دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٦

دلائل الصدق لنهج الحق3%

دلائل الصدق لنهج الحق مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مفاهيم عقائدية
ISBN: 964-319-359-4
الصفحات: 582

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧
  • البداية
  • السابق
  • 582 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 136016 / تحميل: 5464
الحجم الحجم الحجم
دلائل الصدق لنهج الحق

دلائل الصدق لنهج الحق الجزء ٦

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٣٥٩-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

التي يصلب على جذعها ؛ ففعل به ذلك عبيد الله بن زياد عليهما اللعنة(١) .

وبقطع يدي رشيد الهجري ورجليه ، وصلبه ؛ ففعل ذلك به(٢) .

وقتل قنبر ؛ فقتله الحجّاج(٣) .

وبأفعال الحجّاج التي صدرت عنه(٤) .

وجاء رجل إليه فقال : إنّ خالد بن عرفطة(٥) قد مات.

__________________

(١) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٣ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.

وميثم هو : ميثم بن يحيى التمّار ، من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن شرطة الخميس ، قتله عبيد الله بن زياد بسبب ولائه لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام وحبّ أهل البيت عليهم السلام ، وذلك قبل قدوم الإمام الحسين عليه السلام العراق بعشرة أيّام ، وقد صلبه على جذع نحلة بعد أن قطع يديه ورجليه ولسانه ، ثمّ ألجمه ، فكان أوّل من ألجم في الإسلام.

انظر : رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٥٨ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٣.

(٢) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٩٤.

ورشيد الهجري من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن شرطة الخميس ، قتله ابن زياد على حبّ عليّ عليه السلام.

انظر : رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٤١ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٥.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٥١ ، المناقب المرتضوية ـ للكشفي الترمذي ـ : ٢٥١.

وقنبر هو : أبو فاختة قنبر ، من مضر ، مولى أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن خاصّة أصحابه والمقرّبين منه ، قتله الحجّاج لحبّه وموالاته للإمام عليّ عليه السلام.

انظر : رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٥٥ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٨.

(٤) شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٩ ، منتخب كنز العمّال ـ المطبوع بهامش « مسند أحمد » ـ ٥ / ٤٥٤.

(٥) تقدّمت ترجمته في ج ١ / ١١٢ رقم ٨٣ من هذا الكتاب ؛ فراجع!

٣٦١

فقالعليه‌السلام :إنّه لم يمت ، ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة ، صاحب لوائه حبيب بن حماز (١) .

فقام رجل من تحت المنبر فقال : يا أمير المؤمنين! إنّي لك شيعة ومحبّ.

فقال : من أنت؟

فقال : أنا حبيب بن حماز.

قال :إيّاك أن تحملها! ولتحملنّها وتدخل بها من هذا الباب ؛ وأومأ بيده إلى باب الفيل.

فلما كان زمان الحسينعليه‌السلام ، جعل ابن زياد خالد بن عرفطة على مقدّمة عمر بن سعد ، وحبيب بن حماز صاحب رايته ، فسار بها حتّى دخل من باب الفيل(٢) .

__________________

(١) هو : أبو كثير حبيب بن حماز الأسدي الكوفي ، روى عن الإمام عليّعليه‌السلام وأبي ذرّ ، وروى عنه سماك بن حرب وعبد الله بن الحارث.

انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٢٥١ رقم ٢٢٦١ ، التاريخ الكبير ٢ / ٣١٥ رقم ٢٥٩٨ ، الجرح والتعديل ٣ / ٩٨ رقم ٤٦١ ، الثقات ـ لابن حبّان ـ ٤ / ١٣٩ ، المؤتلف والمختلف ـ للأزدي ـ : ٧٠ ، أسد الغابة ١ / ٤٤٢ رقم ١٠٤١ ، الإكمال : ٨١ رقم ١٣٥ ، تبصير المنتبه ١ / ٢٦٠ ، الإصابة ٢ / ١٧ رقم ١٥٧٧.

