موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

موسوعة الأسئلة العقائديّة3%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 576 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 227088 / تحميل: 6764
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠١-٠
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

عرض كافّة الرسائل والمدوّنات والمجموعات على أئمّتهمعليهم‌السلام ، حتّى مع فرض إمكان الاتصال بهم ، وعدم المانع من ذلك

وعلى سبيل المثال ، لم تعرض الأُصول الأربعمائة ـ التي هي من المجموعات الأُم في تدوين الكافي ـ بأجمعها أو أكثرها على الأئمّةعليهم‌السلام ؛ بل وحتّى في زمن الصادقينعليهما‌السلام ـ الذي كان العصر الذهبي بالنسبة لانتشار الفكر الشيعي ـ ومع حرّية الاتصال بهماعليهما‌السلام في الجملة ، لم يرد دليل مقنع على التزام أو إلزام أصحاب المجموعات الروائية ـ أو ما تسمّى بالأُصول ـ بعرض أحاديثهم على الإمامعليه‌السلام

نعم ، هناك بعض الموارد الاستثنائية ، باقتراح بعض الرواة أو وجوه الشيعة ، ولكن الكلام في القاعدة في المقام

رابعاً : لعلّ المغزى من وراء هذا الإجراء ـ عدم لزوم العرض ـ كان هو التمهيد لعملية الاجتهاد شيئاً فشيئاً في الأوساط العلمية عند الشيعة ؛ فالإمامعليه‌السلام كان يريد أن يرقى الفكر الشيعي ـ تحسّباً لفترة الغيبة الكبرى المتوقّعة ـ ويتهيّأ لفترة الغيبة وعدم حضورهعليه‌السلام ، فيبني أُسس الاجتهاد ، ويخوض في مجاله حتّى يتحمّل الفجوة ، ووجود المعصومعليه‌السلام إلى أمد طويل ، حتّى يظهر الله أمره إن شاء الله تعالى

« أحمد ـ قطر ـ ٣٦ سنة ـ طالب ثانوية »

ترجمة سعد بن عبادة :

س : نشكركم على جهودكم في إفادة الناس وبالأخصّ الشيعة ، وسؤالي هو : ما رأي الشيعة في سعد بن عبادة ؟

ج : ننقل لكم كلمات من ترجمته :

قال السيّد علي ابن معصوم : « سعد بن عبادة بن دلهم بن حارثة بن أبي حزينة ابن تغلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري ، كان

٣٨١

سيّد الخزرج وكبيرهم ، يكنّى أبا ثابت وأبا قيس ، من أعاظم الصحابة ، وهو أحد النقباء ، شهد العقبة مع السبعين والمشاهد كلّها ما خلا بدرا ـ فإنّه تهيّأ للخروج فلدغ فأقام وكان جواداً ـ وكان له جفنة تدور مع رسول الله في بيوت أزواجه

عن يحيى بن كثير قال : كان لرسول الله من سعد بن عبادة جفنة ثريد في كلّ يوم ، تدور معه أينما دار من نسائه ، وكان يكتب في الجاهلية بالعربية ، ويحسن القول والرمي ، والعرب تسمّي من اجتمعت فيه هذه الأشياء الكامل ، ولم يزل سعد سيّداً في الجاهلية والإسلام ، وأبوه وجدّه وجدّ جدّه لم يزل فيهم الشرف ، وكان سعد يجير فيجار وذلك لسؤدده ، ولم يزل هو وأصحابه أصحاب إطعام في الجاهلية والإسلام

وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله :« الجود شيمة ذلك البيت » ، يعني بيتهم ـ وهو الذي اجتمعت عليه الأنصار ليولّوه الخلافة ـ.

وقد أختلف أصحابنارضي‌الله‌عنه في شأنه ، فعدّه بعضهم من المقبولين ، واعتذر عن دعواه الخلافة بما روى عنه أنّه قال : لو بايعوا علياً لكنت أوّل من بايع

وبما رواه محمّد بن جرير الطبري عن أبي علقمة ، قال : قلت لسعد بن عبادة ، وقد مال الناس لبيعة أبي بكر : تدخل فيما دخل فيه المسلمون

قال : إليك عنّي فو الله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :« إذا أنا متّ تضلّ الأهواء ، ويرجع الناس على أعقابهم ، فالحقّ يومئذ مع علي » ، وكتاب الله بيده ، لا نبايع لأحد غيره ، فقلت له : هل سمع هذا الخبر غيرك من رسول الله ؟ فقال : سمعه ناس في قلوبهم أحقاد وضغائن

قلت : بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون الناس كلّهم ، فحلف أنّه لم يهم بها ، ولم يردّها وأنّهم لو بايعوا علياً كان أوّل من بايع سعد

وزعم بعضهم أنّ سعداً لم يدع الخلافة ، ولكن لما اجتمعت قريش على أبي
بكر يبايعونه ، قالت لهم الأنصار : أمّا إذا خالفتم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيّه

٣٨٢

وخليفته وابن عمّه ، فلستم أولى منّا بهذا الأمر ، فبايعوا من شئتم ، ونحن معاشر الأنصار نبايع سعد بن عبادة ، فلمّا سمع سعد ذلك ، قال : لا والله لا أبيع ديني بدنياي ، ولا أبدل الكفر بالأيمان ، ولا أكون خصماً لله ورسوله ، ولم يقبل ما اجتمعت عليه الأنصار ، فلمّا سمعت الأنصار قول سعد سكتت ، وقوي أمر أبي بكر

وقال آخرون : دعوى سعد الخلافة أمر كاد أن يبلغ أو بلغ حدّ التواتر ، وكتب السير ناطقة بأنّ الأنصار هم الذين سبقوا المهاجرين إلى دعوى الخلافة ، فلم يتمّ لهم الأمر ، وما زعمه بعضهم خلاف المشهور

