دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٢

دلائل الصدق لنهج الحق13%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-355-1
الصفحات: 456

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 456 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 147603 / تحميل: 5882
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٢

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٥-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

حتى بلغ في ذلك الرضى، وسلم إليك القضاء وعبدك مخلصا، ونصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين، فقبضته إليك شهيدا سعيدا، وليا تقيا، رضيا زكيا، هاديا مهديا.

اللهم صل على محمد وعليه أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك يا رب العالمين ».

٢٠ -( باب استحباب الغسل لزيارة أمير المؤمنين وغيره منالأئمةعليهم‌السلام ، ثم يمشي إليه حافيا متطيبا لابسا أنظف ثيابه على سكينة ووقار، ذاكرا لله، يقصر خطاه ويكبر ثلاثين مرة، أو مائة)

[١١٨٩٧] ١ - الشيخ المفيد (ره) في مزاره: عن صفوان قال: سألت الصادقعليه‌السلام : كيف نزور أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقال: يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين، ونل شيئا من الطيب، فإن لم تنل أجزأك » الخبر.

[١١٨٩٨] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده عن يوسف الكناسي، وعن معاوية بن عمار جميعا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أردت الزيارة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فاغتسل حيث تيسر لك - إلى أن قال - ثم امش وعليك السكينة والوقار، حتى تأتي باب الحرم » الخبر.

[١١٨٩٩] ٣ - وفي مزار كبير للشيخ الطبرسي(١) صاحب الاحتجاج أو للقطب

__________________

الباب ٢٠

١ - مزار المفيد، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٨١.

٢ - مزار المشهدي ص ٢٩٤ وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٣٤.

٣ - مزار الطوسي:

٢٢١

الراوندي أو لبعض من عاصر هما: بإسناده عن أبي عبد الله محمد بن حماد النجار الأعرج قال: حدثنا أبو علي الحسين إبراهيم، عن عبد الله بن العباس بن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسينعليهم‌السلام قال: « إذا أردت زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، فاغتسل غسلا نظيفا، والبس البياض من الثياب وامش حافيا وعليك السكينة والوقار، بالتكبير والتهليل والتمجيد والتسبيح والتعظيم لله تبارك وتعالى، والصلاة على النبي وآله، وتقول إذا استقبلت القبر » الزيارة.

٢١ -( باب استحباب زيارة أمير المؤمنين والأئمةعليهم‌السلام بالزيارات المأثور)

[١١٩٠٠] ١ - المزار القديم: روي عن مولانا محمد الباقرعليه‌السلام أنه قال: « مضيت مع والدي علي بن الحسينعليهما‌السلام إلى قبر جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بالنجف بناحية الكوفة، فوقف عليه ثم بكى، وقال: السلام على أبي الأئمة، وخليل النبوة، والمخصوص بالاخوة، السلام على يعسوب الايمان، وميزان الاعمال، وسيف ذي الجلال، السلام على صالح المؤمنين، ووارث علم النبيين، الحاكم في يوم الدين، السلام على شجرة التقوى، السلام على حجة الله البالغة، ونعمته السابغة، ونقمته الدامغة، السلام على الصراط الواضح، والنجم اللائح، والامام الناصح ورحمة الله وبركاته.

ثم قال: أنت وسيلتي إلى الله وذريعتي، ولي حق موالاتي وتأميلي

__________________

(١) في هامش المخطوط: « يعبر عنه بالمزار القديم. ( منه قده ).

الباب ٢١

١ - المزار القديم:

٢٢٢

فكن لي شفيعي إلى الله عز وجل في الوقوف على قضاء حاجتي، وهي فكاك رقبتي من النار، واصرفني في موقفي هذا بالنجح وبما سألته كله برحمته وقدرته، اللهم ارزقني عقلا كاملا، ولبا راجحا، وقلبا زاكيا، وعملا كثيرا، وأدبا بارعا، واجعل ذلك كله لي، ولا تجعله علي، برحمتك يا أرحم الراحمين ».

[١١٩٠١] ٢ - وفي زيارة المصافقة لسائر الأئمةعليهم‌السلام ، وتجديد العهد لهم ( صلوات الله عليهم ): وروي عنهمعليهم‌السلام قال: إن زيارتنا إنما هي تجديد العهد والميثاق المأخوذ في رقاب العباد، وسبيل الزائر أن يقول عند زيارتهمعليهم‌السلام : جئتك يا مولاي زائرا لك، ومسلما عليك، ولائذا بك وقاصدا إليك أجدد ما أخذ الله لكم في رقبتي من العهد والميثاق والولاية لكم، والبراءة من أعدائكم، معترفا بالفرض من طاعتكم.

ثم ضع يدك اليمنى على القبر وقل: هذه يد مصافقة لك على البيعة الواجبة علينا، فاقبل مني ذلك يا إمامي فقد زرتك وأنا معترف بحقك مع ما ألزم الله سبحانه وتعالى من نصرتك، وهذه يدي مصافقة على ما أمر الله عز وجل من موالاتكم، والاقرار بالمفترض من طاعتكم، والبراءة من أعدائكم(١) ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم قبل الضريح وقل: يا سيدي ومولاي وإمامي المفترض طاعته، أشهد أنك بقيت على الوفاء بالوعد، والدوام على العهد، وقد سلف من جميل وعدك لمن زار قبرك ما أنت المرجو للوفاء به، والمؤمل

__________________

٢ - المزار لقديم:

(١) في نسخة. أعدائك. - ( منه قده ).

٢٢٣

لتمامه، وقد قصدتك من بلدي، وجعلتك عند الله معتمدي فحقق ظني ومخيلي فيك، صلوات الله عليك وسلم تسليما، اللهم إني أتقرب إليك بزيارتي إياه، وأرجو منك النجاة لي به من النار، به وبآبائه وأبنائه ( صلوات الله عليهم )، رضينا بهم أئمة وسادة وقادة، اللهم أدخلني في كلّ خير أدخلتهم فيه، وأخرجني من كلّ سوء أخرجتهم منه، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين.

وباقي الزيارات المطولات يطلب من كتب المزار.

٢٢ -( باب استحباب زيارة هود وصالحعليهما‌السلام عند قبر أمير المؤمنينعليهم‌السلام )

[١١٩٠٢] ١ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن سعد بن طريف، عن أصبغ بن نباتة قال: ( مرت جنازة على عليعليه‌السلام وهو بالنخيلة، فقال )(١) : « ما يقول الناس في هذا القبر؟ وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله، فقال الحسن بن عليعليهما‌السلام : يقولون هذا قبر هود النبيعليه‌السلام لما أن عصاه قومه جاء فمات هاهنا، قالعليه‌السلام : كذبوا لأنا أعلم به منهم، هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب، ثم قال: هاهنا أحد من مهرة، قال: فأتي بشيخ كبير فقال: أين منزلك؟ قال: على شاطي البحر قال: أين من الجبل الأحمر؟ قال: قريبا منه، قال: فما يقول قومك؟ قال: يقولون قبر ساحر، قال: كذبوا ذاك قبر هود، وهذا

__________________

الباب ٢٢

١ - وقعة صفين ص ١٢٦.

