موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 576 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 227017 / تحميل: 6763
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠١-٠
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

ويريدون محو الإسلام واستئصال جذوره من الأساس ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام لا يردّ ذلك على حساب الخلافة ، لأنّ الخلافة أمر واجب على الناس ، وليس على عليعليه‌السلام ، لأنّ هناك إمامة وخلافة ، والإمامة ينصّبها الله ، وعليعليه‌السلام إمام بتنصيب الله تعالى ، ومن وظائف الإمامة الخلافة ـ أي أنّ مقام الخلافة الأحق به الإمام ـ وهذه الخلافة مشروطة بالنصرة ، وأن يبايع الناس علياً ، فيجب على الناس أن يعيّنوا علياًعليه‌السلام خليفة عليهم وأن ينصرونه ، فعندما خذلوه وعصوا الحكم الشرعي بوجوب نصبه خليفة ، ما كان على عليعليه‌السلام إلّا المحافظة على بيضة الإسلام من أهل النفاق ، ومن الطلقاء ، ومن الأعراب الذين ارتدوا ، فلذلك كان علياًعليه‌السلام يهمّه الإسلام أكثر من الخلافة ، إذ الخلافة تجب على الناس أن يعطوها لعليعليه‌السلام ، فلمّا عصوا فلم يبق أمام الإمام عليعليه‌السلام إلّا نصر الدين والمحافظة عليه ، مادام الناس تراجعوا وتقهقروا عن واجبهم الشرعي ـ وهو نصب من نصّبه الله ـ فلذلك قال :« فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً وهدماً يكون المصاب بهما عليّ أعظم من فوات ولاية أُموركم ، التي هي إنّما متاع أيام قلائل »

والشاهد على أنّ أبا سفيان كان يبغي ضرب الإسلام ما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج حيث قال : « لمّا اجتمع المهاجرون على بيعة أبي بكر ، أقبل أبو سفيان وهو يقول : أما والله إنّي لا أرى عجاجة لا يطفئها إلّا الدم ، يا لعبد مناف فيم أبو بكر من أمركم ! أين المستضعفان ؟ أين الأذلّان ! ـ يعني علياً والعباس ـ ما بال هذا الأمر في أقلّ حيّ من قريش ؟ ثمّ قال لعلي : أبسط يدك أبايعك ، فو الله إن شئت لأملأنها على أبي فضل ـ يعني أبا بكر ـ خيلاً ورجالاً »(١)

فانظر إلى خبث هذا الرجل ، فهو يريد أن يضرب المسلمين بعضهم ببعض ، حتّى يخلوا له الجوّ ، ويرجع إلى الجاهلية ، وأنظر إلى الخيل والرجال التي توعّد
______________________

(١) شرح نهج البلاغة ١ / ٢٢١

١٦١

بها ، فما هي إلّا الاتفاق بينه وبين المنافقين ، وبين من تقدّم من عندهم عندما قدم ووجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد توفّي

« علي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ إجازة في الحقوق »

روايات صلاته متضاربة ومختلفة :

س : هل هناك دليل واضح على تنحية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي بكر عن صلاة الجماعة المزعومة من كتب أهل السنّة ؟ وفي حال وجد ما هو الحديث ؟ وشكراً

ج : يمكن أن يقال في ردِّ من يحاول الاستدلال بصلاة أبي بكر بالناس ـ إن ثبت ـ في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي مسجده للخلافة :

أوّلاً ـ ليست إمامة الجماعة لدى أبناء العامّة منصباً خطيراً ومهمّاً ، أو قيادة شعبية أو دينية في عرف الإسلام ، ولذلك روي في كتبهم القول : صلّوا خلف كلّ برّ وفاجر ، ولو صحّ أنّ أبا بكر أمّ الناس ، فلم يكن ذلك كاشفاً حسب الموازين ـ التي يعترفون بها لإمامة الجماعة ـ أنّ الرجل ذو أهلية ، ويحمل مزية يصلح بها للزعامّة الدينية والسياسية ، بل جملة منهم لا يشترطون البلوغ في إمام الجماعة

ثانياً ـ إنّ سحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر من الله آيات من سورة البراءة ، التي كان أبو بكر مكلّفاً منهصلى‌الله‌عليه‌وآله بقراءتها على الناس في موسم الحجّ الأكبر شاهد على أنّ الرجل لا يصلح لأية قيادة وأية زعامة ، وكذلك فشله في فتح قلعة خيبر

ثالثاً ـ إنّ الروايات التي رويت من طرق أبناء العامّة في هذا الشأن مختلفة ، بحيث لا يمكن القول بأنّها تحكي عن معنى واحد ، فإليك بعض منها :

« روى الحارث بن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن مطلب بن أسد قال : لمّا استعز برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا عنده في نفر من المسلمين ، قال : دعا بلال للصلاة فقال :« مروا من يصلّي بالناس » ، قال : فخرجت فإذا عمر في

١٦٢

الناس ، وكان أبو بكر غائباً ، فقلت : قم يا عمر فصلّي بالناس ! قال : فقام ، فلمّا كبّر عمر سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صوته ، وكان عمر رجلاً مجهراً ، فقال رسول الله :« فأين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون » ، قال : فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلّى عمر تلك الصلاة ، فصلّى بالناس »(١)

هكذا روى ابن زمعة من طريق آخر : « فلمّا سمع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله صوت عمر ، خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى اطلع رأسه من وراء حجرته ، ثمّ قال :« لا لا ليصل بالناس ابن أبي قحافة » ، يقول ذلك مغضباً »(٢)

ورويت قصّة الصلاة بنحو آخر عن عائشة : « قال الأسود : كنّا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها

قالت : لمّا مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مرضه الذي مات فيه ، فحضرت الصلاة ، فقال :« مروا أبا بكر فليصلِ بالناس » ، فقيل له : أنّا أبا بكر رجل أسيف ، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلّي بالناس ، وأعاد فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال :« إنّكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصلِ بالناس » ، فخرج أبو بكر فصلّى ، فوجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في نفسه خفّة ، فخرج يهادى بين رجُلين ، كأنّي أنظر إلى رجليه يخطّان الأرض من الوجع ، فأراد أبو بكر أن يتأخّر ، فأومئ إليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن مكانك ، ثمّ أُوتي به حتّى جلس إلى جنبه

فقيل للأعمش : وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي وأبو بكر يصلّي بصلاته ، والناس يصلّون بصلاة أبي بكر ؟ فقال برأسه : نعم »(٣)

وقال ابن كثير : « وقد رواه البخاري في غير موضع من كتابه ، ومسلم والنسائي وابن ماجة ، من طرق متعدّدة عن الأعمش به

______________________

(١) مسند أحمد ٤ / ٣٢٢

(٢) كتاب السنّة : ٥٤٠

(٣) صحيح البخاري ١ / ١٦٢

١٦٣

منها : ما رواه البخاري عن قتيبة ، ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، ويحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية به »(١)

فينبغي أن تلتفت : إنّ هذا الخبر مع هذه التأكيدات في السند إنّما يثبت إمامة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واقتداء أبو بكر بهصلى‌الله‌عليه‌وآله

ودعوى أنّ أبا بكر كان إمام الناس لا يعقل ، إذ يعني ذلك أنّ هناك إمامين في صلاة واحدة شخصية

وقال ابن كثير : « وقال البخاري : عن عائشة أنّها قالت : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال في مرضه :« مروا أبا بكر فليصلِ بالناس » ، قال ابن شهاب : فأخبرني عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أنّها قالت : لقد عاودت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك ، وما حملني على معاودته إلّا أنّي خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر ، وإلّا أنّي علمت أنّه لن يقوم مقامه أحد إلّا تشاءم الناس به ، فأحببت أن يعدل ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أبي بكر إلى غيره »(٢)

ملاحظة : أترى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يريد أن يتشاءم به الناس ، وعائشة لا تريد ذلك ؟!

