فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة8%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 450

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 450 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165110 / تحميل: 6283
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

باب

إن عليا عليه السّلام نحر ما بقي من بدنة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٢٦٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجة الوداع مائة بدنة نحر منها ثلاثين بدنة بيده ثم أمر عليا عليه السلام فنحر ما بقى منها وقال أقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذ لنا من كل بعير حذية(١) من لحم ثم اجعلها فى قدر واحدة حتى نأكل من لحمها ونحسو من مرقها ففعل ، ( أقول ) وقد روى هاهنا فى هذا المعنى روايات كثيرة قد اقتصرنا من بينها على ما ذكر.

[الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى سورة الكوثر ، قال : روى إنه عليه السّلام أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبى جهل فى أنفه برة(٢) من

____________________

١ ـ الحذية : القطعة.

٢ ـ قال ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( برة ) ما نصه : « فى حديث ابن عباس أهدى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جملا كان لأبى جهل فى أنفه برة من فضة يغيظ بذلك المشركين : البرة حلقة تجعل فى لحم الألف وربما كانت من شعر »

٦١

ذهب فنحر هو عليه السلام حتى أعيى ثم أمر عليا عليه السلام بذلك وكانت النوق يزدحمن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما أخذ علىّ السكين تباعدت منه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٣ ص ٣٣١ ] روى بسنده عن جابر إن البدن التى نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كانت مائة بدنة نحر بيده ثلاثا وستين ونحر على عليه السلام ما غبر ، وأمر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر ثم شربا من مرقها ( أقول ) ويؤيد الجزء الأخير من هذا الحديث ما ذكره السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى :( فَكُلُوا مِنْهٰا وَأَطْعِمُوا اَلْبٰائِسَ اَلْفَقِيرَ ) فى سورة الحج قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن جابر بن عبد اللّه قال : نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من كل جزور بضعة فجعلت فى قدر فأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام من اللحم وحسوا من المرق ( قال ) قال سفيان : لأن اللّه يقول : فكلوا منها.

[سنن البيهقى ج ٥ ص ٦ ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه حديثا طويلا فى حج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فى أواخره : ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين وأمر عليا عليه السلام فنحر ما غبر ، ـ يقول ما بقى ـ وأشركه فى هديه ، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ( الحديث ) وروى أيضا مثل ذلك فى ( ص ١٣٣ ).

[سنن البيهقى ج ٥ ص ٢٣٨ ] روى بسنده عن غرفة بن الحارث الكندى قال : شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجة

____________________

فهي بضم الباء للوحدة والراء المشددة المفتوحة ثم الهاء.

٦٢

الوداع وأتي بالبدن فقال : أدعوا لى أبا حسن فدعى له على عليه السلام ، فقال له : خذ بأسفل الحربة وأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بأعلاها ثم طعنا بها البدن ، فلما فرغ ركب بغلته وأردف عليا عليه السلام ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٧ القسم ٢ ص ١ ٤٥ ) و ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ١ ٦ ٩ ).

٦٣

باب

إن عليا عليه السّلام أوصاه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

أن يضحي عنه بعد وفاته

[صحيح أبى داود ] فى الجزء الثامن عشر فى باب الأضحية عن الميت روى بسنده عن حنش قال : رأيت عليا عليه السلام يضحى بكبشين فقلت : ما هذا؟ فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أوصانى أن أضحى عنه فأنا أضحى عنه ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ١ ٥ ٠ ) وفى غير هذا الموضع أيضا.

[مستدرك الصحيحين ج ٤ ص ٢٢٩ ] روى بسنده عن حنش قال : ضحى على عليه السلام بكبشين كبش عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكبش عن نفسه ، وقال : أمرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن أضحى عنه فأنا أضحى أبدا ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد.

٦٤

باب

إن عليا عليه السّلام جمع القرآن بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٦٧ ] روى بسنده عن عبد خير عن على عليه السلام قال : لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقسمت ( أو حلفت ) أن لا أضع ردائى عن ظهرى حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائى عن ظهرى حتى جمعت القرآن(١) .

___________________

١ ـ جاء فى فهرست ابن النديم الطبعة الثانية بمصر ( ص ٤ ٧ ) ما هذا نصه : « قال ابن المنادى : حدثنى الحسن بن العباس قال : أخبرت عن عبد الرحمن بن أبى حماد عن الحكم بن ظهير السدوسى عن عبد خير عن على عليه السلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فأقسم إنه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن فجلس فى بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه ، وكان المصحف عند أهل جعفر ، ورأيت أنا فى زماننا عند أبى يعلى حمزة الحسنى رحمه اللّه مصحفا قد سقط منه أوراق بخط على بن أبى طالب ( عليه السلام ) يتوارثه بنو حسن على مر الزمان وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف ». ( أنظر كتاب تأسيس الشيعة ( ص ٣١ ٦ ) طبع بغداد لسيدنا الحجة السيد حسن الصدر الكاظمى رحمه اللّه ).

