فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٢

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة8%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 465

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 465 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135131 / تحميل: 6458
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

ديناراً فبينا الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه أنكره فقال : يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟ قال : يا أبا حسن خل سبيلى ولا تسألنى عما ورائى ، فقال ابن أخي : إنه لا يحل لك أن تكتمنى حالك قال : أما إذا أبيت فو الذي أكرم محمداً بالنبوة ما أزعجنى من رحلى إلا الجهد ولقد تركت أهلي يبكون جوعا فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكباً رأسي ، فهذه حالتي وقصتي فهملت عينا علي عليه السلام بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته ثم قال : أحلف بالذى حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك ، ولقد اقترضت ديناراً فهاك وأوثرك به على نفسى ، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فصلى الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة المغرب مرّ بعلى في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى لحقه عند باب المسجد ، ثم قال : يا أبا الحسن هل عندك شيء تعشينا به؟ فأطرق علي عليه السلام لا يحر جوابا حياء من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد عرف الحال الذي خرج عليها ، فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إما أن تقول لا فنصرف عنك أو نعم فنجىء معك ، فقال له : حبا وتكريما إذهب بنا ، وكأن اللّه سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن تعش عندهم ، فأخذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة عليها السلام في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخاناً ، فلما سمعت كلام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خرجت من المصلى فسلمت عليه ـ وكانت أعز الناس عليه ـ فرد عليها السلام ومسح بيده على رأسها وقال : كيف أمسيت؟ عشينا غفر اللّه لك وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه فلما نظر علي عليه السلام ذلك وشم ريحه رمى فاطمة عليها السلام ببصره رميا شحيحا فقالت : ما أشح نظرك وأشده ، سبحان اللّه هل أذنبت فيما بيني وبينك ما استوجب به السخطة؟ قال : ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم ، أليس عهدى بك اليوم وأنت تحلفين باللّه

١٤١

مجتهدة ما طعمت طعاماً يومين؟ فنظرت إلى السماء فقالت : إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه إني لم أقل إلا حقاً ، قال : فأنى لك هذا الذي لم أر مثله ولم أشم مثل رائحته ولم آكل أطيب منه؟ فوضع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كفه المباركة بين كتفي علي عليه السلام ثم هزها وقال : يا على هذا ثواب الدينار ، وهذا جزاء الدينار ، هذا من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، ثم استعبر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم باكيا وقال : الحمد للّه كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريا ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم (كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا اَلْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً قٰالَ : يٰا مَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا) قال : خرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال (ثم قال المحب الطبري) في شرح بعض ألفاظ الحديث ما هذا نصه :

(ولوحته الشمس) إذا غيرت لونه وكذلك ألاحته (ولم يحر) أي لم يرجع والحور الرجوع ، ومنه (إنه ظن أن لن يحور) (والنظر الشحيح) هو الذي لا يملأ العين منه واللّه أعلم من الشح البخل وهو نظر الغضب (واستعبر) من العبرة وهى تحلب الدمع ، تقول : عبرت عينه واستعبرت أي دمعت».

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٢٢] قال : وعن علي بن زاذان إن علياً عليه السلام حدث حديثا فكذبه رجل فقال علي عليه السلام : أدعو عليك إن كنت صادقاً ، قال : نعم فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره (قال) أخرجه الملا في سيرته وأحمد في المناقب (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٦) وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٧٧) ، وتقدم في الجزء الأول (ص ٣٥٠) في باب من كنت مولاه فعلى مولاه أن علياً عليه السّلام قد استشهد الناس وقال : أنشد اللّه رجلاً سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول ـ يعني يوم غدير خم ـ فقام ستة عشر فشهدوا ، وقال الراوي في آخره : وكنت فيمن كتم فذهب

١٤٢

بصري ، وتقدم أيضاً في الباب المذكور (ص ٣٦٣) ـ في رواية أخرى ـ أنهم قاموا كلهم فقالوا : اللهم نعم ، وقعد رجل فقال. ما منعك أن تقوم؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال : اللهم إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن ، قال : فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة.

[الاصابة لابن حجر ج ٥ القسم ٣ ص ٢٨٧] في ترجمة قيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشج ، قال : قرأت في تاريخ اليمن للجندي أن قيس بن تميم حدث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي بن أبي طالب عليه السلام فسمع منه أبو الخير الطالقانى ومحمود بن صالح وعلى الطرازي ومحمود بن عبيد اللّه بن صاعد المروزي كلهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنا أربعمائة وخمسين رجلاً فضللنا الطريق فلقينا رجل فصال علينا ثلاث صولات فقتل منا في كل مرة أزيد من مائة رجل فبقى منا ثلاثة وثمانون رجلاً فاستأمنوه فآمنهم فاذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام فأتى بنا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقسم غنائم بدر فوهبني لعلي عليه السلام فلزمته ، ثم استأذنته في الذهاب إلى أهلي فأذن لى فتوجهت ثم رجعت اليه بعد قتل عثمان فلزمت خدمته فكنت صاحب ركابه. فرمحتنى بغلة فسال الدم على رأسى فمسح على رأسي وهو يقول : مد اللّه يا أشج في عمرك مداً ، الحديث (أقول) فاستجاب اللّه دعاء علي عليه السلام فمد في عمر أشج مدا حتى عاش إلى سنة خمسمائة وسبع عشرة ، وحدث فيه عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي عليه السلام كما عرفت من صدر كلام ابن حجر (فلا تغفل).

