فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة13%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 450

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 450 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165392 / تحميل: 6347
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

عليهما السلام ، قال : قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورأسه فى حجر على عليه السلام ( وروى أيضا ) فى الصفحة المذكورة عن الشعبى قال : توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورأسه فى حجر على عليه السلام ، وغسّله على عليه السّلام والفضل محتضنه وأسامة يناول الفضل الماء.

[كنز العمال ج ٤ ص ٥٥ ] قال : عن على عليه السلام قال : دخلت على نبى اللّه وهو مريض فاذا رأسه فى حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم نائم ، فلما دخلت عليه قلت : أدنو فقال الرجل : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به منى ، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجرى كما كان فى حجر الرجل ، فمكشت ساعة ثم إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم استيقظ فقال : أين الرجل الذى كان رأسى فى حجره؟ فقلت : لما دخلت عليك دعانى ثم قال : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به منى ، ثم قام فجلست مكانه قال : فهل تدرى من الرجل؟ قلت : لا بأبى أنت وأمى قال : ذاك جبريل كان يحدثنى حتى خف عنى وجعى ونمت ورأسى فى حجره ( قال ) أخرجه أبو عمرو الزاهد فى فوائده ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص ٩ ٤ ) و فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢١٩ ) وقال : أخرجه أبو عمر ومحمد اللغوى ثم ذكر حديثا يناسب ذكره فى هذا المقام ، قال : وعن ابن عباس ـ وقد ذكر عنده على عليه السلام ـ قال : إنكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطء جبريل فوق بيته ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب.

[الأدب المفرد للبخارى ] فى باب حسن الملكة ، روى بسنده عن نعيم بن يزيد عن على بن أبى طالب عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لما ثقل قال : يا علىّ إئتنى بطبق أكتب فيه ما لا

٤١

تضل أمتى فخشيت أن يسبقنى فقلت : إنى لأحفظ من ذراعى الصحيفة ، وكان رأسه بين ذراعى وعضدى يوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم وقال كذلك حتى فاضت نفسه وأمره بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله من شهد بهما حرّم على النار.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ٣٦ ] قال : وعن ابن عباس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل على عليه السلام فلما رآه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم رفع رأسه ثم قال : أدن منى أدن منى فأسنده اليه فلم يزل عنده حتى توفى ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

٤٢

باب

إن نفس النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم سالت

في يد علي عليه السّلام فمسح بها وجهه

[مجمع الهيتمى ج ٩ ص ١١٢ ] قال : وعن جميع بن عمير إن أمه وخالته دخلتا على عائشة ( فساق الحديث إلى أن قال ) قالتا : فأخبرينا عن علىّ قالت : عن أى شىء تسألن؟ عن رجل وضع من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم موضعا فسالت نفسه فى يده فمسح بها وجهه ، واختلفوا فى دفنه فقال : إن أحب البقاع إلى اللّه مكان قبض فيه نبيه ، قالتا : فلم خرجت عليه؟ قالت : أمر قضى ووددت أن أفديه ما على الأرض من شىء ( قال ) رواه أبو يعلى.

٤٣

باب

إن عليا عليه السّلام أقرب الناس عهدا

برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٣٨ ] روى بسنده عن أبى موسى عن أم سلمة قالت : والذى أحلف به إن كان على عليه السلام لأقرب الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، عدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غداة وهو يقول : جاء علىّ جاء علىّ مرارا فقالت فاطمة (ع) : كأنك بعثته فى حاجة قالت : فجاء بعد قالت أم سلمة : فظننت أن له اليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب فأكبّ عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من يومه ذلك ، فكان على عليه السّلام أقرب الناس عهدا ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( أقول ) ورواه النسائى أيضا صاحب الصحيح المعروف فى خصائصه ( ص ٤ ٠ ) وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٦ ص ٣٠٠ ) وقالا : فأكب عليه على عليه السلام وجعل يساره ويناجيه ( الخ ) ورواه النسائى قبل هذا بطريق آخر أيضا مختصرا ، ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

٤٤

[الإصابة لابن حجر العسقلانى القسم ١ ج ٨ ص ١٨٣ ] فى ترجمة ليلى الغفارية ، قال : وأخرج ابن مندة من رواية على بن هاشم بن البريد حدثتنى ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأداوى الجرحى ، وأقوم على المرضى ، فلما خرج على عليه السلام إلى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فضيلة فى على ( عليه السلام )؟ قالت : نعم دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو معى وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يا عائشة دعى لى أخى فانه أول الناس إسلاما ، وآخر الناس بى عهدا ، وأول الناس لى لقيا يوم القيامة.

[كنز العمال ج ٣ ص ١٥٥ ] قال : عن زافر عن رجل عن الحارث ابن محمد عن أبى الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا عليه السّلام يقول : بايع الناس لأبى بكر وأنا واللّه أولى بالأمر منه وأحق ( إلى أن قال ) أفيكم أحد تولى غمض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غيرى؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أفيكم أحد آخر عهده برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين وضعه فى حفرته؟ قالوا : اللهم لا ( قال ) أخرجه العقيلى.

٤٥

باب

إن عليا عليه السّلام غسل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وكفنه ودفنه

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٢٦٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما اجتمع القوم لغسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وليس فى البيت إلا أهله عمه العباس بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب عليه السّلام والفضل بن عباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد بن حارثة وصالح مولاه فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولى الأنصارى ثم أحد بنى عوف بن الخزرج ـ وكان بدريا ـ على بن أبى طالب عليه السلام فقال له : يا علىّ نشدتك اللّه وحظنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فقال له على عليه السلام : أدخل فدخل فحضر غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولم يل من غسله شيئا قال : فأسنده على عليه السّلام إلى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع على بن أبى طالب عليه السّلام وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء وجعل على عليه السلام يغسله ولم ير من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم شيئا مما يراه من الميت وهو يقول : بأبى أنت وأمى ما أطيبك حيا وميتا حتى إذا فرغوا من غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ وكان يغسل بالماء

٤٦

والسدر ـ جففوه ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج فى ثلاثة أثواب ثوبين أبيضين وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين فقال : ليذهب أحدكما إلى أبى عبيدة بن الجراح ـ وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة ـ وليذهب الآخر إلى أبى طلحة بن سهل الأنصارى ـ وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة ـ قال : ثم قال العباس لهما حين سرّحهما : اللهم خر لرسولك قال : فذهبا فلم يجد صاحب أبى عبيدة أبا عبيدة ووجد صاحب أبى طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب ما جاء فى غسل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن سعيد بن المسيب مختصرا ، ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ٣ ص ٣٨٨ ) بطريقين عن سعيد بن المسيب.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ٤ ص ٧٣ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه وابن عباس قالا : لما نزلت إذا جاء نصر اللّه والفتح إلى آخر السورة ( وساق الحديث ) إلى أن قال : فقال على عليه السلام : يا رسول اللّه إذا أنت قبضت فمن يغسلك؟ ومن يصلى عليك؟ ومن يدخلك القبر؟ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ أما الغسل فاغسلنى أنت وابن عباس يصب علىّ الماء وجبريل ثالثكما فاذا أنتم فرغتم من غسلى فكفنونى فى ثلاثة أبواب جدد وجبريل عليه السلام يأتينى بحنوط من الجنة ، فاذا أنتم وضعتمونى على السرير فضعونى فى المسجد واخرجوا عنى ، فان أول من يصلى عليّ الرب عز وجلّ من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا ، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا لا يتقدم على ، أحد ( إلى أن قال ) فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فغسله على بن أبى طالب عليه السلام وابن عباس يصب عليه الماء وجبريل عليه السلام معهما وكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على السرير ثم أدخلوه المسجد ووضعوه فى المسجد

٤٧

وخرج الناس عنه فأول من صلى عليه الرب من فوق عرشه وتقدس ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا ، قال على عليه السلام : ولقد سمعنا فى المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف وهو يقول : أدخلوا رحمكم اللّه فصلوا على نبيكم ، فدخلنا فقمنا صفوفا كما أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فكبرنا بتكبير جبريل وصلينا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بصلاة جبريل ما تقدم منا أحد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ودخل القبر على بن أبى طالب عليه السلام ( الحديث ).