٦٥

باب

إن عليا عليه السّلام تغدره الامة بعد

النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ويصيبه جهد وبلاء

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٠ ] روى بسنده عن أبى إدريس الأودى عن على عليه السلام قال : إن مما عهد إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أن الأمة ستغدر بى بعده ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه الخطيب أيضا فى تاريخه ( ج ١١ ص ٢١ ٦ ) و قال فيه : إن الأمة ستغدر بك من بعدى ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٧٣ ) وقال فيه : إن الأمة ستغدرنى من بعده ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة والحارث والبزار والحاكم والعقيلى والبيهقى فى الدلائل.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٢ ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنتى ، من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ قال الحاكم : صحيح ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ١ ٥ ٧ ) وقال : أخرجه الدار قطنى

٦٦

فى الأفراد والحاكم والخطيب عن على عليه السلام.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٣٧ ) قال : وعن ثعلبة أنه قال ـ أى على عليه السلام ـ على المنبر : واللّه إنه لعهد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الأمى إلى أن الأمة ستغدر بى ، قال : رواه البزار.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٠ ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى : أما إنك ستلقى بعدى جهدا قال : فى سلامة من دينى قال : فى سلامة من دينك ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[كنوز الحقائق للمناوى ص ١٨٨ ] ولفظه : يا علىّ إنك سقبلى بعدى فلا تقاتلن ، قال : أخرجه أبو يعلى ، ( أقول ) ومقتضى الجمع بين هذا الحديث وبين ما تقدم من قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ المروى بطرق عديدة إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله أو ما تقدم من أمره صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين كما روى ذلك بطرق عديدة أيضا ـ هو النهى عن القتال من بعده بلافصل إما لقلة الناصر أو لمخافة أن يرتد الناس عن دينهم لقرب عهدهم بالجاهلية أو لغير ذلك من موانع القتال وأما بعد وجدان الناصر أو بعد ارتفاع الموانع فلابد من القتال.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٦٦ ] روى بسنده عن أبى برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه تعالى عهد إلى عهدا فى علىّ فقلت : يا رب بيّنه لى فقال : إسمع فقلت : سمعت فقال : إن عليا راية الهدى وإمام أوليائى ونور من أطاعنى وهو الكلمة التى ألزمتها المتقين من أحبه أحبنى ومن أبغضه أبغضنى فبشره بذلك فجاء على عليه السلام فبشرته فقال : يا رسول اللّه أنا عبد اللّه وفى قبضته فان

٦٧

يعذبنى فبذنبى وإن يتم لى الذى بشرتنى به فاللّه أولى بى قال : قلت : اللهم اجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان فقال اللّه : قد فعلت به ذلك ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشىء لم يخص به أحدا من أصحابى فقلت : يا رب أخى وصاحبى فقال : إن هذا شىء قد سبق أنه مبتلى ومبتلى به.

٦٨

باب

في بكاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على علي عليه السّلام

[تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٣٩٨ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن أحمد ابن كثير وأحمد بن زهير بسنديهما ، عن أبى عثمان النهدى ، عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : مررت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها قال لك فى الجنة خير منها حتى مررت بسبع حدائق ( قال ) وقال أحمد بن زهير : بتسع حدائق كل ذلك أقول له ويقول : لك فى الجنة خير منها ( قال ) ثم جذبنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبكى فقلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور رجال عليك لن يبدوها لك إلا من بعدى ، فقلت : بسلامة من دينى قال : نعم بسلامة من دينك.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٨ ] قال : عن على عليه السلام بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم آخذ بيدى ونحن نمشى فى بعض سكك المدينة فمررنا بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة قال : لك فى الجنة أحسن منها حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول ما أحسنها ويقول : لك فى الجنة أحسن منها ، فلما خلا له الطريق

٦٩

اعتنقنى ثم أجهش باكيا قلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدى قلت : يا رسول اللّه فى سلامة من دينى قال : فى سلامة من دينك ( قال ) أخرجه البزار وأبو يعلى وأبو الشيخ فى كتاب القطع والسرقة وابن الجوزى وابن النجار فى تاريخه ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢١٠ ) باختصار وقال : أخرجه أحمد فى المناقب ( انتهى ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١٣٩ ) باختصار زائد.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١١٨ ] قال : وعن ابن عباس قال : خرجت أنا والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام فى حشان(١) المدينة فمررنا بحديقة فقال على عليه السلام : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول اللّه فقال : حديقتك فى الجنة أحسن منها ، ثم أومأ بيده إلى رأسه ثم بكى حتى علا بكاؤه ، قلت : ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدونى ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) ثم إن هاهنا حديثا يناسب صدر الأحاديث المتقدمة وهو ما ذكره المحب الطبرى فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢١٠ ) قال : وعن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يا علىّ إن لك فى الجنة ما لو قسم على أهل الأرض لوسعهم.

____________________

١ ـ الحشان : بكسر الحاء والنون فى آخره جمع حش وهو البستان.

٧٠

باب

إن عليا عليه السّلام أمره النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم

في المنام أن يدعو عليهم

[طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢٤ ] قال : قال الحسن بن على عليهما السلام : وأتيته سحرا ـ أى أتى أباه ـ فجلست اليه فقال : إنى بت الليلة أوقظ أهلى فملكتنى عيناى وأنا جالس فسنح لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود(١) واللدد فقال لى : أدع اللّه عليهم فقلت : اللهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم شرا منى ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ٣ ٦ ).

[أسد الغابة ج ٤ ص ٣٦ ] روى بسنده عن أبى عبد الرحمن السلمى قال : قال لى الحسين بن على عليهما السلام : قال لى على عليه السلام : سنح لى الليلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى منامى فقلت : يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود واللدد ، قال : أدع عليهم قلت : اللهم أبدلنى بهم من هو خير لى منهم وأبدلهم بى من هو

_________________

١ ـ الأود التعب وللشقة واللدد الخصومة الشديدة.

