فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة8%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 450

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 450 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165063 / تحميل: 6276
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

باب

إن فاطمة عليها السلام أصدق الناس لهجة

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٦٠ ] روى بسنده عن عائشة إنها كانت إذا ذكرت فاطمة سلام اللّه عليها بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذى ولدها قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٧ ٥ ١ ).

[حلية الأولياء ج ٢ ص ٤١ ] روى بسنده عن عمرو بن دينار قال : قالت عائشة : ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة سلام اللّه عليها غير أبيها ( الحديث ).

١٨١

باب

في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ان ولد فاطمة

أنا أبوهم وعصبتهم

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٦٤ ] روى بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لكل بنى أم عصبة ١ ينتمون اليهم إلا ابنى فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج ١١ ص ٢٨٥ ] روى بطريقين عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام عن فاطمة عليها السلام ـ يعنى بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل بنى آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فانى أنا أبوهم وأنا عصبتهم.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢٢٠ ] ذكر أحاديث ثلاثة ( أحدها ) لكل بنى أنثى عصبة ينتمون اليه إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم ، قال : أخرجه الطبرانى عن فاطمة الزهراء ، ( ثانيها ) كل بنى أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد

___________________

١ ـ العصبة : بالتحريك جمع عاصب كطلبة جمع طالب ، وهم الأقارب من جانب الأب.

١٨٢

فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، قال أيضا : أخرجه الطبرانى عن فاطمة الزهراء ، ( ثالثها ) كل بنى أنثى فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فانى أنا عصبتهم وأنا أبوهم ، قال : أخرجه الطبرانى عن عمر.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢١٦ ] و لفظه : إن لكل بنى أب عصبة ينتمون اليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم خلقوا من طينتى ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه اللّه ، ومن أبغضهم أبغضه اللّه ، قال : أخرجه ابن عساكر عن جابر ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٧٢ ] قال : وعن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل بنى أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، قال : رواه الطبرانى وأبو يعلى.

[ذخائر العقبى ص ١٢١ ] قال : عن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل ولد أب فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فانى أنا أبوهم وعصبتهم ، قال خرجه أحمد فى المناقب.

١٨٣

باب

فى قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فاطمة بضعة مني

فمن أغضبها أغضبني

[صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب قرابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومنقبة فاطمة سلام اللّه عليها ، روى بسنده عن المسور بن مخرمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فاطمة بضعة منى فمن أغضبها أغضبنى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٢٢٠ ) وقال : أخرجه ابن أبى شيبة ، وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج ٤ ص ٤ ٢١ ) وقال : استدل به السهيلى على أن من سبها كفر لأنه يغضبه وإنها أفضل من الشيخين ( انتهى ) ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص ٣ ٥ ).

[صحيح البخارى فى كتاب النكاح ] فى باب ذب الرجل عن ابنته روى حديثا عن المسور بن مخرمة قال فيه : إنه قال ـ أى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ فانما هى فاطمة بضعة منى يريبنى ما أرابها ويؤذينى ما آذاها ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج ١٢ ) فى باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٤ ص ٣٢٨ ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ٢ ص ٤ ٠ ).

١٨٤

[صحيح مسلم فى كتاب فضائل الصحابة ] فى باب فضائل فاطمة عليها السلام ، روى بسنده عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنما فاطمة بضعة منى يؤذينى ما آذاها ، ( أقول ) وذكره الفخر الرازى أيضا فى تفسير آية المودة فى سورة الشورى وقال : يؤذينى ما يؤذيها وذكره فى سورة المعارج أيضا فى تفسير قوله تعالى : ( وَفَصِيلَتِهِ اَلَّتِي تُؤْوِيهِ ) ولفظه : فاطمة بضعة منى.

[صحيح مسلم فى الباب المتقدم ] روى بسنده عن المسور بن مخرمة حديثا عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فيه : فانما ابنتى ـ يعنى فاطمة عليها السلام ـ بضعة منى يريبنى ما رابها ويؤذينى ما آذاها ، ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج ٢ ص ٣١٩ ) فى فضل فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[صحيح الترمذى ج ٢ ص ٣١٩ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن الزبير حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فيه : إنما فاطمة بضعة منى يؤذينى ما آذاها وينصبى ما أنصبها ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١ ٥ ٩ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٤ ص ٥ ).

