دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

دلائل الصدق لنهج الحق18%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-354-3
الصفحات: 307

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 307 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182272 / تحميل: 5298
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٤-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

والياً على الكوفة سبع سنين وهو لا يدع ذم علي والوقوع فيه(1) . وقد أراد معاوية بذلك أن يصرف القلوب عن الإمام (عليه السلام) وأن يحول بين الناس وبين مبادئه التي أصبحت تطارده في قصوره.

يقول الدكتور محمود صبحي : لقد أصبح علي جثة هامدة لا يزاحمهم في سلطانهم ، ويخيفهم بشخصه ، ولا يعني ذلك ـ أي سبّ الإمام ـ إلا أنّ مبادئه في الحكم وآراءه في السياسة كانت تنغّص عليهم في موتهم كما كانت في حياته(2) .

لقد كان الإمام رائد العدالة الإنسانية والمثل الأعلى لهذا الدين ، يقول الجاحظ : لا يعلم رجل في الأرض متى ذكر السبق في الإسلام والتقدم فيه ، ومتى ذكر النخوة والذب عن الإسلام ، ومتى ذكر الفقه في الدين ، ومتى ذكر الزهد في الأمور التي تناصر الناس عليها كان مذكوراً في هذه الخلال كلها إلا في علي(3) .

ويقول الحسن البصري : والله ، لقد فارقكم بالأمس رجل كان سهماً صائباً من مرامي الله عز وجل ، رباني هذه الأمة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله) وصاحب شرفها وفضلها وذا القرابة القريبة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) غير مسؤم لأمر الله ، ولا سروقة لمال الله أعطى القرآن عزائمه فأورده رياضاً مونقة ، وحدائق مغدقة ذلك علي بن أبي طالب(4) .

لقد عادت اللعنات التي كان يصبها معاوية وولاته على الإمام بإظهار فضائله ؛ فقد برز الإمام للناس أروع صفحة في تأريخ الإنسانية كلها ، وظهر للمجتمع أنّه المنادي الأول بحقوق الإنسان ، والمؤسس الأول للعدالة الاجتماعية

__________________

(1) تأريخ الطبري 6 / 141 طبع أوربا.

(2) نظرية الإمامة لدى الشيعة الإثنى عشرية / 282.

(3) الإسلام والحضارة العربية 2 / 145.

(4) مناقب ابن المغازلي / رقم الحديث 69.

١٦١

في الأرض. لقد انطوت السنون والأحقاب واندكت معالم تلك الدول التي ناوئت الإمام ، سواء أكانت من بني أمية أم من بني العباس ، ولم يبقَ لها أثر ، وبقي الإمام (عليه السلام) وحده قد احتل قمّة المجد فها هو رائد الإنسانية الأول وقائدها الأعلى وإذا بحكمه القصير الأمد يصبح طغراءً في حكام هذا الشرق ، وإذا الوثائق الرسمية التي أثرت عنه تصبح مناراً لكل حكم صالح يستهدف تحقيق القضايا المصيرية للشعوب ، وإذا بحكم معاوية أصبح رمزاً للخيانة والعمالة ورمزاً لاضطهاد الشعوب واحتقارها.

ستر فضائل أهل البيت :

وحاول معاوية بجميع طاقاته حجب فضائل أهل البيت (عليهم السلام) وستر مآثرهم عن المسلمين ، وعدم إذاعة ما أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله) في فضلهم.

يقول المؤرخون : إنّه بعد عام الصلح حج بيت الله الحرام فاجتاز على جماعة فقاموا إليه تكريماً ولم يقم إليه ابن عباس ، فبادره معاوية قائلاً : يابن عباس ما منعك من القيام؟ كما قام أصحابك إلا لموجدة علي بقتالي إياكم يوم صفين! يابن عباس ، إنّ ابن عمي عثمان قتل مظلوماً!

فردّ عليه ابن عباس ببليغ منطقه قائلاً : فعمر بن الخطاب قد قُتل مظلوماً ، فسلم الأمر إلى ولده ، وهذا ابنه ـ وأشار إلى عبد الله بن عمر ـ.

أجابه معاوية بمنطقه الرخيص :

إنّ عمر قتله مشرك.

فانبرى ابن عباس قائلاً :

فمَنْ قتل عثمان؟

١٦٢

ـ قتله المسلمون.

وأمسك ابن عباس بزمامه فقال له : فذلك أدحض لحجتك إن كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس إلاّ بحق.

ولم يجد معاوية مجالاً للردّ عليه ، فسلك حديثاً آخر أهم عنده من دم عثمان فقال له : إنّا كتبنا إلى الآفاق ننهي عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك يابن عباس.

فانبرى ابن عباس بفيض من منطقه وبليغ حجته يسدد سهاماً لمعاوية قائلاً : فتنهانا عن قراءة القرآن؟

ـ لا.

ـ فتنهانا عن تأويله؟

ـ نعم.

ـ فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟

ـ نعم.

ـ فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟

ـ العمل به.

ـ فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا؟

ـ سل عن ذلك ممن يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك.

ـ إنما نزل القرآن على أهل بيتي ، فأسأل عنه آل أبي سفيان وآل أبي معيط؟!

ـ فاقرؤوا القرآن ، ولا ترووا شيئاً مما أنزل الله فيكم ، ومما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكم ، وارووا ما سوى ذلك.

١٦٣

وسخر منه ابن عباس ، وتلا قوله تعالى :( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) .

وصاح به معاوية : اكفني نفسك وكفّ عنّي لسانك ، وإن كنت فاعلاً فليكن سرّاً ولا تسمعه أحداً علانية(1) .

ودلّت هذه المحاورة على عمق الوسائل التي اتّخذها معاوية في مناهضته لأهل البيت وإخفاء مآثرهم.

وبلغ الحق بمعاوية على الإمام أنّه لما ظهر عمرو بن العاص بمصر على محمد بن أبي بكر وقتله ، استولى على كتبه ومذكراته وكان من بينها عهد الإمام له ، وهو من أروع الوثائق السياسية فرفعه ابن العاص إلى معاوية فلما رآه قال لخاصته : إنّا لا نقول هذا من كتب علي بن أبي طالب ولكن نقول هذا من كتب أبي بكر التي كانت عنده(2) .

التحرج من ذكر الإمام :

وأسرف الحكم الأموي إلى حد بعيد في محاربة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد عهد بقتل كل مولود يسمى علياً ، فبلغ ذلك علي بن رباح فخاف ، وقال : لا أجعل في حل من سماني علياً فإن اسمي علي ـ بضم العين ـ(3) .

ويقول المؤرخون : إنّ العلماء والمحدثين تحرجوا من ذكر الإمام علي والرواية عنه خوفاً من بني أمية فكانوا إذا أرادوا أن يرووا عنه يقولون :

__________________

(1) حياة الإمام الحسن 2 / 343.

(2) شرح النهج 2 / 28.

(3) تهذيب التهذيب 7 / 319.

١٦٤

روى أبو زينب(1) ، وروى معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «إنّ الله عز وجل منع بني إسرائيل قطر السماء لسوء رأيهم في أنبيائهم ، واختلافهم في دينهم ، وإنّه أخذ على هذه الأمّة بالسنين ، ومنعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب».

قال معمر : حدثني الزهري في مرضة مرضها ، ولم اسمعه يحدث عن عكرمة قبلها ولا بعدها فلما أبل من مرضه ندم على حديثه لي وقال : يا يماني اكتم هذا الحديث ، واطوه دوني فإن هؤلاء ـ يعني بني أميّة ـ لا يعذرون أحداً في تقريض علي وذكره.

قال معمر : فما بالك عبت علياً مع القوم وقد سمعت الذي سمعت؟!

قال الزهري : حسبك يا هذا إنّهم أشركونا مهامهم فاتبعناهم في أهوائهم(2) .

وقد امتحن المسلمون امتحاناً عسيراً في مودتهم للإمام وتحرجوا أشدّ التحرّج في ذلك ، يقول الشعبي : ماذا لقينا من علي إن أحببناه ذهبت دنيانا وإن بغضناه ذهب ديننا.

ويقول الشاعر :

حبّ علي كله ضرب بر

جفّ من تذكاره القلب

هذه بعض المحن التي عاناها المسلمون في مودتهم لأهل البيت (عليهم السلام) التي هي جزء من دينهم.

__________________

(1) شرح النهج 11 / 14.

