دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٣

دلائل الصدق لنهج الحق9%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-356-x
الصفحات: 420

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 420 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 214448 / تحميل: 4822
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٦-x
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

[٣٠]

باب الإعتقاد في كيفيّة نزول الوحي من عند الله بالكتب

في الأمر والنهي

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أن بين عيني إسرافيل لوحاً، فإذا أراد الله تعالى أن يتكلّم بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل، فينظر(١) فيه فيقرأ ما فيه، فيلقيه إلى ميكائيل، ويلقيه ميكائيل إلى جبرائيل، فيلقيه جبرئيل إلى الأنبياء.

وأمّا الغشوة التي كانت تأخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنها كانت تكون عند مخاطبة الله إيّاه حتى يثقل ويعرق(٢) .

وأمّا جبرئيل فإنّه كان لا يدخل عليه حتى يستأذنه إكراماً له، وكان يقعد بين يديه قعدة العبد(٣) .

__________________

(١) في ق، س: فنظر.

(٢) في م، ق، س: حتى ينقل ويعرف.

(٣) في ر: العبيد.

٨١

[٣١]

باب الإعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر(١)

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّ القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور(٢) ثمّ نزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة(٣) وأنّ الله عزّوجلّ أعطى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله العلم جملة(٤) .

وقال له:( وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) (٥) .

وقال تعالى:( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) (٦) .

__________________

(١) الباب بأكمله ليس في ق، س، إذ عُنون الفصل بهذا العنوان، ولكنّه تضمن ما يأتي في باب الإعتقاد في القرآن.

(٢) العبارة في م: في ليلة واحدة إلى البيت المعمور.

(٣) عبارة: ثم أنزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة، أثبتناها من ج وتصحيح الإعتقاد للشيخ المفيد: ١٠٢، وبحار الأنوار ١٨: ٢٥٠. وراجع أصول الكافي ٢: ٤٦٠ باب النوادر ح ٦. وبدلها في م: ثم فرق في مدة أربعة وعشرين سنة، وكذا في متن ر، ولكن كتب في هامشها ـ بشكل يصعب قراءته ـ ما أثبتناه في المتن.

(٤) في بحار الأنوار زيادة: واحدة.

(٥) طه ٢٠: ١١٤.

(٦) القيامة ٧٥: ١٦ ـ ١٩.

٨٢

[٣٢]

باب الإعتقاد في القرآن

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في القرآن أنّه كلام الله، ووحيه، وتنزيله، وقوله، وكتابه.

وأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه(١) .

وأنّه القصص الحق(٢) . وأنّه قول فصل، وما هو بالهزل(٣) .

وأنّ الله تعالى محدثه، ومنزله، وحافظه، وربّه(٤) .

__________________

(١) في ج، ر زيادة: تنزيل من حكيم عليم. العبارة إشارة إلى الآية ٤٢ من سورة فصّلت.

(٢) إشارة إلى الآية ٦٢ من سورة آل عمران.

(٣) إشارة إلى الآية ١٣ من سورة الطارق.

(٤) في ج، ر زيادة: والمتكلم به.

٨٣

[٣٣]

باب الإعتقاد في مبلغ القرآن

قال الشيخرضي‌الله‌عنه : اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة.

وعندنا أنّ الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة(١) .

ومن نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب.

وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن، وثواب من ختم القرآن كلّه(٢) ، وجواز قراءة سورتين في ركعة نافلة، والنهي عن القران بين سورتين في ركعة فريضة، تصديق لما قلناه في أمر القرآن وأن مبلغه ما في أيدي الناس.

وكذلك ما روي من النهي عن قراءة القرآن كلّه في ليلة واحدة، وأنه لا يجوز أن يختم في أقل من ثلاثة أيام، تصديق لما قلناه أيضاً(٣) .

بل نقول: إنه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن، ما لو جمع إلى القرآن لكان

__________________

(١) في ر زيادة: والأنفال والتوبة سورة واحدة.

(٢) راجع: ثواب الأعمال: ١٢٥ ـ ١٥٧.

(٣) راجع: عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ١٨١، والكافي ٢: ٤٥١ باب في كم يقرأ القرآن ويختم.

٨٤

مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية.

وذلك مثل قول جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الله تعالى يقول لك: يا محمد، دار خلقي »(١) .

ومثل قوله: « اتّق شحناء الناس وعداوتهم »(٢) .

ومثل قوله: « عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه. وشرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفّ الأذى عن الناس »(٣) .

ومثل قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أدرد وأحفر(٤) ، وما زال يوصيني بالجار حتّى ظننت أنه سيورّثه، وما زال يوصيني بالمرأة حتّى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلاً يعتق به »(٥) .

ومثل قول جبرئيلعليه‌السلام للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حين فرغ من غزوة الخندق: « يا محمد إن الله يأمرك أن لا تصلي العصر إلا ببني قريظة ».

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض »(٦) .

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٩٥ باب المداراة ح ٢. وفي ج، وهامش م زيادة مثلما اُداري.

(٢) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٢٢٨ باب المراء والخصومة ح ٩. والحديث بتمامه أثبتناه من ج، ر.

(٣) رواه مسنداً المصنّف في أماليه: ١٩٤ المجلس الحادي والأربعين ح ٥، والخصال: ٧ باب الواحد ح ٢٠ باختلاف يسير.

(٤) في بعض النسخ: ( حتّى ظننت أنه فريضة ) مكان ( حتى خفت ).

(٥) روى نحوه مسنداً المصنّف في أماليه: ٣٤٩، المجلس السادس والستين ح ١.

(٦) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢: ٩٦ باب المداراة ح ٤.

٨٥

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا أن لا نكلّم الناس إلا بمقدار عقولهم »(١) .

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ جبرئيل أتاني من قبل ربّي بأمر قرت به عيني، وفرح به صدري وقلبي، يقول: إنّ عليّاً أمير المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين ».

ومثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نزل عليّ جبرئيل فقال: يا محمد إنّ الله تعالى قد زوّج فاطمة عليّاً من فوق عرشه، وأشهد على ذلك خيار ملائكته، فزوّجها منه في الأرض، وأشهد على ذلك خيار أمّتك ».

ومثل هذا(٢) كثير، كلّه وحي ليس بقرآن، ولو كان قرآنا لكان مقرونا به، وموصلاً إليه غير مفصول عنه(٣) كما كان أمير المؤمنينعليه‌السلام جمعه، فلمّا جاءهم به قال: « هذا كتاب ربّكم كما أُنزل على نبيّكم، لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف ».

فقالوا: لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول:( فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (٤) .

وقال الصادقعليه‌السلام : « القرآن واحد، نزل من عند واحد على واحد، وإنّما الاختلاف من جهة الرواة »(٥) .

__________________

(١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ١: ١٨ كتاب العقل والجهل ح ١٨، والمصنّف في أماليه: ٣٤١، المجلس الخامس والستين ح ٦، باختلاف يسير في اللفظ.

(٢) في م: ذلك.

(٣) في م، ق، س: منه.

(٤) آل عمران ٣: ١٨٧.

(٥) رواه الكليني في الكافي ٢: ٤٦١ باب النوادر ح ١٢ باختلاف يسير. وصيغة الحديث في ر: « أنزل من واحد على واحد، وإنّما الاختلاف وقع من جهة الرواية ».

٨٦

وكلّ ما كان في القرآن مثل قوله:( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (١) ومثل قوله تعالى:( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (٢) ومثل قوله تعالى:( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) (٣) وما أشبه ذلك، فاعتقدنا فيه أنّه نزل على(٤) إيّاك أعني واسمعي يا جارة.

وكلّ ما كان في القرآن « أو » فصاحبه فيه بالخيار.

وكلّ ما كان في القرآن:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) فهو في التوراة: يا أيّها المساكين.

وما من آية أولها:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا ابن أبي طالب قائدها، وأميرها، وشريفها، وأوّلها.

وما من آية تسوق(٥) إلى الجنّة إلا وهي في النبي والأئمّةعليهم‌السلام ، وفي أشياعهم وأتباعهم.

وما من آية تسوق(٦) إلى النار إلا وهي في أعدائهم والمخالفين لهم.

وإن كانت الآيات(٧) في ذكر الأوّلين فإنّ كل ما كان فيها(٨) من خير فهو

__________________

(١) الزمر ٣٩: ٦٥.

(٢) الفتح ٤٨: ٢.

(٣) الاسراء ١٧: ٧٤، ٧٥.

(٤) ليست في م، ق.

(٥) في بعض النسخ: تشوّق.

(٦) في بعض النسخ: تخوّف من.

(٧) في م: الآية.

(٨) العبارة في م، ر: فإن / فما كان فيها.

٨٧

جار في أهل الخير(١) وما كان فيها من شرٍّ فهو جار في أهل الشر(٢) .

وليس في الأنبياء خير من النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا في الأوصياء أفضل من أوصيائه، ولا في الاُمم أفضل من هذه الاُمة الذين هم شيعة أهل بيته في الحقيقة دون غيرهم، ولا في الأشرار شرّ من أعدائهم والمخالفين لهم(٣) .

__________________

(١) في ر: الجنة.

(٢) في ر: النار.

(٣) العبارة في ر: والمخالفين من سائر الناس في الاُمة.

٨٨

[٣٤]

باب الإعتقاد في الأنبياء والرسل والحجج(١) عليهم‌السلام

قال الشيخرحمه‌الله : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والحجج صلوات الله عليهم أنّهم أفضل من الملائكة.

