موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

موسوعة الأسئلة العقائديّة6%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-01-0
الصفحات: 576

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 576 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 240664 / تحميل: 7242
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠١-٠
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الهادي ومولانا العسكري8 وخدمهما ، وكاتباه ووقّعا إليه توقيعات كثيرة.

وفيه أيضا : أنّه كان رجلا من وجوه الشيعة وثقاتهم ومقدّما في الكتابة والعلم والأدب والمعرفة ، إلى آخره(1) . فثبت توثيقه مضافا إلى تبجيله.

وربما يعبّر عنه بعلي بن محمّد الصيمري ، فتتبّع(2) .

2096 ـ علي بن محمّد بن العبّاس :

ابن فسانجس ـ بالسين المهملة بعد الفاء والنون بعد الألف والجيم والسين المهملة ـ أبو الحسنرضي‌الله‌عنه ، كان عالما بالأخبار والشعر والنسب والآثار والسير ، وما رؤي في زمانه مثله ، وكان مجرّدا في مذهب الإماميّة ، وكان قبل ذلك معتزليّا وعاد ، وهو أشهر من أن يشرح أمره ،صه (3) ،جش إلاّ الترجمة(4) .

وقالشه : في د بضمّ الفاء وبالسينين المهملتين والنون الساكنة والجيم المضمومة(5) (6) .

وفيتعق : في الوجيزة : ثقة(7) ، فتأمّل(8) .

2097 ـ علي بن محمّد بن عبد الله :

أبو الحسن القزويني القاضي ، وجه من أصحابنا ، ثقة في الحديث ،

__________________

(1) مهج الدعوات : 273.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 237 ، وقد ورد بعض نصوصها في النسخة الخطيّة منها.

(3) الخلاصة : 101 / 56 ، وفيها : ابن فسان ، وفي النسخة الخطيّة منها : فسانجس.

(4) رجال النجاشي : 269 / 704.

(5) رجال ابن داود : 141 / 1080.

(6) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 49.

(7) الوجيزة : 264 / 1278.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

٦١

قدم بغداد سنةست وخمسين وثلاثمائة ومعه من كتب العيّاشي قطعة ، وهو أوّل من أوردها إلى بغداد ، ورواها عن أبي

جعفر أحمد بن عيسى العلوي الزاهد عن العيّاشي ، له كتاب ملح الأخبار ، رواه عنه الحسين بن عبيد الله ،جش (1) .

ونحوهصه إلى قوله : عن العيّاشي(2) .

2098 ـ علي بن محمّد بن عبد الله :

ابن علي بن جعفر بن علي بن محمّد بن الرضا علي بن موسى ، أبو الحسن النقيب بسرّ من رأى ، المعدّل ، له كتاب الأيّام الّتي فيها فضل من السنة ،جش (3) .

2099 ـ علي بن محمّد بن عبيد :

ابن حفص ، مضى بعنوان(4) علي بن محمّد بن حفص(5) ،تعق (6) .

أقول : كذا بخطّه دام مجده ، والذي سبق : ابن محمّد بن حفص بن عبيد ، فلاحظ.

2100 ـ علي بن محمّد العدوي :

الشمشاطي ، أبو الحسن ، من عدي بن(7) تغلب عدي بن عمرو بن عثمان بن تغلب ، كان شيخنا(8) بالجزيرة وفاضل أهل زمانه وأديبهم ، له‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 267 / 693.

(2) الخلاصة : 101 / 51.

(3) رجال النجاشي : 269 / 703.

(4) بعنوان ، لم ترد في نسخة « م ».

(5) راجع الخلاصة : 102 / 61 ورجال النجاشي : 272 / 713.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(7) في المصدر : بني.

(8) في المصدر : شيخا.

٦٢

كتب كثيرة ، منها : كتاب الأنوار والثمار ، قال لي سلامة بن ذكاء : إنّ هذا الكتاب ألفان وخمسمائة ورقة. إلى أن قال : وكتاب فضل أبي نؤاس والردّ على الطاعن في شعره.

ثمّ قال : أخبرنا سلامة بن ذكاء أبو الخير الموصليرحمه‌الله بجميع كتبه ، ورأيت في فهرست كتبه بخطّ أبي النصر بن الريّانرحمه‌الله كتبا زائدة على هذه الكتب غير أنّ هذه رواية سلامة ، وكان يذكره(1) بالفضل والعلم والدين والتحقيق(2) بهذا الأمررحمه‌الله ،جش (3) .

صه إلى قوله : وأديبهم ، له تصانيف كثيرة ذكرناها في كتابنا الكبير. ثمّ قال : وقالجش : كان سلامة بن زكريّا أبو الحسن الموصلي. إلى آخره.

وفيها : من عدي تغلب(4) .

وفيتعق : في البلغة : ثقة(5) . وفي الوجيزة : ممدوح(6) ، وهو الأظهر(7) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد العدوي الممدوح ، عنه سلامة بن ذكاء(8) .

2101 ـ علي بن محمّد علي :

الطباطبائي ، ابن أبي المعالي الشهير بالصغير ابن أبي المعالي الكبير ، هو السيّد السناد والركن العماد ابن أخت الأستاذ العلاّمة أعلا الله في‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : يذكر.

(2) في المصدر : والتحقّق.

(3) رجال النجاشي : 263 / 689.

(4) الخلاصة : 101 / 49.

(5) بلغة المحدّثين : 385 / 32.

(6) الوجيزة : 265 / 1287.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(8) هداية المحدّثين : 218.

٦٣

الدارين مقامه ومقامه وصهره على ابنته ، تلمّذ عليه وتربّى في حجره ونشأ ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، دام مجده وكبت ضدّه ، ثقة عالم عرّيف وفقيه فاضل غطريف ، جليل القدر وحيد العصر حسن الخلق عظيم الحلم ، حضرت مدّة مجلس إفادته وتطفّلت برهة على تلامذته ، فإن قال لم يترك مقالا لقائل وإن صال لم يدع نصالا لصائل.

له مدّ في بقاه مصنّفات فائقة ومؤلّفات رائقة ، منها : شرحه على المفاتيح ، برز منه كتاب الصلاة ، وهو مجلّد كبير جمع فيه جميع الأقوال. ومنها : شرحه على النافع ، سمّاه برياض المسائل في بيان أحكام الشرع بالدلائل ، وهو في غاية الجودة جدّا ، لم يسبق بمثله ، ذكر فيه جميع ما وصل إليه من الأقوال على نهج عسر على سواه بل استحال. ومنها : رسالة في تثليث التسبيحات الأربع في الأخيرتين ، وكيفيّة ترتيب الصلاة(1) المقضيّة عن الأموات ، سأل بعض أجلاّء النجف عنهما الأستاذ العلاّمة دام علاه وأشار إليه دام ظلّه بالجواب ، وهي عندي بخطّه الشريف. ومنها : رسالة وجيزة في الأصول الخمس ، جيّدة. ومنها : رسالة في الإجماع والاستصحاب. ومنها : شرح ثان على المختصر اختصره من الأوّل ، جيّد لطيف ، سلك في العبادات مسلك الاحتياط ليعمّ نفعه العامي والمبتدئ(2) والمنتهى والفقيه والمقلّد له ولغيره في أيّام حياته إدامها الله وبعد وفاته.

ومنها : رسالة في تحقيق حجّيّة مفهوم الموافقة. ومنها : رسالة في جواز الاكتفاء بضربة واحدة في التيمّم مطلقا. ومنها : رسالة في اختصاص الخطاب الشفاهي بالحاضر في مجلس الخطاب كما هو عند الشيعة. ومنها : رسالة في تحقيق أنّ منجزات المريض تحسب من الثلث أم من أصل‌

__________________

(1) في نسخة « م » : الصلوات.

(2) والمبتدئ ، لم ترد في نسخة « م ».

٦٤

التركة. ومنها : رسالة في تحقيق حكم الاستظهار للحائض إذا تجاوز دمها عن العشرة. ومنها : ترجمة رسالة في الأصول الخمس فارسيّة للأستاذ العلاّمة دام علاه بالعربيّة. ومنها : رسالة في بيان أنّ الكفّار مكلّفون بالفروع عند الشيعة بل وغيرهم إلاّ أبا حنيفة. ومنها : رسالة في أصالة براءة ذمّة الزوج عن(1) المهر وأنّ على الزوجة إثبات اشتغال ذمّته به. ومنها : رسالة في حجّيّة الشهرة وفاقا للشهيدرحمه‌الله . ومنها : رسالة في حلّيّة النظر إلى الأجنبيّة في الجملة وإباحة سماع صوتها كذلك. ومنها : حاشية على كتاب معالم الأصول غير مدوّنة ، كتبها بخطّه على حواشي المعالم في صغره وأوائل مباحثته له. ومنها : حواشي متفرّقة على المدارك. ومنها : حواشي متفرّقة على الحدائق الناضرة لشيخنا يوسف البحرانيرحمه‌الله . وأجزاء غير تامّة في شرح مبادئ الأصول لمولانا الإمام العلاّمة. وغير ذلك من حواش ورسائل وفوائد وأجوبة مسائل.

