دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

دلائل الصدق لنهج الحق18%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-354-3
الصفحات: 307

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 307 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182442 / تحميل: 5317
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٤-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

والحجاج بالعراق ، وعثمان بن حبارة بالحجاز ، وقرة بن شريك بمصر ) : امتلأت الأرض والله جوراً(١)

والفارق التأريخي هو انه مع جبروته وظلمه فقد تمت في عهده فتوحات واسعة وهذا يبين ان أمر الفتوحات لا يرتبط بعدالة الحاكم بل أن الإسلام كدين أقوى من الحام كفرد فقد يكون الخليفة جائراً ظالماً ، ولكن الناس تدخل في الدين الحنيف بإعتبار التوحيد والقرآن والصورة الكلية للإسلام .

وفي عهده قتل سعيد بن جبير شهيداً ، قتله الحجاج الثقفي في الكوفة .

الوليد والإمام زين العابدينعليه‌السلام

وهنا مجموعة من الشواهد التي مرّ بها السجادعليه‌السلام أيام الوليد :

أولاً : خشية المخزومي من الإمامعليه‌السلام : بالغ ولاة المدينة الإساءة إلى الإمام السجادعليه‌السلام وكان منهم هشام بن اسماعيل المخزومي والي المدينة من قبل عبد الملك بن مروان ( ت ٨٦ هـ ) ، بالرغم من وصية سيده عبد الملك بعدم التحرش بالإمامعليه‌السلام وعدم أيذائه ودار دولاب الحياة ومرت الأيام وإذا بالمخزومي يعزل من قبل الوليد بن

ــــــــــــــــ

(١) المصدر السابق .

١٠١

عبد الملك ( ت ٩٦ هـ ) ويجلد امام دار مروان بن الحكم وكانت خشية المخزومي هي ان يقابله الإمام السجادعليه‌السلام بالمثل وينتقم منه ولكن السجادعليه‌السلام كان أرفع من ذلك وأسمي فقد أمرعليه‌السلام أصحابه وخواصه الا يتعرضوا لهشام المخزومي ، بعد ان أذله الله وسلبه سلطته وعلم المخزومي بذلك فاستبدل سلوكه تجاه الإمامعليه‌السلام بسلوك آخر فكان ، وهو يرى زين العابدينعليه‌السلام ، لا يتمالك نفسه إلا بالهتاف : الله اعلم حيث يجعل رسالته(١)

ودلالات ذلك :

١ ـ كان مبدأهعليه‌السلام العفو عن الظالمين الذين ظلموه ويؤيده قولهعليه‌السلام : ( لو ان قاتل أبي أودع عندي السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه )(٢) وتواتر الروايات القائلة بعفوه وسماحة نفسه تسقط الروايات المتعارضة التي تصوره وكأنه كان محباً للانتقام ، من ظالميه .

٢ ـ انهعليه‌السلام كان يقابل ظالميه ، وبعد ان هبطوا إلى أقصى حالات الضعف ، بالإحسان والرأفة كما حصل مع هشام المخزومي ، ومروان بن الحكم وعياله ونحوهم .

ثانياً : السجاد ودعاء الكرب : ولى الوليد على المدينة صالح بن عبد الله المري ، وكتب إليه بإخراج العلوي الحسن بن الحسن من السجن ،

ــــــــــــــــ

(١) تاريخ الطبري ج ٨ ص ٦١ والكامل في التاريخ لابن الاثير ج ٤ ص ٢٠١ .

(٢) نور الأبصار ص ١٣٧ .

١٠٢

وضربه خمسمائة سوط فأخرجه إلى المسجد ليضربه أمام الناس ولما سمع الإمام زين العابدينعليه‌السلام بذلك خفّ إليه وأشار عليه بدعاء الكرب حتى يفرج الله عنه وهو : ( لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العليّ العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب [ الأرضين السبع ] ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين ) فجعل الحسن يردد هذا الدعاء ، حتى صرف الله عنه فلم ينفذ الوالي ما أمر به ، واشفق عليه ، وكتب إلى الوليد بشأنه ، فأمره بالإفراج عنه(١)

ثالثاً : سراج الدنيا في ظلمات بني أمية : ولى الوليد على المدينة سنة ٨٧ هـ عمر بن عبد العزيز وكان الأخير يتظاهر بالعدل والتقوى ، ولكنه كان يتجاهل الإمام زين العابدينعليه‌السلام ففي بداية ولايته على المدينة أحضر عمر بن عبدالعزيز : عروة بن الزبير ، وأبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة ، وعبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وغيرهم من فقهاء المدينة يطلب منهم العون على أمر الدين وتقويمه عند الأعوجاج كي لا يزلّ فيهوى في النار(٢) ولم يدع

ــــــــــــــــ

(١) الإتحاف بحب الأشراف ص ٧٦ .

(٢) تأريخ الطبري ج ٧ ص ٧١ والكامل لأبن الأثير ج ٤ ص ٢٠١ .

١٠٣

السجادعليه‌السلام إلى الإجتماع فكيف يكون ذلك ، وهو القائل : ( ان علي بن الحسين سراج الدنيا وجمال الإسلام وزين العابدين )(١)

قال في الكشكول : ( لما وضح لعمر بن عبد العزيز ميل الناس عن بني أمية لافراطهم في سب باب مدينة علم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [ علي بن أبي طالبعليه‌السلام ] ، وأخذت الأندية تلهج بوخامة هذه الدنية أراد أن يبرر موقفه أمام الناس فاظهر الإستياء من هذه الفعلة ومنع العمال والولاة مما اعتادوه من لعن أمير المؤمنين وردّ على العلويين فدكاً رجاء ان يستميل القلوب ويستهوي الأفئدة وإلا فهو ما جبل عليه من العداء فان الشجرة المرّة لا تنبت إلا مرّاً(٢) .

مع هشام بن عبد الملك

حج هشام ابن عبد الملك ( ت ١٢٥ هـ ) في زمن أبيه(٣) في سنة ٨٥ أو ٨٦ هجرية على الأرجح وكان عمره آنذاك في حدود الرابعة عشرة من العمر ذلك لأن ولادته كانت سنة نيف وسبعين كما في تأريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٤٧ وتولى الخلافة بعد حوالي عشرين سنة من تأريخ قصيدة الفرزدق ، أي سنة خمس ومائة للهجرة .

ــــــــــــــــ

(١) تأريخ اليعقوبي ج ٣ ص ٤٨ .

(٢) الكشكول فيما جرى على آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ السيد حيدر الاملي ص ١٥٦ .

(٣) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج ١ ص ١٥٣ بسنده المتصل الى عبد الله بن محمد عن أبيه .

١٠٤

وكان قد أحتشد بالبيت الحرام ذلك العام ، جمهور غفير من الحجيج للطواف والصلاة والتبرك بالحجر الأسود حتى ان هشاماً لما رأى ازدحام الناس على الحجر وتعسر عليه استلامه برفق ، وضع له منبر جلس عليه ينظر الجمع على راحته ويسلم من مدافعة الرجال .

