فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة8%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 463 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 130693 / تحميل: 6357
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٦٤٠٦-١٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

أو يؤمن بك هذا الضب ، فأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وقال : ان آمن بك هذا الضب آمنت بك ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا ضب فأجابه الضب ـ بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعاً ـ لبيك وسعديك يا زين من وافي القيامة ، قال : من تعبد يا ضب؟ قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه ، قال : فمن أنا يا ضب؟ قال : أنت رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، وقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذلك ، قال الأعرابي : لا أتبع أثراً بعد عين ، واللّه قد جئتك وما علي ظهر الأرض أحد أبغض الى منك وانك اليوم احب الى من ولدي ونفسي ، وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي ، أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وانك رسول اللّه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الحمد للّه الذي هداك الى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى ، ولا يقبله اللّه إلا بصلاة ، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن قال : فعلمني ، فعلمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الحمد ، وقل هو اللّه احد ، قال : زدني يا رسول اللّه فما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا ، قال : يا اعرابي ان هذا كلام رب العالمين وليس بشعر ، وإنك إذا قرأت قل هو اللّه أحد مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن ، وان قرأت قل هو اللّه احد مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن ، وان قرأت قل هو اللّه أحد ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله ، فقال الأعرابي : نعم الإله إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل (الحديث) قال : أخرجه الطبراني وابن عدي والحاكم وابو نعيم والبيهقي وابن عساكر.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٨١ ] قال : اتي جرهد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وبين يديه طعام ، فأدني يده الشمال ليأكل ـ وكانت

١٠١

اليمنى مصابة ـ فقال : كل باليمين ، فقال يا رسول اللّه إنها مصابة ، فنفث عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فما شكا حتى مات ، قال : أخرجه الطبراني عن جرهد.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٠ ] قال : وعن ابن عباس ، قال ، جاء رجل من بني عامر الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يداوي ويعالج فقال له يا محمد انك تقول اشياء فهل لك أن أداويك؟ قال : فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم قال له : هل لك أن أداويك؟ قال : إيه وعنده نخل وشجر ، قال فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عذقاً منها فأقبل اليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى اليه ، فقام بين يديه ثم قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ارجع الى مكانك ، فرجع الى مكانه ، فقال : واللّه لا اكذبك بشئ تقوله بعدها أبداً (قال) رواه أبو يعلى.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ٢١ ] قال : وعن ابي امامة ، قال : كانت امرأة ترافث الرجل وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يأكل ثريداً على طربال ، فقالت : انظروا اليه يجلس كما يجلس العبد ، ويأكل كما يأكل العبد ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأي عبد أعبد مني؟ قالت ويأكل ولا يطعمني ، قال فكلي ، قالت : ناولني بيدك فناولها ، فقالت : اطعمني مما فيك ، فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحداً حتى ماتت (قال) رواه الطبراني.

١٠٢

باب

في شهادة عتبة بن ربيعة ان القرآن

ليس شعراً ولا سحراً ولا كهانة

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٨٩ ] قال : عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثت ان عتبة بن ربيعة ـ وكان سيداً حليماً ـ قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جالس وحده في المسجد : يا معشر قريش ألا أقوم الى هذا فاكلمه فاعرض عليه اموراً لعله أن يقبل بعضها فنعطيه ايها شاء ويكف عنا؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يزيدون ويكثرون ، فقالوا : بلي فقم يا أبا الوليد فكلمه ، فقام عتبة حتى جلس الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يابن اخي إنك منا حيث قد علمت من السعة في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت من مضى من آبائهم ، فأسمع مني اعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك ان تقبل منها بعضها ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قل يا أبا الوليد أسمع ، فقال : يابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون اكثرنا

١٠٣

مالاً ، وإن كنت إنما تريد شرفاً شرفناك علينا حتى لا نقطع امراً دونك ، وان كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وان كان هذا الذي يأتيك رؤيا تراه ولا تستطيع ان ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب وبذلنا فيه أموالنا حتى يبرئك منه فإنه ربما غلب التابع علي الرجل حتى يداوي منه ، أو لعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك ، وإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه علي ما لا يقدر عليه أحد ، حتى إذا سكت عنه ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يستمع منه ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أفرغت يا أبا الوليد؟ قال : نعم ، قال فاسمع مني ، قال : أفعل ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم :( بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، حم تَنْزِيلٌ مِنَ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ، فمضي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقرأها عليه فلما سمعها عتبة أنصت له وألقي بيده خلف ظهره معتمداً عليها يستمع منه حتى انتهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم السجدة فسجد فيها ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك ، فقام عتبة الى أصحابه. فقال بعضهم لبعض : نحلف باللّه لقد جاءكم ابو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس اليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال : ورآئي أني واللّه قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، واللّه ما هو بالشعر ولا بسحر ولا كهانة ، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها في ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فواللّه ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فان تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم اسعد الناس به ، قالوا سحرك واللّه يا أبا الوليد بلسانه ، فقال : هذا رأيي لكم فأصنعوا ما بدأ لكم (قال) أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر.

١٠٤

باب

في استسقاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الإسلام ، روى بسنده عن انس ، قال : أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول اللّه هلكت الكراع هلكت الشاة فادع اللّه يسقينا فمد يديه ودعا ، قال انس وان السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح نشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر الى الجمعة الاخرى فقام اليه ذلك الرجل أو غيره فقال : يا رسول اللّه تهدمت البيوت فأدع اللّه يحبسه ، فتبسم ثم قال : حوالينا ولا علينا ، فنظرت الى السحاب تصدع حول المدينة كأنه اكليل (اللغة) العزالي ـ بكسر اللام ـ مفرده العزلاء مؤنث الأعزل وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، يقال : (أنزلت السماء عزاليها) إشارة الى شدة وقع المطر.