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٨ ] روى بسنده عن عبيد اللّه ابن أبى رافع عن المسور إنه بعث اليه حسن بن حسن عليه السلام يخطب ابنته فقال له : قل : فليلقنى فى العتمة قال : فلقيه ، فحمد اللّه المسور وأثنى عليه ثم قال : أما بعد أيم اللّه ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم ولكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فاطمة بضعة منى يقبضنى ما يقبضها ويبسطنى ما يبسطها ، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبى وصهرى وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد ابن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٤ ص ٣٢٣ وص ٣٣٢ ) بطريقين مختلفين

١٨٥

ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ٧ ص ٦٤ ) مختصرا ، ورواه أبو نعيم أيضا مختصرا وقال : هذا حديث متفق عليه من حديث على بن الحسين وابن أبى مليكة عن المسور بن مخرمة.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ٢ ص ٤٠ ] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما خير للنساء؟ فلم ندر ما نقول ، فسار على عليه السلام إلى فاطمة سلام اللّه عليها فأخبرها بذلك فقالت : فهلا قلت له : خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن ، فرجع فأخبره بذلك فقال : له من علمك هذا؟ قال : فاطمة ، قال : إنها بضعة منى قال : رواه سعيد بن المسيب عن على عليه السلام نحوه. ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ج ٢ ص ١٧ ٤ ) عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب عليه السّلام مثله.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢١٩ ] قال : إنما فاطمة شجنة(١) منى يبسطنى ما يبسطها ويقبضنى ما يقبضها ، قال : أخرجه الطبرانى عن المسور ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١ ٥٤ ) عن المسور ابن مخرمة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[كنز العمال ج ٨ ص ٣١٥ ] قال : عن الحسن البصرى قال : قال على بن أبى طالب عليه السلام : قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم : أى شىء خير للمرأة فلم يكن عندنا لذلك جواب فلما رجعت إلى فاطمة عليها السلام قلت : يا بنت محمد إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

_________________

١ ـ قال الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( شجن ) : فى الحديث ، الرحم شجنة من الرحمن أى قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ، شبهه بذلك مجازا واتساعا ، وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة فى غصن من غصون الشجرة ، ومنه قولهم : ( الحديث ذوشجون ) أى ذو شعب وامتساك بعضه ببعض.

١٨٦

وسلم سألنا عن مسألة فلم ندر كيف نجيبه ، فقالت : وعن أى شىء سألكم؟ فقلت : قال : أى شىء خير للمرأة؟ قالت : فما تدرون ما الجواب؟ قلت لها : لا فقالت : ليس خير للمرأة من أن لا ترى رجلا ولا يراها ، فلما كان العشى جلسنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت له : يا رسول اللّه إنك سألتنا عن مسألة فلم نجبك فيها ، ليس للمرأة شىء خير من أن لا ترى رجلا ولا يراها ، قال : ومن قال ذلك؟ قلت : فاطمة ، قال : صدقت إنها بضعة منى ، قال : رواه الدار قطنى فى الأفراد ، ( أقول ) ورواه فى الصفحة المذكورة ثانيا عن على عليه السلام وقال : أخرجه البزار وأبو نعيم فى حليته.

[خصائص النسائى ص ٣٦ ] روى بسنده عن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يخطب على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم(١) فقال : إن فاطمة بضعة منى.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٠٧ ] قال : ودخل عبد اللّه بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط على عمر بن عبد العزيز وهو حديث السن وله وفرة فرفع عمر مجلسه وأقبل عليه فلامه قومه ، فقال : إن الثقة حدثنى حتى كأنه أسمعه من فى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنما فاطمة بضعة منى يسرنى ما يسرها وأنا أعلم أن فاطمة عليها السلام لو كانت حية لسرها ما فعلت بابنها ، ( أقول ) وذكره فى ( ص ١٣٨ ) أيضا باختلاف يسير ، وقال : أخرجه أبو الفرج الاصبهانى.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص ١٤ ] تحت عنوان كيف كانت بيعة على بن أبى طالب ـ قال : فقالت ـ يعنى فاطمة عليها السلام ـ لأبى بكر وعمر : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تعرفانه وتفعلان به؟ قالا : نعم فقالت : نشدتكما اللّه ألم تسمعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاى ، وسخط فاطمة من سخطى ، فمن أحب فاطمة ابنتى فقد

_________________

١ ـ يعني انه قد بلغ الحلم.

١٨٧

أحبنى ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضانى ومن أسخط فاطمة فقد أسخطنى؟ قالا : نعم سمعناها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : فانى أشهد اللّه وملائكته أنكما أسخطتمانى وما أرضيتمانى ولئن لقيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لأشكونكما اليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ باللّه تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكى حتى كادت نفسه أن تزهق وهى تقول : واللّه لأدعون اللّه عليك فى كل صلاة أصليها ، ثم خرج ـ يعنى أبا بكر ـ فاجتمع اليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتمونى وما أنا فيه لا حاجة لى فى بيعتكم أقيلونى بيعتى ( الخ ).