وقول الملائكة لله عزّوجلّ لما قال لهم:( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) (٢) هو التمنّي فيها لمنزلة آدمعليه‌السلام ، ولم يتمنّوا إلا منزلة فوق منزلتهم، والعلم يوجب فضله(٣) .

قال الله تعالى:( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) (٤) .

فهذا كله يوجب تفضيل آدم على الملائكة، وهو نبي لهم، بقول الله تعالى:

__________________

(١) ليست في ق، س.

(٢) البقرة ٢: ٣٠ وفي ر وهامش م أكملت الآية بقوله تعالى:( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) .

(٣) في ج وهامش م: الفضيلة.

(٤) البقرة ٢: ٣١ ـ ٣٣.

٨٩

( أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ ) .

ولما ثبت(١) تفضيل آدم على الملائكة(٢) أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، لقوله تعالى:( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ) (٣) .

ولم يأمرهم الله بالسجود إلا لمن هو أفضل منهم، وكان سجودهم لله تعالى عبودية وطاعة لآدم(٤) إكراماً لما أودع الله صلبه من(٥) النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين.

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ومن جميع الملائكة المقرّبين، ومن حملة العرش وأنا خير البريّة، وأنا سيّد ولد آدم »(٦) .

وأمّا قوله تعالى:( لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّـهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ) (٧) فليس ذلك بموجب لتفضيلهم على عيسى. وإنّما قال تعالى ذلك، لأنّ الناس منهم من كان يعتقد الربوبية لعيسى ويتعبّد له وهم صنف من النصارى، ومنهم من عبد الملائكة وهم الصابئون وغيرهم، فقال الله عزّوجلّ لن يستنكف المسيح والمعبودون دوني أن يكونا عباداً لي.

والملائكة روحانيون، معصومون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما

__________________

(١) في بعض النسخ: وممّا يثبت.

(٢) العبارة في م، ج، ق، س: ومما / ولما يثبت تفضيل آدم على تفضيل ( ليست في م، ج ) الملائكة.

(٣) الحجر ١٥: ٣٠.

(٤) العبارة في م: عبودية ولآدم طاعة، وفي ر: عبودية وطاعة لآدم، وفي ق، س أسقطت كلمة العبودية، وأثبتت في الاولى: وطاعة، وفي الثانية: طاعة. وما أثبتناه هو الأنسب.

(٥) في بعض النسخ: في صلبه من أرواح النبي و ...

(٦) راجع: كمال الدين ١: ٢٦١ ح ٧، أمالي الصدوق: ١٥٧، المجلس الخامس والثلاثين ح ١. « ومن حملة العرش » أثبتناها من ر.

(٧) النساء ٤: ١٧٢.

٩٠

يؤمرون. لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يألمون(١) ، ولا يسقمون، ولا يشيبون، ولا يهرمون. طعامهم وشرابهم(٢) التسبيح والتقديس، وعيشهم من نسيم(٣) العرش، وتلذذهم بأنواع العلوم. خلقهم الله(٤) أنواراً وأرواحاً كما شاء وأراد، وكل صنف منهم يحفظ نوعاً ممّا خلق الله تعالى(٥) .

وقلنا بتفضيل من فضلناه عليهم، لأنّ الحال(٦) التي يصيرون إليها(٧) أفضل من حال الملائكة. والله أعلم وأحكم.

__________________

(١) في هامش ر: ينامون.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) في ق: تسنيم.

(٤) في ج، وهامش ر: زيادة بقدرته.

(٥) الله تعالى، أثبتناها من ر.

(٦) في هامش ر: العاقبة.

(٧) في م، ج زيادة: من أنواع ما خلق الله أعظم و...

٩١

[٣٥]

باب الإعتقاد في عدد الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام

قال الشيخ ـ رحمة الله عليه ـ: اعتقادنا في عددهم أنّهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي(١) ، لكل نبي منهم وصي أوصى إليه بأمر الله تعالى.

ونعتقد فيهم أنّهم جاءوا بالحق من عند الحق، وأنّ(٢) قولهم قول الله تعالى، وأمرهم أمر الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

وأنّهمعليه‌السلام لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه.

وأنّ سادة الأنبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحى(٣) وهم أصحاب الشرايع، وهم أولو العزم: نوح، إبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوت الله عليهم أجمعين.

وأنّ محمداً سيدهم وأفضلهم، وأنّه(٤) جاء بالحق وصدق المرسلين. وأنّ الذين كذبوا لذائقوا العذاب الأليم(٥) ، وأنّ الذين( آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ

__________________

(١)

(٢) في م، ق: فإن.

(٣) في م: دار الوحي. وراجع الكافي ١: ١٣٣ باب طبقات الأنبياء والرسل ح ٣.

(٤) أثبتناها من م، ج.

(٥) إشارة إلى الآيتين ٣٧، ٣٨ من سورة الصافّات.

٩٢

وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) الفائزون.

ويجب أن نعتقد أنّ الله تعالى لم يخلق خلقاً أفضل من محمد والأئمّة، وأنّهم أحبّ الخلق إلى الله، وأكرمهم عليه(٢) ، وأولهم إقراراً به لما أخذ الله ميثاق النبيين( وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ ) (٣) .

وأنّ الله تعالى بعث نبيه محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الأنبياء في الذرّ.

وأنّ الله تعالى أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبيّنا، وسبقه إلى الاقرار به.

وأنّ(٤) الله تعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته(٥) عليهم‌السلام وأنّه لولاهم لما خلق الله السماء والأرض، ولا الجنّة ولا النار، ولا آدم ولا حواء، ولا الملائكة ولا شيئاً ممّا خلق(٦) ، صلوات الله عليهم أجمعين.

واعتقادنا أنّ حجج الله تعالى على خلقه بعد نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الأئمّة الاثنا عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمد بن علي، ثمّ جعفر بن محمد، ثمّ موسى بن جعفر، ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمد بن علي، ثمّ علي بن محمد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ محمد بن الحسن الحجة القائم صاحب الزمان خليفة الله في أرضه، صلوات الله عليهم

__________________

(١) الأعراف ٧: ١٥٧.

(٢) ليست في م، ج.

(٣) الأعراف ٧: ١٧٢.

(٤) في م: فإن، وفي ر: ونعتقد أنّ.

(٥) في س: نبيّه.

(٦) العبارة في م: ولا الملائكة ولا الأشياء.

٩٣

أجمعين(١) .

واعتقادنا فيهم:

أنّهم أولوا الأمر الّذين أمر الله تعالى بطاعتهم.

وأنّهم الشهداء على الناس.

وأنّهم أبواب الله، والسبيل إليه، والأدلاء عليه.

وأنّهم عيبة علمه، وتراجمة وحيه(٢) وأركان توحيده.

وأنّهم معصومون من الخطأ والزلل.

وأنّهم الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

وأنّ لهم المعجزات والدلائل.

وأنّهم أمان لأهل الأرض، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء.

وأنّ مثلهم في هذه الأُمة كسفينة نوح أو كباب حطّة.

وأنّهم عباد الله المكرمون الّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

ونعتقد فيهم أنّ حبهم إيمان، وبغضهم كفر.

وأنّ أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهي الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى، ووليهم ولي الله تعالى، وعدوّهم عدو الله تعالى، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

ونعتقد أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه، إمّا ظاهر مشهور أو خائف مغمور.

__________________

(١) اختصرت الفقرة في م كما يلي: ثم الحسين، إلى صاحب الزمانعليهم‌السلام وزيد فيها وهم خلفاء الله في أرضه. وفي ر: ثم محمد بن الحسن الخلف الحجة القائم بأمر الله صاحب الزمان الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار، خليفة الله ...

(٢) وتراجمة وحيه، ليست في ق، س.

٩٤

ونعتقد أنّ حجّة الله في أرضه، وخليفته على عباده في زماننا هذا، هو القائم المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وأنّه هو الذي أخبر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله عزّوجلّ باسمه ونسبه.

وأنّه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً.

وأنّه هو الذي يظهر الله به دينه، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

وأنّه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، حتى لا يبقى في الأرض مكان إلا نودي فيه بالأذان، ويكون الدين كلّه لله تعالى.

وأنّه هو المهدي الذي أخبر به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه(١) إذا خرج نزل عيسى بن مريمعليه‌السلام فصلّى خلفه، ويكون المصلّي(٢) إذا صلّى خلفه كمن كان(٣) مصلياً خلف رسول الله، لأنّه خليفته.

ونعتقد أنّه لا يجوز أن يكون القائم غيره، بقي في غيبته ما بقي، ولو بقي في(٤) غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره، لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام دلوا عليه باسمه نسبه، وبه نصّوا، وبه بشّروا(٥) صلوات الله عليهم.

وقد أخرجت هذا الفصل من(٦) كتاب الهداية(٧) .

__________________

(١) في م: وأنّه.

(٢) ليست في ق، س.

(٣) كمن كان، ليست في م.

(٤) أثبتناها من ر.

(٥) في م الفقرة كما يلي: وباسمه ونسبه نصّوا به وبشّروا.

(٦) في ر، س: في.

(٧) الهداية: ٧.

٩٥

[٣٦]

باب الإعتقاد في العصمة

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة والملائكة صلوات الله عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كل دنس، وأنّهم لا يذنبون ذنباً، لا صغيراً ولا كبيراً، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.

ومن نفي عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم(١) .

واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام(٢) والعلم من أوائل اُمورهم إلى أواخرها، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان(٣) ولا جهل.

__________________

(١) في ج، ر زيادة: ومن جهلهم فهو كافر.

(٢) ليست في م.

(٣) أثبتناها من ج، ر.