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ٣٦ ] قال : وعن ابن عباس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل على عليه السلام فلما رآه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم رفع رأسه ثم قال : أدن منى أدن منى فأسنده اليه فلم يزل عنده حتى توفّى فلما قضى قام على عليه السلام وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل على عليه السلام يقول : بأبى أنت وأمى طبت حيا وطبت ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها فقال : إيها دع حنينا كحنين المرأة واقبلوا على صاحبكم ، قال على عليه السّلام : أدخلوا عليّ الفضل بن العباس فقالت الأنصار : نشدناكم باللّه ونصيبنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأدخلوا رجلا منهم يقال له أوس ابن حول يحمل جرة باحدى يديه فسمعوا صوتا فى البيت لا تجردوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم واغسلوه كما هو فى قميصه ، فغسله على ( عليه السلام ) يدخل يده من تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والأنصارى ينقل الماء وعلى يد على عليه السلام خرقة يدخل يده تحت القميص ( قال ) رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٢ القسم ٢ ص ٦ ٢ ) عن عبد اللّه بن الحارث باختلاف يسير ، ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ٣ ص ٣٨٨ ) عن عبد اللّه بن الحارث مختصرا.

٤٨

[الثعلبى فى قصص الأنبياء ص ٥٩ ] قال : قال ابن عباس : قال علىّ ابن أبى طالب عليه السلام : لما وضعته صلى اللّه عليه وآله وسلم على المغتسل إذا بهاتف يهتف من زاوية البيت : يا علىّ لا تغسل محمدا صلى اللّه عليه وآله وسلم فانه طاهر مطهر قال : فوقع فى قلبى من ذلك شىء وقلت : ويلك من أنت فان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمرنا بهذا وهذه سنته ، وإذا بهاتف آخر يهتف بأعلى صوته غسله يا علىّ فان الهاتف الأول كان الشيطان حسد محمدا صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يدخل قبره مغسلا قال على عليه السلام : جزاك اللّه خيرا قد أخبرتنى إن ذلك إبليس فمن أنت؟ قال : أنا الخضر حضرت جنازة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١١ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلى عليه السلام أربع خصال ليست لأحد هو أول عربى وأعجمى صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو الذى كان لولؤه معه فى كل زحف والذى صبر معه يوم المهراس ١ وهو الذى غسله وأدخله قبره ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٤٥ ٧ ) وقال فيه : وهو الذى صبر معه يوم فرّ عنه غيره ( الخ ).

( طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٥ ٠ ) روى بسنده عن جابر ابن عبد اللّه الأنصارى إن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال : ونحن جلوس عند عمر ما كان آخر ما تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ فقال عمر : سل عليا عليه السلام قال : أين هو؟ قال : هو هاهنا فسأله فقال : على عليه السلام : أسندته إلى صدرى فوضع رأسه على منكبى فقال : الصلاة الصلاة فقال كعب : كذلك آخر عهد

_________________

١ ـ فسر يوم المهراس فى الهامش بيوم أحد.

٤٩

الأنبياء وبه امروا وعليه يبعثون قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال : سل عليا ، قال : فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان العباس جالسا وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء.

[طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٥١ ] روى بسنده عن أبى غطفان قال : سألت ابن عباس أرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم توفى ورأسه فى حجر أحد؟ قال : توفى وهو لمستند إلى صدر على عليه السلام قلت : فان عروة حدثنى عن عائشة إنها قالت توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بين سحرى ونحرى ، فقال ابن عباس : أتعقل؟ واللّه لتوفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإنه لمستند إلى صدر على عليه السلام وهو الذى غسله وأخى الفضل بن عباس وأبى أبى أن يحضر وقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يأمرنا أن نستتر فكان عند الستر.

[الطبقات أيضا ج ٢ القسم ٢ ص ٦١ ] روى بسنده عن يزيد بن بلال قال : قال على عليه السلام : أوصى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ألاّ يغسله أحد غيرى ، فانه لا يرى أحد عورتى إلا طمست عيناه ، قال على عليه السلام : فكان الفضل وأسامة يناولانى الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين ، قال على عليه السلام : فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معى ثلاثون رجلا ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج ٩ ص ٣ ٦ ) باختصار وقال : رواه البزاز ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٤ ص ٥٤ ) باختصار وقال : أخرجه البزاز والعقيلى وابن الجوزى.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٨ ] قال : عن حسين بن على عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : أوصى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا عليه السّلام أن يغسله فقال على عليه

٥٠

السّلام : يا رسول اللّه أخشى أن لا أطبق ذلك قال : إنك ستعان عليه قال : فقال على عليه السّلام : فو اللّه ما أردت أن أقلب من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عضوا إلا قلب لى ( قال ) خرجه ابن الحضرمى ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٤ ص ٥٤ ) و قال : عن على بن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام ، وقال : أخرجه ابن عساكر.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٧٩ ] قال : قال ابن اسحاق : لما غسل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على عليه السلام أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من وراثه ولا يفضى بيده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ويقول : بأبى أنت وأمى ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم شىء يرى من الميت ، وكان العباس والفضل وقثم يساعدون عليا عليه السلام فى تقليب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وكان أسامة ابن زيد وشقران يصبان الماء عليه.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٥ ] و لفظه : يا عليّ أنت تغسل جثتى وتؤدى دينى وتوارينى فى حفرتى وتفى بذمتى وأنت صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الديلمى عن أبى سعيد ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص ١٨٨ ) باختصار وقال : أخرجه الديلمى.

[كنز العمال ج ٦ ص ٣٩٣ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون لى واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلى عليه السلام قائم على الباب ، فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يخرج اليكم ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على على بن أبى طالب عليه السلام ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم

٥١

تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام اللّه ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية ، وأنت عاضدى وغاسلى ودافنى ، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ( الحديث ).

[كنوز الحقائق للمناوى ص ١٧٩ ] ولفظه : لا يحل لمسلم أن يرى مجردى أو عورتى إلا علىّ قال : أخرجه الديلمى ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

٥٢

باب

إن عليا عليه السّلام أدخل الناس رسلا رسلا فيصلون

على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم صفا صفا

( طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٧٠ ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عليه السلام عن أبيه عن جده عن علىّ عليه السلام قال : لما وضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على للسرير قال على عليه السلام : لا يقوم عليه أحد لعله يؤم ، هو إمامكم حيا وميتا فكان يدخل الناس رسلا رسلا(١) فيصلون عليه صفا صفا ليس لهم إمام ويكبرون وعلى عليه السلام قائم بحيال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : السلام عليك أيها النبى ورحمة اللّه وبركاته ، اللهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل اليه ، ونصح لأمته ، وجاهد فى سبيل اللّه حتى أعز اللّه دينه ، وتمت كلمته ، اللهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل اللّه اليه وثبتنا بعده ، واجمع بيننا وبينه فيقول الناس : آمين آمين حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان.

