دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

دلائل الصدق لنهج الحق18%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-354-3
الصفحات: 307

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 307 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182395 / تحميل: 5311
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٤-٣
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

المطلب الثالث

مناقشة الصحاح الستّة

إنّ أخبارهم غير صالحة للاستدلال بها على شيء من مطالبهم ؛ لأنّ منتقى أخبارهم ما جمعته الصحاح الستّة ، وهي مشتملة على أنواع من الخلل ، ساقطة عن الاعتبار ألبتّة ؛ لأمور :

الأمر الأوّل

[ كيفيّة جمعها ]

إنّهم ذكروا في كيفيّة جمعها وفي جامعيها ما يقضي بوهنها.

ذكر ابن حجر في « تهذيب التهذيب » بترجمة سويد بن سعيد الهروي ، أنّ إبراهيم بن أبي طالب قال لمسلم : كيف استجزت الرواية عن سويد [ في الصحيح ]؟! قال : ومن أين [ كنت ] آتي بنسخة حفص بن ميسرة؟!(١) .

ومثله في « ميزان الاعتدال »(٢) .

فهل ترى أنّ هذا عذر في الرواية عن الضعفاء؟! وهو يدّعي أنّه

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٣ / ٥٦١.

(٢) ميزان الاعتدال ٣ / ٣٤٧.

٤١

لا يروي في صحيحه إلّا عن ثقة! فيكون غارّا(١) خائنا ، فيسقط كتابه عن الاعتبار!

ونقل الذهبي في ( الميزان ) بترجمة أحمد بن عيسى بن حسّان المصري ، أنّ أبا زرعة ذكر عنده صحيح مسلم فقال : « هؤلاء قوم أرادوا التقدّم قبل أوانه ، فعملوا شيئا يتشرّفون(٢) به.

وقال : يروي عن أحمد بن عيسى في ( الصحيح ) ما رأيت أهل مصر يشكّون في أنّه ـ وأشار إلى لسانه ـ »(٣) .

وذكر ابن حجر بترجمة عمرو بن مرزوق ، أنّ الأزدي قال : « كان عليّ ابن المديني صديقا لأبي داود ، وكان أبو داود لا يحدّث حتّى يأمره عليّ ، وكان ابن معين يطري عمرو بن مرزوق ويرفع ذكره ، ولا يصنع ذلك بأبي داود لطاعته لعليّ »(٤) .

وهذا يدلّ على أنّ اعتبارهم للرجال تبع للهوى لا للحقّ!

وذكر ابن حجر بترجمة أحمد بن صالح المصري ، أنّ الخطيب قال :

احتجّ بأحمد بن صالح جميع الأئمّة إلّا النسائي ، فإنّه نال منه جفاء في مجلسه ، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما.

وقال العقيلي : كان أحمد بن صالح لا يحدّث أحدا حتّى يسأل عنه ، فجاءه النسائي ، فأبى أن يأذن له ، فشنّع عليه(٥) . انتهى ملخّصا.

__________________

(١) الغارّ ، اسم فاعل من : غرّه يغرّه غرّا وغرورة وغرّة : خدعه وأطمعه بالباطل ؛ انظر : لسان العرب ١٠ / ٤١ مادّة « غرر ».

(٢) في المصدر : يتسوّقون.

(٣) ميزان الاعتدال ١ / ٢٦٩.

(٤) تهذيب التهذيب ٦ / ٢٠٨ باختلاف يسير.

(٥) تهذيب التهذيب ١ / ٧١.

٤٢

وذكر ابن حجر بترجمة ابن ماجة محمّد بن يزيد بن ماجة ، أنّ في كتابه « السنن » أحاديث ضعيفة جدّا ، حتّى بلغني أنّ السريّ كان يقول : مهما انفرد بخبر [ فيه ] فهو ضعيف غالبا ووجدت بخطّ الحافظ شمس الدين محمّد بن عليّ الحسيني ما لفظه : سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجّاج المزّي يقول : كلّ ما انفرد به ابن ماجة [ فهو ] ضعيف(١) .

وذكر كلّ من الذهبي وابن حجر ـ أو أحدهما ـ في كتابيهما المذكورين ، أنّ البخاري احتجّ بجماعة في صحيحة ضعّفهم بنفسه ، كما يعلم من تراجمهم في الكتابين ، كأيّوب بن عائذ(٢) ، وثابت بن محمّد العابد(٣) ، وحصين بن عبد الرحمن السلمي(٤) ، وحمران بن أبان(٥) ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي(٦) ، وكهمس بن المنهال(٧) ، ومحمّد بن يزيد الحزامي(٨) ، ومقسم بن بجرة(٩) .

وإنّما خصّصنا البخاري بهذا لأنّه أعظم أرباب صحاحهم عندهم ، وإلّا فكلّهم على هذا النمط!

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٧ / ٤٩٩.

(٢) ميزان الاعتدال ١ / ٤٥٩ رقم ١٠٨٥ بعنوان « أيّوب بن صالح بن عائذ » ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٢٢ رقم ٦٥٨ ، وانظر : التاريخ الكبير ١ / ٤٢٠ رقم ١٣٤٦.

(٣) ميزان الاعتدال ٢ / ٨٧ رقم ١٣٧٤ ، تهذيب التهذيب ١ / ٥٥٦ رقم ٨٧٢.

(٤) ميزان الاعتدال ٢ / ٣١١ رقم ٢٠٧٨.

(٥) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٧٦ رقم ٢٢٩٤.

(٦) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٢٨ رقم ٥٠١٢.

(٧) ميزان الاعتدال ٥ / ٥٠٣ رقم ٦٩٨٨ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٥٩٣ رقم ٥٨٦٦.

(٨) تهذيب التهذيب ٧ / ٤٩٧.

(٩) ميزان الاعتدال ٦ / ٥٠٨ رقم ٨٧٥٢ ولم يذكر اسم أبيه ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٣١.

٤٣

بل وجدنا أبا داود كذّب نعيم بن حمّاد الخزاعي(١) ، والوليد بن مسلم مولى بني أميّة(٢) ، وهشام بن عمّار السلمي(٣) ، وروى عنهم في سننه!

وقال في حقّ صالح بن بشير : لا يكتب حديثه(٤) ، وكذا في حقّ عاصم بن عبيد الله(٥) ، وروى عنهما!

مع أنّه كان يزعم أنّه لا يروي إلّا عن ثقة! كما ذكره في « تهذيب التهذيب » بترجمة داود بن أميّة(٦) .

ووجدنا النسائي قال في حقّ كلّ من : عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي(٧) وعبد الكريم بن أبي المخارق(٨) وعبد الوهّاب بن عطاء الخفّاف(٩) : « متروك » ، وروى عنهم في سننه!

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٧ / ٤٢ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٥٢٩.

(٢) ميزان الاعتدال ٧ / ١٤٢ ، تهذيب التهذيب ٩ / ١٧٠.

(٣) ميزان الاعتدال ٧ / ٨٦ رقم ٩٢٤٢ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٥٩.

(٤) تهذيب التهذيب ٤ / ٦.

(٥) تهذيب التهذيب ٤ / ١٤٠.

(٦) تهذيب التهذيب ٣ / ٣ رقم ١٨٣٩.

(٧) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٢٧ رقم ٥٠١١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٩٨ ، وانظر : الضعفاء والمتروكين ـ للنسائي ـ : ١٥٨ رقم ٣٨٠ ، وفيها : « متروك الحديث ».

(٨) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٨٨ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٢٨٠ ، وانظر : الضعفاء والمتروكين ـ للنسائي ـ : ١٧٠ رقم ٤٢٢ وفيه : « متروك الحديث ».

وكان في الأصل : عبد الرحمن بن أبي المخارق ؛ وهو سهو ، والصحيح ما أثبتناه ، لاحظ المصادر المتقدّمة وغيرها من كتب الرجال.