وبينما هو على ذلك الحال ، أقبل الإمام زين العابدينعليه‌السلام ونور الإمامة يسطع من محياه ، وعليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة ، فهابه الحجيج ، وبصر به بعض من يعرفه من الحجاج فنادى بأعلى صوته : (هذا بقية الله في أرضه ، هذا بقية النبوة ، هذا إمام المتقين ، وسيد العابدين ) فتقهقر الجمع ، حتى استلم الحجر وحده وقام باداء ما وجب عليه من دون تدافع أو مزاحمة فتعجبت حاشية هشام من ذلك ، وأخذوا يتساءلون عنه فتغير لون هشام ـ وهو الشاب المرشح للخلافة ـ ولم يرقه ان ينوه بمعرفته بالسجادعليه‌السلام أخر ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذلك الزمان فانكر معرفته ظاهراً ، وهو على معرفةٍ به باطناً .

فقيّض الله له ولياً يضمر إيمانه بآل البيتعليه‌السلام في وقت كان معروفاً بشاعر البلاط الأموي وهذا المتفاني بحب ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الفرزدق ( همام بن غالب بن صعصعة ت ١١٠ هـ ) ، فقال شعراً جميلاً يعرّف به زين العابدين وفضل أهل البيتعليه‌السلام

والجدير بالذكر ان الفرزدق كان قد دخل مع أبيه على الإمام عليعليه‌السلام في البصرة سنة ٣٧ هـ فسأل الإمامعليه‌السلام عن الفرزدق ـ ولم يكن له من العمر اكثر من سبع وعشرين سنة ـ فقيل انه يقول الشعر ، فأرشدهعليه‌السلام الى ما هو خير له من ذلك وهو تعلم القرآن وعمل بالنصيحة واستفادها في شعره لاحقاً .

١٠٥

قصيدة الفرزدق :

قال : انا اعرفه ، وانشأ الفرزدق(١)

(يا سائلي أين حلّ الجود والكرم

عندي بيانٌ إذا طلابه قدم)

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

هذا التقيّ النقي الطاهر العلم

اذا رأته قريش قال قائلها

إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

ينمى إلى ذروة العزّ التي قصرت

عن نيلها عرب الأقوام والعجم

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضي حياءً ويغضى من مهابته

فما يكلّم إلا حين يبتسم (٢)

بكفه خيزرانٌ ريحها عبقٌ

من كفّ أروع في عرنينه شممٌ (٣)

من جدّه دان فضل الأنبياء له

وفضل أمتّه دانت له الأمم

ــــــــــــــــ

(١) المناقب ج ٣ ص ٣٠٦ .

(٢) الإغضاء : إدناء الجفون وأغضى على الشيء : سكت .

(٣) الخيزران : بضم الزاء شجرٌ هنديٌّ ، وهو عروق ممتدة في الأرض وعبق به الطيب بالكسر عبقاً بالتحريك : أي لزق به ورجلٌ عبق : إذا تطيّب بأدنى طيب لم يذهب عنه أياماً والأروع : من يعجبك بحسنه وجهارة منظره والعرنين : بالكسر ، الأنف والشّمم : محرّكة ، ارتفاع قصبة الأنف وحسنها واستواء أعلاها وقوله : من كفّ : فيه تجريد مضاف إلى الأروع .

١٠٦

ينشق نور الهدى عن نور غرته

كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم (١)

مشتقّةٌ من رسول الله نبعته

طابت عناصره والخيم والشيم (٢)

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

بجدّه أنبياء الله قد ختموا

الله فضّله قدماً وشرّفه

جرى بذاك له في لوحه القلم

فليس قولك : من هذا ؟ بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم

كلتا يديه غياثٌ عمّ نفعهما

يستوكفان ولا يعروهما العدم (٣)

سهل الخليقة لا تخسى بوادره

يزينه اثنان : حسن الخلق والكرم (٤)

حّمال أثقال أقوام إذا فدحوا

حلو الشمائل تحلو عنده نعم (٥)

لا يخلف الوعد ميمون نقيبته

رحب الفناء أريبٌ حين يعترم (٦)

ما قال لا قط إلا في تشهده

لولا التشهد كانت لاؤه نعم

عمّ البرية بالإحسان فانقشعت

عنها الغيابة والإملاق والعدم

ــــــــــــــــ

(١) انجابت السحابة : انكشفت .

(٢) الخيم : بالكسر ، السجية والطبيعة والشيم : بكسر الشين وفتح الياء : جمع الشيمة بالكسر ، وهي الطبيعة .

(٣) استوكف : استقطر .

(٤) البوادر : جمع البادرة وهي ما يبدو من حدّتك في الغضب من قول أو فعل .

(٥) فدحه الدين : أثقله .

(٦) النقيبة : النفس والعقل ، والمشورة ونفاذ الرأي والطبيعة والأريب : العاقل وقوله : يعترم على المجهول من العرام ، أي عاقل إذا أصابته شدة .

١٠٧

من معشر حبّهم دين وبغضهم

كفر ، وقربهم منجى ومعتصم

إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم

أو قيل : من خير أهل الأرض ؟ قيل : هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم

ولا يدانيهم قومٌ وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمةٌ أزمت

والأسد أسد الشرى والبأس محتدم (١)

لا ينقض العسر بسطاً من أكفهم

سيان ذلك وإن أثروا وإن عدموا (٢)

يستدفع السوء والبلوى بحبهم

ويستربّ به الإحسان والنّعم

مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم

في كل بدءٍ ومختومٌ به الكلم

يأبي لهم أن يحلّ الذّمّ ساحتهم

خيمٌ كريمٌ وأيدٍ بالندى هضم (٣)

أيّ الخلائق ليست في رقابهم

لأوّلية هذا أوله نعم

من يعرف الله يعرف أوّليّة ذا

فالدين من بيت هذا ناله الأمم

ولم يرق هشام تلك المصارحة التي سترها دون الشاميين ، وكبر عليه مدح الإمام زين العابدينعليه‌السلام بمحضره فأمر بسجن الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة ، والظاهر أنه أوصى بقطع صلته وعطائه من البلاط ولكن الفرزدق لم يعبأ بذلك .

ــــــــــــــــ

(١) الأزمة : الشدة ، وأزمت أي لزمت والشرى : ( كعلى ) طريق في سلمى كثيرة الأسد واحتدم عليه غيظاً : تحرّق ، والنار التهبت ، والدم اشتدت حمرته حتى تسوّد وفي بعض النسخ البأس بالباء الموحدة ، وفي بعضها بالنون وعلى الأول المراد أن شدتهم وغيظهم ملتهب في الحرب وعلى الثاني المراد أن الناس محتدمون عليهم حسداً .

(٢) أثرى : أي كثر ماله .

(٣) خيم : أي لهم خيم والندى : المطر ، ويستعار للعطاء الكثير وهضم : ( ككتب ) جمع هضوم ، يقال يد هضوم أي تجود بما لديها .

١٠٨

ووصلته هدية مالية من الإمامعليه‌السلام هي أعظم هدايا ذلك الزمان قيل انها اثني عشر الف درهم ، وقيل ألف دينار مشفوعة بالعذر بعدم وجدان الأكثر فأرجعها الفرزدق خوفاً من فوات الأجر الإلهي الذي توخاه من حبه لآل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأعلمه الإمامعليه‌السلام بقبول الله تعالى نصرته لذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنهمعليه‌السلام لا يرجعون بعطاياهم .

