مفاهيم القرآن الجزء ٨

مفاهيم القرآن14%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-148-3
الصفحات: 403

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 167044 / تحميل: 5787
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٨

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-١٤٨-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

حرف الشين

١٣٤ ـ ( ع ) شبابة بن سوّار المدائني ، قيل : اسمه مروان (١) :

قال أحمد : تركته للإرجاء ، وكان داعية له.

يب : قال محمّد بن أحمد بن أبي الثلج : حدّثني أبو عليّ بن سختي المدائني ، حدّثني رجل معروف من أهل المدائن ، قال : رأيت في المنام رجلا نظيف الثوب ، حسن الهيئة فقال لي : إنّي أدعو الله ، فأمّن على دعائي : « اللهمّ إن [ كان ] شبابة يبغض أهل بيت(٢) نبيّكصلى‌الله‌عليه‌وآله فاضربه الساعة بفالج ».

قال : فانتبهت وجئت المدائن وقت الظهر ؛ وإذا الناس في هرج

فقالوا : فلج شبابة في السحر ومات الساعة.

١٣٥ ـ ( د س ) شبث بن ربعي التميمي اليربوعي (٣) :

قال شبث : أنا أوّل من حزّب الحرورية.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٥٩ رقم ٣٦٥٨ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٥٨٩ رقم ٢٨٠٨.

(٢) كلمة « بيت » ليست في المصدر ، وهي إضافة توضيحية من المصنّفقدس‌سره ؛ لأنّ السياق يقتضيها.

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٠ رقم ٣٦٥٩ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٥٩٢ رقم ٢٨١٠.

١٤١

يب : قال العجلي : كان أوّل من أعان على [ قتل ] عثمان ، وأعان على قتل الحسينعليه‌السلام [ وبئس الرجل هو ].

وقال الدارقطني : يقال إنّه كان مؤذّن سجاح(١) .

وقال ابن الكلبي : كان من أصحاب عليّعليه‌السلام ، ثمّ صار من(٢) الخوارج ، ثمّ تاب ورجع ، ثمّ حضر قتل الحسينعليه‌السلام !

١٣٦ ـ ( د س ) شبيب بن عبد الملك التميمي البصري (٣) :

ن : لا يعرف.

__________________

(١) جزم بذلك ابن كثير في قصّة سجاح وبني تميم من « البداية والنهاية » ، ونقل كلّ من البلاذري والدينوري القول بذلك ، انظر : فتوح البلدان : ١٠٨ ، المعارف :٢٢٩.

وسجاح ـ بكسر الحاء ، مثل : حذام وقطام ـ : هي امرأة من بني يربوع ، وهي بنت الحارث ابن سويد ـ وقيل : بنت غطفان ـ التغلبية التميمية ، وتكنّى أمّ صادر ، كانت رفيعة الشأن في قومها ، شاعرة أديبة ، عارفة بالأخبار ، لها علم بالكتاب أخذته عن نصارى تغلب ، وكانت متكهّنة قبل ادّعائها النبوّة ، وهي مع ادّعائها النبوّة فقد كذّبت بنبوّة مسيلمة الكذّاب ، ثمّ آمنت به ، فتزوّجها من غير صداق! ثمّ أصدقها بأن وضع عن قومها صلاتي الفجر والعشاء الآخرة!!

وفيها يقول الشاعر :

أضلّ الله سعي بني تميم

كما ضلّت بخطبتها سجاح

قيل إنّها عادت إلى الإسلام بعد مقتل مسيلمة ، فأسلمت وهاجرت إلى البصرة ، وتوفّيت بها في زمان معاوية نحو سنة ٥٥ ه‍.

انظر : مروج الذهب ٢ / ٣٠٣ ، الإصابة ٧ / ٧٢٣ رقم ١١٣٦١ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٣٩ ـ ٢٤١ حوادث سنة ١١ ه‍ ، تاريخ الخميس ٢ / ١٥٩ ، الأعلام ـ للزركلي ـ ٣ / ٧٨ ، لسان العرب ٦ / ١٧٤ مادّة « سجح ».

(٢) في المصدر : مع.

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٣ رقم ٣٦٦٦.

١٤٢

١٣٧ ـ ( د س ) شريق الهوزني الحمصي (١) :

ن : لا يعرف.

١٣٨ ـ ( م ٤ ) شريك بن عبد الله النخعي ، أبو عبد الله القاضي (٢) :

يب : لم يكن عند يحيى القطّان بشيء.

وقال أحمد : لا يبالي كيف حدّث(٣) .

وقال عبد الحقّ : يدلّس.

وقال ابن القطّان : [ كان ] مشهورا بالتدليس.

ن : ضعّفه يحيى بن سعيد جدّا.

١٣٩ ـ ( م س ) شعيب بن صفوان ، أبو يحيى الكوفي (٤) :

قال ابن عديّ : عامّة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد.

يب : قال ابن معين : ليس بشيء.

١٤٠ ـ ( م ٤ ) شهر بن حوشب الأشعري الشامي (٥) :

قال ابن عون : تركوه.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٧١ رقم ٣٦٩٦ ، وانظر : تهذيب التهذيب ٣ / ٦٢٢ رقم ٢٨٦١.

(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٧٢ رقم ٣٧٠٢ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٦٢٣ رقم ٢٨٦٤.

(٣) وورد مثله في ترجمته من ميزان الاعتدال ٣ / ٣٧٦.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٨٠ رقم ٣٧٢٥ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٦٤١ رقم ٢٨٨١.

(٥) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٨٩ رقم ٣٧٦١ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٦٥٦ رقم ٢٩٠٧.

١٤٣

يب : ما كان يحيى يحدّث عنه(١) .

وقال ابن عديّ : ضعيف جدّا.

وقال ابن حزم : ساقط.

وقال الساجي : كان شعبة يشهد عليه أنّه رافق رجلا فخانه.

وقال عبّاد بن منصور : سرق عيبتي(٢) .

وفي ن ويب : كان على بيت المال فأخذ خريطة(٣) فيها دراهم ـ ولفط ن : فأخذ منه دراهم ـ فقال القائل(٤) [ من الطويل ] :

لقد باع شهر دينه بخريطة

فمن يأمن القرّاء بعدك يا شهر؟!

* * *

__________________

(١) وجاء مثله في ترجمته من ميزان الاعتدال ٣ / ٣٩٠.

(٢) وجاء مثله في ترجمته من ميزان الاعتدال ٣ / ٣٩٠.

(٣) الخريطة : مثل الكيس من أدم أو خرق. انظر : تاج العروس ١٠ / ٢٣٦ ، ولسان العرب ٤ / ٦٥ ، مادّة « خرط ».

(٤) قيل : هو أبو الشرقي القطامي بن الحصين الكلبي ، وقيل : هو سنان بن مكمّل النميري.

انظر : تاريخ الطبري ٤ / ٥٢ و ٧٨ ، البداية والنهاية ٩ / ١٥٠.