(٩) ميزان الاعتدال ٤ / ٤٣٥ رقم ٥٣٢٧ وفيه : « متروك الحديث » ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣٥٢ وفيه : « ليس بالقويّ » ، وانظر : الضعفاء والمتروكين ـ للنسائي ـ : ١٦٣ رقم ٣٩٥ وفيه : « ليس بالقويّ ».

٤٤

وكذا الترمذي ، قال في حقّ سليمان بن أرقم أبي معاذ البصري ، وعاصم بن عمرو بن حفص : « متروك »(١) ، وروى عنهما في سننه!

وذكروا في حقّ البخاري ومسلم ـ اللذين هما أجلّ أرباب الصحاح عندهم ، وأصحّهم خبرا ـ ما يخالف الإجماع ، وهو احتجاجهما بجماعة لا تحصى مجهولة الحال ، لرواية جماعة عنهم ، بل لرواية الواحد عنهم ، مع أنّ هذا الواحد لم ينصّ على قدح أو مدح في المرويّ عنه!

ولنذكر لك بعض من اكتفيا في الاحتجاج بخبره بمجرّد رواية الواحد عنه ، لتراجع « تهذيب التهذيب » فترى صدق ما قلناه

فمنهم : محمّد بن عثمان بن عبد الله بن موهب(٢) .

ومحمّد بن النعمان بن بشير(٣) .

فإنّ البخاري ومسلما احتجّا بهما ، ولم يرو عن كلّ منهما سوى الواحد!

ومنهم : عطاء أبو الحسن السوائي(٤) .

وعمير بن إسحاق(٥) .

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٣ / ٤٥٦ رقم ٢٦٠٨ وفيه : « متروك الحديث » ، وج ٤ / ١٤٣ رقم ٣١٥١.

(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ٣١٨ رقم ٦٣٨٢ ، وانظر : الثقات ٧ / ٤١٠.

(٣) تهذيب التهذيب ٧ / ٤٦٣ رقم ٦٦١١ ، وانظر : الثقات ٥ / ٣٥٧.

(٤) تهذيب التهذيب ٥ / ٥٨٤ رقم ٤٧٤٥.

(٥) تهذيب التهذيب ٦ / ٢٥٣ رقم ٥٣٦٦.

٤٥

ومالك [ بن مالك ] بن جشعم(١) .

ومبارك بن سعيد اليماني(٢) .

ونبهان الجمحي(٣) .

فإنّ البخاري أخرج عنهم في صحيحه ، ولم يرو عن كلّ منهم غير الواحد!

ومنهم : قرفة بن بهيس العبدي(٤) .

ومحمّد بن عبد الله بن أبي رافع الفهمي(٥) .

ومحمّد بن عبد الرحمن بن غنج(٦) .

ومحمّد بن عبد الرحمن ، مولى بني زهرة(٧) .

ومحمّد بن عمرو اليافعي(٨) .

ونافع ، مولى عامر بن سعد بن أبي وقّاص(٩) .

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٨ / ٢٢ رقم ٦٧١٠ ، وانظر : الثقات ٥ / ٣٨٢.

(٢) تهذيب التهذيب ٨ / ٣٠ رقم ٦٧٢٥ وفيه : « اليمامي » بدل « اليماني » ، وانظر :الثقات ٩ / ١٩٠.

(٣) تهذيب التهذيب ٨ / ٤٧٧ رقم ٧٣٧١.

(٤) تهذيب التهذيب ٦ / ٥٠٠ رقم ٥٧٢٦ ، وفيه : « العدوي » بدل « العبدي ».

(٥) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠ رقم ٦٢٥٩.

(٦) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٨٣ رقم ٦٣٢٤ ، وانظر : الثقات ٧ / ٤٢٤.

(٧) تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩١ رقم ٦٣٣٤.

(٨) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٥٧ رقم ٦٤٤٨ ، وانظر : الثقات ٩ / ٤٠.

(٩) تهذيب التهذيب ٨ / ٤٧٥ رقم ٧٣٦٨.

٤٦

ووهب بن ربيعة الكوفي(١) .

وأبو شعبة المدني ، مولى سويد بن مقرّن(٢) .

فإنّ مسلما احتجّ بهم في صحيحه ، ولم يرو عن كلّ منهم غير الواحد!

ولا موثّق لهم أصلا ، وليسوا من أهل زمن الشيخين حتّى يقال :

إنّهما يعرفان وثاقتهم بالاطّلاع!

نعم ، ذكر ابن حبّان بعضهم في « الثقات »(٣) كما هي عادته في مجاهيل التابعين ، فلا عبرة به ، مع أنّه متأخّر الزمان عن البخاري ومسلم ، فلا يمكن أن يعتمدا على توثيقه!

وهذا النحو كثير جدّا في الصحيحين وبقيّة صحاحهم ، وكم رووا عمّن نصّ على جهالته ، كما ستعرف أقلّ القليل منهم قريبا عند ذكر الأسماء!

وقال في « ميزان الاعتدال » بترجمة حفص بن بغيل بعد ما ذكر قول ابن القطّان فيه : « لا يعرف له حال [ ولا يعرف ] »

قال : « لم أذكر هذا النوع في كتابي ، فإنّ ابن القطّان يتكلّم في كلّ من

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٩ / ١٧٩ رقم ٧٧٥٧ ، وانظر : الثقات ٥ / ٤٨٩.

(٢) تهذيب التهذيب ١٠ / ١٤٢ رقم ٨٤٤٣ ، وانظر : الثقات ٥ / ٥٧٢.

وكان في الأصل : « المري » بدلا من « المدني » وهو تصحيف ؛ وما أثبتناه من تهذيب التهذيب ؛ وفي تقريب التهذيب ٢ / ٧٣٠ رقم ٨٤٤٣ : « المزني » وهي نسبة إلى مولاه « سويد بن مقرّن المزني الكوفي » ؛ انظر : تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال ٨ / ٢١٨ رقم ٢٦٣٣ ترجمة سويد وج ٢١ / ٢٩١ رقم ٨٠٢٠ ترجمة أبي شعبة.

(٣) كما في الإحالات على تراجم بعضهم المارّة آنفا.

٤٧

لم يقل فيه إمام عاصر ذلك الرجل ، أو أخذ ممّن عاصره ، ما يدلّ على عدالته ، وهذا شيء كثير

ففي الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستوون ، ما ضعّفهم أحد ، ولاهم بمجاهيل »(١) .

أي : ليسوا بمجاهيل النسب ـ وإن كانوا مجاهيل الأحوال ـ كما قال ابن القطّان.

وأنت تعلم أنّه لا يكفي في اعتبار الرجل والاحتجاج بخبره مجرّد عدم تضعيف أحد له ، بل لا بدّ من ثبوت وثاقته.

وأمّا حكمه باستوائهم فغير مستو ، بعد فرض الجهالة بأحوالهم ، على أنّه غير نافع في الاحتجاج بأخبارهم ما لم تثبت وثاقتهم.

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٣١٧ رقم ٢١١٢ وفيه : « مستورون » بدل « مستوون ».

٤٨

الأمر الثاني

[ اشتمالها على الكفر ]

إنّ جملة من أخبار صحاحهم مشتملة على الكفر! كتجسّم الله سبحانه! وإثبات المكان والانتقال والتغيير له! وكعروض العوارض عليه من الضحك ونحوه! إلى غير ذلك ممّا يوجب الإمكان!(١)

__________________

(١) جاء في صحيح البخاري ٩ / ٢٣٢ ما لفظه : « لا تضارّون في رؤية ربّكم

فيأتيهم الجبّار بصورة غير صورته التي رأوه فيه أوّل مرّة فيكشف عن ساقه »!!

وفي صحيح مسلم ١ / ١١٥ ـ ١١٦ قريب من هذا اللفظ أيضا!

