موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 576 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 240643 / تحميل: 7241
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠١-٠
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

والوثاقة أمر آخر.

3270 ـ يعقوب أبو يوسف :

ق (1) . ويأتي أنّه ابن إسحاق السكيت الثقة(2) .

وفيتعق : بعيد لأنّهق وذاكج ، دي ؛ ويأتي عن المحقّق الداماد أنّه ابن عيثم. وفي كتب الأخبار عن أبي يوسف يعقوب بن عيثم عن الصادقعليه‌السلام (3) . ويأتي ابن نعيم أبو يوسف(4) وابن يزيد أبو يوسف(5) (6) .

3271 ـ يعقوب الأحمر :

روى عنه ابن مسكان ،ق (7) .

ويأتي ابن سالم الأحمر(8) .

أقول : فيمشكا : يعقوب الأحمر الثقة ، عنه ابن مسكان ، وأبو المغراء حميد بن المثنّى(9) .

3272 ـ يعقوب بن إسحاق السكّيت :

أبو يوسف ، كان متقدّماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسنعليهما‌السلام وكانا يختصّانه ، وله عن أبي جعفرعليه‌السلام رواية ومسائل ، وقتله المتوكّل‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 337 / 60.

(2) عن رجال النجاشي : 449 / 1214 والخلاصة : 186 / 5 ، إلاّ أنّ في كتابه الوسيط : 272 في ترجمته قال : وكأنّه ابن عثيم ابن السكيت.

(3) التهذيب 1 : 233 / 674 ، الاستبصار 1 : 31 / 84 ، وفيهما : عثيم.

(4) عن رجال النجاشي : 449 / 1213 والخلاصة : 186 / 4.

(5) عن رجال النجاشي : 450 / 1215.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

(7) رجال الشيخ : 337 / 66.

(8) عن رجال الشيخ : 336 / 56 ورجال النجاشي : 449 / 1212 والخلاصة : 186 / 2.

(9) هداية المحدّثين : 163. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦١

لأجل التشيّع وأمره مشهور ، وكان وجهاً في علم العربيّة واللغة ، ثقة مصدّقاً(1) لا يطعن عليه ،جش (2) .صه بزيادة ترجمة الحروف(3) .

ثمّ زادجش : له كتب منها كتاب إصلاح المنطق ، ثمّ عدّ كتبه ثمّ قال : أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد بن عبد الله البصري. إلى أن قال : عن تغلب(4) عن يعقوب.

وقد تقدّم عنق يعقوب أبو يوسف(5) ولا يبعد أن يكون هذا(6) ، فتأمّل.

وفيتعق : قال جديرحمه‌الله : رأيت في بعض كتب أصحابنا أنّه كان معلّماً للمعتز والمؤيد ابني المتوكّل ، وكان ذات يوم حاضراً عند المتوكّل إذ أقبلا فقال له المتوكّل : يا يعقوب أيّهما أحبّ إليك ولداي هذان أو الحسن والحسينعليهما‌السلام ؟ فقال : والله قنبر غلام علي بن أبي طالبعليه‌السلام خير منهما ومن أبيهما ، فقال المتوكّل : سلّوا لسانه من قفاه ، فسلّوا لسانه ، فماترضي‌الله‌عنه شهيداً(7) (8) .

أقول : فيمشكا : ابن إسحاق السكّيت الثقة ، عنه تغلب(9) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : صدوقاً.

(2) رجال النجاشي : 449 / 1214 ، ولم يرد فيه : وكانا يختصّانه.

(3) الخلاصة : 186 / 5 ، وفيها بدل وكان وجهاً في علم العربية : وكان عالماً بالعربيّة.

(4) في رجال النجاشي : ثعلب.

(5) رجال الشيخ : 337 / 60.

(6) لقد ذكرنا هناك أنّ الميرزا في كتابه الوسيط : 272 عدل عن رأيه هذا وقال : وكأنّه ابن عثيم لا ابن السكيت.

(7) روضة المتّقين : 14 / 471.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

(9) هداية المحدّثين : 163. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦٢

3273 ـ يعقوب بن إلياس :

ثقة ،صه (1) .

ومضى في أخيه عمرو أيضاً عنه وعنجش (2) .

3274 ـ يعقوب بن داود :

في العيون : إنّه ممّن سعى بموسى بن جعفرعليه‌السلام ، وكان يرى رأي الزيديّة(3) .

3275 ـ يعقوب بن سالم الأحمر :

أخو أسباط بن سالم ، ثقة من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (4) .

وقالشه : قوله أخو أسباط يقتضي كون أسباط أشهر منه ، مع أنّه لم يذكره في القسمين ولا غيره ، مع أنّه كثير الرواية خصوصاً بواسطة ولده علي بن أسباط(5) ، انتهى.

وفيجش أيضاً كما مرّ عنصه (6) على ما نقلهطس في كتابه.

وفيظم : ابن سالم(7) . وزادق : الأحمر الكوفي(8) .

ثمّ فيق : ابن سالم أخو أسباط العليم السرّاج(9) . والله العالم.

وفيتعق : قال الشيخ محمّدرحمه‌الله : لعلّ العلاّمةرحمه‌الله أخذه من كتاب‌

__________________

(1) الخلاصة : 186 / 3 ، ولم يرد فيها : ثقة ، ووردت في النسخة الخطيّة منها.

(2) الخلاصة : 121 / 7 ، رجال النجاشي : 289 / 773.

(3) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 72 / 2 باب 7.

(4) الخلاصة : 186 / 2.

(5) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 89.

(6) رجال النجاشي : 449 / 1212.

(7) رجال الشيخ : 363 / 6.

(8) رجال الشيخ : 336 / 54.

(9) رجال الشيخ : 337 / 65.

٦٣

طس لأنّه كثير التتبع له ، انتهى.

ومرّ في زياد بن المنذر عن المفيد أنّه من فقهاء الأصحاب(1) (2) .

أقول : قولشه رحمه‌الله : يقتضي كون أسباط أشهر منه مع أنّه لم يذكره في القسمين ، لا يخفى أنّه يقتضي ذلك لكنّ العلاّمةرحمه‌الله أخذ الكلام المذكور منجش حذو النعل بالنعل كما في أكثر المواضع.

وقولهرحمه‌الله : ولا غيره ، غير معلوم فقد ذكره الشيخ في كتابيه(3) ، وجش في كتابه كما سبق في بابه(4) .

وقول الميرزارحمه‌الله : على ما نقلهطس في كتابه ، وكذا قول الشيخ محمّد : لعلّ العلاّمة. إلى آخره ، يشعر بأنّ الترجمة المذكورة غير مذكورة في كتابجش إلاّ في نسخة ابن طاوسرحمه‌الله وليس كذلك ، فإنّها مذكورة في سائر النسخ كما في نسختين عني ونقلها الفاضل عبد النبي الجزائري عن(5) جش أيضاً لكنّه(6) لم يزد على المنقول هنا(7) ؛ والّذي في غيره بزيادة : له كتاب مبوّب في الحلال والحرام ، أخبرنا أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب ، عن علي بن أسباط ، عن عمّه بكتابه(8) .

__________________

(1) الرسالة العدديّة : 25 ، 42 ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9 ، وفيها يعقوب الأحمر.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 375.

(3) رجال الشيخ : 153 / 220 ، الفهرست : 38 / 122.

(4) رجال النجاشي : 106 / 268.

(5) في نسخة « ش » : عنه.

(6) في نسخة « م » : لكن.

(7) حاوي الأقوال : 162 / 668.

(8) راجع رجال النجاشي : 449 / 1212 ، وفيه : أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن سعيد. إلاّ أنّ في طبعه دار الإضواء بيروت 2 : 424 / 1213 كما في المتن.

٦٤

وفيمشكا : ابن سالم الثقة ، عنه علي بن أسباط وهو عمّه(1) ، انتهى.

وهذا يعطي تغاير ابن سالم للأحمر السابق ، وعلى فرضه(2) توثيق الأحمر كما مرّ عنه خفيّ المأخذ(3) ، فلا تغفل.

3276 ـ يعقوب السرّاج :

كوفي ثقة له كتاب ، عنه ابن محبوب ،جش (4) .

وفيصه : ثقة قالهجش ؛ وقالغض : إنّه كوفي ضعيف. والأقرب عندي قبول روايته(5) ، انتهى.

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن محبوب ، عنه(6) .

وما في ق مضى في ابن سالم(7) .

ووثقه أيضاً في الإرشاد كما مرّ في سليمان بن خالد(8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 163. ومن وفي مشكا. إلى آخره لم يرد في نسخة « ش ».

(2) أي على فرض التغاير.

(3) لعلّ الظاهر توثيقه ليعقوب الأحمر مبني على ما ذكره الشيخ المفيد في رسالته العدديّة حيث إنّ فيها يعقوب الأحمر فقط.

(4) رجال النجاشي : 451 / 1217.

(5) الخلاصة : 186 / 7.

(6) الفهرست : 180 / 804.

(7) رجال الشيخ : 337 / 65 ، وفيه : ابن سالم أخو أسباط العليم السرّاج.

(8) الإرشاد : 2 / 216 ، وفيه : فممّن روى النصّ بالإمامة من أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام على ابنه أبي الحسن موسىعليه‌السلام من شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصّته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين رضوان الله عليهم ، وعدّ منهم يعقوب السرّاج.

٦٥

أقول : فيمشكا : ابن السرّاج الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(1) .

3277 ـ يعقوب بن شيبة :

بالشين المعجمة ثمّ الباء الموحّدة ثمّ المثنّاة من تحت ، عامّي المذهب ،صه (2) .

ست : إلاّ الترجمة ، وزاد : له كتاب في تفضيل الحسن والحسينعليهما‌السلام ، أخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي بكر الدوري ، عن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شبيه ، عن جدّه يعقوب(3) .

وفيجش : ابن شبيه ، صاحب حديث من العامّة ، غير أنّه صنّف مسند أمير المؤمنينعليه‌السلام (4) ، وصنّف مسند عمّار بن ياسر ؛ قرأت هذا الكتاب على أبي عمير عبد الواحد بن مهدي قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شبيه ، عن جدّه به(5) .

