دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

دلائل الصدق لنهج الحق18%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-354-3
الصفحات: 307

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 307 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182504 / تحميل: 5327
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٤-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاَّ الماء، وأصبحوا صياماً، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه. ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك. فلمّا أصبحوا أخذ عليرضي‌الله‌عنه بيد الحسن والحسين، وأقبلوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشدَّ ما يسوءني ما أرى بكم.

وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها فساءه ذلك، فنزل جبرئيلعليه‌السلام وقال: خذها يا محمد، هنَّاك الله في أهل بيتك. فأقرأه السورة.

وأمّا تفسير الآيات مع رعاية الاختصار والإيجاز:

( إِنَّ الْأَبْرَارَ ) الأبرار: جمع بارّ أو برّ، وهم علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ( يَـشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ ) هي الزجاجة إذا كان فيها الشراب أو المراد من الكأس نفس الشراب لا الزجاجة( كَانَ مِزَاجُهَا ) الذي تمزج به من عين في الجنّة تُسمّى( كَافُورًا ) لأنّ ماءها في بياض الكافور وبرودته لا في خواصه وآثاره، ومن الممكن أنّ كافور اسم عين في الجنّة بدليل قوله تعالى( عَيْنًا ) كأنّها عطف أو بدل من كافور أي تفسير له( شْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ ) الكاملون في العبادة الذين ذكرهم في كتابه( وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿63﴾ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ) إلى آخر الآيات الدالة على الصفات الكاملة.

( يُفَجِّرُونَهَا ) يفجرونها حيث شاءوا( تَفْجِيرًا ) سهلاً يسيراً( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) إنّهم استحقّوا هذا الجزاء بسبب وفائهم بالنذر؛ لأنّ النذر هو ما

١٨١

يوجبه الإنسان على نفسه فإذا وفى بالنذر فهو بما أوجب الله عليه كان أوفى( وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ) منتشراً( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ ) أي بالرغم من حبِّهم للطعام لشدَّة جوعهم بسبب الصوم( مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) كل ذلك حبّاً للخير وإيثاراً على أنفسهم، وإشفاقاً على المسكين ورأفة باليتيم وعطفاً على الأسير( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً ) بفعل تفعلونه( وَلَا شُكُورًا ) بقول تقولونه، قال مجاهد: إنّهم لم يقولوا حين أطعموا الطعام شيئاً، وإنّما علمه الله منهم فأثنى به عليهم.

( إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ) شديد العبوس، تشبيهاً له في تخويفه بالأسد العبوس أو الحاكم المتنمّر العبوس.

( فَوَقَاهُمُ اللَّـهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ ) تأميناً لهم من شرّه وضرّه( وَلَقَّاهُمْ نَـضْرَةً ) في وجوههم( وَسُرُورًا ) في قلوبهم ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا ) على الإيثار مع شدّة الجوع( جَنَّةً وَحَرِيرًا ) ثم ذكر الله أحوالهم في الجنة( مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ) في منتهى الراحة والرفاهية( لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا ) يؤذي حرّها( وَلَا زَمْهَرِيرًا ) يؤذي برده.

( وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ) يسهل عليهم اقتطاف فواكه الجنّة( وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ ) خلقها الله بإرادته( كَانَتْ قَوَارِيرَا ﴿15﴾ قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ) على حسب ما تشتهي أنفسهم وتتمنّى قلوبهم في التكيّف بالكيفيّات المخصوصة إلى آخر السورة التي في وصف نعم الجنّة ونعيمها وعيون تسمّى زنجبيلاً وسلسبيلاً. والخدم الذين يخدمونهم والمـُلك الكبير الذي يكون لهم مع النعيم والملابس

١٨٢

الخُضر من الإستبرق، والزينة التي يتزيّنون بها، والشراب الطهور الذي يشربونه.

والعجيب أنّ الله تعالى ذكر في هذه السورة الكثير الكثير من نعم الجنّة، ولم يذكر - هنا - الحور العين؛ لأنّ الآية نزلت في حق علي وفاطمة وولديهما، فحفظ الله لفاطمة الزهراء جلالتها إذ لم يذكر - عزّ وجل - الحور العين كرامة لسيّدة نساء العالمين.

١٨٣

فاطمة الزهراءعليها‌السلام في آية النور

قال تعالى:( اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ... ) (1) .

روى الحافظ ابن المغازلي الشافعي - في كتاب المناقب - بالإسناد إلى علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن [ الكاظم ]عليه‌السلام عن قوله (عزّ وجلّ):( كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) ؟

قالعليه‌السلام : المشكاة: فاطمة، والمصباح: الحسن، والحسين: الزجاجة.

( كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) : قال: كانت فاطمة كوكباً دُريّاً بين نساء العالمين...( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ ) قال: يكاد العِلم أن ينطق منها(2) .

أقول: لقد مرّت عليك بعض الأحاديث التي تتحدّث عن نور الزهراء الزاهر المشرق.

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: (... ونور ابنتي فاطمة من نور الله...)(3) .

____________________

(1) النور: 35.

(2) المناقب ص 317.

(3) بحار الأنوار ج 15 ص 10.

١٨٤

مكانة فاطمة الزهراء عند أبيها

الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

إنّ من الصعب المستصعب تحديد مكانة السيدة فاطمة الزهراء عند أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن الصحيح أن يقال: إنّه خارج عن قدرة القلم واللسان، والتحليل والبيان.

ويمكن لنا أن نجمل القول ونوجزه فنقول:

كانت السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام قد حلّت في أوسع مكان من قلب أبيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووقعت في نفسه الشريفة أحسن موقع.

فكان النبي يحبّها حبّاً لا يشبه محبّة الآباء لبناتهم، إذ كان الحب مزيجاً بالاحترام والتعظيم، فلم يعهد من أي أبٍ في العالم ما شوهد من رسول الله تجاه السيدة فاطمة الزهراء.

ولم يكن ذلك منبعثاً من العاطفة الأبوية فحسب، بل كان الرسول ينظر إلى ابنته بنظر الإكبار والإجلال؛ وذلك لما كانت تتمتّع به السيدة فاطمة من المواهب والمزايا والفضائل، ولعلّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان مأموراً باحترامها وتجليلها، فما كان يَدَعُ فرصةً أو مناسبةً تمرّ به إلاّ وينوّه بعظمة ابنته، ويشهد بمواهبها ومكانتها السامية عند الله تعالى وعند رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

مع العلم أنّه لم يُسمع من الرسول ذلك الثناء المتواصل الرفيع

١٨٥

ولا معشاره في حق بقيّة بناته.

ولم يكن ثناؤه عليها اندفاعاً للعاطفة والحُبِّ النفسي فقط، بل ما كان يسع له السكوت عن فضائل ابنته ودرجتها السامية عند الله تعالى. ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يفعل معها ذلك؛ إذ كانت ولده وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد، ولا يجوز أن يفعل معها ذلك، وهو بضدّ ما أمر به أُمَّته عن الله تعالى.