ورويت قصّة الصلاة بطريق آخر مختلف عمّا تقدّم ، مع فيما تقدّم من التباين والاختلاف

عن عبيد الله بن عبد الله قال : دخلت على عائشة فقلت : ألا تحدّثيني عن مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقالت : بلى ، ثقل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجعه فقال :« أصلى الناس » ؟

قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، فقال :« صبّوا إليّ ماءً في المخضب » ، ففعلنا ، قالت : فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه ، ثمّ أفاق ، فقال :« أصلى الناس » ؟

______________________

(١) السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤٦١

(٢) نفس المصدر السابق

١٦٤

قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال :« ضعوا لي ماءً في المخضب » ، ففعلنا فأغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه ، ثمّ أفاق ، فقال :« أصلى الناس » ؟

قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، قال :« ضعوا لي ماءً في المخضب » ، ففعلنا ، قالت : فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه ، ثمّ أفاق ، فقال :« أصلى الناس » ؟

قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ، قالت : والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله لصلاة العشاء ، فأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي بكر بأن يصلّي بالناس ، وكان أبو بكر رجلاً رقيقاً ، فقال : يا عمر صلّ بالناس ، فقال : أنت أحقّ بالناس ، فصلّى بهم تلك الأيّام

ثمّ إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجد خفّة ، فخرج بين رجلين ، أحدهما العباس لصلاة الظهر ، فلمّا رآه أبو بكر ذهب ليتأخّر ، فأومئ إليه أن لا يتأخّر ، وأمرهما فأجلساه إلى جنبه ، وجعل أبو بكر يصلّي قائماً ورسول الله يصلّي قاعداً ، إلى أن قال ابن كثير : وفي رواية : فجعل أبو بكر يصلّي بصلاة رسول الله وهو قائم ، والناس يصلّون بصلاة أبي بكر ، ورسول الله قاعد(١)

ورواية أُخرى ذكرها ابن كثير عن الأرقم بن شرحبيل عن ابن عباس قال : « لمّا مرض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس ، ثمّ وجد خفّة فخرج ، فلمّا أحسّ به أبو بكر أراد أن ينكص ، فأومأ إليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجلس إلى جنب أبي بكر عن يساره ، واستفتح من الآية التي انتهى إليها أبو بكر

ثمّ رواه أيضاً عن وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أرقم عن ابن عباس بأطول من هذا ، وقال وكيع مرّة : فكان أبو بكر يأتم بالنبيّ ، والناس يأتمون بأبي بكر »(٢)

ورواية أُخرى تعطي عكس ذلك

______________________

(١) المصدر السابق ٤ / ٢٥٤

(٢) نفس المصدر السابق

١٦٥

وعن مسروق عن عائشة قالت : صلّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه(١)

وفي رواية أُخرى : « آخر صلاة صلّاها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع القوم في ثوب واحد ملتحفاً به ، خلف أبي بكر »(٢)

وهكذا روايات متعدّدة ، لن تجد روايتين منها تتّفق في المعنى ، فضلاً عن اللفظ ، وذلك دليل على اختلاق القصّة ، والذي روي عن طريق الخاصّة :

عن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام يرويه عيسى الضرير : قال : فسألته وقلت : جعلت فداك ، قد أكثر الناس قولهم في أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر أبا بكر بالصلاة ، ثمّ أمر عمر ، فأطرق عنّي طويلاً ، ثمّ قال :« ليس كما ذكر الناس ، ولكنّك يا عيسى كثير البحث عن الأُمور ، لا ترضى إلّا بكشفها »

فقلت : بأبي أنت وأُمّي ، من أسأل عمّا انتفع به في ديني ، وتهتدي به نفسي مخافة أن أضلّ غيرك ، وهل أجد أحداً يكشف لي المشكلات مثلك ؟

فقال :« إنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا ثقل في مرضه ، دعا علياً عليه‌السلام ، فوضع رأسه في حجره وأُغمي عليه ، وحضرت الصلاة فأذّن بها ، فخرجت عائشة فقالت : يا عمر أخرج فصلّ بالناس ، فقال لها : أبوك أولى بها منّي ، فقالت : صدقت ، ولكنّه رجل لين ، وأكره أن يواثبه القوم ، فصلّ أنت ، فقال لها : بل يصلّي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب ، أو تحرّك متحرّك ، مع أنّ رسول الله مغمى عليه لا أراه يفيق منها ، والرجل مشغول به ، لا يقدر أن يفارقه ـ يعني علياً عليه‌السلام ـ فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر علياً بالصلاة ، وقد سمعت مناجاته منذ الليلة ، وفي آخر كلامه يقول لعلي عليه‌السلام : الصلاة ، الصلاة »

قال :« فخرج أبو بكر يصلّي بالناس ، فظنّوا أنّه بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلم يكبّر حتّى أفاق صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال : ادعوا لي عمّي ـ يعني العباس ـ فدعي له فحمله وعلي عليه‌السلام حتّى أخرجاه وصلّى بالناس وإنّه لقاعد ، ثمّ حمل فوضع على المنبر
______________________

(١) مسند أحمد ٦ / ١٥٩

(٢) البداية والنهاية ٥ / ٢٥٥

١٦٦

بعد ذلك ، فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتّى برزت العواتق من خدورها ، فبين باك وصائح ، ومسترجع وواجم ، والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، فكان فيما ذكر من خطبته أن قال : يا معشر المهاجرين والأنصار ، ومن حضر في يومي هذا ، وفي ساعتي هذه من الإنس والجنّ ليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا أنّي قد خلّفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شيء ، حجّة الله عليكم وحجّتي وحجّة ولي ، وخلّفت فيكم العلم الأكبر ، علم الدين ، ونور الهدى وضياءه ، وهو علي بن أبي طالب ، ألا هو حبل الله فاعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخواناً ، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ، كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلّكم تهتدون

أيّها الناس هذا علي من أحبّه وتولّاه اليوم وبعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله ، ومن عاداه وأبغضه اليوم وبعد اليوم جاء يوم القيامة أصم وأعمى ولا حجّة له عند الله »(١)

فقد اتضح لك أيّها الأخ الكريم تضارب روايات القوم في هذه القصّة ، وأنّه دليل على أنّها مختلقة ، وقد قلنا : إنّه إن ثبت لم يكن في ذلك فضل لأبي بكر ، مادام حكم القوم في إمام الجماعة ما قد عرفت

« محمّد جعفر ـ ـ »

لم يصل على جنازة فاطمة :

س : إنّ أبا بكر لم يؤذن لحضور جنازة فاطمة عليها‌السلام ، ليس لأنّه منع من ذلك ، ولكن لأنّ الإمام علي عليه‌السلام ظنّ أنّ أبا بكر كان يعلم ، لأنّ أسماء بنت عميس ـ زوجة أبي بكر ـ كانت قد ساعدت على غسل فاطمة عليها‌السلام ، فكيف
______________________

(١) خصائص الأئمّة : ٧٤

١٦٧

ترجع إلى بيتها ولا تخبر أبا بكر ؟ هذا ما قاله لي أحد أهل السنّة ، فما هو الجواب ؟

ج : ظنّ الإمام عليعليه‌السلام لا يكون دليلاً ، على عدم خروج أبي بكر ، والأصل الذي ذكره لا أصل له ، والصحيح عندنا أنّ أبا بكر منع من الحضور على جنازتهاعليها‌السلام بوصية منها

فقد نقل ابن فتال النيسابوري وصيّتهاعليها‌السلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، حيث قالت :« أُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني ، وأخذوا حقّي ، فإنّهم أعدائي وأعداء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأن لا يصلّي عليّ أحد منهم ، ولا من اتباعهم ، وادفني في الليل ، إذا هدأت العيون ونامت الأبصار »

« ثمّ توفّيت واجتمع الناس فجلسوا ، وهم يرجون وينظرون أن تخرج الجنازة ، فيصلّون عليها ، وخرج أبو ذر فقال : انصرفوا فإنّ ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخّر إخراجها في هذه العشية ، فقام الناس وانصرفوا ، فلمّا أن هدأت العيون ، ومضى من الليل ، أخرجها علي والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وعمّار والمقداد ، وعقيل والزبير ، وأبو ذر وسلمان وبريدة ، ونفر من بني هاشم وخواصّه ، صلّوا عليها ودفنوها في جوف الليل ، وسوّى علي حواليها قبوراً مزوّرة مقدار سبعة حتّى لا يعرف قبرها »(١)

قال الأصبغ بن نباتة : سئل أمير المؤمنينعليه‌السلام عن علّة دفن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقالعليه‌السلام :« إنّها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها » (٢)

ويؤيّد هذا ما رواه الصنعاني عن عائشة : « إنّ علياً دفن فاطمة ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر » (٣)

______________________

(١) روضة الواعظين : ١٥١

(٢) المصدر السابق : ١٥٣

(٣) المصنّف للصنعاني ٣ / ٥٢١

١٦٨

وما رواه ابن شبة النميري عن عائشة : « إنّ علياًرضي‌الله‌عنه دفن فاطمة ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر »(١)

