مفاهيم القرآن الجزء ٨

مفاهيم القرآن9%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-148-3
الصفحات: 403

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 167095 / تحميل: 5793
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء ٨

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: ٩٦٤-٣٥٧-١٤٨-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

من المسلمين »(1) .

5 ـ وروى ابن عباس قال : اقبل النبيّ (ص) وقد حمل الحسن على رقبته فلقيه رجل ، فقال نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال رسول الله (ص) ونعم الراكب هو.(2)

6 ـ وروى عبد الله بن عبد الرحمن بن الزبير قال : أشبه أهل النبي (ص) وأحبهم إليه الحسن رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته أو قال : ظهره فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ولقد رأيته وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر(3)

7 ـ وروى ان النبي6 صلى احدى صلاتي العشاء فسجد سجدة أطال فيها السجود ، فلما سلم قال له الناس : في ذلك فقال : ( إن ابنى هذا ـ يعنى الحسن ـ ارتحلنى فكرهت أن أعجله )(4)

__________________

(1) الاصابة 1 / 330 ، صحيح البخاري ذكره فى الصلح ، ورواه الامام احمد بن حنبل فى مسنده 5 / 44 باسناده عن المبارك عن الحسن عن ابي بكرة قال : كان رسول الله6 يصلي بالناس ، وكان الحسن بن علي يثب على ظهره إذا سجد ، ففعل ذلك غير مرة ، فقالوا له : والله إنك لتفعل بهذا شيئا ، ما رأيناك تفعله باحد ، قال المبارك : فذكر شيئا ثم قال : إن ابني هذا سيد وسيصلح الله تبارك وتعالى به بين فئتين من المسلمين ، وذكره ابن حجر في صواعقه وجاء في العقد الفريد 1 / 164 ان الرسول6 دخل على ابنته فاطمة فوجد الحسن طفلا يلعب بين يديها ، فقال لها : إن الله سيصلح على يدي ابنك هذا بين فئتين عظيمتين من المسلمين.

(2) الصواعق : ص 82 ، حلية الاولياء.

(3) الاصابة 2 / 11

(4) البداية والنهاية 8 / 33

٨١

8 ـ وصعد6 على المنبر ليخطب ، فجاء الحسن فصعد المنبر ، فوضعه على رقبته حتى كان يرى بريق خلخاليه من اقصى المسجد ، وهما يلمعان على صدر الرسول ، ولم يزل على هذه الحالة حتى فرغ6 من خطبته(1)

9 ـ وقال6 : « من سره أن ينظر إلى سيد شباب اهل الجنة فلينظر الى الحسن »(2)

10 ـ وقال6 : « الحسن ريحانتي من الدنيا »(3) 11 ـ وروى انس بن مالك قال دخل الحسن على النبي6 فأردت أن أميطه عنه ، فقال6 : « ويحك يا أنس دع ابنى ، وثمرة فؤادي ، فان من آذى هذا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله »(4)

هذه طائفة من الاخبار التي وردت عن النبي6 في سبطه الاكبر ، ويلمس فيها أسمى الوان التكريم والحفاوة والحب العميق.

الطائفة الثانية :

أما ما أثر عن النبي6 في حق السبطين8 فكوكبة من الروايات الصحاح التي دونها الثقات والحفاظ ، وهي صريحة

__________________

(1) البحار 6 / 58

(2) فضائل الاصحاب : ص 165 ، البداية والنهاية 8 / 35

(3) الاستيعاب 2 / 369

(4) كنز العمال 6 / 222

٨٢

الدلالة في أنهما8 من أعز الناس عند رسول الله صلى عليه وآله ومن أحبهم له ، ونذكر منها ما يلي :

1 ـ روى سعيد بن راشد ، قال : جاء الحسن والحسين8 يسعيان الى رسول الله6 فأخذ أحدهما فضمه الى إبطه ، ثم جاء الآخر فضمه إلى إبطه الاخرى ، وقال : ( هذان ريحانتي من الدنيا من أحبنى فليحبهما )(1) وكان النبي6 دوما يضفى عليهما هذا اللقب ، وقد وردت بذلك روايات عديدة(2)

2 ـ وروى انس بن مالك قال : سئل رسول الله6 أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال6 : « الحسن والحسين » وكان يقول : لفاطمة ادعي ابني فيشمهما ويضمهما إليه(3)

3 ـ وروى أسامة بن زيد قال : طرقت النبي6 ذات ليلد في بعض الحاجة فخرج النبيّ6 وهو مشتمل

__________________

(1) ذخائر العقبى : ص 124

(2) روى ابو نعيم في حلية الاولياء 3 / 201 عن جابر ان رسول الله6 قال : لعلي بن ابي طالب7 سلام عليك يا ابا الريحانتين اوصيك بريحانتي من الدنيا خيرا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك ، قال فلما قبض النبيّ6 : قال علي7 : هذا احد الركنين اللذين قال النبي6 فلما ماتت فاطمة3 قال علي (ع) : هذا الركن الآخر الذي قال النبيّ6 : وفي كنز العمال 7 / 110 عن سعد بن مالك قال دخلت على النبيّ6 والحسن والحسين يلعبان على ظهره ، فقلت يا رسول الله أتحبهما؟ فقال : ومالي لا احبهما ، وانهما ريحانتى من الدنيا

(3) صحيح الترمذي 2 / 306 فيض القدير 1 / 148

٨٣

على شيء لا ادري ما هو؟ فلما فرغت من حاجتي ، قلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ قال فكشفه فاذا هو حسن وحسين على وركيه ، فقال : ( هذان ابناي ، وابنا ابنتي ، اللهم ، إني احبهما فأحبهما وأحب من يحبهما )(1)

4 ـ وروى سلمان الفارسي قال سمعت رسول الله6 يقول : ( الحسن والحسين ابناي من احبهما احبني ، ومن احبني أحبه الله ، ومن أحبه الله ادخله الجنة ، ومن أبغضهما ابغضني ومن ابغضني ابغضه الله ، ومن ابغضه الله ادخله النار »(2)

5 ـ وروى ابن عمر قال : قال رسول الله6 : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما »(3)

6 ـ واعتلى6 أعواد المنبر يخطب ، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران ، وهما يمشيان ويعثران ، فنزل6 عن المنبر فحملهما ، ووضعهما بين يديه ، وقال : صدق الله

__________________

(1) صحيح الترمذي 2 / 240 ، كنز العمال 7 / 110 ، وذكر آخر الحديث ابن حجر فى صواعقه ص 114

(2) مستدرك الحاكم 3 / 166 ، وبتغيير يسير رواه الهيثمي في مجمعه 9 / 811 وكذلك فى كنز العمال 6 / 221

(3) مستدرك الحاكم 3 / 167 ، صحيح ابن ماجة ، وتظافرت الاخبار الواردة عن النبيّ6 ان سبطيه سيدا شباب اهل الجنة ، روى الترمذي في صحيحه 2 / 306 عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول الله6 « الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة » ورواه احمد بن حنبل فى مسنده 3 / 3 ، وروى الخطيب البغدادي في تاريخه 1 / 140 بسنده عن علي7 قال قال : رسول الله : ( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة )

٨٤

إذ يقول :( أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ( لقد نظرت إلى هذين الصبيين وهما يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما )(1)

7 ـ وروى ابن عباس قال : بينا نحن ذات يوم مع النبي6 إذ أقبلت فاطمة سلام الله عليها تبكى ، فقال لها رسول الله6 : فداك أبوك ، ما يبكيك؟ قالت إن الحسن والحسين خرجا ، ولا أدرى أين باتا ، فقال لها رسول الله6 : لا تبكين فان خالقهما ألطف بهما مني ومنك ، ثم رفع يديه ، فقال : اللهم احفظهما وسلمهما ، فهبط جبرئيل ، وقال يا محمد ، لا تحزن فانهما في حظيرة بني النجار ، نائمان ، وقد وكل الله بهما ملكا يحفظهما ، فقام النبي6 ومعه أصحابه حتى أتى الحظيرة فاذا الحسن والحسين8 معتنقان نائمان ، وإذا الملك الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما ، يظلهما ، فأكب النبي6 عليهما يقبلهما ، حتى انتبها من نومهما ، ثم جعل الحسن على عاتقه الايمن ، والحسين على عاتقه الايسر ، فتلقاه أبو بكر ، وقال يا رسول الله : ناولني أحد الصبيين أحمله عنك ، فقال6 نعم المطي مطيهما ، ونعم الراكبان هما ، وأبوهما خير منهما ، حتى أتى المسجد فقام رسول الله6 على قدميه وهما على عاتقيه ثم قال :

« معاشر المسلمين ، ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟

« بلى يا رسول الله »

« الحسن والحسين ، جدهما رسول الله6 خاتم المرسلين ، وجدتهما خديجة بنت خويلد ، سيدة نساء أهل الجنة »

__________________

(1) صحيح الترمذي 2 / 306 ، صحيح النسائي 1 / 209

٨٥

ثم قال6 : « ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ » قالوا : بلى يا رسول الله

« الحسن والحسين عمهما جعفر بن أبي طالب ، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب. »

ثم قال : « أيها الناس ، ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ » قالوا : بلى يا رسول الله

« الحسن والحسين ، خالهما القاسم بن رسول الله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله ».

ثم قال : اللهم ، انك تعلم أن الحسن والحسين في الجنة ، وعمهما ، في الجنة ، وعمتهما في الجنة ، ومن أحبهما في الجنة ، ومن أبغضهما في النار.(1)

ودل الحديث على مدى حبه6 لسبطيه ، وانهما أحب أهل بيته إليه ، وآثرهما عليه ، ومن المعلوم أن شأن النبوة بعيد عن الاندفاع بعواطف الحب ، فانه6 لم يمنحهما هذا الحب الا لانهما مصدرا كل فضيلة ، ومنبعا كل خير.

8 ـ وروى جابر ، قال دخلت على النبي6 والحسن والحسين على ظهره ، وهو يقول : « نعم الجمل جملكما ، ونعم العدلان أنتما »(2) وبهذا المضمون روى عمر قال رأيت الحسن والحسين8 على عاتقي النبي6 فقلت نعم الفرس تحتكما فقال النبي6 ونعم الفارسان هما(3) وقد نظم ذلك

__________________

(1) ذخائر العقبى : ص 130

(2) كنز العمال 7 / 108 ، مجمع الهيثمي 9 / 182

(3) مجمع الهيثمي 9 / 181 ، كنز العمال 7 / 106

٨٦

شاعر العقيدة السيد الحميرى فى قوله :

اتى حسنا والحسين الرسول

وقد برزا ضحوة يلعبان

فضمهما وتفداهما

وكانا لديه بذاك المكان

ومرا وتحتهما عاتقاه

فنعم المطية والراكبان

9 ـ وروى يعلى بن مرة الثقفي(1) قال : جاء الحسن والحسين يستبقان الى رسول الله6 فضمهما إليه ، وقال : إن الولد مبخلة مجبنة(2)

10 ـ وقال6 : ( الحسن والحسين سبطان من الاسباط )(3)

11 ـ وبلغ من مزيد حبه واشفاقه على سبطيه أنه كان يعوذهما خوفا عليهما من الحسد ، فقد روى أبو نعيم بسنده عن عبد الله ، قال : كنا جلوسا مع رسول الله6 إذ مرّ الحسن والحسين وهما صبيان ، فقال : هات ابنى أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه اسماعيل ، واسحاق ، فقال : « اعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ، ومن

__________________

(1) روي في المستدرك الحديث عن يعلى بن منبه الثقفي ، وراجعنا كتب التراجم فلم نجد يعلى بن منبه وانما الموجود يعلى بن مرة ، ولعل ما وقع ما فى المستدرك كان سهوا ، وجاء فى كل من الاصابة ، واسد الغابة ان يعلى بن مرة من افاضل الصحابة ، روى عن رسول الله6 وعن امير المؤمنين7 وشهد مع النبيّ6 الحديبية ، وبايع بيعة الرضوان وشهد خيبر ، والفتح وهوازن والطائف.

(2) مستدرك الحاكم 3 / 168 ، مسند الامام احمد بن حنبل 4 / 172

(3) الصواعق المحرقة : ص 114 ، كنز العمال 6 / 221

٨٧

كل شيطان وهامة »(1) وليس في سجل المودة الانسانية أجمل من هذا الحنان ، ولا أكرم من هذا العطف.

12 ـ ومما اشتهر بين المسلمين قوله6 : « الحسن والحسين إمامان إن قاما وان قعدا »(2) واضفى6 على حفيديه حلة الامامة ، وهي من أهم الصفات الماثلة فيهما وذلك لما تستدعيه من المثل العليا التي لا تتوفر إلا عند من اختاره الله واصطفاه من بين عباده ، فقد خص الله بها خليله إبراهيم قال تعالى :( قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (3) وسنتحدث عن الامامة ، وما يعتبر في الامام من المؤهلات ، والصفات عند عرض مثله7 .

الطائفة الثالثة :

وتواترت النصوص الصحيحة عن النبي6 في لزوم مودة أهل بيته ، وانه حرب لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم ، وقرنهم بمحكم الكتاب ، وجعلهم سفن النجاة ، وأمان الأمة ، وإلى القراء بعض تلك السنن.

__________________

(1) حلية الاولياء 5 / 44 الفضائل الخمسة من الصحاح الستة 3 / 177

(2) البحار 10 / 78 ، وجاء في نزهة المجالس 2 / 184 ، وفى الاتحاف بحب الاشراف : ص 129 ان رسول الله6 قال للحسن والحسين :« انتما الامامان ولامكما الشفاعة » وجاء فى منهاج السنة 4 / 210 ان رسول الله6 قال : للحسين 7 « هذا امام ابن امام اخو امام ابو أئمة تسعة ».