كان ميلاده الشريف في مشهد الكاظمين8 (2) على مشرّفه صلوات الخافقين ، في أشرف الأيّام وهو الثاني عشر من شهر ولد فيه أشرف الأنام عليه وآله أفضل الصلاة والسلام في السنة الحادية والستّين بعد المائة والألف.

واشتغل أوّلا على ولد الأستاذ العلاّمة أدام الله أيّامهما وأيّامه فقرنه سلّمه الله في الدرس مع شركاء أكبر منه في السّن وأقدم في التحصيل بكثير ، وفي أيّام قلائل فاقهم طرّا وسبقهم كلاّ ، ثمّ بعد قليل ترقّى فاشتغل عند خاله الأستاذ العلاّمة أدام الله أيّامه وأيّامه ، وبعد مدّة قليلة اشتغل بالتصنيف والتدريس والتأليف.

__________________

(1) في نسخة « ش » : من.

(2) التحيّة لم ترد في نسخة « م ».

٦٥

وكان جدّه الأعلى السيّد أبو المعالي الكبير صهر مولانا المقدّس الصالح المازندراني ، وخلّف ثلاثة أولاد ذكور وهم السيّد أبو طالب والسيّد علي والسيّد أبو المعالي وهو أصغرهم ، وعدّة بنات ، والسيّد أبو المعالي خلّف السيّد محمّد علي لا غير ، وهوقدس‌سره والده سلّمه الله ، وواحدة من البنات كانت زوجة المولى محمّد رفيع الجيلاني القاطن في المشهد المقدّس الرضوي حيّا وميّتا.

2102 ـ علي بن محمّد بن علي :

الخزّاز ، ثقة من أصحابنا ، أبو القاسم ، وكان فقيها وجها ، له كتاب الإيضاح في أصول الدين على مذهب أهل البيتعليهما‌السلام ،جش (1) ،صه إلى قوله : وجها. مع الترجمة(2) .

وفيتعق : فيب إنّه قمّي رازي ، له كتب ، منها الإيضاح ، وكتاب الأحكام الدينيّة على مذهب الإمامية ، وكتاب الكفاية في النصوص(3) .

أقول : وقد رأيت هذا الكتاب وهو كتاب جيّد مبسوط ، جميعه نصوص على كون الأئمّة اثني عشر ، يظهر منه كونه من تلامذة الصدوقرحمه‌الله (4) وأبي المفضّل الشيباني(5) ومن في طبقتهما. وعن بعضهم نسبة هذا الكتاب إلى الصدوق ، وعن خالي نسبته إلى المفيد(6) . ونسبا إلى الوهم لما‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 268 / 700.

(2) الخلاصة : 101 / 53.

(3) معالم العلماء : 71 / 478 ، وفيه بدل وكتاب الأحكام الدينيّة. : وكتاب الأحكام الشرعيّة.

(4) كفاية الأثر : 10 ، 23 ، 49 ، 139.

(5) كفاية الأثر : 11 ، 23 ، 35 ، 62.

(6) صرّح العلاّمة المجلسي في البحار : 1 / 10 و 29 بكون الكتاب المذكور للخزّاز.

٦٦

ذكره ابن شهرآشوب ، وكذا ذكر السيّد الجليل عبد الكريم بن طاوس في فرحة الغري(1) والعلاّمة في إجازته لأولاد زهرة(2) والشيخ الحرّ في الوسائل(3) .

وعن الشيخ محمّد بن علي الجرجاني جدّ المقداد بن عبد الله السوراوي أنّه لبعض القمّيّين من أصحابنا(4) .

2103 ـ علي بن محمّد بن علي :

ابن عمر بن رباح بن قيس بن سالم مولى عمر بن سعد بن أبي وقّاص أبو الحسن السوّاق ، ويقال : القلاّء ، وروى عمر بن رباح عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ويقال في الحديث : عمر بن رباح القلاّء ، وقيل في كنيته : أبو القاسم ، كان ثقة في الحديث ، واقفا في المذهب ، صحيح الرواية ، ثبتا معتمدا على ما يرويه ، وله كتب ، عبيد الله بن أحمد الأنباري عنه بها ،جش (5) .

وقريب منهصه إلى قوله : على ما يرويه(6) .

2104 ـ علي بن محمّد بن فيروزان :

القمّي ، كثير الرواية ، يكنّى أبا الحسن ، كان مقيما بكش ، لم(7) .

__________________

(1) فرحة الغري : 134 و 135.

(2) البحار : 107 / 115.

(3) وسائل الشيعة 30 : 156 / 29 ، وكذا في إجازته للشيخ محمّد فاضل المشهدي ، البحار : 110 / 114.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(5) رجال النجاشي : 259 / 679.

(6) الخلاصة : 100 / 44.

(7) رجال الشيخ : 478 / 7.

٦٧

وفيتعق : في الوجيزة : ممدوح(1) ، فتأمّل(2) .

2105 ـ علي بن محمّد القاساني :

مرّ في علي بن محمّد بن شيرة.

2106 ـ علي بن محمّد بن قتيبة :

النيسابوري ، عليه اعتمد أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال ، أبو الحسن ، صاحب الفضل بن شاذان وراوية كتبه ، له كتب ، أحمد بن إدريس عنه بكتابه ،جش (3) .

وفيصه : ابن محمّد بن قتيبة يعرف بالقتيبي النيسابوري ، أبو الحسن ، تلميذ الفضل بن شاذان ، فاضل ، عليه اعتمد أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال(4) .

وفيلم : علي بن محمّد القتيبي تلميذ الفضل بن شاذان ، نيسابوري ، فاضل(5) .

أقول : جعل له في النقد عنوانين وذكر ما فيجش في واحد وما في لم في الآخر(6) ، وكأنّه ظنّ التعدّد ، وهو فاسد. ويأتي ذكره في محمّد بن إسماعيل النيسابوري.

وقال في المدارك بعد ما مرّ عنه في عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس من مدحه : لكن في طريق هذه الرواية علي بن محمّد بن قتيبة وهو غير‌

__________________

(1) الوجيزة : 265 / 1283.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 238.

(3) رجال النجاشي : 259 / 678.

(4) الخلاصة : 94 / 16.

(5) رجال الشيخ : 478 / 2.

(6) نقد الرجال : 243 / 225.

٦٨

موثّق ، بل ولا ممدوح مدحا يعتدّ به(1) .

وقال شيخنا يوسف البحراني بعد نقل ذلك عنه : المفهوم منكش في كتاب الرجال أنّه من مشايخه الّذين أكثر النقل عنهم(2) . ثمّ نقل عن بعض مشايخه المعاصرين تصحيح العلاّمةرحمه‌الله طريقين في ترجمة يونس بن عبد الرحمن هو فيهما(3) ، وإكثاركش من الرواية عنه وأنّه من مشايخه المعتبرين ، وأنّ الفرق بينه وبين عبد الواحد تحكّم ، بل هذا أولى بالاعتماد ، لإيراد العلاّمة له في القسم الأوّل وتصحيحه حديثه في ترجمة يونس ، انتهى.

وفي الوجيزة : ممدوح(4) . وذكره في الحاوي في قسم الثقات مع ما عرف من طريقته(5) .

وفيمشكا : ابن محمّد بن قتيبة الثقة ، عنه أحمد بن إدريس ، وعبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار(6) .

2107 ـ علي بن محمّد الكرخي :

أبو الحسن ، كان فقيها متكلّما من وجوه أصحابنا ،صه (7) .

وزادجش : ذكر لي بعض أصحابنا أنّ له كتابا في الإمامة(8) .

__________________

(1) مدارك الأحكام : 6 / 84.

(2) الحدائق الناضرة : 13 / 221.

(3) الخلاصة : 184 / 1.

(4) الوجيزة : 265 / 1283.

(5) حاوي الأقوال : 103 / 376.

(6) هداية المحدّثين : 218.

(7) الخلاصة : 101 / 54.

(8) رجال النجاشي : 268 / 701.