فقد روى أبو جعفر محمّد ابن جرير الطبري في التاريخ : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا قبض ، اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وأخرجوا سعد بن عبادة ليولّوه الخلافة وكان مريضاً ، فخطبهم ودعاهم إلى إعطاء الرياسة والخلافة ، فأجابوه ثمّ ترادد الكلام ، فقالوا : فإن أبى المهاجرون وقالوا : نحن أولياؤه وعترته ؟

فقال قوم من الأنصار نقول : منّا أمير ومنكم أمير ، فقال سعد : فهذا أوّل الوهن ، وسمع عمر الخبر فأتى منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه أبو بكر ، فأرسل إليه أن أخرج إلي ، فأرسل أنّي مشغول ، فأرسل إليه عمر أخرج فقد حدث أمر لابدّ من أن تحضره ، فخرج فأعلمه الخبر ، فمضيا مسرعين نحوهم ، ومعهما أبو عبيدة فتكلّم أبو بكر ، فذكر قرب المهاجرين من رسول الله ، وإنّهم أولياؤه وعترته ، ثمّ قال : نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، لا نفتات عنكم بمشورة ، ولا نقضي دونكم الأُمور .

فقال اسيد بن حضير رئيس الأوس لأصحابه : والله لئن لم تبايعوه ليكون للخزرج عليكم الفضيلة ، فقاموا فبايعوا أبا بكر ، فأنكر على سعد بن عبادة والخزرج ما اجتمعوا عليه ، وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كلّ جانب ، ثمّ حمل سعد بن عبادة إلى داره ، فبقى أيّاماً وأرسل إليه أبو بكر ليبايع ، فقال :

٣٨٣

لا والله حتّى أرميكم بما في كنانتي ، وأخضب سنان رمحي ، واضرب بسيفي ما أطاعني ، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن تبعني ، ولو اجتمع معكم الجنّ والأنس ما بايعتكم ، حتّى أعرض على ربّي

فقال عمر : لا ندعه حتّى يبايع

فقال بشير بن سعد : إنّه قد لجّ وليس بمبايع لكم حتّى يقتل ، وليس بمقتول حتّى يقتل معه أهل بيته ، وطائفة من عشيرته ، ولا يضركم تركه ، إنّما هو رجل واحد فاتركوه ، وجاءت أسلم فبايعت ، فقوى بهم جانب أبي بكر وبايعه الناس »(١)

وقال السيّد علي البروجردي : « سعد بن عبادة ، في المجالس ما يظهر منه جلالته ، وأنّه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعليعليه‌السلام ، وقد ورد في السير مدحه وتبجيله ، إلّا أنّه روي عن عليعليه‌السلام :« أوّل من جرّأ الناس علينا سعد ، فتح باباً ولجه غيره ، وأضرم ناراً لهبها عليه وضوءها لأعدائه »

وفي كتاب المجالس : العجب أنّهم يجعلون ذنب سعد بوله قائماً ، ويذكر البخاري في صحيحه ذلك من السنن النبوية

أقول : وقد نقل عن البلاذري في تاريخه : أنّ عمر بعث محمّد بن مسلمة الأنصاري ، وخالد بن الوليد من المدينة ليقتلاه ، فرمى إليه كلّ منهما سهماً فقتلاه

وفي روضة الصفا أنّه بتحريك بعض الأعاظم

فالنقل المذكور بأنّه قتلته طائفة من الجنّ من الأراجيف والأباطيل التي كانت عادتهم على ذكرها .

وعن محكي كتاب الاستيعاب : كان عقبياً نقيباً سيّداً جواداً مقدّماً وجيهاً ، له سيادة ورئاسة ، يعترف له قومه بها ، وتخلّف عن بيعة أبي بكر ، وخرج من
______________________

(١) الدرجات الرفيعة : ٣٢٥

٣٨٤

المدينة ولم يرجع إليها ، إلى أن مات بحوران من أرض الشام »(١)

« ـ سنّي ـ »

ابن أبي الحديد والقندوزي ليسا من الشيعة :

س : ملاحظة : ولكنّني تعجبت من أمر كيف خفي عليك ، وهو أنّك وفي ضوء استشهادك بكتب أهل السنّة ، قد اختلط عليك أمر مهمّ ، وهو أنّك ذكرت مصادر لعلماء لا يعدّون من أهل السنّة ، بل ربما عدّوا من الشيعة ، وهذا ـ كما تعلم ـ لا يصحّ في مقام الاستدلال على المحاور المخالف ، لاحظ أخي ما يلي :

قلت أنت : ويكفي في المقام ما يشير إليه ابن أبي الحديد المعتزلي في مقدّمة شرحه لنهج البلاغة ، إذ يعترف بالصراحة بأفضلية الإمامعليه‌السلام عليهما ، وعلى غيرهما بعبارة : الحمد لله الذي قدّم المفضول على الأفضل .

واسمح لي أن أقول : بأنّ ابن أبي الحديد ، لم يكن من أهل السنّة ، بل كان شيعياً مغالياً ، ثمّ تحوّل إلى معتزلي ، وإليك بيان ذلك من قول أحد علماء الشيعة :

قال شيخكم الخوانساري : عزّ الدين عبد الحميد بن أبي الحسين بهاء الدين محمّد بن محمّد بن الحسين بن أبي الحديد المدايني ، صاحب شرح نهج البلاغة المشهور ، وهو من أكابر الفضلاء المتتبّعين ، وأعاظم النبلاء المتبحّرين ، موالياً لأهل العصمة والطهارة ، وحسب الدلالة على علوّ منزلته في الدين ، وغلوّه في أمير المؤمنينعليه‌السلام شرحه الشريف ، الجامع لكلّ نفيسة وغريب ، والحاوي لكلّ نافحة ذات طيب(٢)

وأيضاً استشهدت بكتاب « ينابيع المودّة » ، وأقول : مؤلّفه هو سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، المتوفّى سنة ١٢٩٤ هجرية

