فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة13%

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 450

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 450 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 164373 / تحميل: 6229
الحجم الحجم الحجم
فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة الجزء ٣

مؤلف:
العربية

١
٢

٣
٤

الطبعة الرابعة

جميع الحقوق محفوظة للناشر

١٤٠٢ هـ ـ ١٩٨٢ م

٥
٦

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

أحمد اللّه تعالى على آلائه واشكره سبحانه على نعمائه واصلى واسلّم على النبى الاعظم محمّد الذي انقذنا من الجهالة وحيرة الضلالة وعلى اهل بيته الطاهرين أولى النهى والهداية الّذين من تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى ( أما بعد ) فهذا هو الجزء الثالث من كتابنا الموسوم ( بفضائل الخمسة من الصحاح الستة ) نقدمه الى القراء الكرام راجين منهم القبول والعفو عن الزلل والخطأ فإن الانسان محل السهو والنسيان واسأل اللّه التوفيق لما يحبّ ويرضى وأن يجعل عاقبة امرى خيرا انه أجود مسؤل واكرم من اعطى

المؤلف

٧
٨

باب

في عيش علي عليه السّلام واستقائه كل دلو بتمرة

ليقيت به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٥٩ ] روى بسنده عن محمد ابن كعب القرظى إن عليا عليه السلام قال : لقد رأيتنى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإنى لأربط الحجر على بطنى من الجوع وإن صدقتى اليوم لأربعون الفا ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ٢٣ ) وقال ما لفظه : لم يرد بقوله أربعين الفا زكاة ماله وإنما أراد الوقوف التى جعلها صدقة كان الحاصل من دخلها صدقة هذا العدد فان أمير المؤمنين عليا عليه السلام لم يدّخر ما لا ( قال ) ودليله ما نذكره من كلام ابنه الحسن عليه السّلام فى مقتله إنه لم يترك إلا ستمائة درهم اشترى بها خادما ( انتهى ) وقد تقدم كلام ابنه الحسن عليه السلام بطرق متعددة فى باب علىّ عليه السلام يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فى ( ج ٢ ص ٣ ٥٤ ) و بعض طرقه فى باب علىّ لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون فى ( ج ٢ ص ٢ ٤ ٧ ).

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٦٥ ] قال : وذكر عبد

٩

الرزاق عن الثورى عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السّلام على المنبر يقول : من يشترى منى سيفى هذا؟ فلو كان عندى ثمن أزار ما بعته فقام اليه رجل فقال : نسلفك ثمن أزار ( قال ) قال عبد الرزاق : وكانت بيده الدنيا كلها إلا ما كان من الشام ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج ٦ ص ١ ٦٥ ) عن أبى رجاء وقال : خرج على عليه السلام بسيف له إلى السوق فقال : لو كان عندى ثمن أزار لم أبعه ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٦ ص ٤ ٠٩ ) عن على بن الأرقم عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السلام يعرض سيفا له فى رحبة الكوفة ويقول : من يشترى منى سيفى هذا؟ واللّه لقد جلوت به غير مرة عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ولو أن عندى ثمن أزار ما بعته ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ١ ص ٨٣ ) وقال فيه : لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[صحيح ابن ماجة فى أبواب الرهون ] فى باب الرجل يستسقى كل دلو بتمرة ، روى بسنده عن ابن عباس قال : أصاب نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم خصاصة فبلغ ذلك عليا عليه السلام فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليقيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستسقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة فخيره اليهودى من تمره سبع عشرة عجوة فجاء بها إلى نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج ٦ ص ١١٩ ) وقال فى آخره : فقال : من أين هذا يا أبا الحسن؟ قال : بلغنى ما بك من الخصاصة يا نبى اللّه فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما قال : فحملك على هذا حب اللّه ورسوله؟ قال على عليه السّلام : نعم يا نبى اللّه ، فقال نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : واللّه ما من عبد يحب اللّه ورسوله إلا الفقر أسرع اليه من جرية السيل على وجهه ، من

١٠

أحب اللّه ورسوله فليعد تجفافا(١) وإنما يعنى الصبر ، انتهى ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج ٣ ص ٣٢١ ) على نحو رواية البيهقى وقال : فليعد للبلاء تجفافا.

[كنز العمال ج ٤ ص ٤٢ ] قال : عن أبى قلابة عن على عليه السلام قال : لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى بعض طرق المدينة بالهاجرة فقلت : بأبى أنت وأمى ما أخرجك هذه الساعة؟ قال : وصل يا على الجوع إلي ، فقلت : بأبى أنت وأمى هل أنت منتظرى حتى آتيك؟ قال : فجلس فى ظل حائط فأتيت رجلا بالمدينة له ودى قد غرسه فقلت : هل أنت معطى استسقى كل جرة بتمرة لا تعطنى حشفة ولا ندرة؟ قال : أعطيك من غير صنيع عندى ، فجعلت كلما استقيت جرة وضع تمرة حتى اجتمع قبضة من تمر ، فقلت : هل أنت واهب لى صرة من كراث يعنى قبضة؟ فأعطانى فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو جالس فبسط طرف ثوبه فألقيته عليه فأكل ثم قال : أشبعت جوعى أشبع اللّه جوعك ، قال : أخرجه الحافظ أبو الفتح بن أبى الفوارس فى الأفراد ، ( أقول ) الودى بالياء المشددة هو صغار النخل قبل أن يحمل.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٣٢ ] قال : وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناى يعنى حسنا وحسينا؟ قالت : قلت : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ نذوقه ، فقال علىّ : أذهب

__________________

١ ـ الذى قاله ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( جفف ) : عليه تجفاف هو شئ من سلاح يترك على الفرس بقيه الأذى وقد يلبسه الإنسان أيضا وجمعه تجافيف ، وقال أيضا بمادة ( تجف ) : وفى الحديث ( أعد للفقر تجفافا ) التجفاف ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح ، وفرس مجفف عليه تجفاف والجمع التجافيف والتاء فيه زائدة.

