دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

دلائل الصدق لنهج الحق25%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-354-3
الصفحات: 307

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 307 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182513 / تحميل: 5330
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٤-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

أمن الجائز عقلا أن يأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقمّ(١) ما تحت الدوح(٢) ، ويجمع المسلمين ـ وكانوا نحو مائة ألف ـ ويقوم في حرّ الظهيرة تحت وهج الشمس ، على منبر يقام له من الأحداج ، ويصعد خطيبا ـ وهو بذلك الاهتمام ـ رافعا بعضد عليّعليه‌السلام ، ثمّ لا يقول إلّا : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه »؟!

__________________

٦٩ ح ٢٤ ، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١٥٥ ح ١٨٤ و ١٨٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٢٠ ـ ٢٢٢ ح ٨٧١٥ ـ ٨٧١٩ وص ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ح ٨٧٣٩ ، الرياض النضرة ٣ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، ذخائر العقبى : ١٢٥ ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٣٥٢ ، مشكاة المصابيح ٣ / ٣٦٠ ح ٦١٠٣ ، فرائد السمطين ١ / ٦٤ ـ ٦٥ ح ٣٠ و ٣١ وص ٧١ ح ٣٨ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ، الصواعق المحرقة : ٦٧.

* كما رويت المناشدة في : مسند أحمد ١ / ٨٤ و ٨٨ و ١١٨ ـ ١١٩ وج ٥ / ٣٦٦ ، مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٩ ح ٢٨ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٥٥ و ٣٨٦ ، السنّة ـ لابن أبي عاصم ـ : ٥٩٣ ح ١٣٧٢ ـ ١٣٧٤ ، مسند البزّار ٣ / ١٧١ ح ٩٥٨ ، خصائص الإمام عليّ عليه‌السلام ـ للنسائي ـ : ٧٨ ح ٨٨ وص ٨١ و ٨٢ ح ٩٣ و ٩٤ ، المعجم الكبير ٥ / ١٧١ ح ٤٩٨٥ وص ١٧٥ ح ٤٩٩٦ وص ١٩١ ح ٥٠٥٨ ، المعجم الصغير ١ / ٦٤ ، حلية الأولياء ٥ / ٢٦ ـ ٢٧ ، تاريخ أصبهان ١ / ١٤٢ رقم ٩٢ ، تاريخ بغداد ١٤ / ٢٣٦ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٠٤ ـ ٢١٢ ح ٨٦٧٨ ـ ٨٦٩١ وص ٢١٤ ح ٨٦٩٧ ، أسد الغابة ٣ / ٦٠٥ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ١٦٧ ـ ١٦٨ ، كفاية الطالب : ٥٦ و ٦٣ ، الرياض النضرة ٣ / ١٢٧ وورد مؤدّاه في ص ١٥٦ أيضا ، ذخائر العقبى : ١٢٥ ـ ١٢٦ وورد مؤدّاه في ص ١٢٢ أيضا ، مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٣٥٤ وص ٣٥٨ ـ ٣٥٩ ، البداية والنهاية ٥ / ١٦٠ ـ ١٦١ وج ٧ / ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ، جامع المسانيد والسنن ١٩ / ٢٩ ـ ٣٠ وج ٢٠ / ١٠٥ ح ٦٠١ وص ١١٦ ح ٦٢٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ ـ ١٠٨ ، الإصابة في تمييز الصحابة ٤ / ٣٥٩ رقم ٥٢٠١ ، درّ السحابة : ٢٠٨ ـ ٢١٢.

(١) قمّ البيت : كنسه. انظر : الصحاح ٥ / ٢٠١٥ ، لسان العرب ١١ / ٣٨ ، مادّة « قمم ».

(٢) الدوحة : الشجرة العظيمة المتّسعة من أيّ الشجر كانت ، والجمع : دوح. انظر :

الصحاح ١ / ٣٦١ ، لسان العرب ٤ / ٤٣٧ ، مادّة « دوح ».

٢١

لا أرى عاقلا يرتضي ذلك ، ولا سيّما إذا حمل ( المولى ) على الناصر أو نحوه!(١) .

فلا بدّ أن تكون الواقعة كما رواها الشيعة ، وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله خطب تلك الخطبة الطويلة البليغة الجليلة ، التي أبان فيها عن قرب موته ، وحضور أجله ، ونصّ على خلفائه ، وولاة الأمر من بعده ، وأنّه مخلّف في أمّته الثقلين ، آمرا بالتمسّك بهما لئلّا يضلّوا ، وببيعة عليّعليه‌السلام ، والتسليم عليه بإمرة المؤمنين.

لكنّ القوم بين من لم يرو أصل الواقعة ـ إضاعة لذكرها ـ وبين من روى اليسير منها بعد الطلب من أمير المؤمنينعليه‌السلام ! فكان لها بعده نوع ظهور ، وإن اجتهد علماء الدنيا في درس أمرها ، والتزهيد بأثرها.

ولو رأيت كيف يسرع علماؤهم في رمي الشخص بالتشيّع ، الذي يجعله هدفا للبلاء ، ومحلّا للطعن ، لعلمت كيف كان اهتمامهم في درس

__________________

(١) ولخطورة الحديث في تاريخ الإسلام فقد تناوله المؤلّفون عبر القرون ـ على اختلاف مذاهبهم وتخصّصاتهم ولغاتهم ـ بتخريج طرقه وألفاظه ، والبحث فيه سندا ودلالة ، ونظم الواقعة شعرا ، وقد أحصى من ذلك المحقّق السيّد عبد العزيز الطباطبائيقدس‌سره في كتابه : « الغدير في التراث الإسلامي » ما يقرب من مئتي كتاب ورسالة ، مرتّبة حسب القرون.

ولمعرفة معنى كلمة « المولى » ومشتقّاتها والمراد منها في الحديث ، والتوسّع فيه سندا ودلالة ، وما يتعلّق برواته ومخرّجيه وطرقه وألفاظه ، وما يرتبط به من بحوث علمية وتاريخية ، وما نظم فيه من شعر على مرّ القرون ، فقد استوفى ذلك العلّامة الشيخ عبد الحسين الأميني قدس‌سره في موسوعته « الغدير » ، والعلّامة السيّد عليّ الحسيني الميلاني ـ حفظه الله ورعاه ـ في الأجزاء ٦ ـ ٩ من موسوعته « نفحات الأزهار ».

فلله درّهم وعليه أجرهم.

٢٢

فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ! وكيف كان ذلك الشخص في الإنصاف والوثاقة بتلك الرواية التي رواها ، حتّى إنّهم رموا النسائي بالتشيّع كما ذكره في « وفيات الأعيان »(١) .

وما ذلك إلّا لتأليفه كتاب : « خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام » وقوله : لا أعرف لمعاوية فضيلة إلّا «لا أشبع الله بطنه » مع استفاضة هذا الحديث حتّى رواه مسلم في صحيحه(٢) كما ستعرف.

وكذا رموا بالتشيّع :

أبا عبد الله الحاكم محمّد بن عبد الله(٣)

وأبا نعيم الفضل بن دكين(٤)

وعبد الرزّاق(٥)

__________________

(١) وفيات الأعيان ١ / ٧٧ رقم ٢٩ ؛ وانظر : سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٣٣.

(٢) صحيح مسلم ٨ / ٢٧ ؛ وقد تقدّم تخريجه في ص ١٠ ه‍ ١.

(٣) وهو : الإمام الحافظ أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن محمّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبّي النيسابوري ، المعروف ب‍ : ابن البيّع ( ٣٢١ ـ ٤٠٥ ه‍ ).

تجد نسبته إلى التشيّع في : تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٤ ، الأنساب ـ للسمعاني ـ ١ / ٤٣٣ ، المنتظم ٩ / ١٤١ ، العبر ٢ / ٢١١ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٥ و ١٦٨ و ١٧٤ ، تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٤٢ و ١٠٤٥ ، ميزان الاعتدال ٦ / ٢١٦ رقم ٧٨١٠ ، طبقات الشافعية ـ للسبكي ـ ٤ / ١٦١ ، طبقات الشافعية ـ للأسنوي ـ ١ / ١٩٥ رقم ٣٦٥ ، لسان الميزان ٥ / ٢٣٣ ، شذرات الذهب ٣ / ١٧٧.

(٤) وهو : الحافظ الكبير ، الفضل بن عمرو ـ ودكين لقب له ـ بن حمّاد بن زهير بن درهم ، مولى آل طلحة بن عبيد الله التيمي ، توفّي سنة ٢١٩ ه‍.

انظر رميه بالتشيّع في : تاريخ بغداد ١٢ / ٣٥١ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٥١.

(٥) وهو : الحافظ الكبير ، صاحب التصانيف ، أبو بكر عبد الرزّاق بن همّام بن نافع الحميري ، مولاهم الصنعاني ( ١٢٦ ـ ٢١١ ه‍ ).