______________________

(١) طرائف المقال ٢ / ٨٦

(٢) روضات الجنات ٥ / ٢٠

٣٨٥

من يتأمّل كتابه يعلم أنّ مؤلّفه شيعي ، وإن لم يصرّح علماء الشيعة بذلك ، لكن آقا بزرك الطهراني عدّ كتابه هذا من مصنّفات الشيعة ، في كتابه « الذريعة إلى تصانيف الشيعة »(١) ، ولعلّ من مظاهر كونه من الشيعة ، ما ذكره في كتابه « ينابيع المودّة » عن جعفر الصادق عن آبائهعليهم‌السلام ، قال : « كان عليعليه‌السلام يرى مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت ، وقال له : لولا أنّي خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوّة ، فإن لم تكن نبيّاً ، فإنّك وصيّ نبيّ ووارثه ، بل أنت سيّد الأوصياء وإمام الأتقياء »(٢)

وروى عن جابر ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا سيّد النبيين وعلي سيّد الوصيين ، وإنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أوّلهم علي ، وأخرهم القائم المهدي »(٣)

وعن جابر أيضاً قوله : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا جابر إنّ أوصيائي وأئمّة المسلمين من بعدي أوّلهم علي ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ علي بن الحسين ، ثمّ محمّد بن علي ، المعروف بالباقر ـ ستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرأه منّي السلام ـ ثمّ جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ علي بن موسى ، ثمّ محمّد بن علي ، ثمّ علي بن محمّد ، ثمّ الحسن بن علي ، ثمّ القائم ، اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، محمّد بن الحسن بن علي ، ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة ، لا يثبت على القول بإمامته إلّا من امتحن الله قلبه للإيمان »(٤)

فإنّ من يروي مثل هذه الروايات لا يمكن أن يكون سنّياً

ج : أمّا قولك أنّ ابن أبي الحديد شيعي المذهب ، فهذا غير صحيح لعدّة أُمور :
______________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٥ / ٢٩٠

(٢) ينابيع المودّة ١ / ٢٣٩

(٣) المصدر السابق ٣ / ٢٩١

(٤) المصدر السابق ٣ / ٣٩٩

٣٨٦

الأوّل : ما يذكره من الردّ على السيّد المرتضى ، ودِفاعه عن خلافة الخلفاء الثلاثة ، وأنّها خلافة شرعية ، قول لا يقوله شيعي ، فضلاً عن أن يقوله مغالي في عليعليه‌السلام ، فهل أنّ المغالي في عليعليه‌السلام يدفع الخلافة عنه إلى غيره ؟ أو يثبتها له بمقتضى غلوّه ؟ راجع بداية « شرح نهج البلاغة » تجد هذا الكلام

الثاني : تصريحه بأنّه ليس بشيعي وإمامي ، وذلك عندما قال في معرض شرحه على الخطبة الشقشقية ، بعد أن ذكر : « أمّا الإمامية من الشيعة فتجري هذه الألفاظ على ظواهرها ، وتذهب إلى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نصّ على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأنّه غصب حقّه

وأمّا أصحابنا »(١)

فلاحظ هنا : ذكر نفسه وأصحابه مقابل الإمامية ، بل تبرّأ من قول الإمامية ، فأين الغلوّ ؟ بل أين التشيّع ؟ فضلاً عن الغلوّ

الثالث : قوله : « وتزعم الشيعة أنّ رسول الله ، وهذا عندي غير منقدح »(٢)

فلو كان شيعياً ، لما أخرج نفسه عن معتقد الإمامية وقال : « وهذا عندي غير منقدح »

الرابع : قوله : « فإن قلت : هذا نصّ صريح في الإمامة ، فما الذي تصنع المعتزلة بذلك » ؟

قلت : يجوز أن يريد أنّه إمامهم ـ أي عليعليه‌السلام ـ في الفتاوى والأحكام الشرعية ، لا في الخلافة(٣)

فهنا ابن أبي الحديد ، يدفع قول من يقول بأنّ خلافة عليعليه‌السلام بالنصّ ، مع أنّ نكران النصّ على إمامة علي ليس من معتقدات الشيعة ، فضلاً عن الغلاة

وهناك الكثير من تلك القرائن ، فراجع شرح النهج ، وخصوصاً في الأجزاء الأربعة الأول

______________________

(١) شرح نهج البلاغة ١ / ١٥٧

(٢) المصدر السابق ١ / ١٦١

(٣) المصدر السابق ٣ / ٩٨

٣٨٧

فإن قلت : إذاً على ماذا تحمل كلام الخونساري ؟

قلنا : إنّ الخوانساري صرّح بكونه من علماء أهل السنّة ، ولكن للأسف لم تنقل تمام كلامه ، بل قمت بالتقطيع وحذف الكلمات التي لا تعجبك حتّى تضلّل على الناس ، كما هي عادة أسلافك من الوهّابيين

وننقل نصّ كلام الخونساري حول ابن أبي الحديد ، والقارئ هو الذي يحكم بيننا

« الشيخ الكامل الأديب المؤرّخ عزّ الدين عبد الحميد بن أبي الحسين بهاء الدين محمّد بن الحسين بن أبي الحديد المدايني الحكيم الأُصولي المعتزلي ، المعروف بابن أبي الحديد

صاحب شرح نهج البلاغة المشهور ، هو من أكابر الفضلاء المتتبّعين ، وأعاظم النبلاء المتبحّرين ، موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة ، وإن كان في زيّ أهل السنّة والجماعة ، منصفاً غاية الإنصاف في المحاكمة بين الفريقين ، ومعترفاً في ذلك المصاف بأنّ الحقّ يدور مع والد الحسنين ، رأيته بين علماء العامّة بمنزلة عمر بن عبد العزيز الأموي بين خلفائهم »

