فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة12%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 463 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 130835 / تحميل: 6384
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٦٤٠٦-١٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

وقت فريضة، ارأيت لو كان عليك صوم من شهر رمضان، اكان لك ان تتطوع حتى تقتضيه »، قال، قلت: لا، قال: « فكذلك الصلاة » قال: فقايسني، وما كان يقايسني.

٤٧ - ( باب جواز قضاء الفرائض في وقت الفريضة الحاضرة ما لم يتضيق وحكم تقديم الفائتة على الحاضرة )

٣٢٦٧ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، انه قال: « من فاتته صلاة حتى دخل وقت صلاة اخرى، فان كان في الوقت سعة بدأ بالتي فاتته، وصلى التي هو منها في وقت، وان لم يكن في الوقت (١) الا مقدار ما يصلي فيه التي هو في وقتها بدأ بها، وقضى بعدها الصلاة الفائتة ».

٣٢٦٨ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نام ونسي فلم يصلّ المغرب والعشاء، قال: « ان استيقظ قبل الفجر بقدر ما يصلّيهما جميعاً يصلّيهما، وإن خاف أن يفوته أحدهما فليبدأ بالعشاء الآخرة ».

____________________________

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر زيادة: سعة.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٤ ح ٢.

١٦١

٤٨ - ( باب وجوب الترتيب بين الفرائض أداء وقضاء، ووجوب العدول بالنيّة إلى السابقة، إذا ذكرها في أثناء الصلاة أداء، وقضاء جماعة ومنفرداً )

٣٢٦٩ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: عن رجل نسي الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل صلاة العصر التي صلّى الظهر، ثم يصلّى العصر بعد ذلك ».

وعن رجل نام ونسي فلم يصلّي المغرب والعشاء - إلى أن قال -: « وإن استيقظ بعد الصبح فليصلّ الصبح، ثم المغرب، ثم العشاء، قبل طلوع الشمس ».

٣٢٧٠ / ٢ - دعائم الإسلام: وروينا عن جعفر بن محمّد عليه‌السلام أنّ رجلاً سأله فقال: يابن رسول الله، ما تقول في رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى ركعتين من العصر؟ قال: « فيجعلهما الظهر (١)، ثم يستأنف العصر » قال: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء (٢)؟ قال: « يتمّ صلاته، ثم يصلّي المغرب بعد » قال له الرجل: جعلت فداك (يابن رسول الله) (٣)، ما الفرق بينهما؟ قال: « لأنّ العصر ليس بعدها صلاة، يعني لا يتنفّل بعدها، والعشاء الآخرة يصلّي بعدها ما شاء ».

____________________________

الباب - ٤٨.

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ١٠، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٢١٦

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

(١) في المصدر: فليجعلهما للظهر.

(٢) في المصدر زيادة: الآخرة.

(٣) ليس في المصدر.

١٦٢

٣٢٧١ / ٣ - وعنه عليه‌السلام: أنّه سئل عن رجل نسي صلاة الظهر حتى صلّى العصر، قال: « يجعل التي صلّى الظهر، ويصلّي العصر » قيل: فإن نسي المغرب حتى صلّى العشاء الآخرة؟ قال: « يصلّي المغرب، ثم العشاء الآخرة ».

قال في البحار في الخبر الأول: لم أر قائلاً به، وحمل على ما إذا تضيّق وقت العشاء دون العصر، وان كان التعليل يأبى عنه لمعارضته للأخبار الكثيرة، ويمكن حمله على التقيّة والتعليل ربّما يؤيده، انتهى.

٣٢٧٢ / ٤ - السيّد عليّ بن طاووس في رسالة المواسعة، عن كتاب الصلاة للحسين بن سعيد الأهوازي: عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن بن زياد الصيقل، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن رجل نسي الاُولى حتى صلّى ركعتين من العصر، قال: « فليجعلهما الاولى وليستأنف العصر » قلت: فإن نسي المغرب حتى صلّى ركعتين من العشاء ثم ذكر؟ قال: « فليتم صلاته، ثم يقضي بعد المغرب » قال: قلت: جعلت فداك، متى نسي الظهر ثم ذكر وهو في العصر يجعلها الاولى ثم يستأنف، وقلت لهذا يقضي صلاته بعد المغرب؟! فقال: « ليس هذا مثل هذا، إنّ العصر ليس بعدها صلاة والعشاء بعدها صلاة ».

٣٢٧٣ / ٥ - وعن كتاب النقض على من أظهر الخلاف على أهل البيت عليهم‌السلام للحسين بن عبيد الله بن عليّ الواسطي: عن الصادق

____________________________

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤١ باختلاف يسير في لفظه، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٥ ح ٣.

٤ - رسالة المواسعة ص ١، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٢٩.

٥ - رسالة المواسعة ص ٢، وعنه في البحار ج ٨٨ ص ٣٣٠.

١٦٣

جعفر بن محمّد عليهما‌السلام أنّه قال: « من كان في صلاة ثم ذكر صلاة اُخرى فاتته أتمّ التي هو فيها، ثم يقضي ما فاتته ».

٤٩ - ( باب نوادر ما يتعلّق بأبواب المواقيت )

٣٢٧٤ / ١ - علي بن إبراهيم في تفسيره: ( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ) قال: « دلوكها زوالها، و: ( غَسَقِ اللَّيْلِ ) انتصافه، ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ) صلاة الغداة، ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار ».

ثم قال: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ ) قال: « صلاة الليل ».

٣٢٧٥ / ٢ - العيّاشي: عن أبي هاشم الخادم، عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام قال: « ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق ».

٣٢٧٦ / ٣ - الطبرسي في مجمع البيان: في قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ) (١). الآية عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام: « إنّهم قوم إذا حضرت الصلاة تركوا التجارة، وانطلقوا إلى الصلاة، وهم أعظم أجراً ممّن (لم) (٢) يتّجر ».

____________________________

الباب - ٤٩

١ - تفسير القمي ج ٢ ص ٢٥، والآيتان في سورة الاسراء ١٧: ٧٨، ٧٩.

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٣١٠ ح ١٤٤، وعنه في البحار ج ٨٢ ص ٣٥٩ ح ٤١.

٣ - مجمع البيان ج ٧ ص ١٤٥.

(١) النور ٢٤: ٣٧.

(٢) ليس في المصدر.

١٦٤

٣٢٧٧ / ٤ - الصدوق في الخصال: عن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري، عن عمه، عن أبي إسحاق قال: أملى علينا تغلب (١) ساعات الليل: الغسق، والفحمة، والعشوة، والهداة، والسباع (٢)، والجنح، والهزيع، والفقد (٣)، والزلفة، والسحرة، والبهرة.