نقول : كان اسم أبيه في الأصل ـ هنا وفي المواضع التالية ـ : « حمار » بالراء المهملة ، ويبدو أنّه تصحيف ، فقد ورد الاسم في أغلب المصادر مصحّفا بصور عديدة مختلفة ، وما أثبتناه وفقا لما هو مشهور في كتب التراجم والرجال ؛ فلاحظ!

(٢) انظر : مقاتل الطالبيّين : ٧٨ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧ ، الإصابة ٢ / ٢٤٥ رقم ٢١٨٤ ترجمة خالد بن عرفطة ، بصائر الدرجات : ٣١٨ ح ١١ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٢٩.

٣٦٢

وقال للبراء بن عازب(١) :يقتل ابني الحسين وأنت حيّ لا تنصره ؛ فقتل الحسين وهو حيّ لم ينصره(٢) .

ولمّا اجتاز بكربلاء في وقعة « صفّين » بكى وقال :هذا والله مناخ ركابهم ، وموضع قتلهم ؛ وأشار إلى ولده الحسين وأصحابه(٣) .

وأخبر بعمارة بغداد(٤)

وملك بني العبّاس وأحوالهم(٥)

__________________

(١) هو : البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري الخزرجي ـ وقيل : الأوسي ـ ، غزا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربع عشرة غزوة ، وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد ردّه يوم بدر لصغره ، وهو من أصفياء الإمام أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، وأحد رواة حديث الغدير ، وهو قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، وشهد مع أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام الجمل وصفّين والنهروان ، وكان الإمام عليّعليه‌السلام قد بعثه إلى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيّام ، فلمّا أبوا سار إليهم ؛ ونزل الكوفة وابتنى بها دارا ، ومات أيّام مصعب ابن الزبير.

وروي أنه كان أحد الثلاثة ـ أو الأربعة ـ الّذين امتنعوا عن الشهادة بحديث الغدير حين ناشدهم أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ذلك في الرحبة ؛ وفي ذلك نظر!

وقد كفّ بصره في آخر عمره ، ولعلّ هذا هو سبب عدم توفيقه لنصرة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام .

انظر : جمهرة النسب ٢ / ٣٩٥ ، المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ٣٢٤ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٨٦ ، تاريخ بغداد ١ / ١٧٧ رقم ١٦ ، الاستيعاب ١ / ١٥٥ رقم ١٧٣ ، أسد الغابة ١ / ٢٠٥ رقم ٣٨٩ ، الإصابة ١ / ٢٧٨ رقم ٦١٨ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣١٥ ، معجم رجال الحديث ٤ / ١٨٤ رقم ١٦٦١.

(٢) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٣٣٠ ، شرح نهج البلاغة ١٠ / ١٥.

(٣) وقعة صفّين : ١٤١ ـ ١٤٢ ، دلائل النبوّة ـ لأبي نعيم ـ ٢ / ٥٨٢ ح ٥٣٠.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٩٨ و ٣٠٨.

(٥) الكامل في اللغة والأدب ١ / ٣٦٧ وفيه عن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ، ولا بدّ أنّه أخذه عن أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام ، منتخب كنز العمّال ٥ / ٤٢٥.

٣٦٣

وأخذ المغول الملك منهم(١) .

وبواسطة هذا الخبر سلمت الحلّة والكوفة والمشهدان من القتل في وقعة هلاكو ؛ لأنّه لمّا ورد بغداد كاتبه والدي(٢) والسيّد ابن طاووس(٣) والفقيه ابن أبي المعزّ(٤) ، وسألوا الأمان قبل فتح بغداد ،

__________________

(١) نهج البلاغة : ١٨٦ الخطبة ١٢٨ ، شرح نهج البلاغة ٨ / ٢١٨ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٠٩.

(٢) هو : الشيخ سديد الدين أبو المظفّر يوسف بن عليّ بن محمّد بن المطهّر الحلّي ، المتوفّى نحو سنة ٦٦٥ ه‍ ، والد العلّامة الحلّي ، عالم فاضل ، فقيه متبحّر ، نقل ولده العلّامة أقواله وفتاويه وأدرجها في مصنّفاته ، وذكر حفيده فخر المحقّقين مصنّفات جدّه في إحدى إجازاته.