[صحيح ابي داود ج ٧ ص ١١٥ ] روى بسنده عن عائشة ، قالت : شكا الناس الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قحوط

١٠٥

مطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه ، قالت عائشة : فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حين بدأ حاجب الشمس ، فقعد على المنبر فكبر صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وحمد اللّه عز وجل ، ثم قال : إنكم شكوتم جدب دياركم ، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم ، وقد أمركم اللّه عز وجل ان تدعوه ، ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ ، اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، مٰالِكِ يَوْمِ اَلدِّينِ ، لا إله إلا اللّه يفعل ما يريد اللهم أنت اللّه لا إله إلا أنت ، الغنى ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث واجعل ما انزلت لنا قوة وبلاغا الى حين ، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول الى الناس ظهره ، وقلب ـ أو حول ـ رداءه وهو رافع يديه ، ثم اقبل على الناس ونزل ، فصلى ركعتين فانشأ اللّه سحابة فرعدت وبرقت ثم امطرت بإذن اللّه ، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم الى الكن ضحك صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى بدت نواجذه ، فقال : أشهد ان اللّه على كل شيء قدير ، وإني عبد اللّه ورسوله.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٢٣٥ ] روى بسنده عن شرحبيل بن السمط ، قال : قال لكعب بن مرة : يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم ساق الحديث (الى ان قال) قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : وجاءه رجل فقال : استسق اللّه لمضر ، قال فقال : إنك لجريئي المصر ، قال : يا رسول اللّه استنصرت اللّه عز وجل فنصرك ، ودعوت اللّه عز وجل فاجابك ، قال : فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يديه يقول : أللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مريناً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث ، نافعاً غير ضار ، قال : فاحيوا قال : فما لبثوا ان اتوه فشكوا اليه كثرة المطر ، فقالوا قد تهدمت البيوت ، قال فرفع

١٠٦

يديه : وقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، قال : فجعل السحاب يتقطع يميناً وشمالاً.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٤٣ ] روى بسنده عن اوس بن عبد اللّه قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا الى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاجعلوا منه كوا الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الابل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق.

١٠٧

بابٌ

في شيء من دعوات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المستجابة

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٢١ ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن ابي بكر ، قال : كان فلان يجلس الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاذا تكلم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بشيء اختلج بوجهه ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتى مات.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٥٧ ] قال : وكان خروج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من الغار ليلة الإثنين لأربع ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول ، فقام يوم الثلاثاء بقديد ، فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك بن جعشم وهو على فرس له فدعا عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرسخت قوائم فرسه فقال : يا محمد أدع اللّه ان يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد ما ورائي ففعل ، فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال أرجعوا فقد استبرأت لكم ما ها هنا وقد عرفتم بصري بالأثر فرجعوا عنه.

١٠٨

[أُسد الغابة ج ٤ ص ٣٦٣ ] ذكر حديثاً مسنداً عن ابي نوفل بن أبي عقرب عن ابيه قال كان لهب بن ابي لهب يسب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اللهم سلط عليه كلباً من كلابك فخرج يريد الشام في قافلة مع أصحابه فنزلوا منزلاً فقال واللّه اني لأخاف دعوة محمد قال فحوطوا المتاع حوله وقعدوا يحرسونه فجاء السبع فأنتزعه فذهب به.

[الهيثمي في مجمعه ج ٦ ص ١٨٣ ] قال : وعن مصعب بن شيبة عن أبيه ، قال : خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم حنين ، واللّه ما أخرجني الاسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن تظهر هوازن على قريش فقلت ـ وأنا واقف معه ـ : يا رسول اللّه اني ارى خيلاً بلقاً ، قال : يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر ، فضرب بيده على صدري ثم قال : اللهم أهد شيبة ، ثم ضربها الثانية ، ثم قال : أللهم اهد شيبة ، فواللّه ما رفع يده في الثالثة من صدري حتى ما كان احد من خلق اللّه أحب الى منه (الحديث) قال : رواه الطبراني.

١٠٩

باب

في علم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب علمه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم باللّه تعالى وشدة خشيته ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم امراً فرخص فيه ، فبلغ ذلك ناساً من أصحابه فانهم كرهوه وتنزهوا عنه ، فبلغه ذلك فقام خطيباً فقال : ما بال رجال بلغهم عني امر رخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه ، فواللّه لأنا أعلمهم باللّه وأشدهم خشية (أقول) ورواه البخاري ايضاً في صحيحه باختلاف يسير في بعض الألفاظ.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٥ ] روى بسنده عن ابن عباس قال حضرت عصابة من اليهود ـ يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ يوماً فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي ، قال : سلوني عما شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة اللّه وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئاً فعرفتموه لتبايعني على الاسلام ، قالوا فذلك لك ، قال : فسلوني عما شئتم ، قالوا : أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن ، اخبرنا أي الطعام حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة؟ واخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل؟

١١٠

وكيف يكون الذكر منه؟ وكيف تكون الأنثى؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم؟ ومن وليه من الملائكة؟ قال فعليكم عهد اللّه لئن أنا أخبرتكم لتبايعني فاعطوه ما شاء من عهد وميثاق قال : فانشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون ان اسرائيل يعقوب مرض مرضاً شديداً وطال سقمه منه فنذر للّه نذراً لئن شفاه اللّه من سقمه ليحرمنّ أحب الشراب اليه واحب الطعام اليه فكان احب الطعام اليه لحم الإبل وأحب الشراب اليه البانها؟ قالوا : اللهم نعم ، قال اللهم اشهد عليهم قال : فأنشدكم باللّه الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون ان ماء الرجل أبيض غليظ وان ماء المرأة اصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه باذن اللّه ، وان علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن اللّه ، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان انثى بإذن اللّه؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قال : فانشدكم باللّه الذي انزل التوراة على موسى هل تعلمون ان هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قالوا : أنت الآن ، فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك ، قال : فان وليي جبريل ولم يبعث نبي قط ، إلا هو وليه ، قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدقناك ، قال فما يمنعكم من أن تصدقوه؟ قالوا : انه عدونا فعند ذلك قال اللّه جل ثناؤه :( قُلْ مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَليٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اَللّٰهِ ) الى قوله :( كَأَنَّهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ ) فعند ذلك باؤوا بغضب على غضب.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٦٣ ] قال عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : أُوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس (إن اللّه عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي أرض تموت أن اللّه عليم خبير) قال : رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح.

١١١

بابٌ

في شيء من اخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الغيب

قال اللّه تبارك وتعالى في سورة الجن :( عٰالِمُ اَلْغَيْبِ فَلاٰ يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّٰ مَنِ اِرْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ ) .

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٥٣ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو واحد بني سلمة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كيف أسرته يا أبا اليسر؟ قال : لقد اعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا ، قال : فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم ، وقال للعباس يا عباس إفد نفسك وابن اخيك عقيل بن ابي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث ابن فهر ، قال فأبى وقال : اني قد كنت مسلماً قبل ذلك وإنما استكرهوني قال : اللّه أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقاً فاللّه يجزيك بذلك ، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد اخذ منه

١١٢

عشرين أوقية ذهب ، فقال : يا رسول اللّه إحسبها لي من فداي قال لا ، ذاك شيء أعطاناه اللّه منك ، قال : فانه ليس لي مال ، فال فاين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند ام الفضل وليس معكما أحد غيركما. فقلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد اللّه كذا؟ قال : فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها واني لأعلم انك رسول اللّه.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٢٤٦ ] روى بسنده عن علي بن عيسى النوفلي ، قال : لما اسر نوفل بن الحارث ببدر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إفد نفسك يا نوفل ، قال : مالي شيء أفدي به يا رسول اللّه قال : إفد نفسك برماحك التي بجدة ، قال : واللّه ما علم احد أن لي بجدة رماحاً بعد اللّه غيري ، أشهد انك رسول اللّه ، ففدى نفسه بها وكانت الف رمح (الحديث).