وجاء في صحيح البخاري ٦ / ٢٦٠ ـ ٢٦١ ح ٣٨٢ أيضا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « لقد عجب الله عزّ وجلّ أو ضحك من فلان وفلانة فأنزل »!

وجاء في صحيح البخاري ٩ / ٢٣١ ذ ح ٦٥ وصحيح مسلم ١ / ١١٤ ضمن حديث : « فلا يزال يدعو الله حتّى يضحك الله تبارك وتعالى منه ، فإذا ضحك الله منه »!

وروى مسلم في صحيحه ١ / ١٢٠ أيضا ما نصّه : « فقالوا : ممّ تضحك يا رسول الله؟ قال : من ضحك ربّ العالمين حين قال : أتستهزئ منّي وأنت ربّ العالمين؟! »!

كما جاء في سنن ابن ماجة ١ / ٦٤ ح ١٨١ ما لفظه : « قال رسول الله ضحك ربّنا من قنوط عباده وقرب غيره ؛ قال : قلت : يا رسول الله! أو يضحك الربّ؟! قال :

نعم ؛ قلت : لن نعدم من ربّ يضحك خيرا »!

وانظر ـ على سبيل المثال ـ هذه الدواهي وغيرها في :

صحيح البخاري ١ / ٢٣٠ ح ٣١ ، وج ٦ / ٢٢٥ ح ٣٠٦ ، وص ٢٧٩ ح ٤١٢ ، وج ٨ / ١٢٧ ح ١٧ ، وج ٩ / ٢١٦ ح ٣٤ ، وص ٢١٧ ـ ٢٢٠ ح ٣٩ ـ ٤٣ ، وص

٤٩

حتّى رووا أنّ الله سبحانه يدخل رجله في نار جهنم فيزوي بعضها لبعض وتقول : قط قط!(١) .

ومشتملة على وهن رسل الله ورسالاتهم!(٢)

__________________

٢٢٢ ح ٤٧ ، وص ٢٢٨ ـ ٢٣٧ ح ٦٢ ـ ٦٦ و ٦٩ و ٧٠ ، وص ٢٣٩ ـ ٢٤٠ ح ٧٥ و ٧٧ ، وص ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ح ١٣٨ ـ ١٤٠.

صحيح مسلم ١ / ١١٢ ـ ١١٧ و ١٢٢ و ١٢٤ ، وج ٢ / ١٧٥ و ١٧٦ ، وج ٨ / ٣٢ و ١٢٥ و ١٢٦ و ١٤٩.

سنن ابن ماجة ١ / ٦٣ ـ ٧٣ ح ١٧٧ ـ ٢٠٠ باب في ما أنكرت الجهمية ، وج ٢ / ٩٣٦ ح ٠٠ / ٢ ، وص ١٢٥٥ ح ٣٨٢١ و ٣٨٢٢ ، وص ١٤٥٠ ح ٤٣٣٦.

سنن أبي داود ٢ / ٣٥ ح ١٣١٥ ، وج ٤ / ٢٣١ ـ ٢٣٤ ح ٤٧٢٣ ـ ٤٧٣٣.

سنن الترمذي ٤ / ٥٩٢ ـ ٥٩٥ ح ٢٥٥١ ـ ٢٥٥٥ باب ما جاء في رؤية الربّ تبارك وتعالى ، وص ٥٩٦ ح ٢٥٥٧ ، وج ٥ / ٢٦٧ ح ٣١٠٥ ، وص ٤٩٢ ح ٣٤٩٨.

الموطّأ : ٢٠٧ ح ٣٠ باب ما جاء في الدعاء.

مسند أحمد ١ / ٣٨٨ ، وج ٢ / ٢٤٤ و ٢٥١ و ٢٦٤ ـ ٢٦٥ و ٢٦٧ و ٢٨٢ و ٤٦٣ و ٤٨٧.

(١) صحيح البخاري ٦ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ح ٣٤٢ ـ ٣٤٤ ، وج ٩ / ٢٠٨ ح ١١ وص ٢٠٩ ح ١٣ وص ٢٤٠ ذ ح ٧٥ كتاب التوحيد ، صحيح مسلم ٨ / ١٥١ ، سنن الترمذي ٤ / ٥٩٦ ح ٢٥٥٧.

و « قط » و « قد » بمعنى : حسب ، وهو الاكتفاء. انظر : الصحاح ٣ / ١١٥٣ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ / ٧٨ ، لسان العرب ١١ / ٢١٨ ـ ٢١٩ ، مادّة « قطط ».

(٢) جاء في صحيح البخاري ٤ / ٣٠٥ ح ٢٠٤ في ما قصّه الله تعالى من أمر النبيّ موسىعليه‌السلام ، ومثله في صحيح مسلم ٧ / ٩٩ ، ما نصّه : « فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثمّ اغتسل ، فلمّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإنّ الحجر عدا بثوبه! فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر ، فجعل يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر! حتّى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا! وقام الحجر ، فأخذ ثوبه فلبسه ، وطفق بالحجر ضربا بعصاه! ».

وفي صحيح مسلم ٧ / ١٠٠ ـ في حديث ـ : « فلطم موسى عليه‌السلام عين ملك

٥٠

حتّى إنّهم صيّروا سيّد النبيّين جاهلا في أوّل البعثة بأنّه رسول مبعوث ، فعلّمه النصراني وزوجته خديجة أنّه رسول الله!(١) .

ومشتملة على ما يوجب كذب آي من القرآن!(٢)

__________________

الموت ففقأها! ».

وانظر مثل هذه الافتراءات في : صحيح البخاري ٤ / ٢٩٠ ح ١٧٤ وص ٢٩٥ ح ١٩٠ وص ٢٩٩ ح ١٩٧ و ١٩٨ وص ٣٠٠ ح ٢٠١ وج ٩ / ٢٣٤ و ٢٣٥ و ٢٦٥ ح ١٤٢ ، صحيح مسلم ١ / ١٢٤ وج ٧ / ٩٦ ـ ١٠٢ ، سنن أبي داود ١ / ٦٨ ح ٢٧٠ ، سنن الترمذي ٥ / ٢٨٨ ح ٣١٤٨.

(١) صحيح البخاري ١ / ٥ وج ٤ / ٢٩٧ ح ١٩٥ وج ٦ / ٣٠٠ ـ ٣٠٢ ح ٤٥٠ ، صحيح مسلم ١ / ٩٧ و ٩٨.

(٢) قال الله تعالى في كتابه الكريم :( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ) سورة الحجر ١٥ : ٩.

وقال عزّ من قائل : ( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) سورة فصّلت ٤١ : ٤٢.

وقال جلّ شأنه : ( وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ ) سورة يونس ١٠ : ٣٧.

إلّا أنّه ورد في الصحاح الستّة وغيرها ، ما ينافي ويناقض ذلك ؛ فقد جاء فيها أنّ في القرآن زيادة ونقيصة وتبديل ألفاظ!!

* فمن الأوّل : ما ورد من زيادة ( ما خَلَقَ ) في قوله تعالى : ( وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ) سورة الليل ٩٢ : ٣ ؛ انظر : صحيح البخاري ٦ / ٢٩٦ ح ٤٣٩ و ٤٤٠ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٠٦ ، سنن الترمذي ٥ / ١٧٥ ح ٢٩٣٩.

وزيادة سورتي المعوّذتين وأنّهما ليستا من القرآن ؛ انظر : مسند أحمد ٥ / ١٣٠.

* ومن الثاني : ما ورد من سقوط سورتين من القرآن ، إحداهما تشبه في الطول والشدّة سورة براءة ، والثانية تشبه إحدى المسبّحات ؛ انظر : صحيح مسلم ٣ / ١٠٠ كتاب الزكاة.