(١) ما بين القوسين في المصدر: قال علي عليه‌السلام .

٢٢٤

قبر يهودا بن يعقوب، يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرة الشمس والقمر(٢) ، يدخلون الجنة بغير حساب ».

٢٣ -( باب استحباب زيارة رأس الحسين عند قبر أمير المؤمنينعليهما‌السلام )

[١١٩٠٣] ١ - السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: عن عبد الرحمن بن أحمد الحربي، عن عبد العزيز بن الأخضر، عن أبي الفضل بن ناصر، عن محمد بن علي بن ميمون، عن محمد بن علي بن الحسن العلوي، عن ميمون بن علي بن حميد، عن إسحاق بن محمد المقرئ، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن يعقوب بن الياس، عن أبي الفرج السندي قال: كنت مع أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام حين قدم إلى الحيرة، فقال ليلة: « أسرجوا لي البغلة » فركب وأنا معه حتى انتهينا إلى الظهر(١) ، فنزل وصلى ركعتين ثم تنحى فصلى ركعتين، ثم تنحى فصلى ركعتين، فقلت: جعلت فداك إني رأيتك صليت في ثلاث مواضع فقال: « أما الأول فموضع قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والثاني موضع رأس الحسينعليه‌السلام والثالث موضع منبر القائمعليه‌السلام ».

[١١٩٠٤] ٢ - وعن الوزير نصير الدين الطوسي، عن والده، عن فضل الله الراوندي، عن ذي الفقار بن معبد، عن الطوسي، عن المفيد، عن

__________________

(٢) ليس في المصدر.

الباب ٢٣

١ - فرحة الغري ص ٥٦.

(١) المراد هنا ظهر الكوفة، وهو النجف الأشرف، سمي بذلك لعلو أرضه عن أرض الكوفة ( معجم البلدان ج ٥ ص ٢٧١ ).

٢ - فرحة الغري ص ٦٥.

٢٢٥

محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن علي، عن عمه قال: حدثني أحمد بن حماد بن زهير القرشي، عن يزيد بن إسحاق، عن أبي السحيق الأرحبي(١) ، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن طلحة النهدي، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فذكر حديثا فحدثنا، قال: فمضينا معه - يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام - حتى انتهينا إلى الغري فأتى موضعا فصلى، ثم قال لابنه إسماعيل: « قم فصل عند رأس أبيك الحسينعليه‌السلام . قلت: أليس قد ذهب برأسه إلى الشام؟ قال: بلى ولكن فلانا هو مولانا(٢) سرقه، فجاء به وهو هنا(٣) ».

[١١٩٠٥] ٣ - محمد بن المشهدي في مزاره: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه زار رأس الحسينعليه‌السلام عند رأس أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وصلى عنده أربع ركعات، وهي هذه:

السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا حتى أتاك اليقين، وأشهد أن الذين خالفوك وحاربوك، وأن

__________________

(١) كذا في المخطوط، وفي المصدر. أبو السحيف الأرجبي.، والظاهر أن صوابه أبو السخيف - السخين - الأرجني. راجع معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ١٦٤.

(٢) في نسخة: مولى لنا، ( منه قدة ).

(٣) في نسخة: فدفنه ها هنا، ( منه قدة ).

٣ - مزار المشهدي ص ٧٤٧، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٩٣.

٢٢٦

الذين خذلوك والذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، أتيتك يا مولاي يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا بضلاله من خالفك، فاشفع لي عند ربك

٢٤ -( باب استحباب الشرب من ماء الفرات، والاغتسال فيه، والتبرك به، والتحنيك به)

[١١٩٠٦] ١ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: روى مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إن الله تعالى أنزل من الجنة خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله تعالى من عين واحدة، وأجراها في الأرض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، وذلك قوله:( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ) (١) .

[١١٩٠٧] ٢ - البحار، عن كتاب الأقاليم والبلدان والأنهار: للفرات فضائل كثيرة روي أن أربعة أنهار من الجنة: سيحون وجيحون، والنيل، والفرات.

[١١٩٠٨] ٣ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: « يا أهل الكوفة نهركم

__________________

الباب ٢٤

١ - مجمع البيان ج ٤ ص ١٠٢.

(١) المؤمنون ٢٣: ١٨.

٢ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٦.

٣ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٧.

٢٢٧

هذا ينصب إليه ميزابان من الجنة ».

[١١٩٠٩] ٤ - وروي عن جعفر الصادقعليه‌السلام أنه شرب من ماء الفرات، ثم استزاد وحمد الله تعالى، وقال: « ما أعظم بركته! لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب، ما انغمس فيه ذو عاهة إلا برئ ».

وباقي الاخبار يأتي إن شاء الله في كتاب الأشربة.

٢٥ -( باب استحباب زيارة الحسنعليه‌السلام ، خصوصا عشية الجمعة)

[١١٩١٠] ١ - السيد المرتضى في الفصول: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال للحسنعليه‌السلام في حديث له أول مشروح في غير هذا الكتاب: « تزورك(١) طائفة من أمتي يريدون به بري وصلتي، فإذا كان يوم القيامة زرتها في الموقف، وأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده ».

٢٦ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسين بن عليعليهما‌السلام ، ووجوبها كفاية)

[١١٩١١] ١ - نوادر علي بن أسباط: عمن رواه، عن أحدهما

__________________

٤ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٨.

الباب ٢٥

١ - الفصول المختار ص ٩٥، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٤٥ ح ٣٧.

(١) في المصدر: تزوركم.

الباب ٢٦

١ - نوادر علي بن إسباط ص ١٢٣.

٢٢٨

عليهما‌السلام - في حديث - أنه قال: « يا زرارة، أنه إذا كان يوم القيامة جلس الحسينعليه‌السلام في ظل العرش، وجمع الله زواره وشيعته ليصيروا من الكرامة والنضرة والبهجة والسرور إلى أمر لا يعلم صفته إلا الله، فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من الجنة، فيقولون: إنا رسل أزواجكم إليكم يقلن: إنا قد اشتقناكم وأبطأتم علينا(١) ، فيحملهم ما هم(٢) فيه من السرور والكرامة إلى أن يقولوا لرسلهم: سوف نجيئكم إن شاء الله تعالى ».

[١١٩١٢] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن عبد الله بن فضل بن محمد بن هلال، عن سعيد بن محمد، عن محمد بن سلام الكوفي، عن أحمد بن محمد الواسطي، عن عيسى بن أبي شيبة القاضي، عن نوح بن دراج، عن قدامة بن زائدة، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن عمته زينبعليها‌السلام ، عن أم أيمن، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث طويل: أن جبرئيلعليه‌السلام قالت له بعد ذكر بعض ما جرى على الحسينعليه‌السلام في الطف وأنه يدفن ويجعل له رسم، قال: وتحفه ملائكة من كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم وليلة، ويصلون عليه(١) ، ويسبحون الله عنده، ويستغفرون الله لزواره(٢) ، ويكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله تعالى وإليك بذلك، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور

__________________

(١) في المصدر: عنا.