(2) مناقب ابن المغازلي / رقم الحديث 149.

١٦٥

مع الشيعة :

واضطهدت الشيعة أيام معاوية اضطهاداً رسمياً في جميع أنحاء البلاد ، وقوبلوا بمزيد من العنف والشدّة ، فقد انتقم منهم معاوية كأشدّ ما يكون الانتقام قسوة وعذاباً ، فقد قاد مركبة حكومته على جثث الضحايا منهم ، وقد حكى الإمام الباقر (عليه السلام) صوراً مريعة من بطش الأمويين بشيعة آل البيت (عليهم السلام) يقول : «وقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنّة ، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره»(1) .

وتحدّث بعض رجال الشيعة إلى محمد بن الحنفية عمّا عانوه من المحن والخطوب بقوله : فما زال بنا الشين في حبكم حتى ضُربت عليه الأعناق ، وأبطلت الشهادات ، وشردنا في البلاد ، وأوذينا حتى لقد هممت أن أذهب في الأرض قفراً ، فأعبد الله حتى ألقاه ، لولا أن يخفى عليّ أمر آل محمد (صلى الله عليه وآله) وحتى هممت أن أخرج مع أقوام(2) شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون(3) .

لقد كان معاوية لا يتهيب من الإقدام على اقتراف أية جرية من أجل أن يضمن ملكه وسلطانه ، وقد كانت الشيعة تشكّل خطراً على حكومته فاستعمل معهم أعنف الوسائل وأشدها قسوة من أجل القضاء عليهم ، ومن بين الإجراءات القاسية التي استعملها ضدهم ما يلي :

__________________

(1) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد 3 / 15.

(2) الأقوام : هم الخوارج.

(3) طبقات ابن سعد 5 / 95.

١٦٦

القتل الجماعي

وأسرف معاوية إلى حد كبير في سفك دماء الشيعة ، فقد عهد إلى الجلادين من قادة جيشه بتتبع الشيعة وقتلهم حيثما كانوا ، وقد قتل بسر بن أبي أرطأة بعد التحكيم ثلاثين ألفاً عدا مَنْ أحرقهم بالنار(1) ، وقتل سمرة بن جندب ثمانية آلاف من أهل البصرة(2) ، وأمّا زياد بن أبيه فقد ارتكب أفظع المجازر فقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون ، وأنزل بالشيعة من صنوف العذاب ما لا يوصف لمرارته وقسوته.

إبادة القوى الواعية :

وعمد معاوية إلى إبادة القوى المفكرة والواعية من الشيعة ، وقد ساق زمراً منهم إلى ساحات الإعدام ، وأسكن الثكل والحداد في بيوتهم ، وفيما يلي بعضهم :

1 ـ حجر بن عدي :

لقد رفع حجر بن عدي علم النضال ، وكافح عن حقوق المظلومين والمضطهدين ، وسحق إرادة الحاكمين من بني أميّة الذين تلاعبوا في مقدرات الأمّة وحولوها إلى مزرعة جماعية لهم ولعملائهم وأتباعهم.

لقد استهان حجر من الموت وسخر من الحياة ، واستلذّ الشهادة في سبيل عقيدته ، فكان أحد المؤسسين لمذهب أهل البيت (عليه السلام).

__________________

(1) شرح النهج 2 / 6.

(2) الطبري 6 / 32.

١٦٧

وامتحن حجر كأشدّ ما تكون المحنة قسوة حينما رأى السلطة تعلن سب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وترغم الناس على البراءة منه فأنكر ذلك ، وجاهر بالردّ على ولاة الكوفة ، واستحلّ زياد بن أبيه دمه فألقى عليه القبض ، وبعثه مخفوراً مع كوكبة من إخوانه إلى معاوية ، وأوقفوا في (مرج عذراء) فصدرت الأوامر من دمشق بإعدامهم ، ونفذ الجلادون فيهم حكم الإعدام فخرت جثثهم على الأرض وهي ملفعة بدم الشهادة والكرامة وهي تضيء للناس معالم الطريق نحو حياة أفضل لا ظلم فيها ، ولا طغيان.

مذكرة الإمام الحسين

وفزع الإمام الحسين حينما وافته الأنباء بمقتل حجر فرفع مذكرة شديدة اللهجة إلى معاوية ذكر فيها أحداثه وبدعه ، والتي كان منها قتله لحجر والبررة من أصحابه ، وقد جاء فيها : «ألست القاتل حجراً أخا كندة والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ، ولا يخافون في الله لومة لائم. قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كانت أعطيتهم الأيمان المغلّظة ، والمواثيق المؤكّدة أن لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك عليهم؟!»(1)

واحتوت هذه المذكّرة على ما يلي :

1 ـ الإنكار الشديد على معاوية لقتله حجراً وأصحابه من دون أن يقترفوا أو يحدثوا فساداً في الأرض.

2 ـ إنها أشادت بالصفات البطولية في هؤلاء الشهداء من إنكار الظلم ،

__________________

(1) حياة الإمام الحسن 2 / 365.

١٦٨

ومقاومة الجور ، واستعظام البدع والمنكرات التي أحدثتها حكومة معاوية ، وقد هبّوا إلى ميادين الجهاد ، لإقامة الحقّ ، ومناهضة المنكر.

3 ـ إنّها أثبتت أنّ معاوية قد أعطى حِجْرَاً وأصحابه عهداً خاصاً في وثيقة وقّعها قبل إبرام الصلح أنْ لا يعرض لهم بأي إحنة كانت بينه وبينهم ، ولا يصيبهم بأي مكروه ، ولكنّه قد خاس بذلك فلمْ يفِ به ، كما لمْ يفِ للإمام الحسن بالشروط التي أعطاها له ، وإنّما جعلها تحت قدميه ، كما أعلن ذلك في خطابه الذي ألقاه في النُّخيلة.

لقد كان قتلُ حِجْر مِن الأحداث الجسام في الإسلام ، وقد توالت صيحات الإنكار على معاوية مِن جميع الأقاليم الإسلامية ، وقد ذكرناها بالتفصيل في كتابنا (حياة الإمام الحسن (عليه السّلام».

2 ـ رشيد الهجري :

وفي فترات المحنة الكبرى التي مُنِيَتْ بها الشيعة في عهد ابن سُميّة تعرّض رشيد الهجري لأنواع المِحن والبلوى ، فقد بعث زياد شرطته إليه ، فلمّا مَثُلَ عنده صاح به (ما قال لك خليلك ـ يعني علياً ـ أنّا فاعلون بك؟).

فأجابه بصدق وإيمان : (تقطعون يدي ورجلي ، وتصلبوني) ، وقال الخبيث مستهزءاً وساخراً :

(أما والله لأكذبنَّ حديثه ، خلّوا سبييله). وخلّت الجلاوزة سراحه ، وندم الطاغية فأمر بإحضاره فصاح به :

(لا نجد شيئاً أصلح ممّا قال صاحبك : إنّك لا تزال تبغي لنا سوءاً إنْ بقيت ، اقطعوا يديه ورجليه).

وبادر الجلادون فقطعوا يديه ورجليه ، وهو غير حافل بما يعانيه مِن الآلام.

ويقول المؤرخون : إنّه أخذ يذكر مثالب بني أُميّة ، ويدعو إلى إيقاظ الوعي والثورة ، ممّا غاظ ذلك زياداً فأمر بقطع

١٦٩

لسانه(1) الذي كان يطالب بالحقّ والعدل ، وينافح عن حقوق الفقراء والمحرومين.

3 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي :

ومِن شهداء العقيدة : الصحابي العظيم عمرو بن الحمق الخزاعي الذي دعا له النّبي (صلّى الله عليه وآله) أنْ يمتّعه الله بشبابه ، واستجاب الله دعاء نبيه ، فقد أخذ عمرو بن حمق الثمّانين عاماً ولمْ ترَ في كريمته شعرة بيضاء(2) ، وتأثر عمرو بهدي أهل البيت ، وأخذ مِن علومهم ، فكان مِن أعلام شيعتهم.

وفي أعقاب الفتنة الكبرى التي مُنِيَتْ بها الكوفة في عهد الطاغية زياد بن سُميّة شعر عمرو بتتبع السلطة له ، ففرّ مع زميله رفاعة بن شدّاد إلى الموصل ، وقبل أنْ ينتهيا إليه كمنا في جبل ليستجما فيه ، وارتابت الشرطة فبادرت إلى إلقاء القبض على عمرو.

