إستقصاء الإعتبار الجزء ٣

إستقصاء الإعتبار12%

إستقصاء الإعتبار مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-319-175-3
الصفحات: 483

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 483 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 39702 / تحميل: 5639
الحجم الحجم الحجم
إستقصاء الإعتبار

إستقصاء الإعتبار الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-١٧٥-٣
العربية

١
٢

٣
٤

( قوله قدّس الله روحه ) (١) :

أبواب التيمم‌

باب أنّ الدقيق لا يجوز التيمم به‌

أخبرني الشيخرحمه‌الله عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد ابن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى ، عن ياسين الضرير ، عن حريز ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يكون معه اللبن أيتوضّأ منه؟ قال : « لا ، إنّما هو الماء والصعيد ».

فنفى أن يكون ما سوى الماء والصعيد يجوز(٢) التوضّؤ به بلفظة « إنّما » لأنّ ذلك مستفاد منها على ما بينّاه في كتابنا الكبير (٣) .

السند‌ :

قد قدمنا في جملة من رجاله القول بما يغني عن الإعادة ، والذي ينبغي علمه هنا أنّ محمد بن علي بن بابويه من أجلاّء الطائفة وثقاتهم ،

__________________

(١) في « رض » : قالقدس‌سره .

(٢) في النسخ : لا يجوز ، والصواب ما أثبتناه من الإستبصار ١ : ١٥٥.

(٣) في الاستبصار ١ : ١٥٥ : في الكتاب الكبير.

٥

وتوضيح حاله أظهر من أن يبيّن ، وقد ذكر في كتاب كمال الدين ما لفظه : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسودرضي‌الله‌عنه قال : سألني علي ابن الحسين ابن بابويهرحمه‌الله بعد موت محمد بن عثمان العمري أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمانعليه‌السلام أن يدعو الله أن يرزقه ولداً ذكراً ، قال : فسألته(١) ذلك ، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام أنّه قد دعا لعلي ابن الحسين وأنّه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاد ، قال : فولد لعلي بن الحسينرحمه‌الله تلك السنة ابنه محمد وبعده أولاد.

ثم قال : قال مصنف هذا الكتاب : كان أبو جعفر محمد بن علي الأسودرضي‌الله‌عنه كثيراً ما يقول لي إذا رآني اختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليدرضي‌الله‌عنه وأرغب في كتب العلم وحفظه : ليس بعجب أن يكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء ( صاحب الأمرعليه‌السلام )(٢) (٣) . انتهى.

والصدوقرحمه‌الله كثيراً ما يروي عن محمد بن علي الأسود ، والنجاشيرحمه‌الله حكى أنّ السؤال كان على يد علي بن جعفر الأسود(٤) ، ولا أدري الصحة في أيّ الروايتين ، إلاّ أنّ دلالة الرواية على علوّ شأن محمد بن علي بن بابويه ظاهرة.

ومحمد بن الحسن المذكور في السند هو ابن الوليد.

وأمّا محمد بن أحمد بن يحيى فقد قال النجاشي : إنّه كان ثقة في‌

__________________

(١) في المصدر زيادة : فأنهى.

(٢) في المصدر : الإمامعليه‌السلام .

(٣) كمال الدين : ٥٠٢ / ٣١.

(٤) رجال النجاشي : ٢٦١ / ٦٨٤.

٦

الحديث ، إلاّ أنّ أصحابنا قالوا : إنّه كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ، ولا يبالي عمّن أخذ ، وما عليه في نفسه مطعن في شي‌ء ، وكان محمد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن(١) محمد بن موسى الهمداني ، وما رواه عن رجل ، أو يقول : بعض أصحابنا ، أو عن محمد بن يحيى المعاذي ـ إلى أن قال ـ : أو عن محمد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع ـ إلى أن قال ـ : قال أبو العباس ابن نوح : وقد أصاب شيخنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد في ذلك كلّه ، وتبعه أبو جعفر بن بابويهرحمه‌الله على ذلك إلاّ في محمد بن عيسى بن عبيد فلا أدري ما رأيه فيه ، لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة(٢) . انتهى.

وقال الشيخ في رجال من لم يرو عن الأئمّةعليهم‌السلام من كتابه : محمد ابن أحمد بن يحيى الأشعري صاحب نوادر الحكمة روى عنه سعد ، ومحمد بن يحيى(٣) ، وأحمد ( بن إدريس ، ومحمد(٤) بن يحيى المعاذي ، ومحمد بن علي الهمداني ، ومحمد بن هارون ، وممويه ، ومحمد )(٥) ابن عبد الله بن مهران ، ضعفاء روى عنهم محمد بن أحمد بن يحيى. انتهى(٦) .

وأنت إذا تأمّلت المقام ترى أنّه لا يخلو من إشكال أمّا أوّلاً : فما ذكره النجاشي عن الأصحاب أنّه كان يروي عن الضعفاء. غير واضح الاختصاص بمحمد بن أحمد بن يحيى ، لأنّ هذا شأن أكثر الرجال المعتبرين ، واعتماد‌

__________________

(١) في النسخ : عنه ، والصواب ما أثبتناه.

(٢) رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٣) في « فض » الحسن.

(٤) في « فض » و « د » زيادة : بن أحمد. وما أثبتناه من المصدر.

(٥) ما بين القوسين ليس في « رض ».

(٦) رجال الطوسي : ٤٩٣ / ١٢ ١٧.

٧

المراسيل أمر مرجعه إلى الاجتهاد ، فلا وجه لكونه مضرّاً بالحال ، فإنّ كان قول النجاشي : وما عليه في نفسه مطعن. إشارة إلى هذا فله وجه ، إلاّ أنّ ظاهر كلامه يأباه ، مضافاً إلى أنّ تخصيصه الثقة بالحديث ، مع أنّ ظاهر قوله : وما عليه في نفسه مطعن. يدل على أنّه ثقة مطلقا ، ولعل أمر هذا سهل.

نعم اعتماد المراسيل محتمل لأنّ يكون المراد به أنّه يجوّز الإرسال في الرواية مع عدم ذكره ، بل يجوّز أن يؤتى بالرواية متصلة بمن لم يلقه الراوي ، وهذا يفيد نوع قدح في روايته لا في نفسه ، وحينئذ يشكل الاعتماد على رواياته ، إلاّ أنّ الظاهر الاحتمال السابق.

وأمّا ثانياً : فما ذكره ابن الوليد : من استثناء بعض المذكورين مع كونهم ضعفاء. لا وجه له ، لأنّ رواية محمد بن أحمد بن يحيى عن كل ضعيف غير مقبولة ، والاختصاص غير واضح.

وأمّا ثالثاً : فما ذكره ابن الوليد في محمد بن عيسى أتى بلفظ إسناد منقطع ، ومعنى هذا لا يخلو من خفاء ، فإنّ أُريد به أنّه إذا روى محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن عيسى مرسلاً ، فلا وجه له بعد قوله : ما رواه عن رجل. بل إذا كان الإرسال مانعا(١) لا فرق بين محمد بن عيسى وغيره ، وقول أبي العباس : إنّه لا يدري رأيه في محمد بن عيسى. لا يخلو من غرابة بعد ما قررناه ، وقد أوضحت المقام زيادة على ما هنا في معاهد التنبيه على كتاب من لا يحضره الفقيه.

وأمّا رابعاً : فما قاله الشيخ لا يخلو من خلل فيما أظن ،(٢) لأنّ ظاهر‌

__________________

(١) في النسخ زيادة : و، حذفناها لاستقامة المعنى.

(٢) في النسخ زيادة : لا ، حذفناها لاستقامة المعنى.

٨

أوّل الكلام أنّ محمد بن أحمد بن يحيى المعاذي يروي عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري ، وآخر الكلام يقتضي أنّ محمد بن أحمد بن يحيى يروي عنهم.

والظاهر أنّ ابتداء من يروي عنهم محمد بن أحمد بن يحيى : محمد ابن أحمد بن يحيى المعاذي ، وآخر من يروي عنه أحمد بن إدريس ، والتشويش من العطف.

ثم إنّ المذكور في كتاب النجاشي : محمد(١) بن يحيى المُعاذي(٢) . كما سمعته ، والشيخ قال : محمد بن أحمد بن يحيى(٣) . ولعل أمر هذا سهل.