ولا يخفى أنّ الإمام عليعليه‌السلام قد صلّى عليها في بيته لا في المسجد للوصية التي أوصت بهاعليها‌السلام

« حسن أحمد عبد الرزاق ـ البحرين ـ »

شرب الخمر بعد تحريمها :

س : هل إنّ أبا بكر كان عادلاً في حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وفي زمان خلافته ؟

ج : إنّ عدالة الصحابي أو عدمها تتبع أعماله وتصرّفاته في حياته ، فلا أصل في المقام لعدالة الصحابة بدون قيد أو شرط ، بل يدخل جميعهم في دائرة التعديل والتجريح

ثمّ إنّ تصرّفات كلّ شخص وتقلّباته في مختلف شؤون حياته خير دليل على الحكم عليه ، وفي مورد السؤال نذكر لك سيئةً واحدة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ تكفي في معرفة الرجل ، وهي شربه للخمر بعد تحريمها(٢)

نعم ، قد حاول البعض تبرير هذا العمل بأنّه كان قبل نزول التحريم

ولكن يردّه أوّلاً : إنّ التحقيق يدلّنا على أنّ التحريم قد نزل قبله بمدّة ، فإنّ عملية شرب الخمر قد حصلت في عام الفتح ـ سنة ثمانية من الهجرة ـ باتفاق أهل الحديث والسير ، والتحريم قد نزل : إمّا في أوائل البعثة أو الهجرة(٣) ، وإمّا في سنة أربع من الهجرة(٤) ، وإمّا في سنة ست من الهجرة(٥)

______________________

(١) تاريخ المدينة ١ / ١١٠

(٢) فتح الباري ١٠ / ٣١ ، عمدة القاري ٢١ / ٢٥١ ، وغيرهما

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٣٥٣ ، سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٦٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٥ / ٥٠٩ و ٨ / ٣٥١ ، الجامع الصغير ١ / ٤٣٣

(٤) فتح الباري ١٠ / ٢٥

(٥) نفس المصدر السابق

١٦٩

وأمّا القول بنزول التحريم في سنة الفتح ، عام ثمانية من الهجرة يوم الشرب المذكور ، فلا يدعمه ـ على قول البعض ـ إلّا حديث أحمد ، الذي جاء فيه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أعرض على شخص كان بصدد إهداء الخمر أو بيعه(١)

وقصارى ما يستفاد من هذا الحديث أنّ التحريم بلغ هذا الرجل عام الفتح ، لا أنّ التحريم قد نزل فيه ، فلا يعارض الأقوال التي تصرّح بنزول التحريم قبله ، خصوصاً أنّ الرجل المذكور ـ على ما في حديث أحمد ـ كان من أعراب البوادي ، فيحتمل قوياً عدم وصول التحريم إليه

ثانياً : إنّ ذيل رواية شرب الخمر المذكورة خير شاهد على نزول التحريم قبل تلك الواقعة ، إذ جاء فيه أنّ الأمر قد بلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقام يجر إزاره حتّى دخل عليهم مغضباً ، وهمّ أن يضرب بعضهم

وهنا نتساءل : بأنّ التحريم لو لم يسبق هذه الواقعة فما هو معنى غضب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في المسألة ؟ إذ لو كان مباحاً لم يتأثّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بهذا الشكل

وبالجملة ، فلا ينبغي التأمّل في صدق ارتكاب الفواحش والموبقات بالنسبة إليه في حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله

وأمّا بعد حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمخالفته الوصية بإمامة وخلافة أمير المؤمنين عليعليه‌السلام لهو دليل واضح لانحراف الشخص وعدوله عن الخطّ المستقيم ، ومن ثمّ زلّة لا تغتفر ، أضف إلى ذلك مبادرته وتأييده الاعتداء على بيت الزهراءعليها‌السلام ، وضربها وكسر ضلعها ، وإسقاط جنينها ، خير شاهد على فسق الرجل ، ممّا أدّى ذلك إلى غضب فاطمةعليها‌السلام عليه بصريح البخاري وغيره(٢)

فمن مجموع هذه الموارد ـ وموارد أُخرى لم يسعنا التطرّق إليها في هذا المختصر ـ لا يبقى لدينا أيّ شكّ أو ريب في ثبوت عدم عدالته

______________________

(١) مسند أحمد ١ / ٢٣٠

(٢) صحيح البخاري ٨ / ٣

١٧٠

« محمّد علي الشحي ـ الإمارات ـ سنّي ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعي »

لم يكن ثرياً :

س : فيمن نزلت الآية :( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ) ؟

ج : إنّ الآيتين في مجال بيان نتيجة التقوى ، ومزاولتها في اجتناب النار وعذابها ، فهي مطلقة بمنطوقها ، وإن اختلفت الآراء في تأويلها وتطبيقها

أمّا أهل السنّة فعلى رأيين في شأن نزولها ، إذ أكثرهم يرى أنّها نزلت في أبي بكر ، وبعضهم يصرّح بأنّ مورد نزولها كان أبا الدحداح(١)

وأمّا الشيعة ، فلا ترى صحّة نزولها في حقّ أبي بكر لما يلي :

أوّلاً : إنّ الروايات المزعومة متعارضة مع الأحاديث الواردة التي تقول : بأنّها نزلت في حقّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أو حتّى التي تشير بأنّ شأن النزول كان في مورد أبي الدحداح

ثانياً : إنّ القول بثروة أبي بكر قول بلا دليل ، بل تردّه القرائن والأدلّة الحافّة بالموضوع ، فمثلاً أنّ أباه ـ أبا قحافة ـ كان فقيراً مدقعاً سيئ الحال(٢) فهل يعقل وجود هذه الحالة مع ثراء الابن ؟ أليس الأولى للولد أن يكون بارّاً لأبيه قبل الآخرين ؟!

وقد ورد في مصادرهم المعتبرة ما ينقض دعواهم غناء أبي بكر ، فعن أبي هريرة قال : « خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم أو ليلة ، فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال :« ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة » ؟ قالا : الجوع يا رسول الله

قال :« وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما ، قوموا » ، فقاموا معه »(٣)

______________________

(١) الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ٩٠

(٢) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٧٠

(٣) صحيح مسلم ٦ / ١١٦ ، وأغرب ما في الباب أنّ النووي في شرحه لمسلم ١٣ / ٢١٢ ، لمّا التفت للتناقض الموجود بين غناء أبي بكر وهذه الرواية الواضحة في فقره ، فلذلك حاول لَي عنقها

١٧١

وهذه الرواية واضحة أنّها بعد فتح الفتوح لأنّ الراوي أبو هريرة أسلم بعد فتح خيبر ، وهي تبطل دعواهم أنّ أبا بكر كان ينفق على مسطح بن أثاثة وقطعها بعد حادثة الأفك ، ثمّ رجع إليها

وأيضاً فإنّ التقوّل بإغناء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بماله زخرف وباطل ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد استغنى بماله ، ومال كفيله وعمّه أبي طالب ، ومال خديجةعليها‌السلام في مكّة ، ولمّا هاجر إلى المدينة ، فتحت عليه الفتوح والغنائم ، ففي أيّ مقطع من الزمن كانصلى‌الله‌عليه‌وآله يحتاج إلى ثروة أبي بكر ؟!

