مفاهيم القرآن الجزء ٨

مفاهيم القرآن14%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-148-3
الصفحات: 403

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 167129 / تحميل: 5796
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٨

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-١٤٨-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(1) ، وابن ماجة(2) .

[ 90 ] علي بن هاشم القرشي ( ـ 181 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : علي بن هاشم بن البريد ، الامام الحافظ الصدوق ، أبو الحسن العائذي القرشي(3)

وعن عيسى بن يونس قال : وليس ثم كذب(4) .

وعن يحيى بن معين : ثقة(5) .

وقال حنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل : ليس به بأس(6) .

وقال ابن عدي : هو إن شاء الله صدوق في روايته(7) .

__________________

1 ـ سنن الترمذي : 5 / 55 ، كتاب الاستئذان ، باب ما جاء في تبليغ السلام ، الحديث 2693.

2 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 9 ، المقدمة ، الحديث 21.

3 ـ سير أعلام النبلاء : 8 / 342 الرقم 92.

4 ـ سير أعلام النبلاء : 8 / 343.

5 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 160 الرقم 5960.

6 ـ تاريخ بغداد : 12 / 117 ، راجع العلل ومعرفة الرجال : 2 / 450 الرقم 3225.

7 ـ الكامل : 5 / 1829.

٣٠١

وقال الذهبي : فلعله أقدم مشيخة الامام أحمد وفاة(1) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن المديني : يتشيّع(2) .

وقال أبو حاتم : كان يتشيّع(3) .

وعن عيسى بن يونس قال : هم أهل بيت تشيع(4) .

وذكره ابن حبان في الثقات. وقال : كان غاليا في التشيّع ، وروى المناكير(5) عن المشاهير(6) .

وقال ابن عدي : هو من الشيعة المعروفين بالكوفة ، ويروي في فضائل علي أشياء لا يرويها غيره بأسانيد مختلفة ، وقد حدث عنه جماعة من الأئمة(7) .

وقال الذهبي : شيعي ، عالم(8) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من صغار الطبقة التاسعة(9) .

__________________

1 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 160 الرقم 5960.

2 و 4 ـ سير أعلام النبلاء : 8 / 343.

3 ـ الجرح والتعديل : 6 / 208 الرقم 1137.

5 ـ قال الذهبي : ما كل من روى المناكير بضعيف. انظر مقدمة كتاب الضعفاء الكبير : 1 / 59 نقلا عن قواعد التحديث للقاسمي : 198.

6 ـ المجروحين : 2 / 110.

7 ـ الكامل : 5 / 1829.

8 ـ الكاشف : 2 / 288 الرقم 4026.

9 ـ تقريب التهذيب : 2 / 45 الرقم 423.

٣٠٢

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن يزيد الخوزي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، واسماعيل بن مسلم ، وإسماعيل البزاز ، وأبي حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية ، وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي في الترمذي ، والحسن بن صالح بن حي ، والحكم بن عبد الرحمان بن أبي نعم البجلي ، وأبي الجحاف داود بن أبي عوف ، وأبي الجارود زياد بن المنذر ، وسليمان بن قرم ، وسليمان الأعمش في النسائي ، وشقيق بن أبي عبد الله الكوفي مولى ابن الحضرمي ، وصالح بياع الأكسية في الأدب المفرد ، وصباح بن يحيى المزني ، وصدقة بن أبي عمران ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله في مسلم ، وعبد الله بن محرز الجزري ، وعبد العزيز بن سياه ، وعبد الملك بن حميد بن أبي غنية ، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ، وعبيد الله ابن الوليد الوصافي ، وعمار بن رزيق ، والعلاء بن صالح في النسائي ، وفضيل بن مزروق ، وفطر بن خليفة ، وكثير النواء ، ومحمد بن سلمة بن كهيل ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلي في أبي داود والترمذي وعمل اليوم والليلة وابن ماجة ، ومحمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، ومحمد بن علي السلمي ، ومسعود بن سعد الجعفي ، وموسى الجهني ، وناصح بن عبد الله المحلمي ، وأبيه هاشم بن البريد ، وهشام بن عروة في مسلم والنسائي ، والوليد بن ثعلبة الطائي ، وياسين الزيات ، ويحيى بن أبي انيسة الجزري ، ويزيد بن كيسان في النسائي ، وأبي بشر الحلبي ، وأبي هلال الراسبي.

روى عنه : إبراهيم بن إسحاق الصيني ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع البغوي في الترمذي ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي في مسلم والنسائي ، وإسماعيل بن عمرو البجلي ، والحسن بن حماد سجادة والحسن بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، والحسن

٣٠٣

ابن عنبسة النهشلي ، وحسين بن حسن الأشقر ، وداود بن رشيد ، وداود بن عمرو الضبي ، وزكريا بن يحيى زحمويه ، وسعد بن الصلت البجلي قاضي شيراز ، وسعيد ابن سليمان الواسطي في أبي داود ، وسفيان بن بشر الأسدي الكوفي ، وسنيد بن داود ، وأبو نعيم ضرار بن صرد الطحان ، وعباد بن يعقوب الرواجني ، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي في مسلم ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في ابن ماجة ، وعبد الحميد بن بيان السكري ، وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، وعبد العزيز بن الخطاب ، وعبد العزيز بن عمر الخطابي البصري ، وعثمان بن محمد ابن أبي شيبة ، وعمرو بن حماد بن طلحة القناد ، والعلاء بن هلال الرقي في النسائي ، ومحمد بن آدم المصيصي ، ومحمد بن الصلت الأسدي ، ومحمد بن عبيد المحاربي في الترمذي والنسائي ، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى ، ومحمد بن معاوية بن مالج الأنماطي في خصائص عليعليه‌السلام ، ومحمد بن مقاتل المروزي ، ومسعود بن مسروق الواسطي ، وموسى بن بحر في الأدب المفرد ، ويحيى بن الحسن بن فرات القزاز ، ويحيى بن معين ، ويحيى بن يعلى الأسلمي ، ويونس بن محمد المؤدب(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، والنسائي(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 163 ـ 165 الرقم 4147.

2 ـ صحيح مسلم : 2 / 1068 ، كتاب الرضاع ، الحديث 2.

3 ـ سنن أبي داود : 4 / 366 ، كتاب الأدب ، باب في قتل الحيات ، الحديث 5260.

4 ـ سنن النسائي : 6 / 77 ، كتاب النكاح ، باب إذا استشار رجل رجلا في المرأة.

٣٠٤

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (1) .

[ 91 ] عمار بن رزيق الكوفي ( ـ 195 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

عمار بن رزيق الضبي التميمي ، أبو الأحوص الكوفي(2) .

وقال الذهبي : ثقة(3) .

وقال النسائي : ليس به بأس(4) .

وقال لوين ، قال أبو أحمد : لو كنت اختلفت إلى عمار بن رزيق لكفاك أهل الدنيا(5) .

وعده ابن حبان في الثقات(6) .

