المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء ٢

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية0%

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 367

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نجم الدين جعفر بن محمد العسكري
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
تصنيف: الصفحات: 367
المشاهدات: 23187
تحميل: 6740


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 367 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23187 / تحميل: 6740
الحجم الحجم الحجم
المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية

المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام المهدي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المهدي الموعود المنتظر

عند علماء أهل السنَّة والإماميَّة ج2

الشيخ نجم الدين جعفر بن محمَّد العسكري

١

٢

٣

بسم الله الرحمن الرحيم

٤

البَابُ الثاني وَالعِشرُون

بعض ما رويَ عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، في أنَّ سلطان ولده المهدي (عليه السلام) يبلغ المشرق والمغرب، وأنَّ المهدي (عليه السلام) يملك الأرض.

1- في فرائد السمطين، لإبراهيم بن محمَّد الحمويني الشافعي، في آخر الجزء الثاني، أخرج بسنده المتَّصل عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جُبير، عن عبد الله بن عباس، قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) :

(إنَّ خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي لاثنا عشر، أوَّلُهم أخي، وآخرهم ولدي، قيل: يا رسول الله: ومن أخوك؟: قال: علي بن أبي طالب، قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدي، الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما مـُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقِّ بشيراً لو لم يبقَ من الدنيا إلاَّ يومٌ واحدٌ لطوَّل الله ذلك اليوم حتَّى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلِّي خلفه، وتشرق الأرض بنور ربِّها، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب).

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف أخرجه جمعٌ كثير من علماء أهل السنَّة، وعلماء الإماميِّة، وقد ورد مضامينه في أحاديث عديدة أوردناها في أبوابها.

راجع قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (المهدي ولدي) في الباب (1)، وراجع

٥

قوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): (يصلِّي عيسى بن مريم خلف المهدي (عليه السلام)).

وأمَّا الأحاديث التي رويَ فيها أنَّ خلفاء النبي وأوصيائه اثنا عشر، فقد أخرجناها في كتابنا (عليّ والوصيّة)، راجع ذلك ترى ما تقرّ عينك ويقوِّي عقيدتك، وراجع ينابيع المودَّة، ص447، وراجع إلزام الناصب، ج1، ص187 الطبعة الثانية، وراجع غاية المرام، ص43، ص692.

2- وفي الملاحم والفتن للسيِّد ابن طاووس، ص53، باب (184)، الطبعة الأُولى، سنة 1367 قال: وفيما ذكره نعيم من بعث المهدي - ولم يسمِّه - الجيش، فيملك الهند وما بين المشرق والمغرب، [ قال ]: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الحكم بن نافع، عمَّن حدَّثه عن كعب، قال:

(يَبعث مـَلِكٌ في بيت المقدس [ وهو المهدي (عليه السلام) ] جيشاً إلى الهند، فيفتحها فيطأ أرض الهند، ويأخذ كنوزها، فيصيِّره ذلك الملك حِلْيةً لبيت المقدس، ويَقْدِم عليه ذلك الجيش (بملوك الهند) مغلَّلين، ويفتح لهم بين المشرق والمغرب، ويكون مقامهم في الهند إلى خروج الدجَّال).

المؤلِّف:

ومن جملة الأحاديث التي أُشير فيها أنَّ المـَلِك الذي في بيت المقدس هو المهدي (عليه السلام)، حديث أخرجه السيِّد في الملاحم والفتن، ص53، في الباب (182)، قال:

فيما ذكره نعيم من أنَّ مـُلْك خليفة بني هاشم - المهدي - أربعون سنة، ويفتح قسطنطينيَّة وروميِّة، قال: حدَّثنا نعيم، حدَّثنا الوليد، عن أبي عبد الله مولى بني أُميِّة، عن محمَّد بن الحنفيِّة، قال:

(ينزلُ خليفة من بني هاشم بيت المقدس، يملأ الأرض عدلاً، يبني بيت المقدس بناءً لم يُبْنَ مثله، يملك أربعين سنة...).