١١

بهما فانى أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ ، فذهب بهما إلى فلان اليهودى فتوجه اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مسربة(١) بين أيديهما فضل من تمر فقال : يا علىّ ألا تقلب ابنىّ قبل أن يشتد الحر عليهما؟ قال : فقال على عليه السلام : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ فلو جلست يا رسول اللّه حتى أجمع لفاطمة تمرات ، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام ينزع لليهودى كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شئ من تمر فجعله فى حجزته ثم أقبل ، فحمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحدهما وحمل على عليه السّلام الآخر ، قال : أخرجه الدولابى فى الذرية الطاهرة فى مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة عليها السلام.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٣٥ ] روى بسنده عن مجاهد قال : قال على عليه السلام : جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل فى عوالى المدينة فاذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداى ، ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت : بكفى هكذا بين يديها وبسط إسماعيل ـ يعنى الراوى ـ يديه وجمعهما فعدت لى ست عشرة تمرة فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرته فأكل معى ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ١ ص ٧٠ وص ٧١ ) قال فى الأول : فذهبت بالتمر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال لى خيرا ودعا لى ، وقال فى الثانى : ثم جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بملء كفى فأكل بعسه وأكلت بعضه ( أنتهى ) ، ورواه غيرهما أيضا من أئمة الحديث.

_________________

١ ـ المسربة : المرعى.

١٢

باب

في زهد علي عليه السّلام

(أقول ) قد تقدم فى باب على عليه السّلام أول من أسلم ( ج ١ ص ١٧٨ ) وغيره من أبواب متعددة قول سعد بن أبى وقاص فى على عليه السلام : ألم يكن أول من أسلم ، ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ألم يكن أزهد الناس ، ألم يكن أعلم الناس ( الخ ) وقد تقدم أيضا فى باب على عليه السّلام يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ( ج ٢ ص ٣ ٥٤ ) قول الحسن بن على عليهما السلام فى أبيه بطرق متعددة ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ( الخ ) فهذان الحديثان مما دل على زهده عليه السلام ، بل وإنه أزهد الناس ، واليك باقى ما ورد فى هذا المعنى مما ظفرت به على العجالة.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٨٠ ] روى بسنده عن على بن ربيعة الوالبى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : جاءه ابن النباج فقال : يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء

١٣

فقال : اللّه أكبر فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال :

هذا جناى وخياره فيه

وكل جان يده إلى فيه

يابن النباج عليّ بأشياع الكوفة ، قال : فنودى فى الناس فأعطى جميع ما فى بيت مال المسلمين وهو يقول : يا صفراء ويا بيضاء غرّى غيرى ها وها حتى ما بقى منه دينار ولا درهم ، ثم أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين ، وروى

أيضا فى ( ص ٨١ ) بسنده عن مجمع التيمى قال : كان على عليه السلام يكنس بيت المال ويصلى فيه يتخذه مسجدا رجاء أن يشهد له يوم القيامة ، ( أقول ) وذكرهما على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج ٥ ص ٧ ٥ ٠ ) فى الشرح وقال : أخرجهما أحمد ـ يعنى ابن حنبل.

[الهيثمى فى مجمعه ج ٩ ص ١٣١ ] قال : وعن عبد اللّه بن أبى نجا إن عليا أتى يوم البصرة بذهب وفضة فقال : ابيضى واصفرى وغرى غيرى أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك ، فشق قوله ذلك على الناس ، فذكر ذلك له فأذن للناس فذخلوا عليه ، قال : إن خليلى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يا عليّ إنك ستقدم على اللّه وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين ، ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الإقماح ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٦٥ ] روى بسنده عن عنترة الشيبانى قال : كان على عليه السلام يأخذ فى الجزية والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده حتى يأخذ من أهل الأبر والمال والخيوط والحبال ثم يقسمه بين الناس ، وكان لا يدع فى بيت المال مالا يبيت فيه حتى يقسمه إلا أن يغلبه فيه شغل فيصبح اليه ، وكان يقول : يا دنيا لا تغرينى غرى غيرى وينشد :

١٤

هذا جناى وخياره فيه

وكل جان يده إلى فيه

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ٧٨ ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن زرير أنه قال : دخلت على علىّ بن أبى طالب عليه السلام يوم الأضحى فقرب الينا حريرة(١) فقلت : أصلحك اللّه لو قربت الينا من هذا البط ـ يعنى الوز ـ فان اللّه عز وجل قد أكثر الخير ، فقال : يابن زرير إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا يحل للخليفة من مال اللّه إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدى الناس.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٧١ ] روى بسنده عن عمار بن ياسر يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إن اللّه تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى اللّه تعالى منها هى زينة الأبرار عند للّه عز وجل ، الزهد فى الدنيا فجعلك لا ترزأ(٢) من الدنيا شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج ٤ ص ٢٣ ) وزاد فى آخره : فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فاما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك فى دارك ورفقاؤك فى قصرك ، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على اللّه أن يوقفهم موقف الكذابين ( انتهى ) ورواه غيرهما أيضا.

[حلية الأولياء أيضا ج ١ ص ٨١ ] روى بسنده عن عبد اللّه بن

____________________

١ ) ـ الحريرة : بالحاء المفتوحة ثم الراء بعدها الياء المثناة التحتانية بعدها الراء ثم الهاء ـ دقيق يطبخ بلبن أو دسم. ( المنجد )

٢ ـ لا ترزأ : بالراء ثم الزاى بعدها الهمزة ـ أى لا تصيب.

١٥

شريك عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلام إنه أتى بفالوذج(١) فوضع قدامه فقال : إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره أن أعوّد نفسى ما لم تعتده.

[حلية الأولياء أيضا ج ١ ص ٨٢ ] روى بسنده عن زيد بن وهب قال : قدم على على عليه السّلام وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد بن نعجة فعاتب عليا عليه السلام فى لبوسه فقال على عليه السلام : ما لك وللبوسى؟ إن لبوسى أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدى بى المسلم ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢٣ ٤ ) و قال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة.

[أسد الغابة لابن الأثير الجزرى ج ٤ ص ٢٤ ] روى بسنده عن أبى نعيم قال : سمعت سفيان يقول : ما بنى على عليه السلام لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتى بحبوته من المدينة فى جراب.

[أسد الغابة أيضا ج ٤ ص ٢٤ ] روى بسنده عن أبى بحر عن شيخ لهم قال : رأيت على علىّ عليه السلام أزارا غليظا قال : اشتريته بخمسة دراهم فمن أراد أربحنى فيه درهما بعته. قال : ورأيت معه دراهم مصرورة فقال : هذه بقية نفقتنا من ينبع.