(٢) ليس في المصدر.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٦٥.

(١) في المصدر زيادة: ويطوفون عليه.

(٢) في المصدر: لمن زاره.

٢٢٩

عرش الله: هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء، فإذا كان يوم القيامة سطح في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار يدل عليهم ويعرفون به، وكأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعليعليه‌السلام أمامنا، ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عدده(٣) ، ونحن نلتقط - من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمد، أو قبر أخيك، أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله جل وعز.

[١١٩١٣] ٣ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكر(١) قال: حججت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قال فقلت: يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، هل كان يصاب في قبره شئ؟ فقال: « يا ابن بكر(٢) ما أعظم مسألتك، إن الحسين بن عليعليهما‌السلام مع أبيه وأمه وأخيه في منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعه، يرزقون ويحبرون، وأنه لعن يمين العرش متعلق به، يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني وانه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم(٣) وأسماء آبائهم، وما في رحالهم من أحدهم بولده » الخبر.

[١١٩١٤] ٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن

__________________

(٣) في المصدر: عددهم.

٣ - كامل الزيارات ص ١٠٣.

(١) في المصدر: بكير.

(٢) في المصدر: بكير.

(٣) في المصدر زيادة: وبأسمائهم.

٤ - كامل الزيارات، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٨ ح ٣٠، ومصباح الزائر ص ٧٠.

٢٣٠

ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو في مصلاه، فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول:

« يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة، وحملنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني، وزوار قبر أبي ( عبد الله )(١) الحسين بن علي ( صلوات الله عليهما )، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا أدخلوه على نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك فكافهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كلّ جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الإنس والجن، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا. وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.

اللهم إني أستودعك تلك الأنفس، وتلك الأبدان، حتى ترويهم

__________________

(١) أثبتناه من المصباح.

٢٣١

من الحوض يوم العطش ».

فما زال ( صلوات الله عليه ) يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلما انصرف قلت له: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا أبدا، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج.

فقال لي: « ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟ يا معاوية لا تدع ذلك. قلت: جعلت فداك فلم أدر أن الامر يبلغ هذا كله، فقال: « يا معاوية ومن يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان بيده، أما تحب أن تكون ممن يرى الله شخصك، وسوادك فيمن يدعو له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أما تحب أن تكون غدا ممن تصافحه الملائكة؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يأتي وليس عليه يذنب فيتبع به؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يصافح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ».

ورواه عن أبيه ومحمد بن عبد الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جمعيا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن عمر عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقيل لي: ادخل، فدخلت فوجدته، وساق إلى قوله: لهم في الأرض(٢) .

وعن محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن معاوية، مثله(٣) .

__________________

(٢) كامل الزيارات ص ١١٦ ح ٢.

(٣) نفس المصدر ص ١١٧ ذيل حديث ٢.

٢٣٢

وعن أبيه وجماعة ومشايخه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن معاوية، مثله(٤) .

وعن محمد بن الحسيني بن مت، عن محمد بن يحيى الأشعري، عن موسى بن عمر، عن غسان البصري، عن معاوية، مثله(٥) .

وعن محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين معا، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية، مثله(٦) .

وعن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخنا، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن ابن أبي عمير، عن معاوية مثله،(٧) .

[١١٩١٥] ٥ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن قائد الحناط، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: وحدثني

__________________

(٤) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٥) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٦) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٧) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ١١٨.

٥ - بل الصدوق في الأمالي ص ١٢٢ ح وثواب الاعمال ص ١١٠ ح ٤، وقد أخرجه العلامة المجلسي عنهما في البحار ج ١٠١ ص ٢١ ح ١.

٢٣٣

الحميري، عن أبيه، عن علي بن إسماعيل، مثله(١) .

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن هند الحناط، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، وزاد بعد قوله بحقه ويأتم به(٢) .

[١١٩١٦] ٦ - وعن أبي العباس، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود سليمان المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: « من أتى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وعن الحسين بن عامر، عن المعلى، عن المسترق، مثله(١) .

وعن القاسم بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٢) .

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن قائد، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام ، مثله(٣) .

وعن الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار ( عن صفوان )(٤) ، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله ( عليه

__________________

(١) كامل الزيارات ص ١٣٨.

(٢) كامل الزيارات ص ١٣٩.

٦ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

(١) كامل الزيارات ص ١٤٠.

(٢ و ٣) نفس المصدر ص ١٣٩.

(٤) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، أنظر ترجمة صفوان في معجم رجال

٢٣٤

السلام )، مثله(٥) .

وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، ( عن محمد بن إسماعيل )(٦) ، عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي التميمي(٧) ، عن رجل، عن عبيد الله بن عبد الله وعلي بن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، عن أبيهعليه‌السلام ، مثله.

وبهذا الاسناد عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٨) .

وعن محمد بن جعفر، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٩) .

[١١٩١٧] ٧ - وعن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن الحسين بن كثير، عن هارون بن خارجة قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :

__________________

الحديث ج ٩ ص ١٠٨ و ١٠٩ و ١٣١ و ١٣٣.

(٥) نفس المصدر ص ١٤٠.

(٦) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، أنظر معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ١٠٠.

(٧) في المخطوط والطبعة الحجرية. القمي. وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٦٧.

(٨) نفس المصدر ص ١٣٩.

(٩) نفس المصدر ص ١٣٩ - ١٤٠.

٧ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

٢٣٥

إنهم يروون أن من زار قبر(١) الحسينعليه‌السلام كانت له حجة وعمرة، قال: « والله من زاره عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، مثله(٢) .

[١١٩١٨] ٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، قال: قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام : « أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد اللهعليه‌السلام بشط فرات، إذا عرف حقه وحرمته وولايته، أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

[١١٩١٩] ٩ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن أبي يعقوب الابزاري، عن قائد، عن عبد صالحعليه‌السلام قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك إن الحسينعليه‌السلام قد زاره الناس من يعرف هذا الامر ومن ينكره، وركبت إليه النساء، ووقع حال الشهرة، وقد انقبضت منه لما رأيت من الشهرة، قال: فمكث مليا لا يجيبني، ثم أقبل علي فقال: « يا عراقي إن شهروا أنفسهم فلا تشهر أنت نفسك، فوالله ما أتى الحسينعليه‌السلام آت عارفا بحقه، إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ١٣٨.

٨ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

٩ - كامل الزيارات ص ١٤٠.

٢٣٦

[١١٩٢٠] ١٠ - وعن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن زائر الحسين ( صلوات الله عليه )، جعل ذنوبه جسرا على باب داره ثم عبرها، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه ( إذا عبر )(١) ».

[١١٩٢١] ١١ - وعن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن زكريا المؤمن، عن الكاهلي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة، وفي شفاعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فليكن للحسينعليه‌السلام زائرا، ينال من الله ( أفضل الكرامة )(١) وحسن الثواب، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا، ولو كانت ذنوبه عد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر، إن الحسين بن عليعليهما‌السلام قتل مظلوما مضطهدا نفسه، وعطشانا هو وأهل بيته وأصحابه ».