دلالات قصيدة الفرزدق :

١ ـ لاشك ان قصيدة الفرزدق تعدّ من أعظم الوثائق التاريخية التي تكشف حب الأمة الإسلامية لآل البيتعليه‌السلام في القرن الأول الهجري وتكشف أيضاً عن معرفة الأمة (على لسان الفرزدق ) لفضائل ذرية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطهارتهم وتقواهم وعصمتهم وديباجة القصيدة تشير الى أدب جم ونظر بعيد وبلاغة متناهية وهذا ينطبق على أدب الفرزدق وشاعريته .

٢ ـ ان ذكر تلك القصيدة الرائعة في مصادر تاريخية واسعة يدلّ على تواترها وشيوعها بين الناس لم لا وقد وصف الفرزدق بأعظم وصفٍ ، وهو انه فاز بحب أهل البيتعليه‌السلام .

فقال ابن العماد الحنبلي ( ت ١٠٨٩ هـ ) في شذرات الذهب : ( مما يرجى له الزلفى وعظيم الفائدة بحميته في أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومدحه زين العابدين علي بن الحسين وإعرابه عن الرغبة والرهبة )(١) وقال ابن خلكان في الوفيات واليافعي في مرآة الجنان : ( للفرزدق مكرمة يرجى له فيها الرحمة في دار الآخرة )(٢) ثم ذكر الرواية تلازمها تلك القصيدة الرائعة وقال ابن كثير في البداية والنهاية : ( قال الفرزدق للسجادعليه‌السلام انما قتل هذا لله عز وجل ونصرةً للحق وقياماً بحق رسول الله في ذريته ، ولست أعتاض عن ذلك بشيء )(٣) . وقال السيوطي في شرح شواهد المغني : ( قال الفرزدق للسجادعليه‌السلام حين رد الصلة : يا ابن رسول الله ما قلته الا غضباً لله عز وجل ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما كنت لآخذ عليه شيئاً )(٤)

ــــــــــــــــ

(١) شذرات الذهب ج ١ ص ١٤٢ .

(٢) مرآة الجنان ج ١ ص ٢٣٩ .

(٣) البداية والنهاية ج ٩ ص ١٠٩ .

(٤) شرح شواهد المغني ص ٢٥٠ طبعة مصر .

١٠٩

وقال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : ( سمعت الحافظ فقيه الحرم محمد بن احمد بن علي القسطلاني يقول : سمعت شيخ الحرمين أبا عبد الله القرطبي يقول : لو لم يكن للفرزدق عند الله عمل الا هذا لدخل الجنة به ، لانها كلمة حق عند ذي سلطان جائر )(١)

وصح إسناد هذه الرواية ، بقسميها الواقعة والقصيدة ، عن السبكي(٢) ( ت ٧٧١ هـ ) ، وأبو نعيم(٣) ( ت ٤٣٠ هـ ) ، والاصبهاني(٤) ( ت ٣٥٦ هـ ) ، ومحمد بن مسعود العياشي ( من أعيان المائة الثالثة)

٣ ـ ان السبب الباعث لإنشاء الفرزدق قصيدته هو تجاهل هشام ( ولي العهد ) بمعرفة زين العابدينعليه‌السلام عند استفهام أهل الشام منه ، بعدما شاهدوا جلالة الإمامعليه‌السلام وهيبته فتقهقر جمع الحجيج عن الحجر ، حتى استلمه ولن يعبأ الفرزدق بسطوة هشام ولا جبروت أبيه الخليفة الظالم ، فقال قولة الحق في الإمام زين العابدينعليه‌السلام

ــــــــــــــــ

(١) كفاية الطالب ص ٣٠٦ .

(٢) طبقات الشافعية الكبرى ج ١ ص ١٥٣ .

(٣) حلية الأولياء ج ٣ ص ١٣٩ .

(٤) الأغاني ج ١٩٠ ص ٤٠ .

١١٠

الإمامعليه‌السلام في شخصيته

وكان الإمام السجادعليه‌السلام كريماً في نفسه ، جليلاً في قومه وكان القوم يعظّمون مقامه ويثنون على إمامته وعبادته وتقواه كان أفضل هاشمي في زمانه(١) ، وكان ذو فضل عظيم على أهل بيته وعصره ولقد أوتي من الفضل والعلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثله ولا قبله إلا من مضى من سلفه(٢) ، وكان أهلاً للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألّهه وكمال عقله(٣) ، وروى عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا يحصى كثرة وحفظ عنه من المواعظ والأدعية وفضائل القرآن والحلا والحرام والمغازي والأيام ما هو مشهور بين العلماء(٤) ، وله من الخشوع وصدقة السر وغير ذلك من الفضائل(٥)

ولعل كتاب محمد بن طلحة القرشي الشافعي كان قد جمع صفات زين العابدينعليه‌السلام جمعاً رائعاً ، فقال :

ــــــــــــــــ

(١) قاله حماد بن زيد من أبرز فقهاء البصرة ( تهذيب التهذيب ج ٣ ص ٩)

(٢) قاله عبد الملك بن مروان ، على الرغم من عداوته للإمامعليه‌السلام ( بحار الأنوار ج ٤٦ ص ٧٥)

(٣) قاله الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٤٠)

(٤) قاله الشيخ المفيد في ( الإرشاد ج ٢ ص ١٣٨ و ١٥٣)

(٥) قاله ابن تيمية في ( منهاج السنّة ج ٢ ص ١٢٣)

١١١

 ( كان قدوة الزاهدين وسيد المتقين ، وإمام المؤمنين ، شيمته تشهد له أنّه من سلالة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسمته يثبت مقام قربه من الله زلفاً ، وثفناته تسجّل له كثرة صلاته وتهجدّه ، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها درّت له اخلاق التقوى فتفوّقها ، وأشرقت له أنوار التأييد فاهتدى بها ، وآلفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها ، وحالفته وظائف الطاعة فتحلّى بحليتها ، طالما اتخذ الليل مطية ركبها لقطع طريق الآخرة ، وظمأ الهواجر دليلاً استرشد به في مسافرة المسافرة وله من الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة وثبت بالآثار المتواترة وشهد له أنّه من ملوك الآخرة )(١)

حج خمساً وعشرين حجة راجلاً(٢) وكان المشي من المدينة إلى مكة يستغرق حوالي عشرين يوماً وإذا كانت المسافة بين مكة والمدينة حوالي ٤٠٠ كليومتراً وكان معدل مشي الإنسان في اليوم ٢٠ كيلومتر استغرق الذهاب ثلاثة أسابيع ، والإياب ثلاثة أخرى وإذا افترضنا ان أداء المناسك يستغرق أسبوعين استغرق حج الإمامعليه‌السلام شهرين من كل سنة .

وكان فساد الوضع الإجتماعي وقلّة الموالين يدعوانه إلى تكثيف العمل الإرشادي ، وتربية الناس على التعبد لله عزّ وجلّ ،

ــــــــــــــــ

(١) مطالب السؤول ج ٢ ص ٤١ .

(٢) العقد الفريد ج ٣ ص ١٠٣ .