وفيتعق : في الوجيزة : ضعيف وفيه مدح(6) ، فتأمّل(7) .

أقول : فيمشكا : ابن شبيه ، عنه محمّد بن أحمد بن يعقوب(8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 163. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(2) الخلاصة : 266 / 1. وضبطه في الإيضاح : 320 / 769 : شيبة : بالشين المعجمة والياء المنقّطة تحتها نقطتين والباء المنقّطة تحتها نقطة.

(3) الفهرست : 180 / 806 ، وفيه : شيبة ، وفيه أيضاً بعد جدّه يعقوب زيادة : عن مشيخته. ثمّ قال : وله كتاب مسند أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخباره في الجمل وصفّين والنهروان وفضائله وتسمية من روى عنه من أصحابه ، رويناه بالإسناد الأوّل عنه.

(4) في المصدر زيادة : ورواه مع مسانيد جماعة من الصحابة.

(5) رجال النجاشي : 451 / 1218 ، وفيه : شيبة ، وفيه أيضاً زيادة : وله كتاب الرسالة في الحسن والحسينعليهما‌السلام .

(6) الوجيزة : 343 / 2105 ، وفيها : شيبة.

(7) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(8) هداية المحدّثين : 163 ، وفيها : شيبة. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٦٦

3278 ـ يعقوب بن شعيب بن ميثم :

ابن يحيى التمّار ، مولى بني أسد ، أبو محمّد ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : ذكره ابن سعيد وابن نوح ، له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، ابن أبي عمير عنه به(2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن سماعة ، عنه(3) .

وفيقر : ابن شعيب بن ميثم الأسدي(4) . وزادق : الكوفي(5) .

وفيظم : ابن شعيب له كتاب(6) .

أقول : فيمشكا : ابن شعيب بن ميثم الثقة ، عنه علي بن النعمان ، وصفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، والحسن بن سماعة ، وداود بن فرقد ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، ومحمّد بن أبي حمزة ، وحمّاد بن عثمان. وهو عن الصادقعليه‌السلام (7) .

3279 ـ يعقوب بن عيثم :

للصدوق طريق إليه(8) ولذا حسنه خاليرحمه‌الله (9) .

__________________

(1) الخلاصة : 186 / 6.

(2) رجال النجاشي : 450 / 1216.

(3) الفهرست : 180 / 805.

(4) رجال الشيخ : 140 / 1.

(5) رجال الشيخ : 336 / 53.

(6) رجال الشيخ : 363 / 1.

(7) هداية المحدّثين : 163 و 268 ، والمذكور عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(8) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 6 ، وفيه : عثيم.

(9) الوجيزة : 408 / 375.

٦٧

ويروي عنه أبان(1) وابن أبي عمير(2) ، وفيه أشار بقوته ووثاقته.

قال السيّد الدامادرحمه‌الله : أبو يوسف يعقوب ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيق (3) وهو ابن عيثم ، ثمّ إنّه يعلم حسن حاله وصحّة حديثه من عد العلاّمةرحمه‌الله فيصه طريق الصدوق في الفقيه إليه صحيحاً ، ومن استصحاح الأصحاب أخباراً هو في طريقها ، انتهى.

ومضى عن المصنّف في يعقوب أبو يوسف أنّه ابن السكّيت(4) المشهور واستبعادنا ذلك. وفي النقد : ابن عيثم أبو يوسف(5) ، فتأمّل ،تعق (6) .

أقول : فيمشكا : ابن عيثم المجهول ، أبان بن عثمان عنه(7) .

3280 ـ يعقوب بن الفضل بن يعقوب :

روى عن الصادق والكاظمعليهما‌السلام ،جش .

وهو أخو إسحاق وإسماعيل الثقة ، مضى في ابن أخيه الحسين بن محمّد بن الفضل(8) ،تعق (9) .

أقول : ذكرنا في ترجمة ابن ابنه إسحاق بن الفضل(10) ما فيه(11) .

__________________

(1) التهذيب 1 : 245 / 707 ، وفيه : عثيم.

(2) كما في طريق الصدوق إليه ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 6.

(3) رجال الشيخ : 337 / 60.

(4) منهج المقال : 374.

(5) نقد الرجال : 379 / 15 ، وفيه : عثيم.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(7) هداية المحدّثين : 163 ، وفيها : عثيم. والمذكور عن المشتركات لميرد في نسخة « ش ».

(8) رجال النجاشي : 56 / 131.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(10) الظاهر من المصنّف في ترجمة إسحاق بن الفضل أنّه أخو يعقوب المترجم هنا لا ابن ابنه.

(11) فيه استظهار استفادة التوثيق من عبارة النجاشي في ترجمة الحسين بن محمّد بن الفضل ، وقد صرّح الشهيد الثاني بتوثيقه مع عمومته ، وفيه أيضاً استبعاد الجزائري ظهور التوثيق من عبارة النجاشي. انظر : الرعاية في علم الدراية : 398 ورجال النجاشي : 56 / 131 وحاوي الأقوال : 170 / 701.

٦٨

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائريرحمه‌الله في خاتمة قسم الثقات وقال : وثّقهشه في شرح البداية ، وقد ذكرنا ما في ذلك من النظر سابقاً(1) ، انتهى.

3281 ـ يعقوب بن نعيم بن قرقارة :

الكاتب أبو يوسف ، كان جليلاً في أصحابنا ، ثقة في الحديث ، روى عن الرضاعليه‌السلام ،جش (2) .

وزادصه بعد قرقارة : بالقاف قبل الراء وبعدها والراء الأُخرى بعد الألف(3) .

وفيتعق : نقل في النقد عنجش بعد عن الرضاعليه‌السلام : وصنّف كتباً في الإمامة ، روى عنه أبو نعيم نصر بن عصام(4) ، انتهى.

وحكاية كتابة الخليفة ظاهرها القدح ومرّ التحقيق فيها في حذيفة(5) (6) .

أقول : ما نقله سلّمه الله عن النقد عنجش موجود في النسختين اللتين عندي ، ولم يذكر في النقد سند النجاشي إليه اختصاراً ، واقتصر على‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 173 / 720.

(2) رجال النجاشي : 449 / 1213 ، وفيه زيادة : وصنّف كتاباً ( كتاً ) ثمّ ذكر طريقه إليه. وسينبّه عليه المصنّف.

(3) الخلاصة : 186 / 4.

(4) نقد الرجال : 379 / 20.

(5) قال الوحيد في ترجمة حذيفة بن منصور عند تعرضه لكلام العلاّمة من أنّه قيل إنّه كان والياً لبني أُميّة : وبعد الانفكاك عن القبيح لا يقاوم التوثيق الصريح ، كيف وكثير من الثقات ولاة وعمّال للظلمة ، ومرّ التحقيق في الجملة في الفائدة الثالثة.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

٦٩

الراوي عنه كما سلكته في هذا الكتاب أيضاً ، والسند هكذا : أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا أبو نعيم نصر بن عصام بن المغيرة الفهري أحد بني محارب بن فهر ، عن يعقوب ، انتهى.

هذا والكاتب لا يدلّ على كتابة الخليفة بإحدى الدلالات ، ولعلّه دام ظلّه سبق نظره إلى الترجمة الآتية بعيدة أو ظنّ اتّحادهما ، فتأمّل.

3282 ـ يعقوب بن يزيد بن حمّاد :

الأنباري السلمي ، أبو يوسف الكاتب(1) من كتّاب المنتصر ، روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وانتقل إلى بغداد ، وكان ثقة صدوقاً ؛ محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عنه ،جش (2) .

وفيضا : ابن يزيد الكاتب ، يزيد وأبوه ثقتان(3) . وفيدي : ثقة(4) .

وفيست : كثير الرواية ، ثقة ، له كتب منها النوادر ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عنه(5) .

وفيكش : يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري ويعرف بالعمي(6) : ابن مسعود قال : سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضّال عن يعقوب بن يزيد قال : كان كاتباً لأبي دلف القاسم(7) .

وفيصه بعد من كتّاب المنتصر : وقالكش عن ابن مسعود عن‌

__________________

(1) الكاتب ، لم ترد في المصدر.

(2) رجال النجاشي : 450 / 1215.

(3) رجال الشيخ : 395 / 12 ، وفيه : ابن يزيد الكاتب هو ويزيد أبوه ثقتان.

(4) رجال الشيخ : 425 / 2.

(5) الفهرست : 180 / 803.

(6) في المصدر : بالقمّي.

(7) رجال الكشّي : 612 / 1138.

٧٠

الحسن بن علي بن فضّال أنّه كان كاتباً لأبي دلف القاسم. وكان يعقوب من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، وروى يعقوب عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام . إلى قوله : صدوقاً ؛ وزاد : وكذلك أبوه(1) .

قلت : في عبارةصه المنقولة عنكش شي‌ء لا يخفى(2) .

وفيمشكا : ابن يزيد الثقة ، محمّد بن الحسن عن محمّد بن الحسن عنه ، وعنه سعد بن عبد الله ، والحميري ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن خالد ، ومحمّد بن خالد ، ومحمّد بن يحيى العطّار.

وفي التهذيب : سعد بن عبد الله عن أبي جعفر عن يعقوب بن يزيد(3) .

والمعهود رواية سعد عن يعقوب بغير واسطة ، والأمر سهل(4) .

3283 ـ يعقوب بن يقطين :

ثقة ،ضا (5) .

وزادصه ود : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (6) .

وفيتعق : هو أخو علي الجليل ، ومن أصحاب الكاظمعليه‌السلام (7) وإن‌

__________________

(1) الخلاصة : 186 / 1.

(2) حيث إنّ الكلام المنقول في الخلاصة بعد قوله : قال الكشّي ، هو عبارة عن كلام الكشّي والطوسي والنجاشي ، علماً أنّ الراوي في رجال الكشّي : أبا الحسن علي بن الحسن بن فضّال ، فلاحظ.

(3) التهذيب 3 : 9 / 27.

(4) هداية المحدّثين : 163. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال الشيخ : 395 / 13.

(6) الخلاصة : 186 / 1 ورجال ابن داود : 206 / 1736.

(7) راجع رجال الكشّي : 437 / 822 ورجال البرقي : 52.

