موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

موسوعة الأسئلة العقائديّة13%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 576 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 241884 / تحميل: 7286
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠١-٠
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

3056 ـ موسى بن إسماعيل :

له كتاب جوامع التفسير وله كتاب الوضوء ، روى هذه الكتب محمّد بن الأشعث ،جش (1) .

وفيست : له كتاب الصلاة وكتاب الوضوء ، رواه(2) عنه محمّد بن الأشعث ، وله كتاب جوامع التفسير(3) .

أقول : يظهر ممّا ذكراه كونه من العلماء الإمامية ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن إسماعيل ، عنه محمّد بن الأشعث(4) .

3057 ـ موسى بن أشيم :

قر (5) . وزادصه : بالشين المعجمة والياء المثناة من تحت ، قالكش : حدثني حمدويه عن أيوب بن نوح عن حنان بن سدير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّي لأنفس على أجساد أُصيبت معه يعني أبا الخطّاب النار ، ثمّ ذكر ابن الأشيم قال : كان يأتيني فيدخل عليَّ هو وصاحبه وحفص بن ميمون فيسألوني فأخبرهم بالحق ، ثمّ يخرجون من عندي إلى أبي الخطّاب فيخبرهم بخلاف قولي(6) ، فيأخذون بقوله ويذرون قولي ، انتهى.

وما فيكش تقدم في جعفر بن ميمون(7) .

وفيتعق : في الكافي في باب التفويض عنه قال : كنت عند أبي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 410 / 1091.

(2) في المصدر : رواهما.

(3) الفهرست : 163 / 720.

(4) هداية المحدّثين : 157. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال الشيخ : 136 / 16.

(6) الخلاصة : 257 / 2.

(7) رجال الكشّي : 344 / 638.

٣٤١

عبد اللهعليه‌السلام فسأله رجل عن آية فأخبره بها ، فدخل داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأوّل ، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كاد قلبي يشرح بالسكاكين ، فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يُخطِئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يُخْطئ هذا الخطأ كلّه ، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي وعلمت أن ذلك منه تقيّة. قال : ثمّ التفت إليَّ فقال لي : يا ابن أشيم إنّ الله عزّ وجلّ أوحى(1) إلى سليمان بن داودعليه‌السلام فقال( هذا عَطاؤُنا ) (2) الحديث(3) . ورواه في بصائر الدرجات بسند حسن أيضاً(4) .

فالظاهر رجوعه عن الغلو كما يظهر من أخباره ، ومشايخنارحمهم‌الله نقلوا أخباره على وجه الاستناد والاعتماد ، ومرّ في فارس بن حاتم ما ينبغي أن يلاحظ(5) (6) .

أقول : قولهعليه‌السلام في خبر حنان : « كان يأتيني » ظاهر في عدم الرجوع ، بل ربما يظهر أن قولهعليه‌السلام ذلك بعد موته ، بل لا يبعد أن يكون ظاهر الخبر أنّه ممن أُصيب مع أبي الخطّاب ، فتأمّل.

وما حكاه سلّمه الله عن الكافي إلى الذم أقرب منه إلى المدح ، وربما‌

__________________

(1) في المصدر : فوّض.

(2) ص : 39.

(3) الكافي 1 : 208 / 2.

(4) بصائر الدرجات : 405 / 8 الجزء الثامن.

(5) الّذي مرّ هو التشكيك في نسبة الغلوّ إلى بعض المحدّثين الّذين نقل المشايخ أخبارهم محتجّين بها ومعتقدين لصحّتها ، فلاحظ.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

٣٤٢

يكون قوله : تركت أبا قتادة بالشام ، ظاهراً في صدور الخبر المذكور في أوائل قدومه ومبدأ أمره ، فتأمّل جدّاً.

3058 ـ موسى بن أكيل :

بالمثنّاة من تحت بعد الكاف ثمّ اللام ، النميري ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب يرويه جماعة ، ابن رباط عنه به(2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن أكيل النميري الثقة ، عنه ابن رباط ، والحسن بن محمّد بن سماعة(4) .

3059 ـ موسى بن بريد :

أخو القاسم ، له كتاب ، صفوان عنه به ،جش (5) .

وفيست : ابن يزيد كما يأتي(6) ، وصوابه كما هنا.

أقول : ظاهرجش وست كما يأتي من الشيعة ، ورواية صفوان عنه تشير إلى الوثاقة ، فتدبّر.

وفيمشكا : ابن بريد أو يزيد ، عنه صفوان(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 166 / 7.

(2) رجال النجاشي : 408 / 1086.

(3) الفهرست : 162 / 714 ، وفيه : موسى بن النميري.

(4) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(5) رجال النجاشي : 408 / 1084 ، وفيه بعد القاسم زيادة : الكوفي.

(6) الفهرست : 163 / 718.

(7) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٤٣

3060 ـ موسى بن بكر الواسطي :

ق (1) . وزادظم : أصله كوفي واقفي(2) .

وفيصه : من أصحاب أبي الحسن موسىعليه‌السلام واقفي(3) .

وفيجش : روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسىعليهما‌السلام وعن الرجال ، له كتاب يرويه جماعة ، علي بن الحكم عنه به(4) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عنه.

ورواه صفوان بن يحيى عنه(5) .

وفيكش : جعفر بن أحمد ، عن خلف بن حمّاد ، عنه أنّ أبا الحسنعليه‌السلام قال : قال أبيعليه‌السلام سَعِدَ امرئ لم يمت حتّى يرى منه خلفاً تقرّ به عينه وقد أراني الله عزّ وجلّ من ابني خلفاً ، وأشار بيده إلى العبد الصالحعليه‌السلام (6) .

حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، عنه ، ثمّ ذكر أنّ أبا الحسنعليه‌السلام رآه مصفرّاً وأمره بأكل اللحم كباباً ، فأرسل إليه بعد جمعة فإذا الدم قد غلا في وجهه فأرسله في بعض حوائجه إلى الشام(7) .

وفيتعق : روى عنه الأجلّة كابن المغيرة(8) وفضالة(9) وجعفر بن‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 307 / 441.

(2) رجال الشيخ : 359 / 9 ، وفيه أيضاً زيادة : له كتاب ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(3) الخلاصة : 257 / 1.

(4) رجال النجاشي : 407 / 1081.

(5) الفهرست : 162 / 715.

(6) رجال الكشّي : 438 / 825 ، وفيه زيادة : ما تقرّ به عيني.

(7) رجال الكشّي : 438 / 826. كما وذكر حديثاً آخر عنه أنّه كان في خدمة أبي الحسنعليه‌السلام ، 328 / 595.

(8) الكافي 4 : 52 / 11.

(9) الكافي 5 : 94 / 10.

٣٤٤

بشير(1) وصفوان(2) كثيراً.

وفي الكافي في باب ميراث الولد مع الزوج : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة قال : دفع إليّ صفوان كتاباً لموسى بن بكر فقال : هذا سماعي عن موسى بن بكر وقرأته عليه(3) .

وفيه في كتاب الخلع : قال(4) : وكان جعفر بن سماعة يقول : يتبعها الطلاق ويحتجّ برواية موسى بن بكر عن العبد الصالح قال : قال عليعليه‌السلام . الحديث(5) . وفيما ذكر شهادة واضحة على وثاقته وجلالته.

وهو كثير الرواية ، ورواياته مقبولة مفتى بها ، وطس في سند هو فيه طعن على العبيدي وابن سنان ولم يطعن عليه(6) (7) .

أقول : عن المختلف في باب توريث الإمام الملاعنة جميع مال ولدها وصف حديثه بالصحّة(8) .

وفيمشكا : ابن بكر الواقفي ، عنه علي بن الحكم ، وابن أبي عمير ،

__________________

(1) الكافي 6 : 489 / 4.

(2) التهذيب 7 : 324 / 1335.

(3) الكافي 7 : 97 / 3.

(4) أي : الحسن بن محمّد بن سماعة.

(5) الكافي 6 : 141 / 9.

(6) في التحرير الطاوسي : 538 و 544 / 400 ترجمة المفضّل بن عمر طعن في الرواية بأنّ في طريقها موسى بن بكر وهو واقفي.

نعم ذكر في ترجمة عبد الله بن العبّاس ذلك حيث قال : وروى حديثاً يتعلّق به وبأخيه عبيد الله شديداً في الطعن لكن طريقه ضعيف لأنّ من رواته محمّد بن سنان يرويه عن محمّد ابن عيسى العنبري. ( العبيد ) وهو مضعف ، انتهى. التحرير : 316 / 213 ، والرواية مذكورة في رجال الكشّي : 53 / 102 وفي طريقها أيضاً موسى بن بكر الواسطي.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(8) المختلف : 744 كتاب الفرائض وأحكامه ، والتهذيب 9 : 338 / 1217.

٣٤٥

والعلاء بن رزين ، وصفوان بن يحيى ، وخلف بن حمّاد ، ومحمّد بن سنان ، والنضر ، وفضالة. وهو عن زرارة(1) .

3061 ـ موسى بن جعفر البغدادي :

لم (2) . وزادست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عنه(3) .

وفيجش : ابن جعفر بن وهب(4) ، ويأتي.

وفيتعق : في رواية محمّد بن أحمد بن يحيى(5) عنه وعدم استثنائه دلالة على عدالته كما مرّ فيه(6) .