وكان ذلك كلّه لأسباب منها:

كشفاً للحقيقة، وإظهاراً لمقام ابنته عند الله وعند الرسول، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلم ما سيجري على ابنته العزيزة من بعده من أنواع الظلم والاضطهاد والإيذاء وهتك الحرمة؛ ولهذا أراد الرسول أن يتمّ الحجّة على الناس، حتى لا يبقى لذي مقالٍ مقالٌ أو عذر، وإليك هذه الأحاديث التي تدل على ما كانت تتمتّع به السيدة فاطمة من المكانة في قلب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

رُوي عن الإمام الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن السيدة فاطمةعليها‌السلام قالت: (لما نزلت: ( لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً ) هبِتُ رسول الله أن أقول له: يا أبة. فجعلت أقول: يا رسول الله. فأقبل عليَّ فقال: يا فاطمة إنّها لم تنزل فيكِ ولا في أهلكِ ولا في نسلكِ، أنتِ منّي وأنا منك، إنّما نزلت في أهل الجفاء والبذخ والكبر من قريش، قولي: يا أبة؛ فإنّها أحيى للقلب وأرضى للرب، ثم قبَّل النبي جبهتي...)(1) .

أيضاً: عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه

____________________

(1) المناقب لابن المغازلي الشافعي ص 364.

١٨٦

كلاماً وحديثاً برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحَّب بها وقبَّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحَّبت به وقبّلت يديه... إلى آخره.

وسأل بزل الهروي الحسينَ بن روح قال: كم بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

قال: أربع.

فقال: أيّتهن أفضل؟

قال: فاطمة.

قال: ولِمَ صارت أفضل وكانت أصغرهنّ سنّاً وأقلّهنّ صحبة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

قال: لخصلتين خصّها الله بهما:

1 - أنّها ورثت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

2 - ونسل رسول الله منها، ولم يخصّها بذلك إلاّ بفضل إخلاصٍ عرفه من نيّتها.

وعن حذيفة قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة...(1) .

وعن ابن عمر: أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبَّل رأس فاطمة وقال: فداكِ أبوكِ، كما كنت فكوني(2) .

وفي روايةٍ: فداكِ أبي وأُمّي(3) .

وعن عائشة: قبَّل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحر فاطمة.

____________________

(1) و (2) مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ص 66.

(3) مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الشافعي ج3 ص 165.

١٨٧

وفي رواية: فقلت: يا رسول الله فعلتَ شيئاً لم تفعله؟

فقال: يا عائشة إني إذا اشتقتُ إلى الجنّة قبّلت نحر فاطمة(1) .

وعن عائشة قالت: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا قدم من سفر قبَّل نحر فاطمة وقال: منها أشمّ رائحة الجنّة(2) .

أقول: قد ذكرنا شيئاً من هذه الأحاديث في أوائل الكتاب.

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: (رائحة الأنبياء: رائحة السفرجل، ورائحة الحور العين: رائحة الآس، ورائحة الملائكة: رائحة الورد، ورائحة ابنتي فاطمة الزهراء: رائحة السفرجل والآس والورد)(3) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: (... ولو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، إنّ ابنتي فاطمة خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً)(4) .

وعن الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام ، عن جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: (فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بَصري، والأئمّة من ولدها أُمناء ربّي، وحبله الممدود بينه وبين خَلقه، مَن اعتصم به نجا، ومَن تخلّف عنه هوى)(5) .

وروي أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ناول الزهراء ماءاً، فشربت فقال لها: (هنيئاً مريئاً يا أُمَّ الأبرار الطاهرين) إلى آخر الحديث(6) .

____________________

(1) ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 36، وسيلة المآل للحضرمي ص 79 طبعة المكتبة الظاهرية بدمشق.

(2) ينابيع المودَّة للقندوزي الحنفي ص 260.

(3) بحار الأنوار، كتاب الأطعمة والأشربة، باب السفرجل.

(4) فرائد السمطين للجويني الشافعي ج 2 ص 68.

(5) فرائد السمطين للجويني الشافعي ج 2 ص 66.

(6) بحار الأنوار ج 76 ص 67.

١٨٨

وعن فاطمة الزهراءعليها‌السلام قالت: قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (ألا أُبشِّرك؟ إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليِّه في الجنّة، بعث إليك تبعثين إليها من حُليِّك)(1) .

وبهذه الأحاديث الآتية - الصحيحة عند الفريقين - يمكن لنا أن نطّلع على المزيد من الأسباب والعلل التي كوَّنت في سيّدة نساء العالمين تلك القداسة والعظمة والجلالة:

1 - قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفضل نساء أهل الجنّة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون) ومريم بنت عمران(2).

2 - وقال أيضاً: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد(3) .

3 - وقال أيضاً: حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون(4) .

هذه أحاديث ثلاثة تصرِّح بتفضيل هذه السيّدات الأربع على سائر

____________________

(1) دلائل الإمامة ص 2.

(2) مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 293، الاستيعاب لابن عبد البر الأندلسي ج 2 ص 750 في ترجمة السيدة خديجة، مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 ص 160، الاعتقاد للحافظ البيهقي ص 165، تاريخ الإسلام للذهبي ج 3 ص 92 أسد الغابة لابن الأثير الجزري ج 5 ص 437 وغيرها.

(3) المصدر السابق.

(4) الاستيعاب، لابن عبد البر الأندلسي ج 2 ص 750، مشكل الآثار للطحاوي ج 1 ص 48، مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 ص 157، معالم التنزيل للحافظ البغوي الشافعي ج 1 ص 291 وغيرها.

١٨٩

نساء العالم، إلاّ أنّها لا تصرِّح ببيان الأفضل من تلك الأربع، ولكنّ الأحاديث المتواترة المعتبرة تصرِّح بتفضيل السيدة فاطمة الزهراء عليهنّ وعلى غيرهن.

ونحن لا نشك في ذلك، بل نعتبره من الأمور المسلَّمة المتفق عليها؛ لأنّها بضعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا نعدل بها أحداً.

ولم ننفرد بهذه الحقيقة، بل وافقنا على ذلك الكثير الكثير من العلماء والمحدّثين المنصفين، من المتقدّمين منهم والمتأخّرين والمعاصرين، بل صرَّح بذلك بعضهم، وإليك بعض أقوال أُولئك الأعلام:

عن مسروق قال: حدثتني عائشة أُم المؤمنين قالت: إنا كنّا أزواج النبي عنده لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا والله ما تخفي مشيتُها من مشية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا رآها رحَّب بها وقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارّها(1) فبكت بكاءً شديداً، فلمّا رأى حزنها سارّها الثانية! فإذا هي تضحك، فقلت لها - أنا من بين نسائه -: خصّكِ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالسرّ من بيننا، ثم أنتِ تبكين؟

فلما قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سألتها: عمّا سارّك؟

قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سرَّه. فلمّا توفّي قلت لها: عزمتُ عليك بما لي عليك من الحق (!!) لما أخبرتيني!

قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني قالت: سارَّني في الأمر الأول فإنّه أخبرني أنّ جبرائيل كان يعارضه (القرآن) كل سنة(2) وأنّه قد عارضني به

____________________

(1) أي: أسرّ إليها.

(2) هكذا وجدنا في المتن، والأصح: يعارضني، كما في مصادر أُخرى.

١٩٠

العام مرّتين، ولا أرى الأجل إلاَّ قد اقترب، فاتقي الله واصبري فإنّي نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارَّني الثانية قال: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين أو سيّدة نساء هذه الأُمّة؟(1) .

وفي رواية البغوي في (مصابيح السنة): ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين وسيّدة نساء هذه الأُمّة، وسيّدة نساء المؤمنين؟

والأحاديث التي تصرّح بسيادتها وتفضيلها على نساء العالمين كثيرة جدّاً، وجُلّها مرويّة عن: عائشة، وعن عمران بن حصين، وعن جابر بن سمرة، وعن ابن عباس، وأبي بريدة الأسلمي، وغيرهم، وقد روى البخارى هذا الحديث في الجزء الرابع ص 203 من صحيحه، وعدد كثير من علماء العامّة كالقسطلاني والقندوزي والمتقي والهيثمي والنّسائي والطحاوي، وغيرهم ممّن يطول الكلام بذكرهم.

ولقد ورد هذا الحديث بطرق عديدة، وفي بعضها: أنّ سبب ضحكها هو إخبار النبي لها بأنّها أوّل أهل بيته لحوقاً به، وفي بعضها أنّ سبب ضحكها أو تبسّمها هو إخبار النبي لها أنّها سيّدة نساء العالمين.

ولكن روى أحمد بن حنبل حديثاً يجمع بين هاتين الطائفتين من الأحاديث: بإسناده عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أنّه أسرَّ إليها حديثاً فبكت، ثم أسرَّ إليها حديثاً

____________________

(1) طبقات ابن سعد ج 2، ورواه باختلاف يسير كل من: مسلم في صحيحه ج 7 ص 142، والبلاذري في أنساب الأشراف ص 552، والسيوطي في الخصائص ص 34 والحافظ البيهقي في الاعتقاد ص 125، والطبري في ذخائر العقبى ص 39، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ص 319، وغيرهم.

١٩١

فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتُها عمّا قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي سرَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

حتى إذا قُبض النبي سألتها؟

فقالت: إنّه أسرّ إليّ فقال: إنّ جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرّة، وإنّه عارضني به العام مرّتين، ولا أراه إلاَّ قد حضر أجلي، وإنّكِ أوّل أهلي لحوقاً بي ونعم السلف أنا لكِ، فبكيتُ لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأُمّة أو نساء المؤمنين؟

قالت: فضحكتُ لذلك(1) .

وقد روى البخاري في صحيحه ج 5 ص 21 و 29: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فاطمة بضعة منّي، فمَن أغضبها فقد أغضبني.

وروى البخاري عن أبي الوليد: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: فاطمة بضعة منّي مَن آذاها فقد آذاني.

وقد ورد هذا الحديث بألفاظ متنوّعة ومعاني متّحدة كقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها.

فاطمة بضعة منّي، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها (2) .

فاطمة شجنة منّي (3) ، فاطمة مضغة منّي فمَن آذاها فقد آذاني.

فاطمة مضغة منّي، يسرّني ما يسرّها.

يا فاطمة إنّ الله يغضب لغضبكِ ويرضى لرضاكِ.

____________________

(1) مسند أحمد ج 6 ص 282.

(2) أي: يسرّني ما يسرّها؛ لأنّ الإنسان إذا سرّ انبسط وجهه.

(3) الشجنة أي: القطعة والبضعة.

١٩٢

فمَن عرف هذه فقد عرفها، ومَن لم يعرفها فهي بضعة منّي.

هي قلبي وروحي التي بين جنبيّ، فمَن آذاها فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله.

إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.

وقد روى هذه الأحاديث أكثر من خمسين رجلاً من رجال الحديث والسنن، كأحمد بن حنبل، والبخاري، وابن ماجة، والسجستاني، والترمذي، والنسائي، وأبو الفرج، والنيسابوري، وأبو نعيم، والبيهقي، والخوارزمي، وابن عساكر، والبغوي، وابن الجوزي، وابن الأثير، وابن أبي الحديد، والسيوطي، وابن حجر، والبلاذري، وغيرهم ممّن يعسر إحصاؤهم، وقد ذكرنا شيئاً من تلك الأحاديث مع مصادرها في أوائل الكتاب.

وقد وقعت هذه الأحاديث موقع الرضا والقبول من الصحابة والتابعين؛ لتواترها وصحّة أسنادها وشهرتها في الملإ الإسلامي.

أمّا الصحابة فلنا في المستقبل مجال واسع لاعتراف بعضهم بصحّة هذا الحديث وسماعه من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأمّا التابعون فقد روى أبو الفرج في الأغاني ج 8 ص 307 بإسناده قال: دخل عبد الله بن حسن على عمر بن عبد العزيز، وهو حديث السن وله وفرة، فرفع مجلسه، وأقبل عليه وقضى حوائجه، ثم أخذ عُكنة من عُكنه(1) فغمز (بطنه) حتى أوجعه وقال له: اذكرها عندك للشفاعة.

فلما خرج (عبد الله بن حسن) لامه أهله(2) وقالوا: فعلتَ هذا بغلام حديث السن، فقال: إنّ الثقة حدثني حتى كأنّي اسمعه من فيّ رسول

____________________

(1) العكنة - بضم العين - اللحم المنثني من البطن.

(2) أي: لام الناس عمر بن عبد العزيز.

١٩٣

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (1) قال: (إنّما فاطمة بضعة منّي يسرّني ما يسرّها) وأنا أعلم أنّ فاطمة لو كانت حيَّة لسرّها ما فعلت بابنها.

قالوا: فما معنى غمزك بطنه وقولك ما قلت؟

قال: إنّه ليس أحد من بني هاشم إلاَّ وله شفاعة، فرجوت أن أكون في شفاعة هذا.

قال السمهودي - بعد إيراده حديث: فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها ويريبني ما أرابها -: فمَن آذى شخصاً من أولاد فاطمة أو أبغضه جعل نفسه عُرضة لهذا الخطر العظيم، وبضدّه (وبالعكس) مَن تعرَّض لمرضاتها في حبّهم وإكرامهم.

وقال السهيلي: هذا الحديث يدل على أنّ مَن سبّها كفر، ومَن صلَّى عليها فقد صلَّى على أبيها، واستنبط أنّ أولادها مثلها لأنّهم بضعة مثلها، وفكّ الفرع من أصله هو فكّ الشيء من نفسه وهو غير ممكن ومحال، باعتبار أنّ ذلك الفرع هو الشخص المعمول من مادة ذلك الأصل ونتيجته المتولّدة منه. انتهى كلامه.

