دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٣

دلائل الصدق لنهج الحق14%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-356-x
الصفحات: 420

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 420 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 214592 / تحميل: 4827
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٣

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٦-x
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

وأقول :

إن أراد بملاحظة الغاية كونها داعية للفعل ، فهو مذهبنا(١) ، ولا يقوله الأشاعرة.

وإن أراد بها مجرّد إدراك الغاية من دون أن تكون باعثة على الفعل ، فهو مذهب الأشاعرة(٢) ، ويلزمه العبث وسائر المحالات ، ويجوز بمقتضاه أن يعذّب الله سبحانه أعظم المطيعين ، ويثيب أعظم العاصين ؛ لأنّه لا غاية له تبعثه إلى الفعل ، بل يفعل مجّانا بلا غرض ، بل يجوز أن لا تكون أفعاله متقنة ، وإن اتّفق إتقانها في ما وقع ، وأمّا في ما لم يقع بعد ـ كالثواب والعقاب ـ فمن الجائز أن لا يكون متقنا ؛ لفرض عدم الغرض له تعالى ، ولأنّه لا يقبح منه شيء ، ولا يجب عليه شيء!

فما زعمه من عدم تحرير الفريقين لمحلّ النزاع حقيق بالسخرية! أتراه يخفى على جماهير العلماء ويظهر لهذا الخصم وحده؟! وهل يخفى على أحد أنّ النزاع في الغرض والعلّة الغائيّة ، وأنّ الإمامية والمعتزلة لم يروا بالقول بالغرض بأسا ونقصا ، بخلاف الأشاعرة؟! وهذا الخصم ما زال ينسب لقومه القول بالغاية ، فإن أراد بها الغاية الباعثة على الفعل ، فهي خلاف مذهبهم بالضرورة.

__________________

(١) تجريد الاعتقاد : ١٩٨ ، كشف المراد : ٣٣١ ، تلخيص المحصّل : ٣٤٣ ـ ٣٤٤.

(٢) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٥٠ ، المواقف : ٣٣١ ـ ٣٣٢ ، شرح المواقف ٨ / ٢٠٢ ـ ٢٠٦.

٦١

وإن أراد بها الأمر المترتّب اتّفاقا ، كقوله تعالى :( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) (١) ، غاية الأمر : أنّ الله تعالى عالم بهذا الأمر المترتّب ، فهو حقيقة مذهبهم ، وعليه ترد الإشكالات ، ولا ينفع معه التسويلات والتنصّلات.

وأمّا ما ذكره من قولهم بالحكمة والمصلحة ، فهو وإن قالوا به ظاهرا ، لكن لا بنحو اللزوم كقولهم بالإتقان ؛ لأنّ اللزوم لا يجتمع مع نفي الغرض ونفي الحسن والقبح العقليّين ونفي وجوب شيء عليه تعالى.

وأمّا قوله : « ولولاه لم يكن للفاعل المختار أن يفعل ذلك الفعل »

فإن أراد به أنّه لا يفعله لكونه عبثا ، فهو صحيح ، والله سبحانه أحقّ به.

وإن أراد أنّه لا يفعله لعدم قدرته عليه كما زعمه سابقا ، فهو باطل ـ كما عرفت ـ ، ومنه يعلم ما في قوله : « فهذا الفاعل بالاختيار يحتاج في صدور الفعل عنه ».

وقد بيّنّا أنّ هذا الاحتياج لإخراج الفعل عن العبث لا لنقص في القدرة ، فيكون كمالا للفعل ، ودليلا على كمال ذات الفاعل ، لا كاحتياج الذات إلى صفاتها الزائدة الموجب لنقص الذات في نفسها(٢) ؛ تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.

* * *

__________________

(١) سورة القصص ٢٨ : ٨.

(٢) انظر ج ٢ / ١٦٩ وما بعدها من هذا الكتاب.

٦٢

إنّه تعالى يريد الطاعات ويكره المعاصي

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

المطلب الخامس

في أنّه تعالى يريد الطاعات ويكره المعاصي

هذا هو مذهب الإمامية ، قالوا : إنّ الله تعالى أراد الطاعات سواء وقعت أم لا ، ولا يريد المعاصي سواء وقعت أم لا ، [ وكره المعاصي سواء وقعت أم لا ] ، ولم يكره الطاعات سواء وقعت أم لا(٢) .

وخالفت الأشاعرة مقتضى العقل والنقل في ذلك ، فذهبوا إلى أنّ الله تعالى يريد كلّ ما يقع في الوجود ، سواء كان طاعة أم لا ، وسواء أمر به أم نهى عنه(٣) [ وكره كلّ ما لم يقع ، سواء كان طاعة أو لا ، وسواء أمر به أو نهى عنه ] ، فجعلوا كلّ المعاصي الواقعة في الوجود من الشرك والظلم والجور والعدوان وأنواع الشرور مرادة لله تعالى ، وأنّه تعالى راض بها!

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٤.

(٢) أوائل المقالات : ٥٧ ـ ٥٨ ، شرح جمل العلم والعمل : ٨٧ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٧٩ ، تجريد الاعتقاد : ١٩٩.

(٣) الإبانة في أصول الديانة : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، تمهيد الأوائل : ٣١٧ ، الاقتصاد في الاعتقاد ـ للغزّالي ـ : ١٠٢ ، الملل والنحل ١ / ٨٣ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ ، المواقف : ٣٢٠ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٧٤ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣.

٦٣

وبعضهم قال : إنّه محبّ لها ، وكلّ الطاعات التي لم تصدر عن الكفّار مكروهة لله تعالى غير مريد لها ، وإنّه تعالى أمر بما لا يريد ونهى عمّا لا يكره ، وإنّ الكافر فعل في كفره ما هو مراد لله تعالى وترك ما كره الله تعالى من الإيمان والطاعة منه(١) .

وهذا القول يلزم منه محالات ، منها : نسبة القبيح إلى الله تعالى ؛ لأنّ إرادة القبيح قبيحة ، وقد بيّنّا أنّه تعالى منزّه عن فعل القبائح كلّها(٢) .

* * *

__________________

(١) انظر : الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ ـ ٣٤٥ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣ وقال : « منهم ـ أي الأشاعرة ـ من جوّز أن يقال : الله مريد للكفر والفسق والمعصية » وذكر في ص ١٧٤ أنّ خالق الشيء بلا إكراه مريد له بالضرورة ، وفيه أيضا : أنّ عدم إيمان الكافر مراد لله فلاحظ!