ولعلّ لتكلّف هذه المحاولات في شأن النزول المزعوم ، تردّد الآلوسي في تتمّة كلامه في قبول استدلال ابن أبي حاتم ، على ردّ قول الشيعة في هذا المجال ، إذ قال أخيراً : « وأطال الكلام ـ ابن أبي حاتم ـ في ذلك وأتى بما لا يخلو عن قيل وقال »(١)

« ـ الجزائر ـ سنّي ـ ٢٥ سنة »

لم يكن ناصراً :

س : قرأت كثيراً عن ذمّكم ، بل وتكفيركم للخليفة أبي بكر

أتساءل فقط بيني وبين نفسي ، هل يعقل أن يتحوّل ناصر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوّل رجل أسلم في التاريخ ، ولو عدّدت مناقبه على قلّة اطلاعي ما انتهيت إلى رجل يسلب حقّاً من حقوق آل البيت ؟

لعمري لولا أبا بكر لهلكت الأُمّة بعد رسولناصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنا والله أعلم لا أظنّ أنّ

__________________________________________________________

وتفسيرها بأبعد ما يكون فقال : وأمّا قولهما : أخرجنا الجوع ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما » ، فمعناه : أنّهما لما كانا عليه من مراقبة الله تعالى ، ولزوم طاعته والاشتغال به ، فعرض لهما هذا الجوع الذي يزعجهما ويقلقلهما ويمنعهما من كمال النشاط للعبادة ، وتمام التلذّذ بها سعياً في إزالته بالخروج في طلب سبب مباح يدفعانه به ، وهذا من أكمل الطاعات وأبلغ أنواع المراقبات

(١) روح المعاني ١٥ / ٣٧١

١٧٢

الأُمور تسير بعبثية مطلقة ، أن يسخّر الله رجلاً لنصرة الإسلام ، ثمّ يتنافس على الدنيا ومتعها ؟ لا ، بل ويسلب حقّاً من حقوق آل البيت ؟

هذه بعض من تساؤلاتي أرجو أن تأخذ بعين الاعتبار ، بصّرنا الله بعيوبنا ، وهدانا لنعمل كما عمل صحابة الصادق المصدّق لنصرة دين الله ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

ج : في بادئ الأمر نحن لا نذمّ أبا بكر ، أو نتجاوز عليه بغير حقّ ، وإنّما كلّ ما هنالك أنّنا ننقل عن المصادر المعتبرة عند المسلمين أفعاله وأقواله ، وهي خاضعة للنقد والتمحيص وفق الضوابط الشرعية ، حالها حال أفعال وأقوال بقية العباد

ثمّ لم يتحقّق عندنا موارد النصرة التي تذكرها عن أبي بكر ، فلم نشهد لأبي بكر موقفاً ، أو مواقف في حروب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يمكن ذكرها أو الإشارة إليها ، وكذلك لم تثبت دعوى أنّه أوّل رجل أسلم في الإسلام

فقد ورد من طرق أهل السنّة بروايات صحيحة أنّ أوّل من أسلم هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فمن ذلك ما ذكره ابن ماجة من قول الإمام عليعليه‌السلام :« أنا الصدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كاذب ، صلّيت قبل الناس بسبع سنين »

في الزوائد : « هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ، رواه الحاكم في المستدرك عن المنهال ، وقال : صحيح على شرط الشيخين »(١)

هذا ، وقد ثبت عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه حذَّر أصحابه التنافس في الدنيا من بعده :« والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكن أخافوا عليكم أن تنافسوا فيها » (٢) ، الذي يدلّ مع مجموع أحاديث الحوض الواردة في موضوع الصحابة : أنّ هناك إحداثاً سيحدثها أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ستؤثّر على موقفهم الشرعي أمام الله تعالى ، لذا يلزم البحث والتفحّص الدقيق عن مواقف

______________________

(١) سنن ابن ماجة ١ / ٤٤

(٢) صحيح البخاري ٢ / ٩٤

١٧٣

الأصحاب بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليصحّ تبنّي موقف شرعي كامل منهم

« ـ استراليا ـ ٢١ سنة »

اسمه وأنّ إسلامه كان طمعاً :

س : ما اسم أبو بكر ؟ وهل كان من اتباع رسول الله ؟

ج : اسم أبي بكر هو عبد الله ، وقيل عبد الكعبة ، وقد ذكر أهل النسب

وأكثر المحدّثين : أنّ اسمه عتيق ، وعلى أية حال ، فهو ابن أبي قحافة ، عثمان ابن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تميم

هناك روايات وردت في كتب أهل السنّة تشير إلى أنّه أوّل من أسلم ، ولكن العلماء المحقّقين ردّوا هذه الدعوى بالتحقيق والبيّنات ، ويمكنك مراجعة كتاب « الغدير » للعلّامة الأميني في الجزء الخامس عن أبي بكر وإسلامه وفضائله ، لتتابع هذه التحقيقات بدقّة وشمولية ، وأيضاً يمكنك في الجزء المذكور أن تتابع التحقيق حول فرية الفضائل المنسوبة إليه ، وإدراك البعد السياسي لتدوينها وتسويد الوريقات من أجلها

وفي رواياتنا : أنّه أسلم طمعاً بعد أن أخبره كهان الجزيرة بأنّ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله سيظهر على كلّ العرب ، وخير دليل على ذلك ما فعله بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

فمن المعلوم : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد بعثه مع سرية أُسامة قبل وفاته ، وأمره وجمع من كبار الصحابة بالخروج من المدينة للقتال مع أُسامة بن زيد ، ولكنّه تخلّف عن السرية ، وبقي في المدينة ، ولم يمتثل لأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى بلغ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك ، فقال قولته المشهورة :« جهّزوا جيش أُسامة ، لعن الله من تخلّف عنه » (١)

وهناك أحداث جليلة جرت بعد وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في عقد البيعة له من قبل عمر
______________________

(١) الملل والنحل ١ / ٢٣

١٧٤

ابن الخطّاب في سقيفة بني ساعده من دون نصّ من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو مشورة للصحابة الكبار ، كعليعليه‌السلام والعباس عمّ النبيّ ، وسلمان وعمّار ، وأبي ذر والمقداد ، والزبير وغيرهم ، ممّن تخلّفوا عن هذه البيعة ، ولم يشهدوها

وأيضاً أخذه لفدك نحلة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للزهراءعليها‌السلام ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى ماتت ـ أي ماتت غاضبة عليه كما يذكر البخاري(١) ، وقد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث معروف :« إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها » (٢)

ومخالفاته الكثيرة للكتاب والسنّة ، كمنعه لتدوين الحديث ، وقتله مانعي الزكاة ، وتركه إقامة الحدود ، إلى غير ذلك من الحقائق والوقائع التي تجعل الرجل في مقام المؤاخذة والسؤال ، وإلى درجة أنّ عمر وهو أوّل من بايعه ـ قد استنكر مبايعته ، أو دعا لقتل من عاد إلى مثل تلك البيعة ، كما يذكر البخاري عنه : إنّما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمّت ، ألا وأنّها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها(٣) ، وفي رواية : « فمن عاد لمثلها اقتلوه »(٤)

« ـ ـ »

لم يحجّ في العام التاسع للهجرة :

س : أرجو إبطال الرواية القائلة بأنّ أبا بكر حجّ بالناس في العام التاسع للهجرة ؟

ج : قد اختلفت الروايات عند أهل السنّة أنفسهم في إثبات ذلك ، فالمتّفق عليه بحسب رواياتهم هو : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أرسل أبا بكر لتبليغ آيات البراءة لمشركي مكّة في موسم الحجّ ، وبعد ذهابه بأيّام أمر جبرائيل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبعث علياً
______________________

(١) صحيح البخاري ٨ / ٣

(٢) ينابيع المودّة ٢ / ٥٦

(٣) صحيح البخاري ٨ / ٢٦

(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٥٨

١٧٥

لتبليغها ، فأخذها الإمام عليعليه‌السلام من أبي بكر ، فذهب فبلّغها

ثمّ يبدأ الاختلاف في الروايات ، فأكثرها تثبت رجوع أبي بكر للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كئيباً أو خائفاً ، أو مستفسراً مستغرباً ، وهو يقول : « أنزل فيّ شيء » ؟(١)

فعلى هذه الروايات يكون أبو بكر قد رجع ولم يحجّ ، لعدم سهولة الذهاب والإيّاب ، للحوق الإمام عليعليه‌السلام بهم بعد مسير ثلاثة أيّام ، ثمّ الذهاب إلى المدينة والرجوع إليهم ، مع سيرهم وعدم توقّفهم ، إضافة لعدم ورود النقل بذهابه وإيابه في أية رواية من الروايات الكثيرة جدّاً ولو بإسناد ضعيف

وهناك روايات أُخر تذكر بأنّ أبا بكر لمّا رأى علياًعليه‌السلام قد التحق بهم ، وعلى ناقة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سأله : أمير أم مأمور ؟ قال الإمام عليعليه‌السلام :« بل مأمور » (٢)

فهذه الرواية ـ إن صحّت ـ فإنّهم يستدلّون بها على مواصلة أبي بكر لأمر الحجّ ، وتركه لأمر تبليغ البراءة لعليعليه‌السلام ، ولكن حتّى لو صحّت ، فإنّه يرد على الاحتجاج بها ـ بمجرد هذه الرواية بمواصلة أبي بكر الحجّ وجعله تحت إمرة أبي بكر ـ بأنّنا لو دقّقنا في المعنى من ذلك القول ، وقارناه بقوله في رواية أُخرى : « أمير أم رسول » ؟(٣) ، فإنّه يحتمل أنّ أبا بكر قد سأله : هل أنت بأمرك من يريد أخذ آيات براءة وتبليغها ، أم أنّك رسول ومأمور من قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