أقول: لعلّ المقصود من الخطر العظيم الذي ذكره السمهودي هو إشارة إلى قوله تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ) وقوله:( وَالّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .

أيها القارئ الذكي: بعد الانتباه إلى هذه الآيات، وبعد الإمعان والتدبّر في هذه الأحاديث والروايات ما تقول فيمَن آذى فاطمة الزهراء؟!!

أعود إلى حديثي عن مدى حبّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

____________________

(1) أي: من فم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١٩٤

لابنته السيدة فاطمة الزهراء:

من الصعب إحصاء الأحاديث التي تصرّح بأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أراد سفراً كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمةعليها‌السلام وأول مَن يدخل عليها - بعد رجوعه من السفر - فاطمة(1) .

كانصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رجع من سفره دخل على ابنته فاطمة أوّلاً، ثم ذهب إلى داره والتقى بزوجاته(2) .

إنّه كان يفضّل الزهراء على زوجاته ونسائه؛ وما ذاك إلاّ لأنّ الله فضّلها عليهنّ وعلى نساء العالمين.

فقدم من غزاة، وقد علَّقت مسحاً أو ستراً على بابها، وحلَّت(3) الحسن والحسين قلبين من فضّة، فقدم ولم يدخل، فظنّت أنّ ما منعه أن يدخل دارها ما رأى، فهتكت الستر، وفكَّت القلبين من الصَّبيين، وقطعته منهما، ودفعته إليهما، فانطلقا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهما يبكيان، فأخذه منهما فقال: يا ثوبان اذهب بهذا إلى فلان، إنّ هؤلاء أهلي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا، يا ثوبان(4) اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج.

روى هذا الحديث الخطيب العمري في (مشكاة المصابيح)، والطبري في (ذخائر العقبى)، والنويري في (نهاية الارب)، والقندوزي في (ينابيع المودّة)، والطبراني في (المعجم الكبير)، والزبيدي في (إتحاف السادة)، وغيرهم.

____________________

(1) السُنن الكبرى للبيهقي ج 1 ص 26، ذخائر العقبى للطبري ص 37، مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 ص 156 وغيرها.

(2) الاستيعاب للأندلسي ج 2 ص 750، مستدرك الصحيحين ج 3 ص 155.

(3) حلَّت - من التحلية - وهي التجميل ولبس الحلي. قلبين - تثنية قلب - وهو السوار.

(4) ثوبان: اسم غلام.

١٩٥

وقد روى هذا الحديث من علمائنا: الشيخ الكليني في (الكافي)، والطبرسي في (مكارم الأخلاق) أكثر تفصيلاً وتوضيحاً مع اختلاف يسير:

عن زرارة عن أبي جعفر (الباقر)عليه‌السلام قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أراد سفراً سلَّم على مَن أراد التسليم عليه من أهله، ثم يكون آخر مَن يسلّم عليه فاطمةعليها‌السلام فيكون وجهه إلى سفره من بيتها، وإذا رجع بدأ بها (أي يزورها قبل كل أحد) فسافر مرَّة، وقد أصاب عليعليه‌السلام شيئاً من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة فخرج، فأخذت سوارين من فضّة، وعلَّقت على بابها ستراً، فلمّا قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل المسجد، فتوجَّه نحو بيت فاطمة كما كان يصنع، فقامت فرحة إلى أبيها صبابة وشوقاً إليه، فنظر فإذا في يدها سواران من فضّة وإذا على بابها ستر، فقعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث ينظر إليها، فبكت فاطمة وحزنت وقالت: ما صنع هذا بي قبلها.

فدعت ابنيها، فنزعت الستر عن بابها، وخلعت السوارين من يديها، ثم دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الآخر ثم قالت لهما: انطلقا إلى أبي، فأقرئاه السلام وقولا له: ما أحدثنا بعدك غير هذا، فشأنك به. فجاءاه، فأبلغاه ذلك عن أُمّهما، فقبّلهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتزمهما وأقعد كل واحد منهما على فخذه، ثم أمر بذينك السوارين فكسّرا فجعلهما قطعاً، ثم دعا أهل الصُّفة، وهم قوم من المهاجرين، لم يكن لهم منازل ولا أموال فقسّمه بينهم قِطَعا... إلى آخره.

إنّ هذا الحديث الذي تراه مشهوراً عند الفريقين، مرويّاً بطرق عديدة لعلّه يحتاج إلى شرح وتعليق، مع العلم أنّ رواة هذا الحديث لم يتطرّقوا إلى

١٩٦

شرح ما يلزم:

أقول: ليس المقصود من هذا الستر هو الستر المرخى على مدخل البيت عند فتح باب البيت؛ لأنّ هذا أمر مستحب للمبالغة على التستّر والحجاب، وحاشا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يغضب من سترٍ قد عُلّق على مدخل بيت فاطمة.

بل المقصود أنّ السيدة فاطمةعليها‌السلام كانت قد علَّقت على باب البيت (لا مدخل البيت) ستراً يستر الباب الخشبي، للزينة، المسمَّى في زماننا بـ (الديكور) تجمّلاً أو تجميلاً للباب، وبعبارة أخرى: ألبست الباب ثوباً - أي ستراً - وليس هذا بحرام، بل لأنّه لا يتفق مع التزهّد أو الزهد المطلوب من آل محمدعليهم‌السلام والمواساة المترقّبة المتوقّعة منهم، ونفس هذا الكلام يأتي في موضوع السوار والقلادة.

وبناءً على صحّة هذا الحديث كان الأفضل للسيّدة الزهراءعليها‌السلام أن تنفق ذلك الستر في سبيل الله بسبب الحاجة الماسَّة إليه، لكثرة الفقراء، وشدَّة الفقر المدقع عند فقراء المهاجرين ومن باب المواساة والإيثار.

وروى ابن شاهين في (مناقب فاطمة) عن أبي هريرة وثوبان هذا الحديث مع تغيير يسير، إلى أن قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : - بعدما دفعت الزهراء الستر والسوار إلى أبيها -: فعلت، فداها أبوها - ثلاث مرات - ما لآل محمد وللدنيا؟ فإنّهم خُلقوا للآخرة، وخُلقت الدنيا لهم.

وفي رواية أحمد بن حنبل: فإنّ هؤلاء أهل بيتي، ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.

ويستفاد من هذا التعليل أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يحب أن ينقص حظ ابنته فاطمة الزهراء من الأجر والثواب في الآخرة؛

١٩٧

لأنّ مرارة الحياة وخشونة العيش في الدنيا لهما تعويض في الآخرة.

وبهذا الحديث الآتي يتضح ما قلنا:

عن تفسير الثعلبي، عن الإمام جعفر بن محمدعليه‌السلام وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قالا: رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة وعليها كساء من أجلّة الإبل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا بنتاه تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة.

فقالت: يا رسول الله الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه.

فانزل الله: ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ) (1) .

____________________

(1) بحار الأنوار ج 43.