(٢) راجع كلام العلّامة الحلّي١ في ج ٢ / ٣٣٤ المبحث الحادي عشر من هذا الكتاب.

٦٤

وقال الفضل (١) :

قد سبق أنّ مذهب الأشاعرة : إنّ الله تعالى مريد لجميع الكائنات غير مريد لما لا يكون ، فكلّ كائن مراد وما ليس بكائن ليس بمراد ، واتّفقوا على جواز إسناد الكلّ إليه تعالى جملة ، واختلفوا في التفصيل كما هو مذكور في موضعه(٢) .

ومذهب المعتزلة ومن تابعهم من الإمامية : إنّه تعالى مريد لجميع أفعاله ، أمّا أفعال العباد فهو مريد للمأمور به منها كاره للمعاصي والكفر(٣) .

ودليل الأشاعرة : إنّه خالق للأشياء كلّها ، وخالق الشيء بلا إكراه مريد له بالضرورة(٤) .

وأمّا ما استدلّ به هذا الرجل في عدم جواز إرادة الله تعالى للشرك والمعاصي ، فهو من استدلالات المعتزلة.

والجواب : إنّ الشرك مراد لله تعالى ، بمعنى : إنّه أمر قدّره الله تعالى في الأزل للكافر ، لا أنّه رضي به وأمر المشرك به ، وهذا من باب التباس

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ١ / ٤٤٨.

(٢) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ ، المواقف : ٣٢٠ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣ و ١٧٤.

(٣) تقدّم في الصفحة ٦٣ ه‍ ٢ ، وراجع المصارد التالية التي تذكر آراء المعتزلة : شرح الأصول الخمسة : ٤٥٦ ـ ٤٥٧ ، الملل والنحل ١ / ٣٩ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٣.

(٤) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٤٣ ، المواقف : ٣٢٠ ، شرح المواقف ٨ / ١٧٤.

٦٥

الرضا بالإرادة.

وأمّا كون الطاعات التي لم تصدر من الكافر مكروهة لله تعالى

فإن أراد بالكراهة عدم تعلّق الإرادة به ، فصحيح ؛ لأنّه لو أراد لوجد

وإن أراد عدم الرضا به ، فهو باطل ؛ لأنّه لم يحصل في الوجود حتّى يتعلّق به الرضا أو عدمه.

وأمّا أنّه تعالى أمر بما لا يريد ونهى عمّا لا يكره ، فإنّه تعالى أمر الكفّار بالإسلام ولم يرد إسلامهم ، بمعنى عدم تقدير إسلامهم ، وهذا لا يعدّ من السفه ، ولا محذور فيه ، وإنّما يكون سفها لو كان الغرض من الأمر منحصرا في إيقاع المأمور به ، ولكن هذا الانحصار ممنوع ؛ لأنّه ربّما كان لإتمام الحجّة عليهم فلا يعدّ سفها.

وأمّا ما ذكره من لزوم نسبة القبيح إلى الله تعالى ؛ لأنّ إرادة القبيح قبيحة

فجوابه : إنّ الإرادة بمعنى التقدير ، وتقدير خلق القبيح في نظام العالم ليس بقبيح من الفاعل المختار ، إذ لا قبيح بالنسبة إليه.

على أنّ هذا مبنيّ على القبح العقلي وهو غير مسلّم عندنا ، ومع هذا فإنّه مشترك الإلزام ؛ لأنّ خلق الخنزير الذي هو القبيح يكون قبيحا ، والله تعالى خلقه بالاتّفاق منّا ومنكم.

* * *

٦٦

وأقول :

لا يخفى أنّ الأمور الممكنة إنّما يفعلها القادر المختار أو يتركها بإرادة منه ؛ لأنّ الممكن لا يترجّح أحد طرفيه إلّا بمرجّح ، وهو الإرادة ، فيكون العدم على طبع الوجود مقدورا ومستندا إلى الإرادة.

ولذا أسند الله تعالى العدم المسبوق بالوجود إلى إرادته حيث يقول :

( وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً ) (١) الآية ، فإنّ إهلاك القرية عبارة عن إماتة أهلها بسبب العذاب ، والموت عدم الحياة.

ولا ريب أنّ الإرادة تتوقّف على أمور :

منها : تصوّر المراد

ومنها : الرضا به ، سواء كان وجودا أو عدما ، وسواء كان حكما أم غيره ، فإنّ من يريد شيئا لا بدّ أن يرضى به بالضرورة.

ومنها : الرضا بمتعلّق المراد على وجه التعيّن له أو الترجيح له أو التساوي كما في متعلّق التكاليف ، فإنّ الحاكم إذا كلّف بنحو الوجوب لا بدّ أن يرضى بوجود الواجب على وجه التعيّن له بحيث يكون كارها لنقيضه ، ومثله الحرمة بالنسبة إلى الرضا بالترك والكراهة لنقيضه.

وإذا كلّف بنحو الندب ، لزم أن يرضى بالوجود على وجه الرجحان ، ومثله الكراهة بالنسبة إلى الرضا بالترك.

وإذا حكم على وجه الإباحة ، لزم أن يرضى بالوجود والعدم بنحو

__________________

(١) سورة الإسراء ١٧ : ١٦.

٦٧

التساوي.

نعم ، إذا كان التكليف امتحانيا لم تتوقّف إرادته إلّا على الرضا بأصل التكليف ، لا بمتعلّقه.

فإذا عرفت هذا فنقول : لمّا كانت أفعال العباد عند الإمامية غير مخلوقة لله تعالى ، لم تكن له إلّا إرادة تشريعية ، أي إرادة للأحكام ، فلم يكن له تعالى رضا بما يريده العباد ويفعلونه من المعاصي ، ولا كراهة لما يتركونه من الطاعات.

بخلافه على مختار الأشاعرة من أنّ أفعال العباد مخلوقة لله تعالى ، فإنّه يلزم أن يكون الله سبحانه مريدا للمعاصي الواقعة راضيا بها ، ولعدم الطاعات المتروكة كارها لها ؛ لأنّ فعله للمعاصي يتوقّف على إرادتها المتوقّفة على الرضا بها ، وتركه للطاعات يتوقّف على إرادة الترك المتوقّفة على الرضا به وكراهته الفعل ، كما سبق(١) .