[١١٩٢٢] ١٢ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن وضاح، عن عبد الله بن شعيب التميمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ينادي مناد يوم القيامة: أين شيعة آل محمدعليهم‌السلام ؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلا الله،

__________________

١٠ - كامل الزيارات ص ١٥٢.

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

١١ - كامل الزيارات ص ١٥٣.

(١) في المصدر: الفضل والكرامة.

١٢ - كامل الزيارات ص ١٦٦.

٢٣٧

فيقومون ناحية من الناس، ثم ينادي: مناد: أين زوار قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فيقوم أناس كثير، فيقال لهم: خذوا بيد من أحببتم وانطلقوا بهم إلى الجنة، فيأخذ من أحب، حتى أن الرجل من الناس يقول لرجل: يا فلان أما تعرفني أنا الذي قمت لك يوم كذا وكذا؟ فيدخله الجنة لا يدفع ولا يمنع ».

[١١٩٢٣] ١٣ - وعن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن أبي عبد الله المؤمن، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « إن لله في كلّ يوم وليلة مائة ألف لحظه إلى الأرض، يغفر لمن يشاء منه، ويعذب من يشاء منه، ويغفر لزائري قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام خاصة، ولأهل بيتهم، ولمن يشفع له يوم القيامة كائنا من كان، ( قال: قلت )(١) : وإن كان رجلا قد استوجب النار؟ قال: وإن كان، ما لم يكن ناصبا.

[١١٩٢٤] ١٤ - وعن جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن إلى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته، وقضى حاجته، وإن عنده لأربعة آلاف ملك منذ قبض، شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره شيعوه إلى مأمنه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتبعوا جنازته ».

__________________

١٣ - كامل الزيارات ص ١٦٦ باختلاف يسير.

(١) ما بين القوسين استظهار من المصنف. قده.

١٤ - كامل الزيارات ص ١٦٧.

٢٣٨

[١١٩٢٥] ١٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن كرام، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته وهو يقول: « إن الحسينعليه‌السلام قتل مكروبا، وحقيق على الله يأن لا يأتيه مكروب إلا رده الله مسرورا ».

[١١٩٢٦] ١٦ - حدثني أبي وجماعة مشايخي(١) ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن العمركي بن علي البوفكي، عن يحيى وكان في خدمة أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن بظهر الكوفة لقبرا ما أتاه مكروب قط إلا فرج الله كربته، يعني قبر الحسينعليه‌السلام ».

[١١٩٢٧] ١٧ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إن الحسينعليه‌السلام صاحب كربلا قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا، فآلى الله عز وجل على نفسه أن لا يأتيه لهفان، ولا مكروب، ولا مذنب، ولا مغموم، ولا عطشان، ولا من به عاهة، ثم دعا عنده وتقرب بالحسين بن عليعليهما‌السلام إلى الله عز وجل إلا نفس الله كربته، وأعطاه مسألته، وغفر ذنبه(١) ، ومد في عمره، وبسط في رزقه، فاعتبروا يا أولي الابصار ».

__________________

١٥ - كامل الزيارات ص ١٦٧.

١٦ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في المخطوط: وعن جماعة من مشايخي أبيه وما أثبتناه من المصدر.

١٧ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في نسخة. ذنوبه. - ( منه قده ).

٢٣٩

[١١٩٢٨] ١٨ - وعن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن الوليد بن حسان، عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : دعاني الشوق إليك إن تجشمت إليك على مشقة، فقال لي: « لا تشك ربك، فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني!. فكان من قوله: فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني إنه أشد علي من قوله: لا تشك ربك، قلت: ومن أعظم علي حقا منك؟! قال: « الحسين بن عليعليهما‌السلام ، ألا أتيت الحسينعليه‌السلام (١) فدعوت الله عنده، وشكوت إليه حوائجك ».

[١١٩٢٩] ١٩ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك، ما أدنى ما لزائر قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: « يا عبد الله إن أدني ما يكون له أن يحفظه الله في نفسه وماله(١) حتى يرده إلى أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله أحفظ(٢) له ».

[١١٩٣٠] ٢٠ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد وعلي بن الحسين جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « وكل الله تبارك وتعالى بالحسين

__________________

١٨ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في نسخة. الحائر. - ( منه قده ).

١٩ - كامل الزيارات ص ١٣٣.

(١) في المصدر: وأهله.

(٢) في نسخة. الحافظ. - ( منه قده ).

٢٠ - كامل الزيارات ص ١١٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ٩.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

قال في « شرح المواقف » بعد ذكر الماتن لهذا الجواب ـ أعني أنّ بقاء البقاء نفسه ـ : « ويرد على هذا الجواب أنّ ما تكرّر نوعه يجب كونه اعتباريا كما مرّ »(١) .

ولا يخفى أنّ ما نسبه الخصم إلى قومه من قدم البقاء غير صحيح بمقتضى تعليلهم لزيادة البقاء على الذات ، فإنّهم علّلوه ـ كما سبق ـ بأنّ الوجود متحقّق دونه كما في أوّل الحدوث ؛ وهذا يدلّ على اعتبار المسبوقية بالعدم في ذات البقاء ، وهو يقتضي حدوثه.

وأمّا ما أجاب به عن إيراد المصنّف الأخير ، ففيه ما عرفت سابقا من أنّ نفي المغايرة اصطلاح محض ، فإنّهم إذا قالوا بزيادة الصفات على الذات في الوجود كانت المغايرة بينهما كلّيّة ، فيكون بقاء البقاء صفة للبقاء لا للذات ، وقائما به لا بالذات ، فيلزم قيام المعنى بالمعنى.

وهذا من المصنّف إلزامي لهم ، من حيث إنّ البقاء عندهم عرض وجودي ، وزعمهم أنّ العرض لا يقوم بالعرض(٢) ـ كما ستعرفه قريبا إن شاء الله تعالى ـ ، وإلّا فهو لا يمنع من قيام العرض بالعرض ـ كما ستعرف ـ.

على إنّ كلّ بقاء عند المصنّف والإمامية أمر اعتباري(٣) ، فيجوز أن يفرض قيامه بمثله حتّى لو منعنا قيام العرض بالعرض.

* * *

__________________

(١) شرح المواقف ٨ / ١٠٧.

(٢) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٦١ ، طوالع الأنوار : ١٠٤ ، مطالع الأنظار في شرح طوالع الأنوار : ٧٣.

(٣) تلخيص المحصّل : ٢٩٣.

٣٠١
٣٠٢

البقاء يصحّ على الأجسام

قال المصنّف ـ طيّب الله ثراه ـ(١) :

خاتمة

تشتمل على حكمين :

[ الحكم ] الأوّل

البقاء يصحّ على الأجسام(٢) [ بأسرها ]

وهذا حكم ضروري لا يقبل التشكيك ، وخالف فيه النظّام من الجمهور ، فذهب إلى امتناع بقاء الأجسام بأسرها ، بل كلّ آن يوجد فيه جسم ما ، يعدم ذلك الجسم في الآن الذي بعده ، ولا يمكن أن يبقى جسم من الأجسام ـ فلكيّها وعنصريّها ، بسيطها ومركّبها ، ناطقها وغيره ـ آنين(٣) .

