مفاهيم القرآن الجزء ١٠

مفاهيم القرآن0%

مفاهيم القرآن مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: مفاهيم القرآن
ISBN: 964-357-148-3
الصفحات: 457

مفاهيم القرآن

مؤلف: الشيخ جعفر السبحاني
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف:

ISBN: 964-357-148-3
الصفحات: 457
المشاهدات: 128330
تحميل: 4487


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 457 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 128330 / تحميل: 4487
الحجم الحجم الحجم
مفاهيم القرآن

مفاهيم القرآن الجزء 10

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
ISBN: 964-357-148-3
العربية

وقام فضلاء الشيعة من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام وسائر الأئمّة المعصومين بهذا النمط من التفسير، وقد أخذوا علوم القرآن وتبيين مفاهيمها عن أئمّتهم، فأوّل من دوّن أقواله في التفسير منهم هو عبد الله بن العباس ( المتوفّى سنة ٦٨ ه‍ )، وأوّل من كتب تفسيراً تلميذه سعيد بن جبير ( المتوفّى عام ٩٥ ه‍ )١ ، واستمرّ الأمر إلى عصرنا هذا، بل لم يكتف كثير منهم بتأليف تفسير واحد حتى ضمّ إليه آخر، بل كثير منهم عزّزهما بثالث ورابع، وقد استخرج أسماء هؤلاء المعزّزين شيخ الباحثين « آغا بزرگ الطهراني » في معجمه.٢

والغالب على التفاسير المدوّنة في القرون الأُولى هو تفسير القرآن بالأثر، ومن نماذجه تفسير « فرات بن إبراهيم الكوفي » الراوي عن جعفر بن محمد بن مالك البزاز الفزاري الكوفي ( المتوفّى حوالي ٣٠٠ ه‍ )، والمعلّم لأبي غالب الزراي ( المولود ٢٨٥ ه‍ )، وتفسير « علي بن إبراهيم القمي » ( حياً عام ٣٠٧ ه‍ )، و« تفسير العياشي » محمد بن مسعود أُستاذ الشيخ الكليني ( المتوفّى عام ٣٢٩ ه‍ )، إلى غير ذلك من التفاسير المؤلّفة في العصور الأُولى، فانّ الجلّ لولا الكلّ تفاسير روائية، وكأنّهم كانوا يجتنبون تفسير القرآن تفسيراً فكرياً تحليليّاً علمياً تحرّزاً من وصمة التفسير بالرأي، وقد كان هذا النمط سائداً إلى أواخر القرن الرابع بين الشيعة، حتى أحسّ العلماء بالحاجة الشديدة إلى التفسير العلمي والتحليلي، منضمّاً إلى ما روي عن النبيّ والأئمّةعليهم‌السلام ، وأوّل٣ من فتح هذا الباب الشريف الرضي ( المتوفّى ٤٠٦ ه‍ ) فألّف كتاب « حقائق التأويل »، في عشرين جزءاً، ثمّ أخوه الشريف المرتضى ( المتوفّى ٤٣٦ ه‍ ) في أماليه المسمّى بـ « الغرر والدرر »، ثمّ تلميذه

__________________

١. فهرست ابن النديم: ٥٧.

٢. الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ٤ / ٢٣٣ - ٣٤٦.

٣. نذكر ذلك على وجه التقريب، لأنّه لم يصل إلينا ممّن تقدّم عليه، تفسير عليه ذاك الطابع.

٣٨١

الأكبر الشيخ الطوسي مؤلف « التبيان » ( المتوفّى ٤٦٠ ه‍ ) إلى أن صار هذا المنهج هو المنهج المتّبع الشائع في جميع الأعصار إلى عصرنا هذا، وقلّت العناية بالمنهج الروائي المحض إلّا في بعض الأعصار ( القرنين الحادي عشر والثاني عشر )، كما سيوافيك تفصيله، وبذلك حصل التطوّر الواضح في تفسير القرآن الكريم، ولعلّ العناية بالأثر وصيانة تلك الكنوز عن الاندراس حملت المفسّرين في تلك الأعصار على تفسير القرآن بنمط واحد ولون فارد، وهو التفسير بالأثر من غير فرق بين السنّة والشيعة حتى أنّ أبا جعفر الطبري ( المتوفّى ٣١٠ ه‍ )، وضع تفسيره على ذلك المنهج، وقلّما يتّفق أن يستكشف أسرار الآيات ويبسط الكلام فيها.

غير أنّ احتكاك الثقافات والضرورات الاجتماعية فرضت على المفسّرين المنهج العلمي من التفسير حتى يكون ملبّياً لحاجاتهم، فانّ القرآن بحر لا ينزف. فأدخلوا في التفسير قراءة القرآن، وإعرابه، وغوامضه، ومشكلاته، ومعانيه، وجهاته، ونزوله، وأخباره، وقصصه، وآثاره، وحدوده، وأحكامه، وحلاله وحرامه، والكلام على مطاعن المبطلين، والاستدلال على ما يتفرّد به المفسّر في المذهب الفقهي أو الاعتقادي، وقد ألّف في أواسط القرن الرابع علي بن عيسى الرماني تفسيره المعروف، وهو بمنهجه العلمي تفوّق على التفاسير المتقدّمة عليه.

وها نحن نذكر أسماء أعلام المفسّرين بالأثر المروي عن النبيّ والآل، ثمّ نبتعهم بسرد أسماء مشاهير المفسّرين بالتفسير العلمي، فالمنهج الأوّل يمتد إلى نهاية القرن الرابع، كما أنّ المنهج الثاني يبتدئ بطلوع القرن الخامس حسبما وصل إلينا من كتبهم، وبما أنّ أكثر ما أُلّف في العصور الأُولى غير واصلة إلينا، لا يمكن لأحد القضاء الباتّ في الموضوع، وأنّ جميع ما في تلك القرون تفاسير روائيّة، وإنّما نعتمد في ذلك على الحدس وما ذكره الشيخ في أوّل التبيان، والله العالم.

