موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 576 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 227715 / تحميل: 6792
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠١-٠
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

نعم اختلف العلماء في قبول توبة المرتد الفطري

٥ ـ هل يطهر المرتد بالتوبة ؟ فيه تفصيل يراجع في محلّه

٦ ـ هل يلزم المرتد قضاء ما فاته من العبادات حال الارتداد أو لا ؟

٧ ـ هل تبقى ولاية المرتد على الصغير أو لا ؟

٨ ـ ما حكم تصرّفات المرتد حال الارتداد من نكاح وغيره ؟

٩ ـ ما حكم أماناته وميراثه و ؟

هذه أحكام تطرح في مسألة الارتداد ، يمكنكم مراجعتها في محلّها

١٠ ـ ما هي عقوبة المرتد ؟

قيل : بقتل الفطري والملّي إذا لم يتب ، هذا إذا كان المرتد رجلاً ، وأمّا المرأة المرتدّة ـ سواء كان ارتدادها فطري أو ملّي ـ فعقوبتها السجن حتّى تتوب ، ويضيّق عليها في المطعم والمشرب على المشهور بين علمائنا

١١ ـ من يتولّى قتل المرتد ؟ الإمامعليه‌السلام خاصّة ، أو الحاكم ، أو مطلق من سمع أو رأى ؟ فيه أقوال

١٢ ـ الارتداد الجماعي ـ أهل الردّة ـ كيف يكون قتالهم ؟ وهل يسبون أم لا ؟ فهناك أحكام لأهل الردّة ، فراجعها في محلّها

١٤ ـ أجمع علماء الشيعة على ارتداد وكفر النواصب والغلاة

« محمّد اللواتي ـ أمريكا ـ »

السبب في قتل المرتد :

س : الإسلام دين الحرّية ، والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يخيّر الناس ولا يجبرهم لقبول الإسلام ، كما إنّ القرآن الكريم يقول :( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) (١)

السؤال : ما الحكمة من قتل المرتد ؟ وهل يتعارض هذا الحكم مع مبدأ الحرّية الشخصية ؟

______________________

(١) الكافرون : ٦

٢٤١

ج : نعم ، إنّ الإسلام دين الحرّية ، ولكن هذا لا يعني أن لا تكون له قوانين خاصّة ، لحفظ كيان الدين والمجتمع عن الغواية والضلال ، فمن حقّ الدين أن يأتي بأُسس وقواعد ، تحمي معتنقيه عن الوقوع في الانحراف والضياع

وأمّا بالنسبة لما ذكرتموه ، فإنّ حكم القتل يختصّ بالمرتدّ الفطري ، وهذا الحكم تعبّدي ، أي أنّنا وبعد ما عرفنا أنّ الحكم بالأصالة هو لله تبارك وتعالى ـ وهو حكيم على الإطلاق ـ فيجب علينا أن نعتقد ونلتزم بأنّ كلّ حكم صادر من قبله تعالى كان من منطلق المصلحة والحكمة ، وهذا أساس قبول الدين واعتناقه( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) (١)

نعم ، وفي نفس الوقت ، لابأس أن نتحرّى فلسفة وحكمة الأحكام الشرعية ، ولكن من باب الوقوف عليها ، لا من جهة قبولها

وهنا قد يرى الإنسان الملتزم بأنّ هذا القانون قد جاء لحفظ المجتمع الإسلامي من الانهيار العقائدي ، إذ من الضروري في كلّ مجموعة ـ سياسية أو اجتماعية ، أو حتّى عسكرية أو غيرها ـ أن تحمي نفسها ، وتحافظ على أسرارها ، وتقف في وجه الذين يريدون أن يعبثوا بأنظمتها وقوانينها السائدة ، فإن كان الدخول والخروج من الدين سهلاً غير ممتنع ، لكان الذين لا يريدون أن يلتزموا بأيّ مبدأ وعقيدة وعمل ، تتاح لهم الفرصة أن يخالفوا كلّ قانون ، ثمّ عند المعاقبة سوف تكون دعواهم أنّهم خرجوا من هذا الدين ، وهو كما ترى يفتح المجال لكلّ مشاغب وفوضوي

ولأجل ما ذكرنا يرى الإسلام أنّ الإنسان له الحرّية في اعتناقه للدين( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ، ولكن عندما يسلم يجب عليه الالتزام بالأحكام والأنظمة المعينة ، وحذراً من المخالفة والتنصّل جاء هذا الحكم لوقاية الدين وقوانينه

______________________

(١) البقرة : ٣

٢٤٢

وأمّا ما ذكرته من الآية( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) فهي لا ترتبط بما نحن فيه ، بل إنّها خطاب للكفّار ، فهم لم يعتنقوا الإسلام حتّى تطبّق عليهم الأحكام الشرعية

« محمّد ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة »

معناه في روايات الشيعة :

س : هل صحيح أنّ جميع الصحابة الذين مدحهم القرآن ارتدّوا بعد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : لا ريب بأنّ فضل الصحبة للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فيه اقتضاء المدح والثناء إن لم يمنع منه مانع ، وهذا لا كلام فيه ؛ إنّما الكلام في طروّ هذا المانع عند جمع من الصحابة في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فظاهرة النفاق ـ الذي هو أمر مسلّم عند الكلّ ـ أدلّ دليل على وجود هذا المانع

وأمّا بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله فإنكار بعضهم لوصاياه ، وحياد الآخرين منهم في هذا المجال ، جعل الأمر جلياً وواضحاً للمتتّبع المنصف

وعلى أيّ حال ، فمجمل الكلام : إنّ الصحبة تكون ذا مزية إذا كانت في طاعة الله ورسوله ، فالعدول والانحراف عن الخطّ السليم ، الذي رسمه الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله للأُمّة ، بالنسبة لإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام ـ كما هو ثابت تاريخياً ـ هو نوع من التراجع والارتداد عن منهج الرسالة في تطبيق أوامره ونواهيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذا هو معنى الروايات الواردة في مصادرنا الخاصّة في هذا المجال

والغريب أنّه قد ورد في بعض كتب التاريخ ـ كتاريخ الطبري ـ أنّ العرب ارتدّوا كلّهم بعد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عدا فئةٍ في المدينة والطائف ، وهذا لا يثير التساؤل ؟!

وأمّا ما يثار في حقّ الشيعة بأنّهم يقولون بارتداد جميع الصحابة ، فهذا إفك وبهتان عظيم ، كيف وهم يلتزمون بالولاء لأفضل الصحابة ، وهو عليعليه‌السلام وأهل بيته ، وأيضاً يعظّمون ويبجّلون البعض منهم ، أمثال سلمان وأبي ذر ، وعمّار والمقداد ، وغيرهم

٢٤٣

نعم ، هم يعتقدون ـ وفقاً للأدلّة العقلية والنقلية ـ بعدول البعض عن خطّ الرسالة بعد ارتحال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّ ورد لفظ ردّة وارتداد لبعض الصحابة في روايات ومصادر الشيعة ، فإنّما هو ارتداد عن الولاية والإمامة لأمير المؤمنينعليه‌السلام لا ارتداد عن ظاهر الإسلام

« السيّد سلمان ـ البحرين »

لا ينقسم إلى سلمي ومحارب :

س : نشكر لكم هذا الجهد الكبير الذي يبذل منكم للارتقاء بالفكر الإسلامي ، والعمل على نشر أفكار وتعاليم ديننا الحنيف

لقد أشرتم إلى قضية المرتدّ ، والحكم عليها من دون الإشارة إلى نوعية الارتداد ، فهناك ارتداد سلمي ، حيث يقوم المرتدّ بالعدول عن الإسلام إلى غيره من الأديان من قناعة نفسية ، ولا يقوم بأيّ عمل ضدّ الإسلام والمسلمين ، وهناك ارتداد محارب للإسلام والمسلمين ، بأن يستغل ارتداده لضرب الدين الحنيف وتعاليمه النيّرة

فسؤالي هنا : ما هو الحكم في المسألتين ؟

ج : إنّ المرتدّ على قسمين :

١ ـ مرتدّ عن فطرة

٢ ـ مرتدّ عن ملّة

والحكم الشرعي هو : إنّ المرتدّ عن فطرة يقتل بخلاف المرتدّ عن ملّة

ولم يقسّم الشرع في المرتدّ عن فطرة ، بين الارتداد السلمي وارتداد محارب للإسلام والمسلمين ، كما ذكرتم من التقسيم ، ولا بين من ارتدّ عن قناعة نفسية ولا غيره

وأمّا الدليل على قتل المرتدّ عن فطرة ، الروايات الكثيرة المروية في مصادر المسلمين والتي تبلغ حدّ التواتر ، منها :

عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسنعليه‌السلام قال : سألته عن مسلم تنصّر ؟ قال :« يقتل ولا يستتاب »

٢٤٤

قلت : فنصراني أسلم ثمّ ارتدّ ؟ قال :« يستتاب ، فإنّ رجع وإلّا قُتل » (١)

وللتفصيل أكثر راجع : « وسائل الشيعة / أبواب حدّ المرتدّ »(٢)

« محمّد ـ الإمارات ـ سنّي ـ ٢٠ سنة ـ طالب »

جواز حرق المرتد الفطري :

س : هل يجوز حرق الكفّار أو المرتدّين ؟ أين الدليل بأنّها مردودة سنداً ؟

ج : لا يجوز حرق الكفّار والمرتدّين ، ولم يذهب إلى ذلك من فقهائنا أحد ، فقد ذكر المحقّق الحلّي في حكم المرتد : « ويتحتّم قتله ، وتبين منه زوجته ، وتعتدّ منه عدّة الوفاة ، وتقسّم أمواله بين ورثته »(٣)

وأمّا الحرق بالنار ، فلم تدلّ عليه إلّا رواية واحدة ، وموردها ما إذا ارتدّ المسلم الفطري ، وأخذ بالسجود إلى الأصنام ، فتختصّ بهذا المورد ، لا أنّ كلّ مرتدّ يفعل به ذلك ، والسجود للأصنام يشتمل على إبراز للارتداد بدرجة مفرطة وغير مقبولة ، وبهذا اللحاظ يرتفع مستوى عقوبته

« علي ـ فرنسا ـ سنّي ـ ٢٨ سنة ـ طالب »

حصل لكثير من الصحابة للنصوص :

س : هل يعقل أن يختار الله لصحبة نبيّه رجالاً يعرف أنّهم سيرتدّون فيما بعد ؟ أم أنّ الله لا يعلم الغيب ؟ سبحان الله عمّا يصفون ، يهديكم الله ، ويصلح بالكم