١٤٤

حرف الصاد

١٤١ ـ ( د ت ) صالح بن بشير ، أبو بشر المرّي البصري ، القاصّ الواعظ(١) :

قال ( س ) : متروك(٢) .

يب : قال ابن معين : ليس بشيء ؛ وكلّ ما حدّث به عن ثابت باطل.

وضعّفه ابن المديني جدّا ، وقال : ليس بشيء ، ضعيف ضعيف.

وقال ( د ) : لا يكتب حديثه.

١٤٢ ـ ( ت ق ) صالح بن حسّان النضري (٣) ، ويقال : صالح ابن أبي حسّان (٤) :

قال ( س ) : متروك(٥) .

وقال أحمد : ليس بشيء.

يب : قال ابن معين : ليس بشيء.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٩٦ رقم ٣٧٧٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٥ رقم ٢٩٢٢.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٣) وقيل : النصري ؛ انظر : تقريب التهذيب ١ / ٢٤٨ رقم ٢٩٢٦.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٠٠ رقم ٣٧٨٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٨ رقم ٢٩٢٦.

(٥) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

١٤٥

وقال أبو نعيم : متروك.

وقال الخطيب : أجمعوا على ضعفه.

وقال ابن حبّان : كان صاحب قينات وسماع ، و [ كان ] ممّن يروي الموضوعات عن الأثبات.

١٤٣ ـ ( ت س ) صالح بن أبي حسّان المدني (١) :

يب : قال ( س ) : مجهول.

١٤٤ ـ ( م ٤ ) صالح بن رستم ، أبو عامر الخزّاز (٢) :

ن : قال ابن المديني : ليس بشيء.

يب : قال ابن معين : ليس بشيء(٣) .

١٤٥ ـ ( ت ق ) صالح بن موسى الطلحي (٤) :

قال ابن معين : ليس بشيء ، ولا يكتب حديثه.

وقال ( س ) : متروك(٥) .

يب : قال ( س ) : لا يكتب حديثه.

وقال ابن معين : ليس بثقة.

وقال أبو نعيم : متروك.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٤ / ٩ رقم ٢٩٢٧.

(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٠٣ رقم ٣٧٩٦ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٤ رقم ٢٩٣٩.

(٣) في المصدر : لا شيء.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٤١٤ رقم ٣٨٣٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٨ رقم ٢٩٦٩.

(٥) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

١٤٦

١٤٦ ـ ( د ت ق ) صالح بن نبهان ، مولى التّوأمة (١) :

قال القطّان ومالك : ليس بثقة.

وقال ابن حبّان : استحقّ الترك.

يب : قال ابن عيينة : ما علمت أحدا من أصحابنا يحدّث عنه.

وقال ابن سعد : رأيتهم يهابون حديثه.

١٤٧ ـ ( ت س ق ) صدقة بن عبد الله السمين ، أبو معاوية الدمشقي (٢) :

يب : قال أحمد مرّة : ليس يسوي شيئا.

وقال مرّة : ليس بشيء.

وقال الدارقطني : متروك.

١٤٨ ـ ( ت ق ) الصلت بن دينار الأزدي البصري ، أبو شعيب المجنون (٣) :

قال أحمد : متروك(٤) .

وقال يحيى بن سعيد : ذهبت أنا وعوف نعوده ، فذكر عليّاعليه‌السلام فنال منه!

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٤١٥ رقم ٣٧٣٨ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٩ رقم ٢٩٧٠.

(٢) تهذيب التهذيب ٤ / ٤١ رقم ٢٩٩٢.

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٣٦ رقم ٣٩١١ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٦٠ رقم ٣٠٢٦.

(٤) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث ، ترك الناس حديثه.

١٤٧

يب : قال الفلّاس وأبو أحمد الحاكم وعليّ بن الجنيد : متروك(١) .

وقال ( س ) : ليس بثقة(٢) .

وقال ابن معين(٣) وابن سعد ويعقوب بن سفيان : ليس بشيء.

وقال عبد الله بن أحمد : نهاني أبي أن أكتب عنه(٤) .

وقال ابن حبّان : كان الثوري إذا حدّث عنه يقول : « حدّثنا أبو شعيب » ولا يسمّيه ، وكان ينتقص عليّاعليه‌السلام وينال منه.

ن : قال شعبة : إذا حدّثكم سفيان عن رجل لا تعرفونه فلا تقبلوا منه ، فإنّما يحدّثكم عن مثل أبي شعيب المجنون.

* * *

__________________

(١) هذا قول ابن الجنيد ؛ أمّا قول الفلّاس والحاكم فهو : متروك الحديث.

(٢) وكذا جاء عنه في ميزان الاعتدال.

(٣) وورد قوله أيضا في ميزان الاعتدال.

(٤) في المصدر : « حديثه » بدل « عنه ».

١٤٨

حرف الضاد

١٤٩ ـ ( ٤ ) الضحّاك بن مزاحم ، المفسّر (١) :

قال يحيى بن سعيد : كان ضعيفا عندنا.

وقال شعبة : قلت لمشاش : سمع الضحّاك من ابن عبّاس؟ قال :

ما رآه [ قطّ ].

وقال ابن عديّ : عرف بالتفسير ، فأمّا روايته عن ابن عبّاس وأبي هريرة وجميع من روى عنه ففي ذلك كلّه نظر.

يب : كان شعبة لا يحدّث عنه.

ن : يروى أنّه حملت به أمّه عامين!(٢) .

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٤٦ رقم ٣٩٤٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٨٠ رقم ٣٠٥٨.

(٢) انظر في ذلك : الطبقات الكبرى ٦ / ٣٠٢ رقم ٢٣٧١ ، الأعلاق النفيسة : ٢٢٦ ، الثقات ـ لابن حبّان ـ ٦ / ٤٨١ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ٩٥ رقم ٩٤٤ ، المنتظم ٤ / ٥٦٨ حوادث سنة ١٠٥ ه‍.

١٤٩
١٥٠

حرف الطاء

١٥٠ ـ ( م د ) طارق بن عمرو المكّي ، القاضي ، مولى عثمان ، ووالي عبد الملك على المدينة (١) :

يب : قال أبو الفرج الأموي : كان طارق من ولاة الجور.

وقال عمر بن عبد العزيز ـ لمّا ذكره والحجّاج وقرّة بن شريك ، وكانوا إذ ذاك ولاة الأمصار ـ : امتلأت الأرض جورا(٢) .

وذكر الواقدي بسنده : أنّ عبد الملك جهّز طارقا في ستّة آلاف إلى قتال من بالمدينة من جهة ابن الزبير ، فقصد خيبر فقتل بها ستّمائة(٣) .

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٤ / ٩٦ رقم ٣٠٨٤.

(٢) جاء ما يدلّ على ذلك في : حلية الأولياء ٥ / ٣٠٩ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٢٨٣ حوادث سنة ٩٥ ه‍ ، تاريخ الخلفاء ـ للسيوطي ـ : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ نقلا عن الحلية.