١٨٨

باب

ان اللّه يغضب لغضب فاطمة عليها السلام

ويرضى لرضاها

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٣ ] روى بسنده عن على عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة : إن اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٥ ص ٥ ٢٢ ) وابن حجر أيضا فى إصابته ( ج ٨ ص ١ ٥ ٩ ) وفى تهذيب التهذيب ( ج ١٢ ص ٤٤ ١ ) وذكره أيضا المتقى فى كنز العمال ( ج ٧ ص ١١١ ) وقال : أخرجه ابن النجار.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢١٩ ] ولفظه : إن اللّه عز وجل يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ، قال : أخرجه الديلمى عن على عليه السلام ، وذكره ثانيا فى الصفحة المذكورة باختلاف يسير ، ولفظه : يا فاطمة إن اللّه ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، قال : أخرجه أبو يعلى والطبرانى وأبو نعيم فى فضائل الصحابة.

[ميزان الاعتدال المذهبى ج ٢ ص ٧٢ ] حكى عن الطبرانى حديثا مسندا عن على عليه السلام قد اعترف بصحته قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : إن الرّب يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

[ذخائر العقبى ص ٣٩ ] قال : عن على بن أبى طالب عليه السلام إن رسول

١٨٩

اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يا فاطمة إن اللّه عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، قال : خرجه أبو سعيد فى شرف النبوة وابن المثنى فى معجمه.

(أقول ) ومن العجيب أن احاديث هذا الباب تصرح بأن اللّه يغضب لغضب فاطمة (ع) وقدمر فى اول الباب السابق من هذا الجزء حديث البخارى فى صحيحه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ان من اغضب فاطمة (ع) اغضبنى ومفاد المجموع أن من اغضب فاطمة (ع) فقد اغضب اللّه ورسوله ومع ذلك قد روى البخارى بنفسه فى صحيحه فى الخمس أن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غضبت على ابى بكر فهجرته ( قال ) فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ( وروى ايضا ) فى باب غزوة خيبران فاطمة (ع) وجدت على ابى بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ( وروى ايضا ) فى كتاب الفرائض ان فاطمة (ع) هجرت ابا بكر فلم تكلمه حتى ماتت. ( ورواه مسلم ايضا فى صحيحه ) فى كتاب الجهاد ( واحمد بن حنبل ايضا فى مسنده ) ج ١ ص ٩ فى النسخة المطبوعة بالميمنية ( والبيهقى ايضا فى سننه ) ج ٦ ص ٣٠٠ من طبع حيدر آباد.

( وروى الترمذى فى صحيحه ) فى باب ما جاء فى تركة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ان فاطمة (ع) قالت لابى بكر وعمر واللّه لا اكلمكما ابدا فماتت ولا تكلمهما.

( وقد سمعت فى آخر الباب السابق من هذا الجزء ) قول فاطمة (ع) لابى بكر وعمر فأنى اشهد اللّه وملائكته انكما اسخطتمانى وما ارضيتمانى ولان لقيت النبى (ص) لا شكونكما اليه ( الى ان قالت ) لابى بكر لادعون اللّه عليك فى كل صلوة أصليها.

١٩٠

باب

إن فاطمة عليها السلام أسر اليها النبى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

عند وفاته أنها أول أهل بيته لحوقا به

(أقول ) قد تقدم فى باب فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن حديث البخارى وجماعة آخرين من أئمة الحديث عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قد أسرّ عند وفاته إلى فاطمة سلام اللّه عليها أنها أول أهل بيته لحوقا به ، وهذه جملة أخرى مما جاء فى هذا المعنى.

[صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب علامات النبوة فى الإسلام ، روى بسنده عن عائشة قالت : دعا النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة ابنته فى شكواه الذى قبض فيه فسارها بشىء فبكت ، ثم دعاها فسارها فضحكت ، قالت : فسألتها عن ذلك ، فقالت : سارنى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرنى أنه يقبض فى وجعه الذى توفى فيه فبكيت ، ثم سارنى فأخبرنى أنى أول أهل بيته أتبعه فضحكت.

(أقول ) ورواه فى باب مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بطريق آخر وقال : إنى أول أهل بيته يتبعه فضحكت ، ورواه مسلم

١٩١

أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل فاطمة وقال : فأخبرنى أنى أول من يتبعه من أهله فضحكت.

[صحيح الترمذى ج ٢ ص ٣١٩ ] فى فضل فاطمة بنت محمد ، روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قالت : وكانت إذا دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قام اليها فقبلها وأجلسها فى مجلسه ، وكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته فى مجلسها ، فلما مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم دخلت فاطمة عليها السلام فأكبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ، ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت ، فقلت : إن كنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا فاذا هى من النساء ، فلما توفى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قلت لها : أرأيت حين أكببت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فرفعت رأسك فبكيت ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ، ما حملك على ذلك؟ قالت : أخبرنى أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ، ثم أخبرنى أنى أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت قال : وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن عائشة ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٤ ص ٢٧٢ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( انتهى ) ، ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد فى باب قيام الرجل لأخيه ، وقال فى آخره : إنك أول أهلى بى لحوقا فسررت بذلك وأعجبنى.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ٢ ص ٤٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : أنت أول أهلى لحوقا بى.