٣٨٢

مشاهير المفسّرين بالرواية والأثر

من الشيعة

إذا كان التفسير البياني أو اللغوي أمراً رائجاً بعد رحلة النبيّ الأكرم، كان التفسير بالرواية والأثر أيضاً رائجاً، ولا يمكن لنا أن نقضي قضاءً باتّاً بتقدّم إحدى المرحلتين على الأُخرى، وليس من البعيد أن يكون كلا النمطين رائجين في عصر واحد، وقد تعرّفت على مشاهير مفسّري الشيعة بالتفسير البياني فحان وقت ذكر مشاهير مفسّريهم بالحديث والأثر سواء أكان مرويّاً من النبيّ الأكرم، أو من أئمّة أهل البيت، وقد عرفت أنّ أسانيدهم في الرواية تنتهي إلى الرسول الأعظم، ونحن نقتصر في القائمة التالية بالمشاهير دون كلّ من ألّف تفسيراً حديثيّاً، وإلّا فيحوجنا الاستقصاء إلى تأليف مفرد، كما نذكر من روي منه التفسير بالأثر، سواء أكان له تأليف أو لا، وسيوافيك أنّ عصر التدوين متأخّر عن عصر بزوغ التفسير، وتداوله بين الصحابة والتابعين، وإليك أسماء الشخصيّات اللّامعة في أربعة قرون خدموا القرآن عن طريق الأثر عن النبيّ والآل:

أعلام التفسير في القرن الأوّل

١. عبد الله بن عباس: هو ترجمان القرآن، ابن عمّ النبيّ الأكرم، ولد قبل

٣٨٣

الهجرة بثلاث سنين، وتوفّي بالطائف سنة ( ٦٨ ه‍ )، ذكره ابن النديم في تسمية الكتب المصنّفة في التفسير بعد ما ذكر كتاب التفسير للإمام الباقر عليه‌السلام وقال: كتاب ابن عباس، رواه مجاهد وهو أبو الحجاج المقري، المفسّر المكّي مجاهد بن جبر، ( المتوفّى عام ١٠٢ ه‍ )، ورواه عن مجاهد حميد بن قيس الذي توفّي في زمن السفّاح ...، وسيوافيك أنّ عبد العزيز بن يحيى الجلودي ( المتوفّى عام ٣٣٢ ه‍ ) يروي تفسيراً عن ابن عباس. ١ وقد طبع تفسير موسوم بـ « تنوير المقباس من تفسير عبد الله بن عباس » في أربعة أجزاء، وطبع في بولاق مصر عام ( ١٢٩٠ ه‍ )، وأمّا من هو المؤلّف لهذا التفسير فقد نسبه الحافظ شمس الدين السخاوي في « الضوء اللامع » إلى محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، صاحب القاموس ( المتوفّى عام ٨١٨ ه‍ )، والكلام في هذا الكتاب ذو شجون، والتحقيق موكول إلى محله، وعلى أي تقدير فالرجل في الرعيل الأوّل من المفسّرين بين الصحابة والتابعين، وقد عرفت مأخذ تفسيره فلا نعيد، ولم يثبت له كتاب.

٢. ابن جبير: هو سعيد بن جبير ( الشهيد عام ٩٥ ه‍ ) بأمر الحجاج بن يوسف الثقفي، ذكره ابن النديم في « الفهرست »، وقد استشهد الرجل لولائه وتشيّعه، وقصته معروفة.٢

٣. عطيّة العوفي: هو المعروف بالجدلي، وهو غير عطيّة العوفي المعروف

__________________

١. فهرست ابن النديم: ٥٦. قال في فهرس كتبه: الكتب المتعلّقة بعبد الله بن العباس - رضي الله عنه ـ: مسنده، كتاب التنزيل عنه، كتاب التفسير عنه، كتاب تفسيره عن أصحابه، كتاب القراءات عنه، كتاب الناسخ والمنسوخ عنه. الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ٤ / ٢٤٣ - ٢٤٤ برقم ١١٨٥.

٢. فهرست ابن النديم: ٥٧. وسعيد بن جبير أوّل مؤلّف من الشيعة في التفسير، كما سيوافيك، وعلى فرض ثبوت تأليف لابن عباس يكون هو المؤلّف الأوّل، وقد أثبت ابن النديم لهما كتاباً.

٣٨٤

بالبكالي، فانّ الثاني من أصحاب أمير المؤمنين، والأوّل من أصحاب الإمام الباقر الذي توفّي سنة ( ١١٤ ه‍ )، وقد أخذ عنه: أبان بن تغلب، وخالد بن طهمان، وزياد بن المنذر، كما ذكره النجاشي في تراجم هؤلاء، وقد جاءت ترجمته في كتب رجال العامّة كتهذيب الكمال وخلاصة التهذيب.١

أعلام التفسير في القرن الثاني

٤. السُدّي: أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي التابعي الكوفي ( المتوفّى سنة ١٢٧ ه‍ ) المعروف بالسدي الكبير، نسبة إلى سدة مسجد الكوفة، من أصحاب الأئمّة: عليّ بن الحسين ومحمد بن عليٍّ الباقر وجعفر الصادقعليهم‌السلام . قال السيوطي في « الإتقان »: إنّ تفسير إسماعيل السدّي من أمثل التفاسير، ونرى المرويّات عنه في كتب التفسير كثيراً.٢

٥. جابر بن يزيد الجعفي: قال النجاشي: عربي قديم، ثمّ سرد نسبه وقال: لقى أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام ، مات سنة ( ١٢٨ ه‍ )، له كتب منها التفسير. عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الباقرعليه‌السلام .٣

٦. زيد بن أسلم العدوي: عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام السجّاد والإمام الصادقعليهما‌السلام .٤ وذكر ابن النديم له كتاب التفسير، وقال: كتاب التفسير عن زيد بن أسلم، وهو بخط السكري، وهو أبو سعيد الحسن بن حسين

__________________

١. الذريعة: ٤ / ٢٨٢ برقم ١٢٩٣.