٦٩

أقول : ذكره في الحاوي في القسم الرابع(1) مع أنّ كلا من الأوصاف الثلاثة كاف في إدراجه في قسم الحسان إن لم نقل الثقات كما هو عند الأستاذ العلاّمة بل وغيره ، فتدبّر.

2108 ـ علي بن محمّد بن محمّد :

ابن عقبة الشيباني الكوفي ، يكنّى أبا الحسن ، سمع منه التلعكبري بالكوفة وببغداد وله منه إجازة ، لم(2) .

2109 ـ علي بن محمّد المدائني :

عامي المذهب ،صه (3) .

وزادست : له كتب كثيرة حسنة في السير ، وله كتاب مقتل الحسينعليه‌السلام ، عنه الحارث بن أبي أسامة(4) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد المدائني ، عنه الحارث بن أبي أسامة(5) .

2110 ـ علي بن محمّد المنقري :

دي (6) . وزادصه : كوفي ثقة(7) .

وزادجش : له كتاب نوادر ، محمّد بن علي بن محبوب عنه به(8) .

وفيست : الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن‌

__________________

(1) حاوي الأقوال : 284 / 1642.

(2) رجال الشيخ : 481 / 30. و: ابن عقبة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(3) الخلاصة : 233 / 11.

(4) الفهرست : 95 / 405.

(5) هداية المحدّثين : 219.

(6) رجال الشيخ : 419 / 30.

(7) الخلاصة : 100 / 42 ، وفيها : المقري ، وفي النسخة الخطيّة منها : المنقري.

(8) رجال النجاشي : 257 / 674.

٧٠

أبيه ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عنه(1) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد المنقري الثقة ، عنه محمّد بن علي بن محبوب(2) .

2111 ـ علي بن محمّد الورّاق :

هو علي بن محمّد بن عبد الله الورّاق ، ومرّ بعنوان : ابن عبد الله الورّاق ،تعق (3) .

2112 ـ علي بن محمّد بن يعقوب :

ابن إسحاق بن عمّار الصيرفي الكسائي الكوفي العجلي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ، مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة ، لم(4) .

أقول : فيمشكا : ابن محمّد بن يعقوب ، عنه التلعكبري(5) .

2113 ـ علي بن محمّد بن يوسف :

ابن مهجور ، أبو الحسن الفارسي المعروف بابن خالويه ـ بالخاء المعجمة ـ ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، سمع الحديث وأكثر ،صه (6) .

وزادجش : أخبرنا عنه عدّة من أصحابنا(7) .

__________________

(1) الفهرست : 97 / 421.

(2) هداية المحدّثين : 219.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(4) رجال الشيخ : 481 / 25.

(5) هداية المحدّثين : 219.

(6) الخلاصة : 101 / 52.

(7) رجال النجاشي : 268 / 699.

٧١

2114 ـ علي بن المسيّب :

عربي ، من أهل همدان ، ثقة ،ضا (1) .

وزادصه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (2) .

2115 ـ علي بن مطر :

للصدوق طريق إليه(3) ، ويروي عنه صفوان بن يحيى(4) في الصحيح ، وهو دليل الوثاقة ، ويؤيّدها رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه(5) ،تعق (6) .

2116 ـ علي بن معبد :

بغدادي ،دي (7) .

وفيجش : له كتاب ، موسى بن جعفر عنه به(8) .

وفيست : أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عنه(9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 382 / 27.

(2) الخلاصة : 93 / 8.

(3) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 127.

(4) التهذيب 6 : 236 / 582 و 385 / 1145.

(5) التهذيب 1 : 190 / 549 ، وفيه : أحمد بن محمّد.

وقال السيّد الخويي قدس‌سره في المعجم : 12 / 181 بعد أن أشار لما ذكرناه : من المحتمل أنّ المراد به أحمد بن محمّد بن خالد.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(7) رجال الشيخ : 417 / 7 ، وفيه زيادة : له كتاب.

(8) رجال النجاشي : 273 / 716.

(9) الفهرست : 88 / 378 ، وفيه : علي بن سعيد ، وفي مجمع الرجال : 4 / 224 نقلا عنه : علي بن معبد.

٧٢

2117 ـ علي بن المغيرة الزبيدي :

الأزرق ، كوفي ،ق (1) .

وفيتعق : في الوجيزة : كأنّه ابن أبي المغيرة المتقدّم(2) (3) .

أقول : وكذا قال في النقد(4) .

وفي الوجيزة : ثقة ، كأنّه ابن أبي المغيرة المتقدّم ، انتهى فتأمّل.

2118 ـ علي بن منصور :

أبو الحسن ، كوفي ، سكن بغداد ، متكلّم من أصحاب هشام ، له كتب ، منها : كتاب التدبير في التوحيد والإمامة ،جش (5) .

وفيتعق : في ترجمة هشام أنّ الكتاب له جمعه علي بن منصور(6) (7) .

2119 ـ علي بن موسى بن جعفر :

ابن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد(8) الطاووسي العلوي الحسني رضيّ الدينقدس‌سره ، من أجلاّء هذه الطائفة وثقاتها ، جليل القدر عظيم المنزلة كثير الحفظ نقيّ الكلام ، حاله في العبادة‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 268 / 740 ، وفيه : علي بن أبي المغيرة. ، وفي مجمع الرجال : 4 / 225 نقلا عنه : علي بن المغيرة.

(2) الوجيزة : 266 / 1292.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(4) نقد الرجال : 244 / 238.

(5) رجال النجاشي : 250 / 658.

(6) نقلا عن رجال النجاشي : 433 / 1164.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(8) ابن محمّد الثانية ، لم ترد في نسخة « ش ».

٧٣

والزهد أشهر من أن يذكر ، له كتب حسنةرضي‌الله‌عنه ، نقد(1) .

ويأتي الإشارة إليه في باب المصدّر بابن(2) ،تعق (3) .

أقول : وأشرنا إلى بعض ما فيه في أحمد أخيه(4) .

2120 ـ علي بن مهزيار الأهوازي :

أبو الحسن ، دورقي الأصل ، مولى ، كان أبوه نصرانيّا وأسلم ، وقد قيل : إنّ عليّا أيضا أسلم وهو صغير ومنّ الله عليه بمعرفة هذا الأمر وتفقّه ، وروى عن الرضا وأبي جعفر8 ، واختصّ بأبي جعفر الثانيعليه‌السلام وتوكّل له وعظم محلّه منه ، وكذلك أبو الحسن الثالثعليه‌السلام ، وتوكّل لهم في بعض النواحي ، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير ، وكان ثقة في روايته لا يطعن عليه صحيحا اعتقاده ،جش (5) .

وكذاصه ، وزاد : قال حمدويه بن نصير : لمّا مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه(6) .

وزاد الأوّل على ما مرّ عنه : وصنّف الكتب المشهورة ، محمّد بن الحسن بن علي عن أبيه عن جدّه بكتبه جميعا ، وروى كتبه أيضا أخوه‌

__________________

(1) نقد الرجال : 244 / 241.

(2) في ابن طاوس نقلا عن بلغة المحدّثين : 444 / 1 ، أنّه ذي الكرامات والمقامات ، ليس في أصحابنا أعبد منه ولا أورع.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 239.

(4) وفيه نقلا عن البحار : 107 / 63 : وفي إجازة العلاّمة الكبيرة المشهورة عند ذكر من أجازه هكذا : ومن جميع ما صنّفه السيّدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابنا موسى بن طاوس الحسنيّان قدّس الله روحهما ، وروياه وقرآه وأجيز لهما روايته ، عنّي عنهما ، وهذان السيّدان زاهدان عابدان ورعان ، وكان رضي الدين عليرحمه‌الله صاحب كرامات حكى لي بعضها وروى لي والديرحمه‌الله عنه البعض الآخر.

(5) رجال النجاشي : 253 / 664.

(6) الخلاصة : 92 / 6.

٧٤

إبراهيم والعبّاس بن معروف.

وفيست : جليل القدر واسع الرواية ثقة ، له ثلاثة وثلاثون كتابا ، أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن العبّاس بن معروف ، عنه(1) .

وفيج : علي بن مهزيار الأهوازي(2) . وزاددي : ثقة(3) . وزادضا : صحيح(4) .

وفيكش : محمّد بن مسعود قال : حدّثني أبو يعقوب يوسف بن السخت البصري قال : كان علي بن مهزيار نصرانيّا فهداه الله ، كان من أهل هندوان(5) قرية من قرى فارس ثمّ سكن الأهواز فأقام بها ، كان إذا طلعت الشمس سجد فكان لا يرفع رأسه حتّى يدعو لألف من إخوانه بمثل ما دعا لنفسه ، وكان على جبهته سجادة مثل ركبة البعير.