١١٢

فكانعليه‌السلام يبذل وقتاً ثميناً في موعظة المؤمنين وتدريس المتعلمين في الوقت الذي يقوم فيه بتأدية العبادات كالصلاة والصيام والحج وجهاد النفس ( الجهاد الأكبر ) فيتوهم المتوهم ( وهو عباد البصري ) ويسأله عن سبب تركه الجهاد الأصغر ، فيجيبه الإمامعليه‌السلام ، بان العلّة تكمن في قلّة الموالين الذين يعتمد عليهم في عمل عظيم كالقيام بالسيف فإذا وجدوا ( فالجهاد معهم أفضل من الحج )(١)

وكانت شخصية السجادعليه‌السلام تجذب أطراف إجتماعية متباعدة كالزهري عالم بني أمية ، والفرزدق شاعر البلاط الأموي ، وسعيد بن جبير التابعي الجليل ، ومحمد بن أسامة من بني هاشم ، وكان يصل الجميع بفكره ونصائحه ومحبتهعليه‌السلام

فهذا الزهري ، عندما عاقب شخصاً ومات في العقوبة ، خرج هائماً وتوحش ودخل إلى غار ، فطال مقامه تسع سنين فنصحه الإمام زين العابدينعليه‌السلام وقال له :

(إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك ، فابعث بديّة مسلّمة إلى أهله واخرج الى أهلك ومعالم دينك ) فقال له : فرّجت عني يا سيدي ! الله أعلم حيث يجعل رسالته ورجع الى بيته ولزم علي بن الحسينعليه‌السلام ، وكان يعدّ عند البعض من أصحابه ، ولذلك قال له بعض بني مروان : يا زهري ! ما فعل نبيك ؟

ــــــــــــــــ

(١) المناقب ج ٣ ص ٢٩٨ والاحتجاج ص ١٧١ .

١١٣

يعني علي بن الحسينعليه‌السلام (١) إلا ان الحق ان الزهري كان من حاشية آل مروان ، ولم يثبت أنه كان من أتباع أهل البيتعليه‌السلام أصلاً .

أما الفرزدق ( همام بن غالب ) فقد ذكرنا قصيدته ودلالالتها العقائدية ، وانه قالها كلمة حقٍ عند سلطان جائر .

وهذا سعيد بن جبير يأتم بعلي بن الحسينعليه‌السلام ، فكان زين العابدينعليه‌السلام يثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر وذكر أنه لما دخل على الحجاج بن يوسف قال : أنت شقي بن كسير ؟ قال : أمي كانت أعرف بي ، سمتني سعيد بن جبير .

قال : ما تقول في أبي بكر وعمر ، هما في الجنة أو في النار ؟

قال : لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها ، ولو دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها .

قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل قال أيهم أحبّ إليك ؟

قال : أرضاهم لخالقي قال فأيهم أرضى للخالق ؟ قال : علم ذلك عند الذي يعلم سرّهم ونجواهم قال : أبيت أن تصدقني ؟ قال : بل لم أحب أن أكذبك(٢)

ــــــــــــــــ

(١) المناقب ج ٣ ص ٢٩٨ .

(٢) روضة الواعظين ص ٢٤٨ .

١١٤

وهذا محمد بن أسامة عندما حضرة الموت ، دخلت عليه بنو هاشم ، فقال لهم : قد عرفتم قرابتي ومنزلتي منكم ، وعليّ دين فأحبّ أن تضمنوه عني فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : ( أما والله ثلث دينك عليّ ) ثم سكت وسكتوا فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : ( عليّ دينك كله ) ثم قال علي بن الحسينعليه‌السلام : ( أما إنه لم يمنعني أن أضمنه أولاً إلا كراهة أن تقولوا : سبقنا )(١) وهكذا خلق الأولياء أبناء الأنبياءعليه‌السلام

وكان الإمام السجادعليه‌السلام يحنو على آل عقيل ويكرمهم ، لما لهم من مواقف مشرفة يوم عاشوراء ، فقد ضحى أبناء عقيل وأحفاده الشبان بين يدي الإمام الحسينعليه‌السلام وكانعليه‌السلام يقول : ( إني أذكر يومهم مع أبي عبد اللهعليه‌السلام فأرقّ لهم )(٢) وكان من برهعليه‌السلام بآل عقيل انه بنى دورهم التي هدمها الأمويون(٣) وكانت ترد الإمامعليه‌السلام أموالٌ من مصادر مختلفة ، فكان يستثمرها في ذلك .

ــــــــــــــــ

(١) روضة الكافي ج ٨ ص ٣٣٢ .

(٢) كامل الزيارات ص ١٠٧ .

(٣) غاية الاختصار ص ١٦٠ .

١١٥

الأيام الأخيرة

ذكر جملة من المؤرخين(١) ان الوليد بن عبد الملك ( ت ٩٦ هـ ) قد دسّ سماً للإمام زين العابدينعليه‌السلام ، وقيل ان هشام بن عبد الملك ( ت ١٢٥ هـ ) سمه(٢) ولأن شهادتهعليه‌السلام كانت أيام ملك الوليد الممتدة من سنة ٨٦ وحتى سنة ٩٦ للهجرة ، فانه يحتمل ان الوليد قد أوعز الى أخيه هشام بسمه في المدينة في شهر محرم الحرام سنة ٩٥ للهجرة ولا يوجد من بين المصادر التاريخية تأريخاً دقيقاً يبين وقت إطعام السم إلا انه من المؤكد انه قد حصل في شهر محرم الحرام والسم لا يدع للمرء فرصة العيش إلا فترة زمنية قصيرة .

ولنعش تلك الأيام الأخيرة من حياة الإمام السجادعليه‌السلام بين الوريقات القادمة .

ــــــــــــــــ

(١) ابن حجر في الصواعق المحرقة ص ١٢٠ وابن الصباغ في الفصول المهمة والشبراوي في الإتحاف ص ٥٢ .

(٢) دلائل الإمامة لابن جرير الطبري ص ٨٠ ومناقب ابن شهر اشوب ج ٢ ص ٢٦٩ وتاريخ القرماني ص ١١١ .

١١٦

وصايا السجادعليه‌السلام لأهل بيته

وكان من عادة آل البيتعليه‌السلام إذا علموا بدنو الأجل وقرب الوفادة على الله تعالى أوصلوا أهليهم بحسن طاعة الله تعالى وحسن التعامل مع الناس وكان الإمام السابق يوصي الإمام اللاحق بوصايا الإمامة والحكمة .

ومن ذلك ان مجموعة من أصحاب الإمام زين العابدينعليه‌السلام دخلت عليه أيام مرضه لعيادته ، فقالوا له : كيف أصبحت يا ابن رسول الله فدتك أنفسنا قالعليه‌السلام : ( في عافية والله المحمود على ذلك ) ثم قال لهم : ( كيف أصبحتم جميعاً ) قالوا : أصبحنا لك والله يا ابن رسول الله محبين وادين قالعليه‌السلام : ( من أحبنا الله تعالى أدخله الله ظلاً ظليلاً يوم لا ظل إلا ظله ، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا بالجنة ، ومن أحبنا لغرض دنياً أتاه رزقه من حيث لا يحتسب )(١)

ومما أوصى به ولده : ( إذا أصابتكم مصيبة أو نزلت بكم فاقة فليتوضأ الرجل ويحسن وضوءه ويصلي أربع ركعات أو ركعتين ، وبعد الفراغ يقول : يا موضع كل شكوى ، يا سامع كل نجوى ، يا شافي كل بلاء ، ويا عالم كل خفية ، ويا كاشف ما يشاء يا نجي

ــــــــــــــــ

(١) الفصول المهمة لابن الصباغ ص ٢١٨ .