٧١

روى عن الرضاعليه‌السلام أيضاً(1) .

أقول : فيمشكا : ابن يقطين الثقة ، عنه محمّد بن عيسى اليقطيني ، وابن أبي عمير ، والنضر ، والحسين بن سعيد ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب(2) .

3284 ـ يوسف :

فيكش ما روي في يوسف : جعفر بن أحمد بن الحسن ، عن داود ، عن يوسف قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أصف لك ديني الّذي أُدين الله به ، فإن أكن على حقّ فثبّتني ، ثمّ ذكركش ما يدلّ على إقراره بالأئمّةعليهم‌السلام إلى أن انتهى إلى الصادقعليه‌السلام فقالعليه‌السلام عند ذلك مراراً : رحمك الله ثمّ قال : هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي الّذي لا يقبل الله غيره(3) .

قلت : لعلّ هذا ابن إبراهيم أبو داود الآتي عنق (4) ، ويكون داود الراوي هنا عنه ابنه ، ومرّ الكلام في ضعف الطريق والشهادة للنفس في أوّل الكتاب(5) .

وفي حاشية السيّد الداماد علىكش : يوسف هذا أبو أُميّة الكوفي يوسف بن ثابت الثقة الجليل المعروف من أصحاب الصادقعليه‌السلام ، يروي عنه أبو إسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون ، وإذا أُطلق في أسانيد الأخبار يوسف عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام فهو منصرف إليه ، وهذا الحديث الّذي رواه‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(2) هداية المحدّثين : 164. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(3) رجال الكشّي : 423 / 797.

(4) رجال الشيخ : 336 / 57.

(5) منتهى المقال : 1 / 102.

٧٢

أبو عمرو الكشّيرحمه‌الله ليس يطابق حال غيره من اليوسفين ، وأمّا داود الّذين أورده في السند فهو الرقي(1) كما هو المستبين من الطبقة فليعرف ؛ ثمّ قال : الّذي يغلب في الظنّ أنّ في هذا الإسناد تركاً في الطبقة والصواب : عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن داود.

وجعفر بن أحمد هو الّذي يعرف بابن التاجر يروي عنه محمّد بن مسعود.

وأحمد بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن الحسن بن فضّال ، وقد ذكرجش أنّ محمّد بن مسعود يروي عن أصحاب علي بن الحسن بن فضّال(2) . وذكر أنّ أحمد بن الحسن بن فضّال مات سنة ستّين ومائتين(3) .

وذكر أيضاً أنّ داود مات بعد المائتين بقليل بعد وفاة الرضاعليه‌السلام ، وأنّه روى عن الكاظم والرضاعليهما‌السلام (4) . وهو من أصحاب الصادقعليه‌السلام (5) وبالجملة : الأمر لا يكاد يخفى بعد ملاحظة التأريخ وطبقة الإسناد في الرواية والله أعلم(6) ، انتهى. فتأمّل جدّاً.

3285 ـ يوسف بن إبراهيم :

أبو داود ،ق (7) ، وفي بعض النسخ : أبي داود.

وفيتعق : يأتي في الألقاب أنّه يقال عليه الطاطري(8) ، والظاهر أنّه‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : البرقي.

(2) رجال النجاشي : 350 / 944.

(3) رجال النجاشي : 80 / 194.

(4) رجال النجاشي : 156 / 410.

(5) رجال الكشّي : 402 / 750 و 751 ، 407 / 765 و 766 ، ورجال الشيخ : 190 / 9.

(6) تعليقة الداماد على رجال الكشّي : 2 / 720 722.

(7) رجال الشيخ : 336 / 57 ، وفيه : أبي داود.

(8) عن الخلاصة : 271 / 40 الفائدة الأُولى.

٧٣

من قول الصدوقرحمه‌الله في مشيخته(1) . وفي العدّة : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطري(2) .

ويروي عنه صفوان(3) . وفي كتاب الملابس من الكافي : عن صفوان عن العيص بن القاسم عن أبي داود يوسف بن إبراهيم(4) ، ويظهر منه تكنيته بأبي داود ، ( فما في بعض نسخق إمّا غلط أو الجر على سبيل الحكاية )(5) . وفي التهذيب : عن صفوان عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم(6) ، وذكره الصدوق بهذا العنوان(7) ، فالظاهر أنّ نسبته إلى إبراهيم نسبة إلى الجدّ لشهرته.

هذا والظاهر اتّحاده مع الطاطري الآتي(8) (9) .

أقول : يأتي ما فيمشكا هناك(10) .

3286 ـ يوسف بن أحمد بن إبراهيم :

ابن أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي ، من قرية الدراز‌

__________________

(1) الفقيه المشيخة ـ : 4 / 118.

(2) عدّة الأُصول : 1 / 381.

(3) التهذيب 2 : 208 / 817.

(4) الكافي 6 : 451 / 5.

(5) ما بين القوسين لم يرد في التعليقة.

(6) التهذيب 2 : 208 / 817 والاستبصار 1 : 386 / 1467 وفيهما يوسف بن إبراهيم ، إلاّ أنّ الصدوق في الفقيه 1 : 171 / 808 ذكر هذه الرواية عن يوسف بن محمّد بن إبراهيم.

(7) الفقيه 1 : 171 / 808.

(8) عن رجال الشيخ : 337 / 59.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(10) هداية المحدّثين : 164 ، وفيها : ابن إبراهيم الطاطري عنه محمّد بن سنان. ومن أقوال إلى آخره لم يرد في نسخة « ش ».

٧٤

إحدى قرى البحرين ، عالم فاضل متبحّر ماهر متتبّع محدّث ورع عابد صدوق ديّن ، من أجلّة مشايخنا المعاصرين ، وأفاضل علمائنا المتبحّرين.

كان أبوه الشيخ أحمد من أجلاّء تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي وكان عالماً فاضلاً محقّقاً مدقّقاً مجتهداً صرفاً كثير التشنيع على الأخباريين كما صرّح به ولده شيخنا المذكور في إجازته الكبيرة المشهورة(1) .

وكان هوقدس‌سره أوّلاً أخبارياً صرفاً ثمّ رجع إلى الطريقة الوسطى وكان يقول : إنّها طريقة العلاّمة المجلسي غوّاص بحار الأنوار.

كان مولده كما ذكره في إجازته المذكورة في السنة السابعة بعد المائة والألف في قرية الماحوز إحدى قرى البحرين ، واشتغل وهو صبي على والده طاب ثراه ، ثمّ على العالم العلاّمة الشيخ حسين الماحوزي(2) ، وكان عالماً عاملاً فاضلاً كاملاً مجتهداً صرفاً حكى الأُستاذ العلاّمة دام علاه عنه أنّه كان كثير الطعن على الأخباريين وكان يقول(3) الأخباريون هم الّذين يقولون ما لا يفعلون ويقلّدون من حيث لا يشعرون وعلى الشيخ أحمد بن عبد الله البلادي وغيرهما من علماء البحرين ، وبقي مدّة مشتغلاً بالتحصيل ، ثمّ سافر إلى حجّ بيت الله الحرام وزيارة رسوله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ، ثمّ رجع إلى القطيف وبقي بها مدّة ، وبعد خراب البحرين واستيلاء الأعراب وغيرهم من الفجرة النصّاب عليها فرّ إلى ديار العجم ، وقطن برهة في كرمان ثمّ في شيراز وتوابعها من الاصطهبانات مشتغلاً‌

__________________

(1) لؤلؤة البحرين : 93 و 98.

(2) لؤلؤة البحرين : 442.

(3) في نسخة « ش » بدل وكان يقول : ويقول.

٧٥

بالتدريس والتأليف ، ثمّ سافر إلى العتبات العاليات وجاور في كربلاء شرفها الله واشتغل بإبراز المصنّفات(1) ، مواظباً على العبادات مداوماً على الطاعات إلى أن أدركه المحتوم ونزل به القضاء الملزوم ، فجاور في تلك الحضرة العليّة المجاورة الحقيقية. لهقدس‌سره من المصنّفات : كتاب الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، وهو كتاب جليل لم يعمل مثله جدّاً ، جمع فيه جميع الأقوال والأخبار الواردة عن الأئمّة الأطهار إلاّ أنّه طاب ثراه لميله إلى الأخباريّة كان قليل التعلّق بالاستدلال بالأدلّة الأُصوليّة الّتي هي أُمّهات الأحكام الفقهيّة وعمد الأدلّة الشرعيّة ، خرج منه جميع العبادات إلاّ كتاب الجهاد وأكثر المعاملات إلى أواخر كتاب الطلاق ، وأعرض عن ذكر كتاب الجهاد لقلّة النفع المتعلّق به الآن وإيثاراً لصرف الوقت فيما هو أهم تبعاً لبعض علمائنا الأعيان.

كتاب سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد والردّ عليه في شرحه لنهج البلاغة ، ذكر في أوّله مقدّمة شافية في الإمامة تصلح أن تكون كتاباً مستقلا ، ثمّ ذكر فيه كلامه في الشرح المذكور ممّا يتعلّق بالإمامة والخلافة وأحوال الصحابة وردّ عليه ، خرج منه المجلّد الأوّل وقليل من الثاني.

كتاب الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب ، وما يترتب عليه من المطالب.

كتاب الدرر(2) النجفيّة من الملتقطات اليوسفيّة ، وهو كتاب جيد جدّاً مشتملاً على علوم ومسائل وفوائد ورسائل ، جامع لتحقيقات شريفة وتدقيقات لطيفة.

__________________

(1) لؤلؤة البحرين : 444 446.

(2) في نسخة « ش » : الدر.

٧٦

كتاب النفحات الملكوتيّة في الردّ على الصوفيّة ذكر فيه جملة من ترهاتهم وشطراً من خرافاتهم ، وعدّ منهم المولى محسن الكاشاني ونقل عنه مقالات قبيحة وعقائد غير مليحة ، وردّها.

كتاب تدارك المدارك فيما هو غافل عنه وتارك ، وهو حاشية على الكتاب المذكور ، خرج منه مجلّد مشتمل على كتاب الطهارة والصلاة.