قال حمدويه بن نصير : لمّا مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه(6) .

وفيه أيضا أحاديث كثيرة في نهاية فضله وجلالته وزيادة محبّتهمعليهما‌السلام له وعلوّ منزلته عندهمعليهما‌السلام (7) .

أقول : فيمشكا : ابن مهزيار الثقة ، الحسن بن علي بن عبد الله بن‌

__________________

(1) الفهرست : 88 / 379.

(2) رجال الشيخ : 403 / 8.

(3) رجال الشيخ : 417 / 3.

(4) رجال الشيخ : 381 / 22.

(5) في المصدر : هندكان.

(6) رجال الكشّي : 548 / 1038.

(7) رجال الكشّي : 549 / 1039 و 1040.

٧٥

المغيرة عن أبيه عنه.

وفي حجّ التهذيب روايته عنه بغير واسطة أبيه(1) .

وعنه إبراهيم بن مهزيار أخوه ، والعبّاس بن معروف ، وأحمد بن محمّد ابن عيسى ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن عبد الجبّار ، وعبد الله ابن محمّد بن عيسى ، وعبد الله بن عامر ، وسهل بن زياد ، والحسين بن إسحاق التاجر ، وعلي بن الحسن بن فضّال ، وأبو داود ، ومحمّد بن عيسى(2) .

2121 ـ علي بن ميمون الصائغ :

أبو الحسن ، لقبه أبو الأكراد ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن8 ، له كتاب يرويه عنه جماعة ، عنه عبيس بن هشام ،جش (3) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه(4) .

وفيصه : قالكش : عن محمّد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير قال : حدّثني محمّد بن إسحاق(5) ، عن جعفر بن بشير ، عن علي بن ميمون الصائغ قال : دخلت عليه ـ يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام ـ اسأله فقلت له : إنّي أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادكعليهما‌السلام فادع الله أن يثبّتني ، فقال : رحمك الله رحمك الله.

قالغض : حديثه يعرف وينكر ويجوز أن يخرج شاهدا ، روى عن أبي‌

__________________

(1) التهذيب 5 : 86 / 286 ، وفيه : الحسن بن علي بن عبد الله.

(2) هداية المحدّثين : 119.

(3) رجال النجاشي : 272 / 712.

(4) الفهرست : 94 / 399.

(5) محمّد بن الحسن ( خ ل ).

٧٦

عبد الله وأبي الحسن موسى8 . والأقرب عندي قبول روايته لعدم طعن الشيخ ابن الغضائري فيه صريحا مع دعاء الصادقعليه‌السلام له(1) .

وعنشه على قوله : إسحاق : في بعض النسخ : الحسن ، وكذلك في كتابكش ـ الذي هو أصل الرواية ـ بخطّ ابن طاوس.

وعلى قوله : الأقرب عندي. إلى آخره : لا يخفى عدم دلالة الدعاء على قبول الرواية ولو سلم سنده ، فإنّ محمّد بن إسحاق مشترك بين الثقة وغيره ـ وكذلك محمّد بن الحسن على بعض النسخ ـ وكلام غض ظاهر في الطعن عليه ، مع أنّه شهادة لنفسه كما لا يخفى(2) ، انتهى.

وفيكش فيما رأيت من نسخه : محمّد بن الحسن ، ولم يزد على ما ذكر شيئا(3) .

وفيتعق على قولشه : لا يخفى عدم دلالة الدعاء : لا يخفى دلالته ، إذ لو كان كاذبا وضّاعا لما كانعليه‌السلام يدعو له ، مع أنّ الظاهر من سؤاله تديّنه ، ودعاؤهعليه‌السلام ظاهر فيه ، فلا يضرّ كونه الحاكي. والسند معتبر لما مرّ في الفوائد ، مع أنّ المطلق ينصرف إلى الكامل.

وفي قوله : يرويه عنه جماعة ، أيضا إشعار بالاعتماد عليه(4) .

أقول : وكذا قولست : أخبرنا به جماعة.

وفي النقد بعد قول العلاّمة : والأقرب عندي. إلى آخره : وهذا لا يدلّ على قبول روايته ، وإلاّ جاء الدور(5) .

__________________

(1) الخلاصة : 96 / 27.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 46.

(3) رجال الكشّي : 366 / 680.

(4) لم يرد هذا النصّ في نسختين لنا من التعليقة ، وورد مكانه نصّ آخر ، التعليقة : 240.

(5) نقد الرجال : 245 / 248.

٧٧

وربما يقال : إنّ حكم العلاّمة بقبول روايته وإن كان لدعاء الإمامعليه‌السلام له إلاّ أنّ اعتماده على صحّة الدعاء ليس لكونه الراوي له ، بل لما ظهر له من القرائن على صحّته ، فتأمّل.

وصرّح في الوجيزة بممدوحيّته(1) ، وفي التحرير ذكر الرواية ولم يقدح فيها أصلا.

هذا ، والّذي في نسختي من الاختيار والتحرير محمّد بن الحسن(2) لا غير ، وكذا نقل في النقد عنكش ، فلعلّ الاشتباه فيصه فقط ، فتتبّع.

وفيمشكا : ابن ميمون ، عنه جعفر بن بشير ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، وعبيس بن هشام(3) .

2122 ـ علي بن النعمان :

الأعلم النخعي ، أبو الحسن ، مولاهم ، كوفي ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، وأخوه داود أعلى منه ، وابنه الحسن بن عليّ وابنه أحمد رويا الحديث ، وكان علي ثقة وجها ثبتا صحيحا واضح الطريقة ،صه (4) .

وزادجش : له كتاب ، ابن أبي الخطّاب عنه به(5) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه(6) .

أقول : فيمشكا : ابن النعمان الأعلم النخعي الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وأحمد بن محمّد بن‌

__________________

(1) الوجيزة : 266 / 1296.

(2) التحرير الطاووسي : 349 / 243.

(3) هداية المحدّثين : 119.

(4) الخلاصة : 95 / 25.

(5) رجال النجاشي : 274 / 719.

(6) الفهرست : 96 / 415.

٧٨

عيسى ، والحسين بن سعيد ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وعبد الله بن عامر ، وسهل بن زياد.

وقد وقع في الكافي والتهذيب : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ ابن حديد ، عن عليّ بن النعمان(1) . وصوابه : وعليّ ـ بالواو(2) ـ.

2123 ـ علي بن نعيم :

ثقة ،صه (3) ، د(4) .

قيل : وفيجش في أخيه الحسين ما قد يستفاد منه توثيقه(5) ، فراجع وتأمّل ، فإنّ الاعتماد على مثله مشكل.

وفيتعق : وكذا توثيق الأخ الآخر ، مع أنّصه ود لم يوثّقاه(6) ، فلاحظ(7) .

أقول : كلامجش في أخيه هكذا : الحسين بن نعيم الصحّاف مولى بني أسد ثقة وأخواه علي ومحمّد رووا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

وفي النقد : هذا الكلام ليس نصّا في توثيق أخويه وإن احتمل(8) . وفي الوجيزة أيضا تنظّر فيه(9) ، لكن قال والدهرحمه‌الله : بل هو ظاهر في التوثيق وإلاّ لقال : رويا ، لا رووا كما فهما(10) ، انتهى. ويعني بالضمير العلاّمة وابن‌

__________________

(1) الكافي 4 : 432 / 5 والتهذيب 5 : 147 / 482 ، وفيهما : أحمد بن محمّد.

(2) هداية المحدّثين : 119.

(3) الخلاصة : 103 / 70.

(4) رجال ابن داود : 142 / 1096.

(5) رجال النجاشي : 53 / 120.

(6) بل لم يترجماه.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 240.

(8) نقد الرجال : 245 / 251.

(9) الوجيزة : 267 / 1298.

(10) تعليقة التقي المجلسي على النقد : 158.

٧٩

داود.

ولعلّ الظاهر عدم الدلالة على التوثيق وإلاّ لذكر أخويه ولقال : ثقات.

وقولهرحمه‌الله : لقال رويا ، ليس كذلك ، إذ المراد بيان رواية الثلاثة عنهعليه‌السلام لا خصوص الأخوين.

2124 ـ علي بن وصيف :

أبو الحسن الناشئ ، الشاعر ، المتكلّم ، ذكر شيخنارضي‌الله‌عنه أنّ له كتابا في الإمامة ،جش (1) على ما يحضرني من نسخه.