ويلزم أن يكون الله تعالى آمرا بما يريد عدمه ويكرهه ولا يرضى به ، وهو الذي لم يخلقه من الطاعات ، وناهيا عمّا أراده ورضي به ، وهو الذي خلقه من المعاصي ، بل يلزم اجتماع الضدّين : الرضا والكراهة في ما أمر به وتركه ؛ لأنّ أمره دليل الرضا وتركه دليل الكراهة.

وكذا يجتمعان في ما نهى عنه وفعله ؛ لأنّ نهيه مستلزم للكراهة ، وفعله مستلزم للرضا.

وهذا الذي قلناه لا يبتني على أنّ تكون الإرادة بمعنى الرضا كما تخيّله الخصم ، بل هو مبنيّ على توقّف الإرادة على الرضا ـ كما بيّنّاه ـ ،

__________________

(١) راجع ردّ الشيخ المظفّر١ في مبحث « استلزام الأمر للإرادة والنهي للكراهة » في ج ٢ / ٣٧٣ من هذا الكتاب.

٦٨

فلا معنى لقوله : « الشرك مراد لله تعالى ، بمعنى أنّه أمر قدّره الله في الأزل ، لا أنّه رضي به وأمر المشرك به ، وهذا من باب التباس الرضا بالإرادة ».

على أنّ تفسير الإرادة بالتقدير ، خطأ ؛ لأنّ الإرادة صفة ذاتية والتقدير فعل ، ولو سلّم فقد عرفت أنّ التقدير موقوف على الإرادة(١) ، وهي موقوفة على الرضا.

ومن الفضول قوله في ما سمعت : « وأمر المشرك به »

فإنّ المصنّف لم يدّع أنّه يلزم مذهبهم أمر المشرك به حتّى ينفيه ، ولا هو متوهّم من كلام المصنّف.

وأمّا إنكاره لعدم الرضا بترك الطاعات ، بحجّة أنّها لم تحصل في الوجود حتّى يتعلّق بها الرضا أو عدمه ، فخطأ ؛ لأنّ الرضا وعدمه إنّما يتعلّقان بالشيء من حيث هو ، لا بما هو موجود ، كيف؟! وهما سابقان على الإرادة السابقة على الوجود.

وأمّا إنكاره للسفه في الأمر بالإسلام الذي لم يقدّره ، فمكابرة ظاهرة.

وقوله : « إنّما يكون سفها لو كان الغرض من الأمر منحصرا في إيقاع المأمور به »

باطل ؛ لأنّ إتمام الحجّة إنّما يكون على القادر المتمكّن ، لا على العاجز ، فيكون امتحانه سفها آخر ، تعالى الله عنه علوّا كبيرا ، وسيأتي قريبا زيادة إشكال عليه فانتظر.

وأمّا قوله : « وتقدير خلق القبيح في نظام العالم ليس بقبيح »

__________________

(١) راجع ردّ الشيخ المظفّر١ في مبحث « استلزام الأمر للإرادة والنهي للكراهة » في ج ٢ / ٣٧٣ من هذا الكتاب.

٦٩

فمكابرة أخرى كما مرّ(١) ، إذ لا وجه لعدم قبح القبيح منه سبحانه ، وهو أولى من يتنزّه عن فعل القبيح.

وأمّا ما زعمه من الاشتراك في الإلزام ، فقد عرفت جوابه(٢) .

* * *

__________________

(١) راجع ردّ الشيخ المظفّر١ في مبحث « إنّه تعالى لا يفعل القبيح » ، الصفحة ٩ من هذا الجزء.

(٢) راجع الصفحة ٢٥ من هذا الجزء.

٧٠

قال المصنّف ـ طاب ثراه ـ(١) :

ومنها : كون العاصي مطيعا بعصيانه ، حيث أوجد مراد الله تعالى وفعل وفق مراده.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٥.

٧١

وقال الفضل(١) :

جوابه : إنّ المطيع من أطاع الأمر ، والأمر غير الإرادة ، فالمريد هو المقدّر للأشياء ومرجّح وجوداتها ، فإذا وقع الخلق على وفق إرادته فلا يقال : إنّ الخلق أطاعوه.

نعم ، إذا أمرهم بشيء فأطاعوه يكونون مطيعين.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ١ / ٤٥٢.

٧٢

وأقول :

غير خفيّ أنّ الطاعة منوطة بموافقة الإرادة ، والعصيان بمخالفتها ، لا بموافقة لفظ الأمر ومخالفته

ولذا لو علمت إرادة المولى لشيء ولم يأمر به لمانع وجب إتيانه

ولو علم عدم إرادته مع أمره صورة لم يجب فعله

وإنّما قالوا : الطاعة موافقة الأمر ؛ لأنّه دليل الإرادة ولا تعرف بدونه غالبا ، وحينئذ فيلزم ما ذكره المصنّف من كون العاصي مطيعا بعصيانه لموافقته للإرادة التكوينية ، بل هو موافق للأمر التكويني فيكون مطيعا ألبتّة.

قال عزّ من قائل :( فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ) (١)

وقال تعالى :( إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (٢) .

* * *

__________________

(١) سورة فصّلت ٤١ : ١١.

(٢) سورة يس ٣٦ : ٨٢.

٧٣

قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ(١) :

ومنها : كونه تعالى يأمر بما يكره ؛ لأنّه أمر الكافر بالإيمان وكرهه منه حيث لم يوجد وينهى عمّا يريد ، لأنّه نهاه عن الكفر وأراده منه.

وكلّ من فعل هذا من أشخاص البشر ينسبه كلّ عاقل إلى السفه والحمق ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.

فكيف يجوز للعاقل أن ينسب إلى ربّه تعالى ما يتبرّأ هو منه ويتنزّه عنه؟!

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٥.

٧٤

وقال الفضل(١) :

قد سبق المنع من أنّ الأمر بخلاف ما يريده يعدّ سفها(٢) ، وإنّما يكون كذلك لو كان الغرض من الأمر منحصرا في إيقاع المأمور به ، وليس كذلك ؛ لأنّ الممتحن لعبده هل يطيعه أم لا؟ قد يأمره ولا يريد منه الفعل.

أمّا أنّ الصادر منه أمر حقيقة ؛ فلأنّه إذا أتى العبد بالفعل يقال : امتثل أمر سيّده.

وأمّا أنّه لا يريد الفعل منه ؛ فلأنّه يحصل مقصوده وهو الامتحان ، أطاع أو عصى ، فلا سفه بالأمر بما لا يريده الآمر.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ١ / ٤٥٢.