كتاب إعلام القاصدين إلى مناهج أُصول الدين ، خرج منه الباب الأوّل في التوحيد ، إلاّ أنّهرحمه‌الله ذكر أنّه والّذي في أجوبة المسائل الشيرازيّة الآتي إليه الإشارة ذهبا فيما وقع على كتبه من الحوادث في قصبة فسا من توابع شيراز أيام إقامته بها.

كتاب معراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه ، برز منه قليل من أوّله.

كتاب الخطب ، مشتمل على خطب الجمعة من أوّل السنة إلى آخرها وخطب العيدين.

كتاب جليس الحاضر وأنيس المسافر ، يجري مجرى الكشكول.

كتاب عقد الجواهر النورانيّة في أجوبة المسائل البحرانية.

رسالة اللئالي الزواهر في تتمّة عقد الجواهر ، يشتمل على أجوبة مسائل لذلك السائل.

رسالة في مناسك الحجّ.

رسالة ميزان الترجيح في أفضليّة القول فيما عدا الأولتين بالتسبيح.

رسالة في تحقيق معنى الإسلام والإيمان ، وأنّ الإيمان عبارة عن الإقرار باللسان والاعتقاد بالجنان والعمل بالأركان.

رسالة قاطعة القال والقيل في نجاسة الماء القليل ، تعرّض فيها للردّ‌

٧٧

على المولى محسن الكاشاني ومن تبعه ممّن تأخّر عنه.

رسالة الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة.

رسالة كشف القناع عن صريح الدليل في الردّ على من قال في الرضاعليه‌السلام بالتنزيل ، ردّ فيها على الركن العماد المحقّق الداماد. حيث كتب طاب ثراه رسالة في التنزيل وسجّل عليه الدليل.

رسالة الصوارم القاصمة لظهور الجامعين بين ولد فاطمة ، حرّم فيها الجمع بين فاطميتين ، ولم يشاركه فيها غير شيخنا الحرّ العاملي ، وقد تفرّد هورحمه‌الله عنه فحكم ببطلان العقد وعدم وقوعه. وللأُستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه في الردّ عليه رسائل متعدّدة مختصرة ومطوّلة ؛ وكذا لولد الأُستاذ العلاّمة دام فضلهما رسالة جيّدة مبسوطة في الردّ عليه أطال فيها البحث معه ، ونقل جملة من كلامه(1) رحمه‌الله في تلك الرسالة بألفاظها وردّها. ولبعض مشايخنا الأذكياء أيضاً رسالة وجيزة في الردّ عليه.

الرسالة الصلواتيّة متناً وشرحاً.

الرسالة الصلواتيّة المنتخبة منها.

الرسالة المحمديّة في أحكام الميراث الأبديّة(2) .

أجوبة المسائل الشيرازيّة.

أجوبة المسائل البهبهانية الواردة من السيّد عبد الله بن السيّد علوي البحراني الساكن في بهبهان حيّاً وميتاً.

أجوبة المسائل الكازرونية الواردة من الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد النبي البحراني.

__________________

(1) في نسخة « ش » : كلماته.

(2) في نسخة « ش » : اللابدية.

٧٨

إجازة كبيرة مبسوطة موسومة بلؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينين ، كتبهارحمه‌الله لابني أخويه الشيخ خلف والشيخ حسين ، وهي مشتملة على ذكر أكثر علمائنارحمهم‌الله وأحوالهم ومؤلّفاتهم ومدّة أعمارهم ووفياتهم ، من زمانه إلى زمان الصدوقين والكليني. إلى غير ذلك من فوائد ورسائل وإجازات وأجوبة مسائل.

توفّيرحمه‌الله في شهر ربيع الأوّل من السنة السادسة والثمانين بعد المائة والألف ، وتولّى غسله المقدّس التقي الشيخ محمّد علي الشهير بابن سلطان ، وهو ممّن تلمّذ عليه وتلميذه الآخر المغفور المرحوم الحاج معصوم ، وصلّى عليه الأُستاذ العلاّمة ، واجتمع خلف جنازته جمع كثير وجمّ غفير مع خلو البلاد من أهاليها وتشتت شمل ساكنيها لحادثة نزلت بهم في ذلك العام من حوادث الأيّام الّتي لا تنيم ولا تنام.

3287 ـ يوسف بن أيّوب :

يروي عنه ابن أبي عمير ، ووصفه بشريك إبراهيم بن ميمون(1) ،تعق (2) .

3288 ـ يوسف بن ثابت بن أبي سعدة :

أبو أُميّة ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (3) .

وزادجش : له كتاب يرويه ثعلبة بن ميمون(4) .

وفيست : له كتاب البشارات ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ،

__________________

(1) التهذيب 7 : 108 / 461.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 376.

(3) الخلاصة : 184 / 2.

(4) رجال النجاشي : 452 / 222.

٧٩

عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن ثعلبة ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن ثابت الثقة ، عنه ثعلبة بن ميمون. وهو عن الصادقعليه‌السلام (2) .

3289 ـ يوسف بن الحارث :

من أصحاب الباقرعليه‌السلام ، يكنّى أبا بصير بالياء بعد الصاد بتري ،صه (3) .

قر إلاّ الترجمة وقوله من أصحاب الباقرعليه‌السلام (4) . وقد استثني يوسف بن الحارث عن رجال نوادر الحكمة(5) ويحتمل أن يكون هذا.

وفيكش : أبو نصر بن يوسف بن الحارث بتري(6) ، كما يأتي في الكنى ، فتأمّل.

3290 ـ يوسف بن الحارث الكمنداني :

مضى في سهل بن الحسن ما يومئ إلى معروفيته بل والاعتماد عليه(7) .

والظاهر أنّه الّذي يروي عنه صاحب نوادر الحكمة لأنّه في طبقة الصفّار وسهل أخيه ، والظاهر من إسناد الروايات أنّ صاحب النوادر يروي‌

__________________

(1) الفهرست : 181 / 808.

(2) هداية المحدّثين : 164 و 268. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(3) الخلاصة : 265 / 1.

(4) رجال الشيخ : 141 / 17.

(5) الفهرست : 145 / 621 ورجال النجاشي : 348 / 939.

(6) رجال الكشّي : 390 / 733.

(7) عن رجال الشيخ : 475 / 7 ، وفيه : سهل بن محمّد الصفّار أخو محمّد روى عن يوسف بن الحارث الكمنداني عن عبد الرحمن العرزمي كتابه.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

ويريدون محو الإسلام واستئصال جذوره من الأساس ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام لا يردّ ذلك على حساب الخلافة ، لأنّ الخلافة أمر واجب على الناس ، وليس على عليعليه‌السلام ، لأنّ هناك إمامة وخلافة ، والإمامة ينصّبها الله ، وعليعليه‌السلام إمام بتنصيب الله تعالى ، ومن وظائف الإمامة الخلافة ـ أي أنّ مقام الخلافة الأحق به الإمام ـ وهذه الخلافة مشروطة بالنصرة ، وأن يبايع الناس علياً ، فيجب على الناس أن يعيّنوا علياًعليه‌السلام خليفة عليهم وأن ينصرونه ، فعندما خذلوه وعصوا الحكم الشرعي بوجوب نصبه خليفة ، ما كان على عليعليه‌السلام إلّا المحافظة على بيضة الإسلام من أهل النفاق ، ومن الطلقاء ، ومن الأعراب الذين ارتدوا ، فلذلك كان علياًعليه‌السلام يهمّه الإسلام أكثر من الخلافة ، إذ الخلافة تجب على الناس أن يعطوها لعليعليه‌السلام ، فلمّا عصوا فلم يبق أمام الإمام عليعليه‌السلام إلّا نصر الدين والمحافظة عليه ، مادام الناس تراجعوا وتقهقروا عن واجبهم الشرعي ـ وهو نصب من نصّبه الله ـ فلذلك قال :« فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً وهدماً يكون المصاب بهما عليّ أعظم من فوات ولاية أُموركم ، التي هي إنّما متاع أيام قلائل »

والشاهد على أنّ أبا سفيان كان يبغي ضرب الإسلام ما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج حيث قال : « لمّا اجتمع المهاجرون على بيعة أبي بكر ، أقبل أبو سفيان وهو يقول : أما والله إنّي لا أرى عجاجة لا يطفئها إلّا الدم ، يا لعبد مناف فيم أبو بكر من أمركم ! أين المستضعفان ؟ أين الأذلّان ! ـ يعني علياً والعباس ـ ما بال هذا الأمر في أقلّ حيّ من قريش ؟ ثمّ قال لعلي : أبسط يدك أبايعك ، فو الله إن شئت لأملأنها على أبي فضل ـ يعني أبا بكر ـ خيلاً ورجالاً »(١)

فانظر إلى خبث هذا الرجل ، فهو يريد أن يضرب المسلمين بعضهم ببعض ، حتّى يخلوا له الجوّ ، ويرجع إلى الجاهلية ، وأنظر إلى الخيل والرجال التي توعّد
______________________

(١) شرح نهج البلاغة ١ / ٢٢١

١٦١

بها ، فما هي إلّا الاتفاق بينه وبين المنافقين ، وبين من تقدّم من عندهم عندما قدم ووجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد توفّي

« علي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ إجازة في الحقوق »

روايات صلاته متضاربة ومختلفة :

س : هل هناك دليل واضح على تنحية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي بكر عن صلاة الجماعة المزعومة من كتب أهل السنّة ؟ وفي حال وجد ما هو الحديث ؟ وشكراً

ج : يمكن أن يقال في ردِّ من يحاول الاستدلال بصلاة أبي بكر بالناس ـ إن ثبت ـ في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي مسجده للخلافة :

أوّلاً ـ ليست إمامة الجماعة لدى أبناء العامّة منصباً خطيراً ومهمّاً ، أو قيادة شعبية أو دينية في عرف الإسلام ، ولذلك روي في كتبهم القول : صلّوا خلف كلّ برّ وفاجر ، ولو صحّ أنّ أبا بكر أمّ الناس ، فلم يكن ذلك كاشفاً حسب الموازين ـ التي يعترفون بها لإمامة الجماعة ـ أنّ الرجل ذو أهلية ، ويحمل مزية يصلح بها للزعامّة الدينية والسياسية ، بل جملة منهم لا يشترطون البلوغ في إمام الجماعة