٢. فهرست ابن النديم: ٥٧ ؛ الذريعة: ٤ / ٢٧٦ برقم ١٢٧٥.

٣. رجال النجاشي: ١ / ٣١٣ برقم ٣٣٠ ؛ رجال الطوسي: ١١١ برقم ٦.

٤. فهرست ابن النديم: ٥٧ ؛ رجال الطوسي: ٩٠ و ١٩٧ ؛ الذريعة: ٤ / ٢٧٥ برقم ١٢٧٣.

٣٨٥

ابن عبد الله السكري، النحوي، اللغوي، ( المتوفّى عام ٢٧٥ ه‍ ).

٧. أبان بن تغلب: وهو أبان بن تغلب بن رباح البكري الجريري، ( المتوفّى عام ١٤١ ه‍ )، قال ابن النديم: كتاب التفسير لابن تغلب، ثمّ ذكر في مكان آخر ما لفظه: كتاب معاني القرآن، لطيف وكتاب القراءات، والظاهر أنّ المراد من معاني القرآن هو تفسير غريبه، وقد مرّ ذكره.١

٨. محمّد بن السائب الكلبي: هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي، ( المتوفّى ١٤٦ ه‍ )، من أصحاب الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام ، وهو والد أبي المنذر هشام الكلبي النسّابة ( المتوفّى ٢٠٦ ه‍ )، ترجمه ابن النديم وذكر تفسيره، وقال: وهو تفسير كبير، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .٢

٩. أبو حمزة الثمالي: هو ثابت بن أبي صفيّة. قال النجاشي: كوفي ثقة، وكان آل المهلب يدّعون ولاءه، وليس من قبيلتهم، لأنّهم من العتيك ( والعتيك: بطن من الأزد )، لقي عليّ بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا الحسن ( الكاظم )عليهم‌السلام ، وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث، وروى عن أبي عبد الله أنّه قال: أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه، ومات سنة ( ١٥٠ ه‍ )، وذكره ابن النديم في فهرسته، والكاتب الجلبي في كشف الظنون، ويروي عن هذا التفسير: الثعلبي ( المتوفّى ٤٢٧ ه‍ ) في الكشف والبيان، كما يروي عن هذا التفسير ابن شهر آشوب في كتابيه « الأسباب والنزول »، و « المناقب ». وقال ابن حجر في « التقريب » ( ١ / ١١٦ ): رافضي مات في خلافة أبي جعفر المنصور.٣

__________________

١. فهرست ابن النديم: ٥٠ و ص ٣٢٢.

٢. فهرست ابن النديم: ٥٧ ؛ رجال الطوسي: ٢٨٩ برقم ١٤٤.

٣. فهرست ابن النديم: ٥٧ ؛ رجال النجاشي: ١ / ٢٨٩ برقم ٢٩٤ ؛ الذريعة: ٤ / ٢٥٢ برقم ١٢٠٥.

٣٨٦

١٠. أبوالجارود: زياد بن المنذر، المعروف بأبي الجارود الهمداني. عرّفه النجاشي بقوله: كوفي من أصحاب أبي جعفر، وروى عن أبي عبد الله، له كتاب تفسير القرآن، رواه عن أبي جعفر، ومات في حياة الإمام الصادقعليه‌السلام، وذكره الشيخ في أصحاب الإمام الباقر. وراجع ترجمته في تقريب التهذيب، وتهذيب التهذيب.١

١١. حسن بن واقد: هو أخو عبد العزيز، عبد الله بن واقد الذي هو من أصحاب الإمام الصادق، وذكر ابن النديم في فهرسته كتاب التفسير له كما ذكر له الناسخ والمنسوخ.٢

١٢. أبو جنادة السلولي: هو الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن السلولي، بن ورقاء بن حبشي بن جنادة ويعدّ جدّه الحبشي من الصحابة، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق والكاظمعليهما‌السلام ، وذكر له التفسير. قال النجاشي: الحبشي ( جدّه ) صاحب النبيّ، روى عنه ثلاثة أحاديث، أحدها: « عليٌّ منّي وأنا منه »، ثمّ قال: له كتاب التفسير والقراءات.٣

١٣. وهيب بن حفص: هو المعروف بأبي علي الحريري مولى بني أسد، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ( الكاظم )، وكان ثقة وصنّف كتباً، منها: كتاب تفسير القرآن وكتاب في الشرائع.٤

١٤. علي بن أبي حمزة البطائني: عرّفه النجاشي بقوله: كوفي، روى عن أبي

__________________

١. رجال النجاشي: ١ / ٣٨٧ برقم ٤٤٦ ؛ رجال الطوسي: ١٢٢ برقم ٤ وتعليقته للعلّامة السيد صادق بحر العلوم.

٢. فهرست ابن النديم: ٥٧ ؛ الذريعة: ٤ / ٢٧١ برقم ١٢٦٠.

٣. رجال الطوسي: ١٧٨ برقم ٢٢٢ ؛ رجال النجاشي: ١ / ٣٤٢ برقم ٣٧٤.

٤. رجال النجاشي: ٢ / ٣٩٣ برقم ١١٦٠.