(٢) راجع ردّ الفضل في مبحث « استلزام الأمر للإرادة والنهي للكراهة » في ج ٢ / ٣٧٢ ، وانظر الصفحتين ٦٥ ـ ٦٦ من هذا الجزء.

٧٥

وأقول :

لا يخفى أنّ السفه يحصل بطلب الفعل والأمر به حقيقة مع كراهته في الواقع ، وبالنهي عنه حقيقة مع إرادته واقعا ، كما هو الحاصل في الشرعيّات ، ضرورة مطلوبية مثل الإيمان وعدم الكفر حقيقة.

ولا محلّ لاحتمال أن يكون الطلب لمثل ذلك صوريا لغرض الامتحان أو غيره ، على أنّ الامتحان للعاجز سفه آخر.

ثمّ إنّ كلامه دالّ على ثبوت الغرض لله تعالى ، وهو باطل على قولهم : « إنّ أفعاله تعالى لا تعللّ بالأغراض »(١) !

* * *

__________________

(١) الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٥٠ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٩٦ ، المواقف : ٣٣١ ، شرح المواقف ٨ / ٢٠٢.

٧٦

قال المصنّف ـ طيّب الله رمسه ـ(١) :

ومنها : مخالفة النصوص القرآنية الشاهدة بأنّه تعالى يكره المعاصي ويريد الطاعات ، كقوله تعالى :( وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ) (٢)

( كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ) (٣)

( فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) (٤)

( وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ ) (٥)

إلى غير ذلك من الآيات

فترى لأيّ غرض يخالفون هؤلاء القرآن العزيز وما دلّ العقل عليه؟!

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٥.

(٢) سورة غافر ٤٠ : ٣١.

(٣) سورة الإسراء ١٧ : ٣٨.

(٤) سورة الزمر ٣٩ : ٧.

(٥) سورة البقرة ٢ : ٢٠٥.

٧٧

وقال الفضل(١) :

قد يستعمل لفظ الإرادة ويراد به الرضا والاستحسان ، ويقابله الكراهة بمعنى السخط وعدم الرضا ، فقوله تعالى :( وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ) (٢) ، أريد من الإرادة الرضا ، فسلب الرضا بالظلم عن ذاته المقدّسة ، وهذا عين المذهب.

وأمّا الإرادة بمعنى التقدير والترجيح ، أو مبدأ الترجيح ، فلا تقابلها الكراهة ، وهو معنى آخر.

وسائر النصوص محمولة على الإرادة بمعنى الرضا.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ ١ / ٤٥٤.

(٢) سورة غافر ٤٠ : ٣١.

٧٨

وأقول :

لمّا كان من مذهبه : أنّ الله سبحانه هو الخالق للظلم الواقع في الكون ، المريد له(١) ، وكان ذلك خلافا صريحا للآية الأولى ، التجأ إلى حمل الإرادة فيها على الرضا ، وهو لو سلّم لا ينفعه ؛ لتوقّف الإرادة على الرضا ؛ لأنّه من مقدّماتها ، فإذا نفت الآية رضاه تعالى بالظلم ـ كما زعم ـ استلزم نفي إرادته له ، وهو خلاف مذهبه.

وليت شعري إذا لم يرض سبحانه بالظلم والكفر وكان السيّئ عنده مكروها ولا يحبّ الفساد ، فكيف أرادها وخلقها وهو العالم المختار؟!

وإذا كان يرضى الشكر ، فما المانع له عن إرادته وخلقه وهو المتصرّف فيه كما زعموا؟!

وأمّا قوله : « وسائر النصوص محمولة على الإرادة بمعنى الرضا »

فكلام صادر من غير تروّ ، إذ ليس في بقيّة الآيات التي ذكرها المصنّفرحمه‌الله ما يشتمل على لفظ الإرادة ، ولا يعوزه الجواب إذا كان مبنيا على المغالطة.

* * *

__________________

(١) راجع الصفحة ٦٣ من هذا الجزء.

٧٩

قال المصنّف ـ قدّس الله روحه ـ(١) :

ومنها : مخالفة المحسوس وهو : استناد أفعال العباد إلى تحقّق الداعي وانتفاء الصوارف ؛ لأنّ الطاعات حسنة والمعاصي قبيحة.

وإنّ الحسن جهة دعاء والقبح جهة صرف ، فيثبت لله تعالى في الطاعة دعوى الداعي إليها وانتفاء الصارف عنها.

وفي القبيح ثبوت الصارف وانتفاء الداعي ؛ لأنّه ليس داعي الحاجة لاستغنائه تعالى ، ولا داعي الحكمة لمنافاتها إيّاها ، ولا داعي الجهل لإحاطة علمه به.

فحينئذ يتحقّق ثبوت الداعي إلى الطاعات ، وثبوت الصارف في المعاصي ، فثبت إرادته للأوّل وكراهته للثاني.

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٩٦.

٨٠

الإمام الهادي عليه السلام

كان هادياً إلى الدِّين وشريعة سيّد المرسلين، ونموذجاً لحسن أخلاق الطيّبين، ومهذباً لأصحابه على شكر النعم.

من ذلك ما في حديث أبي هاشم الجعفري قال: ـ

أصابتني ضيقة شديدة، فصرت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام..

فأذنَ لي، فلمّا جلست قال: ـ

يا أبا هاشم إنّ نِعَم الله عزّوجلّ عليك، تريد أن تؤدّي شكرها؟

قال أبو هاشم: فوجمتُ، فلم أدرِ ما أقول له.

فابتدأ عليه السلام فقال:

رزَقَك الإيمان فحرّم بدنك على النار، ورزقك العافية فأعانتك على الطاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التبذّل.

يا أبا هاشم: إنّما ابتدأتك بهذا لأنّني ظننتُ أنّك تريد أن تشكو لي من فَعَل بك هذا، وقد أمرتُ لك بمائة دينار فخذها (1) .

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 50 / ص 129.

٨١

٨٢

الإمام العسكري عليه السلام

كان صاحب معالي الأخلاق الطيّبة حتّى مع أعداءه فضلاً عن مواليه، ففي حديث محمّد بن إسماعيل العلوي قال:

جلس أبو محمّد عليه السلام عند عليّ بن أوتاش وكان شديد العداوة لآل محمّد صلى الله عليه وآله، غليظاً على آل أبي طالب... فما أقام إلّا يوماً حتّى وضع خدّه له، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظاماً، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرةً، وأحسنهم قولاً فيه (1) .