٢٣

وأبا حاتم الرازي(١)

وابنه عبد الرحمن(٢)

وغيرهم ممّن لا ريب بتسنّنه من علمائهم(٣) ؛ لروايتهم بعض فضائل آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعنايتهم بها في الجملة.

وما ذلك إلّا ليحصل الردع بحسب الإمكان عن رواية مناقبهم وتدوينها ، وإن كان قصد الراوي بيان سعة اطّلاعه ، وطول باعه.

وإذا صحّح قسما منها زاد طعنهم فيه وفي روايته! مع أنّ طريقتهم التساهل في باب الفضائل ، لكن في فضائل أعداء أهل البيتعليهم‌السلام !

__________________

تجد اتّهامه بالتشيّع في : تذكرة الحفّاظ ١ / ٣٦٤ رقم ٣٥٧ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٦٦ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٣٤٣ و ٣٤٤ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٧.

(١) وهو : الإمام الحافظ ، أبو حاتم محمّد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي الرازي ( ١٩٥ ـ ٢٧٧ ه‍ ).

نسب إلى التشيّع في تهذيب التهذيب ٧ / ٣٠.

(٢) هو : العلم الحافظ ، أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمّد بن إدريس بن المنذر ـ الحنظلي الرازي ( ٢٤٠ ـ ٣٢٧ ه‍ ).

اتّهم بالتشيّع في لسان الميزان ٣ / ٤٣٣.

(٣) مثل : محمّد بن إدريس الشافعي ، إمام المذهب ( ١٥٠ ـ ٢٠٤ ه‍ ) ، انظر رميه بالتشيّع في : الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٥٢ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٨.

ومحمّد بن جرير الطبري ( ٢٢٤ ـ ٣١٠ ه‍ ) صاحب التاريخ والتفسير ؛ تجد اتّهامه بالتشيّع في البداية والنهاية ١١ / ١٢٤.

وأبو الفرج الأصفهاني ( ٢٨٤ ـ ٣٥٦ ه‍ ) صاحب « مقاتل الطالبيّين » و « الأغاني » ؛ تجد نسبته إلى التشيّع في : المنتظم ٨ / ٣٤٩ ، وفيات الأعيان ٣ / ٣٠٧ رقم ٤٤٠ ، ميزان الاعتدال ٥ / ١٥١ رقم ٥٨٣١ ، لسان الميزان ٤ / ٢٢١ رقم ٥٨٤ ، شذرات الذهب ٣ / ١٩.

وعبيد الله بن عبد الله الحسكاني ، الحاكم الحافظ المحدّث ، المتوفّى نحو سنة ٤٧٠ ه‍ ، صاحب « شواهد التنزيل » ؛ تجد رميه بالتشيّع في تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٢٠٠ رقم ١٠٣٢.

٢٤

فظهر ـ ممّا ذكرنا ـ لكلّ متدبّر : أنّ جميع ما روي في مناقب آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وكذا مثالب أعدائهم ، حقّ لا مرية فيه ، ولا سيّما مع روايته عندنا ، وتواتر الكثير منه ؛ فيكون ممّا اتّفق عليه الفريقان ، وقام به الإسنادان.

بخلاف ما روي في فضائل مخالفي أهل البيت ، فإنّه من رواية المتّهمين بأنواع التهم! ولو كان له أقلّ أصل لتواتر ألبتّة ؛ لوجود المقتضي وعدم المانع ، بعكس فضائل آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا سيّما مع طلبهم مقابلة ما جاء في فضل أهل البيتعليهم‌السلام ؛ فيكون كذبا جزما!

ولو لا خوف الملال ، لأطنبنا في المقال ، وفي ما ذكرناه كفاية لمن أنصف وطلب الحقّ.

* * *

٢٥
٢٦

المطلب الثاني

لا قيمة لمناقشة أهل السنّة في السند

في بيان أنّ تضعيفهم للرواية ومناقشتهم في السند لا قيمة لها ولا عبرة بها ؛ لأمرين:

[ الأمر ] الأوّل :

إنّ علماء الجرح والتعديل ، مطعون فيهم عندهم ، فلا يصحّ اعتبار أقوالهم ، كما يدلّ عليه ما في « ميزان الاعتدال » بترجمة عبد الله بن ذكوان ، المعروف بأبي الزناد ، قال : « قال ربيعة [ فيه ] : ليس بثقة ولا رضيّ ».

ثمّ قال : « لا يسمع قول ربيعة فيه ؛ فإنّه كان بينهما عداوة ظاهرة »(١) .

وفي ( الميزان ) أيضا بترجمة الحافظ أبي نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله ، قال : هو « أحد الأعلام ، صدوق ، تكلّم فيه بلا حجّة ، ولكن هذه عقوبة من الله لكلامه في ابن مندة بهوى ».

ثمّ قال : « وكلام ابن مندة في أبي نعيم فظيع ، لا أحبّ حكايته ».

ثمّ قال : « كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به ، لا سيّما إذا لاح لك أنّه لعداوة أو لمذهب أو لحسد ، ما ينجو منه إلّا من عصم الله ، وما علمت أنّ عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصدّيقين ، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس »!(٢) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ٩٥.

(٢) ميزان الاعتدال ١ / ٢٥١.

٢٧

فإنّ هذه الكلمات ونحوها دالّة على أنّ الطعن للحسد والهوى والعداوة فاش بينهم ، وعادة لهم ، فلا يجوز الاعتبار بأقوالهم في مقام الجرح والتعديل حتّى مع اختلاف العصر ، أو عدم ظهور الحسد والعداوة ؛ لارتفاع الثقة بهم ، وزوال عدالتهم ، وصدور الكذب منهم.

وأسخف من ذلك ما في « تهذيب التهذيب » بترجمة عبيد الله بن سعيد أبي قدامة السرخسي ، قال : قال الحاكم : روى عنه محمّد بن يحيى ثمّ ضرب على حديثه وسبب ذلك أنّ محمّدا دخل عليه فلم يقم له!(١) .

فإنّ من هذا فعله كيف يعتمد عليه في التوثيق والتضعيف ، ويجعل عدم روايته عن شخص دليل الضعف؟!

وقريب منه ما ذكروه في ترجمة النسائي ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى في « المطلب الثالث »(٢) .

وأعظم من ذلك ما في « تهذيب التهذيب » بترجمة سعد بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف ، قال : إنّ مالكا لم يكتب عنه.

قال الساجي : يقال : إنّه(٣) وعظ مالكا فوجد عليه فلم يرو عنه!(٤) .

فإنّ من يترك الرواية عن شخص لموعظته له ، حقيق بأن لا يجعل

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٥ / ٣٧٩ باختلاف يسير ، وكان في الأصل : « عبيد الله بن سعد » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) يأتي في صفحة ٤٢ من هذا الجزء.

(٣) أي : سعد بن إبراهيم.

(٤) تهذيب التهذيب ٣ / ٢٧٦ باختلاف يسير.

ووجد عليه وجدا : أي غضب عليه. انظر : الصحاح ٢ / ٥٤٧ ، لسان العرب ١٥ / ٢١٩ ، مادّة « وجد ».

٢٨

عدم روايته عن الأشخاص علامة الضعف ، وأولى بأن لا يعتمد على توثيقه وتضعيفه.

نعم ، ذكر في « تهذيب التهذيب » أيضا عن ابن معين ، أنّ سعدا تكلّم في نسب مالك فترك الرواية عنه(١) .

فحينئذ يمكن أن يكون بهذا وجه لترك مالك الرواية عنه!

لكن لا لوم على سعد ، إذ لا يمكن لعاقل أن يرى أحدا ولد بعد أبيه بثلاث سنين(٢) زاعما أنّه حمل في هذه المدّة ، ويصدّق نسبه!

وذكر في « تهذيب التهذيب » بترجمة محمّد بن إسحاق ـ صاحب « السيرة » ـ أنّ مالكا قال في حقّه : « دجّال من الدجاجلة »(٣) .

ثمّ ذكر في الجواب عنه قول محمّد بن فليح : « نهاني مالك عن شخصين من قريش ، وقد أكثر عنهما في ( الموطّأ )! وهما ممّن يحتجّ بهما »(٤) .

وحاصله : أنّ قدح مالك لا عبرة به ؛ لأنّ فعله ينقض قوله!

وإليك جملة من علماء الجرح والتعديل ، لتنكشف لك الحقيقة تماما!

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٣ / ٢٧٧.

(٢) انظر في ذلك : الأعلاق النفيسة : ٢٢٦ ، الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٣٨ المقالة السادسة ، ترتيب المدارك ١ / ١١١ ـ ١١٢ ، صفة الصفوة ١ / ٤٣٧ رقم ١٨٩ ، وفيات الأعيان ٤ / ١٣٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٧٩ ذيل رقم ١٠٠ ، تهذيب الكمال ١٧ / ٣٨٨ ، سير أعلام النبلاء ٨ / ١٣٢ ، العبر ١ / ٢١٠ رقم ١٧٩ ، شذرات الذهب ١ / ٢٩٢.