(3) سورة البقرة : آية 124

٨٨

1 ـ روى زيد بن أرقم أن رسول الله6 قال : لعلي وفاطمة والحسن والحسين: : ( أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم »(1)

2 ـ وعن أبي بكر قال : رأيت رسول الله6 خيم خيمة ، وهو متّكئ على قوس عربية ، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين: فقال : « معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ، طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردىء الولادة »(2)

3 ـ وروى احمد بن حنبل أن النبي6 أخذ بيد الحسن والحسين ، وقال : « من احبني ، وأحب هذين وأباهما ، وامهما كان معي فى درجتي يوم القيامة »(3)

4 ـ وروى جابر ، قال رسول الله6 : ذات يوم بعرفات ، وعلى تجاهه « ادن منى يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها فمن تعلق بغصن منها ادخله الله الجنة »(4)

5 ـ وروى ابن عباس قال : قال رسول الله6 ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتى أمان لأمتي من الاختلاف

__________________

(1) كنز العمال 7 / 102 ، سنن ابن ماجة ص 14 ورواه ابن كثير فى البداية والنهاية عن ابي هريرة.

(2) الرياض النضرة 2 / 252

(3) مسند احمد 1 / 77 ينابيع المودة ص 164 صحيح الترمذي 2 / 2 / 301

(4) مسند احمد 1 / 77

٨٩

فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس )(1)

6 ـ روى زيد بن أرقم قال : قال رسول الله6 « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى ، احدهما اعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتى ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(2)

إن حديث الثقلين من أوثق الأحاديث النبوية ، واكثرها ذيوعا ، وقد اهتم العلماء به اهتماما بالغا لانه يحمل جانبا مهما من جوانب العقيدة الاسلامية ، كما انه من اظهر الأدلة التي تستند إليها الشيعة في حصر الامامة في اهل البيت ، وفي عصمتهم من الاخطاء والاهواء لان النبيّ6 قرنهم بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فلا يفترق أحدهما عن الآخر ومن الطبيعي أن صدور آية مخالفة لاحكام الدين تعتبر افتراقا عن الكتاب العزيز ، وقد صرح النبيّ6 بعدم افتراقهما حتى يردا عليه الحوض ، فدلالته على العصمة ظاهرة جلية ، وقد كرر النبي6 هذا الحديث في غير موقف من المواقف لأنه يهدف الى صيانة الأمة والمحافظة على استقامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية ، وغيرها أن تمسكت باهل البيت ولم تتقدم عليهم ، ولم تتأخر عنهم.

واستيفاء البحث في جوانب الحديث يستدعى وضع كتاب خاص ، وقد كفانا مئونة البحث عنه ما ذكره العلماء من التحقيق الرائع في جميع مناحى الحديث سواء أكان من ناحية السند أم الدلالة وغيرها(3)

__________________

(1) مستدرك الحاكم 3 / 149

(2) صحيح الترمذي 2 / 308 ، اسد الغابة 2 / 12

(3) المراجعات : ص 49 ـ 52 ، الاصول العامة للفقه المقارن ص 164 ـ 187

٩٠

7 ـ روى أبو سعيد الخدرى قال : سمعت النبي6 يقول : « إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له »(1)

يقول الامام شرف الدين في مرجعاته القيمة في بيان الحديث ما نصه « وأنت تعلم أن المراد من تشبيههم: بسفينة نوح أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عن أئمتهم الميامين نجا من عذاب النار ، ومن تخلف عنهم كان كمن آوى « يوم الطوفان » إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أن ذاك غرق فى الماء وهذا في الحميم والعياذ بالله. والوجه في تشبيههم: بباب حطة هو أن الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة.

هذا وجه الشبه ، وقد حاوله ابن حجر إذ قال : ـ بعد أن أورد هذه الاحاديث وغيرها من أمثالها ـ

« ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم وأخذ بهدي علمائهم نجا ، من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان » إلى أن قال : ( وبباب حطة ـ يعني ووجه تشبيههم بباب حطة ـ ان الله جعل دخول

__________________

(1) مجمع الزوائد 9 / 168 ، وجاء في مستدرك الحاكم عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر يقول : وهو آخذ بباب الكعبة : أيها الناس من عرفنى فأنا من عرفتم ، ومن انكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله يقول : « مثل اهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها نجا. ومن تخلف عنها غرق » وقد تظافرت الأخبار بهذا النص.

٩١

ذلك الباب الذي هو باب أريحا أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها »(1)

8 ـ قال6 : « معرفة آل محمد براءة من النار وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب. »(2)

9 ـ قال6 : « من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله »(3)

10 ـ قال6 : « واجعلوا أهل بيتى منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين »(4)

__________________

(1) المراجعات : ص 54

(2) المراجعات : ص 58 نقلا عن كتاب الشفاء ص 40

(3) المراجعات : ص 59 نقلا عن الامام الثعلبي في تفسير آية المودة من تفسيره الكبير

(4) المراجعات نقلا عن الشرف المؤبد ص 58.

٩٢

ان الواجب على المسلمين أن يجعلوا أهل بيت نبيهم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، فيتمسكوا بأهدافهم ، ويأخذوا بأفعالهم وأقوالهم ، ولو انهم حققوا ذلك لكانوا سادات الامم وهداة الشعوب ولكنهم ناصبوهم العداء ، واخروهم عن مراتبهم ، وأزالوهم عن مكانتهم ، فاصيبت الامة بالنكسات ، وحفت بها الخطوب والاخطار فانا لله وإنا إليه راجعون.

11 ـ قال (ص) : لا تزول قدما عبد ـ يوم القيامة ـ حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ، ومن أين اكتسبه ، وعن محبتنا أهل البيت »(1)

إن المسلمين مسئولون أمام الله عن مودة أهل البيت وعن حبهم ، ومن اظهر ألوان الحب الأخذ بأقوالهم والاقتداء بهم في جميع المجالات.

12 ـ قال (ص) : من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه وليقتد بأهل بيتى من بعدي فانهم عترتي ، خلقوا من طينتى ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من امتي ، القاطعين فيهم صلتى ، لا أنالهم الله شفاعتي »(2)

ونقتصر على هذه السنن التي أثرت عن الرسول6 في أهل بيته ، وهناك عشرات أمثالها ذكرت في كتب الحديث وهي تهتف بفضلهم ، وتلزم المسلمين بالرجوع إليهم في جميع المجالات.

__________________

(1) المراجعات نقلا عن السيوطي في احياء الميت ، والنبهانى فى اربعينه.

(2) كنز العمال 6 / 217.