______________________

(١) السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٢٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩١ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٠٥ و ٣١٢ و ٣١٧

(٢) الجامع لأحكام القرآن ٨ / ٦٧ ، تفسير القرآن العظيم ٢ / ٣٤٧ ، البداية والنهاية ٥ / ٤٥ ، السيرة النبوية لابن هشام ٤ / ٩٧٢ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٦٩ ، سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٧٤

(٣) ذخائر العقبى : ٦٩ ، سنن الدارمي ٢ / ٦٧ ، سنن النسائي ٥ / ٢٤٧ ، السنن الكبرى للنسائي ٢ / ٤١٦ و ٥ / ١٢٩ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٢ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٢٠ ، شواهد التنزيل ١ / ٣١٧ ، جواهر المطالب ١ / ٩٦ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٦١

١٧٦

فأجابهعليه‌السلام بأنّه رسول ومأمور ، لا آمر بنفسي ومجتهد برأيي ، وأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أرسله على ناقته المعروفة ، والتي لا يستغني عنها بحال ، لكيلا يكذّب أمير المؤمنين ، أو يشكّك بدعوته الإرسال والأمر بذلك منهصلى‌الله‌عليه‌وآله

وبالنظر في الروايات والمواقف الأُخرى فإنّنا نستطيع قول ما يلي :

١ ـ ما يرجّح كفّة الروايات التي تذكر رجوع أبي بكر فور وصول الإمام عليعليه‌السلام كونها أكثر عدداً وطرقاً ، ممّا يقوّي ويصحّح صدورها ، دون التي تذكر بقاء أبي بكر واستمراره ، ولا نستطيع الجمع بين الروايتين ، لأنّ الحادثة واحدة ، والفعل واحد ، ومتون الروايات متعارضة بل متناقضة ، فينبغي ترجيح إحداهما على الأُخرى ، وخصوصاً بما ذكرناه من قوّة وكثرة أسانيدها وطرقها ، وأكثرها تصرّح : بأنّ علياًعليه‌السلام أخذها منه حينما لحق به ، وذهب بها إلى مكّة ليبلغها ، ولم تذكر الرواية الحجّ أو الطاعة لأبي بكر ، أو المسير معه وتحت إمرته

٢ ـ وكذلك عدم وجود أيّ حادثة سابقة أو بعثة أو غزوة أو مهمّة يكون فيها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام مأموراً ، وليس أميراً وقائداً ، إلّا تحت إمارة وقيادة وإمامة النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خلاف أبي بكر وغيره ، فإنّه قد تأمّر عليهم غيرهم ، ممّا يجعلنا نجزم بعدم إمارة أبي بكر في تلك الحجّة ، وعلي موجود فيهم ، وإلّا لأرسله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله معهم منذ البداية ، أو لبيّنت جميع أو أغلب الروايات ذلك الأمر المهمّ من إمارة أبي بكر للحجّ ولعليعليه‌السلام

٣ ـ لم يذكر أحد المفضّلين لأبي بكر على عليعليه‌السلام أنّه كان أميراً عليه في حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو في الحجّ ، ممّا يدلّ على عدم وجود هذا الأمر ، بل إنّهم كانوا بأمسّ الحاجة لذلك يوم السقيفة ، ولم يستدلّوا على فضل أبي بكر لا بالحجّ بالناس ولا بالإمرة على عليعليه‌السلام ، بل ينقض عليهم سقيفتهم عزله حينئذ وعدم كفاءته ، وعدم خلافته لمقام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

والأحاديث تنصّ بوجوب كون التبليغ من قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو من هو منه

١٧٧

كي يؤدّي عنه ، ومعنى« منّي » يستعملها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كثيراً ، بمعنى مشابهته واتباع طريقته وسنّته ، والتزامه بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دائماً ومطلقاً ، وقد أكّد ذلك سابقاً بقوله لعليعليه‌السلام :« أنت منّي وأنا منك » (١)

وفي حديث آخر :« علي منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي عنّي إلّا علي » (٢)

٤ ـ إنّ الروايات عموماً تنصّ على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر بتبليغ آيات براءة ، ولم تذكر الروايات على بعثه كأمير للحجّ ، وخصوصاً كون الحجّ في ذلك العام مختلطاً ، فيه المسلم والمشرك ، والمتستّرون والعراة ، وكذلك أحكام الحجّ كانت غير متكاملة ، بل مشابهة لحجّ الجاهلية ، بل لم يكن الغرض منها إلّا التبليغ ، والتهيئة لحجّة الوداع ، ولذلك أردفها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بحجّة الوداع ، دعا لها جميع المسلمين ، وقال عندها :« خذوا عنّي مناسككم » (٣) ،
______________________

(١) صحيح البخاري ٣ / ١٦٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٨٨ و ١٥١ ، فتح الباري ٧ / ٣٩٠ ، تحفة الأحوذي ٦ / ٢٦ ، المصنّف للصنعاني ١١ / ٢٢٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٢٧ و ١٦٨ ، صحيح ابن حبّان ١١ / ٢٣٠ ، نظم درر السمطين : ٩٨ ، كنز العمّال ١١ / ٥٩٩ و ١٣ / ٢٥٨ ، كشف الخفاء ١ / ٢٠٥ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٤٣ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٧٥ و ٤ / ٢١٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٣ و ٦٣ و ١٧٩ ، تهذيب الكمال ٥ / ٥٤ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٦٧ ، السيرة النبوية لابن كثير ٣ / ٤٤٣ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ١٩٥ ، ينابيع المودّة ١ / ٤٠٤ و ٣ / ٢٧٨

(٢) فضائل الصحابة : ١٥ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٥٢ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، الآحاد والمثاني ٣ / ١٨٣ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٢٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٠ ، المعجم الكبير ٤ / ١٦ ، نظم درر السمطين : ٧٩ ، الجامع الصغير ٢ / ١٧٧ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٣ ، كشف الخفاء ١ / ٢٠٥ ، شواهد التنزيل ١ / ٣١٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٤٥ ، تهذيب الكمال ٥ / ٣٥٠ ، سير أعلام النبلاء ٨ / ٢١٢ ، الجوهرة : ٦٣ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٣٢ و ٧ / ٣٩٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٧٨ و ٩٦ و ٣ / ١٤٣

(٣) شرح مسلم ٩ / ٢١ ، فتح الباري ١ / ١٩٣ و ٤١٩ و ٣ / ٣٨٨ و ٤٦٤ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٧٩ و ٥٥١ ، كشف الخفاء ١ / ٣٧٩ ، الجامع لأحكام القرآن ٢ / ١٨٤ و ٤١٠ و ٤٢٩ ، فتح القدير ١ / ٢٠٤ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٣ ، الإصابة ١ / ٤٢ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٠٣ و ٢٣٤ ، سبل الهدى والرشاد ٨ / ٤٧٥

١٧٨

فأيّ حجّ وأيّ مناسك قام بها أبو بكر ، وتشرّف بإحيائها ، أو نشرها ، أو علّمها للمسلمين ؟!

فقد نقل ابن كثير عن ابن إسحاق رواية فيها : « ثمّ مضيا ـ أبو بكر وعلي ـ فأقام أبو بكر للناس الحجّ إذ ذاك في تلك السنّة على منازلهم من الحجّ التي كانوا عليها في الجاهلية »(١)

فالحجّ لم يكن مقصوداً ، بل لأنّه يجتمع فيه المشركون ، فأوقعه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الموسم ، ليسمعوا البراءة والأحكام الجديدة في عدم جواز الطواف بعد العام بالبيت عراةً وغير ذلك ، تمهيداً وتوطئة لحَجّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في العام القادم ، وقد أقيلَ أبو بكر عن تبليغ البراءة ، فماذا بقي له ليستمر به ؟!