١٤٣

باب

في شباهة علي عليه السّلام بالانبياء وجبريل

عليهم السلام

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٣] روى بسنده عن ربيعة بن ناجد عن علي عليه السلام ، قال : دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا على إن فيك من عيسى عليه السلام مثلاً أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها ، قال : وقال علي عليه السلام : ألا وإنه يهلك في محب مطريء يفرطنى بما ليس في ، ومبغض مفتر يحمله شنآنى على أن يبهتني (الحديث) قال الحاكم : صحيح الاسناد.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ١ ص ١٦٠) بطريقين ، والنسائى أيضاً في خصائصه (ص ٢٧) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٨) وقال : أخرجه ابن عدى والحاكم وأبو نعيم في فضائل الصحابة (وص ٣٥٥) وقال : أخرجه أبو يعلى والدورقي وابن أبي عاصم وابن شاهين في السنة وابن الجوزي (قال) وروى ابن جرير صدره ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١٣٣) وقال : رواه عبد اللّه والبزار باختصار وأبو يعلى بأتم منه ، وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٧٤) ، والشبلنجي في نور الأبصار (ص ٧٢) وقالا : أخرجه البزار وأبو يعلى والحاكم.

١٤٤

[كنز العمال ج ١ ص ٢٢٦] قال : عن علي عليه السلام قال : جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ملأ من قريش فنظر إليَّ وقال : يا على إن مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم أحبه قومه فأفرطوا فيه فصاح الملأ الذين عنده وقالوا : شبه ابن عمه بعيسى ، فأنزل القرآن :( وَلَمّٰا ضُرِبَ اِبْنُ مَرْيَمَ مثلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) قال : أخرجه ابن الجوزي.

[كنز العمال أيضاً ج ١ ص ٢٦٤] قال : عن علي عليه السلام قال : فيَّ نزلت هذه الآية :( وَلَمّٰا ضُرِبَ اِبْنُ مَرْيَمَ مثلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) قال : أخرجه ابن مردويه.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢١٨] قال : عن أبي الحمراء قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه ، وإلى ابراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (قال) أخرجه القزوينى الحاكمي.

[الرياض النضرة أيضاً ج ٢ ص ٢١٨] قال : وعن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من أراد أن ينظر إلى ابراهيم في حلمه ، وإلى نوح في حكمه ، وإلى يوسف في جماله ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (قال) خرجه الملا في سيرته.

[الرياض النضرة أيضاً ج ٢ ص ٢٠٢] قال : أخرج الملا في سيرته قيل : يا رسول اللّه كيف يستطيع علي عليه السلام أن يحمل لواء الحمد؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطي خصالا شتى ، صبراً كصبري ، وحسناً كحسن يوسف ، وقوة كقوة جبريل عليه السّلام

١٤٥

باب

إن بيت علي وفاطمة عليهما السلام

من أفاضل بيوت الأنبياء عليهم السلام

(السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور) في ذيل تفسير قوله تعالى( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ ) في سورة النور ، قال : وأخرج ابن مردويه وبريدة قال : قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هذه الآية :( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ ) فقام اليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟ قال : بيوت الأنبياء ، فقام اليه أبو بكر فقال : يا رسول اللّه هذا البيت منها بيت علي وفاطمة؟ قال : نعم من أفاضلها.

١٤٦

باب

ان اللّه زوج علياً عليه السّلام من فاطمة عليها السلام

وأمر نبيه (ص) بذلك

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ٣٢] قال : وعن أنس قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد إذ قال لعلي عليه السلام : هذا جبريل يخبرني أن اللّه زوّجك فاطمة واستشهد على تزويجها أربعين ألف ملك (الحديث) قال : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى أيضاً ص ٣١] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتاني ملك فقال : يا محمد إن اللّه يقرأ عليك السلام ويقول لك : إني قد زوجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض.

[ذخائر العقبى أيضاً ص ٨٦] قال : عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا على إن اللّه أمرنى أن أتخذك صهراً ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٢] قال : إن اللّه أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، قال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ٢٠٤) وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، وذكره المناوي

١٤٧

أيضاً في فيض القدير في المتن (ج ٢ ص ٢١٥) وقال : رواه الطبراني عن ابن مسعود وهو حسن ، وفي كنوز الحقائق (ص ٢٩) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٧٤) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣] قال : عن أنس قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فغشيه الوحي فلما سرى عنه قال : يا أنس أتدري ما جاءنى به جبريل من عند صاحب العرش؟ قال : إن اللّه أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، قال : أخرجه البيهقي والخطيب وابن عساكر (أقول) وذكره في (ج ٧ أيضاً ص ١١٣) وقال : أخرجه الخطيب وابن عساكر والحاكم في مستدركه.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ٢٠٤] قال : وعن عبد اللّه بن مسعود قال : سأحدثكم بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (إلى أن قال) سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غزوة تبوك ونحن نسير معه يقول : إن اللّه لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت ، قال جبريل عليه السلام إن اللّه تعالى بني جنة من لؤلؤة (وساق الحديث) في بيان الجنة وسيأتى تمام الحديث إن شاء اللّه في باب جنة علي وفاطمة (إلى أن قال) قلت لجبريل : لمن بني اللّه هذه الجنة؟ قال : بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب سوى جنانهما تحفة أتحفهما وأقر عينيك يا رسول اللّه ، قال : رواه الطبراني.

[ذخائر العقبى ص ٣١] قال : وعن عمر وقد ذكر عنده علي عليه السلام قال : ذاك صهر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، نزل جبريل فقال : يا محمد إن اللّه يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[ذخائر العقبى أيضاً ص ٣١] قال : وعن عبد اللّه قال : لما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يوجه فاطمة إلى علي عليهما السلام أخذتها رعدة فقال : يا بنية لا تجزعي إني لم أزوجك من علي إن اللّه أمرني أن أزوجك منه ، قال : أخرجه الغساني (أقول) وتقدم في باب علي وصي النبي (ص ٢٩) وفيما قبله حديث عن علي الهلالي فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله)

١٤٨

وسلم لفاطمة عليها السلام : وأوحى إلي أن أنكحك إياه ، وحديث آخر (ص ٣٠) عن أبي أيوب ، فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لفاطمة : فأوحى إليَّ فأنكحتكه واتخذته وصياً ، وسيأتى أيضاً في الباب الآتي وفي باب ما نثرته شجر الجنان عند تزويج علي من فاطمة عليهما السلام ما يدل على أن تزويج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً من فاطمة عليهما السلام بأمر اللّه تعالى بل اللّه تعالى زوجه منها.