أمّا رفاعة ، ففرّ ولمْ تستطع أنْ تُلقي عليه القبض ، وجيئ بعمرو مخفوراً إلى حاكم الموصل عبد الرحمن الثقفي ، فرفع أمره إلى معاوية ، فأمره بطعنه تسع طعنات بمشاقص(3) ، لأنّه طعن عثمّان بن عفان ، وبادرت الجلاوزة إلى طعنه فمات في الطعنة الأولى ، واحتُزّ رأسه الشريف ، وأُرسل إلى طاغية دمشق ، فأمر أنْ يُطاف به في الشام.

ويقول المؤرخون : إنّه أوّل رأس طيف به في الإسلام ، ثمّ أمر به معاوية أنْ يُحمل إلى زوجته السيّدة آمنة بنت شريد ، وكانت في سجنه ، فلمْ تشعر إلاّ ورأس زوجها قد وضع في حجرها ، فذعرت وكادت أنْ تموت ، وحُمِلَتْ مِن السجن إلى معاوية ، وجرت بينها وبينه محادثات دلّت على ضِعة معاوية ، واستهانته بالقيم العربية والإسلامية ، القاضية بمعاملة المرأة معاملةً كريمةً ، ولا تؤخذ بأي ذنب يقترفه زوجها أو غيره.

__________________

(1) سفينة البحار 1 / 522.

(2) الإصابة 2 / 526.

(3) المشاقص : ـ جمع مفردة مشقص ـ النصل العريض أو سهم فيه نصل عريض.

١٧٠

مذكّرة الإمام الحُسين :

والتاع الإمام الحًسين (عليه السّلام) أشدّ ما تكون اللوعة حينما علم بقتل عمرو ، فرفع مذكرةً إلى معاوية عدّد فيها أحداثه ، وما تعانيه الأُمّة في عهده من الاضطهاد والجور ، وجاء فيما يخص عمرو :

«أوَ لستَ قاتل عمرو بن الحمق ، صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، العبد الصالح ، الذي أبلته العبادة ، فنحل جسمه ، واصفرّ لونه ، بعدما أمِنته ، وأعطيته مِن عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك مِن رأس الجبل ، ثمّ قتلته جراءة على ربّك ، واستخفافاً بذلك العهد»(1) .

لقد خاس معاوية بما أعطاه لهذا الصحابي الجليل ـ بعد الصلح ـ مِن العهد والمواثيق بأنْ لا يعرض له بسوء ولا مكروه.

4 ـ أوفى بن حصن :

وكان أوفى بن حصن مِن خيار الشيعة ـ في الكوفة ـ وأحد أعلامهم النابهين ، وهو مِن أشدّ الناقمين على معاوية ، فكان يذيع مساوءه وأحداثه.

ولمّا علم به ابن سُميّة أوعز إلى الشرطة بإلقاء القبض عليه ، ولمّا علم أوفى بذلك اختفى ، وفي ذات يوم استعرض زياد الناس فاجتاز عليه أوفى ، فشك في أمره ، فسأل عنه فأُخبر باسمه ، فأمر بإحضاره ، فلمّا مَثُل عنده سأله عن سياسته فعابها وأنكرها ، فأمر زياد بقتله ، فهوى الجلادون عليه بسيوفهم وتركوه جثة هامدة(2) .

__________________

(1) حياة الإمام الحسن.

(2) تاريخ ابن الأثير 3 / 180 ، الطبري 6 / 130 ـ 132.

١٧١

5 ـ الحضرمي مع جماعته :

وكان عبد الله الحضرمي مِن أولياء الإمام أمير المؤمنين ، ومِن خلّص شيعته ، كما كان مِن شرطة الخميس ، وقد قال له الإمام يوم الجمل :

«أبشر يا عبد الله ، فإنّك وأباك مِن شرطة الخميس ، لقد أخبرني رسول الله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس ، ولمّا قُتِلَ الإمام جزع عليه الحضرمي ، وبنى له صومعة يتعبّد فيها ، وانضمّ إليه جماعة مِن خيار الشيعة ، فأمر ابن سُميّة بإحضارهم ، ولمّا مَثُلوا عنده أمر بقتلهم ، فقتلوا صبراً(1) .

لقد كانت فاجعة عبد الله كفاجعة حِجْر بن عدي ، فكلاهما قُتِلَ صبراً ، وكلاهما أُخِذَ بغير ذنب ، سوى الولاء لعترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

إنكار الإمام الحُسين :

وفزع الإمام الحُسين كأشدّ ما يكون الفزع ألماً ومحنةً على مقتل الحضرمي وجماعته الأخيار ، فأنكر على معاوية في مذكرته التي بعثها له ، وقد جاء فيها.

«أوَ لستَ قاتل الحضرمي ، الذي كتب فيه إليك زياد أنّه على دين علي (عليه السّلام) ، فكتبت إليه أنْ اقتلْ كلّ مَنْ كان على دين علي ، فقتلهم ومثّل فيهم بأمرك ، ودين علي هو دين ابن عمّه (صلّى الله عليه وآله) الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه ، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف آبائك تجشم الرحلتين رحلة الشتاء والصيف».

ودلّت هذه المذكّرة ـ بوضوح ـ على أنّ معاوية قد عهد إلى زياد بقتل كلّ مَنْ كان على دين علي (عليه السّلام) ، الذي هو دين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، كما دلّت على أنّ زياداً قد مثّل بهؤلاء البررة بعد قتلهم ، تشفياً منهم لولائهم لعترة

__________________

(1) بحار الانوار 10 / 101.

١٧٢

رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

6 ـ جويرية العبدي :

ومِنْ عيون شيعة الإمام جويرية بن مسهر العبدي ، وفي فترات المحنة الكبرى التي امتحنت بها الشيعة أيّام ابن سُميّة ، بعث خلفه فأمر بقطع يده ورجله ، وصلبه على جذع قصير(1) .

7 ـ صيفي بن فسيل :

ومِنْ أبطال العقيدة الإسلامية صيفي بن فسيل ، الذي ضرب أروع الأمثلة للإيمان ، فقد سُعيَ به إلى الطاغية زياد ، فلمّا جيء به إليه صاح به :

ـ يا عدو الله ما تقول في أبي تراب؟

ـ ما أعرف أبا تراب(2)

ـ ما أعرفك به؟

ـ أما تعرف علي بن أبي طالب؟

ـ بلى

ـ فذاك أبو تراب.

ـ كلا ذاك أبو الحسن والحسين.

وانبرى مدير شرطة زياد منكراً عليه :

ـ يقول لك الأمير : هو أبو تراب ، وتقول : أنت ل :! ، فصاح به البطل العظيم مستهزءاً منه ، ومِن أميره.

ـ وإنْ كذب الأمير أتريد أنْ أكذب؟ وأشهد على باطل ، كما شهد

__________________

(1) شرح ابن أبي الحديد.

(2) كان الأمويون يرمزون بهذه الكتبية إلى جعل الإمام كقاطع طريق ، جاء ذلك في التاريخ السياسي للدولة العربية 2 / 75 ، وجاء في الأغاني 13 / 168 أنّ زياداً كان يحتقر الشيعة ويسميهم الترابية.

١٧٣

وتحطم كبرياء الطاغية ، فضاقت به الأرض ، وقال له :

ـ وهذا أيضاً مع ذنبك ، وصاح بشرطته عليّ بالعص ، فأتوه به ، فقال له :

ـ ما قولك؟ ، وانبرى البطل بكلّ بسالة وإقدام غير حافل به قائلاً :

ـ أحسن قول أنا قائله في عبد مِنْ عباد الله المؤمنين ...

وأوعز السفّاك إلى جلاديه بضرب عاتقه حتّى يلتصق بالأرض ، فسعوا إليه بهراواتهم فضربوه ضرباً مبرحاً حتّى وصل عاتقه إلى الأرض ، ثمّ أمرهم بالكفّ عنه ، وقال له :

ـ إيه ما قولك في علي؟

وحسب الطاغية أنّ وسائل تعذيبه سوف تقلبه عن عقيدته ، فقال له :

والله لو شرحتني بالمواسي والمدى ، ما قلت إلاّ ما سمعت منّي

وفقد السفّاك إهابه ، فصاح به ، لتلعنه أو لأضربن عنقك ...