٣٨٧

الحسن موسى ( الكاظم )، وروى عن أبي عبد الله، وصنّف كتباً، منها: كتاب جامع في أبواب الفقه، وكتاب التفسير وأكثره مروي عن أبي بصير، وذكره الشيخ في أصحاب الصادقعليه‌السلام .١

أعلام التفسير في القرن الثالث

١٥. الإمام الحافظ الكبير عبد الرزاق بن همام اليماني، ( ١٢٦ - ٢١١ ه‍ )، ترجمه الذهبي في « تذكرة الحفّاظ » وعدّه الشيخ في عداد أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام، وذكر النجاشي اسمه في ترجمة أبي علي محمد بن همام بن سهيل الاسكافي البغدادي، وتوجد نسخة من تفسيره في بعض مكتبات مصر، سنة كتابته ( ٧٢٤ ه‍ )، وقد أكثر فيه الرواية عن أبي عروة: معمر بن راشد الصنعاني البصري من أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام .٢

١٦. ابن محبوب: هو الحسن بن محبوب ( ١٥٠ - ٢٢٤ ه‍ )، قال الشيخ: كوفي ثقة، روى عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام، وروى عن ستين رجلاً من أصحاب أبي عبد الله، وكان جليل القدر ويعدّ من الأركان الأربعة في عصره، ثمّ عدّ كتبه، وقال: وزاد ابن النديم كتاب التفسير.٣

١٧. ابن فضّال الكبير: وهو أبو محمد الحسن بن علي الفضّال الكوفي، ( المتوفي عام ٢٢٤ ه‍ )، ذكر تفسيره ابن النديم، وله أيضاً « الشواهد من كتاب الله »

__________________

١. رجال النجاشي: ٢ / ٦٩ برقم ٦٥٤ ؛ رجال الطوسي: ٢٤٢ برقم ٣١٢.

٢. رجال النجاشي: ٢ / ٢٩٥ برقم ١٠٣٣ ؛ الذريعة: ٤ / ٣٥٠ برقم ١٢٠٠.

٣. فهرست الطوسي: ٧١ برقم ١٦٢ ؛ الذريعة: ٤ / ٢٤٨ برقم ١١٩٣.

لاحظ فهرست ابن النديم: ٣٠٩. والعجب أنّ النجاشي لم يعقد لابن محبوب ترجمة مستقلة مع أنّه من أصحاب الإجماع.

٣٨٨

وذكر النجاشي له خصوص الناسخ والمنسوخ، وقال الشيخ: روى عن الرضاعليه‌السلام، وكان خصّيصاً به، وكان جليل القدر عظيم المنزلة زاهداً ورعاً ثقة في الحديث وفي رواياته، ثمّ ذكر كتبه، وقال: وزاد ابن النديم كتاب التفسير.١

١٨. الحسن بن سعيد الأهوازي: قال النجاشي: شارك أخاه الحسين في الكتب الثلاثين المصنّفة. خاله جعفر بن يحيى بن سعد الأحول من رجال أبي جعفر الثاني ( الجواد )، وكُتبُ ابني سعيد كتب حسنة معوّل عليها وهي ثلاثون كتاباً، ومنها: كتاب تفسير القرآن. وقد ذكرهما الشيخ من أصحاب الرضاعليه‌السلام وتوفّي الإمام الرضاعليه‌السلام عام ( ٢٠٣ ه‍ ).٢

١٩. محمد بن خالد بن عبد الرحمان الكوفي البرقي: قال النجاشي: وكان أديباً حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب، له كتب منها: كتاب التفسير، وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الجوادعليه‌السلام، كما عدّه أيضاً في موضع آخر من أصحاب الرضاعليه‌السلام .٣

٢٠. عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي: من أصحاب الإمام الجواد، وذكر النجاشي له كتباً كثيرة، وقال: كتاب التفسير عن علي، ثمّ قال: وكتاب تفسيره عن الصحابة، وهو من المكثرين في التفسير، وقد مرّ أنّ له كتب التفسير عن ابن عباس وغيره، وقد ذكر له ما يقرب من مائتي كتاب، وقال الشيخ: « عبد العزيز الجلودي من أهل البصرة، امامي المذهب، له كتب في السير والأخبار »، وقد ذكر المعلّق على فهرست الشيخ أنّه توفّي سنة ( ٢٣٢ ه‍ ).٤

__________________

١. رجال النجاشي: ١ / ١٢٧ برقم ٧١ ؛ فهرست الطوسي: ٧٣ برقم ١٦٤ ؛ فهرست ابن النديم: ٢٢٦.

٢. رجال النجاشي: ١ / ١٧١ برقم ١٣٥ ؛ رجال الطوسي: ٣٩٥.

٣. رجال النجاشي: ٢ / ٢٠٠، برقم ٨٩٩ ؛ رجال الطوسي: ٤٠٤ و ٣٨٦.

٤. رجال النجاشي: ٢ / ٥٤ برقم ٦٣٨ ؛ فهرست الطوسي: ١٤٥ ؛ فهرست ابن النديم: ١٧٢.

٣٨٩

٢١. محمد بن عباس بن عيسى: قال النجاشي: كان يسكن بني غاضرة، روى عن أبيه والحسن بن علي بن أبي حمزة وعبد الله بن جبلة، له كتب منها: كتاب التفسير.١

٢٢. علي بن الحسن بن فضّال: قال النجاشي: « كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث المسموع قوله فيه، سمع منه شيء كثير، ولم يعثر له على زلّة فيه ولا ما يشينه، وقلّما روى عن ضعيف، وصنّف كتباً كثيرة منها: كتاب التفسير، ومنها: كتاب التنزيل من القرآن والتحريف »، ولعلّ المراد أسباب النزول الصحيحة والمحرّفة. عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الهادي والعسكري، توفّي أبوه سنة ( ٢٢٤ ه‍ ). وقال الشيخ: ثقة كوفي كثير العلم، واسع الرواية والأخبار، جيد التصانيف، وعدّ كتبه ومنها: كتاب التفسير.٢

٢٣. أحمد بن محمد بن خالد البرقي: مؤلّف كتاب « المحاسن »، وهو مشتمل على عدّة كتب منها كتاب التفسير والتأويل، وله كتاب فضل القرآن أيضاً، توفي عام ( ٢٧٤ ه‍ )، وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد والهاديعليهما‌السلام .٣

أعلام التفسير في القرن الرابع

٢٤. فرات بن إبراهيم الكوفي: وقد أكثر فيه الرواية عن الحسن بن سعيد

__________________

١. رجال النجاشي: ٢ / ٢٣٢ برقم ٩١٧.