[ثم] إن هاهنا حديثاً آخر يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص ١٢٤) ولفظه : لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفؤ ، قال : أخرجه الديلمي.

١٤٩

باب

فى خطبة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند تزويجه علياً

من فاطمة عليهما السلام

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٣] وذخائر العقبى (ص ٢٩) قال فيهما : عن أنس بن مالك قال : خطب أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته فاطمة عليها السلام فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أبا بكر لم ينزل القضاء بعد ، ثم خطبها عمر مع عدة من قريش كلهم يقول له : مثل قوله لأبي بكر ، فقيل لعلي عليه السلام : لو خطبت إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة لخليق أن يزوجكها ، قال : وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوجها؟ قال : فخطبها فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قد أمرني ربي عز وجل بذلك ، قال أنس : ثم دعانى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعد أيام فقال لي : يا أنس أخرج وادع لي أبا بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير وبعدة من الأنصار ، قال : فدعوتهم فلما اجتمعوا عنده صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأخذوا مجالسهم ـ وكان علي عليه السلام غائبا في حاجة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : الحمد للّه المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوانه النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق

١٥٠

بقدرته ، وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، إن اللّه تبارك اسمه ، وتعالت عظمته ، جعل المصاهرة سبباً لا حقاً ، وأمراً مفترضاً أوشج به الأرحام ، وألزم الأنام ، فقال عز من قائل : (وَهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكٰانَ رَبُّكَ قَدِيراً) فأمر اللّه تعالى يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب ، (يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ) ثم إن اللّه عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب فاشهدوا إني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي بن أبي طالب ، ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ، ثم قال : إنهبوا فنهبنا فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي عليه السلام على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فتبسم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في وجهه ، ثم قال : إن اللّه أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت بذلك ، فقال : قد رضيت بذلك يا رسول اللّه ، قال أنس : فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : جمع اللّه شملكما ، وأسعد جدكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيراً طيباً قال أنس : فو اللّه لقد أخرج منهما كثيراً طيباً (قال) أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمى.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٨٤ وص ٨٥) عن شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان وقال : أخرجه ابن عساكر (وفي ص ٩٧) باختلاف في اللفظ وقال : أخرجه أبو على الحسن بن شاذان ، وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج ٥ ص ٥٧٤) في الشرح.

١٥١

باب

في جهاز علي وفاطمة عليهما السلام

[صحيح ابن ماجة في أبواب النكاح ص ١٣٩] روى بسنده عن عائشة وأم سلمة قالتا : أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن نجهز فاطمة عليها السلام حتى ندخلها على علي عليه السلام ، فعمدنا إلى البيت ففرشناه تراباً ليناً من أعراض البطحاء ثم حشونا مرفقتين ليفا فنفشناه بأيدينا ، ثم أطعمنا تمراً وزبيبا ، وسقينا ماء عذباً ، وعمدنا إلى عود فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب ويعلق عليه السقا ، فما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة عليها السلام.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦] روى بسنده عن عطاء ابن السائب عن أبيه عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أتى علياً وفاطمة عليهما السلام وهما في خميل لهما ، والخميل القطيفة البيضاء من الصوف قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جهزهما بها ووسادة محشوة إذخراً ، وقربة ، (اللغة) ـ الإذخر : بكسر الهمزة ثم الذال المعجمة الساكنة ثم الخاء المعجمة المكسورة بعدها الراء ، حشيش أخضر.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص ٣١٦] روى بسنده عن الحارث

١٥٢

عن علي عليه السلام قال : أهديت ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلي فما كان فراشنا ليلة أهديت إلا مسك كبش.

[مستدرك الصحيحين ج ٢ ص ١٨٥] روى بسنده عن عطاء ابن السائب عن أبيه عن علي عليه السلام قال : جهز رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ١ وص ٨٤ وص ٩٣ وص ١٠٤ وص ١٠٨) وقال في (ص ١٠٤) : ورحيين وسقاء وجرتين ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٧ ص ١١٣) وقال : ووسادة حشوها إذخر ، ثم قال : أخرجه البيهقي في الدلائل.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٥] روى بسنده عن رجل أخواله الأنصار عن جدته أنها كانت مع النسوة اللاتى أهدين فاطمة إلى علي عليهما السلام قالت : أهديت في بردين من برود الأول ، عليها دملوجان من فضة مصفران بزعفران فدخلنا بيت علي عليه السلام فاذا إهاب شاة على دكان ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٣ ص ٣٢٩] روى بسنده عن عكرمة قال : لما زوج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة عليها السلام كان ما جهزها به سريراً مشروطاً(١) ووسادة من أدم حشوها ليف وتوراً من أقط(٢) قال : فجاؤا ببطحاء فنشروها في البيت.

[الطبقات الكبرى أيضاً لابن سعد ج ٨ ص ١٤] روى بسنده عن أسماء بنت عميس قالت : لقد جهزت جدتك فاطمة إلى جدك على عليهما السلام وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف ، ولقد أولم علي على فاطمة

________________

(١) مشروطاً أي مشدوداً بشريط ، وهو خوص مفتول يشرط أي يشد ويربط به السرير.

(٢) التور : بفتح التاء المثناة الفوقانية ثم الواو الساكنة ثم الراء ، إناء من صفر أو حجارة كالأجانة ، والأقط : بهمزة مفتوحة ـ وقد تضم وتكسر ـ ثم قاف ساكنة ـ وقد تفتح وتضم وتكسر ، ثم طاء مهملة ، لبن مجفف يابس مستحجر بطبخ به وقد تكرر ذكره في الحديث.