(٣) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٦.

(٤) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٧.

٢٩

ولنذكر أشهرهم وأعظمهم بيسير من أحوالهم التي تيسّر لي فعلا بيانها

فمنهم : أحمد بن حنبل :

ذكر في « تهذيب التهذيب » بترجمة عليّ بن عاصم بن صهيب الواسطي ، أنّ [ ابن ] أبي خيثمة(١) قال : « قلت(٢) لابن معين : إنّ أحمد يقول : ( ليس هو )(٣) بكذّاب ، قال : لا والله ما كان [ عليّ ] عنده قطّ ثقة ، ولا حدّث عنه بشيء ، فكيف صار اليوم عنده ثقة؟! »(٤) .

فإنّه صريح في اتّهام ابن معين لأحمد وتكذيبه له.

ونقل السيّد العلوي الجليل محمّد بن عقيل(٥) في كتابه : « العتب

__________________

(١) كان في الأصل : أبا خيثمة ؛ وما أثبتناه من المصدر.

(٢) كذا في الأصل ، وفي المصدر : قيل.

(٣) في المصدر بدل ما بين القوسين : إنّ عليّ بن عاصم ليس.

(٤) تهذيب التهذيب ٥ / ٧٠٨.

(٥) هو : محمّد بن عقيل بن عبد الله بن عمر العلوي الصادقي الحسيني الحضرمي.

ولد ببلدة « مسيلة آل شيخ » قرب « تريم » من بلاد حضرموت سنة ١٢٧٩ ه‍.

رحل إلى سنغافورة واشتغل بالتجارة ، وترأس فيها المجلس الإسلامي الاستشاري ، وأسّس فيها جمعية إسلامية ومجلّة وجريدة عربيّتين ومدرسة عربية دينية.

سافر إلى الهند مرارا ، ورحل إلى الصين واليابان وروسيا ، ومنها وصل إلى برلين ففرنسا فالعراق فسورية فمصر.

توفّي بالحديدية من أعمال اليمن في عام ١٣٥٠ ه‍.

ومن مؤلّفاته : النصائح الكافية لمن تولّى معاوية ، تقوية الإيمان ، العتب الجميل على علماء الجرح والتعديل ، فصل الحاكم في النزاع والتخاصم فيما بين بني أميّة وبني هاشم ، وغيرها.

انظر : معجم المؤلّفين ٣ / ٤٩١ رقم ١٤٥٦٨.

٣٠

الجميل » ، عن المقبلي(١) في « العلم الشامخ » ، أنّ أحمد لمّا تكلّم في مسألة خلق القرآن وابتلي بسببها ، جعلها عدل التوحيد أو زاد!

ثمّ ذكر المقبلي ، أنّ أحمد كان يردّ رواية كلّ من خالفه في هذه المسألة ، تعصّبا منه ؛ قال : وفي ذلك خيانة للسند(٢) .

ثمّ قال : بل زاد فصار يردّ الواقف ، ويقول : فلان واقفيّ مشؤوم.

بل غلا وزاد ، وقال : لا أحبّ الرواية عمّن أجاب في المحنة كيحيى ابن معين(٣) .

أقول :

صدق المقبلي ، فإنّ من سبر « تهذيب التهذيب » و « ميزان الاعتدال » رأى ذلك نصب عينه.

__________________

(١) هو : صالح بن مهدي بن علي بن عبد الله بن سليمان بن محمّد المقبلي الصنعاني الزيدي.

ولد في قرية « المقبل » من أعمال كوكبان ـ وهو جبل قرب صنعاء ـ سنة ١٠٤٠ / ١٠٤٧ ه‍ ، وانتقل إلى صنعاء ، ثمّ سكن مكّة المكرّمة وتوفّي بها سنة ١١٠٨ أو ١١١٠ ه‍.

عالم مشارك في مختلف العلوم ، له مؤلّفات كثيرة ، منها : العلم الشامخ في إيثار الحقّ على الآباء والمشايخ ، حاشية على كتاب البحر الزخّار ، حاشية على الكشّاف ، وغيرها.

انظر : هديّة العارفين ٥ / ٤٢٤ ، معجم المؤلّفين ١ / ٨٣٥ رقم ٦١٧٦.

(٢) كذا في الأصل والمصدر ، ولعلّه تصحيف « للسنّة ».

(٣) العتب الجميل : ١٠٢ [ ٩٤ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : العلم الشامخ : ٣٧٠ ـ ٣٧١ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٣٠٢ ، ميزان الاعتدال ٧ / ٢٢٢ رقم ٩٦٤٤ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٣٣.

٣١

ومنهم : يحيى بن سعيد القطّان :

ذكر في « تهذيب التهذيب » بترجمة همّام بن يحيى بن دينار ، أنّ أحمد بن حنبل قال : « شهد يحيى بن سعيد شهادة في حداثته ، فلم يعدّله همّام ، فنقم عليه »(١) .

وفي « ميزان الاعتدال » : « قال أحمد : ما رأيت [ يحيى ] بن سعيد أسوأ رأيا [ في أحد ] منه في حجّاج وابن إسحاق وهمّام ، لا يستطيع أحد [ في ] أن يراجعه فيهم »(٢) .

وبالضرورة : أنّ تفسيق المسلم والحقد عليه مستمرّا ـ لأمر معذور فيه ظاهرا ـ أعظم ذنب ، مسقط لفاعله ، ومانع من الاعتبار بقوله في الجرح والتعديل.

ومنهم : يحيى بن معين :

ذكر ابن حجر في « تهذيب التهذيب » والذهبي في « ميزان الاعتدال » كلاهما بترجمة ابن معين ، أنّ أبا داود كان يقع فيه ، وأنّ أحمد بن حنبل قال : « أكره الكتابة عنه »(٣) .

وقال ابن حجر أيضا : « قال أبو زرعة : لا(٤) ينتفع به ؛ لأنّه [ كان ] يتكلّم في الناس!

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٩ / ٧٦.

(٢) ميزان الاعتدال ٧ / ٩٢ رقم ٩٢٦١.

(٣) تهذيب التهذيب ٩ / ٣٠٢ ، ميزان الاعتدال ٧ / ٢٢٢ رقم ٩٦٤٤.

وانظر : تهذيب الكمال ٢٠ / ٢٣٣.

(٤) في المصدر : ولم.

٣٢

ويروى هذا عن عليّ بن المديني(١) من وجوه »(٢) .

وقال أيضا في ترجمة شجاع بن الوليد : قال أحمد بن حنبل : لقي ابن معين شجاعا ، فقال له : يا كذّاب! فقال له شجاع : إن كنت كذّابا وإلّا فهتكك الله ، وقال أحمد : أظنّ أنّ دعوة الشيخ أدركته(٣) .

ونحوه في « ميزان الاعتدال » أيضا(٤) .

وقد تقدّم تناقض كلامه في قضيّة أبي الأزهر ، فإنّه نسبه إلى الكذب أوّلا ، ثمّ ما برح حتّى صدّقه ونسب الكذب إلى ثقات علمائهم!(٥) .

ومنهم : ابن المديني ، أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن جعفر :

فإنّ أحمد بن حنبل كذّبه كما ذكره ابن حجر والذهبي في الكتابين المذكورين ، بترجمة ابن المديني(٦) .

وقال ابن حجر : « قيل لإبراهيم الحربي : أكان ابن المديني يتّهم بالكذب؟

قال : لا ، إنّما حدّث بحديث [ فزاد ] فيه كلمة ليرضى ابن أبي دؤاد(٧) .

__________________

(١) لم ترد « بن المديني » في المصدر ، وهي إضافة توضيحية منهقدس‌سره .

(٢) تهذيب التهذيب ٩ / ٢٩٩.

(٣) تهذيب التهذيب ٣ / ٦٠٢ باختلاف يسير في الألفاظ.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٥.

(٥) انظر صفحة ١٢ ـ ١٣.

(٦) تهذيب التهذيب ٥ / ٧١٤ ، وميزان الاعتدال ٥ / ١٦٩.

(٧) وابن أبي دؤاد هو : القاضي أبو عبد الله أحمد بن فرج الإيادي البصري البغدادي الجهمي ( ١٦٠ ـ ٢٤٠ ه‍ ) معاصر لابن المديني ( ١٦١ ـ ٢٣٤ ه‍ ) ، ولي قضاء

٣٣

قيل له : فهل كان يتكلّم في أحمد؟

قال : لا ، إنّما كان إذا رأى في كتابه حديثا عن أحمد قال : اضرب عليه ، ليرضى ابن أبي دؤاد »!(١) .

وليت شعري كيف لا يتّهم بالكذب ، وقد زعم أنّه زاد في الحديث إرضاء لصاحبه؟!

وهل يتصوّر عدم كلامه في أحمد ، وقد فعل معه ما هو أشدّ من الكلام ومن فروعه ، وهو الضرب على حديثه؟!