ثمّ على فرض أنّه عدّه من علماء الشيعة فهنا قد اعتمد على حدسه واجتهاده ، ومِن الواضح أنّه في مجال التراجم لا يُعتمد على النقل ، فيما لو كان منشأه الحدس والاجتهاد ، بل على ما كان منشأه الحسّ ، وقد تقدّم فيما ذكرناه لك من القرائن الأربعة ما يؤكّد أنّ الخوانساري اعتمد على حدسه ، ولا يُتبع في ذلك ، ثمّ إنّ الخوانساري لم يصرّح بأنّه من الإمامية ، وإنّما قال : إنّه موالي ، وهي كلمة يمكن أن تأوّل

وفي الختام : نودُّ أن نبيّن : أنّ هناك فرقاً بين الشيعي والمحبّ ، فإنّ الشيعي من يتّبع ويقفو أثر الأئمّةعليهم‌السلام ، وأمّا المحبّ فهو من لا يبغض آل محمّدعليهم‌السلام ، وسنذكر لك بعض الذين يحبّون آل محمّد إلّا أنّهم ليسوا بشيعة

ونرجو التوجّه إلى شيء : وهو أنّ إلصاق تهمة الرفض والتشيّع لكلّ من

٣٨٨

يذكر فضائل أهل البيتعليهم‌السلام حتّى ترد رواياتهم منهجاً قديماً اتخذه الكثير من أصحاب الرجال ، وهو لا يخفى على من مارس كتبهم ، ولا يسع المجال لبسط الكلام فيه ، ولكن خذ هذه القاعدة ، وقس عليها كلّ ما يرد عليك من أمثال ما ذكرت في سؤالك

وأمّا في قولك : بأنّ صاحب كتاب ينابيع المودّة شيعي ، فهو أيضاً غير ثابت ، لبطلان الدليلين اللذين تقدّمت بهما

أمّا الأوّل : وهو أنّه ذكر في كتاب الذريعة ، وكلّ مَن ذكر في الذريعة ، فهو شيعي ، إذاً فالقندوزي شيعي

والجواب عن هذا القياس الذي أضمرت كبراه : بأنّا نمنع الكبرى ، بدليل أنّ الطهراني ذكر من كان صابئياً ، فضلاً عمّن كان سنّياً ، فحول كتاب التاجي ، قال صاحب الذريعة ما نصّه : « كتاب التاجي : المؤلّف باسم عضد الدولة المعروف بتاج الملّة ، ألّفه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي ، المتوفّى ٣٨٤ ، وهو صابئي »(١)

وأيضاً ذكر من علماء العامّة ، صاحب « فرائد السمطين » ، حيث قال : « للحمويني من العامّة »(٢)

فمع اعترافه بأنّه من العامّة ، ومع ذلك يذكر كتابه ، وذلك لأنّ الطهراني أورد في كتابه الكثير من كتب أهل السنّة ، التي روت فضائل أهل البيتعليهم‌السلام ، أو شروح نهج البلاغة لعلماء أهل السنّة ، وإن كان عنوان الكتاب يدلّ على أنّ الكتاب مختصّ بالمؤلّفين الشيعة ، ولكنّه ذكر بعض الكتب التي تصبّ في أهل البيتعليهم‌السلام ، وإن كان مؤلّفوها من علماء السنّة ، وذلك من باب المسامحة والتجوّز

______________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣ / ٢١١

(٢) المصدر السابق ١٦ / ١٣٦

٣٨٩

وأمّا الثاني : وهو أنّ الذي يروي هذه الروايات لا يكون سنّياً فهذا غير مطّرد ، فهناك الكثير من أهل السنّة المعتدلين غير المتعصّبين قد ذكروا فضائل أهل البيتعليهم‌السلام ، ونقلوا تلك الروايات ، نذكر منهم :

١ ـ محمّد بن إدريس الشافعي صاحب كتاب الأُم ، ذكر في حبّه لآل محمّدعليهم‌السلام ما نصّه :

« إن كان رفضاً حبّ آل محمّد

فليشهد الثقـلان أنّي رافضـي(١) »

ومع هذا القول ، هل يمكن لأحد أن يقول بتشيّعه ؟

٢ ـ من الذين نقلوا حديث الثقلين بلفظ وعترتي ، لا بلفظ وسنّتي :

١ ـ عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، وهو من علماء أهل السنّة ، كما نصّ على ذلك من ترجمه(٢)

٢ ـ الحسين بن إسماعيل أبو عبد الله الضبّي المحاملي ، وهو من علماء أهل السنّة ، كما نصّ على ذلك من ترجمه(٣)

٣ ـ دعلج بن أحمد السجزي ، أخرج روايته لحديث الثقلين الحاكم النيسابوي(٤) ، وهو من علماء أهل السنّة ، كما نصّ على ذلك من ترجمه(٥)

٤ ـ الحاكم النيسابوري في مستدركه(٦) ، وهو من علماء أهل السنّة ، كما نصّ على ذلك من ترجمه(٧)

٥ ـ أبو إسحاق أحمد بن محمّد الثعلبي في تفسيره لقوله تعالى :( وَاعْتَصِمُوا
______________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ٩ / ٢٠ و ٥١ / ٣١٧ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٨

(٢) لسان الميزان ٣ / ٣٣٨

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ١٩

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩

(٥) الأعلام ٢ / ٣٤٠ ، تذكرة الحفّاظ ٣ / ٨٨١

(٦) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩

(٧) تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٣٩

٣٩٠

بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) (١) في كتاب الكشف والبيان ، وهو من علماء أهل السنّة ، كما نصّ على ذلك من ترجمه(٢)

وإن شئت ذكرنا لك الكثير منهم ، وهذا لا يدلّ على تشيّعهم ، بل هم فقط نقلوا لنا ذلك ، نعم لو صرّحوا بأنّ هذا مذهبنا ، أو هو مذهب أصحابنا ، لدلّ على أنّهم شيعة