(٣) انظر في أحواله : التاريخ الصغير ـ للبخاري ـ ١ / ١٤٥ ، تاريخ الطبري ٣ / ٥٢٥ و ٥٣٠ حوادث سنّتي ٧١ و ٧٢ ه‍ ، تاريخ دمشق ٢٤ / ٤٣١ ، المنتظم ٤ / ٢٧١ حوادث سنة ٧٢ ه‍ ، البداية والنهاية ٨ / ٢٦٣ ـ ٢٧٢ حوادث سنتي ٧٢ و ٧٣ ه‍ وج ٩ / ٣ حوادث سنة ٧٤ ه‍ ، الكامل في التاريخ ٤ / ١٢١ حوادث سنة

١٥١

١٥١ ـ ( ت ق ) (١) طريف بن شهاب السعدي ، الأشلّ ، أبو سفيان البصري (٢) :

قال ( س ) : متروك(٣) .

وقال أحمد : ليس بشيء.

يب : قال أحمد : لا يكتب حديثه.

وقال ( س ) : ليس بثقة.

وقال ( د ) : ليس بشيء.

١٥٢ ـ ( ق ) طلحة بن زيد القرشي (٤) :

قال ( س ) : متروك.

وقال صالح جزرة : لا يكتب حديثه.

ن : قال ابن المديني : سيّئ ، يضع الحديث.

__________________

٧٣ ه‍ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٥ ، أخبار القضاة ١ / ١٢٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٢٦١ رقم ٣٠٨٤ ، المنتظم ٤ / ٢٧١ حوادث سنة ٧٢ ه‍.

(١) كان في الأصل : ( د ت ق ) وهو سهو ؛ والصحيح ما أثبتناه في المتن من ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب والكاشف ٢ / ٤٠ رقم ٢٤٨٥ وتقريب التهذيب ١ / ٢٦٢ رقم ٣٠٩٣ وتهذيب الكمال ٩ / ٢٢٨ رقم ٢٩٤٥ ، وقال المزّي في ذيل ترجمته :

« روى له الترمذي وابن ماجة » ولم يورد أحد منهم رمز أبي داود ؛ فلاحظ.

(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٦٠ رقم ٣٩٩٠ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٠٣ رقم ٣٠٩٣.

(٣) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٦٣ رقم ٤٠٠٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٠٨ رقم ٣١٠١.

١٥٢

يب : قال أحمد و ( د ) : يضع الحديث.

وقال أبو نعيم : لا شيء.

١٥٣ ـ ( ق ) طلحة بن عمرو الحضرمي ، صاحب عطاء (١) :

قال أحمد و ( س ) : متروك [ الحديث ].

وقال ( خ ) وابن المديني : ليس بشيء.

يب : قال ابن معين وأحمد : لا شيء(٢) .

وقال عليّ بن الجنيد : متروك.

وقال ابن حبّان : لا يحلّ كتب حديثه ولا الرواية عنه إلّا على جهة التعجّب.

١٥٤ ـ ( ع ) طلحة بن مصرّف الهمداني اليامي الكوفي (٣) :

يب : قال العجلي : كان عثمانيّا.

وقال ابن أبي حاتم : قيل لابن معين : سمع طلحة من أنس؟ قال : لا.

١٥٥ ـ ( ع ) طلحة بن نافع ، أبو سفيان الواسطي ، ويقال : المكّي الإسكاف (٤) :

قال ابن معين : لا شيء.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٦٦ رقم ٤٠١٣ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١١٥ رقم ٣١١١.

(٢) هذا قول أحمد ؛ وأمّا ابن معين فقد قال : ليس بشيء.

(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ١١٨ رقم ٣١١٦.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٦٩ رقم ٤٠١٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١١٩ رقم ٣١١٧.

١٥٣

وقال شعبة وابن عيينة : حديثه عن جابر [ إنّما هي ] صحيفة.

ن : قال ابن المديني ، كانوا يضعّفونه في حديثه.

١٥٦ ـ ( خ م د س ق ) طلحة بن يحيى بن النعمان الزرقي الأنصاري (١) :

قال يعقوب بن شيبة : ضعيف جدّا.

ومنهم من قال : لا يكتب حديثه.

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٧٠ رقم ٤٠١٩ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٢١ رقم ٣١١٩.

١٥٤

حرف العين

١٥٧ ـ ( ع ) عاصم بن بهدلة ، وهو : ابن أبي النجود الكوفي ، أبو بكر ، أحد القرّاء السبعة (١) :

قال أبو حاتم : ليس محلّه أن يقال ثقة.

يب : قال العجلي : كان عثمانيّا.

١٥٨ ـ ( ٤ ) عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطّاب (٢) :

قال ابن عيينة : كان الأشياخ يتّقون حديثه.

يب : قال ( س ) : مشهور بالضعف.

وقال الدارقطني : يترك(٣) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ١٣ رقم ٤٠٧٣ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٣١ رقم ٣١٣٧.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٨ رقم ٤٠٦١ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٣٨ رقم ٣١٤٨.

(٣) وكذا جاء عنه أيضا في ميزان الاعتدال.

١٥٥

وقال ( د ) : لا يكتب حديثه.

١٥٩ ـ ( ت ق ) عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب (١) :

ن : قال ( س ) : متروك.

يب : قال ( ت ) مرّة : ليس بثقة.

وأخرى : متروك.

١٦٠ ـ ( ت ) عامر بن صالح (٢) :

قال ابن معين : كذّاب.

وقال الدارقطني : متروك(٣) .

[يب : ](٤) وقال الأزدي : ذاهب الحديث.

وقال ابن حبّان : لا يحلّ كتب حديثه [ إلّا على جهة التعجّب ].

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ١٠ رقم ٤٠٦٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٤٣ رقم ٣١٥١.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ١٧ رقم ٤٠٨٦ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٦١ رقم ٣١٧٩.

(٣) في المصدرين : يترك.

(٤) أضفناه لاقتضاء النسق ، فالقولان التاليان من مختصّات تهذيب التهذيب.

١٥٦

١٦١ ـ ( م د س ) عبّاد بن زياد بن أبيه ، ولي لمعاوية سجستان (١) :

قال ابن المديني : مجهول.

١٦٢ ـ ( د ق ) عبّاد بن كثير الثقفي البصري ، العابد ، المجاور بمكّة(٢) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال : لا يكتب حديثه.

وقال ( خ ) : تركوه.

وقال ( س ) : متروك(٣) .

يب : قال أحمد : روى أحاديث كذب لم يسمعها.

وقال أبو زرعة : لا يكتب حديثه.

وقال البرقي : ليس بثقة.

وكذّبه الثوري.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٢٦ رقم ٤١٢٠ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٨٣ رقم ٣٢١٣.