وفي الفهرست قال الشيخ بعد ذكر جملة من الطرق إلى كتب محمد ابن أحمد بن يحيى : وأخبرنا جماعة ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، ومحمد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، وقال محمد بن علي بن الحسين بن بابويه : إلاّ ما كان فيها من تخليط وهو الذي يكون طريقه محمد بن موسى الهمداني. انتهى(٤) .

وهذا الكلام من ابن بابويه المنقول يقتضي أنّ ما رواه عن(٥) محمد بن موسى الهمداني خاصّ بالتخليط ، وكلام ابن الوليد يقتضي ردّ مطلق ما رواه‌

__________________

(١) في « فض » زيادة : بن أحمد.

(٢) رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.

(٣) رجال الطوسي : ٤٣٥ / ١١ ، ٤٩٣ / ١٣ ، ولكن في الموضعين : محمد بن يحيى المعاذي.

(٤) الفهرست : ١٤٤ / ٦١٢.

(٥) في « فض » و « د » ونسخة في « رض » : عنه.

٩

عن(١) محمد بن موسى الهمداني ، ولا أدري الوجه في هذا الاختلاف ، ولعل مراد ابن بابويه أنّ كل ما رواه عن(٢) محمد بن موسى فهو مخلط ، والمعنيّ من التخليط غير واضح على كلا الحالين ، فليتأمّل.

إذا عرفت هذا فالرواية المذكورة قد اشتملت على رواية محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن عيسى ، لكن الإسناد غير منقطع ، فالتوقف من هذه الجهة لا وجه له.

المتن :

ظاهر في السؤال عن الوضوء باللبن ، لكن استفادة عدم جواز التيمم بالدقيق إنّما هي من جهة الحصر ، فلا يتوجه على الشيخ أنّ الحديث لا دخل له بالعنوان كما هو واضح ، وما قيل : من أنّه يحتمل أن يكون اللبِن بكسر الباء وهو ( الطين المفخور. فمن البُعد بمكان ، لكنّه في حيّز الإمكان )(٣) (٤) .

والذي ذكرهرحمه‌الله في التهذيب بعد هذه الرواية لا يزيد عما هنا(٥) ، لكن في أوّل كتاب الطهارة في بحث الوضوء ذكر في قولهعليه‌السلام : « وإنّما لامرئ ما نوى » أنّه يدل على أن ليس له ما لم ينو قال : وهذا حكم لفظة « إنّما » في مقتضى اللغة ، ألا ترى أنّ القائل إذا قال : إنّما لك عندي درهم ، وإنّما أكلت رغيفاً ، دل على نفي أكثر من درهم وأكل أكثر من رغيف.

ويدلُّ على أنّ لفظة « إنّما » موضوعة لما ذكرنا أنّ ابن عباس كان يرى‌

__________________

(١) في النسخ : عنه ، والصواب ما أثبتناه.

(٢) في النسخ : عنه ، والصواب ما أثبتناه.

(٣) بدل ما بين القوسين في « فض » هكذا : المفخر من الآجر ويحتمل ارادة اللّبن المعروف فمن البعد بمكان ، كما يخفى على تقدير تسليم دخوله في حيّز الإمكان.

(٤) في « رض » زيادة : في باب التيمم.

(٥) التهذيب ١ : ١٨٨ / ٥٤٠.

١٠

جواز بيع الدرهم بالدرهمين نقداً ، وناظره على ذلك وجوه الصحابة واحتجّوا عليه بنهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة ، فعارضهم بقولهعليه‌السلام : « إنّما الربا في النسيئة » فرأى ابن عباس هذا الخبر دليلاً على أنّه لا ربا إلاّ في النسيئة.

ويدلُّ أيضا على أنّ لفظة « إنّما » تفيد ما ذكرناه أنّ الصحابة لما تنازعت في التقاء الختانين واحتجّ من لم ير ذلك موجباً للغسل بقولهعليه‌السلام : « إنّما الماء من الماء » قال الآخرون من الصحابة : هذا الخبر منسوخ. فلولا أنّ الفريقين رأوا هذه اللفظة مانعة من وجوب الغسل من غير إنزال لما احتجّ بالخبر نافوا وجوب الغسل ولا ادّعى نسخه الباقون(١) . انتهى.

وذكر في باب المياه الخبر المبحوث عنه دليلاً على عدم جواز الطهارة بالمضاف ، وأشار إلى أنّه قدّم القول في بيان الحصر فيه(٢) .

ولا يخفى أنّه يمكن المناقشة في بعض الدليل على الحصر بإنّما ، فإنّ استدلال ابن عباس بمجرّده لا يثبت حكماً يلزم غيره ، إلاّ إذا وافقه الغير ، ولم ينقل الشيخ الموافقة ؛ والأمثلة المذكورة من قوله : إنّما لك عندي درهم ، وإنّما أكلت رغيفاً ، يجوز أن يكون للقرائن فيها مدخليّة ، وما نحن فيه لا يبعد استفادة الحصر من القرينة أيضاً ، وهو كاف في المطلوب ، وقد قدّمنا في الخبر الأوّل كلاماً عن العلاّمة في الاستدلال على الحصر بإنّما لا حاجة لإعادته.

ثم إنّ الضمير في قوله : « إنّما هو » غير ظاهر المرجع ، وكأنّه عائد إلى ما يتطهّر به ، والمقام قرينته.

__________________

(١) التهذيب ١ : ٨٤ / ٢١٩ ، ٢٢٠ ، الوسائل ٢ : ١٨٤ أبواب الجنابة ب ٦ ح ٥.

(٢) التهذيب ١ : ٢١٨ ، الوسائل ١ : ٢٠١ أبواب الماء المضاف ب ١ ح ١.

١١

أمّا توجيه الجواب عمّا عساه يقال في الخبر : من أنّ السؤال عن الوضوء فأيّ حاجة لذكر الصعيد ، فيمكن أن يقال فيه : إنّهعليه‌السلام أتى بفائدة زائدة عن مقتضى السؤال.

وفي الفقيه : ولا يجوز التوضّؤ باللبن لأنّ الوضوء إنّما هو بالماء أو الصعيد(١) . وقد ذكرنا في حاشيته ما يتوجه عليه ، غير أنّه ينبغي أن يعلم هنا أنّ الظاهر من كلامه إرجاع الضمير للوضوء ، وحينئذ يجوز أن يراد بالوضوء ما يتناول التيمم مجازاً من باب استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ، أو يراد بالوضوء ما يدخل به في الصلاة فيكون من باب عموم المجاز ، فليتأمّل.

اللغة‌ :

قال في القاموس : الصعيد : التراب أو(٢) وجه الأرض(٣) .

وينقل عن السيد المرتضى أنّه قال باشتراط التراب في التيمم ، واحتجّ بقوله تعالى( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) (٤) قائلاً : إنّ الصعيد هو التراب ( بالنقل عن أهل اللغة(٥) . والمفيد في المقنعة قال : والصعيد هو التراب(٦) )(٧) . والجوهري نقل عنه ذلك أيضا(٨) .

__________________

(١) الفقيه ١ : ١١.

(٢) في النسخ : ووجه الأرض ، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) القاموس المحيط ١ : ٣١٨ ( صعد ).

(٤) النساء : ٤٣ ، المائدة : ٦.

(٥) نقله عنه في المعتبر ١ : ٣٧٢.

(٦) المقنعة ٥٩.

(٧) ما بين القوسين ليس في « رض ».

(٨) الصحاح ٢ : ٤٩٨ ( صعد ).

١٢

ونقل عن الخليل : إنّه وجه الأرض(١) ، وكذا عن الزجاج(٢) ، وحكاه ثعلب عن ابن الأعرابي(٣) ، وقد ذكرت ما لا بد منه في حاشية الروضة.

والذي ينبغي ذكره هنا أنّ الأولى الاستدلال على ( أنّ الصعيد التراب )(٤) بخبر زرارة السابق في باب مقدار ما يمسح الرأس ، حيث قال فيه : « ثم قال( فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) إلى أن قال : « « منه » أي من ذلك التيمم ، لأنّه علم أنّ ذلك لا يجزي على الوجه ، لأنّه يعلق من ذلك ببعض الكف ولا يعلق ببعضها » ولم أر الآن من تعرّض للاستدلال بالخبر ، وهو أسلم من الشبهات الواردة على الاستدلال بكلام أهل اللغة(٥) ، فتأمّل.