١١٧

موسى ، ومصطفى محمد ، يا خليل إبراهيم ، أدعوك دعاء من اشتدت فاقته ، وضعفت قوته ، وقلّت حيلته ، دعاء الغريب الغريق الفقير الذي لا يجد لكشف ما فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من من الظالمين ) ثم قالعليه‌السلام : ( من أصابه البلاء ودعا بهذا الدعاء أصابه الفرج من الله تعالى )(١)

وقالعليه‌السلام : ( يا بنيّ أخذ بيدي جدي وقال : يا بنّي أفعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فإن كان أهله فقد أصبت موضعه وإن لم يكن أهله كنت أهله وإن شتمك رجل وتحول الى يسارك وأعتذر إليك ، فأقبل منه )(٢) و( جالسوا أهل الدين والمعرفة ، فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم ، فإن أبيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروآت )(٣)

وقالعليه‌السلام لبعض ولده : ( ان الله تعالى رضيني لك و لم يرضك لي ، وأوصاك بي ولم يوصني بك ، فعليك بالبر تحفة يسيرة )(٤) و( اعلم أن خير الآباء للابناء من لم تدعه المودّة إلى التفريط فيه ، وخير الأنباء للآباء من لم يدعه التقصير الى العقوق له )(٥)

ــــــــــــــــ

(١) كشف الغمة للأربلي ص ١٦٥ .

(٢) مشكاة الأنوار ص ٦٥ .

(٣) رجال الكشي ص ٤١٩ .

(٤) تحف العقول ص ٦٧ .

(٥) العقد الفريد ج٣ ص ٨٩ .

١١٨

وقالعليه‌السلام : ( يا بني خمسة لا تصاحبهم ولا توافقهم ولا تحادثهم إياك ومصاحبة الكذاب فانه بمنزلة السراب يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فانه بائعك بأكلة أو أقل منها وإياك ومصاحبة البخيل فانه يخذلك فيما تكون إليه أحوج وإياك ومصاحبة الأحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك وإياك ومصاحبة قاطع رحمه ، فاني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع(١) قال تعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ فَأَصَمّهُمْ وَأَعْمَى‏ أَبْصَارَهُمْ ) (٢) . وقال الله تعالى :( وَالّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ ) (٣)  وقال الله تعالى : (( الّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُوْلئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) (٥) (٤) .

ــــــــــــــــ

(١) كشف الغمة ص ٢٠٠ .

(٢) سورة محمد : الآية ٢٢ ـ ٢٣ .

(٣) سورة الرعد : الآية ٢٥ .

(٤) سورة البقرة : الآية ٢٧ .

(٥) الوافي ج٣ ص ١٠٥ .

١١٩

ثم قالعليه‌السلام : ( أحبكم الى الله أحسنكم عملاً ، وأعظمكم عند الله عملاً أسعاكم لعياله ، وأكرمكم عند الله أتقاكم لله تعالى )(١)

وقالعليه‌السلام : ( يا بنّي اصبر على النوائب ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعتك له )(٢) ( وإياك ومعادات الرجال فانها لن تعدمك مكر حليم أو مفاجأة لئيم )(٣)

وصايا السجادعليه‌السلام لإبنه الباقرعليه‌السلام

وفي أيام مرضهعليه‌السلام أيضاً جمع أولاده محمداً والحسن وعبد الله وزيداً والحسين وأوصى بالإمامة إلى أبنه محمد بن عليعليه‌السلام ، وكناه الباقر وجعل أمرهم إليهعليه‌السلام وقال له :

(يا بنّي : العقل رائد الروح ، والعلم رائد العقل ، والعقل ترجمان العلم واعلم ان العلم أبقى ، واللسان أكثر هذراً وان صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين بهما إصلاح شأن المعائش : ملء مكيالٍ

ــــــــــــــــ

(١) تحف العقول ص ٦٧ .

(٢) حلية الأولياء ج ٣ ص ١٣٨ والبيان والتبيين للجاحظ ج ٢ ص ٥٩ .

(٣) بحار الأنوار ج ١٧ ص ١٦٠ الطبعة القديمة .

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

رواياته صحاحهم ، فكيف تعتبر أخبارهم ، وتلحظ بعين الصحّة والثقة بها؟!

٢٩٠ ـ ( خ م د ت ق ) محمّد بن طلحة بن مصرّف اليامي الكوفي(١) :

قال ابن معين : ثلاثة يتّقى حديثهم : محمّد بن طلحة ، وفليح بن سليمان ، وأيّوب بن عتبة ؛ سمعت هذا من أبي كامل مظفّر بن مدرك.

وقال مظفّر : قال محمّد بن طلحة : أدركت أبي كالحلم ؛ وقد روى عن أبيه أحاديث صالحة!

يب : قال عفّان : كان يروي عن أبيه ، وأبوه قديم الموت ، وكان الناس كأنّهم يكذّبونه ، ولكن من يجترئ أن يقول له : أنت تكذب ؛ كانمن فضله وكان.

٢٩١ ـ ( د س ق ) محمّد بن عبد الله بن علاثة ، أبو اليسر الحرّاني القاضي(٢) :

قال الأزدي : حديثه يدلّ على كذبه.

وقال الدارقطني : متروك.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ١٩٤ رقم ٧٧٢١ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٣ رقم ٦٢٢٣.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٠٢ رقم ٧٧٥٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٥٤ رقم ٦٢٨٤.

٢٤١

وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات.

يب : قال الحاكم : يروي الموضوعات ؛ ذاهب الحديث.

٢٩٢ ـ ( د ق ) محمّد بن عبد الرحمن بن البيلماني(١) :

قال ابن حبّان : حدّث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث كلّها موضوعة.

يب : قال ابن معين : ليس بشيء.

وقال الحاكم : روى عن أبيه [ عن ابن عمر ] المعضلات.

٢٩٣ ـ ( ع ) محمّد بن عبيد بن أبي أميّة الطنافسي ، أخو يعلى(٢) :

يب : قال أحمد : كان يظهر السنّة ، وكان يخطئ ولا يرجع عن خطئه(٣) .

وقال العجلي : كان عثمانيا.

وقال [ ابن سعد ] : كان صاحب سنّة!

أقول :

يستفاد من المقام وغيره أنّ صاحب السنّة هو العثمانيّ ، أي الناصب

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٢٤ رقم ٧٨٣٣ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٧٦ رقم ٦٣١٢.

(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٠٨ رقم ٦٣٦٢.

(٣) وورد مؤدّى الجملة الثانية في ترجمته من ميزان الاعتدال ٦ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ رقم ٧٩٢٣.

٢٤٢

العداوة لأمير المؤمنينعليه‌السلام .

فهل من السنّة بغض أخي النبيّ ونفسه؟!

وهل من شرع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الثناء على مبغضي عليّ ، حتّى يمدحوا العثمانيّ بأنّه صاحب سنّة؟!

هذا ممّا تحير به العقول!!

