فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة8%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
ISBN: 964-6406-18-1
الصفحات: 463

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 463 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 130098 / تحميل: 6304
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٦٤٠٦-١٨-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

و (آله) وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع ، فهل عندك من شئ؟ فقالت : نعم فاخرجت أقراصاً من شعير ثم أخذت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه ، ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه ، ثم ارسلتني الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال فذهبت به فوجدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جالساً في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أرسلك أبو طلحة؟ قال : فقلت نعم ، فقال الطعام؟ فقلت نعم ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لمن معه : قوموا ، قال : فأنطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فاخبرته ، فقال ابو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم ، فقالت اللّه ورسوله أعلم ، قال : فانطلق ابو طلحة حتى لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم معه حتى دخلا ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هلمي ما عندك يا أم سليم ، فاتت بذلك الخبز فامر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ففت وعصرت عليه أم سليم عكة لها فآدمته ثم قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما شاء اللّه أن يقول ، ثم قال إئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا وشبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : إئذن لعشرة فاذن لهم فاكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال إئذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم وشبعوا ، والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٤ ] روى بسنده عن سمرة بن جندب قال كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نتداول في قصعة عن غدوة حتى الليل يقوم عشرة ويقعد عشرة ، قلنا فما كانت تمد؟ قال من أي شيء تعجب؟ ما كانت تمد إلا من هاهنا ، وأشار بيده الى السماء.

٨١

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٣٧ ] روى بسنده عن جابر قال : جاء رجل الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يستطعمه فأطعمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وسق شعير ، فما زال الرجل يأكل هو وامرأته ووصيف لهما حتى كالوه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٤٠ ] روى بسنده عن جابر ان ام مالك البهزية كانت تهدي في عكة لها سمناً الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فبينا بنوها يسألونها الأدام ـ وليس عندها شيء ـ فعمدت الى عكتها التي كانت تهدي فيها الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فوجدت فيها سمناً ، فما زال يدأم لها أدم بنيها حتى عصرته وأتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال أعصرتيه؟ قالت : نعم ، قال : لو تركتيه ما زال ذلك لك مقيماً.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٣ ص ٤٨٤ ] روى بسنده عن ابي عبيد انه طبخ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قدراً فيه لحم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ناولني ذراعها ، فناولته فقال ناولني ذراعها ، فناولته ، فقال ناولني ذراعها ، فقال : يا نبي اللّه كم للشاة من ذراع؟ قال : والذي نفسي بيده لو سكت لاعطتك ذراعاً ما دعوت به.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٢٤٦ ] روى بسنده عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب : أنه استعان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في التزويج فأنكحه امرأة فالتمس شيئاً فلم يجده ، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أبا رافع وأبا ايوب بدرعه فرهناه عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من شعير فدفعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى فطعمنا منه نصف سنة ، ثم كلناه فوجدناه كما

٨٢

أدخلناه ، قال نوفل : فذكرت ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : لو لم تكله لأكلت منه ما عشت.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ١١٦ ] روى بسنده عن واثلة بن الاسقع ـ وكان من أهل الصفة ـ قال أقمنا ثلاثة أيام ، وكان من يخرج الى المسجد يأخذ بيد الرجلين والثلاثة بقدر طاقته ويطعمهم ، قال فكنت فيمن أخطأه ذلك ثلاثة أيام ولياليها ، قال : فأبصرت أبا بكر عند العتمة فاتيته فاستقرأته من سورة سبأ فبلغ منزله ورجوت أن يدعوني الى الطعام فقرأ علي حتى بلغ باب المنزل ، ثم وقف علي الباب حتى قرأ علي البقية ، ثم دخل وتركني ، ثم تعرضت لعمر فصنعت به مثل ذلك وذكر أنه صنع مثل ما صنع أبو بكر ، فلما أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاخبرته فقال للجارية هل من شئ؟ قالت : نعم رغيف وكتلة من سمن فدعا بها ثم فت الخبز بيده ، ثم أخذ تلك الكتلة من السمن قلت تلك الخبزة ثم جمعه بيده حتى صيره ثريدة ، (ثم قال) اذهب ادع لي عشرة انت عاشرهم فدعوت عشرة أنا عاشرهم ، (ثم قال) اجلسوا ووضعت القصعة (ثم قال) كلوا بسم اللّه ، كلوا من جوانبها ولا تأكلوا من فوقها فان البركة تنزل من فوقها فاكلنا حتى صدرنا فكأنما خططنا فيها باصابعنا ، ثم اخذ منها واصلح منها وردها. (ثم قال) ادع لي عشرة ، وذكر انه دعا بعد ذلك مرتين عشرة عشرة ، وقال : قد فضلوا فضلاً.

[طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٢٣٤ ] روى بسنده عن ام عامر أسماء بنت يزيد بن السكن ، قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم صلّى في مسجدنا المغرب فجئت منزلي فجئته بعرق وارغفة ، فقلت بأبي وأمي تعش ، فقال لأصحابه كلوا بسم اللّه ، فأكل هو وأصحابه الذين جاؤوا معه ومن كان حاضراً من أهل الدار ، فوالذي نفسي بيده لرأيت بعض العرق لم يتعرقه وعامة الخبز ، وإن

٨٣

القوم أربعون رجلاً ، ثم شرب من ماء عندي في شجب ، ثم انصرف ، فاخذت ذلك الشجب فدهنته وطويته ، فكنا نسقي منه المريض ونشرب منه في الحين رجاء البركة (اللغة) العرق بفتح العين المهملة وسكون الراء العظم بلحمه ، ولم يتعرقه أي لم يأكل ما عليه من اللحم ، والشجب سقاء يابس.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٤ ] روى بسنده عن سالم بن ابي الجعد ، قال بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم رجلين في بعض أمره ، فقالا يا رسول اللّه ما معنا ما نتزوده ، فقال : ابتغيا لي سقاء فجاءاه بسقاء ، قال فأمرنا فملأناه ثم أو كأناه ، وقال اذهبا حتى تبلغا مكان كذا وكذا فان اللّه سيرزقكما ، قال : فأنطلقا حتى أتيا ذلك المكان الذي أمرهما به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فانحل سقاؤهما فاذا لبن وزبد غنم فأكلا وشربا حتى شبعا.