أقول : في الوسيط أيضاً : ينبئ ذلك عن حسن حاله(7) ، انتهى. هذا مضافاً إلى أنّ ظاهرست وجش كونه إماميّاً.

وفيمشكا : ابن جعفر البغدادي ، عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن علي بن محبوب(8) .

3062 ـ موسى بن جعفر الكمنذاني :

بضمّ الكاف والميم وإسكان النون وفتح الذال المعجمة ، أبو علي ،

__________________

(1) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(2) رجال الشيخ : 514 / 126.

(3) الفهرست : 162 / 717.

(4) رجال النجاشي : 406 / 1076.

(5) كذا في المصدر ؛ وفي النسخ : في رواية أحمد بن محمّد بن يحيى ، وهو سهو.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(7) الوسيط : 256.

(8) هداية المحدّثين : 262. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٤٦

من قرية من قرى قم ، كان مرتفعاً في القول ضعيفاً في الحديث ،صه (1) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه عنه به(2) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر الكمنداني ، عنه أحمد بن محمّد بن يحيى(3) ، انتهى فتأمّل.

3063 ـ موسى بن جعفر بن وهب :

البغدادي ، أبو الحسن ، له كتاب ، محمّد بن أحمد بن أبي قتادة عنه به ، وعمران بن موسى عنه به ،جش (4) .

وتقدّم عنست ولم : ابن جعفر البغدادي(5) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن وهب البغدادي ، عنه محمّد بن أحمد بن أبي قتادة ، وعمران بن موسى(6) .

3064 ـ موسى بن الحسن بن عامر :

ابن عمران بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي أبو الحسن ، ثقة عين جليل ،صه (7) .

وزادجش : صنّف ثلاثين كتاباً ، الحميري عن أبيه عنه بكتبه(8) .

أقول : فيمشكا : ابن عامر(9) بن عمران الثقة ، الحميري عن أبيه‌

__________________

(1) الخلاصة : 258 / 5.

(2) رجال النجاشي : 406 / 1077.

(3) هداية المحدّثين : 262. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(4) رجال النجاشي : 406 / 1076.

(5) الفهرست : 162 / 717 ورجال الشيخ : 514 / 126.

(6) هداية المحدّثين : 262. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(7) الخلاصة : 166 / 4.

(8) رجال النجاشي : 406 / 1078.

(9) أي : موسى بن الحسن بن عامر.

٣٤٧

عنه ، وعنه سعد بن عبد الله ، ومحمّد بن يحيى العطّار. وهو عن السندي بن محمّد ، وسليمان الجعفري(1) .

3065 ـ موسى بن الحسن بن محمّد :

ابن العبّاس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت أبو الحسن المعروف بابن كيريا بالمثنّاة من تحت بعد الكاف وبعد الراء كان حسن المعرفة بالنجوم وله فيها كلام كثير ، وكان مفوّهاً عالماً ، وكان مع هذا يتديّن حسن الاعتقاد ،صه (2) .

وزادجش : وله مصنّفات في النجوم ، وكان أبو الحسن بن كبرياء هذا مع حسْن معرفته بعلم النجوم حَسَن العبادة والدين ، وله كتاب الكافي في أحداث الأزمنة ؛ يقال إنّ اسم أبي سهل بن نوبخت طيماوث(3) ، انتهى.

وفي الأوّل أيضاً : كبرياء ، بالموحّدة الساكنة كما صرّح به العلاّمة فيضح (4) ، فتأمّل.

أقول : فيه أيضاً أنّه بفتح الكاف وتشديد الياء أخيراً ، ونوبخت : بضمّ الباء ، فتأمّل(5) .

وفي الوجيزة : ممدوح(6) .

3066 ـ موسى بن حمّاد الطيالسي :

ويقال : الذراع ، ذكره محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب في الواقفة ،

__________________

(1) هداية المحدّثين : 262 ، وفيها : وسليمان الجعفري عنه. وما ورد عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(2) الخلاصة : 166 / 6.

(3) رجال النجاشي : 407 / 1080.

(4) إيضاح الاشتباه : 296 / 688.

(5) إيضاح الاشتباه : 296 / 688.

(6) الوجيزة : 328 / 1946.

٣٤٨

صه (1) .

وفيجش : ذكره ابن نوح وقال : ذكره محمّد. إلى آخره ، ثمّ قال : وقال : هو موسى بن حمّاد الذراع(2) .

3067 ـ موسى بن رنجويه :

ضا (3) . وزادصه : بالنون بعد الراء قبل الجيم ، أبو عمران الأرمني ضعيف(4) .

وزادجش : له كتاب أكثره عن عبد الله بن الحكم ، عنه محمّد بن حسّان(5) .

وفيلم : ابن رنجويه الأرمني يكنّى أبا عمران ، روى عن عبد الله بن الحكم(6) .

أقول : فيضح : زنجويه بالزاي ، والإرمني : بكسر الهمزة(7) .

قلت : المعروف فتحها ، وفي رنجويه الراء كما فيصه وجش وغيرهما.

وفيمشكا : ابن رنجويه ، عنه محمّد بن حسّان ، وهو عن عبد الله بن الحكم(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 258 / 8.

(2) رجال النجاشي : 1092.

(3) رجال الشيخ : 390 / 46.

(4) الخلاصة : 258 / 7 ، وفيها : زنجويه ، بالزاي.

(5) رجال النجاشي : 409 / 1088.

(6) رجال الشيخ : 492 / 7 ، وفيه زيادة : روى أحمد بن إدريس عن محمّد بن حسّان عن أبي عمران.

(7) إيضاح الاشتباه : 304 / 722.

(8) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

٣٤٩

3068 ـ موسى بن سابق :

لم (1) . وزادق : الكوفي(2) .

وزادجش : له كتاب ، الحسن بن علي اللؤلؤي عنه به(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل(4) ، عن أبي محمّد الحسن بن علي السعدي اللؤلؤي ، عنه(5) .

أقول : هو عند الشيخ والنجاشي إمامي ، ورواية جماعة كتابه تشير إلى الاعتماد عليه.

وفيمشكا : ابن سابق ، عنه الحسن بن علي اللؤلؤي(6) .

3069 ـ موسى بن سعدان الحنّاط :

ظم (7) . وزادصه : بالحاء المهملة والنون ، الكوفي ، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، ضعيف ، في مذهبه غلو(8) .

وفيجش : ضعيف في الحديث ، كوفي ، له كتب كثيرة ، منها كتاب الطرائف ، محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عنه به(9) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 514 / 127.

(2) رجال الشيخ : 308 / 451.

(3) رجال النجاشي : 408 / 1075.

(4) عن أبي المفضّل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) الفهرست : 163 / 722 ، وفيه السعيد ، الشعيري ( خ ل ).

(6) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(7) رجال الشيخ : 361 / 37 ، وفيه : الخيّاط.

(8) الخلاصة : 257 / 4.

(9) رجال النجاشي : 404 / 1072.

٣٥٠

الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه(1) .

وفيتعق : إنْ كان هذا أي تضعيف العلاّمة ممّا قالهجش ففيه أنّ ضعف الحديث غير ضعف نفس الرجل(2) ، ونسبة الغلو مرّ ما فيها مراراً ، ومرّ في خالد بن نجيح عنه أيضاً خبر ظاهر في عدمه(3) ، ويظهر من غيره من أخباره الكثيرة الصريحة ؛ نعم ربما يظهر منها أُمور عجيبة وشأن عظيم بالنسبة إليهمعليهم‌السلام ، ولعلّه لذلك ولروايته عمّن رمي بالغلو رمي به. ورواية ابن أبي الخطّاب عنه وكذا نظائره يؤيّد الاعتماد عليه(4) .

أقول : مضافاً إلى ما فيست من ظهور كونه إماميّاً. وما فيصه بأجمعه كلامغض كما ذكره عناية الله(5) .

وفيمشكا : ابن سعدان ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب(6) .

3070 ـ موسى السوّاق :

قال نصر بن الصبّاح : موسى السوّاق أصحابه علياوية يقعون في السيّد محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ،صه (7) .

وفيكش : له أصحاب ، وبعد محمّد : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (8) .

__________________

(1) الفهرست : 162 / 713.

(2) عبارة العلاّمة عين عبارة ابن الغضائري كما وسينبّه المصنّف عليها.

(3) عن بصائر الدرجات : 261 / 25.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(5) مجمع الرجال : 6 / 156.

(6) هداية المحدّثين : 153 ، وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(7) الخلاصة : 257 / 3.

(8) رجال الكشّي : 521 / 1001 ، وفيه : قال نصر بن الصبّاح : موسى السوّاق له أصحاب علياويّة يقعون في السيّد محمّد رسول الله.

٣٥١

أقول : يأتي ذكر العلياويّة إن شاء الله في الألقاب(1) .

3071 ـ موسى بن طلحة القمّي :

قريب الأمر ، ذكر ذلك أبو العبّاس ،صه (2) .

وزادجش : له نوادر ، عنه البرقي(3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(4) .

أقول : فيمشكا : ابن طلحة ، أحمد بن أبي عبد الله عنه(5) .

3072 ـ موسى بن عامر :

روى عنه الحميري ،لم (6) .