٧١

شر منى فخرج فضربه الرجل ، قال ابن الأثير : كذا فى هذه الرواية الحسين بن على ( عليهما السلام ) وإنما هو الحسن.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٧٠ ] قال : وقال أبو عبد الرحمن السلمى أتيت الحسن بن على عليهما السلام فى دار أبيه وكان يقرأ عليّ وذلك فى اليوم الذى قتل فيه على عليه السلام فقال لى : إنه سمع أباه فى ذلك السحر يقول له : يا بنى رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى هذه الليلة فى نومة نمتها فقلت : يا رسول اللّه ماذا لقبت من أمتك من الأود واللدد فقال : أدع اللّه عليهم فقلت : اللهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم بى من هو شر منى ، ثم انتبه وجاء مؤذنه يؤذنه بالصلاة فخرج فاعتوره الرجلان ، فأما أحدهما فوقعت ضربته فى الطاق ، وأما الآخر فضربه فى رأسه وذلك فى صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان صبيحة بدر ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢ ٤٥ ) عن الحسن البصرى وقال : أخرجه أبو عمرو والقلعى.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقى فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤ ١١ ) قال : عن الحسن أو الحسين ( عليهما السلام ) إن عليا عليه السلام قال : لقينى حبيبى ـ يعنى فى المنام ـ نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فشكوت اليه ما لقيت من أهل العراق بعده فوعدنى الراحة منهم إلى قريب فما لبث إلا ثلاثا ( قال ) أخرجه العدنى.

٧٢

باب

في اخبار النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قتل علي

عليه السّلام وإخبار علي عليه السّلام عن قتل نفسه

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٢ ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنتى من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ قال الحاكم : صحيح.

[الاستيعاب ج ٢ ص ٦٨١ ] روى بسنده عن ابن أبى فضالة قال : خرجت مع أبى إلى على بن أبى طالب عليه السلام بينبع عائدا له وكان مريضا ثقيلا يخاف عليه فقال له أبى : ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت؟ لم يلك إلا أعراب جهينة فاحتمل إلى المدينة فان أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك ، وكان أبو فضالة ممن شهد بدرا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال له على عليه السلام : لست ميتا من وجعى هذا إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عهد إلي أن لا أموت حتى أؤمّر ثم تخضب هذه من هذه ـ يعنى لحيته من هامته ـ ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ١٠٢ ) وقال فى آخره : وقتل

٧٣

أبو فضالة مع على عليه السلام يوم صفين وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٢٣ ) وقال : أخرجه ابن الضحاك.

[مسند أبى داود الطيالسى ج ١ ص ٢٣ ] روى بسنده عن زبيد بن وهب قال : جاء رأس الخوارج إلى على عليه السلام فقال : إتق اللّه فانك ميت فقال : لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة ولكنى مقتول من ضربة من هذه تخضب هذه وأشار بيده إلى لحيته عهد معهود وقضاء مقضى وقد خاب من افترى.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٣٧ ] قال : وعن عائشة قالت : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم التزم عليا عليه السلام وقبّله ويقول : بأبى الوحيد الشهيد ( قال ) رواه أبو يعلى ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص ٧ ٤ ) و قال : أخرجه أبو يعلى وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ١ ٥ ٧ ) وقال : أخرجه أبو يعلى عن عائشة.

[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٧ ] ولفظه : إن هذا لن يموت حتى يملأ غيظا ولن يموت إلا مقتولا قاله لعلى عليه السلام ( قال ) أخرجه الدار قطنى فى الأفراد وابن عساكر عن أنس ـ يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٣٩٨ ] قال : عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : إنك مستخلف مقتول وإن هذه مخضوبة من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٥٦ ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن سبع قال : خطبنا على عليه السلام فقال : والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه قال : قال الناس : فاعلمنا من

٧٤

هو واللّه لنبيرن عترته قال : أنشدكم باللّه أن يقتل غير قاتلى ( الحديث ).

[الطبقات ج ٣ القسم ١ ص ٢٢ ] روى بسنده عن نبل بنت بدر عن زوجها قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لتخضبن هذه من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ.

[الطبقات أيضا لابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢٣ ] روى بسنده عن أم جعفر سرية على عليه السلام قالت : إنى لأصب على يديه الماء إذ رفع رأسه فأخذ بلحيته فرفعها إلى أنفه فقال : واها لك لتخضبن بدم قالت : فأصيب يوم الجمعة.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٧٠ ] قال : روى الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة الحمانى أنه سمع على بن أبى طالب عليه السّلام يقول : والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه ـ يعنى لحيته ـ من دم هذا ـ يعنى رأسه ـ.

(أقول ) هذه جملة من الأخبار التى جاءت فى إخبار النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قتل على عليه السلام وإخبار على عليه السلام عن قتل نفسه وأما بقيتها فستأتى فى باب قاتل على عليه السلام أشقاها ، فانتظر.

٧٥

باب

إن عليا عليه السّلام أشار الى قاتله

والى الليلة التي قتل بها

[طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢٢ ] روى بسنده عن محمد بن سيرين قال على بن أبى طالب عليه السلام للمرادى :

أريد حياته ويريد قتلى

عذيرك من خليلك من مرادى

[أقول ] ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٤ ٧٠ ).