3- وفي الملاحم والفتن، ج1، ص54، الباب (186)، أخرج بسنده عن نعيم قال: حدَّثنا ضمرة، عن يحيى بن أبي عمر الشيباني، عن عمر بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أُمامة الباهلي، قال: ذكر رسول الله

٦

(صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) الدجَّال، فقالت له أُمُّ شريك: فأين المسلمون يومئذٍ يا رسول الله؟ قال:

(ببيت المقدس، يخرج حتَّى يحاصرهم، وإمام المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالح، فيقال له: صلِّ الصبح، فإذا كبَّر ودخل فيها نزل عيسى بن مريم [ من السماء ] ، فإذا رآه ذلك الرجل [ أي: الإمام ] عرفه، فرجع [ الإمام ] القهقرى، فيتقدَّم، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثمَّ يقول: صلّ فإنّما أُقيمت لك، فيصلِّي عيسى وراءه، ثمَّ يقول: افتحوا الباب [ أي: باب بيت المقدس ] ، فيفتحون الباب، ومع الدجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهوديّ، كلُّهم ذو ساج وسيف مـُحلَّى، فإذا نظر [ الدجَّال ] إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص، وكما يذوب الملح في الماء [ أي: من خوفه؛ لأنَّه يدري أنَّ عيسى (عليه السلام) قاتله ] ، ثمَّ يخرج [ الدجَّال ] هارباً فيقول عيسى: أنَّ لي فيك ضربةً لن تفوتني بها، فيدركه فيقتله، فلا يبقى شيءٌ ممّا خلق الله يتوارى به يهودي إلاَّ أنطقه الله عزَّ وجلَّ، لا حجر ولا شجر ولا دابَّةٌ، إلاَّ قال: يا عبد الله المسلم: هذا يهودي فاقتله، إلاَّ [ شجر ] الغرقد، [ هو القضا، وهو العوسج ] ، فإنّها من شجرهم فلا تنطق، ويكون عيسى في أُمّتي حكَماً عدلاً، وإماماً مـُقْسِطاً، ويدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، ولا يسعى على شاةٍ، وتُرفع الشحناء والتباغُض، وينزع حمَّة كلِّ دابَّةٍ، حتَّى يُدخل الوليد يده في فم الحنش [ الحيّة ] فلا يضرّه، وتَلْقى الوليدة الأسد فلا يضرّها، ويكون في الإبل كأنّه كلبها، والذئب في الغنم كأنَّه كلبها، وتملأ الأرض من الإسلام، ويُسلب الكفَّار مـُلكهُم، ولا يكون ملكٌ إلاَّ للإسلام، وتكون الأرض كفاتور الفضّة، وتنبت نباتها كما كانت على عهد آدم، ويجتمع النفر على القطف فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمّانة، ويكون الثور بكذا وكذا [ أي: يغلو ] من المال، ويكون الفرس بالدريهمات [ أي: يرخص؛ لعدم الحاجة إليه ] ).

٧

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف أو ما بمعناه ذُكر في أبواب عديدةٍ من الكتاب بالمناسبة.

منها -: ما في باب صلاة عيسى خلف الإمام (عليه السلام) في باب (29).

ومنها -: ما في باب فتوحات الإمام (عليه السلام)، كفتح بيت المقدس، وروميَّة وغيرهما.

4- وفي عقد الدُّرر، الحديث (369) من الباب (9)، قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في قصَّة المهدي، قال:

(ويتوجَّه [ المهدي (عليه السلام) ] إلى الآفاق، فلا تبقى مدينة وطأها ذو القرنين إلاَّ دخلها وأصلحها، ولا يبقى جبَّار إلاَّ هلك على يديه، ويشفي الله قلوب أهل الإسلام، ويحمل حُليَّ بيت المقدس... ويأتي مدينة فيها ألف سوق، في كلِّ سوق مئة دكان، فيفتحها، ثمَّ يأتي مدينة يقال لها: القاطع، وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفه إلاَّ أمر الله عزّ وجلّ، طول المدينة ألف ميل، وعرضها خَمسمئة ميل، فيكبّرون الله عزَّ وجلَّ ثلاث تكبيرات؛ فتسقط حيطانها، فيقتلون بها ألفَ ألفَ مـُقاتلٍ، ويقيمون فيها سبع سنين، ويبلغ الرجل في تلك المدينة مثل ما صحَّ معه من سائر بلد الروم، ويولد لهم الأولاد، يعبدون الله تعالى حقَّ عبادته، ويبعث المهدي إلى أُمرائه بسائر الأمصار بالعدل بين الناس، وترعى الشاة والذئب في مكانٍ واحدٍ، ويلعب الصبيان بالحيَّات والعقارب لا يضرّهم شيء، ويذهب الشرُّ ويبقى الخير، ويزرع الإنسان مـُدّاًَ يخرج به سبعمئة مـُدٍّ، ويذهب الوباء والزنا وشرب الخمر [ وأكل ] الرِّبا، وتُقبل الناس على العبادة والمشروعات، والديانة والصلاة في الجماعة، وتطول الأعمار، وتؤدّى الأمانة، وتحمل الأشجار [ فوق عادتها ] ، وتتضاعف البركات، ويهلك الأشرار، ويبقى الأخيار، ولا يبقى من يبغض أهل البيت (رضي الله عنهم...)).