وهتف صيفي يقول :

ـ إذاً تضربها والله قبل ذلك ، فإنْ أبيت إلاّ أنْ تضربها رضيت بالله وشقيت أنت ...

وأمر به أنْ يوقرَ في الحديد ، ويلقى في ظلمات السجون(1) ، ثمّ بعثه مع حِجْر بن عدي فاستشهد معه(2) .

8 ـ عبد الرحمن :

وكان عبد الرحمن العنزي مِن خيار الشيعة ، وقد وقع في قبضة جلاوزة

__________________

(1) الطبري 4 / 198.

(2) حياة الإمام الحسن 2 / 362.

١٧٤

زياد ، فطلب منهم مواجهة معاوية ، لعلّه أنْ يعفو عنه ، فاستجابوا له وأرسلوه مخفوراً إلى دمشق ، فلمّا مَثُلَ عند الطاغية قال له :

(إيهٍ أخا ربيعة ، ما تقول في علي؟)

(دعني ولا تسألني فهو خير لك).

(والله لا أدعك).

فانبرى البطل الفذ يُدلي بفضائل الإمام ، ويشيد بمقامه قائلاً : (أشهد أنّه كان مِن الذاكرين الله كثيراً ، والآمرين بالحقّ ، والقائمين بالقسط ، والعافين عن الناس).

والتاع معاوية فعرّج نحو عثمّان ، لعلّه أنْ ينال منه فيستحلّ إراقة دمه ، فقال له : (ما قولك في عثمّان؟)

فأجابه عن انطباعاته عن عثمّان ، فغاظ ذلك معاوية وصاح به :

(قتلت نفسك) ، بل إيّاك قتلت ، ولا ربيعة بالوادي.

وظنّ عبد الرحمن أنّ أُسرته ستقوم بحمايته وإنقاذه ، فلمْ ينبرِ إليه أحدٌ ، ولمّا أمِنَ منهم معاوية بعثه إلى الطاغية زياد ، وأمره بقتله ، فبعثه زياد إلى (قس الناطف)(1) فدفنه وهو حي(2) .

لقد رفع هذا البطل العظيم راية الحقّ ، وحمل معول الهدم على قلاع الظلم والجور ، واستشهد منافحاً عن أقدس قضية في الإسلام.

هؤلاء بعض الشهداء مِن أعلام الشيعة ، الذين حملوا مشعل الحرية ، وأضاءوا الطريق لغيرهم مِن الثوار الذين أسقطوا هيبة الحكم الأموي ، وعملوا على إنقاضه.

__________________

(1) قس الناطف : موضع قريب مِن الكوفة.

(2) الطبري 6 / 155.

١٧٥

المروّعون مِن أعلام الشيعة :

وروّع معاوية طائفة كبيرة مِن الشخصيات البارزة مِن رؤساء الشيعة ، وفيما يلي بعضهم :

1 ـ عبد الله بن هاشم المرقال.

2 ـ عَدِي بن حاتم الطائي.

3 ـ صعصعة بن صوحان.

4 ـ عبد الله بن خليفة الطائي.

وقد أرهق معاوية هؤلاء الأعلام إرهاقاً شديداً ، فطاردتهم شرطته ، وأفزعتهم إلى حدٍّ بعيدٍ ، وقد ذكرنا ماعانوه مِن الخطوب في كتابنا (حياة الإمام الحسن).

ترويع النّساء :

ولمْ يقتصر معاوية في تنكيله على السّادة مِنْ رجال الشيعة ، وإنّما تجاوز ظلمه إلى السّيدات مِنْ نسائهم ، فأشاع فيهم الذعر والإرهاب ، فكتب إلى بعض عمّاله بحمل بعضهنّ إليه ، فحُمِلَتْ له هذه السّيدات :

1 ـ الزرقاء بنت عَدِي.

2 ـ أُمّ الخير البارقية.

3 ـ سودة بنت عمارة.

4 ـ أُمّ البرّاء بنت صفوان.

١٧٦

5 ـ بكارة الهلالية.

6 ـ أروى بنت الحارث.

7 ـ عكرش بنت الأطرش.

8 ـ الدارمية الحجونية.

وقد قابلهن معاوية بمزيد مِن التوهين والاستخفاف ، وأظهر لهنّ الجبروت والقدرة على الانتقام ، غير حافلٍ بوهن المرأة وضعفها ، وقد ذكرنا ما جرى عليهن في مجلسه مِن التحقير في كتابنا (حياة الإمام الحسن)

هدم دور الشيعة :

وأوعز معاوية إلى جميع عمّاله بهدم دور الشيعة ، فقاموا بنقضها(1) .

وتركوا شيعة آل البيت (عليه السّلام) بلا مأوى يأوون إليه ، ولمْ يكن هناك أي مُبرر لهذه الإجراءات القاسية ، سوى تحويل الناس عن عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

حرمان الشيعة مِن العطاء :

ومِن المآسي الكئيبة التي عانتها الشيعة في أيّام معاوية أنّه كتب إلى جميع عمّاله نسخةً واحدةً جاء فيها : (انظروا إلى مَنْ قامت عليه البيّنة أنّه يُحبّ علياً وأهل بيته فامحوه مِن الديوان ، واسقطوا عطاءه ورزقه)(2) ، وبادر عمّاله في الفحص في سجلاتهم ، فمَنْ وجدوه محبّاً لآل البيت (عليه السّلام) محوا اسمه ، وأسقطوا عطاءه.

__________________

(1) شرح النهج 11 / 44.

(2) شرح النهج 11 / 44.

١٧٧

عدم قبول شهادة الشيعة :

وعمد معاوية إلى إسقاط الشيعة اجتماعياً ، فعهد إلى جميع عمّاله بعدم قبول شهادتهم في القضاء وغيره(1) مبالغة في إذلالهم وتحقيرهم.

إبعاد الشيعة إلى الخراسان :

وأراد زياد بن أبيه تصفية الشيعة مِن الكوفة ، وكسر شوكتهم فأجلى خمسين ألفاً منهم إلى خراسان ـ المقاطعة الشرقية في فارس(2) ـ ، وقد دقّ زياد بذلك أوّل مسمار في نعش الحكم الأموي ، فقد أخذت تلك الجماهير التي أُبعدت إلى فارس تعمل على نشر التشيع في تلك البلاد ، حتى تحوّلت إلى مركز للمعارضة ضد الحكم الأموي ، وهي التي أطاحت به تحت قيادة أبي مسلم الخراساني.

هذا بعض ما عانته الشيعة في عهد معاوية مِنْ صنوف التعذيب والإرهاب ، وكان ما جرى عليهم مِن المآسي الأليمة مِن أهم الأسباب في ثورة الإمام الحسين ، فقد رفع علم الثورة لينقذهم مِن المحنة الكبرى التي امتحنوا بها ، ويُعيد لهم الأمن والاستقرار.

البيعة ليزيد :

وختم معاوية حياته بأكبر إثم في الإسلام ، وأفظع جريمة في التاريخ ،

__________________

(1) حياة الإمام الحسن.

(2) تاريخ الشعوب الإسلامية 1 / 147.

١٧٨

فقد أقدم غير متحرّج على فرض خليعه يزيد خليفة على المسلمين يعيث في دينهم ودنياهم ، ويخلد لهم الويلات والخطوب ، وقد استخدم معاوية شتى الوسائل المنحطّة في جعل المُلْك وراثة في أبنائه. ويرى الجاحظ أنّه تشبّه بملوك الفرس البزنطيين فحوّل الخلافة إلى مُلْكٍ كسروي وعصبٍ قيصري. وقبل أنْ نعرض إلى تلك البيعة المشومة ، وما رافقها مِن الأحداث ، نذكر عرضاً موجزاً لسيرة يزيد ، وما يتّصف به مِن القابليات الشخصية التي عجّت بذمها كتب التاريخ مِنْ يومه حتّى يوم الناس هذا ، وفيما يلي ذلك :

ولادة يزيد :

ولد يزيد سنة (25) أو (26 هـ)(1) ، وقد دهمت الأرض شعلة مِنْ نار جهنم وزفيرها ، تحوط به دائرةُ السَوءِ وغضبٌ مِن الله ، وهو أخبث إنسان وجِدَ في الأرض ، فقد خُلِقَ للجريمة والإساءة إلى الناس وأصبح علماً للانحطاط الخُلُقي والظلم الاجتماعي ، وعنواناً بغيضاً للاعتداء على الأُمّة وقهرَ إرادتها في جميع العصور.