قوله :

فأما ما رواه الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن ابن بكير. عن عبيد بن زرارة قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الدقيق يتوضّأ به قال : « لا بأس بأن يتوضّأ به وينتفع به ».

فالوجه في قوله « لا بأس بأن يتوضّأ به » إنّما أراد به الوضوء الذي هو التحسين وتدلك الجسد به دون الوضوء للصلاة ، والذي يكشف عن ذلك :

ما أخبرني به الشيخرحمه‌الله عن أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد ابن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ،

__________________

(١) العين ١ : ٢٩٠ ( صعد ).

(٢) نقله عنه في مجمع البيان ٢ : ٥٢ وفي المصباح المنير : ٣٤٠.

(٣) الحبل المتين : ٩٠ ، المدارك ٢ : ١٩٧.

(٤) بدل ما بين القوسين في « فض » : ذلك.

(٥) في « رض » و « د » زيادة : كما يعلم مما أشرنا إليه.

١٣

عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الرجل يطلي بالنورة فيجعل الدقيق بالزيت يلته به ويتمسح به بعد النورة ليقطع ريحها قال : « لا بأس ».

السند‌ :

في الأوّل قد تكرّر القول في رجاله.

وكذا الثاني ، إلاّ أنّ عبد الرحمن بن الحجاج قد قدّمنا فيه كلاماً لا يخلو من إجمال(١) ، ولا بأس بذكر حاله هنا زيادة على ذلك : فاعلم أنّ النجاشي قال في شأنه : إنّه رمي بالكيسانية ، وروى عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، وبقي بعد أبي الحسن ورجع إلى الحق ولقي الرضاعليه‌السلام وكان ثقة ثقة ثبتاً وجهاً(٢) .

وهذا الكلام كما ترى وإن كان يقتضي أنّ الرامي له بالكيسانية غير معلوم ليفيد قدحاً فيه ، إلاّ أنّ قوله : ورجع إلى الحق. يدل على الاعتراف من النجاشي بذلك ، إلاّ أن يقال : إنّ قوله : ورجع إلى الحق. من تتمّة القول المحكي عن الغير ، وفيه بُعد لا يخفى.

والصدوق ذكر في مشيخة الفقيه : أنّ عبد الرحمن بن الحجاج كان موسىعليه‌السلام إذا ذكر عنده قال : « إنّه لثقيل في الفؤاد »(٣) والكشي روى هذا أيضا لكن بنوع مغايرة ، فإنّه قال في الرواية : « ثقيل على الفؤاد »(٤) والرواية‌

__________________

(١) في ج ٢ : ٣٦٧.

(٢) رجال النجاشي : ٢٣٧ / ٦٣٠.

(٣) مشيخة الفقيه ( الفقيه ٤ ) : ٤١.

(٤) رجال الكشي ٢ : ٧٤٠ / ٨٢٩.

١٤

غير سليمة الطريق ، وظاهر الصدوق الاعتماد على ذلك.

ولشيخنا المحقق ميرزا محمد أيّده الله توجيه لهذا القول بما لا يقدح في شأن عبد الرحمن ، وأظنّه تقدّم ، وهو أن يكون ثقيلاً على فؤاد المخالفين ، أو الاسم ثقيل فيه وفي أبيه(١) . وهذا التوجيه وإن بَعُد إلاّ أنّه وجه لا بأس به.

وعلى تقدير الارتياب إذا روى عبد الرحمن عن الرضاعليه‌السلام فلا ريب في صحّة الرواية ، لأنّها بعد الرجوع ، أمّا روايته عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام فالارتياب حاصل فيها.

والعلاّمة في الخلاصة قال : إنّه كان وكيلاً لأبي عبد اللهعليه‌السلام (٢) . وفي ثبوت التوثيق بالوكالة على الإطلاق نظر أشرنا إلى وجهه فيما تقدّم ، وهو أن الوكالة إنّما تُثبت التوثيق فيما يتوقف على ذلك ، ولم أقف على طريق معتبر لثبوت الوكالة ، هذا كلّه إذا لم يعمل بالموثّق ( وإلاّ فالأمر )(٣) واضح.

وفي رجال الصادقعليه‌السلام من كتاب الشيخ : إنّ عبد الرحمن كان أُستاذ صفوان(٤) . وصفوان هو ابن يحيى ، وحاله أظهر من أن يبيّن.

المتن :

لا يخفى أنّه متضمن للوضوء ، فذكره في باب التيمم قد ينكر على الشيخ ، ويجاب بأنّ الوضوء لا يمكن حمله على ظاهره ، بل احتمال إرادة التيمم منه ظاهر ، فيتم احتمال المعارضة لما سبق ، وما قاله الشيخ من‌

__________________

(١) منهج المقال : ١٩١.

(٢) خلاصة العلامة : ١١٣ / ٥.

(٣) في « فض » : والأمر.

(٤) رجال الطوسي : ٢٣٠ / ١٢٦.

١٥

التوجيه واضح ، والاستشهاد له في الخبر الثاني غير محتاج إليه ، بل ربما يظن عدم الدلالة على المطلوب من إطلاق الوضوء على استعمال الدقيق ، لكن الأمر سهل بعد ما تسمعه من كلام أهل اللغة ، وفي الأخبار أيضاً ما يدلّ على استعمال الوضوء في مثل هذا.

اللغة‌ :

قال في القاموس : الوضاءة : الحسن والنظافة(١) . وقال ابن الأثير في النهاية : الوضاءة ، الحسن والبهجة ، يقال : وضُأت فهي وضيئة ؛ وقال أيضا : يقال : هو أوضأ منك ، أي أحسن(٢) .

قوله :

باب التيمم في الأرض الوحلة والطين والماء‌

أخبرني الشيخرحمه‌الله عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن العباس بن معروف ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا كنت في حال لا تقدر إلاّ على الطين فتيمم به ، فإنّ الله تعالى أولى بالعذر ، إذا لم يكن معك ثوب جاف ولا لبد تقدر على أن تنفضه وتتيمم به ».

وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن علي بن محبوب ، عن معاوية بن حكيم ، عن عبد الله‌

__________________

(١) القاموس المحيط ١ : ٣٣ ( الوضاءة ).

(٢) النهاية لابن الأثير ٥ : ١٩٥ ( وضأ ).

١٦

ابن المغيرة ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إذا كنت في حال لا تجد إلاّ الطين فلا بأس أنّ تتيمم (١) به ».

عنه ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن رفاعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : « إذا كانت الأرض مبتلّة ليس فيها تراب ولا ماء فانظر أجفّ موضع تجده فتيمم منه ، فإنّ ذلك توسيع من الله عز وجل » قال(٢) : « وإن كان في حال لا يجد إلاّ الطين فلا بأس أنّ يتيمم منه ».

السند‌ :

في الجميع ليس فيه لبس بعد ما قدّمناه ، سوى أنّه ينبغي أن يعلم أنّ السند الأخير(٣) ليس من قسم الصحيح ، لأنّ محمد بن عيسى الأشعري الواقع التعبير عنه بأبيه بعد أحمد بن محمد الراوي عنه سعد غير معلوم التوثيق ، إلاّ من حيث إنّ العلامة ذكره في القسم الأوّل من الخلاصة وأتى بعبارة النجاشي ، وهي أنّه شيخ القميين ووجه الأشاعرة متقدّم عند السلطان ودخل على الرضاعليه‌السلام وسمع منه ، وروى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام (٤) ، وقد وصف أيضا بعض روايات هو فيها بالصحة في بعض مصنفاته(٥) . وأنت خبير بأنّ هذا لا يفيد توثيقاً.

__________________

(١) في الاستبصار ١ : ١٥٦ / ٥٣٨ : تيمم.

(٢) في الاستبصار ١ : ١٥٦ / ٥٣٩ زيادة : فإن كان في ثلج فلينظر لبد سرجه فليتيمم من غباره أو شي‌ء مغبّر ، وفي الهامش أنها زيادة من التهذيب.