٨

الحديث، وله تتمَّة ذكرناها في باب ما يقع قبل ظهوره، وبعد ظهوره في الباب (30)، وفي الحديث رقم (13)، وقد أخرج ابن حجر الهيتمي بعض مضامين الحديث في كتابه (القول المختصر)، عندما يذكر الأربعين أمراً التي تقع عند ظهور الإمام، راجع رقم (38) منه.

5- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج2، ص98 نقلاً من فتن السليلي، قال: حدَّثنا خالد، حدَّثنا حمَّاد بن سلمة، عن أبي هارون العبدي ومطر، عن أبي الصدِّيق، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلَّى الله عليه وآله)، أنَّه ذُكر المهدي (عليه السلام)، فقال:

(تُملأ الأرض ظلماً وجوراً، ثمَّ يَخرج رجلٌ من عترتي يملكها [ أي: يملك الأرض ] سبعاً - أو تسعاً - فيملأها قسطاً وعدلاً).

المؤلِّف:

ورد في الأحاديث المرويَّة في الإمام المهدي (عليه السلام) بمضمون هذا الحديث، أحاديث عديدة بألفاظ مختلفة، ومضمون الجميع أنَّه (عليه السلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مـُلئت ظلماً وجوراً.

وأمثال هذه الأحاديث تثبت أنَّ مـُلكه وسُلطانه يبلغ المشرق والمغرب، [ أي: جميع الأرض حتَّى يتمكَّن من أن يملأها عدلاً.

وفي بعض الأحاديث ورد التصريح بأنَّه (عليه السلام) يملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً، وأمثال هذه الأحاديث أيضاً كثيرة مرويَّة في كُتب الفريقين، أهل السنَّة والإماميَّة.

منها - : ما في فرائد السمطين آخر ج2، وقد أخرج ذلك علي المتَّقي في كنز العمَّال، ج7، ص188، وإليك لفظ الحمويني في الفرائد:

أخرج بسنده عن أحمد بن حنبل، قال: حدَّثنا أبو نصر، قال: حدثنا أبو معاوية شيبان، عن مطر بن طهَّار، عن أبي الصدِّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(لا تَقوم الساعة حتَّى يَملِك الأرضَ رجلٌ من أهل بيتي، أَجْلَى، أَقْنَى، يملأ الأرض عدلاً، كما مـُلئت قَبْلَه ظلماً، يكون سبعَ سنين).

٩

المؤلِّف:

في العرف الوردي، ج2، ص63، أخرج حديثاً بمضمونه عن أبي نعيم، وعن أحمد بن حنبل، وسيأتي لفظه في رقم (8).

ومنها -: ما في عقد الدُّرر، الحديث (15) من الباب (1)، أخرج بسنده عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(مـَلَك الأرض أربعة: مؤمنان، وكافران، فالمؤمنان: ذو القرنين، وسليمان، والكافران: بخت نصر، ونمرود، وسَيَملِكُها خامسٌ من أهل بيتي).

أخرجه أبو عبد الله [ بن ] الجوزي في تاريخه، وأخرجه جلال الدين السيوطي الشافعي في العرف الوردي، ج2، ص81، وقال: أخرجه ابن الجوزي في تاريخه عن ابن عباس، ولفظيهما واحد، وفيهما تقديم وتأخير لبعض ألفاظ الحديث.

6- وفي عقد الدُّرر، الحديث (16) من الباب (1)، أخرج بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: - وهو قاعدٌ في أصل منبرِ النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) - وله حنين، قلت: ما يُبْكيك؟ قال: تذكَّرت النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، ومقعده على هذا المنبر، وقوله:

(إنَّ مِن أهل بيتي فتىً يَلِي الأرض، وقد مـُلئت جوراً وظلماً، فيملؤها قسطاً وعدلاً، يعيش هكذا، وأومأ بيده سبعاً، أو تسعاً).