١٩٢

باب

في ندبة فاطمة عليها السلام أباها وشدة خزنها عليه

[صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن أنس قال : لما ثقل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جعل يتغشاه الكرب ، فقالت فاطمة سلام اللّه عليها : واكرب أباه ، فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه فلما دفن قالت فاطمة سلام اللّه عليها : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم التراب؟.

(أقول ) ورواه النسائى أيضا فى صحيحه ( ج ١ ص ٢ ٦ ١ ) فى البكاء على الميت باختصار ، ولفظه : إن فاطمة عليها السلام بكت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين مات فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناها يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ( انتهى ) ، ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ٥ ٩ ) ولفظه كلفظ النسائى وقال : هذا حديث صحيح على شرط

١٩٣

الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٣ ص ١٩٧ ) ولفظه أيضا كلفظ النسائى ، ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٢ ص ٨٣ ) ولفظه كلفظ البخارى ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج ٦ ص ٢ ٦ ٢ ) ولفظه أيضا كلفظ البخارى وزاد فقال : جعل يتغشاه الكرب فأسندته فاطمة سلام اللّه عليها إلى صدرها قالت : يا كرب أبتاه ( الخ ).

[صحيح ابن ماجة ] فى أبواب ما جاء فى الجنائز فى باب ذكر وفاته ودفنه ، روى بسنده عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس إن فاطمة سلام اللّه عليها قالت ـ حين قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ وا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، وا أبتاه من ربه ما أدناه ، وا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، وا أبتاه أجاب ربا دعاه ، قال حماد : فرأيت ثابتا حين حدّث بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تختلف ، وروى أيضا فى الباب المذكور عن أنس بن مالك قال : قالت لى فاطمة سلام اللّه عليها : يا أنس كيف سخت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ ( أقول ) ورواهما الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ١ ص ٣٨١ ) بسند واحد وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٢٠٤ ] روى بسنده عن أنس قال : فلما دفنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورجعنا قالت فاطمة :

يا أنس أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى التراب ورجعتم؟.

[سنن البيهقى ج ٣ ص ٤٠٩ ] روى بسنده عن أنس قال : لما مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم مرضه الذى قبض فيه أسندته فاطمة سلام اللّه عليها إلى صدرها فجعل يتغشاه الكرب ،

١٩٤

فقالت : واكرب أبتاه فقال : إنه ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، فلما قبض ودفن قالت لى فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم التراب؟.

[حلية الأولياء لأبى نعيم أيضا ج ٢ ص ٤٣ ] روى بسنده عن أبى جعفر عليه السلام قال : ما رئيت فاطمة سلام اللّه عليها ضاحكة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا يوما افترت بطرف نابها ، قال : ومكشت بعده ستة أشهر ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٢ ص ٤ ٠ ) وقال : ما رئيت فاطمة سلام اللّه عليها ضاحكة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا أنه قد تمودى بطرف فيها.

[العسقلانى فى فتح البارى ج ٩ ص ٢٠١ ] ذكر عن الطبرى انه روى عن عائشة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة ان جبريل اخبرنى انه ليس امرأة من نساء المسلمين اعظم رزية منك فلا تكونى أدنى امرأة منهن صبرا.

١٩٥

باب

إنّ فاطمة عليها السلام أمرت أسماء

بنت عميس أن تصنع لها نعشا

[ذخائر العقبى ص ٥٣ ] قال : عن أم أبى جعفر إن فاطمة سلام اللّه عليها قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء إنى قد استقبحت ما يصنع بالنساء إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها وقالت أسماء : يا ابنة رسول اللّه ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة سلام اللّه عليها : ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل ، فاذا أنامت فاغسلينى أنت وعلى عليه السلام ولا يدخل عليّ أحد ، فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء : لا تدخلى فشكت إلى أبى بكر قالت : إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس ، فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال : يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يدخلن على بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت : أمرتنى أن لا يدخل عليها أحد وأريتها هذا الذى صنعت وهى حية فأمرتنى أن أصنع ذلك لها ، قال أبو بكر : إصنعى ما أمرتك ثم انصرف وغسلها على عليه السّلام وأسماء ، قال : خرجه أبو عمرو

١٩٦

وخرج الدولابى معناه مختصرا وذكر أنها لما أرتها النعش تبسمت وما رئيت متبسمة ـ يعنى بعد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ إلا يومئذ ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ٤ ص ٣ ٤ ).