وسقوط آية الرجم ؛ انظر : صحيح البخاري ٨ / ٣٠٢ ذ ح ٢٥ ، صحيح مسلم ٥ / ١١٦ ، مسند أحمد ١ / ٣٦ و ٤٠ و ٤٣ و ٥٥ ، الموطّأ : ٧١٨ ح ١٠ كتاب

٥١

وعلى المناكير والخرافات!(١)

كما ستعرف ذلك في طيّ مباحث الكتاب إن شاء الله تعالى.

* * *

__________________

الحدود ، سنن ابن ماجة ١ / ٦٢٥ ح ١٩٤٤.

وسقوط آية الرغبة ؛ انظر : صحيح البخاري ٨ / ٣٠٢ ذ ح ٢٥.

وسقوط آية الشهادة ؛ انظر : صحيح مسلم ٣ / ١٠٠.

وسقوط لفظة « وصلاة العصر » من آية المحافظة على الصلوات ؛ انظر : صحيح مسلم ٢ / ١١٢ ، مسند أحمد ٥ / ٨ وج ٦ / ٧٣ ، الموطّأ : ١٢٩ ح ٢٦ و ٢٧ باب الصلاة الوسطى ، سنن أبي داود ١ / ١٠٩ ح ٤١٠ ، سنن الترمذي ٥ / ٢٠١ ـ ٢٠٢ ح ٢٩٨٢ ، سنن النسائي ١ / ٢٣٦.

* ومن الثالث : ما روي أنّ آية ( إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) سورة الذاريات ٥١ : ٥٨ ، كان أصلها ( إنّي أنا الرزّاق ذو القوّة المتين ) ؛ انظر : مسند أحمد ١ / ٣٩٤ ، سنن الترمذي ٥ / ١٧٦ ح ٢٩٤٠.

(١) انظر مثلا أسطورة « الجسّاسة » التي ادّعوا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نادى الصلاة جامعة! وأمر المصلّين ألّا يبرحوا أماكنهم! ثمّ تحدّث بها على المنبر! ولم يروها عنه أحد من الصحابة إلّا فاطمة بنت قيس! ولا حفظها عنها غير الشعبي! على الرغم ممّا فيها من الوصف الخطير والتهويل الكبير!

انظرها في : صحيح مسلم ٨ / ٢٠٣ ـ ٢٠٥ كتاب الفتن وأشراط الساعة ، مسند أحمد ٦ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤.

٥٢

الأمر الثالث

[ تدليس أكثر رواتها ]

إنّ أكثر رواتهم ، بل كلّهم ، مدلّسون في رواياتهم ، أي ملبّسون فيها ، ومظهرون خلاف الواقع ، كما لو كانت الرواية عن شخص مقبول بواسطة شخص غير مرضيّ ، فيتركون الواسطة ويروونها عن المقبول ابتداء!

أو يروونها عن شخص ضعيف وينسبونها إلى آخر ثقة ؛ ليروج الحديث منهم ويقبل.

أو يروونها عن ضعيف ويأتون باللفظ المشترك بين الضعيف والثقة ؛ ليوهم الراوي على القارئ أنّ المراد الثقة ؛ لأنّه يظهر أنّه لا يروي إلّا عن ثقة!

إلى غير ذلك من أنواع التدليس ، ولا يكاد يسلم أحد من رواتهم عنه.

قال شعبة : « ما رأيت من لا يدلّس من أصحاب الحديث إلّا عمرو بن مرّة وابن عون » ، كما نقله عنه في « ميزان الاعتدال » و « تهذيب التهذيب » بترجمة عمرو بن مرّة الجملي(١) .

ويكفيك أنّ البخاري ومسلما كانا من المدلّسين!

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٦ / ٢١٠ ، ميزان الاعتدال ٥ / ٣٤٦ ، باختلاف يسير.

٥٣

[ تدليس البخاري : ]

قال الذهبي في ( الميزان ) بترجمة عبد الله بن صالح بن محمّد الجهني المصري : « روى عنه البخاري في الصحيح ولكنّه يدلّسه فيقول : حدّثني عبد الله ، ولا ينسبه »(١) .

وبمعناه في « تهذيب التهذيب » بترجمة عبد الله أيضا(٢) .

وقد كان البخاري يدلّس أيضا في صحيحه محمّد بن سعيد المصلوب ، الكذّاب الشهير ، لكنّ الذهبي حمله على الخطأ! قال بترجمة ابن سعيد : « أخرجه البخاري في مواضع وظنّه جماعة »!(٣) .

وهو حمل بعيد ، ولو سلّم فهو يقتضي عيبا آخر في « صحيح البخاري » وسيأتي ذكر هذين الرجلين في الأسماء.

ونقل ابن حجر عن ابن مندة ، أنّه قال في كلام له : « أخرج البخاري : ( قال فلان ) و ( قال لنا فلان ) وهو تدليس ».

ثمّ قال ابن حجر : « الذي يظهر [ لي ](٤) أنّه يقول في ما لم يسمع : ( قال ) وفي ما سمع ـ لكن لا يكون على شرطه ، أو موقوفا ـ : ( قال لي ) أو : ( قال لنا ) ؛ وقد عرفت ذلك بالاستقراء من صنيعه »(٥) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٤ / ١٢٢ وفيه : « حدّثنا » بدل « حدّثني ».

(٢) تهذيب التهذيب ٤ / ٣٤٢.

(٣) ميزان الاعتدال ٦ / ١٦٦ ذيل رقم ٧٥٩٨.

(٤) إضافة توضيحية منهقدس‌سره .

(٥) تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ـ المطبوع بمصر سنة ١٣٢٢ ـ : ٦ [ ٤٣ ـ ٤٤ رقم ٢٣ ترجمة البخاري ]. منهقدس‌سره .

٥٤

[ تدليس مسلم : ]

ونقل ابن حجر أيضا عن ابن مندة ، أنّه قال في حقّ مسلم : « كان يقول في ما لم يسمعه من مشايخه : ( قال لنا فلان ) وهو تدليس »(١) .

فإذا كان هذا حال الصحيحين وصاحبيهما ـ وهما بزعمهم أصحّ الكتب ـ فكيف حال غيرهما؟! وكيف تعتبر أخبارهم؟! وبأيّ شيء يحصل الأمن لمن يريد الاحتجاج بها؟!

[ خطورة التدليس : ]

والتدليس طريقة شائعة مستمرّة بين جميع طبقاتهم ، على أنّه كذب في نفسه غالبا ، والكذب موجب لفسق صاحبه(٢) .

__________________

(١) تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس : ٧ [ ٤٥ ـ ٤٦ رقم ٢٨ ترجمة مسلم ]. منهقدس‌سره .

(٢) لقد ذكروا للتدليس في الحديث أنواعا ونصّوا على شناعة بعضها جدّا ، وذمّوه ، ووصفوه بأنّه أخو الكذب ، وقد أدرجوا ـ في الغالب ـ تلك الأنواع تحت قسمين من التدليس ، هما :

١ ـ تدليس الإسناد : وهو أن يروي المحدّث الحديث عمّن لقيه ولم يسمعه منه ، موهما أنّه سمعه منه.

أو عمّن عاصره ولم يلقه ، موهما أنّه لقيه أو سمعه منه.

أو يسقط الراوي شيخ شيخه أو من هو أعلى منه ، لكونه ضعيفا أو صغير السنّ تحسينا للحديث.

٢ ـ تدليس الشيوخ : وهو أن يروي الراوي عن شيخ حديثا سمعه منه ، فيسمّيه أو يكنّيه ، ويصفه بما لم يعرف به كيلا يعرف.

انظر : معرفة علوم الحديث : ١٠٣ ـ ١١٢ النوع ٢٦ ، مقدّمة ابن الصلاح : ٤٢ ـ

٥٥

قال ابن الجوزي : « من دلّس كذّابا فالإثم له لازم ؛ لأنّه آثر أن يؤخذ في الشريعة بقول باطل »(١) .