١٩٨

زُهْدُهَا وَإنفَاقُهَا في سَبيل الله

كانت السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام على جانب كبير من الزهد، ومعنى الزهد: التخلّي عن الشيء وتركه وعدم الرغبة فيه، وكلّما ازداد الإنسان شوقاً إلى الآخرة ازداد زهداً في الدنيا، وكلّما عظمت الآخرة في نفس الإنسان صغرت الدنيا في عينيه وهانت، وهكذا كلّما ازداد الإنسان عقلاً وعلماً وإيماناً بالله ازداد تحقيراً واستخفافاً لملّذات الحياة.

أرأيت الأطفال كيف يلعبون، ويفرحون، ويحزنون ويتسابقون ويتنازعون على أشياء تافهة يلعبون بها، فإذا نضجت عقولهم وتفتّحت مشاعرهم تراهم يبتعدون عن تلك الألاعيب، ويستنكفون من التنازل إلى ذلك المستوى ويعتبرونه منافياً للوقار، ومُخلاًّ للشخصية، كل هذا بسبب تطوُّر مداركهم، وانتقالهم من دور الصبا إلى مرحلة الرجولة والنضج.

نعم، هكذا كان أولياء الله، كانوا ينظرون إلى حطام الدنيا نظرة تحقير واستهانة، ولا تتعلّق قلوبهم بحب الدنيا وما فيها، ولا يحبّون الدنيا للدنيا، بل يحبّون الدنيا للآخرة، يحبّون البقاء في الدنيا ليعبدوا الله تعالى، يريدون المال لينفقوه في سبيل الله عزّ وجل، لإشباع البطون الجائعة وإكساء الأبدان العارية وإغاثة الملهوف وإعانة المضطر.

بعد هذه المقدّمة يسهل عليك أن تدرك أُسس الزهد عند السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام فهي عرفت الحياة الدنيوية، وأدركت الحياة الأخروية، فلا عجب إذا قنعت باليسير اليسير من متاع الحياة، واختارت

١٩٩

لنفسها فضيلة المواساة والإيثار، وهانت عليها الثروة، وكرهت الترف والسرف.

فلا غرو، فهي بنت أزهد الزهّاد، وحياتها العقائدية ملازمة للزهد وحياتها الاجتماعية أيضاً تتطلّب منها الزهد، فهي أولى الناس بالسير على منهاج أبيها الرسول الزاهد العظيمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وحياتها الزوجية تبلورت بالزهد والقناعة، فلقد كان زوجها الإمام عليعليه‌السلام أوّل الناس وأكثرهم إتباعاً للرسول في زهده، ولم يشهد التاريخ الإسلامي رجلاً من هذه الأُمّة أكثر زهداً من علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

وهو الذي كان يخاطب الذهب والفضّة بقوله: يا صفراء يا بيضاء غرّي غيري. وقد أمر عليعليه‌السلام لأعرابي بألف. فقال الوكيل: من ذهب أو فضّة؟ فقال علي: كلاهما عندي حَجَران، فأعطوا الأعرابي أنفعهما له. وقد ذكرنا بعض ما يتعلق بهذا الموضوع في كتابنا: (علي من المهد إلى اللحد ) وإنّما تطرّقنا هنا إلى زهد عليعليه‌السلام بمناسبة حديثنا عن زهد السيدة فاطمة الزهراء، وقد مرّ عليك - فيما مضى - بعض الأحاديث عن زهدها وإنفاقها في سبيل الله في باب زواجها ونزول سورة هل أتى وغيرهما، وإليك نبذة من الأحاديث التي تشير إلى نفس الموضوع:

في السادس من البحار عن كتاب (بشارة المصطفى)، عن الإمام الصادق، عن أبيهعليهما‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

صلَّى بنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة العصر، فلمّا

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

رواياته صحاحهم ، فكيف تعتبر أخبارهم ، وتلحظ بعين الصحّة والثقة بها؟!

٢٩٠ ـ ( خ م د ت ق ) محمّد بن طلحة بن مصرّف اليامي الكوفي(١) :

قال ابن معين : ثلاثة يتّقى حديثهم : محمّد بن طلحة ، وفليح بن سليمان ، وأيّوب بن عتبة ؛ سمعت هذا من أبي كامل مظفّر بن مدرك.

وقال مظفّر : قال محمّد بن طلحة : أدركت أبي كالحلم ؛ وقد روى عن أبيه أحاديث صالحة!

يب : قال عفّان : كان يروي عن أبيه ، وأبوه قديم الموت ، وكان الناس كأنّهم يكذّبونه ، ولكن من يجترئ أن يقول له : أنت تكذب ؛ كانمن فضله وكان.

٢٩١ ـ ( د س ق ) محمّد بن عبد الله بن علاثة ، أبو اليسر الحرّاني القاضي(٢) :

قال الأزدي : حديثه يدلّ على كذبه.

وقال الدارقطني : متروك.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ١٩٤ رقم ٧٧٢١ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٣ رقم ٦٢٢٣.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٠٢ رقم ٧٧٥٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٥٤ رقم ٦٢٨٤.

٢٤١

وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات.

يب : قال الحاكم : يروي الموضوعات ؛ ذاهب الحديث.

٢٩٢ ـ ( د ق ) محمّد بن عبد الرحمن بن البيلماني(١) :

قال ابن حبّان : حدّث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث كلّها موضوعة.

يب : قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال الحاكم : روى عن أبيه [ عن ابن عمر ] المعضلات.

٢٩٣ ـ ( ع ) محمّد بن عبيد بن أبي أميّة الطنافسي ، أخو يعلى(٢) :

يب : قال أحمد : كان يظهر السنّة ، وكان يخطئ ولا يرجع عن خطئه(٣) .

وقال العجلي : كان عثمانيا.

وقال [ ابن سعد ] : كان صاحب سنّة!

أقول :

يستفاد من المقام وغيره أنّ صاحب السنّة هو العثمانيّ ، أي الناصب

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٢٤ رقم ٧٨٣٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٧٦ رقم ٦٣١٢.

(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٠٨ رقم ٦٣٦٢.

(٣) وورد مؤدّى الجملة الثانية في ترجمته من ميزان الاعتدال ٦ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ رقم ٧٩٢٣.

٢٤٢

العداوة لأمير المؤمنينعليه‌السلام .

فهل من السنّة بغض أخي النبيّ ونفسه؟!

وهل من شرع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الثناء على مبغضي عليّ ، حتّى يمدحوا العثمانيّ بأنّه صاحب سنّة؟!

هذا ممّا تحير به العقول!!

٢٩٤ ـ ( ت ق )(١) محمّد بن عون الخراساني (٢) :

قال ( س ) : متروك(٣) .

وقال ابن معين : ليس بشيء(٤) .

يب : قال ( د ) : ليس بشيء.

وقال الدولابي والأزدي : متروك [ الحديث ].

٢٩٥ ـ ( ت د ق ) محمّد بن فضاء الأزدي ، أبو بحر البصري(٥) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

__________________

(١) كذا في الأصل ؛ ولعلّه سهو ، وفي المصدرين وتهذيب الكمال ١٧ / ١٢٨ رقم ٦١١٧ : ( ق ) ؛ وقال المزّي في ترجمته : « روى له ابن ماجة حديثا واحدا ».