٣٢٧٨ / ٥ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن إسماعيل بن أبان، عن عمر بن أبان (١) الثقفي قال: سأل النصرانيّ الشاميّ الباقر عليه‌السلام عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار، أيّ ساعة هي؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام: « ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس » قال النصراني: إذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أيّ ساعات هي؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام: « من ساعات الجنّة، وفيها تفيق مرضانا » فقال النصراني: أصبت.

٣٢٧٩ / ٦ - زيد النرسي في أصله: قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « إنّ الشمس تطلع كلّ يوم بين قرني شيطان إلّا صبيحة [ ليلة ] (١) القدر ».

____________________________

٤ - الخصال ص ٤٨٨ ح ٦٧.

(١) في المصدر: ثعلب.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: والعقر.

٥ - تفسير القمي ج ١ ص ٩٨.

(١) في المصدر: عبدالله، ولعل الصواب: عمرو بن عبدالله الثقفي، أنظر « رجال الشيخ ص ١٢٨ رقم ٢١ ».

٦ - كتاب زيد النرسي ص ٥٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٦٥

٣٢٨٠ / ٧ - عوالي اللآلي: روى خباب بن الأرت قال: ربّما شكونا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ الرمضاء (١) فلم يشكنا.

٣٢٨١ / ٨ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « رحم الله عبداً قام من الليل فصلّى، وأيقظ أهله فصلّوا ».

٣٢٨٢ / ٩ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنّه قال: « لا يغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم، فإنّها العشاء، وإنّهم يعتمون بالإبل »، وذلك لأنّهم كانوا يعتمون بالحلب، أي يؤخّرون حلبها إلى أن يعتم الليل، ويسمّون الحلبة العتمة باسم عتمة الليل، وعتمته: ظلامه.

____________________________

٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٢ ح ٦.

(١) الرمضاء: الحجارة الحامية من حرّ الشمس (لسان العرب ج ٧ ص ١٦٠، ومجمع البحرين ج ٤ ص ٢٠٩ - رمض -).

٨ - لبّ اللباب: مخطوط.

٩ - دور اللآلي ج ١ ص ١١٦.

١٦٦

أبواب القبلة

١ - ( باب وجوب استقبال القبلة في الصلاة )

٣٢٨٣ / ١ - الصدوق في الخصال: عن ستة من مشايخه، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبدالله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبي معاوية، عن الأعمش عن الصادق عليه‌السلام قال: « فرائض الصلاة سبع: الوقت، والطهور، والتوجّه، والقبلة، والركوع، والسجود، والدعاء ».

ورواه في الهداية مرسلاً عنه عليه‌السلام، مثله (١).

٣٢٨٤ / ٢ - البحار، عن كتاب العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم: عن أبيه، عن جدّه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن كبار حدود الصلاة؟ فقال: « سبعة: الوضوء، والوقت، والقبلة، وتكبيرة الإفتتاح، والركوع، والسجود والدعاء ».

____________________________

أبواب القبلة

الباب - ١

١ - الخصال ص ٦٠٣ ح ٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٠ ح ١.

(١) الهداية ص ٢٩، وعنه في البحار ج ٨٣ ص ١٦٣ ح ٤.

٢ - البحار ج ٨٣ ص ١٦٣.

١٦٧

٣٢٨٥ / ٣ - القطب الراوندي في فقه القرآن: عنهما عليهما‌السلام في قوله تعالى: ( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (١) « في الفرض »، وقوله تعالى: ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٢) قالا: « هو في النافلة ».

٣٢٨٦ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام، في قول الله عزّوجلّ: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) (١) قال: « أمره أن يقيمه للقبلة حنيفا، ليس فيه شئ من عبادة الأوثان ».

٣٢٨٧ / ٥ - العياشي في تفسيره: عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام، في قول الله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « هو إلى القبلة ».

٣٢٨٨ / ٦ - وعن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام عن قوله تعالى: ( وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (١) قال: « مساجد محدثة فاُمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام ».

وأبو بصير، عن أحدهما عليهما‌السلام قال: « هو إلى القبلة،

____________________________

٣ - فقه القرآن ج ١ ص ٩١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٤٩ ح ٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٤، وفي المصدر - بعد ذكر الآية - زيادة: روي عن الباقر والصادق عليهم‌السلام أنّ ذلك.

(٢) البقرة ٢: ١١٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٣١، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٠ ح ٢٧

(١) الروم ٣٠: ٣٠.

٥ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠، والبحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٩.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٢ ح ١٩ و ٢٠، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢٠.

(١) الأعراف ٧: ٢٩.

١٦٨

ليس فيها عبادة الأوثان خالصاً مخلصاً ».

٢ - ( باب أنّ القبلة هي الكعبة مع القرب، وجهتها مع البعد )

٣٢٨٩ / ١ - السيد علي بن طاووس في فلاح السائل: رأيت الأحاديث المأثورة أنّ الله تعالى أمر آدم عليه‌السلام أن يصلّي إلى المغرب، ونوحاً عليه‌السلام أنّ (١) يصلّي إلى المشرق، وإبراهيم عليه‌السلام [ أن ] (٢) يجمعهما (٣)، فلمّا بعث موسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين آدم عليه‌السلام، ولمّا بعث عيسى عليه‌السلام أمره أن يحيي دين نوح عليه‌السلام، ولمّا بعث محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمره أن يحيي دين إبراهيم عليه‌السلام.

٣٢٩٠ / ٢ - أحمد بن محمّد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن بشير في حديث سليمان مولى طربال، قال: ذكرت هذه الاهواء عند أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لا والله، ما هم على شئ ممّا جاء به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلّا استقبال الكعبة فقط ».

٣٢٩١ / ٣ - عليّ بن إبراهيم في تفسيره: وفي رواية أبي الجارود، عن

____________________________

الباب - ٢

١ - فلاح السائل ص ١٢٨، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٧ ح ٩.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: وهي الكعبه.

٢ - المحاسن ج ١٥٦ ح ٨٩ وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٨ ح ١٠.

٣ تفسير القمي ج ١ ص ١٠٥.

١٦٩

أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى: ( وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (١): « فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لما قدم المدينة وهو يصلي نحو البيت المقدس أعجب ذلك اليهود، فلمّا صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت (الله) (٢) الحرام وَجَدَت (٣) (اليهود من ذلك) (٤)، وكان صرف القبلة صلاة الظهر فقالوا: صلّى محمّد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمّد وجه النهار واكفروا آخره، يعنون القبلة، حين استقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ المسجد الحرام، لعلّهم يرجعون إلى قبلتنا ».

٣٢٩٢ / ٤ - وقال في قوله تعالى: ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (١) فان هذه الآية متقدمة على قوله: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ) (٢) وانه (٣) نزل اولا: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ) ثم نزل ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ ) الآية، وذلك ان اليهود كانوا يعيرون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، ويقولون له: انت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، من ذلك غما شديدا، وخرج

____________________________

(١) آل عمران ٣: ٧٢.