١٩٧

باب

إن فاطمة عليها السلام أخبرت عند وفاتها أنها مقبوضة

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٤٦١ ] روى بسنده عن أم سلمى قالت : اشتكت فاطمة سلام اللّه عليها شكواها التى قبضت فيه فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها فى شكواها تلك قالت ـ وخرج علىّ عليه السلام لبعض حاجته ـ فقالت : يا أمة إسكبى لى غسلا فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت : يا أمة إعطينى ثيابى الجدد فأعطيتها فلبستها ، ثم قالت : يا أمة قدمى لى فراشى وسط البيت ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت : يا أمة إنى مقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفنى أحد ، فقبضت مكانها قالت : فجاء على عليه السّلام فأخبرته ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٥ ٣ ) وقال فى أوله : عن أم سلمة ، وقال فى آخره : خرجه أحمد فى المناقب والدولابى ( انتهى ) ورواه ابن الأثير أيضا عن أم سلمى فى أسد الغابة ( ج ٥ ص ٥ ٩٠ ).

١٩٨

باب

في بعث فاطمة عليها السلام يوم

القيامة ومرورها على الصراط

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٢ ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر ، ويبعث صالح على ناقته وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها وتبعث فاطمة أمامى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٩٣ ] ولفظه : يبعث اللّه الأنبياء يوم القيامة على الدواب ، ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافى بالمؤمنين من أصحابه المحشر وتبعث فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام على ناقتين من نوق الجنة وعلىّ ابن أبى طالب عليه السلام على ناقتى وأنا على البراق ، ويبعث بلالا على ناقته فينادى بالأذان ( الحديث ) قال : أخرجه الطبرانى وأبو الشيخ وابن عساكر عن أبى هريرة ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٣ ] روى بسنده عن على عليه السّلام قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا

١٩٩

كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى تمر ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى ( ج ٣ ص ١ ٦ ١ ) وزاد فيه فقال : فتمر وعليها ريطتان خضراوان وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٥ ص ٥ ٢٣ ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ٢١٢ ) مع الزيادة المذكورة وقال : رواه الطبرانى فى الكبير ( انتهى ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٤ ٨ ) وقال : خرجه تمام عن على عليه السّلام.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج ٨ ص ١٤١ ] روى بطريقين عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٤ ٨ ) وقال : خرجه ابن بشران عن عائشة.

[كنز العمال ج ٦ ص ٢١٨ ] ولفظه : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمرّ فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم على الصراط ، فتمر مع سبعين الف جارية من الحور العين كمر البرق ، قال : أخرجه أبو بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب ، ( أقول ) ورواه بطريقين آخرين أيضا عن أبى بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب باختلاف يسير ، وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص ١١٣ ) وقال : أخرج أبو بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إذا كان يوم القيامة ( وذكر الحديث ) كما تقدم ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٤٨ ) وقال : كالبرق اللامع ، ثم قال : خرجه أبو سعد محمد بن على بن عمر النقاش فى فوائد العراقيين.

٢٠٠

باب

إن فاطمة عليها السلام حرّم اللّه ذريتها على النار

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٥٢ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريتها على النار ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ٤ ص ١٨٨ ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٢١٩ ) وقال : أخرجه البزار وأبو يعلى والطبرانى عن ابن مسعود ( انتهى ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٤ ٨ ) وقال : أخرجه أبو تمام فى فوائده عن عبد اللّه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

(كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢١٩ ] ولفظه : إن اللّه تعالى غير معذبك ولا ولدك ، قاله لفاطمة سلام اللّه عليها ، قال : أخرجه الطبرانى عن ابن عباس ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

(كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٢١٩ ] ولفظه : إن فاطمة حصنت فرجها

٢٠١

وإن اللّه أدخلها باحصان فرجها وذريتها الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى عن ابن مسعود.

(أقول ) وقد تقدم أيضا فى باب انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام وفى باب وجه تسميتها بفاطمة حديث إن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ، أو إن اللّه عز وجل قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة ، أو إن اللّه عز وجل فطم ابنتى فاطمة وولدها ومن أحب من النار ( فتذكر ).

٢٠٢

باب

في زفاف فاطمة عليها السلام الى الجنة

[ذخائر العقبى ص ٤٨ ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تحشر ابنتى فاطمة يوم القيامة وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان فتنظر اليها الخلائق فيتعجبون منها ، ثم تكسى حلة من حلل الجنة على الف حلة مكتوب بخط أخضر أدخلوا ابنة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم الجنة على أحسن صورة وأكمل هيبة وأتم كرامة وأوفر حظ ، فتزف إلى الجنة كالعروس حولها سبعون الف جارية.

٢٠٣

باب

إن فاطمة عليها السلام أول من يدخل الجنة

[كنز العمال ج ٦ ص ٢١٩ ] ولفظه : إن أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ومثلها فى هذه الأمة مثل مريم فى بنى إسرائيل ، قال : أخرجه أبو الحسن أحمد بن ميمون فى كتاب فضائل على عليه السلام ، والرافعى عن بدل بن المحبر عن عبد السلام بن عجلان عن أبى يزيد المدنى ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ميزان الاعتدال للذهبى ج ٢ ص ١٣١ ] ذكر حديثا مسندا قد اعترف بصحته عن أبى هريرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أول شخص يدخل الجنة فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : خرجه أبو صالح المؤذن فى مناقب فاطمة سلام اللّه عليها.