وسجستان ـ وتسمّى أيضا ب‍ : سجز ـ : هي ناحية كبيرة وولاية واسعة معروفة جنوبيّ هراة ، وأرضها كلّها رملة سبخة ، لا جبال فيها ، والرياح فيها شديدة لا تسكن أبدا ؛ والنسبة إليها : سجستانيّ أو سجزيّ.

انظر : معجم البلدان ٣ / ٢١٤ رقمي ٦٢٨٥ و ٦٢٨٦.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٥ رقم ٤١٣٩ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٩٠ رقم ٣٢٢٥.

(٣) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

١٥٧

١٦٣ ـ ( ٤ ) عبّاد بن منصور الناجي(١) ، أبو سلمة ، القاضي البصري (٢) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

__________________

(١) ضبط ابن حجر اللقب في تهذيب التهذيب ب‍ « الباجي » بالباء الموحّدة ، أمّا في تقريب التهذيب ١ / ٢٧٣ رقم ٣٢٢٨ فقد ضبطه ب‍ « الناجي » بالنون ، وكذا في تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس : ١٢٩ رقم ١٢١.

كما ضبط بالنون في أغلب المصادر الرجالية ـ سوى ميزان الاعتدال ، كما مثبت عنه في المتن ـ ، فانظر مثلا : التاريخ الكبير ٦ / ٣٩ رقم ١٦٢٢ ، الطبقات الكبرى ٧ / ٢٠٠ رقم ٣٢٤٠ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٢٧٢ ، أخبار القضاة ٢ / ٤٣ ، الجرح والتعديل ٦ / ٨٦ رقم ٤٣٨ ، المجروحين ـ لابن حبّان ـ ٢ / ١٦٥ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٤ / ٣٣٨ رقم ١١٦٧ ، تاريخ مولد العلماء ووفياتهم : ١٤٩ ، جمهرة أنساب العرب : ١٧٤ ، الأنساب ـ للسمعاني ـ ٥ / ٤٤٢ ، الضعفاء والمتروكين ـ لابن الجوزي ـ ٢ / ٧٦ رقم ١٧٨٦ ، تهذيب الكمال ٩ / ٤٢٣ رقم ٣٠٧٧ ، سير أعلام النبلاء ٧ / ١٠٥ رقم ٤٥ ، العبر ١ / ١٦٧ وفيات سنة ١٥٢ ه‍ ، الكاشف ٢ / ٥٩ رقم ٢٥٩٨ ، شذرات الذهب ١ / ٢٣٣ وفيات سنة ١٥٢ ه‍.

والظاهر أنّ ما في « تهذيب التهذيب » مصحّف ، وما في المتن هو الصحيح.

إذ إنّ « الباجي » نسبة إلى « باجة » وهي إحدى خمسة مواضع ، أحدها في الأندلس ، واثنان في إفريقية ، والرابع إحدى قرى أصبهان ، والخامس في الصين ؛ وليس لأحدها علاقة بالبصرة التي ينسب إليها المترجم.

انظر : الأنساب ـ للسمعاني ـ ١ / ٢٤٦ « الباجي » ، معجم البلدان ١ / ٣٧٣ رقم ١٢٩١ « باجة ».

أمّا « الناجي » فهو نسبة إلى محلّة بالبصرة اسمها « ناجية » مسمّاة بالقبيلة ، هي بنو ناجية بن سامة بن لؤي ، وقد عدّ السمعاني عبّادا من بني ناجية ، الّذين عامّتهم بالبصرة ، كما قال ابن قتيبة : إنّ عبّاد بن منصور من بني سامة.

انظر : الأنساب ٥ / ٤٤٢ « الناجي » ، معجم البلدان ٥ / ٢٩٠ رقم ١١٨٣٠ « ناجية ».

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٤١ رقم ٤١٤٦ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٩٣ رقم ٣٢٢٨.

١٥٨

وقال أحمد : يدلّس.

ن : قال ابن الجنيد : متروك.

وقال الساجي : مدلّس.

يب : قال ابن سعد : ضعيف عندهم.

١٦٤ ـ ( د ت ) عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري(١) :

نسبه ابن حبّان إلى أنّه يضع الحديث.

وقال الحاكم : روى عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة.

وقال ابن عديّ : عامّة ما يرويه لا يتابع عليه.

١٦٥ ـ ( س ق ) عبد الله بن بشر الرقّي ، قاضيها(٢) :

يب : ذكر الساجي عن ابن معين أنّه قال : كذّاب ، لم يبق حديث منكر رواه أحد من المسلمين إلّا [ وقد ] رواه عن الأعمش.

وقال ابن حبّان : يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات.

١٦٦ ـ ( ت ق ) عبد الله بن جعفر بن نجيح ، والد عليّ بن المديني(٣) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٥٦ رقم ٤١٩٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٢٦ رقم ٣٢٨٧.

(٢) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٤٦ رقم ٣٣١٨.

(٣) ميزان الاعتدال ٤ / ٧٣ رقم ٤٢٥٢ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٥٩ رقم ٣٣٤٢.

١٥٩

وقال ( س ) : متروك [ الحديث ].

يب : كان وكيع إذا أتى على حديثه قال : جز عليه.

وقال ابن معين : ما كنت أكتب من حديثه شيئا بعد أن تبيّنت أمره.

ن : متّفق على ضعفه.

١٦٧ ـ ( ق ) عبد الله بن خراش(١) :

قال أبو زرعة : ليس بشيء.

وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث.

يب : قال الساجي : ليس بشيء ، كان يضع الحديث.

وقال محمّد بن عمّار الموصلي : كذّاب.

١٦٨ ـ ( ع ) عبد الله بن ذكوان ، المعروف بأبي الزناد(٢) :

ن : قال ربيعة : ليس بثقة ولا رضيّ.

وقال ابن عيينة : جلست إلى إسماعيل بن محمّد بن سعيد ، فقلت :

حدّثنا أبو الزناد ، فأخذ كفّا من حصى يحصبني به.

وقال ابن معين : قال مالك : كان أبو الزناد كاتب هؤلاء ـ يعني بني أميّة ـ ؛ وكان لا يرضاه [ يعني لذلك ].

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٨٨ رقم ٤٢٩٢ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٨٢ رقم ٣٣٨٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٩٤ رقم ٤٣٠٦.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

الحوادث التي تقع في السماء

القرآن الكريم يحكي مشاهد الساعة في الآيات التالية، ويستخدم فيها الألفاظ التالية: الانشقاق، الانفطار، الانفتاح، الانفراج، الانطواء، التبدل، المور، المهل، وردةً كالدهان، التكوير، خسف القمر، واجتماع الشمس والقمر، إلى غير ذلك من التعابير الواردة في الآيات، وكلّ تعبير يشير إلىٰ جانب من تلك الحوادث، يقول سبحانه :

١.( إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ) .(١)

٢.( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ) .(٢)

٣.( وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ) .(٣)

٤.( وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ) .(٤)

٥.( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) .(٥)

٦.( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ) .(٦)

٧.( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ) .(٧)

٨.( يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالمُهْلِ ) .(٨)

__________________

١. الانشقاق: ١.