أخرجه أبو عمرو، وعثمان بن سعيد المـُقْري في سُننه، والحافظ أبو نعيم في صفة المهدي.

المؤلِّف:

من المـُسلََّم المعلوم لدى علماء الحديث أنَّ سلطان المهدي (عليه السلام) يَصِل إلى المشرق والمغرب، وبعضهم روى الأحاديث المرويَّة في ذلك، وبعضهم ذكر مضامين الأحاديث ولم يذكر لفظ الحديث، ومن جملتهم الشبلنجي الشافعي، فإنَّه ذكر في نور الأبصار، ج1، ص155، في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام) أموراً كثيرةً في فوائده،

١٠

وذكر في الفائدة السابعة أنَّ سلطانه يبلغ المشرق والمغرب، [ و ] تظهر له الكنوز، [ و ] لا يبقى في الأرض خرابٌ إلاَّ عمَّره، إلى غير ذلك من أعماله وأقواله وأوصافه (عليه السلام).

7- وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار، ص126 وص127، قال:

جاء في رواياتٍ أنَّه عند ظهوره (عليه السلام) - ينادي مـَلَكٌ فوق رأسه: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه - فتُذعن له الناس ويشربون حُبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر.

وقال ابن الصبَّان في إسعاف الراغبين، بهامش ص 129 من نور الأبصار: أنَّه ورد في بعض الآثار: أنَّه يخرج في وترٍ من السنين، سنةَ إحدى، أو [ سنةَ ] ثلاث، أو [ سنةَ ] خَمْس، أو [ سنةَ ] سبع، أو [ سنةَ ] تسع.

وأنَّه (عليه السلام) بعد أن تُعقد له البيعة بمكَّة، يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجنود إلى الأمصار، وأنَّ السنة من سنيِّه عشر سنين، [ أي: يوافق عشر سنين ]، وأنَّه يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز، ولا يبقى في الأرض خرابٌ إلاَّ يُعمِّره.

المؤلِّف:

إنَّ ابن الصبَّان ذكر في كلامه هذا أموراً ورد فيها أحاديث خاصَّة، وقد أخرجنا تلك الأحاديث في أبوابها.

فذكرنا نداء المـَلَكِ فوق رأسه (عليه السلام) في باب ما يقع قبل ظهوره وبعده.

وذكرنا محبَّة الناس له (عليه السلام) في باب صفاته (عليه السلام).

وذكرنا مـُبايعة أصحابه له - الذين عددهم كعدد أصحاب بدر - في باب ما يقع قبل ظهوره وبعده.

وذكرنا إرساله الجيوش وتفريقه جنوده في باب ما يقع قبل ظهوره وبعده أيضاً.

وما ذُكر في إسعاف الراغبين مذكور - مع زيادةٍ - في نور الأبصار للشبلنجي الشافعي، ص155، وسيأتي بعضه في رقم (9) من هذا الباب.

8- وفي العرف الوردي، ج2، ص63، أخرج بسنده من مسند أحمد

١١

بن حنبل، ومن فتن أبي نعيم، قالا: روى أبو سعيد الخدري وقال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(لا تنقضي الدنيا حتَّى يَملِك الأرضَ رجلٌ من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً، كما مـُلئت قَبْله جوراً، يملك سبع سنين).

المؤلِّف:

تقدَّم في رقم (5) حديث بمضمونه مع اختلاف بعض ألفاظه، نقلاً من فرائد السمطين، ومن كنز العمَّال.

9- وفي إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار، ص129 أيضاً، قال: وفي الصواعق المحرقة لابن حجر: الأظهر أنَّ خروج المهدي قبل نزول عيسى، وقيل: بعده، قال:

وقد تواترت الأخبار عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) بخروجه، وأنَّه من أهل بيته، وأنَّه يملأ الأرض عدلاً، وأنَّه يساعد عيسى على قتل الدجَّال بباب له بأرض فلسطين، وأنَّه (عليه السلام) يؤمُّ هذه الأُمّة، ويصلِّي عيسى خلفه، وأكثر الروايات متَّفقة على تحقُّق مـُلْكِه سبع سنين، والشكُّ في الزيادة إلى تمام تسع، وفي روايةٍ تحقُّق ستٍّ.