وقال ابن شاهين ، عن علي بن المديني : ثقة(7) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 244 الرقم 338.

2 ـ تهذيب الكمال : 21 / 189 الرقم 4159.

3 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 164 الرقم 5986.

4 ـ تهذيب الكمال : 21 / 190.

5 و 6 ـ كتاب الثقات : 7 / 286.

7 ـ تاريخ أسماء الثقات : 228 الرقم 840.

٣٠٥

2 ـ تشيّعه :

قال السليماني(1) : إنه من الرافضة(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(3) .

وقال المزي : روى عن : أشعث بن أبي الشعثاء ، وخالد بن أبي كريمة ، وسليمان الأعمش في أبي داود ومسلم والنسائي وابن ماجة ، وعبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وعطاء بن السائب ، وعمار الدهني ، وفطر بن خليفة في النسائي ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، ومغيرة بن مقسم الضبي ، ومنصور بن المعتمر في مسلم وعمل اليوم والليلة ، ويحيى بن عبد الله الجابر ، وأبي إسحاق السبيعي في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة.

روى عنه : أبو الجواب الأحوص بن جواب في مسلم وأبي داود والنسائي ، وزيد بن الحباب في أبي داود ، وأبو الأحوص سلام بن سليم في مسلم والنسائي ، وأبو زييد عبثر بن القاسم ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وقبيصة بن عقبة ، ومعاوية بن هشام القصار في النسائي وابن ماجة ، ونصر بن مزاحم المنقري ، ويحيى بن آدم في مسلم وكتاب المراسيل والنسائي وابن ماجة ، ويحيى بن يعلى الأسلمي ، وأبو أحمد

__________________

1 ـ قال الذهبي : الامام الحافظ المعمر ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وتوفي سنة أربع وأربع مئة وله ثلاث وتسعون سنة. راجع سير أعلام النبلاء : ( 17 / 200 ).

2 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 164.

3 ـ تقريب التهذيب : 2 / 47 الرقم 439.

٣٠٦

الزبيري في مسلم وأبي داود(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، والنسائي(4) ، وابن ماجة(5) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (6) .

[ 92 ] عمار بن معاوية ( ـ 133 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : عمار الدهني ، الامام المحدث ، أبو معاوية ، عمار بن معاوية بن أسلم البجلي ثم الدهني الكوفي(7) .

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه ، وإسحاق بن منصور ، عن يحيى بن

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 189 الرقم 4159.

2 ـ صحيح مسلم : 3 / 1178 ، كتاب البيوع ، الحديث 98.

3 ـ سنن أبي داود : 4 / 312 ، كتاب الأدب ، الحديث 5052.

4 ـ سنن النسائي : 1 / 86 ، كتاب الطهارة.

5 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 1020 ، كتاب المناسك ، الحديث 3068.

6 ـ رجال الشيخ الطوسي : 251 الرقم 3526 ، وفيه ( زريق ) وهو خطأ ، وله ذكر في أماليه : 492 الرقم 1079.

7 ـ سير أعلام النبلاء : 6 / 138 الرقم 48.

٣٠٧

معين وأبو حاتم ، والنسائي : ثقة(1) .

وقال ابن حجر : صدوق(2) .

وذكره ابن حبان في الثقات(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال علي بن المديني ، عن سفيان : قطع بشر بن مروان عرقوبيه ، فقلت : في أي شيء؟

قال : في التشيّع(4) .

وقال الذهبي : شيعي ، موثق(5) .

وقال ابن حجر : يتشيّع(6) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(7) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم التيمي ، وبكير الطويل ، والحكم بن عتيبة ، وسالم بن أبي الجعد في النسائي ، وسعيد بن جبير في ابن ماجة ، وأبي فاختة سعيد ابن علاقة ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة ، وعبد الله بن

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 209 ، انظر الجرح والتعديل : 6 / 390 الرقم 2175.

2 و 6 و 7 ـ تقريب التهذيب : 2 / 48 الرقم 451.

3 ـ كتاب الثقات : 5 / 268.

4 ـ الضعفاء الكبير : 3 / 323 الرقم 1341.

5 ـ الكاشف : 2 / 292 الرقم 4047.

٣٠٨

شداد بن الهاد ، وعبد الجبار بن العباس الشبامي ، وعبد الرحمان بن القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق في النسائي ، وعطية العوفي في النسائي ، ومالك بن عمير الحنفي ، ومجاهد بن جبر المكي ، وأبي جعفر الباقر ، وأبي الزبير المكي في مسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان في النسائي ، وأبي شعبة البكري ، وأبي صالح الحنفي.

روى عنه : الأجلح الكندي ، وإسرائيل بن يونس في النسائي ، وجابر الجعفي في ابن ماجة ، وأبو صخر حميد بن زياد المدني ، وخالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القسري ، وزهير بن معاوية ، وسفيان الثوري في النسائي ، وسفيان بن عيينة في النسائي وابن ماجة ، وشريك بن عبد الله في مسلم وابن ماجة والترمذي والنسائي وأبي داود ، وشعبة بن الحجاج ، والصباح بن يحيى ، وعبد الله بن الأجلح ، وعبد الله بن شبرمة ، وعبد الجبار بن العباس الشبامي ، وعبيدة بن حميد في كتاب التفسير ، وعلي بن عابس ، وعمار بن رزيق ، وعمر بن سعيد الثوري ، وعمرو بن أبي قيس الرازي ، وعنبسة بن سعيد قاضي الري ، وقيس بن الربيع ، وابنه معاوية بن عمار الدهني ، ومعلى بن هلال ، ويحيى بن سلمة بن كهيل ، ويونس بن أبي يعفور العهدي ، وأبو حفص الأبار ، وأبو مودود المدني(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، والنسائي(4) ، وابن ماجة(5) ،

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 208 ـ 209.

2 ـ صحيح مسلم : 2 / 990 ، كتاب الحج ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام ، ذيل ح 1358.

3 ـ سنن أبي داود : 3 / 32 ، كتاب الجهاد ، باب في الرايات والألوية ، الحديث 2592.

4 ـ سنن النسائي : 2 / 35 ، كتاب المساجد ، فضل مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

5 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 874 ، كتاب الديات ، الحديث 2621.

٣٠٩

والترمذي(1) .

[ 93 ] عمارة بن جوين

1 ـ شخصيته ووثاقته :

عمارة بن جوين ، أبو هارون العبدي البصري(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : شيعي(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(4) .

وقال المزي : روى عن : عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأبي سعيد الخدري في كتاب أفعال العباد للبخاري والترمذي وابن ماجة.

روى عنه : جعفر بن سليمان الضبعي في الترمذي ، والحارث النميري ، والحكم بن عبدة في ابن ماجة ، وحكيم بن زيد ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وخالد بن دينار النيلي الشيباني في أفعال العباد للبخاري وابن ماجة ، وأبو فزارة

__________________

1 ـ سنن الترمذي : 4 / 195 ، كتاب فضائل الجهاد ، الحديث 1679.