٢. الانفطار: ١.

٣. النبأ: ١٩.

٤. المرسلات: ٩.

٥. الأنبياء: ١٠٤.

٦. إبراهيم: ٤٨.

٧. الطور: ٩.

٨. المعارج: ٨.

٢٠١

٩.( يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ ) .(١)

١٠.( فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ) .(٢)

١١.( وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ) .(٣)

إلى غير ذلك من الآيات التي ترسم لنا مشاهد الساعة بما فيها من الحوادث المرعبة التي تقضي علىٰ حياة الكون ونظامه، فالسماء التي كانت تتراءىٰ كأنّها سقف محفوظ، تنشق وتنفطر وتنفرج وتنطوي كطي السجل للكتب، وتمور وتضطرب وتتموج وتأتي كالصفر المذاب وتأتي بصورة دخان كأنّها وردة كالدهان، وكأنّ السماء كشطت وأزيلت وتمددت، إلىٰ غير ذلك من الأحوال المتعاقبة التي تطرأ على السماء.

وثمّة نكتة جديرة بالإشارة وهي انّ القرآن الكريم ينص علىٰ أنّ السماء في بدء الخلقة كانت من دخان وسيؤول إليه عند الانقضاء، حيث يشير إلىٰ بدء الخلقة، بقوله:( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ) .(٤) كما يشير إلى زوالها وصيرورتها دخاناً بقوله:( يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ) .(٥)

النجوم والشمس والقمر في مشاهد القيامة

إنّ النجوم التي كانت تزّين السماء وتهدي الإنسان، تنطمس وتنكدر وتندثر يوم القيامة، قال سبحانه :

__________________

١. الدخان: ١٠.

٢. الرحمن: ٣٧.

٣. التكوير: ١١.

٤. فصلت: ١١.

٥. الدخان: ١٠.

٢٠٢

١.( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) .(١)

٢.( وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ) .(٢)

٣.( وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ) .(٣)

٤.( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .(٤)

٥.( وَخَسَفَ الْقَمَرُ *وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ) .(٥)

والمراد من جمع الشمس والقمر هو زوال النظام السائد عليهما، فالفاصل الموجود بينهما سيزول يوم القيامة ويكونان مقترنين.

فالنظام السائد ينهار ويزول لانتهاء أجله، ويحلّ محله نظام آخر أكمل منه، فيكون الزوال مقدمة لنظام آخر.

الأرض في مشاهد القيامة

إنّ الأرض سيارة كسائر السيارات لم يكتب لها البقاء، وكلّما تقدم بها الزمان تتقدم في العمر وتصل إلى أجلها المحتوم، وعند ذلك تقوم الساعة، والذكر الحكيم يصف مشاهد الساعة في الأرض ويقول :

١.( إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا *وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا ) .(٦)

٢.( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً ) .(٧)

__________________

١. المرسلات: ٨.

٢. التكوير: ٢.

٣. الانفطار: ٢.

٤. التكوير: ١.

٥. القيامة: ٨ ـ ٩.

٦. الزلزلة: ١ ـ ٢.

٧. الكهف: ٤٧.

٢٠٣

٣.( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ ) .(١)

٤.( يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ) .(٢)

٥.( كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ) .(٣)

٦.( إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا ) .(٤)

٧.( وَإِذَا الأَرْضُ ) .(٥)

إلى غير ذلك من الآيات التي تبيّن وضع الأرض عند قيام الساعة، والقرآن الكريم يستخدم في تبيينه مشاهد الساعة في الأرض كلمة الزلزال وتسيير الجبال وبروز الأرض وتبدّلها وتشقّقها ودكّها ورجّها ومدّها.

فهذه الطائفة من الآيات تحكي حال الأرض عند قيام الساعة، وبعد ما يحلَّ النظام الجديد تكون الأرض مشرقة بنور ربّها، كما يقول سبحانه:( وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) .(٦)

فأين الأرض المضطربة التي صادفت تلك الحوادث الصعبة من الأرض المشرقة بنور ربها ؟!

البحار والجبال في مشاهد القيامة

إنّ البحار والجبال من الظواهر الأرضية، ولكلّ دور في ظهور الحياة على

__________________

١. إبراهيم: ٤٨.

٢. ق: ٤٤.

٣. الفجر: ٢١.

٤. الواقعة: ٤.

٥. الانشقاق: ٣.

٦. الزمر: ٦٩.

٢٠٤

الأرض فالجبال أوتاد عائقة عن تفكك الأرض إلى قطعات مختلفة كما أنّ البحار لها هذا الدور أيضاً، والله سبحانه يصف وضعهما عند قيام الساعة فيقول :

١.( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) .(١)

٢.( وَالْبَحْرِ المَسْجُورِ ) .(٢)

٣.( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ) .(٣)

وهذه الآيات تصوّر لنا حال البحار يوم القيامة، والمراد من تسجير البحار هو اختلاط عذب مائها بمالحها، ومالحها بعذبها، كما أنّه المراد من تفجيرها هو كذلك، فيصير الجميع بحراً واحداً على خلاف ما في هذه الدنيا فانّ الماء العذب ينفصل عن الملح الأُجاج، قال سبحانه:( هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا ) .(٤) وقال سبحانه:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ *بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ ) .(٥)

هذا حال البحار في الدنيا، ولكن يتغير وضع البحار في يوم القيامة ويكون الجميع شيئاً واحداً مختلطاً كأنّها فحم ملتهب.

وأمّا الجبال في يوم القيامة فيرسمها الذكر الحكيم، بالشكل التالي :

١.( وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ ) .(٦)

٢.( وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجِبَالَ ) .(٧)

__________________

١. التكوير: ٦.

٢. الطور: ٦.

٣. الانفطار: ٣.

٤. الفرقان: ٥٣.

٥. الرحمن: ١٩.

٦. التكوير: ٣.

٧. الكهف: ٤٧.

٢٠٥

٣.( وَتَسِيرُ الجِبَالُ سَيْرًا ) .(١)

٤.( وَسُيِّرَتِ الجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ) .(٢)

٥.( وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالْعِهْنِ المَنفُوشِ ) .(٣)

٦.( وَإِذَا الجِبَالُ نُسِفَتْ ) .(٤)

٧.( يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالجِبَالُ وَكَانَتِ الجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً ) .(٥)

٨.( وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَسًّا *فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا ) .(٦)

٩.( وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ) .(٧)

وهذه الآيات تحكي عن طروء تحولات وتغيرات على الجبال، منها :

١. الحركة والسير والرجف وهي الحركة الشديدة والاضطراب. تسفر عن نسف الجبال من أصلها.

٢. وتعود في المرحلة الثانية كأنّها غبار منبث في الفضاء.