٢. رجال النجاشي: ٢ / ٨٢ برقم ٦٧٤؛ فهرست الطوسي: ١١٨ برقم ٣٩٣؛ ورجال الطوسي: ٤١٩ و ٤٣٣.

٣. رجال النجاشي: ١ / ٢٠٤ برقم ١٨٠ ؛ رجال الطوسي: ٣٩٨ برقم ٨، و ٤١٠ برقم ١٦.

٣٩٠

الكوفي الأهوازي الذي أدرك الإمام الرضا والجواد والهاديعليهم‌السلام ، كما أكثر فيه من الرواية عن جعفر بن مالك البزاز الكوفي ( المتوفّى حدود ٣٠٠ ه‍ )، كما أكثر من الرواية عن عبيد بن كثير العامري الكوفي ( المتوفّى سنة ٢٩٤ ه‍ )، فالمؤلّف من أعيان الإماميّة، في أوائل القرن الرابع، ويروي عنه والد الشيخ الصدوق علي بن الحسين ابن بابويه القمي ( المتوفّى سنة ٣٢٩ ه‍ ). طبع مرّتين، المرّة الثانية طبعة محقّقة.١

٢٥. محمد بن أوْرَمة: أبو جعفر القمي، ترجمه النجاشي في رجاله، وذكره الشيخ في باب من لم يرو عن الأئمّةعليهم‌السلام ، وذكر النجاشي له كتباً كثيرة منها: كتاب تفسير القرآن.٢

٢٦. علي بن إبراهيم بن هاشم الكوفي القمي: أُستاذ الكليني، وكان في عصر أبي محمد العسكري وبقي حياً إلى سنة ( ٣٠٧ ه‍ )، وقد روى الصدوق في « عيون أخبار الرضا »، عن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم سنة ( ٣٠٧ ه‍ )، وطبع تفسيره مرّات، ولنا بحث ضاف حول تفسيره. قال النجاشي: ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر وصنّف كتباً، وله كتاب التفسير.٣

٢٧. ابن بابويه: أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، المتوفّى سنة تناثر النجوم ( ٣٢٩ ه‍ )، قال النجاشي: له كتب، منها: كتاب التفسير، ثمّ رواه عنه بواسطة أبي الحسن العباس، بن عمر بن العباس وقال المجيز: أخذت أجازة علي بن الحسين بن بابويه لـمـّا قدم بغداد سنة (٣٢٨) بجميع كتبه.

__________________

١. الذريعة: ٤ / ٢٩٨ برقم ١٣٠٩.

٢. رجال النجاشي: ٢ / ٢١١ برقم ٨٩٢ ؛ رجال الطوسي: ٥٠٢ برقم ١١٢.

٣. رجال النجاشي: ٢ / ٨٦ برقم ٦٧٨ ؛ كليات في علم الرجال: ٣١١ - ٣٢٠.

٣٩١

وقال الشيخ في « الفهرست »: كان فقيهاً جليلاً ثقة، وله كتب كثيرة، ثمّ عدّ كتبه، منها: كتاب التفسير، وذكره في الرجال في باب من لم يرو عن الأئمّة، وقال: روى عنه التلعكبري، قال: سمعت منه في السنة التي تهافتت فيها الكواكب، دخل بغداد فيها وذكر أنّ له منه إجازة بجميع مرويّاته. وذكره ابن النديم في الفهرست وهو والد الصدوق مؤلّف أحد الكتب الأربعة الفقهية المطبوعة. ١

٢٨. العياشي: أبو النضر محمد بن مسعود السمرقندي، المؤلّف لما يزيد على مائتي كتاب في عدة فنون: الحديث، الرجال، التفسير، النجوم، وهو في طبقة مشايخ الكليني، وشيخ الكشي.

قال النجاشي: ثقة، عين من عيون هذه الطائفة، وسمع من شيوخ الكوفيين والبغداديين والقميين، أنفق تركة أبيه على العلم والحديث، وكانت ثلاثمائة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أو قارئ أو معلّق، مملوءة من الناس.

وقال الشيخ: جليل القدر، واسع الأخبار، بصير بالروايات، مطّلع عليها. له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنّف، ذكر فهرس كتبه أبو إسحاق النديم، منها: كتاب التفسير، وقد طبع جزءان من هذا التفسير ينتهي إلى سورة الكهف، وقد جنى الناسخ على الكتاب وأسقط أسانيد الحديث.٢

النعماني: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني الراوي عن ثقة الإسلام الكليني ( المتوفّى سنة ٣٢٩ ه‍ ). قال الشيخ الحرّ العاملي: رأيت

__________________

١. رجال النجاشي: ٢ / ٩ برقم ٦٨١ ؛ فهرست الطوسي: ١١٩ برقم ٣٩٤ ؛ الرجال له أيضاً: ٤٨٢ برقم ٣٤ ؛ فهرست ابن النديم: ٢٩١.

٢. رجال النجاشي: ٢ / ٢٤٧ برقم ٩٤٥ ؛ فهرست الطوسي: ١٦٣.