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٢٥ ] روى بسنده عن شيخ من قريش ان قريشاً لما تكاتبت على بني هاشم حين أبوا أن يدفعوا اليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وكانوا تكاتبوا ألا ينكحوهم ولا ينكحوا اليهم ، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم ، ولا يخالطوهم في شيء ولا يكلموهم ، فمكثوا ثلاث سنين في شعبهم محصورين إلا ما كان من ابي لهب فانه لم يدخل معهم ودخل معهم بنو المطلب بن عبد مناف ، فلما مضت ثلاث سنين أطلع اللّه نبيه على أمر صحيفتهم وأن الأرض قد أكلت ما كان فيها من جور أو ظلم وبقي ما كان من ذكر اللّه ، فذكر ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لأبي طالب ، فقال أبو طالب : أحق ما تخبرني يابن أخي؟ قال : نعم واللّه ، قال : فذكر ذلك أبو طالب لاخوته فقالوا له ما ظنك به؟ قال فقال ابو طالب : واللّه ما كذبني قط ، قال فما ترى؟ قال أرى أن تلبسوا أحسن ما تجدون من الثياب ثم تخرجون الى قريش فنذكر ذلك لهم قبل

١١٣

أن يبلغهم الخبر ، قال : فخرجوا حتى دخلوا المسجد فصمدوا الى الحجر ـ وكان لا يجلس فيه الامسان قريش وذو نهاهم ـ فترفعت اليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون ، فقال ابو طالب : إنّا قد جئنا لأمر فأجيبوا فيه بالذي يعرف لكم ، قالوا : مرحباً بكم واهلاً وعندنا ما يسرك فما طلبت؟ قال : ابن اخي قد أخبرني ولم يكذبني قط أن اللّه سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كل ما ذكر به اللّه ، فان كان ابن أخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم ، وان كان كاذباً دفعته اليكم فقتلتموه أو استحييتموه ان شئتم ، قالوا : قد انصفتنا ، فارسلوا الى الصحيفة فلما أتي بها قال أبو طالب : اقرؤوها فلما فتحوها اذا هي كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد أكلت كلها إلا ما كان من ذكر اللّه فيها قال فسقط في أيدي القوم ثم نكسوا على رؤوسهم. فقال أبو طالب : هل تبين لكم انكم أولى بالظلم والقطيعة والاساءة؟ فلم يراجعه أحد من القوم وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم ، فمكثوا غير كثير ورجع أبو طالب الى الشعب وهو يقول : يا معشر قريش علام نحصر ونحبس وقد بان الأمر؟ ثم دخل هو وأصحابه بين استار الكعبة ، فقال : اللهم انصرنا ممن ظلمنا ، وقطع أرحامنا ، واستحل منا ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا.

[تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٦٧ ] روى بسنده عن زيد بن أرقم ، قال : أتي النبى صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أعرابي وهو شاد عليه ردنه أو عباءه فقال أيكم محمد؟ فقالوا : صاحب الوجه الأزهر ، فقال إن يكن نبياً فما معي؟ قال إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة؟ وقال ابو العلاء فهل أنت مؤمن؟ قال نعم ، قال : إنك مررت بوادي آل فلان ـ أو قال شعب آل فلان ـ وإنك بصرت فيه بوكر حمامة فيه فرخان لها ، وإنك اخذت الفرخين من وكرها وإن الحمامة أتت الى وكرها فلم تر

١١٤

فرخيها فصفقت في البادية فلم تر غيرك فرفرفت عليك ففتحت لها ردنك ـ أو قال عباءك ـ فانقضت فيه فها هي ناشرة جناحيها مقبلة على فرخيها ففتح الأعرابي ردنه ـ أو قال عباءه ـ فكان كما قاله النبي فعجب اصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منها واقبالها على فرخيها ، فقال أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها؟ فاللّه أشد فرحاً وأشد اقبالاً على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها (الحديث).

[مرقاة المفاتيح ج ٥ ص ٤٨١ ] في المتن ، قال : وعن انس قال : كنا مع عمر بين مكة والمدينة ، ثم ساق الحديث (الى أن قال) ثم انشأ ـ أي عمر ـ يحدثنا عن أهل بدر ، قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس ، يقول : هذا مصرع فلان غداً إن شاء اللّه وهذا مصرع فلان غدا ان شاء اللّه ، قال عمر : والذي بعثه بالحق ما اخطأوا الحدود التي حدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض ، فأنطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى انتهى اليهم ، فقال : يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم اللّه ورسوله حقا؟ فاني قد وجدت ما وعدني اللّه حقاً ، فقال عمر يا رسول اللّه كيف تكلم اجساداً لا أرواح فيها؟ فقال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، غير انهم لا يستطيعون ان يردوا على شيئاً (قال) رواه مسلم.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٤ ] قال عن محمد بن جعفر بن الزبير ، قال جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أُمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير ، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش ، وكان ممن يؤذي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء أذاهم بمكة ، وكان وهب بن عمير بن وهب في أساري اصحاب بدر ، قال فذكروا اصحاب القليب بمصابهم ، فقال واللّه إن في العيش خير بعدهم ، فقال عمير بن وهب : صدقت

١١٥

واللّه لو لا دين عليّ ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله فان لي فيهم علة ابني عندهم اسير في ايديهم ، قال : فاغتنمها صفوان فقال : عليّ دينك انا اقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي اسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم ، قال عمير : اكتم عني شأني وشأنك ، قال : أفعل ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق الى المدينة ، فبينما عمر بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم اللّه به وما أراهم من عدوهم إذ نظر الى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال : هذا الكلب واللّه عمير بن وهب ما جاء إلا لشر ، هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر ، ثم دخل عمر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فقال يا رسول اللّه هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح السيف قال فادخله ، فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها ، وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه ، أدخلوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فانه غير مأمون ، ثم دخل على رسول اللّه به وعمر آخذ بحمالة سيفه ، فقال : أرسله يا عمر أدن يا عمير فدنا فقال أنعموا صباحاً ـ وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم ـ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد أكرمنا اللّه بتحية خير من تحيتك يا عمير ، السلام تحية أهل الجنة ، فقال أما واللّه يا محمد إن كنت لحديث عهد بها ، قال : فما جاء بك؟ قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ، فاحسبه ، قال : فما بال السيف في عنقك؟ قال قبحها اللّه من سيوف فهل أغنت عنا شيئاً ، قال : أصدقني ما الذي جئت له؟ قال ما جئت إلا لهذا ، قال : بلى قعدت أنت وصفوان بن لعية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت : لو لا دين عليّ وعيالي لخرجت حتى أقتل محمداً فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني ، واللّه حائل بينك وبين ذلك ، قال عمير : أشهد أنك رسول اللّه ، قد كنا يا رسول اللّه نكذبك بما كنت