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٧٠ ] روى بسنده عن سكين ابن عبد العزيز العبدى أنه سمع أباه يقول : جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل عليا عليه السلام فحمله ثم قال :

أريد حياته ويريد قتلى

عذيرى من خليلى من مرادى

أما إن هذا قاتلى ، قيل : فما يمنعك منه؟ قال : إنه لم يقتلنى بعد ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢ ٤٥ ) و زاد فى آخره : وقيل له : إن ابن ملجم يسم سيفه وقال : إنه

٧٦

سيقتلك به قتلة يتحدث بها العرب ، فبعث اليه وقال : لم تسم سيفك؟ قال : لعدوى وعدوك فخلى عنه وقال : ما قتلنى بعد ، قال : أخرجه أبو عمرو.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤١٢ ] قال : عن معاوية بن جوين الحضرمى قال : عرض على على عليه السلام الخيل فمرّ عليه ابن ملجم فسأله عن اسمه ( أو قال نسبه ) فانتمى إلى غير أبيه فقال له : كذبت حتى انتسب إلى أبيه فقال : صدقت أما إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حدثنى أن قاتلى شبه اليهود وهو يهود فامضه ( قال ) أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ٨٠ ] قال : فلما كانت الليلة التى قتل فى صبيحتها أكثر الخروج ـ يعنى عليا عليه السلام ـ والنظر إلى السماء وجعل يقول : واللّه ما كذبت ولا كذبت وأنها الليلة التى وعدت فلما خرج وقت السحر ضربه ابن ملجم الضربة الموعود بها ( الخ ).

٧٧

باب

إن عليا عليه السّلام يصحن الاوز

في وجهه قبل أن يخرج فيقتل

[أسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٣٥ ] روى بسنده عن الحسن بن كثير عن أبيه قال : خرج على عليه السلام لصلاة الفجر فاستقبله الإوز(١) يصحن فى وجهه قال : فجعلنا فطردهن عنه فقال : دعوهن فانهن نوائح وخرج فأصيب ( قال ) ابن الأثير وهذا يدل على أنه عليه السلام علم السنة والشهر والليلة التى يقتل فيها واللّه أعلم ( انتهى ) ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤ ١٣ ) وقال : أخرجه ابن عساكر.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٤٥ ] قال : وعن الحسين بن كثير عن أبيه ـ وكان قد أدرك عليا عليه السلام ـ قال : فخرج على عليه السلام إلى الفجر فأقبل الإوز يصحن فى وجهه فطردوهن فقال : دعوهن فانهن نوائح فضربه ابن ملجم ، قلت له : يا أمير المؤمنين خل بيننا

____________________

١ ـ الإوز : بكسر الهمزة وتشديد الزاى ، جمع إوزة وهو طائر مائى ويقال له ( الوزة ) ـ فارسية.( المنجد)

٧٨

وبين مراد فلا تقوم لهم ثاغية ولا راغية أبدا ، قال : لا ولكن إحبسوا الرجل فان أنامت فاقتلوه ، وإن أعش فالجروح قصاص ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب ( أقول ) فى المثل المشهور ( ماله ثاغية ولا راغية ) الثاغية النعجة والناغية الناقة ، أى ليس له شىء.

٧٩

باب

إن عليا عليه السّلام ذو قرنيها

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٢٣ ] روى بسنده عن سلمة بن أبى الطفيل ـ قال : أظنه عن أبيه ـ عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إن لك كنزا فى الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبعن النظرة نظرة فان لك الأولى وليست لك الآخرة ، ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ١ ص ١ ٥ ٩ ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ٢ ص ٣ ٥ ٠ ) وفى شرح معانى الآثار ( ج ٢ ص ٨ ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[مشكل الآثار للطحاوى ج ٢ ص ٣٥٠ ] روى بسنده عن أبى الطفيل قال : قام على عليه السلام على المنبر فقال : سلونى قبل أن تفقدونى ولن تسألوا بعدى مثلى ، فقام اليه ابن الكواء فقال : ما كان ذو القرنين ملكا كان أم نبيا؟ فقال : لم يكن نبيا ولا ملكا ولكنه كان عبدا صالحا أحب اللّه فأحبه وناصح اللّه فنصحه ، ضرب على قرنه الأيمن فمات ثم بعثه اللّه عز وجل ، ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات وفيكم مثله.

٨٠

(أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ١ ص ٢ ٥٤ ) و قال فيه : بعثه اللّه إلى قومه فضربوه على قرنه فمات ثم أحياه اللّه لجهادهم ، ثم بعثه اللّه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات فأحياه اللّه لجهادهم ، فلذلك سمىّ ذو القرنين ، وإن فيكم مثله ، قال : أخرجه ابن عبد الحكم فى فتوح مصر وابن أبى عاصم فى السنة ، وابن الأنبارى فى المصاحف ، وابن مردويه ، وابن المنذر ، وابن أبى عاصم ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢١٠ ) ثم قال : وقال الهروى فى قوله تعالى : ( ويسألونك عن ذى القرنين ) قال : إنما سمىّ ذا القرنين لأنه دعا قومه إلى عبادة اللّه فضربوه على قرنه الأيمن فمات ثم أحياه اللّه عز وجل فضربوه على قرنه الأيسر فمات فأحياه اللّه تعالى ، قال : ومن ذلك قول على عليه السلام حين ذكر قصة ذى القرنين قال : وفيكم مثله ، فنرى أنه إنما عنى نفسه لأنه ضرب على رأسه ضربتين إحداهما يوم الخندق والأخرى ضربة ابن ملجم ، فيجوز أن تكون الإشارة إلى ذلك بقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : وإنك ذو قرنيها أى ذو قرنى هذه الأمة كما كان ذو القرنين فى تلك الأمة.