___________________

١ ـ الرسل : بكسر الراء وسكون السين المهمة ثم اللام : أى جماعة جماعة.

٥٣

باب

في تعزية الملائكة أهل البيت عليهم السلام

بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ٥٧ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : لما توفىّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عزّتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص ، فقالت : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، إن فى اللّه عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل فائت فباللّه فثقوا وإياه فارجوا ، فانما المحروم من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج ٢ ص ١٢٩ ) وقال : أخرجه البيهقى فى الدلائل.

٥٤

باب

في تعزية الخضر أهل البيت عليهم السلام

ولم يعرفه إلا علي عليه السّلام

[السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى :( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) فى أواخر سورة آل عمران ، قال : أخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : لما توفىّ النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) إن فى اللّه عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب ، فقال على عليه السلام : هذا الخضر.

[طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ٢ ص ٤٨ ] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن أبيه ( عليهم السلام ) قال : لما بقى من أجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثلاث نزل جبريل فقال : يا أحمد ( وساق الحديث إلى أن قال ) فقال جبريل : يا أحمد إن اللّه قد اشتاق اليك قال : فامض يا ملك الموت لما أمرت به ، قال جبريل : السلام

٥٥

عليك يا رسول اللّه ، هذا آخر مواطىء الأرض ، إنما كنت حاجتى من الدنيا ، فتوفىّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون الشخص : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) إن فى اللّه عزاء عن كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فارجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ، ثم رواه بطريق آخر قال فى آخره : فقال على عليه السلام : أتدرون من هذا؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخضر ، وقد تقدم هذا الحديث بتمامه فى فضائل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى باب ملك الموت يستأذن على النبى ( فى ج ١ ص ١ ٥ ٧ ) فراجع ، وقد ذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج ٢ ص ١٢٧ وص ١٢٨ ) بطرق عديدة وأكثرها مشتمل على التعزية دون الصدر ، وقال فى آخره : قال جعفر عليه السّلام : أخبرنى أبى إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : تدرون من هذا؟ هذا الخضر ، وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج ٥ ص ٥ ٠٣ ) فى المتن قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليهما السلام ) إن رجلا من قريش دخل على أبيه على بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال : ألا أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال : بلى حدثنا عن أبى القاسم صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لما مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( وذكر الحديث كما تقدم ) باختلاف يسير ، وقال فى آخره : فقال على عليه السلام : أتدرون من هذا؟ هو الخضر عليه السّلام ، قال : رواه البيهقى فى دلائل النبوة.

٥٦

باب

إن عليا عليه السّلام قاضي دين النبي صلى اللّه عليه وآله

وسلم ومنجز عدته

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١١١ ] روى بسنده عن على عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ ) قال : جمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال : فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى؟ فقال رجل : يا رسول اللّه أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال : ثم قال الآخر ، فمرض ذلك على أهل بيته فقال على عليه السّلام : أنا ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩ ٦ ) و قال : أخرجه أحمد وابن جرير وصححه والطحاوى والضياء المقدسى.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٨ ] قال : لما نزل قوله :( وأنذر عشيرتك الأقربين ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رجالا من أهله إن كان الرجل منهم لأكلا جذعة(١) وإن كان شاربا فرقا(٢) فقدم

__________________

١ ـ الجذعة : من البهائم صغيرها.

٢ ـ الفرق : بضم الفاء وسكون الراء ثم القاف : إناء يكتال به.

٥٧

اليهم رجلا فأكلوا حتى شبعوا فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى؟ فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال على عليه السلام : أنا ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تقضى دينى وتنجز مواعيدى ، قال : خرجه أحمد فى المناقب.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١٠ ص ٢١١ ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أعطيت فى علىّ خمسا أما إحداها فيوارى عورتى ، والثانية يقضى دينى ، والثالثة إنه متكئى فى طول الموقف ، والرابعة فانه عونى على حوضى ، والخامسة فانى لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان.

[طبقات ابن سعد ج ٢ القسم ص ٨٩ ] روى بسنده عن عبد الواحد ابن أبى عون إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لما توفىّ أمر على عليه السّلام صائحا يصيح من كان له عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عدة أو دين فليأتنى ، فكان يبعث كل عام عند العقبة يوم النحر من يصيح بذلك حتى توفىّ على عليه السلام ، ثم كان الحسن بن على عليهما السلام يفعل ذلك حتى توفىّ ، ثم كان الحسين عليه السلام يفعل ذلك وانقطع ذلك بعده سلام اللّه عليهم ، قال : قال ابن أبى عون : فلا يأتى أحد من خلق اللّه إلى على عليه السلام بحق أو باطل إلا أعطاه.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٣ ] قال : حدثنا شريك عن أبى اسحاق عن الحارث عن على عليه السلام سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : فى علىّ خمس خصال لم يعطها نبى فى أحد قبلى ، أما خصلة فانه يقضى دينى ويوارى عورتى ، وأما الثانية فانه الذائد عن حوضى ، وأما الثالثة فانه مشكاة لى فى طريق الحشر يوم القيامة ، وأما الرابعة فان لوائى معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد ، وأما

٥٨

الخامسة فانى لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه العقيلى.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ١٥٥ ] و لفظه : يا علىّ أنت تغسل جثتى وتؤدى دينى ، وتوارينى فى حفرتى ، وتفى بذمتى ، وأنت صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الديلمى عن أبى سعيد ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ١٥٥ ] و لفظه : لا يقضى دينى غيرى أو علىّ ، قال : أخرجه الطبرانى عن حبشى بن جنادة ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وذكر أيضا فى الصفحة المذكورة ما لفظه : على بن أبى طالب ينجز عدتى ويقضى دينى ، قال : أخرجه ابن مردويه والديلمى عن سلمان ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ وذكر أيضا قبل هذا فى ( ص ١ ٥ ٣ ) ما لفظه : علىّ يقضى دينى ، قال : أخرجه البزار عن أنس ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١١٣ ] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال : دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم العباس بن عبد المطلب فقال : إضمن عنى دينى ومواعيدى ، قال : لا أطيق ذلك ، فوقع به ابنه عبد اللّه بن عباس فقال : فعل اللّه بك من شيخ ، يدعوك رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لتقضى عنه دينه ومواعيده ، فقال : دعنى عنك فان ابن أخى يبارى الريح فدعا على بن أبى طالب عليه السلام فقال : إضمن عنى دينى ومواعيدى ، فقال : نعم هى علىّ فضمنها عنه ( الحديث ) قال : رواه البزار.

[أيضا ج ٩ ص ١١٣ ] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبى وصيا فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآنى فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك قال : تعلم من وصىّ

٥٩

موسى؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لم؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ ، قال : فان وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدى وينجز عدتى ويقضى دينى علىّ ابن أبى طالب ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج ٤ ص ٣ ٥ ٩ ) فى الشرح وقال : أخرجه البزار.