كما نقله عنه في « ميزان الاعتدال » بترجمة محمّد بن سعيد المصلوب(٢) .

والأولى لابن الجوزي أن لا يخصّص بالكذّاب ؛ لأنّ الإثم لازم أيضا لمن دلّس ضعيفا من غير جهة الكذب ؛ لأنّ الضعيف مطلقا لا يجوز الاحتجاج به.

بل من دلّس ثقة عنده كان آثما(٣) ؛ لأنّ الثقة عنده ربّما لا يكون ثقة في الواقع وعند السامع وغيره ، فكيف يوقعه بالغرور ، ويدلّس عليه ما ليس له الأخذ به؟!

وسيمرّ عليك إن شاء الله تعالى ذكر بعض من عرف بالتدليس عندهم.

* * *

__________________

٤٤ ، علوم الحديث ـ لابن الصلاح ـ : ٧٣ ـ ٧٦ ، الباعث الحثيث : ٥٠ ـ ٥٣ ، فتح المغيث : ٩٣ ـ ٩٩ ، التعريفات : ٥٤ ، النكت على كتاب ابن الصلاح : ٢٤٢ ـ ٢٦٢ النوع الثاني عشر ، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس : ٢٥ ـ ٢٦ ، تدريب الراوي ١ / ٢٢٣ ـ ٢٣١ ، قواعد التحديث : ١٣٢.

(١) الضعفاء والمتروكين ـ لابن الجوزي ـ ٣ / ٦٥ رقم ٣٠١٤ ترجمة محمّد بن سعيد المصلوب ؛ وجاء مؤدّاه أيضا في كتابه الموضوعات ١ / ٢٧٩.

(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ١٦٥.

(٣) أي إنّه كان ينبغي لابن الجوزي أن يقول : « من دلّس فالإثم له لازم » أي مطلقا فلا يخصّص أصلا ، لأنّ الإثم لازم سواء دلّس كذّابا أو ضعيفا ، بل ثقة عنده ، لحرمة الأخذ في الشريعة بقول باطل ؛ وقد بيّن المصنّفقدس‌سره وجه لزوم الإثم في تدليس الضعيف والثقة ، أمّا في تدليس الكذّاب فواضح.

٥٦

الأمر الرابع

[ جرح أكثر رواتها ]

إنّ أكثر رجال السند في أخبار الصحاح الستّة ، مطعون فيهم عندهم بغير التدليس أيضا ، من الكذب ونحوه ، حتّى قال يحيى بن سعيد القطّان ـ وهو أكبر علمائهم ، وأعلمهم بأحوال رجالهم ـ : « لو لم أرو إلّا عمّن أرضى ، ما رويت إلّا عن خمسة! » كما حكي عنه في ( الميزان ) بترجمة إسرائيل بن يونس(١) .

[ منهج تحقيق حال رجال الصحاح الستّة : ]

ولنذكر لك جماعة ممّن طعنوا بهم من غير الصحابة ، مرتّبا أسماءهم على حروف المعجم.

واشترطت على نفسي أن أذكر من رواة الصحاح من طعن به عالمان أو أكثر ، وأن يكون الطعن شديدا كقولهم : كذّاب ، أو : متّهم بالكذب ، أو :

متروك ، أو : هالك ، أو : لا يكتب حديثه ، أو : لا شيء ، أو : ضعيف جدّا ، أو : مجمع على ضعفه أو نحو ذلك.

ولم أذكر من قيل فيه أنّه : ضعيف ، أو : منكر الحديث ، أو : غير ضابط ، أو : كثير الخطأ ، أو : لا يحتجّ به أو نحو ذلك ، وإن أسقط روايته عن الحجّيّة ؛ طلبا للاختصار ، ولكفاية من جمع الشروط المذكورة في

__________________

(١) ميزان الاعتدال ١ / ٣٦٦.

٥٧

الدلالة على سقم صحاحهم.

وربّما ذكرت بعض المجاهيل ، والمدلّسين ، وبعض النصّاب ؛ لتعرف اشتمال صحاحهم على أنواع الوهن.

ولا يخفى أنّ النصب أعظم العيوب ؛ لأنّ الناصب منافق كما عرفت(١) ، والمنافق كافر ، بل أشدّ منه ؛ لأنّه يسرّ الكفر ويظهر الإيمان ، فيكون أضرّ على الإسلام من الكافر الصريح.

وقد ذمّ الله المنافقين ، وأعدّ لهم الدرك الأسفل من النار ـ كما أخبر به في كتابه العزيز ـ ولعنهم في عدّة مواطن من الكتاب(٢) .

وكذلك لعنهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ما لا يحصى من المواطن(٣) .

ومن المعلوم أنّ الكافر لا تقبل روايته أصلا ، في الأحكام وغيرها ،

__________________

(١) تقدّم في صفحة ٣٥.

(٢) قال الله تعالى :( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) سورة النساء ٤ :١٤٥.

وقال الله تعالى : ( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ) سورة الأحزاب ٣٣ : ٦٠ و ٦١.

وقال تعالى :( بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً ) سورة النساء ٤ : ١٣٨.

وقال تعالى :( إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) سورة النساء ٤ : ١٤٠.

وقال تعالى :( وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ ) سورة التوبة ٩ : ٦٨.

وقال تعالى : ( وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ ) سورة الفتح ٦٣ : ١.

(٣) انظر مثلا : سنن النسائي ٢ / ٢٠٣ ، تاريخ الطبري ٥ / ٦٢٢ ، المعجم الكبير ٣ / ٧١ ـ ٧٢ ح ٢٦٩٨ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٣ / ٢٢١ ح ١٩٨٤ و ١٩٨٥ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ٢٨٩ ، مجمع الزوائد ١ / ١١٣ وج ٧ / ٢٤٧ ، كنز العمّال ٨ / ٨٣ ح ٢١٩٩٤ وج ١٦ / ٧٤٣ ح ٤٦٦٠٩.

٥٨

حتّى لو وثّقه جماعة.

وإن أردت زيادة الاطّلاع على أحوال من سنذكرهم ، وأحوال غيرهم ، من ضعاف رجال الصحاح الستّة ، فارجع إلى كتابنا المسمّى ب‍ «الإفصاح عن أحوال رجال الصحاح » فإنّه مشتمل على جلّ المجروحين منهم ، وجلّ المطاعن فيهم.

وقد أخذت ما ذكرته هنا في أحوالهم من « ميزان الاعتدال » للذهبي ، وجعلت رمزه : ن ، ومن « تهذيب التهذيب » لابن حجر العسقلاني ، وجعلت رمزه : يب.

فإن اتّفقا على نقل ما قيل في صاحب الترجمة ، ذكرته بعد اسمه بلا نسبة لأحدهما ، وإن اختصّ أحدهما بالنقل ، ذكرته بعد رمز الناقل منهما ، على أن يكون كلّ ما بعد رمزه من خواصّه في النقل ، إلى أن تنتهي الترجمة ، أو أنقل عن الآخر.

كما إنّي رمزت إلى أهل صحاحهم برموزهم المتداولة عندهم ، فللبخاري ( خ ) ولمسلم ( م ) وللنسائي ( س ) ولأبي داود ( د )

وللترمذي ( ت ) ولابن ماجة القزويني ( ق ) ولهم جميعا ( ع ) ولمن عدا مسلم والبخاري ( ٤ ).

وقد جعلت قبل اسم صاحب الترجمة رمز الراوي عنه من أهل هذه الصحاح ، متّبعا نسخة ( التهذيب ) ؛ لأنّها أصحّ إلّا قليلا ، فإنّه قد يقوى عندي صحّة نسخة ( الميزان ) فأعوّل عليها في الرمز.