ثانياً ـ إنّ سحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر من الله آيات من سورة البراءة ، التي كان أبو بكر مكلّفاً منهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقراءتها على الناس في موسم الحجّ الأكبر شاهد على أنّ الرجل لا يصلح لأية قيادة وأية زعامة ، وكذلك فشله في فتح قلعة خيبر

ثالثاً ـ إنّ الروايات التي رويت من طرق أبناء العامّة في هذا الشأن مختلفة ، بحيث لا يمكن القول بأنّها تحكي عن معنى واحد ، فإليك بعض منها :

« روى الحارث بن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن مطلب بن أسد قال : لمّا استعز برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا عنده في نفر من المسلمين ، قال : دعا بلال للصلاة فقال :« مروا من يصلّي بالناس » ، قال : فخرجت فإذا عمر في

١٦٢

الناس ، وكان أبو بكر غائباً ، فقلت : قم يا عمر فصلّي بالناس ! قال : فقام ، فلمّا كبّر عمر سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صوته ، وكان عمر رجلاً مجهراً ، فقال رسول الله :« فأين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون » ، قال : فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلّى عمر تلك الصلاة ، فصلّى بالناس »(١)

هكذا روى ابن زمعة من طريق آخر : « فلمّا سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله صوت عمر ، خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى اطلع رأسه من وراء حجرته ، ثمّ قال :« لا لا ليصل بالناس ابن أبي قحافة » ، يقول ذلك مغضباً »(٢)

ورويت قصّة الصلاة بنحو آخر عن عائشة : « قال الأسود : كنّا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها

قالت : لمّا مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مرضه الذي مات فيه ، فحضرت الصلاة ، فقال :« مروا أبا بكر فليصلِ بالناس » ، فقيل له : أنّا أبا بكر رجل أسيف ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلّي بالناس ، وأعاد فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال :« إنّكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصلِ بالناس » ، فخرج أبو بكر فصلّى ، فوجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في نفسه خفّة ، فخرج يهادى بين رجُلين ، كأنّي أنظر إلى رجليه يخطّان الأرض من الوجع ، فأراد أبو بكر أن يتأخّر ، فأومئ إليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن مكانك ، ثمّ أُوتي به حتّى جلس إلى جنبه

فقيل للأعمش : وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي وأبو بكر يصلّي بصلاته ، والناس يصلّون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه : نعم »(٣)

وقال ابن كثير : « وقد رواه البخاري في غير موضع من كتابه ، ومسلم والنسائي وابن ماجة ، من طرق متعدّدة عن الأعمش به

______________________

(١) مسند أحمد ٤ / ٣٢٢

(٢) كتاب السنّة : ٥٤٠

(٣) صحيح البخاري ١ / ١٦٢

١٦٣

منها : ما رواه البخاري عن قتيبة ، ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، ويحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية به »(١)

فينبغي أن تلتفت : إنّ هذا الخبر مع هذه التأكيدات في السند إنّما يثبت إمامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واقتداء أبو بكر بهصلى‌الله‌عليه‌وآله

ودعوى أنّ أبا بكر كان إمام الناس لا يعقل ، إذ يعني ذلك أنّ هناك إمامين في صلاة واحدة شخصية

وقال ابن كثير : « وقال البخاري : عن عائشة أنّها قالت : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في مرضه :« مروا أبا بكر فليصلِ بالناس » ، قال ابن شهاب : فأخبرني عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أنّها قالت : لقد عاودت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك ، وما حملني على معاودته إلّا أنّي خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر ، وإلّا أنّي علمت أنّه لن يقوم مقامه أحد إلّا تشاءم الناس به ، فأحببت أن يعدل ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أبي بكر إلى غيره »(٢)

ملاحظة : أترى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يريد أن يتشاءم به الناس ، وعائشة لا تريد ذلك ؟!

ورويت قصّة الصلاة بطريق آخر مختلف عمّا تقدّم ، مع فيما تقدّم من التباين والاختلاف

عن عبيد الله بن عبد الله قال : دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدّثيني عن مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقالت : بلى ، ثقل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجعه فقال :« أصلى الناس » ؟

قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال :« صبّوا إليّ ماءً في المخضب » ، ففعلنا ، قالت : فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه ، ثمّ أفاق ، فقال :« أصلى الناس » ؟

______________________

(١) السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٦١

(٢) نفس المصدر السابق

١٦٤

قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال :« ضعوا لي ماءً في المخضب » ، ففعلنا فأغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه ، ثمّ أفاق ، فقال :« أصلى الناس » ؟

قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال :« ضعوا لي ماءً في المخضب » ، ففعلنا ، قالت : فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه ، ثمّ أفاق ، فقال :« أصلى الناس » ؟

قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، قالت : والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله لصلاة العشاء ، فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي بكر بأن يصلّي بالناس ، وكان أبو بكر رجلاً رقيقاً ، فقال : يا عمر صلّ بالناس ، فقال : أنت أحقّ بالناس ، فصلّى بهم تلك الأيّام

ثمّ إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجد خفّة ، فخرج بين رجلين ، أحدهما العباس لصلاة الظهر ، فلمّا رآه أبو بكر ذهب ليتأخّر ، فأومئ إليه أن لا يتأخّر ، وأمرهما فأجلساه إلى جنبه ، وجعل أبو بكر يصلّي قائماً ورسول الله يصلّي قاعداً ، إلى أن قال ابن كثير : وفي رواية : فجعل أبو بكر يصلّي بصلاة رسول الله وهو قائم ، والناس يصلّون بصلاة أبي بكر ، ورسول الله قاعد(١)

ورواية أُخرى ذكرها ابن كثير عن الأرقم بن شرحبيل عن ابن عباس قال : « لمّا مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس ، ثمّ وجد خفّة فخرج ، فلمّا أحسّ به أبو بكر أراد أن ينكص ، فأومأ إليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره ، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبو بكر

ثمّ رواه أيضاً عن وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أرقم عن ابن عباس بأطول من هذا ، وقال وكيع مرّة : فكان أبو بكر يأتم بالنبيّ ، والناس يأتمون بأبي بكر »(٢)

ورواية أُخرى تعطي عكس ذلك

______________________

(١) المصدر السابق ٤ / ٢٥٤

(٢) نفس المصدر السابق

١٦٥

وعن مسروق عن عائشة قالت : صلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه(١)

وفي رواية أُخرى : « آخر صلاة صلّاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع القوم في ثوب واحد ملتحفاً به ، خلف أبي بكر »(٢)

وهكذا روايات متعدّدة ، لن تجد روايتين منها تتّفق في المعنى ، فضلاً عن اللفظ ، وذلك دليل على اختلاق القصّة ، والذي روي عن طريق الخاصّة :

عن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام يرويه عيسى الضرير : قال : فسألته وقلت : جعلت فداك ، قد أكثر الناس قولهم في أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر أبا بكر بالصلاة ، ثمّ أمر عمر ، فأطرق عنّي طويلاً ، ثمّ قال :« ليس كما ذكر الناس ، ولكنّك يا عيسى كثير البحث عن الأُمور ، لا ترضى إلّا بكشفها »

فقلت : بأبي أنت وأُمّي ، من أسأل عمّا انتفع به في ديني ، وتهتدي به نفسي مخافة أن أضلّ غيرك ، وهل أجد أحداً يكشف لي المشكلات مثلك ؟

فقال :« إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا ثقل في مرضه ، دعا علياً عليه‌السلام ، فوضع رأسه في حجره وأُغمي عليه ، وحضرت الصلاة فأذّن بها ، فخرجت عائشة فقالت : يا عمر أخرج فصلّ بالناس ، فقال لها : أبوك أولى بها منّي ، فقالت : صدقت ، ولكنّه رجل لين ، وأكره أن يواثبه القوم ، فصلّ أنت ، فقال لها : بل يصلّي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب ، أو تحرّك متحرّك ، مع أنّ رسول الله مغمى عليه لا أراه يفيق منها ، والرجل مشغول به ، لا يقدر أن يفارقه ـ يعني علياً عليه‌السلام ـ فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر علياً بالصلاة ، وقد سمعت مناجاته منذ الليلة ، وفي آخر كلامه يقول لعلي عليه‌السلام : الصلاة ، الصلاة »

قال :« فخرج أبو بكر يصلّي بالناس ، فظنّوا أنّه بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلم يكبّر حتّى أفاق صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال : ادعوا لي عمّي ـ يعني العباس ـ فدعي له فحمله وعلي عليه‌السلام حتّى أخرجاه وصلّى بالناس وإنّه لقاعد ، ثمّ حمل فوضع على المنبر
______________________

(١) مسند أحمد ٦ / ١٥٩

(٢) البداية والنهاية ٥ / ٢٥٥

١٦٦

بعد ذلك ، فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتّى برزت العواتق من خدورها ، فبين باك وصائح ، ومسترجع وواجم ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، فكان فيما ذكر من خطبته أن قال : يا معشر المهاجرين والأنصار ، ومن حضر في يومي هذا ، وفي ساعتي هذه من الإنس والجنّ ليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا أنّي قد خلّفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شيء ، حجّة الله عليكم وحجّتي وحجّة ولي ، وخلّفت فيكم العلم الأكبر ، علم الدين ، ونور الهدى وضياءه ، وهو علي بن أبي طالب ، ألا هو حبل الله فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخواناً ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلّكم تهتدون

أيّها الناس هذا علي من أحبّه وتولّاه اليوم وبعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله ، ومن عاداه وأبغضه اليوم وبعد اليوم جاء يوم القيامة أصم وأعمى ولا حجّة له عند الله »(١)

فقد اتضح لك أيّها الأخ الكريم تضارب روايات القوم في هذه القصّة ، وأنّه دليل على أنّها مختلقة ، وقد قلنا : إنّه إن ثبت لم يكن في ذلك فضل لأبي بكر ، مادام حكم القوم في إمام الجماعة ما قد عرفت

« محمّد جعفر ـ ـ »

لم يصل على جنازة فاطمة :