[أيضا ج ٩ ص ١٢١ ] قال : وعن ابن عمر قال : بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى ظل بالمدينة ونحن نطلب عليا عليه السّلام إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا إلى على عليه السلام وهو نائم فى الأرض وقد اغبر ( إلى أن قال ) فقال ـ أى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ : ألا أرضيك يا علىّ؟ قال : بلى يا رسول اللّه قال : أنت أخى ووزيرى تقضى دينى وتنجز موعدى وتبرىء ذمتى ، فمن أحبك فى حياة منى فقد قضى نحبه ، ومن أحبك فى حياة منك بعدى ختم اللّه له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع ، ومن مات وهو يبغضك يا على مات ميتة جاهلية ويحاسبه اللّه بما عمل فى الإسلام ، قال : رواه الطبرانى.

[أيضا ج ٩ ص ١٣٨ ] قال : وعن أبى رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام قبل موته : تبرىء ذمتى وتقبل على سنتى ، قال : رواه البزار.

[خصائص النسائى ] صاحب الصحيح المعروف ( ص ٤ ) روى بسنده عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبى يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد على عليه السلام فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنى وليكم قالوا : صدقت يا رسول اللّه ، ثم أخذ بيد على عليه السلام فرفعها فقال : هذا وليى ويؤدى عنى دينى ، وأنا موالى من والاه ومعادى من عاداه.

[كنوز الحقائق ص ٩٢ ] ذكر حديثين ، أحدهما علىّ يقضى دينى وثانيهما علىّ ينجز عداتى ويقضى دينى ، وفى كل منهما قال : أخرجه الديلمى.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

المقصد الخامس عشر

في الجهنيين

من أنصار الحسينعليه‌السلام

مجمع بن زياد بن عمرو الجهني

كان مجمع بن زياد في منازل جهينة حول المدينة ، فلمّا مرّ الحسينعليه‌السلام بهم تبعه فيمن تبعه من الأعراب ، ولمّا انفضّوا من حوله أقام معه وقتل بين يديه في كربلا كما ذكره صاحب الحدائق(1) وغيره.

عبّاد بن المهاجر بن أبي المهاجر الجهني

كان عبّاد أيضا فيمن تبع الحسينعليه‌السلام من مياه جهينة. قال صاحب الحدائق الورديّة : وقتل معه في الطفرضي‌الله‌عنه (2) .

عقبة بن الصلت الجهني

كان عقبة ممّن تبع الحسينعليه‌السلام من منازل جهينة ، ولازمه ولم ينفض فيمن

__________________

(1) الحدائق الورديّة : 122.

(2) الحدائق الورديّة : 122.

٢٠١

انفضّ. قال صاحب الحدائق : وقتل معه في الطف(1) .

__________________

(1) الحدائق الورديّة : 122.

٢٠٢

المقصد السادس عشر

في التميميين

من أنصار الحسينعليه‌السلام

الحر بن يزيد الرياحي

هو الحرّ بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتّاب [ الردف ](1) بن هرميّ بن رياح ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، التميمي اليربوعي الرياحي.

كان الحرّ شريفا في قومه جاهليّة وإسلاما ، فإنّ جدّه عتّابا كان رديف النعمان ، وولد عتاب قيسا وقعنبا ومات ، فردف قيس للنعمان ونازعه الشيبانيون ، فقامت بسبب ذلك حرب يوم الطخفة ، والحرّ هو ابن عمّ الأخوص الصحابي الشاعر ، وهو زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب. وكان الحرّ في الكوفة رئيسا ندبه ابن زياد لمعارضة الحسينعليه‌السلام ، فخرج في ألف فارس.

روى الشيخ ابن نما : أنّ الحر لمّا أخرجه ابن زياد إلى الحسين وخرج من القصر نودي من خلفه أبشر يا حرّ بالجنّة. قال فالتفت فلم ير أحدا ، فقال في نفسه : والله ما

__________________

(1) في جمهرة أنساب العرب 227 : عتّاب الردف ، وأورده ابن الكلبي في جمهرة النسب : 1 / 307.

٢٠٣

هذه بشارة وأنا أسير إلى حرب الحسين ، وما كان يحدّث نفسه في الجنّة ، فلمّا صار مع الحسين قصّ عليه الخبر ، فقال له الحسين : « لقد أصبت أجرا وخيرا »(1)

وروى أبو مخنف عن عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديين قالا : كنا نساير الحسين فنزل شراف ، وأمر فتيانه باستقاء الماء والإكثار منه ، ثمّ ساروا صباحا ، فرسموا صدر يومهم حتّى انتصف النهار ، فكبّر رجل منهم ؛ فقال الحسين : « الله أكبر لم كبّرت »؟ قال : رأيت النخل. قالا : فقلنا : إنّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قط. قال : « فما تريانه رأى »؟ قلنا : رأى هوادي الخيل. فقال : « وأنا والله أرى ذلك » ؛ ثمّ قال الحسين : « أما لنا ملجأ نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد »؟ قلنا : بلى ، هذا ذو حسم عن يسارك تميل إليه ، فإن سبقت القوم فهو كما تريد. فأخذ ذات اليسار ؛ فما كان بأسرع من أن طلعت هوادي الخيل ؛ فتبيّناها فعدلنا عنهم ، فعدلوا معنا كأنّ أسنّتهم اليعاسيب ، وكأن راياتهم أجنحة الطير ، فسبقناهم إلى ذي حسم ، فضربت أبنية الحسينعليه‌السلام ، وجاء القوم فإذا الحرّ في ألف فارس فوقف مقابل الحسين في حرّ الظهيرة ، والحسين وأصحابه معتمون متقلّدون أسيافهم ، فقال الحسين لفتيانه : « اسقوا القوم ورشّفوا الخيل » فلمّا سقوهم ورشّفوا خيولهم ، حضرت الصلاة ، فأمر الحسين الحجّاج بن مسروق الجعفي ، وكان معه ، أن يؤذّن ، فأذّن ، وحضرت الإقامة فخرج الحسين في إزار ورداء ونعلين ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : « أيّها الناس إنّها معذرة إلى الله وإليكم ، إنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم » إلى آخر ما قال ، فسكتوا عنه ، فقال للمؤذّن : « أقم » فأقام ، فقال الحسين للحرّ : « أتريد أن تصلّي بأصحابك »؟ قال : لا بل بصلاتك ، فصلّى بهم الحسين ، ثمّ دخل مضربه واجتمع إليه أصحابه ودخل الحرّ خيمة نصبت له واجتمع عليه أصحابه ، ثمّ عادوا

__________________

(1) مثير الأحزان : 59 ـ 60 بتفاوت.