٣٩٢

قطعة من تفسيره١ ولعلّ ما رآه هو رسالة المحكم والمتشابه المطبوع باسم السيد المرتضى، وقد أدرجها القمي في أوّل تفسيره، والسيد هاشم البحراني في تفسير البرهان، ولأجل أنّه لم يتحقّق لنا أنّ له تفسيراً وراء هذا لم نذكر له رقماً خاصّاً.

٢٩. ابن الوليد: محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد. قال النجاشي: شيخ القميين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ثقة ثقة أي مسكون إليه، له كتب منها: كتاب تفسير القرآن. وقال الشيخ: جليل القدر، عارف بالرجال، موثوق به، له كتب منها: كتاب الجامع وكتاب التفسير، وقال ابن النديم مثله.٢

٣٠. محمد بن أحمد بن إبراهيم الصابوني: مؤلّف تفسير « معاني القرآن » من قدماء أصحابنا، وأعلام فقهائنا ممّن أدرك الغيبتين: الصغرى والكبرى. ذكر النجاشي فهرس كتبه وعدّ منها: التفسير، كما عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الهادي، وهو أُستاذ جعفر بن محمد بن قولويه ( المتوفّى عام ٣٦٩ ه‍ ).٣

٣١. أبو منصور الصرام: عرّفه الشيخ في فهرسته، وقال: وكان رئيساً مقدّماً، وله كتب كثيرة، منها: كتاب في الأُصول سمّاه بيان الدين، وقال: له كتاب تفسير القرآن كبير حسن، ورأيت ابنه أبا القاسم، وكان فقيهاً وسبطه أبا الحسن، وكان من أهل العلم.٤

٣٢. الصدوق: محمد بن علي بن بابويه، نزيل الري. قال النجاشي: شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، وكان ورد بغداد سنة ( ٣٥٥ ه‍ )، وسمع منه

__________________

١. الذريعة: ٤ / ٣١٨ برقم ١٣٤٢.

٢. رجال النجاشي: ٢ / ٣٠١ برقم ١٠٤٣ ؛ فهرست ابن النديم: ٣٢٧.

٣. رجال النجاشي: ٢ / ٢٨٢ برقم ١٠٢٣ ؛ تنقيح المقال: ٣ / ٦٥ برقم ١٠٢٩١.

٤. تنقيح المقال: ٣ / ٣٦ ( فصل الكنى ).

٣٩٣

شيوخ الطائفة وهوحدث السن، ثمّ ذكر فهرس كتبه الكثيرة منها: كتاب مختصر تفسير القرآن.

وقال الشيخ: جليل القدر، يكنّى أبا جعفر، كان جليلاً حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال، ناقداً للأخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، له نحو ثلاثمائة مصنّف، وفهرس كتبه معروف١ وقد توفّي عام ( ٣٨١ ه‍ ).

هؤلاء اثنان وثلاثون شخصاً، وكلّ واحد منهم كوكب في سماء التفسير والحديث، وقد حافظوا بكتبهم على حديث رسول الله وأهل بيته المطهّرين، ضربوا آباط الإبل لتحصيل الحديث، وهاجروا من بلد إلى بلد وتشهد بذلك تراجمهم، ولو أردنا أن نستقصي أسماء من كتب تفسيراً للقرآن من الشيعة في هذه القرون الأربعة لضاق بنا المجال وتجاوز الرقم المائة ومن أراد التوسّع فعليه الرجوع إلى المعاجم.

وأنت ترى أنّ النمط السائد على كتب هؤلاء، هو التفسير بالأثر والرواية، ولكنّ الذين جاءوا من بعدهم أحسّوا أنّ هناك نمطاً آخر من التفسير أكمل من النمط السابق، وهو تفسير القرآن تفسيراً علمياً جامعاً، والبحث عمّا يتعلّق بلفظ القرآن ومعناه، فأدخلوا فيها علم القراءات، وإقامة الحجج عليها، وأسباب النزول، والمغازي، والقصص، والحكايات، والأبحاث الكلامية التي يستدلّ عليها المفسّر بالقرآن الكريم، وإليك أسماء من أتى بعدهم وهم بين مقتفين لأثر السابقين، ومبدعين نمطاً جديداً باسم التفسير العلمي.

__________________

١. رجال النجاشي: ٢ / ٢٢١ برقم ١٠٥٠ ؛ فهرست الطوسي: ١٨٤ برقم ٧٠٩.

٣٩٤

أعلام التفسير في القرن الخامس

لقد حل القرن الخامس، في حين استفحل أمر الفرق الإسلامية، وتشتّت المذاهب الكلامية فيما يرجع إلى المبدأ والمعاد خصوصاً في أسمائه وصفاته، وهم:

بين مشبّه لله سبحانه بمخلوقه « يثبت له يداً ورجلاً ووجهاً وحركةً » وانتقالاً كالإنسان، ويكفِّر من ينكر ذلك، ويباهي بعقيدته، ويرفع عقيرته: بأنّا نثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه في الكتاب والسنّة، وكأنّهم لم يسمعوا قوله سبحانه:( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) أو قوله عزّ من قائل:( مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) .

وبين معطّل في فهم الأسماء والصفات فيفوض معانيها إلى الله سبحانه، ويرتدع عن تفسيرها على ضوء الكتاب والسنّة والعقل، وكأنّ القرآن لم ينزل إلّا للقراءة والكتابة، لا للفهم والدراية، وكأنّ الوحي لم ينقر أسماعهم( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) .

وبين مؤوّل للآيات حسب عقيدته وفكرته يُخضعون كلام الله لآرائهم، وكأنّ النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يحذّرهم عن تفسير القرآن بالرأي ولم يقل: « من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ».