٩٣

احتفاء المسلمين به :

واحتفى المسلمون بالامام الحسن احتفاء بالغا فكان كبار الصحابة يقابلونه بالتجلة والتكريم ، ويتسابقون الى القيام بخدمته ، فهذا عبد الله بن عباس حبر الأمة كان إذا ركب الحسن والحسين8 بادر فأمسك لهما الركاب وسوى عليهما الثياب ، وقد لامه مدارك بن زياد على ذلك فنهره وقال له :

« يا لكع أو تدري من هذان؟! هذان ابنا رسول الله6 أو ليس مما أنعم الله به علي أن أمسك لهما الركاب ، وأسوي عليهما الثياب »(1)

وبلغ من تعظيم المسلمين وتكريمهم لهما انهما كانا يفدان الى بيت الله الحرام ماشيين فما اجتازا على ركب الا ترجل ذلك الركب اجلالا واكبارا لهما ، وإذا طافا بالبيت الحرام بلغ زحام الناس عليهما مبلغا هائلا لم يشاهد نظيره لاجل السلام عليهما والتبرك بزيارتهما(2) وكان أبو هريرة إذا رأى الامام الحسن (ع) مقبلا قام إليه فقبله بسرته لأنه رأى رسول الله6 يفعل ذلك(3) وحقا للمسلمين أن يكرموا حفيد نبيهم ويقدسوه بعد ما كرمه النبيّ6 ورفع من شأنه.

__________________

(1) تاريخ ابن عساكر 4 / 212 ، مناقب ابن شهرآشوب 2 / 143

(2) البداية والنهاية 8 / 37

(3) مسند الامام احمد بن حنبل 2 / 255 ، انساب الاشراف للبلاذري

٩٤

الفاجعة الكبرى

٩٥
٩٦

وقطع الحسن7 شوطا من طفولته مع جده الرسول6 حتى توسعت مداركه ونمت ملكاته ، وهو ناعم البال قرير العين ، يستقبل الحياة كل يوم بثغر باسم وبهناء وسعادة ، يرى من جده6 الحنان والعطف ، ومن مشيخة الصحابة التعظيم والتكريم ، وقد رأى7 ما منح به الاسلام من التوسع وكثرة الغزوات حتى دخل الناس في دين الله افواجا افواجا ، فقد تحطمت عروش الشرك واندحرت قوى الالحاد ، وغزت الجيوش الاسلامية مكة التي هي اعز بلد وامنعه في الجزيرة العربية ، وقام الاسلام وهو عبل الذراع مفتول الساعد شامخ الكيان وسرت موجات فتحه الى أغلب شعوب الأرض ، وقد غمرت قلوب المسلمين المسرات على هذا النصر الذي أعزهم الله وأيدهم به وكان أشد المسلمين فرحا واعظمهم سرورا بهذه الانتصارات التي حققها الاسلام أهل البيت.

ولكن لم تدم لهم الحالة الهانئة فقد عبس الزمن فى وجوههم ، واكفهر ، وغزا قلوبهم بخوف غامض وحزن بهيم فقد آن للرسول6 أن يفد على الله ، وينتقل الى حظيرة القدس ، وقد بدت له طلائع الرحيل وامارات الانتقال وهي :

1 ـ وكانت أول النذر بمغادرته لهذه الحياة نزول الوحي عليه بهذه الآية( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) وقد اثارت كوامن التوجس في نفسه فقد سمعه المسلمون ينعى نفسه ويقول :

« ليتنى اعلم متى يكون ذلك؟ »

ونزلت عليه بعد هذه الآية سورة « النصر » فكان يسكت بين التكبير والقراءة ويقول :

« سبحان الله وبحمده ، استغفر الله واتوب إليه »

٩٧

وقد ساور قلوب المسلمين الخوف والجزع فانطلقت قلوبهم قبل السنتهم تستفهم عن هذه الحالة الرهيبة فاجابهم6 :

« إن نفسي قد نعيت لي »(1)

وحينما سمع المسلمون ذلك قدّت قلوبهم وانهارت قواهم ، وغامت أبصارهم بفيض من الدموع ، وأصابتهم رجفة هزت كيانهم واشاعت في نفوسهم الجزع والخوف.

2 ـ ونزل عليه القرآن الكريم في تلك السنة مرتين فاستشعر بذلك حضور الاجل المحتوم(2) واخذ ينعى نفسه ، ويعلن مفارقته لهذه الحياة وقد تصدعت القلوب لهذا النبأ وطافت بالمسلمين أمر الوان المحن والخطوب

حجة الوداع :

ولما علم الرسول6 بانتقاله الى دار الخلود ، وهو قد تحمل في سبيل ارشاد المسلمين وهدايتهم من العنت والعناء ما تنوء بحمله النفوس رأى أن يتم النهاية لرسالته المقدسة ويضع الخطة السليمة التي تضمن لامته من بعده السعادة والنجاح فحج6 من اجل ذلك حجته الأخيرة الشهيرة بحجة الوداع ، في السنة العاشرة من الهجرة واشاع بين الوافدين لبيت الله الحرام ان هذا الالتقاء هو آخر العهد بهم قائلا :

« انى لا ادري لعلي لا القاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف ابدا »

وجعل يطوف على الجماهير ويعرفهم بما يضمن لهم السعادة والنجاح « يا أيها الناس ، اني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل

__________________

(1) مناقب ابن شهر اشوب 1 / 127.

(2) الخصائص الكبرى 2 / 368

٩٨

بيتى »(1)

لقد قرن بين الكتاب والعترة الطاهرة وجعل التمسك بهما منجاة من الفتن والزيغ ، ولو أن الامة تابعته في قوله ، وتمسكت بهما لما حلت بها الاهواء والخطوب وما عراها الذل والهوان ، وما اختلفت كلمتها ، ولا تشعبت الى فرق واحزاب( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )

غدير خم :

ولما فرغ النبي6 من أداء مناسك الحج اتجه الى يثرب فلما وصل موكبه الى غدير خم هبط عليه أمين الوحي فأمره أن يحط رحله في رمضاء الهجير ، وينصب الامام أمير المؤمنين خليفة من بعده ومرجعا لأمته ، وكان أمر السماء يحمل طابعا مهما بالغ الخطورة ، فقد نزل عليه الوحي بهذه الآية :

( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (2) واضطرب النبي من هذا الانذار وهذا التهديد ، إنه إن لم ينفذ ما أراد الله في تقليد أمير المؤمنين بهذا المنصب الخطير فما بلغ رسالة الله وضاعت جميع اتعابه وجهوده ، فانبرى6 بعزم ثابت الى تنفيذ ذلك وإن اغضب الطامعين بالخلافة والمنحرفين عن الامام7 ، فوضع6 اعباء المسير وحط رحله في ذلك المكان القاحل وكان الوقت قائضا حتى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتقى من الحر وامر صلى الله

__________________

(1) صحيح الترمذي 2 / 308

(2) سورة المائدة نزلت هذه الآية فى يوم الغدير ذكر ذلك الواحدى فى اسباب النزول ص 150 والفخر الرازي فى تفسيره الكبير وغيرهما.