٩٦

[٣٧]

باب الإعتقاد في نفي الغلو والتفويض

قال الشيخ أبو جعفررضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنّهم كفّار بالله تعالى، وأنّهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية(١) ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلّة، وأنّه ما صغّر الله جل جلاله تصغيرهم شيء.

وقال الله تعالى:( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (٢) .

وقال الله تعالى:( لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) (٣) .

واعتقادنا في النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه سمُّ في غزوة خيبر(٤) ، فما زالت هذه الأكلة تعاده حتى قطعت أبهره(٥) فمات منها.

__________________

(١) في ق: والحروبية. وفي ر زيادة الحربية / الحروبية والنورية.

(٢) آل عمران ٣: ٧٩، ٨٠.

(٣) النساء ٤: ١٧١.

(٤) في س: حنين.

(٥) الأبهر: عرق في الظهر، وقيل في القلب إذا انقطع مات.

٩٧

وأمير المؤمنينعليه‌السلام قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله، ودفن بالغري.

والحسن بن عليعليهما‌السلام سمته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي، مات في ذلك.

والحسين بن عليعليهما‌السلام قتل بكربلاء، وقاتله سنان بن أنس لعنه الله(١) .

وعلي بن الحسين سيد العابدينعليه‌السلام سمّه الوليد بن عبد الملك فقتله.

والباقر محمد بن عليعليهما‌السلام سمّه إبراهيم بن وليد فقتله.

والصادقعليه‌السلام سمّه المنصور فقتله(٢) .

وموسى بن جعفرعليهما‌السلام سمّه هارون الرشيد فقتله.

والرضا علي بن موسىعليهما‌السلام قتله المأمون بالسم.

وأبو جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قتله المعتصم بالسم.

وعلي بن محمدعليه‌السلام قتله المعتضد(٣) بالسم.

__________________

(١) في م: قتله بكربلاء سنان لعنه الله.

(٢) في م: والصادقعليه‌السلام قتله المنصور بالسم.

(٣) أثبتناها من م، وفي النسخ: المتوكل. والظاهر أن أغلب المصادر التاريخية تثبت أنّ وفاتهعليه‌السلام كانت سنة ٢٥٤ وهو يوافق ملك المعتز، بل صرّح بعضهم أنّهعليه‌السلام توفّي في أيامه بينما بويع المعتضد سنة ٢٧٩ وهلك سنة ٢٨٩. راجع تاريخ اليعقوبي ٢: ٥٠٣، الكامل لابن الأثير ٧: ١٨٩، أعلام الورى: ٣٥٥ كشف الغمة ٢: ٣٧٥.

ويحتمل أن تكون تصحيف المعتمد، لقرب عهد الإمام بملكه، ولأنّ هناك قولاً بذلك قد نسب إلى الصدوق بالذات، راجع المناقب لابن شهرآشوب ٤: ٤٠١.

٩٨

والحسن بن علي العسكريعليه‌السلام قتله المعتمد(١) بالسم.

واعتقادنا في ذلك أنّه جرى عليهم على الحقيقة، وأنّه ما شبه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحدّ فيهم(٢) ، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة والصحة، لا على الحسبان والخيلولة، ولا على الشك والشبهة. فمن زعم أنّهم شبّهوا، أو واحد منهم، فليس من ديننا على شيء، ونحن منه برآء.

وقد أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّةعليهم‌السلام أنّهم مقتولون، فمن قال إنّهم لم يقتلوا فقد كذبّهم، ومن كذبّهم كذّب الله وكفر به وخرج من الاسلام،( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (٣) .

وكان الرضاعليه‌السلام يقول في دعائه:

« اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الحول والقوة، فلا حول ولا قوة إلا بك(٤) .

اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحق.

اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا.

اللّهّم لك الخلق(٥) ومنك الأمر، وإيّاك نعبد وإيّاك نستعين.

اللّهّم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين.

اللّهّم لا تليق الربوبية إلا بك، ولا تصلح الإلهية إلا لك، فالعن النصارى الّذين صغّروا عظمتك، والعن المضاهين لقولهم من بريّتك.

__________________

(١) في م: المتوكل.

(٢) في ر، ج زيادة: من الناس.

(٣) آل عمران ٣: ٨٥.

(٤) صدر الدعاء أثبتناه من ر، ج، وبحار الأنوار ٢٥: ٣٤٣.

(٥) في ر: الحمد، وفي هامشها: الخلق.

٩٩

اللّهّم إنّا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.

اللّهّم من زعم أنّنا أرباب فنحن إليك منه براء، ومن زعم أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك(١) منه براء كبراءة عيسىعليه‌السلام من النصارى.

اللّهّم إنّا لم ندعهم إلى ما يزعمون، فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون(٢) .

( رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) (٣) .

وروي عن زرارة أنّه قال، قلت للصادقعليه‌السلام : إنّ رجلاً من ولد عبدالله بن سبأ يقول بالتفويض.

قالعليه‌السلام : « وما التفويض » ؟ قلت: يقول: إنّ الله عزّوجلّ خلق محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلياًعليه‌السلام ثمّ فوض الأمر(٤) إليهما، فخلقا، ورزقا، وأحييا، وأماتا.

فقال: « كذب عدوّ الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد( أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) (٥) . فانصرفت إلى رجل فأخبرته بما قال الصادقعليه‌السلام (٦) فكأنّما ألقمته حجراً، أو قال: فكأنّما خرس.

__________________

(١) أثبتناها من ق، ج.

(٢) « واغفر لنا ما يزعمون » أثبتناها من ر، ج وفي بحار الأنوار ٢٥: ٣٤٣: « واغفر لنا ما يدعون ».

(٣) نوح ٧١: ٢٦، ٢٧.

(٤) أثبتناها من م، ج.

(٥) الرعد ١٣: ١٦.

(٦) بما قال الصادقعليه‌السلام ، ليست في ق، س.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

بالعبادة والصلاح ، لكنه من رؤوس الشيعة(1) .

وقال ابن حجر : ثقة ، يتشيّع(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة التاسعة(3) .

وقال المزي : روى عن : إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع في ابن ماجة ، واسامة بن زيد الليثي في مسلم ، وإسرائيل بن يونس في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ، وإسماعيل بن سلمان الأزرق ، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء في ابن ماجة ، وأيمن بن نابل المكي ، وبشير بن ربيعة في مسند علي ، ويقال : محمد بن ربيعة البجلي في مسند علي ، والحسن بن صالح بن حي في مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي في البخاري ، وخارجة بن مصعب ، والربيع بن حبيب في ابن ماجة ، وزائدة بن قدامة ، وزكريا بن أبي زائدة في البخاري ، وزهير بن معاوية ، وسالم الخياط في الترمذي ، وسعد بن أوس العبسي في ابن ماجة ، وسعيد بن عبد الرحمان البصري أخي أبي حرة ، وسفيان الثوري في مسلم والترمذي ، وسفيان ابن عيينة في البخاري ، وسلمة بن نبيط ، وسليمان الأعمش في البخاري ، وشعبة ابن الحجاج ، وشيبان بن عبد الرحمن في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، والضحاك بن نبراس ، وطلحة بن جبر ، وطلحة بن عمرو الحضرمي المكي ،

__________________

1 ـ شذرات الذهب : 2 / 29.

2 و 3 ـ تقريب التهذيب : 1 / 539.

٢٦١

وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله في النسائي ، وعبد الأعلى بن أعين في ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن عمرو الأوزاعي في البخاري وابن ماجة ، وعبد العزيز بن سياه في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وعبد الملك بن جريج في النسائي ، وعبيد الله بن أبي زياد القداح ، وأبي سيدان عبيد بن الطفيل ، وعثمان بن الأسود في البخاري وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعقبة بن أبي صالح ، والعلاء بن صالح في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأبي محرز عيسى بن صدقة ، وعيسى بن عبد الرحمان السلمي ، وعيسى بن عمر القارئ ، وعيسى بن أبي عيسى الحناط ، وأبي بشر غالب بن نجيح الكوفي ، وفطر بن خليفة ، وقيس بن الربيع ، وكيسان أبي عمر القصار في التفسير ، ومالك بن مغول ، ومبارك بن حسان السلمي في الأدب المفرد وابن ماجة ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، ومسعر بن كدام ، ومصعب ابن سليم ، ومطر الإسكاف ، ومعروف بن خربوذ في البخاري ، وموسى بن عبيدة الربذي في الترمذي وابن ماجة ، وموسى بن عمير العنبري ، وأبيه موسى بن أبي المختار ، ونصر بن علي الجهضمي الكبير في ابن ماجة ، ونعيم بن حكيم المدائني في مسند علي ، وهارون بن سلمان الفراء في أبي داود والترمذي ، وهانئ بن أيوب الحنفي في النسائي ، وهشام بن عروة في البخاري ، ويعقوب بن عبد الله القمي في النسائي ، ويوسف بن صهيب الكندي في أبي داود والنسائي ، ويونس بن أبي إسحاق ، وأبي باذام المحاربي في الأدب المفرد ، وأبي إسرائيل الملائي ، وأبي جعفر الرازي في الترمذي ، وأبي الربيع السمان في ابن ماجة ، وأبي سعد البقال.