٢٠٤

المقصد الرابع

في الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام

وفيه أبواب عديدة :

(أقول ) قد تقدم جملة من الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام فى جملة من أبواب فضائل على عليه السلام ، مثل باب آدم سأل اللّه بحق محمد وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب علىّ وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، وباب آية التطهير نزلت فى النبى وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب باهل النبى بعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام انا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم الى غير ذلك من ابواب كثيرة ، وهذه جملة اخرى من الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام مما ظفرنا عليه على العجالة ، نذكرها في هذا المقصد فنقول :

٢٠٥
٢٠٦

باب

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سمى حسنا وحسينا

ومحسنا باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر

[الأدب المفرد للبخارى ص ١٢٠ ] روى بسنده عن هانى بن هانى عن على عليه السلام قال : لما ولد الحسن سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسن ، فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا قال : بل هو حسين ، فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : إنى سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٦٥ ] روى بسنده عن هانى بن هانى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قال : قلت : سميته حربا ، قال : بل هو حسن ، فلما

٢٠٧

ولدت الحسين جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قال : قلت : سميته حربا ، فقال : بل هو حسين ، ثم ولدت الثالث جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلت : سميته حربا ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : إنما سميتهم باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر فى الصفحة المتقدمة ، وقال أيضا : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ٩٨ ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج ٦ ص ١ ٦٥ وج ٧ ص ٦ ٣ ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٢ ص ١٨ وج ٤ ص ٣٠٨ ) وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ١ ص ١٣٩ ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٢٢١ ) عن جمع من أئمة الحديث وسيأتى فى باب ( النبى عقّ عن الحسن والحسين ) حديث آخر من كنز العمال عن على عليه السلام قال : أما حسن وحسين ومحسن فانما سماهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إلى آخره ).

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١١٥ ] قال : أخرج البغوى وعبد الغنى فى الإيضاح عن سلمان إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا وإنى سميت ابنىّ الحسن والحسين بما سمى به هارون أبنيه.

[ذخائر العقبى ص ١٢٠ ] قال : وعن أسماء بنت عميس قالت : أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها بالحسن عليه السّلام فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يا أسماء هلمى ابنى فدفعته اليه فى خرقة صفراء فألقاها عنه قائلا ألم أعهد اليكن أن لا تلفوا مولودا بخرقة صفراء؟ فلففته بخرقة بيضاء فأخذه وأذن فى أذنه اليمنى وأقام فى اليسرى ، ثم قال لعلى عليه السلام : أى شىء سميت ابنى؟

٢٠٨

قال : ما كنت لأسبقك بذلك ، فقال : ولا أنا أسابق ربى فهبط جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : علىّ منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبى بعدك ، فسم ابنك هذا باسم ولد هارون ، فقال : وما كان اسم ابن هارون يا جبريل؟ قال : شبر فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن لسانى عربى ، فقال : سمه الحسن ففعل صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام فجاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وذكرت ـ يعنى أسماء ـ مثل الأول ، وساقت قصة التسمية مثل الأول وأن جبريل عليه السلام أمره أن يسميه باسم ولد هارون شبيرا ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم مثل الأول فقال : سمه حسينا.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٧٧ ] روى بسنده عن محمد بن عقيل عن على عليه السلام إنه سمى ابنه الأكبر باسم عمه حمزة وسمى حسينا بعمه جعفر ، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا عليه السلام فقال : إنى قد أمرت أن أغير اسم هذين ، فقال : اللّه ورسوله أعلم فسماهما حسنا وحسينا ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ١ ٥ ٩ ).

[مسند أبى داود الطيالسى ج ١ ص ١٩ ] روى بسنده عن هانى بن هانى يحدث عن على عليه السّلام قال : لما ولد الحسن بن على عليهما السلام قلت : سموه حربا وقد كنت أحب أن أكتنى بأبى حرب ، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فدعا به فقال : ما سميتموه؟ قلنا : سميناه حربا ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : بل هو الحسن ، فلما ولد الحسين عليه السّلام سميناه حربا ، فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : ما سميتموه؟

٢٠٩

قلنا : حربا ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هو حسين.

[سنن البيهقى ج ٩ ص ٣٠٤ ] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إنه سمى الحسن عليه السلام يوم سابعه وإنه اشتق من حسن حسينا وذكر أنه لم يكن بينهما إلا الحمل ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٧٢ ).

[أسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ٩ ] فى ترجمة الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام ، قال : قال أبو أحمد العسكرى : سماه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن ، وكناه أبا محمد ولم يكن يعرف هذا الاسم فى الجاهلية ( ثم قال ) وروى عن ابن الأعرابى عن المفضل قال : إن اللّه حجب اسم الحسن والحسين عليهما السلام حتى سمى بهما النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام ، قال : فقلت له : فالذين باليمن قال : ذاك حسن ساكن السين وحسين بفتح الحاء وكسر السين ( أقول ) وروى أيضا فى ( ج ٢ ص ١٨ ) بسنده عن عمران بن سليمان إنه قال : الحسن والحسين من أسماء أهل الجنة لم يكونا فى الجاهلية.

[أسد الغابة لابن الأثير ج ٥ ص ٤٨٣ ] فى ترجمة سوادة بنت مسرح الكندية ، قال : روى عنها عروة بن فيروز إنها قالت : كنت فيمن شهد فاطمة سلام اللّه عليها حين ضربها المخاض فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : كيف هى؟ قلت : إنها لتجهد قال : فاذا وضعت فلا تحدثى شيئا فوضعت الحسن عليه السّلام فسررته ولففته فى خرقة وجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : كيف هى؟ فقلت : قد وضعت إبنا فسررته ولففته فى خرقة صفراء فقال : إئتنى به فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه فى خرقة بيضاء

٢١٠

وتفل فى فيه وسقاه من ريقه ودعا عليا عليه السّلام فقال : ما سميته؟ فقال : جعفرا ، قال : لا ولكنه الحسن وبعده الحسين فأنت أبو الحسن والحسين ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج ٨ ص ١١٧ ) فى ترجمة سوادة ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٧ ص ١٠ ٥ ) و قال : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم وابن عساكر ( انتهى ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ١٧ ٤ ) و قال : رواه الطبرانى باسنادين.

٢١١

باب

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أذن في أذن الحسن

والحسين عليهما السلام حين ولدتهما فاطمة عليها السلام

[صحيح الترمذى ج ١ ص ٢٨٦ ] روى بسنده عن أبى رافع قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى أذن الحسن بن على عليهما السلام حين ولدته فاطمة سلام اللّه عليها أذّن بالصلاة ، ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج ٣٣ ص ٢١ ٤ ) و رواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٦ ص ٩ وص ٣٩١ وص ٣٩٢ ) ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج ٤ ص ١٣٠ ).

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٩ ] روى بسنده عن عبيد اللّه بن أبى رافع عن أبيه ، قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى اذن الحسين عليه السلام حين ولدته فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وقد تقدم فى الباب السابق حديث ذكره الطبرى فى ذخائر العقبى عن أسماء بنت عميس فيه إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى أذنه اليمنى ـ يعنى

٢١٢

الحسن عليه السلام ـ وأقام فى اليسرى ( إلى أن قال ) فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام فجاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وذكرت مثل الأول إلى آخره ( فلا تغفل ).

٢١٣

باب

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عق عن الحسن والحسين

عليهما السلام وأمر بحلق رأسهما والتصدق بزنة شعرهما فضة

[صحيح النسائى ج ٢ ص ١٨٨ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام بكبشين كبشين ، ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج ١٨ ص ٧ ) عن ابن عباس وقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام كبشا كبشا ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج ١٠ ص ١ ٥ ١ ) وقال : كبشا كبشا ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ١ ص ٤٥٦ ) و قال : كبشا وعن الحسين عليه السلام كبشا ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ٧ ص ١١ ٦ ) و قال أيضا : كبشا كبشا.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٣٧ ] روى بسنده عن عائشة قالت : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين عليهما السلام يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما

٢١٤

الأذى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ٩ ص ٢٩٩ ) والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ١ ص ٤٦ ٠ ).

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٣٧ ] روى بسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام عن كل واحد منهما كبشين مثلين متكافئين.

[ذخائر العقبى ص ١١٩ ] قال : روت أسماء بنت عميس قالت : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن وهكذا عن الحسين عليهما السلام يوم سابعه بكبشين أملحين وأعطى القابلة الفخذ وحلق رأسه وتصدق بزنة الشعر ثم طلى رأسه بيده المباركة بالخلوق ، ثم قال : يا أسماء الدم من فعل الجاهلية فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السّلام فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ففعل مثل الأول ( الحديث ).

[مشكل الآثار للطحاوى ج ١ ص ٤٥٦ ] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين عليهما السلام بكبشين.

[كنز العمال ج ٧ ص ١٠٧ ] قال : عن على عليه السلام قال : أما حسن وحسين ومحسن فانما سماهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعق عنهم وحلق رؤوسهم وتصدق بوزنها وأمر بهم فسروا وختنوا ، قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[صحيح الترمذى ج ١ ص ٢٨٦ ] روى بسنده عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن عليه السّلام بشاة وقال : يا فاطمة إحلقى رأسه وتصدقى

٢١٥

بزنة شعره فضة ، قال : فوزناه فكان وزنه درهما أو بعض درهم.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٣٧ ] روى بسنده عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسين عليه السلام بشاة وقال : يا فاطمة إحلقى رأسه وتصدقى بزنة شعره فوزناه فكان وزنه درهما.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٧٩ ] روى بسنده عن على عليه السّلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أمر فاطمة سلام اللّه عليها فقال : زنى شعر الحسين وتصدقى بوزنه فضة وأعطى القابلة رجل العقيقة.