وبالضرورة : إنّ من يزيد في الحديث كذبا ، ويضرب على ما هو معتبر ، ويبطل الصحيح المقبول عندهم ، طلبا للدنيا ورضا أهلها ، لا يؤمن أن يوافق الهوى في توثيق الرجال وتضعيفهم!

وإن شئت قلت : إنّ ضربه على أحاديث أحمد طعن في أحدهما ، وهو من المطلوب.

ومنهم : الترمذي :

ذكر الذهبي في ( الميزان ) بترجمة إسماعيل بن رافع ، أنّ جماعة من علمائهم ضعّفوا إسماعيل ، وجماعة قالوا : متروك [ الحديث ].

ثمّ قال : « ومن تلبيس الترمذي ، قال : ضعّفه بعض أهل العلم »(٢) .

__________________

القضاة للمعتصم والواثق وبعض أيّام المتوكّل ، كان يمتحن الناس في القرآن ، ويضرب ويقتل عليه!

انظر : أخبار القضاة ٣ / ٢٩٤ ، تاريخ بغداد ٤ / ١٤١ رقم ١٨٢٥ ، وفيات الأعيان ١ / ٨١ رقم ٣٢ ، سير أعلام النبلاء ١١ / ١٦٩ رقم ٧١.

(١) تهذيب التهذيب ٥ / ٧١٤.

(٢) ميزان الاعتدال ١ / ٣٨٤.

٣٤

وذكر أيضا بترجمة يحيى بن يمان حديثا وقال : « حسّنه الترمذي مع ضعف ثلاثة فيه ، فلا يغترّ بتحسين الترمذي ، فعند المحاقّة غالبها ضعاف »(١) .

وقال أيضا بترجمة كثير بن عبد الله المزني : « لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي »(٢) .

ومنهم : الجوزجاني ، إبراهيم بن يعقوب السعدي :

فإنّهم ذكروا أنّه ناصبيّ معلن به(٣) ، كما ستعرفه في ترجمته بالمطلب الثالث إن شاء الله تعالى(٤) .

ومن المعلوم أنّ الناصب : فاسق منافق ؛ لما سبق في رواية مسلم أنّ مبغض عليّعليه‌السلام منافق(٥) ، ولا ريب أنّ النفاق أعظم الفسق ، وقد قال تعالى :( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) (٦) .

بل النفاق نوع من الكفر ، بل أشدّه ، فلا يقبل قول مثله في الرجال ، وشهادته فيهم مردودة ، وتوثيقه وتضعيفه غير مسموع.

ومنهم : محمّد بن حبّان :

قال في ( الميزان ) بترجمته : « قال الإمام أبو عمرو ابن الصلاح

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ / ٢٣١.

(٢) ميزان الاعتدال ٥ / ٤٩٣.

(٣) تهذيب التهذيب ١ / ١٩٩ ، ميزان الاعتدال ١ / ٢٠٥ رقم ٢٥٦.

(٤) انظر : صفحة ٦٣ رقم ٦.

(٥) تقدّم في صفحة ١٥.

(٦) سورة الحجرات ٤٩ : ٦.

٣٥

[ وذكره في طبقات الشافعية ] : غلط الغلط الفاحش في تصرّفه(١) ؛ وصدق أبو عمرو.

وله أوهام يتبع بعضها بعضا(٢) ».

ثمّ قال : « قال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام : سمعت عبد الصمد بن محمّد [ بن محمّد ] يقول : سمعت أبي يقول : أنكروا على ابن حبّان قوله : النبوّة العلم والعمل ؛ وحكموا عليه بالزندقة ، وهجروه وكتبوا فيه إلى الخليفة ، فأمر بقتله.

وقال أبو إسماعيل الأنصاري : سألت يحيى بن عمّار عنه فقال :

رأيته ، ونحن أخرجناه من خراسان(٣) ، كان له علم كثير ، ولم يكن له كبير دين! »(٤) .

ومنهم : ابن حزم ، وهو : عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم :

قال ابن خلّكان في ترجمته من « وفيات الأعيان » : كان كثير الوقوع في العلماء المتقدّمين ، لا يكاد أحد يسلم من لسانه ، فنفرت منه القلوب ، واستهدف لفقهاء وقته ، فتمالأوا على بغضه ، وردّوا قوله ، واجتمعوا على تضليله ، وشنّعوا عليه.

إلى أن قال : وفيه قال أبو العبّاس بن العريف : لسان ابن حزم ،

__________________

(١) طبقات الفقهاء الشافعية ـ لابن الصلاح ـ ١ / ١١٦ رقم ١٤.

(٢) كذا في الأصل ؛ وفي ميزان الاعتدال ٦ / ٩٩ ولسان الميزان ٥ / ١١٣ هكذا :

« وله أوهام كثيرة تتبّع بعضها الحافظ ضياء الدين ».

(٣) في المصدر : سجستان.

(٤) ميزان الاعتدال ٦ / ٩٩.

٣٦

وسيف الحجّاج بن يوسف شقيقان(١) .

مضافا إلى أنّه كان شبيها بابن تيميّة في شدّة النصب لآل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ولذا كان يستشهد بأقواله في نقص أمير المؤمنينعليه‌السلام وإمام المتّقين ، كما يعرف شدّة نصبه من له إلمام بكتابه المسمّى ب‍ : « الفصل في الملل والأهواء والنحل » الذي ملأه بالجهل والهذيان ، وأخلاه من العلم والإيمان!(٢) .

ومنهم : الذهبي ـ صاحب كتاب « ميزان الاعتدال » ـ محمّد بن أحمد بن عثمان :

فإنّه كان ناصبيا ظاهر النصب لآل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ! بيّن التعصّب على من احتمل فيه ولاء أهل البيتعليهم‌السلام ، كما يشهد به كتابه المذكور ، فإنّه ما زال يتحامل فيه على كلّ رواية في فضل آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى رواتها ، وكلّ من أحسّ منه حبّهم!

وقد ذكر هو في « تذكرة الحفّاظ » الحافظ ابن خراش وأطراه في الحفظ والمعرفة ، ثمّ وصفه بالتشيّع ، واتّهمه بالرواية في مثالب الشيخين ، ثمّ قال مخاطبا له وسابّا إيّاه بما لفظه : « فأنت زنديق معاند للحقّ ، فلا رضي الله عنك ؛ مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين

__________________

(١) وفيات الأعيان ٣ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨ ؛ وانظر أيضا : وفيات الأعيان ١ / ١٦٩ رقم ٦٨ ترجمة ابن العريف.

(٢) انظر منه مثلا : ٣ / ١٢ ـ ١٩ و ٤٨ و ٥٧ ـ ٧٧ وغيرها.

٣٧

بعد المائتين »!(١) .

وما رأيناه قال بعض هذا فيمن(٢) سبّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ومرق عن الدين ، بل رأيناه يسدّد أمره ، ويرفع قدره ، ويدفع القدح عنه بما تمكّن ، كما هو ظاهر لمن يرى يسيرا من « ميزان الاعتدال »!

وقد نقل السيّد الأجل السيّد محمّد بن عقيل في كتابه العتب الجميل : ١١٣ ، عن السبكي ـ تلميذ الذهبي ـ أنّه وصف شيخه الذهبي بالنصب(٣) .

ونقل أيضا عن المقبلي قوله من قصيدة [ من البسيط ] :

وشاهدي كتب أهل الرفض أجمعهم

والناصبين كأهل الشام كالذهبي(٤)

ولنكتف بهذا القدر من ذكر علماء الجرح والتعديل ، المطعون فيهم بالنصب واتّباع الهوى ونحوهما ، فالعجب ممّن يستمع لأقوالهم ، ويصغي لآرائهم ، ويجعلهم الحجّة بينه وبين الله تعالى في ثبوت سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله !

الأمر الثاني :

من الأمرين الموجبين لإلغاء مناقشتهم في السند ، أنّ ابن روزبهان

__________________

(١) تذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٨٤ ـ ٦٨٥ رقم ٧٠٥.

(٢) كان في الأصل : « ممّن » وما أثبتناه هو الصواب لغة.

(٣) العتب الجميل : ١٠٢.

(٤) العتب الجميل : ١٠١ ، عن العلم الشامخ : ٣٩٥.

والبيت من قصيدة مطلعها :

قل للملقّب سنّيا سعدت بما

عرفت من حقّ أصحاب النبي العربي

٣٨

قال في آخر مطالب الفضائل متّصلا بالمطاعن :

« اتّفق العلماء على أنّ كلّ ما في الصحاح الستّة ـ سوى التعليقات ـ لو حلف بالطلاق أنّه من قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو من فعله وتقريره ، لم يقع الطلاق ولم يحنث »!(١) .

فإنّ مقتضى هذا الإجماع أنّهم يلغون أقوال علمائهم في تضعيف رجال الصحاح الستّة ، لا سيّما صحيحي البخاري ومسلم ، فإنّهم جميعا يحتجّون بأخبارهما بلا نكير!