(٢) لفظة الجلالة لم ترد في المصدر.

(٣) وَجَدَ عليه، يَجُد ويَجِد: غضب (لسان العرب - وجد - ج ٣ ص ٤٤٦).

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

٤ - تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦١ ح ١٣.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣) في المصدر: لأنه.

١٧٠

في جوف الليل ينظر في آفاق السماء، وينتظر امر الله تبارك وتعالى في ذلك، فلما اصبح وحضرت صلاة الظهر، وكان في مسجد بني سالم، قد صلى بهم الظهر ركعتين، فنزل عليه جبرئيل فأخذ بعضديه، فحوله إلى الكعبة، فأنزل الله عليه: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) فصلى (ركعتين إلى بيت المقدس) (٤)، وركعتين إلى الكعبة، فقالت اليهود والسفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وتحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة اشهر، ثم حول الله عزّوجلّ القبلة إلى البيت الحرام، هكذا فيما عندنا من نسخ التفسير.

قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان (٥): عن البراء بن عازب قال: صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، نحو البيت المقدس ستة عشر، شهرا أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفنا نحو الكعبة.

اورده مسلم في الصحيح (٦).

وعن انس بن مالك: انما كان تسعة اشهر، أو عشرة اشهر.

وعن معاذ بن جبل: ثلاثة عشر شهرا.

ورواه علي بن ابراهيم (٧): بإسناده عن الصادق عليه‌السلام، قال: « تحولت القبلة إلى الكعبة، بعد ما صلى النبي

____________________________

(٤) مابين القوسين ليس في المصدر.

(٥) مجمع البيان ج ١ ص ٢٢٣.

(٦) صحيح مسلم ج ١ ص ٣٧٤ ح ١٢.

(٧) تفسير علي بن ابراهيم ج ١ ص ٦٣.

١٧١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌بمكة ثلاثة عشر سنة، إلى بيت المقدس، وبعد مهاجرته إلى المدينة، صلى إلى بيت المقدس سبعة أشهر.

قال: ثم وجهه الله إلى الكعبة، وذلك ان اليهود - وساق كما نقلناه إلى قوله - كانوا عليها » والظاهر انه اخرجه من غير تفسيره، أو من النسخة الاخرى منه، فان لتفسيره نسختان كبيرة وصغيرة، والله العالم.

٣٢٩٣ / ٥ - محمّد بن مسعود العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن ابي عبدالله عليه‌السلام، قال: « لما صرف الله نبيّه إلى الكعبة عن بيت المقدس، قال المسلمون للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: أرأيت صلاتنا التي كنّا نصلّي إلى بيت المقدس [ ما حالنا فيها، وما حال من مضى من أمواتنا وهم يصلّون إلى بيت المقدس ] (١)؟ فأنزل الله ( وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٢) فسمّى الصلاة إيماناً » (٣).

٣٢٩٤ / ٦ - محمّد بن ابراهيم النعماني في تفسيره: عن احمد بن محمّد بن عقدة، عن جعفر بن احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن أبيه عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق، عن

____________________________

٥ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٦٣ ح ١١٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقره ٢: ١٤٣.

(٣) يأتي في الباب ١٤ ح ١ عن البحار عن تفسير سعد بن عبدالله مثله.

٦ - تفسير النعماني ص ١٢، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٦٦ ح ٢١.

١٧٢

أميرالمؤمنين عليهما‌السلام، قال: « ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت الصلاة إلى (١) بيت المقدس، فكان في اول مبعثه يصلي إلى بيت المقدس، جميع ايام مقامه بمكة، وبعد هجرته إلى المدينة بأشهر، فعيّرته اليهود وقالوا: انت تابع لقبلتنا، فأنف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ذلك منهم، فأنزل الله تعالى عليه، وهو يقلب وجهه في السماء، وينتظر الأمر: ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود في هذا الموضع، ثم اخبرنا الله عزّوجلّ العلة التي من اجلها لم يحول قبلته من اول مبعثه، فقال تبارك وتعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا - إلى قوله - لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (٣) فسمى سبحانه الصلاة هاهنا ايمانا ».

٣٢٩٥ / ٧ - البحار عن تفسير سعد بن عبدالله القمي، برواية ابن قولويه عنه، باسناده إلى الصادق عليه‌السلام، قال: « قال اميرالمؤمنين عليه‌السلام: ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما بعث كانت القبلة إلى بيت المقدس، على سنة بني اسرائيل، وذلك ان الله تبارك وتعالى، اخبرنا في القرآن، انه امر موسى بن عمران ان يجعل بيته قبلة، في قوله: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١).

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ على هذا يصلي إلى بيت

____________________________

(١) في المصدر زيادة: قبلة.

(٢) البقرة ٢: ١٤٤ - ١٥٠.

(٣) البقرة ٢: ١٤٣.

٧ - البحار ج ٨٤ ص ٧١ ح ٣١.

(١) يونس ١٠: ٨٧.

١٧٣

المقدس، مدة مقامه بمكة وبعد الهجرة اشهرا، حتى عيرته اليهود، وقالوا: انت تابع لنا، تصلي إلى قبلتنا، وبيوت نبينا، فاغتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لذلك، واحب ان يحول الله قبلته إلى الكعبة، وكان ينظر في آفاق السماء، ينتظر امر الله، فأنزل الله عليه ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ - إلى قوله - لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) (٢) يعني اليهود.

٣٢٩٦ / ٨ - الطبرسي في الاحتجاج: بالاسناد إلى الإمام ابي محمّد العسكري عليه‌السلام، قال: « لما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بمكة، امره الله تعالى ان يتوجه نحو البيت المقدس في صلاته، ويجعل الكعبة بينه وبينها إذا امكن، وإذا لم يتمكن استقبل البيت المقدس كيف كان، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يفعل ذلك طول مقامه بها، ثلاث عشرة سنة، فلما كان بالمدينة، وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس، استقبله وانحرف عن الكعبة، سبعة عشر شهرا أو ستة عشر شهرا (١)، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما درى محمّد كيف صلى، حتى صار يتوجه إلى قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا، فاشتد ذلك على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، لما اتصل به عنهم، وكره قبلتهم، واحب الكعبة، فجاءه جبرئيل، فقال له رسول الله

____________________________

(٢) البقرة: ١٤٤ - ١٥٠.

٨ - الإحتجاج ص ٤٠، باختلاف بسيط في الالفاظ، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٩ ح ١٢.

(١) في هامش المخطوط: « ليس هذا الترديد في بعض النسخ، وعلى تقديره فهو إمّا من الراوي أو منه عليه‌السلام مشيراً إلى اختلاف العامّة فيه » (منه قدّس سرّه).