٢١٦

باب

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عوذ الحسن والحسين عليهما السلام

بما عوّذ به إبراهيم عليه السّلام ولديه

[صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب يزفون النسلان فى المشى ، روى بسنده عن ابن عباس قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام ويقول : إن أبا كما كان يعوذ بها إسماعيل واسحاق ( أعوذ بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ).

[صحيح الترمذى ج ١ ص ٦ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام يقول : أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ويقول : هكذا كان إبراهيم عليه السلام يعوذ إسحاق وإسماعيل.

[صحيح ابن ماجة فى أبواب الطب ] فى باب ما عوذ به النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن سعيد بن جبير قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام يقول : أعوذ بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن

٢١٧

كل عين لامة ، ( قال ) وكان أبونا إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ، أو قال : إسماعيل ويعقوب.

[صحيح أبى داود ج ٣٠ ص ١٨٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ، ثم يقول : كان أبوكم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١ ٦ ٧ ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ٢٣ ٦ وص ٢٧٠ ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ٤ ص ٢٩٩ وج ٥ ص ٤٥ ) و الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ٤ ص ٧٢ ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٥ ص ١٩ ٥ ) و قال : أخرجه الطبرانى فى الأوسط وابن النجار.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ٥ ص ٤٤ ] روى بسنده عن عبد اللّه قال : كنا جلوسا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ مرّ به الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان فقال : هات ابنىّ أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق ، فقال : أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل عين لامة ، ومن كل شيطان وهامة.

[كنز العمال ج ٥ ص ١٩٥ ] قال : عن الحارث عن على عليه السلام إن جبريل أتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فوافقه مغتما فقال : يا محمد ما هذا الغم الذى أراه فى وجهك؟ قال : الحسن والحسين أصابتهما عين قال : صدّق بالعين فان العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال : وما هن يا جبريل؟ قال : قل : اللهم يا ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الرحمة الكريم ، وهى الكلمات التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقاما

٢١٨

يلعبان بين يديه ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ فانه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ، ثم ذكر جمعا من أئمة الحديث إنهم قد أخرجوه.

[الهيثمى فى مجمعه ج ١٠ ص ١٨٨ ] قال : وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : عوذة كان إبراهيم عليه السّلام يعوذ بها إسحاق وإسماعيل وأنا أعوذ بها الحسن والحسين ، سمع اللّه داعيا لمن دعا ، ما وراء اللّه مرمى لمن رمى ، قال : رواه البزار ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ١٣ ٤ ) قال : وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عبد الرحمن ألا أعلمك عوذة كان إبراهيم عليه السلام يعوذ بها ابنيه إسماعيل وإسحاق وأنا أعوذ بها إبنى الحسن والحسين ، كفى بسمع اللّه داعيا لمن دعا ، ولا مرمى وراء أمر اللّه لرام رمى ، قال : خرجه المخلص الذهبى.

(ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه الإمام أحمد بن حنبل فى مسنده ( ج ٥ ص ١٣٠ ) بسنده عن زر قال : قلت لأبى : إن أخاك يحكهما من المصحف ـ يعنى المعوذتين ( إلى أن قال ) وليسا فى مصحف ابن مسعود ، كان يرى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين عليهما السلام ولم يسمعه يقرأهما فى شئ من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصرّ على ظنه ، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه.

٢١٩

باب

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جعل لسانه في فم الحسنين

عليهما السلام حتى رويا من العطش

[تهذيب التهذيب لابن حجر ج ٢ ص ٢٩٨ ] قال : قال إسحاق بن أبى حبيبة عن أبى هريرة : أشهد لخرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم صوت الحسن والحسين عليهما السلام وهما يبكيان مع أمهما فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول : ما شأن ابنىّ فقالت : العطش قال : فأخلف(١) رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شنة(٢) يتوضا بها فيها ماء وكان الماء يومئذ أغدارا(٣) والناس يريدون الماء فنادى هل أحد منكم معه ماء؟ فلم يجد أحد منهم قطرة فقال : ناولينى أحدهما فناولته إياه من تحت الخدر فأخذه فضمه إلى صدره وهو يضغو(٤)

____________________

١ ـ أخلف : يقال : أخلف الرجل لأهله أى استقى لهم ماء.

٢ ـ الشنة : السقاء الخلق وهو أشد تبريدا من الجديد.

٣ ـ أغدارا : أى عزيز الوجود.

٤ ـ يضغو : بالضاد والعين المعجمتين أى يصيح.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450