[أسد الغابة أيضا ج ٤ ص ٢٤ ] روى بسنده عن أبى النوار بياع الكرابيس قال : أتانى على بن أبى طالب عليه السلام ومعه غلام له فاشترى منى قميصى كرابيس فقال لغلامه : إختر أيهما شئت فأخذ أحدهما وأخذ علىّ عليه السلام الآخر فلبسه ثم مد يده فقال : إقطع الذى يفضل من قدر يدى فقطعه ولبسه وذهب.

___________________

١ ـ الفالوذج : بالفاء بعدها الألف ثم اللام والواو ثم الذال للمعجمة بعدها الجيم حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل ، فارسية. ( المنجد )

١٦

[الاستيعاب لابن عبد البر ج ٢ ص ٤٦٥ ] روى بسنده عن أبجر ابن جرموز عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السّلام يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان متزرا بالواحدة مترديا بالأخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف فى الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى اللّه وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان ، وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن عطاء قال : رأيت على على عليه السلام قميص كرابيس غير غسيل ( قال ) وعن أبى قيس الأودى قال : أدركت الناس وهم ثلاث طبقات ، أهل دين يحبون عليا عليه السلام ، وأهل دنيا يحبون معاوية ، وخوارج.

[كنز العمال ٢ ص ١٦١ ] قال : عن أبى جعفر قال : أكل علىّ عليه السلام من تمر دقل ثم شرب عليه الماء ثم ضرب على بطنه وقال : من أدخله بطنه في النار فأبعده اللّه ثم تمثل : فانك مهما تعط بطنك سؤله وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا قال : أخرجه العسكرى.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤٠٩ ] قال : عن عمرو بن قيس قال : رئى على على عليه السلام إزار مرقوع فقيل له فقال : يقتدى به المؤمن ويخشع به القلب ( قال ) أخرجه هناد وأبو نعيم فى حليته.

[كنز العمال ج ٦ ص ٤١٠ ] قال : عن أبى مطر قال : خرجت من المسجد فاذا رجل ينادى خلفى إرفع إزارك فانه أتقى لربك وأنقى لثوبك وخذ من رأسك إن كنت مسلما ، فاذا هو على عليه السلام ومعه الدرة فانتهى إلى سوق الإبل فقال : بيعوا ولا تحلفوا فان اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة ثم أتى صاحب التمر فاذا خادم تبكى فقال : ما شأنك؟ فقالت : باعنى هذا تمرا بدرهم فأبى مولاى أن يقبله ، فقال : خذه وأعطها درهمها فانه ليس لها أمر فكأنه أبى فقلت : ألا تدرى

١٧

من هذا؟ قال : لا ، قلت : علىّ أمير المؤمنين عليه السّلام فصب تمره وأعطاها درهمها وقال : أحب أن ترضى عنى يا أمير المؤمنين قال : ما أرضانى عنك إذا وفيتهم ، ثم مر مجتازا بأصحاب التمر فقال : أطعموا المسكين يربو كسبكم ، ثم مر مجتازا حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال : لا يباع فى سوقنا طافى ، ثم أتى دار بزاز وهى سوق الكرابيس فقال : يا شيخ أحسن بيعى فى قميص بثلاثة دراهم فلما عرفه لم يشتر منه شيئا ، ثم أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرسغين إلى الكعب ، فجاء صاحب النوب فقيل له : إن ابنك باع من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم قال : فهلا أخذت منه بدرهمين فأخذ الدرهم ثم جاء به إلى على عليه السلام فقال : أمسك هذا الدرهم قال : ما شأنه؟ قال : كان قميصنا ثمن درهمين باعك ابنى بثلاثة دراهم ، قال : باعنى برضاى وأخذت برضاه ، ( قال ) أخرجه ابن راهويه وأحمد فى الزهد وعبد بن حميد وأبو يعلى والبيهقى وابن عساكر.

[كنز العمال أيضا ج ٦ ص ٤١٠ ] قال : عن زيد بن وهب قال : خرج علينا على عليه السلام وعليه رداء وإزار قد وثقه بخرقة فقيل له : فقال : إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لى من الزهو وخيرا لى فى صلاتى وسنة للمؤمنين ( قال ) أخرجه ابن المبارك.

[الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٢٩ ] قال : وعن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ كيف أنت إذا زهد الناس فى الآخرة ورغبوا فى الدنيا ، وأكلوا التراث أكلا لما ، وأحبوا المال حبا جما ، واتخذوا دين اللّه دغلا ، ومال اللّه دولا ، قلت : أتركهم وما اختاروا وأختار اللّه ورسوله والدار الآخرة ، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بك إن شاء اللّه تعالى ، قال : صدقت اللهم افعل ذلك به ( قال ) أخرجه الحافظ الثقفى فى الأربعين.

[الرياض النضرة أيضا ج ٢ ص ٢٣٠ ] قال : وعن ابن عباس

١٨

قال : اشترى على بن أبى طالب عليه السلام قميصا بثلاثة دراهم وهو خليفة وقطع كمه من موضع الرسغين وقال : الحمد للّه الذى هذا من رياشه ( قال ) أخرجه السلفى.

[الرياض النضرة أيضا ج ٢ ص ٢٣٠ ] قال : وعن على بن ربيعة قال : كان لعلى عليه السلام امرأتان فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم ، وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم.

[ذخائر العقبى ص ٩٣ ] قال : عن أبى الحمراء قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم فى علمه وإلى نوح فى فهمه وإلى ابراهيم فى حلمه وإلى يحيى بن زكريا فى زهده وإلى موسى فى بطشه فلينظر إلى على بن أبى طالب عليه السلام ( قال ) أخرجه أبو الخير الحاكمى.

١٩

باب

في ورع علي عليه السّلام وعدله وعصمته

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٨٢ ] روى بسنده عن عبد الملك ابن عمير يقول : حدثنى رجل من ثقيف إن عليا عليه السّلام استعمله على عكبرا قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلون وقال لى : إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت اليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسنى عنه دونه ، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بظبية(١) فقلت فى نفسى : لقد أمننى حتى يخرج إلي جوهرا ولا أدرى ما فيها فاذا عليها خاتم فكسر الخاتم فاذا فيها سويق فأخرج منها فصب فى القدح فصب عليه ماء فشرب وسقانى فلم أصبر فقلت : يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك؟ قال : أما واللّه ما أختم عليه بخلا عليه ولكنى أبتاع قدر ما يكفينى فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره ، وإنما حفظى لذلك وأكره أن أدخل بطنى إلا طيبا ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ، ص ٢٣ ٥ ) و قال : أخرجه فى

___________________

١ ـ الظبية : جراب صغير من جلد ظبى عليه شعره.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

بالقلب، وعمل بالاركان.