روى عنه : البخاري في الترمذي ، وإبراهيم بن دينار البغدادي في مسلم ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وإبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب

٢٦٢

في النسائي ، وأحمد بن ابراهيم الدورقي في أبي داود ، وأحمد بن إسحاق البخاري السرماري في البخاري ، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد ابن أبي شريح الرازي في البخاري ، وأحمد بن سعيد الرباطي ، وأحمد بن سليمان الرهاوي في النسائي ، وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ، وأحمد بن عبيدالله بن إدريس النرسي ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي في النسائي ، وأحمد بن فضالة ابن إبراهيم النسائي في النسائي ، وأحمد بن نصر النيسابوري ، وأحمد بن يوسف السلمي في ابن ماجة ، وإسحاق بن راهويه ، وإسحاق بن منصور الكوسج في مسلم ، وأبو بشر بكر بن خلف في ابن ماجة ، والحارث بن محمد بن أبي اسامة التميمي ، وحجاج بن الشاعر في مسلم ، والحسن بن إسحاق المروزي في النسائي ، والحسن بن سلام السواق ، والحسن بن علي بن حرب الموصلي ، والحسن بن علي ابن عفان العامري ، والحسين بن أبي السري العسقلاني في ابن ماجة ، والحسين بن علي بن الأسود العجلي في أبي داود ، والحسين بن محمد الحريري البلخي في الترمذي ، وخالد بن حميد المهري ـ وهو أكبر منه ـ ، وزياد بن أيوب الطوسي في أبي داود ، وسفيان بن وكيع بن الجراح في الترمذي ، وسهل بن زنجلة الرازي في ابن ماجة ، وصالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان في ابن ماجة ، وعباس بن عبد العظيم العنبري في أبي داود ، وعباس بن محمد الدوري في الترمذي والنسائي ، وعبد الله بن الجراح القهستاني في أبي داود ، وعبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني في أبي داود والترمذي ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ، وعبد الله بن الصباح العطار في كتاب الشمائل ، وعبد الله بن عبد الرحمان الدارمي في مسلم والترمذي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في البخاري ومسلم وابن ماجة ،

٢٦٣

وعبد الله بن محمد المسندي في الترمذي ، وعبد الله بن منير المروزي في الترمذي ، وعبد بن حميد في مسلم والترمذي ، وعبيد بن يعيش ، وعثمان بن أبي شيبة في أبي داود ، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي ، وعلي بن سعيد بن جرير النسائي وعلي بن سلمة اللبقي ، وعلي بن محمد الطنافسي في ابن ماجة ، والقاسم بن زكريا ابن دينار الكوفي في مسلم والترمذي والنسائي ، ومحمد بن أحمد بن مدويه الترمذي في سنن الترمذي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي في ابن ماجة ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي ضرار الرازي في ابن ماجة ، ومحمد بن حاتم بن بزيع في أبي داود ، ومحمد بن الحسين بن اشكاب في البخاري ، ومحمد بن خلف العسقلاني في ابن ماجة ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ، ومحمد بن سليمان بن الحارث الباغندي الكبير ، ومحمد بن سهل بن عسكر البخاري في النسائي ، ومحمد ابن عبد الله بن نمير في مسلم والترمذي ، ومحمد بن عثمان بن كرامة في أبي داود والترمذي ، ومحمد بن علي بن عفان العامري ، ومحمد بن عمر بن هياج الكوفي في ابن ماجة ، ومحمد بن عوف الطائي الحمصي في مسند علي ، ومحمد بن الفرج الأزرق ، وأبو موسى محمد بن المثنى في النسائي ، ومحمد بن يحيى الذهلي في البخاري وأبي داود وابن ماجة ، ومحمد بن يونس الكديمي ، ومحمود بن غيلان المروزي في البخاري ، ومعاوية بن صالح الأشعري الدمشقي ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن سيفيان الفارسي ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن موسى القطان في البخاري(1) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 19 / 164 ـ 167.

٢٦٤

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(1) ، ومسلم(2) ، وسنن أبي داود(3) ، وابن ماجة(4) ،

__________________

1 ـ صحيح البخاري : 1 / 81 ، كتاب الايمان ، وص 22 ، باب القراءة والعرض على المحدث ، وص 40 ، باب من ترك الاختيار ، وص 41 ، باب من خص بالعلم قوما دون قوم ، وص 94 ، باب الصلاة في الثوب ، وص 130 ، باب المرأة تطرح عن المصلي شيئا من الأذى ، وج 2 / 210 ، باب خروج النساء إلى المساجد ، وص 230 ، باب قوله تعالى :( احل لكم ليلة الصيام ) ، وج 3 / 72 ، باب ما كان أصحاب النبي يواسي بعضهم بعضا ، وص 117 ، باب أي الرقاب أفضل ، وص 168 ، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان ابن فلان ، وج 4 / 112 ، باب قوله تعالى( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) ، وج 5 / 26 ، باب قتل أبي رافع ، وص 29 ، باب غزوة أحد ، وص 62 ، باب غزوة الحديبية ، وص 84 ، باب عمرة القضاء ، وج 5 / 156 ، باب قوله تعالى :( كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) وص 222 ، باب قوله :( ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) ، وج 6 / 45 ، باب( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) ، وص 65 ، باب( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ) ، وص 71 ، باب( عتل بعد ذلك زنيم ) ، وص 76 ، باب( ان علينا جمعه وقرآنه ) وص 96 ، باب كيف نزول الوحي ، وص 99 ، باب كاتب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وص 138 ، باب الشروط التي لا تحل في النكاح ، وص 232 ، باب الوسم والعلم في الصورة ، وج 7 / 44 ، باب مس الحرير من غير لبس ، وص 109 ، باب ما يكره أن يكون الغالب على الانسان ، وص 197 ، باب من نوقش الحساب عذب ، وج 8 / 35 ، كتاب الديات ، وص 48 ، كتاب استتابة المرتدين ، وص 89 ، باب ظهور الفتن ، وص 149 ، باب قول النبي : « لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق » ، وص 202 ، باب كلام الرب عزوجل.

2 ـ صحيح مسلم : 1 / 44 ، كتاب الايمان ، ح 17 ، وص 222 ، ح 52 ، وص 287 ، كتاب الصلاة ، ذيل ح 7 ، وج 2 / 661 ، كتاب الجنائز ، ذيل ح 81 ، وص 842 ، كتاب الحج ، ذيل ح 20 ، وج 3 / 1159 ، كتاب الجهاد والسير ، ح 9.

3 ـ سنن أبي داود : 1 / 123 ، كتاب الصلاة ، باب في بناء المساجد ، ح 452 ، وج 2 / 33 ، كتاب الصلاة ، باب قيام الليل ، ح 1309 ، وص 70 ، كتاب الصلاة ، باب الحث على قيام الليل ، ح 1451 ، وص 324 ، كتاب الصوم ، باب في صوم شوال ، ح 2432 ، وج 3 / 37 ، كتاب الجهاد ، باب في دعاء المشركين ، وص 295 ، من كتاب البيوع ، باب في الرقبى ، ح 3560.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 27 ، المقدمة ، ذيل ح 70 ، وص 44 ح 120 عن العلاء بن صالح ، عن

٢٦٥

والترمذي(1) ، والنسائي(2)

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام (3) .

[ 77 ] عثمان بن عمير ( ـ حدود 150 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

عثمان بن عمير البجلي ، أبو اليقظان الكوفي الأعمى(4) .

__________________

المنهال ، عن عباد بن عبد الله قال : قال علي : « أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب. وص 52 ح 148 ، وص 117 من كتاب الطهارة وسننها ح 323 ، وص 121 ح 335 ، وص 212 ح 646 ، وص 289 ح 894 ، وص 421 ح 1328 ، وج 2 / 744 ، كتاب التجارات ح 2206 ، وص 756 ح 2250 ، وص 904 ، كتاب الوصايا ح 2710 ، وص 920 ، كتاب الجهاد ح 2754 ، وص 939 ح 2810 ، وص 985 ، كتاب المناسك ح 2955 ، وص 1017 ح 3061 ، وص 1035 ح 3101 ، وص 1282 ، كتاب تعبير الرؤيا ح 3895 ، وص 1353 ، كتاب الفتن ح 4070 ، وص 1402 ، كتاب الزهد ، ح 4190.

1 ـ سنن الترمذي : 3 / 118 ، كتاب الصوم ، باب ما جاء في صوم يوم الجمعة ، ح 742 ، وص 123 ، باب ما جاء في صوم يوم الأربعاء والخميس ، ح 748 ، وج 5 / 635 ، باب 21 ح 3716 ، وص 636 ، باب 21 ح 3721 ، وص 654 ، باب مناقب جعفر بن أبي طالب ، ح 3765 ، وص 668 ، من كتاب المناقب ، باب مناقب عمار بن ياسر ح 3799.

2 ـ سنن النسائي : 3 / 64 ، باب السلام باليدين.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 235 الرقم 3200.

4 ـ تهذيب الكمال : 19 / 469 الرقم 3851.

٢٦٦

2 ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : ردئ المذهب ، غال في التشيّع ، يؤمن بالرجعة ، على أن الثقات قد رووا عنه ، وله غير ما ذكرت ، ويكتب حديثه على ضعفه(1) .

وقال محمد بن عمرو بن عقبة ، عن عمرو بن عبد الغفار : سمعت شعبة يقول : كان عثمان بن عمير صديقا للحكم بن عتيبة ، والحكم دلهم عليه ، وكان عثمان بن عمير يغلو في التشيّع(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(3) .

قال المزي : روى عن : إبراهيم النخعي ، وأنس بن مالك ، وأبي بشر جعفر بن أبي وحشية ، وحصين بن يزيد التغلبي ، وزاذان أبي عمر البزاز في كتاب الرد على أهل القدر والترمذي وابن ماجة ، وزيد بن وهب الجهني ، وأبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وعبد الله بن مليل ، وعدي بن ثابت في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي حرب بن أبي الأسود في الترمذي.