ج : هذه الملازمات ليست شرعية ، ولا لازمة لأحد ، ولا حجّة على أحد ، ولا دليل عليها ، فمن قال إنَّ الله تعالى اختار للأنبياء أصحابهم ؟ الذي أرسل الرسل أصلاً لإصلاحهم ، لأنّهم في وضع سيء جدّاً ، يستوجب إنذارهم وإبلاغهم رسالة
______________________

(١) الكافي ٧ / ٢٥٧ ، تهذيب الأحكام ١٠ / ١٣٨ ، الاستبصار ٤ / ٢٥٤

(٢) وسائل الشيعة ٢٨ / ٣٢٣

(٣) شرائع الإسلام ٤ / ٩٦١

٢٤٥

الله تعالى وأحكامه ، فقد يكون العصر الذي يُبعث فيه الأنبياء الذروة في الانحطاط والضلال والظلام

ثمّ إنّ النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله كان كثيراً ما يحذّر ويقول :« لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم » (١) ، وكان أيضاً يحذّر الصحابة ويخبرهم برجال يرتدّون من بعده ، ويُطردَون عن الحوض ، كما روى البخاري وغيره عن أبي هريرة قال :« بينا أنا قائم فإذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلّم ، فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك » (٢)

وفي حديث أنس :« ليردن عليّ ناس من أصحابي الحوض ، حتّى إذا عرفتهم اختلجوا دوني » (٣)

وفي حديث سهل :« وليردن عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثمّ يحال بيني وبينهم » (٤)

وفي حديث أبي هريرة :« ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال ، أناديهم ألا هلّم ، فيقال : إنّهم قد أحدثوا بعدك ، وأقول : سحقاً سحقاً » (٥)

______________________

(١) مسند أحمد ٢ / ٥١١ و ٥ / ٢١٨ و ٣٤٠ ، صحيح البخاري ٨ / ١٥١ ، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤٥٥ ، معجم الزوائد ٧ / ٢٦١ ، مسند أبي داود : ٢٨٩ ، المصنّف للصنعاني ١١ / ٣٦٩ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٨ / ٦٣٤ ، المعجم الكبير ٣ / ٢٤٤ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ٢٨٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٤٠١ ، كنز العمّال ٨ / ٩٤ و ١١ / ١٣٣ ، تفسير القرآن العظيم ٢ / ٣٦٤ ، الدرّ المنثور ٦ / ٥٦ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٤٤١ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ٣١٤ ، وغيرها من المصادر

(٢) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، كنز العمّال ١١ / ١٣٢

(٣) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٧ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣

(٤) مسند أحمد ٥ / ٣٣٣ ، صحيح البخاري ٧ / ٢٠٧ و ٨ / ٨٧ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، المعجم الكبير ٦ / ١٤٣ و ١٥٦ و ١٧١ و ٢٠٠ ، الجامع لأحكام القرآن ٤ / ١٦٨

(٥) السنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٧٨ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ٧ ، كنز العمّال ١٥ / ٦٤٧

٢٤٦

وفي رواية أبي سعيد الخدري :« فأقول : إنّهم منّي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي » (١) ، وزاد في رواية عطاء ابن يسار :« فلا أراه يخلص منهم إلّا مثل همل النعم » (٢)

وفي حديث أبي بكرة :« ليردن عليَّ الحوض رجال ممّن صحبني ورآني ، حتّى إذا رفعوا إليّ ورأيتهم اختلجوا دوني ، فلأقولنّ : ربّ أصحابي أصحابي ! فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك » (٣) ، وقال عن هذا الحديث ابن حجر : « وسنده حسن »(٤) ، وللطبراني من حديث أبي الدرداء نحوه ، وزاد : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم ، قال :« لست منهم » ، وقال ابن حجر : « وسنده حسن »(٥)

وفي البخاري :« فأقول كما قال العبد الصالح : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (٦)

ونقول : مع هذه الأحاديث الكثيرة التي تصادم ما تقولون به نذكر آية واحدة وهي قوله تعالى :( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) (٧)

فهل قولنا موافق لقول الله والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أم إطلاقكم العدالة هو الموافق ؟

______________________

(١) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، الجامع لأحكام القرآن ٤ / ١٦٨

(٢) فتح الباري ١١ / ٣٣٣

(٣) مسند أحمد ٥ / ٤٨ ، فتح الباري ١١ / ٣٣٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٥ ، كنز العمّال ١٣ / ٢٣٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٣٦ / ٨

(٤) فتح الباري ١١ / ٣٣٣

(٥) نفس المصدر السابق

(٦) صحيح البخاري ٤ / ١١٠ ، والآية في سورة المائدة : ١١٧ ـ ١١٨

(٧) آل عمران : ١٤٤

٢٤٧
٢٤٨

الاستخارة :

« سمير ـ ـ »

في رأي أهل البيت :

س : ما هو رأي مذهب أهل البيت في موضوع الخيرة ؟ استخارة الله في موضوع ما

ج : ذكر العلّامة المجلسيقدس‌سره في كتابه « بحار الأنوار » الجزء الثامن والثمانين أبواباً في الاستخارات ، وفضلها وكيفيّاتها ، فذكر في الباب الأوّل الروايات الواردة في الحثّ على الاستخارة ، والترغيب فيها ، والرضا والتسليم بعدها ، منها :

١ ـ عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« يقول الله عزّ وجلّ : من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخير بي »

٢ ـ عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتلي لم يؤجر »

٣ ـ عن الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام قال :« بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن ، فقال لي وهو يوصيني : يا علي ما حار من استخار ، ولا ندم من استشار »

ومن خلال مراجعة هذه الروايات يتّضح أنّ الأئمّةعليهم‌السلام كانوا يؤكّدون على موضوع الخيرة ، ويعلّمون أصحابهم كيفية الاستخارة ، وصلواتها ودعائها

إذاً فالخيرة أمر حسن ومحبّذ ، وعليه جرت سيرة العلماء والمؤمنين

٢٤٩

« عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية »

الروايات الواردة في كيفيّتها :

س : أرجو منكم أن تذكروا لي الروايات الواردة عن أهل البيتعليهم‌السلام في كيفية الاستخارة ، بالتفصيل إن أمكن

ج : وردت عدّة روايات في مسألة الاستخارة ، نذكر بعضها ، وهي على أقسام :

الأوّل : الاستخارة بالرقاع

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« إذا أردت أمراً فخذ ست رقاع ، فأكتب في ثلاث منها : بسم الله الرحمن الرحيم ، خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل ، وفي ثلاث منها مثل ذلك افعل ، ثمّ ضعها تحت مصلاك ، ثمّ صلّ ركعتين ، فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرّة : استخير الله برحمته خيرة في عافية ، ثمّ استو جالساً وقل : اللهم خر لي واختر لي في جميع أُموري ، في يسر منك وعافية ، ثمّ اضرب بيدك إلى الرقاع فشوّشها ، وأخرج واحدة ، فإن خرج ثلاث متواليات أفعل ، فأفعل الأمر الذي تريده ، وإن خرج ثلاث متواليات لا تفعل ، فلا تفعله ، وإن خرجت واحدة افعل والأُخرى لا تفعل ، فأخرج من الرقاع إلى خمس ، فأنظر أكثرها فاعمل به ، ودع السادسة لا تحتاج إليها » (١)

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« إذا أردت أمراً فخذ ست رقاع ، فاكتب في ثلاث منهن : بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان افعل كذا إن شاء الله ، واذكر اسمك وما تريد فعله ، وفي ثلاث منهن : بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان لا تفعل
______________________

(١) مصباح المتهجّد : ٥٣٥ ، الذكرى : ٢٥٣ ، روض الجنان : ٣٢٦ ، الكافي ٣ / ٤٧٠ ، مكارم الأخلاق : ٣٢٢ ، بحار الأنوار ٨٨ / ٢٣١ ، وقال العلّامة المجلسي في بيانه على هذه الرواية : هذا أشهر طرق هذه الاستخارة وأوثقها وعليه عمل أصحابنا

٢٥٠

كذا ، وتصلّي أربع ركعات ، تقرأ في كلّ ركعة خمسين مرّة « قل هو الله أحد » ، وثلاث مرّات « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » ، وتدع الرقاع تحت سجّادتك ، وتقول بعد ذلك : اللهم إنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علّام الغيوب ، اللهم آمنت بك فلا شيء أعظم منك ، صلّ على آدم صفوتك ، ومحمّد خيرتك ، وأهل بيته الطاهرين ، ومن بينهم من نبيّ وصدّيق وشهيد ، وعبد صالح ، وولي مخلص ، وملائكتك أجمعين ، إن كان ما عزمت عليه من الدخول في سفري إلى بلد كذا وكذا خيرة لي في البدو والعاقبة ، ورزق تيسّر لي منه ، فسهّله ولا تعسّره ، وخر لي فيه ، وإن كان غيره فاصرفه عنّي ، وبدّلني منه ما هو خير منه ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، ثمّ تقول سبعين مرّة : خيرة من الله العليّ الكريم ، فإذا فرغت من ذلك عفّرت خدّك ، ودعوت الله وسألته ما تريد » (١)

الثاني : الاستخارة بصلاة ركعتين وبرقعتين

عن علي بن محمّد ، رفعه عنهمعليهم‌السلام ، قال لبعض أصحابه وقد سأله عن الأمر يمضي فيه ، ولا يجد أحداً يشاوره ، فكيف يصنع ؟ قال :« شاور ربّك » قال : فقال له : كيف ؟ قال :« انو الحاجة في نفسك ، واكتب رقعتين ، في واحدة لا ، وفي واحدة نعم ، واجعلهما في بندقتين من طين ، ثمّ صلّ ركعتين ، واجعلهما تحت ذيلك ، وقل : يا الله إنّي أشاورك في أمري هذا ، وأنت خير مستشار ومشير ، فأشر عليّ بما فيه صلاح وحسن عاقبة ، ثمّ أدخل يدك ، فإن كان فيها نعم فافعل ، وإن كان فيها لا ، لا تفعل ، هكذا شاور ربّك » (٢)

الثالث : الاستخارة بمائة مرّة

عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : قلت له : ربما أردت الأمر يفرق منّي فريقان ، أحدهما يأمرني والآخر ينهاني ؟ قال : فقال لي :« إذا كنت كذلك ، فصلّ ركعتين ، واستخر الله مائة مرّة ومرّة ، ثمّ أنظر أحزم الأمرين
______________________

(١) فتح الأبواب : ١٨٩

(٢)ـ فتح الأبواب : ٢٢٨ ، الكافي ٣ / ٤٧٣ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٨٢

٢٥١

لك فافعله ، فإنّ الخيرة فيه إن شاء الله ، ولتكن استخارتك في عافية ، فإنّه ربما خيّر للرجل في قطع يده ، وموت ولده ، وذهاب ماله » (١)