قال حمزة بن محمّد: وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت أبي يقول: وقد روى هذا الحديث، عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام باسناد مثله، قال أبوحاتم: لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لبرئ(١) .

٤٠٦/١٦ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله، قال: حدّثنا سعد ابن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن عليّ بن معبد، عن عبدالله بن القاسم، عن مبارك بن عبد الرحمن، عن أبي عبدالله الصادق، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: الاسلام عريان، فلباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شئ أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت(٢) .

٤٠٧/١٧ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، قال: حدثني محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد القلانسي، عن القندي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول الله، أكل من قال لا إله إلا الله، مؤمن؟ قال: إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى، إنكم لا تدخلون الجنة حتى تحبوني، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا، يعني عليا عليه السلام(٣) .

٤٠٨/١٨ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه محمّد بن خالد، عن غياث بن

______________

(١) عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ٢٢٧/٥، الخصال: ١٧٩/٢٤٢، بحار الانوار ٦٩: ٦٣/٩.

(٢) الكافي ٢: ٣٨/٢، المحاسن: ٢٨٦/٤٢٧، بحار الانوار ٦٨: ٣٤٣/١٥.

(٣) بحار الانوار ٢٧: ٧٥/٢.

٣٤١

إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا علي، أنا مدينة الحكمة، وأنت بابها، ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، لانك مني وأنا منك لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك سريرتي، وعلانيتك علانيتي، وأنت إمام امتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك، مثلك ومثل الائمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة(١) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله الطاهرين

______________

(١) كمال الدين وتمام النعمة: ٢٤١/٦٥، بحار الانوار ٢٣: ١٢٥/٥٣.

٣٤٢

[ ٤٦ ]

المجلس السادس والاربعون

مجلس يوم الثلاثاء

الثاني من شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٤٠٩/١ - حدّثنا الشيخ الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا الحسن بن متيل الدقاق، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: من رأى أخاه على أمر يكرهه، فلم يرده عنه، وهو يقدر عليه، فقد خانه، ومن لم يجتنجب مصادقة الاحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه(١) .

٤١٠/٢ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد ابن عبد الجبار، عن أبي أحمد الازدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن الله عزّوجلّ آخى بيني وبين عليّ بن أبي طالب، وزوجه ابنتي فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصيا وخليفة، فعلي مني وأنا منه، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته(٢) .

______________

(١) بحار الانوار ٧٤: ١٩٠/٢، و ٧٥: ٦٥/٢.

(٢) بحار الانوار ٤٣: ٩٨/٩.

٣٤٣

٤١١/٣ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، أنه قال: إن الله تبارك وتعالى رضي لكم الاسلام دينا، فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق(١) .

٤١٢/٤ - حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور رحمه الله، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: كثرة المزاح تذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك تمحو الايمان، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء(٢) .

٤١٣/٥ - حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإني سمعت جبرئيل عليه السلام يقول: إن المكر والخديعة في النار(٣) .

٤١٤/٦ - ثم قال: صلّى الله عليه وآله وسلّم: ليس منا من غش مسلما، وليس منا من خان مسلما(٤) .

٤١٥/٧ - ثم قال: صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن جبرئيل الروح الامين نزل علي من عند رب العالمين، فقال: يا محمّد، عليك بحسن الخلق، فإن سوء الخلق يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم خلقا(٥) .

______________

(١) بحار الانوار ٧١: ٣٥٠/٢، و: ٣٩١/٥٠.

(٢) بحار الانوار ٧٦: ٥٨/١.

(٣) بحار الانوار ٧١: ٣٨٧/٣٥، وسائل الشيعة ٨: ٥٧٠/١.

(٤) بحار الانوار ٧٥: ٢٨٤/٢ وسائل الشيعة ٨: ٥٧٠/١.

(٥) بحار الانوار ٧٣: ٢٩٦/٣، وسائل الشيعة ٨: ٥٧٠/١.

٣٤٤

٤١٦/٨ - حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانه رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: من صلى صلاة مكتوبة ثم سبح في دبرها ثلاثين مرة، لم يبق على بدنه شئ من الذنوب إلا تناثر(١) .

٤١٧/٩ - حدّثنا جعفر بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: أتي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بأسارى فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم، فقال الرجل: بأبي أنت وأمي - يا محمّد - كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال: أخبرني جبرئيل عن الله عزّوجلّ أن فيك خمس خصال يحبها الله عزّوجلّ ورسوله: الغيره الشديدة على حرمك، والسخاء، وحسن الخلق، وصدق اللسان، والشجاعة، فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه، وقاتل مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قتالا شديدا حتى استشهد(٢) .

٤١٨/١٠ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا عبد العزيز ابن يحيى الجلودي، قال: (حدّثنا محمّد بن عطية، قال: حدّثنا عبدالله بن عمرو بن سعيد البصري، قال: حدّثنا)(٣) هشام بن جعفر، عن حماد، عن عبدالله بن سليمان(٤) ، وكان قارئا للكتب، قال: قرأت في الانجيل: يا عيسى، جد في أمري ولا

______________

(١) وسائل الشيعة ٤: ١٠٣٢/٥.

(٢) الخصال: ٢٨٢/٢٨، بحار الانوار ٦٩: ٣٨٣/٤٥، و ٧١: ٣٨٤/٢٥.

(٣) أثبتناه من كمال الدين: ١٥٩/١٨، وللسند نظائر في الخصال: ٥٩/٨٠ وكمال الدين: ٣٨٥/١، و: ٣٩٢/٥.