وهذا يدلّ على أجلّ محاسن الأخلاق التي يكنّ العدوّ له.

ومن ذلك تلاحظ سيرته الطيّبة حتّى مع أخيه جعفر التوّاب وذلك حين حبسه المعتمد العبّاسي، ففي الحديث أنّه حبسه مع أخيه جعفر عند سجّانه عليّ بن جرين.

قال: كان المعتمد يسأل عليّاً عن أخباره في كلّ وقت فيخبره أنّه يصوم النهار، ويصلّي الليل.

فسأله يوماً من الأيّام عن خبره فأخبره بمثل ذلك، فقال له: امض السّاعة إليه

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 50 / ص 3307.

٨٣

واقرئه منّي السلام، وقُل له: انصرف إلى منزلك مصاحباً.

قال عليّ بن جرين: فجئت إلى باب الحبس فوجدت حماراً مسرّجاً فدخلت عليه فوجدته جالساً وقد لبس خفّه وطيلسانه وشاشته ـ أي عمامته ـ فلمّا رآني نهض فأدّيت إليه الرسالة فركب.

فلمّا استوى على الحمار وقف.

فقلت له: ما وقوفك يا سيّدي؟

فقال لي: حتّى يجي جعفر.

فقلت: إنّما أمرنبي بإطلاقك دونه.

فقال لي: ترجع إليه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جميعاً فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك فمضى وعاد، فقال له: يقول لك: قد أطلقت جعفراً لك لأنّي حبسته بجنايته على نفسه وعليك، وما يتكلّم به، وخلّى سبيله فصار معه إلى داره (1) .

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 50 / ص 314.

٨٤

الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف

وهو صفوة الصفوة من الاُسوة الباقية من رسول الله صلى الله عليه وآله في طيب الأخلاق، ومحاسن الفعال، وعظيم السجايا، مع الأولياء وغير الأولياء.

ففي قضيّة ياقوت الدهّان نقل المحدّث النوري عن المرحوم الشيخ علي الرشتي تلميذ الميرزا الشيرازي قال: ـ

رجعت مرّة من زيارتي أبي عبد الله عليه السلام عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات، فلمّا ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربلاء وطويريج، رأيت أهلها من أهل الحلّة، ومن طويريج يفترق، طريق الحلّة والنجف، واشتغل الجماعة باللّهو واللّعب والمزاح، رأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم، عليه آثار السكينة والوقار لا يمازح ولا يضاحك، وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه، ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم، فتعجّبت منه إلى أن وصلنا إلى محلّ كان الماء قليلاً فأخرَجنا صاحب السفينة منها فكنّا نمشي على شاطىء النهر.

فاتّفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه، وذمّهم إيّاه، وقدحهم فيه.

٨٥

فقال: هؤلاء من أقاربي من أهل السُّنّة، وأبي منهم واُمّي من أهل الإيمان، وكنت أيضاً منهم، ولكنّ الله مَنَّ عَليَّ بالتشيّع ببركة الحجّة صاحب الزمان عليه السلام.

فسألت عن كيفيّة إيمانه.

فقال: اسمي ياقوت وأنا أبيع الدّهن عند جسر الحلّة، فخرجت في بعض السنين لجلب الدّهن من أهل البراري خارج الحلّة، فبُعدت عنها بمراحل، إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت اُريده منه، وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلّة، ونزلنا في بعض المنازل ونُمنا، وانتبهت فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جميعاً، وكان طريقنا في بريّة قفر، ذات سباع كثيرة، ليس في أطرافها معموة إلّا بعد فراسخ كثيرة.

فقمت وجعلت الحمل على الحمار، ومشيت خلفهم فضلَّ عنّي الطريق، وبقيت متحيّراً خائفاً من السباع والعطش في يومه، فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الإعانة، وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى، وتضرّعت كثيراً، فلم يظهر منهم شيء، فقلت في نفسي: إنّي سمعتُ من اُمّي أنّها كانت تقول: إنّ لنا إماماً حيّاً يُكنّى أبا صالح يرشد الضالّ، ويُغيث الملهوف، ويُعين الضعيف، فعاهدت الله تعالى إن استغثت به فأغاثني، أن أدخل في دين اُمّي.

فناديته واستغثت به، فإذا بشخص في جنبي، وهو يمشي معي، وعليه عمامة خضراء، قال رحمه الله: وأشار حينئذٍ إلى نبات حافّة النهر، وقال: كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات.

ثمّ دلّني على الطريق وأمرني بالدخول في دين اُمّي، وذكر كلمات نسيتها، وقال: ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة.

قال: فقلت: يا سيّدي أنت لا تجيىء معي إلى هذه القرية؟

فقال ما معناه: لا، لأنّه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد اُريد أن

٨٦

أغيثهم، ثمّ غاب عنّي.

فما مشيت إلّا قليلاً حتّى وصلت إلى القرية، وكان في مسافة بعيدة، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.

فلمّا دخلت الحلّة ذهبت إلى سيّد الفقهاء السيّد مهدي القزويني طاب ثراه، وذكرت له القصّة، فعلّمني معالم ديني، فسألت عنه عملاً أتوصّل به إلى لقائه عليه السلام مرّةً اُخرى، فقال: زُر أبا عبد الله عليه السلام أربعين ليلة الجمعة.

قال: فكنت أزوره من الحلّة في ليالي الجُمع إلى أن بقي واحدة، فذهبت من الحلّة في يوم الخميس، فلمّا وصلت إلى باب البلد، فإذا جماعة من أعوان الظّلَمة يطالبون الواردين التذكرة، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها، فبقيت متحيّراً والناس متزاحمون على الباب فأردت مراراً أن أتخفّى وأجوز عنهم، فما تيسّر لي، وإذا بصاحبي صاحب الأمر عليه السلام في زيّ لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد، فلمّا رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه، وأدخلني من الباب فما رآني أحد، فلمّا دخلت البلد افتقدته من بين الناس (1) .

هذه نُبذة يسيرة من دروسهم العمليّة في حُسن الخلق وطيب الأخلاق.

وأمّا دروسهم القوليّة في أحاديثهم السَنيّة، فقد بيّنوا أروع الدروس، وأبلغ المعالم في الأخلاقيّات ومكارم الصِّفات، نذكر جملة منها في الفصل القادم.