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٨٦ رقم ٨٠٣٧ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٦١ رقم ٦٤٥٦.

(٣) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٤) لم يرد قول ابن معين هذا في ميزان الاعتدال ، وإنّما ورد في تهذيب التهذيب فقط.

(٥) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٩٥ رقم ٨٠٦٠ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٧٦ رقم ٦٤٧٦.

٢٤٣

وقال ( خ ) : كان سليمان بن حرب يقول : كان يبيع الشراب.

يب : قال ( س ) : ليس بثقة.

٢٩٦ ـ ( ت ق ) محمّد بن الفضل بن عطيّة(١) :

قال أحمد : حديثه حديث أهل الكذب.

وقال ابن معين : لا يكتب حديثه.

يب : قال الفلّاس ومسلم و ( س ) وابن خراش والدارقطني :

متروك(٢) .

وقال صالح جزرة : يضع الحديث.

وقال ابن معين والفلّاس(٣) و ( س ) وابن خراش وابن أبي شيبة(٤) وإسحاق بن سليمان ويحيى بن الضريس والجوزجاني : كان كذّابا.

٢٩٧ ـ ( ت ) محمّد بن القاسم الأسدي(٥) :

كذّبه أحمد والدارقطني.

يب : قال ( د ) : غير ثقة ولا مأمون ، أحاديثه موضوعة.

وقال الأزدي : متروك.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٩٦ رقم ٨٠٦٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٧٧ رقم ٦٤٧٨.

(٢) هذا قول الدارقطني ، أمّا الأربعة الآخرون فقد قالوا : متروك الحديث.

(٣) وكذا جاء عنهما في ميزان الاعتدال أيضا.

(٤) وكذا جاء عنه في ميزان الاعتدال أيضا.

(٥) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٠١ رقم ٨٠٧٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٨٢ رقم ٦٤٨٢.

٢٤٤

٢٩٨ ـ ( د ت س ) محمّد بن كثير الصنعاني المصّيصي(١) :

ضعّفه أحمد جدّا.

وقال : حدّث بمناكير ليس لها أصل.

وقال يونس بن حبيب : قلت لابن المديني : إنّه حدّث عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر وعمر ، فقال : « هذان سيّدا كهول أهل الجنّة »(٢) الحديث

فقال عليّ : كنت أشتهي أن أرى هذا الشيخ ، فالآن لا أحبّ أن أراه!

يب : قال أحمد : لم يكن عندي ثقة ؛ قيل له : كيف سمعت من

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٣١١ رقم ٨١٠٦ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٩١ رقم ٦٥٠٣.

والمصّيصي ـ بكسر الميم ، وقيل بفتحها ، وصادين مهملتين الأولى مشدّدة مكسورة ، بينهما الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ـ : هي نسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام ، بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس.

انظر : الأنساب ـ للسمعاني ـ ٥ / ٣١٥ ، معجم البلدان ٥ / ١٦٩ رقم ١١٣١٥.

(٢) وهذا ثابت الوضع واضح البطلان ؛ وقد صنّف السيّد عليّ الحسيني الميلاني رسالة خاصّة في إثبات وضع هذا الحديث وبطلانه ، سندا ودلالة ، نشرت أوّلا في مجلّة « تراثنا » العدد ٢٧ ، السنة السابعة ، ١٤١٢ ه‍ ، ضمن مقال « أحاديث مقلوبة في مناقب الصحابة » ، ص ٣٦ ـ ١٠٤ ، فكانت هي الحديث الثالث منه ، وشغلت الصفحات ٥٠ ـ ٥٨.

ثمّ نشرها المؤلّف ثانية ، سنة ١٤١٣ ه‍ ، ضمن كتابه « الإمامة في أهمّ الكتب الكلامية » ، ص ٤٤٩ ـ ٤٥٨.

ثمّ نشرها ثالثة ، سنة ١٤١٨ ه‍ ، ضمن كتابه « الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنّة » ، فكانت هي الرسالة السابعة من بينها ، وشغلت الصفحات ١٩ ـ ٢٧ ؛ فراجع.

٢٤٥

معمر؟ قال : سمعت منه باليمن ، بعث بها إلى إنسان من اليمن.

٢٩٩ ـ ( ق ) محمّد بن محصن العكّاشي(١) :

قال الدارقطني : متروك ، يضع.

يب : قال ابن معين وأبو حاتم : كذّاب.

وقال ابن حبّان : يضع الحديث.

٣٠٠ ـ ( ع ) محمّد بن مسلم بن تدرس ، أبو الزبير المكّي(٢) :

قال سويد بن عبد العزيز : قال لي شعبة : تأخذ عنه وهو لا يحسن أن يصلّي؟!

وقال ورقاء : قلت لشعبة : ما لك تركت حديث أبي الزبير؟! قال :

[ رأيته ] يزن ويسترجح بالميزان.

يب : قال نعيم بن حمّاد : سمعت هشيما يقول : سمعت من أبي الزبير ، فأخذ شعبة كتابي فمزّقه(٣) .

ن : قال يونس بن عبد الأعلى : سمعت الشافعي ، واحتجّ عليه

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٣١٩ رقم ٨١٢٦ وانظر : ج ٦ / ٦٣ رقم ٧٢٠٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٠٥ رقم ٦٥١٩.

والعكّاشي ـ بضمّ أوّله وتشديد ثانيه وشين معجمة ـ : نسبة إلى جدّه عكّاشة ابن محصن ؛ انظر : الأنساب ـ للسمعاني ـ ٤ / ٢٢٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٣٢ رقم ٨١٧٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤١٥ رقم ٦٥٤٣.

(٣) هذا القول ليس من مختصّات تهذيب التهذيب ، فقد ورد في ترجمته من ميزان الاعتدال أيضا ، فلاحظ.

٢٤٦

[ رجل ] بحديث [ عن ] أبي الزبير ، فغضب ، وقال : أبو الزبير يحتاج إلى دعامة!(١) .

وكان ابن حزم يردّ من حديثه ما يقول فيه : « عن جابر » ونحوه ؛ لأنّه عندهم ممّن يدلّس.

٣٠١ ـ ( د ت ق ) محمّد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي(٢) :

ن : مجهول.

يب : قال أبو حاتم والدارقطني : مجهول.

وقال أحمد : لا يعرف.

٣٠٢ ـ ( م ت ق ) محمّد بن يزيد بن محمّد بن كثير ، أبو هشام الرفاعي ، قاضي بغداد(٣) :

قال ( خ ) : رأيتهم مجمعين على ضعفه.

وقال ابن نمير : يسرق الحديث.

وقال أيضا : أضعفنا طلبا ، وأكثرنا غرائب.

يب : قال الحسين بن إدريس : سألت عثمان بن أبي شيبة عنه فقال :

يسرق حديث غيره فيرويه!