[أُسد الغابة ج ٥ ص ٦٢٩ ] قال روى محمد بن اسحاق عن سعيد بن مينا أن بنتاً لبشير أخت النعمان بن بشير ، قالت : دعتني أمي عمرة بنت رواحة فاعطتني حفنة من تمر في ثوبي فقالت : اذهبي بهذا الى ابيك وخالك عبد اللّه ابن رواحة لغدائهما ، قالت فمررت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأنا ألتمس أبي وخالي ، فقال : ما هذا معك؟ قلت : هذا تمر بعثتني به أمي الى أبي وخالي يتغذيانه ، قال : هاتيه ، قالت : فصببته في كفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فما ملأهما ، ثم أمر بثوب فبسط ، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ، ثم قال لانسان عنده : إصرخ في الخندق أن هلم الى الغداء فاجتمع أهل الخندق فجعلوا يأكلون وجعل يزداد حتى صدر أهل الخندق وإنه ليسقط من أطراف الثوب وهم ثلاثة آلاف.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٣٠٩ ] قال وعن ام انس بن مالك قالت : كانت لنا شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم

٨٤

بعثت بها مع ربيبة ، فقلت يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يأتدم بها فانطلقت ربيبة حتى أتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : يا رسول اللّه عكة سمن بعثت بها اليك أم سليم ، فقال : فرغوا لها عكتها ففرغت العكة فدفعت اليها ، فانطلقت فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر ، فقالت أم سليم : يا ربيبة أليس قد أمرتك أن تنطلقي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ قال : قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فانطلقت أم سليم ومعها ربيبة ، فقالت يا رسول اللّه إني بعثت اليك معها بعكة فيها سمن ، قال قد فعلت قد جاءت بها فقالت والذي بعثك بالهدى ودين الحق إنها لممتلئة تقطر سمناً ، قال : فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أتعجبين إن كان اللّه قد اطعمك كما أطعمت نبيه؟ كلي واطعمي ، قالت : فجئت البيت فقسمت في قعب لنا كذا وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا به شهراً أو شهرين (قال) رواه ابو يعلى والطبراني ، إلا انه قال زينب بدل ربيبة.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٣٠٩ ] قال : وعن أم مالك الانصارية انها جاءت بعكة سمن الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بلالاً فعصرها ثم دفعها اليها فرجعت فاذا هي ممتلئة فأتت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت نزل فيّ شيء يا رسول اللّه؟ فقال : وما ذلك يا أم مالك؟ فقالت : لِمَ رددت هديتي فدعا بلالاً فسأله عن ذلك ، فقال والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هنئياً لك يا أم مالك ، عجل اللّه ثوابها ثم علمها في دبر كل صلاة سبحان اللّه عشراً ، والحمد للّه عشراً واللّه اكبر عشراً (قال) رواه الطبراني.

٨٥

بابٌ

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجذع الذي

كان يخطب عنده

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الإسلام (روى) بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) يقول : كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا خطب يقوم الى جذع منها ، فلما صنع له المنبر ـ وكان عليه ـ فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار حتى جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فوضع يده عليها فسكنت.

[صحيح البخاري] في كتاب البيوع ، في باب النجار (روى) بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رض) ان امرأة من الانصار قالت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا رسول اللّه ألا اجعل لك شيئاً تقعد عليه؟ فان لي غلاماً نجاراً؟ قال : إن شئت ، قال : فعملت له المنبر ، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت ان تنشق فنزل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى اخذها فضمها اليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكّت حتى استقرت قال : بكت على ما

٨٦

كانت تسمع من الذكر.

(صحيح النسائي ج ١ ص ٢٠٧ ) روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) يقول : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا خطب يستند الى جذع نخلة من سواري المسجد ، فلما صنع المنبر واستوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة إذا سمعها أهل المسجد حتى نزل اليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاعتنقها فسكتت (اقول) وفي الباب أخبار كثيرة ، ولكنا اقتصرنا على ما ذكر لتقارب مضمون الجميع وعدم التفاوت بينها إلا يسيراً في بعض الألفاظ.

٨٧

باب

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شق القمر

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب انشقاق القمر روى بسنده عن انس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ان يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن عبد اللّه قال انشق القمر ونحن مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بمني ، فقال اشهدوا وذهبت فرقة نحو الجبل ، وقال ابو الضحى عن مسروق عن عبد اللّه : انشق بمكة.

[صحيح البخاري] في كتاب التفسير ، في باب قوله تعالى :( وانشق القمر ) (روى) بسنده عن ابن مسعود قال انشق القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل ، وفرقة دونه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اشهدوا.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢١١ ] روى بسنده عن انس ، قال

٨٨

سأل أهل مكة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم آية فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت( اِقْتَرَبَتِ اَلسّٰاعَةُ واِنْشَقَّ اَلْقَمَرُ ) الى قوله :( سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) يقول ذاهب.

[صحيح الترمذي] في الصفحة المتقدمة ، روى بسنده عن جبير ابن مطعم ، قال : انشق القمر على عهد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى صار فرقتين ، على هذا الجبل ، وعلى هذا الجبل ، فقالوا : سحرنا محمد فقال بعضهم : لئن كان سحرنا ما يستطيع ان يسحر الناس كلهم.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ١ ص ٤١٣ ] روى بسنده عن عبد اللّه قال : انشق القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر ، (اقول) وفي الباب أخبار كثيرة ولكنا اقتصرنا على ما ذكر لتقارب مضمون الجميع واشتهار القصة.

٨٩

باب

في اعجاز النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في امور متفرقة

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الاسلام روى بسنده عن عبد اللّه ، قال : كنا نعد الآيات بركة وانتم تعدونها تخويفاً ، كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر ، فقل الماء ، فقال اطلبوا فضلة من ماء فجاؤوا باناء فيه ماء قليل فادخل يده في الأناء ثم قال : حيّ على الطهور المبارك والبركة من اللّه ، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن انس ، قال : كان رجل نصرانياً فاسلم وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فعاد نصرانياً. فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له ، فاماته اللّه فدفنوه فاصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه ، فحفروا له فاعمقوا وقد لفظته الأرض ، فقالوا هذا فعل

٩٠

محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه ، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا انه ليس من الناس فألقوه.

[صحيح البخاري] في كتاب البيوع في باب الكيل على البايع والمعطي ، روى بسنده عن جابر ، قال : توفي عبد اللّه بن عمرو بن حرام وعليه دين فاستعنت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على غرماثه أن يضعوا من دينه ، فطلب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يفعلوا ، فقال لي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذهب فصنف تمرك أصنافا ، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة ، ثم ارسل الى ، ففعلت ، ثم أرسلت الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجلس على أعلاه أو في وسطه ، ثم قال : كل للقوم فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شئ.

[الأدب المفرد البخاري ص ٥٦ ] روى بسنده عن عبد اللّه ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نزل منزلاً فاخذ رجل بيض حرة فجاءت ترف على رأس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال أيكم فجع هذه بيضتها؟ فقال رجل يا رسول اللّه أنا أخذت بيضتها ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اردده رحمة لها (اللغة) الحرة بضم الحاء المهملة والراء المشددة طائرة كالعصفورة.