هذا ، وربّما كان لي كلام أو نقل عن غير هذين الكتابين ، أذكره بعد قولي : «أقول ».

فنقول وبالله المستعان :

٥٩
٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

عليه‌السلام ، سبعين ألف ملك يصلون عليه كلّ يوم، شعثا غبرا، ويدعون لمن زاره، ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسينعليه‌السلام إفعل بهم وافعل ».

وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، مثله(١) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك يصلون عليه كلّ يوم، شعثا غبرا، من يوم قتل إلى ما شاء الله - يعني بذلك قيام القائمعليه‌السلام - يدعون لمن زاره » وذكر مثله(٢) .

وعن محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد بن علي، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير وعبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، مثله(٣) .

[١١٩٣١] ٢١ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة، عن الحسن بن علي

__________________

(١) ليس عن كامل الزيارات، بل عن ثواب الأعمال: ص ١١٣ ح ١٦ وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٠ عن ثواب الأعمال.

(٢) كامل الزيارات ص ١١٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٢.

(٣) بل عن تذهيب الاحكام ج ٦ ص ٤٧ ح ١٠٤، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٣ عن التذهيب، علما بأن هذه الأحاديث وردت في البحار متسلسلة بعد الحديث ٢٠، ولعل المصنف ( قده ) نقلها من البحار ونسبها جميعا عن كامل الزيارات.

٢١ - كامل الزيارات ص ١١٨، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٥ ح ١٤.

٢٤١

الوشاء، عمن ذكره، عن داود بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله تحضر زوار قبر ابنها الحسينعليه‌السلام ، فتستغفر لهم ( ذنوبهم )(١) ».

[١١٩٣٢] ٢٢ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي المغرا، عن عنبسة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « وكل الله تبارك وتعالى بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام سبعين ألف ملك، يعبدون الله عنده، صلاة الواحد من أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين عليه الصلاة والسلام، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(١) ».

[١١٩٣٣] ٢٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسينعليه‌السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلا استقبلوه، ولا يرجع أحد من عنده إلا شيعوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه، ولا يموت أحد إلا شهدوه ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٢ - كامل الزيارات ص ١٢١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٥ ح ١٥.

(١) في المصدر والبحار زيادة: أبد الأبدين.

٢٣ - كامل الزيارات ص ١٨٩.

٢٤٢

عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، مثله(١) .

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله(٢) .

وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين، مثله(٣) .

[١١٩٣٤] ٢٤ - وعن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن زياد، عن ابن مسكان، عن محمد الحلبي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن الله تعالى وكل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا إلى أن تقوم الساعة، يشيعون من زاره، ويعودونه إذا مرض، ويشهدون جنازته إذا مات ».

[١١٩٣٥] ٢٥ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن الله وكل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا، يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زال هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر، ويشهدون لمن زاره بالوفاء، ويشيعونه إلى أهله،

__________________

(١، ٢) نفس المصدر ص ١٨٩.

(٣) نفس المصدر ص ١٨٩.

٢٤ - كامل الزيارات ص ١٩٠.

٢٥ - كامل الزيارات ص ١٩١.

٢٤٣

ويعودونه إذا مرض، ويصلون عليه إذا مات ».

[١١٩٣٦] ٢٦ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « وكل الله بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، سبعين ألف ملك شعثا غبرا، يبكونه إلى يوم القيامة، يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلواتهم وأجر ذلك لمن زار قبره ».

[١١٩٣٧] ٢٧ - وعن محمد بن جعفر الرزاز، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان، عن حنان بن سدير، عن مالك الجهني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله وكل بالحسينعليه‌السلام ملكا في أربعه آلاف ملك يبكونه، ويستغفرون لزواره، ويدعون الله لهم ».

[١١٩٣٨] ٢٨ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « ليس نبي في السماوات والأرض، إلا يسألون الله تبارك وتعالى أن يؤذن لهم في زيارة الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل، وفوج يعرج ».

ورواه(١) في موضع آخر بهذا السند وفيه: « ليس من ملك في

__________________

٢٦ - كامل الزيارات ص ١٢١.

٢٧ - كامل الزيارات ص ٨٦ ح ١٥.

٢٨ - كامل الزيارات ص ١١١ ح ١.

(١) نفس المصدر ص ١١٤.

٢٤٤

السماوات(٢) إلا وهم يسألون » إلى آخره.

[١١٩٣٩] ٢٩ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسينعليه‌السلام ، فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستئمار(١) ، فهبطوا وقد قتل الحسينعليه‌السلام ، ( ولعن قاتله ومن أعان عليه، ومن شرك في دمه )(٢) ، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض(٣) إلا عادوه، ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائمعليه‌السلام ».

[١١٩٤٠] ٣٠ - وعن أبيه وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وإن مرض عادوه غدوة وعشيا، وإن مات

__________________

(٢) في المصدر زيادة: والأرض.

٢٩ - كامل الزيارات ص ١٩٢.

(١) في نسخة: الاستئذان، ( منه قده ).

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: مريض.

٣٠ - كامل الزيارات ص ١٨٩.

٢٤٥

شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة ».

[١١٩٤١] ٣١ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى معا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا هم بزيارته الرجل أعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه، وينادون ملائكة السماء أن قدسوا زوار قبر حبيب حبيب الله » الخبر.

[١١٩٤٢] ٣٢ - وعن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أبي الفضل، عن ابن صدقة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كأني والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر الحسينعليه‌السلام ، قال، قلت: فيتراؤون؟ قال: هيهات هيهات، قد لزموا والله المؤمنين، حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم، قال، وينزل الله على زوار الحسينعليه‌السلام غدوة وعشية من طعام الجنة، وخدامهم الملائكة، لا يسأل الله عبد حاجه من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاها إياه، قال، قلت: هذه والله الكرامة، قال: يا مفضل أزيدك؟ قلت: نعم سيدي، قال: كأني بسرير من نور قد وضع، وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر(١) ، وكأني بالحسين بن عليعليهما‌السلام جالس على ذلك السرير، وحوله تسعون ألف قبة

__________________

٣١ - كامل الزيارات ص ١٣٢.

٣٢ - كامل الزيارات ص ١٣٦.

(١) في المصدر: بالجواهر.

٢٤٦

خضراء، وكأني بالمؤمنين يزورونه، ويسلمون عليه، فيقول الله عز وجل لهم: أوليائي سلوني فطالما أوذيتم، وذللتم، واضطهدتم، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم من الجنة، فهذا والله الكرامة التي لا انقضاء لها، ولا منتهاها شئ(٢) ».

[١١٩٤٣] ٣٣ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكير - في حديث طويل - قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن الله اختار من بقاع الأرض ستة: البيت الحرام، والحرم، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقابر(١) الشهداء، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله، يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام إذ جهلة الجاهل؟ ما من صباح إلا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: يا باغي(٢) الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة، وتأمن الندامة، يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلا الثقلين، ولا يبقى في الأرض ملك من الحفظة إلا عطف إليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده، ويسأل الله الرضى عنده، ولا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلا أجاب بالتقديس لله، فتشتد أصوات الملائكة فتجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة،

__________________

(٢) في المصدر: ولا يدرك منتهاها.

٣٣ - كامل الزيارات ص ١٢٥.

(١) في المصدر: مقاتل.

(٢) وفيه: يا طالب.

٢٤٧

فيسمع(٣) أصواتها النبيون فيترحمون ويصلون على الحسينعليه‌السلام ، ويدعون لمن أتاه ».

[١١٩٤٤] ٣٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل: « فإذا انقلبت من عند قبر الحسينعليه‌السلام ، ناداك مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسينعليه‌السلام ، وهو يقول: طوبى لك أيها العبد قد غنمت وسلمت، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، وذكر الحديث بطوله.