س : إنّ أبا بكر لم يؤذن لحضور جنازة فاطمة عليها‌السلام ، ليس لأنّه منع من ذلك ، ولكن لأنّ الإمام علي عليه‌السلام ظنّ أنّ أبا بكر كان يعلم ، لأنّ أسماء بنت عميس ـ زوجة أبي بكر ـ كانت قد ساعدت على غسل فاطمة عليها‌السلام ، فكيف
______________________

(١) خصائص الأئمّة : ٧٤

١٦٧

ترجع إلى بيتها ولا تخبر أبا بكر ؟ هذا ما قاله لي أحد أهل السنّة ، فما هو الجواب ؟

ج : ظنّ الإمام عليعليه‌السلام لا يكون دليلاً ، على عدم خروج أبي بكر ، والأصل الذي ذكره لا أصل له ، والصحيح عندنا أنّ أبا بكر منع من الحضور على جنازتهاعليها‌السلام بوصية منها

فقد نقل ابن فتال النيسابوري وصيّتهاعليها‌السلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، حيث قالت :« أُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني ، وأخذوا حقّي ، فإنّهم أعدائي وأعداء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأن لا يصلّي عليّ أحد منهم ، ولا من اتباعهم ، وادفني في الليل ، إذا هدأت العيون ونامت الأبصار »

« ثمّ توفّيت واجتمع الناس فجلسوا ، وهم يرجون وينظرون أن تخرج الجنازة ، فيصلّون عليها ، وخرج أبو ذر فقال : انصرفوا فإنّ ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخّر إخراجها في هذه العشية ، فقام الناس وانصرفوا ، فلمّا أن هدأت العيون ، ومضى من الليل ، أخرجها علي والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وعمّار والمقداد ، وعقيل والزبير ، وأبو ذر وسلمان وبريدة ، ونفر من بني هاشم وخواصّه ، صلّوا عليها ودفنوها في جوف الليل ، وسوّى علي حواليها قبوراً مزوّرة مقدار سبعة حتّى لا يعرف قبرها »(١)

قال الأصبغ بن نباتة : سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن علّة دفن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقالعليه‌السلام :« إنّها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها » (٢)

ويؤيّد هذا ما رواه الصنعاني عن عائشة : « إنّ علياً دفن فاطمة ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر » (٣)

______________________

(١) روضة الواعظين : ١٥١

(٢) المصدر السابق : ١٥٣

(٣) المصنّف للصنعاني ٣ / ٥٢١

١٦٨

وما رواه ابن شبة النميري عن عائشة : « إنّ علياًرضي‌الله‌عنه دفن فاطمة ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر »(١)

ولا يخفى أنّ الإمام عليعليه‌السلام قد صلّى عليها في بيته لا في المسجد للوصية التي أوصت بهاعليها‌السلام

« حسن أحمد عبد الرزاق ـ البحرين ـ »

شرب الخمر بعد تحريمها :

س : هل إنّ أبا بكر كان عادلاً في حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وفي زمان خلافته ؟

ج : إنّ عدالة الصحابي أو عدمها تتبع أعماله وتصرّفاته في حياته ، فلا أصل في المقام لعدالة الصحابة بدون قيد أو شرط ، بل يدخل جميعهم في دائرة التعديل والتجريح

ثمّ إنّ تصرّفات كلّ شخص وتقلّباته في مختلف شؤون حياته خير دليل على الحكم عليه ، وفي مورد السؤال نذكر لك سيئةً واحدة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ تكفي في معرفة الرجل ، وهي شربه للخمر بعد تحريمها(٢)

نعم ، قد حاول البعض تبرير هذا العمل بأنّه كان قبل نزول التحريم

ولكن يردّه أوّلاً : إنّ التحقيق يدلّنا على أنّ التحريم قد نزل قبله بمدّة ، فإنّ عملية شرب الخمر قد حصلت في عام الفتح ـ سنة ثمانية من الهجرة ـ باتفاق أهل الحديث والسير ، والتحريم قد نزل : إمّا في أوائل البعثة أو الهجرة(٣) ، وإمّا في سنة أربع من الهجرة(٤) ، وإمّا في سنة ست من الهجرة(٥)

______________________

(١) تاريخ المدينة ١ / ١١٠

(٢) فتح الباري ١٠ / ٣١ ، عمدة القاري ٢١ / ٢٥١ ، وغيرهما

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٣٥٣ ، سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٦٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٥ / ٥٠٩ و ٨ / ٣٥١ ، الجامع الصغير ١ / ٤٣٣

(٤) فتح الباري ١٠ / ٢٥

(٥) نفس المصدر السابق

١٦٩

وأمّا القول بنزول التحريم في سنة الفتح ، عام ثمانية من الهجرة يوم الشرب المذكور ، فلا يدعمه ـ على قول البعض ـ إلّا حديث أحمد ، الذي جاء فيه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أعرض على شخص كان بصدد إهداء الخمر أو بيعه(١)

وقصارى ما يستفاد من هذا الحديث أنّ التحريم بلغ هذا الرجل عام الفتح ، لا أنّ التحريم قد نزل فيه ، فلا يعارض الأقوال التي تصرّح بنزول التحريم قبله ، خصوصاً أنّ الرجل المذكور ـ على ما في حديث أحمد ـ كان من أعراب البوادي ، فيحتمل قوياً عدم وصول التحريم إليه

ثانياً : إنّ ذيل رواية شرب الخمر المذكورة خير شاهد على نزول التحريم قبل تلك الواقعة ، إذ جاء فيه أنّ الأمر قد بلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقام يجر إزاره حتّى دخل عليهم مغضباً ، وهمّ أن يضرب بعضهم

وهنا نتساءل : بأنّ التحريم لو لم يسبق هذه الواقعة فما هو معنى غضب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في المسألة ؟ إذ لو كان مباحاً لم يتأثّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الشكل

وبالجملة ، فلا ينبغي التأمّل في صدق ارتكاب الفواحش والموبقات بالنسبة إليه في حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله

وأمّا بعد حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمخالفته الوصية بإمامة وخلافة أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لهو دليل واضح لانحراف الشخص وعدوله عن الخطّ المستقيم ، ومن ثمّ زلّة لا تغتفر ، أضف إلى ذلك مبادرته وتأييده الاعتداء على بيت الزهراءعليها‌السلام ، وضربها وكسر ضلعها ، وإسقاط جنينها ، خير شاهد على فسق الرجل ، ممّا أدّى ذلك إلى غضب فاطمةعليها‌السلام عليه بصريح البخاري وغيره(٢)

فمن مجموع هذه الموارد ـ وموارد أُخرى لم يسعنا التطرّق إليها في هذا المختصر ـ لا يبقى لدينا أيّ شكّ أو ريب في ثبوت عدم عدالته

______________________

(١) مسند أحمد ١ / ٢٣٠

(٢) صحيح البخاري ٨ / ٣

١٧٠

« محمّد علي الشحي ـ الإمارات ـ سنّي ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعي »

لم يكن ثرياً :

س : فيمن نزلت الآية :( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ) ؟

ج : إنّ الآيتين في مجال بيان نتيجة التقوى ، ومزاولتها في اجتناب النار وعذابها ، فهي مطلقة بمنطوقها ، وإن اختلفت الآراء في تأويلها وتطبيقها

أمّا أهل السنّة فعلى رأيين في شأن نزولها ، إذ أكثرهم يرى أنّها نزلت في أبي بكر ، وبعضهم يصرّح بأنّ مورد نزولها كان أبا الدحداح(١)

وأمّا الشيعة ، فلا ترى صحّة نزولها في حقّ أبي بكر لما يلي :

أوّلاً : إنّ الروايات المزعومة متعارضة مع الأحاديث الواردة التي تقول : بأنّها نزلت في حقّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أو حتّى التي تشير بأنّ شأن النزول كان في مورد أبي الدحداح

ثانياً : إنّ القول بثروة أبي بكر قول بلا دليل ، بل تردّه القرائن والأدلّة الحافّة بالموضوع ، فمثلاً أنّ أباه ـ أبا قحافة ـ كان فقيراً مدقعاً سيئ الحال(٢) فهل يعقل وجود هذه الحالة مع ثراء الابن ؟ أليس الأولى للولد أن يكون بارّاً لأبيه قبل الآخرين ؟!

وقد ورد في مصادرهم المعتبرة ما ينقض دعواهم غناء أبي بكر ، فعن أبي هريرة قال : « خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم أو ليلة ، فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال :« ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة » ؟ قالا : الجوع يا رسول الله

قال :« وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما ، قوموا » ، فقاموا معه »(٣)

______________________

(١) الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ٩٠

(٢) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٧٠

(٣) صحيح مسلم ٦ / ١١٦ ، وأغرب ما في الباب أنّ النووي في شرحه لمسلم ١٣ / ٢١٢ ، لمّا التفت للتناقض الموجود بين غناء أبي بكر وهذه الرواية الواضحة في فقره ، فلذلك حاول لَي عنقها

١٧١

وهذه الرواية واضحة أنّها بعد فتح الفتوح لأنّ الراوي أبو هريرة أسلم بعد فتح خيبر ، وهي تبطل دعواهم أنّ أبا بكر كان ينفق على مسطح بن أثاثة وقطعها بعد حادثة الأفك ، ثمّ رجع إليها

وأيضاً فإنّ التقوّل بإغناء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بماله زخرف وباطل ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد استغنى بماله ، ومال كفيله وعمّه أبي طالب ، ومال خديجةعليها‌السلام في مكّة ، ولمّا هاجر إلى المدينة ، فتحت عليه الفتوح والغنائم ، ففي أيّ مقطع من الزمن كانصلى‌الله‌عليه‌وآله يحتاج إلى ثروة أبي بكر ؟!