١٧٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا جبرئيل، لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم، فقال جبرئيل: فسل ربك ان يحولك إليها، فانه لا يردك عن طلبتك، ولا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعاؤه، صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته، فقال: اقرأ يا محمّد ( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) (٢)... الآيات، فقالت اليهود عند ذلك: ( مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) (٣) فأجابهم الله بأحسن جواب فقال: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ) (٤) وهو يملكهما، وتكليفه التحول إلى جانب، كتحويله لكم إلى جانب آخر ( يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (٥) هو مصلحهم، وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم ».

٣٢٩٧ / ٩ - قال أبومحمّد عليه‌السلام: « وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فقالوا: يا محمّد هذه القبلة بيت المقدس، قد صليت إليها اربع عشرة سنة، ثم تركتها الآن، افحقا كان ما كنت عليه؟ فقد تركته إلى باطل، فانما يخالف الحق الباطل، أو باطلا كان ذلك؟ فقد كنت عليه طول هذه المدة، فما يؤمننا ان تكون الآن على باطل؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: بل ذلك كان حقا وهذا حقّ، يقول الله: ( قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (١) إذا عرف صلاحكم يا ايها العباد في استقبال (٢)

____________________________

(٢) البقرة ٢: ١٤٤.

(٣، ٤، ٥) البقرة ٢: ١٤٢

٩ - الاحتجاج ص ٤١.

(١) البقرة ٢: ١٤٢.

(٢) في المصدر: استقبالكم

١٧٥

المشرق امركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب امركم به، وان عرف صلاحكم في غيرهما امركم به، فلا تنكروا تدبير الله في عباده، وقصده إلى مصالحكم، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: قد تركتم العمل يوم السبت، ثم عملتم بعده سائر الأيام، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده، افتركتم الحق إلى الباطل والباطل إلى حق؟ أو الباطل إلى باطل؟ أو الحق إلى حق؟ قولوا كيف شئتم، فهو قول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وجوابه لكم، قالوا: بل ترك العمل في السبت حق، والعمل بعده حق، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق، ثم قبلة الكعبة في وقته حق، فقالوا: يا محمّد، أفبدا لربك فيما كان امرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس، حين (٣) نقلك إلى الكعبة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ما بدا له عن ذلك، فانه العالم بالعواقب، والقادر على المصالح، لا يستدرك على نفسه غلطا، ولا يستحدث رأيا يخالف (٤) المتقدم، جل عن ذلك، ولا يقع أيضا عليه مانع يمنعه عن مراده، وليس يبدو الا لمن كان هذا وصفه، وهو عزّوجلّ متعال عن هذه الصفات علوا كبيرا.

ثم قال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: ايها اليهود، اخبروني عن الله، أليس يُمرض ثم يُصح؟ ويصح ثم يمرض؟ أبدا له في ذلك؟ اليس يحيي ويميت؟ (أليس يأتي بالليل في أثر النهار ثم بالنهار في أثر الليل) (٥)؟ أبدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك الله تَعبَّد نبيّه محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، بالصلاة إلى

____________________________

(٣) في المصدر: حتى.

(٤) وفيه: بخلاف.

(٥) مابين القوسين ليس في المصدر.

١٧٦

الكعبة، بعد أن (٦) تَعبَّده بالصلاة إلى بيت المقدس، وما بدا له في الأول ثم قال: - أليس الله يأتي بالشتاء في أثر الصيف؟ والصيف في اثر الشتاء؟ ابدا له في كلّ واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك لم يبد له في القبلة.

قال، ثم قال: اليس قد الزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة؟ والزمكم في الصيف ان تحترزوا من الحر؟ فبدا له في الصيف حتى امركم بخلاف ما كان امركم به في الشتاء؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: فكذلك تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم بعده (٧) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشئ آخر، فإذا اطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه، وانزل الله ( وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ) (٨) اي إذا توجهتم بأمره، فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: يا عباد الله، انتم كالمرضى والله رب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه (٩) الطبيب [ و ] (١٠) يدبره به، لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله امره تكونوا من الفائزين.

فقيل له: يابن رسول الله، فلم امر بالقبلة الاولى؟ فقال: لما قال الله عزّوجلّ: ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا ) وهي بيت

____________________________

(٦) وفيه زيادة: كان.

(٧) في المصدر: تعبدكم

(٨) البقره ٢: ١١٥.

(٩) في المصدر: يعمله.

(١٠) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

المقدس ( إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ) (١١) الا لنعلم ذلك منه موجودا، بعد ان علمناه سيوجد ذلك، ان هوى اهل مكة كان في الكعبة، فأراد الله ان يبين متبع (١٢) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ من مخالفه (١٣)، باتباع القبلة التي كرهها، ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يأمر بها، ولما كان هوى اهل المدينة في بيت المقدس، امرهم مخالفتها والتوجه إلى الكعبة، ليتبين (١٤) من يوافق محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فيما يكرهه، فهو مصدقه وموافقه.

ثم قال: ( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ) (١٥) انما كان التوجه إلى بيت المقدس، في ذلك الوقت كبيرة، الا على من يهدي الله، فعرف ان الله يُتعبّد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلي طاعته في مخالفته هواه ».

٣٢٩٨ / ١٠ - السيد الرضي (رحمه الله) في تفسيره الكبير المسمى بحقائق التأويل في قول تعالى: ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا ) (١) ان فيه اقوالا منها: ان يكون المراد بذلك، ان اول بيت وضع لعبادة المكلفين، قبلة لصلاتهم، وغاية لحجّهم، ومؤدّى لمناسكهم، هذا البيت الذي ببكة، وان كان من قبلة بيوت ليست هذه صفتها، وهذا القول مروي عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام.

____________________________

(١١) البقره ٢: ١٤٣.

(١٢) في المصدر: متبعي.

(١٣) وفيه: ممّن خالفه.

(١٤) وفيه: ليُبيّن،

(١٥) البقره ٢: ١٤٣.

١٠ - حقائق التأويل ص ١٧٤.

(١) آل عمران ٣: ٩٦.

١٧٨

٣٢٩٩ / ١١ - جعفر بن احمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: لم يعمل ابن آدم عملا، اعظم عند الله تعالى، من رجل قتل نبيا أو اماما، أو هدم الكعبة التي جعلها الله قبلة لعباده »... الخبر.

٣٣٠٠ / ١٢ - عوالي اللآلي: عن اسامة بن زيد، ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قبّل الكعبة وقال: « هذه هي القبلة ».

