فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة8%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 463 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 130694 / تحميل: 6357
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٦٤٠٦-١٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

باب

في ان هدى النبي صلّى اللّه عليه وآله

وسلّم أحسن الهد ى

[صحيح مسلم في كتاب الجمعة في باب تخفيف الصلاة والجمعة] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبد اللّه (قال) كان رسول اللّه (ص) اذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش (يقول) صبحكم ومساكم (ويقول) بعثت انا والساعة كهاتين ـ ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى ـ (ويقول) أما بعد : فان خير الحديث كتاب اللّه وخير الهدى هدى محمد وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة (ثم يقول) انا اولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً أو ضياعا فإليّ وعليّ وانا وليّ المؤمنين.

[صحيح النسائي ج ١ ص ٢٣٤ ]روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه (قال) كان رسول اللّه (ص) يقول في خطبته يحمد اللّه ويثنى عليه بما هو اهله (ثم يقول) من يهده اللّه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ان اصدق الحديث كتاب اللّه ، وأحسن الهدى هدى محمد ، وشر الامور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ،

٢١

وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار (الحديث).

[صحيح النسائي ج ١ ص ١٩٣ ]روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر ان رسول اللّه (ص) كان يقول : ـ في صلاته بعد التشهد ـ احسن الكلام كلام اللّه ، واحسن الهدى هدى محمد (ص).

٢٢

باب

في اسماء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب التفسير في باب قوله تعالى( من بعدي اسمه احمد ) في سورة الصف (روى) بسنده عن محمد بن جبير ابن مطعم عن ابيه قال سمعت رسول اللّه (ص) يقول : ان لي أسماء أنا محمد ، وأنا احمد ، وانا الماحي الذي يمحو اللّه بي الكفر ، وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب (اقول) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الفضائل في باب اسمائه (ص) (وقال) وانا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده نبي.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٤٠٤ ]روى بسنده عن ابي موسى قال سمي لنا رسول اللّه (ص) نفسه اسماء ، منها ما حفظنا ، ومنها ما لم نحفظ (فقال) انا محمد ، وانا احمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة ونبي الملحمة.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٥ ص ٤٠٥ ]روى بسنده عن حذيفة (قال) بينما أنا امشي في طريق المدينة ، قال إذاً رسول اللّه (ص) يمشي فسمعته يقول : أنا محمد ، وأنا أحمد ، ونبي الرحمة ،

٢٣

ونبي التوبة ، والحاشر ، والمقفي ونبي الملاحم.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٧٣ ]روى بسنده عن نافع بن جبير انه دخل على عبد الملك بن مروان فقال أتحصى أسماء رسول اللّه (ص) التي كان جبير بن مطعم يعدها؟ (قال) : نعم هي ست ، محمد ، واحمد ، وخاتم وحاشر ، وعاقب ، وماح. فاما حاشر فيبعث مع الساعة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، واما عاقب فانه عقب الانبياء ، واما ماح فان اللّه ماح به سيئات من اتبعه.

[كنز العمال ج ٦ ص ١١٦ ] ولفظه ان لي عند ربي عز وجل عشرة اسماء : محمد واحمد ، وابو القاسم ، والفاتح ، والخاتم ، والماحي ، والعاقب والحاشر ، ويس ، وطه ، (قال) اخرجه ابن عدي وابن عساكر عن ابي الفضل.

٢٤

باب

في نقش خاتم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

[صحيح البخاري] في كتاب العلم في باب ما يذكر في المناولة (روى) بسنده عن انس بن مالك قال كتب النبي (ص) كتاباً ـ او اراد ان يكتب ـ فقيل له إنهم لا يقرؤن كتاباً الا مختوماً ، فاتخذ خاتما من فضة نقشه محمد رسول اللّه ، كأني انظر الى بياضه في يده (اقول) ورواه النسائي ايضاً في صحيحه (ج ٢ ص ٢٨٩ ) وقال أراد رسول اللّه (ص) ان يكتب الى الروم فقالوا إنهم لا يقرؤن كتابا إلا مختوما (الحديث).

[صحيح الترمذي ج ١ ص ٣٢٥ ]روى بسنده عن انس بن مالك (قال) كان نقش خاتم النبي ، محمد سطر ، ورسول سطر ، واللّه سطر.

[صحيح النسائي ج ٢ ص ٢٩٥ ]روى بسنده عن ابن عمر (قال) كان النبي (ص) يتختم بخاتم من ذهب ، ثم طرحه ولبس خاتما من ورق ، ونقش عليه محمد رسول اللّه (ثم قال) : لا ينبغي لاحد أن ينقش على نقش خاتمي هذا وجعل فصه في بطن كفه.

٢٥

باب

في حسن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

ونور وجهه

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب صفة النبي (ص) روى بسنده عن أبي اسحاق (قال) سمعت البراء يقول كان رسول اللّه (ص) أحسن الناس وجهاً ، واحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير.

[صحيح البخاري] روى في الباب المتقدم عن البراء (قال) كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مربوعاً ، بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أُذنيه رأيته في حلة حمراء لم أرَ شيئاً قط أحسن منه.

[صحيح البخاري] روى في الباب المتقدم عن ابي اسحاق (قال) سئل البراء أكان وجه النبي (ص) مثل السيف؟ قال لا بل مثل القمر.

[صحيح البخاري] روى في الباب المتقدم عن عبد اللّه بن كعب (قال) سمعت كعب بن مالك يحدث ـ حين تخلف عن تبوك ـ (قال) فلما سلمت على رسول اللّه (ص) وهو يبرق وجهه من السرور ، وكان رسول اللّه (ص) اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا

٢٦

نعرف ذلك منه.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب كان النبي (ص) ابيض مليح الوجه (روى) بسنده عن الجريري عن أبي الطفيل (قال) قلت له أرأيت رسول اللّه (ص)؟ قال نعم كان ابيض مليح الوجه.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٣٣ ]روى بسنده عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول اللّه (ص) في ليلة إضحيان (أي مقمرة) فجعلت انظر الى رسول اللّه (ص) والى القمر وعليه حلة حمراء فاذا هو عندي احسن من القمر.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص ٣٠٥ ]روى بسنده عن ابي هريرة (يقول) ما رأيت شيئا احسن من رسول اللّه (ص) كان كأن الشمس تجري في جبهته ، وما رأيت احداً اسرع في مشيته من رسول اللّه (ص) كأنما الارض تطوي له ، انا لنجهد انفسنا وانه لغير مكترث (الحديث).

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ]روى بسنده عن ابي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر (قال) قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء : صفي لنا رسول اللّه (ص) فقالت يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٠ ]روى بسنده عن ابن عباس (قال) كان رسول اللّه (ص) افلج الثنيتين ، اذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه.