ففي هذه الظروف القاسية قام علماء الشيعة بتفسير القرآن تفسيراً علمياً غير مائلين لا إلى اليمين ولا إلى الشمال، غير عاضدين لهذه الفرق، مقتفين أثر الكتاب العزيز، مستلهمين من أثر الرسول، ومتدبّرين في الآيات، فألّفوا في هذا المجال موسوعات تفسيريّة لم تزل تشعّ منذ تكوّنها إلى يومنا هذا، وإليك أسماءهم:

٣٣. أبو الحسن الشريف الرضي: نقيب العلويّين، محمّد بن الحسين بن

٣٩٥

موسى المعروف بالسيد الرضي، ولد عام ( ٣٥٩ ه‍ ) وتوفّي عام ( ٤٠٦ ه‍ )، وهو صاحب الأثر الخالد: نهج البلاغة، الذي قام فيه بجمع خطب الإمام ورسائله وكلمه من هنا وهناك، وله « حقائق التأويل في متشابه التنزيل » وهو تفسيره الكبير التي يعبّر عنه تارة « بحقائق التأويل »، وأُخرى بالكتاب الكبير في متشابه القرآن، وعبّر عنه النجاشي بحقائق التنزيل، وصاحب عمدة الطالب بكتاب المتشابه في القرآن. ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء، وقال: يتعذّر وجود مثله. وقال النسابة العمري في المجدي: شاهدت له جزءاً مجلداً من تفسير منسوب إليه في القرآن، مليح حسن، يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر.

وقال ابن خلّكان: « يتعذّر وجود مثله، دلّ على توسّعه في علم النحو، واللغة، وصنّف كتاباً في مجازات القرآن فجاء نادراً في بابه »، وقد طبع منه الجزء الخامس، أوّله تفسير قوله:( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) .

ونقل الخطيب في تاريخ بغداد عن شيخه أحمد بن محمد ( المتوفّى ٤٤٥ ه‍ ) أنّ الرضي صنّف حول معاني القرآن ما يتعذّر وجود مثله، فيذكر الآيات المشكلة أو المتشابهة، فيزيل إشكالها وغموضها، وكتابه هذا غير مجازات القرآن المنتشرة.١

٣٤. محمد بن محمد بن النعمان المفيد ( ٣٣٦ - ٤١٣ ه‍ ).

يقول النجاشي: شيخنا وأُستاذنا - رضي الله عنه ـ. فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم.

__________________

١. رجال النجاشي: ٢ / ٣٢٦؛ الذريعة: ٧ / ٣٢ برقم ٢٦٠؛ وفيّات الأعيان: ٤ / ٤١٦، تحقيق الدكتور احسان عباس ؛ الغدير: ٤ / ١٩٨.

٣٩٦

يقول الشيخ الطوسي - تلميذه الآخر ـ: « يكنّى أبا عبد الله المعروف بابن المعلم، من جملة متكلّمي الإماميّة انتهت إليه رئاسة الإماميّة في وقته، وكان مقدّماً في العلم وصناعة الكلام، وكان فقيهاً متقدّماً فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، توفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان، سنة ( ٤١٣ ه‍ )، وكان يوم وفاته يوماً عظيماً لم ير أعظم منه، من كثرة الناس للصلاة عليه، وكثرة البكاء من المخالف والموافق ».

وقال ابن كثير: « توفّي في سنة ( ٤١٣ ه‍ )، عالم الشيعة، وإمام الرافضة، صاحب التصانيف الكثيرة المعروف بالمفيد، وبابن المعلم أيضاً، البارع في الكلام والجدل والفقه، وكان يناظر أهل كلّ عقيدة بالجلالة والعظمة في الدولة البهية البويهيّة، وكان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، خشن اللباس، وكان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد، وكان شيخاً ربعاً نحيفاً أسمر، عاش ( ٧٦ سنة )، وله أكثر من مائتي مصنّف، وكان يوم وفاته مشهوداً وشيّعه ثمانون ألفاً من الرافضة والمعتزلة »، وقد سرد تلميذه النجاشي أسماء كتبه وفيها ما يمسّ بالموضوع ١. كلام في دلائل القرآن، ٢. البيان في تأليف القرآن، ٣. النصرة في فضل القرآن، ٤. الكلام في حدوث القرآن، ٥. البيان عن غلط قطرب في القرآن، ٦. الردّ على الجبائي في التفسير، ولأجل هذه الكتب الكثيرة حول القرآن فهو من أكبر المهتمين بالقرآن، وكيف لا يكون ذلك وقد تربّى في مدرسته العلمان الكبيران المفسران: المرتضى والطوسي بل والشريف الرضي.١

__________________

١. رجال النجاشي: ٢ / ٣٢٧ برقم ١٠٦٨؛ فهرست الطوسي: برقم ٧١٠؛ البداية والنهاية: ١٢ / ١٥ ؛ ولاحظ: تاريخ بغداد: ٣ / ٢٣١ برقم ١٢٩٩.

٣٩٧

٣٥. السيد المرتضى علم الهدى، أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى.

يصفه النجاشي بقوله: حاز من العلوم ما لم يحزه أحد في زمانه، وسمع من الحديث فأكثر، كان متكلّماً شاعراً أديباً عظيم المنزلة في العلم والدين والدنيا، وهو من المكثرين في التأليف حول القرآن، أهمّها « الدرر والغرر »، المطبوع عدّة مرّات.

ووصفه الشيخ في فهرسته بقوله: المرتضى متوحّد في علوم كثيرة، مجمع على فضله، مقدّم في العلوم، مثل علم الكلام والفقه وأُصول الفقه، والأدب والنحو والشعر ومعاني الشعر، واللغة، وغير ذلك، له من التصانيف ومسائل البلدان شيء كثير مشتمل على ذلك فهرسه المعروف.