« ناجي ـ الكويت ـ ٣٦ سنة »

ترجمة المغيرة بن شعبة :

س : أُريد ترجمة المغيرة بن شعبة مع المصادر

ج : ولد المغيرة بن شعبة الثقفي سنة عشرين قبل الهجرة ، ومات في الكوفة ، ودفن فيها سنة خمسين للهجرة ، وله سبعين سنة

ولهذا عدّه الشيخ الطوسيقدس‌سره في رجاله في أصحاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله

كان صاحب غدر ومكر ، ففي كتاب « الغارات » قال : ( ذكر عند عليعليه‌السلام وجدّه مع معاوية ، فقالعليه‌السلام :« وما المغيرة ، إنّما كان إسلامه لفجرة وغدرة لمطمئنين إليه من قومه فتك بهم ، وركبها منهم فهرب ، فأتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كالعائذ بالإسلام ، والله ما أرى أحد عليه منذ ادّعى الإسلام خضوعاً ولا خشوعاً ، ألا وأنّه كان من ثقيف فراعنة قبل يوم القيامة ، يجانبون الحقّ ، ويسعرون نيران الحرب ، ويوازرون الظالمين » )(٣)

وعن الشعبي قال : « سمعت قبيصة بن جابر يقول : صحبت المغيرة بن شعبة ، فلو أنّ مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من باب منها إلّا بمكر ، لخرج من أبوابها كلّها »(٤)

______________________

(١) آل عمران : ١٠٣

(٢) طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٣٨٠ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٣٥

(٣) الغارات ٢ / ٥١٦

(٤) تاريخ مدينة دمشق ٦٠ / ٥٠ ، تهذيب الكمال ٢٨ / ٣٧٣ ، البداية والنهاية ٥ / ٣٥٩

٣٩١

كان صاحب فظّة وغلظة ، فقد جعله عمر على البحر والياً ، فكرهه الناس لسوء خلقه وتصرّفاته فعزله ، ثمّ جعله على البصرة والياً ، فبقي عليها ثلاث سنين ، ثمّ غضب عليه فعزله ، ثمّ جعله على الكوفة والياً

فعن ابن سيرين : « كان الرجل يقول للآخر : غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة عزله عن البصرة فولاه الكوفة »(١)

كان صاحب رشوة ، ففي أُسد الغابة : « وأوّل من رشا في الإسلام ، أعطى يرفأ حاجب عمر شيئاً ، حتّى أدخله إلى دار عمر »(٢)

كان زانياً ومطلاقاً ، فعن قتادة : « إنّ أبا بكرة ، ونافع بن الحارث بن كلدة ، وشبل بن معبد ، شهدوا على المغيرة بن شعبة أنّهم رأوه يولجه ويخرجه ، وكان زياد رابعهم ، وهو الذي أفسد عليهم

فأمّا الثلاثة فشهدوا بذلك فقال عمر حين رأى زياداً : إنّي لا أرى غلاماً كيّساً ، لا يقول إلّا حقّاً ، ولم يكن ليكتمني ، فقال : لم أر ما قالوا ، لكنّي رأيت ريبة ، وسمعت نفساً عالياً ، قال : فجلدهم عمر وخلا عن زياد »(٣)

قال ابن المبارك : « كان تحت المغيرة بن شعبة أربع نسوة ، قال : فصففن بين يديه ، وقال : إنّكن حسنات الأخلاق طويلات الأعناق ، ولكنّي رجل مطلاق ، أنتنّ طلاق »(٤)

عن ابن وهب : « سمعت مالك يقول : كان المغيرة بن شعبة نكّاحاً للنساء ، وكان ينكح أربعاً جميعاً ، ويطلقهن جميعاً »(٥)

وكان المغيرة يسبّ علياًعليه‌السلام ويلعنه ، ففي « تاريخ الطبري » : « وأقام المغيرة
______________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٨ ، معجم البلدان ١ / ٤٣٧

(٢) أُسد الغابة ٤ / ٤٠٧

(٣) تاريخ مدينة دمشق ٦٠ / ٣٣ ، أُسد الغابة ٢ / ٣٨٥

(٤) تاريخ مدينة دمشق ٦٠ / ٥٤

(٥) تاريخ مدينة دمشق ٦٠ / ٥٥ ، تهذيب الكمال ٢٨ / ٣٧٣ ، البداية والنهاية ٥ / ٣٦٠

٣٩٢

على الكوفة عاملاً لمعاوية سبع سنين وأشهراً ، وهو من أحسن شيء سيرة ، وأشدّه حبّاً للعافية ، غير أنّه لا يدع ذمّ عليعليه‌السلام والوقوع فيه ، والعيب لقتلة عثمان ، واللعن لهم »(١)

وعن عبد الله بن ظالم قال : « لما بويع لمعاوية أقام المغيرة بن شعبة خطباء يلعنون علياًعليه‌السلام »(٢)

وأمر ـ هو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية ـ حجر بن عدي أن يقوم في الناس ، فيلعن علياًعليه‌السلام ، فأبى ذلك ، فتوعّده(٣)

وقد قال رسول الله ‎صلى‌الله‌عليه‌وآله :« من سبّ علياً فقد سبّني » ، وهذا الحديث قد صحّحه الهيثمي في « مجمع الزوائد »(٤) ، وهكذا صحّحه الذهبي ، ورواه أحمد في مسنده وغيره(٥)

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً :« يا علي لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق » (٦) وهو أيضاً حديث صحيح السند

وهناك موارد كثيرة تدلّ على نفاق المغيرة

منها : قد صرّح بنفاقه عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، ففي الطبري ـ بعد
______________________

(١) تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ١٨٨

(٢) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٣٠ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩٣

(٣) شرح نهج البلاغة ٤ / ٥٨

(٤) مجمع الزوائد ٩ / ١٣٠

(٥) مسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ، ذخائر العقبى : ٦٦ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٩ ، نظم درر السمطين : ١٠٥ ، الجامع الصغير ٢ / ٦٠٨ ، كنز العمّال ١١ / ٥٧٣ و ٦٠٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٣٢ و ٣٠ / ١٧٩ و ٤٢ / ٢٦٦ و ٥٣٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩١ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٥٠ و ٢٩٤ ، ينابيع المودّة ١ / ١٥٢ و ٢ / ١٠٢ و ١٥٦ و ٢٧٤ و ٣٩٥

(٦) مسند أحمد ١ / ٩٥ و ١٢٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٣ ، فتح الباري ١ / ٦٠ و ٧ / ٥٨ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٥١ ، تاريخ بغداد ٨ / ٤١٦ و ١٤ / ٤٢٦ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠

٣٩٣

ذكر إنكار الناس على عثمان توليه ابن عامر ـ فقال عثمان : « وولّيت شبيهاً بمن كان عمر يولّي ، أنشدك الله يا علي ، هل تعلم أنّ المغيرة بن شعبة ليس هناك ؟ قال :« نعم » ، قال : فتعلم أنّ عمر ولاه ؟ قال :« نعم » ، قال : فلم تلومني أن ولّيت ابن عامر »(١)

وذكر الطبري ـ بعد ذكر بيعة عبد الرحمن لعثمان ـ : « وقال المغيرة بن شعبة لعبد الرحمن : يا أبا محمّد قد أصبت إذ بايعت عثمان ، وقال لعثمان : لو بايع عبد الرحمن غيرك ما رضينا ، فقال عبد الرحمن : كذبت يا أعور لو بايعت غيره لبايعته ، ولقلت هذه المقالة »(٢)

وروى عنه أنّه قال : « وددت والله أنّي لو علمت ذلك ، إنّي والله ما رأيت عثمان مصيباً ، ولا رأيت قتله صواباً »(٣)

وقال فيه الإمام عليعليه‌السلام :« فإنّه والله دائباً يلبس الحقّ بالباطل ، ويموّه فيه ، ولن يتعلّق من الدين إلّا بما يوافق الدنيا » (٤)

وهو معدن كلّ شرّ ومنبعه ، فهو الذي أشار على أبي بكر وعمر على تصدّي الأمر حتّى يكون لأمثاله حظّ ، كما أنّه أشار عليهما بجعل نصيب للعباس لتضعيف أمر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأشار على معاوية باستلحاق زياد به حتّى يكمل استيلاؤه ، وأشار عليه باستخلافه ابنه السكّير ، لئلا يعزله معاوية عن الإمارة

وقال ابن الأثير : ( وكان المغيرة يدّعي أنّه ألقى خاتمه في قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزل ليأخذه ، فكان آخرهم عهداً برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يصحّ ذلك ، ولم يحضر دفنه فضلاً عن أن يكون آخرهم عهداً به ، وسئل عليعليه‌السلام عن قول المغيرة ، فقال :« كذب آخرنا عهداً به قثم » )(٥)

______________________

(١) تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٣٧٦

(٢) المصدر السابق ٣ / ٢٩٨

(٣) تاريخ مدينة دمشق ٦٠ / ٤٤

(٤) الأمالي للشيخ المفيد : ٢١٨

(٥) أُسد الغابة ١ / ٣٤

٣٩٤

« حمد ـ قطر ـ ٢١ سنة ـ طالب جامعة »

تقييمنا للصحيحين :

س : رغم اطلاعي على عشرات بل ربما المئات من مواقع الشيعة المتميّزة ، ولكنّي أجد نفسي مأسوراً لموقعكم ، وكلّ مرّة أدخله أشعر أنّني أدخله للمرّة الأُولى ، ونسأل الله لكم التوفيق في خدمة الإسلام والمسلمين ومذهب الحقّ ، مذهب أهل البيتعليهم‌السلام

سؤالي : ما هو موقف الشيعة الإمامية من الصحيحين البخاري ومسلم ؟ وكتب الحديث الأُخرى ؟ أرجو التوضيح

ج : إنّ لتقييم صحيحي البخاري ومسلم مجالاً واسعاً ويحتاج إلى بحث طويل ، ولكن نذكر هنا بعض النقاط المسجلّة عليهما ، وتشترك الصحاح الأُخرى معها في بعضها :

١ ـ ضعف بعض رجال الصحيحين ، وأنّهم غير موثقين في علم الرجال

٢ ـ العصبية الشديدة التي تحلّى بها مؤلّفا الكتابين

٣ ـ الفترة الزمنية الطويلة الممتدّة بين زمن صدور الحديث وتاريخ تدوينه ، مع النظر إلى دواعي وأسباب الجعل والوضع

٤ ـ تقطيع بعض الأحاديث عند البخاري تمشياً لذوقه ورأيه

٥ ـ النقل بالمعنى ، كما يلاحظ في صحيح البخاري

٦ ـ تتميم وتكميل صحيح البخاري بوسيلة الآخرين

٧ ـ ملاحظة كثرة الأحاديث المخالفة للأدلّة العقلية والدينية فيهما

وللإطلاع على تفاصيل هذه النقاط ، راجع كتاب « أضواء على الصحيحين » للشيخ محمّد صادق النجمي

مع ملاحظة أنّ بعض علماء ومحقّقي أهل السنّة يتّفقون معنا في الرأي ، بل بعضهم طعنوا في شخص البخاري ومسلم ، ولكن أنّى لأصواتهم أن يصل إلى الأسماع تحت هذه الضوضاء المتعمّدة !