وفيست : أبو الحسين. وبعد الناشئ : كان متكلّما شاعرا مجودا ، وله كتب ، وكان يتكلّم على مذهب أهل الظاهر في الفقه ، أخبرني عنه الشيخ المفيد أبو عبد اللهرحمه‌الله (2) .

وصه كست إلاّ قوله : وله كتب ، وقوله(3) : أخبرني. إلى آخره(4) . وكصه د(5) .

وفيتعق : في حاشية البلغة : هو أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن وصيف الناشئ الأصغر.

قال ابن خلّكان في تاريخه : إنّه من الشعراء المخبتين ، وله في أهل البيت قصائد كثيرة ، وكان متكلّما بارعا ، أخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلّم ، وكان من كبار الشيعة ، وله تصانيف‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 271 / 709 ، وفيه : أبو الحسين.

(2) الفهرست : 89 / 383.

(3) وقوله ، لم ترد في نسخة « م ».

(4) الخلاصة : 233 / 9.

(5) رجال ابن داود : 263 / 357 ، وفيه : أبو الحسن.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

يتعلّق بأبنائهما ، ولوجدت الكوارث تلو الكوارث إلى أن تنتهي بانعدام النسل الإنساني

وممّا هو مسلّم ، فإنّ آثاراً سلبية توجد مع وجود هذه الغريزة ، وذلك حينما تنعدم الضوابط الإلهية والأخلاقية ، فتجعل من الأبناء ـ بسبب حبّ الآباء المفرط لهم ـ صنم ينسيهم ذكر الله تعالى

وفي النهاية : نؤكّد على أنّ الله تعالى متفضّل ومتكرّم على عباده ، وليس لهم عليه تعالى حقّ من الحقوق ، حتّى إذا ما منعهم نعمة أو سلبهم عافية ، قيل : بأنّ الله سبحانه قد ظلمهم ، وبخس حقّهم ، لأنّه تعالى معط بلا عوض ، وآخذ بلا جور

« جوزيف ـ لبنان ـ مسيحي ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة »

الخالقية من صفات الفعلية لا الذاتية :

س : لدّي سؤال لم أستطع صياغته ، وأتمنّى أن تحاولوا فهم قصدي :

السؤال هو : ما هو الله ؟ ومن هو الله قبل أن يخلق الخلق ؟ بمعنى : أنّ الله هو الرازق بعد أن خلق الخلق ، وقام برزقهم

وأنّ الله أصبح خالقاً بعد أن خلق الخلق ، وهذا يعني أنّه قبل خلق الخلق لم يكن خالقاً

قرأت في صفحة المسائل العقائدية في موقعكم النصّ التالي : كمال مطلق ومطلق الكمال ، ومن كمال الكمال أن يظهر الكمال ، لأنّه إن لم يظهر ذلك لكان نقصاً منه ، وهذا يعني أنّه كان ناقصاً قبل أن يخلق الخلق ؟ وبعد أن خلق الخلق أصبح كاملاً ، فلماذا لم يصبح كاملاً من الأصل ؟

أي إنّ كماله جاء فيما بعد ، بعد أن خلق خلقه ، واستنتاجي هذا أدّى بي إلى استنتاج آخر ، وهو : أنّ الله بدأ يتطوّر بشكل تدريجي إلى أن وصل إلى ما وصل إليه الآن ، حتّى في خلقه ، بدأ يخلق بشكل تدريجي ، فعلى مستوى الجماد انظروا خلق المريخ وهو قاحل غير صالح للحياة ، ثم تطوّر وخلق

٥٤١

كوكباً أكثر تطوّراً وهو الأرض ، وعلى مستوى الأحياء ، في البداية خلق حيوانات لا عقل لها مسيّرة لا مخيّرة ، ثمّ تطوّر الأمر إلى أن خلق الإنسان الذي يعتبر حيواناً متطوّراً بحكم وجود أداة العقل فيه

سؤالي بشكل أدقّ : نحن نعرف الله بأنّه خالق لأنّه خلقنا ، وبالتالي أصبح خالق ، ولكن قبل أن يخلقنا هل هو خالق ؟

ج : بما أنّ سؤالكم ذو جهات مختلفة ومتميّزة ، فنرجو أن تتابعوا بدقّة وإمعان النقاط التالية ، حتّى يتّضح لكم الجواب :

أوّلاً : إنّ الاستدلال على وجود الله تعالى وصفاته الذاتية لا يتوقّف على وجود المخلوقات أو عدمها ، لأنّ الأدلّة العقلية القائمة في الموضوع هي أدلّة مستقلّة عن وجود المخلوق ، أي أنّها لا تنظر إلى ما سوى الباري تعالى ، كما هو مقرّر في علم الكلام

وعليه ، فلا يعقل أن تعلّق معرفة الله تعالى بوجود الخلق ، أي إنّ ذاته المقدّسة وصفاته الذاتية أزلية أبدية ، لا تفتقر في وجودها إلى أيّ شيء آخر

ثانياً : هناك تقسيم خاصّ بالنسبة لصفات الله سبحانه ، فما كانت منها قديمة وأزلية مع ذاته تعرف بالصفات الذاتية ، وما لم تكن كذلك فتسّمى بالصفات الفعلية

والفارق بينهما أنّ القسم الأوّل لا يتوقّف وجوده على شيء غير ذاته المقدّسة ، فهو معها قديمة أزلية أبدية ؛ بخلاف القسم الثاني الذي يبتني تعريفه ـ وجوداً أو عدماً ـ على وجود أو عدم عالم الخلق ، أي إنّ ظهور هذا القسم الأخير يعتمد على وجود المخلوق

ثالثاً : اتفق علماء الكلام على أنّ العلم ، والقدرة ، والإرادة ، والحياة ، والأزلية ، والأبدية كلّها من صفات الذات ، وأمّا بقية الصفات التي يصحّ إطلاقها على ذاته فهي بأجمعها صفات فعل

وعلى سبيل المثال فصفة الرازقية والخالقية تعتبر من صفات الفعل ، أي أنّها لا يصحّ إسنادها إلى وجوده تعالى إلّا بعد ظهور الخلق

٥٤٢

رابعاً : وأجمع علماء الكلام أيضاً على أنّ جميع صفات الفعل ـ حتّى قبل ظهورها وبروزها ـ هي مقدورة للباري تعالى ، أي أنّها مشمولة لصفة القدرة الذاتية

وبعبارة واضحة : إنّ الصفات الفعلية ـ وإن لم توجد بعد في عالم الخلق ـ تكون دائماً في دائرة قدرة الله تعالى ، ولكن لم تكن ذاتية وأزلية ، بل إنّها في زمان محدّد وحسب إرادة الله تعالى ـ تبرز إلى عالم الوجود

خامساً : إنّ حكمة الخلق وفلسفته موضوع غامض ، قد لا يمكن التوغّل فيه ، لعدم الإحاطة بجميع جوانبه ، فالصفح عنه أحرى وأجدر

نعم ، وردت أحاديث مختلفة ـ فضلاً عن بعض الآيات القرآنية ـ تشير إلى جوانب مختلفة من هذا الموضوع ، والظاهر أنّ هذه الأدلّة النقلية هي بصدد الكشف عن بعض الغوامض ، التي كانت عند السائل أو المخاطب ، وليس لاستيعاب كافّة العلل والدلائل

وأمّا على مستوى النظريات ، فهناك آراء مختلفة في حكمة الخلق ، من : نظرية التجلّي ، وإظهار الكمال ، وإفاضة الفيض ، والتفضّل ، وغيرها

والذي يظهر من خلال دراسة أدلّة هذه النظريات : إنّ الأقرب إلى الصواب هي نظرية التفضّل ، وقد قرّر في محلّه في علم الكلام ؛ وعليه فنظرية إظهار الكمال ليست هي نظرية جامعة ومانعة من جميع الجهات ، بل هي نظرية اقناعية إن صحّ التعبير أي أنّها تلقى على مستوى خاصّ من المخاطبين لإقناعهم ، لا أنّ دلالتها تامّة في جميع الحالات

« محمّد صادق ـ ـ »

يهب لمن يشاء إناثاً أو ذكوراً :

س : هناك آية في القرآن تشير إلى المشيئة الإلهية في هبة الطفل إلى الإنسان ( يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ) ، وفي الوقت الحاضر تمكّن

٥٤٣

علماء الإخصاب والحمل من تحديد جنس المولود ، وعلى هذا فما هو تفسير الآية الشريفة ؟ وما هي مدخلية الإنسان في تعيين الهبة المنظورة في القرآن الكريم ؟ ولكم منّا جزيل الشكر

ج : نتمكّن في هذا المجال أن نشير إلى ما يلي :

١ ـ مجرّد ادعاء بعض الأطباء التمكّن من تغيير جنسية الجنين من خلال تناول أطعمة معيّنة ، أو حقن الرحم بالحيوانات المنوية الحاملة للجنس المرغوب به ، أو سحب خلية واحدة ، وإجراء دراسة عليها لتحديد جنس الجنين ، ثمّ إرجاع خصوص الأجنة المرغوب بجنسها ، لا يعدو كُلّ هذا الادعاء ، ولا يعدو الاحتمال ، فلماذا نغتر بسرعة بهذه الادعاءات ونصدّقها من دون تريّث ؟!