الرابع : الاستخارة بمائة مرّة ومرّة في آخر ركعة من صلاة الليل

وسأل محمّد بن خالد القسري الإمام الصادقعليه‌السلام عن الاستخارة ، فقال :« استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل ، وأنت ساجد مائة مرّة ومرّة » ، قال : كيف أقول ؟ قال :« تقول : استخير الله برحمته ، استخير الله برحمته » (٢)

الخامس : الاستخارة بمائة مرّة ومرّة عقيب ركعتي الفجر

عن حمّاد بن عثمان قال : سألت الإمام الصادقعليه‌السلام عن الاستخارة ، فقال :« استخر الله مائة مرّة ومرّة في آخر سجدة من ركعتي الفجر ، تحمد الله وتمجّده وتثني عليه ، وتصلّي على النبيّ وعلى أهل بيته ، ثمّ تستخير الله تمام المائة مرّة ومرّة » (٣)

السادس : الاستخارة بمائة مرّة بعد صوم ثلاثة أيّام

عن زرارة قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : إذا أردت أمراً ، وأردت الاستخارة كيف أقول ؟ فقال :« إذا أردت ذلك فصم الثلاثاء والأربعاء والخميس ، ثمّ صلّ يوم الجمعة في مكان نظيف ركعتين ، فتشهّد ثمّ قل وأنت تنظر إلى السماء : اللهم إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، أنت عالم الغيب ، إن كان هذا الأمر خيراً فيما أحاط به علمك ، فيسّره لي ، وبارك لي فيه ، وافتح لي به ، وإن كان ذلك لي شرّاً فيما أحاط به علمك ، فاصرف عنّي بما تعلم ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وتقضي ولا أقضي ، وأنت علّام الغيوب ،

______________________

(١) الكافي ٣ / ٤٧٢ ، مصباح المتهجّد : ٥٣٤ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٨١ ، وسائل الشيعة ٨ / ٦٥ ، مكارم الأخلاق : ٣٢٢

(٢) فتح الأبواب : ٢٣٣ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٦٣ ، وسائل الشيعة ٨ / ٧٣ ، مكارم الأخلاق : ٣٢٠

(٣) فتح الأبواب : ٢٣٤

٢٥٢

تقولها مائة مرّة » (١)

السابع : الاستخارة بمائة مرّة يتصدّق قبلها على ستّين مسكيناً

عن زرارة ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام في الأمر يطلبه الطالب من ربّه ، قال :« يتصدّق في يومه على ستّين مسكيناً ، على كلّ مسكين صاعاً بصاع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا كان الليل اغتسل في ثلث الليل الباقي ، ويلبس أدنى ما يلبس من يعول من الثياب إلّا أن عليه في تلك الثياب إزاراً ، ثمّ يصلّي ركعتين ، فإذا وضع جبهته في الركعة الأخيرة للسجود هلّل الله وعظّمه ومجّده ، وذكر ذنوبه ، فأقّر بما يعرف منها مسمّى ، ثمّ يرفع رأسه ، فإذا وضع في السجدة الثانية استخار الله مائة مرّة ، يقول : اللهم إنّي استخيرك ، ثمّ يدعو الله بما يشاء ويسأله إيّاه ، وكلّما سجد فليفض بركبتيه إلى الأرض ، يرفع الإزار حتّى يكشفهما ، ويجعل الإزار من خلفه بين إليتيه وباطن ساقيه » (٢)

الثامن : الاستخارة بمائة مرّة عقيب الفريضة

عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه يسجد عقيب المكتوبة ويقول :« اللهم خر لي ، مائة مرّة ، ثمّ يتوسّل بالنبيّ والأئمّة عليهم‌السلام ، ويصلّي عليهم ، ويستشفع بهم ، وينظر ما يلهمه الله فيفعل ، فإنّ ذلك من الله تعالى » (٣)

التاسع : الاستخارة بمائة مرّة في آخر ركعة من صلاة الليل

عن جعفر بن محمّد بن خلف العشيري قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الاستخارة ، فقال :« استخر الله في آخر ركعة من صلاة الليل ، وأنت ساجد مائة مرّة » ، قال : قلت : كيف أقول ؟ قال :« تقول : استخير الله برحمته ، استخير الله برحمته » (٤)

______________________

(١) وسائل الشيعة ٨ / ٦٧

(٢) فتح الأبواب : ٢٣٧

(٣) المصدر السابق : ٢٣٨

(٤) المصدر السابق : ٢٣٩

٢٥٣

العاشر : الاستخارة بمائة مرّة عند الإمام الحسينعليه‌السلام

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« ما استخار الله عبد قط في أمر مائة مرّة عند رأس الحسين عليه‌السلام ، فيحمد الله ويثني عليه ، إلّا رماه الله بخير الأمرين » (١)

الحادي عشر : الاستخارة بسبعين مرّة

عن معاوية بن ميسرة عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« ما استخار الله عبد سبعين مرّة بهذه الاستخارة ، إلّا رماه الله بالخيرة ، يقول : يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صلّ على محمّد وأهل بيته ، وخر لي في كذا وكذا » (٢)

الثاني عشر : الاستخارة بعشر مرّات

عن محمّد بن مسلم ، عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« كنّا أُمرنا بالخروج إلى الشام ، فقلت : اللهم إن كان هذا الوجه الذي هممت به خيراً لي في ديني ودنياي ، وعاقبة أمري ولجميع المسلمين ، فيسّره لي وبارك لي فيه ، وإن كان ذلك شرّاً لي ، فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي منه ، فإنّك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علّام الغيوب ، استخير الله ويقول ذلك مائة مرّة » (٣)

الثالث عشر : الاستخارة بسبع مرّات

عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه كان إذا أراد شراء العبد أو الدابّة ، أو الحاجة الخفيفة أو الشيء اليسير استخار الله عزّ وجلّ فيه سبع مرّات ، وإذا كان أمراً جسيماً استخار الله فيه مائة مرّة(٤)

الرابع عشر : الاستخارة بثلاث مرّات

______________________

(١) المصدر السابق : ٢٤٠

(٢) مصباح المتهجّد : ٥٣٩ ، الذكرى : ٢٥٣ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٦٣ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٨٢ ، وسائل الشيعة ٨ / ٧٥

(٣) فتح الأبواب : ٢٥٢

(٤) فتح الأبواب : ٢٥٣ ، مكارم الأخلاق : ٣٢١

٢٥٤

عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في الاستخارة :« تعظّم الله وتمجّده وتحمده وتصلّي على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ تقول : اللهم إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، وأنت علّام الغيوب ، استخير الله برحمته »

ثمّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :« إن كان الأمر شديداً تخاف فيه ، قلته مائة مرّة ، وإن كان غير ذلك قلته ثلاث مرّات » (١)

الخامس عشر : الاستخارة بمرّة واحدة

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال :« من استخار الله مرّة واحدة وهو راض به ، خار الله له حتماً » (٢)

السادس عشر : الاستخارة في كلّ ركعة من الزوال

عن الإمام الباقرعليه‌السلام قال :« الاستخارة في كلّ ركعة من الزوال » (٣)

السابع عشر : الاستخارة بالقرعة

عن منصور بن حازم قال : سأل بعض أصحابنا أبا عبد اللهعليه‌السلام عن مسألة ، فقال له :« هذه تخرج في القرعة » ؟ ثمّ قال :« وأيّ قضية أعدل من القرعة إذا فوّض الأمر إلى الله عزّ وجلّ ، أليس الله يقول تبارك وتعالى :( فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ) (٤)

وروي عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وعن غيره من آبائه وأبنائه من قولهم :« كلّ مجهول ففيه القرعة » قلت له : إنّ القرعة تخطأ وتصيب ، فقال :« كلّ ما حكم الله فليس بمخطأ » (٥)

______________________

(١) فتح الأبواب : ٢٥٥ ، وسائل الشيعة ٨ / ٦٨

(٢) فتح الأبواب : ٢٥٧

(٣) المصدر السابق : ٢٦٠

(٤) المحاسن ٢ / ٦٠٣ ، من لا يحضره الفقيه ٣ / ٩٢ ، وسائل الشيعة ٢٧ / ٢٦٢ ، فتح الأبواب : ٢٧١ ، والآية في سورة الصافات : ١٤١

(٥) النهاية : ٣٤٦ ، من لا يحضره الفقيه ٣ / ٩٢ ، تهذيب الأحكام ٦ / ٢٤٠

٢٥٥

وأمّا كيفية الاستخارة بالقرعة ، فعن الإمام الصادقعليه‌السلام : « من أراد أن يستخير الله تعالى فليقرأ الحمد عشر مرّات ، وإنّا أنزلناه عشر مرّات ، ثمّ يقول : اللهم إنّي استخيرك لعلمك بعاقبة الأُمور ، واستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور ، اللهم إن كان أمري هذا ممّا قد نيطت بالبركة أعجازه وبواديه ، وحُفّت بالكرامة أيّامه ولياليه ، فخر لي بخيرة ترد شموسه ذلولاً ، وتقعص أيّامه سروراً ، يا الله إمّا أمر فأأتمر ، وإمّا نهي فأنتهي

اللهم خر لي برحمتك خيرة في عافية ، ثلاث مرّات ، ثمّ يأخذ كفّاً من الحصى أو سبحة »(١)

نكتفي بهذا المقدار من الروايات

وأمّا بالنسبة إلى الاستخارة بالمصحف ، فإنّا وإن لم نجد رواية في ذلك ، ولكن السيّد ابن طاووس في « فتح الأبواب »(٢) قال : « رأيت ذلك ـ أي المشاورة لله تعالى بالمصحف ـ في بعض كتب أصحابنا رضوان الله عليهم عدنا الآن إلى ما وقفنا عليه في بعض كتب أصحابنا من صفة الفال في المصحف الشريف ، وهذا لفظ ما وقفنا عليه :

صفة القرعة في المصحف : يصلّي صلاة جعفرعليه‌السلام ، فإذا فرغ منها دعا بدعائها ، ثمّ يأخذ المصحف ، ثمّ ينوي فرج آل محمّد بدءاً وعوداً ، ثمّ يقول : اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تفرّج عن وليّك وحجّتك في خلقك في عامنا هذا وفي شهرنا هذا فاخرج لنا رأس آية من كتابك نستدلّ بها على ذلك

ثمّ يعدّ سبع ورقات ، ويعدّ عشرة أسطر من ظهر الورقة السابعة ، وينظر ما يأتيه في الحادي عشر من السطر ، ثمّ يعيد الفعل ثانياً لنفسه ، فإنّه يتبيّن
حاجته إن شاء الله تعالى » (٣)