[تاريخ بغداد ج ٥ ص ٤٣٩ ]روى بسنده عن جابر عن النبي (ص) (قال) هبط علي جبرئيل فقال : يا محمد ان اللّه يقرأ عليك السلام ويقول : حبيبي النبي كسوت حسن يوسف من نور الكرسي ،

٢٧

وكسوت حسن وجهك من نور عرشي ، وما خلقت خلقاً أحسن منك يا محمد.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٩٧ ] قال : عن عائشة قالت : استمرت من حفصة بنت رواحة ابرة كنت اخيط بها ثوب رسول اللّه (ص) فسقطت عني الابرة فطلبتها فلم اقدر عليها ، فدخل رسول اللّه (ص) فتبينت الابرة بشعاع نور وجهه فضحكت ، فقال يا حميراء لم ضحكت؟ قلت كان كيت وكيت فنادى باعلي صوته يا عائشة الويل ثم الويل لمن حرم النظر الى هذا الوجه ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر الى وجهي (قال) اخرجه الديلمي وابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٧٩ ] قال وعن ابي قرصافة (قال) لما بايعنا رسول اللّه (ص) أنا وأمي وخالتي ، ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي امي وخالتي : يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن منه وجهاً ، ولا انقى ثوباً ولا الين كلاماً ، ورأينا كأن النور يخرج من فيه (قال) رواه الطبراني (اقول) وذكر المناوي في كنوز الحقائق (ص ١٥٥ ) حديثاً مرسلاً عن النبي (ص) يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، ولفظه النظر الى عبادة ـ يعني النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ (قال) اخرجه الطبراني والحاكم.

٢٨

باب

في طيب رائحة النبي (ص) ولين مسه والتكفؤ في

مشيته وطيب عرقه واخفاء الأرض ما يدفع منه.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب صفة النبي (ص) روى بسنده عن ابي جحيفة (قال) : خرج رسول اللّه (ص) بالهاجرة الى البطحاء فتوضأ ثم صلّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة (الى ان قال) وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم (قال) فاخذت بيده فوضعتها على وجهي فاذا هي ابرد من الثلج ، واطيب رائحة من المسك.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب طيب رائحة النبي (ص) روى بسنده عن انس قال ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً اطيب من ريح رسول اللّه (ص) ولا مسست شيئاً قط ديباجاً ولا حريراً الين مساً من رسول اللّه (ص).

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب طيب رائحة النبي (ص) (روى) بسنده عن انس قال كان رسول اللّه (ص) ازهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ اذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة الين من كف رسول اللّه (ص) ولا شممت مسكة ولا عنبرة اطيب من رائحة

٢٩

رسول اللّه (ص).

[صحيح الترمذي ج ١ ص ٣٦٣ ]روى بسنده عن انس قال خدمت النبي (ص) عشر سنين فما قال لي اف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم تركته؟ وكان رسول اللّه (ص) من احسن الناس خلقاً ، ولا مسست خزاً قط ولا حريراً ولا شيئاً كان الين من كف رسول اللّه (ص) ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً كان اطيب من عرق النبي (ص).

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٣٦ ]روى بسنده عن انس ابن مالك قال دخل علينا النبي (ص) فنام عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي (ص) فقال يا ام سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو اطيب من الطيب.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ١٦١ ]روى بسنده عن جابر بن يزيد الاسود السوائي عن ابيه انه صلّى مع النبي (ص) الصبح (الى ان قال) ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم (قال) فاخذت بيده فمسحت بها وجهي فوجدتها ابرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣١ ]روى بسنده عن رجل من بني حريش قال كنت مع أبي حين رجم رسول اللّه (ص) ما عز بن مالك فلما اخذته الحجارة أرعبت فضمني اليه رسول اللّه (ص) فسال عليّ من عرق إبطه مثل ريح المسك.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٢ ]روى بسنده عن جابر ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يسلك طريقاً ، فيتبعه أحد إلا عرف انه قد سلكه من طيب عرفه ، أو قال من طيب عرقه.

٣٠

[تاريخ بغداد ج ٦ ص ٢٣ ]روى بسنده عن أبي هريرة (قال) قال رجل يا رسول اللّه اني زوجت ابنتي وانا أحب ان تعينني (قال) ما عندي شيء ولكن القني غداً في وقت تجيئني وقد اجفت الباب وجئني معك بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة (قال) فجاء فجعل يسلت العرق عن ذراعيه حتى ملأ القارورة (قال) خذها وأمر أهلك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة قتطيب به ، فكانت اذا تطيبت شم أهل المدينة ريحاً طيباً فسموا المطيبين.

[تاريخ بغداد ج ٨ ص ٦٢ ]روى بسنده عن عائشة قالت : كان النبي (ص) إذا دخل الغائط دخلت علي أثره فلا أرى شيئا فذكرت ذلك له فقال : يا عائشة أما علمت ان أجسادنا نبتت على ارواح أهل الجنة؟ فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض (أقول) وفي رواية ذكرها القندوزي في ينابيعه قال بنيت أجسادها من أرواح الجنة.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٧٢ ]روى بسنده عن عائشة قالت دخل رسول اللّه (ص) لقضاء حاجته فدخلت فلم أر شيئا ووجدت ريح المسك فقلت يا رسول اللّه اني لم أر شيئاً (قال) إن الأرض أُمرت ان تكفيه منا معاشر الأنبياء.

٣١

باب

في تبرك الناس بوضوء النبي (ص)

وببصاقه وبشعر رأسه

[صحيح البخاري] في كتاب اللباس في باب القبة الحمراء ، روى بسنده عن ابي جحيفة قال : أتيت النبي (ص) وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالاً اخذ وضوء النبي (ص) والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئاً تمسح به ، ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٢٣ ]روى بسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا : خرج رسول اللّه (ص) عام الحديبية يريد زيارة البيت (الى ان قال) ثم قال للناس انزلوا فقالوا يا رسول اللّه ما بالوادي ماء ينزل عليه الناس فاخرج رسول اللّه (ص) سهما من كنانته فاعطاه رجلاً من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه فيه فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن (الى ان قال) فبعثوا اليه ـ أي المشركون الى النبي (ص) ـ عروة بن مسعود الثقفي (الى ان قال) فقام من عند رسول اللّه (ص) وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ وضوء إلا إبتدروه ولا

٣٢

يبصق بصاقاً إلا ابتدروه ، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه ، فرجع الى قريش فقال يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه ، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما ، واللّه ما رأيت ملكاً قط مثل محمد في أصحابه. ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء فارؤا رأيكم (أقول) ورواه بطريق آخر في (ج ٤ ص ٣٢٨) قال فيه ، فو اللّه ما تنخم رسول اللّه نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، واذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، واذا تكلموا خفضوا اصواتهم عنده ، وما يحدون اليه النظر تعظيماً له (الحديث).