١١٦

تأتينا من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فواللّه اني لأعلم ما أنبأك به إلا اللّه ، فالحمد للّه الذي هداني للاسلام ، وساقني هذا المساق ، ثم شهد شهادة الحق ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقهوا أخاكم في دينه ، وأقرؤوه القرآن ، واطلقوا له أسيره ، ثم قال يا رسول اللّه اني كنت جاهداً على إطفاء نور اللّه شديد الأذى لمن كان على دين اللّه واني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم الى اللّه والي الاسلام لعل اللّه ان يهديهم ولا أوذيهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم ، فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلحق بمكة ، وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش : ابشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر ، وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فاخبره باسلامه فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا ، فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو الى الإسلام ، ويؤذي من خالفه أذي شديداً ، فاسلم على يديه ناس كثير (قال) رواه الطبراني مرسلاً ، وإسناده جيد.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٧ ] قال : وعن ابي بكرة ، قال : لما بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعث كسرى الى عامله على ارض اليمن ومن يليه من العرب ـ وكان يقال له بادام ـ انه بلغني انه خرج رجل قبلك يزعم انه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن اليه من يقتله أو يقتل قومه ، قال فجاء رسول بادام الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال له هذا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن اللّه عز وجل بعثني فاقام الرسول عنده ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ان ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم ، وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم ، قال : فكتب قوله في الساعة التي حدثه ، واليوم الذي حدثه ، والشهر الذي حدثه فيه ، ثم رجع الى بادام فاذا كسرى قدمات واذا قيصر قد قتل ، قال رواه الطبراني ، ورجاله رجال

١١٧

الصحيح.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٨ ] قال وعن خريم بن اوس قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، يقول : هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي ، وهذه الشماء بنت بقيلة الازدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ، قلت يا رسول اللّه إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي ، قال : هي لك ، ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طئ ، فكنا نقاتل قيساً على الاسلام ، ومنهم عتبة ابن حصن ، وساق الحديث (الى أن قال) ثم سار خالد بن الوليد الى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا الى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ـ ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز ـ فبرز له ابن الوليد ودعا الى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد فقوم سلبه فبلغت قلنسوته مائة الف درهم ، ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها شماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود فتعلقت بها وقلت : هذه وهبها لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فدعاني خالد عليها البينة فاتيته بها فسلمها الى ونزل الينا أخوها عبد المسيح ، فقال لي : بعنيها فقلت له : لا انقصها واللّه من عشر مائة شيئا فدفع الى الف درهم ، فقيل لي لو قلت : مائة الف دفعها اليك ، فقلت لا أحسب أن مالاً أكثر من عشر مائة (قال) رواه الطبراني.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٣ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ان يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منها الذراع فأكل منها وأكل الرهط من أصحابه معه ، ثم قال لهم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ارفعوا ايديكم وأرسل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى اليهودية فدعاها فقال لها أسمعت هذه الشاة؟ فقالت : نعم

١١٨

ومن أخبرك؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أخبرتني هذه في يدي الذراع ، فقالت : نعم ، قال فماذا أردت الى ذلك؟ قالت قلت ان كان نبياً لم يضره ، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه فعفا عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ولم يعاقبها (الحديث).

١١٩

بابٌ

في فلق صدر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٥ ص ١٣٩ ] روى بسنده عن اُبي ابن كعب ، قال : ان أبا هريرة كان جرياً علي أن يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره ، فقال : يا رسول اللّه ما أول ما رأيت في أمر النبوة؟ فاستوى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جالساً وقال : لقد سألت أبا هريرة ، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر ، وإذا بكلام فوق رأسي واذا رجل يقول لرجل أهو هو؟ قال : نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط ، وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط ، فأقبلا الى يمشيان حتى اخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مسا ، فقال أحدهما لصاحبه : اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا هصر ، وقال أحدهما لصاحبه أفلق صدره فهوى أحدهما الى صدري ففلقه فما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له اخرج الغل والحسد فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرأفة والرحمة فاذا مثل الذي أخرج يشبه الفضة ، ثم هز ابهام رجلي اليمنى ، فقال : اغد واسلم ، فرجعت بها أغدو رقة علي الصغير ورحمة للكبير.

١٢٠

[كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٥ ] قال : عن شداد بن أوس ، قال : بينا نحن جلوس عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إذ أتاه رجل من بني عامر ـ وهو سيد قومه وكبيرهم ومدرههم ـ يتوكأ على عصاه ، فقام بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونسب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى جده ، فقال : يابن عبد المطلب إني أُنبئت أنك تزعم أنك رسول اللّه الى الناس أرسلك بما أرسل به ابراهيم ، وموسى ، وعيسىعليهم‌السلام وغيرهم من الأنبياء ، ألا وانك قد تفوهت بعظيم ، إنما كانت الأنبياء والملوك في بيتين من بني اسرائيل ، بيت نبوة ، وبيت ملك ، فلا أنت من هؤلاء ولا أنت من هؤلاء إنما أنت رجل من العرب فما لك والنبوة ولكن لكل امر حقيقة فانبئني بحقيقة قولك وشأنك ، فأعجب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مسألته ، ثم قال : يا أخا بني عامر إن للحديث الذي تسأل عنه نبأ ومجلساً فأجلس ، فثني رجله وبرك كما يبرك البعير ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا أخا بني عامر إن حقيقة قولي وبدء شأني دعوة ابراهيم وبشرى أخي عيسى بن مريم (أقول) وذكر الحديث بطريق آخر قال فيه : فجلس العامري بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ان والدي لما بني بامي حملت فرأت فيما يرى النائم أن نوراً خرج من جوفها فجعلت تتبعه بصرها حتى ملأ ما بين السماء والأرض نورا فقصت ذلك على حكيم من أهلها فقال لها : واللّه لئن صدقت رؤياك ليخرجن من بطنك غلام يعلو ذكره بين السماء والأرض ، وكان هذا الحي من بني سعد ابن هوزان ينتابون نساء أهل مكة فيحضنون أولادهم وينتفعون بخيرهم وإن امي ولدتني في العام الذي قدموا فيه ، وهلك والدي فكنت يتيماً في حجر عمي أبي طالب ، فأقبل النسوان يتدافعنني ويقلن ضرع صغير لا أب له فما عسينا أن ننتفع به من خير ، وكانت فيهن امرأة يقال لها ام كبشة ابنة الحارث ، فقالت : واللّه لا أنصرف عامي