(٤) في نسخة: عن حماد بن عبدالله بن سليمان، وكذا في كمال الدين: ١٥٩/١٨، وفي الخصال ٥٩/٨٠ وكمال الدين: ٣٨٥/١، عن حماد، عن عبدالله بن سليمان، وفي: ٣٩٤/٥ هشام بن جعفر بن حماد، عن عبدالله بن سليمان، والظاهر أنه مصحف هشام بن سنبر، عن حماد بن أبي سليمان، انظر تهذيب الكمال، ٧: ٢٧١ و ٣٠: ٢١٦.

٣٤٥

تهزل، واسمع وأطع، يا بن الطاهرة الطهر البكر البتول، أتيت(١) من غير فحل، أنا خلقتك آية للعالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، خذ الكتاب بقوة، فسر لاهل سوريا السريانية، وبلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا أزول، صدقوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الامي صاحب الجمل والمدرعة(٢) والتاج - وهي العمامة - والنعلين والهراوة - وهي القضيب - الانجل العينين(٣) ، الصلت الجبين(٤) ، الواضح(٥) الخدين، الاقنى الانف، المفجل(٦) الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون، دقيق المسربة(٧) ، شثن(٨) الكف والقدم، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما يتقلع(٩) من الصخرة وينحدر من صبب(١٠) ، وإذا جاء مع القوم بذهم(١١) ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، وريح المسك ينفح منه، لم ير قبله مثله ولا بعده، طيب الريح، نكاح النساء ذو النسل القليل، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة، لا صخب فيه ولا نصب، يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان، كلامه القرآن، ودينه الاسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه، وشهد أيامه، وسمع كلامه.

______________

(١) في نسخة: أنت.

(٢) المدرعة: ثوب صوف، وجبة مشقوقة المقدم.

(٣) العين النجلاء: الواسعة الحسنة.

(٤) جين صلت: واضح في سعة وبريق.

(٥) الواضح: الابيض.

(٦) قنى الانف: ارتفاع وسط قصبته وضيق منخريه، وفلج الاسنان: تباعدها.

(٧) المسربة: الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة.

(٨) الشسن: الغليظ الخشن.

(٩) في نسخة: ينقلع، والمراد قوة مشيه، أي كأنه يرفع رجليه من الارض رفعا قويا، لا كمن يمشي اختيالا ويقارب خطاه، فإن ذلك من مشي النساء.

(١٠) الصيب: الموضع المنحدر.

(١١) أي غلبهم وسبقهم.

٣٤٦

قال عيسى عليه السلام: يا رب، وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة، أنا غرستها، تظل الجنان، أصلها من رضوان، ماؤها من تسنيم، برده برد الكافور، وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لا يظلما بعدها أبدا.

فقال عيسى عليه السلام: اللهم اسقني منها. قال: حرام - يا عيسى - على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الامم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي، أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب، ولتعينهم على العين الدجال، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة(١) .

٤١٩/١١ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن دبيس بن عبدالله المفسر، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي البهلول المروزي، قال: حدّثنا الفضل بن هرمز ديار الطبري، قال: حدّثنا أبوعلي الحسن بن شجاع البلخي، قال: حدّثنا سليمان بن الربيع، قال: سمعت كادح بن أحمد يقول: سمعت مقاتل بن سليمان يقول: سمعت الضحاك، قال: سأل رجل ابن عباس: ما الذي أخفى الله تبارك وتعالى من الجنة، وقد أخبر عن أزواجها، وعن خدمها، وطيبها وشرابها وثمرها، وما ذكر الله تبارك وتعالى من أمرها وأنزله في كتابه؟ فقال ابن عباس: هي جنة عدن، خلقها الله يوم الجمعة، ثم أطبق عليها، فلم يرها مخلوق من أهل السماوات والارض حتى يدخلها أهلها، قال لها عزّوجلّ ثلاث مرات: تكلمي. فقالت: طوبى للمؤمنين. قال جل جلاله: طوبى للمؤمنين، وطوبى لك.

قال مقاتل: قال الضحاك: قال ابن عباس: فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلا من كان فيه ست خصال فإنه منهم: من صدق حديثه، وأنجز وعده، وأدى أمانته، وبر والديه، ووصل رحمه، واستغفر من ذنبه، فهو مؤمن(٢) .

٤٢٠/١٢ - حدّثنا أبوالعباس محمّد بن إبراهيم الطالقاني رحمه الله، قال: حدثنا

______________

(١) بحار الانوار ١٤: ٢٨٤/٦.

(٢) بحار الانوار ٦٧: ٢٩٠/١٣.

٣٤٧

أبو بكر محمّد بن القاسم الانباري، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبوبكر محمّد بن أبي يعقوب الدينوري، قال: حدّثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي، قال: يروى أن رجلا جاء إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يا أميرالمؤمنين، إن لي إليك حاجة. فقال: اكتبها في الارض، فإني أرى الضر فيك بينا. فكتب في الارض: أنا فقير محتاج. فقال علي عليه السلام: يا قنبر اكسه حلتين. فأنشأ الرجل يقول:

كسوتني حلة تبلى محاسنها

فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا

إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة

ولست تبقي بما قد نلته بدلا

إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه

كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا

لا تزهد الدهر في عرف(١) بدأت به

فكل عبد سيجزى بالذي فعلا

فقال علي عليه السلام: أعطوه مائة دينار، فقيل له: يا أميرالمؤمنين، لقد أغنيته. فقال: إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أنزلوا الناس منازلهم.

ثم قال علي عليه السلام: إني لاعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا يشترون الاحرار بمعروفهم!(٢) .

٤٢١/١٣ - حدّثنا أبوالعباس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا أبوأحمد عبدالله بن أحمد بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا عليّ بن سعيد بن بشير، قال: حدّثنا ابن كاسب، قال: حدّثنا عبدالله بن ميمون المكي، قال: حدّثنا جعفر ابن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين عليهم السلام، أنه دخل عليه رجلان من قريش، فقال: ألا أحدثكما عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فقالا: بلى، حدّثنا عن أبي القاسم. قال: سمعت أبي عليه السلام يقول: لما كان قبل وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل، فقال: يا أحمد، إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك يا محمّد؟ قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أجدني - يا جبرئيل - مغموما وأجدني - يا جبرئيل - مكروبا.

______________

(١) العرف: المعروف.

(٢) بحار الانوار ٧٤: ٤٠٧/٢.