______________________

(١) فتح الأبواب : ٢٧٢

(٢) المصدر السابق : ٢٧٥

(٣) المصدر السابق : ٢٧٧

٢٥٦

ثمّ قال : « فصل : وحدّثني بدر بن يعقوب المقرئ الأعجمي رضوان الله عليه بمشهد الكاظمعليه‌السلام في صفة الفال في المصحف بثلاث روايات من غير صلاة ، فقال : تأخذ المصحف وتدعو ، فتقول : اللهم إن كان من قضائك وقدرك أن تمن على أُمّة نبيّك بظهور وليّك وابن بنت نبيّك ، فعجّل ذلك وسهّله ويسّره وكمّله ، وأخرج لي آية استدلّ بها على أمر فائتمر ، أو نهي فأنتهي ـ أو ما تريد الفال فيه ـ في عافية

ثمّ تعدّ سبع أوراق ، ثمّ تعدّ في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر ، وتتفاءل بما يكون في السطر السابع

وقال في رواية أُخرى : إنّه يدعو بالدعاء ، ثمّ يفتح المصحف الشريف ، ويعدّ سبع قوائم ، ويعدّ ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ، وما في الوجهة الأُولى من الورقة الثامنة من لفظ اسم الله جلّ جلاله ، ثمّ يعدّ قوائم بعدد لفظ اسم الله ، ثمّ يعدّ من الوجهة الثانية من القائمة التي ينتهي العدد إليها ، ومن غيرها ممّا يأتي بعدها سطوراً بعدد لفظ اسم الله جلّ جلاله ، ويتفاءل بآخر سطر من ذلك

وقال في الرواية الثالثة : إنّه إذا دعا بالدعاء عدّ ثماني قوائم ، ثمّ يعدّ في الوجهة الأُولى من الورقة الثامنة أحد عشر سطراً ، ويتفاءل بما في السطر الحادي عشر ، وهذا ما سمعناه في الفأل بالمصحف الشريف قد نقلناه كما حكيناه(١)

ونقل هذا العلّامة المجلسي في « بحار الأنوار » وقال : « وجدت في بعض الكتب أنّه نسب إلى السيّد (ره) الرواية الثانية ، لكنّه قال : يقرأ الحمد وآية الكرسي ، وقوله تعالى :( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ) إلى آخر الآية ، ثمّ يدعو بالدعاء المذكور ، ويعمل بما في الرواية »(٢)

______________________

(١) المصدر السابق : ٢٧٨

(٢) بحار الأنوار ٨٨ / ٢٤٢

٢٥٧

« ـ السعودية ـ »

حكمها :

س : ما هو حكم الخيرة أو الاستخارة ؟ فنرى البعض يعتقد بأنّها من عالم الغيب ، بخلاف البعض الآخر الذي يتعامل معها معاملة عادية

وسؤالي بشكل أوضح هو : هل أنّ الخيرة ترشدنا إلى الواقع ؟ أو أنّها مجرد تعيين الوظيفة ورفع التحيّر ؟

ج : إنّ الأحاديث الواردة في هذا الموضوع تشير على أنّ الاستخارة ـ الخيرة ـ هي من مصاديق الدعاء ، أي أنّ المستخير يطلب من الله تعالى أن يرشده إلى الخير والصواب

وعليه ، فإنّ حيثيات الدعاء تتدخّل في كيفية النتيجة ، فحالة المستخير من الطهارة والتوجّه والإقبال نحو الدعاء ، وأيضاً وقت الاستخارة ومكانها ونوعها لها دخل عظيم في إعطاء النتيجة المتوقّعة

نعم ، هناك بعض الأنواع من الاستخارة قد تخرج بنتائج أقرب إلى الواقع من غيرها ، وهكذا قد يكون بعض الأشخاص يمتلكون قدرة خاصّة في استنباط بعض النتائج في الخيرة ، حازوا على هذه الملكة بممارسة رياضات شرعية

هذا ، ولكن لا يوجد في المقام ما يدلّ على أنّ هناك قاعدة عامّة يمكن الاعتماد عليها مطلقاً ، فكلّ ما في الأمر هو أنّ الموضوع يرتبط بالدعاء والداعي ، ومصلحة الباري تعالى

« أحمد ـ ـ »

مشروعيتها :

س : لاشكّ بأنّكم سمعتم بطرق مختلفة في الاستخارة : هذا من القرآن ، وذلك بالسبحة ، وآخر بحسابات خاصّة ، و ، فهل هذه وردت عن المعصومين عليهم‌السلام ؟ أي أنّها مؤيّدة من قبلهم ؟ أم ماذا ؟

٢٥٨

ج : الاستخارة أو الخيرة بالمعنى العام ـ أي طلب الخير من الله تعالى ـ أمر مستحسن في الشريعة ، وقد وردت روايات كثيرة بهذا الصدد تحثّ على هذا العمل ، كما هو واضح لمن يراجع المجامع الحديثية في هذا الباب

وأمّا الأساليب المختلفة التي تمارس في هذا المجال ، فهي طرق مختصّة بأهلها اقتنعوا بها بعدما أعطت التجربة صحّتها ، أو قربها إلى الواقع

نعم ، جاء في بعض الأحاديث ما يدلّ على بعض الأنواع من الاستخارة ، ولكن هذه الروايات جميعها ضعيفة السند ، لا يمكن الاعتماد عليها جزماً ، بل يصحّ العمل بمضمونها برجاء المطلوبية

هذا ولكن الذي يظهر من سيرة المتشرّعة والمؤمنين : هو المعاملة مع الخيرة معاملة الأمر اللازم ، فيأتمرون لأوامرها وينتهون لنواهيها ، وليس هذا إلّا لحصول نتائج حسنة منها ، لا أنّهم قصدوا العمل بالأحاديث الواردة في المقام

« ـ السعودية ـ »

حجّيتها بالقرآن :

س : كثيراً ما يعترض السلفيّون في موضوع الاستخارة بالقرآن ، بأنّكم تتفاءلون به ، وهو عمل منهي عنه ، فهل يوجد في كتب العامّة ما يمكننا بردّهم ؟

ج : الاستخارة وردت بنحو الإطلاق عند الفريقين ـ الخاصّة والعامّة ـ بما لا مجال للشكّ في مشروعيتها وجوازها ، بل رجحانها واستحبابها ، وهي باختصار : عبارة عن طلب الخير مطلقاً ، أو عند التحيّر في ترجيح موضوع على موضوع آخر ، وهذا أمر متّفق عليه عند كافّة أرباب الحديث ، كما هو واضح لمن راجعهم

ولو أمعنّا النظر في مضمون هذه الروايات بأجمعها ، نرى أنّ مفادها تنصب في مجرى مطلق الدعاء ، أي أنّ المستخير يدعو ويطلب الصلاح والخير لما يستخير له

٢٥٩

وهناك طرق خاصّة وردت في بعض الروايات عندنا تبيّن كيفية الاستخارة ، وأيضاً قد ينقل بعض الاستخارات غير المنصوصة عن البعض ، وهي بأجمعها وإن لم تتّصف بقوّة السند ـ خلافاً للقسم الأوّل ـ ولكن تدخل تحت عنوان الدعاء قطعاً

وعلى هذا لا يبقى إشكال على هذه الأنواع من الاستخارة ، ويدلّ على جواز هذا الأمر عند العامّة ، ما ورد في بعض رواياتهم من عمل الأصحاب به(١)

وممّا ذكرنا يظهر لك : عدم المانع من الاستخارة بالقرآن ، فإنّ المستخير يرى نفسه متحيّراً في موضوع ما ، ويريد أن يستدلّ على الصواب ، فيدعو ويطلب من الله تعالى هدايته وتوجيهه نحو الحقّ ، بإشارة آية أو مقطع منها ، وهذا العمل بنفسه عمل جائز وسائغ ، ولا ينطبق عليه عنوان التفاؤل المنهي عنه ـ إن قلنا به ـ

مضافاً إلى أنّ الروايات التي تمنعنا من التفاؤل بالقرآن جميعها ضعيفة السند ، فلا يمكن الاعتماد عليها ، واعتبارها حجّة في المقام

______________________

(١) مسند أحمد ٣ / ١٣٩

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ولد في سنة ثلاث وستّين وثلاث مائة ، وأضرّ بالجدري ، وله أربع سنين وشهر ، سالت واحدة ، وابيضّت اليمنى ، فكان لا يذكر من الألوان إلّا الأحمر ، لثوب أحمر ألبسوه إيّاه ، وقد جدّر ، وبقي خمساً وأربعين سنة لا يأكل اللحم تزهّداً فلسفياً

وكان قنوعاً متعفّفاً ، له وقف يقوم بأمره ، ولا يقبل من أحد شيئاً ، ولو تكسّب بالمديح لحصّل مالاً ودنيا ، فإنّ نظمه في الذروة ، يعدّ مع المتنبي والبحتري »(١)

وقال ابن حجر : « أحمد بن عبد الله بن سليمان ، أبو العلاء المعرّي ، اللغوي الشاعر ، روى جزأً عن يحيى بن مسعر ، عن أبي عروبة الحرّاني ، له شعر يدلّ على الزندقة ، سقت أخباره في التاريخ الكبير »

قال السلفي : « من عجيب رأى أبي العلاء ، تركه تناول كلّ مأكول لا تنبته الأرض ، شفقة على الحيوانات ، حتّى نسب إلى التبرهم ، وأنّه يرى رأي البراهمة في إثبات الصانع ، وإنكار الرسل ، وفي شعره ما يدلّ على هذا المذهب ، وفيه ما يدلّ على غيره ، وكان لا يثبت على نحلته ، ولا يبقى على قانون واحد ، بل يجري مع القافية إذا حصلت »(٢)

قال الشيخ عباس القمّي : « الشاعر الأديب الشهير ، كان نسيج وحده بالعربية ، ضربت اباط الإبل إليه ، وله كتب كثيرة ، وكان أعمى ذا فطانة ، وله حكايات من ذكائه وفطانته

حكي أنّه لما سمع فضائل الشريف السيّد المرتضى اشتاق إلى زيارته ، فحضر مجلس السيّد ، وكان سيّد المجالس ، فجعل يخطو ويدنو إلى السيّد ، فعثر على رجل ، فقال الرجل : من هذا الكلب ؟ فقال المعرّي : الكلب من لا يعرف للكلب سبعين اسماً

______________________

(١) ـ سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٣

(٢) لسان الميزان ١ / ٢٠٣

٣٢١

فلمّا سمع الشريف ذلك منه ، قرّبه وأدناه ، فامتحنه فوجده وحيد عصره ، وأعجوبة دهره ، فكان أبو العلاء يحضر مجلس السيّد ، وعدّ من شعراء مجلسه »(١)