[صحيح مسلم] في كتاب الجهاد والسير ، في باب غزوة حنين روى بسنده عن اياس بن سلمة عن ابيه قال غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فرميته بسهم فتوارى عني ، فما دريت ما صنع ، ونظرت الى القوم فاذا هم قد طلعوا من ثنية اخرى فالتقوا هم وصحابة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فولى صحابة النبي صلّى اللّه

٩١

عليه و (آله) وسلم وأُرجع منهزماً وعليّ بردتان متزراً باحداهما مرتدياً بالأخرى ، فاستطلق أزاري فجمعتها جميعاً ومررت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منهزماً وهو على بغلته الشهباء ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لقد رأى ابن الأكوع فزعاً ، فلما غشوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم ، فقال شاهت الوجوه ، فما خلق اللّه منهم انساناً إلا ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة ، فولوا مدبرين فهزمهم اللّه عز وجل وقسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غنائمهم بين المسلمين.

[صحيح مسلم] في كتاب الزهد ، في باب حديث جابر الطويل ، روى بسنده عن عبادة بن الوليد قال : خرجت أنا وأبي نطلب العلم في الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا ، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ثم ساق الحديث (الى ان قال) ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) في مسجده وهو يصلي (الى أن قال) جابر سرنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى نزلنا وادياً أفيح ، فذهب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقضي حاجته فاتبعته باداوة من ماء فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم ير شيئاً يستتر به فاذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاخذ بغصن من أغصانها ، فقال : انقادي علي باذن اللّه فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى اتي الشجرة الأخرى فاخذ بغصن من أغصانها ، فقال انقادي على باذن اللّه فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما ـ يعني جمعهما ـ فقال : التئما عليّ باذن اللّه فالتأمتا (الى أن قال) جابر فحانت مني لفتة فاذا أنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مقبلاً واذا الشجرتان قد افترقتا ، فقامت كل واحدة منهما

٩٢

على ساق (الحديث).

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٢٨٥ ] روى بسنده عن ابن عباس قال جاء اعرابي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فقال : بما أعرف انك نبي؟ قال : ان دعوت هذا العذق من هذه النخلة اتشهد اني رسول اللّه؟ فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجعل ينزل من النخلة حتى سقط الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ثم قال : ارجع فعاد ، فأسلم الأعرابي.

[صحيح النسائي ج ٢ ص ٦٤ ] روى بسنده عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لما أمر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر ، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأخذ المعول ووضع رداءه ناحية الخندق وقال : «تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، فندر ثلث الحجر وسلمان الفارسي قائم ينظر ، فبرق مع ضربة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم برقة ، ثم ضرب الثانية وقال : «تمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم» فندر الثلث الآخر فبرقت برقة فرآها سلمان ، ثم ضرب الثالثة وقال : «تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم» فندر الثلث الباقي ، وخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ رداءه وجلس ، قال سلمان يا رسول اللّه رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا سلمان رأيت ذلك؟ فقال : إي والذي بعثك بالحق يا رسول اللّه ، قال صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فاني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني ، قال له من حضره من أصحابه يا رسول اللّه أدع اللّه أن يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب

٩٣

بأيدينا بلادهم ، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم بذلك ، ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها حتى رأيتها بعيني ، قالوا يا رسول اللّه أدع اللّه ان يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب بايدينا بلادهم ، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بذلك ، ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عند ذلك دعوا الحبشة ما دعوكم واتركوا الترك ما تركوكم.

[صحيح ابي داود ج ١٦ ص ٢٥٤ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن جعفر قال : أردفني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خلفه ذات يوم فاسر الى حديثا لا احدث به أحدا من الناس ، وكان أحب ما استتر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لحاجته هدفاً أو حائش نخل ، قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فاذا جمل فلما رأى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حن وذرفت عيناه ، فاتاه النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فمسح زفراه فسكت فقال : من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول اللّه ، فقال : أفلا تتقي اللّه في هذه البهيمة التي ملكك اللّه إياها فانه شكا الى انك تجيعه وتدئبه (اللغة) الدأب التعب.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٢ ص ٣٠٣ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : ان الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ونائلة وأساف لو قد رأينا محمدا لقد قمنا اليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله ، فاقبلت ابنته فاطمةعليها‌السلام تبكي حتى دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا اليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك ، فقال : يا بنية أريني وضوءً فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه

٩٤

قالوا : هو ذا وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا اليهم بصراً ولم يقم اليه منهم رجل ، فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله وسلم) حتى قام على رؤوسهم فاخذ قبضة من التراب فقال : شاهت الوجوه ، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافراً.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٣ ص ١٥٨ ] روى بسنده عن انس ابن مالك ، قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وان الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره وان الأنصار جاؤوا الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : إنه كان لنا جمل نسني عليه وانه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لأصحابه : قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحية فمشى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نحوه ، فقالت الانصار : يا نبي اللّه إنه صار مثل الكلب وإنا نخاف عليك صولته ، فقال : ليس منه بأس ، فلما نظر الجمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بناصيته أذل ما كانت قط أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول اللّه هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل ، فنحن أحق ان نسجد لك ، فقال لا يصلح لبشر ان يسجد لبشر ولو صلح لبشر ان يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها (الحديث).

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ١٣٨ ] روى بسنده عن عثمان ابن حنيف ان رجلاً ضريراً أتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال يا نبي اللّه ادع اللّه لي ان يعافيني ، فقال : ان شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وان شئت دعوت لك ، قال : لا بل ادع اللّه لي ،

٩٥

فأمره أن يتوضأ ، وأن يصلي ركعتين ، وان يدعو بهذا الدعاء ، اللهم إني أسألك واتوجه اليك بنبيك محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نبي الرحمة ، يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي هذه فتقضي ، وتشفعني فيه وتشفعه في ، قال : فكان يقول هذا مراراً ، ثم قال بعد : احسب ان فيها أن تشفعني فيه ، قال ففعل الرجل فبرىء.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ١٠٧ ] روى بسنده عن يعلى بن مرة ، قال رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي : لقد خرجت معه في سفر حتى اذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت : يا رسول اللّه هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة قال ناولينيه؟ فرفعته اليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثاً وقال : بسم اللّه انا عبد اللّه ، إخسأ عدو اللّه ، ثم ناولها إياه فقال : القينا في الرجعة في هذا المكان فاخبرينا ما فعل (قال) فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث ، فقال ما فعل صبيك؟ فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل فخذ منها الواحدة ورد البقية ، قال : وخرجت ذات يوم الى الجبانة حتى اذا برزنا قال : انظر ويحك هل ترى من شيء يواريني ، قلت ما أرى شيئاً يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك ، قال : فما بقربها؟ قلت : شجرة مثلها أو قريب منها ، قال : فأذهب اليها فقل ان رسول اللّه يأمركما أن تجتمعا بإذن اللّه ، قال فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذهب اليهما فقل لهما ان رسول اللّه يأمر كما أن ترجع كل واحدة منكما الى مكانها فرجعت ، قال : وكنت عنده جالساً ذات يوم إذ جاءه جمل يخبب حتى صوب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ويحك انظر لمن هذا