وفيست : له كتاب الحجّ ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن الحميري ، عنه(7) .

وفيتعق : الظاهر أنّه ابن الحسن بن عامر(8) .

__________________

(1) وفيه أنّ العلياويّة يقولون إنَّ عليّاًعليه‌السلام رب ، وظهر بالعلويّة الهاشميّة ، وأظهر وليّه وعبده ورسوله بالمحمديّة ، فوافق أصحاب أبي الخطّاب في أربعة أشخاص علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وأنّ معنى الأشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس ، والحقيقة شخص علي ، لأنّه أوّل الأشخاص في الإمامة ، وأنكروا شخص محمّد (ص) ، وزعموا أنّ محمّداً عبد وعلي رب ، وأقاموا محمّداً مقام ما أقامت المخمّسة سلمان وجعلوه رسولاً لمحمّد صلوات الله عليه ، فوافقوهم في الإباحات والتعطيل والتناسخ. انظر : رجال الكشّي : 399 / 744.

(2) الخلاصة : 166 / 3.

(3) رجال النجاشي : 405 / 1074.

(4) الفهرست : 163 / 724.

(5) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرد في نسخة « ش ».

(6) رجال الشيخ : 515 / 130.

(7) الفهرست : 164 / 726.

(8) الّذي تقدّم عن رجال النجاشي : 406 / 1078 والخلاصة : 166 / 144.

٣٥٢

هذا ، وفي التهذيب : الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن موسى بن عامر عن العبد الصالح(1) . والظاهر أنّه المذكور(2) .

أقول : فيمشكا : ابن عامر ، عنه الحميري(3) .

3073 ـ موسى بن عبد السلام :

مضى في بكر بن محمّد الأزدي أنّه من بيت جليل بالكوفة(4) ،تعق (5) .

3074 ـ موسى بن عبيدة :

أبو حسّان العجلي الكوفي ، روى عنه صفوان الجمّال ،ق (6) .

3075 ـ موسى بن عمر بن بزيع :

مولى المنصور ، ثقة ، كوفي ، له كتاب ، يحيى بن زكريّا عنه به ،جش (7) .

وفيدي : ابن عمر بن بزيع(8) . وزادج : ثقة(9) .

وفيصه : مولى المنصور ، من أصحاب أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، ثقة ، كوفي(10) .

وفيست : له كتاب النوادر ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن‌

__________________

(1) التهذيب 5 : 444 / 1548.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(3) هداية المحدّثين : 153. وما ورد عن الهداية لم يرزق نسخة « ش ».

(4) عن رجال النجاشي : 108 / 273.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 347.

(6) رجال الشيخ : 307 / 432.

(7) رجال النجاشي : 409 / 1089.

(8) رجال الشيخ : 423 / 21.

(9) رجال الشيخ : 405 / 11.

(10) الخلاصة : 165 / 2.

٣٥٣

الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عبد الرحمن بن حمّاد ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن عمر بن بزيع الثقة ، عنه يحيى بن زكريّا ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، وعبد الرحمن بن حمّاد ، ومحمّد بن الحسين ، وإبراهيم بن هاشم.

وفي الكافي : أحمد بن إدريس عن الحسين بن عبد الله عن محمّد بن عبد الله وموسى بن عمر(2) . قال ملاّ محمّد صالح : هو عمر بن بزيع الكوفي(3) (4) .

3076 ـ موسى بن عمر البغدادي :

روى عنه الصدوق في الأمالي والعيون في الصحيح عن محمّد بن أحمد بن يحيى عنه عن ابن سنان(5) ، ولم يستثن ،تعق (6) .

3077 ـ موسى بن عمير :

أبو هارون المكفوف مولى آل جعدة بن هبيرة كوفي ،ق (7) .

وفيتعق : يأتي في الكنى ذمّه(8) (9) .

__________________

(1) الفهرست : 164 / 725.

(2) الكافي 1 : 88 / 2.

(3) شرح أُصول الكافي : 3 / 384.

(4) هداية المحدّثين : 262. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(5) الأمالي : 277 / 19 المجلس الرابع والخمسون ، والخصال : 38 / 19 ومعاني الأخبار : 185 / 2 ، ولم أجده في العيون.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 348.

(7) رجال الشيخ : 308 / 447.

(8) عن رجال الكشّي : 222 / 398.

(9) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

٣٥٤

3078 ـ موسى بن عمير الهذلي :

عامّي ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،صه (1) .

وزادجش : وعن الرجال ، له كتاب ، عنه عبّاد(2) .

وفيتعق : في الكنى فيكش فيه قدح عظيم(3) (4) .

أقول : فيمشكا : ابن عمير الهذلي ، عنه عبّاد(5) .

3079 ـ موسى بن عيسى بن عبيد :

اليقطيني ، أخو محمّد ، في التهذيب في كتاب الطلاق : عن محمّد بن عيسى قال : بعث إليّ أبو الحسن الرضاعليه‌السلام رزم ثياب وغلمان ودنانير(6) وحجّة لي وحجّة لأخي موسى بن عيسى بن عبيد وحجّة ليونس بن عبد الرحمن ، وأمرنا ان نحجّ عنه. الحديث(7) .

وفيه دلالة على عدالتهم جميعاً. ولعلّه ابن يقطين الآتي ،تعق (8) .

3080 ـ موسى بن القاسم بن معاوية :

ابن وهب البجلي أبو عبد الله ، يلقّب المجلي ، من أصحاب الرضاعليه‌السلام ، كوفي ، ثقة ثقة ، جليل ، واضح الحديث حسن الطريقة ،صه (9) .

__________________

(1) الخلاصة : 258 / 6.

(2) رجال النجاشي : 409 / 1087.

(3) الّذي في الكنى هو ذمّ أبي هارون المكفوف نقلاً عن رجال الكشّي : 222 / 398 ولم يرد للهذلي ذكر.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 348.

(5) هداية المحدّثين : 150. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(6) ودنانير ، لم ترد في المصدر.

(7) التهذيب 8 : 40 / 121 ، وفيه بدل موسى بن عيسى بن عبيد : موسى بن عبيد.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 348.

(9) الخلاصة : 165 / 1.

٣٥٥

وزادجش : له كتب ، أحمد بن محمّد بن عيسى عنه بها ؛ وله مسائل الرجال فيه ثمانية عشر رجلاً ، عبد الله بن محمّد بن عيسى عنه بها(1) .

وفيست : له ثلاثون كتاباً مثل كتب الحسين بن سعيد مستوفاة حسنة وزيادة كتاب الجامع ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن.

وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبد الله ، عن الفضل بن عامر وأحمد بن محمّد ، عنه(2) .

وفيضا : عربي بجلي كوفي ثقة(3) .

وفيج : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (4) .

أقول : فيمشكا : ابن القاسم الثقة الجليل ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعبد الله بن محمّد بن عيسى ، وأحمد بن أبي عبد الله ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، والفضل بن عامر.

وهو عن علي بن جعفر ، وعن صباح الحذّاء كما في الفقيه(5) (6) .

3081 ـ موسى بن محمّد الأشعري :

القمّي المؤدّب ، ساكن شيراز ، ابن بنت سعد بن عبد الله ، ثقة من أصحابنا ،صه (7) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 405 / 1073 ، ولم يرد فيه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام كوفي.

(2) الفهرست : 162 / 716 ، وفيه زيادة : عن رجاله.

(3) رجال الشيخ : 389 / 36.

(4) رجال الشيخ : 405 / 8.

(5) الفقيه 2 : 177 / 790.

(6) هداية المحدّثين : 153 ، وفيها بعد الثقة الجليل زيادة : البجلي. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(7) الخلاصة : 166 / 5.

٣٥٦

وزادجش : له كتاب الكمال في أبواب الشريعة ، عنه محمّد بن عبد الله(1) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد الأشعري الثقة ، عنه محمّد بن عبد الله(2) .

3082 ـ موسى بن محمّد بن علي الرضاعليه‌السلام :

في الإرشاد رواية تنبئ عن شي‌ء فيه(3) .

3083 ـ موسى بن هلال النخعي :

أسند عنه ، كوفي ،ق (4) .

3084 ـ موسى بن يزيد :

له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل(5) ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عنه ،ست (6) .

وتقدّم عنجش أنّه بريد(7) ، وهو الصواب.

أقول : فيمشكا : ابن يزيد ، عنه صفوان. والظاهر أنّه بريد المتقدّم كما قالجش (8) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 407 / 1079.

(2) هداية المحدّثين : 263. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(3) الإرشاد : 2 / 307 ، كما ورواها الشيخ الكليني بأدنى اختلاف في الكافي 1 : 420 / 8 بنفس السند ؛ وذكر السيّد الخوئي تعليقاً على الرواية بأنّها ضعيفة بيعقوب بن ياسر فهو مجهول ، ولو صحّت الرواية لدلّت على نهاية خبثه وجرأته على الإمام الهاديعليه‌السلام . ثمّ قال : وموسى بن محمّد هذا هو موسى المبرقع. معجم الرجال : 19 / 75.

(4) رجال الشيخ : 308 / 453.

(5) في نسخة « م » زيادة : عن ابن يقطين.

(6) في نسخة « م » زيادة : عن ابن يقطين.

(7) رجال النجاشي : 408 / 1084.