٢٠٤

إلى مصافّهم فأخذ كلّ بعنان دابّته وجلس في ظلّها ، فلمّا كان وقت العصر أمر الحسين بالتهيؤ للرحيل ، ونادى بالعصر ، فصلّى بالقوم ثمّ انفتل من صلاته وأقبل بوجهه على القوم فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : « أيّها الناس إنّكم إن تتقوا » إلى آخر ما قال. فقال الحرّ : إنّا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر ، فقال الحسين : « يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليّ » ، فأخرج خرجين مملوين صحفا فنشرها بين أيديهم ، فقال الحر : فإنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألاّ نفارقك حتّى نقدمك على عبيد الله ، فقال [ له ] الحسين : « الموت أدنى إليك من ذلك » ، ثمّ قال لأصحابه : « اركبوا » ، فركبوا وانتظروا حتّى ركبت النساء ، فقال : « انصرفوا » ، فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف ، فقال الحسين للحرّ : « ثكلتك أمّك! ما تريد »؟ قال : أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل هذه الحالة التي أنت عليها ما تركت ذكر أمّه بالثكل أن أقوله كائنا من كان ، ولكن والله مالي إلى ذكر أمّك من سبيل إلاّ بأحسن ما يقدر عليه ، فقال الحسين : « فما تريد »؟ قال : أريد أن أنطلق بك إلى عبيد الله ، فقال : « إذن لا أتّبعك » ، قال الحرّ : إذن لا أدعك ، فترادّا القول ثلاث مرّات ، ثمّ قال الحر : إنّي لم أؤمر بقتالك ، وإنّما أمرت ألاّ أفارقك حتّى أقدمك الكوفة ، فإن أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ، ولا تردّك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفا حتّى أكتب إلى ابن زياد ، وتكتب إلى يزيد إن شئت أو إلى ابن زياد إن شئت ، فلعلّ الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلى بشيء من أمرك ، قال : فتياسر عن طريق العذيب والقادسية ، وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا ، وسار والحر يسايره ، حتّى إذا كان بالبيضة خطب أصحابه بما تقدّم فأجابوه بما ذكر في تراجمهم ، ثمّ ركب فسايره الحرّ وقال له : اذكّرك الله يا أبا عبد الله في نفسك فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ، ولئن قوتلت لتهلكنّ فيما أرى ، فقال له الحسين : « أفبالموت تخوّفني!؟ وهل يعدو بكم

٢٠٥

الخطب أن تقتلوني!؟ ما أدري ما أقول لك! ولكني أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه حين لقيه وهو يريد نصرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له أين تذهب؟ فإنّك مقتول ؛ فقال :

سأمضي فما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقّا وجاهد مسلما

وآسى الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مثبورا وباعد مجرما

فإن عشت لم أندم وإن متّ لم ألم

كفى بك عارا أن تلام وتندما

فلمّا سمع ذلك الحر تنحّى عنه ، حتّى انتهوا إلى عذيب الهجانات(1) فإذا هم بأربعة نفر يجنبون فرسا لنافع بن هلال ويدلّهم الطرماح بن عدي ، فأتوا إلى الحسين وسلّموا عليه ، فأقبل الحرّ وقال : إنّ هؤلاء النفر الذين جاءوا من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك وأنا حابسهم أو رادّهم. فقال الحسين : « لأمنعنّهم ممّا أمنع منه نفسي ، إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني ، وقد كنت أعطيتني ألاّ تعرض لي بشيء حتّى يأتيك جواب عبيد الله » ، فقال : أجل ، لكن لم يأتوا معك ، قال : « هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي ، فإن تمّمت عليّ ما كان بيني وبينك وإلاّ ناجزتك » ، قال : فكفّ عنهم الحرّ(2) ، ثمّ ارتحل الحسين من قصر بني مقاتل فأخذ يتياسر والحرّ يردّه فإذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة ، فوقفوا ينتظرونه جميعا ؛ فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ وترك الحسين فإذا هو مالك بن النسر(3) البدي من كندة ، فدفع إلى الحرّ كتابا من عبيد الله فإذا فيه : أمّا بعد فجعجع بالحسينعليه‌السلام حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله إلاّ بالعراء في غير

__________________

(1) موضع في العراق قرب القادسيّة. راجع معجم البلدان : 2 / 92.

(2) راجع تاريخ الطبري : 3 / 307 ، والإرشاد : 2 / 80.

(3) في تاريخ الطبري : النسير.

٢٠٦

حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام.

فلمّا قرأ الكتاب جاء به إلى الحسين ومعه الرسول ، فقال : هذا كتاب الأمير يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه ، وهذا رسوله قد أمره أن لا يفارقني حتّى أنفذ رأيه وأمره. وأخذهم بالنزول في ذلك المكان ، فقال له : « دعنا ننزل في هذه القرية أو هذه أو هذه » يعني نينوى والغاضريّة وشفية. فقال : لا والله لا أستطيع ذلك ، هذا الرجل بعث إليّ عينا ، فنزلوا هناك(1) .

قال أبو مخنف : لمّا اجتمعت الجيوش بكربلاء لقتال الحسين جعل عمر بن سعد على ربع المدينة عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي ، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ، وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث ، وعلى ربع تميم وهمدان الحرّ بن يزيد ، وعلى الميمنة عمرو بن الحجّاج ، وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن ، وعلى الخيل عزرة بن قيس ، وعلى الرجّالة شبث بن ربعي ، وأعطى الراية مولاه دريدا(2) . فشهد هؤلاء كلّهم قتال الحسين إلاّ الحرّ فإنّه عدل إليه وقتل معه.

قال أبو مخنف : ثمّ إنّ الحرّ ـ لما زحف عمر بن سعد بالجيوش ـ قال له : أصلحك الله! أمقاتل أنت هذا الرجل؟ فقال : إي والله قتالا أيسره أن تسقط الرءوس وتطيح الأيدي. قال : أفما لك(3) في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضا؟ فقال : أما والله لو كان الأمر إليّ لفعلت ، ولكن أميرك قد أبى ، فأقبل الحرّ حتّى وقف من الناس

__________________

(1) راجع تاريخ الطبري : 3 / 309.

(2) تاريخ الطبري : 3 / 317 ، وفيه : ذويدا.

(3) في المصدر : أفما لكم.

٢٠٧

موقفا ، ومعه قرّة بن قيس الرياحي ، فقال : يا قرّة هل سقيت فرسك اليوم؟ قال : لا. قال : أما تريد أن تسقيه؟ قال : فظننت والله أنّه يريد أن يتنحّى فلا يشهد القتال ، وكره أن أراه حين يصنع ذلك ، فيخاف أن أرفعه عليه ، فقلت : أنا منطلق فساقيه. قال فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه ، فو الله لو أطلعني على الذي يريد لخرجت معه ، قال فأخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا ، فقال له المهاجر بن أوس الرياحي : ما تريد يا ابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فسكت وأخذه مثل العرواء ، فقال له : يا ابن يزيد ، إنّ أمرك لمريب ، وما رأيت منك في موقف قطّ مثل شيء أراه الآن ، ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة رجلا ما عدوتك ، فما هذا الذي أرى منك! قال : إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنار ، وو الله لا أختار على الجنّة شيئا ولو قطّعت وحرّقت ، ثمّ ضرب فرسه ولحق بالحسين ، فلمّا دنا منهم قلب ترسه ، فقالوا مستأمن ، حتّى إذا عرفوه سلّم على الحسين وقال : جعلني الله فداك يا ابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع ، وسايرتك في الطريق ، وجعجعت بك في هذا المكان ، والله الذي لا إله إلاّ هو ما ظننت أنّ القوم يردّون عليك ما عرضت عليهم أبدا ، ولا يبلغون منك هذه المنزلة ، فقلت في نفسي لا أبالي أن أصانع(1) القوم في بعض أمرهم ، ولا يظنون(2) أني خرجت من طاعتهم. وأمّا هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم ، وو الله إنّي لو ظننتهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك ، وإنّي قد جئتك تائبا ممّا كان منّي إلى ربي ، ومواسيا لك بنفسي حتّى أموت بين يديك ، أفترى لي توبة؟ قال : « نعم ، يتوب الله عليك ، ويغفر لك ، فانزل » قال : أنا لك فارسا خير منّي راجلا ، أقاتلهم على فرسي ساعة ، وإلى النزول ما يصير آخر أمري. قال : « فاصنع

__________________

(1) في المصدر : أطيع.