٩٩

عليه وآله باجتماع الجماهير فلما اجتمعوا صلى بهم فلما انفلت من صلاته أمر أن توضع حدائج الابل لتكون له منبرا فصنعوا له ما اراد فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين مائة الف أو يزيدون ، وقد اتجهوا بقلوبهم قبل اسماعهم الى الرسول ليسمعوا ما يلقى عليهم ، وانبرى6 فبين لهم ـ اولا ـ جهاده المقدس واتعابه الشاقة فى سبيل ارشادهم وانقاذهم من حضيض الشرك والعبودية ، وذكر لهم ـ ثانيا ـ جملة من الاحكام الاسلامية والآداب الدينية فأمرهم بتطبيقها على واقع حياتهم ، وبعد ذلك قال لهم :

« فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين »

فناداه مناد من القوم

« وما الثقلان يا رسول الله؟ »

فاجابه6 : « الثقل الاكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا ، والآخر الاصغر عترتي وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا »

ثم أخذ بيد علي حتى بان بياض إبطيهما وعرفه القوم اجمعون وقال :

« أيها الناس ، من أولى الناس بالمؤمنين من انفسهم؟

فاجابوه « الله ورسوله اعلم »

فقال6 : إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من انفسهم ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه قال ذلك ثلاث مرات او أربع مرات ، ثم قال :

« اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، واحب من أحبه ، وابغض

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

وقال سبحانه:( نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ ) .(١)

ولأجل انقطاع صلة المنافقين بالله تعالى، يحسبون وعده سبحانه بالنصر غروراً، وربما يغتر به بعض مرضى القلوب، قال سبحانه:( وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إلّا غُرُورًا ) .(٢)

فقد ضلّوا لنفاقهم والله سبحانه سدّ أبواب الهداية عليهم وأمدّ في طغيانهم، يقول سبحانه:( وَاللهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ) (٣) ، أي أهلكهم بكفرهم، بما أظهروه من الكفر وقال سبحانه:( اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) (٤) ، وليس استهزاؤه سبحانه إلّا جزاءهم على أفعالهم، كما أنّ المراد من قوله:( وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ ) حرمانهم من هداية الله فيتيهون في وادي الضلال بسبب نفاقهم.

٢. صلتهم بالمؤمنين

يتظاهر المنافقون بأنّهم من المؤمنين وداخلون في عدادهم، لكنّه شيء يقولونه بلسانهم وينكرونه بقلوبهم وأعمالهم، وذلك لأنّهم وإن كانوا يشاركون المسلمين في الجهاد ولكن يخذلونهم في اللحظات الحاسمة من خلال ترك ساحات الوغىٰ بأعذار مختلفة، ويا ليت أنّهم يكتفون بترك القتال، ولكنّهم كانوا كالطابور الخامس في خدمة الأعداء، وإليك بيان أهم سماتهم :

١. التظاهر بالإيمان عند المؤمنين وبالكفر عند الكافرين، يقول

__________________

١. التوبة: ٦٧.

٢. الأحزاب: ١٢.

٣. النساء: ٨٨.

٤. البقرة: ١٥.

٣٨١

سبحانه:( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) .(١)

٢. انّ النفاق ظهر لأوّل وهلة بين أهل يثرب، لأنّ عبد الله بن أُبيّ كان قد تمتع بنفوذ واسع بين طائفتي الأوس والخزرج، وكان مرشحاً أن يكون سلطاناً على يثرب وحواليها، ولما جاء الإسلام انفض من كان حوله إلّا قليلاً منهم، وراح يشكل نواة للنفاق، ويتحيّن الفرص للانقضاض على المهاجرين من أهل مكة، ولـمّا تنازع مهاجر مع أنصاري في سقي الماء في غزوة بني المصطلق وأوشكت الحرب أن تستعر إغتنم الفرصة وكلّم أصحابه ونهاهم عن الإنفاق على أصحاب رسول الله كي ينفضّوا من حوله، كما حثّ الطائفتين علىٰ إخراج المهاجرين من يثرب، وهذا ما يحكيه عنه سبحانه في القرآن الكريم ضمن آيتين، ويقول:( هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا وَللهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَٰكِنَّ المُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ *يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ المُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) .(٢)

٣. إنّ خصيصة النفاق لا تنفك عن التظاهر بالإيمان والسعي وراء كيد المسلمين في المواقف الحساسة فلو خرجوا إلى الجهاد مع المسلمين فإنّما يخرجون طلباً للشر والفساد ونشر الفتنة، وربما يتبعهم الضعفاء من المؤمنين، كما يقول سبحانه:( لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إلّا خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) .(٣)

__________________

١. البقرة: ١٤.

٢. المنافقون: ٧ ـ ٨.

٣. التوبة: ٤٧.

٣٨٢

فقد أشار الوحي الإلهي في هذه الآية إلى ما يرتكبون في الحرب من الشر وانّهم( لَوْ خَرَجُوا فِيكُم ) ما زادوكم إلاّ شراً وفساداً وغدراً ومكراً دون أن ينفعونكم بشيء.

( وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ) أي أسرعوا في الدخول بينكم في الإفساد والتفريق بين المسلمين.

( يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ ) أي يطلبون لكم المحنة باختلاف الكلمة والفرقة.

( وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ ) للمنافقين ينقلون إليهم ما يسمعون منكم.

٤. انّ الجهاد رمز الإيمان وترك الدنيا لأجل الآخرة، فالمؤمن يندفع عن شوق إلى الجهاد بنفسه في حين أنّ المنافق يندفع عن كره إليه ويفرح بالتخلّف عن ركب رسول الله، وكانوا يغرون المسلمين ألا ينفروا في الحرب مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما قال سبحانه:( فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لا تَنفِرُوا فِي الحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) .(١)

٣. صلتهم بالكافرين والمشركين

إنّ المنافقين والمشركين ينضوون تحت لواء واحد، وهو عدم الإيمان بالله سبحانه وإنكار اليوم الآخر، غير أنّ المشرك يتظاهر به دون المنافق، إنّما الكلام في صلة المنافق بأهل الكتاب، فقد كان المنافقون في عصر الرسالة علىٰ علاقة وثيقة باليهود لكيد الإسلام والمسلمين، وقد ظهرت تلك المكيدة عند إجلاء بني النضير من يثرب جزاءً لغدرهم بالمسلمين، ولما وصل خبر ذلك إلى المنافقين، أرسلوا رسولاً إلى بني النضير يناشدونهم بالبقاء وعدم اجلاء ديارهم وانّهم سوف

__________________

١. التوبة: ٨١.

٣٨٣

يبذلون لهم المزيد من الدعم والمساندة، وانّهم في حالة إخراجهم عنوة سوف يتبعونهم، وقد حكى سبحانه تبارك وتعالى تلك الوعود الكاذبة منهم لأهل الكتاب، وقال:( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) .(١)

ولكنّه سبحانه ينسبهم إلى النفاق في ادّعائهم المزيّف، قال سبحانه:( لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ ) .(٢)

أحوال المنافقين في الآخرة

إنّ النفاق شعبة من شعب الكفر ولا يفترق عنه إلّا بالتظاهر بالإيمان، ولذلك يجمعهم الله يوم القيامة في مأوى واحد، ويقول:( إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) .(٣)

وقال أيضاً:( وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ ) .(٤)

وبما انّهم قد جبلوا بالنفاق وخمرت طينتهم عليه فيتظاهرون به في الآخرة أيضاً، ويخاطبون المؤمنين خطاب الخليل للخليل ويطلبون قبساً من نورهم غافلين عن أنّ النور رهن إيمانهم وعملهم في الحياة الدنيا، ولم يكن لهم حظٌّ منه في الآخرة، يقول سبحانه:( يَوْمَ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا

__________________

١. الحشر: ١١.