وبالضرورة : أنّه لم يرد نصّ ، ولم تقم حجّة على استثناء رجال صحاحهم ، فيلزم إلغاء أقوال علمائهم في الرجال مطلقا ، وإلّا فالفرق تحكّم.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٦٨ ( الطبعة الحجرية ).

ونقل ذلك النووي في شرحه عن أبي عمرو بن الصلاح أنّه قال : قال إمام الحرمين : « لو حلف إنسان بطلاق امرأته أنّ ما في كتابي البخاري ومسلم ـ ممّا حكما بصحّته ـ من قول النبيّ رحمه‌الله لما ألزمته الطلاق ، ولا حنثته ؛ لإجماع علماء المسلمين على صحّتهما » ؛ انظر : شرح صحيح مسلم ١ / ٢٨ ، مقدّمة ابن الصلاح : ١٦.

والحنث : الإثم والذنب والمعصية ، والحنث في اليمين : نقضها والنكث فيها والخلف فيها إذ لم تبرّ ، فتلزم الكفّارة.

انظر : الصحاح ١ / ٢٨٠ ، الفائق في غريب الحديث ١ / ٣٢٣ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٤٤٩ ، لسان العرب ٣ / ٣٥٣ ، تاج العروس ٣ / ١٩٨ ، مادّة « حنث ».

٣٩
٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

واقفي ، وكان من أصحاب. إلى آخره(1) .

وفيكش : حمدويه ، قال : حدّثنا الحسن بن موسى ، أنّ أحمد بن الحارث الأنماطي كان واقفيّا(2) .

وفي ظم : ابن الحارث الأنماطي(3) . ثمّ فيه : ابن الحارث واقفي(4) .

وفيست : ابن الحارث ، له كتاب ، أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(5) .

والظاهر اتّحاد الكل ، وهو : الأنماطي الواقفي.

وفيتعق : في النقد : أحمد بن الحارث ، روى عنه المفضّل بن عمر قجخ (6) (7) ، فتأمّل(8) .

قلت : لم أعرف وجها للتأمّل ، ويأتي بعيدة عن ق ما نقله عنه ، فتدبّر.

124 ـ أحمد بن الحارث :

روى عنه المفضّل بن عمر ، قي(9) .

وزاد ق : وأحمد بن أبي الأكراد(10) . وربما يحتمل كونه الأنماطي‌

__________________

(1) الخلاصة : 202 / 5.

(2) رجال الكشي : 468 / 892.

(3) رجال الشيخ : 343 / 19.

(4) رجال الشيخ : 344 / 32.

(5) الفهرست : 36 / 112.

(6) رجال الشيخ : 153 / 229.

(7) نقد الرجال : 19 / 27.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 33 ، ولم ترد فيه عين العبارة.

(9) رجال البرقي : 21.

(10) رجال الشيخ : 153 / 229 ، وبرقم 230 : أحمد بن أبي الأكراد ، والظاهر أنّه لا ربط له بالأول.

٢٤١

المذكور.

125 ـ أحمد بن الحارث الزاهد :

ضاجخ ، عاميّ ، د(1) .

ولم أجده فيجخ ولا غيره.

126 ـ أحمد بن الحسن بن إسماعيل :

ابن شعيب بن ميثم التمّار ، أبو عبد الله(2) ، مولى بني أسد الميثمي ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي. قالجش : وهو على كلّ حال(3) ثقة(4) معتمد عليه.

وعندي فيه توقّف ،صه (5) .

وفيجش بعد بني أسد : قال أبو عمرو الكشّي : كان واقفا ، وذكر هذا عن حمدويه ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، قال : أحمد بن الحسن واقف(6) .

وقد روى عن الرضاعليه‌السلام . وهو على كلّ حال ثقة ، صحيح الحديث ، معتمد عليه.

له كتاب نوادر ، يعقوب بن يزيد ، وعبيد الله بن أحمد بن نهيك ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه بكتابه عن الرجال ، وعن أبان بن عثمان(7) .

__________________

(1) رجال ابن داود : 227 / 19.

(2) قوله : أبو عبد الله ، لم يرد في المصدر.

(3) في المصدر : وجه.

(4) في المصدر : ثقة صحيح الحديث.

(5) الخلاصة : 201 / 4.

(6) رجال الكشي : 468 / 890.

(7) رجال النجاشي : 74 / 179.

٢٤٢

وفي ست بعد بني أسد : كوفي ، صحيح الحديث سليم. روى عن الرضاعليه‌السلام . وله كتاب النوادر ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن يعقوب بن يزيد الأنباري الكاتب ، عن محمّد بن الحسن بن زياد ، عنه.

ورواه حميد بن زياد ، عن أبي العبّاس عبيد الله بن أحمد بن نهيك ، عنه(1) .

وفيتعق : في العيون أيضا أنّه واقفي(2) . وربما يظهر منجش توقّفه فيه ، والظاهر أنّه لروايته عن الرضاعليه‌السلام ، ويشير إليه قوله : وقد روى. إلى آخره.

وقال جدّي : روايته عنهعليه‌السلام تدلّ على رجوعه ، فإنّهم كانوا أعادي لهعليه‌السلام (3) (4) .

قلت : ربما كان الوقف بعد الرواية.

ولذا في الوجيزة : موثّق(5) ، وذكره في الحاوي في الموثّقين(6) ، إلاّ أنّ في ب ذكر روايته عنهعليه‌السلام من دون تعرّض للوقف(7) ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن الحسن الميثمي الثقة ، عنه محمّد بن الحسن بن زياد ، وعبيد الله بن أحمد بن نهيك ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، ويعقوب‌

__________________

(1) الفهرست : 22 / 66.

(2) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 20 / 1.

(3) روضة المتقين : 14 / 43.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 33.

(5) الوجيزة : 148 / 79.

(6) حاوي الأقوال : 197 / 1044.

(7) معالم العلماء : 12 / 56.

٢٤٣

ابن يزيد ، وموسى بن عمر(1) .

127 ـ أحمد بن الحسن الاسفرايني :

أبو العبّاس المفسّر الضرير ، له كتاب المصابيح في ذكر ما نزل من القرآن في أهل البيتعليهم‌السلام ، وهو كتاب حسن كثير الفوائد ، سمعت أبا العبّاس أحمد بن عليّ بن نوح يمدحه ويصفه ،جش (2) .

ومثلهست إلى قوله : كثير الفوائد.

وزاد : أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، منهم محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم ، عن أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع ، عن أبي طالب محمّد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول ، عنه(3) .

أقول : في ب ، إلى قوله : حسن(4) .

وأخبرناك : بأنّ ذكر الرجل فيه وفيجش وست من دون تعرّض لفساد المذهب يدلّ على كونه إماميّا عندهم ، فإذا أضيف إليه كونه ذا كتاب ـ سيّما في أهل البيتعليهم‌السلام ـ خصوصا وأن يصفه جماعة من أساطين الفن ويمدحه ، يدخل في سلك الحسان لا محالة.

فذكر الحاوي إيّاه في قسم الضعاف(5) ليس ينكر.

لكن الكلام مع العلاّمة المجلسي في عدم ذكره في الوجيزة ، مع ذكره أحمد بن حاتم بن ماهويه(6) وأمثاله ، فتدبّر.

__________________

(1) هداية المحدثين : 170 ، ولم يرد فيه التوثيق.

(2) رجال النجاشي : 93 / 231.

(3) الفهرست : 27 / 84.

(4) معالم العلماء : 15 / 75.

(5) حاوي الأقوال : 223 / 1165 ، وفيه : ابن الحسين الأسفراني.

(6) الوجيزة : 148 / 74.

٢٤٤

128 ـ أحمد بن الحسن بن الحسين :

اللؤلؤي ، ثقة ـ وليس بابن المعروف بالحسن بن الحسين اللؤلؤي ـ كوفي. وله كتاب اللؤلؤة(1) ، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن جعفر ، عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عنه ، ست(2) ،صه إلى قوله : كوفي(3) .

وجش كست حتّى السند ، إلاّ التوثيق. وفيه : وليس هو الحسن بن الحسين اللؤلؤي(4) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عنه الحسن بن الحسين اللؤلؤي(5) .

129 ـ أحمد بن الحسن الرازي :

يكنّى أبا علي ، خاصّي ، روى عن أبي الحسين الأسدي. روى عنه التلعكبري ، وله منه إجازة ، لم(6) .

وفيتعق : كونه من مشايخ الإجازة يشير إلى وثاقته(7) .

قلت : في الوجيزة : ممدوح(8) .

وفيمشكا : ابن الحسن الرازي ، عنه التلعكبري(9) .

__________________

(1) في نسخة « م » : اللؤلؤ.

(2) الفهرست : 23 / 69.

(3) الخلاصة : 15 / 10.

(4) رجال النجاشي : 78 / 185.

(5) هداية المحدثين : 170.

(6) رجال الشيخ : 444 / 38.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 33.