٨١

باب

إن قاتل علي عليه السّلام أشقى الناس

[السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير سورة والشمس ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبغوى وأبو نعيم فى الدلائل عن عمار ابن ياسر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال : بلى ، قال : رجلان اخيمر ثمود الذى عقر الناقة ، والذى يضربك على هذا ـ يعنى قرنه ـ حتى تبتل منه هذه ـ يعنى لحيته ـ قال : وأخرج الطبرانى وابن مردويه وأبو نعيم مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة.

[خصائص النسائى صاحب الصحيح المعروف ص ٣٩ ] روى بسنده عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعلى بن أبى طالب عليه السلام رفيقين فى غزوة العشيرة من بطن ينبع فلما نزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقام بها شهرا فصالح فيها بنى مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم ، فقال لى على عليه السلام : هل لك يا أبا اليقظان أن نأتى هؤلاء نفر من بنى مدلج يعملون فى عين لهم فننظر كيف يعملون؟ قال : قلت : إن شئت ، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة

٨٢

ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلى عليه السلام حتى اضطجعنا فى ظل صور من النخل وفى دقعاء من التراب فنمنا فو اللّه ما أهبنا إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يحركنا برجله وقد تربنا من تلك الدقعاء التى نمنا فيها فيومئذ ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلىّ عليه السلام : ما لك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب ، ثم قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول اللّه قال : احيمر ثمود الذى عقر الناقة والذى يضربك على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى يبل منها هذه ـ وأخذ بلحيته ـ ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج ٤ ص ٢ ٦ ٢ ) والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج ٣ ص ١ ٤ ٠ ) والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣ ٥ ١ ) وابن جرير الطبرى أيضا فى تاريخه ( ج ٢ ص ١٢٣ ) بطريقين ، والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٩ ) وقال : أخرجه البغوى والطبرانى وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار.

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٣ ] روى بسنده عن أبى سنان الدؤلى إنه عاد عليا عليه السلام فى شكوى له شكاها قال : فقلت له : لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين فى شكواك هذه فقال : لكنى واللّه ما تخوفت على نفسى منه لأنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الصادق المصدوق يقول : إنك ستضرب ضربة هاهنا وضربة هاهنا ـ وأشار إلى صدغيه ـ فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عافر الناقة أشقى ثمود ( قال الحاكم ) هذا حديث صحيح على شرط البخارى ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى ( ج ٨ ص ٥ ٨ ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ٣٣ ) باختلاف فى اللفظ ، وغير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٣٠ ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن سبع قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لتخضبن هذه

٨٣

من هذه فما ينتظر بى الأشقى قالوا : يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته ، قال : إذا تاللّه تقتلون بى غير قاتلى ( الحديث ) ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٣ ص ٢٢ ) والخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج ١٢ ص ٥ ٧ ).

[طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢١ ] روى بسنده عن أبى الطفيل قال : دعا على عليه السلام الناس إلى البيعة فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادى فرده مرتين ، ثم أتاه فقال : ما يحبس أشقاها لتخضبن ( أو لتصبغن ) هذه من هذا ـ يعنى لحيته من رأسه ـ ثم تمثل بهذين البيتين.

أشدد حيازيمك للموت

فان الموت آتيك

ولا تجزع من القتل

إذا حلّ بواديك

(أقول ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج ١ ص ٣ ٥ ٢ ) وقال فيه : ما أنجس أشقاها ، أى بتقديم النون على الجيم ، ولعله من تحريف الناسخ أو الطابع ، فلاحظ ، ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ٣ ٥ ).

[الطبقات أيضا ج ٣ القسم ١ ص ٢٢ ] روى بسنده عن عبيدة قال : قال على عليه السلام : ما يحبس أشقاكم أن يجىء فيقتلنى اللهم قد سئمتهم وسئمونى فأرحهم منى وأرحنى منهم.

[الطبقات أيضا ج ٣ القسم ١ ص ٢٢ ] روى بسنده عن عبيد اللّه إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : يا علىّ من أشقى الأولين والآخرين؟ قال : اللّه ورسوله أعلم ، قال : أشقى الأولين عاقر الناقة وأشقى الآخرين الذى يطعنك يا علىّ ـ وأشار إلى حيث يطعن.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج ١ ص ١٣٥ ] روى بسنده

٨٤

عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السّلام : من أشقى الأولين؟ قال : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قال : اللّه ورسوله أعلم ، قال : قاتلك ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٣٩٨ ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره الزمخشرى أيضا فى الكشاف والفخر الرازى فى تفسيره الكبير كلاهما فى ذيل تفسير قوله تعالى :( هٰذِهِ نٰاقَةُ اَللّٰهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهٰا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اَللّٰهِ وَلاٰ تَمَسُّوهٰا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ ) فى سورة الأعراف.

[أسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٣٤ ] روى بسنده عن صهيب قال : قال على عليه السلام : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أشقى الأولين؟ قلت : عاقر الناقة ، قال : صدقت ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قلت : لا علم لى يا رسول اللّه ، قال : الذى يضربك على هذا ـ وأشار بيده إلى يافوخه ـ وكان يقول : وددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه ـ يعنى لحيته من دم رأسه ـ ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤ ١١ ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢ ٤ ٨ ) وقال : أخرجه أبو حاتم والملا فى سيرته ، وذكره ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٤ ٠٧ ) وذكره العسقلانى ايضا فى فتح البارى ج ٨ ص ٧ ٦ وقال اخرجه ابو يعلى باسناد لين وعند البزار باسناد جيد

[الثعلبى فى قصص الأنبياء ص ١٠٠ ] روى بسنده عن الضحاك بن مزاحم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ أتدرى من أشقى الأولين؟ قال : قلت : اللّه ورسوله أعلم ، قال : عاقر الناقة ، قال : يا علىّ أتدرى من أشقى الآخرين؟ قال : قلت : اللّه ورسوله أعلم قال : قلتلك.

٨٥

[كنز العمال ج ٦ ص ٤١٢ ] قال : عن على عليه السلام ، قال : أخبرنى الصادق المصدوق أنى لا أموت حتى أضرب على هذه ـ وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر ـ فتخضب هذه منها بدم ـ وأخذ بلحيته ـ وقال : يقتلك أشقى هذه الأمة كما عقر ناقة اللّه أشقى بنى فلان من ثمود ، فنسبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى فخذه الدنيا دون ثمود ، قال : أخرجه عبد بن حميد وابن عساكر.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٤١٢ ] قال : عن سعيد بن المسيب قال : رأيت عليا عليه السلام على المنبر وهو يقول : لتخضبن هذه من هذه ـ وأشار بيده إلى لحيته وجبينه ـ فما حبس أشقاها؟ فقلت : لقد ادعى على عليه السلام علم الغيب فلما قتل علمت أنه قد كان عهد اليه ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[نور الأبصار للشبلنجى ص ٩٧ ] قال : وفى الفصول المهمة قيل : وسئل على عليه السلام وهو على المنبر فى الكوفة عن قوله تعالى :( مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) فقال : اللهم غفرا هذه الآية نزلت فىّ وفى عمى حمزة وفى ابن عمى عبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب ، فأما عبيدة فانه قضى نحبه شهيدا يوم بدر ، وأما عمى حمزة فانه قضى نحبه شهيدا يوم احد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذا ـ وأشار إلى لحيته ورأسه ـ عهدا عهده إلى حبيبى أبو القاسم صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص ٨٠ ).

٨٦

باب

إن ابن ملجم لعنه اللّه

يختطفه الطير كل يوم ويتقيأه

[نور الأبصار للشبلنجى ص ٩٨ ] قال : غريبة من كتاب المناقب لأبى بكر الخوارزمى قال : قال أبو القاسم بن محمد : كنت فى المسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام ابراهيم عليه السلام فقلت : ما هذا؟ فقالوا : راهب قد أسلم وجاء إلى مكة وهو يحدث بحديث عجيب ، فأشرفت عليه فاذا شيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف عظيم الجثة وهو قاعد عند المقام يحدث الناس وهم يستمعون له فقال : بينما أنا قاعد فى صومعتى فى بعض الأيام إذ أشرفت منها إشرافة فاذا طائر كالنسر الكبير قد سقط على صخرة على شاطىء البحر فتقيأ فرمى من فيه ربع إنسان ، ثم طار فغاب يسيرا ثم عاد فتقيأ ربعا آخر ، ثم طار وعاد فتقيا هكذا ، إلى أن تقيأ أربعة أرباع إنسان ثم طار فدنت الأرباع بعضها من بعض فالتأمت ، فقام منها إنسان كامل وأنا أتعجب مما رأيت ، فاذا بالطائر قد انقض عليه فاختطف ربعه ، ثم طار ثم عاد واختطف ربعا آخر ، ثم طار وهكذا إلى أن اختطف جميعه ، فبقيت متفكرا وأنحسر أن لا كنت سألته من هو وما هى قصته ، فلما كان فى

٨٧

اليوم الثانى إذا بالطائر قد أقبل وفعل كفعله بالأمس ، فلما التأمت الأرباع وصارت شخصا كاملا نزلت من صومعتى مبادرا اليه وسألته باللّه من أنت يا هذا؟ فسكت ، فقلت : بحق من خلقك إلا ما أخبرتنى من أنت؟ فقال : أنا ابن ملجم فقلت : ما قصتك مع هذا الطائر ، قال : قتلت على بن أبى طالب فوكل اللّه بى هذا الطائر يفعل بى ما ترى كل يوم ، فخرجت من صومعتى وسألت عن على بن أبى طالب فقيل لى : إنه ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأسلمت وأتيت إلى بيت اللّه الحرام قاصدا للحج وزيارة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

٨٨

باب

في لين علي عليه السّلام بقاتله

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١٤٤ ] روى بسنده عن الشعبى قال : لما ضرب ابن ملجم لعنه اللّه عليا عليه السلام تلك الضربة أوصى به على عليه السّلام فقال : قد ضربنى فاحسنوا اليه وألينوا له فراشه ، فان أعش فهضم أو قصاص وإن أمت فعاجلوه فانى مخاصمه عند ربى عز وجل ، ( أقول ) فهضم ـ أى أترك له حقى.