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٣٣ ]روى بسنده عن انس (قال) رأيت رسول اللّه (ص) والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون ان يقع شعره إلا في يد رجل.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٤٦ ]روى بسنده عن انس ابن مالك قال لما أراد رسول اللّه (ص) ان يحلق الحجام رأسه اخذ ابو طلحة شعر احد شق رأسه بيده فاخذ شعره فجاء به الى ام سليم ، قال فكانت ام سليم تدوفه في طيبها.

٣٣

باب

في أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

هو الذي وضع الركن في موضعه قبل البعثة

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٣ ] روى حديثاً طويلاً في هدم قريش الكعبة وبنائها قبل البعثة (قال فيه) فلما اجمعوا على هدمها قال بعضهم لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً لم تقطعوا فيه رحماً ولم تظلموا فيه احداً ، فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها واخذ المعول ثم قام عليها يطرح الحجارة وهو يقول : اللهم لم ترع انما نريد الخير ، فهدم وهدمت معه قريش ، ثم اخذوا في بنائها وميزوا البيت ، واقرعوا عليه فوقع لعبد مناف وزهرة ما بين الركن الاسود الى ركن الحجر وجه البيت ، ووقع لبني أسد بن عبد العزى وبني عبد الدار بن قصى ما بين ركن الحجر الى ركن الحجر الآخر ووقع لتيم ومخزوم ما بين ركن الحجر الى الركن اليماني ، ووقع لسهم وجمح وعدي وعامر بن لؤي ما بين الركن اليماني الى الركن الاسود ، فبنوا فلما انتهوا الى حيث يوضع الركن من البيت ، قالت كل قبيلة نحن احق بوضعه ، واختلفوا حتى خافوا القتال ، ثم جعلوا بينهم اول من يدخل من باب بني شيبة فيكون هو الذي يضعه وقالوا رضينا وسلمنا ، فكان رسول اللّه (ص) اول من دخل

٣٤

من باب بني شيبة ، فلما رأوه قالوا هذا الامين قد رضينا بما قضي بيننا ، ثم اخبروه الخبر ، فوضع رسول اللّه (ص) رداءه وبسط في الارض ثم وضع الركن فيه (ثم قال) ليأت من كل ربع من ارباع قريش رجل ، فكان في ربع بني عبد مناف عتبة بن ربيعة ، وكان في الربع الثاني ابو زمعة ، وكان في الربع الثالث ابو حذيفة بن المغيرة ، وكان في الربع الرابع قيس بن عدي (ثم قال) رسول اللّه (ص) ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب ثم ارفعوه جميعا ، فرفعوه ثم وضعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده في موضعه ذلك ، فذهب رجل من اهل نجد ليناول النبي صلّى اللّه عليه وآله (وسلم) حجراً يشد به الركن ، فقال العباس بن عبد المطلب لا ونحاه وناول العباس رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم حجراً فشد به الركن فغضب النجدي حيث نحاه ، فقال النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم إنه ليس يبني معنا في البيت إلا منا (قال) فقال النجدي يا عجباً لقول أهل شرف وعقول وسن واموال عمدوا الى أصغرهم سناً وأقلهم مالاً فرأسوه عليهم في مكرمتهم وحرزهم كأنهم خدم له ، اما واللّه ليفوتنهم سبقاً وليقسمن بينهم حظوظاً وجدوداً ويقال انه ابليس (الحديث).

٣٥

باب

في دلائل نبوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل البعثة وبعدها

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب فضل نسب النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم روى بسنده عن جابر بن سمرة (قال) قال رسول اللّه (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) اني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٤ ] روى بسنده عن علي بن ابي طالبعليه‌السلام قال كنت مع النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول اللّه.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٧٥ ] روى بسنده عن مجاهد (قال حدثنا) شيخ ادرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له ابن عبس (قال) كنت أسوق لآل لنا بقرة قال فسمعت في جوفها يا آل ذريح قول فصيح ، رجل يصيح لا إله إلا اللّه (قال) فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قد خرج بمكة.

٣٦

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٤ ] روى بسنده عن ابي سعيد الحضرمي (قال) بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه الرجل ورماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته ، ثم أن الذئب أقبل حتى أقعى مستثفرا بذنبه مقابل الرجل ، فقال أما اتقيت اللّه أن تنزع مني شاة رزقنيها اللّه ، قال الرجل تاللّه ما سمعت كاليوم قط ، قال الذئب من أي شيء تعجب؟ قال أعجب من مخاطبة الذئب اياي ، قال الذئب : تركت أعجب من ذلك ، ذاك رسول اللّه بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا ، ويحدثهم بما هو آت وانت ههنا تتبع غنمك ، فلما أن سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى أدخلها قباء ـ قرية الانصار ـ فسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فصادفه في منزل أبي أيوب فاخبره خبر الذئب ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم صدقت احضر العشية فاذا رأيت الناس اجتمعوا فاخبرهم ذلك ، ففعل ، فلما ان صلّى الصلاة واجتمع الناس أخبرهم الأسلمي خبر الذئب ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم صدق صدق صدق تلك الاعاجيب بين يدي الساعة ، قالها ثلاثاً ، أما والذي نفس محمد بيده ليوشكن الرجل منكم أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة ثم يخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده.

[أسد الغابة ج ٤ ص ١٥٣ ] ذكر حديثا مسندا عن هشام بن الكلبي قال كان العوام بن جهيل المسامي من همدان يسدن يغوث ، فكان يحدث بعد اسلامه. قال : كنت أسمر مع جماعة من قومي فاذا آوي أصحابي الى رحالهم نمت انا في بيت الصنم ، فنمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد فلما انهار الليل سمعت هاتفا من الصنم يقول ـ ولم نكن سمعنا منه قبل ذلك كلاماً ـ يابن جهيل حل بالاصنام الويل ، هذا نور سطع من الأرض الحرام ، فودع يغوث بالسلام. قال : فالقى

٣٧

واللّه في قلبي البراءة من الأصنام وكتمت قومي ما سمعت واذا هاتف يقول :

هل تسمعن القول يا عوام

أم قد صممت عن مدى الكلام

قد كشفت دياجر الظلام

واصفق الناس على الاسلام

فقلت :

يا ايها الهاتف بالنوام

لست بذي وقر عن الكلام

فبينن عن سنة الاسلام

وواللّه ما عرفت الاسلام قبل ذلك فاجابني يقول :