(٣) في « فض » زيادة : ربما.

(٤) خلاصة العلاّمة : ١٥٤ / ٨٣.

(٥) المختلف ١ : ٢٦٢.

١٧

وأشار إلى ما في الخلاصة جدّيقدس‌سره في الفوائد عليها فقال : هذه العبارة لا تدلّ صريحاً على توثيقه ، نعم قد يظهر منها ذلك. انتهى.

وما ( قد يقال : إنّ كونه )(١) شيخ القميين يفيد التوثيق ، لأنّ المعروف من المشيخة ذلك كما في كثير من مشايخ الشيخ ، بل وغيره. محل بحث أيضا.

وأمّا السند الثاني : فلا يبعد صحّته ، لولا عدم توثيق ابن بكير من النجاشي(٢) ، نظراً إلى ما أسلفناه من أنّ توثيق النجاشي مع عدم التعرض لفساد المذهب مقدّم على قدح الشيخ(٣) .

وليس فيه غير من ذكرناه إلاّ معاوية بن حكيم ، وقد وثّقه النجاشي ساكتاً عن كونه فطحياً(٤) .

وأمّا عبد الله بن المغيرة فليس فيه ارتياب ، لأنّ النجاشي وثّقه مرّتين قائلاً : لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه(٥) .

وما في الكشي : من أنّه وجد بخط أبي عبد الله بن محمد الشاذاني قال العبيدي محمد بن عيسى : حدثني الحسن بن علي بن فضال قال : قال عبد الله بن المغيرة : كنت واقفاً فحججت على تلك الحالة فلمّا صرت مكة خلج في صدري شي‌ء فتعلّقت بالملتزم ، ثم ذكر أنّه دعا الله بالتوفيق لدينه ثم أتى الرضاعليه‌السلام واعترف بأنّه حجّة الله وأمينه على خلقه(٦) .

__________________

(١) في « رض » : يقال : إنّه.

(٢) رجال النجاشي : ٢٢٢ / ٥٨١.

(٣) في « د » زيادة : وعدم ذكر فساد المذهب من النجاشي وإن لم يوثقه يقتضي نوع توقف ثبوت فساد المذهب ، إلاّ ان يقال : إنّ ثبوت التوثيق من الشيخ مقارن لفساد المذهب ، فاللازم من التوثيق فساد المذهب ، وفيه أنّ المعارضة إنّما هو في فساد المذهب ، أمّا التوثيق فلا ، ويشكل بان عدم التوثيق من النجاشي معارض ، فليتأمل.

(٤) رجال النجاشي : ٤١٢ / ١٠٩٨.

(٥) رجال النجاشي : ٢١٥ / ٥٦١.

(٦) رجال الكشي ٢ : ٨٥٧ / ١١١٠ ، وفيه : أبي عبد الله محمد بن شاذان.

١٨

ففيه : أنّ الرواية مشتملة على الشاذاني وحاله غير معلوم على وجه يعتمد عليه ، والحسن بن علي بن فضال يتوقف قبول قوله على العمل بالموثّق لو سلمت حال الشاذاني.

أمّا ما وقع في الخلاصة بعد توثيقه مرّتين من قوله : قال الكشي : روي أنّه كان واقفياً ثم رجع(١) . فلا يخفى ما فيه ، وقد نقل الكشي الإجماع على تصحيح ما يصح عنه والإقرار له بالفقه(٢) فهو مؤيّد لما قدمناه.

فإن قلت : قد نقل الكشي في محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني رواية تدل على علوّ مرتبته فكيف يقال : إنّه غير معلوم الحال؟!.

قلت : الرواية بتقدير تسليم سندها راجعة إلى شهادته لنفسه فلا يفيد شيئا ، وعلى تقدير عدم ضرر ذلك لا يفيد أيضا ، والرواية سندها آدم بن محمد قال : سمعت محمد بن شاذان بن نعيم يقول : جمع عندي مال الغريم فأنفذتُ به إليه وألقيتُ فيه شيئاً من صلب مالي ، قال : فورد في الجواب : « قد وصل إليّ ما أنفذتَ من خاصّة مالك فيها كذا وكذا تقبّل الله منك »(٣) وقد رواها الصدوق في كمال الدين عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن أبيه قال : حدثنا محمد بن شاذان(٤) وذكر الرواية ، والكلام فيما عدا السند واحد.

المتن :

في الأوّل ظاهر الدلالة على أنّ الطين يتيمم به إذا لم يكن مع الإنسان‌

__________________

(١) خلاصة العلاّمة : ١١٠.

(٢) رجال الكشي ٢ : ٨٣٠ / ١٠٥٠.

(٣) رجال الكشي ٢ : ٨١٤ / ١٠١٧.

(٤) كمال الدين : ٥٠٩ / ٣٨ بتفاوت يسير.

١٩

ثوب جاف ولا لبد يقدر على أن ينفضه ، والظاهر أنّ المراد ليس مجرد النفض ، بل إذا خرج منه تراب ، كما يدل عليه خبر رفاعة الآتي ( وإن كان )(١) في النسخة التي رأيتها للكتاب ( وقع فيه )(٢) نقيض ما هو مطلوب.

والذي في التهذيب : قال : « وإن كان في ثلج فلينظر لبد سرجه فليتيمم من غباره أو شي‌ء مغبّر ، وإن كان في حال لا يجد إلاّ الطين فلا بأس أن يتيمم به »(٣) وهذه الزيادة هي المطلوبة لتقييد ما قلناه ، وقد نقله في المختلف العلاّمة واصفاً لها بالصحة(٤) ، وهو من جملة المواضع الذي قلنا : إنّ العلاّمة يصف فيه رواية فيها محمد بن عيسى الأشعري بالصحة(٥) .

ثم إنّ ظاهر الأخبار الثلاثة إطلاق التيمم بالطين ، قال في المقنعة : إذا حصل في أرض وحلة وهو محتاج إلى التيمم ولم يجد تراباً فلينفض ثوبه أو عرف دابّته إن كان راكباً أو لبد سرجه ورحله ، فإن خرج من شي‌ء من ذلك غبرة يتيمم بها ، وإن لم يخرج منه غبرة فليضع يديه على الوحل ثم يرفعهما فيمسح إحداهما بالأُخرى حتى لا يبقى فيهما نداوة وليمسح بها وجهه وظاهر كفيه(٦) .

وقد اختار العلاّمة في المختلف هذا القول ، وجعل من مؤيّداته موثقة زرارة وهي الرواية الثانية ، لكن أتى بالمتن فيها زائداً على ما هنا ، وهو عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « إنّ أصابه الثلج فلينظر لبد سرجه فليتيمم من غباره أو من‌

__________________

(١) ما بين القوسين ليس في « رض ».

(٢) ما بين القوسين ليس في « رض ».

(٣) التهذيب ١ : ١٩٠ / ٥٤٦ ، الوسائل ٣ : ٣٥٤ أبواب التيمم ب ٩ ح ٤.

(٤) المختلف ١ : ٢٦٢.

(٥) راجع ص ٧٣٦.

(٦) المقنعة : ٥٩ ، بتفاوت يسير.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

إنّما سمّيته باسم أخى عثمان بن مظعون(١) .

٥٦ ـ قال الطبرى : رمى خولى بن يزيد الأصبحى ، عثمان بن علىّ بن أبى طالب بسهم ، ثمّ شدّ عليه رجل من بنى أبان بن دارم فقتله ، وجاء ، برأسه(٢) .

١٤ ـ شهادة جعفر بن علىعليه‌السلام

٥٧ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه جعفر منشئا :

إنّى انا جعفر ذو المعالى

ابن علىّ الخير ذو النوال

ذاك الوصىّ ذو السّنا والوالى

حسبى بعمّى جعفر والخال

أحمى حسينا ذى الندى المفضال

رماه خولى الأصبحى فاصاب شقيقته أو عينه(٣) .

٥٨ ـ قال الطبرى : شدّ هانى بن ثبيت الحضرمى على عبد الله بن على بن أبى طالب فقتله ، ثمّ شدّ على جعفر بن علىّ فقتله وجاء ، برأسه(٤) .