المؤلِّف:

الشكُّ من الرواة؛ فإنَّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لم يكن شاكَّاً فيما بيَّنه لأصحابه، فإنَّه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) معصوم من الشكِّ والخطأ والنسيان، فكلُّ ترديد تراه في أحاديث مـُدَّةِ مـُلْكه (عليه السلام) من الرواة ليس من النبي، ولا من أهل بيته، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً ، والشكُّ رجسٌ لا يقع منهم (عليهم السلام).

المؤلِّف:

أخرج الشبلنجي الشافعي ما ذكره في إسعاف الراغبين، ونقلناه منه في رقم (8)، ورقم (9)، وفيه زياداتٌ نافعة، وإليك نصُّه:

10- وفي نور الأبصار، ص155، للشبلنجي الشافعي، قال: أخرج عبد الله بن عمر، عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) أنَّه قال:

(يخرج المهدي وعلى رأسه غَمامةٌ

١٢

فيها مـَلكٌ يُنادي: هذا خليفة الله المهدي فاتَّبعوه).

ثمَّ ذكر أحاديثَ عديدةٍ في أحوال الإمام (عليه السلام)، ثمَّ قال: فوائد:

الأُولى: قال في الصواعق المحرقة - لابن حجر الهيتمي الشافعي -: الأظهر أنَّ خروج المهدي قبل نزول عيسى (عليه السلام).

الثانية: تواترت الأخبار عن النبي (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، أنَّه (عليه السلام) من أهل بيته وأنَّه يملأ الأرض عدلاً.

الثالثة: تواترت الأخبار على أنَّه يعاون عيسى على قتلِ الدجَّال، بباب له بأرض فلسطين بالشام.

الرابعة: جاء في بعض الآثار أنَّه (عليه السلام) يخرج في وترٍ من السنين، [ أي: سنةَ إحدى، أو ثلاث، أو خَمْس، أو سبع، أو تسع ].

الخامسة: إنَّه بعد أن تُعقد له البيعة بمكَّة يسير منها إلى الكوفة، ثمَّ يُفرِّق الجُند إلى الأمصار.

السادسة: إنَّ السنة من سنيِّهِ مقدار عشر سنين.

السابعة: إنَّ سلطانه يبلغ المشرق والمغرب، [ أي: يملك الدنيا جميعاً ] وتظهر له الكنوز [ المدفونة في الأرض وغيرها ]، ولا يبقى في الأرض خرابٌ إلاَّ عمَّره.

ثمَّ قال الشبلنجي: وهذه علاماتُ قيام القائم، [ أي: ما يقع قبل ظهوره ]، ثمَّ ذكر حديثاً رواه عن أبي جعفر [ الإمام الباقر (عليه السلام) ]، وذكرنا الحديث في رقم (58)، في باب ما يقع قبل ظهوره (عليه السلام) وبعده.

١٣

البَابُ الثالِث وَالعشرُون

1- في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام)، ص330، طبع إيران، أخرج الكنجي الشافعي بسنده المتَّصل، عن كثير بن مرَّة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (يَخرجُ المهدي وعلى رأسه مـَلَكٌ يُنادي: إنَّ هذا المهدي فاتَّبعوه).

ثمَّ قال الكنجي: هذا حديثٌ حسنٌ روته الحفَّاظ والأئمَّة من أهل الحديث، كأبي نعيم، والطبراني وغيرهما.

المؤلِّف:

هذا الحديث الشريف، أخرجه جمعٌ كثير من علماء أهل السنَّة في كتبهم المعتبرة، وإليك أسماء بعضها بحذف السند، ونذكر اسم الكتاب ومؤلِّفه:

أخرج الحديث جلال الدين السيوطي الشافعي في كتابه العرف الوردي، ج2، ص61، وقال: أخرجه أبو نعيم، والخطيب في تلخيص التشابه، عن ابن عمر، قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (يخرج المهدي وعلى رأسه مـَلَكٌ يُنادي: إنَّ هذا المهدي فاتَّبعوه).

المؤلِّف:

أخرجه السيوطي عن عبد الله بن عمرو، وهو غير عبد الله بن عمر، ثمَّ ذكر بعد نقله الحديث ما هذا نصُّه، قال: أخرج ابن أبي شيبة، عن عاصم بن عمر البجلي قال:

ليُناديَّن باسم رجلٍ من السماء لا يُنكِره الدليل، ولا يُمنع منه الذليل .

١٤

2- وفي العرف الوردي، ج2، ص61، أخرج حديثاً آخر عن أبي نعيم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخرج المهدي وعلى رأسه غمامةٌ، فيها منادٍ يُنادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).