٢. الحشر: ١٢.

٣. النساء: ١٤٠.

٤. التوبة: ٦٨.

٣٨٤

انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) .(١)

فلم يكن النفاق ينفعهم في الدنيا ولا الآخرة، وتكون عاقبتهم هي الدرك الأسفل من النار مقروناً بالعذاب الأليم.

يقول سبحانه:( بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) (٢) ، ويقول أيضاً:( إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) .(٣)

وهذه الآيات توحي إلىٰ شدة خصومتهم للحق ولذلك جُوُزُوا بأشد مجازاة.

وأخيراً نود أن نختم الموضوع بهذه الشذرة من كلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نقله عنه الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام حول النفاق والمنافقين جاء فيها: « ولقد قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي لا أخاف على أُمّتي مؤمناً ولا مشركاً، ولكنّي أخاف عليكم كلّ منافق الجنان، عالم اللسان، يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون ».(٤)

وممّا يؤكد قلق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المتزايد حيال المنافقين، هو أنّه سبحانه في سورة البقرة تطرق إلى الكافرين واقتصر في حقِّهم علىٰ آيتين، وقال:( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ *خَتَمَ اللهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .(٥)

ولكنّه تبارك وتعالى لما تطرق إلى المنافقين عقب الكافرين تكلم عنهم

__________________

١. الحديد: ١٣.

٢. النساء: ١٣٨.

٣. النساء: ١٤٥.

٤. نهج البلاغه، قسم الرسائل، برقم ٢٧.

٥. البقرة: ٦ ـ ٧.

٣٨٥

ضمن ثلاث عشرة آية مستهلاً بقوله:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ) (١) ومختتماً بقوله:( يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .(٢)








تمّ ـ بحمدالله ـ تأليف الجزء الثامن من موسوعتنا

« مفاهيم القرآن » نحمد ونشكر ونصلّي على النبي وآله

وفرغنا من تأليفه ظهيرة يوم الأحد

الموافق ٢٦ من ذي القعدة الحرام

من شهور عام ١٤١٩ ه‍

في مؤسسة الإمام الصادقعليه‌السلام

في قم المشرّفة




__________________

١. البقرة: ٨.

٢. البقرة: ٢٠.

٣٨٦

٣٨٧
٣٨٨

فهرس المصادر

نبدأ تبركاًبالقرآن الكريم

١. الإرشاد: المفيد: محمد بن محمد بن النعمان (٣٣٦ ـ ٤١٣هـ) قم المقدسة ـ ١٤٠٢ ه‍.

٢. أسرار الحكم: ملا هادي السبزواري، المكتبة الإسلامية، طهران، الطبعة الثانية ; ١٣٦٢ ه‍. ش.

٣. الأسفار: صدر الدين محمد الشيرازي ( المتوفّى ١٠٥٠ ه‍ ) مكتبة المصطفوي، قم.

٤. الإشارات: الشيخ الرئيس ابن سينا ( المتوفّى ٤٢٨ ه‍ ) طبع طهران.

٥. أقرب الموارد: سعيد الخوري الشرتوني اللبناني ( ١٨٤٩ ـ ١٩١٢ م ) في ثلاثة مجلدات، إيران ـ ١٤٠٣ ه‍.

٦. الله يتجلّى في عصر العلم: مقالات بقلم ثلاثين من العلماء المتخصصين.

٧. الإلهيات: حسن محمد مكّي العاملي من محاضرات الشيخ جعفر السبحاني، الدار الإسلامية، بيروت ـ ١٤١٠ ه‍.

٨. الإلهيات من الشفاء: الشيخ الرئيس ابن سينا ( المتوفي ٤٢٨ ه‍ ) منشورات مكتب الإعلام الإسلامي، قم ـ ١٤١٨ ه‍.

٣٨٩

٩. الأمالي: الصدوق: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ( ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه‍ ) مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ ١٤٠٠ ه‍.

١٠. إنجيل متى: طبعة دار الكتاب المقدس.

١١. إنجيل مرقس: طبعة دار الكتاب المقدس.

١٢. إنجيل يوحنا: طبعة دار الكتاب المقدس.

١٣. أوائل المقالات: المفيد: محمد بن محمد بن النعمان ( ٣٣٦ ـ ٤١٣ ه‍ ) مكتبة الحقيقة، تبريز ـ ١٣٧١ ه‍.

١٤. بحار الأنوار: محمد باقر المجلسي ( المتوفّى ١١١٠ ه‍ ) مؤسسة الوفاء، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

١٥. البرهان في تفسير القرآن: السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسيني التوبلي البحراني ( المتوفّى ١١٠٧ ه‍ ) قم المقدسة ـ ١٣٧٥ ه‍.

١٦. تفسير الصافي: الفيض الكاشاني ( المتوفّى ١٠٩١ ه‍ ) نشر دار المرتضى، قم.

١٧. تفسير المنار: محمد رشيد رضا ( المتوفّى ١٣٥٤ ه‍ ) دار المنار، مصر ـ ١٣٧٣ ه‍.

١٨. تلخيص الإلهيات: الرباني الگلپايگاني من محاضرات الشيخ جعفر السبحاني، مؤسسة الإمام الصادقعليه‌السلام ، قم.

١٩. التوحيد: الصدوق: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ( ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه‍ ) مكتبة الصدوق، طهران.

٣٩٠

٢٠. جامع الأُصول: ابن الأثير الجزري المبارك بن محمد ( ٥٤٤ ـ ٦٠٦ ه‍ ) دار الفكر، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٢١. حقائق التأويل: الشريف الرضي ( ٣٥٩ ـ ٤٠٦ ه‍ ) مؤسسة البعثة، قم ـ ١٤٠٦ ه‍.

٢٢. الحقائق في محاسن الأخلاق: الفيض الكاشاني ( المتوفّى ١٠٩١ ه‍ ) دار البلاغة، بيروت ـ ١٤٠٩ ه‍.

٢٣. دائرة المعارف البريطانية.

٢٤. سفينة البحار: الشيخ عباس القمي ( ١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه‍ ) طبعة حجر، النجف الأشرف.

٢٥. السنّة: أحمد بن حنبل ( المتوفّى ٢٤١ ه‍ ) دار الكتب العلمية، بيروت ـ ١٤٠٥ ه‍.

٢٦. شرح الأُصول الخمسة: القاضي عبد الجبار المعتزلي ( المتوفّى ٤١٥ ه‍ ) طبع مصر.

٢٧. شرح حكمة الإشراق: شمس الدين محمد الشهرزوري، تحقيق حسين الضيائي التربتي.

٢٨. شرح المقاصد: سعد الدين التفتازاني: مسعود بن عمر بن عبد الله ( ٧١٢ ـ ٧٩٣ ه‍ ) منشورات الشريف الرضي، قم ـ ١٤١٢ ه‍.