2 ـ تهذيب الكمال : 21 / 232 ، الكاشف : 2 / 292 الرقم 4052.

3 و 4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 49 الرقم 460.

٣١٠

راشد بن كيسان ، وراشد بن نجيح أبو محمد الحماني ، والربيع بن بدر ، والربيع بن حظيان ، وسفيان الثوري في الترمذي وابن ماجة ، وسليمان بن كثير العبدي ، وشريك بن عبد الله ، وصالح المري ، وعبد الله بن شوذب ، وعبد الله بن عون ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، وعقبة بن عبد الله الأصم ، وعلي بن عاصم الواسطي ، وأبو حفص عمر بن المغيرة العبدي ، ومحمد بن الفضل بن عطية ، ومخلد بن الحسين ، ومعمر بن راشد ، ونوح بن قيس في الترمذي ، وهشيم بن بشير ، وأبو جعفر الرازي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(2) ، وابن ماجة(3) .

[ 94 ] عمران بن ظبيان الكوفي ( ـ 157 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال أبو حاتم : يكتب حديثه(4) .

وعده ابن حبان في الثقات(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 233.

2 ـ سنن الترمذي : 4 / 337 ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في أدب الخادم ، ح 1950.

3 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 140 ، كتاب الزهد ، باب الحلم ، الحديث 4187.

4 ـ الجرح والتعديل : 6 / 300 الرقم 1663.

5 ـ كتاب الثقات : 7 / 239.

٣١١

وقال يعقوب بن سفيان : ثقة ، من كبراء أهل الكوفة(1) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالتشيع(2) .

وقال يعقوب بن سفيان : يميل إلى التشيّع(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(4) .

وقال المزي : روى عن : أبي يحيى حكيم بن سعد في الأدب المفرد والنسائي ، وعدي بن ثابت ، ويحيى بن عقيل الخزاعي.

روى عنه : إسرائيل بن يونس ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة في الأدب المفرد والنسائي ، وشريك بن عبد الله ، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم ، وعبد الملك ابن مسلم بن سلام في مسند علي ، وقيس بن الربيع ، وهارون بن سعد(5) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى له النسائي فقط(6) .

__________________

1 ـ المعرفة والتاريخ : 3 / 98 ، تهذيب التهذيب 8 / 133.

2 و 4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 83 الرقم 730.

3 ـ المعرفة والتاريخ : 3 / 98.

5 ـ تهذيب الكمال : 22 / 334 الرقم 4493.

6 ـ سنن النسائي : 8 / 152 ، كتاب الزينة ، انظر الأدب المفرد للبخاري 121 ، باب العياب ( 152 ) الرقم 328.

٣١٢

[ 95 ] عمرو بن ثابت البكري ( ـ 172 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

عمرو بن ثابت بن هرمز البكري ، أبو محمد ، ويقال : أبو ثابت الكوفي ، وهو عمرو بن أبي المقدام الحداد ، مولى بكر بن وائل(1) .

قال أبو داود : رجل سوء ولكنه كان صدوقا في الحديث(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن سعد : وكان متشيّعا مفرطا(3) .

وقال العجلي : شديد التشيّع ، غال فيه(4) .

وقال البزار : كان يتشيّع ، ولم يترك(5) .

وقال ابن حجر : رمي بالرفض(6) .

وقال أبو داود : رافضي(7)

وقال أبو حاتم : شديد التشيّع(8) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 553 الرقم 4333.

2 ـ سنن أبي داود : 1 / 77.

3 ـ الطبقات الكبرى : 6 / 383.

4 و 5 ـ تهذيب التهذيب : 8 / 10 الرقم 11.

6 ـ تقريب التهذيب : 2 / 66.

7 ـ سنن أبي داود : 1 / 77.

8 ـ الجرح والتعديل : 6 / 223 الرقم 1239.

٣١٣

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(1) .

وقال المزي : روى عن : أبيه أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد في كتاب التفسير ، وحبيب بن أبي ثابت ، وحريث بن أبي مطر ، والحكم بن عتيبة ، وأبي الجارود زياد بن المنذر ، والسري بن إسماعيل ، وسليمان الأعمش ، وسماك بن حرب ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وعبد الرحمان بن عابس بن ربيعة ، وكلاب بن علي الجعفري العامري ، ومحمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، ومحمد بن علي ، ومحمد ابن مروان ، والمسيب بن رافع ، والمنهال بن عمرو ، وميمون بن مهران ، وهاشم بن البريد ، ويزيد بن أبي زياد ، ويونس بن خباب ، وأبي إسحاق السبيعي ، وأبي حمزة الثمالي ، وأبي عبد الرحمان الدمشقي.

روى عنه : إبراهيم بن إسحاق الصييني ، وإبراهيم بن محمد الضبي ، وأحمد ابن عبد الله بن يونس ، وأحمد بن المفضل الحفري ، وإسماعيل بن عمرو بن البجلي ، وبكر بن بكار ، وحسن بن حسين العرني ، والحسن بن الربيع البوراني ، والحسن بن عطية القرشي ، وسعيد بن شرحبيل ، وسعيد بن محمد الجرمي ، وسعيد بن منصور ، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي ، وسهل بن حماد أبو عتاب الدلال ، وسهل بن عثمان العسكري ، وسهل بن محمد بن الزبير العسكري ، وسويد بن سعيد ، وعباد بن زياد الأسدي ، وعباد بن يعقوب الرواجني ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعلي بن ثابت الدهان ، وعلي بن حكيم الأودي ، وعلي بن عبد الحميد المعني ، وعمرو بن محمد العنقزي في كتاب التفسير ، وعيسى بن موسى غنجار ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، والفيض بن الفضل الزاهد ، ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني ، ومحمد بن عبد الواهب الحارثي ، ومحمد بن عكاشة العنزي ، ومحمد بن عيسى ابن الطباع ،

__________________

1 ـ تقريب التهذيب : 2 / 66 الرقم 543.

٣١٤

ومحمد بن فضيل بن غزوان ، ومعلى بن منصور الرازي ، ومنجاب بن الحارث التميمي ، والمنذر بن عمار بن حبيب بن حسان بن أبي الأشرس الأسدي ، وموسى ابن داود الضبي ، وهناد بن السري ، ويحيى بن آدم ، ويحيى بن أبي بكير ، وأبو تميلة يحيى بن واضح ، ويعقوب بن معبد ، ويوسف بن عدي ، وأبو الوليد الطيالسي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبو داود(2) ، والترمذي(3) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

أورده النجاشي في رجاله وقال : روى عن علي بن الحسين ، وأبي جعفر ، وأبي عبد اللهعليهما‌السلام (4) .

[ 96 ] عمرو بن حماد القناد ( ـ 222 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

عمرو بن حماد بن طلحة القناد ، أبو محمد الكوفي ، وقد ينسب إلى جده(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 554 الرقم 4333.

2 ـ سنن أبي داود : 1 / 77.