(8) الوجيزة : 148 / 78.

(9) هداية المحدثين : 170.

٢٤٥

130 ـ أحمد بن الحسن بن عبد الملك :

روى عنه ابن الزبير ، روى عن الحسن بن محبوب ، لم(1) .

ويأتي عن غيره : ابن الحسين.

131 ـ أحمد بن الحسن بن علي :

ابن محمّد بن فضّال بن عمر بن أعين(2) ـ مولى عكرمة بن ربعي الفيّاض ـ أبو الحسين ، وقيل : أبو عبد الله. يقال : إنّه كان فطحيّا ، وكان ثقة في الحديث ، روى عنه أخوه عليّ بن الحسن. ومات(3) سنة ستّين ومائتين ،جش (4) .

ونحوهست ، وزاد : أبو الحسين بن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عنه(5) .

وكست صه ، إلاّ السند ، وزاد : أنا أتوقّف في روايته(6) .

ويأتي في أخيه محمّد عن محمّد بن مسعود أيضا كونه فطحيّا.

وفيتعق : يأتي في الحسن بن علي قوله : حرّف محمّد بن عبد الله على أبي ، مع أنّ الظاهر رجوع أبيه. فالظاهر أنّ قولجش : وكان ثقة ، أيضا من مقول القول ، لأنّ فطحيّته أظهر وأشهر من وثاقته.

هذا ، وذكر في العدّة أنّ الطائفة عملت بما رواه بنو فضّال(7) ، وطريق‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 453 / 89 ، وفيه : ابن عبد الملك الأودي.

(2) في المصدر : ابن محمّد بن علي بن فضال بن عمر بن أيمن.

(3) في نسخة « م » : مات.

(4) رجال النجاشي : 80 / 194.

(5) الفهرست : 24 / 72.

(6) الخلاصة : 203 / 10.

(7) عدّة الأصول : 1 / 381.

٢٤٦

البناء والعمل ـ بالنحو الذي ظهر عندي ـ مرّ في الفوائد(1) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن عليّ بن فضّال الفطحي الثقة ، عنه عليّ بن الحسن أخوه ، والصفّار ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن عليّ بن محبوب كما في كتابي الشيخ(2) ، وإن كان في ترك الواسطة بينهما نظر ، فإنّه شائع في تضاعيف طرق الكتاب ، وإثبات الواسطة قليل.

وهو عن عمرو بن سعيد.

وكثيرا ما يرد عليّ بن الحسن مطلقا عن أحمد بن الحسن مطلقا ، والمراد بهما هما(3) .

132 ـ أحمد بن الحسن القطّان :

كثيرا ما يروي عنه الصدوق مترضّيا(4) .

وقال في كمال الدين : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، المعروف بأبي عليّ بن عبد ربّه الرازي ، وهو شيخ كبير لأصحاب الحديث(5) .

وفي نسخة منه ومن الخصال : ابن الحسين.

وفي الأمالي : أحمد بن الحسن القطّان ، المعروف بأبي عليّ بن عبد ربّه(6) ، المعدل(7) .

والظاهر أنّه من مشايخه ،تعق (8) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 33.

(2) تهذيب الأحكام 2 : 316 / 1292 ، الاستبصار 1 : 260 / 933.

(3) هداية المحدّثين : 170.

(4) التوحيد : 406 / 5.

(5) كمال الدين : 1 / 67.

(6) من قوله : الرازي إلى هنا ساقط من نسخة « ش ».

(7) أمالي الصدوق : 454. وفيه وفي التعليقة : العدل.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 34 ، باختلاف.

٢٤٧

قلت : الذي في نسخة من كمال الدين : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن القطّان ، وكان شيخا لأصحاب الحديث ببلد الري ، يعرف بأبي عليّ ابن عبد ربّه.

133 ـ أحمد بن الحسين بن أحمد :

النيسابوري ، الخزاعي ، نزيل الري ، والد الشيخ الحافظ عبد الرحمن ، عدل ، عين ، قرأ على السيّدين المرتضى والرضي رضوان الله عليهما والشيخ أبي جعفررحمه‌الله .

له الأمالي في الأخبار أربع مجلّدات ، وكتاب عيون الأحاديث ، والروضة في الفقه والسنن ، والمفتاح في الأصول والمناسك.

أخبرنا الشيخ الإمام السعيد ترجمان كلام الله جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن عليّ بن محمّد(1) الخزاعي الرازي النيسابوري ، عن والده ، عن جدّه ، عنه ، عه(2) .

134 ـ أحمد بن الحسين بن سعيد :

ابن حمّاد بن سعيد(3) بن مهران ، مولى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، أبو جعفر الأهوازي ، الملقّب دندان.

روى عن جميع شيوخ أبيه إلاّ حمّاد بن عيسى ، فيما زعم أصحابنا القمّيّون ، وضعّفوه ، وقالوا : هو غال ، وحديثه يعرف وينكر. عنه محمّد بن الحسن الصفّار ،جش (4) .

وكذاصه وست إلى قوله : وينكر ، وزادست : الحسين بن عبيد الله‌

__________________

(1) في المصدر زيادة : ابن أحمد.

(2) فهرست الشيخ منتجب الدين : 7 / 1.

(3) في الخلاصة : سعد.

(4) رجال النجاشي : 77 / 183.

٢٤٨

وابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عنه(1) .

وزادصه علىجش : وقال ابن الغضائري : وحديثه فيما رأيته سالم ، والذي أعتمد عليه التوقّف فيما يرويه(2) .

وفيتعق : في المعراج : لا وجه لتوقّفه ، مع سلامة القدح عن المعارض(3) .

وفيه : ما أشرنا في إبراهيم بن صالح ، ومرّ في الفوائد التأمّل في غلوّ القمّيّين(4) ، وأحاديثه في كتب الحديث صريحة في خلافه ، مضافا الى أنّجش وست لم يحكما به ، بل نقلا عن الغير ، وابن الغضائري مع كثرة غمزه لم يغمز عليه(5) .

قلت : ويؤيّده : أنّ في ب ذكره وذكر مصنّفاته ، ولم يتعرّض لقدح أصلا(6) ، فهو عنده إمامي. وكونه صاحب مصنّفات مدح كما لا يخفى ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن الحسين بن سعيد ، عنه محمّد بن الحسن الصفّار(7) .

135 ـ أحمد بن الحسين بن عبد الملك :

أبو جعفر الأزدي ، كوفيّ ، ثقة ، مرجوع إليه. ما يعرف له مصنّف ، غير‌

__________________

(1) الفهرست : 22 / 67.

(2) الخلاصة : 202 / 8.

(3) معراج أهل الكمال : 110 / 46.

(4) فوائد الوحيد البهبهاني المطبوع ذيل رجال الخاقاني : 38.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 34 ، باختلاف.

(6) معالم العلماء : 12 / 57.

(7) هداية المحدثين : 171.

٢٤٩

أنّه جمع كتاب المشيخة وبوّبه على أسماء الشيوخ ،جش (1) .

ونحوه ست ، وزاد : سمعنا هذه النسخة من أحمد بن عبدون ، قال : سمعتها من عليّ بن محمّد بن الزبير ، عنه. وفيه : الأودي ، بدل : الأزدي(2) .

وصه كجش إلى قوله : مرجوع إليه ، وزاد : أعتمد على روايته(3) .

وفي لم : ابن الحسن بن عبد الملك الأودي ، روى عنه ابن الزبير.

روى عن الحسن بن محبوب(4) .

لكنّ الذي في طريقه الى ابن محبوب(5) ، ومشيخة التهذيب : الحسين ، وفيها أيضا : الأزدي(6) .

وفي د : ومنهم من يقول : الأزدي ، وليس بشي‌ء. وأود : اسم رجل(7) .

قلت : في حواشي الشيخ حسنرحمه‌الله علىصه : قد تتبّعت الكتب لتحقيق ضبط هذه الكلمة ، فرأيتها مضطربة ، فالتصحيف واقع قطعا ، ولكنّ الموجود في مظانّ الصحّة ، والمتكرّر كثيرا هو : الأودي ، انتهى.

وفي الحاوي : الموجود في باب الأحداث من التهذيب ، وفي باب‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 80 / 193.

(2) الفهرست : 23 / 71.

(3) الخلاصة : 15 / 11.

(4) رجال الشيخ : 453 / 89.

(5) في الفهرست : 47 ، في ترجمة الحسن بن محبوب : الحسين بن عبد الملك الأزدي ، إلاّ أنّ في مجمع الرجال : 2 / 146 ، نقلا عن الفهرست : أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي.

(6) تهذيب الأحكام ـ المشيخة ـ 10 : 58 / 30.

(7) رجال ابن داود : 37 / 69.

٢٥٠

الاستحاضة : ابن عبد الملك الأودي(1) ، وربما يوجد في بعض المواضع(2) : ابن عبد الكريم الأودي عن الحسن بن محبوب(3) ، وهو غلط من النسّاخ(4) .