١٥٣

عليهما السلام فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن درعه عند يهودى بشطر شعير (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ٣٤ وفي ص ٣٣) وقال في ثانيهما : وكانت وليمته آصعاً من شعير وتمر وحيس وقال في كليهما : خرجه الدولابي.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٣] روى بسنده عن عامر قال : قال علي عليه السلام : لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار ، وما لى ولها خادم غيرها (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ٣٥) وقال : خرجه في الصفوة.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٤] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام إن علياً عليه السلام حين دخل بفاطمة عليها السلام كان فراشهما إهاب كبش إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفه ووسادتهما من أدم حشوها ليف (أقول) وسيأتى أيضاً في باب الزفاف بعض ما فيه جهاز علي وفاطمة عليهما السلام من السرير المشروط ، ووسادة من أديم حشوها ليف ، وقربة ، وفي بعضها جرة وكوزاً وإنه جىء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت.

١٥٤

باب

في وليمة عرس علي وفاطمة عليهما السلام

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٢] روى بسنده عن أبي بريدة عن أبيه قال : قال نفر من الأنصار لعلي عليه السلام : عليك بفاطمة فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسلم عليه فقال : ما حاجة ابن أبي طالب قال : ذكرت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : مرحبا وأهلاً لم يزده عليهما ، فخرج على أولئك الرهط من الأنصار ينظرونه قالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : مرحباً وأهلاً ، قالوا : يكفيك من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إحداهما أعطاك الأهل والمرحب فلما كان بعدما زوجه قال : يا علي إنه لا بد للعرس من وليمة ، فقال سعد : عندى كبش وجمع له رهط من الأنصار آصعاً من ذرة فلما كان ليلة البناء قال : لا تحدث شيئاً حتى تلقانى ، قال : فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على علي عليه السلام ثم قال : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ٣٣) وقال : خرجه أبو عبد الرحمن النسائي ، وخرجه الدولابى ، انتهى ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أسد الغابة (ج ٥ ص ٥٢١) مختصراً وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ١٤٠) وقال : رواه

١٥٥

النسائي في عمل اليوم والليلة.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج ٢ ص ١٨٢] قال : وعن جابر قال : حضرنا عرس علي عليه السلام فما رأيت عرساً كان أحسن منه حشونا البيت طيباً ، وأتينا بتمر وزيت فأكلنا ، وكان فراشهما ليلة عرسهما إهاب كبش ، قال : أخرجه أبو بكر بن فارس (أقول) وذكره في ذخائره أيضاً (ص ٣٤) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ٢٠٩) وقال : رواه البزار وتقدم أيضاً في الباب السابق بعض ما فيه وليمة عرس علي وفاطمة عليهما السلام ، فراجعه.

١٥٦

باب

في زفاف علي وفاطمة عليهما السلام

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٩] روى بسنده عن أبي يزيد المدني عن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة عليها السلام بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما أصبحنا جاء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى الباب فقال : يا أم أيمن إدعي لى أخي فقالت : هو أخوك وتنكحه؟ قال : نعم يا أم أيمن فجاء علي عليه السلام فنضح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عليه من الماء ودعا له ، ثم قال : إدعي لى فاطمة قالت : فجاءت تعثر من الحياء فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أسكني فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ، قالت : ونضح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عليها من الماء ، ثم رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأى سواداً بين يديه فقال : من هذا؟ فقلت : أنا أسماء قال : أسماء بنت عميس؟ قلت : نعم قال : جئت في زفاف ابنة رسول اللّه؟ قلت : نعم فدعا لى.

[أقول] وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ٢١٠) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٨١) وقال : أخرجه أحمد في المناقب ، وفي ذخائره (ص ٢٩) وقال : خرجه الدولابي.

١٥٧

[خصائص النسائي ص ٣٢] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما زوج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة من على عليهما السلام كان فيما أهدى معها سرير مشروط ووسادة من أديم حشوها ليف وقربة قال : وجاء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت ، وقال لعلي عليه السلام : إذا أُتيت بها فلا تقربها حتى آتيك ، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فدق الباب فخرجت اليه أم أيمن فقال : أثم أخي؟ قالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال : إنه أخي ، ثم أقبل على الباب ورأى سوادا فقال : من هذا؟ قالت : أسماء بنت عميس فأقبل عليها فقال لها : جئت تكرمين ابنة رسول اللّه؟ وكان اليهود يوجدون من امرأة إذا دخل بها ، قال : فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ببدر (أي طبق) من ماء فتفل فيه وعوذ فيه ثم دعا علياً فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره وذراعيه ، ثم دعا فاطمة عليها السلام فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ففعل بها مثل ذلك ثم قال لها : يا ابنتى واللّه ما أردت أن أزوجك إلا خير أهلي ، ثم قام وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[أقول] ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج ٨ ص ١٤ وص ١٥) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ٢٠٩) باختلاف في اللفظ ، قال فيه : لما أهديت فاطمة عليها السلام إلى علي بن أبي طالب عليه السلام لم نجد في بيته إلا رملاً مبسوطاً ، ووسادة حشوها ليف ، وجرة وكوزاً (إلى آخر الحديث).