إنّه لو كان ما كتب في هذا المجال حقّاً ، فلماذا لا تبرز هذه الادعاءات على الأرض على مستوى الفعلية والتطبيق ؟ ليحصل جميع الناس الذي يرغبون بالإناث على الإناث ، والذين يرغبون بالذكور على الذكور ؟! ما أكثر الادعاءات وأقلّ الواقع

٢ ـ إنّ الادعاءات المذكورة على تقدير صوابها لا تشكل نقضاً على الآية الكريمة ، إنّها ذكرت أنّ الله تعالى يقوم بأربعة أشياء ، وليس شيئاً واحداً أو شيئين ، فإذا تحقّقت جميع هذه الأربعة كان ذلك نقضاً على الآية الكريمة ، والأربعة هي : يهب لبعض الذكور ، ويهب لبعض الإناث ، ويهب لبعض الاثنين سوية ومعاً بنحو التوأم ، ويجعل البعض عقيماً ، إنّه لأجل تحقّق النقض ، يلزم أن نفترض أنّ العقيم الذي لا قدرة لحيامنه على الإنجاب يمنح فرصة الإنجاب ، ويلزم أن نفترض أنّ الفرصة الممنوحة هي بالخيارين ، فرصة الذكور فقط ، وفرصة الإناث فقط ، وفرصة الاثنين سوية ومعاً ، هل مثل هذا تحقّق ادعاؤه لأحد ؟

لنقرأ سوية الآية الكريمة حيث تقول :( لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ) ، أي يرزقهم زوجاً وتوأماً

٥٤٤

من الذكور والإناث سوية ،( وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ) (١)

٣ ـ لنفترض أنّ العلم الحديث تمكّن من منح الفرص الأربع ، ولكن هل يمنحها من دون أن يدخل الزوجان غرفة المختبر أو الطبيب ؟ لأخذ بعض الخلايا أو الجينات

كلّا ، لا يمنحها كذلك ، بل لابدَّ من طيّ مقدّمات طويلة وصعبة ، قد يتعب على أثرها الزوجان ، بينما الله سبحانه يهب لمن يشاء إناثاً ، ويهب لمن يشاء الذكور ، بلا حاجة إلى أخذ خلية أو دخول المختبر ، وهل هذا لا يكفي وحده لبيان الفارق الشاسع ، وبيان عظمة الله سبحانه ؟!

« السيّد يوسف البيومي ـ لبنان ـ ٢٥ سنة ـ طالب جامعة وحوزة »

المشيئة الإلهية :

س : كنت قد دخلت مع أحد الأحباش في موضوع المشيئة ، وقد علّق على جوابكم ، بأنّ الله تعالى قال :( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ) (٢) ، وهذا يعني أنّ كُلّ شيء متعلّق بمشيئة الله تعالى

وقد قال أيضاً : إنّ الله تعالى قد خلق الشرّ ، والدليل :( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ) (٣) ، أي إنّ الشرّ مخلوق لله تعالى والعياذ بالله ؟ ومن هنا فإنّ أدخل الله أحدهم النار بمشيئته فهذا ليس ظلماً ، لأنّ الناس ملكاً لله يفعل بهم ما يشاء ، فما تعليقكم على هذا ؟ ولكم الأجر والثواب

ج : الملاحظ في السؤال عدم التناسب بين المقدّمتين المذكورتين فيه ، وبين النتيجة التي وقعت مركزاً للسؤال ، ففي المقدّمة الأُولى ذكر أنّ كُلّ شيء في الدنيا يقع بمشيئة الله سبحانه ، وهذا صحيح ، وفي المقدّمة الثانية ذكر أنّ الله
______________________

(١) الشورى : ٤٩ ـ ٥٠

(٢) الإنسان : ٣٠

(٣) الفلق : ١ ـ ٢

٥٤٥

سبحانه خلق الشرّ كما خلق الخير ، ثمّ النتيجة التي يسأل عنها هي : إنّ الناس حيث إنّهم جميعاً ملك الله سبحانه ، فله أن يفعل بهم ما يشاء ، كإدخال الجميع في النار ، وعدم التناسب بين ذينك ، وهذا أمر واضح

ولكن على أية حال فهمت أنّكم تسألون عن هذه القضية ، وهي أنّ الناس ماداموا ملكاً لله سبحانه فله حقّ أن يفعل بهم ما يشاء ، بما في ذلك إحراقهم بالنار من دون سبب

والجواب : إنّ ملاك الظلم لا ينحصر بحيثية التصرّف في ملك الآخرين ، كي يقال : إنّ الله سبحانه مادام يتصرّف في ملكه فلا ظلم في البين ، بل هناك ملاك آخر للظلم ، وهو أن يعاقب المولى عبده من دون أن يفترض ارتكاب العبد لأيّ انحراف أو جريمة

والله سبحانه إذا أدخل الناس في نار جهنّم فمن جهة الملاك الأوّل هو وأن لم يكن ظالماً ، إلّا أنّه من جهة الملاك الثاني هو ظالم فلا يجوز ذلك في حقّه

« علي ـ أمريكا ـ ٢٧ سنة ـ طالب »

الابتلاء لأجل إظهار حقيقة الإنسان :

س : رحم الله والديكم ووالد والديكم ، ورحمكم الله وعافاكم ، وأعطاكم الأجر والثواب ، وبعد ، أتمنّى أن تجيبوني على سؤالي :

إنّ الله تعالى يبتلي الناس إمّا بحرمانهم من النعمة ، أو بإعطائهم النعمة ، أي أن يعطيهم المال فيرى ماذا يصنعون به ، أو يحرمهم من المال ويرى صبرهم ، والحرمان امتحان أصعب من توفّر النعمة ، فلماذا لا يكون امتحان وابتلاء جميع الناس سواسيه ؟

فالفقير قد يشعر بأنّ الغنيّ أفضل منه ، وأنّ الله ابتلى الفقير أكثر من ابتلائه للغنيّ ، وكذلك قد يشعر المريض أو المحروم من نعمة الأولاد ، وجزاكم الله خيراً

ج : إنّ موضوع الابتلاء والامتحان في دار الدنيا من الموضوعات الدقيقة ، التي

٥٤٦

تبتنى على أُسس واقعية وحكم قويمة ، تبلغ إلى مرتبة الأسرار الإلهية ، التي لا يمكن أن تدركها عقول البشر مهما بلغت من العظمة ، وأوتيت من الأسباب ، إلّا أنّ المستفاد ممّا ورد في القرآن الكريم والسنّة الشريفة : إنّ الابتلاء إنّما هو لأجل إظهار حقيقة الإنسان ، ليصل إلى الجزاء الموعود ، الذي أعدّه الله تعالى في الدار الآخرة ، فلم يكن الابتلاء والامتحان بحسب المنظور القرآني ، لأجل ميزة دنيوية ، أو الحصول على جزاء دنيوي ، إلّا في بعض الأفراد ، التي ورد النصّ عليها خيراً كان أو شرّاً

فالفقر والمرض والمحن والآلام وغيرها ، ممّا يعدّها الإنسان ابتلاءات ، إمّا أن تكون سبلاً للوصول إلى المقامات الرفيعة ، والكمالات الواقعية ، والدرجات الراقية في الآخرة ، فهي في الحقيقة سلالم الكمال ودرجات الرفعة والقرب ، أو تكون سبباً في رفع الموانع عن طريق الإنسان ، فبالآخرة فإمّا هي لزيادة المقتضى لنيل الكمالات ، أو لإزالة الموانع والعقبات ، فهي لا تعدّ بهذا المنظور ابتلاءً في الواقع ، فالفقر والمرض بهذا المقياس لا تكون محناً بل سبباً لنيل الكمال