٩٦

الجمل إن له لشأناً ، قال : فخرجت التمس صاحبه فوجدته لرجل من الانصار فدعوته اليه ، فقال ما شأن جملك؟ قال لا أدرى واللّه ما شأنه عملنا ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه ، قال : فلا تفعل هبه لي أو بعنيه فقال : بل هو لك يا رسول اللّه قال فوسمه بسمة الصدقة ثم بعث.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٢٥ ] روى بسنده عن زيد بن أسلم وغيره ان عين قتادة بن النعمان أصيبت فسالت على خده فردها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيده فكانت أصح عينيه وأحسنهما.

[طبقات ابن سعد] في الصفحة المتقدمة ، روى بسنده عن زيد ابن أسلم ويزيد بن رومان وإسحاق بن عبد اللّه بن ابي فروة وغيرهم ، ان عكاشة بن محصن انقطع سيفه في يوم بدر فأعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جذلاً من شجرة فعاد في يده سيفاً صارماً صافي الحديدة شديد المتن.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٢٩ ] روى بسنده عن سلمة السكوني ، قال بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إذ قال قائل : يا رسول اللّه هل أتيت بطعام من السماء؟ قال : نعم أتيت بطعام ، قال : يا نبي اللّه هل كان فيه من فضل؟ قال : نعم ، قال : فما فعل به؟ قال : رفع الى السماء (الحديث)

[سنن الدارمي ج ١ ص ٩ ] روى بسنده عن ابن عمر قال كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول اللّه : أين تريد؟ قال : الى أهلي ، قال : هل لك في خير؟ قال : وما هو؟ قال : تشهد ان لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول؟ قال : هذه

٩٧

السلمة ، فدعاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهي بشاطيء الوادي ، فأقبلت تخد الأرض خداً حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت ثلاثاً انه كما قال ، ثم رجعت الى منبتها ورجع الأعرابي الى قومه ، وقال ان اتبعوني اتيتك بهم ، وإلا رجعت مكثت معك (اللغة) : السلمة بفتح السين المهملة واللام ثم الميم واحدة السلم وهو جنس شجر أو جنبات شائك من فصيلة القطانيات ، ينمو في البلدان الحارة ، ثمره أصفر يحوي حبة خضراء يستعمل ورقه في الدبغ.

[سنن الدارمي ج ١ ص ١٣ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : اتى رجل من بني عامر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ألا أريك آية؟ قال : بلى ، قال : فأذهب فأدع تلك النخلة فدعاها فجاءت تنقز بين يديه ، قال : قل لها ترجع ، قال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ارجعي فرجعت حتى عادت الى مكانها فقال يا بني عامر ما رأيت رجلاً كاليوم أسحر منه.

[تاريخ بغداد ج ١٣ ص ١٢٨ ] روى بسنده عن مكلبة بن ملكان قال : غزوت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقاتله المشركون قتالاً شديداً حتى حالوا بينه وبين الماء ونزلوا هم على الماء ، فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عطشان رجفان قد خلع ثيابه واتزر برداء له واستلقى على ظهره فاخذت إداوة لي ومضيت في طلب الماء حتى أتيت أرضاً ذات رمل فاذا طائر يبحث في الأرض شبه الدراج أو القبج ، فدنوت منه فطار فنظرت الى موضعه فاذا فيه نداوة تندى ، فخرقت بيدي خرقاً عميقاً فنبع ماء فشربت حتى رويت ، وتوضأت وملأت الإداوة وأقبلت حتى أتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلما رآني قال لي : يا مكلبة أمعك ماء؟ قلت : نعم يا رسول اللّه ، فقال : الى إليّ ، فدنوت منه فناولته الإداوة فشرب حتى روى وتوضأ وضوءه

٩٨

للصلاة ، ثم قال لي : يا مكلبة ضع يدك على فؤادي حتى يبرد فوضعت يدي على فؤاده حتى برد ، ثم قال لي : يا مكلبة عرف اللّه لك هذا فنحيت يدي عن فؤاده فاذا هي تسطع نوراً ، فكان مكلبة يواري يده بالنهار كراهة أن تجتمع الناس عليه فيتأذي ، فإذا رآه من لا يعرفه حسب أنه أقطع ، قال لنا المظفر : فلقيت مكلبة بالليل فصافحته فاذا يده تسطع نوراً.

[تاريخ بغداد ج ٣ ص ٤٤٢ ] روى بسنده عن معرض بن عبد اللّه بن معرض عن ابيه عن جده ، قال : حججت حجة الوداع فدخلت داراً بمكة فرأيت فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وجهه مثل دارة القمر وسمعت منه عجباً ، جاءه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا غلام من أنا؟ قال : أنت رسول اللّه ، قال : صدقت بارك اللّه فيك ، قال : ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب ، قال : قال أبي : فكنا نسميه مبارك اليمامة.

[الاصابة ج ٦ القسم ١ ص ٢٩٢ ] ذكر حديثاً مسنداً عن همام ابن نفيل قال : قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : يا رسول اللّه حفرنا بئراً فخرجت مالحة ، قال : فدفع الى اداوة فيها ماء فقال : صبه فيها ففعلت فعذبت.

[الأستيعاب ج ٢ ص ٥٥٦ ] ذكر حديثاً مسنداً عن عبد اللّه بن بريدة عن ابيه عن سلمان الفارسي أُتي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بصدقة فقال : هذه صدقة عليك وعلى أصحابك ، فقال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا سلمان إنا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة فرفعها ، ثم جاءه من الغد بمثلها فقال هذه هدية ، فقال لأصحابه : كلوا فاشتراه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من قوم من اليهود بكذا بكذا درهما ، وعلى ان يغرس لهم كذا وكذا من النخل

٩٩

يعمل فيها سلمان حتى تدرك ، فغرس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم النخل كله إلا نخلة واحدة غرسها عمر ، فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من غرسها؟ فقالوا عمر ، فقلعها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وغرسها فاطعمت من عامها.