٣. وأخيراً تؤول نهايتها إلى أطلال من تراب.

وهذه التحولات التي يمرّ بها النظام الكوني السابق، توحي إلى صورة كئيبة ومرعبة عن وضع العالم ولكنّها تبشر ـ في الوقت نفسه ـ بظهور نظام أكمل من ذي قبل.

__________________

١. الطور: ١٠.

٢. النبأ: ٢٠.

٣. القارعة: ٥.

٤. المرسلات: ١١.

٥. المزمل: ١٤.

٦. الواقعة: ٥ ـ ٦.

٧. الحاقة: ١٤.

٢٠٦





الفصل السادس عشر :

النفخ في الصور

أو بداية حياة جديدة

قد مرّ في الفصل السابق مشاهد القيامة والحوادث التي ترافقها، وها نحن نبحث الآن موضوع النفخ في الصور الذي هو بداية لحياة جديدة وقد عقدنا الفصل لأجله.

وفي الواقع أنّ النفخ في الصور بتفاصيله مازال مجهولاً لنا، وهو من الأُمور الغيبيّة التي يجب الإيمان بها، وقد عبر عنها القرآن بأمر محسوس من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، وعلىٰ كلّ حال فالنفخ له مرحلتان :

المرحلة الأُولى: مرحلة الإماتة، وهي قُبيل يوم القيامة يسفر عن هذا النفخ الصعقُ والفزع اللّذان كُنّيَا بهما عن الموت.

المرحلة الثانية: مرحلة الإحياء وإحضار الناس إلى المحشر.

وقد ذكرت النفختان في الآية التالية:( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) .(١)

__________________

١. الزمر: ٦٨.

٢٠٧

فقوله:( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ ) إشارة إلى النفخة الأُولى التي تميت من في السماء والأرض إلّا من شاء الله.

وقوله:( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ ) إشارة إلى النفخة الثانية التي يقوم فيها الناس من الأجداث منتظرين لمصيرهم.

وهناك آية أُخرىٰ صرّحت بالنفخة الأُولىٰ وأشارت إلى نتيجة النفخة الثانية، من دون أن تصرّح بالنفخة الثانية، قال:( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) .(١)

فقوله:( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ) إلى قوله:( إلّا مَن شَاءَ اللهُ ) تتحد مع ما جاء في الآية الأُولى.

وأمّا قوله:( وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) معناه يأتونه في المحشر إذلاّء صاغرين، وهذه نتيجة النفخة الثانية غير المذكورة، وكأنّه قال: « ثمّ نفخ فيه أُخرى وكلّ أتوه داخرين ».

وعلى كلّ حال فقد وردت النفخة الثانية في القرآن الكريم في سبع آيات، وهي :

١.( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) .(٢)

٢.( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ ) .(٣)

٣.( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ) .(٤)

__________________

١. النمل: ٨٧.

٢. الكهف: ٩٩.

٣. المؤمنون: ١٠١.

٤. ق: ٢٠.

٢٠٨

٤.( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ) .(١)

٥.( وَلَهُ المُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ) .(٢)

٦.( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ) .(٣)

٧.( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ) .(٤)

تعابير أُخرى عن النفخة في الصور

وقد عبر القرآن الكريم عن تلك الواقعة المفزعة، ثمّ المحيية بتعابير أُخرى، وهي كالتالي :

١. الصيحة :

وهي الصوت العالي، والقرآن يحكي عن تعدّدها كالنفخ، وهي صيحة الإماتة، وصيحة الإحياء، ويذكر الأُولىٰ بقوله:( مَا يَنظُرُونَ إلّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ *فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) .(٥)

فهذه الصيحة عبارة عن النفخة الأُولى أو نتيجتها، والناس حينها أحياء يتخاصمون بعضهم مع بعض ولكنّها لا تمهل الناس أن يوصوا بشيء أو يرجعوا إلىٰ أهلهم فيوافيهم الموت.

وأمّا الصيحة الثانية القائمة مكان النفخة الثانية، فقد أُشير إليها بقوله سبحانه:( إِن كَانَتْ إلّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) .(٦)

__________________

١. الحاقة: ١٣.

٢. الأنعام: ٧٣.

٣. طه: ١٠٢.

٤. النبأ: ١٨.

٥. يس: ٤٩ ـ ٥٠.

٦. يس: ٥٣.

٢٠٩

فقوله سبحانه:( فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) ، نظير قوله في النفخة الثانية:( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) أو قوله:( كُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) .

يقول سبحانه:( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ *يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالحَقِّ ذَٰلِكَ يَوْمُ الخُرُوجِ ) .(١)

والظاهر أنّ الآية تشير إلى النفخة الثانية لقوله بعد سماع الصيحة:( ذَٰلِكَ يَوْمُ الخُرُوجِ ) وقد كانت الصيحة الأُولىٰ، صيحة الإماتة لا الخروج من الأجداث وإنّما كانت الصيحة الثانية ملاك الخروج والمثول أمام الله سبحانه.

٢. الصاخّة :

وهناك تعابير في القرآن الكريم تنطبق مع النفخة الثانية، وهي الصاخّة والنقر والزجرة، يقول سبحانه:( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ *يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ *وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ *وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ *لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) .(٢)

والصاخّة: هي الصيحة والصوت العالي التي تكاد تصُم الآذان، والمراد منها هي النفخة الثانية بشهادة أمرين :

الأوّل: انّه جاء بعده فرار المرء من أعزّائه، وهي من خصائص يوم القيامة لا قبلها.

الثاني: انّ الآيات التالية تصنّف الناس إلىٰ قسمين كما في قوله تعالى :

( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ *ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ *وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ *تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) .(٣)

__________________

١. ق: ٤١ ـ ٤٢.

٢. عبس: ٣٣ ـ ٣٧.

٣. عبس: ٣٨ ـ ٤١.

٢١٠

ومن الواضح أنّ هذا التقسيم من خصائص يوم القيامة.

٣. الزجرة

( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ *فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ) .(١)

ومعنى قوله:( زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ) أي صيحة واحدة،( فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ) أي فإذا هم ملقون علىٰ وجه الأرض، وسميت الأرض بالساهرة لأنّها لا تنام بشهادة أنّها تنبت النبت ليلاً ونهاراً عملاً دؤوباً دون انقطاع. وبما انّها تحكي عن ظهور الناس على الأرض فهي بالنفخ الثاني الذي يحيا فيه الناس أوفق.

٤. النقر

( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ *فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ *عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ) .(٢)

والمراد من النقر: هو النفخة الثانية، بشهادة ما جاء بعده من إحياء الكافرين وانّه يوم عسير عليهم، وهذا بخلاف النفخة الأُولى فانّ أهوالها تعمّ المؤمن والكافر، ولذلك قال سبحانه:( فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ ) .(٣)

٥. الراجفة والرادفة

يقول سبحانه:( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ *تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) (٤) و « الراجفة »: صيحة عظيمة فيها تردد واضطراب كالرعد إذا تمخض، وهي تنطبق على النفخة الأُولى، و « الرادفة »: كلّ شيء تبع شيئاً آخر فقد ردفه، ولعلّ المراد النفخة الثانية التي تعقب النفخة الأُولى، وهي التي يبعث معها الخلق، والشاهد على أنّ الرادفة

__________________

١. النازعات: ١٣ ـ ١٤.