٥٩ ـ قال أبو الفرج : جعفر بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام أمّه أمّ البنين أيضا ، قال يحيى بن الحسن عن على بن ابراهيم بالاسناد الذي قدّمته فى خبر عبد الله قتل جعفر بن علىّ بن أبى طالب ، وهو ابن تسع عشرة سنة(٥) .

٦٠ ـ عنه قال أبو مخنف فى حديث الضحّاك المشرقى : إنّ العبّاس بن علىّ قدّم أخاه جعفرا بين يديه لأنّه لم يكن له ولد ليحوز ولد العبّاس بن على ميراثه فشدّ عليه هانى بن ثبيت الذي قتل أخاه فقتله ، هكذا قال الضحّاك(٦)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢١.

(٤) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.

(٥) مقاتل الطالبييّن ٥٤.

(٦) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

١٢١

٦١ ـ عنه قال نصر بن مزاحم. حدّثنى عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر محمّد بن علىّ أنّ خولى بن يزيد الأصبحى ـ لعنه الله ـ قتل جعفر بن على(١) .

١٥ ـ شهادة محمّد بن مسلم بن عقيل

٦٢ ـ قال أبو الفرج : محمّد بن مسلم بن عقيل بن أبى طالبعليه‌السلام أمّه أمّ ولد. قتله فيما رويناه عن أبى جعفر محمد بن على أبو مرهم الأزدى ولقيط بن إياس الجهنى(٢) .

١٦ ـ شهادة محمّد الاصغر بن علىعليه‌السلام

٦٣ ـ قال أبو الفرج : محمّد الاصغر بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، وأمّه أمّ ولد ، حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن نصر ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر وحدّثنى أحمد بن شيبة عن أحمد بن الحارث ، عن المدائنى ، أنّ رجلا من تميم من بنى أبان بن دارم قتله ـ رضوان الله عليه ـ ولعن الله قاتله(٣)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٦٢.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

١٢٢

١٧ ـ شهادة أبى بكر بن الحسنعليه‌السلام

٦٤ ـ قال أبو الفرج : أبو بكر بن الحسن بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، أمّه أمّ ولد ولا نعرف أمّه ، ذكر المدائنى فى إسنادنا عنه ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد : أن عبد الله بن عقبه الغنوى قتله(١) .

٦٥ ـ فى حديث عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر : أن عقبة الغنوى قتله. وإيّاه عنى سليمان بن قتة بقوله :

وعند غنى قطرة من دمائنا

وفى أسد أخرى تعدّ وتذكر(٢)

١٨ ـ شهادة عبيد الله بن عبد الله بن جعفر

٦٦ ـ قال أبو الفرج : عبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالبعليه‌السلام ، امّه الخوصاء بنت حفصة ، ذكر يحيى بن الحسن العلوى فيما حدّثنى به أحمد بن سعيد عنه : أنّه قتل مع الحسين بالطفّ رضوان الله عليه وصلواته على الحسين وآله(٣)

١٩ ـ شهادة محمّد بن مسلم بن عقيل

٦٧ ـ قال أبو الفرج : محمّد بن مسلم بن عقيل بن أبى طالبعليه‌السلام ، أمّه أمّ ولد ،

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٧.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٦١.

١٢٣

قتله فيما رويناه عن أبى جعفر محمّد بن على أبو مرهم الازدى ولقيط بن إياس الجهنى(١) .

٢٠ ـ شهادة عدى بن عبد الله بن جعفر

٦٨ ـ قال الدينورى : ثمّ قتل عدى بن عبد الله بن جعفر الطيّار ، قتله عمرو بن نهشل التميمى(٢) .

٢١ ـ شهادة عبد الله بن علىعليه‌السلام

٦٩ ـ قال ابن شهرآشوب : ثمّ برز أخوه عبد الله قائلا :

انا ابن ذى النجدة والافضال

ذاك علىّ الخير ذو الفعال

سيف رسول الله ذو النكال

فى كلّ يوم ظاهر الأهوال

قتله هانى بن ثبيت الحضرمى(٣) .

٧٠ ـ عنه روى أنّه خرج أخوه القاسم : فقال :

يا عصبة جارت على نبيّها

وكدّرت من عيشها ما قد نقى

فى كلّ يوم تقتلون سيّدا

من أهله ظلما وذبحا من قفا

فضرب على رأسه عمرو بن سعيد الازدى ، فحمل عليه الحسين وضربه ، ثمّ أتى الغلام وهو يفحص برجله ، فقال بعد القوم قتلوك وخصمهم يوم القيامة فيك

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٦٢.

(٢) الاخبار الطوال : ٢٥٧.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٤

جدّك(١) .

٧١ ـ قال أبو الفرج : عبد الله بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام وأمّه أمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيل ، وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

أمّها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.

أمّها عمرة بنت الطفيل فارس فرزل بن مالك الأحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب.

أمّها كبشة بنت عروة الرجال بن عتبة بن جعفر بن كلاب.

أمّها أم الخشف بنت أبى معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

أمّها فاطمة بنت جعفر بن كلاب.

أمّها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب.

أمّها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دونان أسد بن خزيمة.

أمّها بنت جحدر بن ضبيعة الاغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار.

أمها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة.

أمّها بنت ذى الراسين وهو خشيش ابن أبى عصم بن سمح بن فزارة.

أمها بنت عمر بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن تفيض بن الريث بن

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٥

غطفان(١) .

٧٢ ـ عنه ، أخبرنى أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا يحيى بن الحسن ، قال : حدّثنا علىّ بن ابراهيم ، قال : حدّثنى عبيد الله بن الحسن وعبد الله بن العبّاس قالا : قتل عبد الله بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا عقب له(٢) .

٧٣ ـ عنه حدّثنى أحمد بن عيسى قال : حدّثنى حسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبى عن عمر بن سعد ، عن أبى مخنف عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك المشرقى قال : قال العبّاس بن على لأخيه من أبيه وأمّه عبد الله بن على : تقدم بين يدى حتّى أراك واحتسبك فانّه لا ولد لك فتقدّم بين يديه وشدّ عليه هانى بن ثبيت الحضرمى فقتله(٣) .

٢٢ ـ شهادة عبّاس بن علىعليه‌السلام

٧٤ ـ فلمّا رأى العبّاس بن علىّ كثرة القتلى ، فى أهله قال لإخوته من امّه وهم عبد الله وجعفر ، وعثمان : يا بنى أمّى تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فانّه لا ولد لكم ، فتقدّم عبد الله رحمة الله عليه ، فقاتل قتالا شديدا ، فاختلف هو وهانى بن ثبيت الحضرمىّ ضربتين ، فقتله هانى ، وتقدّم بعده جعفر بن علىعليه‌السلام فقتله أيضا هانى ، وتعمّد خولى بن يزيد الاصبحى لعنة الله عليه عثمان بن علىعليه‌السلام

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٣.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٤.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٤.

١٢٦

وقد قام مقام إخوته فرماه بسهم فصرعه وشدّ عليه رجل من بنى دارم فاجتزّ رأسه وحملت الجماعة على الحسينعليه‌السلام فغلبوه على عسكره واشتدّ به العطش.

فركب المسنّاة يريد الفرات وبين يديه العبّاس أخوه فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله ، وفيهم رجل من بنى دارم ، فقال لهم ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء فقال الحسينعليه‌السلام : اللهمّ اظمأه فغضب الدارمى ورماه بسهم فأثبته فى حنكه فانتزع الحسينعليه‌السلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به ، ثمّ قال :

اللهمّ انّى أشكو إليك بما يفعل بابن بنت نبيّك ، ثمّ رجع الى مكانه وقد اشتدّ به العطش وأحاط القوم بالعبّاس فاقطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتّى قتل رحمة الله عليه ، وكان المتولّى لقتله زيد بن ورقا الحنفى ، وحكيم بن الطفيل السنبسى بعد أن اثخن بالجراح فلم يستطع حراكا ، ولمّا رجع الحسينعليه‌السلام من المسنّاة الى فسطاطه تقدّم إليه شمر بن ذى الجوشن فى جماعة من أصحابه فأحاطوا به فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن اليسر الكندى.