وفيمشكا : ابن الحسين بن عبد الملك الأودي ، عليّ بن محمّد بن الزبير ، وابن عقدة ، عنه. وهو عن الحسن بن محبوب.

وسبق أحمد بن الحسن بن عبد الملك ، فلا تغفل عن احتمال الاتّحاد ، بل هو الظاهر(5) .

136 ـ أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري :

فيتعق : سيذكره المصنّف في باب المصدّر بابن(6) .

وهو من المشايخ الأجلّة ، والثقات الذين لا يحتاجون الى التنصيص بالوثاقة ، ويذكر المشايخ قوله في الرجال ويعدّونه في جملة الأقوال ، ويأتون به في مقابلة أقوال أعاظم الرجال ، ويعبّرون عنه بالشيخ ، ويذكرونه مترحّما.

وهو المراد بابن الغضائري على الإطلاق ، كما صرّح به المصنّف في آخر الكتاب ، وجماعة من المحقّقين(7) ، ويظهر من تصريح العلاّمة في المقامات ، منها في إسماعيل بن مهران(8) ، وكذاطس ، منها في شريف بن‌

__________________

(1) التهذيب 1 : 30 / 80 ، 168 / 482.

(2) في الحاوي زيادة : الحسين.

(3) التهذيب 1 : 122 / 324.

(4) حاوي الأقوال : 22 / 60.

(5) هداية المحدثين : 171.

(6) منهج المقال : 398.

(7) منهم السيد الداماد في الرواشح السماوية : 111 الراشحة الخامسة والثلاثون. والمجلسي الأول في روضة المتقين : 14 / 330. والمجلسي الثاني في بحار الأنوار : 1 / 22 ، وغيرهم.

(8) الخلاصة : 8 / 6.

٢٥١

سابق(1) .

ويدلّ عليه قول الشيخ في أوّلست : ولم يتعرّض أحد منهم لاستيفاء جميعه ـ أي الرجال ـ إلاّ ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللهرحمه‌الله ، فإنّه عمل كتابين : أحدهما ذكر فيه المصنّفات ، والآخر ذكر فيه الأصول(2) .

وقالطس في كتابه الجامع للرجال : وعن كتاب أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري(3) .

وعن الشهيد الثاني الحكم بأنّه والده(4) .

وربما يكون وهما نشأ منصه في سهل بن زياد ، حيث قال : ذكر ذلك ابن نوح وأحمد بن الحسين ، ثمّ قال : وقال ابن الغضائري : إنّه كان ضعيفا(5) .

لكن بعد ملاحظةجش (6) ، ومعرفة أنّصه مأخوذة منه ، ربما يرتفع الوهم ، سيّما مع ملاحظة ما ذكرنا ، بل بعد التتبّع لا يبقى شبهة في أنّ مثل هذا الكلام عن أحمد ، وأنّه المعهود بالجرح والتعديل.

واحتمال إطلاق العلاّمة ابن الغضائري على الحسين في خصوص المقام اعتمادا على القرينة بعيد ، لعدم معهوديّة ما ذكره عنه ، بل عدم معهوديّة النقل ، فتأمّل.

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 153.

(2) الفهرست : 1 ، وفيه : أبو الحسن.

(3) التحرير الطاووسي : 5.

(4) قال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد ، والد الشيخ البهائي : ومصنفات ومرويات الشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري التي من جملتها كتاب الرجال.

راجع البحار : 108 / 159.

(5) الخلاصة : 228 / 2.

(6) رجال النجاشي : 185 / 490.

٢٥٢

قال الشيخ محمد : مراد العلاّمة من قوله : قال ابن الغضائري.

إلى آخره ، بيان عبارته ، إذجش اختصرها.

ومن قوله : وأحمد بن الحسين ، عبارته بعينها نقلها عنه. وقوله : قال ابن الغضائري ، ابتداء كلامه ، فتأمّل.

لأنّ الذي ذكره مغاير لما ذكره ابن الغضائري ، فإنّه قال : ضعيف في الحديث غير معتمد فيه. وابن الغضائري : ضعيف جدّا فاسد الرواية والمذهب.

مع أنّه ربما لا يظهر من عبارةجش أنّ ابن الغضائري ضعّفه ، إذ ربما يظهر أنّ ابتداء ما ذكره عن ابن الغضائري : وكان أحمد. إلى آخره.

ولم يذكر أيضا قوله : فأظهر البراءة. إلى آخره.

فلذا ذكر عبارته بعينها ولم يقل : قال أحمد ، مكان : ابن الغضائري ، لئلاّ يتوهّم كونه منجش أيضا ، فيحصل اختلال ، فتدبّر.

نعم في عبد الله بن أبي زيد عنجش ، قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله ، عن أبي غالب الزراري : كنت أعرف أبا طالب واقفا ، ثمّ عاد إلى الإمامة(1) .

لكنّ هذا مع ندرته ، ليس برؤية ما ينقل عن ابن الغضائري. وكذا ما في أحمد بن القاسم(2) .

ويزيد ما ذكرناه وضوحا : أنّجش أو غيره لم يذكر للحسين كتابين في الرجال ، بل ولا كتابا. نعم له كتاب التاريخ.

وفيصه في عمر بن ثابت : ضعيف جدّا ، قاله ابن الغضائري ، وقال‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 232 / 617 ، وفيه : عبيد الله بن أبي زيد.

(2) رجال النجاشي : 95 / 234.

٢٥٣

في كتابه الآخر. إلى آخره(1) .

مع أنّه ربما يقول : حدّثني أبي ، ولم يعهد للحسين أب يعد في هذه المقامات ، فتتبّع.

وقال في النقد : أحمد بن الحسين بن عبيد الله(2) الغضائري ، صنّف كتاب الرجال المقصور على ذكر الضعفاء ، والظاهر أنّ ابن الغضائري الذي ينقل عنه فيصه كثيرا هو هذا ، كما صرّح به في إسماعيل بن مهران(3) وأبي الشداخ(4) (5) (6) .

أقول : جزم ولده الفاضل أيضا بكونه هو ، وبالغ في الردّ على الشهيد الثاني ، ثمّ قال : وعلى ما اخترنا ، يكفي في توثيق ابن الغضائري اعتناء المشايخ والفضلاء بأقواله وجرحه وتعديله ، سيّما العلاّمة ومن تأخّر عنه ، انتهى.

وصرّح بذلك أيضا في الحاوي(7) .

وفي مل : أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، له كتاب الرجال ، من المعاصرين للشيخ ، وثّقه العلاّمة(8) ، انتهى.

وفي أوائل البحار : إنّ كونه أحمد لعلّه أقوى(9) . وفي موضع آخر : هو‌

__________________

(1) الخلاصة : 241 / 10.

(2) في المصدر زيادة : ابن إبراهيم.

(3) الخلاصة : 8 / 6.

(4) الخلاصة : 191 / 37.

(5) نقد الرجال : 20 / 44.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 35.

(7) حاوي الأقوال : 8.

(8) أمل الآمل 2 : 12 / 24.

(9) بحار الأنوار : 1 / 22.

٢٥٤

الظاهر(1) .

وقال المحقّق الشيخ محمّد عند ذكر كلام للعلاّمة ـ يأتي في ترجمة حذيفة بن منصور ـ : لا يخفى دلالة كلام العلاّمة هنا على تعديل ابن الغضائري ، ثمّ قال : وإنّما المقصود هنا التنبيه على أنّ العلاّمة قائل بتوثيق ابن الغضائري ، وهو أحمد ، كما ذكرته في موضع آخر.

وعن السيّد الداماد في مواضع من حواشيه على الاختيار : اختياره(2) .

وكذا في الرواشح ، قال : وكان شريك شيخنا النجاشي في القراءة على أبيه أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله(3) .

قلت : ربما يظهر من ترجمة عليّ بن محمّد بن شيران(4) ، بل وترجمة عبد الله بن أبي عبد الله(5) ، أنّجش كان يقرأ عليه أيضا ، فلاحظ.

وفي المجمع : إنّه شيخ الشيخ والنجاشي ، وعالم عارف جليل كبير في الطائفة(6) .

هذا ، وما مرّ من المناقشة في كلام الشيخ محمّد في تصحيح كلام العلاّمة ، لعلّه ليس بمكانه ، بل الأمر كما ذكرهرحمه‌الله ، فإنّ كلمتي : ابن نوح وأحمد بن الحسين رحمهما الله ، آخر كلامجش الذي نقله العلاّمة ، وقوله : وقال ابن الغضائري ، ابتداء كلام من العلاّمةرحمه‌الله ، كما هو ظاهر لمن لاحظ الترجمة المذكورة ، ولا منافاة(7) أصلا ، سوى أنّ ما ذكرهجش نقل‌

__________________

(1) بحار الأنوار : 1 / 41.

(2) اختيار معرفة الرجال : 1 / 119.

(3) الرواشح السماوية : 112.