المؤلِّف:

أخرج الشبلنجي الشافعي في نور الأبصار، ص155، بسنده عن عبد الله بن عمر، قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (يخرج المهدي وعلى رأسه غمامة، فيها مـَلكٌ يُنادي: هذا خليفة الله المهدي فاتَّبعوه).

المؤلِّف:

وفي فرائد السمطين آخر الجزء الثاني، أخرج الحديث بسنده عن كثير بن مرَّة، عن عبد الله عمر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخرجُ المهدي وعلى رأسِه غمامةٌ، فيها منادٍ ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).

المؤلِّف:

وأخرج الحديث أيضاً - ولفظه يساوي لفظ الكنجي - في كتاب البيان، وأخرج ابن الصبَّاغ الحنفي الحديث في الفصول المهمَّة، ولفظه يساوي لفظ السيوطي في العرف الوردي، كما في رقم (2)، وفيه زيادة، ويأتي لفظه في رقم (4).

3- وفي فرائد السمطين، وأخرجه من الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودَّة، ص447، قال: أخرج أبو نعيم، عن ابن عمر قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخرج المهدي، وعلى رأسه مـَلَكٌ يُنادي: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).

المؤلِّف:

اختلاف لفظ السيوطي في العرف الوردي مع لفظ الشبلنجي من الرواة، وفي بعض ألفاظ الحديث أُسقِط لفظ - خليفة الله - وذلك

١٥

أيضاً من تصرُّف الرواة؛ وذلك لأنَّ راوي الحديث واحد، والاختلاف من الرواة عنه، وبالتأمُّل في حديث الباب ترى أنَّ الحديث أُسقِط منه كلمة: (ألا) قبل (هذا)، وذلك من إسقاط الرواة أيضاً، وسيأتي الحديث مع (ألا) في الأرقام الآتية فتبصَّر.

وللحديث تتمَّة ذكرها في إسعاف الراغبين، ويأتي الحديث مع التتمَّة في رقم (6)، ويمكن أن يقال: إنَّ التتمَّة من اجتهاد الرواة؛ ولذلك لا يذكرها الجميع، والله أعلم.

4- وفي الفصول المهمَّة، لابن الصبَّاغ الحنفي الفصل الثاني عشر، أخرج بسنده عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخرج المهدي وعلى رأسه غمامةٌ، فيها مـَلَكٌ يُنادي: ألا إنَّ هذا خليفة الله المهدي فاتَّبعوه).

المؤلِّف:

أخرج إبراهيم بن محمَّد الحمويني الشافعي، في كتابه فرائد السمطين، في آخر الجزء الثاني، حديث عبد الله بن عمر، ولفظه هذا: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخرجُ المهدي وعلى رأسه غَمامةٌ فيها منادٍ: ألا إنَّ هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه).

وروى الحديث بسند آخر، عن كثير بن مرَّة، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(يخرجُ المهدي وعلى رأسه مـَلَكٌ يُنادي: إنَّ هذا المهدي فاتَّبعوه).

5- وفي عقد الدُّرر، الحديث (182)، باب (6)، قال: أخرج الحافظ أبو نعيم في مناقب المهدي، عن عبد الله بن عمر قال:

قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم): (يَخرجُ المهدي وعلى رأسه غَمامةٌ، فيها ملكٌ يُنادي: هذا هو المهدي خليفة الله فاتَّبعوه) .

المؤلِّف:

أخرج الحديث في كتاب تاريخ الخميس،ج2، ص322، ولفظه يساوي لفظ عقد الدُّرر، ثمَّ قال: أخرجه أبو نعيم في مناقب المهدي (عليه السلام).

١٦

6- وفي إسعاف الراغبين للشيخ محمَّد بن الصبَّان الشافعي بهامش ص 127 – 128 من نور الأبصار، قال:

وجاء في الروايات أنَّه (عليه السلام) عند ظهوره يُنادي فوق رأسه مـَلَكٌ: هذا المهدي خليفة الله فاتَّبعوه، فتُذعن له الناس، ويشربون حُبَّه، وأنَّه يملك الأرض شرقها وغربها، وأنَّ الذين يبايعونه أوَّلاً بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثمَّ يأتيه أبدال الشام ونجباء مصر، وعصائب أهل الشرق.