فشتم الحسينعليه‌السلام وضربه على رأسه بالسيف وكان عليه قلنسوة فقطعها ، حتّى وصل الى رأسه فأدماه فامتلأت القلنسوة دما فقال له الحسينعليه‌السلام لا اكلت بيمينك ولا شربت بها وحشرك الله مع القوم الظالمين ، ثمّ ألقى القلنسوة ودعى بخرقة فشدّ بها رأسه واستدعى قلنسوة أخرى فلبسها ، واعتمّ عليها ورجع عنه شمر بن ذى الجوشن ومن كان معه الى مواضعهم ، فمكث هنيئة ثمّ عاد وعادوا إليه وأحاطوا به.

٧٥ ـ قال ابن شهرآشوب : وكان عبّاس السقّاء قمر بنى هاشم صاحب لواء الحسينعليه‌السلام ، وهو أكبر الاخوان مضى يطلب الماء فحملها عليه وحمل هو عليهم ،

١٢٧

وجعل يقول :

لا أرهب الموت إذا الموت رقى

حتّى أو ارى فى المصاليت لقاء

نفسى لنفس المصطفى الطهر وقاء

أنّى أنا العبّاس اغدوا بالسقاء

ففرّقهم ، فكمن له زيد بن ورقاء الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل السنبسى فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل عليهم وهو يرتجز :

والله إن قطعتم يمينى

إنّى أحامى أبدا عن دينى

وعن إمام صادق اليقين

نجل النبيّ الطاهر الأمين

فقاتل حتّى ضعف ، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطاعى من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :

يا نفس لا تخشى من الكفّار

وأبشرى برحمة الجبّار

مع النبيّ سيّد المختار

قد قطعوا ببغيهم يسارى

فأصلهم يا ربّ حرّ النار

فقتله الملعون بعمود من حديد ، فلمّا رآه الحسينعليه‌السلام مصروعا على شطّ الفرات بكى وأنشأ يقول :

تعدّيتم يا شرّ قوم بفعلكم

وخالفتم قول النبيّ محمّد

أما كان خير الرسل وصّاكم بنا

أما نحن من نسل النبيّ المسدّد

أما كانت الزهراء امّى دونكم

أما كان من خير البريّة أحمد

لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حرّ نار توقد(١)

٧٦ ـ قال أبو الفرج : العبّاس بن علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام ، يكنى أبا الفضل ،

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢٢١.

١٢٨

أمّه أمّ البنين أيضا وهو أكبر ولدها وهو آخر من قتل من اخوته لامّه وأبيه ، لانّه كان له عقب ، ولم يكن لهم فقدّمهم بين يديه ، فقتلوا جميعا(١)

٧٧ ـ عنه قال جرمى بن العلاء ، عن الزبير عن عمّه ، ولد العبّاس بن علىعليه‌السلام يسمّونه السقّاء ، ويكنونه أبا قربة وما رأيت أحدا من ولده ولا سمعت عمن تقدم منهم هذاعليه‌السلام وفى العبّاس بن علىعليه‌السلام يقول الشاعر :

أحقّ الناس أن يبكى عليه

فتى أبكى الحسين بكربلاء

أخوه وابن والده علىّ

أبو الفضل المضرّج بالدماء

ومن واساه لا يثنيه شيء

وجادله على عطش بماء

وفيه يقول الكميت بن زيد :

وأبو الفضل إنّ ذكرهم الحلو

شفاء النفوس من أسقام

قتل الأدعياء إذ قتلوه

أكرم الشاربين صوب الغمام

وكان العبّاس رجلا وسيما جميلا ، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطّان فى الأرض ، وكان يقال له ، قمر بنى هاشم ، وكان لواء الحسين بن علىعليهما‌السلام معه يوم قتل(٢) .

٧٨ ـ عنه حدّثنى أحمد بن سعيد ، قال حدّثنى يحيى بن الحسين ، قال : حدّثنا بكر بن عبد الوهاب ، قال : حدّثنى ابن أبى أويس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، قال : عبأ الحسين بن علىّ أصحابه فأعطى رايته أخاه العبّاس بن علىعليه‌السلام (٣) .

٧٩ ـ عنه حدّثنى أحمد بن عيسى ، قال : حدّثنى حسين بن نصر ، قال : حدّثنا

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٥.

(٣) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

١٢٩

أبى قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر ، أن زيد بن رقاد الجنبى وحكيم بن الطفيل الطائى قتلا العبّاس بن علىعليه‌السلام (١) .

٨٠ ـ عنه ـ كانت أمّ البنين أمّ هؤلاء الأربعة الاخوة القتلى تخرج الى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان مروان يجىء فيمن يجىء لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكى ، ذكر ذلك على بن محمّد بن حمزة ، عن النوفليّ ، عن حماد بن عيسى الجهنى عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر بن محمّد(٢) .

٨١ ـ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ، رضى الله عنه قال : حدّثنا علىّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن أسباط ، عن علىّ بن سالم ، عن أبيه ، عن ثابت بن أبى صفية قال : قال علىّ بن الحسينعليهما‌السلام : رحم الله العباس يعنى ابن علىّ فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه.

فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة فى الجنّة كما جعل لجعفر بن أبى طالب ، وإنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

قال الصدوق : والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته بتمامه مع ما رويته فى فضائل العبّاس بن علىّعليهما‌السلام فى كتاب مقتل الحسين بن علىعليهما‌السلام (٣)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٦.

(٣) الخصال : ٦٨.

١٣٠

٨٢ ـ قال الدينورى : قالوا : ولما رأى ذلك العبّاس بن علىّ قال لإخوته عبد الله ، وجعفر ، وعثمان ، بنى علىّ ، عليه وعليهم‌السلام ، وأمّهم جميعا أمّ البنين العامرية من آل الوحيد: تقدّموا ، بنفسى أنتم ، فحاموا عن سيّدكم حتّى تموتوا دونه ، فتقدّموا جميعا. فصاروا أمام الحسينعليه‌السلام ، يقونه بوجوههم ونحورهم ، فحمل هانى بن ثويب الحضرمى على عبد الله بن علىّ ، فقتله ، ثمّ حمل على أخيه جعفر بن علىّ ، فقتله أيضا ، ورمى يزيد الاصبحى عثمان بن علىّ بسهم ، فقتله.

ثمّ خرج إليه ، فاحتزّ رأسه ، فأتى عمر بن سعد ، فقال له : أثبنى فقال عمر : عليك بأميرك ـ يعنى عبيد الله بن زياد ـ فسله أن يثيبك ، وبقى العبّاس بن على قائما أمام الحسين يقاتل دونه ، ويميل معه حيث مال ، حتّى قتل ، رحمة الله عليه(١) .

٨٣ ـ قال المقرّم : ولم يستطع العباس صبرا على البقاء بعد أن تفانى صحبه وأهل بيته ويرى حجة الوقت مكثورا قد انقطع عنه المدد وملء مسامعه عويل النساء وصراخ الأطفال من العطش ، فطلب من أخيه الرخصة ، ولما كانعليه‌السلام أنفس الذخائر عند السبط الشهيدعليه‌السلام ، لأنّ الأعداء تحذر صولته وترهب اقدامه ، والحرم مطمئنّة بوجوده مهما تنظر اللواء مرفوعا ، فلم تسمح نفس أبى الضيم القدسية بمفارقته فقال له : يا أخى أنت صاحب لوائى قال العبّاس : قد ضاق صدرى من هؤلاء المنافقين وأريد أن آخذ ثارى منهم.

فأمره الحسينعليه‌السلام أن يطلب الماء للأطفال ، فذهب العبّاس الى القوم ووعظهم وحذرهم غضب الجبّار ، فلم ينفع ، فنادى بصوت عال : يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته وهؤلاء عياله و

__________________

(١) الاخبار الطوال : ٢٥٧.

١٣١

أولاده عطاشى ، فاسقوهم من الماء الظمأ قلوبهم وهو مع ذلك يقول : دعونى أذهب الى الروم أو الهند وأخلو لكم الحجاز والعراق فأثر كلامه فى نفوس القوم حتّى بكى بعضهم ولكن الشمر صاح بأعلى صوته ، يا ابن أبى تراب لو كان وجه الارض كلّه ماء وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة الّا أن تدخلوا فى بيعة يزيد.