قلت : أعلى وجه التدليس أو الكذب؟

__________________

(١) وقد جاء قول الشافعي هذا في ترجمته من تهذيب التهذيب أيضا.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٦٩ رقم ٨٣٢٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٩٢ رقم ٦٦٥٦.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٧٠ رقم ٨٣٣٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٩٤ رقم ٦٦٦٠.

٢٤٧

قال : كيف يكون تدليسا وهو يقول : « حدّثنا »؟!

٣٠٣ ـ ( ت ق ) محمّد بن يعلى السلمي ، أبو عليّ ، الملقّب ب‍ : زنبور(١) :

قال ( خ ) : ذاهب الحديث.

وقال أبو حاتم : متروك(٢) .

وقال ( س ) : ليس بثقة.

يب : قال العجلي : ترك الناس حديثه.

٣٠٤ ـ ( م د س ) مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشجّ ، أبو المسور(٣) :

يب : قال ابن معين : وقع إليه كتاب أبيه ولم يسمعه.

وقال الساجي : يدلّس.

ن : قال ابن معين : ليس [ حديثه ] بشيء.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٧٣ رقم ٨٣٤٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٥٠٠ رقم ٦٦٧٠.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٨٦ رقم ٨٣٩٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٨٥ رقم ٦٧٩٤.

والشجّة : الجرح في الوجه والرأس خاصّة ، ولا يكون في غيرهما من الجسم ، ورجل أشجّ : إذا كان في جبينه أثر الشجّة.

انظر : الصحاح ١ / ٣٢٣ ، لسان العرب ٧ / ٣٢ ، تاج العروس ٣ / ٤١٠ ، مادّة « شجج ».

٢٤٨

وقال أحمد : لم يسمع من أبيه [ شيئا ](١) .

٣٠٥ ـ ( ق ) مروان بن سالم الغفاري الشامي الجزري ، مولى بني أميّة(٢) :

قال أحمد : ليس بثقة(٣) .

وقال الدارقطني : متروك [ الحديث ](٤) .

وقال أبو عروبة الحرّاني : يضع الحديث.

يب : قال ( س ) : متروك [ الحديث ](٥) .

وقال الساجي : كذّاب ، يضع الحديث.

وقال أبو حاتم : لا يكتب حديثه.

٣٠٦ ـ ( خ ق ) مطّرح بن يزيد الأسدي ، أبو المهلّب(٦) :

ن : مجمع على ضعفه.

__________________

(١) أضفناه من تهذيب التهذيب ، إذ إنّ قول أحمد هذا ليس من مختصّات ميزان الاعتدال ؛ فلاحظ.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٩٧ رقم ٨٤٣١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ١١٢ رقم ٦٨٤٠.

(٣) لم يرد قول أحمد هذا في ميزان الاعتدال.

(٤) لم يرد قول الدارقطني هذا في ميزان الاعتدال ، وما بين المعقوفتين من تهذيب التهذيب.

(٥) وقد ورد قول النسائي هذا في ميزان الاعتدال أيضا.

(٦) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٤١ رقم ٨٥٨٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٠٢ رقم ٦٩٧٥.

٢٤٩

وقال يحيى : ليس بثقة.

يب : قال يحيى والنسائي(١) : ليس بشيء.

٣٠٧ ـ ( د ت ق ) مظاهر بن أسلم(٢) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

يب : قال أبو عاصم النبيل : ليس بالبصرة حديث أنكر من حديثه.

وقال ( د ) : مجهول.

أقول :

فكيف روى عنه ( د ) وهو لا يروي إلّا عن ثقة ، كما ذكره في يب بترجمة داود بن أميّة؟!(٣) .

٣٠٨ ـ ( م ٤ ) معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي ، قاضي الأندلس(٤) :

قال ابن معين : كان ابن مهدي إذا حدّث بحديثه زبره يحيى بن

__________________

(١) كان في الأصل : « أبو زرعة » وهو سهو ، وما أثبتناه من المصدر وتهذيب الكمال ١٨ / ١٤٠ رقم ٦٥٩١.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٥١ رقم ٨٦٠٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢١٦ رقم ٦٩٩٦.

(٣) تهذيب التهذيب ٣ / ٣ رقم ١٨٣٩.

(٤) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٥٦ رقم ٨٦٣٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٤٤ رقم ٧٠٤٠.

٢٥٠

سعيد.

يب : قال أبو إسحاق الفزاري : ما كان بأهل أن يروى عنه.

وقال موسى بن سلمة : تركته ولم أكتب عنه.

٣٠٩ ـ ( ت ق ) معاوية بن يحيى ، أبو روح الصدفي الدمشقي(١) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

زاد في يب : هالك.

وفييب أيضا : قال الجوزجاني : ذاهب الحديث.

وقال ( س ) : ليس بشيء.

وقال أحمد : تركناه.

وقال ابن حبّان : كان يشتري الكتب ويحدّث بها ، ثمّ تغيّر حفظه ، فكان يحدّث بالوهم(٢) .

٣١٠ ـ ( ع ) معلّى بن منصور ، أبو يعلى(٣) :

ن : حكى ابن أبي حاتم عن أبيه : قيل لأحمد : كيف لم تكتب عنه؟!

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٦٠ رقم ٨٦٤١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٥٣ رقم ٧٠٥٠.

(٢) وقد جاء قول ابن حبّان في ميزان الاعتدال بهذا اللفظ : « كان يسرق الكتب ويحدّث بها ، ثمّ تغيّر حفظه » ؛ فلاحظ.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٧٦ رقم ٨٦٨٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٧٧ رقم ٧٠٨٤.

٢٥١

قال : يكذب(١) .

يب : نقل عبد الحقّ عن أحمد أنّه رماه بالكذب.

وقال ابن سعد : من أصحاب الحديث من لا يروي عنه.

٣١١ ـ ( ق ) معلّى بن هلال الطحّان(٢) :

قال ابن معين : هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث.

وقال أحمد : أحاديثه موضوعة.

وقال ابن المبارك لوكيع : عندنا شيخ يضع كما يضع المعلّى.

وذكر في يب جماعة تزيد على عشرة وصفوه بالكذب.

٣١٢ ـ ( ع ) المغيرة بن مقسم ، أبو هشام ، الفقيه الكوفي(٣) :

قال ابن فضيل : يدلّس.

يب : قال أحمد : حديثه مدخول ، عامّة ما روى عن إبراهيم إنّما سمعه من حمّاد ، ومن يزيد بن الوليد ، والحارث العكلي ، وعبيدة ، وغيرهم.

وقال العجلي : كان عثمانيا.

__________________

(١) وورد مؤدّاه في ترجمته من تهذيب التهذيب أيضا.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٧٨ رقم ٨٦٨٥ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٧٩ رقم ٧٠٨٥.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٩٦ رقم ٨٧٢٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٠٩ رقم ٧١٢٨.

٢٥٢

وقال إسماعيل القاضي : ليس بالقويّ فيمن لقي ، لأنّه يدلّس ، فكيف إذا أرسل؟!

وقال ابن حبّان : كان مدلّسا.