[١١٩٤٥] ٣٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم عن جده الحسن، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال: « من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام ، وكل الله به ملكا فوضع إصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما خرج من فيه حتى يرد الحائر، فإذا دخل(١) من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره، ثم قال له: أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل ».

وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، مثله(٢) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، مثله(٣) .

__________________

(٣) وفيه فيسمع الله.

٣٤ - كامل الزيارات ص ٢٠٧.

٣٥ - كامل الزيارات ص ١٥٣.

(١) في المصدر: خرج.

(٢، ٣) نفس المصدر ص ١٩١.

٢٤٨

[١١٩٤٦] ٣٦ - وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، شيعه سبعمائة ملك من فوق رأسه، ومن تحته، وعن يمينه، وعن شماله، ومن بين يديه، ومن خلفه حتى ( يبلغوا به )(١) مأمنه، فإذا زارا لحسينعليه‌السلام ناداه مناد قد غفر لك فاستأنف العمل، ثم يرجعون(٢) مشيعين له إلى منزله، فإذا صاروا إلى منزله قالوا، نستودعك الله، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته، ثم يزورون قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ يوم، وثواب ذلك للرجل ».

[١١٩٤٧] ٣٧ - وعن محمد بن جعفر، بن الحسين، عن محمد بن الفضيل، عن محمد بن مضارب عن مالك الجهني، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قال: « يا مالك إن الله تبارك وتعالى لما قبض الحسينعليه‌السلام ، بعث إليه أربعة آلاف ملك من الملائكة شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل محفوظا حتى يرجع إلى أهله، قال: فلما مات مالك، وقبض أبو جعفرعليه‌السلام دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأخبرته بالحديث، فلما انتهيت إلى حجة قال: وعمرة يا محمد ».

__________________

٣٦ - كامل الزيارات ص ١٩٠.

(١) في المصدر: يبلغوه.

(٢) في المصدر زيادة: معه.

٣٧ - كامل الزيارات ص ١٩٢.

٢٤٩

[١١٩٤٨] ٣٨ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، عن الرضاعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه ».

[١١٩٤٩] ٣٩ - وعن علي بن الحسين وجماعة من مشايخه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عيينة بياع القصب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى ( قبر )(١) الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتبه الله في أعلى عليين ».

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا عنهعليه‌السلام مثله(٢) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن ابن خارجة عنهعليه‌السلام مثله(٣) .

[١١٩٥٠] ٤٠ - وعن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم والحسن بن علي بن فضال معا، عن ابن مسكان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى ( قبر )(١)

__________________

٣٨ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

٣٩ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ١٤٨.

(٣) كامل الزيارات ص ١٤٨.

٤٠ - كامل الزيارات ص ١٤٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٥٠

الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتب في عليين ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، بن أبان، عن ابن مسكان، مثله(٢) .

وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، عن الحسن، عن العباس، عن ( ربيع بن محمد المسلي )(٣) عن ابن مسكان، مثله(٤) .

[١١٩٥١] ٤١ - وبهذا الاسناد، عن سعد عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، عن محمد بن أبي جرير القمي، قال: سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول لأبي: « من زار الحسين بن عليعليهما‌السلام عارفا بحقه، كان من محدثي الله تعالى فوق عرشه، ثم قرأ:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) (١) ».

[١١٩٥٢] ٤٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: « إن عندكم - أو قال - في قربكم لفضيلة ما أوتي أحد مثلها، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وأن لها لأهلا خاصة قد سموا لها وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة، إلا ما كان من صنع الله لهم،

__________________

(٢) كامل الزيارات ص ١٤٨.

(٣) في المخطوط « ربيعة بن محمد المسلمي. وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال »راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٢٢٩ و ج ٧ ص ١٧٤.

(٤) نفس المصدر ص ١٤٨ ح ١٠.

٤١ - كامل الزيارات ص ١٤١

(١) القمر ٥٤: ٥٤، ٥٥.

٤٢ - كامل الزيارات ص ٣٢٥.

٢٥١

وسعادة حباهم بها(١) ورحمة ورأفة وتقدم، قلت: جعلت فداك وما هذا الذي صفت ولم تسمه؟ قال: زيارة جدي الحسينعليه‌السلام ، فإنه غريب بأرض غربة، يبكيه من زاره، ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة - إلى أن قالعليه‌السلام : - قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده، والمنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للايمان وعرفه حقنا، فقلت له: جعلت فداك قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان ( و )(٢) حفظ أموالهم، وأنا عندهم مشهور فتركت للتقية إتيانهعليه‌السلام ، وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير، فقالعليه‌السلام : هل تدري ما فضل من أتاه، وماله عندنا من جزيل الخير؟ فقلت: لا، فقال: أما الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأما ماله عندنا فالترحم عليه كلّ صباح ومساء، ولقد حدثني أبيعليه‌السلام : أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلي عليه من الملائكة، أو من الجن، أو من الانس، أو من الوحش، وما من شئ إلا وهو يغبط زائره ويتمسح به، ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره ».

[١١٩٥٣] ٤٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن منيع، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « أهون ما يكسب ( زائر الحسينعليه‌السلام )(١) في كلّ حسنة ألف ألف حسنة، والسيئة واحدة وأين الواحدة من ألف ألف؟ ثم قال: يا صفوان أبشر إن لله ملائكة معها قضبان من نور، فإذا أراد الحفظة أن

__________________

(١) في المصدر: الله لها.

(٢) في نسخة. في. - ( منه قده ).

٤٣ - كامل الزيارات ص ٣٣٠.

(١) في نسخة. ما يكسب الزاير. - ( منه قده )، وما أثبتناه من المصدر.

٢٥٢

تكتب على زائر الحسينعليه‌السلام سيئة، قالت الملائكة للحفظة: كفي، فتكف فإذا عمل الحسنة، قالت لها: اكتبي أولئك الذين يبدل اله سيئاتهم حسنات ».

[١١٩٥٤] ٤٤ - وحدثني من رفعه إلى أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله و(١) أبا جعفرعليهما‌السلام يقولان: « من أحب أن يكون مسكنه ومأواه الجنة، فلا يدع زيارة المظلوم ».

[١١٩٥٥] ٤٥ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن رجل، عن سيف التمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: زائر الحسينعليه‌السلام مشفع يوم القيامة لمائة رجل، كلهم قد وجبت لهم النار ممن كان في الدنيا من المسرفين ».

[١١٩٥٦] ٤٦ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جويرية(١) بن العلا، عن بعض أصحابنا، قال: من سره أن ينظر إلى الله يوم القيامة، وتهون عليه سكرة الموت وهول المطلع، فليكثر زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فإن زيارة الحسينعليه‌السلام زيارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١١٩٥٧] ٤٧ - وعن محمد بن جعفر، عن خاله ابن أبي الخطاب، عن

__________________

٤٤ - كامل الزيارات ص ١٤١.

(١) في المصدر: أو.

٤٥ - كامل الزيارات ص ١٦٥.

٤٦ - كامل الزيارات ص ١٥٠.

(١) في المخطوط والحجرية. جويرة. وهو تصحيف، وصحته. جويرية. كما في المصدر ومعجم رجال الحديث ج ٤ ص ١٧٦ فراجع.

٤٧ - كامل الزيارات ص ١٥٠.

٢٥٣

الحسن بن محبوب، عن فضل بن عبد الملك أو عن رجل، عن فضل، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن زائر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، زائر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٩٥٨] ٤٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،(١) ( عن صالح بن عقبة )(٢) عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر الحسين(٣) عليه‌السلام ؟ قال: « يا عبد الله إن أدنى ما يكون له أن الله يحوطه(٤) في نفسه وماله(٥) حتى يرده إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحائط(٦) له ».