إرحل على اسم اللّه والتوفيق

رحلة لا وان ولا مشيق

الى فريق خير ما فريق

الى النبي الصادق المصدوق

فرميت الصنم وخرجت اريد النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فصادفت وفد همدان يريدون النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فاخبرته خبري فسر بقولي ثم قال : أخبر المسلمين ، وامرني النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم بكسر الاصنام فرجعنا الى اليمن وقد امتحن اللّه قلوبنا للاسلام.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٨٥ ] قال عن زمل بن عمرو العذري قال كان لبني عذرة صنم يقال له حمام وكان سادنه رجلاً يقال له طارق فلما ظهر النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم سمعنا صوتاً : يا بني وهب بن حزام ، ظهر الحق وأودى حمام ، ورفع الشرك الاسلام ، ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا اياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول : يا طارق يا طارق ، بعث النبي الصادق ، بوحي ناطق صدع صاد ، بارض تهامة ،

٣٨

لناصريه السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع مني الى يوم القيامة ، فوقع الصنم لوجهه ، قال زمل : فابتعت راحلة ورحلت حتى اتيت النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم مع نفر من قومي وانشدته شعراً (أقول) فذكر ابياتا منها :

واشهد ان اللّه لا شيء غيره

أدين له ما اثقلت قدمي نعلي

ثم قال : فاسلمت وبايعت واخبرناه مما سمعنا (الحديث) قال أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج ٦ ص ٣٠٨ ] قال : عن العباس بن مرداس السلمي إنه كان في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن ، فقال : يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كفت أحراسها ، وان الحرب تجرعت انفاسها ، وان الخيل وضعت أحلاسها وان الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة القصوى؟ قال : فخرجت مذعوراً قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثناً لي يدعى بالضماد ـ وكنا نعبده ويكلم من جوفه ـ فكففت ما حوله ثم تمسحت به وقبلته ، واذا صائح يصيح من جوفه :

قل للقبائل من سليم كلها هلك الضماد وفاز أهل المسجد
هلك الضماد وكان يعبد مرة قبل الصلاة مع النبي محمد
ان الذي بالقول ارسل بالهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي.

قال : فخرجت مذعوراً حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة واخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاثمائة من قومي بني حارثة الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وهو بالمدينة فدخلت المسجد فلما رآني النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فرح بي وقال : يا عباس

٣٩

كيف كان اسلامك؟ فقصصت عليه القصة فسر بذلك ، وقال : صدقت فاسلمت أنا وقومي ، قال أخرجه الخرائطي في الهواتف وابن عساكر.

[كنز العمال ج ٧ ص ٦٤ ] قال عن عمرو بن مرة الجهني ، قال : خرجنا حجاجاً في الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في المنام وأنا بمكة نوراً ساطعاً من الكعبة حتى أضاء الى يثرب واشعر جهينة ، وسمعت صوتاً في النور وهو يقول : انقشعت الظلماء ، وسطع الضياء ، وبعث خاتم الانبياء ، ثم اضاء لي اضاءة اخرى حتى نظرت الى قصور الحيرة وابيض المدائن ، وسمعت صوتاً في النور وهو يقول : ظهر الاسلام ، وكسرت الأصنام ، ووصلت الأرحام ، فانتبهت فزعا فقلت لقومي : واللّه ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث ، فاخبرتهم بما رأيت ، فلما انتهيت الى بلادنا جاء الخبر ان رجلا يقال له أحمد قد بعث ، فخرجت حتى أتيته وأخبرته بما رأيت ، فقال : يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل الى العباد كافة ، أدعوهم الى الاسلام ، وآمرهم بحقن الدماء ، وصلة الارحام ، وعبادة اللّه وحده ، ورفض الاصنام ، وبحج البيت وصيام شهر رمضان من اثنى عشراً ، فمن أجاب فله الجنة ، ومن عصى فله النار فآمن يا عمرو يؤمنك اللّه من هول جهنم ، فقلت أشهد ان لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه ، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام ، وان رغم ذلك كثير من الأقوام ، ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به ، وكان لنا صنم وكان ابي سادنه فقمت اليه فكسرته ، ثم لحقت بالنبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم وانا أقول :

شهدت بأن اللّه حق وأنني لآلهة الأحجار أول تارك و شمرت عن ساقي الأزار مهاجراً اجوب اليك الوعث بعد الدكادك لـأصحب خير الناس نفساً ووالداً رسول مليك الناس فوق الحبائك

٤٠

فقال النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم مرحبا يا عمرو (الحديث) قال أخرجه الروياني وابن عساكر.

[كنز العمال ج ٦ ص ٩٦ ] قال : عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول اللّه دعاني الى الدخول في دينك إمارة لنبوتك ، رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير اليه باصبعك فحيث أشرت مال ، قال اني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء ، واسمع وجبته حين يسجد تحت العرش ، قال : خرجه البيهقي وابو عثمان والخطيب وابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٥٠ ] قال : وعن الحسن بن الزبير الاسدي ، قال قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس حدثني بحديث يعجبني ، فقال : حدثني حزيم بن فاتك الاسدي ، قال : خرجت بغاء ابل لي فاصبتها بالأبرق ـ أبرق العراق ـ فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها ، وذلك حدبان خروج النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قلت : اعوذ بكبير هذا الوادي ، اعوذ بعظيم هذا الوادي ، قال : وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية فاذا هاتف يهتف ويقول :

ويحك عذ باللّه ذي الجلال

منزل الحرام والحلال

ووحد اللّه ولا تبال

ما هول ذي الجن من الاهوال

إذ يذكر اللّه علي الأميال

وفي سهول الارض والجبال

وصار كيد الجن في سفال

إلا التقى وصالح الاعمال

قال فقلت :

يا أيها الداعي ما تحيل

أرشد عندك أم تضليل

قال :

هذا رسول اللّه ذو الخيرات

جاء بياسين وحاميمات

٤١

وسور بعد مفصلات

محرمات ومحللات

يأمر بالصوم وبالصلاة

ويزجر الناس عن الهنات

قد كن في الأيام منكرات

قال قلت من أنت يرحمك اللّه؟ قال : انا مالك بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم على جن أهل نجد ، قال : قلت لو كان لي من يكفيني ابلى هذه لأتيته حتى أو من به. قال : أنا اكفيكها حتى أؤديها الى أهلك سالمة إن شاء اللّه ، فاعتقلت بعيراً منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم جمعة وهم في الصلاة ، فقلت يقضون صلاتهم ثم أُدخل ، قال فإني انيخ راحلتي إذ خرج الى ابو ذر رحمه اللّه ، فقال لي يقول لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم أدخل ، فدخلت فلما رآني قال : ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي ابلك ، أما أنه قد أداها سالمة ، قال فقلت يرحمه اللّه ، قال فقال النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم أجل رحمه اللّه ، فقلت أشهد أن لا إله إلا اللّه قال : رواه الطبراني.