٢٩. شرح المنظومة: ملا هادي السبزواري منشورات نشر ناب، قم ـ ١٤١٦ ه‍.

٣٩١

٣٠. شرح المواقف: الشريف علي بن محمد الجرجاني ( المتوفّى ٨١٢ ه‍ ) منشورات الشريف الرضي، قم ـ ١٤١٢ ه‍.

٣١. الشفاء قسم الطبيعيات: الشيخ الرئيس ابن سينا ( المتوفّى ٤٢٨ ه‍ ) منشورات بيدار، ايران.

٣٢. الصحيح: مسلم بن الحجاج القشيري ( المتوفّى ٢٦١ ه‍ ) مؤسسة عز الدين، بيروت ـ ١٤٠٧ ه‍.

٣٣. عقائد ( اعتقادات ) الصدوق: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ( ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه‍ ) المطبوع ضمن المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ المفيد، المجلد الخامس، منشورات المؤتمر العالمي بمناسبة الذكرى الألفية للشيخ المفيد، قم ـ ١٤١٣ ه‍.

٣٤. فجر الإسلام: أحمد أمين المصري ( المتوفّى ١٣٨٨ ه‍ ) نشر دار الكتاب العربي، بيروت.

٣٥. الكافي: محمد بن يعقوب الكليني ( المتوفّى ٣٢٩ ه‍ ) دار الكتب الإسلامية، طهران ـ ١٣٩٧ ه‍.

٣٦. كشف المراد: العلّامة الحلّي: الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ( ٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه‍ ) منشورات مؤسسة الإمام الصادقعليه‌السلام ، قم ـ ١٤١٧ ه‍.

٣٧. الكنى والألقاب: الشيخ عباس بن محمد رضا القمّي ( ١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه‍ ) المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، الطبعة الثالثة ـ ١٤٠٦ ه‍.

٣٩٢

٣٨. گوهر مراد: عبد الرزاق فيّاض اللاهيجي ( المتوفّى ١٠٧٢ ه‍ ) منشورات مؤتمر الحكيم اللاهيجي، طهران ـ ١٤١٤ ه‍.

٣٩. لسان العرب: ابن منظور: محمد بن مكرم ( ٦٣٠ ـ ٧١١ ه‍ ) قم المقدسة ـ ١٤٠٥ ه‍.

٤٠. لقاء الله: الميرزا جواد بن الميرزا شفيع الملكي التبريزي ( المتوفّى ١٣٤٣ ه‍ ).

٤١. اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية: مقداد بن عبد الله الأسدي السيوري الحلي ( المتوفّى ٨٢٦ ه‍ ) تبريز ـ ١٣٩٦ ه‍.

٤٢. المبدأ والمعاد: صدر المتألّهين محمد الشيرازي ( المتوفّى ١٠٥٠ ه‍ ) طبعة حجر ـ ١٣١٤ ه‍.

٤٣. مجمع البيان: الفضل بن الحسن الطبرسي ( ٤٧١ ـ ٥٤٨ ه‍ ) دار المعرفة، بيروت ـ ١٤٠٨ ه‍.

٤٤. المحاسن: البرقي: أحمد بن محمد ( المتوفّى ٢٧٤ ه‍ ) طهران ـ ١٣٧٠ ه‍.

٤٥. المسائل السروية: الشيخ المفيد: محمد بن محمد بن النعمان ( ٣٣٦ ـ ٤١٣ ه‍ ) منشورات المؤتمر العالمي بمناسبة ذكرى ألفية الشيخ المفيد، قم ـ ١٤١٣ ه‍.

٤٦. المسند: أحمد بن حنبل ( المتوفّى ٢٤١ ه‍ ) دار الفكر، بيروت.

٤٧. معاني الأخبار: الصدوق: محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ( ٣٠٦ ـ ٣٨١ ه‍ ) دار المعرفة، بيروت ـ ١٣٩٩ ه‍.

٤٨. مفاتيح الجنان: الشيخ عباس القمي ( ١٢٩٤ ـ ١٣٥٩ ه‍ ) مؤسسة المعارف الإسلامية، قم.

٣٩٣

٤٩. مقالات الإسلاميين: أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ( المتوفّى ٣٢٤ ه‍ ) الطبعة الثالثة، المانيا ـ ١٤٠٠ ه‍.

٥٠. مقاييس اللغة: أحمد بن فارس بن زكريا ( المتوفّى ٣٩٥ ه‍ ) دار إحياء الكتب العربية، القاهرة ـ ١٣٦٦ ه‍.

٥١. الموطأ: مالك بن أنس ( المتوفّى ١٧٩ ه‍ ) دار الآفاق الجديدة، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٥٢. الميزان في تفسير القرآن: العلّامة محمد حسين الطباطبائي ( ١٣٢١ ـ ١٤٠٢ ه‍ ) مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٥٣. نهج البلاغة: جمع الشريف الرضي ( ٣٥٩ ـ ٤٠٦ ه‍ ) بيروت ـ ١٣٨٧ ه‍.

٥٤. وسائل الشيعة: الحر العاملي: محمد بن الحسن ( ١٠٣٣ ـ ١١٠٤ ه‍ ) دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍.