يقول الشيخ محمّد جواد مغنية : أمّا كلمة يزيد فقد كانت مِنْ قبل اسماً لابن معاوية ، أمّا هي الآن عند الشيعة فإنّها رمز للفساد والاستبداد والتهتّك والخلاعة ، وعنوان للزندقة والإلحاد ، فحيث يكون الشرّ والفساد فثمَّ اسم يزيد ، وحيثما يكون الخير والحقّ والعدل فثمَّ اسم الحُسين(2) .

وقد أثر عن النّبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه نظر إلى معاوية يتبختر في بردة حبرة وينظر إلى عطفَيه ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : «أي يوم لأُمّتي منك ، وأي يوم سُوء

__________________

(1) تاريخ القضاعي من مصوّرات مكتبة الإمام الحكيم العامّة.

(2) الشيعة في الميزان / 455.

١٧٩

لذريتي منّك ، مِن جرو يخرج مِن صُلبك ، يتّخذ آيات الله هُزُوا ويستحلّ مِن حرمتي ما حرم الله عز وجل»(1) .

نشأته :

نشأ يزيد عند أخواله في البادية مِن بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل الإسلام ، وكان مُرسَل العِنان مع شبابهم الماجنين فتأثر بسلوكهم إلى حدٍّ بعيدٍ ، فكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب.

يقول العائلي : إذا كان يقيناً أو يشبه اليقين أنّ تربية يزيد لمْ تكن إسلامية خالصة ، أو بعبارة أخرى : كانت مسيحية خالصة ، فلمْ يبقَ ما يستغرب معه أنْ يكون متجاوزاً مستهتراً مستخفّاً بما عليه الجماعة الإسلامية ، لا يحسب لتقاليدها واعتقاداتها أي حساب ولا يقيم لها وزناً ، بل الذي نستغرب أنْ يكون على غير ذلك(2) .

والذي نراه أنّ نشأته كانت نشأة جاهلية بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ، ولا تحمل أي طابعٍ مِن الدين مهما كان ؛ فإنّ استهتاره في الفحشاء وإمعانه في المنكر والإثم ممّا يوحي إلى الاعتقاد بذلك.

صفاته :

أمّا صفاته الجسمية : فقد كان شديد الأدمة بوجهه آثار الجدري(3)

__________________

(1) المناقب والمثالب ـ للقاضي نعمان المصري / 71.

(2) سمو المعنى في سمو الذات / 59.

(3) تاريخ القضاعي.

١٨٠

وكان أبو العالية ـ إذا سافر عبد الكريم ـ يقول : اللهمّ لا تردّه علينا!

٢٠٢ ـ ( ع ) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي ، مولاهم(١) :

ن : يدلّس.

يب : قال يحيى بن سعيد : إذا قال : « قال » فهو شبه الريح.

وقال أيضا : حديثه عن عطاء لا شيء كلّه.

وقال ابن حبّان : يدلّس.

وقال الدارقطني : تجنّب تدليسه ، فهو قبيح [ التدليس ] ، لا يدلّس إلّا في ما سمعه من مجروح.

٢٠٣ ـ ( ع ) عبد الملك بن عمير اللخمي ، قاضي الكوفة(٢) :

ضعّفه أحمد جدّا.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٠٤ رقم ٥٢٣٢ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٠٣ رقم ٤٣١٧.

وقد كان في الأصل هكذا : « ( م ٤ ) عبد المجيد بن عبد العزيز بن جريج الأموي ، مولاهم » وهو سهو ؛ فقد اختلط الرمز الخاصّ والاسم الأوّل ل :

« عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد الأزدي » برمز واسم المترجم له في المتن ، وما أثبتناه هو الصحيح من المصدرين وتهذيب الكمال ١٢ / ٥٥ رقم ٤١٢١.

وانظر ترجمة ابن أبي روّاد في : ميزان الاعتدال ٤ / ٣٩٠ رقم ٥١٨٨ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٨٣ رقم ٤٢٨٦ ، تهذيب الكمال ١٢ / ١٨ رقم ٤٠٩٢.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٠٥ رقم ٥٢٤٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣١٠ رقم ٤٣٢٤.

١٨١

وقال ابن معين : مخلّط.

يب : قال ابن حبّان : كان مدلّسا.

٢٠٤ ـ ( س ) عبد الملك بن نافع الشيباني(١) :

ن : مجهول.

قال يحيى : يضعّفونه.

يب : قال أبو حاتم : لا يكتب حديثه.

وقال ابن معين : لا شيء.

وقال : كان خمّارا.

٢٠٥ ـ ( ع ) عبد الواحد بن زياد ، أبو بشر العبدي ، وقيل : أبو عبيدة(٢) :

قال ( د ) : عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها.

ن : قال يحيى : ليس بشيء.

وقال القطّان : ما رأيته يطلب حديثا بالبصرة ولا بالكوفة [ قطّ ] وكنت أذاكره حديث الأعمش لا يعرف منه حرفا(٣) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٤١٤ رقم ٥٢٦٢ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٢٥ رقم ٤٣٤٧.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٢٤ رقم ٥٢٩٢ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٣٤ رقم ٤٣٦٣.

(٣) هذا القول ليس من مختصّات ميزان الاعتدال ؛ فقد ورد في تهذيب التهذيب أيضا ، وفيه : « فلا نعرف » بدل « لا يعرف » ؛ فلاحظ.

١٨٢

٢٠٦ ـ ( ق ) عبد الوهّاب بن الضحّاك(١) :

قال ( س ) : متروك.

ن : كذّبه أبو حاتم.

يب : قال ( د ) : يضع الحديث.

وقال صالح جزرة : عامّة حديثه كذب.

٢٠٧ ـ ( م ٤ ) عبد الوهّاب بن عطاء الخفّاف ، أبو نصر(٢) :

ن : قال ابن الجوزي : في كتاب « الموضوعات »(٣) : « قال الرازي : كان يكذب.

وقال [ العقيلي و ](٤) ( س ) : متروك [ الحديث ](٥) »(٦) .

يب : قال ( خ ) : يدلّس عن ثور وأقوام [ أحاديث ] مناكير.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٣٢ رقم ٥٣٢١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٤٨ رقم ٤٣٨٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٣٥ رقم ٥٣٢٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٣١ رقم ٤٣٨٥.

(٣) كذا في الأصل ، وهو سهو ؛ والصواب ما في المصدر هكذا : « ونقل ابن الجوزي في إحياء الموات من كتاب ( التحقيق ) شيئا هو غالط فيه » ثمّ أورد قولي الرازي والنسائي الآتيين ؛ فلاحظ.

(٤) أثبتناه من « التحقيق في أحاديث الخلاف ».

(٥) أثبتناه من « التحقيق في أحاديث الخلاف » و « ميزان الاعتدال ».

(٦) التحقيق في أحاديث الخلاف ٢ / ٢٢٥ رقم ١٦٠٥ ـ مسائل إحياء الموات.

وانظر : الضعفاء الكبير ـ للعقيلي ـ ٣ / ٧٧ رقم ١٠٤٣ ، الضعفاء والمتروكين ـ للنسائي ـ : ١٦٣ رقم ٣٩٥.

١٨٣

٢٠٨ ـ ( ق ) عبد الوهّاب بن مجاهد(١) :

يب : قال ابن معين وابن المديني : لا يكتب حديثه ، وليس بشيء.

وقال الأزدي : لا تحلّ الرواية عنه.

وقال الحاكم : روى أحاديث موضوعة.

وقال ابن الجوزي : أجمعوا على ضعفه(٢) .

٢٠٩ ـ ( ٤ ) عبيد الله بن زحر(٣) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات عن الأثبات.

وقال أبو مسهر : صاحب كلّ معضلة.

٢١٠ ـ ( د ت ق ) عبيد الله بن عبد الله بن موهب ، أبو يحيى التيمي(٤) :

قال أحمد : لا يعرف.

يب : قال الشافعي : لا نعرفه.

وقال ابن القطّان : مجهول الحال.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٥ / ٣٥٣ رقم ٤٣٨٦.

(٢) كذا في الأصل ؛ وفي المصدر : أجمعوا على ترك حديثه.

(٣) ميزان الاعتدال ٥ / ٩ رقم ٥٣٦٤ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٧٤ رقم ٤٤٢٠.

(٤) ميزان الاعتدال ٥ / ١٦ رقم ٥٣٨٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٨٧ رقم ٤٤٤٢.