٢٩٤ ـ ( ت ق )(١) محمّد بن عون الخراساني (٢) :

قال ( س ) : متروك(٣) .

وقال ابن معين : ليس بشيء(٤) .

يب : قال ( د ) : ليس بشيء.

وقال الدولابي والأزدي : متروك [ الحديث ].

٢٩٥ ـ ( ت د ق ) محمّد بن فضاء الأزدي ، أبو بحر البصري(٥) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

__________________

(١) كذا في الأصل ؛ ولعلّه سهو ، وفي المصدرين وتهذيب الكمال ١٧ / ١٢٨ رقم ٦١١٧ : ( ق ) ؛ وقال المزّي في ترجمته : « روى له ابن ماجة حديثا واحدا ».

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٨٦ رقم ٨٠٣٧ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٦١ رقم ٦٤٥٦.

(٣) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٤) لم يرد قول ابن معين هذا في ميزان الاعتدال ، وإنّما ورد في تهذيب التهذيب فقط.

(٥) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٩٥ رقم ٨٠٦٠ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٧٦ رقم ٦٤٧٦.

٢٤٣

وقال ( خ ) : كان سليمان بن حرب يقول : كان يبيع الشراب.

يب : قال ( س ) : ليس بثقة.

٢٩٦ ـ ( ت ق ) محمّد بن الفضل بن عطيّة(١) :

قال أحمد : حديثه حديث أهل الكذب.

وقال ابن معين : لا يكتب حديثه.

يب : قال الفلّاس ومسلم و ( س ) وابن خراش والدارقطني :

متروك(٢) .

وقال صالح جزرة : يضع الحديث.

وقال ابن معين والفلّاس(٣) و ( س ) وابن خراش وابن أبي شيبة(٤) وإسحاق بن سليمان ويحيى بن الضريس والجوزجاني : كان كذّابا.

٢٩٧ ـ ( ت ) محمّد بن القاسم الأسدي(٥) :

كذّبه أحمد والدارقطني.

يب : قال ( د ) : غير ثقة ولا مأمون ، أحاديثه موضوعة.

وقال الأزدي : متروك.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٢٩٦ رقم ٨٠٦٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٧٧ رقم ٦٤٧٨.

(٢) هذا قول الدارقطني ، أمّا الأربعة الآخرون فقد قالوا : متروك الحديث.

(٣) وكذا جاء عنهما في ميزان الاعتدال أيضا.

(٤) وكذا جاء عنه في ميزان الاعتدال أيضا.

(٥) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٠١ رقم ٨٠٧٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٨٢ رقم ٦٤٨٢.

٢٤٤

٢٩٨ ـ ( د ت س ) محمّد بن كثير الصنعاني المصّيصي(١) :

ضعّفه أحمد جدّا.

وقال : حدّث بمناكير ليس لها أصل.

وقال يونس بن حبيب : قلت لابن المديني : إنّه حدّث عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر وعمر ، فقال : « هذان سيّدا كهول أهل الجنّة »(٢) الحديث

فقال عليّ : كنت أشتهي أن أرى هذا الشيخ ، فالآن لا أحبّ أن أراه!

يب : قال أحمد : لم يكن عندي ثقة ؛ قيل له : كيف سمعت من

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٣١١ رقم ٨١٠٦ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٩١ رقم ٦٥٠٣.

والمصّيصي ـ بكسر الميم ، وقيل بفتحها ، وصادين مهملتين الأولى مشدّدة مكسورة ، بينهما الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ـ : هي نسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام ، بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس.

انظر : الأنساب ـ للسمعاني ـ ٥ / ٣١٥ ، معجم البلدان ٥ / ١٦٩ رقم ١١٣١٥.

(٢) وهذا ثابت الوضع واضح البطلان ؛ وقد صنّف السيّد عليّ الحسيني الميلاني رسالة خاصّة في إثبات وضع هذا الحديث وبطلانه ، سندا ودلالة ، نشرت أوّلا في مجلّة « تراثنا » العدد ٢٧ ، السنة السابعة ، ١٤١٢ ه‍ ، ضمن مقال « أحاديث مقلوبة في مناقب الصحابة » ، ص ٣٦ ـ ١٠٤ ، فكانت هي الحديث الثالث منه ، وشغلت الصفحات ٥٠ ـ ٥٨.

ثمّ نشرها المؤلّف ثانية ، سنة ١٤١٣ ه‍ ، ضمن كتابه « الإمامة في أهمّ الكتب الكلامية » ، ص ٤٤٩ ـ ٤٥٨.

ثمّ نشرها ثالثة ، سنة ١٤١٨ ه‍ ، ضمن كتابه « الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنّة » ، فكانت هي الرسالة السابعة من بينها ، وشغلت الصفحات ١٩ ـ ٢٧ ؛ فراجع.

٢٤٥

معمر؟ قال : سمعت منه باليمن ، بعث بها إلى إنسان من اليمن.

٢٩٩ ـ ( ق ) محمّد بن محصن العكّاشي(١) :

قال الدارقطني : متروك ، يضع.

يب : قال ابن معين وأبو حاتم : كذّاب.

وقال ابن حبّان : يضع الحديث.

٣٠٠ ـ ( ع ) محمّد بن مسلم بن تدرس ، أبو الزبير المكّي(٢) :

قال سويد بن عبد العزيز : قال لي شعبة : تأخذ عنه وهو لا يحسن أن يصلّي؟!

وقال ورقاء : قلت لشعبة : ما لك تركت حديث أبي الزبير؟! قال :

[ رأيته ] يزن ويسترجح بالميزان.

يب : قال نعيم بن حمّاد : سمعت هشيما يقول : سمعت من أبي الزبير ، فأخذ شعبة كتابي فمزّقه(٣) .

ن : قال يونس بن عبد الأعلى : سمعت الشافعي ، واحتجّ عليه

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٣١٩ رقم ٨١٢٦ وانظر : ج ٦ / ٦٣ رقم ٧٢٠٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٠٥ رقم ٦٥١٩.

والعكّاشي ـ بضمّ أوّله وتشديد ثانيه وشين معجمة ـ : نسبة إلى جدّه عكّاشة ابن محصن ؛ انظر : الأنساب ـ للسمعاني ـ ٤ / ٢٢٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٣٢ رقم ٨١٧٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤١٥ رقم ٦٥٤٣.

(٣) هذا القول ليس من مختصّات تهذيب التهذيب ، فقد ورد في ترجمته من ميزان الاعتدال أيضا ، فلاحظ.

٢٤٦

[ رجل ] بحديث [ عن ] أبي الزبير ، فغضب ، وقال : أبو الزبير يحتاج إلى دعامة!(١) .

وكان ابن حزم يردّ من حديثه ما يقول فيه : « عن جابر » ونحوه ؛ لأنّه عندهم ممّن يدلّس.

٣٠١ ـ ( د ت ق ) محمّد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي(٢) :

ن : مجهول.

يب : قال أبو حاتم والدارقطني : مجهول.

وقال أحمد : لا يعرف.

٣٠٢ ـ ( م ت ق ) محمّد بن يزيد بن محمّد بن كثير ، أبو هشام الرفاعي ، قاضي بغداد(٣) :

قال ( خ ) : رأيتهم مجمعين على ضعفه.

وقال ابن نمير : يسرق الحديث.