« أُمّ علي القلاف ـ الكويت ـ »

تخلّف عبد الله بن جعفر عن الحسين :

س : هل كان زوج العقيلة زينب موجود في واقعة الطف ؟ وهل كان لها أبناء قتلوا مع الإمام الحسين ؟ وما هي أسمائهم ؟ مع جزيل الشكر

ج : عبد الله بن جعفر زوج السيّدة زينبعليها‌السلام ، لم يكن في واقعة الطفّ ، وفي سبب تخلّفه عن الإمام الحسينعليه‌السلام عدّة أقوال :

منها : إنّ الإمام الحسينعليه‌السلام أشار عليه بالبقاء لمصالح ما

ومنها : إنّه كان مريضاً آنذاك ، ومنها : أقوال أُخرى ، وتبقى كلّ هذه الأقوال في حيّز الاحتمال ، والتاريخ لم يذكر لنا بوضوح أسباب تخلّفه

وعلى كلّ حال ، فإنّ أمثال عبد الله بن جعفر ، وابن عباس ، وابن الحنفية ، كان لهم دور مهمّ في إيصال مظلومية الإمام الحسينعليه‌السلام إلى الجميع

وللسيّدة زينبعليها‌السلام ابناً باسم عون الأكبر من شهداء الطفّ ، قتل في حملة آل أبي طالب ، وهو مدفون في حفيرة آل أبي طالب ، ممّا يلي رجلي الإمام الحسينعليه‌السلام

« محمّد إسماعيل ـ الكويت »

ترجمة أبي حيّان التوحيدي :

س : أبو حيّان التوحيدي ، هل يعتبر أحد علماء أهل السنّة ؟ وما منزلته عند
______________________

(١) الكنى والألقاب ٣ / ١٩٤

٣٢٢

علمائهم ؟ وهل صحيح أنّ هناك من علمائهم من رماه بالزندقة ؟

ج : قال العلّامة الأمينيقدس‌سره : « أبو حيّان التوحيدي ، صاحب التصانيف ، قيل : اسمه علي بن محمّد بن العباس ، نفاه الوزير المهلبي لسوء عقيدته ، وكان يتفلسف ، بقي إلى حدود الأربعمائة ببلاد فارس ، قال ابن مالي في كتاب الفريدة : كان أبو حيّان كذّاباً ، قليل الدين والورع ، مجاهراً بالبهت ، تعرّض لأُمور جسام من القدح في الشريعة ، والقول بالتعطيل

وقال ابن الجوزي : كان زنديقاً ، وقال الذهبي : صاحب زندقة وانحلال »(١)

وقال الذهبي : « أبو حيّان التوحيدي : الضالّ الملحد ، أبو حيّان ، علي بن محمّد بن العباس ، البغدادي الصوفي ، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية ، ويقال : كان من أعيان الشافعية .

وقال أبو الفرج بن الجوزي : زنادقة الإسلام ثلاثة : ابن الراوندي ، وأبو حيّان التوحيدي ، وأبو العلاء المعرّي ، وأشدّهم على الإسلام أبو حيّان ، لأنّهما صرّحا ، وهو مجمج ولم يصرّح

قلت : وكان من تلامذة علي بن عيسى الرماني ، ورأيته يبالغ في تعظيم الرماني ، في كتابه الذي ألّفه في تقريظ الجاحظ ، فأنظر إلى المادح والممدوح ! وأجود الثلاثة الرماني ، مع اعتزاله وتشيّعه

وأبو حيّان ، له مصنّف كبير في تصوّف الحكماء ، وزهّاد الفلاسفة ، وكتاب سمّاه البصائر والذخائر ، وكتاب الصديق والصداقة »(٢)

« محمّد إسماعيل ـ الكويت ـ »

ترجمة الجاحظ :

س : هل يعتبر الجاحظ عند علماء أهل السنّة والرجاليين من الثقات ؟ وما رأي علماؤهم به ؟ أرجو ذكر بعض الكلمات عنه ؟

______________________

(١) الغدير ٥ / ٢٧٣

(٢) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١١٩

٣٢٣

ج : قال الذهبي : « الجاحظ : العلّامة المتبحّر ، ذو الفنون ، أبو عثمان عمرو ابن بحر بن محبوب البصري المعتزلي ، صاحب التصانيف

أخذ عن النظّام ، وروى عن أبي يوسف القاضي ، وثمامة بن أشرس

روى عنه أبو العيناء ، ويموت بن المزرع ابن أخته ، وكان أحد الأذكياء

قال ثعلب : ما هو بثقة

وقال يموت : كان جدّه جمّالاً أسود .

قلت : يظهر من شمائل الجاحظ أنّه يختلق

قال إسماعيل الصفّار : حدّثنا أبو العيناء قال : أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك ، فأدخلناه على الشيوخ ببغداد ، فقبلوه إلّا ابن شيبة العلوي ، فإنّه قال : لا يشبه آخر هذا الحديث أوّله »(١)

وقال ابن حجر : « عمرو بن بحر الجاحظ صاحب التصانيف ، روى عنه أبو بكر بن أبي داود فيما قيل

قال ثعلب : ليس بثقة ولا مأمون ، قلت : وكان من أئمّة البدع انتهى »(٢)

وقال الشيخ عباس القمّيقدس‌سره : « الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الليثي البصري ، اللغوي النحوي ، كان من غلمان النظّام ، وكان مائلاً إلى
النصب والعثمانية ، وله كتب منها : العثمانية ، التي نقض عليها أبو جعفر الإسكافي ، والشيخ المفيد ، والسيّد أحمد بن طاووس ، وطال عمره ، وأصابه الفالج في آخر عمره ، ومات في البصرة ، سنة ٢٥٥ » (٣)

« محمّد إسماعيل ـ الكويت »

ترجمة جابر بن حيّان وخالد بن يزيد :

س : هل صحيح أنّ أوّل عالم كيميائي هو خالد بن يزيد ؟ مع العلم أنّه من
______________________

(١) سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٢٦

(٢) لسان الميزان ٤ / ٣٥٥

(٣) الكنى والألقاب ٢ / ١٣٦

٣٢٤

سلالة أبي سفيان ، فهل أنّها من المختلقات أم ماذا ؟ وهل يوجد دليل ؟ ودمتم موفّقين

ج : المشهور والمعروف أنّ جابر بن حيّان ، هو مؤسّس علم الكيمياء

قال السيّد الخوئيقدس‌سره : « جابر بن حيّان : الصوفي الطرسوسي ، أبو موسى ، من مشاهير أصحابنا القدماء ، كان عالماً بالفنون الغريبة ، وله مؤلّفات كثيرة ، أخذها من الصادقعليه‌السلام ، وقد تعجّب غير واحد من عدم تعرّض الشيخ والنجاشي لترجمته ، وقد كتب في أحواله ، وذكر مؤلّفاته كتب عديدة ، من أراد الاطلاع عليها ، فليراجعها

قال جرجي زيدان في مجلة « الهلال » على ما حكي عنه : إنّه من تلامذة الصادقعليه‌السلام ، وإنّ أعجب شيء عثرت عليه في أمر الرجل ، أنّ الأوروبيين اهتمّوا بأمره ، أكثر من المسلمين والعرب ، وكتبوا فيه وفي مصنّفاته تفاصيل ، وقالوا : إنّه أوّل من وضع أساس الشيمي الجديد ، وكتبه في مكاتبهم كثيرة ، وهو حجّة الشرقي على الغربي إلى أبد الدهر »(١)

وإمّا خالد بن يزيد بن معاوية ، فإنّه كان له علم بالكيمياء ، لا أنّه أسّسه

قال الذهبي : « خالد بن يزيد بن معاوية : ابن أبي سفيان ، الأمير أبو هاشم الأموي

روى عن دحية الكلبي وأبيه ، وعنه : رجاء بن حيوة ، والزهري .

وكان من نبلاء الرجال ، ذا علم وفضل ، وصوم وسؤدد

قال ابن خلكان في ترجمته : كان من أعلم قريش بفنون العلم ، قال : وكان بصيراً بهذين العلمين : الطبّ والكيمياء ، وله نظم رائق »(٢)

______________________

(١) معجم رجال الحديث ٤ / ٣٢٨

(٢) سير أعلام النبلاء ٩ / ٤١١

٣٢٥

« خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي »

جابر بن حيّان لم يكن إسماعيلياً :

س : هل صحيح أنّ جابر بن حيّان كان من الإسماعيلية ؟ وأنّ الإسماعيلية تعدّه من أحد أبوابها ؟

ج : إنّ جابر بن حيّان يعدّ من مفاخر علماء الشيعة الإمامية لا من علماء الإسماعيلية ، فقد قال السيّد الخوئيقدس‌سره في ترجمته : « من مشاهير أصحابنا القدماء »(١) ، ومعنى أصحابنا أي أصحاب الإمامية لا الإسماعيلية

وقال عنه السيّد محسن الأمينقدس‌سره : « من أصحاب الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام وأحد أبوابه ، ومن كبار الشيعة »(٢)

« علي ـ المغرب ـ ٢٢ سنة ـ ليسانس »

حركة إدريس كانت مؤيّدة من قبل الأئمّة :

س : نعلم أنّ أوّل دولة شيعية كان تأسيسها بالمغرب ، من قبل المولى إدريس الأوّل ، الذي يحظى باحترام كبير لدينا ، فهل كانت هذه الدولة بإذن من الإمام آنذاك ؟ أم أنّ الأمر كان بمبادرة شخصية من المولى إدريس ؟ وإن كان الأمر كذلك ، فهل يجوز هذا الأمر ؟ وشكراً

ج : كما تعلمون ، فإنّ المولى إدريس ، قد أتى المغرب بعد ما شهد واقعة فخّ وشارك فيها ، وهذا الأمر يساعدنا كثيراً في تفسير حركته ، إذ إنّ قائد حركة فخّ ، قد صرّح في خطبته أبّان خروجه على العباسيين ، بأنّه يدعو إلى الرضا من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣)

______________________

(١) معجم رجال الحديث ٤ / ٣٢٨

(٢) أعيان الشيعة ٤ / ٣٠

(٣) مقاتل الطالبيين : ٢٩٩

٣٢٦

ومن جانب آخر ، قد أبّنه الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام بقوله :« إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً صوّاماً ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، ما كان في أهل بيته مثله » (١) ، حتّى إنّ علياً ويحيى ابني عبد الله ـ من أركان حركة فخّ ـ كانا يقولان : « ما خرجنا حتّى شاورنا أهل بيتنا ، وشاورنا موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، فأمرنا بالخروج »(٢)