انظر : الأنوار الساطعة في المئة السابعة ـ طبقات أعلام الشيعة ـ ٣ ق ١ / ٢٠٩ ، معجم رجال الحديث ٢١ / ١٨٤ رقم ١٣٨٢٨.

(٣) هو : السيّد رضيّ الدين أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني العلوي الفاطمي ، ولد في مدينة الحلّة سنة ٥٨٩ ه‍ ، وتوفّي سنة ٦٦٤ ه‍.

لقّب بذي الحسبين ؛ لأنّ نسبه ينتهي إلى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من طرف أبيه ، وإلى الإمام الحسين عليه السلام من طرف أمّه.

وهو من أعلام الطائفة وثقاتها ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كثير الحفظ ، نقيّ الكلام ، وحاله في العلم والفضل والعبادة والزهد والورع أشهر من أن تذكر ، وكان كذلك شاعرا أديبا منشئا بليغا ، وصاحب كرامات ، وقد ولي نقابة الطالبيّين سنة ٦٦١ ه‍ وبقي فيها إلى حين وفاته ، وله كتب كثيرة حسنة ، منها : سعد السعود ، فرج المهموم ، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، إقبال الأعمال ، جمال الأسبوع ، الملهوف على قتلى الطفوف ، الدروع الواقية.

انظر : عمدة الطالب : ١٩٠ ، أمل الآمل ٢ / ٢٠٥ رقم ٦٢٢ ، لؤلؤة البحرين : ٢٣٥ رقم ٨٤ ، الأنوار الساطعة في المئة السابعة ـ طبقات أعلام الشيعة ـ ٣ ق ١ / ١٦٥ ، معجم رجال الحديث ١٣ / ٢٠٢ رقم ٨٥٤٦.

(٤) كذا في الأصل ، وجاء في بعض المصادر : « العزّ » ، وفي بعضها : « الغرّ ».

٣٦٤

فطلبهم ، فخافوا ، فمضى والدي إليه خاصّة ، فقال : كيف أقدمت على المكاتبة قبل الظفر؟!

فقال له والدي : لأنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام أخبر بك وقال : «إنّه يرد الترك على الأخير من بني العبّاس ، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدأ ملكهم ، جهوري الصوت ، لا يمرّ بمدينة إلّا فتحها ، ولا ترفع له راية إلّا نكسها ، الويل الويل لمن ناوأه ، فلا يزال كذلك حتّى يظفر »(١) .

والأخبار بذلك كثيرة(٢) .

* * *

__________________

والظاهر أنّه : محمّد بن أبي العزّ الحلّي ، المعاصر للمحقّق الحلّي ـ المتوفّى سنة ٦٧٦ ه‍ ـ ، وهو الذي وقّع على فتاوى المحقّق الحلّي وكتب عليها ـ في مسألة المقدار الواجب من المعرفة ـ : « هذا صحيح » ، وقد رأى المحقّق الكركي ـ المتوفّى سنة ٩٤١ ه‍ ـ هذه الفتاوى وكتب هو أيضا فتاوى نفسه في هذه المسألة مع فتاوى علماء الحلّة.

وقد كتب الشيخ شرف الدين عليّ المازندراني هذه الفتاوى عن خطّ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي ، الذي كتبها عن خطّ علماء الحلّة ، ومنها فتوى المحقّق مع توقيع صاحب الترجمة عليه.

انظر : الأنوار الساطعة في المئة السابعة ـ طبقات أعلام الشيعة ـ ٣ ق ١ / ١٦٥.

(١) انظر : كشف اليقين : ٨٠ ـ ٨٢.

(٢) انظر : مناقب آل أبي طالب ٢ / ٢٩١ ـ ٣١٣ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٩٥.

٣٦٥

وقال الفضل(١) :

من ضروريات الدين أنّ علم الغيب مخصوص بالله ، والنصوص في ذلك كثيرة

( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلأَهُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ ) (٢) الآية

( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ) (٣) الآية

فلا يصحّ لغير الله أن يقال : إنّه يعلم الغيب.