وقال أيضا : أضعفنا طلبا ، وأكثرنا غرائب.

يب : قال الحسين بن إدريس : سألت عثمان بن أبي شيبة عنه فقال :

يسرق حديث غيره فيرويه!

قلت : أعلى وجه التدليس أو الكذب؟

__________________

(١) وقد جاء قول الشافعي هذا في ترجمته من تهذيب التهذيب أيضا.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٦٩ رقم ٨٣٢٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٩٢ رقم ٦٦٥٦.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٧٠ رقم ٨٣٣٢ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٩٤ رقم ٦٦٦٠.

٢٤٧

قال : كيف يكون تدليسا وهو يقول : « حدّثنا »؟!

٣٠٣ ـ ( ت ق ) محمّد بن يعلى السلمي ، أبو عليّ ، الملقّب ب‍ : زنبور(١) :

قال ( خ ) : ذاهب الحديث.

وقال أبو حاتم : متروك(٢) .

وقال ( س ) : ليس بثقة.

يب : قال العجلي : ترك الناس حديثه.

٣٠٤ ـ ( م د س ) مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشجّ ، أبو المسور(٣) :

يب : قال ابن معين : وقع إليه كتاب أبيه ولم يسمعه.

وقال الساجي : يدلّس.

ن : قال ابن معين : ليس [ حديثه ] بشيء.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٧٣ رقم ٨٣٤٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٥٠٠ رقم ٦٦٧٠.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٨٦ رقم ٨٣٩٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٨٥ رقم ٦٧٩٤.

والشجّة : الجرح في الوجه والرأس خاصّة ، ولا يكون في غيرهما من الجسم ، ورجل أشجّ : إذا كان في جبينه أثر الشجّة.

انظر : الصحاح ١ / ٣٢٣ ، لسان العرب ٧ / ٣٢ ، تاج العروس ٣ / ٤١٠ ، مادّة « شجج ».

٢٤٨

وقال أحمد : لم يسمع من أبيه [ شيئا ](١) .

٣٠٥ ـ ( ق ) مروان بن سالم الغفاري الشامي الجزري ، مولى بني أميّة(٢) :

قال أحمد : ليس بثقة(٣) .

وقال الدارقطني : متروك [ الحديث ](٤) .

وقال أبو عروبة الحرّاني : يضع الحديث.

يب : قال ( س ) : متروك [ الحديث ](٥) .

وقال الساجي : كذّاب ، يضع الحديث.

وقال أبو حاتم : لا يكتب حديثه.

٣٠٦ ـ ( خ ق ) مطّرح بن يزيد الأسدي ، أبو المهلّب(٦) :

ن : مجمع على ضعفه.

__________________

(١) أضفناه من تهذيب التهذيب ، إذ إنّ قول أحمد هذا ليس من مختصّات ميزان الاعتدال ؛ فلاحظ.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٣٩٧ رقم ٨٤٣١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ١١٢ رقم ٦٨٤٠.

(٣) لم يرد قول أحمد هذا في ميزان الاعتدال.

(٤) لم يرد قول الدارقطني هذا في ميزان الاعتدال ، وما بين المعقوفتين من تهذيب التهذيب.

(٥) وقد ورد قول النسائي هذا في ميزان الاعتدال أيضا.

(٦) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٤١ رقم ٨٥٨٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٠٢ رقم ٦٩٧٥.

٢٤٩

وقال يحيى : ليس بثقة.

يب : قال يحيى والنسائي(١) : ليس بشيء.

٣٠٧ ـ ( د ت ق ) مظاهر بن أسلم(٢) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

يب : قال أبو عاصم النبيل : ليس بالبصرة حديث أنكر من حديثه.

وقال ( د ) : مجهول.

أقول :

فكيف روى عنه ( د ) وهو لا يروي إلّا عن ثقة ، كما ذكره في يب بترجمة داود بن أميّة؟!(٣) .

٣٠٨ ـ ( م ٤ ) معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي ، قاضي الأندلس(٤) :

قال ابن معين : كان ابن مهدي إذا حدّث بحديثه زبره يحيى بن

__________________

(١) كان في الأصل : « أبو زرعة » وهو سهو ، وما أثبتناه من المصدر وتهذيب الكمال ١٨ / ١٤٠ رقم ٦٥٩١.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٥١ رقم ٨٦٠٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢١٦ رقم ٦٩٩٦.

(٣) تهذيب التهذيب ٣ / ٣ رقم ١٨٣٩.

(٤) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٥٦ رقم ٨٦٣٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٤٤ رقم ٧٠٤٠.

٢٥٠

سعيد.

يب : قال أبو إسحاق الفزاري : ما كان بأهل أن يروى عنه.

وقال موسى بن سلمة : تركته ولم أكتب عنه.

٣٠٩ ـ ( ت ق ) معاوية بن يحيى ، أبو روح الصدفي الدمشقي(١) :

قال ابن معين : ليس بشيء.

زاد في يب : هالك.

وفييب أيضا : قال الجوزجاني : ذاهب الحديث.

وقال ( س ) : ليس بشيء.

وقال أحمد : تركناه.

وقال ابن حبّان : كان يشتري الكتب ويحدّث بها ، ثمّ تغيّر حفظه ، فكان يحدّث بالوهم(٢) .

٣١٠ ـ ( ع ) معلّى بن منصور ، أبو يعلى(٣) :

ن : حكى ابن أبي حاتم عن أبيه : قيل لأحمد : كيف لم تكتب عنه؟!

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٦٠ رقم ٨٦٤١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٥٣ رقم ٧٠٥٠.

(٢) وقد جاء قول ابن حبّان في ميزان الاعتدال بهذا اللفظ : « كان يسرق الكتب ويحدّث بها ، ثمّ تغيّر حفظه » ؛ فلاحظ.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٧٦ رقم ٨٦٨٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٧٧ رقم ٧٠٨٤.

٢٥١

قال : يكذب(١) .

يب : نقل عبد الحقّ عن أحمد أنّه رماه بالكذب.

وقال ابن سعد : من أصحاب الحديث من لا يروي عنه.

٣١١ ـ ( ق ) معلّى بن هلال الطحّان(٢) :

قال ابن معين : هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث.

وقال أحمد : أحاديثه موضوعة.

وقال ابن المبارك لوكيع : عندنا شيخ يضع كما يضع المعلّى.

وذكر في يب جماعة تزيد على عشرة وصفوه بالكذب.

٣١٢ ـ ( ع ) المغيرة بن مقسم ، أبو هشام ، الفقيه الكوفي(٣) :

قال ابن فضيل : يدلّس.

يب : قال أحمد : حديثه مدخول ، عامّة ما روى عن إبراهيم إنّما سمعه من حمّاد ، ومن يزيد بن الوليد ، والحارث العكلي ، وعبيدة ، وغيرهم.

وقال العجلي : كان عثمانيا.

__________________

(١) وورد مؤدّاه في ترجمته من تهذيب التهذيب أيضا.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٧٨ رقم ٨٦٨٥ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٧٩ رقم ٧٠٨٥.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٤٩٦ رقم ٨٧٢٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٠٩ رقم ٧١٢٨.

٢٥٢

وقال إسماعيل القاضي : ليس بالقويّ فيمن لقي ، لأنّه يدلّس ، فكيف إذا أرسل؟!