١٢١

هذا خائبة أبداً فاخذتني وألقتني على صدرها فدر لبنها فحضنتني ، فلما بلغ ذلك عمي أبا طالب أقطعها إبلاً ومقطعات من الثياب ولم يبق عم من عمومتي إلا أقطعها وكساها ، فلما بلغ ذلك النسوان أقبلن اليها يقلن أما واللّه يا أم كبشة لو علمنا بركة هذا يكون هكذا ما سبقتنا اليه ثم ترعرعت وكبرت وقد بغضت الى أصنام قريش والعرب فلا اقربها ولا آتيها (اقول) وقال في الطريق الأول الذي ذكرنا صدره ما لفظه : فلما نشأت بغضت الى الأوثان وبغض الى الشعر واسترضع لي في بني جشم بن بكر فبينا أنا ذات يوم في بطن واد مع أتراب من الصبيان إذ أنا برهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملئن من ثلج فاخذوني من بين أصحابي وانطلق اصحابي هراباً حتى انتهوا الى شفير الوادي ثم أقبلوا على الرهط فقالوا : ما لكم ولهذا الغلام إنه غلام ليس منا وهو ابن سيد قريش ، وهو مسترضع فينا من غلام يتيم ليس له أب فماذا يرد عليكم قتله ولئن كنتم لا بد فاعلين فاختاروا منا أينا شئتم فليأتكم فأقتلوه مكانه ودعوا هذا الغلام ، فلم يجيبوهم ، فلما رأى الصبيان أن القوم لا يجيبونهم انطلقوا هراباً مسرعين الى الحي يؤذنونهم به ويستصرخونهم على القوم ، فعمد الى أحدهم فاضجعني الى الأرض إضجاعاً لطيفاً ثم شق ما بين صدري الى متن عانتي وأنا أنظر فلم اجد لذلك مساً ثم أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك الثلج فأنعم غسله ثم اعادها الى مكانها ، ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم أدخل يده في جوفي فاخرج قلبي وانا انظر فصدعه فاخرج منه مضغة سوداء فرمي بها ، ثم قال بيده كأنه يتناول شيئاً فاذا أنا بخاتم في يده من نور يخطف أبصار الناظرين دونه فختم على قلبي فأمتلأ نوراً وحكمة ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهراً ، ثم قام الثالث فنحى صاحبيه فأمرّ يده بين ثديي ومنتهى عانتي والتأم ذلك الشق باذن اللّه ، ثم أخذ بيدي فانهضني من مكاني إنهاضاً لطيفاً ، فقال الأول الذي شق بطني : زنوه بعشرة من امته فوزنوني

١٢٢

فرجحتهم. ثم قال : زنوه بمائة من امته فوزنوني فرجحتهم ، ثم قال : زنوه بالف من امته فوزنوني فرجحتهم ، ثم قال دعوه فلو وزنتموه بامته جميعاً لرجح بهم ، ثم قاموا الى فضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني ، ثم قالوا يا حبيب لم ترع انك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عينك ، بينما نحن كذلك إذ أقبل الحي بحذافيرهم واذا ظئري أمام الحي تهتف بأعلى صوتها وهي تقول : يا ضعيفاه فاكبوا عليّ ـ (أقول) يعني الملائكة الذين شقوا ما بين صدره الى متن عانته ـ يقبلوني ويقولون يا حبذا انت من ضعيف ، ثم قالت يا وحيداه فاكبوا عليّ وضموني الى صدورهم وقالوا : يا حبذا انت من وحيد ، ما انت بوحيد إن اللّه معك وملائكته والمؤمنون من أهل الأرض ، ثم قالت : يا يتيماه استضعفت من بين أصحابك فقتلت لضعفك ، فاكبوا عليّ وضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وقالوا : يا حبذا انت من يتيم ما اكرمك على اللّه تعالى ، لو تعلم ماذا يراد بك من الخير ، فوصلوا الى شفير الوادي فلما بصرت بي ظئري قالت يا بني ألا أراك حياً بعد؟ فجاءت حتى اكبت علي فضمتني الى صدرها ، فوالذي نفسي بيده اني لفي حجرها قد ضمتني اليها وان يدي لفي يد بعضهم وظننت ان القوم يبصرونهم فاذا هم لا يبصرونهم ، فجاء بعض الحي فقال : هذا غلام أصابه ملم أو طائف من الجن فأنطلقوا بنا الى الكاهن ينظر اليه ويداويه ، فقلت له : يا هذا ليس بي شيء مما تذكرون إن لي نفساً سليمة وفؤاداً صحيحاً وليس بي قلبة ، فقال ابي وهو زوج ظئري ألا ترون كلامه صحيحاً؟ إني لأرجو أن لا يكون بابني بأس ، فاتفق القوم على أن يذهبوا بي الى الكاهن فاحتملوني حتى ذهبوا بي اليه فقصوا عليه قصتي فقال : اسكتوا حتى أسمع من الغلام فانه أعلم بامره ، فقصصت عليه أمري من أوله الى آخره فلما سمع مقالتي ضمني الى صدره ونادى باعلى صوته يا للعرب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه ، فواللات والعزى لئن تركتموه ليبدلن دينكم وليسفهن احلامكم وأحلام آبائكم ، وليخالفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا بمثله ، فانتزعتني