١٨٤

٢١١ ـ ( ت ق ) عبيد الله بن الوليد الوصّافي ، أبو إسماعيل الكوفي(١) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال ( س ) والفلّاس : متروك(٢) .

يب : قال ( س ) مرّة : ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه.

وقال الساجي وابن عديّ : ضعيف جدّا(٣) .

وقال الحاكم : روى عن محارب أحاديث موضوعة.

وقال أبو نعيم : لا شيء.

٢١٢ ـ ( ق ) عبيد بن القاسم(٤) :

قال ( خ ) : ليس بشيء.

وقال ابن معين : كذّاب.

وقال صالح جزرة : كذّاب ، يضع الحديث.

وقال ( د ) : يضع الحديث.

وقال ( س ) : متروك [ الحديث ].

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ٢٢ رقم ٥٤١٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٤١٥ رقم ٤٤٨٣.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٣) هذا قول ابن عديّ ، أمّا الساجي فقد قال : ضعيف الحديث جدّا.

(٤) ميزان الاعتدال ٥ / ٢٨ رقم ٥٤٤١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٤٣٢ رقم ٤٥٢١.

١٨٥

٢١٣ ـ ( د ت ق ) عبيدة بن معتّب الضبّي ، أبو عبد الكريم الكوفي(١) :

قال أحمد : تركوا حديثه.

وقال ابن معين : ليس بشيء.

يب : نهى يحيى عن كتابة حديثه.

وذكره ابن المبارك فيمن يترك حديثه.

وقال الفلّاس : متروك [ الحديث ].

٢١٤ ـ ( خ د س ت ) عتّاب بن بشير الجزري ، مولى بني أميّة(٢) :

ن : قال ابن المديني : أصحابنا يضعّفونه.

وقال : ضربنا على حديثه.

يب : قال ( د ) : سمعت أحمد يقول : تركه ابن مهدي بآخره.

قال : ورأيت أحمد كفّ عن حديثه.

٢١٥ ـ ( م ق ) عثمان بن حيّان بن معبد ، أبو المغراء الدمشقي ، مولى أمّ الدرداء(٣) :

يب : قال مالك : بعث ابن حيّان ـ وهو أمير المدينة ـ إلى محمّد بن

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ٣٤ رقم ٥٤٦٥ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٤٤٧ رقم ٤٥٥٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٥ / ٣٦ رقم ٥٤٧١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٤٥٢ رقم ٤٥٥٣.

(٣) تهذيب التهذيب ٥ / ٤٧٧ رقم ٤٥٩٨.

١٨٦

المنكدر وأصحابه فضربهم ، لما كان من كلامهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر!(١) .

وقال ابن شوذب : قال عمر بن عبد العزيز : الوليد بالشام ، والحجّاج بالعراق ، ومحمّد بن يوسف باليمن ، وعثمان بن حيّان بالمدينة ، وقرّة بن شريك بمصر ؛ امتلأت والله الأرض جورا!(٢) .

٢١٦ ـ ( ع ) عثمان بن عاصم بن حصين ، أبو حصين الكوفي الأسدي(٣) :

يب : قال الأعمش : يسمع منّي ثمّ يذهب فيرويه.

وقال وكيع : كان يقول : أنا أقرأ من الأعمش.

فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه : إهمز « الحوت »(٤) فهمزه.

فلمّا كان من الغد قرأ أبو حصين في الفجر نون فهمز الحوت(٥) .

فقال له الأعمش لمّا فرغ : [ أبا حصين! ] كسرت ظهر الحوت؟!

فقذفه أبو حصين!

__________________

(١) تاريخ دمشق ٣٨ / ٣٤٣.

(٢) تاريخ دمشق ٣٨ / ٣٤٣ ، مختصر تاريخ دمشق ١٦ / ٨٥ ، وورد قريب منه في الكامل في التاريخ ٤ / ٢٨٣ حوادث سنة ٩٥ ه‍.

(٣) تهذيب التهذيب ٥ / ٤٨٩ رقم ٤٦٢٠.

(٤) أي : إقرأه « الحؤت ».

(٥) أي قرأ : « كصاحب الحوت » بدلا من( كَصاحِبِ الْحُوتِ ) سورة القلم ٦٨ : ٤٨ ؛ انظر : تهذيب الكمال ١٢ / ٤٢٣ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤١٤.

١٨٧

فحلف الأعمش ليحدّنّه ، فكلّمه فيه بنو أسد ، فأبى ، فقال خمسون منهم : [ والله لنشهدنّ أنّ أمّه كما قال! ](١) فغضب الأعمش وحلف أن لا يساكنهم [ وتحوّل عنهم ].

وقال العجلي : كان صاحب سنّة ، عثمانيّا ، رجلا صالحا!

أقول :

لعلّ المبرّر لمدحه ووصفه بأنّه صاحب سنّة ، وبالصلاح ـ مع قذفه للمسلم الموجب لحدّه ، وعدم قبول روايته وشهادته ـ هو بغضه لإمام المتّقين ، ونفس النبيّ الأمين ، فانظر واعجب!

وفي التقريب : سنّيّ ، وربّما دلّس(٢) .

٢١٧ ـ ( ت ) عثمان بن عبد الرحمن [ بن عمر ] بن سعد بن أبي وقّاص(٣) :

قال ( خ ) : تركوه.

وقال ابن معين : يكذب.

وقال ( س ) : متروك.

__________________

(١) ما بين القوسين المعقوفتين ساقط من تهذيب التهذيب ، وأضفناه من ترجمته في تهذيب الكمال ١٢ / ٤٢٣ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤١٤ ليستقيم السياق.

(٢) تقريب التهذيب ١ / ٣٩٣ رقم ٤٦٢٠.

(٣) ميزان الاعتدال ٥ / ٥٦ رقم ٥٥٣٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٤٩٦ رقم ٤٦٢٩.

١٨٨

٢١٨ ـ ( د س ق ) عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحرّاني المؤدّب(١) :

قال ابن نمير : كذّاب.

يب : قال الأزدي : متروك.

وقال أحمد : لا أجيزه.

٢١٩ ـ ( د ت ق ) عثمان بن عمير ، أبو اليقظان الأعمى(٢) :

قال ابن معين : ليس بشيء(٣) .

يب : قال الدارقطني : متروك.

وقال ابن عبد البرّ : كلّهم ضعّفه.

٢٢٠ ـ ( ت ) عطاء بن عجلان البصري العطّار(٤) :

قال ابن معين : ليس بشيء ، كذّاب ، كان يوضع له الحديث فيحدّث به.

وقال الفلّاس : كذّاب.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ٥٨ رقم ٥٥٣٨ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٤٩٧ رقم ٤٦٣٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٥ / ٦٤ رقم ٥٥٥٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٥٠٧ رقم ٤٦٤٣.

(٣) في تهذيب التهذيب : ليس حديثه بشيء.

(٤) ميزان الاعتدال ٥ / ٩٥ رقم ٥٦٥٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٥٧٤ رقم ٤٧٣٠.

١٨٩

وقال أبو حاتم والدارقطني : متروك(١) .

يب : قال الجوزجاني : كذّاب.

وقال ( ت ) : ضعيف ، ذاهب الحديث.

٢٢١ ـ ( م ٤ ) عطاء بن أبي مسلم الخراساني(٢) :

ذكره ( خ ) في « الضعفاء » ، ونقل عن سعيد بن المسيّب أنّه كذّبه ، فقال : كذب عليّ ، ما حدّثته [ هكذا ](٣) .

ن : قال ( خ ) : لم أعرف رجلا يروي عنه مالك يستحقّ الترك غيره.

أقول : في التقريب : يهم كثيرا ، ويرسل ، ويدلّس(٤) .

٢٢٢ ـ ( خ د س ) عطاء ، أبو الحسن السوائي(٥) :

يب : ما وجدت له راويا غير الشيباني ، ولم أقف فيه على تعديل ولا تجريح ، وروايته عندهم عن ابن عبّاس غير مجزوم بها [ فيه ].

__________________

(١) هذا ما ورد عنهما في « ميزان الاعتدال » وعن الدارقطني في « تهذيب التهذيب » ، وجاء عن أبي حاتم في « تهذيب التهذيب » أنّه قال : متروك الحديث.

(٢) ميزان الاعتدال ٥ / ٩٢ رقم ٥٦٤٨ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٥٧٨ رقم ٤٧٣٧.