ولا شكّ في بطلان هذا القول ؛ لقضاء الضرورة بأنّ الجسم الذي شاهدته حال فتح العين ، هو الذي شاهدته قبل تغميضها ، والمنكر لذلك

__________________

(١) نهج الحقّ : ٦٨.

(٢) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٨٨ ، المواقف ٢٥٠ ، شرح المواقف ٧ / ٢٣١ ، أوائل المقالات : ٩٨ ، تجريد الاعتقاد : ١٥٣.

(٣) الفرق بين الفرق : ١٢٦ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٨٨ ، المواقف : ١٠٣ ، أوائل المقالات : ٩٨.

٣٠٣

سوفسطائي.

بل السوفسطائي لا يشكّ في أنّ بدنه الذي كان بالأمس هو بدنه الذي كان الآن ، وأنّه لم يتبدّل بدنه من أوّل لحظة إلى آخرها ؛ وهؤلاء جزموا بالتبدّل.

* * *

٣٠٤

وقال الفضل(١) :

الجسم عند النظّام مركّب من مجموع أعراض مجتمعة(٢) ، والعرض لا يبقى زمانين(٣) لما سنذكر بعد هذا ، فالجسم أيضا يكون كذلك عنده.

والحقّ أنّ ضرورية موجودية البقاء ، وعدم جواز قيام العرض بالعرض(٤) ، دعانا إلى الحكم بأنّ الأعراض لا تبقى زمانين ، وليست هذه الضرورة حاصلة في الأجسام ؛ لجواز قيام البقاء بالجسم.

وأمّا ما ذهب إليه النظّام أنّ الجسم مجموع الأعراض المجتمعة ، فباطل ؛ فمذهبه في عدم صحّة البقاء على الأجسام يكون باطلا ، كما ذكره.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٢٥٦.

(٢) انظر : مقالات الإسلاميّين : ٣٠٤ ، الفرق بين الفرق : ١٣٧ ، الملل والنحل ١ / ٤٩ المسألة السابعة ، المواقف : ١٨٥.

(٣) الملل والنحل ١ / ٨٤ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٦٢ ـ ١٦٣ ، المواقف : ١٠١ و ٢٤٥ ، شرح المقاصد ٢ / ١٦٠ ، شرح المواقف ٧ / ٢٢٢.

(٤) انظر : محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٦١ ـ ١٦٢ ، طوالع الأنوار : ١٠٤ ، المواقف : ١٠٠ ـ ١٠٣ ، شرح المقاصد ٢ / ١٦٠.

٣٠٥

وأقول :

قد عرفت أنّ دعوى موجودية البقاء زائدا على الوجود من أوضح الأمور بطلانا ، وأكثرها فسادا ، حتّى عند جملة من الأشاعرة(١) ، فكيف يدّعي ضرورة موجوديّته؟!

وأعجب منها دعوى الضرورة في عدم جواز قيام العرض بالعرض! والحال أنّ قيام البطء والسرعة بالحركة من أوضح الضروريات(٢) ؛ وسيظهر لك الحال في المبحث الآتي إن شاء الله تعالى.

فمذهب الأشاعرة ، من أنّ العرض لا يبقى زمانين ، مخالف للضرورة.

وأعظم منه مخالفة لها مذهب النظّام ؛ لاشتماله على مذهب الأشاعرة ، وعلى إنّ الجسم مركّب من الأعراض.

* * *

__________________

(١) راجع : الأربعين في أصول الدين ١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ، شرح المقاصد ٤ / ١٦٦ ـ ١٦٧.

(٢) انظر : الفصل في الملل والأهواء والنحل ٣ / ٢٨٩ ، منهاج اليقين في أصول الدين : ١٢٩.

٣٠٦

البقاء يصحّ على الأعراض

قال المصنّف ـ عطّر الله مثواه ـ(١) :

الحكم الثاني

في صحّة بقاء الأعراض

ذهبت الأشاعرة إلى أنّ الأعراض غير باقية ، بل كلّ لون وطعم ورائحة وحرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة وحركة وسكون ، وحصول في مكان ، وحياة ، وعلم ، وقدرة ، وتركيب ، وغير ذلك من الأعراض ، فإنّه لا يجوز أن يوجد آنين متّصلين ، بل يجب عدمه في الآن الثاني من آن وجوده(٢) .

وهذه مكابرة للحسّ ، وتكذيب للضرورة الحاكمة بخلافه ، فإنّه لا حكم أجلى عند العقل من أنّ اللون الذي شاهدته في الثوب حين فتح العين هو الذي شاهدته قبل طبقها ، وأنّه لم يعدم ولم يتغيّر.

وأيّ حكم أجلى عند العقل من هذا وأظهر منه؟!

ثمّ إنّه يلزم منه محالات :

__________________

(١) نهج الحقّ : ٦٨ ـ ٧١.

(٢) تمهيد الأوائل : ٣٨ ، الملل والنحل ١ / ٨٤ و ٣ / ٦٠٤ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٦٢ ، شرح المقاصد ٤ / ٤٣ ، شرح العقائد النسفية : ٧٩ وما بعدها ، شرح المواقف ٧ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣.

٣٠٧

الأوّل : أن يكون الإنسان وغيره يعدم في كلّ ان ثمّ يوجد في آن بعده ؛ لأنّ الإنسان ليس إنسانا باعتبار الجواهر الأفراد التي فيه عندهم ، بل لا بدّ في تحقّق كونه إنسانا من أعراض قائمة بتلك الجواهر ، من لون ، وشكل ، ومقدار ، وغيرها من مشخّصاته.

ومعلوم بالضرورة أنّ كلّ عاقل يجد نفسه باقية لا تتغيّر في كلّ آن ، ومن خالف ذلك كان سوفسطائيا.

وهل إنكار السوفسطائيّين للقضايا الحسّية عند بعض الاعتبارات أبلغ من إنكار كلّ أحد بقاء ذاته وبقاء جميع المشاهدات آنين من الزمان؟!

فلينظر المقلّد المنصف في هذه المقالة التي ذهب إليها إمامه الذي قلّده ، ويعرض على عقله حكمه بها ، وهل يقصر حكمه ببقائه ، وبقاء المشاهدات عن أجلى الضروريات؟!

ويعلم أنّ إمامه الذي قلّده إن قصر ذهنه عن إدراك فساد هذه المقالة ، فقد قلّد من لا يستحقّ التقليد ، وأنّه قد التجأ إلى ركن غير شديد ، وإن لم يقصر ذهنه فقد غشّه وأخفى عنه مذهبه

وقد قال رسول الله ٦ : «من غشّنا فليس منّا »(١)

الثاني : إنّه يلزم تكذيب الحسّ الدالّ على الوحدة وعدم التغيّر ، كما تقدّم.