(2) في المصدر : ولا يرون.

٢٠٨

ما بدا لك » ، فاستقدم أمام أصحابه ثمّ قال : أيّها القوم ألا تقبلون من حسين هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه؟ قالوا : فكلّم الأمير عمر ، فكلّمه بما قال له قبل ، وقال لأصحابه ، فقال عمر : قد حرصت ، ولو وجدت إلى ذلك سبيلا فعلت ، فالتفت الحرّ إلى القوم وقال : يا أهل الكوفة ، لأمّكم الهبل والعبر دعوتم ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى إذا أتاكم أسلمتموه ، وزعمتم أنّكم قاتلوا أنفسكم دونه ، ثمّ عدوتم عليه لتقتلوه ، أمسكتم بنفسه ، وأخذتم بكظمه ، وأحطتم به من كلّ جانب ، لتمنعوه(1) التوجّه إلى بلاد الله العريضة حتّى يأمن ويأمن أهل بيته ، فأصبح في أيديكم كالأسير لا يملك لنفسه نفعا ، ولا يدفع ضرّا ، حلأتموه ونساءه وصبيته وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهودي والنصراني ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه ، فها هم قد صرعهم العطش ، بئسما خلفتم محمّدا في ذريّته! لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتنزعوا عمّا أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه. فحملت عليه رجال ترميه بالنبل ، فأقبل حتّى وقف أمام الحسين(2) .

وروى أبو مخنف أن يزيد بن أبي سفيان الثغري من بني الحرث بن تميم قال : أما والله لو رأيت الحرّ حين خرج لأتبعته السنان ، قال : فبينا الناس يتجاولون ويقتتلون والحرّ بن يزيد يحمل على القوم مقدما ويتمثّل قول عنترة :

ما زلت أرميهم بثغرة نحره

ولبانه حتّى تسربل بالدّم

وإنّ فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبيه ، وإنّ دمائه لتسيل ، فقال الحصين بن تميم التميمي ليزيد بن سفيان : هذا الحرّ الذي كنت تتمنّى. قال : نعم. وخرج إليه فقال له : هل لك يا حرّ في المبارزة؟ قال : نعم ، قد شئت ، فبرز له ، قال الحصين : وكنت

__________________

(1) في المصدر : فمنعتموه.

(2) تاريخ الطبري : 3 / 320 بتفاوت.

٢٠٩

أنظر إليه ، فو الله لكأنّ نفسه كانت في يد الحر ، خرج إليه. فما لبث أن قتله(1) .

وروى أبو مخنف عن أيّوب بن مشرح الخيواني كان يقول : جال الحرّ على فرسه فرميته بسهم فحشأته فرسه فلما لبث إذ أرعد الفرس واضطرب وكبا ، فوثب عنه الحرّ كأنّه ليث والسيف في يده وهو يقول :

إن تعقروا بي فأنا ابن الحرّ

أشجع من ذي لبد هزبر

قال : فما رأيت أحد قطّ يفري فريه(2) .

قال أبو مخنف : ولمّا قتل حبيب أخذ الحرّ يقاتل راجلا وهو يقول :

آليت لا أقتل حتّى أقتلا

ولن أصاب اليوم إلاّ مقبلا

أضربهم بالسيف ضربا مفصلا

لا ناكلا عنهم ولا مهللا

ويضرب فيهم ويقول :

إنّي أنا الحرّ ومأوى الضيف

أضرب في أعراضكم بالسيف

عن خير من حلّ بأرض الخيف(3)

ثمّ أخذ يقاتل هو وزهير قتالا شديدا ، فكان إذا شدّ أحدهما واستلحم شد الآخر حتّى يخلّصه ، ففعلا ذلك ساعة. ثمّ شدّت جماعة على الحرّ فقتلوه(4) .

فلمّا صرع وقف عليه الحسينعليه‌السلام وقال له : « أنت كما سمّتك أمّك الحرّ حرّ في الدنيا وسعيد في الآخرة ».

وفيه يقول عبيد الله بن عمرو الكندي البدي :

__________________

(1) تاريخ الطبري : 3 / 324.

(2) تاريخ الطبري : 3 / 324.

(3) تاريخ الطبري : 3 / 327 ، وفيه :

أضرب في أعراضهم بالسيف

عن خير من كلّ منّى والخيف

(4) تاريخ الطبري : 3 / 327.

٢١٠

سعيد بن عبد الله لا تنسينه

ولا الحرّ إذ آسى زهيرا على قسر

( ضبط الغريب )

ممّا وقع في هذه الترجمة :

( رسموا ) : ساروا الرسيم وهو نوع من السير معروف.

( البيضة ) : قال أبو محمّد الأعرابي الأسود : البيضة بكسر الباء ما بين واقصة إلى العذيب(1) .

( العرواء ) : بالعين المهملة المضمومة والراء المهملة المفتوحة قوة الحمى ورعدتها ، وفي رواية الأفكل : وهو بفتح الهمزة كأحمد الرعدة.

( قلب ترسه ) : هو علامة لعدم الحرب ، وذلك لأن المقبل إلى القوم وهو متترس شاهر سيفه ، محارب لهم فإذا قلب الترس وأغمد السيف ؛ فهو غير محارب أمّا مستأمن أو رسول.

( الهبل ) : كجبل. ( والعبر ) : كصبر وتضم العين هما بمعنى الثكل ، ويمضى على بعض الألسنة العير بالياء المثنّاة تحت وهو غلط.

( كظمه ) : كظم الوادي بفتح الكاف وسكون الظاء المعجمة مضيقه ، فإذا أخذه الإنسان فقد منع الداخل فيه والخارج ، فهو كناية عن المنع ، كما يقال أخذ بزمامه.

( ثغرة النحر ) : نقرته بين الترقوتين وهي بضم الثاء المثلثة.

( اللبان ) : كسحاب الصدر من الفرس.

( حشأته ) : أصبت أحشائه.

( يفرى فريه ) : يفعل فعله في الضرب والمجالدة.

__________________

(1) راجع معجم البلدان : 1 / 532.

٢١١

الحجّاج بن بدر التميمي السعدي

كان الحجّاج بصريّا من بني سعد بن تميم جاء بكتاب مسعود بن عمرو إلى الحسين فبقي معه وقتل بين يديه.

