وإنّي انشدكم بالله، وانشدكم بما أنزل عليكم وانشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسباطكم المنّ والسلوى، وانشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاهم من فرعون وعمله إلّا أخبرتموني: هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمّد ؟ فإن كنتم لا تجدوني ذلك في كتابكم فلا كره عليكم( قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) فادعوكم إلى الله وإلى نبيّه(١) .

٥ ـ إنكار أخذ الميثاق منهم:

إنّ أحد أحبار اليهود قال لرسول الله: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل الله عليك من آية بيّنة فنتّبعك لها، وقد كانوا ينكرون العهد الذي أخذه الأنبياء عليهم أن يؤمنوا بالنبيّ الاُمّي، فأنزل الله سبحانه في ردّهم:( وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إلّا الْفَاسِقُونَ *أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) ( البقرة / ٩٩ و ١٠٠ ).

__________________

(١) السيرة النبويّة: ج ١ ص ٥٤٤ ـ ٥٤٥.

٢٥٩

ولفظة « كلّما » تفيد التكرّر فيقتضي تكرّر النقض منهم(١) .

٦ ـ الإقتراحات التعجيزيّة:

وقد كان اليهود قد تقدّموا بإقتراحات تعجيزيّة على غرار ما بدر من المشركين فقد سألت العرب محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأتيهم بالله فيروه جهرة، فنزل قوله سبحانه:( أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) ( البقرة / ١٠٨ ).

وقال رافع بن حريملة لرسول الله: يا محمد إن كنت رسولاً من الله كما تقول فقل لله فيكلّمنا حتى نسمع كلامه، فنزل قوله سبحانه:( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (٢) .

٧ ـ تنازع اليهود والنصارى عند الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله

لـمـّا قدم أهل نجران من النصارى على رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أتتهم أحبار اليهود فتنازعوا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رافع بن حريملة: ما أنتم على شيء، وكفر بعيسىٰ وبالإنجيل، فقال رجل من أهل نجران من النصارىٰ لليهود: ما أنتم على شيء، وجحد نبوّة موسى وكفر بالتوراة، فأنزل الله في ذلك قولهم:

( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) ( البقرة / ١١٣ ).

__________________

(١) مجمع البيان: ج ١ ص ٣٢٧.

(٢) السيرة النبوية: ج ١ ص ٥٤٩.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581