نعم ، قد يكون المقياس هي المرتبة في الدنيا ، فتكون الابتلاءات والمحن بالنسبة إلى المظاهر الدنيوية وحظوظها فيختلط الأمر ، كما ذكره السائل ، فربما تكون النعم والمحن بل مطلق الابتلاء ترجع إلى بعض الأعمال الصادرة من الشخص ، أو الصفات التي ترتكز في النفس ، أو تؤثّر في الخلف ، وحينئذٍ لا تكون الأُمور الحاصلة بالنسبة إلى الأفراد ـ ممّا ذكره السائل ـ من دون سبب ، فهي تابعة لأسباب أو أُمور دقيقة واقعية

« السيّد محمّد السيّد حسن الموسوي »

الشرور هي نتائج أعمال الإنسان وأفعاله :

س : أحتاج على إجابة للسؤال التالي وبالتفصيل ، حفظكم الرحمن :

سمعت بعض العلماء يقول : إنّ الشرّ لا وجود له ، وأنّه لم يخلق أصلاً ، ولكنّه

٥٤٧

وجد بسبب أفعال البشر ، أي أنّه ناتج عن سوء ما اقترفت يد البشرية

وسؤالي هو : إن لم يكن للشرّ وجود أصلاً ، فكيف تستطيع أفعال الإنسان السيّئة أن تكون مصدراً لوجوده ؟ ـ بفرض القول أنّ الشرّ لا يعدّ شرّاً في باطنه ـ لكن يبقى التساؤل ، لِم قيل : إنّ أفعال الإنسان الشريرة مصدره ؟ وكيف ذلك ؟ أين الصواب ؟

نسألكم الدعاء ، مع ألف سلامة ، ودمتم بحفظ الله سالمين

ج : إنّ الخير والشرّ كلاهما منسوبان إلى الله تعالى ، قال عزّ من قائل :( قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ) (١) إلّا أنّ الفرق أنّ الشرّ منسوب إلى الإنسان ابتداءً ، وإليه تعالى بالواسطة ، والشرّ من الأُمور النسبية لا وجود له ، إلّا ما ينطبق على الأثر المترتّب على الأعمال الصادرة من الإنسان ، وقد ورد في الحديث : « إذا كثر الزنا في أُمّتي كثر موت الفجأة »(٢) ، وأمثال ذلك من الآثار ، فإنّ كُلّ عمل سواء كان خيراً وصالحاً أو سوءً يترتّب عليه أثر يناسبه ، شأنها شأن الآثار المترتّبة على الأشياء ، فإنّ النبتة المعيّنة الفلانية فيها آثاراً معروفة ، وعلى شرب السمّ مثلاً يترتّب الموت ، فالشرور هي نتائج أعمال الإنسان وأفعاله ، ولأجل ذلك ورد في عدّة روايات تحث الإنسان على التفكّر في عواقب الأُمور ، وما يترتّب على أفعاله من آثار سيئة ، نسأل الله التوفيق والهداية

« عبد الرحيم ـ الجزائر ـ ٣٥ سنة ـ أُستاذ »

الصفات الذاتية هي عين ذات الله ، وسبق رحمته غضبه :

س : إنّ صفات الله تعالى هي عين ذاته ، لكنّنا نسمع عن الصفات الذاتية والصفات الفعلية ، هل كلتاهما عين ذات الله ؟

وكذلك نسمع : إنّ رحمة الله تعالى سبقت غضبه ، فهل هذا يعني أنّ غضب الله محدود ؟

______________________

(١) النساء : ٧٨

(٢) المحاسن ١ / ١٠٧ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ٣٨٥

٥٤٨

وكيف نوفّق بين هذا ، وبين قول الإمام عليعليه‌السلام : « فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه »(١)

وأخيراً : أسأل عن اسم الله الأعظم ، فقد سمعنا مؤخّراً أنّه مخلوق ، أليس اسم الله عين ذات الله ؟

أرجو من حضرتكم أن تجيبوا بالتفصيل ، ولا ترشدونا إلى كتب ، فإنّها صعبة الاقتناء هنا في الجزائر ، ونسألكم الدعاء

ج : إنّ الصفات التي تكون عين ذات الله تعالى هي الصفات الذاتية الثبوتية ؛ وأمّا الصفات الفعلية الثبوتية ، فبما أنّها تفتقر في وجودها إلى خارج ذاته تبارك وتعالى ، فإنّها ليست عين الذات

والمقصود من العبارة الواردة في بعض الأدعية من سبق الرحمة على الغضب هو : أنّ الرحمة الإلهية هي الأصل في الوجود ، ولولا بعض الموانع من قبل العباد ، لما كانت هناك حاجة إلى إعمال غضبه تعالى بالنسبة إليهم ، فالغضب أمر عرضي ، ويحتاج إلى دليل وعلّة ، بخلاف الرحمة الإلهية التي هي فضل منه تبارك وتعالى بالنسبة لكافّة أجزاء الوجود ، ولا يحتاج إلى أي دافع وموجب إلّا وجوده تعالى

وأمّا المراد من كلام الإمامعليه‌السلام في تلازم التوصيف للتحديد ، فهو في مجال نفي التفرقة بين ذات الله سبحانه وبين صفاته الذاتية ، والتصريح بعينية هذه الصفات لذاته تعالى ، ولا علاقة لهذه الفقرات من كلامهعليه‌السلام بالصفات الفعلية التي منها الرحمة والغضب

وأمّا الاسم الأعظم ، فهو عبارة عن الإشارة إلى المسمّى الذي هو ذات الله تعالى

فتارةً يطلق الاسم ويراد نفس الذات ، فهذا لا ينكر اتحاده وعينيته مع الذات ، وتارةً يراد منه الآلة المشيرة إلى الذات ؛ ومن المعلوم تمايز هذا القسم
______________________

(١) شرح نهج البلاغة ١ / ٧٢

٥٤٩

الأخير مع الذات لتباين المشير عن المشار إليه ، فإذا قيل أحياناً : أنّ الاسم الأعظم مخلوق ، فيجب حمله على هذا المعنى الأخير ، ويدلّ على ما قلنا قول الإمامعليه‌السلام :« لشهادة كُلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كُلّ موصوف أنّه غير الصفة » (١)

« يعقوب الشمّري ـ اسكتلندا ـ ١٨ سنة ـ طالب »

معنى الكلام النفسي لله :

س : هل يصحّ القول بأنّ الله يتكلّم ؟ أو أنّ الله يخلق الكلام ؟ ويوجد في عقيدة الأباضية مصطلح الكلام النفسي لله ، فما معناه مع بيان عقيدة الشيعة فيه ؟

ج : التعبيران بمعنى ومصداق واحد ، فتكلّم الله تعالى هو خلق الكلام لا غير

نعم ، قد يكون الأمران مختلفين عند البعض ـ الأشاعرة ـ ولكن بحسب التحقيق لا فرق بينهما مفهوماً ومصداقاً ، فعندما يتكلّم البارئ تعالى ، ففي الواقع يخلق الألفاظ والأصوات المبيّنة لمراده

واصطلاح الكلام النفسي جاء من قبل الأشاعرة ، فإنّهم الأصل في ذلك ، ومنهم جرى على ألسنة الآخرين

ومعناه مجملاً : أنّهم يعتقدون بأنّ الله تعالى توجد في نفسه معان ومفاهيم ، قد تخرج إلى خارج ذاته بواسطة الألفاظ والأصوات ، وقد لا تخرج وتبقى في كمون ذاته تعالى ؛ وهذه المعاني القائمة بذاته هي التي تسمّى بالكلام النفسي

وبحسب الأدلّة العقلية والنقلية فلا أساس لهذا الموضوع بتاتاً ، إذ لا يرد نصّ صريح من القرآن والسنّة الصحيحة يمكن الاستدلال عليه ، هذا من جهة النقل

______________________

(١) نفس المصدر السابق

٥٥٠

وأمّا عقلاً ، فإنّ التعريف الذي يتبنّوه في المقام هو بنفسه تعريف للعلم الإلهي ولا غير ؛ فكيف يتصوّر كلام بلا خروج عن الذات مع درك الذات له ، أليس هذا هو العلم بهذه المعاني ؟!