٥ ـ ما روي من ذكر إمرة أبي بكر في الحجّ ، فمداره والعمدة في إثباته على حديثين ، أحدهما موقوف على تابعي ، وهو حميد بن عبد الرحمن ، يقول : إنّ أبا هريرة قال : بعثني أبو بكر في تلك الحجّة في مؤذّنين يوم النحر ، نؤذّن بمنى أن لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان

قال حميد بن عبد الرحمن : ثمّ أردف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله علياً ، فأمره أن يؤذّن ببراءة ، قال أبو هريرة : « فأذّن معنا علي في أهل منى يوم النحر : لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان »(٢)

رواه البخاري عن أبي هريرة ، وهو يتعارض مع رواية غير البخاري لحديث أبي هريرة ، مثل رواية محرر بن أبي هريرة عن أبيه قال : « جئت مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى مكّة ببراءة ، قال : ما كنتم تنادون ، قال : كنّا ننادي : أنّه لا يدخل الجنّة إلّا نفس مؤمنة ، ولا يطوف بالبيت عريان »(٣)

______________________

(١) تفسير القرآن العظيم ٢ / ٣٤٧

(٢) صحيح البخاري ١ / ٩٧

(٣) سنن النسائي ٥ / ٢٣٤ ، فتح القدير ٢ / ٣٣٤

١٧٩

فتلك الرواية لم يخرجها سوى البخاري ، وأمّا رواية محرر هذه ، فقد أخرجها وصحّحها كثير من أئمّة الحديث ، والكتب المعتبرة غير البخاري ! فلا أدري من أين جاء البخاري بهذه الرواية لينفرد بها عن أقرانه من سائر المحدّثين ؟!

وأمّا الرواية الثانية ، وهي رواية النسائي(١) التي تصرّح ببقاء أبي بكر في الحجّ ، فقد رواها عن أبي الزبير عن جابر ، وأبو الزبير معروف بالتدليس المعيب المسقط للرواية ، فهي ساقطة كرواية البخاري عن أبي هريرة

وكذلك يرد ويشكل على رواية أبي هريرة ما قاله الطحاوي في مشكل الآثار : « هذا مشكل فكيف يبعث أبو بكر أبا هريرة ومن معه بالتأذين ، مع صرف الأمر عنه في ذلك إلى علي » ! وهذا يبيّن كذب رواية البخاري عن أبي هريرة لمخالفتها مشهور الروايات

وأمّا رواية جابر ، فيشكل الاستدلال بها أيضاً ، لأنّها لا تنصّ على إمارة أبي بكر على عليعليه‌السلام ، لقوله فيها : فقال له أبو بكر : أمير أم رسول ؟ قال :« لا بل أرسلني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ببراءة أقرؤها على الناس » (٢)

٦ ـ وأمّا الروايات التي تذكر رجوع أبي بكر للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيظهر منها المباشرة وعدم تأخّره إلى ما بعد إتمام مراسم الحجّ ، فإنّ أدوات العطف المستعملة فيها لا تدلّ على التراخي ، وإنّما المباشرة والاتصال في الأحداث ، كقولهم : فرجع أبو بكر ، فأخذ منه الكتاب ، فانصرف إلى المدينة وهو كئيب ، فقال : يا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا ما أثبته ابن حجر في فتح الباري بقوله : « قال العماد بن كثير : ليس المراد بأنّ أبا بكر رجع من فوره ، بل المراد رجع من حجّته ، قلت : ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة »(٣)

______________________

(١) سنن النسائي ٥ / ٢٤٧

(٢) سنن النسائي ٥ / ٢٤٧

(٣) فتح الباري ٨ / ٢٤١

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

فإنّ من ضمن هذا العلم الغيبي الإلهي أنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ، وعبّر عن هذه الضمنية بأنّه مكتوب على ساق العرش

« آيات ـ لبنان ـ ٣٥ سنة ـ طالبة جامعة »

خروج المعاقين لا يعدّ ظلماً من الله :

س : أُودّ أن أسأل عن الأطفال الذين يولدون مصابين بحالات إعاقة ، فهناك من يعترض على حكم الله جلّ جلاله في هذا الأمر ، والكثير يسأل هل من العدل أن يولد هكذا أطفال لآباء مذنبين ، فيكون عقاب الأهل بأن رزقهم الله هكذا مولود ؟ وما ذنب الطفل ليعيش هكذا حياة ، وهو ولد بلا ذنب ارتكبه بيده ؟

كيف نستطيع أن نفسّر عدل الله بهذه الحالة لإنسان لا يمكن أن يستوعب البرّ على البلاء والمصيبة ؟

ولكم جزيل الشكر ، ودمتم في كنف الله وحفظه

ج : ينبغي أن يعلم أنّ الأُمور التكوينية التي تجري في العالم ، هي على قسمين :

أحدهما : يكون السبب عمل الناس ، وإليه يشير قوله سبحانه :( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (١)

والعذاب النازل على الأُمم السابقة يندرج في هذا الإطار ، وخروج الأولاد معاقين كثيراً ما يكون لأجل فعل آبائه ، ومعلوم أنّه لا يمكن أن يتحمّل الطفل وزر أبويه ، قال الله سبحانه :( وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) (٢) ، ولكن بعض الأفعال القبيحة تصبح كالنار في إحراقها ، فلو
______________________

(١) الروم : ٤١

(٢) الأنعام : ١٦٤

٥٦١

ألقى أحد طفلاً في النار فهو يحترق جزماً ، وليس في ذلك ظلم من الله سبحانه عليه ، بل الظالم من ألقاه في النار ، فلو قطع أحد رقبة أحد ، فمقطوع الرقبة سوف يموت جزماً ، أو دسّ أحد سمّاً قاتلاً في طعام ، فالذي دسّ إليه السمّ سوف يموت حتماً ، وليس في ذلك ظلم من الله سبحانه ، بل الظالم هو قاطع الرقبة ، والذي دسّ إليه السمّ

وخروج الأطفال معاقين في معظم الأحيان لأجل سوء عمل الأبوين عند المواقعة ، أو لشرب بعض الأدوية ، أو غيرها من الأسباب التي أشار إليها الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في النصيحة التي قدّمها إليها بواسطة الإمام عليعليه‌السلام ، وليس في ذلك ظلم من الله سبحانه ـ والعياذ بالله ـ على أحد ، وهذا كلّه في القسم الأوّل

ثانيهما : الحوادث التي تحدث في العالم قد قدّرت ونظّمت ، ورتّبت طبق اقتضاء الحكمة البالغة ، وتلك الحكمة هي التي تتحكّم ، بأنّ يولد لأحد ولد وللآخر تولد البنت ، والأعمار تقدّر تحت هذه الحكمة الإلهية ، التي تكون ضمن الآجال الحتمية ، ويدخل تحت هذا أن يكون شخص من ذرّية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والآخر من ذرّية شخص آخر ، ويدخل في هذا الإطار ، وفي هذا القسم وجود معاقين من صلب أبوين شريفين ملتزمين بجميع نصائح النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوامر الشريعة الغرّاء ، ويكون في هذا البلاء وامتحان للمعاق ولغيره

إنّ المقادير تجري كما قدّرها الله سبحانه ، ولا راد لقضائه ، ولا مبدّل لحكمه ، ولا تدرك عقولنا مغزى الحكمة ، وليس يدخل ذلك في الظلم ، لأنّ الظلم هو وضع الشيء في غير محلّه ، والله لا يفعل ذلك ، والصابر على قضاء الله مأجور ، والجازع مأزور ، كما ورد في بعض الروايات ، وإلى هذا المعنى يشير الإمام الحسينعليه‌السلام في بعض كلماته :« لا محيص عن يوم خطّ بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ، ويوفّينا أُجور الصابرين » (١)

______________________

(١) مثير الأحزان : ٢٩

٥٦٢

وقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي قال : ( قلت : لأبي جعفر محمّد بن علي الباقرعليهما‌السلام : يا ابن رسول الله ، أنا نرى من الأطفال من يولد ميّتاً ، ومنهم من يسقط غير تامّ ، ومنهم من يولد أعمى ، أو أخرس ، أو أصم ، ومنهم من يموت في ساعته إذا سقط على الأرض ، ومنهم من يبقى إلى الاحتلام ، ومنهم من يعمّر حتّى يصير شيخاً ، فكيف ذلك وما وجهه ؟

فقالعليه‌السلام :« إنّ الله تبارك وتعالى أولى بما يدبّره من أمر خلقه منهم ، وهو الخالق والمالك لهم ، فمن منعه التعمير فإنّما منعه ما ليس له ، ومن عَمّرَهُ فإنّما أعطاه ما ليس له ، وهو المتفضّل ما أعطاه ، وعادل فيما منع ، ولا يُسأل عمّا يفعل ، وهم يسألون »

قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله ، وكيف ولا يسأل عمّا يفعل ؟

قالعليه‌السلام :« لأنّه لا يفعل إلّا ما كان حكمة وصواباً ، وهو المتكبّر الجبّار ، والواحد القهّار ، فمن وجد في نفسه حرجاً في شيء ممّا قضى الله فقد كفر ، ومن أنكر شيئاً من أفعاله جحد » )(١)