وقال في رجاله: انّه أكثر أهل زمانه أدباً وفضلاً، متكلّم، فقيه، جامع العلوم كلّها، مدّ الله في عمره. إلى غير ذلك من كلمات الثناء من مشايخ العامّة والخاصّة التي يضيق بنا المجال لنقل معشارها، وقد ترجمه كثير من أصحاب المعاجم. راجع لفهرسها كتاب الغدير. يقول الذهبي: « كتاب غرر الفوائد ودرر القلائد » كتاب يشتمل على محاضرات أو أمالي أملاها الشريف المرتضى في ثمانين مجلساً، تشتمل على بحوث في التفسير والحديث، والأدب، وهو كتاب ممتع، يدل على فضل كثير، وتوسّع في الاطّلاع على العلوم، وهو لا يحيط بتفسير القرآن كلّه، بل ببعض من آياته التي يدور أغلبها حول العقيدة.

إنّ من الجناية على العلم وأهله رمي السيد المرتضى بأنّه يسعى في كتابه هذا للتوفيق بين آرائه الاعتزالية وآيات القرآن التي تتصادم معها ». وهذا ما يقوله الذهبي، وهو شنشنة أعرفها من كلّ من لم يفرق بين مبادئ التشيّع والاعتزال، فزعم أنّ اشتراكهما في بعض المبادئ كامتناع رؤية الله سبحانه، وحريّة الإنسان في حياته، وسعادته وشقائه، بمعنى اتحادهما في جميع الأُصول والمبادئ، ولم يقف على

٣٩٨

أنّ المعتزلة في بعض آرائهم وعقائدهم عيال على خطب الإمام أمير المؤمنين وكلماته، هذا والكتاب قد طبع مرّات محقّقة.١

٣٦. محمد بن الحسن الطوسي، أبو جعفر، جليل من أصحابنا.

قال النجاشي: ثقة، عين من تلامذة شيخنا أبي عبد الله.

وقال العلّامة في الخلاصة: شيخ الإمامية ورئيس الطائفة، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة، عين، صدوق، عارف بالأخبار والرجال والفقه والأُصول والكلام والأدب، وجميع الفضائل تنتسب إليه، صنّف في كلّ فنون الإسلام، وهو المهذِّب للعقائد في الأُصول والفروع، والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل، وكان تلميذ الشيخ المفيد، ولد - قدّس الله روحه - في شهر رمضان سنة ( ٣٨٥ ه‍ )، وقدم العراق في شهور سنة ( ٤٠٨ ه‍ )، وتوفّى - رضي الله عنه - ليلة الاثنين، الثاني والعشرين من المحرّم سنة ( ٤٦٠ ه‍ ) بالمشهد المقدّس الغروي، ودفن بداره.

وقد ترجمه أصحاب المعاجم من العامّة والخاصّة، وكفانا عن مؤونة البحث، ما ألّفه حول حياته شيخ الباحثين شيخنا المجيز الطهراني الذي طبع في مقدمة كتاب التبيان، وأمّا كتاب « التبيان »، فيكفي فيه قول الطبرسي:

« إنّه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحقّ، ويلوح عليه رواء الصدق، قد تضمن من المعاني، الأسرار البديعة، واحتضن من الألفاظ اللغة الوسيعة، ولم يقنع بتدوينها دون تبيينها، ولا بتنميقها دون تحقيقها، وهو القدوة أستضيء بأنواره وأطأ

__________________

١. رجال النجاشي: ٢ / ١٠٢ برقم ٧٠٦ ؛ فهرست الطوسي: ٩٩ ؛ الخلاصة: ٤٦ ؛ التفسير والمفسّرون : ٤٠٤. ولاحظ: رسالة الإسلام، العدد الثاني، من السنة الثانية عشرة، مقالة الشيخ محمد جواد مغنية، تحت عنوان: « الإمامية بين الأشاعرة والمعتزلة » تجد فيها حقّ المقال.

٣٩٩

مواقع آثاره ».١

وأمّا منهجه في التفسير فيظهر من قوله في مقدمته. يقول « سمعت جماعة من أصحابنا قديماً وحديثاً يرغبون في كتاب مقتصد، يجتمع على جميع فنون علم القرآن من القراءة والجواب عن مطاعن الملحدين فيه، وأنواع المبطلين كالمجبّرة والمشبّهة والمجسّمة وغيرهم، وذكر ما يختصّ أصحابنا به من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحّة مذاهبهم في أُصول الديانات وفروعها ».

ثمّ إنّ كتاب التبيان تداولته العلماء، وأخذوا في تحقيقه، فمنهم من اختصره كابن إدريس الحلي ( المتوفّى عام ٥٩٨ ه‍ )، وأبي عبد الله محمد بن هارون ( المتوفّى عام ٥٩٧ ه‍ )، كما أرّخه الجزري في طبقات القرّاء، وسيوافيك أسماؤهما في القرن السادس فانتظر.

٣٧. أبو سعيد، إسماعيل بن علي بن الحسين السمان، المعاصر للسيد المرتضى والشيخ الطوسي، حيث يروي عنه من يروي عنهما كإسماعيل وإسحاق ابني محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن موسى بن بابويه القمي. وذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته، وقال: ثقة وأيّ ثقة، حافظ، له « البستان في تفسير القرآن » في عشر مجلّدات.٢

أعلام التفسير في القرن السادس

٣٨. محمّد بن علي الفتّال، قال الشيخ منتجب الدين: الشيخ محمد بن علي

__________________

١. رجال النجاشي: ٢ / ٣٣٢ برقم ١٠٦٩، الخلاصة: ١٤٨ ؛ مجمع البيان: ١ / ١٠. وراجع لسان الميزان: ٥ / ١٣٥ برقم ٤٥٢.

٢. فهرست منتجب الدين: ٨ برقم ٨.

٤٠٠