وعلى ضوء ما ذكرنا ، فإنّ حركة إدريس في المغرب ، بما أنّها كانت امتداداً لحركة فخّ ، واستمراراً لها ، فإنّها كانت تحظى بتأييد غير مباشر من الأئمّةعليهم‌السلام كما هو سيرة الأئمّةعليهم‌السلام في تأييد الحركات الثورية السليمة في وجه أعداء الدين في ظروف التقية فهمعليهم‌السلام وإن كانوا لم يشاركوا في هذه النهضة ونظائرها ـ لمصالح كانت تفرض عليهم ـ ولكن دعموها بأقوالهم تصريحاً أو تلويحاً ، فمثلاً نسب إلى الإمام الرضاعليه‌السلام أنّه قال :« إدريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت ، والله ما ترك فينا مثله » (٣) ، حتّى أنّه جاءت رواية مرسلة على لسان الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال :« عليكم بإدريس بن إدريس فإنّه نجيب أهل البيت وشجاعهم » (٤)

ولا يخفى في المقام ، أنّ سيرة الأدارسة ـ وعلى الأخصّ إدريس الأوّل والثاني ـ خالية من إدعاء الخلافة أو الإمامة ، ممّا يؤيّد علاقتهم بأئمّة زمانهمعليهم‌السلام ، كما هو ظاهر بأدنى تأمّل

وعلى هذا ، فإنّ حركتهم ـ حتّى لو قلنا أنّها كانت بمبادرة شخصية ـ جاءت لتأييد خطّ الإمامة والولاية ، لا الدعوة إلى أنفسهم

نعم ، وإن كان هذا لا يدلّ على تصحيح كافّة تصرّفاتهم في الحكم ، من
______________________

(١) المصدر السابق : ٣٠٢

(٢) المصدر السابق : ٣٠٤

(٣) أعيان الشيعة ٣ / ٢٣١

(٤) مجالس المؤمنين ٢ / ٢٨٦

٣٢٧

جانب الأئمّةعليهم‌السلام ، ولكن يشير إلى مشروعية حركتهم في الأساس

« طلال المرهون ـ الكويت ـ »

قيمة كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة :

س : هل أنّ كتاب الإمامة والسياسة له أسانيد صحيحة ؟

ج : إنّ كتاب « الإمامة والسياسة » لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، الذي عبّر عنه ابن حجر العسقلاني بأنّه : « صدوق قال الخطيب : كان ثقة ديّناً فاضلاً »(١) ، بل نقل عنهم أنّهم قالوا فيه : أنّه منحرف عن أهل البيتعليهم‌السلام !

هذا ؛ ولا نعلم لماذا لا يناقش في كتب غيره ، ويسأل عن كتابه هذا ، الذي عبّر عنه محمّد فريد وجدي : « هو من أقدم الكتب وأوثقها في مسائل الخلافة الإسلامية »(٢)

وأخيراً ، إنّ السؤال عن الكتاب ، لا لشيء إلّا أنّه ذكر شمّة بسيطة جدّاً عن مظلومية أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والهجوم على دار الزهراء البتولعليها‌السلام ، وإسقاط جنينها المحسنعليه‌السلام ولاشكّ أنّ نقل مثل هذا كاف في إسقاطه حتّى من مثل البخاري وصحيحه لو كان !!

« أُمّ علي القلّاف ـ الكويت ـ »

تخلّف ابن الحنفية عن الحسين :

س : هل قاتل محمّد بن الحنفية مع الإمام الحسين ؟ وإن لم يقاتل فأين كان ؟ ولم لم يقاتل معه ؟ مع جزيل الشكر

______________________

(١) لسان الميزان ٣ / ٣٥٧

(٢) دائرة المعارف ٣ / ٧٥٠

٣٢٨

ج : في سبب تخلّفه عن الإمام الحسينعليه‌السلام عدّة أقوال :

منها : إنّ الإمام الحسينعليه‌السلام أشار عليه بالبقاء لمصالح ما

ومنها : إنّ ابن الحنفية كان مريضاً آنذاك ، ومنها : أقوال أُخرى ، وتبقى كلّ هذه الأقوال في حيّز الاحتمال ، والتاريخ لم يذكر لنا بوضوح أسباب تخلّفه

وعلى كلّ حال ، فإنّ أمثال ابن الحنفية ، وعبد الله بن جعفر ، وابن عباس ، كان لهم دور مهمّ في إيصال مظلومية الإمام الحسينعليه‌السلام إلى الجميع ، وليس يخفى على أحد ما قام به محمّد بن الحنفية من دور في هداية المختار ، لأخذ الثأر من قتلة الإمام الحسينعليه‌السلام

« ـ الكويت ـ »

عثمان الخميس في ميزان النقد :

س : بالبداية يعجز اللسان عن النطق بكلمات الشكر والإعجاب ، فأنتم ـ حفظكم الله ـ أكبر من ذلك

ظهر لنا المدعو عثمان الخميس ، والذي لا له هدف في هذه الحياة سوى الشيعة ، وبطلان مذهبهم واعتقاداتهم ـ كما يدّعي ـ ولا أدّعي عندما أقول لسماحتكم : إنّه يكيل بالكيل العظيم لنا ، وأنا قرأت له الكثير في ردّه على كتب التيجاني ، وكتاب المراجعات ، وكتاب التحريف ، وكثير من ذلك ، ولكن الخطير في الأمر ، أنّني وكثير من الأخوان نؤمن ـ والحمد لله ـ بمذهبنا وعقيدتنا ، ولكن هذا الإنسان يهيج بنا الشكّ في كتبه بشكل عجيب

فأرجو من سماحتكم الردّ السريع ، علماً بأنّني على أتمّ استعداد أن آتي بكلّ كتب هذا المسمّى بعثمان الخميس

مع خالص الشكر ، آملاً ألا تهمل رسالتي ، وأن تردّ بأسرع ما يمكن ، نظراً لترقّب كثير من الشباب معي لردّكم الكريم ، مع خالص الشكر لسماحتكم

٣٢٩

ج : نسأل الله تعالى لكم كمال التوفيق ، لما قمتم به وستقومون به ـ إن شاء الله ـ في الدفاع عن العقيدة الحقّة ، المتمثّلة بمذهب أهل البيتعليهم‌السلام

ونعلمكم : بأنّ المدعو عثمان الخميس ، لا توجد عنده أدلّة ، فضلاً عن أن تكون فيها شيء من القوّة ، وأقصى ما يمكن أن يقال في حقّه : إنّه رجل مراوغ ، له قدرة على الخطابة ، من دون أي سوابق علمية ، أو مبانٍ يعتمد عليها ، بالأخصّ في ردّه على الشيعة ، فإنّه ردّ جاهل بالمباني التي تعتمد عليها الشيعة ، وإنّما هو جمع من هنا وهناك ، وحتّى في الجمع حرّف الكثير فيما نقله من مصادر الشيعة

ومع هذا كلّه ، فإنّه لا يستحقّ الردّ عليه ، ولكن بما أنّ له أسلوباً في الخطابة ما ربما يوهم للبعض أنّه على حقّ ، أو يوجب التشكيك عند آخرين ، فقد عمد مركز الأبحاث العقائدية إلى ترشيح الشاب المستبصر السيّد عصام العماد للردّ عليه

والدكتور عصام العماد من اليمن ، كان وهّابياً ثمّ تشيّع ، فردّ على عثمان أفضل ردّ في ثلاث ساعات ، وكذلك شرع مع عثمان بمناظرة على الإنترنت ، ممّا أدّت إلى هروب وهزيمة عثمان عن المناظرة ، يمكنكم الاستماع إلى الردّ والمناظرة في موقعنا على الإنترنت

هذا ، والمركز على استعداد تامّ للتعاون معكم ، وإن كان عثمان الخميس لا يستحقّ أيّ اهتمام به ، مع هذا يمكنكم إيصال جميع مؤلّفاته ومحاضراته إلى المركز في قم ، وإن كان بعضها موجود عندنا

« ـ ـ »

الرادّون على عثمان الخميس :

س : لقد ألّف الشيخ عثمان الخميس كتباً ضدّ الشيعة ، فهل تمّ الردّ عليه بكتب ؟ وشكراً

٣٣٠

ج : إنّ عثمان الخميس ، لم يأت بالشيء الجديد ، وإنّما هو تكرار لما أتى به ابن تيمية ، ومحمّد بن عبد الوهاب ، وإنّ عثمان تأثّر كثيراً بما أورده إحسان الهي ظهير في كتبه ، حتّى أنّه تابعه كثيراً ما حتّى في أكاذيبه ، وما وقع فيه من خلط

وإنّ أفضل ردّ على عثمان الخميس ، هو محاضرات الدكتور عصام العماد ، الذي كان وهّابياً ، ثمّ اعتنق مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، وكذا مناظرته معه

وكذلك يمكنكم مراجعة ما كتبه الشيخ حسن العماني في كتابه « ردّ أباطيل عثمان الخميس على حديث الثقلين » ، وكتابه الآخر « ردّ أباطيل عثمان الخميس على آية التطهير »

« يوسف ـ الإمارات ـ ٣٠ سنة ـ طالب جامعة »

عدم وثاقة عبد الله بن عمر :

س : ما رأيكم في ابن عمر ؟

ج : إنّ مقياس الوثاقة والعدالة لدى الإمامية هو حسن الصحبة والطاعة للمعصومعليه‌السلام ، فمخالفة الشخص للإمام يوجب الطعن فيه ، مهما بلغ من المنزلة الاجتماعية ، وامتاز بالنسب واشتهر بالحسب ، وإنّ موقفه من الإمام المعصوم يعدّ فاصلاً مهمّاً في حسن حاله ، وقبول رواياته ، وممّا يؤسف له أنّ عبد الله بن عمر ، قد اتخذ موقفاً متخاذلاً من الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فامتناعه عن بيعته كان بلا موجب ، وتردّده في قبول خلافته لا يعتمد على دليل شرعي يوجب معه التوقّف عن إمامته

مع أنّ قوله في الإمام عليعليه‌السلام يعدّ دليلاً على معرفته التامّة بمنزلة الإمامعليه‌السلام ، حيث قال في حديثٍ له : « إنّا إذا عددنا قلنا : أبو بكر وعمر وعثمان ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن فعلي ؟ قال ابن عمر : ويحك علي من أهل البيت لا يقاس بهم »(١)

______________________

(١) شواهد التنزيل ٢ / ٢٧١ ، جواهر المطالب ١ / ٢٢٤

٣٣١

ممّا يعني ارتكاز أفضلية الإمام عليعليه‌السلام على الثلاثة في نفسه ووجدانه ، إلّا أنّ تردّده في مبايعة الإمام عليعليه‌السلام ، مع تمام معرفته به ، يوجب طعناً في عدالته ، وخرقاً في وثاقته