[١١٩٥٩] ٤٩ - محمد بن مسلم(١) بن أبي الفوارس في أربعينه: عن السيد الجليل فضل الله بن علي الحسيني، عن أبيه، عن المرتضى ابن الداعي

__________________

٤٨ - كامل الزيارات ص ١٣٣.

(١) في المخطوط. محمد بن صالح. وهو سهو والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ٢٩٦.

(٢) أثبتناه من المصدر لاستقامة السند، راجع معجم الحديث ج ٩ ص ٧٦.

(٣) في المصدر: قبر الحسين.

(٤) في المصدر: يحفظه.

(٥) في المصدر: وأهله.

(٦) وفيه: الحافظ.

٤٩ - اليقين ص ٦٧ عن أربعين أبي الفوارس، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٦٢ ح ٤٠.

(١) هو من العامة ألا أنه السند كله من الخاصة - ( منه قده ).

٢٥٤

الحسيني، عن جعفر بن أحمد الموسوي، عن محمد بن علي بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « ما خلق الله تعالى خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك، يطوفون بالبيت ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسن بن عليعليهما‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارا(٢) ، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسنعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس، والذي نفسي بيده أن حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة - وفي رواية - قد وكل الله تعالى بالحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا يصلون عليه كلّ يوم، ويدعون لمن زاره، ورئيسهم ملك، يقال: له منصور، فلا يزوره زائرا إلا استقبلوه، ولا ودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا ميت يموت إلا صلوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته ».

__________________

(٢) في اليقين: نهارهم.

٢٥٥

[١١٩٦٠] ٥٠ - محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، عنهعليه‌السلام مثله، إلى قوله: قبل أن تغيب الشمس.

قال(١) : وروي أن الله تعالى يخلق من عرق زوار قبر الحسينعليه‌السلام ، من كلّ عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويستغفرون له ولزوار الحسينعليه‌السلام ، إلى أن تقوم الساعة.

٢٧ -( باب كراهة ترك زيارة الحسينعليه‌السلام )

[١١٩٦١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « زوروا قبر الحسينعليه‌السلام ولا تجفوه، فإنه سيد شباب أهل الجنة من الخلق، وسيد ( شباب )(١) الشهداء ».

[١١٩٦٢] ٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الحسين، عن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قلت: جعلت فداك، ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال: أقول: أنه قد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعقنا، واستخف

__________________

٥٠ - المزار ص ٤٧٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٦٣ ح ٤١.

(١) نفس المصدر ص ٥٩٥ وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٣٥٧ ح ٣.

الباب ٢٧

١ - كامل الزيارات ص ١٠٩ ح ١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٧ ح ٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٢ ح ٥.

٢٥٦

بأمر هوله، ومن زاره كان الله من(١) وراء حوائجه، وكفي ما أهمه من أمر دنياه، وأنه ليجلب الرزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلي أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلا وقد محيت من صحيفته، فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته، وفتح ( له باب إلى الجنة )(٢) يدخل عليه روحها حتى ينشر، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق(٣) » الخبر.

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الأصم، مثله(٤) .

[١١٩٦٣] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن السخت، عن حفص المزني، عن عمرو بن بياض، عن أبان بن تغلب قال: قال لي جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « يا أبان متى عهدك بقبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: لا والله يا ابن رسول الله مالي به عهد منذ حين، قال: سبحان ربي(١) العظيم ( وبحمده )(٢) ، وأنت من رؤساء الشيعة ( تترك )(٣) زيارة الحسينعليه‌السلام لا تزوره، من زار الحسين

__________________

(١) في المصدر: له من.

(٢) في المصدر: أبواب الجنة.

(٣) في نسخة. رزقه. - ( منه قده ).

(٤) نفس المصدر ص ٣٣٧ ذيل الحديث ١٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٢ ح ٦.

٣ - كامل الزيارات ص ٣٣١.

(١) في نسخة. الله. ( منه قده ).

(٢) ليس في المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٥٧

عليه‌السلام ، كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه بكل خطوة سيئة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يا أبان بن تغلب لقد قتل الحسين ( صلوات الله عليه )، فهبط على قبره سبعون ألف ملك شعث غبر يبكون عليه، وينوحون عليه إلى يوم القيامة ».

[١١٩٦٤] ٤ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - قال: أتاه رجل، فقال له: يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هل يزار والدك؟ قال: فقال: « نعم - إلى أن قال - فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة » الخبر.

[١١٩٥٦] ٥ - وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي داود، عن سعد، عن أبي عمرو الجلاب، عن الحارث الأعور قال: قال عليعليه‌السلام . بأبي وأمي ( الحسين )(١) المقتول بظهر الكوفة ولكأني(٢) أنظر إلى الوحش مادة أعناقها على قبره، من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح، فإن كان ذلك فإياكم والجفا ».

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١٩٤.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٩١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: والله لكأني.

٢٥٨

٢٨ -( باب استحباب زيارة النساء الحسين وسائر الأئمةعليهم‌السلام )

[١١٩٦٦] ١ - نوادر علي بن أسباط: عمن رواه، عن أحدهماعليهما‌السلام أنه قال: « يا زرارة ما في الأرض مؤمنة إلا وقد وجب عليها أن تسعد فاطمةعليها‌السلام ، في زيارة الحسينعليه‌السلام ».

[١١٩٦٧] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل: الزيارة عن جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أم سعيد الأحمسية قالت: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: تعدل حجة وعمرة، ومن الخير هكذا، وهكذا » وأومأ بيده.

[١١٩٦٨] ٣ - وعن أبيه، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسن جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: دخلت المدينة فاكتريت حمارا على أن أطوف على قبور الشهداء، فقلت: لا بل ابدأ بابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فادخل عليه، فأبطأت على المكاري قليلا فهتف بي، فقال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ما هذا يا أم سعيد؟. قلت: جعلت فداك تكاريت حمارا لأدور(١) على قبر الشهداء

__________________

الباب ٢٨

١ - نوادر علي بن أسباط ص ١٢٣.

٢ - كامل الزيارات ص ١٥٨.

٣ - كامل الزيارات ص ١١٠.

(١) في نسخة: لأزور عليه، ( منه قده )

٢٥٩

قال: « فلا أخبرك بسيد الشهداء؟ » قلت: بلى، قال: « الحسين بن عليعليهما‌السلام » قلت: وإنه لسيد الشهداء؟ قال: « نعم ». قلت: فما لمن زاره؟ قال: « حجة وعمرة، ومن الخير هكذا وهكذا ».

[١١٩٦٩] ٤ - وعن أبيه ومحمد بن عبد الله الحميري معا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان، عن أم سعيد الأحمسية، قالت؟: دخلت المدينة فاكتريت البغل - أو البغلة - لأدور عليه في قبور الشهداء، قالت: قلت: ما أحد أحق أن أبدأ به من جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قالت: فدخلت عليه، فأبطأت، فصاح بي ( صاحب البغل )(١) حبستنا عافاك الله، فقال ( لي )(٢) أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كأن إنسانا يستعجلك يا أم سعيد؟. قلت: نعم جعلت فداك، إني اكتريت بغلا ( لأدور في )(٣) قبور الشهداء، فقلت: ما آتي أحدا أحق من جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قالت: فقال: « يا أم سعيد فما يمنعك أن تأتي سيد الشهداء؟ » قالت: فطمعت أن يدلني على قبر عليعليه‌السلام فقلت: بأبي أنت وأمي ومن سيد الشهداء؟ قال: « الحسين بن فاطمةعليهما‌السلام ، يا أم سعيد من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة مبرورة وعمرة متقبلة، وكان له من الفضل هكذا وهكذا ».

[١١٩٧٠] ٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١١٠.

(١) في المصدر: المكاري.

(٢) في أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: لأزور عليه.

٥ - كامل الزيارات ص ١٥٩.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307