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ٢٠٧] قال : وعن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فلا يذكرها أحد إلا صد عنها حتى يئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ علياً فقال : إني واللّه ما أرى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحبسها إلا عليك (وساق الحديث) إلى أن قال : ثم قام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى دخل على النساء فقال : إني زوجت بنتي ابن عمى وعلمتن منزلتها مني وأنا دافعها اليه فدونكن فقمن

١٥٨

النساء فغلفنها (أي لطخنها) من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن ، ثم إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دخل فلما رأينه النساء ذهبن وبين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ستر ، وتخلفت أسماء بنت عميس فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : على رسلك من أنت؟ قالت : أنا التي أحرس ابنتك ، إن الفتاة ليلة بنائها لابد لها من امرأة قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت أمراً أفضت بذلك اليها ، قال : فاني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ، ثم صرخ بفاطمة فلما رأت علياً جالساً إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بكت فخشي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يكون بكاؤها أن علياً لا مال له ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما يبكيك ما ألوتك في نفسى وقد أصبت لك خير أهلي والذي نفسى بيده لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، فلان منها ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أسماء ائتينى بالمخضب فأتت أسماء بالمخضب فمج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ، ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به رأسها وكفا بين ثدييها ، ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها ، فقال : اللهم إنها مني وإني منها ، اللهم كما أذهبت عنى الرجس وطهرتنى فطهرهما ثم دعا بمخضب(١) آخر ثم دعا علياً فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ، ثم قال لهما : قوما إلى بيتكما جمع اللّه بينكما في سركما وأصلح بالكما ، ثم قام وأغلق عليهما بابهما بيده ، قال ابن عباس : فأخبرتنى أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى توارى في حجرته ، قال : رواه الطبراني (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج ٢ ص ٧٥) مختصراً.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج ٩ ص ٢٠٦] قال : وعن أنس إن عمر بن

١٥٩

الخطاب أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : لا يزوجنى قال : إذا لم يزوجك فمن يزوج؟ وإنك من أكرم الناس عليه ، وأقدمهم في الإسلام ، قال : فانطلق أبو بكر إلى بيت عائشة فقال : يا عائشة إذا رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طيب نفس وإقبالاً عليك فاذكري له إني ذكرت فاطمة فلعل اللّه عز وجل أن ييسرها لى ، قال : فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأيت منه طيب نفس وإقبالاً ، فقالت : يا رسول اللّه إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرنى أن أذكرها ، قال : حتى ينزل القضاء ، قال : فرجع اليها أبو بكر فقالت : يا أبتاه وددت إني لم أذكر له الذي ذكرت ، فلقى أبو بكر عمر فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة فانطلق عمر إلى حفصة فقال : يا حفصة إذا رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إقبالاً ـ يعني عليك ـ فاذكريني له واذكري فاطمة لعل اللّه أن ييسرها لي ، قال : فلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حفصة فرأت طيب نفس ورأت منه إقبالاً فذكرت له فاطمة رضي اللّه عنها فقال : حتى ينزل القضاء ، فلقى عمر حفصة فقالت له : يا أبتاه وددت إني لم أكن ذكرت له شيئاً ، فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ما يمنعك من فاطمة؟ فقال : أخشى أن لا يزوجني ، قال : فان لم يزوجك فمن يزوج وأنت أقرب خلق اللّه اليه فانطلق علي عليه السلام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ولم يكن له مثل عائشة ولا مثل حفصة ، قال : فلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إني أريد أن أتزوج فاطمة قال : فافعل ، قال : ما عندي إلا درعي الحطمية(١) قال : فاجمع ما قدرت عليه وائتني به ، قال : فأتى باثنتى عشرة أوقية أربعمائة وثمانين ، فأتى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فزوجه فاطمة رضي اللّه عنها ، فقبض ثلاث قبضات

________________

(١) نسبة الى حطمة بن محارب الذي كان يعمل الدروع ، أو هي التي تكسر وتحطم السيوف ، أو هي.

١٦٠

فدفعها إلى أم أيمن فقال اجعلي منها قبضة في الطيب ، أحسبه قال : والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتاً قال : يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئاً حتى آتيك ، فأتاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد ، وأم أيمن في البيت ، فقال : يا أم أيمن ائتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ، ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب به جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعها إلى علي ، فقال : يا على اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال : أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأم أيمن وقال : يا علي أهلك. ثم قال : رواه البزار.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٠] قال : عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتى وقدمى في الإسلام وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة قال : فسكت عنه ، قال : فرجع أبو بكر إلى عمر فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأعرض عني ، قال : مكانك حتى آتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأطلب مثل الذي طلبت ، فأتى عمر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتي وقدمى في الإسلام وإني وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة فسكت عنه ، فرجع إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر اللّه بها ، قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي عليه السلام : فأتيانى وأنا أعالج فسيلاً لى ، فقالا : إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة ، قال علي عليه السلام : فنبهانى لأمر فقمت أجر ردائى حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعدت بين يديه فقلت : يا رسول اللّه قد علمت قدمى في الإسلام ومناصحتي وإني وإنى قال : وما ذاك؟ قلت : تزوجني فاطمة ، قال : وما عندك؟ قلت : فرسي وبزتي(١) قال : أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما بزتك فبعها ، قال :

__________________

(١) البزة : بالياء الموحدة المكسورة ثم الزاي المشددة مع هاء التأنيث ، السلاح.

١٦١

فبعتها بأربعمائة وثمانين ، قال : فجئت بها حتى وضعتها في حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقبض منها قبضة فقال : أي بلال أبغنا بها طيباً وأمرهم أن يجهزوها ، فحمل لها سريرا مشرطاً بالشرط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وقال لعلي عليه السلام : إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتى آتيك ، فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، وجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : ها هنا أخى؟ قالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال : نعم ، ودخل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم البيت فقال لفاطمة : إئتنى بماء فقامت إلى قعب في البيت فأتت به بماء فأخذه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ومج فيه ثم قال : تقدمي فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال لها : أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إئتوني بماء ، قال علي عليه السلام : فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه ثم قال لى : تقدم فصب على رأسى وبين ثديي ثم قال : اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال : أدبر فأدبرت فصب بين كتفي ، وقال : اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال لعلي عليه السلام : أدخل بأهلك بسم اللّه والبركة ، قال : أخرجه أبو حاتم ، ثم قال أيضاً (ص ١٨١) : وأخرجه أحمد في المناقب من حديث أبي يزيد المدائني (ثم ذكر صورة أخرى) ، فراجعها.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٧ ص ١١٣) وقال : رواه ابن جرير ، والهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ٢٠٩) وقال : رواه الطبراني وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٨٤) وقال : أخرجه ابن أبي حاتم ، والمحب الطبري أيضاً (ص ٢٧) من ذخائره باختلاف يسير وقال : أخرجه أبو حاتم.