فرجع الى أخيه يخبره فسمع الاطفال يتصارخون من العطش ، فلم تتطأ من نفسه على هذا الحال وثارت به الحمية الهاشمية ، ثمّ انّه ركب جواده وأخذ القربة فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم وأخذ يطرد أولئك الجماهير وحده ولواء الحمد يرف على رأسه ولم يشعر القوم أهو العباس يجدل الأبطال أم أن الوصى يزار فى الميدان فلم تثبت له الرجال ونزل الى الفرات مطمئنّا غير مبال بذلك الجمع ، ولما اغترف من الماء ليشرب تذكّر عطش الحسين ومن معه فرمى الماء وقال :

يا نفس من بعد الحسين هونى

وبعده لا كنت أن تكونى

هذا الحسين وارد المنون

وتشربين بارد المعين

تالله ما هذا فعال دينى

ثمّ ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم فقطع عليه الطريق وجعل يضرب حتّى أكثر القتل فيهم وكشفهم عن الطريق وهو يقول :

لا أرهب الموت إذا الموت زقا

حتّى أوارى فى المصاليت لقى

نفسى لنفس المصطفى الطهر وقا

إنّى أنا العبّاس أغد بالسقا

ولا أخاف الشرّ يوم الملتقى

فكمن له زيد بن الرقاد الجهنى من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسى فضربه على يمينه فبراها فقالعليه‌السلام :

١٣٢

والله ان قطعتم يمينى

إنّى أحامى أبدا عن دينى

وعن امام صادق اليقين

نجل النبيّ الطاهر الأمين

فلم يعبأ بيمينه بعد ان كان همه ايصال الماء الى أطفال الحسين ، وعياله ولكن حكيم بن الطفيل كمن له من وراء نخلة فلمّا مرّ ضربه على شماله فقطعها وتكاثروا عليه وأمّه السهام ، كالمطر فأصاب القربة سهم وأريق ماؤها وسهم أصاب صدره وضربه رجل بالعمود على رأسه ففلق هامته : وسقط على الأرض ينادى : عليك منى السلام يا أبا عبد الله.

فأتاه الحسينعليه‌السلام ، ثمّ رجع الى المخيم منكسرا حزينا باكيا يكفف دموعه بكمه وقد تدافعت الرجال على مخيمه ، فنادى : أما من مغيث يغيثنا أما من مجير يجيرنا أما من طالب حقّ ينصرنا أما من خائف من النار فيذبّ عنّا فأتته سكينة وسألته عن عمها فأخبرها بقتله وسمعته زينب فصاحت : وا أخاه وا عبّاساه وا ضيعتنا بعدك ، وبكين النسوة وبكى الحسين معهنّ وقال : وا ضيعتنا بعدك(١) .

٢٣ ـ شهادة عبد الله الرضيع

٨٤ ـ قال المفيد : ثمّ جلس الحسينعليه‌السلام امام الفسطاط فأتى بابنه عبد الله بن الحسينعليه‌السلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسينعليه‌السلام دمه فى كفّه ، فلمّا امتلاء كفّه صبّه فى الأرض(٢) ثمّ قال يا ربّ أن يكن حبست عنّا النّصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير منه وانتقم لنا

__________________

(١) مقتل الحسين : ٣٠٩ ـ ٣١٤.

(٢) كذا فى الاصل.

١٣٣

من هؤلاء القوم الظالمين ، ثمّ حمله حتّى وضعه مع قتلى أهل بيته(١) .

٨٥ ـ قال الفتال : ثمّ جلس الحسينعليه‌السلام امام الفسطاط ، فأتى بابنه عبد الله بن الحسينعليه‌السلام ، وهو طفل فأجلسه فى حجره فرماه رجل من بنى أسد فذبحه فتلقّى الحسين صلوات الله عليه دمه ، فلمّا ملأ كفه صبّه فى الأرض(٢) .

٨٦ ـ قال ابن شهرآشوب : فبقى الحسينعليه‌السلام وحيدا فى حجره علىّ الأصغر ، فرمى إليه بسهم ، فأصاب حلقه فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره فيرميه الى السماء فما يرجع منه شيء ويقول : لا يكون أهون عليك من فصيل(٣) .

٨٧ ـ قال ابن طاوس : لمّا رأى الحسينعليه‌السلام مصارع فتيانه وأحبّته عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى هل من ذابّ يذب عن حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هل من موحد يخاف الله فينا هل من مغيث يرجو الله باغاثتنا ، هل من معين يرجو ما عند الله فى إعانتنا فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدم الى باب الخيمة وقال لزينب ناولينى ولدى الصغير حتّى أودّعه فأخذه وأومأ إليه ليقبله فرماه حرملة بن الكاهل الاسدى لعنه الله تعالى ، بسهم فوقع فى نحره فذبحه فقال لزينب خذيه ، ثمّ تلقى الدم بكفيه ، فلمّا امتلأ فارمى بالدم نحو السماء ، ثمّ قال هون علىّ ما نزل بى إنّه بعين الله(٤) .

٨٨ ـ عنه قال الباقرعليه‌السلام فلم يسقط من ذلك الدم قطرة الى الارض(٥) .

٨٩ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : قال عقبة بن بشير الأسدي : قال لى أبو جعفر محمّد بن علىّ بن الحسين : إنّ لنا فيكم يا بنى أسد دما ، قال : قلت : فما ذنبى أنا فى ذلك رحمك الله يا أبا جعفر! وما ذلك؟ قال : أتى الحسين بصبىّ له ، فهو فى

__________________

(١) الارشاد ٢٢٤.

(٢) روضة الواعظين : ١٦١.

(٣) المناقب : ٢ / ٢٢٢.

(٤) اللهوف : ٥٠.

(٥) اللهوف : ٥٠.

١٣٤

حجره ، إذ رماه أحدكم يا بنى أسد بسهم فذبحه ، فتلقّى الحسين دمه ، فلمّا ملأ كفيه صبّه فى الارض ، ثمّ قال : ربّ إن تك حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين(١) .

٩٠ ـ قال أبو الفرج : عبد الله بن الحسين بن على بن أبى طالبعليه‌السلام ، أمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدى بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب ابن كلب.

أمّها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب بن عليم ابن جناب.

أمّها ميسون بنت عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم.

أمّها الرباب بنت حارثة بن أخت أوس بن حارثة بن لام الطائى بن عمرو ابن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة من طىء ، وهى التي يقول فيها أبو عبد الله الحسين بن على بن أبى طالبعليهما‌السلام :

لعمرك انّنى لأحبّ دارا

تكون بها سكينه والرباب

أحبّهما وابذل جلّ مالى

وليس لعاتب عندى عتاب

سكينة الّتي ذكرها ابنته من الرباب ، واسم سكينة أمينة ، وقيل أميمة وإنما غلب عليها سكينة وليس باسمها ، وكان عبد الله بن الحسين يوم قتل صغيرا جاءته نشابة وهو فى حجر أبيه فذبحته(٢) .

٩١ ـ عنه حدّثنى أحمد بن شبيب قال : حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائنى ، عن أبى مخنف ، عن سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم قال : دعى الحسين

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٨.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

١٣٥

بغلام فأقعده فى حجره فرماه عقبة بن بشر فذبحه(١) .

٩٢ ـ عنه حدّثنى محمّد بن الحسين الأشنانى ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال: أخبرنا مورع بن سويد بن قيس ، قال : حدّثنا من شهد الحسين ، قال : كان معه ابنه الصغير فجاء سهم فوقع فى نحره ، قال : فجعل الحسين يأخذ الدم من نحره ولبّه فيرمى به الى السماء فما يرجع منه شيء ، ويقول : اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح(٢) .

٩٣ ـ قال اليعقوبى : إنّه لواقف على فرسه إذا أتى بمولود قد ولد فى تلك الساعة ، فأذن فى اذنه وجعل يحنكه إذ أتاه سهم فوقع فى حلق الصبى فذبحه فنزع الحسينعليه‌السلام السهم من حلقه وجعل يلطخه بدمه ويقول : والله لأنت أكرم على الله من الناقة ولمحمّد أكرم على الله من صالح ، ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبنى أخيه(٣) .