3 ـ سنن الترمذي : 5 / 740 ، كتاب العلل.

4 ـ رجال النجاشي : 290 الرقم 777 ، رجال الشيخ الطوسي : 141 الرقم 1508.

5 ـ تهذيب الكمال : 21 / 591.

٣١٥

قال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين ، وأبو حاتم : صدوق(1) .

وقال محمد بن عبد الله الحضرمي : كان ثقة(2) .

وقال الذهبي : وهو صدوق إن شاء الله(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن عمرو بن حماد بن طلحة ، فقال : كان من الرافضة ، ذكر عثمان بشيء فطلبه السلطان(4) .

وقال ابن حجر : رمي بالرفض(5) .

وقال الذهبي : صدوق يترفض(6) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة العاشرة(7) .

وقال المزي : روى عن : أسباط بن نصر الهمداني في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والنسائي والتفسير لابن ماجة ، وأشعث بن عبد الرحمان بن زبيد اليامي ، وحسين بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 593 ، الجرح والتعديل 6 / 228 الرقم 1268 ، تاريخ الدارمي : 157 الرقم 553.

2 و 4 ـ تهذيب الكمال : 21 / 594.

3 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 255.

5 و 7 ـ تقريب التهذيب : 2 / 68 الرقم 565.

6 ـ الكاشف : 2 / 316 الرقم 4196.

٣١٦

طالب ، وحفص بن سليمان ، والحكم بن عبد الملك ، وحماد بن أبي حنيفة ، وعامر بن يساف ، وعبد الله ابن حميد الثقفي ، وعبد الله بن المهلب البصري ، وعلي ابن هاشم بن البريد ، ومحمد ابن عمرو التيمي ، ومسعود بن سعد الجعفي ، ومسعر ابن عبد الملك بن سلع الهمداني ، والمطلب بن زياد ، ومندل بن علي ، ووكيع بن الجراح.

روى عنه : مسلم ، وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في النسائي ، وأبو عمرو أحمد بن حازم ابن أبي غرزة ، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب(1) ، وأحمد بن عثمان ابن حكيم الأودي في النسائي ، وأحمد بن عمرو بن بشير ، وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، وأحمد بن فضالة بن إبراهيم النسائي في مسند علي ، وأحمد بن محمد بن نصر ، وأحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي ، وأحمد بن يحيى السوطي ، وإسحاق بن راهويه ، وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه ، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، وجعفر بن محمد الواسطي الوراق ، وجعفر بن محمد في الناسخ والمنسوخ ، وجعفر بن الهذيل القناد ابن بنت أبي اسامة ، والحسن بن علي بن بزيع البناء ، والحسين بن مهدي الابلي ، وحميد بن زنجويه ، وروح بن الفرج البغدادي ، وزهير بن محمد بن قمير المروزي ، وسليمان بن عبد الرحمان الطلحي التمار في أبي داود ، والعباس بن جعفر بن الزبرقان ، والعباس بن عبد الله الترقفي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام التيمي الأصبهاني ، وعبد الله بن محمد المسندي في الأدب المفرد ، وعبد الأعلى بن

__________________

1 ـ قال ابن حجر : روى مسلم عن زهير بن حرب أكثر من ألف حديث. تقريب التهذيب : 1 / 264 الرقم 73.

٣١٧

واصل بن عبد الأعلى ، وأبو عوف عبد الرحمان بن مرزوق البزوري ، وأبو زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي ، وعلي بن الحسن بن أبي مريم ، وعلي بن الحسن والد الحكيم الترمذي ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، والفضل بن سهل الأعرج ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ، ومحمد ابن الأشعث السجستاني أخو أبي داود ، ومحمد بن الحسين بن أبي الحنين ، ومحمد ابن الحسين البرجلاني ، ومحمد بن رافع النيسابوري ، ومحمد ابن عبد الرحيم البزاز ، ومحمد بن عيسى المقرئ ، ومحمد بن غالب بن حرب تمتام ، وأبو بكر محمد بن معاذ بن يوسف بن معاوية المروزي ، ومحمد بن هارون الفلاس ، ومحمد بن يحيى ابن فارس الذهلي في أبي داود وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام وكتاب التفسير ، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني في النسائي ، ومحمد بن يونس الكديمي ، وأبو أحمد المرار حمويه الهمذاني ، وموسى بن هارون الطوسي ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن موسى القطان(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 21 / 592 ـ 593.

2 ـ صحيح مسلم : 4 / 1814 ، كتاب الفضائل ، الحديث 2329.

3 ـ سنن أبي داود : 4 / 138 ، كتاب الحدود ، باب من سرق من حرز ، الحديث 4394. أقول : روى ابن عقدة وجمع غيره ، عن أحمد بن يحيى بن زكريا الأزدي ، عنه ، عن إسحاق ابن إبراهيم الأزدي ، عن معروف بن خربوذ وزياد بن المنذر وسعيد بن محمد الأسلمي ، عن أبي الطفيل ، حديث المناشدة المفصلة يوم الشورى. راجع مستدركات علم رجال الحديث : 6 / 34 الرقم 10772.

٣١٨

[ 97 ] عمرو بن عبد الله بن عبيد الكوفي ( ـ 127 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله بن ذي يحمد ، وقيل : عمرو بن عبد الله بن علي الهمداني الكوفي ، الحافظ شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها وكان رحمه الله من العلماء العاملين ، ومن جلة التابعين(1) .

وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة(2) .

وقال العجلي : كوفي ، تابعي ، ثقة ، سمع ثمانية وثلاثين من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله (3) .

وقال أحمد بن حنبل : ثقة(4) .

وقال أبو حاتم : ثقة ، وأحفظ من أبي إسحاق الشيباني ، ويشبه بالزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال(5) .

2 ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة والشهرستاني من رجال الشيعة الامامية(6) .

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 392 الرقم 180.

2 ـ تهذيب الكمال : 22 / 110.

3 ـ تاريخ الثقات : 366 الرقم 1272.

4 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 399.

5 ـ الجرح والتعديل : 6 / 243.

6 ـ المعارف : 624 ، الملل والنحل : 1 / 170.

٣١٩

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من الطبقة الثالثة(1) .