والحديث مفصَّل أخرجناه في رقم (35) من الأحاديث التي ذُكِر فيها ما يقع قبل ظهوره (عليه السلام) وبعده في الباب (30).

7- وفي عقد الدُّرر، الحديث 49، من الباب (3)، أخرج بسنده عن حُذيفة بن اليمان، عن رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) أنَّه قال: - في قصَّة السفياني وما يفعله من الفجور والقتل -:

(... فعند ذلك يُنادي منادٍ من السماء: يا أيُّها الناس: إنَّ الله قد قطع عنكم مـُدَّة الجبَّارين والمنافقين وأشياعهم، ووليكم خير أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم)، فالحقوه بمكَّة، فإنَّه المهدي، واسمه: أحمد بن عبد الله، قال حذيفة بن اليمان: فقام عمران بن الحصين فقال: يا رسول الله: كيف لنا بهذا حتَّى نعرفه؟ فقال: هو رجلٌ من ولدي، كأنَّه من رجال بني إسرائيل، عليه عباءَتان قطوانيَّتان، كأنَّ وجهه الكوكبَ الدريُّ في اللون، في خدِّه الأيمن خالٌ أسود [ وهو ] ابن أربعين سَنة...).

المؤلِّف:

يأتي حديثين من عقد الدُّرر، ومن الملاحم والفتن لابن طاووس فيه مضامين الحديث، راجع رقم (11) من أحاديث الباب.

8- وفي الملاحم والفتن لابن طاووس، ج3، ص101، نقلاً من فتن أبي صالح السليلي، أخرج بسنده عن ربعي بن خراش قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله):

(إذا كان رأس الخمسين والثلاثمئة - وذكر كلمةً - [ قال ]: نادى منادٍ من السماء: ألا يا أيُّها الناس: إنَّ الله قد

١٧

قطع مـُدَّة الجبَّارين والمنافقين وأتباعهم، ووليكم الجابر خير أُمَّة محمَّد، الحقوه بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله. قال عمران بن الحصين: صف لنا يا رسول الله هذا الرجل وما حاله؟ فقال النبي (صلَّى الله عليه وآله): إنَّه رجلٌ من ولدي كأنَّه من رجال بني إسرائيل، يخرج عند جَهْدٍ من أُمَّتي وبلاء، عربي اللون، ابن أربعين سنة، كأنَّ وجهه كوكبٌ دريٌّ، يَملأ الأرض عدلاً كما مـُلئت ظلماً وجوراً، يملك عشرين سنة، وهو صاحب مدائن الكفر كلِّها، قسطنطينيَّة وروميَّة، يخرج إليه الإبدال من الشام وأشباههم - كأنَّ قلوبهم زُبَر الحديد، رهبانٌ بالليل، ليوثٌ بالنهار - وأهل اليمن، حتَّى يأتونه فيُبايعونه بين الركن والمقام، فيخرج من مكَّة متوجِّهاً إلى الشام، يفرحُ به أهل السماء، وأهل الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في البحر).

المؤلِّف:

أخرج الحديث في عقد الدُّرر، (الحديث 128)، وفيه زيادات مهمَّة عمَّا في الملاحم، والحديث مروي عن حذيفة بن اليمان، ويأتي الحديث في رقم (11)، وهو غير ما في عقد الدرر، الحديث (128)، بل نَقَل منه مقدار الحاجة، وتمام الحديث ذُكر في رقم (21) من أحاديث أنَّه (عليه السلام) (من وُلدي) في الباب (1).

وقد أخرج الحديث جلال الدين في كتابه العرف الوردي، ج2، ص81، وفيه زيادات واختلاف مع ما في عقد الدُّرر، وسيمرُّ عليك الحديث بلفظ العرف الوردي في رقم (17) من أحاديث الباب.

9- وفي حديثٍ أخرجه في تاريخ ابن الخشَّاب قال:

(ويكنَّى [ أي: الإمام المهدي (عليه السلام) ] أبو القاسم، وهو ذو الاسمين، خلف، ومحمَّد، يظهر في آخر الزمان وعلى رأسه غَمامة تُظلِّله من الشمس، تدور معه حيث ما دار، تُنادي بصوتٍ فصيح: هذا المهدي).