٤٢

باب

في شهادة الرهبان والأحبار وغيرهم

بنبوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبل البعثة وبعدها

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٠١ ] روى بسنده عن ابن عباس عن ابيه ، قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء ، فنزلنا على حبر من اليهود ، فقال لي رجل من أهل الزبور : يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر الى بدنك ما لم يكن عورة؟ قال : ففتح احدى منخري فنظر فيه ، ثم نظر في الأخرى ، فقال أشهد أن في احدى يديك ملكاً وفي الاخرى النبوة ، وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ فقلت لا أدرى ، قال : هل لك من شاعة قال : قلت وما الشاعة؟ قال زوجة قلت اما اليوم فلا ، قال : إذا قدمت فتزوج فيهم ، فرجع عبد المطلب الى مكة فتزوج بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية ، وتزوج عبد اللّه بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالت قريش ـ حين تزوج عبد اللّه آمنة ـ فلح عبد اللّه على أبيه.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٤ ] روى بسنده عن

٤٣

أبي سفيان مولى ابن أبي احمد أن اسلام ثعلبة بن سعية واسيد بن سعية وأسد بن عبيد ابن عمهم إنما كان عن حديث ابن الهيبان ابي عمير ، قدم ابن الهيبان ـ يهودي من يهود الشام ـ قبيل الاسلام بسنوات قالوا : وما رأينا رجلاً لا يصلي الصلوات الخمس خيراً منه ، وكان اذا حبس عنا المطر احتجنا اليه ، نقول له يا بن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول وما نقدم؟ فيقول صاعاً من تمر أو مدين من شعير عن كل نفس فنفعل ذلك فيخرج بنا الى ظهر وادينا ، فواللّه لن نبرح حتى تمر السحاب فتمطر علينا ، ففعل ذلك بنا مراراً ، كل ذلك نسقي ، فبينا هو بين أظهرنا إذ حضرته الوفاة ، فقال : يا معشر اليهود ما الذي ترون أنه أخرجني من أرض الخمر والخمير الى أرض البؤس والجوع؟ قالوا أنت أعلم يا أبا عمير قال إنما قدمتها اتوكف خروج نبي قد أظلكم زمانه ، وهذا البلد مهاجره وكنت أرجو أن أدركه فاتبعه ، فان سمعتم به فلا تسبقن اليه فانه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء ، فلا يمنعكم هذا منه ثم مات ، فلما كان في الليلة التي في صبيحتها فتحت بنو قريظة قال لهم ثعلبة واسيد ابنا سعية واسد بن عبيد فتيان شباب : يا معشر يهود واللّه انه الرجل الذي وصف لنا ابو عمير ابن الهيبان فاتقوا اللّه واتبعوه ، قالوا : ليس به ، قالوا بلى واللّه انه لهو هو فنزلوا واسلموا وابي قومهم أن يسلموا.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٦ ] روى بسنده عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، قال زيد بن عمرو بن نفيل : شاممت اليهودية والنصرانية فكرهتهما ، فكنت بالشام وما والاه حتى أتيت راهباً في صومعة فوقفت عليه فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية ، فقال لي : أراك تريد دين ابراهيم يا أخا أهل مكة انك لتطلب ديناً ما يؤخذ اليوم به ،

٤٤

وهو دين ابيك ابراهيم ، كان حنيفاً لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ، كان يصلي ويسجد الى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلادك ، فان نبياً يبعث من قومك في بلدك يأتي بدين ابراهيم بالحنيفية وهو أكرم الخلق على اللّه.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ] قبل الحديث السابق بلا فصل روى بسنده عن عامر بن ربيعة ، قال سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول : أنا انتظر نبياً من ولد اسماعيل ، ثم من بني عبد المطلب ، ولا أراني أدركه وأنا أو من به ، واصدقه ، واشهد انه نبي ، فان طالت بك مدة فرأيته فاقرأه مني السلام ، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك ، قلت هلم ، قال : هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشهر ولا بقليله وليست تفارق عينيه حمرة ، وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد ، وهذا البلد مولده ومبعثه ، ثم يخرجه قومه منه ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر الى يثرب فيظهر امره فاياك أن تخدع عنه فاني طفت البلاد كلها أطلب دين ابراهيم ، فكل من اسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك ، وينعتونه مثل ما نعته لك ، ويقولون لم يبق نبي غيره ، قال عامر بن ربيعة فلما أسلمت أخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قول زيد بن عمرو واقرأته منه السلام ، فردعليه‌السلام ورحم عليه ، وقال : قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا.

[كنز العمال ج ٦ ص ٣٠١ ] قال : عن حسان بن ثابت ، قال : اني واللّه لغلام يفع ابن سبع سنين ـ أو ثمان سنين ـ اعقل كلما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ على أطم يثرب : يا معشر يهود طلع الليلة نجم احمد الذي به ولد قال اخرجه ابن عساكر.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٠٦ ] روى بسنده عن عائشة قالت : سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات ، فلما كان ليلة ولد

٤٥

رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال في مجلس من مجالس قريش : هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا لا نعلمه ، قال : أخطأت واللّه حيث كنت اكره انظروا يا معشر قريش واحصوا ما أقول لكم : ولد الليلة نبي هذه الامة أحمد الآخر ، فان أخطأكم فبفلسطين ، به شامة ، بين كتفيه سوداء صفراء فيها شعرات متواترات ، فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم ، فقيل لبعضهم : ولد لعبد اللّه بن عبد المطلب الليلة غلام فسماه محمداً ، فالتقوا بعد من يومهم فاتوا اليهودي في منزله ، فقالوا : أعلمت انه ولد فينا مولود؟ قال : أبعد خبري أم قبله؟ قالوا : قبله واسمه أحمد ، قال : فاذهبوا بنا اليه ، فخرجوا معه حتى دخلوا على امه ، فاخرجته اليهم ، فرأى الشامة في ظهره ، فغشى على اليهودي ثم أفاق ، فقالوا ويلك مالك؟ قال ذهبت النبوة من بني اسرائيل ، وخرج الكتاب من أيديهم ، وهذا مكتوب يقتلهم ويبز أخبارهم ، فازت العرب بالنبوة ، أفرحتم يا معشر قريش؟ أما واللّه ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق الى المغرب.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٧ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن زيد بن أسلم عن ابيه ، قال : لما قدمت حليمة قدم معها زوجها وابن لها صغير ترضعه يقال له عبد اللّه ، وأتان قمراء وشارف لهم عجفاء قد مات سقبها من العجف ليس في ضرع امه قطرة لبن ، فقالوا : نصيب ولداً نرضعه ومعها نسوة سعديات ، فقدمن فاقمن اياماً ، فاخذن ولم تأخذ حليمة ويعرض عليها النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالت : يتيم لا أب له ، حتى اذا كان آخر ذلك أخذته وخرج صواحبها قبلها بيوم ، فقالت آمنة : يا حليمة إعلمي انك قد أخذت مولودا له شأن ، واللّه لحملته فما كنت أجد ما تجد