ويمكنك مراجعة كتيب : « البخاري وصحيحه » للشيخ حسين غيب غلامي ،

٣٩٥

الموجود على صفحتنا ، وأيضاً يفيدك الرجوع إلى كتاب « نظرة عابرة إلى الصحاح الستة » لعبد الصمد شاكر

« أبو ياسين ـ الكويت ـ ٢٤ سنة »

موقف الشيعة من عمر بن عبد العزيز :

س : جزاكم الله خير الجزاء على هذا المجهود العظيم ، الذي تبذلونه في سبيل إعلاء كلمة الحقّ ، والدفاع عن مذهبنا الطاهر بموالاة الرسول وآل بيتهعليهم‌السلام

إخواني لي سؤال عن هذه الفقرة التالية :

جاء في كتاب « الخرائج والجرائح » ، قال أبو بصير : ( كنت مع الباقرعليه‌السلام في المسجد ، إذ دخل عليه عمر بن عبد العزيز ، عليه ثوبان ممصران ، متكئاً على مولى له ، فقالعليه‌السلام : « ليلين هذا الغلام ، فيظهر العدل ، ويعيش أربع سنين ثمّ يموت ، فيبكي عليه أهل الأرض ، ويلعنه أهل السماء » فقلنا : يا ابن رسول الله ، أليس ذكرت عدله وإنصافه ؟ قال : « يجلس في مجلسنا ، ولا حقّ له فيه ، ثمّ ملك وأظهر العدل جهده » )(١)

السؤال هو : ما هو موقفنا نحن الشيعة من الخليفة عمر بن عبد العزيز ؟ وهل هذا الحديث المنقول عن الباقرعليه‌السلام صحيح أم لا ؟ وإذا كان صحيحاً هل معناه أن لا نترّحم على هذا الخليفة ؟ وما سبب رأي الإمامعليه‌السلام به ـ أي بالخليفة ـ هذا ولكم جزيل الشكر

ج : إنّ موقف الشيعة من جميع الخلفاء واحد ، فكلّهم يشتركون في اغتصابهم للخلافة ، التي هي حقّ من حقوق الأئمّة المعصومينعليهم‌السلام ، ولا يختلف في ذلك سواء اظهروا العدل ، أو اظهروا الجور ، فكلّهم يستحقّون العذاب الأليم يوم القيامة ، ومن قضى بين المسلمين بحقّ ، وهو ليس أهلاً للقضاء
______________________

(١) الخرائج والجرائح ١ / ٢٧٦

٣٩٦

والحكم بين المسلمين فهو في النار ، كما ورد في معنى بعض الروايات

ولا يخفى عليك أنّ اللعن ورد على آل مروان كما في زيارة عاشوراء ، وعن الإمام الصادقعليه‌السلام في حديث طويل ، يصف بها النار ومن يدخلها ، فيقولعليه‌السلام :« وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو أُمية لأنّه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصّة ، يدخلون من ذلك الباب فتحطّمهم النار حطماً ، لا تسمع لهم فيها واعية ، ولا يحيون فيها ولا يموتون » (١) ، وقد ورد أنّ الشجرة الملعونة في القرآن هي بنو أُمية وآل مروان

والإمام ذكر في نهاية الحديث المعني ما يوضّح سبب قوله ذلك ، وهو جلوس عمر في مجلسهم الذي خصّهم الله به ، ولكن ذكر حقيقة عمر بن عبد العزيز على لسان الأئمّةعليهم‌السلام لا يختصّ بهذه الرواية ، فغيرها كثير ، فأنظر مثلاً « دلائل الإمامة » للطبري الشيعي ، و « الصراط المستقيم » ، و « بصائر الدرجات » ، و « الثاقب في المناقب » ، و « الخرائج والجرائح » ، وغيرها من المصادر

« ـ ـ »

مصادر كشف عمرو بن العاص لعورته :

س : أقوم بمناظرة مع أحد الطلبة السنّة ، وقد ذكرت له حادثة مبارزة الإمام عليعليه‌السلام مع عمرو بن العاص ، وأنّ الأخير كشف عن عورته للفرار ، فلم يصدّق ، وطلب منّي الدليل من كتب التاريخ السنّية ، فأرجو إعطائي المصادر ، ورقم الصفحات إن أمكن

ج : قال البيهقي : « دخل عمرو بن العاص على معاوية وعنده ناس ، فلمّا رآه مقبلاً استضحك ، فقال يا أمير المؤمنين : اضحكَ الله سنك وأدامَ سرورك ، وأقرَّ عينك ، ما كلّ ما أرى يوجب الضحك ؟ فقال معاوية : خطر ببالي يوم صفّين ، يوم بارزتَ أهلَ العراق ، فحَمَل عليك علي بن أبي طالب ، فلمّا غشيكَ
______________________

(١) الخصال : ٣٦١

٣٩٧

طرحتَ نفسكَ عن دابتك ، وأبديتَ عورتكَ ، كيف حضرك ذهنك في تلك الحال ؟ أما والله لقد واقفت هاشمياً منافياً ، ولو شاء أن يقتلك لقتلك »(١)

وذكرت هذا المعنى عدّة مصادر سنّية معتبرة أُخرى(٢)

« أبو علي ـ أمريكا ـ ٢١ سنة ـ طالب جامعة »

الزبير محاسب على أفعاله :

س : لديّ سؤال ، وأتمنّى منكم الإجابة ، أفادكم الله

ما هو رأي مدرسة آل البيتعليهم‌السلام في الزبير ابن عمّة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وهل توقّف عن مقاتلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في واقعة الجمل ؟ جزاكم الله عنّا وعنكم خير الجزاء ، نسألكم الدعاء

ج : قبل وقوع معركة الجمل خرج الإمام عليعليه‌السلام لطلب الزبير ، وحدّثه عن خروجه ، وما هو عذره أمام الله في ذلك الخروج ، وذكّره بحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه يقاتل علياً فرجع الزبير ، وقيل : أنّه رجع نادماً على فعلته ، ورجع أمير المؤمنينعليه‌السلام مسروراً ، وقيل : أنّ سبب ندم الزبير وعودته عن القتال هو معرفته أنّ عمّار بن ياسر مع عليعليه‌السلام ، وهو يعلم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يا عمّار تقتلك الفئة الباغية »(٣)