١٢٣

ظئري من يده وقالت : لأنت أعته منه وأحن ، ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به ، ثم احتملوني وردوني الى أهلي فاصبحت مغموماً مما دخل بي ، وأصبح أثر الشق ما بين صدري الى منتهى عانتي كأنه شراك فذاك حقيقة قولي وبدء شأني ، فقال العامري : اشهد ان لا إله إلا اللّه ، وان محمدا رسول اللّه ، وأن امرك حق فأنبئني بأشياء أسألك عنها ، قال سل عنك ، وكان صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول للسائلين قبل ذلك : سل عما بدا لك ، فقال يومئذ للعامري : سل عنك ـ فانها لغة بني عامر ـ فكلمه بما يعرف ، فقال العامري : اخبرني يابن عبد المطلب ماذا يزيد في الشر؟ قال : التمادي ، قال : فهل ينفع البر بعد الفجور؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : نعم ان التوبة تغسل الحوبة ، وان الحسنات يذهبن السيئات ، فاذا ذكر العبد ربه في الرخاء أعانه عند البلاء ، قال العامري : وكيف ذلك يابن عبد المطلب؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذلك بان اللّه يقول لا أجمع لعبدي ابداً امنين ، ولا أجمع له أبداً خوفين ، إن هو امنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي ، وان هو خانني في الدنيا آمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس ، فيدوم له امنه ولا امحقه فيمن امحق ، فقال العامري : يا بن عبد المطلب الى ما تدعو؟ قال : ادعو الى عبادة اللّه وحده لا شريك له ، وأن تخلع الأنداد ، وتكفر باللات والعزى ، وتقر بما جاء من اللّه من كتاب ورسول ، وتصلي الصلوات الخمس بحقائقهن ، وتصوم شهراً من السنة ، وتؤدي زكاة مالك ، فيطهرك اللّه به ، ويطيب لك مالك ، وتحج البيت اذا وجدت اليه سبيلاً ، وتغسل من الجنابة ، وتقر بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار ، قال يابن عبد المطلب : فاذا انا فعلت هذا فمالي؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم( جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ خالدا فِيهٰا وذٰلِكَ جَزٰاءُ مَنْ تَزَكّى ) قال : يابن عبد المطلب هل مع هذا من الدنيا شيء فإنه يعجبنا الوطأة في العيش ، فقال النبي صلّى اللّه عليه

١٢٤

(وآله) وسلم نعم النصر والتمكين في البلاد ، فأجاب العامري واناب (قال) اخرجه ابو يعلى وابو نعيم وابن عساكر (اقول) وسيأتي في باب معراج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من صحيح مسلم حديثاً يشتمل صدره على تفريج جبريل صدر النبي ، فانتظر.

١٢٥

باب

في بدء نزول الوحي على النبي

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكيفيته

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٥ ] قال : عن ابن عباس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لخديجة : اني ارى ضوءاً وأسمع صوتاً وانا اخشى ان يكون بي جن ، قالت : لم يكن اللّه ليفعل ذلك بك يابن عبد اللّه ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له ، فقال : ان يكن صادقاً فإن هذا ناموس مثل ناموس موسىعليه‌السلام ، وان بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأو من به (قال) رواه أحمد متصلاً ومرسلاً ، والطبراني بنحوه وزاد : وأعينه (قال) ورجال أحمد رجال الصحيح.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٦ ] قال : وعن خديجة قالت : قلت يا رسول اللّه يابن عم هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به؟ فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم يا خديجة ، قالت خديجة فجاءه جبرئيل ذات يوم وأنا عنده ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء ، فقلت له : قم فأجلس على فخذي الأيمن ، فقلت له : هل تراه؟ قال : نعم فقلت له : تحول فأجلس على فخذي الأيسر ،

١٢٦

فجلس فقلت له هل تراه؟ قال : نعم فقلت له : تحول فأجلس في حجري ، فجلس ، فقلت له هل تراه؟ قال : نعم ، قالت خديجة فتحسرت وطرحت خماري وقلت هل تراه؟ قال : لا فقلت هذا واللّه ملك كريم ، واللّه ما هو شيطان ، قالت خديجة : فقلت لورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى بن قصي : ذلك مما أخبرني به محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال ورقة : حقا يا خديجة حدثك (قال) رواه الطبراني في الأوسط وأسناده حسن.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٦ ] قال : وعن ورقة الأنصاري قال : قلت يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك؟ ـ يعني جبريلعليه‌السلام ـ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ ، وباطن قدميه أخضر (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٦ ] قال : وعن عبد اللّه بن عمر قال : سألت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : يا رسول اللّه هل تحس بالوحي؟ قال : نعم اسمع صلصلة ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى الى إلا ظننت أن نفسي تقبض (قال) رواه احمد والطبراني واسناده حسن (أقول) وروى البخاري ايضاً في صحيحه ما يقرب من ذلك ، وقد رواه في أول باب منه ، وهو باب كيف كان بدء الوحي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

١٢٧

باب

في معراج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الإيمان ، في باب الاسراء برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن انس بن مالك ، قال كان ابو ذر يحدث ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فرج سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريلعليه‌السلام ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتليء حكمة وإيماناً فافرغها في صدري ، ثم اطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا فلما جئنا السماء الدنيا ، قال جبرئيل لخازن السماء الدنيا : افتح قال من هذا؟ قال هذا جبريل ، قال : هل معك احد؟ قال : نعم معي محمد ، قال فارسل اليه ، قال نعم ، ففتح فلما علونا السماء الدنيا فاذا رجل عن يمينه اسودة وعن يساره اسودة ، قال فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله بكى ، قال : فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا آدم وهذه الاسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فاهل اليمين اهل الجنة ، والاسودة التي عن شماله اهل النار ، فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله

١٢٨

بكي ، قال : فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا آدم وهذه الاسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فاهل اليمين اهل الجنة ، والاسودة التي عن شماله اهل النار ، فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى قال : ثم عرج بي جبريل حتى اتى السماء الثانية ، فقال لخازنها افتح ، قال : فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح ، فقال أنس بن مالك : فذكر انه وجد في السماوات آدم وادريس وعيسى وموسى وابراهيم ولم يثبت كيف منازلهم غير انه ذكر انه قد وجد آدم في السماء الدنيا وابراهيم في السماء السادسة قال فلما مر جبريل ورسول اللّه بادريسعليه‌السلام ، قال مرحباً بالنبي الصالح ، والأخ الصالح ، قال ثم مر فقلت من هذا؟ قال : هذا ادريس ، قال ثم مررت بموسىعليه‌السلام فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والاخ الصالح قال قلت من هذا؟ قال هذا موسى قال : ثم مررت بعيسىعليه‌السلام فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والأخ الصالح قلت من هذا؟ قال هذا عيسى ابن مريم ، قال ثم مررت بابراهيمعليه‌السلام : فقال : مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح قال : قلت من هذا؟ قال هذا ابراهيم (قال ابن شهاب) واخبرني ابن حزم ان ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام (قال ابن حزم) وانس بن مالك : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ففرض اللّه على امتي خمسين صلاة ، قال فرجعت بذلك حتى امر بموسىعليه‌السلام فقال موسىعليه‌السلام ماذا فرض ربك على امتك؟ قال : قلت فرض عليهم خمسين صلاة ، قال لي موسىعليه‌السلام فراجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك ، قال : فراجعت ربي فوضع شطرها ، قال فرجعت الى موسىعليه‌السلام فاخبرته ، قال راجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك ، قال فراجعت ربي فقال هي خمس ، وهي خمسون لا يبدل القول لدى قال فرجعت الى موسىعليه‌السلام فقال : راجع ربك فقلت : قد استحييت من ربي ، قال ثم انطلق جبريل حتى تأتّى سدرة المنتهي فغشيها الوان لا أدري ما هي ، قال : ثم ادخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ واذا ترابها المسك.