٤٦

النساء من الحمل ، ولقد أتيت فقيل لي : إنك ستلدين غلاماً فسميه أحمد وهو سيد العالمين ، ولوقع معتمداً على يديه رافعاً رأسه الى السماء ، قال : فخرجت حليمة الى زوجها فاخبرته ، فسر بذلك ، وخرجوا على اتانهم منطلقة وعلى شارفهم قد درت باللبن ، فكانوا يحلبون منها غبوقاً وصبوحاً ، فطلعت على صواحبها ، فلما رأينها قلن : من أخذت؟ فاخبرتهن ، فقلن : واللّه انا لنرجو ان يكون مباركا ، قالت حليمة : قد رأينا بركته ، كنت لا أروي ابني عبد اللّه ولا يدعنا ننام من الغرث ، فهو واخوه يرويان ما أحبا وينامان ولو كان معهما ثالث لروي ، ولقد أمرتني أمه أن اسأل عنه ، فرجعت به الى بلادها ، فاقامت به حتى قامت سوق عكاظ ، فانطلقت برسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى تأتي به الى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم فلما نظر اليه صاح : يا معشر هذيل ، يا معشر العرب ، فاجتمح اليه الناس من أهل الموسم ، فقال : اقتلوا هذا الصبي ، وانسلت به حليمة ، فجعل الناس يقولون : أي صبي؟ فيقول هذا الصبي ، ولا يرون شيئا قد انطلقت به امه فيقال : ما هو؟ قال : رأيت غلاماً وآلهته ليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن آلهتكم ، وليظهرن امره عليكم ، فطلب بعكاظ فلم يوجد ، ورجعت به حليمة الى منزلها فكانت بعد لا تعرضه لعراف ولا لاحد من الناس.

[طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ١٥٣ ] روى بسنده عن ابراهيم بن محمد بن طلحة ، قال قال طلحة بن عبيد اللّه حضرت سوق بصري فاذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ، قال طلحة : فقلت نعم انا ، فقال : هل ظهر أحمد بعد؟ قال قلت ومن احمد؟ قال ابن عبد اللّه بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الانبياء مخرجه من

٤٧

الحرم ، ومهاجره الى نخل وحرة وسباخ ، فاياك ان تسبق اليه قال طلحة فوقع في قلبي ما قال ، فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة ، فقلت هل كان من حدث؟ قالوا : نعم محمد بن عبد اللّه الامين تنبأ (الحديث).

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٩٩ ] روى بسنده عن داود ابن الحصين قال : لما خرج ابو طالب الى الشام وخرج معه رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم في المرة الأولى وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، فلما نزل الركب بصري من الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له ، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه ، فلما نزلوا بحيرا وكانوا كثيراً ما يمرون به لا يكلمهم حتى اذا كان ذلك العام ونزلوا منزلاً قريباً من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا ، فصنع لهم طعاماً ثم دعاهم ، وانما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر الى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة ، وأخضلت أغصان الشجرة على النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم حين استظل تحتها ، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وامر بذلك الطعام فاتى به وارسل اليهم ، فقال : اني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش وانا أحب أن يحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم صغيراً ولا كبيراً ، حراً ولا عبداً ، فان هذا شيء تكرموني به ، فقال رجل : ان لك لشأناً يا بحيرا ، ما كنت تصنع بنا هذا ، فما شأنك اليوم؟ قال فاني أحببت أن أكرمكم ولكم حق ، فاجتمعوا اليه وتخلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم من بين القوم لحداثة سنه ، ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرا الى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده ، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم

٤٨

ويراها متخلفة على رأس رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال بحيرا : يا معشر قريش لا يتخلفن منكم أحد من طعامي ، قالوا ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سناً في رحالهم ، فقال : ادعوه فليحضر طعامي فما أقبح ان تحضروا ويتخلف رجل واحد مع اني أراه من انفسكم ، فقال القوم : هو واللّه أوسطنا نسباً وهو ابن اخي هذا الرجل ـ يعنون أبا طالب ـ وهو من ولد عبد المطلب ، فقال الحارث ابن عبد المطلب بن عبد مناف : واللّه ان كان بنا للؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا ، ثم قام اليه فاحتضنه واقبل به حتى اجلسه على الطعام ، والغمامة تستر على رأسه ، وجعل بحيرا يلحظه لحظاً شديداً ، وينظر الى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته ، فلما تفرقوا عن طعامهم قام اليه الراهب فقال : يا غلام اسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما اسألك فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم لا تسألني باللات والعزى فو اللّه ما أبغضت شيئا بغضهما ، قال فباللّه إلا أخبرتني عما اسألك عنه قال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عنده ، ثم جعل ينظر بين عينيه ، ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه ، على موضع الصفة التي عنده ، قال : فقبل موضع الخاتم ، وقالت قريش ان لمحمد عند هذا الراهب لقدراً وجعل ابو طالب لما يرى من الراهب ، يخاف على ابن اخيه ، فقال الراهب لأبي طالب : ما هذا الغلام منك؟ قال ابو طالب : ابني قال : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً ، قال : فابن أخي ، قال : فما فعل أبوه؟ قال هلك وأمه حبلى به ، قال فما فعلت أمه؟ قال : توفيت قريباً ، قال صدقت ، ارجع بابن اخيك الى بلده واحذر عليه اليهود ، فواللّه لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغنه عنتاً ، فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا ، واعلم اني قد أديت اليك