______________________

(١) التوحيد : ٣٩٧

٥٦٣
٥٦٤

الفهرس

مقدّمة المركز ٥

دليل كتاب ٥٩

آية المباهلة :٦١

تدلّ على عظمة أهل البيت :٦١

تدلّ على إمامة أمير المؤمنين :٦٢

شأن نزولها في مصادر أهل السنّة :٦٣

جواز المباهلة لغير المعصوم :٦٤

سبب تخلّي النصارى عن المباهلة :٦٥

آية المودّة :٦٧

ثابتة في حقّ أهل البيت :٦٧

تدلّ على مودّة أهل البيت :٦٨

حكمة طلب الأجر للقربى فيها :٦٨

كيف تدلّ على الإمامة :٦٩

هي مسألة عقائدية :٧٠

الاستثناء فيها منقطع لا متّصل :٧١

آية الولاية :٧٩

دلالتها على إمامة أمير المؤمنين :٧٩

تعليق على الجواب السابق وجوابه :٧٩

احتجّ بها الإمام علي :٨١

رواية صحيحة تحكي واقعة التصدّق :٨٢

في مصادر الشيعة والسنّة :٨٣

تصدّق علي بالخاتم أثناء الصلاة عبادة :٨٤

٥٦٥

في مصادر أهل السنّة :٨٥

( إِنَّمَا ) فيها أداة حصر :٨٧

ابن تيمية :٨٩

آراء علماء المذاهب حوله :٨٩

اعتقاداته :٩٠

تكفيره الشيعة :١٠٤

رأيه في قاتل علي :١٠٥

ردّ علماء أهل السنّة على قوله بالتجسيم :١٠٦

تعقيب على الجواب السابق :١٠٩

رأيه في الجامع الكبير للترمذي :١٠٩

كلماته الدالّة على التجسيم :١١٠

ابن عباس :١١٣

أقوال علماء الشيعة فيه :١١٣

ما قيل فيه مردود :١١٤

تقييم رواياته :١١٧

أبو بكر :١١٩

الفضل بالتقوى لا والد زوجة النبيّ :١١٩

بعض مثالبه :١١٩

رفض مالك بن نويرة دفع الزكاة له :١٢١

صحبته للنبيّ لم تكن بطلب منه :١٢٢

تعليق على الجواب السابق وجوابه :١٢٤

صلاة جماعته المزعومة :١٢٤

الروايتان لا تثبتان له فضيلة :١٢٥

مناظرة الشيخ المفيد حول صحبته :١٢٧

السكينة لم تنزل عليه :١٣١

٥٦٦

من روى قوله : وددت أنّي لم أكشف :١٤٣

قول ينفي وجوده في الغار :١٤٤

ليس هو الصدّيق الأكبر :١٤٤

علّة معيّته مع النبيّ في الغار :١٤٦

حديث الصادق : ولدني أبو بكر مرّتين :١٤٧

صلاته :١٤٩

لا يمكن أن يكون من المصطفين :١٥١

ما نقل من مدح علي له ضعيف :١٥٢

روايات صلاته متضاربة ومختلفة :١٦٢

لم يصل على جنازة فاطمة :١٦٧

شرب الخمر بعد تحريمها :١٦٩

لم يكن ثرياً :١٧١

لم يكن ناصراً :١٧٢

اسمه وأنّ إسلامه كان طمعاً :١٧٤

لم يحجّ في العام التاسع للهجرة :١٧٥

لم يأمره النبيّ بالصلاة :١٨٥

أبو طالب :١٩٥

هو الحجّة قبل النبيّ :١٩٥

آية عدم الاستغفار للمشركين لم تنزل في حقّه :١٩٦

الأدلّة على إيمانه من كتب الفريقين :١٩٨

كذب حديث الضحضاح :٢٠٢

ردّ بعض التهم الموجّهة إليه :٢٠٤

أبو هريرة :٢٠٧

مناقضته لصريح الكتاب في خلق السماوات والأرض :٢٠٧

ضرب عمر له في مصادر سنّية :٢٠٩

٥٦٧

الاجتهاد والتقليد :٢١١

باب مفتوح ومن هنا ينشأ الاختلاف :٢١١

تقليد فقيه معيّن لا يتنافى مع حرّية الفرد :٢١٢

عشرة أسئلة في أحكام التقليد :٢١٤

في نظر السنّة والشيعة :٢١٧

دليل وجوب التقليد :٢١٨

إحسان إلهي ظهير :٢١٩

الرادّون عليه :٢١٩

لم تقتله الشيعة :٢٢٠

الأذان والإقامة :٢٢٣

تشريع الأذان :٢٢٣

التثويب بدعة باطلة :٢٣١

حيّ على خير العمل منهما :٢٣١

الارتداد :٢٣٩

حصل بعد وفاة الرسول :٢٣٩

تعليق على الجواب السابق :٢٣٩

شروطه وأحكامه :٢٤٠

السبب في قتل المرتد :٢٤١

معناه في روايات الشيعة :٢٤٣

جواز حرق المرتد الفطري :٢٤٥

حصل لكثير من الصحابة للنصوص :٢٤٥

الاستخارة :٢٤٩

في رأي أهل البيت :٢٤٩

الروايات الواردة في كيفيّتها :٢٥٠

حكمها :٢٥٨

٥٦٨

مشروعيتها :٢٥٨

حجّيتها بالقرآن :٢٥٩

استعارة الفروج :٢٦١

مسألة مختلقة :٢٦١

هي نكاح الإماء :٢٦٣

الإسراء والمعراج :٢٦٥

معناهما وأهدافهما :٢٦٥

كيفية رؤية النبيّ فيهما :٢٦٧

الكتب المؤلّفة حولهما :٢٦٨

كيفية رؤيته صلى‌الله‌عليه‌وآله لقضايا المستقبل :٢٦٨

كيفية تكليم الله للنبيّ :٢٦٩

ما رآه صلى‌الله‌عليه‌وآله لأهل الجنّة والنار كان تمثيلاً لهم :٢٧٠

الإسماعيلية :٢٧١

عقائدها :٢٧١

تعليق على الجواب السابق وجوابه :٢٧٤

الفرق بينها وبين الشيعة :٢٨٤

منشأ ظهورها :٢٨٤

منهم الحشّاشون :٢٨٥

تواجدهم وبعض معتقداتهم :٢٨٥

أُصول الدين وفروعه :٢٨٩

الفرق بينهما :٢٨٩

المعتقد لابد أن يكون عن يقين :٢٨٩

كيفية تشخيص الضروري :٢٩٠

معنى الأُصول والعقيدة والشريعة :٢٩١

حكمة الفرق بينهما :٢٩٢

٥٦٩

الفرق بينهما :٢٩٣

لا يجوز التقليد في العقيدة :٢٩٤

الأدلّة على أُصول الدين :٢٩٤

أعلام وكتب :٣٠١

الاحتجاج بما ينقله ابن أبي الحديد والمسعودي :٣٠٣

البرقعي وكتابه كسر الصنم :٣٠٣

الكتب الأربعة في نظر الأُصوليين والإخباريين :٣٠٥

الكتب الفكرية والفكر الإسلامي :٣٠٥

ترجمة أنس بن مالك خادم النبيّ :٣٠٦

أنس من الذين كذبّوا على الرسول :٣٠٧

ترجمة جون مولى أبي ذر :٣٠٧

ترجمة علي بن يقطين :٣٠٨

حول تفسيري القمّي والعيّاشي :٣٠٩

روايات منتخب كنز العمّال :٣١٠

سيرة موسى الموسوي :٣١١

قرابة العباس ومسلم من النبيّ :٣١٢

شخصية محمّد التيجاني :٣١٢

موقف الشيعة من المختار الثقفي :٣١٣

تعقيب على الجواب السابق :٣١٤

أبو مخنف شيعي ثقة :٣١٥

البرسي وكتابه مشارق أنوار اليقين :٣١٦

الشيعة تتبرّأ من خالد وأفعاله :٣١٧

الشيعة تحتجّ بالبخاري على أهل السنّة :٣١٩

القفاري وكتابه أُصول مذهب الشيعة :٣١٩

الكتب التي فيها ردّ الشبهات :٣٢٠

ترجمة أبي العلاء المعرّي :٣٢٠

٥٧٠

تخلّف عبد الله بن جعفر عن الحسين :٣٢٢

ترجمة أبي حيّان التوحيدي :٣٢٢

ترجمة الجاحظ :٣٢٣

ترجمة جابر بن حيّان وخالد بن يزيد :٣٢٤

جابر بن حيّان لم يكن إسماعيلياً :٣٢٦

حركة إدريس كانت مؤيّدة من قبل الأئمّة :٣٢٦