[أسد الغابة ج ٢ ص ٣٣ ] ذكر حديثاً مسنداً عن بنت الحكم بن أبي العاص انها قالت للحكم : ما رأيت قوماً كانوا اسوأ رأياً وأعجز في أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منكم يا بني أُمية ، فقال لا تلومينا يا بنية اني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين ، قلنا واللّه ما نزال نسمع قريشاً تقول يصلي هذا الصابئي في مسجدنا فتواعدوا له تأخذوه. فتواعدنا اليه فلما رأيناه سمعنا صوتا ظننا انه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع الى أهله ، ثم تواعدنا ليلة اخرى فلما جاء نهضنا اليه فرأيت الصفا والمروة التقتا أحداهما بالاخرى فحالتا بيننا وبينه ، فواللّه ما نفعنا ذلك.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٧٨ ] قال : عن عمر ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان في محفل من أصحابه إذ جاءه اعرابي من بني سليم قد صاد ضباً وجعله في كمه ليذهب به الى رحله فيشويه ويأكله ، فلما رأى الجماعة قال : ما هذا؟ قالوا هذا الذي يذكر انه نبي فجاء حتى شق الناس ، فقال : واللات والعزى ما اشتملت النساء على ذي لهجة أبغض الى منك ولا أمقت ولو لا أن تسميني قومي عجولاً لعجلت اليك فقتلتك فسررت بقتلك الأحمر والأسود والأبيض وغيرهم ، فقلت يا رسول اللّه دعني فأقوم فأقتله ، فقال يا عمر اما علمت ان الحليم كاد أن يكون نبيا؟ ثم أقبل على الاعرابي فقال : ما حملك على أن قلت ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي؟ قال : وتكلمني ايضاً ـ استخفافاً برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ واللات والعزى لا أومن بك

١٠٠

أو يؤمن بك هذا الضب ، فأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وقال : ان آمن بك هذا الضب آمنت بك ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا ضب فأجابه الضب ـ بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعاً ـ لبيك وسعديك يا زين من وافي القيامة ، قال : من تعبد يا ضب؟ قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه ، قال : فمن أنا يا ضب؟ قال : أنت رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، وقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذلك ، قال الأعرابي : لا أتبع أثراً بعد عين ، واللّه قد جئتك وما علي ظهر الأرض أحد أبغض الى منك وانك اليوم احب الى من ولدي ونفسي ، وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي ، أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وانك رسول اللّه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الحمد للّه الذي هداك الى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى ، ولا يقبله اللّه إلا بصلاة ، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن قال : فعلمني ، فعلمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الحمد ، وقل هو اللّه احد ، قال : زدني يا رسول اللّه فما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا ، قال : يا اعرابي ان هذا كلام رب العالمين وليس بشعر ، وإنك إذا قرأت قل هو اللّه أحد مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن ، وان قرأت قل هو اللّه احد مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن ، وان قرأت قل هو اللّه أحد ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله ، فقال الأعرابي : نعم الإله إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل (الحديث) قال : أخرجه الطبراني وابن عدي والحاكم وابو نعيم والبيهقي وابن عساكر.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٨١ ] قال : اتي جرهد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وبين يديه طعام ، فأدني يده الشمال ليأكل ـ وكانت

١٠١

اليمنى مصابة ـ فقال : كل باليمين ، فقال يا رسول اللّه إنها مصابة ، فنفث عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فما شكا حتى مات ، قال : أخرجه الطبراني عن جرهد.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٠ ] قال : وعن ابن عباس ، قال ، جاء رجل من بني عامر الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يداوي ويعالج فقال له يا محمد انك تقول اشياء فهل لك أن أداويك؟ قال : فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم قال له : هل لك أن أداويك؟ قال : إيه وعنده نخل وشجر ، قال فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عذقاً منها فأقبل اليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى اليه ، فقام بين يديه ثم قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ارجع الى مكانك ، فرجع الى مكانه ، فقال : واللّه لا اكذبك بشئ تقوله بعدها أبداً (قال) رواه أبو يعلى.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ٢١ ] قال : وعن ابي امامة ، قال : كانت امرأة ترافث الرجل وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يأكل ثريداً على طربال ، فقالت : انظروا اليه يجلس كما يجلس العبد ، ويأكل كما يأكل العبد ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأي عبد أعبد مني؟ قالت ويأكل ولا يطعمني ، قال فكلي ، قالت : ناولني بيدك فناولها ، فقالت : اطعمني مما فيك ، فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحداً حتى ماتت (قال) رواه الطبراني.

١٠٢

باب

في شهادة عتبة بن ربيعة ان القرآن

ليس شعراً ولا سحراً ولا كهانة

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٨٩ ] قال : عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثت ان عتبة بن ربيعة ـ وكان سيداً حليماً ـ قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جالس وحده في المسجد : يا معشر قريش ألا أقوم الى هذا فاكلمه فاعرض عليه اموراً لعله أن يقبل بعضها فنعطيه ايها شاء ويكف عنا؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يزيدون ويكثرون ، فقالوا : بلي فقم يا أبا الوليد فكلمه ، فقام عتبة حتى جلس الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يابن اخي إنك منا حيث قد علمت من السعة في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت من مضى من آبائهم ، فأسمع مني اعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك ان تقبل منها بعضها ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قل يا أبا الوليد أسمع ، فقال : يابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون اكثرنا

١٠٣

مالاً ، وإن كنت إنما تريد شرفاً شرفناك علينا حتى لا نقطع امراً دونك ، وان كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وان كان هذا الذي يأتيك رؤيا تراه ولا تستطيع ان ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب وبذلنا فيه أموالنا حتى يبرئك منه فإنه ربما غلب التابع علي الرجل حتى يداوي منه ، أو لعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك ، وإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه علي ما لا يقدر عليه أحد ، حتى إذا سكت عنه ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يستمع منه ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أفرغت يا أبا الوليد؟ قال : نعم ، قال فاسمع مني ، قال : أفعل ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم :( بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، حم تَنْزِيلٌ مِنَ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ، فمضي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقرأها عليه فلما سمعها عتبة أنصت له وألقي بيده خلف ظهره معتمداً عليها يستمع منه حتى انتهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم السجدة فسجد فيها ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك ، فقام عتبة الى أصحابه. فقال بعضهم لبعض : نحلف باللّه لقد جاءكم ابو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس اليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال : ورآئي أني واللّه قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، واللّه ما هو بالشعر ولا بسحر ولا كهانة ، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها في ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فواللّه ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فان تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم اسعد الناس به ، قالوا سحرك واللّه يا أبا الوليد بلسانه ، فقال : هذا رأيي لكم فأصنعوا ما بدأ لكم (قال) أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر.