ولهذا لمّا قيل عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الرجز :

وفينا نبيّ يعلم ما في الغد

أنكر على قائله وقال :دع هذا! وقل غير هذا! (٤)

وبالجملة ، لا يجوز أن يقال لأحد : فلان يعلم الغيب.

نعم ، الإخبار بالغيب بتعليم الله جائز ، وطريق هذا التعليم إمّا الوحي ، أو الإلهام عند من يجعله طريقا إلى علم الغيب.

فإن صحّ أنّ أمير المؤمنين أخبر بالمغيّبات ، فلا بدّ أن يقال :

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٢ الطبعة الحجرية.

(٢) سورة الأنعام ٦ : ٥٩.

(٣) سورة لقمان ٣١ : ٣٤.

(٤) انظر : صحيح البخاري ٧ / ٣٣ ح ٧٩ كتاب النكاح ، سنن أبي داود ٤ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ح ٤٩٢٢ ، سنن الترمذي ٣ / ٣٩٩ ح ١٠٩٠ ، سنن ابن ماجة ١ / ٦١١ ح ١٨٩٧ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ٣ / ٣٣٢ ح ٥٥٦٣ ، مسند أحمد ٦ / ٣٥٩ و ٣٦٠.

٣٦٦

إنّه كان بتعليم الله ؛ إمّا بالإلهام كما يكون للأولياء ، أو بالسماع من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وبعض الناس على أنّه كان يعلم بالعلم الموسوم بالجفر والجامعة(١) ، وهو ـ أيضا ـ من تعليم الله.

فكان ينبغي له أن يبيّن حقيقة هذا ، ولا يطلق القول بالإخبار بالغيب ، فإنّه يوهم أنّ البشر يمكن له الإخبار بالغيب.

وأمّا ما ذكر من الإخبار بوقائع خروج الترك وخراب بغداد ، فقد

__________________

(١) انظر : شرح المواقف ٦ / ٢٢ ، الفصول المهمّة ـ لابن الصبّاغ ـ : ٢٢٣ ، نور الأبصار : ١٦٠ ـ ١٦١ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٢٢.

والجفر : إهاب ماعز وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتّى أرش الخدش ، وسلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والكتب ، ومصحف فاطمة عليها‌السلام .

وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعرّي بقوله :

لقد عجبوا لأهل البيت لمّا

أتاهم علمهم في مسك جفر

ومرآة المنجّم وهي صغرى

أرته كلّ عامرة وقفر

والجامعة : هي صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، من فلق فيه وإملائه صلى الله عليه وآله وسلم وخطّ الإمام عليّ عليه السلام بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام ، وكلّ شيء يحتاج الناس إليه ، حتّى أرش الخدش.

انظر مثلا : الكافي ١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٧ ح ١ و ٣ و ٤ ـ ٦ ، بصائر الدرجات : ١٧٠ ـ ١٨١ ب‍ ١٤ ح ١ ـ ٣٤ ، كتاب من لا يحضره الفقيه ٤ / ٣٠٠ ح ٩١٠ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ / ١٩٢ ب‍ ١٩ ح ١ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ٢ / ١٨٦ ، الغيبة ـ للطوسي ـ : ١٦٨ ، مجمع البحرين ٣ / ٢٤٨ مادّة « جفر » وج ٤ / ٣١٤ مادّة « جمع ».

وانظر الشعر في : لزوم ما لا يلزم ١ / ٥٥٣ ، وفيات الأعيان ٣ / ٢٤٠ ، نسمة السحر ١ / ٢٦٨.

هذا ، وقد نسب علم الجفر ـ في بعض المصادر الجمهور ـ إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، ولا منافاة ـ في ذلك ـ مع نسبته إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام ؛ لأنّ علم الإمام الصادق عليه السلام من علم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

٣٦٧

جاء في بعض الأحاديث الإخبار عنه(١) ، وهو بتعليم الله ، كما يقتضيه نصوص الكتاب وضرورة الدين.

* * *

__________________

(١) انظر : كنز العمّال ١٤ / ٥٧١ ح ٣٩٦٣٠.