٣١٣ ـ ( م ٤ ) مقاتل بن حيّان النبطي ، أبو بسطام ، البلخي الخزّاز(١) :

كان أحمد لا يعبأ به.

ونقل الأزدي عن وكيع أنّه كذّبه.

٣١٤ ـ ( م ٤ ) مكحول الدمشقي الشامي(٢) :

ن : صاحب تدليس.

وقال ابن سعد : ضعّفه جماعة.

يب : قال ابن سعد : كان يقول بالقدر ، وكان ضعيفا في حديثه

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٠٣ رقم ٨٧٤٥ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣١٩ رقم ٧١٤٥.

وهكذا ضبط اللقب في الأصل بمعجمة وزاءين منقوطتين ، وهو موافق لما في تقريب التهذيب ٢ / ٦٠١ رقم ٧١٤٥.

أمّا في ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب والأنساب ـ للسمعاني ـ ٢ / ٣٣٥ مادّة « الخرّاز » ، وتهذيب الكمال ١٨ / ٣٣٧ رقم ٦٧٥٤ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ١٧٤ رقم ١٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٠ رقم ١٤٤ ، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه ١ / ٣٣٠ ، فقد ضبط هكذا : « الخرّاز » بخاء معجمة وراء مهملة وزاي معجمة ؛ فلاحظ.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٠٩ رقم ٨٧٥٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٣٢ رقم ٧١٥٤.

٢٥٣

ورأيه.

٣١٥ ـ ( ت ق ) موسى بن عبيدة الربذي(١) :

قال أحمد : لا يكتب حديثه.

وقال ابن معين : ليس بشيء.

وقال يحيى بن سعيد : كنّا نتّقيه(٢) .

يب : قال أحمد مرّة : لا يشتغل به.

وأخرى : لا تحلّ الرواية عنه عندي.

٣١٦ ـ ( ت ق ) موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي(٣) :

قال ابن معين : ليس بشيء ، ولا يكتب حديثه.

وقال الدارقطني : متروك.

يب : قال ( د ) : لا يكتب حديثه.

٣١٧ ـ ( خ د ت ق ) موسى بن مسعود ، أبو حذيفة ، النهدي البصري(٤) :

قال الفلّاس : لا يحدّث عنه من يبصر(٥) الحديث.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٥١ رقم ٨٩٠٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤١١ رقم ٧٢٧١.

(٢) في المصدرين : « كنّا نتّقي حديثه ».

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٥٧ رقم ٨٩٢١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٣ رقم ٧٢٨٨.

(٤) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٦٢ رقم ٨٩٣٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٤ رقم ٧٢٩٢.

(٥) كان في الأصل : « ينصر » ؛ وما أثبتناه من المصدرين.

٢٥٤

يب : قال بندار : كتبت عنه كثيرا ثمّ تركته.

وقال أحمد : شبه لا شيء.

٣١٨ ـ ( ت ق ) ميمون بن موسى المرئي(١) :

قال أحمد : يدلّس.

يب : قال الفلّاس : يدلّس.

وقال ابن حبّان : يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به.

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٧٧ رقم ٨٩٧٥ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٤٩ رقم ٧٣٣٢.

٢٥٥
٢٥٦

حرف النون

٣١٩ ـ ( ٤ ) نجيح بن عبد الرحمن السندي ، أبو معشر(١) :

كان يحيى بن سعيد يضحك إذا ذكره.

يب : قال ابن المديني : كان ضعيفا ضعيفا.

وقال ابن معين : ليس بشيء.

وقال نصر بن طريف : أكذب من في السماء و [ من في ] الأرض.

وقال أبو نعيم : روى الموضوعات ، لا شيء.

٣٢٠ ـ ( ق ) نصر بن حمّاد الورّاق(٢) :

قال ابن معين : كذّاب.

وقال مسلم : ذاهب الحديث.

وقال صالح جزرة : لا يكتب حديثه.

يب : قال أبو حاتم والأزدي : متروك [ الحديث ].

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ / ١٢ رقم ٩٠٢٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٨٢ رقم ٧٣٨٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٧ / ٢٠ رقم ٩٠٣٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٨٩ رقم ٧٣٨٩.

٢٥٧

٣٢١ ـ ( م ٤ ) النعمان بن راشد الجزري ، أبو إسحاق ، مولى بني أميّة(١) :

يب : قال ابن معين : ليس بشيء.

وضعّفه يحيى القطّان جدّا.

٣٢٢ ـ ( خ د ت ق ) نعيم بن حمّاد الخزاعي ، أبو عبد الله(٢) :

قال ( د ) : كان عنده نحو عشرين حديثا عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لا أصل لها.

يب : قال الدولابي : قال ( س ) : ضعيف(٣) .

وقال غيره : [ كان ] يضع الحديث في تقوية السنّة.

وقال الأزدي : قالوا : يضع الحديث في تقوية السنّة(٤) .

وقال ابن معين : ليس [ في الحديث ] بشيء.

٣٢٣ ـ ( م س ت ق ) نعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي(٥) :

قال أبو حاتم : قيل للثوري : لم لم تسمع منه؟! قال : كان يتناول عليّاعليه‌السلام .

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٨ / ٥١٨ رقم ٧٤٣٤.

(٢) ميزان الاعتدال ٨ / ٤١ رقم ٩١٠٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٢٦ رقم ٧٤٤٦.

(٣) وقد جاء قول النسائي هذا في ترجمته من ميزان الاعتدال أيضا.

(٤) وقد جاء قول الأزدي هذا في ترجمته من ميزان الاعتدال أيضا.

(٥) ميزان الاعتدال ٧ / ٤٥ رقم ٩١١٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٣٦ رقم ٧٤٥٨.

٢٥٨

ن : هو لون غريب ، كوفيّ ناصبيّ!

٣٢٤ ـ ( ت ق ) نفيع بن الحارث ، أبو داود الأعمى ، القاصّ الكوفي(١) :

قال ( س ) والدارقطني : متروك(٢) .

يب : قال ابن معين : ليس بشيء(٣) ، يضع.

وقال ( س ) مرّة : ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه.

وقال الحاكم : روى أحاديث موضوعة.

وقال الدولابي : متروك.

٣٢٥ ـ ( د ت ق ) النهّاس بن قهم القيسي ، أبو الخطّاب البصري(٤) :

تركه يحيى القطّان.

يب : قال ابن معين مرّة : ليس بشيء.

وقال ابن عديّ : لا يساوي شيئا.

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ / ٤٦ رقم ٩١٢٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٣٨ رقم ٧٤٦١.

(٢) هذا قول النسائي في « ميزان الاعتدال » والدارقطني في « تهذيب التهذيب » ؛ أمّا قول النسائي في « تهذيب التهذيب » والدارقطني في « ميزان الاعتدال » فهو : متروك الحديث.

(٣) وجاء عنه مثله في ميزان الاعتدال أيضا.

(٤) ميزان الاعتدال ٧ / ٤٩ رقم ٩١٣١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٤٨ رقم ٧٤٧٧.

٢٥٩
٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307