(٣) التاريخ الكبير ٦ / ٤٧٤ رقم ٣٠٢٧ ، التاريخ الصغير ٢ / ٣٧ ، وما بين القوسين المعقوفتين أضفناه من تهذيب التهذيب.

(٤) تقريب التهذيب ١ / ٤٠٢ رقم ٤٧٣٧.

(٥) تهذيب التهذيب ٥ / ٥٨٤ رقم ٤٧٤٥.

١٩٠

وقرأت بخطّ الذهبي : لا يعرف.

٢٢٣ ـ ( د ت س ) عطاء العامري الطائفي ، والد يعلى(١) :

ن : لا يعرف إلّا بابنه.

يب : قال ابن القطّان : مجهول [ الحال ] ، ما روى عنه غير ابنه.

٢٢٤ ـ ( ع ) عكرمة البربري ، مولى ابن عبّاس(٢) :

كذّبه ابن المسيّب ، وابن عمر ، ويحيى بن سعيد.

وذكر عند أيّوب أنّه لا يحسن الصلاة ، فقال أيّوب : أو كان يصلّي؟!

وعن مطرّف : كان مالك يكره أن يذكره.

وقال أحمد : يرى رأي الصفرية.

وقال عطاء بن أبي رباح : كان إباضيا.

وقال مصعب الزبيري : يرى رأي الخوارج.

وقال يحيى بن بكير(٣) : الخوارج الّذين بالمغرب عنه أخذوا.

ن : قال محمّد بن سيرين : كذّاب.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ٩٩ رقم ٥٦٦٨ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٥٨٥ رقم ٤٧٤٧.

(٢) ميزان الاعتدال ٥ / ١١٦ رقم ٥٧٢٢ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٦٣٠ رقم ٤٨١٢.

(٣) كان في طبعة طهران : « يحيى بن أبي بكير » والمثبت هو الصواب ؛ انظر : المصدرين وتهذيب الكمال ١٣ / ١٧٢.

١٩١

وقال حمّاد بن زيد في آخر يوم مات فيه. : أحدّثكم بحديث ما حدّثت به قطّ ، لأنّي أكره أن ألقى الله ولم أحدّث به ؛ سمعت أيّوب يحدّث عن عكرمة ، قال : إنّما أنزل الله متشابه القرآن ليضلّ به!

يب : قال ابن أبي ذئب(١) : غير ثقة(٢) .

وقال الشافعي : قال مالك : لا أرى لأحد أن يقبل حديثه.

وقال ابن معين : كان ينتحل مذهب الصفرية.

وقال يزيد بن أبي زياد : دخلت على عليّ بن عبد الله بن عبّاس ـ وعكرمة مقيّد على باب الحشّ(٣) ـ فقلت : ما لهذا؟! قال : إنّه يكذب على أبي.

ومثله في ن عن عبد الله بن الحارث.

.. إلى غير ذلك ممّا ذكروه في ترجمته(٤) .

__________________

(١) كان في الأصل : « ابن أبي ذؤيب » والصواب ما أثبتناه من المصدرين وتهذيب الكمال ١٣ / ١٧٤.

(٢) وجاء مثله أيضا في ترجمته من ميزان الاعتدال.

(٣) الحشّ والحشّ : النخل المجتمع ، والبستان ؛ ويطلق أيضا على الكنف ومواضع قضاء الحاجة.

انظر : الصحاح ٣ / ١٠٠١ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٣٩٠ ، لسان العرب ٣ / ١٨٩ ـ ١٩٠ ، القاموس المحيط ٢ / ٢٧٩ ، تاج العروس ٩ / ٩٠ ـ ٩١ ، مادّة « حشش ».

(٤) ونورد هنا ممّا ذكر في ترجمته أيضا من المصدرين ، وفق منهج الشيخ المظفّرقدس‌سره ما يلي :

قال ابن أبي عمران : قال عكرمة في وقت الموسم : وددت أنّ بيدي حربة

١٩٢

أقول :

فمن العجب أنّ البخاري يروي في صحيحه عن هذا الكذّاب المنافق الداعية إلى المذهب السوء ، ولا يروي عن حجّة الله وابن حججه جعفر بن محمّد الصادق ، ولا عن أبنائه الطاهرين!!

وكذا باقي أرباب صحاحهم لم يرووا عن أكثر آل محمّد وثقله الأصغر ، ويروون عن هذا الرجس وأشباهه!!

٢٢٥ ـ ( ق ) العلاء بن زيد(١) :

قال أبو حاتم والدارقطني : متروك(٢) .

وقال ابن المديني : يضع الحديث.

__________________

فأعترض بها من شهد الموسم يمينا وشمالا.

وقال ابن المديني : كان يرى رأي نجدة الحروري.

لمّا مات عكرمة بالمدينة ترك الناس جنازته ، ولم يشهدها أحد ، حتّى اكتروا من يحملها.

ن : قال ابن المديني : وقف عكرمة على باب المسجد ، فقال : ما فيه إلّا كافر.

وكان يلعب بالنرد.

وكان يستمع الغناء.

يب : قال ابن لهيعة : كان يحدّث برأي نجدة.

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ١٢٣ رقم ٥٧٣٦ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٢٩٧ رقم ٥٤٢٩.

ويعرف أيضا ب‍ : « ابن زيدل » ؛ انظر : تقريب التهذيب ١ / ٤٥٨ رقم ٥٤٢٩ ، تهذيب الكمال ١٤ / ٤٨٦ رقم ٥١٥٤.

(٢) هذا قول الدارقطني كما في « تهذيب التهذيب » فقط ، أمّا قول أبي حاتم فيه وكذلك قولهما في « ميزان الاعتدال » فهو : متروك الحديث.

١٩٣

٢٢٦ ـ ( ت ) العلاء بن مسلمة الروّاس(١) :

قال الأزدي : لا تحلّ الرواية عنه.

وقال ابن طاهر : يضع الحديث.

وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات عن الثقات.

٢٢٧ ـ ( ق ) عليّ بن ظبيان ، قاضي بغداد(٢) :

قال ابن معين : كذّاب خبيث.

وقال ( د ) : ليس بشيء.

وقال أبو حاتم و ( س ) وأبو الفتح : متروك(٣) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ١٣٠ رقم ٥٧٤٩ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٣٠٦ رقم ٥٤٤٨.

وكان اللقب قد ضبط في الأصل هكذا : « الروّاسي » ـ بالياء في آخره ـ كما هو في تهذيب التهذيب والكاشف ٢ / ٣٤٨ رقم ٤٣٩٢ ، وهو تصحيف ؛ والمثبت في المتن ـ بالسين المهملة في آخره ـ من : ميزان الاعتدال ، المجروحين ـ لابن حبّان ـ ٢ / ١٨٥ ، طبقات المحدّثين بأصبهان ٣ / ٤٧٠ ح ٦٢٧ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٢٤١ رقم ٦٦٩١ ، الأنساب ـ للسمعاني ـ ٣ / ٩٦ ، العلل المتناهية ١ / ٨٩ ، تهذيب الكمال ١٤ / ٥٠٤ رقم ٥١٧١ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٥٩ رقم ٥٤٤٨ ، تنزيه الشريعة المرفوعة ١ / ٢٦٠ ح ٣١ ؛ فلاحظ.

(٢) ميزان الاعتدال ٥ / ١٦٣ رقم ٥٨٧٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٧٠٣ رقم ٤٩٠١.

(٣) هذا قول أبي حاتم وأبي الفتح في « تهذيب التهذيب » ولم يرد قولهما في « ميزان الاعتدال » ؛ فلاحظ.

أمّا قول أبي حاتم في « ميزان الاعتدال » وقول النسائي في « تهذيب التهذيب » فهو : متروك الحديث.

١٩٤

٢٢٨ ـ ( د ت ق ) عليّ بن عاصم بن صهيب الواسطي(١) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال يزيد بن هارون : ما زلنا نعرفه بالكذب.

ن : قال ( س ) : متروك [ الحديث ].

يب : قال ابن معين مرّة : كذّاب ، ليس بشيء.

وقال ابن المديني : قال خالد : كذّاب فاحذروه.

وقال الدارقطني وابن المديني وأحمد : يغلط ويثبت على غلطه.

وقال ابن أبي خيثمة : قيل(٢) لابن معين : إنّ أحمد يقول : إنّه ليس بكذّاب! قال : لا والله ما كان عنده قطّ ثقة ، ولا حدّث عنه بشيء ، فكيف صار اليوم عنده ثقة؟!