١٠٤

باب

في استسقاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الإسلام ، روى بسنده عن انس ، قال : أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول اللّه هلكت الكراع هلكت الشاة فادع اللّه يسقينا فمد يديه ودعا ، قال انس وان السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح نشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر الى الجمعة الاخرى فقام اليه ذلك الرجل أو غيره فقال : يا رسول اللّه تهدمت البيوت فأدع اللّه يحبسه ، فتبسم ثم قال : حوالينا ولا علينا ، فنظرت الى السحاب تصدع حول المدينة كأنه اكليل (اللغة) العزالي ـ بكسر اللام ـ مفرده العزلاء مؤنث الأعزل وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، يقال : (أنزلت السماء عزاليها) إشارة الى شدة وقع المطر.

[صحيح ابي داود ج ٧ ص ١١٥ ] روى بسنده عن عائشة ، قالت : شكا الناس الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قحوط

١٠٥

مطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه ، قالت عائشة : فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حين بدأ حاجب الشمس ، فقعد على المنبر فكبر صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وحمد اللّه عز وجل ، ثم قال : إنكم شكوتم جدب دياركم ، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم ، وقد أمركم اللّه عز وجل ان تدعوه ، ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ ، اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، مٰالِكِ يَوْمِ اَلدِّينِ ، لا إله إلا اللّه يفعل ما يريد اللهم أنت اللّه لا إله إلا أنت ، الغنى ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث واجعل ما انزلت لنا قوة وبلاغا الى حين ، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول الى الناس ظهره ، وقلب ـ أو حول ـ رداءه وهو رافع يديه ، ثم اقبل على الناس ونزل ، فصلى ركعتين فانشأ اللّه سحابة فرعدت وبرقت ثم امطرت بإذن اللّه ، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم الى الكن ضحك صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى بدت نواجذه ، فقال : أشهد ان اللّه على كل شيء قدير ، وإني عبد اللّه ورسوله.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٢٣٥ ] روى بسنده عن شرحبيل بن السمط ، قال : قال لكعب بن مرة : يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم ساق الحديث (الى ان قال) قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : وجاءه رجل فقال : استسق اللّه لمضر ، قال فقال : إنك لجريئي المصر ، قال : يا رسول اللّه استنصرت اللّه عز وجل فنصرك ، ودعوت اللّه عز وجل فاجابك ، قال : فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يديه يقول : أللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مريناً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث ، نافعاً غير ضار ، قال : فاحيوا قال : فما لبثوا ان اتوه فشكوا اليه كثرة المطر ، فقالوا قد تهدمت البيوت ، قال فرفع

١٠٦

يديه : وقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، قال : فجعل السحاب يتقطع يميناً وشمالاً.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٤٣ ] روى بسنده عن اوس بن عبد اللّه قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا الى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاجعلوا منه كوا الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الابل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق.

١٠٧

بابٌ

في شيء من دعوات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المستجابة

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ٦٢١ ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن ابي بكر ، قال : كان فلان يجلس الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاذا تكلم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بشيء اختلج بوجهه ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتى مات.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٥٧ ] قال : وكان خروج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من الغار ليلة الإثنين لأربع ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول ، فقام يوم الثلاثاء بقديد ، فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك بن جعشم وهو على فرس له فدعا عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرسخت قوائم فرسه فقال : يا محمد أدع اللّه ان يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد ما ورائي ففعل ، فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال أرجعوا فقد استبرأت لكم ما ها هنا وقد عرفتم بصري بالأثر فرجعوا عنه.

١٠٨

[أُسد الغابة ج ٤ ص ٣٦٣ ] ذكر حديثاً مسنداً عن ابي نوفل بن أبي عقرب عن ابيه قال كان لهب بن ابي لهب يسب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اللهم سلط عليه كلباً من كلابك فخرج يريد الشام في قافلة مع أصحابه فنزلوا منزلاً فقال واللّه اني لأخاف دعوة محمد قال فحوطوا المتاع حوله وقعدوا يحرسونه فجاء السبع فأنتزعه فذهب به.

[الهيثمي في مجمعه ج ٦ ص ١٨٣ ] قال : وعن مصعب بن شيبة عن أبيه ، قال : خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم حنين ، واللّه ما أخرجني الاسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن تظهر هوازن على قريش فقلت ـ وأنا واقف معه ـ : يا رسول اللّه اني ارى خيلاً بلقاً ، قال : يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر ، فضرب بيده على صدري ثم قال : اللهم أهد شيبة ، ثم ضربها الثانية ، ثم قال : أللهم اهد شيبة ، فواللّه ما رفع يده في الثالثة من صدري حتى ما كان احد من خلق اللّه أحب الى منه (الحديث) قال : رواه الطبراني.

١٠٩

باب

في علم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب علمه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم باللّه تعالى وشدة خشيته ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم امراً فرخص فيه ، فبلغ ذلك ناساً من أصحابه فانهم كرهوه وتنزهوا عنه ، فبلغه ذلك فقام خطيباً فقال : ما بال رجال بلغهم عني امر رخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه ، فواللّه لأنا أعلمهم باللّه وأشدهم خشية (أقول) ورواه البخاري ايضاً في صحيحه باختلاف يسير في بعض الألفاظ.

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١١٥ ] روى بسنده عن ابن عباس قال حضرت عصابة من اليهود ـ يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ـ يوماً فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي ، قال : سلوني عما شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة اللّه وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئاً فعرفتموه لتبايعني على الاسلام ، قالوا فذلك لك ، قال : فسلوني عما شئتم ، قالوا : أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن ، اخبرنا أي الطعام حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة؟ واخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل؟

١١٠

وكيف يكون الذكر منه؟ وكيف تكون الأنثى؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم؟ ومن وليه من الملائكة؟ قال فعليكم عهد اللّه لئن أنا أخبرتكم لتبايعني فاعطوه ما شاء من عهد وميثاق قال : فانشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون ان اسرائيل يعقوب مرض مرضاً شديداً وطال سقمه منه فنذر للّه نذراً لئن شفاه اللّه من سقمه ليحرمنّ أحب الشراب اليه واحب الطعام اليه فكان احب الطعام اليه لحم الإبل وأحب الشراب اليه البانها؟ قالوا : اللهم نعم ، قال اللهم اشهد عليهم قال : فأنشدكم باللّه الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون ان ماء الرجل أبيض غليظ وان ماء المرأة اصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه باذن اللّه ، وان علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن اللّه ، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان انثى بإذن اللّه؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قال : فانشدكم باللّه الذي انزل التوراة على موسى هل تعلمون ان هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قالوا : أنت الآن ، فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك ، قال : فان وليي جبريل ولم يبعث نبي قط ، إلا هو وليه ، قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدقناك ، قال فما يمنعكم من أن تصدقوه؟ قالوا : انه عدونا فعند ذلك قال اللّه جل ثناؤه :( قُلْ مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَليٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اَللّٰهِ ) الى قوله :( كَأَنَّهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ ) فعند ذلك باؤوا بغضب على غضب.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٦٣ ] قال عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : أُوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس (إن اللّه عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي أرض تموت أن اللّه عليم خبير) قال : رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح.