(4) رجال النجاشي : 269 / 705.

(5) رجال النجاشي : 219 / 572.

(6) مجمع الرجال : 1 / 108.

(7) ولا مغايرة ، ( خ ل ).

٢٥٥

بالمعنى ، وما ذكره العلاّمة عين عبارته.

قوله سلّمه الله تعالى : فإنّه قال : ضعيف في الحديث غير معتمد ، وابن الغضائري : ضعيف جدّا فاسد الرواية ، ذلك غير مضرّ في مقام النقل بالمعنى.

وقوله دام فضله : إذ ربما يظهر أنّ ابتداء ما ذكره عن ابن الغضائري : وكان أحمد. إلى آخره ، خفيّ جدّا ، إذ القدر المتيقّن فيه كونه مقول القول هو قوله : وقد كاتب. إلى آخره ، والباقي سواء في الظهور والخفاء.

وقوله : ولم يذكر البراءة ، فيه ما ذكرناه أوّلا.

وقوله : ولذا ذكر عبارته بعينها ، ربما يكون الباعث بيان ما قاله ابن الغضائري وحده فيه ، إذ الذي نقلهجش كلام ابن الغضائري وابن نوح كليهما ، فتدبّر.

137 ـ أحمد بن الحسين بن عبيد الله :

المهراني ، الآبي ، له ترتيب الأدلّة فيما يلزم خصوم الإماميّة وغيره ، ب.

وفيتعق : هو أبو العبّاس أحمد بن الحسين بن عبيد الله(1) بن مهران الآبي العروضي ، يروي عنه الصدوق مترضّيا(2) (3) .

قلت : في نسختي من ب بعد الإماميّة : دفعه عن الغيبة والغائب ، المكافاة في المذهب في النقض على أبي خلف(4) .

__________________

(1) في المصدر زيادة : ابن محمّد.

(2) كمال الدين 2 : 476 / 26.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 35.

(4) معالم العلماء : 24 / 113.

٢٥٦

138 ـ أحمد بن الحسين بن عمر :

ابن يزيد الصيقل ، أبو جعفر ، كوفيّ ، ثقة من أصحابنا ، وجدّه عمر ابن يزيد بيّاع السابري ، يروي(1) عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ،صه (2) .

وزادجش : له كتب ، لا نعرف(3) منها إلاّ النوادر ، قرأته أنا وأحمد بن الحسينرحمه‌الله على أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عنه.

وقال أحمد بن الحسينرحمه‌الله : له كتاب في الإمامة ، أخبرنا به أبي ، عن العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عنه(4) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسين بن عمر الثقة ، عنه محمّد بن أحمد ابن يحيى ، وأحمد بن أبي زاهر(5) .

139 ـ أحمد بن الحسين بن يحيى :

ابن سعيد الهمداني(6) ، أبو الفضل ، بديع الزمان ، الشاعر المشهور ، فاضل جليل ، إمامي المذهب ، حافظ ، أديب ، منشئ ، له مقامات عجيبة ، وله ديوان شعر ، وكان عجيب البديهة والحفظ ، مل(7) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

__________________

(1) في المصدر : روى.

(2) الخلاصة : 19 / 41.

(3) في المصدر : لا يعرف.

(4) رجال النجاشي : 83 / 200.

(5) هداية المحدثين : 171.

(6) في المصدر : أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني.

(7) أمل الآمل 2 : 13 / 26.

٢٥٧

140 ـ أحمد بن حمّاد :

ج (1) . وزاد كر : المحمودي ، يكنّى أبا علي(2) .

وفيصه : ابن حمّاد المروزي ، روى الكشّي إنّ الماضي(3) عليه‌السلام كتب إليه يقول له : قد مضى أبوكرضي‌الله‌عنه وعنك ، وهو عندنا على حال محمودة ، ولن تبعد من تلك الحال ، وروى عنه أشياء رديّة تدلّ على ترك العمل بروايته ، وقد ذكرتها في الكتاب الكبير. والأولى عندي التوقّف عمّا يرويه(4) .

وفيكش في أحمد بن حمّاد المروزي : محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني أبو علي المحمودي محمّد بن أحمد بن حمّاد المروزي ، قال : كتب أبو جعفرعليه‌السلام الى أبي. إلى أن قال : قال المحمودي : قد كتب(5) إليّ الماضي. إلى آخر ما مرّ عنصه (6) .

ويأتي في ابنه محمّد ، وفيه : وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني(7) ، سمعت الفضل بن شاذان يقول : التقيت مع أحمد بن حمّاد المتشيّع وكان ظهر له منه الكذب ، فكيف غيره(8) .

عليّ بن محمّد القتيبي ، عن الزفري بكر بن زفرة الفارسي ، عن الحسن بن الحسين أنّه قال : استحلّ أحمد بن حمّاد منّي مالا له خطر ، ثمّ‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 398 / 9.

(2) رجال الشيخ : 428 / 8.

(3) في المصدر : أن الباقر.

(4) الخلاصة : 204 / 17.

(5) في المصدر : وكتب.

(6) رجال الكشي : 559 / 1057.

(7) في المصدر : زيادة : بخطه.

(8) رجال الكشي : 560 / 1058.

٢٥٨

ذكر أنّه كتب الى أبي الحسنعليه‌السلام يشكوه ، فكتبعليه‌السلام : خوّفه بالله ، ففعل ولم ينفع ، فعاوده برقعة اخرى ، فكتبعليه‌السلام : إذا لم يجد(1) فيه التخويف بالله كيف نخوّفه(2) بأنفسنا(3) .

محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني أبو علي المحمودي ، قال : حدّثني أبي ، ثمّ ذكر احتجاجا حسنا له مع أبي الهذيل العلاّف في الإمامة(4) .

هذا ، والظاهر أنّ أحمد بن حمّاد : مروزي ، لكن ابنه : محمّد ، هو المكنّى بأبي علي الملقّب بالمحمودي ، من أصحاب العسكريعليه‌السلام .

وجعل الشيخ هذه الكنية واللقب لأحمد ، وعدّه من رجالهعليه‌السلام ، سهو من قلمه ، كما يأتي في محمّد ابنه. وقد عرفت منكش إنّ الماضيعليه‌السلام كتب الى محمّد ابنه لا إليه ، كما في صه.

قلت : قد سبقهطس فيه وفي التوقّف في روايته(5) .

ولا يخفى أنّه لا صراحة في خبري الذم في كونه المراد ، مضافا إلى جهالة سند الثاني ، وعلى فرض التسليم فهو معارض بترضّي الإمام عنه بعد موته ، وقوله : قد مضى وهو عندنا على حال محمودة ، والراوي ليس إلاّ محمّد ابنه.

ويأتي عنصه (6) وطس (7) جلالته ، والراوي عنه محمّد بن مسعود ،

__________________

(1) في المصدر : يحل.

(2) في المصدر : فكيف تخوفه.

(3) رجال الكشي : 561 / 1059.

(4) رجال الكشي : 561 / 1060.

(5) التحرير الطاووسي : 55 / 32.

(6) الخلاصة : 152 / 72.

(7) التحرير الطاووسي : 527 / 388.

٢٥٩

وحاله معلوم.

فما في الوجيزة من أنّه مختلف فيه(1) ، ليس بمكانه.

وأمّاصه وطس ، فتوقّفهما لظنّهما أنّه هو الراوي للمدح ، فتدبّر.

141 ـ أحمد بن حمزة بن بزيع :

قال حمدويه عن أشياخه : إنّ محمّد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد بن بزيع(2) كانا في عداد الوزراء ،كش (3) .

وزادصه وقد ذكره في القسم الأوّل : وهذا لا يثبت به(4) عندي عدالته(5) .

وبخطّ الشهيد الثاني : هذا لا يقتضي مدحا ـ فضلا عن العدالة ـ إن لم يكن إلى الذنب أقرب ، وحينئذ فلا وجه لإدراجه في هذا القسم(6) .

وفيتعق : فيه إيماء إلى الجلالة ، وقربه إلى الذنب بعد اقترانه بمحمّد ابن إسماعيل كما ترى(7) .

قلت : احتمل في المجمع كونه المذكور في إبراهيم بن محمّد الهمداني(8) ، فيكون ثقة ، فتأمّل.

142 ـ أحمد بن حمزة بن عمران :

القمّي ، يأتي في عمران بن عبد الله ما يشير إلى كونه معتمدا ،تعق (9) .

__________________

(1) الوجيزة : 149 / 83 ، وفيها : ممدوح ، وفي النسخ الخطيّة منها : مختلف فيه.

(2) في المصدر : أحمد بن حمزة بن بزيع.

(3) رجال الكشي : 564 / 1065.

(4) لم يرد في المصدر : به.

(5) الخلاصة : 18 / 30.

(6) في نسختنا من تعليقة الشهيد الثاني لم ترد هذه العبارة.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 35.

(8) مجمع الرجال : 1 / 112.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 35.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307