__________________

(1) جنّة المأوى المطبوع في بحار الأنوار / ج 53 / ص 294.

٨٧

٨٨

4 / الدروس الأخلاقيّة القوليّة لأهل البيت عليهم السلام

تظافرت وتواترت أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام في الحثّ والترغيب والأمر بحُسن الخلق، وتهذيب النفوس على مكارم الأخلاق.

نتبرّك بذكر نُبذة منها، روُيت في الكتب والمجامع المعتبرة، وجُمعت في ينابيع الحكمة (1) منها: ـ

1 ـ عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: إنّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً (2) .

2 ـ عن الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يوضع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضل من حُسن الخُلق (3) .

3 ـ عن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما يَقدِمُ المؤمن على الله عزّوجلّ بعملٍ بعد الفرائض أحبَّ إلى الله تعالى من أن يسع الناسَ بخُلقه (4) .

4 ـ عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ صاحب الخُلق

__________________

(1) ينابيع الحكمة / ج 2 / ص 251 إلى ص 268.

(2) اُصول الكافي / ج 2 / ص 81 / ح 1.

(3) اُصول الكافي / ج 2 / ص 81 / ح 2.

(4) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 4.

٨٩

الحَسَن له مثل أجر الصائم القائم (1) .

5 ـ عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثر ما ثلج به اُمّتي الجنّة تقوى الله وحسن الخُلق (2) .

6 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ الخُلق يُميتُ الخطيئة كما تُميت الشمسُ الجليد (3) .

7 ـ عن الإمام الصادق عليه السلام قال: البرّ وحُسن الخلق يعمّران الدِّيار، ويزيدان في الأعمار (4) .

8 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ الله تبارك وتعالى ليُعطي العبد من الثواب على حسن الخُلق كما يُعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح (5) .

9 ـ عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ سوء الخُلق ليفسد العمل كما يفسد الخَلُّ العسل (6) .

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 5.

(2) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 6.

(3) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 7.

(4) اُصول الكافي / ج 2 / ص 82 / ح 8.

(5) اُصول الكافي / ج 2 / ص 83 / ح 12.

ولا يخفى أنّ الغدوّ هو أوّل النهار، والرواح آخره.

وهذا بيان حال المجاهد في سبيل الله، يستمرّ له الثواب في أوّل النهار وآخره.

(6) اُصول الكافي / ج 2 / ص 242 / ح 1. واعلم أنّه ذكر العلّامة المجلسي قدس سره في المرآة ج 10 ص 260: وإيذائهم بسببٍ ضعيف أو بلا سبب، ورفض حقوق المعاشرة وعدم احتمال ما لا يوافق طبعه منهم.

وقيل: هو كما يكون مع الخلق يكون مع الخالق أيضاً، بعدم تحمّل ما لا يوافق طبعه من النوائب، والاعتراض عليه.

ومفاسده وآفاته في الدُّنيا والدِّين كثيرة منها: أنّه يفسد العمل بحيث لا يترتّب عليه ثمرته المطلوبة منه «كما يفسد الخلّ العسل» وهو تشبيه المعقول بالمحسوس، وإذا أفسد العمل أفسد الإيمان.

٩٠

10 ـ عن الإمام الصادق عليه السلام قال: قال النبيّ صلى الله عليه وآله: أبى الله عزّوجلّ لصاحب الخُلق السيء بالتوبة.

قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟

قال: لأنّه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه (1) .

11 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: من ساء خُلقه عذّب نفسه (2) .

12 ـ قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام: إنّ سوء الخُلق ليفسد الإيمان كما يفسد الخلّ العسل (3) .

13 ـ في مواعظ النبيّ صلى الله عليه وآله: سوء الخُلق شوم (4) .

14 ـ وقال صلى الله عليه وآله: أفضلكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً (5) .

15 ـ وقال صلى الله عليه وآله: حسن الخُلق يثبت المودّة (6) .

16 ـ وقال صلى الله عليه وآله: خياركم أحسنكم أخلاقاً، الذين يألِفون ويُؤلَفون (7) .

17 ـ وقال صلى الله عليه وآله: حسن الخُلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم.

فقيل له: ما أفضل ما اُعطي العبد؟

قال: حسن الخُلق (8) .

18 ـ وقال صلى الله عليه وآله: أقربكم منّي غداً في الموقف أصدقكم للحديث، وآداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من الناس (9) .

19 ـ في مواعظ أمير المؤمنين عليه السلام: حسن الخُلق خيرُ قرين، وعنوان

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 242 / ح 2.

(2) الكافي / ج 2 / ص 242 / ص 4.

(3) الكافي / ج 2 / ص 242 / ح 3.

(4) و (5) تحف العقول / ص 37.

(6) ـ (8) تحف العقول / ص 38.

(9) تحف العقول / ص 38.

٩١

صحيفة المؤمن حسن خُلقه (1) .

20 ـ في مواعظ الإمام الصادق عليه السلام: حسن الخُلق من الدِّين، وهو يزيد في الرزق (2) .

21 ـ في مواعظ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام: السخيّ الحسنُ الخُلق في كَنَفِ الله، لا يتخلّى الله عنه حتّى يدخله الجنّة، وما بعث الله نبيّاً إلّا سخيّاً، وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخُلق حتّى مضى (3) .

22 ـ عن الإمام الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بحسن الخُلق فإنّ حسن الخُلق في الجنّة لا محالة، وإيّاكم سوء الخُلق فإنّ سوء الخُلق في النار لا محالة (4) .

23 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حسن الخُلق نصف الدِّين (5) .

24 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اللّحمُ يُنبت اللّحم، ومن تركه أربعين يوماً ساء خُلقه، ومَن ساء خُلقه فأذّنوا في اُذنه (6) .

25 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً.

وقال صلى الله عليه وآله: ما عمل أثقل في الميزان من حسن الخُلق، وإنّ العبد ليدرك بحسن الخُلق درجة الصالحين (7) .

26 ـ وقال صلى الله عليه وآله: لا يلقى الله عبد بمثل خصلتين: طول الصمت، وحسن الخُلق (8) .

__________________

(1) تحف العقول / ص 141.

(2) تحف العقول / ص 275.

(3) تحف العقول / ص 304.

(4) الوسائل / ج 12 / ص 152 / ب 104 من العشرة / ح 17.