٣٦٨

وأقول :

من نظر إلى مفتتح كلامه تخيّل أنّ المصنّفرحمه‌الله جاء بذنب لا يغفر! وما برح بعد القعقعة(١) حتّى كانت نتيجة كلامة أنّه ينبغي للمصنّفرحمه‌الله أن يبيّن الحقيقة ، ولا يطلق القول بالإخبار بالغيب.

وليت شعري ، أيّ جواب في هذا عن كون أمير المؤمنينعليه‌السلام ذا الفضيلة على غيره بالإخبار بالمغيّبات ، القاضي بامتيازه على غيره وبإمامته دون من سواه؟!

ثمّ أيّ ضرر في الإطلاق ، وهو ممّا لا إيهام فيه ؛ لمعلوميّة المراد منه عند الجاهل فضلا عن الفاضل؟!

على أنّ المصنّفرحمه‌الله ذكر من الأحاديث ما يدلّ على أنّ إخبار أمير المؤمنينعليه‌السلام بالغيب كان من حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيرتفع الإيهام لو وجد.

وقد نقل ابن أبي الحديد كثيرا ممّا ذكره المصنّفرحمه‌الله ، ومن غيره ، في عدّة صحائف(٢) .

__________________

(١) القعقعة : هي حكاية أصوات السلاح والتّرسة والجلود اليابسة والحجارة والرعد والبكرة والحليّ ونحوها ؛ انظر مادّة « قعع » في : لسان العرب ١١ / ٢٤٦ ، القاموس المحيط ٣ / ٧٤ ، تاج العروس ١١ / ٣٩٠.

والمعنى هنا على المجاز أنّ ما اعترض به ابن روزبهان على العلّامة لا طائل وراءه ولا محصّل منه.

(٢) أوّلها ص ٢٠٨ من المجلّد الأوّل [ ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٩٥ ] ، وذكر غيرها في ص ١٧٥

٣٦٩

ويشهد لعلمه بالغيب إيصاؤه بدفنه خفية(١) ، مع كون السلطان لهم بالفعل ، فإنّه لم يقع مثله عادة ، ولا يحسن أن يفعله بنوه لو لا علمه وعلمهم باستيلاء معاوية وبني أميّة على البلاد ، وهم غير مأمونين من إهانة قبره الشريف بنبش أو نحوه.

وكذا يعلم بكثرة الخوارج بعد ، وعداوتهم له ، فخاف منهم ما خافه من بني أميّة ، أو علمه منهم جميعا ، فأوصى سيّدي شباب أهل الجنّة ـ العالمين بما يعلم ـ أن يدفناه ليلا ولا يظهرا قبره ، فأخفياه حتّى قام الرشيد ببنائه وإظهاره ؛ لكرامة ذكرها المؤرّخون(٢) .

* * *

__________________

من المجلّد الثاني وفي ما بعدها [ ٧ / ٤٧ ] ، وفي ص ٥٠٨ من هذا المجلّد [ ١٠ / ١٣ ـ ١٥ ]. منهقدس‌سره .

وانظر كذلك : شرح نهج البلاغة ٥ / ٣ وما بعدها.

(١) انظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٥٦٥ ـ ٥٦٦ ، كفاية الطالب : ٤٧٠ ـ ٤٧١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤ ، حياة الحيوان ـ للدميري ـ ١ / ٤٧.

(٢) انظر مثلا : الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ / ٢٦ ـ ٢٨ ، كفاية الطالب : ٤٧١ ـ ٤٧٢.

٣٧٠

شجاعته

قال المصنّف ـ أجزل الله ثوابه وأجره ـ(١) :

المطلب الرابع : في الشجاعة

وقد أجمع الناس كافّة على أنّ عليّاعليه‌السلام كان أشجع الناس بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتعجّبت الملائكة من حملاته(٢) ، وفضّل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قتله لعمرو بن عبد ودّ على عبادة الثقلين(٣) .

ونادى جبرئيل :

لا سيف إلّا ذو الفقا

ر ، ولا فتى إلّا عليّ(٤)

وروى الجمهور أنّ المشركين كانوا إذا أبصروا عليّا في الحرب ، عهد بعضهم إلى بعض(٥) .