٢٢٩ ـ ( خ د س ت ) عليّ بن عبد الله بن جعفر ، أبو الحسن ، ابن المديني البصري(٣) :

قال المروزي : سمعت أحمد كذّبه.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ١٦٥ رقم ٥٨٧٩ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٧٠٥ رقم ٤٩٠٣.

(٢) كان في الأصل : « قلت » وهو سهو ، والصواب ما أثبتناه من المصدر وتهذيب الكمال ١٣ / ٣٢٥.

(٣) ميزان الاعتدال ٥ / ١٦٧ رقم ٥٨٨٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٧١٠ رقم ٤٩٠٧.

١٩٥

يب : قيل لإبراهيم الحربي : أكان ابن المديني يتّهم بالكذب؟! فقال : لا ، إنّما حدّث بحديث فزاد فيه كلمة ليرضي بها ابن أبي دؤاد.

أقول :

كيف يجتمع نفي التهمة عنه والإقرار بزيادته في الحديث عمدا؟!

فتأمّل!

٢٣٠ ـ ( ق ) عليّ بن عروة(١) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال أبو حاتم : متروك الحديث.

وقال ابن حبّان : يضع الحديث.

وكذّبه صالح جزرة.

٢٣١ ـ ( ت ) عليّ بن مجاهد الكابلي(٢) :

قال يحيى بن الضريس : كذّاب.

وقال ابن معين : يضع الحديث.

وزاد فييب : صنّف كتاب « المغازي » فوضع للكلّ إسنادا.

وفييب : قال محمّد بن مهران : كذّاب.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ١٧٤ رقم ٥٨٩٧ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٧٢٣ رقم ٤٩٢٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٥ / ١٨٤ رقم ٥٩٢٥ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٧٣٦ رقم ٤٩٤٠.

١٩٦

٢٣٢ ـ ( خ ) عليّ بن أبي هاشم عبيد الله [ بن طبراخ البغدادي ](١) :

يب : قال أبو حاتم : ترك الناس حديثه.

وقال الأزدي : ضعيف جدّا(٢) .

٢٣٣ ـ ( ت ق ) عليّ بن يزيد بن أبي هلال الألهاني(٣) :

قال الدارقطني : متروك.

وقال ( س ) : ليس بثقة.

يب : قال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث.

وقال ( س ) في موضع ، والأزدي والبرقي : متروك(٤) .

وقال الساجي : اتّفق أهل العلم على ضعفه(٥) .

٢٣٤ ـ ( ت ق ) عمّار بن سيف الضبّي ، أبو عبد الرحمن(٦) :

يب : قال ( خ ) : منكر الحديث ، ذاهب.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٥ / ٧٥١ رقم ٤٩٦٢.

(٢) هذا القول ليس من مختصّات تهذيب التهذيب ، فقد ورد في ترجمته من ميزان الاعتدال ٥ / ١٦٣ رقم ٥٨٧٥.

(٣) ميزان الاعتدال ٥ / ١٩٥ رقم ٥٩٧٢ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٧٥٣ رقم ٤٩٦٧.

(٤) هذا قول الأخيرين ، أمّا قول النسائي فهو : متروك الحديث.

(٥) كان في الأصل : « تضعيفه » ، وما أثبتناه من المصدر.

(٦) تهذيب التهذيب ٦ / ٦ رقم ٤٩٧٧.

١٩٧

وقال أبو نعيم : لا شيء.

وقال الدارقطني : متروك.

٢٣٥ ـ ( م ت ق ) عمّار بن محمّد الثوري ، أبو اليقظان ، ابن أخت سفيان الثوري(١) :

قال ابن حبّان : استحقّ الترك.

[ن : ](٢) وقال ( خ ) : مجهول.

٢٣٦ ـ ( ت ق ) عمارة بن جوين ، أبو هارون العبدي البصري(٣) :

قال أحمد : ليس بشيء.

وقال ( س ) : متروك [ الحديث ].

وقال الجوزجاني : كذّاب مفتر.

وقال شعبة : لأن أقدّم فتضرب عنقي أحبّ إليّ من أن أحدّث عنه.

وقال ابن معين : لا يصدق في حديثه.

وقال الدارقطني : يتلوّن خارجيّ وشيعيّ ، يعتبر بما يرويه عنه الثوري.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٥ / ٢٠٣ رقم ٦٠٠٨ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٩ رقم ٤٩٨٣.

(٢) أضفناه لاقتضاء النسق.

(٣) ميزان الاعتدال ٥ / ٢٠٩ رقم ٦٠٢٤ ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٦ رقم ٤٩٩١.

١٩٨

يب : قال حمّاد بن زيد : كذّاب(١) ، بالعشيّ شيء وبالغداة شيء.

وقال أبو أحمد الحاكم : متروك.

وقال ابن عليّة : يكذب.

وقال عثمان بن أبي شيبة : كان كذّابا.

وقال ابن البرقي : أهل البصرة يضعّفونه.

وقال ابن عبد البرّ : أجمعوا على أنّه ضعيف الحديث ؛ وقد تحامل بعضهم فنسبه إلى الكذب ، وكان فيه تشيّع ، وأهل البصرة يفرطون في من يتشيّع بين أظهرهم ؛ لأنّهم عثمانيّون.

قال في يب : كيف لا ينسبونه إلى الكذب وقد روى ابن عديّ في « الكامل »(٢) بسنده عن بهز بن أسد ، قال : أتيته فقلت : أخرج إليّ ما سمعت من أبي سعيد.

فأخرج لي كتابا ، فإذا فيه : حدّثنا أبو سعيد أنّ عثمان أدخل في حفرته وإنّه لكافر بالله!

[ قال : قلت : تقرّ بهذا؟!

قال : هو كما ترى!

قال : فدفعت الكتاب في يده وقمت ].

فهذا كذب ظاهر على أبي سعيد.

__________________

(١) وورد مؤدّاه أيضا في ترجمته من ميزان الاعتدال.

(٢) انظر : الكامل ٥ / ٧٨.

١٩٩

أقول :

كيف يمتنع على أبي سعيد أن يقوله وقد قتل عثمان بينهم ورأوه حلال الدم؟!(١) .

__________________

(١) ورد عن عائشة أنّها قالت في عثمان : اقتلوا نعثلا فقد كفر ـ وفي رواية : فجر ـ!

وقالت فيه : اقتلوا نعثلا ، قتل الله نعثلا!

وقالت فيه أيضا : أما والله لوددت أنّه [ أي : عثمان ] مقطّع في غرارة من غرائري ، وأنّي أطيق حمله ، فأطرحه في البحر!

وقالت عنه لمّا بلغها قتله : أبعده الله! قتله ذنبه.

وقالت أيضا : أبعده الله! ذلك بما قدّمت يداه ، وما الله بظلّام للعبيد.

وكان عثمان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه ، فزجره ابن سلام [ يهوديّ أسلم! ] ، فقال له رجل : لا يمنعنّك مكان ابن سلام أن تسبّ نعثلا ، فإنّه من شيعته!

ونادت عائشة يوما : يا معشر المسلمين! هذا جلباب رسول الله لم يبل ، وقد أبلى عثمان سنّته!

وخاطبها عبيد بن أمّ كلاب بعد قتله وإرادتها الخروج للطلب بدمه : فو الله إنّ أوّل من أمال حرفه لأنت هذا والله التخليط يا أمّ المؤمنين! ثمّ أنشأ يقول ضمن قصيدة :

فمنك البداء ومنك الغير

ومنك الرياح ومنك المطر

وأنت أمرت بقتل الإمام

وقلت لنا : إنّه قد كفر

فهبنا أطعناك في قتله

وقاتله عندنا من أمر

انظر : الإمامة والسياسة ١ / ٧٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٢ و ٧٣ ، تاريخ الطبري ٣ / ١٢ حوادث سنة ٣٦ ه‍ ، الفتوح ـ لابن أعثم ـ ١ / ٤٣٤ ، تاريخ دمشق ٣٩ / ٣٢٧ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ٥ / ٨٠ ، الكامل في التاريخ ٣ / ١٠٠ حوادث سنة ٣٦ ه‍ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٢١٦ ، مختصر تاريخ دمشق ١٦ / ١٩٩.

ونعثل : الشيخ الأحمق ، والذكر من الضباع ، ورجل طويل اللحية ، ويهوديّ كان بالمدينة شبّه به عثمان.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307