قال السيّد الداودي : إنّ الحسينعليه‌السلام كتب إلى المنذر بن الجارود العبدي وإلى يزيد بن مسعود النهشلي وإلى الأحنف بن قيس وغيرهم من رؤساء الأخماس والأشراف ، فأمّا الأحنف فكتب إلى الحسين يصبّره ويرجّيه ، وأمّا المنذر فأخذ الرسول إلى ابن زياد فقتله ، وأمّا مسعود(1) فجمع قومه بني تميم وبني حنظلة وبني سعد وبني عامر ، وخطبهم فقال : يا بني تميم كيف ترون موضعي فيكم وحسبي منكم؟ قالوا : بخ بخ ، أنت والله فقرة الظهر ورأس الفخر ، حللت في الشرف وسطا ، وتقدّمت فيه فرطا. قال : فإنّي قد جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه وأستعين بكم عليه. فقالوا له : إنّا والله نمنحك النصيحة ونجهد لك الرأي ، فقل حتّى نسمع. فقال : إنّ معاوية قد مات فأهون به والله هالكا ومفقودا ، ألا وإنّه قد انكسر باب الجور والإثم وتضعضعت أركان الظلم ، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظنّ أنّه قد أحكمه وهيهات الذي أراد ، اجتهد والله ففشل ، وشاور فخذل ، وقد قام يزيد شارب الخمور ، ورأس الفجور يدّعي الخلافة على المسلمين ويتأمّر عليهم بغير رضا منهم مع قصر حلم وقلّة علم لا يعرف من الحقّ موطئ قدمه ، فأقسم بالله قسما مبرورا لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين ، وهذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذو الشرف الأصيل والرأي الأثيل له فضل لا يوصف وعلم لا ينزف ، هو أولى بهذا الأمر لسابقته وسنّه وقدمه وقرابته ، يعطف على الصغير ويحنو على الكبير ، فأكرم به راعي رعية وإمام قوم وجبت لله به الحجّة ، وبلغت به الموعظة

__________________

(1) هكذا في الأصل ، والصحيح : ابن مسعود.

٢١٢

فلا تعشوا عن نور الحقّ ولا تسكعوا فيّ وهد الباطل فقد كان صخر بن قيس يعني الأحنف انخزل بكم يوم الجمل فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونصرته ، والله لا يقصر أحد عن نصرته إلاّ أورثه الله الذل في ولده والقلّة في عشيرته ، وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها ، وأدرعت لها بدرعها ، من لم يقتل يمت ومن يهرب لم يفت ، فأحسنوا رحمكم الله ردّ الجواب. فقالت بنو حنظلة : يا أبا خالد نحن نبل كنانتك وفرسان عشيرتك إن رميت بنا أصبت وإن غزوت بنا فتحت ، لا تخوض غمرة إلاّ خضناها ولا تلقى والله شدّة إلاّ لقيناها ، ننصرك بأسيافنا ونقيك بأبداننا إذا شئت. وقالت بنو أسد : أبا خالد إنّ أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك ، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال ، فحمدنا ما أمرنا به وبقى عزّنا فينا ، فأمهلنا نراجع المشورة ونأتك برأينا! وقالت : بنو عامر : نحن بنو أبيك وحلفاؤك لا نرضى إن غضبت ولا نوطن إن ضعنت ، فادعنا نجبك وأمرنا نطعك ، والأمر إليك إذا شئت. فالتفت إلى بني سعد وقال : والله يا بني سعد لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبدا ، ولا زال فيكم سيفكم ، ثمّ كتب إلى الحسين ـ قال بعض أهل المقاتل مع الحجّاج بن بدر السعدي ـ أمّا بعد : فقد وصل إليّ كتابك ، وفهمت ما ندبتني إليه ودعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك والفوز بنصيبي من نصرتك ، وإنّ الله لم يخل الأرض من عامل عليها بخير ، ودليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجّة الله على خلقه ، ووديعته في أرضه ، تفرّعتم من زيتونة أحمديّة هو أصلها ، وأنتم فرعها فأقدم سعدت بأسعد طائر ، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشدّ تتابعا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها ، وقد ذلّلت لك بني سعد ، وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين استهلّ برقها فلمع. ثمّ أرسل الكتاب مع الحجّاج ، وكان متهيّأ للمسير إلى الحسين بعد ما سار إليه جماعة من العبديين ، فجاءوا إليهعليه‌السلام بالطف ، فلمّا قرأ الكتاب قال : « مالك! آمنك الله من الخوف ، وأعزّك وأرواك

٢١٣

يوم العطش الأكبر ». وبقي الحجّاج معه حتّى قتل بين يديه.

قال صاحب الحدائق : قتل مبارزة بعد الظهر(1) . وقال غيره : قتل في الحملة الأولى قبل الظهر.

أقول : إنّ الذي ذكره أهل السير أنّ الحسينعليه‌السلام كتب إلى مسعود بن عمرو الأزدي ، وهذا الخبر يقتضي أنّه كتب إلى يزيد بن مسعود التميمي النهشلي ، ولم أعرفه فلعلّه كان من أشراف تميم بعد الأحنف ، وقد تقدّم القول في هذا.

( ضبط الغريب )

ممّا وقع في هذه الترجمة :

( الأثيل ) : العظيم. ( تسكّع ) : تحيّر.

( الدرن ) : الوسخ يكون في الثوب وغيره.

( استهلّ ) : المطر : اشتدّ انصبابه ، يقال هل السحاب وانهل واستهل.

__________________

(1) الحدائق الورديّة : 122.

٢١٤

المقصد السابع عشر

في الأفراد

من أنصار الحسينعليه‌السلام

جبلة بن علي الشيباني

كان جبلة شجاعا من شجعان أهل الكوفة ، قام مع مسلم أوّلا ، ثمّ جاء إلى الحسينعليه‌السلام ثانيا ، ذكره جملة أهل السير.

قال صاحب الحدائق : إنّه قتل في الطف مع الحسين(1) . وقال السروي : قتل في الحملة الأولى(2) .

قعنب بن عمر النمري

كان قعنب رجلا بصريّا من الشيعة الذين بالبصرة ، جاء مع الحجّاج السعدي إلى الحسينعليه‌السلام وانضمّ إليه ، وقاتل في الطف بين يديه حتّى قتل. ذكره صاحب

__________________

(1) الحدائق الورديّة : 122.

(2) المناقب : 4 / 113.

٢١٥

الحدائق(1) . وله في القائميّات ذكر وسلام.

سعيد بن عبد الله الحنفي (2)

كان سعيد من وجوه الشيعة بالكوفة وذوي الشجاعة والعبادة فيهم.

قال أهل السير : لمّا ورد نعي معاوية إلى الكوفة اجتمعت الشيعة فكتبوا إلى الحسينعليه‌السلام أوّلا مع عبد الله بن وال وعبد الله بن سبع ، وثانيا مع قيس بن مسهّر وعبد الرحمن بن عبد الله ، وثالثا مع سعيد بن عبد الله الحنفي وهاني بن هاني. وكان كتاب سعيد من شبث بن ربعي وحجّار بن أبجر ويزيد بن الحرث ويزيد بن رويم وعزرة بن قيس وعمرو بن الحجّاج ومحمّد بن عمير. وصورة الكتاب :

بسم الله الرحمن الرحيم

أمّا بعد ، فقد اخضرّ الجناب وأينعت الثمار ، وطمت الجمام ، فإذا شئت فاقدم على جند لك مجنّد(3) .