[مسند الإمام الشافعى ] فى كتاب قتال أهل البغى ( ص ١٨٠ ) قال : أخبرنا ابراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه إن عليا عليه السلام قال فى ابن ملجم ـ بعد ما ضربوه ـ أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره ، فان عشت فأنا ولي دمى أعفو إن شئت وإن شئت استقدت ، وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤١٣ ] قال : عن جعفر بن محمد عن أبيه إن عليا عليه السلام كان يخرج إلى الصبح ومعه درة يوقظ بها الناس فضربه ابن ملجم لعنه اللّه ، فقال عليه السلام : أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره ، فان عشت فأنا ولي دمى أعفو إن شئت وإن شئت استقدت ، وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا ، قال : أخرجه الشافعى والبيهقى.

٨٩

باب

في الجواب عما قاله عمران بن

حطان الخارجي لعنه اللّه

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٧١ ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن مالك قال : جمع الأطباء لعلى عليه السلام يوم جرح ـ وكان أبصرهم بالطب كثير بن عمرو السكونى. وكان يقال له أثير بن عمرو ، وكان صاحب كسرى يتطبب ، وهو الذى ينسب اليه صحراء أثير ـ فأخذ رية شاة حارة فتتبع عرقا منها فاستخرجه فأدخله فى جراحة على عليه السلام ثم نفح العرق فاستخرجه فاذا عليه بياض الدماغ ، وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال : يا أمير المؤمنين إعهد عهدك فانك ميت ( قال ) وفى ذلك يقول عمران ابن حطان الخارجى.

يا ضربة من تقى ما أراد بها

إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا

إنى لأذكره حينا فأحسبه

أو فى البرية عند اللّه ميزانا

(قال ) وقال بكر بن حماد التاهرتى(١) رضوان اللّه عليه معارضا له فى ذلك :

__________________

١ ـ فى نور الأبصار للشبلنجى ص ٩٨ سمى الشاعر ( بكر بن حسان ) فلاحظ.

٩٠

قل لابن ملجم والأقدار غالبة

هدمت ويلك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشى على قدم

وأول الناس إسلاما وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما

سن الرسول لنا شرعا وتبيانا

صهر النبى ومولاه وناصره

أضحت مناقبه نورا وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له

ما كان هارون من موسى بن عمرانا

وكان فى الحرب سيفا صارما ذكرا

ليثا إذا لقى الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر

فقلت سبحان رب الناس سبحانا

إنى لأحسبه ما كان من بشر

يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

أشقى مراد إذا عدت قبائلها

وأخسر الناس عند اللّه ميزانا

كعاقر الناقة الأولى التى جلبت

على ثمود بأرض الحجر خسرانا

قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها

قبل المنية أزمانا فأزمانا

فلا عفا اللّه عنه ما تحمله

ولا سقى قبر عمران بن حطانا

لقوله فى شقى ظل مجترما

ونال ما ناله ظلما وعدوانا

( يا ضربة من تقى ما أراد بها

إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا )

بل ضربة من غوى أوردته لظى

فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا

كأنه لم يرد قصدا بضربته

إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

[نور الأبصار للشبلنجى ص ٩٨ ] قال : ولما سمع القاضى أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الشافعى قول عمران بن حطان الرقاشى الخارجى :

للّه در المرادى الذى فتكت

كفاء مهجة شر الخلق إنسانا

يا ضربة من تقى ما أراد بها

إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا

إنى لأذكره يوما فأحسبه

أوفى البرية عند اللّه ميزانا

فأجابه بقوله :

إنى لأبرأ مما أنت قائله

عن ابن ملجم الملعون بهتانا

٩١

يا ضربة من شقى ما أراد بها

إلا ليهدم للإسلام أركانا

إنى لأذكره يوما فألعنه

دينا وألعن عمرانا وحطانا

عليه ثم عليه الدهر متصلا

لعائن اللّه إسرارا وإعلانا

فانتما من كلاب النار جاء به

نص الشريعة برهانا وتبيانا

عليكما لعنة الجبار ما طلعت

شمس وما أوقدوا فى الكون نيرانا

٩٢

باب

في وفود الملائكة والنبيين على علي عليه السّلام

بعد ما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه

[أسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٣٨ ] روى بسنده عن عمرو ذى مرّ قال : لما أصيب على عليه السلام بالضربة دخلت عليه وقد عصّب رأسه قال : قلت : يا أمير المؤمنين أرنى ضربتك قال : فحلها فقلت : خدش وليس بشىء ، قال : إنى مفارقكم ، فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب فقال لها : أسكتى فلو ترين ما أرى لما بكيت ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ماذا ترى؟ قال : هذه الملائكة وفود والنبيون وهذا محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : يا علىّ إبشر فما تصير اليه خير مما أنت فيه.

٩٣

باب

إن عليا عليه السّلام اتاه أمر اللّه وهو خميص

[أسد الغابة لابن الأثير ج ٤ ص ٣٥ ] روى بسنده عن عثمان بن المغيرة قال : لما دخل شهر رمضان جعل على عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن عليه السلام وليلة عند الحسين عليه السلام وليلة عند عبد اللّه بن جعفر لا يزيد على ثلاث لقم ويقول : يأتى أمر اللّه وأنا خميص ، وإنما هى ليلة أو ليلتان ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤ ١٣ ) ولكن ذكر ابن عباس مكان عبد اللّه بن جعفر وقال فى آخره : فأصيب من آخر الليل قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤١١ ] قال : عن جعفر لما دخل شهر رمضان كان على عليه السلام يفطر عند الحسن عليه السلام ليلة وعند الحسين عليه السلام ليلة وليلة عند عبد اللّه بن جعفر لا يزيد على اللقمتين أو ثلاثا ، فقيل له فقال : إنما هى ليال قلائل يأتى أمر اللّه وأنا خميص ، فقتل من ليلته قال : أخرجه العسكرى.