٢. المدثر: ٨ ـ ١٠.

٣. الزمر: ٦٨.

٤. النازعات: ٦ ـ ٧.

٢١١

هي النفخة الثانية، قوله سبحانه:( قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ *أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ) (١) أي: قلوب مضطربة شديدة وأبصار خاشعة ذليلة من هول ذلك اليوم.

ما هي حقيقة النفخ في الصور ؟

إنّ الآيات السالفة الذكر تؤكِّد علىٰ أنّه ينفخ في الصور مرتين، ولكلّ نفخ أثره الخاص، إنّما الكلام في حقيقة هذا النفخ.

أمّا كلمة « نفخ » فمعلوم، يقال: نفخ نفخاً بفمه أي أخرج منه الريح، وأمّا الصور فهو القرن الذي ينفخ فيه(٢) ، ولعلّ الوسيلة الوحيدة للنفخ في ذلك الزمان كان هو القرن، فكان ينفخون فيه للإيقاظ، وقد تطورت الكلمة من حيث المصداق وأصبحت تطلق اليوم علىٰ كلّ وسيلة ينفخ فيها بغية إيجاد الصوت لغايات شتىٰ.

وعلى أيّة حال فظاهر الآيات يوحي إلى وجود النفخ في الصور قبل يوم القيامة وحينه. لكن هل ثمة صور ونفخ حقيقيان، أو هما كناية عن إيجاد الصوت المهيب للإماتة والإحياء ؟

والذي يمكن أن يقال إنّ هناك صوتين أحدهما قبل قيام الساعة والآخر بعده، فالصوت المرعب الأوّل لغاية إماتة الإنسان وإزالة النظام الكوني، وأمّا الصوت المرعب الثاني فهو لغاية إحياء الإنسان وحشره للحساب.

أمّا ما هو حقيقة هذا النفخ والصور ؟ فهما من المسائل الغيبية التي يجب الإيمان بها، وإن لم نقف على حقيقتها وواقعها، وللعلامة الطباطبائي كلام في هذا الموضع نأتي بنصه :

__________________

١. النازعات: ٨ ـ ٩.

٢. مجمع البيان: ٣ / ٤٩٦، تفسير الآية ٩٩ من سورة الكهف.

٢١٢

ولا يبعد أن يكون المراد بالنفخ في الصور يومئذٍ مطلق النفخ أعمّ ممّا يميت أو يحيي، فانّ النفخ كيفما كان من مختصات الساعة ويكون ما ذكر من فزع بعضهم وأمن بعضهم من الفزع وسير الجبال من خواص النفخة الأُولى، وما ذكر من إتيانهم داخرين من خواص النفخة الثانية.(١)

سؤال وإجابة

ربما يطرح هنا سؤال وهو: ما هو مقدار الفاصل الزماني بين النفختين الذي يحكي عنه تخلّل لفظة « ثمّ » بين النفختين، يقول سبحانه:( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) ؟.(٢)

والجواب: انّه غير معلوم لنا مقدار الفاصل الزماني بينهما، ولعلّه من الأُمور التي استأثر الله بعلمها لنفسه، يقول سبحانه:( وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) .(٣)

والعلم بالفاصل الزمني يستلزم العلم بزمن وقوع القيامة، فمثلاً الذي يعلم جميع أشراط الساعة إذا وقف على الفاصل الزمني بين النفختين لعلم بالضرورة زمن وقوع يوم القيامة مع أنّه سبحانه يقول:( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلّا هُوَ ) .(٤)

عن ثوير بن أبي فاختة، عن علي بن الحسين قال: سئل عن النفختين كم بينهما ؟ قال: « ما شاء الله ».(٥)

__________________

١. الميزان: ١٥ / ٤٠٠، ط بيروت.

٢. الزمر: ٦٨.

٣. لقمان: ٣٤.

٤. الأعراف: ١٨٧.

٥. بحار الأنوار: ٦ / ٣٢٤.

٢١٣

سؤال آخر وإجابة

انّه سبحانه يستثني طائفة خاصة من الناس من الصعق عند النفخة الأُولىٰ، ويقول:( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) .(١)

وعندئذٍ يطرح السؤال التالي وهو من هم الذين شاء الله أن لا يصعقهم عند النفخة ؟

ويمكن الإجابة من خلال التدبّر في الآيات التالية :

١.( مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ *وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إلّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) .(٢)

إنّ قوله سبحانه:( فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) دليل على أنّ المراد من اليوم في قوله:( وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) هو يوم القيامة وانّ من جاء بالحسنة يكون آمناً في ذلك اليوم.

٢.( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) .(٣)

وهذه الآية تشهد على أنّ هناك طائفة لا يحزنهم الفزع الأكبر يوم القيامة فتتحد الآيتان من حيث المدلول.

لكن الكلام في تحديد من جاء بالحسنة، فهل المراد مطلق من جاء بالحسنة، وإن كانت حسنة تكتنفها الذنوب ؟ فيلزم أن يكون كلّ من أتىٰ بحسنة مأموناً من الفزع، وهذا مالا يمكن الإذعان به.

__________________

١. الزمر: ٦٨.

٢. النمل: ٨٩ ـ ٩٠.

٣. الأنبياء: ١٠٣.

٢١٤

أو المراد من جاء بالحسنة المطلقة ؟ أي لا يوجد في كتابه إلّا الحسنة، مقابل من لا يوجد في كتابه إلّا السيّئة.

ولذلك يكون مصير الطائفة الثانية هو الانكباب في النار على وجوههم كما يكون مصير الطائفة الأُولىٰ هو الأمن من الفزع، ومن الواضح انّ هذه الطائفة نادرة.

وعلى هذا فالطائفة المستثناة طائفة خاصّة تتميز بعمق الإيمان والاستقامة على الدين حتى صاروا ذوي نفوس مطمئنة لا تزعزعهم الحوادث المرعبة كما كانوا كذلك في الحياة الدنيا، وليس هؤلاء إلّا الأنبياء والأوصياء.

ويمكن تحديد المستثنىٰ بوجه آخر وهو انّه سبحانه يذكر انّ كلّ من شمله الصعق والفزع في النفخة الأُولى، يقوم عند النفخة الثانية وينتظر حساب عمله، قال:( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) (١) وقال في آية أُخرى:( وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) .(٢)

هذا من جانب، ومن جانب آخر تستثني بعض الآيات المخلصين من الحضور للحساب، وتقول:( فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) (٣) وفي آية:( فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ *إلّا عِبَادَ اللهِ المُخْلَصِينَ ) .(٤)

فالمخلصون من عباده سبحانه لا يحضرون إلى الحساب كما لا يحزنهم الفزع الأكبر ولا تصعقهم وتفزعهم النفخة الأُولى.