(8) هداية المحدّثين : 154. والمذكور عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

٣٥٧

3085 ـ موسى بن يقطين :

ضا (1) . وفيتعق : يحتمل كونه ابن عيسى المتقدّم(2) .

3086 ـ موفق الخازن ابن شهريار :

كان عالماً جليلاً ،مل (3) .

وهو غير مذكور في الكتابين.

3087 ـ موفّق بن هارون :

ضا (4) . وفيتعق : لعلّه الّذي مرّ في محمّد بن سنان أنّه أخرج أبا جعفرصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في صدره(5) ، ويظهر منه أنّه من خدّامهعليه‌السلام بل ومن خواصّهعليه‌السلام وأصحاب إسراره(6) .

أقول : في المجمع أنّه عبد أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، وقال : تقدّم في محمّد بن سنان وفي زكريا آدم ، وكتب في الحاشية : يظهر اعتباره كثيراً جدّاً وخدمته وخصوصيّته مع الجوادعليه‌السلام (7) .

3088 ـ المهدي بن الحسن بن أبي الحرب :

المرعشي أبو جعفر ، من أجلاّء هذه الطائفة ومن مشايخ الإجازة ،

__________________

(1) رجال الشيخ : 391 / 57.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 348.

(3) أمل الآمل 2 : 327 / 1012.

(4) رجال الشيخ : 392 / 64.

(5) عن رجال الكشّي : 583 / 1093 ، والّذي فيه أنّه أخرج كتاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام وهو في صدره إلى الإمام الجوادعليه‌السلام .

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 349.

(7) مجمع الرجال : 6 / 161 ، وفيه في الحاشية : يظهر اعتباره كثيراً وخدمته وخصوصيته.

٣٥٨

ووصفه في الاحتجاج بالعالم العابد وترضّى عنه(1) ،تعق (2) .

3089 ـ السيّد السند والركن المعتمد مولانا السيد مهدي ابن السيّد مرتضى ابن السيّد محمّد :

الحسني الحسيني الطباطبائي النجفي أطال الله بقاه وأدام علوّه ونعماه ، الإمام الّذي لم تسمح بمثله الأيام ، والهمام الّذي عقمت عن إنتاج شكله الأعوام ، سيّد العلماء الأعلام ومولى فضلاء الإسلام ، علاّمة دهره وزمانه وحيد عصره وأوانه ، إن تكلّم في المعقول قلت هذا الشيخ الرئيس فمن بقراط وأفلاط وأرسطاطاليس ، وإن باحث في المنقول قلت هذا العلاّمة المحقّق لفنون الفروع والأُصول ، وما رأيته يناظر في الكلام أبداً إلاّ قلت هذا والله عَلَمُ الهدى ، وإذا فسّر الكتاب المجيد وأصغيت إليه ذهلت وخلت كأنّه الّذي أنزل الله عليه.

كان ميلاده الشريف في كربلاء المشرّفة ليلة الجمعة في شهر شوّال المكرّم من(4) سنة خمس وخمسين بعد المائة والألف ، وتأريخ ولادته الميمونة : « لنصرة آي الحقّ قد ولد المهدي »(5) .

واشتغل برهة على والده الماجدقدس‌سره وكان عالماً ورعاً تقيّاً صالحاً بارّاً وعلى جماعة من المشايخ منهم شيخنا البحراني ، وانتقل إلى النجف الأشرف وتلمّذ على جماعة من فضلائها ، منهم الشيخ مهدي‌

__________________

(1) الاحتجاج : 1 / 15.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 349.

(3) في نسخة « ش » : المهدي.

(4) في نسخة « م » : في.

(5) من قوله : وتأريخ ولادته ، إلى هذا الموضع لم يرد في نسخة « م ». وحسب مجموع حروف هذا المصرع من الشعر تكون ولادته سنة 1154.

٣٥٩

الفتّوني والشيخ محمّد تقي الدورقي وغيرهما ، ثمّ عاد إلى كربلاء المشرّفة واشتغل على الأُستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه وأيّامه ، ورجع إلى النجف وأقام بها ، وداره الميمونة الآن محطّ رحال العلماء ومفزغ الجهابذة والفضلاء.

وهو بعد الأُستاذ العلاّمة دام علاهما إمام أئمّة العراق وسيّد الفضلاء على الإطلاق ، إليه يفزع علماؤها ومنه يأخذ عظماؤها ، وهو كعبتها الّتي تطوى إليها المراحل ، وبحرها الموّاج الّذي لا يوجد له ساحل ، مع كرامات باهرة ومآثر وآيات ظاهرة ، وقد شاع وذاع وملأ الأسماع والأصقاع تشييعه الجمّ الغفير والجمع الكثير من اليهود لما رأوا منه البراهين والإعجاز ، وناهيك بما بان له من الآيات يوم كان بالحجاز ، رأى والده الماجدقدس‌سره ليلة ولادته أنّ مولانا الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه أفضل الصلاة والسلام أرسل شمعة مع محمّد بن إسماعيل بن بزيع وأشعلها على سطح دارهم ، فعلا سناها ولم يدرك مداها ، يتحيّر عند رؤيته النظر ويقول لسان حاله : ما هذا بشر.

3090 ـ المهدي مولى عثمان :

من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، بايعه ومحمّد بن أبي بكر جالس فقال : أُبايعك على أنّ الأمر لك وأبرأُ من فلان وفلان ، فبايعه ، وكان محموداً ،صه (1) .

وفيي : كان محموداً ، وهو الّذي بايع أمير المؤمنينعليه‌السلام على البراءَة من الأوّلين(2) .

وفيكش : محمّد بن مسعود قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ،

__________________

(1) الخلاصة : 170 / 4.

(2) رجال الشيخ : 60 / 39.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

عام ؟ واقتنع غير واحد بمبدأ الحسينعليه‌السلام ، حتّى قال بعضهم : لقد شيّعني الحسين ، وقال غاندي : تعلّمت من الحسين أن أكون مظلوماً فانتصر

ولأحد المستشرقين كلمة في المقام ، يحسن إيرادها ، وذلك هو ماربين الألماني في كتابه « السياسة الإسلامية » قال : « من جملة الأُمور السياسية التي ألبستها رؤساء فرقة الشيعة لباس المذهب من عدّة قرون ، وصارت مورثة جدّاً لجلب قلوبهم وقلوب غيرهم ، هي أُصول التمثيل ، باسم التشبيه والتعزية في مأتم الحسين .

التمثيل أدخلته حكماء الهند في عباداتها لعدّة أغراض خارجة عن موضوع بحثنا ، الأوربائيون بمقتضى السياسة ألبسوا التمثيل لباس التفرّج ، وأظهروا في محلّات التفرّج العمومية لأنظار العامّ والخاصّ أُموراً سياسية مهمّة لاستجلاب القلوب قليلاً قليلاً ، أصابوا هدفين بسهم واحد ، تفريح الطبائع ، وجلب قلوب العامّة في الأُمور السياسية

فرقة الشيعة حصلت من هذه النكتة على فائدة تامّة ، فألبست ذلك لباس المذهب وعلى كلّ حال فالتأثير الذي يلزم أن يحصل على قلوب العامّة والخاصّة في إقامة العزاء والشبيه قد حصل ، من جهة يذكرون في مجالس قراءة التعزية المتواصلة المصائب ، التي وردت على رؤساء دينهم ، والمظالم التي وردت على الحسين

ومع تلك الأحاديث المشوّقة إلى البكاء على مصائب آل الرسول ، فتمثيل تلك المصائب للأنظار أيضاً له تأثير عظيم ، ويجعل العامّ والخاصّ من هذه الفرقة راسخ العقيدة فوق التصوّر هذه الفرقة تعمل الشبيه بأقسام مختلفة ، فتارة في مجالس مخصوصة ، ومقامات معيّنة ، وحيث إنّه في أمثال هذه المجالس المخصوصة ، والمقامات المعيّنة يكون اشتراك الفرق الأُخرى معهم أقلّ ، أوجدوا تمثيلاً بوضع خاصّ ، فعملوا الشبيه في الأزقة والأسواق ، وداروا به بين جميع الفرق ، وبهذا السبب تتأثّر قلوب جميع الفرق منهم ومن غيرهم ، بذلك الأثر

٤٨١

الذي يجب أن يحصل من التمثيل ، ولم يزل هذا العمل شيئاً فشيئاً يورث توجّه العامّ والخاصّ إليه ، حتّى إنّ بعض الفرق الإسلامية الأُخرى ، وبعض الهنود قلّدوا الشيعة فيه ، واشتركوا معهم في ذلك

إنّ هذه الطائفة بواسطة مجالس المآتم ، وعمل الشبيه واللطم والدوران وحمل الأعلام في مأتم الحسين جلبت إليها قلوب باقي الفرق نحن ـ الأوربائيين ـ بمجرّد أن نرى لقوم حركات ظاهرية في مراسمهم الملّية أو المذهبية منافية لعاداتنا ننسبها إلى الجنون والتوحّش ، ونحن غافلون عن أنّنا لو سبرنا غور هذه الأعمال ، لرأيناها عقلية سياسية ، كما نشاهد ذلك في هذه الفرقة ، وهؤلاء بأحسن وجه ، والذي يجب علينا أن ننظر إلى حقائق عوائد كلّ قوم ، وإلّا فإنّ أهل آسيا أيضاً لا يستحسنون كثيراً من عوائدنا ، ويعدّون بعض حركاتنا منافية للآداب ، ويسمّونها بعدم التهذيب بل بالوحشية ، وعلاوة على تلك المنافع السياسية التي ذكرناها ، التي طبعاً إثر التهيّج الطبيعي ، فإنّهم يعتقدون أنّ لهم في إقامة مأتم الحسين درجات عالية في الآخرة ، انتهى »