فأعاد الحسينعليه‌السلام سعيدا وهانيا من مكّة وكتب إلى الذين ذكرنا كتابا صورته :

بسم الله الرحمن الرحيم

« أمّا بعد ، فإنّ سعيدا وهانيا قدما عليّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدم عليّ من رسلكم ، وقد فهمت كلّ الذي اقتصصتم وذكرتم ، ومقالة جلّكم أنّه ليس علينا إمام فأقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى والحق. وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي ، مسلم بن عقيل وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم

__________________

(1) الحدائق الورديّة : 122.

(2) عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب الحسينعليه‌السلام . راجع رجال الشيخ : 101 ، الرقم 990.

(3) أورده المفيد في الإرشاد : 2 / 38.

٢١٦

فإن بعث إليّ أنّه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجا منكم على مثل ما قدمت به عليّ رسلكم ، وقرأت في كتبكم ، أقدم وشيكا إن شاء الله. فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحقّ والحابس نفسه على ذات الله ، والسلام »(1) . ثمّ أرسلهما قبل مسلم وسرّح مسلما بعدهما مع قيس ، وعبد الرحمن كما ذكرنا من قبل.

قال أبو جعفر : لمّا حضر مسلم بالكوفة ونزل دار المختار خطب الناس عابس ثمّ حبيب كما قدّمنا(2) . ثمّ قام سعيد بعدهما فحلف أنّه موطّن نفسه على نصرة الحسين فاد له بنفسه ، ثمّ بعثه مسلم بكتاب إلى الحسين فبقي مع الحسين حتّى قتل معه.

وقال أبو مخنف : خطب الحسينعليه‌السلام أصحابه في الليلة العاشرة من المحرّم فقال في خطبته : « وهذا الليل قد غشيكم » إلخ. فقام أهله أوّلا فقالوا ما تقدّم ، ثمّ قام سعيد ابن عبد الله فقال : والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أنّا قد حفظنا نبيّه محمّداصلى‌الله‌عليه‌وآله فيك ، والله لو علمت أنّي أقتل ثمّ أحيى ثمّ أحرق حيّا ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك ، فكيف لا أفعل ذلك ، وإنّما هي قتلة واحدة. ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا(3) . وقام بعده زهير كما تقدّم.

وروى أبو مخنف : أنّه لمّا صلى الحسين الظهر صلاة الخوف ، ثمّ اقتتلوا بعد الظهر فاشتدّ القتال ، ولمّا قرب الأعداء من الحسين وهو قائم بمكانه ، استقدم سعيد الحنفي أمام الحسين فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يمينا وشمالا ، وهو قائم بين يدي الحسين

__________________

(1) راجع الإرشاد : 2 / 39.

(2) راجع تاريخ الطبري : 3 / 279.

(3) تاريخ الطبري : 3 / 315.

٢١٧

يقيه السهام طورا بوجهه ، وطورا بصدره ، وطورا بيديه ، وطورا بجنبيه ، فلم يكد يصل إلى الحسينعليه‌السلام شيء من ذلك حتّى سقط الحنفي إلى الأرض(1) ، وهو يقول : اللهمّ العنهم لعن عاد وثمود ، اللهمّ أبلغ نبيّك عنّي السلام ، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فإنّي أردت ثوابك في نصرة نبيّك ، ثمّ التفت إلى الحسين فقال : أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال : « نعم ، أنت أمامي في الجنّة » ، ثمّ فاضت نفسه النفيسة.

وفيه يقول البدي المتقدّم ذكره :

سعيد بن عبد الله لا تنسينه

ولا الحرّ إذ آسى زهيرا على قسر

فلو وقفت صم الجبال مكانهم

لمارت على سهل ودكت على وعر

فمن قائم يستعرض النبل وجهه

ومن مقدم يلقى الأسنّة بالصدر

__________________

(1) تاريخ الطبري : 3 / 328 ، أورده إلى قوله : ( حتّى سقط ) ، راجع اللهوف : 165.

٢١٨

الخاتمة

في فوائد تتعلّق بأنصار الحسين عليه‌السلام

الفائدة الأولى

قال الشيخ المفيد في الإرشاد : لمّا رحل ابن سعد بالرؤوس والسبايا ، وترك الجثث الطاهرة ، خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضريّة إلى الحسينعليه‌السلام وأصحابهعليهم‌السلام فصلّوا عليهم ودفنوهم ، دفنوا الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن ، ودفنوا ابنه عليّا عند رجليه. وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله ممّا يلي رجلي الحسينعليه‌السلام وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا ، ودفنوا العبّاس بن عليعليهما‌السلام في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضريّة حيث قبره الآن(1) .

وقال غيره : دفنوا العبّاس في موضعه لأنّهم لم يستطيعوا حمله لتوزيع أعضائه ، كما أنّ الحسينعليه‌السلام لم يحمله على عادته في حمل قتلاه إلى حول المخيّم لذلك ، ودفنت بنو أسد حبيبا عند رأس الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن اعتناء بشأنه ، ودفنت بنو تميم الحرّ بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسينعليه‌السلام حيث قبره الآن اعتناء به أيضا.

__________________

(1) الإرشاد : 2 / 114 بتفاوت.

٢١٩

أقول : وسمعت مذاكرة أنّ بعض ملوك الشيعة استغرب ذلك ، فكشف عن قبري حبيب والحرّ فوجد حبيبا على صفته التي ترجم بها في الكتب ، ووجد الحرّ على صفته أيضا ، ورأى رأس الحر غير مقطوع وعليه عصابة فحلّها ليأخذها تبركا بها فانبعث دم من جبينه فشدّها على حالها ، وعمل على قبريهما صندوقين. فإن صحّت هذه الرواية فيحتمل أنّ بني تميم منعوا من قطع رأس الحر لرئاسته وشوكتهم.

الفائدة الثانية

قطعت في الطف رءوس أحبّة الحسينعليه‌السلام وأنصاره جميعا بعد قتلهم وحملت مع السبايا إلاّ رأسين ، رأس عبد الله بن الحسينعليه‌السلام الرضيع فإنّ الرواية جاءت أنّ أباه الحسينعليه‌السلام حفر له بعد قتله بجفن سيفه ودفنه ، ورأس الحرّ الرياحي ، فإنّ بني تميم منعت من قطع رأسه وأبعدت جثّته عن القتلى. كما سمعته من أنّ بعض الملوك كشف عنه ، فرآه معصوب الرأس.

وفي غير الطف قطع رأس مسلم بن عقيل ورأس هاني بن عروة في الكوفة حيث قتلا وأرسلا إلى الشام قبل ذلك كما عرفت.

الفائدة الثالثة

جاءت أنصار الحسينعليه‌السلام غير الطالبيين مع الحسينعليه‌السلام وإلى الحسين بلا عيال ، لأنّ من خرج منهم معه من المدينة لم يأمن لخروجه خائفا ، ومن جاء إليه في الطريق وفي الطفّ انسلّ انسلالا من الأعداء إلاّ ثلاثة نفر جاءوا إلى الحسينعليه‌السلام بعيالهم وهم : جنادة بن الحرث السلماني فإنّه جاء مع عياله وانضمّ إلى الحسينعليه‌السلام ، وضمّ عياله إلى عيال الحسين ، فلمّا قتل أمرت زوجته ولدها عمر أن ينصر الحسين فأتاه يستأذنه في القتال فلم يأذن له ، وقال : هذا غلام قتل أبوه في المعركة ولعلّ أمّه

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450