قيمة كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة :٣٢٨

تخلّف ابن الحنفية عن الحسين :٣٢٨

عثمان الخميس في ميزان النقد :٣٢٩

الرادّون على عثمان الخميس :٣٣٠

عدم وثاقة عبد الله بن عمر :٣٣١

عقيدة أحمد الكاتب :٣٣٢

تعقيب على الجواب السابق :٣٣٢

عقيل وتركه لعلي عليه‌السلام :٣٣٣

كعب الأحبار ووهب بن منبه :٣٣٤

الشيعة لا تقبل بالصحاح الستة :٣٣٥

موقف كاشف الغطاء من مؤتمر لبنان :٣٣٦

موقفنا من ابن القيّم الجوزية :٣٣٨

موقفنا من عمر بن عبد العزيز والرشيد والأيوبي :٣٤٢

تعقيب على الجواب السابق :٣٤٤

المأمون ليس شيعياً :٣٥٣

قيمة بعض الكتب ومؤلّفيها عند الإمامية :٣٥٥

ردّ الشبهات عن السيّدة سكينة بنت الحسين :٣٥٦

شخصية مالك بن نويرة :٣٧٥

خواجه نصير الدين الطوسي :٣٧٧

الكافي لم يعرض على الإمام :٣٨٠

٥٧١

ترجمة سعد بن عبادة :٣٨١

ابن أبي الحديد والقندوزي ليسا من الشيعة :٣٨٥

ترجمة المغيرة بن شعبة :٣٩١

تقييمنا للصحيحين :٣٩٥

موقف الشيعة من عمر بن عبد العزيز :٣٩٦

مصادر كشف عمرو بن العاص لعورته :٣٩٧

الزبير محاسب على أفعاله :٣٩٨

مذهب اليعقوبي والأصفهاني والمسعودي :٣٩٩

ما نسب إلى حجر بن عدي مفتعل :٤٠٠

مكانة عبد الله بن جعفر ومحمّد بن الحنفية عندنا :٤٠١

العباس يُعدّ في المرتبة الأُولى بعد المعصومين :٤٠١

الكتب الشيعية المعتبرة ونقلها للأحاديث الضعيفة :٤٠٢

ترجمة المختار الثقفي وتاريخ ثورته :٤٠٤

خولة والدة محمّد بن الحنفية :٤٠٦

خالد بن الوليد وتعلّقه بزوجة مالك بن نويرة :٤٠٨

ابن النديم صاحب الفهرست ليس شيعياً :٤١٣

روايات عقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي :٤١٤

ابن الصبّاغ المالكي ليس شيعياً :٤١٥

سبط ابن الجوزي ليس شيعياً :٤١٦

القندوزي الحنفي ليس شيعياً :٤١٩

النوري وكتابه فصل الخطاب :٤١٩

موقفنا من الجزائري وما ورد في كتابه :٤٢١

إقامة المجالس لإحياء أمر أهل البيت عليهم‌السلام :٤٢٣

أسباب إقامتها :٤٢٣

إقامتها ليست بدعة :٤٢٥

الأئمّة يقيمون العزاء على الحسين :٤٢٧

٥٧٢

الأدلّة على جواز الاحتفال بمولد النبيّ :٤٢٩

الأدلّة على جواز اللطم ونشوئه :٤٣٣

الشيعة تحيي الذكريات :٤٣٤

الضرر في التطبير :٤٣٥

تعقيب على الجواب السابق :٤٣٥

تعقيب على الجواب السابق :٤٣٧

اللطم على الصدور :٤٣٨

تعليق على الجواب السابق وجوابه :٤٣٩

بكاؤنا على الحسين من مصاديق المودّة :٤٤١

تأثير البكاء واللطم على النفوس :٤٤١

حضور الأرواح في مجالس الذكر :٤٤٢

حكم الإطعام فيها :٤٤٢

حكم الغياب عن المجالس يوم العاشر من محرّم :٤٤٣

روايات صحيحة السند تحثّ على إقامتها :٤٤٤

كيفية تطوّر العزاء الحسيني :٤٤٥

لطم الهاشميات دليل على جوازه :٤٤٦

ماذا ينبغي فعله فيها :٤٤٦

مجموعة أسئلة حول المأتم الحسيني :٤٤٧

مصداق للتأسّي بالنبيّ :٤٥١

مظاهر العزاء قديمة جدّاً :٤٥٣

من مظاهر الحزن اللطم :٤٥٣

مشروعية الاحتفال بمولد النبيّ :٤٥٤

تهجّم الأعداء :٤٥٥

الدليل على مشروعية لبس السواد :٤٥٥

الأحاديث الناهية عن النياحة واللطم :٤٥٨

لا جزع في إقامتها :٤٦٠

٥٧٣

رأي ابن تيمية حولها :٤٦٥

سبب البكاء على الحسين :٤٨٢

كيفية بكاء الأفلاك على الحسين :٤٨٤

النبيّ بكى على الحسين قبل مقتله :٤٨٥

ثواب البكاء على مصيبة الحسين :٤٨٦

ما ورد في زيارة الأربعين :٤٩٠

الضرب بالسلاسل نوع من التأسّي :٤٩١

أدلّة تحريم اللطم واهية :٤٩٢

اللطم جائز للإقرار وللأصل :٤٩٥

الإلهيات :٥٠١

استعمال كلمة الربّ في غيره مجازاً :٥٠٢

الأدلّة العقلية على وجود الله تعالى :٥٠٣

الإرادة التكوينية والتشريعية :٥٠٥

التوفيق بين العدل الإلهي وبين خلق أُناس ذو عاهة :٥٠٦

التوفيق بين موت الأطفال وعدم صدور القبيح من عند الله :٥٠٦

الخلق قد تخوّل بإذن الله إلى مخلوق :٥٠٧

العدل من صفات الأفعال :٥٠٨

المولود من كافرين لا ينافي كون كلّ أفعال الله خير :٥٠٩

الله تعالى منزّه عن التركيب :٥٠٩

الله تعالى موجود في كلّ مكان :٥١٠

الله نور السماوات والأرض :٥١٢

بحث مبسّط في إثبات وجود الله :٥١٣

حكم القائل بوحدة الوجود :٥٢٠

حول الاسم الأعظم ولفظ الجلالة :٥٢٣

الأدلّة النقلية لحدوث العالم :٥٢٦

شبهة وجود الله في جهة معيّنة :٥٢٧

٥٧٤

صفة الخالق صفة فعلية :٥٢٨

عينية الصفات لذات الله :٥٢٩

كيف نتقرّب إلى الله تعالى :٥٣٠

لم يطلع العقول على تحديد صفته :٥٣٢

لماذا يعذّب الله تعالى المسلمين ؟٥٣٣

معرفة الله تعالى لكُلّ إنسان بمقدار عقله :٥٣٣

تعليق على الجواب السابق :٥٣٤

معنى الله نور السماوات والأرض :٥٣٤

معنى رضا وغضب الله تعالى :٥٣٦

معنى الشرك عند الشيعة :٥٣٧

معنى النور :٥٣٨

الفرق بين الاسم والصفة :٥٣٨

معنى عالم الغيب : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ٥٣٩

إرادة الخير للإنسان لا تعارض وجود الشرّ فيه :٥٤٠

الخالقية من صفات الفعلية لا الذاتية :٥٤١

يهب لمن يشاء إناثاً أو ذكوراً :٥٤٣

المشيئة الإلهية :٥٤٥

الابتلاء لأجل إظهار حقيقة الإنسان :٥٤٦

الشرور هي نتائج أعمال الإنسان وأفعاله :٥٤٧

الصفات الذاتية هي عين ذات الله ، وسبق رحمته غضبه :٥٤٨

معنى الكلام النفسي لله :٥٥٠

الواحد لا يصدر عنه إلّا واحد :٥٥١

قانون العلّية لا يجري إلى عالم الخلق :٥٥٣

قاعدة اللطف :٥٥٤

عبارة بلا كيف لغز وإبهام :٥٥٥

٥٧٥

للعقل دور مهمّ في مسائلها :٥٥٧

معنى مكتوب على ساق العرش :٥٥٩

خروج المعاقين لا يعدّ ظلماً من الله :٥٦١

الفهرس ٥٦٥

٥٧٦