الثالث : إنّه لو لم يبق العرض إلّا آنا واحدا لم يدم نوعه(٢) ، وكان

__________________

(١) صحيح مسلم ١ / ٦٩ ، المعجم الصغير ـ للطبراني ـ ١ / ٢٦١ ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة ـ ٥ / ٣٨٣ ح ١ كتاب البيوع والأقضية / باب رقم ٥٢٢ ، المستدرك على الصحيحين ٢ / ١١ ح ٢١٥٥ وص ١٢ ح ٢١٥٦.

(٢) وفي نسخة : لم يلزم تأييد نوعه ؛ منه ١.

٣٠٨

السواد إذا عدم لم يجب أن يخلفه سواد آخر ، بل جاز أن يحصل عقيبه بياض أو حمرة أو غير ذلك وأن لا يحصل شيء من الألوان ، إذ لا وجه لوجوب ذلك الحصول ، لكنّ دوامه يدلّ على وجوب بقائه.

الرابع : لو جوّز العقل عدم كلّ عرض في الآن الثاني من وجوده مع استمراره في الحسّ ، لجوّز ذلك في الجسم ، إذ الحكم ببقاء الجسم إنّما هو مستند إلى استمراره في الحسّ.

وهذا الدليل لا يتمشّى ؛ لانتقاضه بالأعراض عندهم ، فيكون باطلا ، فلا يمكن الحكم ببقاء شيء من الأجسام آنين ، لكن الشكّ في ذلك عين السفسطة.

الخامس : إنّ الحكم بامتناع انقلاب الشيء من الإمكان الذاتي ضروري ، وإلّا لم يبق وثوق بشيء من القضايا البديهية.

وجاز أن ينقلب العالم من إمكان الوجود إلى وجوب الوجود ، فيستغني عن المؤثّر فيسدّ باب إثبات الصانع تعالى ، بل ويجوز انقلاب واجب الوجود إلى الامتناع(١) ، وهو ضروري البطلان.

وإذا تقرّر ذلك فنقول :

الأعراض إن كانت ممكنة لذاتها في الآن الأوّل ، فتكون كذلك في الآن الثاني ، وإلّا لزم الانتقال من الإمكان الذاتي إلى الامتناع الذاتي ، وإذا كانت ممكنة في الثاني جاز عليها البقاء.

وقد احتجّوا بوجهين :

__________________

(١) راجع : محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٦٢ ، شرح التجريد : ٤٣ ، ومؤدّاه في : طوالع الأنوار : ٨٩.

٣٠٩

الأوّل : البقاء عرض فلا يقوم بالعرض(١) .

الثاني : إنّ العرض لو بقي لما عدم ؛ لأنّ عدمه لا يستند إلى ذاته ، وإلّا لكان ممتنعا ، ولا إلى الفاعل ؛ لأنّ أثر الفاعل الإيجاد ، ولا إلى طريان الضدّ ؛ لأنّ طريان الضدّ على المحلّ مشروط بعدم الضدّ الأوّل عنه.

فلو علّل ذلك العدم به دار ، ولا إلى انتفاء شرطه ؛ لأنّ شرطه الجوهر لا غير وهو باق ، والكلام في عدمه كالكلام في عدم العرض(٢) .

والجواب عن الأوّل : المنع من كون البقاء عرضا زائدا على الذات ، سلّمنا ؛ لكن نمنع امتناع قيام العرض بمثله ، فإنّ السرعة والبطء عرضان قائمان بالحركة وهي عرض.

وعن الثاني : إنّه لم لا يعدم لذاته في الزمان الثالث ، كما يعدم عندكم لذاته في الزمان الثاني؟! سلّمنا ؛ لكن جاز أن يكون مشروطا بأعراض لا تبقى ، فإذا انقطع وجودها عدم ، سلّمنا ؛ لكن يستند إلى الفاعل ونمنع انحصار أثره في الإيجاد ، فإنّ العدم ممكن لا بدّ له من سبب ، سلّمنا ؛ لكن يعدم بحصول المانع ونمنع اشتراط طريان الثاني بعدم الضدّ الأوّل ، بل الأمر بالعكس.

وبالجملة : فالاستدلال على نقيض الضروري باطل ، كما في شبه السوفسطائية ، فإنّها لا تسمع لمّا كانت الاستدلالات في مقابل الضرورات.

* * *

__________________

(١) المواقف : ١٠١ ، شرح المقاصد ٢ / ١٥٧.

(٢) انظر : محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٦٢ ، المواقف : ١٠١ ـ ١٠٣.

٣١٠

وقال الفضل(١) :

ذهب الأشعري ومن تبعه من الأشاعرة إلى أنّ العرض لا يبقى زمانين(٢) .

فالأعراض جملتها غير باقية عندهم ، بل هي على التقضّي والتجدّد ينقضي منها واحد ويتجدّد آخر مثله(٣) .

وتخصيص كلّ من الآحاد المتقضّية المتجدّدة بوقته الذي وجد فيه ، إنّما هو للقادر المختار ، فإنّه تخصيص بمجرّد إرادته كلّ واحد منها بوقته الذي خلقه فيه ، وإن كان يمكن خلقه قبل ذلك الوقت وبعده.

وإنّما ذهبوا إلى ذلك ؛ لأنّهم قالوا : بأنّ السبب المحوج إلى المؤثّر هو الحدوث ، فلزمهم استغناء العالم حال بقائه عن الصانع ، بحيث لو جاز عليه العدم ـ تعالى عن ذلك علوّا كبيرا ـ لما ضرّ عدمه في وجوده ، فدفعوا ذلك بأنّ شرط بقاء الجوهر هو العرض.

ولمّا كان هو متجدّدا محتاجا إلى المؤثّر دائما كان الجوهر أيضا حال بقائه محتاجا إلى ذلك المؤثّر بواسطة احتياج شرطه إليه ، فلا استغناء أصلا.

واستدلّوا على هذا المدّعى بوجوه :

منها : إنّها لو بقيت لكانت باقية متّصفة ببقاء قائم بها ، والبقاء عرض ،

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ ١ / ٢٥٩.

(٢) تمهيد الأوائل : ٣٨ ، الملل والنحل ١ / ٨٤ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ١٦٢ ، شرح المواقف ٧ / ٢٢٢.

(٣) ذكر ذلك الإيجي في المواقف : ١٠١ عن الأشعري وغيره ، وانظر : شرح المقاصد ٢ / ١٦١ ، شرح المواقف ٥ / ٣٧.

٣١١

فيلزم قيام العرض بالعرض ، وهو محال عندهم ؛ هذا هو المدّعى والدليل.

وذهبت الفلاسفة ومن تابعهم من المعتزلة والإمامية إلى بقاء الأعراض(١) .

ودليلهم ـ كما ذكر هذا الرجل ـ أنّ القول بخلافه مكابرة للحسّ وتكذيب للضرورة.

والجواب : أن لا دلالة للمشاهدة ، على إنّ المشاهد أمر واحد مستمرّ ؛ لجواز أن يكون أمثالا متواردة بلا فصل ، كالماء الدافق من الأنبوب ، يرى أمرا واحدا مستمرّا بحسب المشاهدة ، وهو في الحقيقة أمثال تتوارد على الاتّصال ، فمن قال : إنّه أمثال متواردة ، كان ينبغي ـ على ما يزعمه هذا الرجل ـ أن يكون سوفسطائيا منكرا للمحسوسات.