١٢٩

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٩٢ ] روى بسنده عن انس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اتي بالبراق ليلة أسرى به ملجماً مسرجاً فاستصعب عليه ، فقال له جبرئيل : أبمحمد تفعل هذا؟ فما ركبك أحد أكرم على اللّه منه ، قال فارفض عرقا.

[صحيح النسائي ج ١ ص ٧٧ ] روى بسنده عن انس بن مالك ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل ، خطوها عند منتهى طرفها فركبت ومعي جبرئيل فسرت ، فقال إنزل فصل ففعلت ، فقال : اتدري اين صليت؟ صليت بطيبة واليها المهاجر ، ثم قال : انزل فصل فصليت ، فقال اتدري أين صليت؟ صليت بطيبة واليها المهاجر ثم قال : انزل فصل فصليت فقال اتدري اين صليت؟ صليت بطور سيناء حيث كلم اللّه عز وجل موسىعليه‌السلام ، ثم قال : إنزل فصل فصليت ، فقال أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسىعليه‌السلام ثم دخلت ببيت المقدس فجمع لي الانبياءعليهم‌السلام ، فقدمني جبرئيل حتى أممتهم ثم صعد بي الى السماء الدنيا فاذا فيها آدمعليه‌السلام ، ثم صعد بي الى السماء الثالثة فاذا فيها يوسفعليه‌السلام ، ثم صعد بي الى السماء الرابعة فاذا فيها هارون ، ثم صعد بي الى السماء الخامسة فاذا فيها ادريسعليه‌السلام ، ثم صعد بي الى السماء السادسة فاذا فيها موسىعليه‌السلام ، ثم صعد بي الى السماء السابعة فاذا فيها ابراهيمعليه‌السلام ، ثم صعد بي فوق سبع سماوات فاتينا سدرة المنتهى فغشيتني ضبابة فخررت ساجداً فقيل لي اني يوم خلقت السماوات والأرض فرضت عليك وعلى امتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وامتك فرجعت الى ابراهيم فلم يسألني عن شيء ، ثم أتيت موسى ، فقال كم فرض عليك وعلى امتك؟ قلت : خمسين صلاة ، قال فانك لا تستطيع أن تقوم بها أنت ولا امتك ، فارجع الى ربك فاسأله التخفيف ، فرجعت الى ربي فخفف عني عشرا ، ثم أتيت موسى فامرني بالرجوع فرجعت فخفف عني عشرا ، ثم ردت الى خمس

١٣٠

صلوات ، قال فارجع الى ربك فاسأله التخفيف فانه فرض على بني إسرائيل صلاتين فما قاموا بها ، فرجعت الى ربي عز وجل فسألته التخفيف فقال : اني يوم خلقت السماوات والارض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة فخمس بخمسين فقم بها أنت وامتك ، فعرفت انها من اللّه تبارك وتعالى صرى فرجعت الى موسى فقال ارجع فعرفت انها من اللّه صرى ، أي حتم ، فلم ارجع.

[تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٣ ] روى بسنده عن ابي هريرة انه سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : لما اسري بي الى السماء انتهى بي جبرئيل الى سدرة المنتهى فغمسني في النور غمسة ثم تنحي ، فقلت حبيبي جبرئيل أحوج ما كنت اليك تدعني وتتنحي عني ، قال : يا محمد إنك في موقف لا يكون نبي مرسل ولا ملك مقرب يقف هاهنا ، أنت من اللّه أدنى من القاب الى القوس ، فاتاني الملك فقال : ان الرحمان تعالى يسبح نفسه ، فسمعت الرحمان يقول : سبحان اللّه ما أعظم اللّه لا إله إلا اللّه (الحديث).

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ١ ص ٣٠٩ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لما كان ليلة اسرى بي وأصبحت بمكة فظعت بامري وعرفت ان الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزيناً (قال) فمر عدو اللّه ابو جهل فجاء حتى أجلس اليه فقال له كالمستهزيء هل كان من شيء؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم ، قال : ما هو؟ قال : إنه أسري بي الليلة ، قال : الى أين؟ قال : الى بيت المقدس ، قال : ثم اصبحت بين ظهرانينا؟ قال : نعم ، (قال) فلم ير انه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه اليه ، قال : أرأيت ان دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم ، فقال : هيا معشر بني كعب بن لوي ، حتى قال فانتقضت اليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا اليهما ، قال : حدث قومك بما حدثتني ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إني أسرى بي الليلة ، قالوا : الى اين؟ قلت : الى

١٣١

بيت المقدس قالوا : ثم اصبحت بين ظهر انينا؟ قال : نعم ، (قال) : فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً للكذب ، زعم قالوا : هل يستطيع ان تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر الى ذلك البلد ورأى المسجد ـ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذهبت أنعت حتى التبس على بعض النعت ، قال : فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال ـ او عقيل ـ فنعته وانا انظر اليه (الى أن قال) فقال القوم : أما النعت فواللّه لقد أصاب.

١٣٢

باب

في حب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب الإيمان ، في باب حب الرسول من الايمان (روى) بسنده عن انس ، قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده وولده والناس اجمعين.

[صحيح البخاري] في كتاب الإيمان ، في باب حلاوة الإيمان (روى) بسنده عن انس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ، أن يكون اللّه ورسوله أحب اليه مما سواهما ، وان يحب المرء لا يحبه إلا للّه ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.

[صحيح مسلم] في كتاب الإيمان ، في باب وجوب محبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب اليه من أهله وماله والناس أجمعين.

[حلية الأولياء ج ٤ ص ٤٢ ] روى بسنده عن عبد المنعم بن ادريس عن ابيه عن جده وهب ، قال : كان في بني اسرائيل رجل عصى اللّه مائتي سنة

١٣٣

ثم مات فاخذوا برجله فالقوه على مزبلة ، فاوحى اللّه الى موسى عليه السلام أن اخرج فصل عليه ، قال يا رب بنو اسرائيل شهدوا أنه عصاك مائتي سنة فاوحى اللّه اليه هكذا كان إلا أنه كلما نشر التوراة ونظر الى اسم محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قبله ووضعه على عينيه وصلى عليه ، فشكرت ذلك له وغفرت ذنوبه وزوجته سبيلة حوراء.