وقال المزي : روى عن : أربدة التميمي في أبي داود صاحب التفسير ، وأرقم ابن شرحبيل في ابن ماجة ، واسامة بن زيد بن حارثة ـ وقيل : لم يسمع منه وقد رآه ـ ، والأسود بن يزيد النخعي في الكتب الستة ، والأشعث بن قيس الكندي ، والأغر بن سليك في النسائي ، والأغر أبي مسلم في الأدب المفرد ومسلم ، وأنس ابن مالك في عمل اليوم والليلة ، والبراء بن عازب في الكتب الستة ، ويزيد بن أبي مريم السلولي في أبي داود والترمذي وابن ماجة النسائي ، وجابر بن سمرة في الترمذي والنسائي ، وجبلة بن حارثة الكلبي عم اسامة بن زيد بن حارثة ، وجرير ابن عبد الله البجلي في النسائي ، وجري بن كليب النهدي في الترمذي ، والحارث بن عبد الله الأعور في أبي داود والترمذي وابن ماجة والنسائي ، وحارثة بن مضرب في الأدب المفرد وأبي داود والنسائي وابن ماجة والترمذي ، وحارثة بن وهب الخزاعي في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وحبشي بن جنادة في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وحمان في النسائي وهو أخو أبي شيخ الهنائي ، وخالد بن عرفطة العذري في الترمذي ، وخالد بن قثم بن العباس بن عبد المطلب في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وخيثمة بن عبد الرحمان الجعفي في الأدب المفرد ، ودارم الكوفي في ابن ماجة ، وذكوان أبي صالح السمان في عمل اليوم والليلة ، وذي الجوشن الضبابي في أبي داود ، ورافع بن خديج ، والربيع بن البراء بن عازب في الترمذي والنسائي ، والزبير بن عدي في النسائي وهو أصغر منه ، وزيد بن أرقم في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وزيد بن يشيع في الترمذي وخصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والسائب في النسائي والد عطاء بن السائب ، وسعد

__________________

1 ـ تقريب التهذيب : 2 / 73 الرقم 623.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

النار هوى، اليمين والشمال مضلّة والطريق الوسطى هي الجادة.(١)

ثمّ إنّ للسابقين إلى الخيرات ميزات ذكرها القرآن الكريم في غير واحد من الآيات :

أ. يخشون ربّهم قال سبحانه:( إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ) .

ب. يؤمنون بآيات ربّهم ولا ينكرونها قال:( وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ) .

ج. لا يشركون بالله طرفة عين:( وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ ) .

د. يدفعون ما فرض الله في أموالهم يقول:( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) .

ثمّ إنّ جميع هذه الصفات من صفات السابقين بشهادة أنّه سبحانه يذكر بعد هذه الميزات، ويقول: إنّ الموصوفين بها هم المسارعون في الخيرات، يقول سبحانه:( أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) .(٢)

إلى هنا تمّ ما ذكره القرآن الكريم من صفات السابقين، وإليك ما ذكره القرآن في المنازل التي يفوزون بها في الجنّة.

إنّ السابقين إلى الخيرات هم المقرّبون، كما يقول سبحانه:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ *أُولَٰئِكَ المُقَرَّبُونَ ) (٣) ولأجل مكانتهم الرفيعة عند الله تبارك وتعالى لهم من الأجر ما يحكي عنه القرآن الكريم في الآيات التالية :

__________________

١. نهج البلاغة: الخطبة ١٦.

٢. المؤمنون: ٥٧ ـ ٦١.

٣. الواقعة: ١٠ ـ ١١.

٣٦١

( فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ *ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ *وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ *عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ *مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ) .

( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ *بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ *لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ ) .

( وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ) .

( وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ) .

( وَحُورٌ عِينٌ *كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ ) .

وهذه الكرامة من الله سبحانه وتعالى لم تكن اعتباطية بل جزاء لعملهم في الدنيا، كما يقول:( جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .

( لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا *إلّا قِيلا سَلامًا سَلامًا ) .(١)

هؤلاء هم السابقون وهذه مكانتهم عند الله تبارك وتعالى، وهذا جزاؤهم في الآخرة.

بقيت هنا نكتة أُخرى، وهي أنّه سبحانه وصف جماعة بالمقربين، وقال:( فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ *فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ) .(٢)

والمراد من المقرّبين هنا هم السابقون لما وصفه سبحانه في أوّل السورة بالمقرّبين، وقال:( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ *أُولَٰئِكَ المُقَرَّبُونَ ) .

وحيث إنّ المراد من السابقين، هم السابقون بالخيرات، وصف المسيح بأنّه من المقرّبين، وقال:( وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ ) .(٣)

__________________

١. الواقعة: ١٢ ـ ٢٦.

٢. الواقعة: ٨٨ ـ ٨٩.

٣. آل عمران: ٤٥.

٣٦٢

ثمّ إنّه سبحانه وصف المقرّبين في آية أُخرىٰ بأنّهم شهداء كتاب الأبرار، وقال:( كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ *كِتَابٌ مَّرْقُومٌ *يَشْهَدُهُ المُقَرَّبُونَ ) .(١)

وعلىٰ هذا فالسابقون هم المقرّبون وهم شهداء كتاب الأبرار.

إلى هنا تمّ ما ورد في القرآن الكريم في حقّ السابقين، وحان البحث عن أصحاب اليمين وأصحاب الشمال.

أصحاب اليمين

أصحاب اليمين هم الطائفة الثانية ذكرهم سبحانه وتعالى، بقوله:( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) .(٢)

ثمّ ذكر أنّ أصحاب اليمين هم ثلّة من الأوّلين وثلة من الآخرين.

واختلف المفسّرون في المقصود من أصحاب اليمين والمعروف في المقام نظريتان :

الأُولى: انّ المراد منهم هم الذين يعطون كتابهم بيمينهم، وقد استدلّوا عليه بالآيات التالية :

( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .(٣)



__________________

١. المطففون: ١٨ ـ ٢١.

٢. الواقعة: ٢٧.

٣. الإسراء: ٧١.

٣٦٣

( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) .(١)

( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ *فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) .(٢)

وعلى ذلك فهؤلاء الذين اتّسموا بأصحاب اليمين لأجل استلام كتبهم بيمينهم يتمتعون بمنزلة عظيمة عند الله سبحانه ذكرها سبحانه في غير واحد من الآيات بعد الحديث عن دفع كتبهم إلى يمينهم، يقول :

( وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا ) .(٣)

( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ) .(٤)

( فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ *قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ) .(٥)

( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الخَالِيَةِ ) .(٦)

هذه هي النظرية الأُولى في تفسير أصحاب اليمين، وإليك الكلام في النظرية الثانية.

الثانية: انّ المقصود من اليمين هو اليمن والبركة وهؤلاء هم الذين وصفهم سبحانه في صدر سورة الواقعة بأصحاب الميمنة، وقال:( وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً *فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ ) (٧) ، وبما أنّ أصحاب الميمنة يقابلون أصحاب المشأمة المأخوذ من الشؤم والشقاء، فيكون أصحاب الميمنة

__________________

١. الحاقة: ١٩.

٢. الانشقاق: ٧ ـ ٨.

٣. الانشقاق: ٩.

٤. الحاقة: ٢١.

٥. الحاقة: ٢٢ ـ ٢٣.

٦. الحاقة: ٢٤.

٧. الواقعة: ٧ ـ ٨.

٣٦٤

مقابلاً لهم، فهؤلاء غارقون في البركة والنعمة، كما أنّ الذين يقابلونهم غارقون في الشقاء والوصب.