وكذا جالس السفينة ، إذا حكم بأنّ الشطّ ليس بمتحرّك ، كان ينبغي أن يحكم بأنّه سوفسطائي ؛ لأنّه يحكم بخلاف الحسّ.

وقد صوّرنا قبل هذا مذهب السوفسطائية(٢) ، ويا ليت هذا الرجل كان لم يعرف لفظ السوفسطائي ، فإنّه يطلقه في مواضع لا ينبغي أن يطلقه فيه وهو جاهل بمعنى السفسطة.

ثمّ ما قال : « أن لا حكم عند العقل أجلى من أنّ اللون الذي شاهدته في الثوب حين فتح العين هو الذي شاهدته قبل طبقها ».

فنقول : حكم العقل ها هنا مستند إلى حكم الحسّ ، ويمكن ورود الغلط للحسّ ؛ لأنّه كان يحسب المثل عين الأوّل ، كما ذكرنا في مثال الماء الدافق من الأنبوب.

__________________

(١) انظر : تلخيص المحصّل : ١٨٠ ، المواقف : ١٠١.

(٢) انظر الصفحة ٧٥ من هذا الجزء.

٣١٢

وكثير من الأحكام يكون عند العقل جليّا بواسطة غلط الحسّ ، فمن خالف ذلك الحكم كيف يقال : إنّه مكابر للضرورة؟!

ثمّ ذكر خمس محالات ترد على مذهبهم :

الأوّل : « إنّ الإنسان وغيره يعدم في كلّ آن ، ثمّ يوجد في آن بعده ؛ لأنّ الإنسان ليس إنسانا باعتبار الجواهر الأفراد ، بل لا بدّ في إنسانيّته من اللون والشكل ، وكلّ هذه أعراض ، ومعلوم أنّ كلّ أحد يجد من نفسه أنّها باقية لا تتبدّل في كلّ آن ، ومخالفة هذا سفسطة ».

والجواب : إنّ الأشخاص في الوجود الخارجي يتمايزون بهويّاتها لا بمشخّصاتها كما يتبادر إليه الوهم في الهوية الخارجية ، التي بها الإنسان إنسان باق في جميع الأزمنة ، وإن توارد عليه الأمثال من الأعراض.

فهذه المشخّصات ليست داخلة في ذاته وهويّته العينية ، حتّى يلزم من تبدّلها تبدّل الإنسان ، فذات الإنسان وهويّته المشخّصة له باقية في جميع الأحوال ويتوارد عليه الأعراض ، وأيّ سفسطة في هذا؟! والطامات والخرافات التي يريد أن يميل بها خواطر السفهة إلى مذهبه غير ملتفت إليها!

الثاني : « إنّه يلزم تكذيب الحس ».

وقد عرفت جوابه.

الثالث : « إنّه لو لم يبق العرض إلّا آنا واحدا لم يلزم تأبيد نوعه ، فكان السواد إذا عدم لم يجب أن يخلفه سواد آخر » إلى آخر الدليل.

والجواب : إنّ السواد إذا فاض على الجسم أعدّ الجسم لأن يفيض عليه سواد مثله ، والمفيض للسواد هو الفاعل المختار ، لكن جرى عادته بإفاضة المثل بوجود الاستعداد وإن جاز التخلّف ، ولزوم النوع يدلّ على

٣١٣

وجوب إفاضة المثل.

وهذا لا ينافي قاعدة القوم في إسناد الأشياء إلى اختيار الفاعل القادر.

الرابع : « لو جوّز العقل عدم كلّ عرض في الآن الثاني من وجوده مع استمراره في الحسّ ، لجوّز ذلك في الجسم ، إذ الحكم ببقاء الجسم إنّما هو مستند إلى استمراره في الحسّ ».

والجواب : إنّ الأصل بقاء كلّ موجود مستمرّ ، فالحكم ببقاء الجسم لأنّه على الأصل ، وتخلّف حكم الأصل في الأعراض لدليل خارجي ، فعدم الحكم ببقاء الأعراض لم يكن منافيا للحكم ببقاء الأجسام.

وأمّا ما قال : « إنّ الشكّ في ذلك عين السفسطة ».

فقد مرّ جوابه.

الخامس : « إنّ الحكم بامتناع انقلاب الشيء من الإمكان الذاتي إلى الامتناع الذاتي ضروري » إلى آخر الدليل.

والجواب : إنّ الأعراض كانت ممكنة لذاتها في الآن الأوّل ، وكذلك في الآن الثاني.

قوله : « وإذا كانت ممكنة في الثاني جاز عليها البقاء ».

قلنا : إمكان الوجود غير إمكان البقاء ، فجاز أن يكون العرض ممكن الوجود في الآن الثاني ولا يكون ممكن البقاء ، وليس على هذا التقرير شيء من الانقلاب الذي ذكره ، وهذا استدلال في غاية الضعف كما هو ديدنه في الاستدلالات المزخرفة.

ثمّ إنّ ما ذكر من الدليلين اللذين احتجّ بهما الأشاعرة ، فأوّل الدليلين قد ذكرناه.

٣١٤

وما أورد عليه من منع امتناع قيام العرض بالعرض ، ومنع كون البقاء زائدا وثبوتهما مذهب للشيخ الأشعري ، وقد استدلّ عليهما في محلّه ، فليراجع.

وثاني الدليلين مدخول بما ذكر وبغيره من الأشياء ، وقد ذكره علماء السنّة والأشاعرة ، منهم صاحب « المواقف » وغيره ، فاعتراضاته على ذلك الدليل منقولة من كتب أصحابنا.

* * *

٣١٥

وأقول :

لا يخفى أنّه إنّما ذكر قوله : « إنّ السبب المحوج إلى المؤثّر هو الحدوث » لزعمه ـ تبعا لغيره ـ أنّ ذلك مبرّر لقولهم بعدم بقاء الأعراض ؛ لأنّ دفع لزوم استغناء العالم ـ بناء على كون سبب الحاجة هو الحدوث ـ يتوقّف على القول بتجدّد العرض وعدم بقائه.

وفيه ـ مع فساد المبنى ـ : منع التوقّف ؛ لأنّ الباقي حادث وإن لم يكن متجدّدا ، فيحتاج إلى المؤثّر.

نعم ، لو أريد بالحدوث الخروج من العدم إلى الوجود ، كان للالتجاء إلى القول بعدم بقاء الأعراض وجه.

وأمّا ما أنكره من اعتبار حكم المشاهدة ، فخطأ ؛ فإنّا لو جوّزنا الغلط على جميع الحواسّ في جميع الأوقات ، بإحساسها لبقاء الأعراض ، ولم نعتبر دلالة المشاهدة ، لم يمكن أن نستفيد حكما عقليا من الحسّ ؛ لأنّ الأحكام العقليّة النظرية والضرورية لا تؤخذ إلّا من الحسّ الظاهري ، أو الحسّ الباطني بواسطة الظاهري ـ كما عرفته في أوّل الكتاب(١) ـ ، فلو لم نعتبر مثل تلك المشاهدة العامة لم يصحّ التعويل على حسّ ظاهري.