١٦٢

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٥ ص ٧] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما زفت فاطمة سلام اللّه عليها إلى علي عليه السلام كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمامها ، وجبريل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك خلفها ، يسبحون اللّه ويقدسونه حتى طلع الفجر (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ٣٢) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ٢٩] قال : وعن علي عليه السلام وذكر قصة زواجه قال : فلما أدخلت علي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا تحدثا شيئاً حتى آتيكما فأتانا وعلينا قطيفة ـ أو كساء ـ فلما رأيناه تحسحسنا ، قال : على مكانكما ، ثم دعا باناء فيه ماء فدعا فيه ثم رش علينا قلت : يا رسول اللّه أنا أحب اليك أم هى؟ قال : هي أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها ، قال : أخرجه يحيى بن معين.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٣) وقال : أخرجه الحميدي وأحمد بن حنبل والعدني ومسدد والدورقي والبيهقي ، وقد تقدم في باب : علي أول من أسلم (ج ١ ص ١٧٨) بعض أخبار زفاف علي وفاطمة عليهما السلام ، فراجع.

١٦٣

باب

فيما نثرته شجر الجنان عند تزويج

علي من فاطمة عليهما السلام

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٥ ص ٥٩] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أصابت فاطمة عليها السلام صبيحة يوم العرس رعدة ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، يا فاطمة لما أراد اللّه تعالى أن أملكك من علي أمر اللّه جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي ، ثم أمر اللّه شجر الجنان فحملت الحلى والجلل ، ثم أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : لقد كانت فاطمة عليها السلام تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج ٤ ص ١٢٨).

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٤ ص ٢١٠] روى بسنده عن بلال بن حمامة قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذات يوم ضاحكاً مستبشراً فقام اليه عبد الرحمن بن عوف فقال : ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال : بشارة أتتني من عند ربي أن اللّه لما أراد أن يزوج علياً فاطمة

١٦٤

أمر ملكاً أن يهز شجر طوبى فهزها فنثرت رقاقاً ـ يعني صكاكاً ـ وأنشأ اللّه ملائكة التقطوها ، فاذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق فلا يرون محباً لنا أهل البيت محضاً إلا دفعوا اليه منها كتاباً براءة له من النار ، من أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار (أقول) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أسد الغابة (ج ١ ص ٢٠٦) وقال : أخرجه أبو موسى ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ١٠٣) وقال : فيه خرج عليهم ـ أي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ـ ووجهه مشرق كدائرة القمر فسأله عبد الرحمن بن عوف (إلى آخر الحديث) قال : أخرجه أبو بكر الخوارزمى.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ٣٥٨] روى بسنده عن شنان بن شفعلة الأوسي ، قال : حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن جبريل عليه السلام : إن اللّه عز وجل لما زوج فاطمة علياً عليهما السلام أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقاً بعدد محبي آل بيت محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فاذا كان يوم القيامة أهبط اللّه تعالى ملائكة بتلك الرقاق فتعطى كل رجل من محبى آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رقاً فيه براءة من النار قال : أخرجه أبو موسى (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج ٣ القسم ١ ص ١٣٤).

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٨٤] قال : عن أنس قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد إذ قال لعلي عليه السلام : هذا جبريل يخبرني أن اللّه عز وجل زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين الف ملك وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت اليه الحور العين يلتقطن من أطباق الدر والياقوت فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة ، قال : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص ٣٢] قال : وعن عبد اللّه رضي اللّه عنه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لفاطمة عليها السلام ـ

١٦٥

حين وجهها إلى علي عليه السلام ـ إن اللّه لما أمرنى أن أزوجك من علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفاً في الجنة ، ثم أمر شجر الجنان أن تحمل الحلى والحلل ، ثم أمر جبريل فنصب في الجنة منبراً ، ثم صعد جبريل وخطب فلما فرغ نثر عليهم من ذلك ، فمن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة ، يكفيك يا بنية هذا ، قال : أخرجه النسائى.

[ذخائر العقبى أيضاً ص ٣٢] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتاني ملك فقال : يا محمد إن اللّه تعالى يقول لك : قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان وأن تنثر على من قضى عقد نكاح فاطمة من الملائكة والحور العين ، وقد سر بذلك سائر أهل السماوات ، وإنه سيولد بينهما ولدان سيدان في الدنيا وسيسودان على كهول أهل الجنة وشبابها ، وقد تزين أهل الجنة لذلك ، فاقرر عيناً يا محمد فانك سيد الأولين والآخرين ، قال : خرجه الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

١٦٦

باب

إن اللّه سد أبواب المسجد

إلا باب علي عليه السّلام

[السيوطي في تفسيره] المسمى بالدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى :( وما ينطق عن الهوى ) ، في سورة والنجم (قال) وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد ، فشق عليهم ، قال حبة : إني لأنظر إلى حمزة ابن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذر فان وهو يقول : أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك ، فقال رجل : ما يألو برفع ابن عمه ، قال : فعلم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً ، فلما فرغ قال : يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ، ثم قرأ :( وَاَلنَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَمٰا غَوىٰ وَمٰا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ ) .

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠١] روى بسنده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب على عليه السّلام.