قلت: الحق ان الكعبة هي القبلة للقريب والبعيد، وفاقا للفقيه النبيه الشيخ موسى النجفي، قال في شرح الرساله: والذي يظهر من الكتاب والسنة، انها شرفها الله، كبيت المقدس من قبل نسخه، قبلة لجميع العالم، يستوي فيها الداني والقاصي، المشاهد وغيره، المتمكن وغيره، لا يشترك معها غيرها من مسجد حرام أو حرم، الا ان الشئ كلما بعد اتسعت دائرة استقباله عرفا، وصدق عليه الاستقبال حقيقة، كاشتراك الناس في رؤية الشمس والقمر والكواكب على حد سواء، ولا عبرة بالمداقة الحكمية، وفرض الخطوط المتوازية في الصدق العرفي وكلما عسر تحريه للبعد عنه يتسامح في استقباله، ويكون صدق الاستقبال له عادة وعرفا، انما هو على حسب ما يتحراه المستقبل، من مرتبة العلم إلى الظن، إلى الشك، إلى الوهم، كما هو غير خفي، فالاتساع في القبلة في البعد من حيثية الاستقبال، لا من حيثية الاتساع بالقبلة، والا فالقبلة عين واحدة، لا زيادة فيها ولا نقص إلى آخر ما ذكره. وتبعه عليه المحقق صاحب المستند (١)، وهذا

____________________________

١١ - الغايات ص ٨٦.

١٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٧ ح ٦٤.

(١) المستند ج ١ ص ٢٥٥.

١٧٩

هو الظاهر من صاحب الجواهر في نجاة العباد (٢)، وان ذكر الشيخ الاعظم في الحاشية (٣) في هذا المقام، ما يحتاج إلى التأمل وتمام الكلام في الفقه.

٣٣٠١ / ١٣ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن اسامة بن زيد قال: دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ البيت، وخرج فوقف على باب البيت وصلى ركعتين، وقال: « هذه القبلة » واشار إليها.

٣ - ( باب استحباب التياسر لأهل العراق ومن والاهم قليلاً )

٣٣٠٢ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « إذا اردت توجه القبلة فتياسر مثلَيْ ما تيامن، فان الحرم عن يمين الكعبة اربعة اميال، وعن يساره ثمانية (١) اميال ».

قلت: مما يجب التنبيه عليه، ان الشيخ ذكر في الأصل (٢) خبراً عن التهذيب (٣)، بهذا المضمون - إلى أن قال - ورواه الفضل بن شادان (٤) في رسالة القبلة (٥) مرسلا، عن الصادق عليه‌السلام، نحوه.

____________________________

(٢) جواهر الكلام ج ٧ ص ٣٢٢.

(٣) كتاب الصلاة للشيخ الانصاري ص ٣٢.

١٣ - درر اللآلي ج ١ ص ١٣٦.

الباب - ٣

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٦، وعنه في البحار ج ٨٤ ص ٥٠ ح ٥.

(١) في المصدر: ثلاث.

(٢) الوسائل ج ٣ ص ٢٢٢ ذيل الحديث ٢.

(٣) التهذيب ج ٢ ص ٤٤ ح ١٤٣، الفقيه ج ١ ص ١٧٨ ح ٨٤٢، علل الشرائع ج ٢ ص ٣١٨ ح ١.

(٤) في الوسائل: أبوالفضل شاذان بن جبرئيل.

(٥) عنه في البحار ج ٨٤ ص ٧٧.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

في (ص ٣٢٩ ) وقال : وحق على اللّه أن تعي.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٨ ] قال : عن عليعليه‌السلام في قوله :( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) قال : قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : سألت اللّه ان يجعلها اذنك يا علي ، فما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيئاً فنسيته (قال) اخرجه الضياء المقدسي وابن مردويه وابو نعيم في المعرفة (اقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص ٧٠ ) وقال فيه : ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كلاماً إلا وعيته وحفظته ولم أنسه.

قوله تعالى :

( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وَعَلاٰنِيَةً فَلَهُمْ

أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ)

في أواخر البقرة

[أُسد الغابة لابن الاثير الجزري ج ٤ ص ٢٥ ] روى بطريقين عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى :اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وعَلاٰنِيَةً قال : نزلت في علي بن أبي طالبعليه‌السلام كان عنده اربعة دراهم فانفق بالليل واحداً وبالنهار واحداً وفي السر واحداً وفي العلانية واحداً (أقول) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في أواخر البقرة ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة البقرة ، وقال : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وللطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن ابيه عن ابن عباس ، وذكره الهيثمي ايضاً في

٣٢١

في مجمعه (ج ٦ ص ٣٢٤ ) وقال : رواه الطبراني.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٦ ] قال : عن ابن عباس في قوله تعالى( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وعَلاٰنِيَةً ) قال : نزلت في علي ابن أبي طالبعليه‌السلام ، كانت معه أربعة دراهم فأنفق في الليل درهماً وفي النهار درهماً ، ودرهماً في السر ، ودرهما في العلانية ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما حملك على هذا؟ فقال : ان استوجب على اللّه ما وعدني ، فقال : ألا إن لك ذلك فنزلت الآية (قال) وتابع ابن عباس مجاهد وابن السائب ومقاتل (اقول) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية باختلاف يسير.

[الصواعق المحرقة ص ٧٨ ] قال : واخرج الواقدي عن ابن عباس قال : كان مع عليعليه‌السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية ، فنزل فيه( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وعَلاٰنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (أقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار (ص ٧٠ ) وقال : نقله الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس.

[الواحدي في أسباب النزول ص ٦٤ ] روى بسنده عن مجاهد قال : كان لعليعليه‌السلام أربعة دراهم فأنفق درهما بالليل ودرهما بالنهار ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وعَلاٰنِيَةً )

(قال) وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن ابي طالبعليه‌السلام لم يكن يملك غير اربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما حملك على هذا؟ قال حملني ان استوجب على اللّه الذي وعدني ،

٣٢٢

فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الا ان ذلك لك فانزل اللّه تعالى هذه الآية.

قوله تعالى :

( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا )

في آخر سورة مريم

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير الآية الكريمة في اواخر سورة مريم (قال) وروى ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعليعليه‌السلام : يا علي قال : اللهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فانزل اللّه هذه الآية (اقول) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية قال : واجعل لي عندك ودا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فانزل اللّه( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا ) قال : فنزلت في عليعليه‌السلام ، قال : اخرجه ابن مردويه والديلمي عن البراء.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير الآية الكريمة في اواخر سورة مريم ، قال : واخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالبعليه‌السلام ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا ) قال : محبة في قلوب المؤمنين (اقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١٢٥ ) وقال : رواه الطبراني في الاوسط.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٧ ] قال : ومنها ـ اي ومن الآيات النازلة في فضل عليعليه‌السلام ـ قوله تعالى سيجعل لهم الرحمن وداً (قال) قال ابن الحنفية : لا يبقي مؤمن الا وفي قلبه ود لعليعليه‌السلام واهل بيته (قال) اخرجه الحافظ السلفي ، وهكذا ابن حجر في

٣٢٣

صواعقه (ص ١٠٢ ) قال مثل ذلك ، وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص ١٠١ ) وقال : اخرجه بعضهم عن محمد بن الحنفية ، وذكر الحديث (الى ان قال) وذكر النقاش انها نزلت في عليعليه‌السلام .