ولعلّ لتكلّف هذه المحاولات في شأن النزول المزعوم ، تردّد الآلوسي في تتمّة كلامه في قبول استدلال ابن أبي حاتم ، على ردّ قول الشيعة في هذا المجال ، إذ قال أخيراً : « وأطال الكلام ـ ابن أبي حاتم ـ في ذلك وأتى بما لا يخلو عن قيل وقال »(١)

« ـ الجزائر ـ سنّي ـ ٢٥ سنة »

لم يكن ناصراً :

س : قرأت كثيراً عن ذمّكم ، بل وتكفيركم للخليفة أبي بكر

أتساءل فقط بيني وبين نفسي ، هل يعقل أن يتحوّل ناصر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوّل رجل أسلم في التاريخ ، ولو عدّدت مناقبه على قلّة اطلاعي ما انتهيت إلى رجل يسلب حقّاً من حقوق آل البيت ؟

لعمري لولا أبا بكر لهلكت الأُمّة بعد رسولناصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنا والله أعلم لا أظنّ أنّ

__________________________________________________________

وتفسيرها بأبعد ما يكون فقال : وأمّا قولهما : أخرجنا الجوع ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما » ، فمعناه : أنّهما لما كانا عليه من مراقبة الله تعالى ، ولزوم طاعته والاشتغال به ، فعرض لهما هذا الجوع الذي يزعجهما ويقلقلهما ويمنعهما من كمال النشاط للعبادة ، وتمام التلذّذ بها سعياً في إزالته بالخروج في طلب سبب مباح يدفعانه به ، وهذا من أكمل الطاعات وأبلغ أنواع المراقبات

(١) روح المعاني ١٥ / ٣٧١

١٧٢

الأُمور تسير بعبثية مطلقة ، أن يسخّر الله رجلاً لنصرة الإسلام ، ثمّ يتنافس على الدنيا ومتعها ؟ لا ، بل ويسلب حقّاً من حقوق آل البيت ؟

هذه بعض من تساؤلاتي أرجو أن تأخذ بعين الاعتبار ، بصّرنا الله بعيوبنا ، وهدانا لنعمل كما عمل صحابة الصادق المصدّق لنصرة دين الله ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

ج : في بادئ الأمر نحن لا نذمّ أبا بكر ، أو نتجاوز عليه بغير حقّ ، وإنّما كلّ ما هنالك أنّنا ننقل عن المصادر المعتبرة عند المسلمين أفعاله وأقواله ، وهي خاضعة للنقد والتمحيص وفق الضوابط الشرعية ، حالها حال أفعال وأقوال بقية العباد

ثمّ لم يتحقّق عندنا موارد النصرة التي تذكرها عن أبي بكر ، فلم نشهد لأبي بكر موقفاً ، أو مواقف في حروب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يمكن ذكرها أو الإشارة إليها ، وكذلك لم تثبت دعوى أنّه أوّل رجل أسلم في الإسلام

فقد ورد من طرق أهل السنّة بروايات صحيحة أنّ أوّل من أسلم هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فمن ذلك ما ذكره ابن ماجة من قول الإمام عليعليه‌السلام :« أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كاذب ، صلّيت قبل الناس بسبع سنين »

في الزوائد : « هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ، رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال ، وقال : صحيح على شرط الشيخين »(١)

هذا ، وقد ثبت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه حذَّر أصحابه التنافس في الدنيا من بعده :« والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخافوا عليكم أن تنافسوا فيها » (٢) ، الذي يدلّ مع مجموع أحاديث الحوض الواردة في موضوع الصحابة : أنّ هناك إحداثاً سيحدثها أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ستؤثّر على موقفهم الشرعي أمام الله تعالى ، لذا يلزم البحث والتفحّص الدقيق عن مواقف

______________________

(١) سنن ابن ماجة ١ / ٤٤

(٢) صحيح البخاري ٢ / ٩٤

١٧٣

الأصحاب بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليصحّ تبنّي موقف شرعي كامل منهم

« ـ استراليا ـ ٢١ سنة »

اسمه وأنّ إسلامه كان طمعاً :

س : ما اسم أبو بكر ؟ وهل كان من اتباع رسول الله ؟

ج : اسم أبي بكر هو عبد الله ، وقيل عبد الكعبة ، وقد ذكر أهل النسب

وأكثر المحدّثين : أنّ اسمه عتيق ، وعلى أية حال ، فهو ابن أبي قحافة ، عثمان ابن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تميم

هناك روايات وردت في كتب أهل السنّة تشير إلى أنّه أوّل من أسلم ، ولكن العلماء المحقّقين ردّوا هذه الدعوى بالتحقيق والبيّنات ، ويمكنك مراجعة كتاب « الغدير » للعلّامة الأميني في الجزء الخامس عن أبي بكر وإسلامه وفضائله ، لتتابع هذه التحقيقات بدقّة وشمولية ، وأيضاً يمكنك في الجزء المذكور أن تتابع التحقيق حول فرية الفضائل المنسوبة إليه ، وإدراك البعد السياسي لتدوينها وتسويد الوريقات من أجلها

وفي رواياتنا : أنّه أسلم طمعاً بعد أن أخبره كهان الجزيرة بأنّ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله سيظهر على كلّ العرب ، وخير دليل على ذلك ما فعله بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

فمن المعلوم : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد بعثه مع سرية أُسامة قبل وفاته ، وأمره وجمع من كبار الصحابة بالخروج من المدينة للقتال مع أُسامة بن زيد ، ولكنّه تخلّف عن السرية ، وبقي في المدينة ، ولم يمتثل لأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى بلغ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك ، فقال قولته المشهورة :« جهّزوا جيش أُسامة ، لعن الله من تخلّف عنه » (١)

وهناك أحداث جليلة جرت بعد وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في عقد البيعة له من قبل عمر
______________________

(١) الملل والنحل ١ / ٢٣

١٧٤

ابن الخطّاب في سقيفة بني ساعده من دون نصّ من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو مشورة للصحابة الكبار ، كعليعليه‌السلام والعباس عمّ النبيّ ، وسلمان وعمّار ، وأبي ذر والمقداد ، والزبير وغيرهم ، ممّن تخلّفوا عن هذه البيعة ، ولم يشهدوها

وأيضاً أخذه لفدك نحلة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للزهراءعليها‌السلام ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى ماتت ـ أي ماتت غاضبة عليه كما يذكر البخاري(١) ، وقد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث معروف :« إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها » (٢)

ومخالفاته الكثيرة للكتاب والسنّة ، كمنعه لتدوين الحديث ، وقتله مانعي الزكاة ، وتركه إقامة الحدود ، إلى غير ذلك من الحقائق والوقائع التي تجعل الرجل في مقام المؤاخذة والسؤال ، وإلى درجة أنّ عمر وهو أوّل من بايعه ـ قد استنكر مبايعته ، أو دعا لقتل من عاد إلى مثل تلك البيعة ، كما يذكر البخاري عنه : إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت ، ألا وأنّها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها(٣) ، وفي رواية : « فمن عاد لمثلها اقتلوه »(٤)

« ـ ـ »

لم يحجّ في العام التاسع للهجرة :

س : أرجو إبطال الرواية القائلة بأنّ أبا بكر حجّ بالناس في العام التاسع للهجرة ؟

ج : قد اختلفت الروايات عند أهل السنّة أنفسهم في إثبات ذلك ، فالمتّفق عليه بحسب رواياتهم هو : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسل أبا بكر لتبليغ آيات البراءة لمشركي مكّة في موسم الحجّ ، وبعد ذهابه بأيّام أمر جبرائيل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبعث علياً
______________________

(١) صحيح البخاري ٨ / ٣

(٢) ينابيع المودّة ٢ / ٥٦

(٣) صحيح البخاري ٨ / ٢٦

(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٨

١٧٥

لتبليغها ، فأخذها الإمام عليعليه‌السلام من أبي بكر ، فذهب فبلّغها

ثمّ يبدأ الاختلاف في الروايات ، فأكثرها تثبت رجوع أبي بكر للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كئيباً أو خائفاً ، أو مستفسراً مستغرباً ، وهو يقول : « أنزل فيّ شيء » ؟(١)

فعلى هذه الروايات يكون أبو بكر قد رجع ولم يحجّ ، لعدم سهولة الذهاب والإيّاب ، للحوق الإمام عليعليه‌السلام بهم بعد مسير ثلاثة أيّام ، ثمّ الذهاب إلى المدينة والرجوع إليهم ، مع سيرهم وعدم توقّفهم ، إضافة لعدم ورود النقل بذهابه وإيابه في أية رواية من الروايات الكثيرة جدّاً ولو بإسناد ضعيف

وهناك روايات أُخر تذكر بأنّ أبا بكر لمّا رأى علياًعليه‌السلام قد التحق بهم ، وعلى ناقة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سأله : أمير أم مأمور ؟ قال الإمام عليعليه‌السلام :« بل مأمور » (٢)

فهذه الرواية ـ إن صحّت ـ فإنّهم يستدلّون بها على مواصلة أبي بكر لأمر الحجّ ، وتركه لأمر تبليغ البراءة لعليعليه‌السلام ، ولكن حتّى لو صحّت ، فإنّه يرد على الاحتجاج بها ـ بمجرد هذه الرواية بمواصلة أبي بكر الحجّ وجعله تحت إمرة أبي بكر ـ بأنّنا لو دقّقنا في المعنى من ذلك القول ، وقارناه بقوله في رواية أُخرى : « أمير أم رسول » ؟(٣) ، فإنّه يحتمل أنّ أبا بكر قد سأله : هل أنت بأمرك من يريد أخذ آيات براءة وتبليغها ، أم أنّك رسول ومأمور من قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

______________________

(١) السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٢٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩١ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٠٥ و ٣١٢ و ٣١٧

(٢) الجامع لأحكام القرآن ٨ / ٦٧ ، تفسير القرآن العظيم ٢ / ٣٤٧ ، البداية والنهاية ٥ / ٤٥ ، السيرة النبوية لابن هشام ٤ / ٩٧٢ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٦٩ ، سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٧٤

(٣) ذخائر العقبى : ٦٩ ، سنن الدارمي ٢ / ٦٧ ، سنن النسائي ٥ / ٢٤٧ ، السنن الكبرى للنسائي ٢ / ٤١٦ و ٥ / ١٢٩ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٢ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٢٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٣١٧ ، جواهر المطالب ١ / ٩٦ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٦١