وأخيراً : حسبنا ما قاله الأئمّةعليهم‌السلام في إحياء أمرهم ، والتذكير بمصابهم ، ولا يضيرنا قول عائب خائب ، فإنّ لكلّ امرئ ما نوى ، وإنّما الأعمال بالنيّات ، بشرط تنزيه تلك الأعمال عمّا يشينها من أقوال وأفعال ، ولا نترك فرصة لمن استزلهم الشيطان ، فيرمونها بالفرية والبهتان( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) (١)

« عالية ـ البحرين ـ ٢٠ سنة »

سبب البكاء على الحسين :

س : لديّ سؤال : لماذا نبكي على أئمّة أهل البيت ؟ ونقوم بالتعزية عليهم ،
______________________

(١) آل عمران : ٨

٤٨٢

مع العلم أنّ تلك الحادثة ـ مثل مصيبة الإمام الحسين ـ كانت من الماضي ؟ ونسألكم الدعاء ، والشكر الجزيل

ج : يمكن الإجابة على سؤالك من عدّة وجوه :

الوجه الأوّل : لقد بكى على الحسينعليه‌السلام الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل استشهاده ، وقد ثبت ذلك من طرقنا ومن طرق العامّة ، ويمكن تأسّياً بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أن نبكي على الحسينعليه‌السلام ، ولا علاقة للزمان وبعده عن واقعة استشهاده ، لأنّه لو كان للزمان علاقة لكان الأولى بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا يبكي على الحسينعليه‌السلام قبل حصول الواقعة ، بل الذي يدعونا ـ كما يدعو الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ للبكاء هو مظلومية الإمام الحسينعليه‌السلام

الوجه الثاني : قد ورد أيضاً أنّ بعض الأنبياءعليهم‌السلام قد بكوا على الإمام الحسين ، وبعد الأنبياء عن واقعة استشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام أكثر من بعدنا عن تلك الواقعة ، ومع الاختلاف في السبق واللحوق

الوجه الثالث : قد ورد أيضاً أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بكى على حمزة وجعفر ، وأمر النساء بالبكاء عليهما ، حتّى صار البكاء على حمزة من عادة نساء أهل المدينة

الوجه الرابع : بعد أن ثبت عندنا بالدليل القاطع عصمة أئمّتناعليهم‌السلام يمكننا الأخذ برواياتهم وسيرتهم ، وقد كان دأب المعصومينعليهم‌السلام بعد واقعة الطفّ البكاء على الحسينعليه‌السلام ، وكان بعضهم يقيم مآتم العزاء ، وكانوا يأمرون شيعتهم بالبكاء ، وإقامة العزاء ، وحضور مجالس العزاء ، حتّى ورد عندنا فضل للتباكي على الحسينعليه‌السلام ، ونحن تبعاً لهمعليهم‌السلام نسير على خطاهم ، ونهتدي بهديهم ، ونأتمر بأوامرهم

فقضية البكاء على الحسينعليه‌السلام من القضايا الفرعية ، التي يمكن إثباتها بعد إثبات الأُصول التي تعتمد عليها ، ولا تتوقّف تلك الأُصول على جواز أو عدم جواز البكاء ، حتّى يستلزم الدور المحذور

٤٨٣

« حسين ـ البحرين ـ ٢٤ سنة ـ مدرّس »

كيفية بكاء الأفلاك على الحسين :

س : الرجاء التوضيح الشافي والوافي فيما ورد في مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام : بكت لموته الأرض والسماوات ، وأمطرت دماً ، وأظلمت الأفلاك من الكسوف ، واشتدّ سواد السماء ، ودام ذلك ثلاث أيّام ، والكواكب في أفلاكها تتهافت ، وعظمت الأهوال حتّى ظنّ أنّ القيامة قد قامت

مع توضيح كيفية بكاء السماء دماً ، ولكم منّا جزيل الشكر والتقدير

ج : سؤالك يتكوّن من سبع فقرات تريد إيضاحها :

١ ـ بكت لموته الأرض والسماء ، قد ورد عنهمعليهم‌السلام : إنّ بكاء الأرض كان بتفجّرها دماً ، وما رفع حجر عن الأرض إلّا كان تحته دماً عبيطاً ، وقد فسّر في خبر آخر بالسواد

أمّا بكاء السماء ، فعن الإمام الصادقعليه‌السلام بعد أن سئل عن بكاء السماء ، قال :« كانت الشمس تطلع حمراء وتغيب حمراء » (١) ، وقد فسّر بكاء السماء في أخبار أُخر بوقوع الدم ، فعن الإمام علي بن الحسينعليهما‌السلام بعد سؤاله عن أيّ شيء بكاؤها ؟ قال :« كانت إذا استقبلت بثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم » (٢)

وفي خبر آخر نسب البكاء بالحمرة إلى الشمس ، فقال : « بكت السماء على الحسين أربعين صباحاً بالدم ، والأرض بكت أربعين صباحاً بالسواد ، والشمس بكت أربعين صباحاً بالحمرة »(٣) ، والذي يجمع بين الأخبار أنّ كلا الأمرين قد حصل

٢ ـ وأمطرت دماً ، قال أحدهم : أمطرت السماء دماً احمرت منه البيوت
______________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢١٢

(٢) كامل الزيارات : ١٨٤

(٣) بحار الأنوار ١٤ / ١٨٣

٤٨٤

والحيطان ، وقال آخر : ذهبت الإبل إلى الوادي لتشرب فإذا هو دم ، وقال آخر : وحبابنا وجرارنا صارت مملوءة دماً ، وأصبحنا وحياضنا وجرارنا مملوءة دماً

٣ ـ أظلمت الأفلاك من الكسوف

٤ ـ اشتدّ سواد السماء ودام ذلك ثلاثة أيّام

لعلّ العبارتين بمعنى واحد وهو ذهاب نور الشمس وانكسافه ، وصيرورة النهار ليلاً كما في بعض الأخبار

٥ ـ والكواكب في أفلاكها تتهافت ، لم نعثر على مكان وجود هذه العبارة في المقتل ، ومع وجودها فيمكن أن يفهم منها : ظهور الشهب بكثرة في السماء ، الذي كان يفهم منه في ذلك الزمان سقوط الكواكب

٦ ـ عظمت الأهوال حتّى ظنّ أنّ القيامة قد قامت ، بعد كلّ هذه الحوادث الغريبة عليهم والمروّعة ، علموا بفداحة الأمر الذي حصل ، وتوقّعوا الهلاك العاجل ، حتّى جاء عن بعضهم قوله : حتّى ظنّنا أنّها هي ، يعني القيامة

« علي ـ فرنسا ـ سنّي ـ ٢٨ سنة ـ طالب »

النبيّ بكى على الحسين قبل مقتله :

س : هل الحسين خير من الرسل والأنبياء ؟ أم أنّه الوحيد الذي مات حتّى تفعلوا كل هذا من أجله ؟ يهديكم الله ، ويصلح بالكم

ج : ألم يثبت أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بكى على الحسينعليه‌السلام قبل مقتله ؟ ونصب المأتم عليه في مسجده ، فكيف بنا بعد أن قتل !

فقد روى أحمد عن عبد الله بن نجى عن أبيه : « أنّه سار مع عليرضي‌الله‌عنه ، وكان صاحب مطهرته ، فلمّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفّين ، فنادى علي :« اصبر أبا عبد الله بشطّ الفرات » ، قلت : وماذا ؟ قال :« دخلت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبيّ الله أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟

٤٨٥

قال : بلى ، قام من عندي جبرائيل قبل ، فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات ، قال : فقال : هل لك أنّ أشمّك من ترتبه ؟ قال : قلت : نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أنْ فاضتا » (١)

وهناك روايات كثيرة في هذا الباب ، مثل رواية أُمّ الفضل قالت : « فدخلت يوماً إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعته ـ أي الحسين ـ في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تهريقان من الدموع ، قالت : فقلت : يا نبيّ الله بأبي أنت وأُمّي مالك ؟ قال :« أتاني جبرائيل عليه‌السلام فأخبرني أنّ أُمّتي ستقتل ابني هذا » ، فقلت : هذا ؟ فقال :« نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء »

قال الحاكم النيسابوري : « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »(٢) ، فلماذا تنقم وتنزعج من البكاء والتأثّر على مقتل الحسين ؟!