وقال ابن حبّان : كان مدلّسا.

٣١٣ ـ ( م ٤ ) مقاتل بن حيّان النبطي ، أبو بسطام ، البلخي الخزّاز(١) :

كان أحمد لا يعبأ به.

ونقل الأزدي عن وكيع أنّه كذّبه.

٣١٤ ـ ( م ٤ ) مكحول الدمشقي الشامي(٢) :

ن : صاحب تدليس.

وقال ابن سعد : ضعّفه جماعة.

يب : قال ابن سعد : كان يقول بالقدر ، وكان ضعيفا في حديثه

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٠٣ رقم ٨٧٤٥ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣١٩ رقم ٧١٤٥.

وهكذا ضبط اللقب في الأصل بمعجمة وزاءين منقوطتين ، وهو موافق لما في تقريب التهذيب ٢ / ٦٠١ رقم ٧١٤٥.

أمّا في ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب والأنساب ـ للسمعاني ـ ٢ / ٣٣٥ مادّة « الخرّاز » ، وتهذيب الكمال ١٨ / ٣٣٧ رقم ٦٧٥٤ ، وتذكرة الحفّاظ ١ / ١٧٤ رقم ١٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٠ رقم ١٤٤ ، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه ١ / ٣٣٠ ، فقد ضبط هكذا : « الخرّاز » بخاء معجمة وراء مهملة وزاي معجمة ؛ فلاحظ.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٠٩ رقم ٨٧٥٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٣٢ رقم ٧١٥٤.

٢٥٣

ورأيه.

٣١٥ ـ ( ت ق ) موسى بن عبيدة الربذي(١) :

قال أحمد : لا يكتب حديثه.

وقال ابن معين : ليس بشيء.

وقال يحيى بن سعيد : كنّا نتّقيه(٢) .

يب : قال أحمد مرّة : لا يشتغل به.

وأخرى : لا تحلّ الرواية عنه عندي.

٣١٦ ـ ( ت ق ) موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي(٣) :

قال ابن معين : ليس بشيء ، ولا يكتب حديثه.

وقال الدارقطني : متروك.

يب : قال ( د ) : لا يكتب حديثه.

٣١٧ ـ ( خ د ت ق ) موسى بن مسعود ، أبو حذيفة ، النهدي البصري(٤) :

قال الفلّاس : لا يحدّث عنه من يبصر(٥) الحديث.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٥١ رقم ٨٩٠٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤١١ رقم ٧٢٧١.

(٢) في المصدرين : « كنّا نتّقي حديثه ».

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٥٧ رقم ٨٩٢١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٣ رقم ٧٢٨٨.

(٤) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٦٢ رقم ٨٩٣٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٤ رقم ٧٢٩٢.

(٥) كان في الأصل : « ينصر » ؛ وما أثبتناه من المصدرين.

٢٥٤

يب : قال بندار : كتبت عنه كثيرا ثمّ تركته.

وقال أحمد : شبه لا شيء.

٣١٨ ـ ( ت ق ) ميمون بن موسى المرئي(١) :

قال أحمد : يدلّس.

يب : قال الفلّاس : يدلّس.

وقال ابن حبّان : يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به.

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٧٧ رقم ٨٩٧٥ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٤٩ رقم ٧٣٣٢.

٢٥٥
٢٥٦

حرف النون

٣١٩ ـ ( ٤ ) نجيح بن عبد الرحمن السندي ، أبو معشر(١) :

كان يحيى بن سعيد يضحك إذا ذكره.

يب : قال ابن المديني : كان ضعيفا ضعيفا.

وقال ابن معين : ليس بشيء.

وقال نصر بن طريف : أكذب من في السماء و [ من في ] الأرض.

وقال أبو نعيم : روى الموضوعات ، لا شيء.

٣٢٠ ـ ( ق ) نصر بن حمّاد الورّاق(٢) :

قال ابن معين : كذّاب.

وقال مسلم : ذاهب الحديث.

وقال صالح جزرة : لا يكتب حديثه.

يب : قال أبو حاتم والأزدي : متروك [ الحديث ].

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ / ١٢ رقم ٩٠٢٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٨٢ رقم ٧٣٨٠.

(٢) ميزان الاعتدال ٧ / ٢٠ رقم ٩٠٣٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٨٩ رقم ٧٣٨٩.

٢٥٧

٣٢١ ـ ( م ٤ ) النعمان بن راشد الجزري ، أبو إسحاق ، مولى بني أميّة(١) :

يب : قال ابن معين : ليس بشيء.

وضعّفه يحيى القطّان جدّا.

٣٢٢ ـ ( خ د ت ق ) نعيم بن حمّاد الخزاعي ، أبو عبد الله(٢) :

قال ( د ) : كان عنده نحو عشرين حديثا عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لا أصل لها.

يب : قال الدولابي : قال ( س ) : ضعيف(٣) .

وقال غيره : [ كان ] يضع الحديث في تقوية السنّة.

وقال الأزدي : قالوا : يضع الحديث في تقوية السنّة(٤) .

وقال ابن معين : ليس [ في الحديث ] بشيء.

٣٢٣ ـ ( م س ت ق ) نعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي(٥) :

قال أبو حاتم : قيل للثوري : لم لم تسمع منه؟! قال : كان يتناول عليّاعليه‌السلام .

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٨ / ٥١٨ رقم ٧٤٣٤.

(٢) ميزان الاعتدال ٨ / ٤١ رقم ٩١٠٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٢٦ رقم ٧٤٤٦.

(٣) وقد جاء قول النسائي هذا في ترجمته من ميزان الاعتدال أيضا.

(٤) وقد جاء قول الأزدي هذا في ترجمته من ميزان الاعتدال أيضا.

(٥) ميزان الاعتدال ٧ / ٤٥ رقم ٩١١٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٣٦ رقم ٧٤٥٨.

٢٥٨

ن : هو لون غريب ، كوفيّ ناصبيّ!

٣٢٤ ـ ( ت ق ) نفيع بن الحارث ، أبو داود الأعمى ، القاصّ الكوفي(١) :

قال ( س ) والدارقطني : متروك(٢) .

يب : قال ابن معين : ليس بشيء(٣) ، يضع.

وقال ( س ) مرّة : ليس بثقة ، ولا يكتب حديثه.

وقال الحاكم : روى أحاديث موضوعة.

وقال الدولابي : متروك.

٣٢٥ ـ ( د ت ق ) النهّاس بن قهم القيسي ، أبو الخطّاب البصري(٤) :

تركه يحيى القطّان.

يب : قال ابن معين مرّة : ليس بشيء.

وقال ابن عديّ : لا يساوي شيئا.

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ / ٤٦ رقم ٩١٢٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٣٨ رقم ٧٤٦١.

(٢) هذا قول النسائي في « ميزان الاعتدال » والدارقطني في « تهذيب التهذيب » ؛ أمّا قول النسائي في « تهذيب التهذيب » والدارقطني في « ميزان الاعتدال » فهو : متروك الحديث.

(٣) وجاء عنه مثله في ميزان الاعتدال أيضا.

(٤) ميزان الاعتدال ٧ / ٤٩ رقم ٩١٣١ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٤٨ رقم ٧٤٧٧.

٢٥٩
٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307