١٦٧

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٥] روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال : فتكلم في ذلك ناس ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإنّى أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، واللّه ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشىء فاتبعته (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده والضياء عن زيد بن أرقم ، وذكره ثانياً في (ج ٦ ص ١٥٧) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وسعيد بن منصور في سننه.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٥] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أُعطى علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم ، قيل : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوجه فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٣) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٧٦) وقال : أخرجه أبو يعلى ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٩٢) وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٦] روى بسنده عن خيثمة ابن عبد الرحمن قال : سمعت سعد بن مالك ـ وقال له رجل : إن علياً عليه السّلام يقع فيك أنك تخلفت عنه ـ فقال سعد : واللّه إنه لرأى رأيته وأخطأ رأيي إن علي بن أبي طالب أعطى ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم غدير خم ـ بعد حمد اللّه والثناء عليه ـ هل

١٦٨

تعلمون إني أولى بالمؤمنين؟ قلنا : نعم ، قال : اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه ، وال من والاه وعاد من عاداه وجىء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال : يا رسول اللّه إني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل وفتح عليه خيبر ، وأخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن علياً فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكن اللّه أخرجكم وأسكنه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٧٥] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الرقيم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب على (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٤) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد قالوا : يا رسول اللّه سددت أبوابنا كلها إلا باب على ، قال : ما أنا سددت أبو ابكم ولكن اللّه سدها (وذكره العسقلاني أيضاً) في فتح الباري ج ٨ ص ١٥ وقال اخرجه احمد والنسائى باسناد قوى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٣٠] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشرة وقعوا في رجل قال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه اللّه أبداً يحب اللّه ورسوله (وساق الحديث) إلى أن قال : وقال : سدوا أبواب المسجد غير باب على ، قال : فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ،

١٦٩

الحديث (أقول) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج ١ ص ٢٣٠) ، وقد رواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص ٨) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ٢٠٣) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقى في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٩) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٢ ص ٢٦] روى بسنده عن ابن عمر قال : كنا نقول في زمن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : رسول اللّه خير الناس (إلى أن قال) ولقد أوتي ابن أبي طالب عليه السلام ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته وولدت له ، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣١٩) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أُُسد الغابة (ج ٣ ص ٢١٤).

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج ٤ ص ١٥٣] روى بطرق متعددة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب على (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه بطريقين عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أحدهما في (ص ١٣) والآخر في (ص ١٤) قال في الأخير : قال ابن عباس : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٧ ص ٢٠٥] روى بسنده عن زيد بن علي بن الحسين عن أخيه محمد بن على أنه سمع جابر بن

١٧٠

عبد اللّه يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : سدوا الأبواب كلها إلا باب علي ، وأومأ بيده إلى باب علي (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٣٩٨) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص ٧٨) وقال : أخرجه الديلمي.

[خصائص النسائي ص ١٣] روى بسنده عن الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له : سمعت لعلي عليه السلام منقبة؟ قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد فروى فينا لسده ليخرج من في المسجد إلا آل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وآل علي عليه السلام ، قال : فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال : يا رسول اللّه أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا أمرت باخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إن اللّه هو أمر به (قال النسائي) قال قطر : عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن أرقم عن سعد : إن العباس أتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ، فقال : ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها.

[كنز العمال ج ٣ ص ١٥٥] قال : عن زافر عن رجل عن الحارث ابن محمد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول (وساق الحديث إلى أن قال) قال : أكان أحد مطهرا في كتاب اللّه غيرى حين سد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام اليه عماه حمزة والعباس فقالا : يا رسول اللّه سددت أبوابنا وفتحت باب علي ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم؟ قالوا : اللهم لا.

١٧١

[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ١٥٢] قال : ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن اللّه أخرجكم وتركه ، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) قال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٥) وقال أيضاً : رواه الطبراني.

[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ٤٠٨] قال : عن علي عليه السلام أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيدى قال : إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدى بك وذريتك ، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك فاسترجع ثم قال : سمعا وطاعة فسد بابه ، ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن اللّه فتح باب علي وسد أبوابكم (قال) أخرجه البزار ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٩ ص ١١٤) وقال أيضاً : رواه البزار.

[ميزان الاعتدال للذهبى ج ٢ ص ١٩٤] روى بسنده عن أبي اسحاق سألت ابن عمر عن عثمان وعلي ، فقال : تسألني عن على ، فقد رأيت مكانه من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، إنه سد أبواب المسجد إلا باب علىّ.

[مجمع الزوائد للهيثمي ج ٩ ص ١١٥] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة ، فقلت : يا رسول اللّه قد فعلوا إلا حمزة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قل لحمزة فليحول بابه ، فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يأمرك أن تحول بابك فحوله فرجعت اليه وهو قائم يصلي ، فقال : ارجع إلى بيتك ، قال : رواه البزار.

١٧٢

[مجمع الزوائد أيضاً ج ٩ ص ١١٥] قال : وعن العلاء بن العرار قال : سئل ابن عمر عن علي وعثمان ، فقال : أما علي فلا تسألوا عنه ، انظروا إلى منزله من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فانه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه ، وأما عثمان فانه أذنب يوم التقى الجمعان ذنباً عظيما فعفا اللّه عنه وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه ، قال : رواه الطبراني في الأوسط. (أقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج ٨ ص ٧٤ باختصار (قال) اخرجه النسائي من رواية العلاء بن عيزار وذكره أيضاً قبل ذلك في ج ٨ ص ١٥ ـ بنحو ابسط وقال اخرجه النسائي من طريق العلاء (قال) ورجاله رجال الصحيح.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج ٩ ص ١١٥] قال : وعن جابر بن سمرة قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بسد الأبواب كلها إلا باب علي رضي اللّه عنه فقال العباس : يا رسول اللّه قدر ما أدخل أنا وحدى وأخرج قال : ما أمرت بشيء من ذلك ، فسدها كلها غير باب علي ، قال : ربما مرّ وهو جنب ، قال : رواه الطبراني (اقول) وذكره العسقلاني في فتح الباري ج ٨ ص ١٥ وقال أيضاً اخرجه الطبراني.

١٧٣

باب

يحل للنبي (ص) ولعلي (ع) أن يجنبا في المسجد

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ٣٠٠] روى بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج ٧ ص ٦٦) عن أبي سعيد ، ثم قال : وروى ذلك أيضاً من وجه آخر عن عطية ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ١٥٩) وقال : أخرجه الترمذي وأبو يعلى والبيهقي عن أبي سعيد ، وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج ٩ ص ٣٨٧) في ترجمة محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، قال : قال الترمذي في حديثه عن علي بن المنذر بن فضيل عن سالم ابن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ، سمع مني محمد بن اسماعيل ـ يعني البخاري ـ هذا الحديث (انتهى).