يا أخي : إنّ الحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، وريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وابنه وحامل نسله ونسبه وسببه وإسلامه ، وضحّى بنفسه وأعزّ ما عنده من أخوة وأولاد ، وأهل بيت وأصحاب مؤمنين ، ونساء أهل البيت ، وعانوا ما عانوا من عطش وتقتيل وتمثيل وسبي وتخويف وعندنا أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة وعلي والحسنعليهم‌السلام أفضل من الحسينعليه‌السلام ، وكلّهم أفضل من الأنبياء والرسل والملائكة ، ولكن تختصّ مصيبة الحسينعليه‌السلام ومقتله بأشياء عظيمة توجب الاهتمام والإحياء والاقتداء بهعليه‌السلام

« السيّد علي ـ الكويت ـ ١٧ سنة »

ثواب البكاء على مصيبة الحسين :

س : إنّ بعض العلماء يشكّك في قضية البكاء على الحسين ، وأنّه لا يغفر الذنوب ؟ وفّقكم الله لخدمة الدين ، وشكراً

______________________

(١) مسند أحمد ١ / ٨٥

(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٧

٤٨٦

الجواب : لاشكّ أنّ أعداء أهل البيتعليهم‌السلام حاولوا على مدى الزمان منع إقامة الشعائر الحسينية ، أو التشكيك والسخرية في كثير منها ، ولكن بسبب وقوف مراجع الدين أمام هذا التيار ، وحثّهم للأُمّة على إقامة الشعائر ، والحبّ والولاء الموجودان لدى الأُمّة ، أفشل الكثير من تلك المحاولات ، فأثبتوا لهم تمسّكهم بأهل البيتعليهم‌السلام مهما كلّفهم الأمر

فقضية ثواب البكاء على مصيبة الإمام الحسينعليه‌السلام ، فهي من القضايا المسلّمة عند علمائنا ، فقد وردت روايات كثيرة في هذا المجال ، نذكر منها :

١ ـ عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهما‌السلام دمعة حتّى تسيل على خدّه ، بوّأه الله بها في الجنّة غرفاً يسكنها أحقاباً ، وأيّما مؤمن دمعت عيناه »(١)

٢ ـ عن أبي عمارة المنشد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ( قال لي :« يا أبا عمارة أنشدني في الحسين عليه‌السلام » ، قال : فأنشدته ، فبكى ، ثمّ أنشدته فبكى ، ثمّ أنشدته فبكى ، قال : فو الله ما زلت أنشده ويبكي حتّى سمعت البكاء من الدار ، فقال لي :« يا أبا عمارة من أنشد في الحسين عليه‌السلام شعراً فأبكى خمسين فله الجنّة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى أربعين فله الجنّة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى ثلاثين فله الجنّة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى عشرين فله الجنّة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى عشرة فله الجنّة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى واحداً فله الجنّة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فبكى فله الجنّة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فتباكى فله الجنّة » )(٢)

٣ ـ عن صالح بن عقبة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :« من أنشد في الحسين عليه‌السلام بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنّة ، ومن أنشد في الحسين بيتاً
______________________

(١) كامل الزيارات : ٢٠١

(٢) المصدر السابق : ٢٠٩

٤٨٧

فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنّة » ، فلم يزل حتّى قال : «من أنشد في الحسين بيتاً فبكى ـ وأظنّه قال : أو تباكى ـفله الجنّة » (١)

٤ ـ عن أبي عمارة المنشد قال : ( ما ذكر الحسينعليه‌السلام عند أبي عبد اللهعليه‌السلام في يوم قط ، فرئي أبو عبد اللهعليه‌السلام متبسّماً في ذلك اليوم إلى الليل ، وكانعليه‌السلام يقول :« الحسين عَبرة كُلّ مؤمن » )(٢)

٥ ـ عن أبي بصير قال : ( قال أبو عبد اللهعليه‌السلام :« قال الحسين بن علي عليهما‌السلام : أنا قتيل العَبرة لا يذكرني مؤمن إلّا استعبر » )(٣)

٦ ـ عن الفضل بن شاذان قال : ( سمعت الرضاعليه‌السلام يقول :« لمّا أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم عليه‌السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه ، تمنّى إبراهيم عليه‌السلام أن يكون يذبح ابنه إسماعيل عليه‌السلام بيده ، و قال : يا إبراهيم فإنّ طائفة تزعم أنّها من أُمّة محمّد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش ، فيستوجبون بذلك سخطي ، فجزع إبراهيم عليه‌السلام لذلك وتوجّع قلبه وأقبل يبكي ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله ، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب ، فذلك قول الله عزّ وجلّ : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم » )(٤)

٧ ـ عن إبراهيم بن أبي محمود قال : « قال الرضاعليه‌السلام :« إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرمة في أمرنا

______________________

(١) المصدر السابق : ٢١٠

(٢) المصدر السابق : ٢١٤

(٣) المصدر السابق : ٢١٥

(٤) الصافّات : ١٠٧ ، عيون أخبار الرضا ٢ / ١٨٧

٤٨٨

إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلّ عزيزنا ، بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإنّ البكاء يحطّ الذنوب العظام »

ثمّ قالعليه‌السلام :« كان أبي عليه‌السلام إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه ، حتّى يمضي منه عشرة أيّام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين » )(١)

٨ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا نزلت :( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ) (٢) في اليهود ، أي الذين نقضوا عهد الله ، وكذّبوا رسل الله ، وقتلوا أولياء الله :« أفلا أُنبّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الأُمّة » ؟

قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « قوم من أُمّتي ينتحلون أنّهم من أهل ملّتي ، يقتلون أفاضل ذرّيتي وأطائب أرومتي ، ويبدّلون شريعتي وسنّتي ، ويقتلون ولدي الحسن والحسين ، كما قتل أسلاف اليهود زكريا ويحيى

ألا وإنّ الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هادياً مهديّاً من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنّم ، ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبيهم وناصريهم ، والساكتين عن لعنهم من غير تقية تسكتهم

ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة ، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظاً وحنقاً ، ألا وإنّ الراضين بقتل الحسين شركاء قتلته ، ألا وإنّ قتلته وأعوانهم وأشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله »(٣)

٩ ـ عن الإمام عليعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال :« إذا كان يوم القيامة نادى ______________________

(١) الأمالي للشيخ الصدوق : ١٩٠

(٢) البقرة : ٨٤

(٣) بحار الأنوار ٤٤ / ٣٠٤ ، العوالم ، الإمام الحسين : ٥٩٨

٤٨٩

مناد من بطنان العرش : يا أهل القيامة غضّوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمّد ، مع قميص مخضوب بدم الحسين ، فتحتوي على ساق العرش ، فتقول : أنت الجبّار العدل اقض بيني وبين من قتل ولدي ، فيقضي الله لابنتي وربّ الكعبة

ثمّ تقول : اللهم اشفعني فيمن بكى على مصيبته ، فيشفعها الله فيهم »(١)

نكتفي بهذا المقدار من الروايات ، وللمزيد راجعوا المصادر الحديثية

« حفيظ بلخيرية ـ تونس »

ما ورد في زيارة الأربعين :

س : يحتفل الشيعة في كلّ سنة بأربعينية الحسينعليه‌السلام ، وسؤالي لا يتعلّق بإحياء الذكرى ، بل في مسألة الأربعين ، هل تتوافق مع الحديث القائل : « لا حزن بعد الثلاث » ؟

ج : لم نجد الحديث المذكور في الكتب الحديثية المعتبرة عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ وعلى فرض التسليم بوجوده وصحّته إن وجد ، تكون زيارة الأربعين للإمام الحسينعليه‌السلام ممّا خُصّ فعله تبعاً للروايات المعتبرة الواردة في هذا الشأن ، وزيارة الأربعين لا تشتمل على معنى الحزن فقط ، وإنّما حالها كحال معظم الشعائر الحسينية المندوبة الأُخرى التي يراد منها :

١ ـ تعظيم شعائر الله التي وصفها الحقّ سبحانه وتعالى بأنّها من تقوى القلوب

٢ ـ التعبير عن الولاء لأولياء الله ، والسير على منهجهم وخطاهم

٣ ـ السعي لبيان مظلومية أهل البيتعليهم‌السلام ، وما جرى على أئمّة الحقّ التي تعني مظلومية الإسلام ، والذي يصبّ في دعم العقيدة والدين ، إلى غير ذلك من المعاني والعبر التي حفلت بها هذه الشعائر ، حتّى ورد الحثّ الشديد من أئمّة أهل
______________________

(١) ينابيع المودّة ٢ / ٣٢٣

٤٩٠

البيتعليهم‌السلام على إقامتها وتفعيلها

أمّا ما ورد من الأحاديث في زيارة الأربعين ، فقد روي عن الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام أنّه قال : « علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختّم باليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم »(١)

وقد وردت صيغة عن الإمام الصادقعليه‌السلام لكيفية هذه الزيارة جاء فيها :« تزور عند ارتفاع النهار فتقول : السلام على وليّ الله وحبيبه ، السلام على خليل الله ونجيبه » (٢)

« حفيظ بلخيرية ـ تونس ـ »

الضرب بالسلاسل نوع من التأسّي :

س : نشاهد على شاشة التلفاز شباب يضربون أنفسهم بسلاسل من حديد ، وذلك لإحياء ذكرى الشهيد الحسينعليه‌السلام ، فما هو معنى هذا الفعل ؟