ولكن هذا الندم وخروجه عن المعركة قد لا يكفي في نجاة الزبير من الحساب الشديد ، ويؤيّد ذلك ما ورد :« إنّ الزبير وقاتله في النار » (٤)

______________________

(١) الغدير ٢ / ١٦٣ عن المحاسن والمساوئ ١ / ٣٨

(٢) أُنظر : عيون الأخبار ١ / ٢٦٢ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ١٠٧ و ٣١٧ ، أنساب الأشراف : ٣٠٥ ، جواهر المطالب ٢ / ٣٨

(٣) مسند أحمد ٢ / ١٦١ ، صحيح مسلم ٨ / ١٨٦ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٣٣ ، المستدرك على الصحيحين ٢ / ١٤٨ ، السنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٨٩ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٤٢ ، فتح الباري ١ / ٤٥١ ، مسند أبي داود : ٨٤ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٧٥ ، المعجم الكبير ١ / ٣٢٠ ، الطبقات الكبرى ١ / ٢٤١

(٤) وقعة الجمل : ١٣٧ ، الأنوار العلوية : ٢١٥

٣٩٨

أمّا ما ورد من الأحاديث التي تبشّر قاتل الزبير بالنار فقط ، دون الإشارة إلى مصير الزبير ، فذلك لأنّ قاتله كان مستحقّاً للنار من عدّة جهات ، بالإضافة إلى إعطائه الأمان للزبير وغدره به ، وقتله في أثناء الصلاة كما قيل ، وكان خروج قاتل الزبير على أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم النهروان كاشفاً عن عدم إيمانه وتصديقه بأحقّية أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وما كان قتله للزبير إلّا بدوافع شخصية

والمحصّل من كلّ هذا : إنّ قاتل الزبير وإن كان مستحقّاً للنار ، لكن الزبير يبقى أيضاً محاسباً عن أفعاله ، وبالخصوص خروجه على أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكان عليه لتحقيق التوبة إرجاع الجيش عن محاربة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أو المحاولة على الأقلّ ، بل يجب عليه المقاتلة مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كما فعل الحرّ بن يزيد الرياحيّ مع الإمام الحسينعليه‌السلام

« يعقوب الشمّري ـ اسكتلندا ـ ١٨ سنة ـ طالب »

مذهب اليعقوبي والأصفهاني والمسعودي :

س : هل صحيح أنّ كلّ من الكتب التالية : تاريخ اليعقوبي ، مقاتل الطالبيين ، تاريخ المسعودي ، تعتبر مصادر شيعية ؟

ج : الكتب الثلاثة المذكورة هي كتب تاريخ وسير ومقاتل ، فيرد فيها الغثّ والثمين ، ولابدّ من تمحيصها أو تمحيص الخبر والحديث المنقول قبل الاعتماد عليه والركون إليه

على أنّ اليعقوبي لم يثبت تشيّعه ، وأبا الفرج الأصفهاني كان زيدي المذهب ومرواني النسب

وأمّا المسعودي فبما أنّ السبكي ذكره في طبقاته(١) ، فلذا يعدّ من علماء العامّة ؛ ومن جانب آخر بما أنّه صاحب كتاب إثبات الوصية لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيحتمل قويّاً أن يكون من الشيعة

______________________

(١) طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٣٢٣

٣٩٩

وبالجملة ، لا يخفى أنّ مبنى الشيعة في العمل بما في الكتب والأخبار والأحاديث هو : البحث السندي أوّلاً ، ثمّ البحث الدلالي ، ولا يشذّ من هذه القاعدة أيّ كتاب وتصنيف إلّا القرآن الكريم

« كرّار أحمد المصطفى ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة ومبلّغ دين »

ما نسب إلى حجر بن عدي مفتعل :

س : هل كان حجر بن عدي هو صاحب مقولة : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين للإمام الحسنعليه‌السلام ؟ وعلى اعتبار صحّة هذا الكلام ألا يكون ذلك من أخطائه الفادحة التي تخرجه من ملّة الشيعة ؟ حيث من أهمّ شروط الانتساب للتشيّع الاعتقاد بأنّ الحسن المجتبىعليه‌السلام إمام مفترض الطاعة ، خصوصاً وأنّنا نعتبر هذا الصحابي من خلّص أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام

ودمتم موفّقين لخدمة محمّد وآل محمّدعليهم‌السلام

ج : ورد في بعض الكتب غير المعتبرة هذا القول منسوباً إلى حجر بن عدي بسند مرسل وضعيف ، لوجود ثقيف البكّاء المجهول ، أو غير الموثّق فيه

ومضافاً إلى عدم حجّية النسبة المذكورة ـ لوهن سندها من جهتين ـ نجد عامّة المصادر من الفريقين تصرّح بأنّ القائل لهذه المقولة هو شخص آخر ، وفي أكثرها أنّه سفيان بن أبي ليلى(١)

على أنّ العبارة المذكورة لا تليق أن تنسب إلى أيّ شخص من شيعة الإمامعليه‌السلام ، فكيف يعقل أن تصدر ممن ثبت أنّه من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والإمام الحسنعليه‌السلام ، وهو الذي قتل صبراً لولائه ؟!

______________________

(١) أُنظر : مناقب أمير المؤمنين ٢ / ١٢٨ و ٣١٥ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٥ ، اختيار معرفة الرجال ١ / ٣٢٧ ، الاختصاص : ٨٢ ، مقاتل الطالبين : ٤٤ ، شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٦ و ٤٤ ، ذخائر العقبى : ١٣٩ ، شواهد التنزيل ٢ / ٤٥٧ ، نقد الرجال ٢ / ٣٣٢ ، جامع الرواة ١ / ٣٦٥ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٣٠٥ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٧٩ ، تهذيب الكمال ٦ / ٢٥٠ ، وغيرها من المصادر

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576