ثمّ روي أنّه قد دخل في أحد الليالي على الحجّاج ، فقال الحجّاج : « ما الذي أتى بك ؟ قال : جئتك لأبايعك ، فقال : ما الذي دعاك إلى ذلك ؟

فقال : قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« من مات ولم يعرف إمام زمانه ، مات ميتة جاهلية » ، فاخرج الحجّاج له رجله من الفراش ، وقال له : اصفق بيدك عليها »(١)

فسيرة عبد الله بن عمر مع الإمام عليعليه‌السلام ، وتقاعسه عن الخروج معه ، يوجب منّا التوقّف في وثاقته ، بل الطعن في عدالته ، وهذا ملاكنا في توثيق الرجال وتضعيفهم

« عقيل أحمد جاسم ـ البحرين ـ ٣٢ سنة ـ بكالوريوس »

عقيدة أحمد الكاتب :

س : ما هي قصّة أحمد الكاتب ، هل هو أنكر مذهب أهل البيت ، وأصبح من السنّة ؟ أم فقط لا يعتقد بوجود الإمام المنتظرعليه‌السلام ؟

ج : الذي يظهر من كتاباته وتصريحاته ، عدم الالتزام بأُسس ومبادئ المذهب الشيعي ، فإنّ القول بعدم ولادة الإمام المنتظرعليه‌السلام ، وعدم لزوم العصمة في الأئمّة الاثني عشرعليهم‌السلام ، والنسبة المكذوبة عليهم في التزامهم بالشورى في مسألة الإمامة ، كلّها تدلّ على عدم الاعتقاد بأوّليّات المذهب الشيعي الاثني عشري

« حسين أحمد العصفور ـ البحرين ـ ٢٢ سنة ـ طالب ثانوية »

تعقيب على الجواب السابق :

إنّ موقف أحمد الكاتب وعثمان الخميس يذكّرني بآية في القرآن ، وهي ______________________

(١) أُنظر : شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٤٢

٣٣٢

قول حاشية العزيز عندما طلب منهم تفسير منامه ، قالوا له : إنّها أضغاث أحلام ، ثمّ قالوا : إنّهم لا يعرفون في تفسير الأحلام شيئاً .

السوال : من أين قالوا أنّها أضغاث أو غير أضغاث ، مع أنّهم لا يعرفون فيها شيئاً ؟! هذا هو منهج الجهلة ، دائماً يصنّفون الشيء ، مع أنّهم لا يعرفون فيه شيئاً ، فيقولوا : هذا ضعيف ، وهذا قوي ، وهذا حديث مردود ، وهكذا .

أحمد الكاتب وأمثاله هكذا : « هذه الرواية موضوعة ، وهذا الدليل ضعيف » يصنّف مع أنّه لا قدرة له على فهم النصوص

ثانياً : إنّهم لا يدركون حقيقة مهمّة ، وهي : إنّ نفي الشيء يحتاج إلى دليل ، وليس فقط إثبات الشيء ، البديهيات نفيها يحتاج إلى دليل ، فهُم دائماً ينفون الأشياء الواضحة بدون دليل ، ولاية الإمام عليعليه‌السلام ، ووجود الإمام وغيرها ، نفيها يحتاج إلى دليل ، وليس إثباتها

« مازن الحيدري ـ العراق ـ »

عقيل وتركه لعليعليه‌السلام :

س : هل إنّ رواية ترك عقيل بن أبي طالب لأخيه أمير المؤمنين في فترة خلافته ، والتجائه إلى معاوية ، وقوله : « الدنيا مع معاوية والآخرة مع علي » صحيحة ؟! مع الشكر والامتنان لكم

ج : الوارد في التاريخ هو التحاق عقيل بمعاوية ، ولكن المختلف فيه بين المحقّقين هو زمان ذلك ، فهل كان في زمن خلافة الإمام عليعليه‌السلام أم بعد ذلك ؟

أمّا حقيقة هذه المقولة فلم تثبت صحّة ذلك في التاريخ ، وإن ثبتت هذه المقولة ، ففيها دلالة على الطعن في معاوية ، حيث صرّح بأنّه لا آخرة مع معاوية ، ومعنى ذلك إبطال الشرعية لمعاوية ، وسلب الحقّ عنه

علماً أنّ الحقبة الزمنية آنذاك غامضة جدّاً ، وهنالك الكثير من الحلقات التاريخية المفقودة ، ممّا تجعل القضايا مبتورة ومشوّشة ، مضافاً إلى الإعلام الأمويّ يجعلنا نتوقّف في الكثير ممّا ورد في التاريخ ، ممّا ظاهره الخدشة في بني هاشم ، إذ هو دأب الأمويين ومن لفّ لفّهم

٣٣٣

« أحمد حسن ـ البحرين ـ »

كعب الأحبار ووهب بن منبه :

س : لديّ بعض الأسئلة ، أرجو منكم الإجابة عليها ، جزاكم الله ألف خير :

١ ـ مَن هو كعب الأحبار ؟

٢ ـ مَن هو وهب بن منبه ؟

وأخيراً أتمنّى لكم دوام الصحّة والعافية ، وشكراً

ج : أمّا كعب الأحبار ، فهو ابن ماتع الحميري ، كان في الجاهلية من علماء اليهود في اليمن ، أسلم في زمن أبي بكر ، وقيل : في أيّام عمر ، وقدم المدينة في دولة عمر ، وأخذ يروي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مرسلاً ، وعن عمر وصهيب وعائشة ، ثمّ خرج إلى الشام فسكن حمص ، وتوفّي فيها سنة (٣٢ هـ) ، عن عمر جاوز المائة وأربع سنين

قال ابن أبي الحديد : « روى جماعة من أهل السير : إنّ علياًعليه‌السلام كان يقول عن كعب الأحبار : إنّه لكذّاب ، وكان كعب منحرفاً عن عليعليه‌السلام »(١)

وعن زرارة قال : ( كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفرعليه‌السلام ، وهو محتب مستقبل الكعبة ، فقال :« أما إنّ النظر إليها عبادة » ، فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر ، فقال لأبي جعفرعليه‌السلام : إنّ كعب الأحبار كان يقول : إنّ الكعبة تسجد لبيت المقدس في كلّ غداة ، فقال أبو جعفرعليه‌السلام :« فما تقول فيما قال كعب » ؟ فقال : صدق القول ما قال كعب ، فقال أبو جعفرعليه‌السلام :« كذبت وكذب كعب الأحبار معك » ، وغضب ، قال زرارة : ما رأيته استقبل أحداً بقول كذبت غيره ، ثمّ قال :« ما خلق الله عزّ وجلّ بقعة في الأرض أحبّ إليه منها » )(٢)

______________________

(١) شرح نهج البلاغة ٤ / ٧٧

(٢) الكافي ٤ / ٢٣٩

٣٣٤

والخلاصة : إنّ كعب الأحبار كان من المنحرفين عن خطّ عليعليه‌السلام ، وكان من الكذّابين والوضّاعين للأحاديث

وأمّا وهب ، فهو ابن منبّه الصنعاني ، ولد سنة (٣٤ هـ) في خلافة عثمان ، روى عن أبي هريرة ، وأبي سعيد ، وابن عباس ، وأنس ، وغيرهم

كان قاضياً على صنعاء ، له كتاباً في القدر ، مات سنة (١١٠ هـ) ، روى له البخاري حديثاً واحداً ، وقال عمرو بن علي الفلاس : « كان ضعيفاً »(١)

كما نبّه على ضعفه النجاشي(٢) ، والشيخ الطوسي(٣)

« أبو عبد الرحمن القلموني ـ أمريكا ـ سنّي »

الشيعة لا تقبل بالصحاح الستة :

س : هل صحيح أنّ الشيعة لا يقبلون بمصادر أهل السنّة كصحيح البخاري ومسلم والصحاح الست ؟ وأنّ رأي أئمّتهم مقدّم ، بل ناسخ لما قد ورد في القرآن الكريم ، أو على لسان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ما هي أهمّ مصادر الشيعة التي يبنون عليها عقائدهم وتشريعاتهم ؟

ج : نعم ، إنّ الشيعة لا تقبل بالبخاري ومسلم ، وبقية الصحاح الست ، لما فيها من الإسرائيليات ، والأحاديث التي فيها إهانات صريحة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وللأنبياءعليهم‌السلام

ثمّ لا يوجد عند الشيعة كتاب صحيح من أوّله إلى آخره ، غير القرآن الكريم ، فكلّ كتاب غير القرآن يخضع للبحث السندي ، فإذا صحّ سنده عملت به وإلّا فلا

ثمّ كلّ ما ترويه الشيعة عن الأئمّةعليهم‌السلام ، هو بعينه حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،
______________________

(١) تهذيب التهذيب ١١ / ١٤٨

(٢) فهرست أسماء مصنّفي الشيعة : ٤٣٠

(٣) فهرست كتب الشيعة وأُصولهم : ٤٧٨

٣٣٥

حيث صرّح الأئمّة : إنّ حديثنا هو حديث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

فعن الإمام الباقرعليه‌السلام قال :« يا جابر ، إنّا لو كنّا نحدّثكم برأينا وهَوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدّثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضّتهم » (١)

وعن الإمام الباقرعليه‌السلام أيضاً قال :« لو أنّا حدّثنا برأينا ضللنا ، كما ضلّ من كان قبلنا ، ولكنّا حدّثنا ببيّنة من ربّنا ، بيّنها لنبيّه ، فبيّنها لنا » (٢)

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام :« إنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّها آثار من رسول لله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أصل علم نتوارثها كابر عن كابر عن كابر ، نكنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضّتهم » (٣)

وأمّا أهمّ مصادر الشيعة الروائية لأحاديث أهل البيتعليهم‌السلام كثيرة جدّاً ، منها : الكافي والتهذيب والاستبصار ، ومن لا يحضره الفقيه ، و .