* * *

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٤٤.

(٢) انظر : ربيع الأبرار ١ / ٨٣٣ ، شرح نهج البلاغة ١٤ / ٢٥١.

وراجع الصفحتين ١٣٣ ـ ١٣٤ من هذا الجزء.

(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٣٤ ح ٤٣٢٧ ، تاريخ بغداد ١٣ / ١٩ ذيل رقم ٦٩٧٨ ، كنز العمّال ١١ / ٦٢٣ ح ٣٣٠٣٥.

(٤) راجع الصفحة ٢٠١ ه‍ ١ ، والصفحة ٢٠٢ ه‍ ١ ، من هذا الجزء.

(٥) انظر : مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ لابن المغازلي ـ : ١١٠ ح ١٠٦ ، محاضرات الأدباء ٢ / ١٥١ ، المستطرف في كلّ فنّ مستظرف ١ / ٢٢١.

٣٧١

وقال الفضل(١) :

شجاعة أمير المؤمنين أمر لا ينكره إلّا من أنكر وجود الرمح السّماك(٢) في السماء ، أو حصول درع السمك في الماء ، مقدام إذ الأبطال تحجم ، لبّاث إذ الملاحم تهجم.

وهذا ممّا يسلّمه الجمهور ، وليس هذا محلّ نزاع حتّى يقام عليه الدليل.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٣ الطبعة الحجرية.

(٢) السّماك الرامح : هو أحد السّماكين ؛ والسّماكان : هما الأعزل والرامح : نجمان نيّران في السماء.

وسمّي الأعزل أعزلا لأنّه لا شيء بين يديه ، أي لا كوكب أمامه ، كالأعزل لا رمح معه ، ويقال : لأنّه إذا طلع لا يكون في أيّامه ريح ولا برد ، وهو إلى جهة الجنوب ، وهو من منازل القمر.

والسّماك الرامح : ليس من منازل القمر ، ولا نوء له ، إنّما النوء للأعزل ، وهو إلى جهة الشمال ، وهو نجم معروف قدّام الفكّة ، وليس من منازل القمر ، سمّي بذلك لأنّه يقدمه كوكب يقولون : هو رمحه ، وهو أشدّ حمرة من الأعزل ، ويقال له كذلك : السّماك المرزم.

انظر : تاج العروس ٤ / ٥٤ مادّة « رمح » وج ١٣ / ٥٨٥ مادّة « سمك ».

٣٧٢

وأقول :

سبق أنّ الشجاعة شرط في الإمام ، فإذا ثبتت أشجعيّة أمير المؤمنين كان أولى بالإمامة.

وقول الفضل : « شجاعة أمير المؤمنين » إلى آخره ، دون أن يقول : أشجعيّته ؛ غفلة أو تغافل ، إلّا أن يرى أن لا شجاعة لغيره ـ ولو بالنسبة إليه ـ ، فيكون حسنا.

* * *

٣٧٣

زهده

قال المصنّف ـ رفع الله درجته ـ(١) :

المطلب الخامس : في الزهد

لا خلاف في أنّه أزهد أهل زمانه ، طلّق الدنيا ثلاثا(٢) .

قال قبيصة بن جابر : « ما رأيت في الدنيا أزهد من عليّ بن أبي طالب ، كان قوته الشعير غير المأدوم ، ولم يشبع من البرّ ثلاثة أيّام »(٣) .

قال عمر بن عبد العزيز : « ما علمنا أنّ أحدا كان في هذه الأمّة بعد النبيّ أزهد من عليّ بن أبي طالب »(٤) .

وروى أخطب خوارزم ، عن عمّار بن ياسر ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « يا عليّ! إنّ الله تعالى زيّنك بزينة لم يزيّن العباد بزينة هي أحبّ إليه منها ، زهّدك في الدنيا ، وبغضها إليك ، وحبّب إليك الفقراء ، فرضيت بهم أتباعا ، ورضوا بك إماما.

يا عليّ! طوبى لمن أحبّك وصدّق عليك(٥) ، والويل لمن

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٤٤.