روى عنه : أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية ، وحجاج بن أرطاة ، وحصين بن عبد الرحمان السلمي ـ وهو من أقرانه ـ ، وسفيان الثوري في الترمذي ، وسليمان الأعمش في كتاب الرد على أهل القدر والترمذي وابن ماجة ، وشريك بن عبد الله في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وشعبة بن الحجاج ، وعلي بن الحكم

__________________

1 ـ الكامل : 5 / 1816 و 1814.

2 ـ تهذيب الكمال : 19 / 472.

3 ـ تقريب التهذيب : 2 / 13 الرقم 101.

٢٦٧

البناني ، وعنبسة بن سعيد الرازي ، وغيلان بن جامع ، وليث بن أبي سليم ، ومهدي ابن ميمون(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، والترمذي(3) ، وابن ماجة(4) .

[ 78 ] عدي بن ثابت ( ـ 116 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : الامام الحافظ الواعظ الأنصاري ، سبط عبد الله بن يزيد الخطمي(5) .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ثقة(6) .

وقال أبو حاتم : صدوق(7) .

وقال ابن حجر : ثقة(8) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 19 / 470.

2 ـ سنن أبي داود : 1 / 80 ، كتاب الطهارة ، الحديث 297.

3 ـ سنن الترمذي : 5 / 669 ، كتاب المناقب ، الحديث 3801.

4 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 55 ، المقدمة ، الحديث 156.

5 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 188 الرقم 68.

6 و 7 ـ الجرح والتعديل : 7 / 2 الرقم 5.

8 ـ تقريب التهذيب : 2 / 16.

٢٦٨

2 ـ تشيّعه :

قال الذهبي : عالم الشيعة وصادقهم وقاصهم وإمام مسجدهم ، ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم(1) .

وقال أبو حاتم : وكان إمام مسجد الشيعة وقاصهم(2) .

وقال يعقوب بن سفيان : شيعي(3) .

ونقل ابن حجر عن الدار قطني أنه كان يغلو في التشيّع(4) .

قال عواد في هامش تهذيب الكمال ( 19 / 524 ) : لم أجد له ذكرا في كتب الشيعة. ولم أجد لهم عنه رواية في كتبهم المعتبرة ، فينظر في أمر تشيعه.

فيرى المتتبع ان الأمر غير ما ذهب إليه الرجل.

فقد ذكر الشيخ المفيد المتوفى ( 413 ه‍ ) في الإرشاد : 1 / 39 : بسنده عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام على المنبر فسمعته يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق(5) .

وله ذكر في أمالي الشيخ الطوسي ، راجع مستدركات علم رجال الحديث : 5 / 228.

__________________

1 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 61 الرقم 5591.

2 ـ الجرح والتعديل : 7 / 2 الرقم 5.

3 ـ المعرفة والتاريخ : 3 / 132.

4 ـ مقدمة فتح الباري : 423.

5 ـ راجع في هذا الحديث إلى : مسند الامام أحمد بن حنبل : 1 / 95 ، سنن ابن ماجة : 1 / 42 ، سنن النسائي : 8 / 117 ، تاريخ بغداد : 2 / 255 ، وج 14 / 426.

٢٦٩

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(1) .

وقال المزي : روى عن : البراء بن عازب في الكتب الستة ، وأبيه ثابت في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وزر بن حبيش الأسدي في مسلم وأبي داود وابن ماجة والنسائي والترمذي ، وزيد بن وهب الجهني في النسائي ، وسعيد بن جبير في الكتب الستة ، وأبي حازم سلمان الأشجعي في الكتب الستة ، وسليمان بن صرد في البخاري ومسلم وأبي داود وعمل اليوم والليلة ، وعبد الله بن أبي أوفى في البخاري ومسلم ، وجده لأمه عبد الله بن يزيد الخطمي في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، ويزيد بن البراء بن عازب في أبي داود والنسائي ، وأبي بردة ابن أبي موسى الأشعري ، وأبي راشد في أبي داود ـ صاحب عمار بن ياسر ـ.

روى عنه : أبان بن تغلب في ابن ماجة ، وأبان بن عبد الله البجلي في المراسيل ، وإسماعيل بن عبد الرحمان السدي في النسائي وابن ماجة ، وأشعث بن سوار في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وحجاج بن أرطاة في ابن ماجة ، والحسن ابن الحكم النخعي في أبي داود ، والركين بن الربيع في النسائي ، وزيد بن أبي انيسة في مسلم وأبي داود والنسائي ، وسليمان الأعمش في البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، وسليمان أبو إسحاق الشيباني في ما استشهد به البخاري في الصحيح وسنن النسائي ، وشعبة بن الحجاج في الكتب الستة ، وعبد الجبار بن العباس الشبامي في الأدب المفرد ، وأبو اليقظان عثمان بن عمير في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعلي بن زيد بن جدعان في ابن ماجة ، وأبو إسحاق عمرو ابن عبد الله السبيعي في أبي داود ، والعلاء بن صالح في أبي داود والنسائي ، وفضيل

__________________

1 ـ تقريب التهذيب : 2 / 16 الرقم 135.

٢٧٠

ابن مرزوق في كتاب رفع اليدين في الصلاة للبخاري وفي مسلم والترمذي ، ومسعر ابن كدام في البخاري ومسلم وابن ماجة ، ومغراء العبدي في أبي داود ، ويحيى بن سعيد الأنصاري في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبو خالد شيخ لابن جريج في أبي داود(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، ومسلم(3) ، وسنن أبي داود(4) ، والترمذي(5) ، وابن ماجة(6) .

[ 79 ] عطية بن سعد ( ـ 111 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : عطية بن سعد بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي من

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 19 / 523 الرقم 3883.

2 ـ صحيح البخاري : 1 / 20 ، كتاب الايمان ، باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة.

3 ـ صحيح مسلم : 1 / 86 ، كتاب الايمان ، الحديث 131.

4 ـ سنن أبي داود : 3 / 111 ، كتاب الصيد ، الحديث 2860.

5 ـ سنن الترمذي : 5 / 712 ، كتاب المناقب ، الحديث 3900.

6 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 42 ، المقدمة ، الحديث 114 ، باب فضل علي بن أبي طالبعليه‌السلام . روى عنه عن البراء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق. فأمر الصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى. قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى. قال : فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه.

٢٧١

مشاهير التابعين(1) .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : صالح(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن عدي : كان من شيعة الكوفة(3) .

وقال الذهبي : كان شيعيا(4) .

وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة(5) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(6) .

وقال المزي : روى عن : زيد بن أرقم ، وعبد الله بن عباس في ابن ماجة ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وعبد الرحمان بن جندب ويقال : ابن خباب ، وعدي بن ثابت الأنصاري ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وأبي سعيد الخدري في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وأبي هريرة.

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 325 ـ 326 الرقم 159 ، راجع الكاشف : 2 / 263 الرقم 3864.

2 ـ تهذيب الكمال : 20 / 147.

3 ـ الكامل : 5 / 2007.

4 ـ سير أعلام النبلاء : 5 / 326.

5 ـ المعارف : 624.

6 ـ تقريب التهذيب : 2 / 24 الرقم 216.

٢٧٢

روى عنه : أبان بن تغلب المقرئ في أبي داود ، وإدريس بن يزيد الأودي في كتاب التفسير ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأغر الرقاشي في ابن ماجة ، يقال : إنه فضيل بن مرزوق ، والحجاج بن أرطاة في الترمذي وابن ماجة ، وابنه الحسن بن عطية العوفي في أبي داود ، وأبو العلاء خالد بن طهمان الخفاف في الترمذي ، وأبو الجحاف داود بن أبي عوف في الترمذي ، وزكريا بن أبي زائدة في الترمذي وابن ماجة ، وزياد بن خيثمة الجعفي في ابن ماجة ، وأبو الجارود زياد بن المنذر الأعمى في الترمذي ، وسالم بن أبي حفصة في الترمذي ، وسعد أبو مجاهد الطائي في أبي داود وابن ماجة ، وسليمان الأعمش في الترمذي وابن ماجة ، وصالح بن مسلم ، والصبي بن الأشعث بن سالم السلولي ، وعبد الله بن جابر البصري في أبي داود ، وعبد الله بن صهبان الأسدي في الترمذي ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في ابن ماجة ، وعبيد الله بن الوليد الوصافي في الترمذي وابن ماجة ، وعبيد ابن الطفيل أبو سيدان ، وعثمان بن الأسود ، وعصام بن قدامة ، وقيل : بينهما عبيدالله ابن الوليد الوصافي ، وعمار الدهني ، وابنه عمرو بن عطية العوفي ، وعمرو بن قيس الملائي في فضائل الأنصار والترمذي وابن ماجة ، وعمران البارقي في أبي داود ، وفراس بن يحيى الهمداني في الأدب المفرد وأبي داود والترمذي وابن ماجة ، وفضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، وقرة بن خالد السدوسي ، وكثير أبو إسماعيل النواء في الترمذي ، ومالك بن مغول ، ومحمد ابن جحادة في أبي داود والترمذي وابن ماجة ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى في الترمذي وابن ماجة ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي في كتاب التفسير ، ومسعر بن كدام ، ومسلم بن عقيل البرجمي الكوفي ، ومطرف بن طريف في الترمذي وابن

٢٧٣

ماجة والنسائي ، ومهدي بن الأسود الكندي ، وموسى بن عمير القرشي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، وابن ماجة(3) ، والترمذي(4) .

[ 80 ] العلاء بن صالح التيمي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

العلاء بن صالح التيمي ، ويقال : الأسدي الكوفي(5) .

قال عباس الدوري ، وأبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين ، وأبو داود : ثقة(6) .

وقال يعقوب بن سفيان : كوفي ، ثقة(7) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 146 ـ 147.