١٣٤

باب

في جود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب شجاعة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن انس بن مالك ، قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم احسن الناس ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، الحديث (أقول) ورواه الترمذي ايضاً في صحيحه ، وقال فيه : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من اجرأ الناس ، وأجود الناس وأشجع الناس.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود الناس بالخير (روى) بسنده عن ابن عباس ، قال :

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، إن جبرئيل كان يلقاه في كل سنة من رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم القرآن فاذا لقيه جبرئيل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة (اقول) رواه مسلم بطرق متعددة ، وكذلك البخاري في صحيحه.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٦ ] روى بسنده عن ابراهيم بن محمد

١٣٥

من ولد علي بن ابي طالبعليه‌السلام ، قال : كان عليعليه‌السلام اذا وصف النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لم يكن بالطويل الممغط (الى أن قال) بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفاً ، وأشرحهم صدراً وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشيرة من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله.

[موطأ الإمام مالك بن انس في كتاب الجهاد ص ١٩٥ ] روى بسنده عن عمرو بن شعيب : أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حين صدر من حنين وهو يريد الجعرانة ـ سأله الناس حتى دنت به ناقته من شجرة فتشبكت بردائه حتى نزعته عن ظهره ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ردوا عليّ ردائي أتخافون أن لا أقسم بينكم ما افاء اللّه عليكم؟ والذي نفسي بيده لو افاء اللّه عليكم مثل سمر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدونني بخيلا ولا جباناً ولا كذاباً. (اللغة) السمر : بفتح السين المهملة وضم الميم ثم الراء نوع شجر من العضاه وليس في العضاة أجود خشباً منه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ١٧٥ ] روى بسنده عن انس ان رجلاً اتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يسأله فاعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غنما بين جبلين ، فاتي الرجل قومه فقال : أي قومي أسلموا فواللّه ان محمداً صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليعطي عطية رجل ما يخاف الفاقة ، او قال الفقر (الحديث).

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٤ ] روى بسنده عن جابر ، قال : ما سئل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيئاً قط فقال لا (الحديث).

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ] روى بسنده عن ابن عمر ، قال : ما رأيت أحداً أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٣ ] قال عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ألا اخبركم عن الاجود الاجود؟ اللّه الاجود الاجود ، وأنا أجود ولد آدم (قال) رواه ابو يعلى.

١٣٦

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٣ ] قال : وعن ابن عمر ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم واتى صاحب بز فاشترى منه قميصاً باربعة دراهم فخرج وهو عليه ، فاذا رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول اللّه إكسني قميصاً كساك اللّه من ثياب الجنة ، فنزع القميص فكساه إياه ، ثم رجع الى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً باربعة دراهم وبقي معه درهمان فاذا هو بجارية في الطريق تبكي ، فقال ما يبكيك؟ قالت : يا رسول اللّه دفع الى أهلي درهمين أشتري بهما دقيقا فهلكا ، فدفع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اليها الدرهمين الباقيين ثم ولت وهي تبكي ، فدعاها فقال : ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين؟ فقالت أخاف أن يضربوني ، فمشي معها الى أهلها فسلم فعرفوا صوته ، ثم عاد فسلم ، ثم عاد فثلث فردوا فقال أسمعتم أول السلام؟ فقالوا : نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام فما اشخصك بابينا وأمنا؟ قال أشفقت هذه الجارية أن تضربوها ، قال صاحبها هي حرة لوجه اللّه لممشاك معها ، فبشرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) بالخير وبالجنة ، وقال لقد بارك اللّه في العشرة كسا اللّه نبيه قميصاً ورجلا من الانصار قميصاً ، وأعتق منها رقبة ، وأحمد اللّه هو الذي رزقنا هذا بقدرته (قال) رواه الطبراني.

١٣٧

بابٌ

في شجاعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحبه للشهادة

وقتال جبرئيل وميكائيل عنه

[أقول] تقدم في الباب السابق بعض ما دل على كونه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أشجع الناس ، وهذه جملة أخرى وردت في ذلك.

[صحيح البخاري] في الجهاد والسير ، في باب من قاد دابة غيره في الحرب (روى) بسنده عن ابي اسحاق ، قال رجل للبراء بن عازب : أفررتم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم حنين؟ قال لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لم يفر ، إن هوازن كانوا قوماً رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا ، فاقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام ، فاما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يفر فلقد رأيته وانه لعلى بغلته البيضاء وان أبا سفيان ـ يعني أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ آخذ بلجامها ـ والنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول :

أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٨٦ ] روى بسنده عن عليعليه‌السلام ، قال لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله)

١٣٨

وسلم وهو أقربنا الى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ١ ص ١٥٨ ] روى بسنده عن عليعليه‌السلام ، قال : كنا اذا احمر البأس ولقي القوم اتقينا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٧٦ ] قال عن البراء بن عازب قال كنا إذا احمر البأس نتقي برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وان الشجاع الذي يحاذي به (قال) أخرجه ابن ابي شيبة.

[كنز العمال ج ٥ ص ٢٧٥ ] قال : عن انس عن المقداد ، قال : لما تصاففنا للقتال ـ يعني يوم احد ـ جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تحت راية مصعب بن عمير ، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم فانتهبوا ثم كروا على المسلمين فاتوا من خلفهم فتفرق الناس ونادى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في أصحاب الألوية فاخذ اللواء مصعب بن عمير ثم قتل (الى أن قال) ونادى المشركون بشعارهم يا للعزى يا للهبل ، فاوجعوا واللّه فينا قتلا ذريعاً ونالوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما نالوا ، والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم زال شبراً واحداً ، إنه لفي وجه العدو تثوب اليه طائفة من أصحابه مرة وتتفرق عنه مرة ، فربما رأيته قائما يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجر حتى تحاجروا ، الحديث (قال) أخرجه الواقدي.

[صحيح البخاري] في التمني ، الحديث الأول (روى) بسنده عن ابي هريرة ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : والذي نفسي بيده لو لا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما احملهم ما تخلفت ، لوددت أني اقتل في سبيل اللّه ثم أحيي ثم أُقتل ثم أُحي ثم اُقتل ثم أُحي ثم أُقتل.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب إذ همت طائفتان (روى) بسنده عن سعد بن ابي وقاص ، قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه

١٣٩

عليه و (آله) وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه ، عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد (أقول) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الفضائل ، في باب قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) يوم أُحد (قال) فيه : يعني جبرئيل وميكائيل.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463