(٢) انظر : نهج البلاغة : ٤٨٠ رقم ٧٧ ، الأمالي ـ لأبي علي القالي ـ ٢ / ١٤٧ ، حلية الأولياء ١ / ٨٤ ـ ٨٥ ، الاستيعاب ٣ / ١١٠٧ ـ ١١٠٨.

(٣) انظر : الزهد ـ لابن أبي الدنيا ـ : ١٦٦ ح ٤٠٣.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٠٨ نقلا عن اللؤلؤيات.

(٥) في المصدر : « بك ».

٣٧٤

أبغضك وكذب عليك.

أمّا من أحبّك وصدق عليك فإخوانك في دينك ، وشركاؤك في جنّتك.

وأمّا من أبغضك وكذّب عليك ، فحقيق على الله أن يقيمه يوم القيامة مقام الكاذبين »(١) .

* * *

__________________

(١) مناقب الإمام عليّعليه‌السلام ـ للخوارزمي ـ : ١١٦ ح ١٢٦ ؛ وانظر : أسد الغابة ٣ / ٥٩٨ رقم ٣٧٨٣.

٣٧٥

وقال الفضل(١) :

أمّا زهد أمير المؤمنين فهو مسلّم عند الجمهور ، ولو أخذنا في الحكايات الدالّة على زهده ممّا رواه جمهور أصحابنا لطال الكتاب.

وهذا الرجل يزعم أنّ أهل السنّة والجماعة ينكرون فضائل أمير المؤمنين ـ حاشاهم عن ذلك ـ ، إنّما ينكر فضائل الشمس الخفافيش.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٣ الطبعة الحجرية.

٣٧٦

وأقول :

ليس الغرض بيان زهد أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فإنّه أشهر وأظهر من أن يذكر ، وإنّما الغرض أزهديّته الكاشفة عن فضله الذاتي على من سواه ، وقربه الأقرب إلى الله تعالى ؛ فإن أقرّ القوم بذلك ، فنعم الوفاق ، وإلّا فليأتوا بسورة من مثله.

وتنزيه الفضل لأصحابه لا حقيقة له ؛ فإنّهم أنكروا أعظم فضائله وأجمعها للمزايا ، وهي خلافته بنصّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنكروا عصمته وفضله على من سواه ، الذي هو من أظهر الضروريّات.

والفضل بنفسه لم يستطع أن يقرّ لأمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، بالأفضلية في العلم ، والشجاعة ، والزهد ؛ بل أثبت له ـ كما رأيت ـ أصل هذه الأمور فقط.

فهل يرى أنّ إنكار فضائله إنّما هو بإنكار علمه ، وشجاعته ، وزهده؟! فهذا لا يقدر عليه حتّى الخوارج!!

ثمّ إنّ الحديث الذي حكاه المصنّفرحمه‌الله عن أخطب خوارزم قد حكاه في « كنز العمّال »(١) ، ونقله ابن أبي الحديد في « شرح النهج »(٢) ، كلاهما عن أبي نعيم في « الحلية » ، بسنده عن عمّار ، ولفظه هكذا :

«يا عليّ! إنّ الله قد زيّنك بزينة ، لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إليه

__________________

(١) ص ١٥٩ من الجزء السادس [ ١١ / ٦٢٦ ح ٣٣٠٥٣ ]. منهقدس‌سره .

(٢) ص ٤٤٩ من المجلّد الثاني [ ٩ / ١٦٦ ]. منهقدس‌سره .

٣٧٧

منها ، هي زينة الأبرار عند الله ، الزهد في الدنيا ، فجعلك لا ترزأ (١) من الدنيا شيئا ، ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حبّ المساكين ، فجعلك ترضى بهم أتباعا ، ويرضون بك إماما »(٢) .

ثمّ قال ابن أبي الحديد : « وزاد فيه أبو عبد الله أحمد بن حنبل في ( المسند ) :فطوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك »(٣) .

وروى الحاكم هذه الزيادة فقط(٤) ، وقال : « هذا حديث صحيح الإسناد ».