١٨

المؤلف:

أخرج الحديث في ينابيع المودَّة، ص491 طبع إسلامبول، سنة 1312، قال: عن ابن الخشَّاب أنَّه ذكر في كتاب (مواليد أهل البيت) قال:

حدَّثنا أبو القاسم الطَّاهر بن هارون بن موسى الكاظم، عن أبيه، عن جدِّه، قال: قال سيِّدي جعفر بن محمَّد:

(الخلف الصالح من ولدي وهو المهدي، اسمه محمَّد، وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأُمِّه: نرجس، وعلى رأسه غَمامة تُظلِّله عن الشمس، تدور معه حيث ما دار، تُنادي بصوتٍ فصيح: هذا المهدي فاتَّبعوه).

وأخرج الحديث في غاية المرام للسيِّد العلاَّمة السيِّد هاشم، ص701، نقلاً من ابن الخشَّاب، ولفظه يساوي ما تقدَّم على هذا الحديث، وفيه زيادةُ قوله:

(ويقال لأُمِّه: (صيقل)، وفي روايةٍ: (حليمة)، وفي رواية: (نرجس)، وفي روايةٍ: (سوسن))، انتهى باختصار.

10- وفي فرائد السمطين آخر ج2، أخرج بسنده عن الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) حديثاً مفصَّلاً في أحوال الإمام المنتظر (عليه السلام)، وفي ضمنه ذَكرَ وقال:

(... فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يَظلم أحدٌ أحداً، وهو الذي تطوى له [ ولأصحابه ] الأرض، ولا يكون له ظلٌّ، وهو الذي يُنادي منادٍ من السماء - يسمعه جميع أهل الأرض ويفهمونه بالدعاء إليه - يقول [ في النداء ] : ألا إنَّ حجَّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتَّبعوه، فإنَّ الحقَّ فيه ومعه، وهو قول الله: ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمـَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) ) .

المؤلِّف:

ذكرنا الحديث بكماله وتمامه في باب أوصافه (عليه السلام)، في الباب (19)، وذكرنا أنَّ الحديث الشريف أخرجه السيِّد هاشم في غاية المرام، ص696، وهو الحديث (33) من الأحاديث التي أخرجها في أحوال الإمام المهدي (عليه السلام)، وقد أخرج الشيخ سليمان الحنفي

١٩

الحديث في ينابيع المودَّة، ص448، باب (78)، بسنده عن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) أنَّه قال:

(لا دين لمن لا ورع له، وإنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم، أي: أعملكم بالتقوى، ثمَّ قال [ عليه السلام ] : إنَّ الرابع من ولدي ابن سيِّدة الإماء، يُطهِّر الله به الأرض من كلِّ جورٍ وظلم، وهو الذي يَشكُّ الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة، فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربِّها، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحدٌ أحداً، وهو الذي تطوي له الأرض، ولا يكون له ظلٌّ، وهو الذي يُنادي منادٍ من السماء يسمعه جميع أهل الأرض: ألا إنَّ حجَّة الله قد ظهر عند بيت الله فاتَّبعوه، فإنَّ الحقَّ فيه ومعه، وهو قول الله عزَّ وجلَّ: ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمـَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) ، وقول الله عزَّ وجلَّ : ( يَوْمـَ يُنَادِ الْمـُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ يَوْمـَ يَسْمـَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمـُ الْخُرُوجِ ) ، أي: خروج ولدي القائم المهدي [ عليه السلام ] ).

المؤلِّف:

الحديث المذكور أخرجه في فرائد السمطين، وفيه زيادات مهمَّة، وقد ذكرنا بعضه بمناسبة المقام، وتمامه يأتي إن شاء الله في باب أنَّ المهدي (عليه السلام) من أولاد الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في الباب (13).

11- وفي عقد الدُّرر، الحديث (128)، من الفصل الثاني، من الباب (4)، أخرج بسنده عن حذيفة وقال: قال رسول الله (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم):

(إذا خرجت السودان طلبت العرب...)، ثمَّ ذكر حديثاً مفصَّلاً ومن جملته:

(فعند ذلك يُنادي من السماء منادٍ: أيُّها الناس إنَّ الله عزَّ وجلَّ قد قطع عنكم مـُدَّة الجبَّارين والمنافقين وأشياعهم، وولاَّكُم خير أُمَّة محمَّد (صلَّى الله عليه [ وآله ] وسلَّم) فالحقوه بمكَّة فإنَّه المهدي، واسمه أحمد بن عبد الله)، قال حذيفة: فقام عمران بن الحصين فقال: يا رسول الله: صِفْهُ لنا حتَّى نعرفه؟ قال:

٢٠