١١١

بابٌ

في شيء من اخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الغيب

قال اللّه تبارك وتعالى في سورة الجن :( عٰالِمُ اَلْغَيْبِ فَلاٰ يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّٰ مَنِ اِرْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ ) .

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٤ ص ٣٥٣ ] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو واحد بني سلمة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كيف أسرته يا أبا اليسر؟ قال : لقد اعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا ، قال : فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم ، وقال للعباس يا عباس إفد نفسك وابن اخيك عقيل بن ابي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث ابن فهر ، قال فأبى وقال : اني قد كنت مسلماً قبل ذلك وإنما استكرهوني قال : اللّه أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقاً فاللّه يجزيك بذلك ، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد اخذ منه

١١٢

عشرين أوقية ذهب ، فقال : يا رسول اللّه إحسبها لي من فداي قال لا ، ذاك شيء أعطاناه اللّه منك ، قال : فانه ليس لي مال ، فال فاين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند ام الفضل وليس معكما أحد غيركما. فقلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد اللّه كذا؟ قال : فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها واني لأعلم انك رسول اللّه.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٢٤٦ ] روى بسنده عن علي بن عيسى النوفلي ، قال : لما اسر نوفل بن الحارث ببدر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إفد نفسك يا نوفل ، قال : مالي شيء أفدي به يا رسول اللّه قال : إفد نفسك برماحك التي بجدة ، قال : واللّه ما علم احد أن لي بجدة رماحاً بعد اللّه غيري ، أشهد انك رسول اللّه ، ففدى نفسه بها وكانت الف رمح (الحديث).

[طبقات ابن سعد ج ١ القسم ١ ص ١٢٥ ] روى بسنده عن شيخ من قريش ان قريشاً لما تكاتبت على بني هاشم حين أبوا أن يدفعوا اليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وكانوا تكاتبوا ألا ينكحوهم ولا ينكحوا اليهم ، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم ، ولا يخالطوهم في شيء ولا يكلموهم ، فمكثوا ثلاث سنين في شعبهم محصورين إلا ما كان من ابي لهب فانه لم يدخل معهم ودخل معهم بنو المطلب بن عبد مناف ، فلما مضت ثلاث سنين أطلع اللّه نبيه على أمر صحيفتهم وأن الأرض قد أكلت ما كان فيها من جور أو ظلم وبقي ما كان من ذكر اللّه ، فذكر ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لأبي طالب ، فقال أبو طالب : أحق ما تخبرني يابن أخي؟ قال : نعم واللّه ، قال : فذكر ذلك أبو طالب لاخوته فقالوا له ما ظنك به؟ قال فقال ابو طالب : واللّه ما كذبني قط ، قال فما ترى؟ قال أرى أن تلبسوا أحسن ما تجدون من الثياب ثم تخرجون الى قريش فنذكر ذلك لهم قبل

١١٣

أن يبلغهم الخبر ، قال : فخرجوا حتى دخلوا المسجد فصمدوا الى الحجر ـ وكان لا يجلس فيه الامسان قريش وذو نهاهم ـ فترفعت اليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون ، فقال ابو طالب : إنّا قد جئنا لأمر فأجيبوا فيه بالذي يعرف لكم ، قالوا : مرحباً بكم واهلاً وعندنا ما يسرك فما طلبت؟ قال : ابن اخي قد أخبرني ولم يكذبني قط أن اللّه سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كل ما ذكر به اللّه ، فان كان ابن أخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم ، وان كان كاذباً دفعته اليكم فقتلتموه أو استحييتموه ان شئتم ، قالوا : قد انصفتنا ، فارسلوا الى الصحيفة فلما أتي بها قال أبو طالب : اقرؤوها فلما فتحوها اذا هي كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد أكلت كلها إلا ما كان من ذكر اللّه فيها قال فسقط في أيدي القوم ثم نكسوا على رؤوسهم. فقال أبو طالب : هل تبين لكم انكم أولى بالظلم والقطيعة والاساءة؟ فلم يراجعه أحد من القوم وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم ، فمكثوا غير كثير ورجع أبو طالب الى الشعب وهو يقول : يا معشر قريش علام نحصر ونحبس وقد بان الأمر؟ ثم دخل هو وأصحابه بين استار الكعبة ، فقال : اللهم انصرنا ممن ظلمنا ، وقطع أرحامنا ، واستحل منا ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا.

[تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٦٧ ] روى بسنده عن زيد بن أرقم ، قال : أتي النبى صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أعرابي وهو شاد عليه ردنه أو عباءه فقال أيكم محمد؟ فقالوا : صاحب الوجه الأزهر ، فقال إن يكن نبياً فما معي؟ قال إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة؟ وقال ابو العلاء فهل أنت مؤمن؟ قال نعم ، قال : إنك مررت بوادي آل فلان ـ أو قال شعب آل فلان ـ وإنك بصرت فيه بوكر حمامة فيه فرخان لها ، وإنك اخذت الفرخين من وكرها وإن الحمامة أتت الى وكرها فلم تر

١١٤

فرخيها فصفقت في البادية فلم تر غيرك فرفرفت عليك ففتحت لها ردنك ـ أو قال عباءك ـ فانقضت فيه فها هي ناشرة جناحيها مقبلة على فرخيها ففتح الأعرابي ردنه ـ أو قال عباءه ـ فكان كما قاله النبي فعجب اصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منها واقبالها على فرخيها ، فقال أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها؟ فاللّه أشد فرحاً وأشد اقبالاً على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها (الحديث).