وأمّا ما استشهد به من غلط الحسّ في الماء الدافق من الأنبوب وجالس السفينة ، فخطأ آخر ؛ لأنّ الحسّ لا يحكم بوحدة الماء الدافق كما يحكم بوحدة السواد في الثوب ، بل يرى مياها متّصلة متدافعة تسمّى في

__________________

(١) انظر الصفحات ٤٨ ـ ٥٠ من هذا الجزء.

٣١٦

العرف ماء واحدا باعتبار اتّصالها وصدق اسم الماء على المتّصل ، كماء الشطّ.

ولم سلّم ، فالعقل الضروري يحكم بأنّه من توارد الأمثال ، وأنّ الوحدة خيالية بسبب إدراك البصر أو غيره من الحواسّ للمادّة وتدافعها.

وأمّا جالس السفينة ، فهو وإن رأى أحيانا سكون الماء لاتّفاق السفينة والماء في السير ، لكنّ البصر نفسه يراه متحرّكا في أغلب الأوقات ، بل يراه متحرّكا فعلا عند التدقيق ، فيحكم العقل بأنّ ذلك السكون الاتّفاقي خيالي ؛ فكيف يقاس على ذلك مشاهدة البصر لوحده ، مثل السواد في الثوب ، التي لا يخالفها الحسّ في وقت أو حال؟!

وبالجملة : لا ننكر غلط الحسّ أحيانا ، ولكن ننكر عدم اعتباره في أجلى الأمور وأوضحها عند العقل.

وأمّا ما صوّر به سابقا مذهب السوفسطائية ، فقد عرفت فيه الكلام(١) .

وأمّا ما أجاب به عن أوّل المحالات ، من أنّ الأشخاص تتمايز بهويّاتها لا بمشخّصاتها ففيه :

إنّ إيراد المصنّف إنّما هو من باب الإلزام لهم ، إذ يقولون بالجواهر الفردة(٢) ، فلم يكن لذات الإنسان هويّة واحدة ، وكذلك كلّ جسم ، فلا بدّ أن يكون تمايز الأفراد بالمشخّصات الخارجة.

أمّا إذا التزم بتمايز الأشخاص بتمايز الهويّات ، فلينكر الجواهر

__________________

(١) انظر الصفحة ٧٨ من هذا الجزء.

(٢) انظر : طوالع الأنوار : ١٣٣ ، شرح المقاصد ٣ / ٥ ، شرح العقائد النسفية : ٧٧.

٣١٧

الفردة ، إذ يكون الشخص موجودا واحدا ، لا مركّبا من موجودات متعدّدة ، هي الجواهر الفردة.

وأمّا ما أشار إليه من الجواب عن ثاني المحالات ، فقد عرفت ما فيه.

وأمّا جوابه عن ثالثها ، ففيه :

إنّ الجسم لذاته مستعدّ لإفاضة كلّ لون عليه ، فلو فرض أنّ اللون لا يبقى به ، كان بعد زواله عنه على استعداده لعروض أي لون عليه ، لا خصوص ما عرض أوّلا ، فدعوى ثبوت العادة على إفاضة خصوص المثل لأجل اختصاص الاستعداد به خطأ.

وأمّا ما أجاب به عن رابع المحالات ، ففيه :

إنّه لا مستند للأصل الذي ادّعاه إلّا ظهور حال المستمرّ في البقاء بمقتضى ما يشاهده الحسّ ، وحينئذ فإن أفاد هذا الظهور اليقين بالبقاء فلا وجه لمخالفته في الأعراض ، وإن لم يفد اليقين فلا يمكن الحكم اليقيني لهم أيضا ببقاء شيء من الأجسام ، والشكّ فيه عين السفسطة.

مضافا إلى أنّه لا دليل لهم على التخلّف عن الأصل في الأعراض سوى ثلاثة أدلّة باطلة ـ حتّى عندهم ـ ، واختار المصنّف للذكر أقواها ، وهو : الدليلان اللذان أبطلهما(١) .

وأمّا ما أجاب به عن خامسها ، من أنّ إمكان الوجود غير إمكان البقاء ، ففيه :

إنّ البقاء عبارة عن استمرار الوجود ـ كما ذكره نفسه سابقا ـ

__________________

(١) والدليل الثالث هو : جواز خلق مثله في محلّه في الحالة الثانية إجماعا ؛ انظر : المواقف : ١٠١ ، شرح المواقف ٥ / ٣٩.

٣١٨

وبالضرورة أنّه إذا امتنع استمرار الوجود ، امتنع الوجود في الزمن الثاني وإن اختلفا مفهوما ، بل جعل البقاء سابقا من الأمثال المتواردة ، فإذا فرض إمكان الوجود في الزمن الأوّل وامتناع البقاء ، لزمه امتناع الوجود في الزمن الثاني ولزم الانقلاب ، كما ذكره المصنّف.

فلا بدّ أن نقول : الأعراض متى كانت ممكنة لذاتها في الآن الأوّل ، كانت ممكنة البقاء والوجود في الآن الثاني ، وإلّا لزم الانقلاب.

وأمّا ما ذكره بالنسبة إلى دليلي الأشاعرة ، فليس فيه إلّا تسليم بطلان ثانيهما ، والإحالة في ترويج أوّلهما على غيره ، مع علمه بأنّه قد أبطله في « المواقف » وشرحها(١) بما أبطله به المصنّف.

وأمّا ما زعمه من أنّ المصنّف نقل اعتراضاته على الدليل الثاني عن الأشاعرة ، كصاحب « المواقف » وغيره ، فهو جهل ؛ لأنّ « المواقف » وغيرها ـ ممّا قارنها زمانا أو تأخّر عنها ـ متأخّرة عن زمان المصنّف(٢) .

وإنّما حرّر صاحب « المواقف » التي هي أجمع كتاب لهم ، تلك الاعتراضات وغيرها آخذا من المصنّف ; وغيره من علماء الإمامية ، وإلّا فالأشاعرة غالبا مقلّدون لشيخهم الأشعري تقلّيدا أعمى.

* * *

__________________

(١) المواقف : ١٠١ ـ ١٠٣ ، شرح المواقف ٥ / ٣٩ ـ ٥٠.

(٢) فقد ألّف العلّامة الحلّي ١ كتابه « نهج الحقّ وكشف الصدق » بطلب من السلطان أولجايتو خدا بنده محمّد الذي توفّي في شهر رمضان من سنة ٧١٦ ه‍ ، وولد صاحب « المواقف » عبد الرحمن بن أحمد الإيجي سنة ٧٠٨ ه‍ ، وعليه : فإنّ العلّامة الحلّي كان قد فرغ من كتابه هذا وللإيجي آنذاك أقلّ من ثماني سنوات.

انظر : البداية والنهاية ١٤ / ٦٢ ، معجم المؤلّفين ٢ / ٧٦ رقم ٦٧٥٦ ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٤ / ٤١٦ رقم ٢١٨٣.

٣١٩
٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456