وأمّا المراد من المخلصين الذين لا يعمهم الفزع الأكبر فتوضحه الآيات

__________________

١. الزمر: ٦٨.

٢. النمل: ٨٧.

٣. يس: ٥٣.

٤. الصافات: ١٢٧ ـ ١٢٨.

٢١٥

التالية :

١. يحكي سبحانه كلام إبليس ويقول:( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إلّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .(١)

إلّا أنّ الشيطان يعود ويستثني تسلّطه على المخلصين وإغواءهم ويقول:( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *إلّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ ) .(٢)

وقال:( فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *إلّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ ) (٣) ، ومن خلال ضمّ هذه الآيات بعضها إلى بعض، يعلم أنّ الآمنين من الصعق هم الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر، ولا يحضرون إلى الحساب، وهم المخلصون الذين لا يتعرض لهم إبليس بالإغواء وليس هؤلاء إلّا المعصومون من عباد الله، أعني: من الأنبياء والرسل والأئمّة.

سؤال ثالث وإجابة

دلّت الآيات على أنّه لم يكتب لأحد البقاء في هذه النشأة، وأنّ الناس يموتون حتى الأنبياء والرسل، قال سبحانه:( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) .(٤)

وعندئذٍ فكيف يصحّ استثناء المخلصين، إذ يكون معنى الآية أنّ كلّ من في

__________________

١. إبراهيم: ٢٢.

٢. الحجر: ٣٩ ـ ٤٠.

٣. ص: ٨٢ ـ ٨٣.

٤. الزمر: ٣٠.

٢١٦

السماوات والأرض لميتون عند النفخة الأُولى إلّا المخلصين، مع أنّ أخلص المخلصين هو نبيّنا الخاتمصلى‌الله‌عليه‌وآله قد خوطب بقوله:( إِنَّكَ مَيِّتٌ ) ؟

والجواب: انّ الصعقة لو كانت بمعنى الفزع والخوف فالاستثناء يرجع إلى ذلك لا إلى الإماتة.

نعم لو كان الصعق والفزع في الآيتين بمعنى الموت فلا محيص من القول بأنّ المخلصين لا يموتون لأجل النفخ بل يموتون لأجل عامل آخر.

٢١٧





الفصل السابع عشر :

القيامة ومحاسبة الأعمال

إنّ من أسماء القيامة، يوم الحساب(١) أي اليوم الذي يحاسب سبحانه فيه العباد علىٰ أعمالهم، وهذا الأمر بمكان من الوضوح ممّا حدا بالإمام عليعليه‌السلام إلى بيان الفرق بين الدارين بتسمية الدار الأُولى، دار العمل، والدار الثانية دار الحساب، وقال: « واليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل ».(٢)

وقد وردت حول الحساب آيات وروايات، يجب على المفسّر دراستها بدقّة وإمعان لما فيها من الحقائق الشامخة، وفيها إجابة عن بعض الأسئلة المطروحة في هذا المضمار، وإليك عناوين المسائل :

١. ما هو الهدف من وراء محاسبة الأعمال ؟

٢. من المحاسِب ؟

٣. ما هي الأعمال التي يُحاسَب عليها ؟

٤. هل الحساب يعمُّ الجميع ؟

٥. ما معنى كونه سبحانه سريع الحساب ؟

__________________

١. انظر: سورة إبراهيم: ٤١ ; ص: ١٦، ٢٦، ٥٣ ; غافر: ٢٧.

٢. نهج البلاغة: الخطبة ٤٢.

٢١٨

٦. ما هو المقصود من سوء الحساب ؟

٧. من هم الذين يحاسبون حساباً يسيراً ؟

٨. اختلاف العباد عند الحساب.

٩. إتمام الحجة على العباد عند الحساب.

١٠. الاعتراف بالذنوب ورجاء العفو والمغفرة.

هذه هي العناوين الرئيسية التي سنتناولها في هذا الفصل واحدة تلو الأُخرىٰ.

١. ما هو الهدف من وراء محاسبة الأعمال ؟

لقد اعتاد الإنسان في حياته العملية أن يجري الموازنة بين الدخل والصرف يبغي من وراء ذلك تنظيم حياته علىٰ وفقها.

والله سبحانه عالم بكلّ شيء فلا حاجة له إلىٰ محاسبة الأعمال حتى يقف على خير الأعمال وشرها ونسبة أحدهما إلى الآخر، يقول سبحانه حاكياً عن لسان لقمان:( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (١) .

فلا محيص عن كون الداعي إلى المحاسبة شيئاً آخر، وهو إراءة عدله وجوده وحكمته عند المحاسبة، فلو عفا فلجوده وكرمه، وإن عذّب فلعدله وحكمته.

فمحاسبته تبارك وتعالىٰ كابتلاء عباده، فانّ الهدف من الابتلاء ليس هو الوقوف على ما يَكْمُن في نفوس العباد من الخير والشر، بل الغاية إكمال العباد وتبديل طاقات الخير إلى فعليته، يقول الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : « لا يقولنَّ

__________________

١. لقمان: ١٦.

٢١٩

أحدكم: « اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة » لأنّه ليس أحد إلّا وهو مبتل بفتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاّت الفتن، فانّ الله سبحانه يقول:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ومعنى ذلك انّه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي بقسمه، وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم، ولكن لتَظْهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب، لأنّ بعضهم يحبُّ الذكور ويكره الإناث، وبعضهم يحب تثمير المال، ويكره انثلام الحال ».(١)

٢. من المحاسِب ؟

دلّت الأُصول التوحيدية على أنّ في صحيفة الوجود مدبراً واحداً وهو الله سبحانه، والمحاسبة نوع تدبير لهم فلابدّ من صلتها به إمّا مباشرة أو مع الواسطة بإذنه سبحانه. غير أنّ ظاهر كثير من الآيات علىٰ أنّ المحاسب هو الله سبحانه.

قال تعالى:( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ *ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم ) .(٢)

وقال تعالى:( فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الحِسَابُ ) .(٣)

وقال عزّ من قائل:( إِنْ حِسَابُهُمْ إلّا عَلَىٰ رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ ) .(٤)

وقال تعالى:( وَكَفَىٰ بِاللهِ حَسِيبًا ) .(٥)

وهذه الآيات صريحة في أنّه تعالىٰ هو المحاسب.

__________________

١. نهج البلاغة: من كلماته القصار، برقم ٩٣.

٢. الغاشية: ٢٥ ـ ٢٦.

٣. الرعد: ٤٠.

٤. الشعراء: ١١٣.

٥. النساء: ٦ والأحزاب: ٣٨.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403