[مرقاة المفاتيح ج ٥ ص ٤٨١ ] في المتن ، قال : وعن انس قال : كنا مع عمر بين مكة والمدينة ، ثم ساق الحديث (الى أن قال) ثم انشأ ـ أي عمر ـ يحدثنا عن أهل بدر ، قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس ، يقول : هذا مصرع فلان غداً إن شاء اللّه وهذا مصرع فلان غدا ان شاء اللّه ، قال عمر : والذي بعثه بالحق ما اخطأوا الحدود التي حدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض ، فأنطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى انتهى اليهم ، فقال : يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم اللّه ورسوله حقا؟ فاني قد وجدت ما وعدني اللّه حقاً ، فقال عمر يا رسول اللّه كيف تكلم اجساداً لا أرواح فيها؟ فقال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، غير انهم لا يستطيعون ان يردوا على شيئاً (قال) رواه مسلم.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٤ ] قال عن محمد بن جعفر بن الزبير ، قال جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أُمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير ، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش ، وكان ممن يؤذي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء أذاهم بمكة ، وكان وهب بن عمير بن وهب في أساري اصحاب بدر ، قال فذكروا اصحاب القليب بمصابهم ، فقال واللّه إن في العيش خير بعدهم ، فقال عمير بن وهب : صدقت

١١٥

واللّه لو لا دين عليّ ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله فان لي فيهم علة ابني عندهم اسير في ايديهم ، قال : فاغتنمها صفوان فقال : عليّ دينك انا اقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي اسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم ، قال عمير : اكتم عني شأني وشأنك ، قال : أفعل ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق الى المدينة ، فبينما عمر بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم اللّه به وما أراهم من عدوهم إذ نظر الى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال : هذا الكلب واللّه عمير بن وهب ما جاء إلا لشر ، هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر ، ثم دخل عمر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فقال يا رسول اللّه هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح السيف قال فادخله ، فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها ، وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه ، أدخلوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فانه غير مأمون ، ثم دخل على رسول اللّه به وعمر آخذ بحمالة سيفه ، فقال : أرسله يا عمر أدن يا عمير فدنا فقال أنعموا صباحاً ـ وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم ـ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد أكرمنا اللّه بتحية خير من تحيتك يا عمير ، السلام تحية أهل الجنة ، فقال أما واللّه يا محمد إن كنت لحديث عهد بها ، قال : فما جاء بك؟ قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ، فاحسبه ، قال : فما بال السيف في عنقك؟ قال قبحها اللّه من سيوف فهل أغنت عنا شيئاً ، قال : أصدقني ما الذي جئت له؟ قال ما جئت إلا لهذا ، قال : بلى قعدت أنت وصفوان بن لعية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت : لو لا دين عليّ وعيالي لخرجت حتى أقتل محمداً فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني ، واللّه حائل بينك وبين ذلك ، قال عمير : أشهد أنك رسول اللّه ، قد كنا يا رسول اللّه نكذبك بما كنت

١١٦

تأتينا من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فواللّه اني لأعلم ما أنبأك به إلا اللّه ، فالحمد للّه الذي هداني للاسلام ، وساقني هذا المساق ، ثم شهد شهادة الحق ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقهوا أخاكم في دينه ، وأقرؤوه القرآن ، واطلقوا له أسيره ، ثم قال يا رسول اللّه اني كنت جاهداً على إطفاء نور اللّه شديد الأذى لمن كان على دين اللّه واني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم الى اللّه والي الاسلام لعل اللّه ان يهديهم ولا أوذيهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم ، فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلحق بمكة ، وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش : ابشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر ، وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فاخبره باسلامه فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا ، فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو الى الإسلام ، ويؤذي من خالفه أذي شديداً ، فاسلم على يديه ناس كثير (قال) رواه الطبراني مرسلاً ، وإسناده جيد.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٧ ] قال : وعن ابي بكرة ، قال : لما بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعث كسرى الى عامله على ارض اليمن ومن يليه من العرب ـ وكان يقال له بادام ـ انه بلغني انه خرج رجل قبلك يزعم انه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن اليه من يقتله أو يقتل قومه ، قال فجاء رسول بادام الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال له هذا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن اللّه عز وجل بعثني فاقام الرسول عنده ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ان ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم ، وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم ، قال : فكتب قوله في الساعة التي حدثه ، واليوم الذي حدثه ، والشهر الذي حدثه فيه ، ثم رجع الى بادام فاذا كسرى قدمات واذا قيصر قد قتل ، قال رواه الطبراني ، ورجاله رجال

١١٧

الصحيح.

[الهيثمي في مجمعه ج ٨ ص ٢٨٨ ] قال وعن خريم بن اوس قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، يقول : هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي ، وهذه الشماء بنت بقيلة الازدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ، قلت يا رسول اللّه إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي ، قال : هي لك ، ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طئ ، فكنا نقاتل قيساً على الاسلام ، ومنهم عتبة ابن حصن ، وساق الحديث (الى أن قال) ثم سار خالد بن الوليد الى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا الى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ـ ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز ـ فبرز له ابن الوليد ودعا الى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد فقوم سلبه فبلغت قلنسوته مائة الف درهم ، ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها شماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود فتعلقت بها وقلت : هذه وهبها لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فدعاني خالد عليها البينة فاتيته بها فسلمها الى ونزل الينا أخوها عبد المسيح ، فقال لي : بعنيها فقلت له : لا انقصها واللّه من عشر مائة شيئا فدفع الى الف درهم ، فقيل لي لو قلت : مائة الف دفعها اليك ، فقلت لا أحسب أن مالاً أكثر من عشر مائة (قال) رواه الطبراني.

[سنن الدارمي ج ١ ص ٣٣ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ان يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منها الذراع فأكل منها وأكل الرهط من أصحابه معه ، ثم قال لهم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ارفعوا ايديكم وأرسل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى اليهودية فدعاها فقال لها أسمعت هذه الشاة؟ فقالت : نعم

١١٨

ومن أخبرك؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أخبرتني هذه في يدي الذراع ، فقالت : نعم ، قال فماذا أردت الى ذلك؟ قالت قلت ان كان نبياً لم يضره ، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه فعفا عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ولم يعاقبها (الحديث).

١١٩

بابٌ

في فلق صدر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج ٥ ص ١٣٩ ] روى بسنده عن اُبي ابن كعب ، قال : ان أبا هريرة كان جرياً علي أن يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره ، فقال : يا رسول اللّه ما أول ما رأيت في أمر النبوة؟ فاستوى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جالساً وقال : لقد سألت أبا هريرة ، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر ، وإذا بكلام فوق رأسي واذا رجل يقول لرجل أهو هو؟ قال : نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط ، وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط ، فأقبلا الى يمشيان حتى اخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مسا ، فقال أحدهما لصاحبه : اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا هصر ، وقال أحدهما لصاحبه أفلق صدره فهوى أحدهما الى صدري ففلقه فما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له اخرج الغل والحسد فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرأفة والرحمة فاذا مثل الذي أخرج يشبه الفضة ، ثم هز ابهام رجلي اليمنى ، فقال : اغد واسلم ، فرجعت بها أغدو رقة علي الصغير ورحمة للكبير.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463