وممّا يؤيد أنّ أصحاب اليمين هم المتمتعون بنعم الله في الآخرة، قوله سبحانه:( فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ *فَكُّ رَقَبَةٍ *أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ *يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ *أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ *ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ *أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ ) .(١)

والإمعان في سورة الواقعة التي هي الأصل في تصنيف الناس يوم القيامة يعطي هذا الانطباع أنّ أصحاب الميمنة هم أصحاب اليمين لا صنفٌ آخر، والدليل على ذلك أنّ السورة تصنّف الناس إلىٰ أصناف ثلاثة :

أ.( فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ ) .

ب.( أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ ) .

ج.( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ *أُولَٰئِكَ المُقَرَّبُونَ ) .

ثمّ يبدأ بذكر السابقين وما لهم من منزلة وكرامة وعندما ينتهي عن ذكر أوصافهم، يبتدئ بذكر أصحاب الميمنة، بقوله:( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) ويذكرهم إلى الآية الأربعين.

ثمّ يبدأ بأصحاب الشمال إلى الآية ٥٦.

وبذلك يعلم أنّ الأصناف لا تتجاوز عن الثلاثة، وأنّ المقرّبين مدرجون في السابقين وأصحاب الميمنة من أصحاب اليمين، ثمّ أصحاب الشمال وليس لهم اسم خاص، وبذلك تتكفّل الآية لبيان تفاصيل الأصناف الثلاثة، إلى قوله:( هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) .(٢)

__________________

١. البلد: ١١ ـ ١٨.

٢. الواقعة: ٥٦.

٣٦٥

المحسنون

يصف سبحانه طائفة من المؤمنين بالمحسنين، وليس هؤلاء طائفة خاصة، وإنّما يدخلون امّا في السابقين أو في أصحاب اليمين، وقد وصفهم سبحانه بالصفات التالية :

( كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) .

( وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) .

( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالمَحْرُومِ ) .(١)

هذه هي صفاتهم البارزة التي يُعرفون من خلالها.

وأمّا ما وعدوا من الجزاء فيكفي في ذلك الآيات التالية :

( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ) .(٢)

( إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ ) .(٣)

( وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ ) .(٤)

( وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) .(٥)

( إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ ) .(٦)

__________________

١. الذاريات: ١٧ ـ ١٩.

٢. البقرة: ١٩٥.

٣. الأعراف: ٥٦.

٤. الحج: ٣٧.

٥. العنكبوت: ٦٩.

٦. التوبة: ١٢٠.

٣٦٦

الأبرار

الأبرار جمع بار، وهو المبالغة في الإحسان، فيكون مقام الأبرار فوق مقام المحسنين، فالمؤثرون على أنفسهم هم الأبرار ولكن المحسنين دونهم، ولذلك يكون الأبرار طائفة خاصة من المحسنين.

وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم وسرد أوصافهم في الآيات التالية :

( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ ) .

( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) .

[ يقولون ]( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) .

( رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ ) .(١)

وظاهر الآيات أنّ الموصوفين في الآية هم المحسنون الذين يدعون الله سبحانه بغية الوصول إلى مقام الأبرار، فصح أن يقال: إنّ ما ذكر من صفات الأبرار.

ومن صفاتهم البارزة أيضاً ما ورد في سورة الدهر حيث يطرح فيها موضوع الأبرار ويقول:( إِنَّ الأَبْرَارَ ) ثمّ يسرد صفاتهم، ويقول :

( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) .

( وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ) .

( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) .

( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا ) .

__________________

١. آل عمران: ١٩١ ـ ١٩٣.

٣٦٧

( إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ) .(١)

ومن صفاتهم أيضاً ما ذكر في سورة البقرة :

( وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ) .

( وَآتَى المَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ) .

( وَأَقَامَ الصَّلاةَ ) .

( وَآتَى الزَّكَاةَ ) .

( وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ) .

( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ) .

( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ) .

( وَأُولَٰئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ ) .(٢)

هذا بعض ما ورد من أوصافهم.

وأمّا جزاؤهم في الآخرة فتحكي عنه الآيات التالية :

( فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ ) .(٣)

( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ) .(٤)

( وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً ) .(٥)

__________________

١. الدهر: ٧ ـ ١٠.

٢. البقرة: ١٧٧.

٣. الدهر: ١١.

٤. الدهر: ٥.

٥. الدهر: ١٧.

٣٦٨

( وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ) .(١)

( لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا *وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا ) .(٢)

( وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً ) .(٣)

( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا ) .(٤)

( وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا *قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ) .(٥)

( عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ) .(٦)

( وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ ) .(٧)

( إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ) .(٨)

( إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ) .(٩)

( إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ *عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ) .(١٠)

( تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ) .(١١)

( يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ *خِتَامُهُ مِسْكٌ ) .(١٢)

إلى هنا تمّ بيان حال السعداء في القرآن الكريم بأصنافهم المختلفة ; بقي بيان حال أصحاب الشمال.

__________________

١. الدهر: ٢١.

٢. الدهر: ١٣ ـ ١٤.

٣. الدهر: ١٤.

٤. الدهر: ١٩.

٥. الدهر: ١٥ ـ ١٦.

٦. الدهر: ٢١.

٧. الدهر: ٢١.

٨. الدهر: ٢٢.

٩. المطففون: ١٨.

١٠. المطففون: ٢٢ ـ ٢٣.

١١. المطففون: ٢٤.

١٢. المطففون: ٢٥ ـ ٢٦.

٣٦٩

أصحاب الشمال

قال سبحانه:( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ) .(١) والقرآن يصف تارة أحوالهم في الدنيا وموقفهم من الشرع والشريعة وأُخرى أحوالهم في الآخرة.

أمّا صفاتهم في الدنيا فيصفهم بالأوصاف التالية :

( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ ) .

( وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الحِنثِ الْعَظِيمِ ) .

( وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ) .(٢)

ويصفهم في سورة أُخرى، بقوله :

( إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ) .

( وَلا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ المِسْكِينِ ) .(٣)

إنّ التدبر في هذه الآيات يستشف منها خلاصة صفاتهم وهي الإتراف أوّلاً، ونقض العهد ثانياً، وإنكار المعاد ثالثاً، وعدم الإيمان بالله الواحد رابعاً، وعدم الحض على طعام المسكين خامساً.

ولعلّ لهم أوصافاً أُخرى في القرآن غير ما ذكرنا.

وأمّا أحوالهم في الآخرة فيكفي في ذلك الآيات التالية :

( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ *وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ) .(٤)

__________________

١. الواقعة: ٤١.

٢. الواقعة: ٤٥ ـ ٤٧.

٣. الحاقة: ٣٣ ـ ٣٤.

٤. الحاقة: ٢٥ ـ ٢٦.