ج : إنّ شعائر الضرب بالسلاسل على الظهور قد يكون لها منشأ من نفس أحداث واقعة كربلاء ، تقريباً وتعبيراً عمّا كان يتعامل به أعداء أهل البيت من إيذاء وضرب ، وممارسات الأسر في حقّ النساء والأطفال ، ضرباً على ظهورهم بالسياط ، لذا يعمل الموالون على إحياء هذا المشهد المأساوي الذي قدّمه أهل بيت العصمة وعيالاتهم في سبيل نصرة الدين والتضحية من أجل إحياء الإسلام المحمّدي الأصيل

وفلسفة هذه الأعمال والشعائر للمصيبة الحسينية أنّها تهدف على إحياء روح التأسّي والتأثّر والولاء لأهل البيتعليهم‌السلام ، الذي أمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّته بالتمسّك بهم من بعده مع الكتاب الكريم ، وجعلهم عدلاً له ، كما هو الوارد في الحديث
______________________

(١) إقبال الأعمال ٣ / ١٠٠

(٢) المصدر السابق ٣ / ١٠١

٤٩١

المعروف :« إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً » (١)

وبغضّ النظر عن معنى هذا الفعل فإنّ للشيعي الموالي الحرّية في اختيار السلوك الذي يعبّر به عن حزنه ومواساته للسبط الشهيد وأهل بيته وأصحابه ، ما لم يدخل ذلك في دائرة الحرام

وعليه ، فإنّ مختلف الشعائر الحسينية مفتوحة للتطوّر بمرور الزمان ، كما أنّها تطوّرت إلى ما نشاهده اليوم عمّا كانت عليه سابقاً عبر تراكم العادات ، واختلاف أشكال التعبير

« ـ ـ »

أدلّة تحريم اللطم واهية :

س : يعدّ البعض اللطم على الصدور في المآتم حرام ، ويستدلّ بعدّة أدلّة ، فما هي الأدلّة على مشروعية اللطم على الصدور ؟

ج : الاستدلال على مشروعية اللطم يتمّ على نقاط :

١ ـ إنّ الأصل في الأشياء الإباحة ، أي إنّ كُلّ شيء مباح حتّى يرد فيه حرمة
______________________

(١) فضائل الصحابة : ١٥ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٢٨ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٩٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤١٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٣ ، المعجم الصغير ١ / ١٣٥ ، المعجم الأوسط ٤ / ٣٣ و ٥ / ٨٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٦ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ و ١٨٢ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٣٣ ، نظم درر السمطين : ٢٣٢ ، كنز العمّال ١ / ١٧٢ و ١٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٢ ، المحصول ٤ / ١٧٠ ، الإحكام للآمدي ١ / ٢٤٦ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، علل الدارقطني ٦ / ٢٣٦ ، أنساب الأشراف : ١١١ و ٤٣٩ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٤١٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٥ و ٩٩ و ١٠٥ و ١١٢ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٤٩ و ٢ / ٤٣٢ و ٤٣٨ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٢١١ و ٣ / ١٧٧ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨ و ١١ / ٨٨ ، تاج العروس ٧ / ٢٤٥

٤٩٢

ونهي ، لا كما يظهر من كلام من يعترض على اللطم : من أنّ الأصل في الأشياء الحرمة

فإنّ أصالة الإباحة أصل في علم أُصول الفقه ، فيه بحوث علمية لا يعرفها أبناء المذهب المخالف يمكنك اطلاعهم عليها ، وعليه فإنّ مدّعي الحرمة والمنع يحتاج إلى دليل وليس العكس

٢ ـ بل إنّ اللطم على الإمام الحسينعليه‌السلام مستحبّ ، لأنّه بعد الأصل يدخل في إحياء شعائر الله ، ومن المعلوم لدينا دخول الشعائر الحسينية في شعائر الله ، لأنّ يوم الحسين يوم من أيّام الله بلا جدال

٣ ـ ولكن مع كُلّ هذا ، فإنّ للشيعة أدلّتهم من الروايات التي فيها إقرار اللطم على الإمام الحسين وبقية المعصومينعليهم‌السلام ، كما ورد في زيارة الناحية المقدّسة من فعل الفواطم :« برزن من الخدور ، ناشرات الشعور على الخدود ، لاطمات الوجوه » (١) ، إذ جاءت هذه الزيارة على لسان معصوم ، فضلاً عن سكوت الإمام زين العابدينعليه‌السلام زمن الحادثة الدالّ على تقريره

وأيضاً ما رواه العلّامة المجلسي : من أن دعبل الخزاعي لمّا انشد الإمام الرضاعليه‌السلام :

إذاً لـلطمـت الخـدّ عنـده

وأجريت دمع العين في الوجنات »(٢)

لطمت النساء ، وعلا الصراخ من وراء الستار ، وبكى الإمام الرضاعليه‌السلام حتّى أُغمي عليه مرّتين ، وفيه من التقرير والرضا ما لا يخفى ، إذ لو كان فيه خلاف الشرع لأنكرهعليه‌السلام

ما رواه الشيخ الطوسي عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال :« وقد شققن الجيوب ، ولطمن الخدود ، الفاطميات على الحسين بن علي عليهما‌السلام ، وعلى مثله
______________________

(١) المزار الكبير : ٥٠٤

(٢) بحار الأنوار ٤٥ / ٢٥٦

٤٩٣

تلطم الخدود ، وتشقّ الجيوب » (١)

وقال في الجواهر : « وما يحكى من فعل الفاطميات كما في ذيل خبر بل ربما قيل إنّه متواتر »(٢)

وفي اللهوف : « ولمّا رجع نساء الحسينعليه‌السلام وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق ، قالوا للدليل : مرّ بنا على طريق كربلاء

فوصلوا إلى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وجماعة من بني هاشم ، ورجالاً من آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قد وردوا لزيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فوافوا في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد ، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد ، وأقاموا على ذلك أيّاماً »(٣)

ومن المعلوم : إنّ الإمام السجّادعليه‌السلام كان معهم

وروي في أحاديث كثيرة استحباب الجزع على الإمام الحسينعليه‌السلام ، وفسّر الإمام الباقرعليه‌السلام الجزع بقوله :« أشدّ الجزع الصراخ بالويل والعويل ، ولطم الوجه والصدر » (٤)

وغيرها من الروايات ، أفبعد هذا يقال بالمنع من اللطم !! نعم إنّ ذلك مختصّ بالحسينعليه‌السلام كما ذكر الفقهاء

ولكن المانعين المدّعين لحرمة اللطم حاولوا إيراد أدلّة تدلّ على حرمة اللطم بالعنوان الثانوي ، منها :

١ ـ إنّه إلقاء في التهلكة :( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) (٥) ، مع أنّ الآية ناظرة إلى التهلكة في الآخرة ، ولو سلّمنا فإنّه ليس فيما يفعله اللاطم تهلكة في الدنيا

______________________

(١) تهذيب الأحكام ٨ / ٣٢٥

(٢) جواهر الكلام ٤ / ٣٧١

(٣) اللهوف في قتلى الطفوف : ١١٤

(٤) الكافي ٣ / ٢٢٢

(٥) البقرة : ١٩٥

٤٩٤

وإن حدث في بعض الحالات النادرة ، فإنّ مات أحدهم مثلاً ، فإنّ ذلك لا يوجب التحريم أصلاً ، فهو كما يتّفق في كُلّ شيء مباح ، كركوب السيارة مثلاً

٢ ـ إنّه إضرار بالنفس ، والإضرار حرام ، مع أنّه لم يثبت حرمة كُلّ إضرار بالنفس ، بل الثابت حرمة ما يؤدّي إلى هلاك النفس ، أو ما يؤدّي إلى ضرر بالغ ، والعقلاء يقدمون على الضرر القليل من أجل هدف أسمى وأكبر ، بل قد يقدمون على أُمور فيها هلاك النفس من أجل المبادئ والقيم التي يؤمنون بها

٣ ـ من أنّ هذه الممارسات ـ ومنها اللطم ـ فيها توهين للمذهب ، وجوابه : إنّ ذلك يختلف باختلاف المواقف ، وأنّ تشخيص الموضوع يعود للمكلّف في صدق التوهين هنا أو لا

ولو أردنا مجارات كُلّ من خالفنا وشنّع علينا بممارساتنا الدينية بمثل هذه الحجّة لما بقى لدينا شيء حتّى الحجّ والصلاة

٤ ـ قد يعترض المخالف من أهل العامّة بأنّه بدعة ، ولكن تعريف البدعة هو : إدخال ما ليس في الدين فيه ، وهو قد يطلق على ما كان محرّماً ، وقد عرفت ممّا سبق الأدلّة على جوازه ، وأنّه من الدين

« عبد الله ـ السعودية ـ ٣٠ سنة ـ دكتور »

اللطم جائز للإقرار وللأصل :

س : من المتعارف عليه بين أبناء الشيعة الإمامية إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسينعليه‌السلام ، ويصاحب ذلك في كثير من الأحيان اللطم ، أو ما عرف بالعزاء

وهو إنشاد القصائد الرثائية في أهل البيت ، ويصحب ذلك اللطم على الصدور ، وحسب اطلاعي المتواضع ، فإنّ الأئمّةعليهم‌السلام كانوا يحيون هذه الأيّام ، ولكن لم يرد بأنّهم كانوا يلطمون على صدورهم ، أو كانوا يحثّون على ذلك ، ولو كانت هذه العادة هي شعيرة خاصّة ، أو لها أهمّية لجاءت أخبار الأئمّة بالحثّ عليها ، بل ربما هناك ما يتعارض مع مثل ذلك