(5) الوسائل / ج 12 / ص 154 / ح 27.

(6) الوسائل / ج 24 / ص 395 / ب 88 من آداب المائدة.

(7) المستدرك / ج 8 / ص 447 / ب 87 من كتاب العشرة / ح 20.

(8) المستدرك / ج 8 / ص 447 / ح 22.

٩٢

27 ـ وقال صلى الله عليه وآله: من سعادة المرء حسن الخُلق، ومن شقاوته سوء الخُلق (1) .

28 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه سُئل عن أدوم الناس غمّاً؟

قال: أسؤوهم خُلقاً (2) .

29 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله (في حديث): وسوء الخُلق زمامٌ من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان يجرّه إلى الشرّ، والشرّ يجرّه إلى النار (3) .

30 ـ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم (4) .

31 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام لنوف: يا نوف، صِل رحمك يزيد الله في عمرك، وحسّن خلقك يخفّف الله حسابك (5) .

32 ـ عن الإمام جعفر بن محمّد عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ أحبّكم إليّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدّكم تواضعاً، وإنّ أبعدكم منّي يوم القيامة الثرثارون وهم المستكبرون.

قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوّل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة حسن خُلقه (6) .

33 ـ عن ابن محبوب عن بعض أصحابنا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حدّ حسن الخُلق؟

__________________

(1) المستدرك / ج 8 / ص 447 / ح 24.

(2) المستدرك / ج 12 / ص 76 / ح 12.

(3) المستدرك / ج 12 / ص 76 / ح 11.

(4) بحار الأنوار / ج 71 / ص 383 / ح 19.

(5) بحار الأنوار / ج 71 / ص 383 / ح 20.

(6) بحار الأنوار / ج 71 / ص 385 / ح 26.

٩٣

قال: تليّن جانبك وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشرٍ حسن (1) .

34 ـ... قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيّئة الخُلق تُؤذي جيرانها بلسانها.

فقال: لا خير فيها، هي من أهل النار (2) .

35 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام: حسن الخُلق في ثلاث: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسّع على العيال (3) .

36 ـ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً رزقهم الرفق في المعيشة، وحسن الخُلق (4) .

37 ـ ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى النبيّ صلى الله عليه وآله رجلُ فقال: إنّ فلاناً مات فحفرنا له فامتنعت الأرض.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّه كان سيّىءَ الخُلق (5) .

38 ـ... قال أمير المؤمنين عليه السلام ربّ عزيزٍ أذلّه خُلقه، وذليلٍ أعزّه خُلقه (6) .

39 ـ عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خصلتان لا تجتمعان في مسلم: البُخل وسوء الخُلق (7) .

40 ـ من كلم أمير المؤمنين عليه السلام: ـ

في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق (8) .

__________________

(1) بحار الأنوار / ج 71 / ص 389 / ح 42.

(2 و 3) بحار الأنوار / ج 71 / ص 394 / ح 63.

(4) بحار الأنوار / ج 71 / ص 394 / ح 67.

(5) بحار الأنوار / ج 71 / ص 395 / ح 75.

(6) بحار الأنوار / ج 71 / ص 396 / ح 79.

(7) بحار الأنوار / ج 73 / ص 297 / ح 5.

(8) بحار الأنوار / ج 78 / ص 53.

٩٤

41 ـ عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّا لنحبّ من كان عاقلاً فهماً، حليماً، مدارياً، صبوراً، صدوقاً، وفيّاً.

إنّ الله عزّوجلّ خصّ الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومَن لم تكن فيه فليتضرّع إلى الله عزّوجلّ وليسأله إيّاها.

قال: قلت: جُعلت فداك وما هُنّ؟

قال: هنّ الورع، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، والبرّ، وصدق الحديث، وأداء الأمانة (1) .

42 ـ عن المفضل الجعفي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ الله عزّوجلّ يحبّها.

وإيّاكم ومذامّ الأفعال فإنّ الله عزّوجلّ يبغضها (2) .

43 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال لولده: ـ

إنّ الله عزّوجلّ جعل محاسن الأخلاق وُصلةً بينه وبين عباده فنحبّ أحدكم أن يمسك بخُلُق متّصلٍ بالله تعالى (3) .

44 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

الأخلاق منائح ـ أي عطايا ـ من الله عزّوجلّ.

فإذا أحبّ عبداً منحه خُلقاً حسناً، وإذا أبغض عبداً منحه خلقاً سيّئاً (4) .

45 ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو كنّا لا نرجو جنّة ولا نخشى ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنّها ممّا تدلّ على سبيل

__________________

(1) اُصول الكافي / ج 2 / ص 46 / ح 3.

(2) وسائل الشيعة / ج 15 / ص 199 / ح 8.

(3) المستدرك / ج 11 / ص 192 / ح 19.

(4) المستدرك / ج 11 / ص 193 / ح 20.

٩٥

النجاح، فقال رجل: فداك أبي وأمّي يا أمير المؤمنين، سمعتَهُ من رسول الله صلى الله عليه وآله؟

قال: نعم وما هو خيرٌ منه، لمّا أتانا سبايا طيّ، فإذا فيها جارية... فقالت:... أنا ابنة حاتم طيّ، فقال صلى الله عليه وآله: خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق (1) .

فقام أبو بردة فقال: يا رسول الله، الله يحبّ مكارم الأخلاق؟

فقال: يا أبا بردة، لا يدخل الجنّة أحدٌ إلّا بحسن الخُلق (2) .

46 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الأربعمائة الشريف.

روّضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة، فإنّ العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم (3) .

47 ـ في وصيّة أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الحسن عليه السلام:

وعوّد نفسك السماح، وتخيّر لها من كلّ خُلق أحسنه، فإنّ الخير عادة (4) .

48 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال:

وعليكم بمكارم الأخلاق فإنّها رفعة، وإيّاكم والأخلاق الدنيّة فإنّها تضع الشريف، وتهدم المجد (5) .

49 ـ في حديث المعراج الشريف، ودخول النبيّ صلى الله عليه وآله الجنّة، ورؤيته ما كُتب على أبوابها قال: ـ

__________________

(1) وفي بحار الأنوار / ج 21 / ص 366 نقل عن محمّد بن إسحاق أنّه كساها رسول الله صلى الله عليه وآله وأعطاها نفقة، فخرجت مع ركب حتّى قدمت الشام، وأشارت على أخيها بالقدوم، فقدم وأسلم وأكرمه الرسول صلى الله عليه وآله وأجلسه على وسادةٍ رمى بها إليه بيده.