2 ـ سنن أبي داود : 3 / 276 ، باب السلف لا يحول ، الحديث 3468 ، وج 4 / 34 ، كتاب الحروف والقراءات ، الحديث 3987.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 14 الحديث 37 ، وص 37 الحديث 96 ، وج 2 / 920 ، كتاب الجهاد باب فضل الجهاد في سبيل الله ، الحديث 2754 ، وص 1182 ، كتاب اللباس ، الحديث 3570 ، وص 1383 ، كتاب الزهد ، الحديث 4129 ، وص 1419 ، باب ذكر التوبة ، الحديث 4249 ، وص 1448 ، الحديث 4329.

4 ـ سنن الترمذي : 5 / 607 ، كتاب المناقب ، الباب ( 14 ) الحديث 3658.

5 و 6 ـ تهذيب الكمال : 22 / 511.

7 ـ المعرفة والتاريخ : 3 / 132.

٢٧٤

وقال ابن شاهين : ثقة(1) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو حاتم : كان من عتق الشيعة(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من الطبقة السابعة(3) .

وقال المزي : روى عن : بريد بن أبي مريم ، وجميع بن عمير ، والحكم ابن عتيبة ، وزبيد اليامي ، وزرعة بن عبد الرحمان الكوفي في أبي داود ، وسلمة ابن كهيل في الترمذي ، وأبي الحسن عبيد بن الحسن ، وعدي بن ثابت الأنصاري في أبي داود والنسائي ، وعلي بن ربيعة الوالبي ، والمنهال ابن عمرو في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ونهشل بن سعيد ، وأبي سلمان المؤذن.

روى عنه : عبد الله بن نمير في أبي داود والترمذي ، وعبيد الله بن موسى في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعلي بن هاشم بن البريد في النسائي ، وأبو نعيم الفضل ابن دكين ، ومحمد بن بشر العبدي ، ويحيى بن أبي بكير ، ويحيى بن يعلى الأسلمي ، وأبو أحمد الزبيري في أبي داود(4) .

__________________

1 ـ تاريخ أسماء الثقات : 251 الرقم 995.

2 ـ الجرح والتعديل : 6 / 356 الرقم 1971.

3 ـ تقريب التهذيب : 2 / 92 الرقم 821.

4 ـ تهذيب الكمال : 22 / 511.

٢٧٥

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(1) ، والترمذي(2) ، وابن ماجة عنه ، عن المنهال ، عن عباد بن عبد الله ، قال : قال علي : « أنا عبد الله وأخو رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس بسبع سنين(3) .

[ 81 ] علي بن بذيمة ( ـ 133 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن بذيمة الحراني ، أبو عبد الله السوائي ، مولى جابر بن سمرة ، كوفي الأصل(4) .

قال ابن سعد : كان ثقة(5) .

وقال النسائي : ثقة(6) .

وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : صالح الحديث(7) .

__________________

1 ـ سنن أبي داود : 1 / 200 ، كتاب الصلاة ، الحديث 754.

2 ـ سنن الترمذي : 2 / 29 ، أبواب الصلاة ، الحديث 249.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 44 ، المقدمة ، الحديث 120 ، وفي ذيل الحديث : في الزوائد هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات. رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال وقال : صحيح على شرط الشيخين. لاحظ خصائص النسائي : 24 الرقم 7.

4 ـ تهذيب الكمال : 20 / 328.

5 و 6 ـ تهذيب الكمال : 20 / 329 ، راجع تهذيب التهذيب : 7 / 252 الرقم 496.

7 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 115 الرقم 5790.

٢٧٦

وقال أبو زرعة : ثقة(1) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن منظور : كان شيعيا ، وكان ينال من عثمان(2) .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : كان رأسا في التشيّع(3) .

وقال ابن حجر : رمي بالتشيع(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(5) .

وقال المزي : روى عن : سعيد بن جبير في النسائي ، وعامر الشعبي ، وعكرمة مولى ابن عباس في النسائي ، وقيس بن حبتر في أبي داود ، ومجاهد في كتاب الرد على أهل القدر والنسائي ، ومقسم ، وميمون بن مهران ، ويزيد بن الأصم ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود في أبي داود والترمذي وابن ماجة.

روى عنه : إسرائيل بن يونس ، والحسن بن صالح بن حي ، وسفيان الثوري في ابن ماجة والترمذي والنسائي وأبي داود ، وسليمان الأعمش ، وشريك بن عبد الله في الترمذي ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي في

__________________

1 ـ الجرح والتعديل : 6 / 176 الرقم 962.

2 ـ مختصر تاريخ دمشق : 17 / 205 الرقم 91.

3 ـ تهذيب الكمال : 20 / 329 ، راجع الجامع في العلل ومعرفة الرجال : 2 / 126 الرقم 1143 ، ومعرفة الرواة للذهبي : 145 ـ 150 الرقم 247.

4 و 5 ـ تقريب التهذيب : 2 / 32 الرقم 297.

٢٧٧

ابن ماجة ، وعبد الرحمان بن يزيد بن تميم في النسائي ، وعبد الرحمان بن يزيد بن جابر ، وعتاب بن بشير ، وعيسى بن راشد ، ومحمد بن عبد الله بن علاثة ، ومسعر بن كدام ، ومعمر بن راشد ، وموسى بن أعين ، ويونس بن راشد الجزري في أبي داود ، وأبو الأحوص الحنفي ، وأبو إسرائيل الملائي ، وأبو سعيد المؤدب في الترمذي والنسائي وابن ماجة ، وأبو العميس المسعودي ، وأبو مالك النخعي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، وابن ماجة(3) ، والترمذي(4) .

[ 82 ] علي بن ثابت ( ـ 219 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

علي بن ثابت الدهان العطار الكوفي(5) .

وقال الذهبي : صدوق(6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 328.

2 ـ سنن أبي داود : 3 / 331 ، كتاب الأشربة ، باب الأوعية ، الحديث 3696 ، وج 4 / 121 ، كتاب الملاحم ، الحديث 4336.

3 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 1327 ، كتاب الفتن ، الحديث 4006 ، وص 1328.

4 ـ سنن الترمذي : 5 / 252 ، كتاب تفسير القرآن ، الحديث 3048.

5 ـ تهذيب الكمال : 20 / 339 الرقم 4033.

6 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 116 الرقم 5795.

٢٧٨

وقال ابن حجر : صدوق(1) .

وذكره ابن حبان في الثقات(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال الذهبي : شيعي معروف. وقيل : كان ممن يسكن في تشيّعه ولا يغلو(3) . وقال البزار : كوفي ، غال في التشيع.

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر من كبار الطبقة العاشرة(4) .

وقال المزي : روى عن : أسباط بن نصر الهمداني ، والحكم بن عبد الملك في ابن ماجة ، وسعاد بن سليمان في ابن ماجة ، وأبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري ، وعلي بن صالح بن حي ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، وفضيل ابن عياض ، والقاسم بن ميمون الجعفي ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي ، ومسعود بن سعد الجعفي ، وأبي حماد المفضل بن صدقة الحنفي ، ومندل بن علي العنزي ، ومنصور بن أبي الأسود في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأبي قتيبة نعيم بن ثابت البصري ، ويعقوب بن عبد الله القمي ، وأبي بكر النهشلي.

روى عنه : أبو شيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة ، وإبراهيم بن الوليد بن

__________________

1 و 4 ـ تقريب التهذيب : 2 / 33 الرقم 302.

2 ـ كتاب الثقات : 8 / 457.

3 ـ ميزان الاعتدال : 3 / 116.

٢٧٩

حماد ، وأحمد بن إسحاق بن موسى الكوفي الحمار ، وأبو عمرو أحمد بن حازم ابن أبي غزرة ، وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي في ابن ماجة ، وأحمد بن موسى الشطوي ، وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز ، وأحمد بن يحيى الصوفي ، وأبو إبراهيم إسماعيل بن عبد الرحمان الأعرج ، والعباس بن جعفر بن الزبرقان في ابن ماجة ، وأبو أسامة عبد الله بن اسامة الكلبي الكوفي ، وأبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ، وعبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى في خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعثمان بن معبد بن نوح البغدادي المقرئ ، وعيسى بن دلويه البغدادي ، والفضل بن يوسف القصباني ، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني ، ومحمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي ، ومحمد بن الحسين بن أبي الحنين الحنيني ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز ، ومحمد بن غالب بن حرب تمتام ، ومحمد ابن عبيد بن عتبة الكندي في ابن ماجة ، ومحمد بن منصور الطوسي(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى له ابن ماجة فقط(2) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام زين العابدينعليه‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 20 / 339.

2 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 395 ، كتاب إقامة الصلاة وسننها ، الحديث 1246.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 118 الرقم 1194.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

وأقول :

ما نسبه المصنّف إليهم هو تجويز تكليف غير العاقل ، وما نقله الخصم هو عدم الوقوع ، ولا ربط لأحدهما بالآخر ، ولا يمكن إنكار تجويزهم ذلك ؛ لأنّهم يجوّزون تكليف ما لا يطاق ؛ وهذا نوع منه.

ويقولون : إنّ الله يحكم ما يريد ، ولا يقبح منه شيء(١) ، فيجوز أن يكلّف من لا عقل له ، ويعاقبه على المخالفة.

على أنّه قد نقل عنهم السيّد السعيد ما يدلّ على أنّهم يقولون بالوقوع(٢) .

ولا يهمّنا أمره بعد كون ما نسبه المصنّف إليهم هو التجويز.

* * *

__________________

(١) راجع : الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ١٣٤ و ١٥٤ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٣٢ و ٣٤٥ ، المواقف : ٣٣٠ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٩٤.