٣٧٠

فهو لأجل سوء المصير يتمنّىٰ عدم حشره، كما قاله سبحانه :

( يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ) .(١)

فهو يدرك بأنّ ما جمعه من المال والنفوذ ما منعه من عذاب الله، فيقول كما قال سبحانه :

( مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ *هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) .(٢)

ولكن تمنّيه وصراخه لا يفيده شيئاً فيأخذه الموكلون يغلّونه فيصلونه الجحيم، كما يقوله سبحانه :

( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ *ثُمَّ الجَحِيمَ صَلُّوهُ *ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ) .(٣)

وفي سورة الواقعة يذكر حالهم في الآخرة بنحو آخر :

( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ *فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ *وَظِلِّ مِّن يَحْمُومٍ ) (٤) أي تهب عليهم ريح حارة تدخل مساماتهم ويصبّ عليهم ماء مغلي.

( لاَّ بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ) .(٥)

لا بارد يستراح إليه لأنّه دخان جهنم، ولا كريم فيشتهىٰ مثله.

( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ المُكَذِّبُونَ *لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ *فَمَالِئُونَ

__________________

١. الحاقة: ٢٧.

٢. الحاقة: ٢٨ ـ ٢٩.

٣. الحاقة: ٣٠ ـ ٣٢.

٤. الواقعة: ٤١ ـ ٤٣.

٥. الواقعة: ٤٤.

٣٧١

مِنْهَا الْبُطُونَ *فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحَمِيمِ *فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ ) .(١)

فهؤلاء يأكلون من شجر من زقوم وهو ثمر شجر شديد المرارة، فيملأون منها بطونهم، ثمّ يشربون عليه شرب الحميم وهو الماء الحار فيكون شربهم كشرب الإبل التي أصابها الهيام وهي شدة العطش فلا تزال تشرب الماء حتى تموت، و( هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) أي منزلهم الذي ينزلون عليه وهذا طعامهم وشرابهم وهذا مكانهم.

إلى هنا تمّ بيان الأصناف الثلاثة الواردة في القرآن الكريم، أعني: السابقين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال.

وإليك البحث في سائر الأصناف :

أ. الفسّاق

إنّ ظاهر سورة الواقعة هو تصنيف جميع المحشورين في الأصناف الثلاثة الماضية، وينحصر السعداء في السابقين وأصحاب اليمين، والأشقياء في أصحاب الشمال مع أنّ هناك قسماً رابعاً أو خامساً وهم المؤمنون غير المشركين والكافرين الذين خالفوا الله باقترافهم الكبائر ( الفسّاق ) فهم يستحقون العذاب مع أنّهم ليسوا من أصحاب الشمال.

والجواب: انّ كل من يدخل النار، فهو من أصحاب الشمال، وتخصيص الكافر والمشرك والمنافق والمترف بالذكر لا يعني اختصاص أصحاب الشمال بهم، وانّما يعني أنّهم من المصاديق البارزة لأصحاب الشمال.


__________________

١. الواقعة: ٥١ ـ ٥٥.

٣٧٢

وعلى ذلك تكون هذه الطوائف الأربع من أصحاب الشمال، وفي الوقت نفسه المؤمن المرتكب للكبيرة أيضاً منهم، ولكن كما أنّ في الجنّة درجات فانّ في النار دركات أيضاً، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار بخلاف المؤمن المرتكب للكبيرة.

ب. الظالمون

البحث عن الظلم والظالمين وما لهم من الأوصاف والحالات في الدنيا والآخرة، رهن دراسة مبسطة، ونقتصر في المقام على ذكر بعض أوصافهم وأحوالهم على وجه الإيجاز.

إنّ الذكر الحكيم يصفهم بالأوصاف والحالات التالية :

ليس لهم ناصر وَلا شفيع( وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) .(١)

( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ ) .(٢)

أعدّ لهم العذاب الأليم:( إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .(٣)

لَهم مثوى السوء:( وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ) .(٤) ( وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) .(٥)



__________________

١. البقرة: ٢٧٠.

٢. غافر: ١٨.

٣. إبراهيم: ٢٢.

٤. آل عمران: ١٥١.

٥. غافر: ٥٢.

٣٧٣

اليأس من رحمة الله( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) .(١)

سرادق من النار تحيط بهم:( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) .(٢)

عض الأيدي من الحسرة:( يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ ) .(٣)

لا يقبل منهم عذر:( فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) .(٤)

يذوقون عذاب الخلد:( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إلّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ) .(٥)

يسلب عنهم القدرة على النطق:( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ) .(٦)

يساقون مع أزواجهم وما يعبدون إلى النار:( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ *مِن دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الجَحِيمِ ) .(٧)

ج. الكافرون والمشركون

الكافر والمشرك إذا ماتا بلا توبة يخلّدون في النار، كما قال سبحانه:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) .(٨)

إنّ السمع والبصر واللسان وغيرها من الأعضاء من نعم الله سبحانه على عباده ليشكروه، وليس معنى الشكر إلّا استعمالها في طاعة الله ومعرفته، ولكن

__________________

١. الأعراف: ٤٤.

٢. الكهف: ٢٩.

٣. الفرقان: ٢٧.

٤. الروم: ٥٧ ولاحظ المؤمن: ٥٢.

٥. يونس: ٥٢.

٦. النمل: ٨٥.

٧. الصافات: ٢٢ ـ ٢٣.

٨. البينة: ٦.

٣٧٤

هؤلاء استعملوها في غير الطاعة فيحشرون في الآخرة عمياً وبكماً وصمّاً فكأنّ الآخرة انعكاس عميهم وبكمهم وصمهم في الدنيا، قال سبحانه:( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا *ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا ) .(١)

ويزاد في عذابهم بجعل الأغلال والسلاسل في أعناقهم، قال سبحانه:( وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٢) وقال:( إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ) .(٣)

وقال:( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيرًا ) .(٤)

بل يكون عذابهم أشدّ من ذلك فيقطع لهم ثياب من نار، قال:( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ ) .(٥)

ولأجل أنّ الكافر يواجه بعذاب شديد في ذلك اليوم، وصف ذلك اليوم بأنّه عسير عليهم، حيث قال:( وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ) ،(٦) وقال:( فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ *عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ) .(٧)

وصفوة القول: إنّ الله سبحانه أعدّ لهم عذاباً مهيناً وشديداً وعذاب من رجز أليم.

قال سبحانه :

( وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ) .(٨)

( الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) .(٩)

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ) .(١٠)

__________________

١. الإسراء: ٩٧ ـ ٩٨.

٢. سبأ: ٣٣.

٣. يس: ٨.

٤. الإنسان: ٤.

٥. الحجر: ١٩.

٦. الفرقان: ٢٦.

٧. المدثر: ٩ ـ ١٠.

٨. النساء: ٣٧.

٩. فاطر: ٧.

١٠. الجاثية: ١١.

٣٧٥

د. المكذّبون

إنّ الأشقياء هم الذين يكذّبون بآيات الله ورسله ويوم الدين، وقد عرفوا في سورة الواقعة بأصحاب الشمال، قال سبحانه:( وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ *فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ *وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) .(١) والمراد من المكذبين في هذه الآية هو من يكذب القرآن الكريم بسياق الآيات المتقدمة عليها، قال سبحانه:( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ *فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ *لاَّ يَمَسُّهُ إلّا المُطَهَّرُونَ *تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ *أَفَبِهَٰذَا الحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ) .(٢)

وقد ذكر سبحانه جزاء الذين يكذبون بيوم الدين، وقال:( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ *الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) .(٣)

وقال:( فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ *الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ) (٤) . ومتعلّق التكذيب بحكم سياق الآيات هو يوم الدين.