٣٤٨

فلما كان اليوم الثلاث هبط جبرئيل وملك الموت، ومعهما ملك يقال له: إسماعيل في الهواء علي سبعين ألف ملك، فسبقهم جبرئيل عليه السلام، فقال: يا أحمد، إن الله عزّوجلّ أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك. فقال: كيف تجدك يا محمّد؟ قال: أجدني - يا جبرئيل - مغموما، وأجدني - يا جبرئيل - مكروبا.

فاستأذن ملك الموت، فقال جبرئيل: يا أحمد، هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن على أحد قبلك، ولا يستأذن على أحد بعدك. قال: ائذن له. فأذن له جبرئيل عليه السلام، فأقبل حتى وقف بين يديه، فقال: يا أحمد، إن الله أرسلني إليك، وأمرني أن أطيعك فيما تأمرني، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها. فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: أتفعل ذلك يا ملك الموت؟ قال: نعم، بذلك أمرت أن أطيعك فيما تأمرني.

فقال له جبرئيل عليه السلام: يا أحمد، أن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا ملك الموت، امض لما أمرت به. فقال جبرئيل عليه السلام: هذا آخر وطئي الارض، إنما كنت حاجتي من الدنيا.

فلما توفي رسول الله (صلّى الله على روحه الطيب)، جاءت التعزية، جاءهم آت يسمعون حسه، ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (١) إن في الله عزّوجلّ عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر عليه السلام(٢) .

٤٢٢/١٤ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا أبوالعباس أحمد

______________

(١) آل عمران ٣: ١٨٥.

(٢) بحار الانوار ٢٢: ٥٠٤/٤.

٣٤٩

ابن إسحاق المادري(١) بالبصرة في رجب سنة ثمان عشرة وثالث مائة، قال: حدّثنا أبوقلابة عبد الملك بن محمّد، قال: حدّثنا غانم بن الحسن السعدي، قال: حدّثنا مسلم ابن خالد المكي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام، عن جابر بن عبدالله الانصاري، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قالت فاطمة عليها السلام لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: يا أبتاه، أين ألقاك يوم الموقف الاعظم، ويوم الاهوال، ويوم الفزع الاكبر؟ قال: يا فاطمة، عند باب الجنة، ومعي لواء الحمد، وأنا الشفيع لامتي إلى ربي.

قالت: يا أبتاه، فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني على الحوض وأنا أسقي أمتي. قالت: يا أبتاه، فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني على الصراط وأنا قائم أقول: رب سلم أمتي، قالت: فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني وأنا عند الميزان أقول: رب سلم أمتي. قالت: فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني عند شفير جهنم أمنع شررها ولهبها عن أمتي. فاستبشرت فاطمة بذلك (صلّى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها)(٢) .

٤٢٣/١٥ - حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله، قال: حدّثنا أبوأحمد عبد العزيز بن يحيى البصري، قال: حدّثنا المغيرة بن محمّد، قال: حدثني إبراهيم بن محمّد بن عبد الرحمن الازدي سنة ست عشرة ومائتين، قال: حدّثنا قيس بن الربيع ومنصور بن أبي الاسود، عن الاعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبدالله، قال: قال علي عليه السلام: ما نزلت من القرآن آية إلا وقد علمت أين نزلت، وفيمن نزلت، وفي أي شئ نزلت، وفي سهل نزلت، أو في جبل نزلت.

قيل: فما نزل فيك؟ فقال: لولا أنكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت في هذه الآية:( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) (٣) ، فرسول الله المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به(٤) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله

______________

(١) في نسخة: الماردي، وفي اخرى: المادرائي.

(٢) بحار الانوار ٤٣: ٢١/١١.

(٣) الرعد ١٣: ٧.

(٤) بحار الانوار ٩٢: ٧٩/٢.

٣٥٠

[ ٤٧ ]

المجلس السابع والاربعون

مجلس يوم الجمعة

الخامس من شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٤٢٤/١ - حدّثنا الشيخ الجليل الفقيه أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام الكليني، قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكليني، عن عليّ بن محمّد المعروف بعلان، عن محمّد بن الفرج الرخجي، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم، وهشام بن سالم في الصورة، فكتب عليه السلام: دع عنك حيرة الحيران، واستعذ بالله من الشيطان، ليس القول ما قال الهشامان(١) .

٤٢٥/٢ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الصقر بن دلف(٢) ، قال سألت أبا الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ ابن موسى الرضا عليهم السلام عن التوحيد، وقلت له إني أقول بقول هشام بن الحكم، فغضب عليه السلام، ثم قال: مالكم ولقول هشام، إنه ليس منا من زعم أن الله جسم،

______________

(١) التوحيد: ٩٧/٢، بحار الانوار ٣: ٢٨٨/٣.

(٢) كذا في النسخ، وفي معجم رجال الحديث ٩: ١٣٩، والخصال: ٣٩٥/١٠٢: الصقر بن أبي دلف.

٣٥١

ونحن منه براء في الدنيا والآخرة. يا بن دلف، إن الجسم محدث، والله محدثه ومجسمه(١) .

٤٢٦/٣ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام: جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجس، ومن يقول بقول يونس بن عبد الرحمن؟ فكتب عليه السلام: لا تصلوا خلفهم، ولا تعطوهم من الزكاة، وابرءوا منهم، برئ الله منهم(٢) .

٤٢٧/٤ - حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم رضي الله عنه، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن واصل، عن عبدالله بن سنان، عن أبيه، قال: حضرت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام، ودخل عليه رجل من الخوارج، فقال: يا أبا جعفر، أي شئ تعبد؟ قال: الله. قال: رأيته؟ قال: لم تره العيون بمشاهدة العيان، ورأته القلوب بحقائق الايمان، لا يعرف بالقياس، ولا يشبه بالناس، موصوف بالآيات، معروف بالعلامات، لا يجور في حكمه، ذلك الله لا إله إلا هو.

قال: فخرج الرجل وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته(٣) .

٤٢٨/٥ - حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى(٤) ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدّثنا الفضل بن سليمان الكوفي، عن الحسين بن خالد، قال: سمعت الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام يقول: لم يزل الله تبارك وتعالى عالما قادرا، حيا قديما، سميعا بصيرا.