قوله تعالى :

( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ )

في سورة لم يكن الذين كفروا

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٣٠ ص ١٧١ ] روى بسنده عن ابي الجارود عن محمد بن علي( أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أنت يا علي وشيعتك.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى :( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) في سورة لم يكن الذين كفروا (قال) واخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه قال : كنا عند النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاقبل عليعليه‌السلام ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ، فكان اصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إذا اقبل عليعليه‌السلام قالوا : جاء خير البرية.

[وقال ايضاً] واخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً على خير البرية.

[وقال ايضاً] واخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ، قال رسول اللّه

٣٢٤

صلى الله عليه و (آله) وسلم لعليعليه‌السلام : هو انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.

[وقال ايضاً] واخرج ابن مردويه عن عليعليه‌السلام قال : قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الم تسمع قول اللّه : إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ؟ أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الامم للحساب تدعون غراً محجلين.

[الصواعق المحرقة ص ٩٦ ] قال : الآية الحادية عشرة قوله تعالى :( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) ، قال : اخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس : ان هذه الآية لما نزلت قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعليعليه‌السلام : هو أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضاباً مقمحين قال : ومن عدوي؟ قال : من تبرأ منك ولعنك (اقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار (في ص ٧٠ وص ١٠١ )

قوله تعالى :

( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وعِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ واَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ )

في سورة التوبة

[الواحدي في اسباب النزول ص ١٨٢ ] قال : قال الحسن والشعبي والقرطبي نزلت الآية في عليعليه‌السلام والعباس وطلحة بن شيبة ، وذلك انهم افتخروا ، فقال طلحة : انا صاحب البيت بيدي مفتاحه والى ثياب بيته وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال عليعليه‌السلام : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة

٣٢٥

اشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فانزل اللّه تعالى هذه الآية ـ يعني قوله تعالى :أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وعِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ واَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ وجٰاهَدَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ لاٰ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اَللّٰهِ واَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ ، اَلَّذِينَ آمَنُوا وهٰاجَرُوا وجٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اَللّٰهِ وأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰائِزُونَ (اقول) ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تفسيره (ج ١٠ ص ٦٨ ) مسنداً عن محمد بن كعب القرظي ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة التوبة.

[تفسير ابن جرير الطبري ج ١٠ ص ٦٨ ] روى بسنده عن السدي اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللّه لا يستوون عند اللّه ، قال : افتخر عليعليه‌السلام وعباس وشيبة بن عثمان ، فقال العباس : أنا افضلكم انا اسقي حجاج بيت اللّه ، وقال شيبة : انا اعمر مسجد اللّه ، وقال عليعليه‌السلام : أنا هاجرت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم واجاهد معه في سبيل اللّه فانزل اللّه :( اَلَّذِينَ آمَنُوا وهٰاجَرُوا وجٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اَللّٰهِ وأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ ورِضْوٰانٍ وجَنّٰاتٍ لَهُمْ فِيهٰا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ) .

[الفخر الرازي في تفسيره] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة ، قال : قال ابن عباس في بعض الروايات عنه : ان علياًعليه‌السلام لما أغلظ الكلام للعباس قال العباس : ان كنتم سبقتمونا بالاسلام والهجرة والجهاد فلقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج قال : فنزلت هذه الآية.

[وقال ايضاً] في تفسير سورة التكاثر ما لفظه : والعقل دل على ان التكاثر والتفاخر في السعادات الحقيقية غير مذموم قال : ومن ذلك ما

٣٢٦

روي من تفاخر العباس بأن السقاية بيده وتفاخر شيبة بان المفتاح بيده (الى ان قال) قال عليعليه‌السلام : وانا قطعت خرطوم الكفر بسيفي فصار الكفر مثلة فاسلتم ، فشق ذلك عليهم فنزل قوله تعالى :( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) (الآية ).

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة (قال) واخرج ابو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران ، فقال له العباس : أنا اشرف منك أنا عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ووصي ابيه وساقي الحجيج فقال شيبة : أنا اشرف منك أنا أمين اللّه على بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟ فاطلع عليهما عليعليه‌السلام فأخبراه بما قالا ، فقال عليعليه‌السلام : أنا أشرف منكما أنا أول من آمن وهاجر ، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخبروه فما أجابهم بشيء ، فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد أيام فأرسل اليهم فقرأ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) إلى آخر العشر.

[وقال ايضاً] وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابو الشيخ عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية :( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) في العباس وعليعليه‌السلام تكلما في ذلك.

[وقال ايضاً] وأخرج ابن مردويه عن الشعبي قال : كانت بين عليعليه‌السلام والعباس منازعة فقال العباس لعليعليه‌السلام : أنا عم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وانت ابن عمه وإلى سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام : فانزل اللّه :( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) (الآية).

[وقال ايضاً] واخرج عبد الرزاق عن الحسن قال : نزلت في عليعليه‌السلام وعباس وعثمان وشيبة تكلموا في ذلك.

٣٢٧

قوله تعالى :

( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ )

في سورة الصافات

[الصواعق المحرقة ص ٨٩ ] قال : الآية الرابعة قوله تعالى :( وقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (قال) أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية عليعليه‌السلام (قال) وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله : روى في قوله تعالى :( وقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) اي عن ولاية عليعليه‌السلام واهل البيت ، لان اللّه امر نبيه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ان يعرف الخلق انه لا يسألهم على تبليغ الرسالة اجراً الا المودة في القربى ، والمعنى انهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما اوصاهم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أم اضاعوها واهملوها؟ فتكون المطالبة والتبعة (انتهى).

قوله تعالى

( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اَللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى اَلْكٰافِرِينَ ، يُجٰاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ ولاٰ يَخٰافُونَ لَوْمَةَ لاٰئِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ اَللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ واَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ )
في سورة المائدة

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة المائدة (قال) وقال قوم : إنها نزلت في عليعليه‌السلام (قال) ويدل عليه وجهان (الاول) إنه (ص) لما دفع الراية الى عليعليه‌السلام يوم خيبر قال : لادفعن الراية غدا الى رجل يحب اللّه ورسوله

٣٢٨

ويحبه اللّه ورسوله وهذا هو الصفة المذكورة في الآية (والوجه الثاني) انه تعالى ذكر بعد هذه الآية قوله :( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ ورَسُولُهُ واَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ ويُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وهُمْ رٰاكِعُونَ ) وهذه الآية في حق عليعليه‌السلام ، فكان الاولى جعل ما قبلها ايضاً في حقه (انتهى) .