٤٩

النصحية ، فلما فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعاً ، وكان رجال من يهود قد رأوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم وعرفوا صفته ، فارادوا أن يغتالوه فذهبوا الى بحيرا فذكروه أمره فنهاهم أشد النهي ، وقال لهم : أتجدون صفته؟ قالوا نعم ، قال فما لكم اليه سبيل فصدقوه وتركوه ، ورجع به ابو طالب فما خرج به سفراً بعد ذلك خوفاً عليه ، (اقول) ورواه الخطيب ايضاً في تاريخ بغداد مختصرا (ج ١ ص ٢٥٢ ) وقال فيه فاخذ ـ يعني بحيرا ـ بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا بعثه اللّه رحمة للعالمين.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ٨٢ ] روى بسنده عن نفيسة بنت منية ـ أخت يعلى بن منية ـ قالت لما بلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خمساً وعشرين سنة ، قال له ابو طالب : أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا ، وهذه عير قومك ، وقد حضر خروجها الى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك في عيراتها ، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لاسرعت اليك ، وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له ، فأرسلت اليه في ذلك وقالت له : انا اعطيك ضعف ما أعطى رجلاً من قومك ، وقال في حديث ساقه بعد هذا بحديث : فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصري من الشام ، فنزلا في ظل شجرة ، فقال نسطور الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ، ثم قال لميسرة : أفي عينيه حمرة؟ قال : نعم لا تفارقه ، قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ، ثم باع سلعته فوقع بينه وبين رجل تلاح ، فقال له : إحلف باللات والعزي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ما حلفت بهما قط واني لأمر فاعرض عنهما ، فقال الرجل : القول قولك ثم قال لميسرة : هذا واللّه نبي تجده أحبارنا منعوتاً في كتبهم ، وكان ميسرة اذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى

٥٠

ملكين يظلان رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم من الشمس فوعي ذلك كله ميسرة ، وكأن اللّه قد ألقى عليه المحبة من ميسرة ، فكان كأنه عبد له ، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ، فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران قال ميسرة : يا محمد انطلق الى خديجة فاخبرها بما صنع اللّه لها على وجهك فانها تعرف لك ذلك ، فتقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة ، وخديجة في علية لها فرأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو على بعيره وملكان يظلان عليه ، فأرته نساءها فعجبن لذلك ، ودخل عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فخبرها بما ربحوا في وجههم ، فسرت بذلك ، فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت ، فقال : قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام ، وأخبرها بما قال الراهب نسطور ، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع ، وقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح ، واضعفت له ضعف ما سمت له.

[الاصابة ج ١ القسم ٣ ص ١٨١ ] قال : ذكر الهيثم بن عدي في الأخبار عن سعيد بن العاص ، قال : لما قتل ابي العاص بن سعيد بن العاص يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص ، فخرج تاجراً الى الشام فمكث سنة ثم قدم ، وكان يكثر السب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فاول شيء سأل عنه أن قال : ما فعل محمد : فقال له عمي عبد اللّه هو واللّه في عز ما كان ، واعلاه امراً ، فسكت أبان ولم يسبه ، ثم صنع طعاماً وأرسل الى سراة بني امية ، فقال لهم : اني كنت بقرية فرأيت بها راهباً يقال له بكاء لم ينزل الى الأرض أربعين سنة فنزل يوماً واجتمعوا ينظرون اليه فجئت فقلت لهم : ان لي حاجة فخلا بي ، فقلت : اني من قريش وان رجلاً منا خرج يزعم أن اللّه أرسله ، قال : ما اسمه قلت محمد ، قال : منذكم خرج؟ قلت : منذ عشرين سنة ، قال : ألا أصفه لك؟ قلت : بلى ، قال : فوصفه

٥١

فما أخطأ من صفته شيئاً ، ثم قال لي : هو واللّه نبي هذه الامة ، واللّه ليظهرن ثم دخل صومعته ، وقال لي : اقرأعليه‌السلام ، قال : وكان ذلك في زمن الحديبية.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٣١ ] قال : وعن ابي سفيان بن حرب ان امية بن ابي الصلت كان معه بغزة ـ أو قال بايلياء ـ فلما قفلنا قال : يا أبا سفيان ، وساق الحديث (الى أن قال) قال : اني كنت أجد في كتبي نبياً يبعث من حرمنا فكنت أظن ، بل كنت لا أشك اني هو ، فلما دارست أهل العلم اذا هو من بني عبد مناف ، فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحداً أصلح لهذا الامر غير عتبة بن ربيعة ، فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الاربعين ولم يوح اليه ، قال ابو سفيان : فضرب الدهر ضرباته وأوحى الى رسول اللّه فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بامية بن ابي الصلت فقلت له كالمستهزيء به : يا أمية خرج النبي الذي كنت تنتظره قال : أما انه حق فاتبعه ، قلت ما يمنعك من اتباعه؟ قال : الاستحياء من نسيات ثقيف ، إني كنت أحدثهم أني هو ثم يروني تابعاً لغلام من بني عبد مناف ، ثم قال امية : كأني بك يا أبا سفيان ان خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتي بك اليه فيحكم فيك ما يريد (قال) رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٣٢ ] قال : وعن جبير بن مطعم قال : كنت أكره أذى قريش للنبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما ظننت انهم سيقتلوه خرجت حتى لحقت بدير من الديارات ، فذهب أهل الدير الى رأسهم فاخبروه ، فقال : أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثاً ، ولما رأوه لم يذهب فانطلقوا الى صاحبهم فاخبروه ، فقال : قولوا له قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك ، فان كنت وصبا فقد ذهب وصبك ، وان كنت واصلاً فقد آن لك أن تذهب الى من تصل ، وإن كنت تاجرا فقد آن لك أن تخرج الى تجارتك ، فقال : ما كنت واصلا ولا تاجراً وما انا بنصب ، فذهبوا اليه فاخبروه ، فقال : ان له لشأناً فأسألوه ما شأنه؟ قال : فأتوه فسألوه فقال : لا واللّه إلا أن في قرية ابراهيم ابن عمي

٥٢

يزعم انه نبي فآذاه قومه فخرجت لئلا أشهد ذلك ، فذهبوا الى صاحبهم فأخبروه قولي ، قال : هلموا فاتيته فقصصت عليه قصصي ، قال : تخاف أن يقتلوه؟ قلت : نعم ، قال : وتعرف شبهه لو تراه مصوراً؟ قلت عهدي به منذ قريب فأراه صوراً مغطاة يكشف صورة صورة ثم يقول أتعرف؟ فاقول : لا حتى كشف صورة مغطاة فقلت : ما رأيت شيئاً أشبه بشيء من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه قال : فتخاف أن يقتلوه؟ قلت : اظنهم قد فرغوا منه ، قال : واللّه لا يقتلوه وليقتلن من يريد قتله ، وانه لنبي وليظهرنه اللّه ، ولكن قد وجب حقك علينا فامكث ما بدا لك وأدع بما شئت (الحديث) قال رواه الطبراني.