٣٩٤

فهرس محتويات الكتاب

يوم الحشر ومعاد الإنسان ٥

الفصل الأوّل : ٧

أسماء القيامة في القرآن الكريم ٧

الفصل الثاني : ١١

المعاد في الشرائع السماوية ١١

١. آدم عليه‌السلام والدعوة إلى الإيمان بالمعاد ١٢

٢. نوح عليه‌السلام والدعوة إلى الإيمان بالمعاد ١٣

٣. إبراهيم عليه‌السلام والدعوة إلى الإيمان بالمعاد ١٣

٤. موسى عليه‌السلام والدعوة إلى الإيمان بالمعاد ١٤

٥. المسيح عليه‌السلام والدعوة إلى الإيمان بالمعاد ١٦

المعاد في العهد العتيق ١٧

المعاد في العهد الجديد ١٧

الفصل الثالث : ١٩

الدلائل الجلية على لزوم المعاد ١٩

١. المعاد: رمز الخلقة ١٩

٢. المعاد مظهر العدل الإلهي ٢٥

٣. المعاد مجلى الوعد الإلهي ٣٠

٤. المعاد مظهر رحمته الواسعة ٣٢

٥. المعاد نهاية السير التكاملي للإنسان ٣٤

٦. المعاد، مظهر ربوبيته ٣٧

الشبهات حول المعاد ٤١

٣٩٥

الفصل الرابع : ٤٨

نقد الشبهات الواردة حول المعاد ٤٨

الشبهة الأُولى: المعاد فوق نطاق القدرة ٤٨

الشبهة الثانية: المعاد والعظام البالية ٥١

تجلّي القيامة في خلق الإنسان والنبات ٥٢

الشبهة الثالثة: المعاد والعلم الإلهي ٥٤

الشبهة الرابعة: الصلة بين الحياتين: الدنيوية والأُخروية ٥٥

الفصل الخامس : ٦٤

ذكر نماذج من إحياء الموتى في الشرائع السابقة ٦٤

١. إبراهيم عليه‌السلام وإحياء الموتىٰ ٦٥

٢. إحياء نفس عزير(١) ٦٧

٣. إحياء قوم من بني إسرائيل ٦٩

٤. إحياء قتيل بني إسرائيل ٧١

٥. المسيح عليه‌السلام وإحياء الموتى ٧٣

٦. إحياء سبعين رجلاً من قوم موسى ٧٣

٧. إيقاظ أصحاب الكهف ٧٥

الفصل السادس : ٧٦

المعاد الجسماني والروحاني ٧٦

١. المعاد، جسماني فحسب ٧٦

٢. المعاد روحاني فحسب ٧٦

٣. المعاد جسماني وروحاني معاً ٧٧

أ. ما هي واقعية الإنسان ٧٨

ب. أصناف الثواب والعقاب ٧٩

الفصل السابع : ٨١

٣٩٦

القرآن والمعاد الجسماني والروحاني ٨١

المعاد الجسماني بالملاك الأوّل ٨١

المعاد الروحاني بالملاك الأوّل ٨٤

المعاد الجسماني بالملاك الثاني ٨٥

١. رضوان الله ٨٥

٢. البعد عن رحمته ٨٦

٣. الحزن والحسرة ٨٧

٤. لقاء المحبوب ٨٨

٥. عذاب فراق المحبوب ٩١

الفصل الثامن : ٩٢

المعاد الجسماني وآراء الحكماء والمتكلّمين ٩٢

الأوّل: المعاد الجسماني ورأي المعلم الثاني الفارابي ( المتوفّى ٣٣٩ ه ‍ ) ٩٢

الثاني: المعاد الجسماني ورأي صدر المتألّهين ( ٩٧٩ ـ ١٠٥٠ ه ‍ ) ٩٤

الأصل الأوّل: التشكيك في الوجود ٩٦

الأصل الثاني: انّ هوية الإنسان بنفسه ٩٧

الأصل الثالث: العوالم الثلاثة ٩٨

الثالث: المعاد الجسماني والرأي السائد بين المتكلّمين ١٠٢

الرابع: المعاد الجسماني ورأي بعض المتكلمين ١٠٥

الفصل التاسع : ١٠٧

الشبهة الأُولى: المعاد إعادة للمعدوم ١٠٨

الشبهة الثانية: شبهة الآكل والمأكول ١١٠

إجابة صدر المتألّهين عن الشبهة ١١٢

الشبهة الثالثة: ما هو الهدف من الجزاء ؟ ١١٧

٣٩٧

الشبهة الرابعة: المعاد العنصري عود إلى الدنيا ١٢٠

الشبهة الخامسة: لزوم التناسخ ١٢١

الشبهة السادسة: المعاد العنصري وظواهر الآيات ١٢٥

الشبهة السابعة: المعاد العنصري عود إلى الدنيا ١٢٦

الشبهة الثامنة: النفس يوم القيامة قائمة بذاتها ١٢٧

الشبهة التاسعة: استغراب الحياة المثالية ١٢٨

الشبهة العاشرة: تعلّق النفس بالبدن العنصري رهن مرجّح ١٣٠

الشبهة الحادية عشرة: رجوع الفعلية إلى القوة ١٣١

الفصل العاشر : ١٣٧

المعاد الروحاني من منظار الحكماء ١٣٧

الفصل الحادي عشر : ١٤٢

أقسام التناسخ ١٤٤

التناسخ المطلق والعناية الإلهية ١٤٧

المعاد والتناسخ النزولي ١٤٩

التناسخ الصعودي ١٥١

أسئلة وأجوبة ١٥٣

الفصل الثاني عشر : ١٥٧

الموت نافذة تطل على الحياة الجديدة ١٥٧

أ. الموت في اللغة والقرآن ١٥٨

ب. هل الموت أمر عدمي ؟ ١٥٨

ج. الموت سنّة عامة قطعية ١٦٠

د. خوف الإنسان من الموت ١٦٢

ه ‍ أقسام الموت في القرآن الكريم ١٦٥

و. الموت والأجل المحتوم ١٧١

٣٩٨

ز. التوبة والندامة قبيل الموت أو حينه ١٧٢

ح. الوصية في حال الموت ١٧٣

ط. جهل الإنسان بموته ١٧٤

ي. الموت والملائكة الموكّلون ١٧٥

الفصل الثالث عشر : ١٧٨

القبر وعالم البرزخ ١٧٨

الحياة البرزخية في الروايات ١٨٠

السؤال في معنى القبر ١٨١

السؤال في القبر ١٨٢

١. الأُمور التي يسأل عنها ١٨٤

٢. المسؤولون في البرزخ ١٨٥

الفصل الرابع عشر : ١٨٧

أشراط الساعة ١٨٧

أشراط الساعة في الروايات والأحاديث ١٩٧

الفصل الخامس عشر : ١٩٩

مشاهد الساعة ١٩٩

١. سير الشمس والقمر إلى أجل مسمّى ١٩٩

٢. الأجل المحدود لعمر الإنسان ٢٠٠

٣. أجل الأُمم ٢٠٠

طروء حوادث في الكون عند قيام الساعة ٢٠٠

الحوادث التي تقع في السماء ٢٠١

النجوم والشمس والقمر في مشاهد القيامة ٢٠٢

الأرض في مشاهد القيامة ٢٠٣

البحار والجبال في مشاهد القيامة ٢٠٤

٣٩٩

الفصل السادس عشر : ٢٠٧

النفخ في الصور ٢٠٧

أو بداية حياة جديدة ٢٠٧

تعابير أُخرى عن النفخة في الصور ٢٠٩

ما هي حقيقة النفخ في الصور ؟ ٢١٢

سؤال وإجابة ٢١٣

سؤال آخر وإجابة ٢١٤

الفصل السابع عشر : ٢١٨

القيامة ومحاسبة الأعمال ٢١٨

١. ما هو الهدف من وراء محاسبة الأعمال ؟ ٢١٩

٢. من المحاسِب ؟ ٢٢٠

٣. ما هي الأعمال التي يحاسب عليها ؟ ٢٢٢

النعم الدنيوية والسؤال عنها ٢٢٥

٤. هل الحساب يعمّ الجميع ؟ ٢٢٧

الحساب التكويني والتدويني ٢٢٨

دراسة الآيات السالفة الذكر ٢٣٠

دراسة شمولية الحساب في الروايات ٢٣١

٥. ما معنى كونه سبحانه سريع الحساب ؟ ٢٣٤

٦. ما هو المقصود من سوء الحساب ؟ ٢٣٧

٧. من هم الذين يحاسبون حساباً يسيراً ؟ ٢٣٨

٨. اختلاف العباد عند الحساب ٢٣٩

٩. إتمام الحجّة على العباد عند الحساب ٢٤٠

١٠. الاعتراف بالذنوب ورجاء العفو والمغفرة ٢٤١

٤٠٠

401

402

403