ولأجل بشاعة جريمتهم لا يؤذن لهم بالنطق بل يرسلون إلى الجحيم الذي كانوا يكذبون به، وإلى النار التي ترمي بشرر كالقصر، وليس لهم غذاء إلّا الأكل من شجرة الزقوم، وهذه الأُمور نقرأها في الآيات التالية :

( هَٰذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ *وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) .(٥)

( انطَلِقُوا إِلَىٰ مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) .(٦)

__________________

١. الواقعة: ٩٢ ـ ٩٤.

٢. الواقعة: ٧٧ ـ ٨١.

٣. المطففون: ١٠ ـ ١١.

٤. الطور: ١١.

٥. المرسلات: ٣٥ ـ ٣٦.

٦. المرسلات: ٢٩.

٣٧٦

( انطَلِقُوا إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ *لاَّ ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ) .(١)

( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ *كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ) .(٢)

( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ المُكَذِّبُونَ *لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ *فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ *فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحَمِيمِ ) .(٣)

ه‍. المجرمون والفجار

إنّ المجرمين من أصناف الأشقياء، وليس مصيرهم بأقل قسوة من مصير الظالمين والمكذبين ويعرف أحوالهم ممّا يطرأ علىٰ وجوههم، لأنّ المجرم حينما يواجه جزاءه، فالندم على عمله، يظهر علىٰ ملامح وجهه، ولذلك نجد انّه سبحانه عندما يذكر المجرمين يركز علىٰ بيان الحالات الطارئة على وجوههم، وهذا من لطائف كلامه.

فالقرآن تارة يشير إلى يأسهم يوم القيامة أو تحيّرهم، يقول سبحانه:( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ المُجْرِمُونَ ) (٤) ، أي ييأسون من رحمة الله ونعمه التي يفيضها على المؤمنين، أو يتحيّرون وتنقطع حججهم بظهور جلائل الآيات الباهرة التي يقع عندها علم الضرورة.

وأُخرى إلى وجوههم وأنّه يعلوها غبار الغم والحزن ثمّ يعلوها سواد من كثرة الغم، ويقول:( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ *تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ *أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ) .(٥)

__________________

١. المرسلات: ٣٠ ـ ٣١.

٢. المرسلات: ٣٢ ـ ٣٣.

٣. الواقعة: ٥١ ـ ٥٤.

٤. الروم: ١٢.

٥. عبس: ٤٠ ـ ٤٢.

٣٧٧

وثالثة إلى أنّهم يعرفون بسيماهم وأنّهم يحشرون زرق العيون، يقول سبحانه:( يُعْرَفُ المُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ) .(١)

ويقول:( وَنَحْشُرُ المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ) .(٢)

ورابعة إلى إشفاقهم عندما يواجهون صحيفة الأعمال، يقول سبحانه:( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى المُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إلّا أَحْصَاهَا ) .(٣)

وخامسة إلى شقائهم الذي ربما يصير سبباً إلى نكووس رؤوسهم، يقول:( وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ المُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ ) .(٤)

وعندما يتم حسابهم عند الله يجزون بالسَّحْب في النار على وجوههم، يقول سبحانه:( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ) .(٥)

وسادسة إلى تمنّيهم الخلاص من العذاب بفداء كلّ من كانوا يحبّونه في الدنيا من الأولاد والأزواج، يقول سبحانه:( يَوَدُّ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ *وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ *وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ *وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ ) .(٦)

ولكن ذلك لا ينجع، لأنّ سنّته جرت علىٰ ألا تزر وازرة وزر أُخرى، فيؤخذ المجرم ويعلّق بالأصفاد، يقول سبحانه:( وَتَرَى المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ) (٧) ، ولا يقتصر على ذلك فيلبسون سرابيل من قطران مع غشاء الوجوه بالنار، يقول سبحانه:( سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) .(٨)

__________________

١. الرحمن: ٤١.

٢. طه: ١٠٢.

٣. الكهف: ٤٩.

٤. السجدة: ١٢.

٥. القمر: ٤٨.

٦. المعارج: ١١ ـ ١٤.

٧. إبراهيم: ٤٩.

٨. إبراهيم: ٥٠.

٣٧٨

سمات المجرمين في القرآن

إنّ الذكر الحكيم يعرّفهم بميزات كثيرة :

السخرية من المؤمنين، قال سبحانه:( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) .(١)

التكذيب بيوم الدين، قال سبحانه:( هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا المُجْرِمُونَ ) .(٢)

وقد عرّف المجرمون أنفسهم عند السؤال عن سبب إقحامهم في النار، بالأُمور التالية :

( وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ ) .

( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ ) .

( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ) .(٣)

وعلىٰ كلّ حال فالمجرم في مقابل المسلم، فالثاني يسلم الأمر إلى الله سبحانه، والآخر يسلم الأمر إلى هواه، يقول سبحانه:( أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ ) .(٤)

ولأجل غرورهم وتكبّرهم على الأنبياء والمؤمنين عادوهم، يقول سبحانه:( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِينَ ) .(٥)

__________________

١. المطففون: ٢٩.

٢. الرحمن: ٤٣.

٣. المدثر: ٤٣ ـ ٤٦.

٤. القلم: ٣٥.

٥. الفرقان: ٣١.

٣٧٩

وقال سبحانه:( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ) (١) .

فالمجرم ليس هو الضال بل يكون مضلاً أيضاً، وثمة طائفة من الظالمين ينسبون ضلالهم إلى المجرمين يقول سبحانه:( وَمَا أَضَلَّنَا إلّا المُجْرِمُونَ ) .(٢)

المنافقون

البحث عن النفاق والمنافقين بحث مسهب لا سيّما فيما يرجع إلى أحوالهم في هذه النشأة وتعاملهم مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمنين، وهذا ما خصصنا له جزءاً خاصاً من هذه الموسوعة وإنّما نقتصر في البحث علىٰ بعض الأُمور :

١. صلتهم بالله ورسوله.

٢. صلتهم بالمؤمنين.

٣. صلتهم بالكافرين والمشركين.

١. صلتهم بالله ورسوله

المنافق من يبطن الكفر ويظهر الإسلام، ولذلك تنقطع صلته بالله والرسول لتظاهره بالإيمان ولنسيانه الله سبحانه، فيجزى بنسيانه، يقول سبحانه:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ) .(٣)

( إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ ) .(٤)

__________________

١. يونس: ٧٥، ولاحظ الدخان: ٢٢.

٢. الشعراء: ٩٩.

٣. البقرة: ٨.

٤. النساء: ١٤٢.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403