٤٩٥

فنحن نعرف وصية الإمام الحسينعليه‌السلام لأخته زينبعليها‌السلام ليلة العاشر : بأن تتعزّى بعزاء الله ، ولا تشقّ عليه جيباً ، أو تلطم عليه خدّاً مع أنّ السيّدة زينب ليست بحاجة لذلك ، إلّا أنّ الإمام ربما قال لها ذلك من باب : إيّاك أعني واسمعي يا جارة

كذلك سمعت من البعض : بأنّ أوّل ظهور لهذه العادة كان في عصر الشيخ المفيد ، وكان الشيخ يقف موقفاً سلبياً ممّن يمارسون هذه العادة ، أُودّ أن أسمع تعليقكم حول هذا الموضوع بالتفصيل ؟ شاكراً ومقدّراً لكم

ج : نلخّص الجواب في نقاط :

١ ـ هناك كلّية صحيحة يرجع إليها في الاستدلال ، وهي : كُلّ ما يأمر به ، أو يحثّ عليه ، أو يفعله أو يقرّه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو الإمامعليه‌السلام فهو جائز بالمعنى العام ، أي أعمّ من الواجب والمستحبّ والمباح

وهناك قضية يأتي بها المغالطون كثيراً على أنّها كلّية صحيحة يمكن الاستدلال بها ، ليموّهوا على مناقشيهم بنوع من المغالطة ، وهي : إنّ كُلّ جائز وليس الواجب يجب أن يفعله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو الإمامعليه‌السلام ، وهي عكس الأُولى ، وهذه الكلّية غير صحيحة وباطلة ، ولم تثبت لا عقلاً ولا شرعاً

ومن راجع علم المنطق يعرف : إنّ العكس المستوي في الموجبة الكلّية يكون موجبة جزئية ، فعكس القاعدة الأُولى : كُلّ ما يفعله الإمام فهو جائز ، وهي موجبة كلّية ، يكون : بعض ما هو جائز يفعله الإمام ، وهي موجبة جزئية ، ثمّ إنّه لم يثبت في الشرع أنّ كُلّ شيء جائز ـ سواء كان مستحبّاً أو مباحاً ـ يجب أن يفعله الإمام

ملاحظة : نحن اقتصرنا في القضية على فعل الإمامعليه‌السلام لأنّ المخالفين الذين
يتعمّدون المغالطة يحتجّون دائماً علينا بأنّ الإمام لم يفعل كذا ، ولم يفعل كذا ، فهو غير جائز ، ولا يحتجّون علينا بعدم فعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا نادراً

أمّا نحن ، فإنّ هذه القاعدة واضحة عندنا ، فلا نحتجّ عليهم بعدم فعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لشيء لإثبات عدم جوازه إلّا من باب النقض

٤٩٦

ومن هنا عرفت الجواب على كُلّ من يعترض على فعل ما بأنّ الإمامعليه‌السلام لم يفعله ، أو لم يثبت فعله له ، ومنها الاستدلال بعدم فعل الإمامعليه‌السلام للطم

٢ ـ تبيّن أنّ إقرار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو الإمامعليه‌السلام لفعل ما يدلّ على جوازه بالمعنى الأعم ، ولا يثبت به الوجوب ، فهو يحتاج إلى دليل آخر

وفي موردنا جاءت عدّة روايات تثبت إقرار الإمامعليه‌السلام لما فعله الآخرون من اللطم أمامه ، أو لم ينكر على من ذكر اللطم على الإمام الحسينعليه‌السلام ، ويبيّن له المنع من ذلك

منها : ما رواه الشيخ الطوسي عن الإمام الصادقعليه‌السلام :« وقد شققن الجيوب ، ولطمن الخدود ، الفاطميات على الحسين بن علي عليهما‌السلام ، وعلى مثله تلطم الخدود ، وتشقّ الجيوب » (١)

ومنها ما رواه الشيخ الصدوق : إنّ دعبل الخزاعي انشد الإمام الرضاعليه‌السلام قصيدته التي فيها :

أفاطم لو خـلت الحسـين مجـدّلاً

وقـد مـات عطشـانـاً بشط فراتِ

إذاً لـلطمـت الخـدّ عنـده

وأجريت دمع العين في الوجنات »(٢)

فلم يعترض عليه الإمامعليه‌السلام بأنّ فاطمةعليها‌السلام لا تفعل الحرام ، وهو اللطم ، بل بكىعليه‌السلام

ومنها : ورد في زيارة الناحية المقدّسة :« فلمّا رأين النساء جوادك مخزيّا ونظرن سرجك عليه ملويّا ، برزن من الخدور ناشرات الشعور ، على الخدود لاطمات ، الوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات » (٣) ، وغيرها

٣ ـ إنّ استنباط الحكم الشرعي لقضية معيّنة يتمّ من خلال قواعد مقرّرة في أُصول الفقه وعلم الفقه ، ويستدلّ بها من القرآن والسنّة والعقل والإجماع ، ولا
______________________

(١) تهذيب الأحكام ٨ / ٣٢٥

(٢) بحار الأنوار ٤٥ / ٢٥٦

(٣) المزار : ٥٠٤

٤٩٧

ينحصر الدليل بقول المعصوم أو فعله ، وإذا فقد الدليل من هذه الأربعة يرجع إلى الأُصول العملية التي تحدّد الوظيفة العملية للمكلّف باتجاه هذه القضية

وقد قرّروا أنّ الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يأتِ فيه تحريم ، فإذا سلّمنا بفقد الدليل على اللطم ، نرجع إلى هذا الأصل الأوّلي فيه وهو الإباحة ، ولم يثبت في هذه القضية أصل ثانوي من أنّه إضرار بالنفس ، وعلى فرض ثبوته فليس كُلّ ضرر ـ وإن كان لا يعتدّ به ـ حراماً

٤ ـ ومثل هذا يثبت بخصوص خروج المواكب في الطرقات وإنشاد المراثي ، على أنّ شعائر خروج المواكب في الطرقات كان من عهد البويهيين في بغداد في القرن الرابع الهجري ، وهو عصر علماء عظام من الإمامية ـ كالمفيد وابن قولويه والمرتضى والرضي ـ ولم يسمع من أحد منهم الاعتراض والنهي عن ذلك ، ولم نعرف المصدر الذي نقلت منه موقف الشيخ المفيد السلبي بخصوص ذلك ، فنرجو أن تذكر المصدر حتّى ننظر فيه

٥ ـ وأمّا ما أوردته من الرواية عن الإمام الحسينعليه‌السلام يخاطب زينبعليها‌السلام : بأن تتعزّى بعزاء الله ، ولا تشقّ عليه جيباً ، أو تلطم عليه خدّاً ، فإنّ متن الرواية هكذا :« انظرن إذا أنا قتلت ، فلا تشقّقن عليّ جيباً ، ولا تخمشن عليّ وجهاً » (١)

وليس فيها : « ولا تلطمن عليّ خدّاً » حتّى تستدلّ بها على النهي عن اللطم

بل عن رواية الأقدم منهما وهو أبو مخنف ـ المتوفّى ١٥٨ هـ ـ عن الحارث بن كعب وأبي الضحّاك عن الإمام علي بن الحسينعليهما‌السلام ، أنّ المخاطبة كانت زينبعليها‌السلام ، إذ قال لها الحسينعليه‌السلام :« يا أُخية ، إنّي أُقسم عليك فابري قسمي : لا تشقّي عليّ جيباً ، ولا تخمشي عليّ وجهاً ، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور ، إذا أنا هلكت » (٢)

______________________

(١) اللهوف في قتلى الطفوف : ٥٠

(٢) مقتل الحسين لابن مخنف : ١١١

٤٩٨

مع ملاحظة أنّ القضية في كُلّ الروايات واحدة ، وهي خبر إنشاد الحسين لعدّة أبيات التي أوّلها : يا دهر أُفٍّ لك من خليل ، ليلة عاشوراء ، فمرّة مخاطباً النساء معاً ، ومرّة مخاطباً زينبعليها‌السلام وحدها ، إضافة إلى أنّ رواية السيّد ابن طاووس مرسلة

نعم ، قد يستدلّ برواية أُخرى في « دعائم الإسلام » عن الإمام الصادقعليه‌السلام : أنّه أوصى عندما احتضر فقال :« لا يلطمن عليّ خدّ ، ولا يشققن عليّ جيب ، فما من امرأة تشقّ جيبها إلّا صدع لها في جهنّم صدع ، كلّما زادت زيدت »

ولكن بغضّ النظر عمّا قيل في توثيق كتاب « دعائم الإسلام » ، فقد قال السيد الخوئي بخصوص هذه الرواية وغيرها : « إلّا أنّ الأخبار لضعف إسنادها لا يمكن الاعتماد عليها في الحكم بالحرمة بوجه »(١)

ولذا أفتى علماؤنا بجواز شقّ الثوب على الأب والأخ فراجع

فيتّضح أنّ ما تقدّم من الروايات لا تنهض حجّة لمقاومة الأدلّة التي ذكرناها

______________________

(١) التنقيح في شرح العروة الوثقى ٩ / ٢٣٢

٤٩٩
٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576