٥٣

باب

في ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث من خير قرون ولما بعث

دحر الجن

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ٢ ص ٣٧٣ ] روى بسنده عن ابي هريرة ان النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٠ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : لما بعث محمد صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم دحر الجن ورموا بالكواكب ، وكانوا قبل ذلك يستمعون لكل قبيل من الجن مقعد يستمعون فيه ، فأول من فزع لذلك أهل الطائف ، فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له ابل أو غنم كل يوم حتى كادت أموالهم تذهب ، ثم تناهوا ، وقال بعضهم لبعض : ألا ترون معالم السماء كأنه لم يذهب منها شيء ، وقال ابليس : هذا أمر حدث في الارض ايتوني من كل ارض بتربة ، فكان يؤتي بالتربة فيشمها ويلقيها حتى أتي بتربة تهامة فشمها ، وقال : ههنا (الحديث)

٥٤

باب

في ايمان النجاشي حين بعث اليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثا ً

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص ٤٦١ ] روى بسنده عن ابن مسعود ، قال : بعثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) الى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلاً فيهم عبد اللّه بن مسعود وجعفر وعبد اللّه بن عرفطة وعثمان بن مظعون وابو موسى ، فاتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو ابن العاص وعمارة بن الوليد بهدية ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له ، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ، ثم قالا له : إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا ، قال : فاين هم قال : هم في أرضك فابعث اليهم ، فبعث اليهم فقال جعفر أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم يسجد ، فقالوا : له مالك لا تسجد للملك؟ قال : إنا لا نسجد إلا للّه عز وجل ، قال : وما ذاك؟ قال : ان اللّه عز وجل بعث الينا رسوله وأمرنا أن لا نسجد لاحد إلا للّه عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة ، قال عمرو بن العاص فانهم يخالفونك في عيسى بن مريم ، قال ما تقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قالوا : نقول كما قال اللّه عز وجل : هو كلمة اللّه وروحه القاها الى العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد ، قال : فرفع عودا من الأرض ، ثم قال : يا معشر

٥٥

الحبشة والقسسين والرهبان ، واللّه ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوي هذا مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده ، اشهد انه رسول اللّه ، فانه الذي نجد في الانجيل ، وانه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم ، إنزلوا حيث شئتم واللّه لو لا ما أنا فيه من الملك لاتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه واوضئه وأمر بهدية الآخرين فردت اليهما ، ثم تعجل عبد اللّه بن مسعود حتى أدرك بدرا ، وزعم ان النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم استغفر له حين بلغه موته.

٥٦

باب

في ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيد ولد آدم وحبيب اللّه

وافضلهم وخليل اللّه واحبهم الى اللّه واكرمهم على اللّه

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم انا سيد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٩٥ ] روى بسنده عن ابي سعيد ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء العد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر (الحديث).

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٣ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : جلس ناس من اصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ينتظرونه قال : فخرج حتى اذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، فسمع حديثهم ، فقال بعضهم عجباً إن اللّه عز وجل اتخذ من خلقه خليلا ، اتخذ ابراهيم خليلاً ، وقال آخر : ماذا باعجب من كلام موسى تكليماً ، وقال آخر : فعيسى كلمة

٥٧

اللّه وروحه ، وقال آخر آدم اصطفاه اللّه ، فخرج عليهم فسلم ، وقال : قد سمعت كلامكم وعجبكم ، ان ابراهيم خليل اللّه وهو كذلك ، وموسى نجي اللّه وهو كذلك وعيسى روح اللّه وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه اللّه وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب اللّه ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح اللّه لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٠٤ ] ولفظه : اتخذ اللّه ابراهيم خليلاً ، وموسى نجياً ، واتخذني حبيباً ، ثم قال : وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي علي خليلي ونجيي ، قال : أخرجه البيهقي في شعب الايمان عن ابي هريرة.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص ٣٩٥ ] روى بسنده عن معمر في قوله تعالى( واِتَّخَذَ اَللّٰهُ إِبْرٰاهِيمَ خَلِيلاً ) قال : اخبرني عبد الملك بن عمير عن خالد بن ربعي عن ابن مسعود انه قال : ان اللّه اتخذ صاحبكم خليلاً يعني محمداً صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٠١ ] روى بسنده عن عبد اللّه قال : إن اللّه اتخذ ابراهيم خليلا وان صاحبكم خليل اللّه ، إن محمداً صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم سيد بني آدم يوم القيامة ، ثم قرأ( عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً ) .

[كنز العمال ج ٦ ص ١١٤ ] ولفظه : ان اللّه قد اتخذني خليلاً ، قال : أخرجه الحاكم في المستدرك عن جندب.

[كنز العمال ج ٦ ص ١١٤ ] ولفظه : لما اقترف آدم الخطيئة ، قال : يا رب أسألك بحق محمد صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا غفرت لي ، فقال اللّه تعالى وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد ، قال : يا رب لانك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه ، فعلمت انك لم تضف الى اسمك إلا أحب الخلق

٥٨

اليك ، فقال اللّه عز وجل : صدقت يا آدم انه لاحب الخلق الى ، واذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك ، قال : أخرجه ابو داود الطيالسي وسعيد بن منصور وابو نعيم والحاكم والبيهقي وابن عساكر عن ابن عمر

[فيض القدير ج ٤ ص ١٠٧ ] في المتن ولفظه : سلم على ملك ثم قال لي : لم أزل استأذن ربي عز وجل في لقائك حتى كان هذا أوان أذن لي وإني ابشرك أنه ليس أحد أكرم على اللّه منك ، قال : اخرجه ابن عساكر.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٢٦ ] روى بسنده عن أنس قال قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم انا أولهم خروجا ، وأنا قائدهم اذا وفدوا ، وانا خطيبهم اذا انصتوا ، وانا مشفعهم اذا حبسوا ، وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة ، والمفاتيح يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف على الف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ، اقول : وتقدم في الباب الثاني ما ذكره السيوطي في الدر المنثور من حديث ابن عباس ، وفيه وأنا أتقي من ولد آدم واكرمهم على اللّه ولا فخر (الى آخره) فراجعه.

٥٩

باب

في أن النبي أُعطي خمساً لم يعطهن أحد

قبله وفضّل على الأنبياء بست

[صحيح البخاري] في كتاب التيمم الحديث الثاني ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ، نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فايما رجل من امتي أدركته الصلاة فليصل ، واحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، واعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة.

[صحيح مسلم] في كتاب المساجد الحديث السابع روى بسنده عن ابي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : فضّلت على الأنبياء بست ، اعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأُحلت لي الغنائم وجعلت لي الارض طهوراً ومسجداً ، وارسلت الى الخلق كافة ، وختم بي النبيون.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج ١ ص ٩٨ ] روى بسنده عن علي ابن ابي طالبعليه‌السلام يقول : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم :

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463