« معصومة ـ باكستان »

موقف كاشف الغطاء من مؤتمر لبنان :

س : أرجو منكم أن تحسنوا لي : وذلك بإرسال التفاصيل حول المؤتمر الذي أُقيم في لبنان ، والذي نظّم من قبل الأمريكان ، عام ١٩٥٤ أو ١٩٥٦ ، وكان للعلّامة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء دور كبير فيه

فأرجو منكم أن تساعدونني في الحصول على تفاصيل ذلك المؤتمر

ج : يحاول المستعمرون ـ وكما يعرف ذلك الجميع ـ خدمة أغراضهم السياسية ، وطموحاتهم غير الشرعية ، بشتّى الوسائل التي تتفتق عنها مخيِّلتهم النهمة ، متستّرين ـ وصولاً إلى ذلك ـ بأشكال مختلفة من الشعارات والعناوين
______________________

(١) بصائر الدرجات : ٣١٩ ، الاختصاص : ٢٨٠

(٢) بصائر الدرجات : ٣١٩ ، إعلام الورى ١ / ٥٠٨

(٣) بصائر الدرجات : ٣١٩

٣٣٦

الجذّابة ، مستدرجين من تنطلي عليه أكاذيبهم وأحابيلهم التي لا تغرب حقيقتها عن ذوي الألباب

نعم ، وصورة تلك الحال كانت واضحة في المؤتمر ، الذي دعت له جمعية أصدقاء الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية ، للانعقاد بتاريخ ٢٢ نيسان عام (١٩٥٤ م) في لبنان ، وبالتحديد في مدينة بحمدون ، وحينها تلقّى الشيخ كاشف الغطاءقدس‌سره دعوة رسمية موجّهة من قبل كارلند ايفانز هوبنكز نائب رئيس تلك الجمعية ، لحضور هذا المؤتمر ، الذي ينحصر ـ على حدّ زعمهم ـ بعلماء المسلمين والمسيحيين ، وأن تتحدَّد أعمال هذا المؤتمر بمناقشة ودراسة المواضيع التالية :

١ ـ دراسة القيم الروحية للديانتين الإسلامية والمسيحية

٢ ـ تحديد موقف الديانتين من الأفكار الشيوعية الإلحادية

٣ ـ وضع البرامج الكفيلة بنقل القيم الروحية التي تؤمن بها الديانتان إلى الجيل الحديث

وكان غير خافٍ على أحد أنَّ الغرض المتوخّى من إقامة هذا المؤتمر ـ الذي كانت تروِّج له الإدارة الأمريكية آنذاك ـ هو تسخير المسلمين وعلمائهم كاتباع منفّذين للسياسة الغربية ، التي هالها وأقلقها التوُّرم المظهري الكاذب ، لسريان الأفكار الشيوعية في أنحاء مختلفة من العالم ، أبّان تلك الحقبة الغابرة التي شهدت انخداع العديد من تلك الشعوب بتلك الأفكار الإلحادية ، التي ساهم في انتشارها حينذاك حدّة التفاوت الطبقي بين أفراد المجتمع الواحد ـ وهو مرض الرأسمالية العضال ـ تزامناً مع ما أُسمي بالثورة الصناعية ، واستثمار أصحاب رؤوس الأموال لحالة التفاوت الحاد بين عنصري العرض والطلب بعد الهجرة المكثّفة ، التي شهدتها المدن الصناعية الكبرى من القرى والأرياف ، فانتهز دعاة هذه الأفكار المنحرفة حالة البؤس المزري ، التي أحاطت بالأيدي العاملة هناك ، من خلال خداعهم بحالة الفردوس المزعوم ، التي ستحقّقها لهم عند تصدّيها لقيادتهم ، ولكن الزمن أتى على كلِّ أكاذيبهم ففضحها ، وكلِّ حيلهم فأبطلها ، وسقطوا في مزبلة التاريخ بلا أسف عليهم

٣٣٧

نعم ، لقد كانت حالة الاضطراب التي بدأت تعمّ دوائر صناعة القرار في أوربا ، لمواجهة طغيان المدّ الشيوعي آنذاك هي التي دفعت أُولئك المفكِّرين إلى اللجوء إلى الدين ، كانجح سلاح لا تمتلك أمامه تلك القيم الإلحادية للنظرية الشيوعية شيئاً ، بل وتبدو قباله عاجزة تافهة ، وهو ما كان ولا زال يخشاه حملة تلك الأفكار ، والمروِّجين لها ، حمقاً بعد إفلاسهم

وحقّاً ، فقد كان ذلك قراراً صائباً موفَّقاً ، لو انبعث من نوايا صادقة هدفها إسعاد البشرية ، ورفع الحيف عنها ، بيد أنّها أطروحة تفتَّقت عنها مخيَّلة جهة ، كانت ولا زالت مصدر محنة وبلاء ، بل وعاصفة سوداء أُبتليت بها الإنسانية عامَّة ، والشعوب الإسلامية خاصّة ، وعلى امتداد التاريخ المعاصر ، وحتّى يومنا هذا ، فكانوا بحقّ أسوأ بكثير ممَّن يستثيرون بالمسلمين والمسيحيين الهمم لمواجهتهم

ومن هنا ، فقد كان موقف الشيخ كاشف الغطاءقدس‌سره حادّاً ، وصريحاً في رفضه لحضور هذا المؤتمر ، من خلال ما أرسله إلى المؤتمرين ، من جواب طويل أسماه « المُثل العليا في الإسلام لا في بحمدون » ، والذي أوضح فيه ـ بصراحة جلية ـ رأيه في مواضيع هذا المؤتمر وبحوثه ، مبيّناً ما توقّعه السياسة الأمريكية وحليفتها الإنكليزية من ظلم ، وتجني على شعوب العالم المستضعفة المغلوبة ، مع إشارته الواضحة إلى بُعد دعاة هذه السياسة ومباينتهم للقيم الروحية ، التي تدعو لها الأديان السماوية المختلفة ، وإنَّ من يُنادي بتلك القيم يجب عليه أن يكون من أوَّل العاملين بها ، والمؤمنين بحقيقتها ، وذلك ما لا ينطبق على الدعاة لعقد هذا المؤتمر والراعين له

« السعودية ـ ١٧ سنة ـ طالب »

موقفنا من ابن القيّم الجوزية :

س : ماذا يجب علينا نحن الشيعة اتجاه ابن القيّم ؟ فهل هو من المعادين لأهل البيت كابن تيمية ؟

٣٣٨

ج : في القرن السابع للهجرة ظهرت مدرسة عقيدية وفقهية جديدة بين المسلمين ، وهي تنتمي إلى أهل السنّة ، أصلّ لها وطرح مفاهيمها ابن تيمية الحرّاني ، وجاء بعده أبرز تلامذته ابن القيّم الجوزية ، وقد قدّموا رؤية فكرية تختلف في آرائها ومنهجها عن المذاهب الفقهية والفكرية الأُخرى

وقد مثّلت في حينها خروجاً على أهل السنّة ، وإن اعتبرها البعض فيما بعد حركة تجديدية ، ويمكن تلخيص آراء هذه المدرسة فيما يلي :

١ ـ تبنّت قضايا عقائدية متّصلة بالأسماء والصفات ، وقامت بمراجعة لمدرسة الأشاعرة وغيرها من المدارس الفكرية السنّية ، وقدّمت تصوّراً عقائدياً اصطدم مع آراء كلّ تلك المدارس مفاده : إنّ جميع ما ورد في صفات الله تعالى ـ من الآيات والأحاديث ـ يجب أن تفهم على ظاهرها ، وما يؤدّيه اللفظ من معنىً بلا تأويل

وأثبتت بذلك أنّ الله تعالى في السماء ، وأنّه ينزل منها إلى السماء الدنيا ، وأنّ له وجهاً ويدين ورجلين وجوارح ، واعتبرت من يخالفها معطّلة وكفّاراً

٢ ـ سمّت نفسها ـ ومن يسير على نهجها ـ بأهل السنّة والجماعة ، واعتبرت منهجها امتداداً لعقيدة السلف من الصحابة والتابعين

٣ ـ قسّمت التوحيد إلى ثلاثة أنواع :

أ ـ توحيد الأُلوهية

ب ـ توحيد الربوبية

ج ـ توحيد الأسماء والصفات

٤ ـ وصفت غيرها من المسلمين بأنّهم يؤمنون بالربوبية ولا يؤمنون بالأُلوهية ، كما كان حال كفّار قريش ، ثمّ قامت بالاستدلال بالآيات التي نزلت في كفّار قريش والمجتمع الجاهلي ، وتطبيقها على المجتمعات المسلمة رغم مخالفتها في هذا الاستدلال للمذاهب الفقهية والفكرية والسنّية قبل غيرها

٥ ـ توسّعت في استخدام سلاح التكفير ووصم من خالفها من المسلمين بالشرك والابتداع في الدين ، وتشدّدت في أحكامها على من سمّتهم بالمبتدعة

٣٣٩

من بقية المسلمين ، وأثارت مشاكل وفتناً داخل المجتمع الإسلامي

٦ ـ انحازت إلى تمجيد معاوية بن أبي سفيان ـ مؤسّس الدولة الأموية ـ وابنه يزيد ، وكتب ابن تيمية كتاباً في فضائلها ، وفي المقابل قامت بالتقليل من مكانة الإمام علي والإمام الحسين وأهل البيتعليهم‌السلام

وهذه الأفكار والآراء التي أطلقها ابن تيمية في المسلمين وفي أهل البيت تبنّاها تلميذه ابن القيّم الجوزية ، حيث سار على نهج أُستاذه وتبنّى عقائده وأفكاره ، وواصل السير على دربه ، ومن الكلمات القليلة التي تدلّ على تحامل ابن القيّم الجوزية على أهل البيتعليهم‌السلام والمسلمين وشيعة أهل البيت ما نورده هنا ، معرضين عن كثير من الكلمات التي لا تعدّ ولا تحصى

١ ـ قال في كتابه « المنار المنيف في الصحيح والضعيف » في معرض استعراضه للكلمات التي تبيّن الإمام المهديعليه‌السلام ومن هو قال : « وفي كونه من ولد الحسن سرّ لطيف ، وهو أنّ الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله ، فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة الحقّ المتضمّن للعدل الذي يملأ الأرض ، وهذه سنّة الله في عباده أنّه من ترك لأجله شيئاً أعطاه الله أو أعطى ذرّيته أفضل منه

وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه ، فإنّه حرص عليها ! وقاتل عليها ! فلم يظفر بها ! والله أعلم »(١)

فانظر إلى تحامله الشديد على الحسينعليه‌السلام ، فيجعل من قيامه من أجل إقامة العدل ، والحكم بما أنزل الله تعالى ، والرجوع إلى الهدي النبوي الشريف ، بعدما حرّفه الأمويون بعد تسلّم معاوية دفّة الحكم ، ومن ثمّ أدلى بها إلى ابنه يزيد ، فساءت الأحوال ، وتردّت الأوضاع ، وفشى الظلم ، وظهر الفساد في البرّ والبحر ، ونكص المسلمون على أعقابهم ، واستدارت الأُمّة من جديد ، فاحتاجت إلى من يحيها ويقيم أودها ، ويصلح ما انحرف منها ، ويرجع النصاب إلى أهله ، فلم يكن من يقوم بذلك غير الإمام الحسينعليه‌السلام ـ عميد البيت الهاشمي ـ الذي ضحّى بنفسه
______________________

(١) المنار المنيف : ١٥١

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576