(٢) إحقاق الحقّ ٢ / ١٧٤.

٣٨١

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

الثالث : فهم المكلّف ؛ فلا يصحّ تكليف من لا يفهم الخطاب قبل فهمه(٢) .

وخالفت الأشاعرة في ذلك ، فلزمهم التكليف بالمهمل وإلزام المكلّف معرفته ومعرفة المراد منه ، مع أنّه لم يوضع لشيء ألبتّة ، ولا يراد منه شيء أصلا(٣) .

فهل يجوز للعاقل أن يرضى لنفسه المصير إلى هذه الأقاويل؟!

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٣٥.

(٢) العدّة في أصول الفقه ٢ / ٤٥١ وما بعدها.

(٣) انظر : تفسير الفخر الرازي ٢ / ١٣ ، الإحكام في أصول الأحكام ـ للآمدي ـ ١ / ١٤٤ ، فواتح الرحموت ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤.

٣٨٢

وقال الفضل(١) :

مذهب الأشاعرة : إنّه لا يصحّ خطاب المكلّفين بما لا يفهمونه ممّا يتعلّق بالأمر والنهي(٢) .

وما لا يتعلّق به اختلف فيه فذهب جماعة منهم إلى جواز المخاطبة بما لا يفهمه المكلّف ، كالمقطّعات في أوائل السور(٣) ، ولكن ليس هذا مذهب العامّة.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ١٧٥.

(٢) راجع ما مرّ في الصفحة السابقة ، الهامش ٣.

(٣) تفسير الفخر الرازي ٢ / ١٣.

٣٨٣

وأقول :

كيف لا تصحّ نسبة المصنّف إليهم صحّة تكليف من لا يفهم الخطاب ، وقد زعموا أنّ الله يحكم ما يريد ولا يقبح منه شيء(١) ؟!

وأمّا ما نقله الخصم ، فالظاهر أنّه في الوقوع لا الجواز ، كما يرشد إليه تفصيلهم.

وتمثيل المجوّز للثاني بما زعم وقوعه ، وهو المقطّعات كما نقله الخصم ، وإلّا فبالنظر إلى الجواز العقلي وعدمه لا وجه للتفصيل.

* * *

__________________

(١) انظر : الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ١٣٤ و ١٥٤ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٣٢ و ٣٤٥ ، المواقف : ٣٣٠ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٩٤.

٣٨٤

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

الرابع : إمكان الفعل إلى المكلّف ؛ فلا يصحّ التكليف بالمحال(٢) .

وخالفت الأشاعرة فيه ، فجوّزوا تكليف الزمن الطيران إلى السماء ، وتكليف العاجز خلق مثل الله تعالى وضدّه وشريكه وولد له ، وأن يعاقبه على ذلك ، وتكليفه الصعود على السطح العالي بأن يضع رجلا في الأرض ورجلا على السطح(٣) .

وكفى من ذهب إلى هذا نقصا في عقله ، وقلّة في دينه ، وجرما عند الله تعالى ، حيث نسبه إلى إيجاد ذلك ، بل مذهبهم أنّه تعالى لم يكلّف أحدا إلّا بما لا يطاق.

أو ترى ما يكون جواب هذا القائل إذا وقف بين يدي الله تعالى وسأله : كيف ذهبت إلى هذا القول وكذّبت القرآن العزيز ، وإنّ فيه :( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها ) (٤) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٣٥.

(٢) شرح جمل العلم والعمل : ٩٨ ـ ٩٩ ، الذخيرة في علم الكلام : ١٠٠ ـ ١٠١ و ١٢١ ، تقريب المعارف : ١١٢ و ١٢٨ ، تجريد الاعتقاد : ٢٠٣.

(٣) انظر : اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع : ٩٨ ـ ١٠١ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ١٤٠ و ١٦٣ ، المواقف : ٣٣٠ ـ ٣٣١.

(٤) سورة البقرة ٢ : ٢٨٦.

٣٨٥

وقال الفضل(١) :

قد عرفت في الفصل الذي ذكر فيه « تكليف ما لا يطاق » ، أنّ ما لا يطاق على ثلاث مراتب ، ولا يجوز التكليف بالوسطى دون الثالث.

والأوّل واقع بالاتّفاق ، كتكليف أبي لهب بالإيمان وهذا بحسب التجويز العقلي ، والاستقراء يحكم بأنّ التكليف بما لا يطاق لم يقع ، ولقوله تعالى :( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها ) (٢) ، وهذا مذهب الأشاعرة(٣) .

والعجب من هذا الرجل أنّه يفتري الكذب ثمّ يعترض عليه ، فكأنّه لم يتّفق له مطالعة كتاب في الكلام على مذهب الأشاعرة ، وسمع عقائدهم من مشايخه من الشيعة وتقرّر بينهم أنّ هذه عقائد الأشاعرة.

ثمّ لم يستح من الله تعالى ومن الناظر في كتابه ، وأتى بهذه الترّهات والمزخرفات.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ١٧٦.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٨٦.

(٣) تقدّم في الصفحة ٩٩ ـ ١٠٠ من هذا الجزء.

٣٨٦

وأقول :

سبق هناك بيان ما في دعوى الاتّفاق على وقوع التكليف بما لا يطاق في المرتبة الأولى.

وحقّقنا أنّا لا نجوّزه بالمراتب كلّها ، وأنّهم يجوّزونه فيها جميعا.

وأوضحنا المقام في تكليف أبي لهب بالإيمان.

وذكرنا أنّ الله سبحانه لم يكلّف عندهم إلّا بما لا يطاق ؛ لأنّ أفعال العباد مخلوقة له ولا أثر للعبد فيها ، فكلّها لا تطاق للعبد ولا ممّا يسعه(١) ، ومع ذلك قد كلّفه الله سبحانه بها ، فيكون قوله تعالى :( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها ) (٢) كاذبا على مذهبهم ، كما ذكره المصنّف ولم يجهله الخصم ، ولكنّه قصد بتكذيب المصنّف وإساءة الأدب معه والتجاهل بمذهبه ، التمويه وتلبيس الحقيقة.

* * *

__________________

(١) تقدّم في الصفحة ١٠١ ـ ١٠٤ من هذا الجزء.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٨٦.

٣٨٧

قال المصنّف ـ قدّس الله نفسه ـ(١) :

الخامس : أن يكون الفعل ما يستحقّ به الثواب(٢) ، وإلّا لزم العبث والظلم على الله تعالى.

وخالفت الأشاعرة فيه ، فلم يجعلوا الثواب مستحقّا على شيء من الأفعال ، بل جوّزوا التكليف بما يستحقّ عليه العقاب(٣) ، وأن يرسل رسولا يكلّف الخلق فعل جميع القبائح وترك جميع الطاعات.

فيلزمهم من هذا أن يكون المطيع المبالغ في الطاعة من أسفه الناس وأجهل الجهلاء ، من حيث يتعب بماله وبدنه في فعله شيئا ربّما يكون هلاكه فيه.

وأن يكون المبالغ في المعصية والفسوق أعقل العقلاء حيث يتعجّل اللذّة ، وربّما يكون تركها سبب الهلاك وفعلها سبب النجاة.

فكان وضع المدارس والرّبط(٤) والمساجد من نقص التدبيرات البشرية ، حيث تخسر الأموال في ما لا نفع فيه ولا فائدة عاجلة ولا آجلة.

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٣٦.

(٢) انظر : الذخيرة في علم الكلام : ١١٢ و ١٣١ ، تقريب المعارف : ١١٩ ، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد : ١١٢.

(٣) التقريب والإرشاد ١ / ٢٦٦ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ١٣٤ و ١٤٠.

(٤) الرّبط : الخيل تربط بالأفنية وتعلف ، ورباط الخيل مرابطتها في الثغور لصدّ الأعداء ؛ وواحد الرّبط : الرّبيط ، وجمع الرّبط : الرّباط ، وهو جمع الجمع.

انظر مادّة « ربط » في : لسان العرب ٥ / ١١٢ ، تاج العروس ١٠ / ٢٥٩ ـ ٢٦٢.

٣٨٨

وقال الفضل(١) :

شرط الفعل الذي يقع به التكليف أن يكون ممّا يترتّب عليه الثواب في عادة الله تعالى ، لا أنّه يجب على الله تعالى إثابة المكلّف المطيع ؛ لأنّه لا يجب عليه شيء ، بل جرى عادة الله تعالى بإعطاء الثواب عقيب العمل الصالح ، وليس للمكلّفين على الله تعالى دين يجب عليه قضاؤه.

ولو كان إلّا كذلك ، للزم أن يكون العباد متاجرين مع الله تعالى ، كالأجراء الّذين يأخذون أجرتهم عند الفراغ من العمل ، ولو لم يعط المؤجّر أجرتهم لكان ظالما وجائرا.

وهذا مذهب باطل لا يذهب إليه من يعرف نعم الله تعالى على عباده ، ويعرف علوّ الشأن الإلهي ، وأنّ الناس كلّهم عبيد الله ، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء ، وليس لهم عليه حقّ ولا استحقاق ، بل الثواب بفضله وجرى عادته أن يعطي العبد المطيع عقيب طاعته ، كما جرى عادته بإعطاء الشبع عقيب أكل الخبز.

وهل يحسن أن يقال : إنّه إذا لم يجب على الله تعالى إعطاء الشبع عقيب أكل الخبز ، تموت الناس من الجوع؟!

كذلك لا يحسن أن يقال : لو لم يجب على الله تعالى إثابة المطيع وجزاء العاصي ، لارتفع الفرق بين المطيع والعاصي ، ولكان فعل الخيرات وإثارة المبرّات ضائعا عبثا؟!

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ١٧٧.