فقلت له: يا بن رسول الله: إن قوما يقولون: إنه عزّوجلّ لم يزل عالما بعلم، وقادرا بقدرة، وحيا بحياة، وقديما بقدم، وسميعا بسمع، وبصيرا ببصر.

______________

(١) التوحيد: ١٠٤/٢٠، بحار الانوار ٣: ٢٩١/١٠.

(٢) بحار الانوار ٣: ٢٩٢/١٣، و ٨٨: ٧٩/٣٤.

(٣) التوحيد: ١٠٨/٥، الاحتجاج: ٣٢١، بحار الانوار ٤: ٢٦/١.

(٤) في العيون، والتوحيد: عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق، وكلاهما واحد، انظر نوابغ الرواة: ١٧٣.

٣٥٢

فقال عليه السلام: من قال بذلك ودان به، فقد اتخذ مع الله آلهة اخرى، وليس من ولايتنا على شئ. ثم قال عليه السلام لم يزل الله عزّوجلّ عالما قادرا، حيا قديما، سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون المشبهون علوا كبيرا(١) .

٤٢٩/٦ - حدّثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ السكري، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة(٢) ، عن أبيه، قال: سألت الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام، فقلت له: يا بن رسول الله، أخبرني عن الله، هل له رضا وسخط؟ فقال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، ولكن غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه(٣) .

٤٣٠/٧ - حدّثنا محمّد بن أحمد السناني رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الاسدي الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان، ولا مكان، ولا حركة، ولا انتقال، ولا سكون، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا(٤) .

٤٣١/٨ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن صباح بن عبد الحميد وهشام وحفص وغير واحد، قالوا: قال أبوعبدالله الصادق عليه السلام: إنا لا نقول جبرا ولا تفويضا(٥) .

٤٣٢/٩ - حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه، قال: حدّثنا عمي محمّد بن أبي

______________

(١) التوحيد: ١٣٩/٣، عيون أخبار الرضا عليه السلام ١: ١١٩/١٠، الاحتجاج: ٤١٠، بحار الانوار ٤: ٦٢/١.

(٢) في النسخ: محمّد بن عمارة، والصواب ما أثبتناه من التوحيد، انظر الجامع في الرجال: ٤٠٢، نوابغ الرواة: ٢٧١، في ترجمة محمّد بن زكريا الغلابي،

(٣) التوحيد: ١٧٠/٤، بحار الانوار ٤: ٦٣/٣.

(٤) بحار الانوار ٣: ٣٠٩/١.

(٥) بحار الانوار ٥: ٤/١.

٣٥٣

القاسم، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ القرشي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إن الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا: أن أتعبي من خدمك، واخدمي من رفضك، وإن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه، أثبت الله النور في قلبه، فإذا قال: يا رب يا رب، ناداه الجليل جل جلاله: لبيك عبدي، سلني أعطك، وتوكل علي أكفك، ثم يقول جل جلاله لملائكته: يا ملائكتي، أنظروا إلى عبدي، فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم، والبطالون لا هون، والغافلون نيام، اشهدوا أني قد غفرت له.

ثم قال عليه السلام: عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة، وزوهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم، فإنها غرارة، دار فناء وزوال، كم من مغتر بها قد أهلكته، وكم من واثق بها قد خانته، وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته، واعلموا أن أمامكم طريقا مهولا، وسفرا بعيدا، وممركم على الصراط، ولا بد للمسافر من زاد، فمن لم يتزود وسافر عطب وهلك، وخير الزاد التقوى، ثم اذكروا وقوفكم بين يدي الله جل جلاله، فإنه الحكم العدل، واستعدوا لجوابه إذا سألكم، فإنه لابد سائلكم عما عملتم بالثقلين من بعدي، كتاب الله، وعترتي، فانظروا أن لا تقولوا: أما الكتاب فغيرنا وحرفنا، وأما العترة ففارقنا وقتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلا النار، فمن أراد منكم أن يتخلص من هول ذلك اليوم، فليتول وليي، وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي علي ابن أبي طالب، فإنه صاحب حوضي، يذود عنه أعداءه، ويسقي أولياءه، فمن لم يسق منه لم يزل عطشان ولم يرو أبدا، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ أبدا، وإن عليّ بن أبي طالب عليه السلام لصاحب لوائي في الآخرة، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنه أول من يدخل الجنة، لانه يقدمني وبيده لوائي، تحته آدم ومن دونه من الانبياء(١) .

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ٩٩/١٨.

٣٥٤

٤٣٣/١٠ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، قال: جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله، أخبرني بمكارم الاخلاق. فقال: العفو عمن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاء من حرمك، وقول الحق ولو على نفسك(١) .

٤٣٤/١١ - حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه الله، قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران والحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله السجستاني، عن أبان بن تغلب، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: أنه قال: من مات ما بين زوال الشمس من يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين، أعاذه الله من ضغطة القبر(٢) .

٤٣٥/١٢ - حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار رحمه الله، قال حدّثنا سعد ابن عبدالله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عنبسة بن بجاد العابد: أن رجلا قال للصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام: أوصني. فقال: أعد جهازك، وقدم زادك لطول سفرك، وكن وصي نفسك، ولا تأمن غيرك أن يبعث إليك بما يصلحك(٣) .

٤٣٦/١٣ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثني جعفر بن بشير البجلي، قال: حدثني حماد بن واقد، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنه قال: من قال سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم: ثلاثين مرة، استقبل الغنى، واستدبر الفقر، وقرع باب الجنة(٤) .

______________

(١) معاني الاخبار: ١٩١/١، بحار الانوار ٦٩: ٣٦٨/٦.

(٢) ثواب الاعمال: ١٩٤، بحار الانوار ٦: ٢٢١/١٧، و ٨٩: ٢٦٥/١.

(٣) مستطرفات السرائر: ١٤٦/١٩، بحار الانوار ٧٨: ٢٧٠/١١١.

(٤) بحار الانوار ٩٣: ١٧٧/٥.

٣٥٥

٤٣٧/١٤ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، أنه قال: والله إن كان علي عليه السلام ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين(١) ، فيخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعا، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وإن كان ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كد يده، تربت فيه يداه، وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من الناس، وإن كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبها به عليّ بن الحسين عليهما السلام، وما أطاق عمله أحد من الناس بعده(٢) .