قوله تعالى :

( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللّٰهَ وكُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ )

[ في سورة التوبة ]

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة (قال) واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :اِتَّقُوا اَللّٰهَ وكُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ ، (قال) مع علي بن ابي طالبعليه‌السلام .

[وقال ايضاً] واخرج ابن عساكر عن ابي جعفرعليه‌السلام في قوله :( وَكُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ ) قال : مع علي بن ابي طالبعليه‌السلام .

قوله تعالى :

( فَسْئَلُوا أَهْلَ اَلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ )

[ في سورتي النحل والأنبياء ]

[تفسير ابن جرير الطبري ج ١٧ ص ٥ ] روى بسنده عن جابر الجعفي ، قال :لما نزلت فَسْئَلُوا أَهْلَ اَلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ ، قال عليعليه‌السلام : نحن اهل الذكر.

٣٢٩

قوله تعالى :

( وَأَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ ورَسُولِهِ إلى اَلنّٰاسِ يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ )

[ في أول سورة التوبة ]

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الشريفة في اول التوبة (قال) اخرج ابن ابي حاتم عن حكيم بن حميد قال : قال لي علي ابن الحسينعليهما‌السلام : إن لعليعليه‌السلام في كتاب اللّه اسماً ولكن لا يعرفونه قلت : ما هو؟ قال : ألم تسمع قول اللّه : واذان من اللّه ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر؟ هو واللّه الاذان.

قوله تعالى :

( فَمٰا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ )

[ في سورة والتين ]

[تاريخ بغداد ج ٢ ص ٩٧ ] روى الخطيب بسنده عن انس قال : لما نزلت سورة والتين على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرح لها فرحاً شديداً حتى بان لنا شدة فرحه ، فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال : اما قول اللّه تعالى : واَلتِّينِ فبلاد الشام ، ثم ساق الحديث (الى ان قال) فما يكذبك بعد بالدين علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

قوله تعالى :

( قُلْ بِفَضْلِ اَللّٰهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّٰا يَجْمَعُونَ )

[ في سورة يونس ]

[تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٥ ] روى الخطيب بسنده عن ابن

٣٣٠

عباس قل بفضل اللّه وبرحمته ، بفضل اللّه النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وبرحمته عليعليه‌السلام .

قوله تعالى :

( أَفَمَنْ وَعَدْنٰاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاٰقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنٰاهُ مَتٰاعَ اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ مِنَ اَلْمُحْضَرِينَ ) [ في سورة القصص ]

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٠ ص ٦٢ ] روى بسنده عن مجاهد أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ، قال : نزلت في حمزة وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام وأبي جهل (اقول) ورواه الواحدي ايضاً في أسباب النزول (ص ٢٥٥ ) بسنده عن مجاهد ، وقال ، نزلت في عليعليه‌السلام وحمزة وابي جهل ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢٠٧ ) وقال : قال مجاهد ، نزلت في عليعليه‌السلام وحمزة وأبي جهل.

قوله تعالى :

( أَفَمَنْ شَرَحَ اَللّٰهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاٰمِ فَهُوَ عَلىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقٰاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ أُولٰئِكَ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ ) [ في سورة الزمر ]

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٠٧ ] قال : ومنها ـ أي من الآيات النازلة في فضل عليعليه‌السلام ـ قوله تعالى :أَفَمَنْ شَرَحَ اَللّٰهُ صَدْرَهُ

٣٣١

لِلْإِسْلاٰمِ فَهُوَ عَليٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقٰاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ أُولٰئِكَ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ نزلت في عليعليه‌السلام وحمزة وابي لهب واولاده ، فعليعليه‌السلام وحمزة شرح اللّه صدرهما للاسلام ، وأبو لهب وأولاده قست قلوبهم (قال) ذكره الواحدي وابو الفرج (اقول) وجدت الحديث المذكور في أسباب النزول للواحدي كما ذكر هنا بنصه.

قوله تعالى :

( وَعَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ )

[ في سورة الأعراف ]

[الصواعق المحرقة ص ١٠١ ] قال : الآية الثالثة عشرة قوله تعالى :( وَعَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ ) (قال) اخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس انه قال : الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

قوله تعالى

( مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضيٰ نَحْبَهُ ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ومٰا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) [ في سورة الأحزاب ]

[الصواعق المحرقة ص ٨٠ ] قال : وسئل ـ أي عليعليه‌السلام ـ وهو علي المنبر بالكوفة عن قوله تعالى :( رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا

٣٣٢

عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ومٰا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ، فقال : اللهم غفراً هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، فاما عبيدة فقضي نحبه شهيداً يوم بدر ، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أُحد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه وأشار بيده الى لحيته ورأسه ، عهد عهده إلى حبيبي ابو القاسم صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الحديث (اقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص ٩٧ ) نقلاً عن الفصول المهمة لابن الصباغ.

قوله تعالى :

( وَاَلَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُتَّقُونَ )

[ في سورة الزمر ]

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الكريمة في سورة الزمر ، قال : واخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ، والذي جاء بالصدق قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وصدق به قال : علي ابن أبي طالبعليه‌السلام .

قوله تعالى :

( مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيٰانِ بَيْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لاٰ يَبْغِيٰانِ فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اَللُّؤْلُؤُ واَلْمَرْجٰانُ ) [ في سورة الرحمن ]

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى :( مرج البحرين يلتقيان ) في سورة الرحمن (قال) واخرج ابن مردويه عن ابن

٣٣٣

عباس في قوله :( مرج البحرين يلتقيان ) ، قال : علي وفاطمةعليهما‌السلام ، بينهما برزخ لا يبغيان قال : النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال : الحسن والحسينعليهما‌السلام .

[وقال ايضاً] : وأخرج ابن مردويه عن انس بن مالك في قوله : مرج البحرين يلتقيان ، قال : علي وفاطمة عليهما‌السلام ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، قال : الحسن والحسينعليهما‌السلام .

[نور الأبصار للشبلنجي ص ١٠١ ] قال : وعن أنس بن مالك في قوله تعالى : مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيٰانِ ، قال : علي وفاطمةعليهما‌السلام يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، قال : الحسن والحسينعليهما‌السلام ، قال : رواه صاحب كتاب الدرر.

قوله تعالى :

( إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ )

[ في سورة والعصر ]

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير سورة والعصر ، قال : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : واَلْعَصْرِ إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لَفِي خُسْرٍ يعني أبا جهل بن هشام ، إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ ، ذكر علياًعليه‌السلام وسلمان.