٣٨٩

لأنّا نقول : جرت عادة الله تعالى التي لا تتخلّف إلّا بسبيل خرق العادة على إعطاء الثواب للمطيع من غير أن يجب عليه شيء.

فلم يرتفع الفرق بين المطيع والعاصي ، كما جرى عادته بإعطاء الشبع عقيب أكل الخبز ، فهل يكون من أكل الخبز فشبع ، كمن ترك أكل الخبز فجاع؟!

* * *

٣٩٠

وأقول :

قد سبق أنّ الثواب غيبي ، فلا تصحّ دعوى العلم بالعادة فيه

وأمّا إحرازها بإخبار الله تعالى ، فغير تامّ ؛ لابتنائه على صدق كلامه تعالى ، وهو غير محقّق على مذهبهم!

مع أنّه قال تعالى :( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ) (١) ، ولعلّ ما أخبر به من الثواب ممّا يمحوه.

فأين العادة في الثواب وإحرازها؟! لا سيّما وقد أجاز الخصم خرقها كما هو واقع في عادات الدنيا.

وأمّا ما ذكره من نفي كون الثواب دينا على الله تعالى ، فنحن نمنعه ونقول : إنّه دين ، أي إنّه حقّ عليه اقتضاه عدله.

وأمّا كون العباد متاجرين مع الله تعالى ، فهو ممّا نطق به الكتاب العزيز ، قال تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) (٢)

وقال تعالى :( إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ )

إلى قوله تعالى :( فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ ) (٣)

__________________

(١) سورة الرعد ١٣ : ٣٩.

(٢) سورة فاطر ٣٥ : ٢٩ و ٣٠.

(٣) سورة التوبة ٩ : ١١١.

٣٩١

وقال تعالى :( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ ) (١) الآية

( إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ) (٢)

( إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ) (٣)

( نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ ) (٤)

( إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ ) (٥)

( فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ) (٦) .

إلى غير ذلك من الآيات المتضافرة والأخبار المتواترة.

وأمّا قوله : « لو لم يعط المؤجّر أجرتهم كان ظالما وجائرا »

فهو من مقالة أهل الحقّ التي صرّح بها الكتاب المجيد ، قال تعالى :

( وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) (٧) .

وقال تعالى :( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً ) (٨) .

وقال تعالى :( فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ

__________________

(١) سورة الصفّ ٦١ : ١٠ و ١١.

(٢) سورة الكهف ١٨ : ٣٠.

(٣) سورة الأعراف ٧ : ١٧٠.

(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٣٦ ، سورة العنكبوت ٢٩ : ٥٨.

(٥) سورة آل عمران ٣ : ١٨٥.

(٦) سورة آل عمران ٣ : ٥٧ ، سورة النساء ٤ : ١٧٣.

(٧) سورة الأنفال ٨ : ٦٠.

(٨) سورة النساء ٤ : ١٢٤.

٣٩٢

نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) (١) .

وقال تعالى :( وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) (٢) .

وقال تعالى :( وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) (٣) .

وقال تعالى :( وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) (٤) .

وقال تعالى :( وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) (٥) .

إلى غير ذلك من الآيات المستفيضة.

وأمّا قوله : « لا يذهب إليه من يعرف نعم الله على عباده »

فإن أراد به أنّ من يعرف نعمه لا يرى أنّه مستحقّ للأجر ، فظاهر البطلان ؛ لأنّ وجوب شكر المنعم لا ينافي استحقاق الأجر على ما كلّفه به المنعم ، وإن حسن من العبد أو وجب عليه عدم المطالبة بالأجر شكرا للنعمة.

وإن أراد أنّ حصول الإنعام من الله تعالى كاف في صحّة التكليف منه بلا إعطاء أجر ، ليكون التكليف ناشئا من طلب المنعم جزاء نعمه بالشكر عليها ، كما عن أبي القاسم البلخي(٦) ، فهو أظهر بطلانا ؛ إذ يقبح من

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ٢٥.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٧٢.

(٣) سورة الجاثية ٤٥ : ٢٢.

(٤) سورة النحل ١٦ : ١١١.

(٥) سورة الأحقاف ٤٦ : ١٩.

(٦) انظر : شرح الأصول الخمسة : ٦١٧.

٣٩٣

الكريم طلب جزاء نعمته من دون أن يعطيه ثوابا على ما كلّفه به ، بل يكون تكليفه بلا أجر عبثا وظلما!

ولو كان الثواب تفضّلا محضا ، لصحّ منع الثواب عن سيّد النبيّين أو مساواته فيه لسائر المؤمنين ، بل للأطفال والمجانين ، ولجاز خلق النار دون الجنّة.

وأمّا ما ذكره من مثال الموت من الجوع ؛ فإنّما لا يحسن السؤال فيه إذا ترتّب عليه فائدة للعبد ، أو كان جزاء عمله السيّئ ، وإلّا فيقبح إيلام العبد بلا فائدة له ولا ذنب منه ، ويصحّ السؤال عنه.

كما يصحّ السؤال عن ترك إثابة المطيع وجعله بمنزلة العاصي ، لكن مثل هذه الأمور ليست من فعله ولا تصدر عنه ، فلا يسأل عنها ؛ لانتفاء الموضوع.

* * *

٣٩٤

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

السادس : أن لا يكون حراما ؛ لامتناع كون الشيء الواحد من الجهة الواحدة مأمورا به منهيّا عنه ؛ لاستحالة التكليف بما لا يطاق(٢) .

وأيضا : يكون مرادا ومكروها في وقت واحد من جهة واحدة ، وهذا مستحيل عقلا.

وخالفت الأشاعرة في ذلك ، فجوّزوا أن يكون الشيء الواحد مأمورا به منهيّا عنه ؛ لإمكان تكليف ما لا يطاق عندهم(٣) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٣٦.

(٢) التذكرة بأصول الفقه : ٣١ ، العدّة في أصول الفقه ١ / ١٨١.

(٣) انظر : التقريب والإرشاد ١ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧ و ٢٦٠ ، تمهيد الأوائل : ٣٢٠ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ١٤٠ ، فواتح الرحموت ١ / ١١٠ ـ ١١١.

٣٩٥

وقال الفضل(١) :

لا خلاف في أنّ المأمور به لا بدّ أن لا يكون حراما ؛ لأنّ الحرام ما نهى الله عنه

ولا يكون الشيء الواحد مأمورا به ، منهيّا عنه ، في وقت واحد ، من جهة واحدة ، ولكن إن اختلف الوقت والجهة والشرائط التي اعتبرت في التناقض ، يجوز أن يتعلّق به الأمر في وقت من جهة ، والنهي في وقت آخر من جهة أخرى ؛ فهذا مذهب أهل السنّة.

وأمّا إمكان التكليف بما لا يطاق ، فقد سمعته غير مرّة ، وأنّه لا يقع ولم يقع.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ١٨١.

٣٩٦

وأقول :

قد نصدّقه في ما يتعلّق بالوقوع ، بأن لم يقولوا بوقوع الأمر بالحرام.

ولكنّ كلام المصنّف في التجويز كما لا ينكره الخصم ، وكفاهم نقصا في تجويز مثله على الله سبحانه ، وهو ممّا لا يجوز على أقلّ العقلاء.

* * *

٣٩٧

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

ومن العجب أنّهم حرّموا الصلاة في الدار المغصوبة ، ومع ذلك لم يوجبوا القضاء وقالوا : إنّها صحيحة(٢) .

مع أنّ الصحيح هو المعتبر في نظر الشارع ، وإنّما يطلق على المطلوب شرعا ، والحرام غير معتبر في نظر الشارع ، مطلوب الترك شرعا.

وهل هذا إلّا محض التناقض؟!

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ١٣٧.

(٢) المجموع ـ للنووي ـ ٣ / ١٦٤.

٣٩٨

وقال الفضل(١) :

الصلاة الصحيحة ما استجمعت شرائط الصحّة التي اعتبرت في الشرع ، فالصلاة في الدار المغصوبة صحيحة ؛ لأنّها مستجمعة لشرائط الصحّة التي اعتبرت في الصلاة في الشرع ، وليس وقوعها في مكان مملوك غير مغصوب من شرائط صحّة الصلاة نعم ، من شرائطها أن تقع في مكان طاهر من النجاسات.

ولو كان من شرائط الصحّة وقوعها في مكان غير مغصوب ، لكان الواقع في المكان المغصوب منها فاسدة ، وكان يجب قضاؤها ؛ لكونها غير معتبرة في نظر الشرع ؛ لعدم استجماعها الشرائط المعتبرة فيها.

وأمّا كونها حراما ، فلأجل أنّها تتضمّن الاستيلاء على حقّ الغير عدوانا ، فهي بهذا الاعتبار حرام ، فالحرمة باعتبار ، والصحّة باعتبار آخر ، فأين التناقض؟!

والعجب أنّه مشتهر بالدراية في المعقولات ، ولا يعلم شرائط حصول التناقض!

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ٢ / ١٨٢.

٣٩٩

وأقول :

إذا أقرّوا بحرمة الصلاة في الدار المغصوبة ، لزمهم الحكم بعدم اعتبارها شرعا ، لعدم مطلوبيّتها ، فلا تصحّ ؛ لأنّ العبادة الصحيحة هي المطلوبة للشارع ، المعتبرة في نظره.

وهذه عبارة أخرى عن كون إباحة المكان شرطا في صحّة الصلاة ، فإذا حكموا بصحّة الصلاة في الدار المغصوبة ثبت التناقض ؛ لأنّه يكون هذا الوجود الشخصي للصلاة في الدار المغصوبة معتبرا وغير معتبر ، صحيحا وغير صحيح ، وهو تناقض ظاهر.

* * *

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420