٩٤ ـ قال المقرّم : دعا بولده الرضيع يودعه ، فأتته زينب بابنه عبد الله وأمّه الرباب فأجلسه فى حجره يقبله ، ويقول : بعدا لهؤلاء القوم إذا كان جدّك المصطفى خصمهم ، ثمّ أتى به نحو القوم يطلب له الماء ، فرماه حرملة ابن كاهل الأسدي بسهم ، فذبحه فتلقّى الحسين الدم بكفه ورمى به نحو السماء قال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام : فلم يسقط منه قطرة وفيه يقول : حجّة آل محمّد عجّل الله فرجه :

السلام على عبد الله الرضيع المرمى الصريع المتشحط دما والمصعد بدمه الى السماء المذبوح بالسهم فى حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل الاسدى وذويه.

ثمّ قال الحسينعليه‌السلام هوّن ما نزل به أنّه بعين الله تعالى ، اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل ، الهى ان كنت حبست عنّا النصر فاجعله لما هو خير منه ، وانتقم

__________________

(١) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

(٢) مقاتل الطالبيين : ٥٩.

(٣) تاريخ اليعقوبى : ٢ / ٢٣١.

١٣٦

لنا من الظالمين واجعل ما حلّ بنا فى العاجل ذخيرة لنا فى الآجل ، اللهمّ أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسولك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسمععليه‌السلام قائلا يقول : دعه يا حسين فان له مرضعا فى الجنّة ، ثمّ نزلعليه‌السلام عن فرسه وحفر له بجفن سيفه ودفنه مرملا بدمه وصلّى عليه ويقال وضعه مع قتلى أهل بيته(١) .

٤٦ ـ باب وصيّتهعليه‌السلام

١ ـ الصفّار : حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن سنان ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : إنّ الحسين لمّا حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى ، فاطمه فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصيّة ظاهرة ، ووصيّة باطنة ، وكان علىّ ابن الحسين مبطونا لا يرون الّا انّه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب الى علىّ بن الحسين ، ثمّ صار ذلك إلينا فقلت فما فى ذلك فقال فيه والله جميع ما يحتاج إليه ولد آدم الى أن تفنى الدنيا(٢) .

٢ ـ عنه حدّثنا موسى بن جعفر ، عن محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن أبى نجران ، عن أبى الجارود ، قال لما حضر من أمر الحسين ، ما حضر دفع وصيّة ظاهرة فى كتاب مدرج الى ابنته ، فلمّا كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان دفعت ذلك الى علىّ بن الحسينعليه‌السلام ، قال : قلت وما فيه يرحمك الله؟ قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا الى أن تفنى(٣)

__________________

(١) مقتل الحسين : ٣١٦.

(٢) بصائر الدرجات : ١٤٨.

(٣) بصائر الدرجات : ١٤٨.

١٣٧

٣ ـ عنه حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن منصور ، عن أبى الجارود ، قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول : إنّ الحسين بن علىعليهما‌السلام لمّا حضره الّذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة ابنة الحسين ، فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصيّة ظاهرة وكان علىّ بن الحسين مبطونا معهم لا يرون الّا لما به فدفعت فاطمة الكتاب الى علىّ بن الحسين ، ثمّ صار ذلك الكتاب والله إلينا ، قال : قلت : فما فى ذلك الكتاب جعلنى الله فداك؟ قال فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا والله انّ فيه الحدود حتّى انّ فيه أرش الخدش(١) .

٤ ـ حدّثنا محمّد بن خالد الطيالسى ، عن سيف ، عن منصور أو عن يونس قال : حدّثنى أبو الجارود قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : لما حضر الحسينعليه‌السلام ما حضر دعا فاطمة بنته فدفع إليها كتابا ، ملفوفا ووصيّة ظاهرة ، فقال يا بنى ضعى هذا فى أكابر ولدى ، فلمّا رجع علىّ بن الحسين دفعته إليه ، وهو عندنا قلت : ما ذاك الكتاب؟ قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا حتّى تفنى(٢) .

٥ ـ عنه حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن عبد الجبّار ، عن عبد الرحمن بن أبى نجران ، جميعا عن محمّد بن سنان ، عن أبى الجارود ، عن أبى جعفرعليه‌السلام ، قال : لمّا حضر الحسين ما حضر دفع وصيّته الى فاطمة ابنته ظاهرة فى كتاب مدرّج ، فلمّا كان من أمر الحسين ما كان ، دفعت ذلك إلى علىّ بن الحسين ، قال : قلت : فما فيه يرحمك الله قال : ما تحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا الى أن ينتهى(٣)

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٦٣.

(٢) بصائر الدرجات : ١٦٤.

(٣) بصائر الدرجات : ١٦٨.

١٣٨

٢٥ ـ باب شهادة الامام الحسينعليه‌السلام

١ ـ قال الكلينى : قبضعليه‌السلام فى شهر المحرّم من سنة إحدى وستّين من الهجرة وله سبع وخمسون سنة وأشهر ، قتله عبيد الله بن زياد لعنه الله فى خلافة يزيد بن معاوية لعنه الله ، وهو على الكوفة ، وكان على الخيل الّتي حاربته وقتلته عمر بن سعد لعنه الله بكربلاء ، يوم الإثنين لعشر خلون من المحرّم ، وأمّه فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

٢ ـ عنه ، عن سعد وأحمد بن محمّد جميعا ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علىّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد اللهعليه‌السلام قال : قبض الحسين بن علىّعليهما‌السلام يوم عاشورا وهو ابن سبع وخمسين سنة(٢) .

٣ ـ عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علىّ بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن حمران ، قال : قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان ، ضجت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت : يفعل هذا بالحسين صفيّك وابن نبيّك؟ قال : فأقام الله لهم ظلّ القائمعليه‌السلام وقال : بهذا أنتقم لهذا(٣) .

٤ ـ عنه عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علىّ بن الحكم ،

__________________

(١) الكافى : ١ / ٤٦٣.

(٢) الكافى : ١ / ٤٦٣.

(٣) الكافى : ١ / ٤٦٥.

١٣٩

عن سيف بن عميرة ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبى جعفرعليه‌السلام قال : لمّا نزل النصر على الحسين بن علىّ حتّى كان بين السّماء والأرض ثمّ خيّر : النصر أو لقاء الله فاختار لقاء الله(١) .

٥ ـ عنه ، عن الحسين بن محمّد قال : حدّثنى أبو كريب وأبو سعيد الأشجّ قال : حدّثنا عبد الله بن إدريس ، عن أبيه إدريس بن عبد الله الأودى قال : لمّا قتل الحسينعليه‌السلام أراد القوم أن يوطّئوه الخيل ، فقالت فضّة لزينب يا سيّدتى إنّ سفينة كسر به فى البحر فخرج إلى جزيرة فإذا هو بأسد ، فقال : يا أبا الحارث أنا مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهمهم بين يديه حتّى وقفه على الطريق والأسد رابض فى ناحية ، فدعينى أمض إليه وأعلمه ما هم صانعون غدا.

قال : فمضت إليه فقالت : يا أبا الحارث فرفع رأسه ثمّ قالت : أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبى عبد اللهعليه‌السلام ؟ يريدون أن يوطّئوا الخيل ظهره ، قال : فمشى حتّى وضع يديه على جسد الحسين ، فأقبلت الخيل فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ : فتنة لا تثيروها انصرفوا ، فانصرفوا(٢) .

٦ ـ عنه ، عن علىّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن على ، عن يونس ، عن مصقلة الطحّان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول لمّا قتل الحسينعليه‌السلام أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتّى جفّت دموعهنّ وذهبت فبينا هى كذلك اذا رأت جارية عن جواريها تبكى ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت انّى لما أصابنى الجهد شربت شربة سويق قال فأمرت بالطعام والأسوقة فاكلت وشربت وسقت وقالت : إنّما نريد بذلك ان نتقوى على البكاء على الحسينعليه‌السلام .

__________________

(١) الكافى : ١ / ٣٦٥.

(٢) الكافى : ١ / ٣٦٥.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483