١٧٦

فأجابهعليه‌السلام بأنّه رسول ومأمور ، لا آمر بنفسي ومجتهد برأيي ، وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أرسله على ناقته المعروفة ، والتي لا يستغني عنها بحال ، لكيلا يكذّب أمير المؤمنين ، أو يشكّك بدعوته الإرسال والأمر بذلك منهصلى‌الله‌عليه‌وآله

وبالنظر في الروايات والمواقف الأُخرى فإنّنا نستطيع قول ما يلي :

١ ـ ما يرجّح كفّة الروايات التي تذكر رجوع أبي بكر فور وصول الإمام عليعليه‌السلام كونها أكثر عدداً وطرقاً ، ممّا يقوّي ويصحّح صدورها ، دون التي تذكر بقاء أبي بكر واستمراره ، ولا نستطيع الجمع بين الروايتين ، لأنّ الحادثة واحدة ، والفعل واحد ، ومتون الروايات متعارضة بل متناقضة ، فينبغي ترجيح إحداهما على الأُخرى ، وخصوصاً بما ذكرناه من قوّة وكثرة أسانيدها وطرقها ، وأكثرها تصرّح : بأنّ علياًعليه‌السلام أخذها منه حينما لحق به ، وذهب بها إلى مكّة ليبلغها ، ولم تذكر الرواية الحجّ أو الطاعة لأبي بكر ، أو المسير معه وتحت إمرته

٢ ـ وكذلك عدم وجود أيّ حادثة سابقة أو بعثة أو غزوة أو مهمّة يكون فيها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام مأموراً ، وليس أميراً وقائداً ، إلّا تحت إمارة وقيادة وإمامة النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خلاف أبي بكر وغيره ، فإنّه قد تأمّر عليهم غيرهم ، ممّا يجعلنا نجزم بعدم إمارة أبي بكر في تلك الحجّة ، وعلي موجود فيهم ، وإلّا لأرسله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله معهم منذ البداية ، أو لبيّنت جميع أو أغلب الروايات ذلك الأمر المهمّ من إمارة أبي بكر للحجّ ولعليعليه‌السلام

٣ ـ لم يذكر أحد المفضّلين لأبي بكر على عليعليه‌السلام أنّه كان أميراً عليه في حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو في الحجّ ، ممّا يدلّ على عدم وجود هذا الأمر ، بل إنّهم كانوا بأمسّ الحاجة لذلك يوم السقيفة ، ولم يستدلّوا على فضل أبي بكر لا بالحجّ بالناس ولا بالإمرة على عليعليه‌السلام ، بل ينقض عليهم سقيفتهم عزله حينئذ وعدم كفاءته ، وعدم خلافته لمقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

والأحاديث تنصّ بوجوب كون التبليغ من قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو من هو منه

١٧٧

كي يؤدّي عنه ، ومعنى« منّي » يستعملها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كثيراً ، بمعنى مشابهته واتباع طريقته وسنّته ، والتزامه بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دائماً ومطلقاً ، وقد أكّد ذلك سابقاً بقوله لعليعليه‌السلام :« أنت منّي وأنا منك » (١)

وفي حديث آخر :« علي منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي عنّي إلّا علي » (٢)

٤ ـ إنّ الروايات عموماً تنصّ على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر بتبليغ آيات براءة ، ولم تذكر الروايات على بعثه كأمير للحجّ ، وخصوصاً كون الحجّ في ذلك العام مختلطاً ، فيه المسلم والمشرك ، والمتستّرون والعراة ، وكذلك أحكام الحجّ كانت غير متكاملة ، بل مشابهة لحجّ الجاهلية ، بل لم يكن الغرض منها إلّا التبليغ ، والتهيئة لحجّة الوداع ، ولذلك أردفها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بحجّة الوداع ، دعا لها جميع المسلمين ، وقال عندها :« خذوا عنّي مناسككم » (٣) ،
______________________

(١) صحيح البخاري ٣ / ١٦٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٨٨ و ١٥١ ، فتح الباري ٧ / ٣٩٠ ، تحفة الأحوذي ٦ / ٢٦ ، المصنّف للصنعاني ١١ / ٢٢٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٢٧ و ١٦٨ ، صحيح ابن حبّان ١١ / ٢٣٠ ، نظم درر السمطين : ٩٨ ، كنز العمّال ١١ / ٥٩٩ و ١٣ / ٢٥٨ ، كشف الخفاء ١ / ٢٠٥ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٤٣ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٧٥ و ٤ / ٢١٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٣ و ٦٣ و ١٧٩ ، تهذيب الكمال ٥ / ٥٤ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٦٧ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٤٤٣ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ١٩٥ ، ينابيع المودّة ١ / ٤٠٤ و ٣ / ٢٧٨

(٢) فضائل الصحابة : ١٥ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٥٢ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، الآحاد والمثاني ٣ / ١٨٣ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٢٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٠ ، المعجم الكبير ٤ / ١٦ ، نظم درر السمطين : ٧٩ ، الجامع الصغير ٢ / ١٧٧ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٣ ، كشف الخفاء ١ / ٢٠٥ ، شواهد التنزيل ١ / ٣١٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٤٥ ، تهذيب الكمال ٥ / ٣٥٠ ، سير أعلام النبلاء ٨ / ٢١٢ ، الجوهرة : ٦٣ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٣٢ و ٧ / ٣٩٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٧٨ و ٩٦ و ٣ / ١٤٣

(٣) شرح مسلم ٩ / ٢١ ، فتح الباري ١ / ١٩٣ و ٤١٩ و ٣ / ٣٨٨ و ٤٦٤ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٧٩ و ٥٥١ ، كشف الخفاء ١ / ٣٧٩ ، الجامع لأحكام القرآن ٢ / ١٨٤ و ٤١٠ و ٤٢٩ ، فتح القدير ١ / ٢٠٤ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٣ ، الإصابة ١ / ٤٢ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٠٣ و ٢٣٤ ، سبل الهدى والرشاد ٨ / ٤٧٥

١٧٨

فأيّ حجّ وأيّ مناسك قام بها أبو بكر ، وتشرّف بإحيائها ، أو نشرها ، أو علّمها للمسلمين ؟!

فقد نقل ابن كثير عن ابن إسحاق رواية فيها : « ثمّ مضيا ـ أبو بكر وعلي ـ فأقام أبو بكر للناس الحجّ إذ ذاك في تلك السنّة على منازلهم من الحجّ التي كانوا عليها في الجاهلية »(١)

فالحجّ لم يكن مقصوداً ، بل لأنّه يجتمع فيه المشركون ، فأوقعه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الموسم ، ليسمعوا البراءة والأحكام الجديدة في عدم جواز الطواف بعد العام بالبيت عراةً وغير ذلك ، تمهيداً وتوطئة لحَجّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في العام القادم ، وقد أقيلَ أبو بكر عن تبليغ البراءة ، فماذا بقي له ليستمر به ؟!

٥ ـ ما روي من ذكر إمرة أبي بكر في الحجّ ، فمداره والعمدة في إثباته على حديثين ، أحدهما موقوف على تابعي ، وهو حميد بن عبد الرحمن ، يقول : إنّ أبا هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في مؤذّنين يوم النحر ، نؤذّن بمنى أن لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان

قال حميد بن عبد الرحمن : ثمّ أردف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علياً ، فأمره أن يؤذّن ببراءة ، قال أبو هريرة : « فأذّن معنا علي في أهل منى يوم النحر : لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان »(٢)

رواه البخاري عن أبي هريرة ، وهو يتعارض مع رواية غير البخاري لحديث أبي هريرة ، مثل رواية محرر بن أبي هريرة عن أبيه قال : « جئت مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى مكّة ببراءة ، قال : ما كنتم تنادون ، قال : كنّا ننادي : أنّه لا يدخل الجنّة إلّا نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عريان »(٣)

______________________

(١) تفسير القرآن العظيم ٢ / ٣٤٧

(٢) صحيح البخاري ١ / ٩٧

(٣) سنن النسائي ٥ / ٢٣٤ ، فتح القدير ٢ / ٣٣٤

١٧٩

فتلك الرواية لم يخرجها سوى البخاري ، وأمّا رواية محرر هذه ، فقد أخرجها وصحّحها كثير من أئمّة الحديث ، والكتب المعتبرة غير البخاري ! فلا أدري من أين جاء البخاري بهذه الرواية لينفرد بها عن أقرانه من سائر المحدّثين ؟!

وأمّا الرواية الثانية ، وهي رواية النسائي(١) التي تصرّح ببقاء أبي بكر في الحجّ ، فقد رواها عن أبي الزبير عن جابر ، وأبو الزبير معروف بالتدليس المعيب المسقط للرواية ، فهي ساقطة كرواية البخاري عن أبي هريرة

وكذلك يرد ويشكل على رواية أبي هريرة ما قاله الطحاوي في مشكل الآثار : « هذا مشكل فكيف يبعث أبو بكر أبا هريرة ومن معه بالتأذين ، مع صرف الأمر عنه في ذلك إلى علي » ! وهذا يبيّن كذب رواية البخاري عن أبي هريرة لمخالفتها مشهور الروايات

وأمّا رواية جابر ، فيشكل الاستدلال بها أيضاً ، لأنّها لا تنصّ على إمارة أبي بكر على عليعليه‌السلام ، لقوله فيها : فقال له أبو بكر : أمير أم رسول ؟ قال :« لا بل أرسلني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ببراءة أقرؤها على الناس » (٢)

٦ ـ وأمّا الروايات التي تذكر رجوع أبي بكر للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيظهر منها المباشرة وعدم تأخّره إلى ما بعد إتمام مراسم الحجّ ، فإنّ أدوات العطف المستعملة فيها لا تدلّ على التراخي ، وإنّما المباشرة والاتصال في الأحداث ، كقولهم : فرجع أبو بكر ، فأخذ منه الكتاب ، فانصرف إلى المدينة وهو كئيب ، فقال : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا ما أثبته ابن حجر في فتح الباري بقوله : « قال العماد بن كثير : ليس المراد بأنّ أبا بكر رجع من فوره ، بل المراد رجع من حجّته ، قلت : ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة »(٣)

______________________

(١) سنن النسائي ٥ / ٢٤٧

(٢) سنن النسائي ٥ / ٢٤٧

(٣) فتح الباري ٨ / ٢٤١

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576