ونقلها أيضا في « الكنز » ، عن الطبراني ، والخطيب ، مع الحاكم(٥) .

* * *

__________________

(١) يقال : ما رزأ فلانا شيئا ، أي ما أصاب من ماله شيئا ولا نقص منه ؛ انظر : لسان العرب ٥ / ٢٠٠ مادّة « رزأ »

والمعنى هنا : أنّك لا تصيب ولا تأخذ من الدنيا شيئا ، ولا الدنيا تصيب منك أو تستحوذ عليك أو تأخذ منك مأخذها.

(٢) حلية الأولياء ١ / ٧١.

(٣) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٦٧ ؛ وانظر : فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ ٢ / ٨٤٦ ح ١١٦٢.

(٤) ص ١٣٥ من الجزء الثالث [ ٣ / ١٤٥ ح ٤٦٥٧ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : مسند أبي يعلى ٣ / ١٧٩ ح ١٦٠٢.

(٥) ص ١٥٨ من الجزء السابق [ ١١ / ٦٢٢ ـ ٦٢٣ ح ٣٣٠٣٠ ]. منهقدس‌سره .

وانظر : المعجم الأوسط ٢ / ٤٠٣ ح ٢١٧٨ ، موضّح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ رقم ٣٥٠ ، تاريخ بغداد ٩ / ٧٢ رقم ٤٦٥٦.

٣٧٨

كرمه

قال المصنّف ـ ضاعف الله أجره ـ(١) :

المطلب السادس : في الكرم

لا خلاف في أنّه كان أسخى الناس ، جاد بنفسه فأنزل الله في حقّه :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ) (٢) (٣) .

وتصدّق بجميع ماله في عدّة مرار(٤) .

وجاد بقوته ثلاثة أيّام(٥) .

وكان يعمل بيده حديقة حديقة ويتصدّق بها(٦) .

__________________

(١) نهج الحقّ : ٢٤٥.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧.

(٣) انظر : المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥ ح ٤٢٦٣ و ٤٢٦٤ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٦٧ ـ ٦٨ ، تفسير الفخر الرازي ٥ / ٢٢٢ ، تفسير القرطبي ٣ / ١٦.

وراجع : ج ٤ / ٣٩٣ ـ ٣٩٨ من هذا الكتاب.

(٤) انظر : أسد الغابة ٣ / ٥٩٨ رقم ٣٧٨٣ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ٢٢ و ٢٦ وج ١٥ / ١٤٧ ، مناقب آل أبي طالب ٢ / ٨٤ ـ ٩٤ و ١٠٨ ـ ١٢٠.

(٥) انظر : تفسير الفخر الرازي ٣٠ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، تفسير البغوي ٤ / ٣٩٧ ، الكشّاف ٤ / ١٩٧ ، فتح القدير ٥ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩ ، الدرّ المنثور ٨ / ٣٧١ ، أسباب النزول : ٢٤٧.

وراجع مبحث سورة ( هَلْ أَتى ) في ج ٥ / ٥٠ من هذا الكتاب.

(٦) انظر : شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٥ / ١٤٧ ، وفاء الوفا ٤ / ١١٥٠ و ١٢٧١.

٣٧٩

وقال الفضل(١) :

جود أمير المؤمنين أشهر من سخاء البحر والسحاب ، وأظهر من موج القاموس العباب(٢) ، فهو أسخى من مدرار الهواطل إذا فاض على الرمال ، وأجود من سيل دمث(٣) يسيل بين الجبال.

* * *

__________________

(١) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ : ٤٥٣ الطبعة الحجرية.

(٢) القاموس : وسط البحر ومعظمه ، وقيل : قعر البحر الأقصى ، وقيل : أبعد موضع غورا في البحر ؛ انظر : لسان العرب ١١ / ٣٠٢ مادّة « قمس ».

والعباب : كثرة الماء وارتفاع موجه ؛ انظر : لسان العرب ٩ / ٧ مادّة « عبب ».

(٣) الدّمث : السّهل اللّيّن ؛ انظر : لسان العرب ٤ / ٤٠٠ مادّة « دمث ».

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582