(2) المستدرك / ج 11 / ص 193 / ح 21.

(3) بحار الأنوار / ج 10 / ص 99.

(4) بحار الأنوار / ج 77 / ص 215.

(5) بحار الأنوار / ج 78 / ص 53.

٩٦

وعلى الباب الثامن منها مكتوب:

لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، عليٌّ وليّ الله، من أراد الدخول من هذه الأبواب الثمانية فليتمسّك بأربع خصال:

بالصدقة، والسخاء ـ أي الجود والكرم ـ، وحسن الأخلاق، وكفّ الأذى عن عباد الله (1) .

50 ـ من كلم أمير المؤمنين عليه السلام وحِكَمِهِ في فضل حسن الخلق، وذمّ سوء الأخلاق، قال: ـ

أطهرالناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً    (الغرر / ج 1 / ص 185 / ف 8 / ح 206)

أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة  (ص 187 / ح 246)

حسن الخُلق للنفس وحسن الخَلق للبدن (ص 376 / ف 27 / ح 6)

حسن الخُلق أفضل الدِّين    (ح 7)

حسن الخُلق خير قرين، والعُجب داءٌ دفين      (ص 378 / ح 37)

حسن الخُلق من أفضل القِسم وأحسن الشيم   (ح 39)

حسن الخُلق أحد العطائين   (ص 379 / ح 48)

حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق    (ح 52)

حسن الأخلاق يُدِرّ الأرزاق، ويونس الرفاق    (ح 53)

حسن الخُلق رأس كل برّ      (ح 54)

حسن الخُلق يورث المحبّة ويؤكّد المودّة   (ص 380 / ح 61)

سوء الخُلق شؤم، والإسائة إلى المحسن لؤم       (ص 433 / ف 39 / ح 17)

سوء الخُلق شرّ قرين (الغرر / ج 1 / ص 433 / ف 39 / ح 18).

__________________

(1) مدينة المعاجز / ج 1 / 397.

٩٧

سوء الخُلق يُوحش القريب ويُنفِّر البعيد (ص 435 / ح 44)

سوء الخُلق نكد العيش، وعذاب النفس (ص 439 / ح 89)

سوء الخُلق يوحش النفس، ويرفع الاُنس (ح 90)

كلّ داء يداوى إلّا سوء الخُلق (ج 2 / ص 546 / ف 62 / ح 54)

كم من وضيع رفعه حسن خلقه       (ص 552 / ف 63 / ح 52)

من ساء خُلقه عذّب نفسه   (ص 617 / ف 77 / ح 156)

من ساء خُلقه ملّه أهله       (ص 625 / ح 307)

من ساء خُلقه ضاق رزقه     (ص 629 / ح 378)

ما أعطى الله سبحانه العبد شيئاً من خير الدُّنيا والآخرة إلّا بحسن خلقه وحسن نيّته

  (ص 750 / ف 79 / ح 217)

نِعْمَ الإيمان جميل الخُلق       (ص 774 / ف 81 / ح 67)

والله لا يعذّب الله سبحانه مؤمناً إلّا بسوء ظنّه، وسوء خلقه

   (ص 787 / ف 83 / ح 81)

لا يعيش لسيّىء الخلق        (ص 833 / ف 86 / ح 81)

لا قرين كحسن الخلق        (ص 834 / ح 113)

لا سُؤدد لسيّىء الخلق        (ص 837 / ح 161)

لا عيش أهنأ من حسن الخلق (ص 846 / ح 329)

لا وحشة أوحش من سوء الخلق        (ح 330)

الخُلق المحمود من ثمار العقل  (الغرر / ج 1 / ص 45 / ف 1 / ح 1327)

الخلق المذموم من ثمار الجهل  (ص 46 / ح 1328)

أحسن شيء الخُلق  (ص 175 / ف 8 / ح 18)

أكبر الحسب الخُلق (ح 38)

أقوى الوسائل حسن الفضائل (ص 181 / ح 153)

٩٨

أسوء الخلائق التحلّي بالرذائل (ص 182 / ح 154)

أحسن السناء الخُلق السجيح (ص 197 / ح 379)

أحسن الأخلاق ما حملك على المكارم (ص 206 / ح 473)

إن كنتم لا محالة متنافسين فتنافسوا في الخصال الرغيبة، وخلال المجد

  (ص 277 / ف 10 / ح 35)

إذا رأيت المكارم فاجتنب المحارم        (ص 315 / ف 17 / ح 95)

إذا كانت محاسن الرجل أكثر من مساويه فذلك الكامل، وإذا كان متساوي المحاسن والمساوي فذلك المتماسك، وإذا زادت مساويه على محاسنه فذلك الهالك

  (ص 328 / ح 202)

تنافسوا في الأخلاق الرغيبة، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة يعظم لكم
الجزاء (ص 355 / ف 22 / ح 94)

رأس العلم التمييز بين الأخلاق، وإظهار محمودها، وقمع مذمومها

  (ص 413 / ف 34 / ح 44)

هي ذا محاسن أخلاق أهل البيت عليهم السلام في حديثهم بعد سيرتهم..

أكبر مدرسة إلهيّة لتهذيب النفس، وتحسين الخلق، والترغيب إلى كرائم السجايا، وتطهير الطوايا.

فيلزم علينا أن نستلهم من أعمالهم، ونستضيء بأقوالهم، للسير على خُطاهم الطيّبة، وصفاتهم الحسنة.

ونجتنب عن سوء الأخلاق، ونسعى لعلاج الأخلاق السيّئة بمثل:

1 / التفكّر في فضائل الأخلاق الحسنة وآثاره.

2 / التذكّر بمساوئ سوء الخلق وأضراره.

3 / ترويض النفس على حُسن الفعال، وتحسين الأفعال بالأخلاق الطيّبة،

٩٩

فإنّ أفضل الجهاد جهاد النفس.

وها نحن نستنير بأشعّة من أنوار هداهم، ولمعة من هدى أخلاقهم، في مدرستهم الأخلاقيّة، على ضوء الصحيفة المباركة السجّاديّة في دعائها الأخلاقي الذي يمثِّل أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب الخُلق العظيم، والاُسوة والقدوة لجميع المسلمين.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420