قوله تعالى :

( أَمْ حَسِبَ اَلَّذِينَ اِجْتَرَحُوا اَلسَّيِّئٰاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَوٰاءً مَحْيٰاهُمْ ومَمٰاتُهُمْ سٰاءَ مٰا يَحْكُمُونَ ) [ في سورة الجاثية ]

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير الآية الكريمة في

٣٣٤

سورة الجاثية ، قال : قال الكلبي : نزلت هذه الآية في عليعليه‌السلام وحمزة وعبيدة ، وفي ثلاثة من المشركين عتبة وشيبة والوليد بن عتبة ، قالوا للمؤمنين : واللّه ما أنتم على شيء ولو كان ما تقولون حقاً لكان حالنا افضل من حالكم في الآخرة كما انا افضل حالاً منكم في الدنيا ، فانكر اللّه عليهم هذا الكلام وبين أنه لا يمكن ان يكون حال المؤمن المطيع مساوياً لحال الكافر العاصي في درجات الثواب ومنازل السعادات (انتهى).

قوله تعالى :

( وَهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وصِهْراً )

[ في سورة الفرقان ]

[نور الابصار للشبلنجي ص ١٠٢ ] قال : وعن محمد بن سيرين في قوله تعالى :( وهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وصِهْراً ) انها نزلت في النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام هو ابن عم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وزوج فاطمةعليها‌السلام ، فكان نسباً وصهراً.

٣٣٥

باب

في جملة من الآيات النازلة في اعداء عليعليه‌السلام

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى :( واَلَّذِينَ يُؤْذُونَ اَلْمُؤْمِنِينَ واَلْمُؤْمِنٰاتِ بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا فَقَدِ اِحْتَمَلُوا بُهْتٰاناً وإِثْماً مُبِيناً ) في سورة الاحزاب ، قال ما لفظه : وقيل : نزلت في ناس من المنافقين يؤذون علياًعليه‌السلام ويسمعونه ، (انتهى) وقال الواحدي في اسباب النزول (ص ٢٧٣ ) ما لفظه : قال مقاتل : نزلت في علي بن ابي طالبعليه‌السلام وذلك ان أُناساً من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى :( إِنَّ اَلَّذِينَ أَجْرَمُوا كٰانُوا مِنَ اَلَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) في سورة المطففين ، قال : وقيل : جاء علي ابن أبي طالبعليه‌السلام في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا الى اصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الاصلع ، فضحكوا منه فنزلت قبل ان يصل عليعليه‌السلام الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (اقول) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير.

٣٣٦

[السيوطي في الدر المنثور] في سورة محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ويقال لها سورة القتال ايضاً ، في تفسير قوله تعالى :( إِنَّ اَلَّذِينَ اِرْتَدُّوا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمُ اَلْهُدَى اَلشَّيْطٰانُ سَوَّلَ لَهُمْ وأَمْلىٰ لَهُمْ ـ الى قوله تعالى ـأَمْ حَسِبَ اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اَللّٰهُ أَضْغٰانَهُمْ ولَوْ نَشٰاءُ لَأَرَيْنٰاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمٰاهُمْ ولَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ اَلْقَوْلِ واَللّٰهُ يَعْلَمُ أَعْمٰالَكُمْ ) قال واخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري في قوله : ولتعرفنهم في لحن القول قال : ببغضكم علي بن ابي طالبعليه‌السلام .

٣٣٧

باب

إن اللّه تعالى خفف عن هذه الامة بعليعليه‌السلام

ووضع عنهم صدقة النجو ى

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٢٧ ] في أبواب تفسير القرآن ، روى بسنده عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال : لما نزلت :( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ) ، قال لي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما ترى ديناراً ، قلت : لا يطيقونه ، قال : فنصف دينار قلت : لا يطيقونه ، قال : فكم؟ قلت : شعيرة ، قال : انك لزهيد ، قال : فنزلت( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقٰاتٍ ) الآية ، قال : فبي خفف اللّه عن هذه الأمة ، قال الترمذي : ومعنى قوله : شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب (أقول) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة المجادلة ، وقال في معني قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إنك لزهيد ما لفظه : والمعنى إنك قليل المال فقدرت على حسب حالك (انتهى) وهو جيد ، ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تفسيره (ج ٢٨ ص ١٥ ) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج ١ ص ٢٦٨ )

٣٣٨

وقال : اخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابو يعلى وابن جرير وابن المنذر والدورقي وابن حبان وابن مردويه وسعيد بن منصور (انتهى) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره (ص ١٠٩ ) وقال : اخرجه ابو حاتم ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة المجادلة ، وذكر جمعاً كثيراً من أئمة الحديث ، ممن ذكرهم المتقي في كنز العمال وتقدمت اسماؤهم وغيرهم ، وقال : إنهم قد رووه.

[خصائص النسائي ص ٣٩ ] روى بسنده عن عليعليه‌السلام ، قال : لما نزلت :( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعليعليه‌السلام : مرهم ان يتصدقوا قال : بكم يا رسول اللّه؟ قال : بدينار ، قال : لا يطيقون : قال : فبنصف دينار ، قال : لا يطيقون ، قال : فبكم؟ قال : بشعيرة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إنك لزهيد ، فأنزل اللّه :( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقٰاتٍ ) ، الآية ، وكان عليعليه‌السلام يقول : خفف بي عن هذه الامة.

٣٣٩

باب

في أنه لم يعمل بآية النجوى أحد الا عليعليه‌السلام

[تفسير ابن جرير الطبري ج ٢٨ ص ١٤ ] روى بسنده عن ليث عن مجاهد ، قال : قال عليعليه‌السلام : إن في كتاب اللّه عز وجل لآية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ) قال : فرضت ثم نسخت (أقول) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في سورة المجادلة وقال في آخره : كان لي دينار فصرفته فكنت اذا ناجيته تصدقت بدرهم ، ثم قال : قال الكلبي تصدق في عشر كلمات سألهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وذكره الواحدي ايضاً في اسباب النزول (ص ٣٠٨ ) وقال فيه : كان لي دينار فبعته وكنت اذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد فنسخت بالآية :أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقٰاتٍ ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره وقال في آخر : وروى ابن جريج والكلبي وعطا عن ابن عباس انهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه احد الا عليعليه‌السلام ، تصدق بدينار ثم نزلت الرخصة ، ورواه ابن جرير ايضاً في (ج ٢٨ ص ١٤ ) بطريق آخر عن ليث عن مجاهد وقال فيه : كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم فكنت اذا جئت الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تصدقت بدرهم ، فنسخت فلم يعمل بها احد قبلي

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463