٩٤

باب

إن اللّه يتوفى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وعليا عليه السّلام

بمشيته دون عزرائيل

[الرياض النضرة ج ٢ ص ١٦٥ ] قال : عن أبى ذر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما أسرى بى مررت بملك جالس على سرير من نور وإحدى رجليه فى المشرق والأخرى فى المغرب وبين يديه لوح ينظر فيه والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ويده تبلغ المشرق والمغرب ، فقلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا عزرائيل تقدم فسلم عليه فتقدمت وسلمت عليه ، فقال : وعليك السلام يا أحمد ما فعل ابن عمك عليّ؟ فقلت : وهل تعرف ابن عمى عليا؟ قال : وكيف لا أعرفه وقد وكلنى اللّه بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك على بن أبى طالب فان اللّه يتوفا كما بمشيته ، قال : خرجه الملا فى سيرته.

٩٥

باب

إن عليا عليه السّلام حنط

بفاضل حنوط النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم

[مستدرك الصحيحين ج ١ ص ٣٦١ ] روى بسنده عن أبى وائل قال : كان عند على عليه السلام مسك فأوصى أن يحنط به قال : وقال على عليه السّلام : وهو فضل حنوط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤ ١٢ ) وقال : أخرجه ابن سعد والبيهقى وابن عساكر.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٤٧ ] قال : وروى هارون بن سعيد إنه كان عند على عليه السلام مسك أوصى أن يحنط به وقال : فضل من حنوط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : أخرجه البغوى.

٩٦

باب

في دعاء علي عليه السّلام أن يجعل اللّه قبره

في الربوة وهي النجف

[كنز العمال ج ١ ص ٢٥٨ ] قال : عن جعفر الصادق عليه السلام إنه سئل عن قوله تعالى :( وَآوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَمَعِينٍ ) قال : الربوة النجف ، والقرار المسجد ، والمعين الفرات ( ثم قال ) إن نفقة فى الكوفة بالدرهم الواحد تعدل بمائة درهم فى غيرها ، والركعة بمائة ركعة ، ومن أحب أن يتوضأ بماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فان فيه شعبين من الجنة ، وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك فى الفرات ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام على باب النجف ويقول : وادى السلام ، ومجمع أرواح المؤمنين ، ونعم المضجع للمؤمنين هذا المكان ، وكان يقول : اللهم اجعل قبرى بها ، قال : أخرجه ابن عساكر.

٩٧

باب

في الآية التى ظهرت صباح قتل علي عليه السّلام

[مستدرك الصحيحين ج ٣ ص ١١٣ ] روى بسنده عن ابن شهاب قال : قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبد الملك لأسلم عليه فوجدته فى قبة على فرش بقرب القائم وتحته سماطان فسلمت ثم جلست فقال لى : يابن شهاب أتعلم ما كان فى بيت المقدس صباح قتل على بن أبى طالب عليه السّلام؟ فقلت : نعم ، فقال : هلم فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة فحول إلي وجهه فانحنى عليّ فقال : ما كان؟ فقلت : لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم ، فقال : لم يبق أحد يعلم هذا غيرى وغيرك ، لا يسمعن منك أحد فما حدثت به حتى توفى ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢ ٤ ٧ ) وقال : أخرجه ابن الضحاك فى الآحاد والمثانى.

[مستدرك الصحيحين أيضا ج ٣ ص ١٤٤ ] روى بسنده عن الزهرى إن أسماء الأنصارية قالت : ما رفع حجر بايلياء ليلة قتل على عليه السلام إلا ووجد تحته دم عبيط.

٩٨

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١١٦ ] فى ضمن ما جاء فى الحسين عليه السلام قال : وما مرّ من أنه لم يرفع حجر فى الشام ( أو الدنيا ) إلا رؤى تحته دم عبيط ، وقع يوم قتل على عليه السلام أيضا ، كما أشار اليه البيهقى بأنه حكى عن الزهرى إنه قدم الشام يريد الغزو فدخل على عبد الملك فأخبره إنه يوم قتل على عليه السلام لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم ثم قال له : لم يبق من يعرف هذا غيرى وغيرك فلا تخبر به ، قال : فما أخبرت به إلا بعد موته ، قال : وحكى عنه أيضا إن غير عبد الملك أخبر بذلك أيضا.

٩٩

باب

إن عليا عليه السّلام قبض في الليلة التى قبض فيها وصى

موسى عليه السّلام وعرج بروح عيسى عليه السّلام ونزل الفرقان

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٤٦ ] قال : عن أبى الطفيل قال : خطبنا الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا عليه السلام خاتم الأوصياء ، ووصى الأنبياء ، وأمين الصديقين والشهداء ، ثم قال : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ولقد قبضه اللّه فى الليلة التى قبض وصى موسى ، وعرج بروحه فى الليلة التى عرج فيها بروح عيسى بن مريم ، وفى الليلة التى أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان واللّه ما ترك ذهبا ولا فضة ، وما فى بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما لأم كلثوم ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى وأبو يعلى والبزار وأحمد.

[طبقات ابن سعد ج ٣ القسم ١ ص ٢٦ ] روى بسنده عن هبيرة ابن يريم قال : لما توفىّ على بن أبى طالب عليه السلام قام الحسن

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450