[سنن البيهقي ج ٧ ص ٦٥] روى بسنده عن أم سلمة قالت : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجه هذا المسجد

١٧٤

فقال : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً عن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ألا إن مسجدى حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم إن الطريقين المذكورين قد ذكرهما المتقي أيضاً في كنز العمال (ج ٦ ص ٢١٧) قال في أولهما : أخرجه البيهقي وابن عساكر ، وقال في ثانيهما : أخرجه البيهقي.

[كنز العمال ج ٣ ص ١٥٤] قال : عن عثمان بن عبد اللّه القرشي (إلى أن قال) عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤن ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق عليه السلام الخطبة إلى أن قال) أتعلمون أن أحداً كان يدخل المسجد جنباً غيري؟ قالوا اللهم لا (الحديث).

[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ١٥٩] قال : لا ينبغي لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا أو علي ، قال : رواه الطبراني عن أم سلمة.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١١٥] قال : عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيرى وغيرك ، قال : رواه البزار (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٧٣) وقال أيضاً : أخرجه البزار ، وقد تقدم في الباب السابق قول ابن

١٧٥

عباس : فيدخل المسجد ـ يعني علياً عليه السلام ـ جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ، وقول جابر بن سمرة في آخر الباب : وربما مرّ وهو جنب ـ يعني به علياً عليه السلام ـ.

[فتح الباري] في شرح البخاري ج ٨ ص ١٦ (قال) اخرج اسماعيل القاضى في احكام القرآن من طريق المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يأذن لأحد ان يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد.

١٧٦

باب

في نهي النبي (ص) عن الجمع بين اسمه وكنيته

وترخيصه لعلي (ع) في ولده

[أقول] : أما نهيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن الجمع بين اسمه وكنيته فلأخبار كثيرة جداً بل متواترة مذكورة في الصحاح الستة وغيرها من كتب الأحاديث ، ونحن نقتصر على ذكر ثلاثة منها :

[الأول] ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج ٣ ص ٣١٣) بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتى ، ومن اكتنى بكنيتى فلا يتسمى باسمى.

[الثانى] ما رواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ٢ ص ٣١٢) بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي ، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى باسمى.

[الثالث] ما رواه الطحاوي في شرح معانى الآثار (ج ٢ ص ٣٩٥) بسنده عن البراء بن عازب إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته (أقول) وهناك جملة من الأخبار

١٧٧

ناهية عن خصوص التكنية بكنيته مثل قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي.

[وأما] ترخيصه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الجمع بين اسمه وكنيته لعلي عليه السلام في ولده فلأخبار عديدة ، وهذا تفصيلها حسب ما ظفرت عليه على العجالة.

[صحيح الترمذي ج ٢ ص ١٣٧] روى بسنده عن منذر عن محمد ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب عليه السلام إنه قال : يا رسول اللّه أرأيت إن ولد لى بعدك ولد أسميه محمداً وأكنيه بكنيتك؟ قال : نعم ، قال : فكانت رخصة لى (أقول) ورواه البخاري أيضاً في الأدب المفرد (ص ١٢٣) وأبو داود أيضاً في صحيحه (ج ٣١) في باب الرخصة في الجمع بينهما ، والحاكم أيضاً في مستدركه (ج ٤ ص ٢٧٨) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج ١ ص ٩٥) وابن سعد أيضاً في طبقاته (ج ٥ ص ٦٦) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٧٩) وقال : خرجه المخلص الذهبي ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه بطريقين (ج ٩ ص ٣٠٩).

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٥ ص ٦٦] روى بسنده عن المنذر الثورى قال : وقع بين علي عليه السلام وطلحة كلام فقال له طلحة : لا كجرأتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سميت باسمه وكنيت بكنيته وقد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يجمعهما أحد من أمته ، فقال علي عليه السلام : إن الجري من اجترأ على اللّه ورسوله ، إذهب يا فلان فادع لى فلاناً وفلاناً ـ لنفر من قريش ـ قال : فجاؤا ، فقال : بم تشهدون؟ قالوا : نشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إنه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتى ولا تحل لأحد من أمتي بعده (أقول) ورواه ابن الأثير

١٧٨

الجزري أيضاً في أسد الغابة مختصراً (ج ٥ ص ٣٦١).

[الاصابة لابن حجر ج ٨ القسم ١ ص ٦٨] في ترجمة خولة بنت أياس بن جعفر الحنفية ، قال : رآها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في منزله فضحك ثم قال : يا على أما إنك تتزوجها من بعدي وستلد لك غلاماً فسمه باسمي وكنه بكنيتي.

١٧٩

باب

إن ذرية كل نبي في صلبه وذرية النبي (ص)

في صلب علي عليه السّلام

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١ ص ٣١٦] روى بسنده إلى المنصور العباسى إلى عبد اللّه بن العباس ، قال : كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ دخل علي ابن أبي طالب عليه السلام فسلم فرد عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم السلام وبش به وقام اليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه فقال العباس : يا رسول اللّه أتحب هذا؟ فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يا عم رسول اللّه واللّه للّه أشد حباً له مني ، إن اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتى في صلب هذا (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج ٢ ص ١٦٨) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى (وفي ص ٢١٣) وقال : أخرجه أبو الخير القزوينى ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص ٩٣) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى وصاحب كنوز المطالب في بني أبي طالب ، ثم قال : زاد الثانى في روايته : أنه إذا كان يوم القيامة دعى الناس بأسماء أمهاتهم ستراً عليهم إلا هذا وذريته فانهم يدعون بأسمائهم لصحة ولادتهم.

[الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٧٢] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال :

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465