٤٣٨/١٥ - وسمع رجل من التابعين أنس بن مالك يقول، نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب عليه السلام:( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ) (٣) قال الرجل: فأتيت عليا عليه السلام لانظر إلى عبادته، فأشهد بالله لقد أتيته وقت المغرب فوجدته يصلي بأصحابه المغرب، فلما فرغ منها جلس في التعقيب إلى أن قام إلى عشاء الآخرة، ثم دخل منزله فدخلت معه، فوجدته طول الليل يصلي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلى بالناس صلاة الفجر، ثم جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثم قصده الناس فجعل يختصم إليه رجلان، فإذا فرغا قام آخران، إلى أن قام إلى صلاة الظهر، قال: فجدد لصلاة الظهر وضوءه، ثم صلى بأصحابه الظهر، ثم قعد في التعقيب إلى أن

______________

(١) القميص السنبلاني: السابغ الطول، وقيل: هو منسوب إلى بلد بالروم.

(٢) بحار الانوار ٤١: ١٠٢/١.

(٣) الزمر ٣٩: ٩.

٣٥٦

صلى بهم العصر، ثم أتاه الناس، فجعل يقوم رجلان ويقعد آخران، يقضي بينهم ويفتيهم إلى أن غابت الشمس، فخرجت وأنا أقول: أشهد بالله أن هذه الآية نزلت فيه(١) .

٤٣٩/١٦ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن عبدالله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن وهب بن وهب، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن كساه من عري كساه الله من استبرق وحرير، ومن سقاه شربة على عطش سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن أعانه أو كشف كربته أظله الله في ظل عرشة يوم لا ظل إلا ظله(٢) .

٤٤٠/١٧ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي، عن الاصبغ بن نباتة، أنه قال: كان أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام إذا اتي بالمال أدخله بيت مال المسلمين، ثم جمع المستحقين، ثم ضرب يده في المال فنثره يمنة ويسرة، وهو يقول: يا صفراء، يا بيضاء، لا تغريني، غري غيري:

هذا جناي وخياره فيه

إذ كل جان يده إلى فيه(٣)

ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين ويؤتي كل ذي حق حقه، ثم يأمر أن يكنس ويرش، ثم يصلي فيه ركعتين، ثم يطلق الدنيا ثلاثا، يقول بعد التسليم:

______________

(١) بحار الانوار ٤١: ١٣/٣.

(٢) بحار الانوار ٧٤: ٣٨٢/٨٨.

(٣) هذا البيت لعمرو بن عدي اللخمي ابن اخت جذيمة الابرش، وكان جذيمة قد نزل منزلا، وأمر الناس أن يجتنوا له الكمأة، فكان بعضهم إذا وجد منها شيئا يعجبه فربما آثر نفسه به على جذيمة، وكان عمرو بن عدي يأتيه بخير ما يجد، ويقول هذا البيت، فذهب مثلا، قال ابن سلام: والذي أراد علي رضي الله عنه أني اعطي المال غيري، وامنعه نفسي. كتاب الامثال: ١٧٤/٤٩٥.

٣٥٧

يا دنيا لا تتعرضي لي ولا تتشوقي ولا تغريني، فقد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي عليك(١) .

٤٤١/١٨ - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه سئل ما العقل؟ فقال: التجرع للغصة، ومداهنة الاعداء، ومداراة الاصدقاء(٢) .

٤٤٢/١٩ - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد الاشعري، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن سعيد الازدي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبدالله بن صباح، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين في صعيد واحد، فتغشاهم ظلمة شديدة، فيضجون إلى ربهم ويقولون: يا رب، اكشف عنا هذه الظلمة. قال: فيقبل قوم، يمشي النور بين أيديهم، قد أضاء أرض القيامة، فيقول أهل الجمع: هؤلاء أنبياء الله؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بإنبياء. فيقول أهل الجمع: فهؤلاء ملائكة؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بملائكة. فيقول أهل الجمع: هؤلاء شهداء؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء بشهداء. فيقولون: من هم؟ فيجيئهم النداء: يا أهل الجمع، سلوهم من أنتم. فيقول أهل الجمع: من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويون، نحن ذرية محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، نحن أولاد علي ولي الله، نحن المخصوصون بكرامة الله، نحن الآمنون المطمئنون. فيجيئهم النداء من عند الله عزّوجلّ: اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم، فيشفعون ويشفعون(٣) .

٤٤٣/٢٠ - حدّثنا أبي رحمه الله، قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، قال: حدّثنا سلمة

______________

(١) بحار الانوار ٤١: ١٠٣/٢.

(٢) بحار الانوار ٧٥: ٣٩٣/٣.

(٣) بحار الانوار ٧: ١٠٠/٤، و ٩٦: ٢١٧/١.

٣٥٨

ابن الخطاب، قال: حدّثنا أبوطاهر محمّد بن تسنيم الوراق، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم لاصحابه: معاشر أصحابي، إن الله جل جلاله يأمركم بولاية عليّ بن أبي طالب، والاقتداء به، فهو وليكم وإمامكم من بعدي، لا تخالفوه فتكفروا، ولا تفارقوا فتضلوا، إن الله جل جلاله جعل عليا علما بين الايمان والنفاق، فمن أحبه كان مؤمنا، ومن أبغضه كان منافقا، إن الله جل جلاله جعل عليا وصيي ومنار الهدى بعدي، وموضع سري، وعيبة علمي، وخليفتي في أهلي، إلى الله أشكو ظالميه من أمتي من بعدي(١) .

وصلّى الله على رسوله محمّد وآله

______________

(١) بحار الانوار ٣٨: ٩٧/١٥.

٣٥٩

[ ٤٨ ]

المجلس الثامن والاربعون

مجلس يوم الثلاثاء

التاسع من شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وثلاثمائة

٤٤٤/١ - حدّثنا الشيخ الجليل أبوجعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي رضي الله عنه، قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام، قال: كان إبليس (لعنه الله) يخترق السماوات السبع، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سماوات، وكان يخترق أربع سماوات، فلما ولد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حجب عن السبع كلها، ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن أمية، وكان من أزجر أهل الجاهلية: انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها، ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث.

وأصبحت الاصنام كلها صبيحة مولد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه، وارتجس(١) في تلك الليلة أيوان كسرى، وسقطت منه أربعة

______________

(١) الارتجاس: الاضطراب والتزلزل.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450