وبالجملة ، فإنّ تعريفهم للكلام النفسي لا يغني ولا يسمن من جوع ، إذ إنّ التعريف يجب أنّ يكون جامعاً ومانعاً ؛ وحينئذ ما هو الفرق بين ما يذكرونه وبين تعريف علمه تعالى

« محمّد ـ البحرين ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة »

الواحد لا يصدر عنه إلّا واحد :

س : ما هو المعنى من المقولة : لا ينتج عن الواحد إلّا واحد ؟

ج : قالت الحكماء : الواحد لا يصدر عنه من حيث هو واحد إلّا شيء واحد

وذلك لأنّه إن صدر عنه شيئان ، فمن حيث صدر عنه أحدهما لم يصدر عنه الآخر وبالعكس ، فإذاً صدرا عنه من حيثيتين

والمبدأ الأوّل تعالى واحد من كُلّ الوجوه ، فأوّل ما يصدر عنه لا يكون إلّا واحداً

ثمّ إنّ الواحد يلزمه أشياء ، إذ له اعتبار من حيث ذاته ، واعتبار بقياسه إلى مبدئه ، واعتبار للمبدأ بالقياس إليه

وإذا تركّبت الاعتبارات حصلت اعتبارات كثيرة ، وحينئذ يمكن أن يصدر عن المبدأ الأوّل بكُلّ اعتبار شيء ، وعلى هذا الوجه تكثر الموجودات الصادرة عنه تعالى

وأمّا المتكلّمون فبعضهم يقولون : إنّ هذا إنّما يصحّ أن يقال في العلل والمعلولات ، أمّا في القادر ، أعني : الفاعل المختار ، فيجوز أن يفعل شيئاً من غير تكثير بالاعتبارات ، ومن غير ترجيح بعضها على بعض

وبعضهم ينكرون وجود العلل والمعلولات أصلاً ، فيقولون : بأنّه لا مؤثّر إلّا الله

٥٥١

والله تعالى إذا فعل شيئاً كالإحراق ، مقارناً بالشيء كالنار ، على سبيل العادة ، ظنّ الخلق أنّ النار علّة ، والإحراق أثره ومعلوله ، وذلك الظنّ باطل

وبعبارة أُخرى : اعتقد بعض الفلاسفة : بأنّ الذات الإلهية المقدّسة ، ولكونها واحدة من كُلّ ناحية ، ولا تقبل الكثرة والتعدّد ، فلا يصدر منها سوى مخلوق مجرد واحد ، سمّوه « العقل الأوّل » ، واستندوا في معتقدهم هذا على القاعدة المعروفة التي تقول : « الواحد لا يصدر منه إلّا الواحد »

وقد اعتمدوا لإثبات القاعدة على مسألة السنخية بين العلّة والمعلول ، وقالوا : لولا ضرورة السنخية بين العلّة والمعلول ، لأمكن أن يكون كُلّ موجود علّة لأيّ معلول ، لكن لزوم السنخية يحول دون هذا الأمر ، وعندما نقر بوجوب السنخية بين العلّة والمعلول ، يجب علينا أن نقرّ بأنّ العلّة الواحدة من كُلّ ناحية تستلزم أن لا يكون لها أكثر من معلول واحد

ويمكن الردّ على هؤلاء بعدّة طرق :

١ ـ على فرض صحّة هذا الاستدلال ، فإنّه لا يفهم منه محدودية القدرة الإلهية ، بل هو تعالى قادر على كُلّ شيء ، لكن قدرته بالنسبة للعقل الأوّل بدون واسطة ، وبالنسبة للموجودات الأُخرى مع وجود واسطة ، وكلاهما يعتبران في حدود المقدور ، فما الفرق بين أن يباشر الإنسان عملاً معيّناً بيده ، أو بوسيلة وأداة معيّنة من صنعه ؟ فالفعل فعله في كلتا الحالتين

٢ ـ ما قيل بخصوص قاعدة « الواحد لا يصدر منه إلّا الواحد » ، لا يصحّ تطبيقه على الفاعل المختار بنظر بعض المحقّقين

٣ ـ بغضّ النظر عن ذلك فإنّ قانون « السنخية بين العلّة والمعلول » محلّ إشكال حتّى في غير الفاعل المختار ، لأنّه لو كان المراد من السنخية هو السنخية والتشابه من جميع الجهات ، فهو مستحيل التحقّق بين واجب الوجود وممكن الوجود ، فالممكنات مهما تكن فهي متباينة مع واجب الوجود في جهات كثيرة ، فلو اشترطنا السنخية التامّة وفي جميع الجهات ، فكيف

٥٥٢

يمكن أن يخلق وجود غير مادّي موجودات مادّية ؟

٤ ـ يمكن القول : بأنّ الكون نسخ واحد لا أكثر على الرغم من احتوائه ظاهراً على موجودات متعدّدة ومتكثّرة

فإنّنا لو دقّقنا النظر لعلمنا بأنّ مجموع عالم الوجود موجود واحد متصل ومترابط ، وعلى الرغم من كُلّ تنوّعاته وكثرة قوانينه المؤثّرة فيه فهو واحد ، وهذا الموجود الواحد يفيض من الوجود الإلهي الواحد ، وهذا المخلوق الواحد له خالق واحد

« علي عبد الله ـ البحرين ـ ٣٠ سنة ـ طالب جامعة »

قانون العلّية لا يجري إلى عالم الخلق :

س : هل قانون العلّة والمعلول خاصّ بعالم الطبيعة ؟ أم حتّى عالم الأمر ؟ ودمتم سالمين

ج : إنّ قانون العلّة والمعلول إنّما تصحّ مصداقيته إذا كان هناك تجانس بين الجانبين ، ولكن من قال بأنّ الخلق معلول الخالق ؟

والحال يشير إلى أنّ الخلق مخلوق الخالق ، والعلاقة إنّما هي علاقة مخلوق بخالقه ، وليس علاقة معلول بِعِلّته

ونحن كمخلوقين نعجز تمام العجز عن إدراك وتصوّر نوع هذه العلاقة ، لأنّنا لا نستطيع أن نحيط علماً بالربّ جلّ جلاله ، حيث إنّنا لم نعط القدرة على التصوّر والإحاطة

وإنّنا كمخلوقين لم نكن واعين وشاهدين على كيفية خلق أنفسنا ، فلا يمكننا القول بأنّ الخلق قد تمّ وفق قانون العلّة والمعلول

نعم ؛ قد يمكن من حيث الوجهة اللغوية القول بأنّ الله تعالى هو علّة الخلائق ، أو أنّه علّة العلل ؛ غير أنّ هذا ليس إلّا مجرد تعبير ، وأنّ مجرد التعبير لا يسعه أن يكون دليلاً عقلياً

٥٥٣

وما نعهده من الأمثلة من الحرارة والنار ، والبرودة والثلج ، وسنخية العلّة ، فهي كلّها تأتي في حدود المخلوقين ، وليس في حدود تعريف العلاقة بين الخالق والمخلوق

فبفطرتنا النزيهة نعرف أنّ الخالق غير المخلوق ، وأنّه لا يصحّ بوجه من الوجوه القياس بين الربّ والمربوب ، وبين القادر والعاجز ، وبين الغنيّ والفقير

والخلاصة : إنّ قانون العلّية خاصّ بعالم الطبيعة ، ولا يجري إلى عالم الخلق والأمر

« أحمد ـ السعودية ـ سنّي ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة »

قاعدة اللطف :

س : ما هي حدود قاعدة اللطف من القرآن الكريم ؟ وشكراً

ج : خلاصة قاعدة اللطف هي : إنّ الله تعالى بلطفه ورحمته لا يترك هذه الأُمّة المرحومة ـ أُمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أو فقهائها إذا حصل اجتماع منها ، أو منهم على خطأ ، وإنّما يقوم بإبطال هذا الخطأ بمثل إلقاء الخلاف بينهم ، من قبل الإمامعليه‌السلام لطفاً بعباده تعالى ، ورحمة منه بهم

ولازم هذا أنّنا لو رأينا الأُمّة ، أو الفقهاء قد أجمعوا على مسألة ، نستكشف أنّ إجماعهم كان على حقّ ، إذ لو كان على خطأ ، لأوقع الله تعالى ـ من باب اللطف ـ الخلاف بينهم ، بإثارته من قبل الإمامعليه‌السلام ، ويرد على هذه القاعدة :

أوّلاً : عدم تمامية القاعدة في نفسها ، إذ لا يجب اللطف عليه تعالى ، بحيث يكون تركه قبيحاً يستحيل صدوره منه سبحانه ، بل كُلّ ما يصدر منه تعالى مجرد فضل ورحمة على عباده

ثانياً : إنّ قاعدة اللطف على تقدير تسليمها ، لا تقتضي إلّا تبليغ الأحكام على النحو المتعارف ، وقد بلّغها وبيّنها الأئمّةعليهم‌السلام للرواة المعاصرين لهم ، فلو لم

٥٥٤

تصل إلى الطبقة اللاحقة لمانع من قبل المكلّفين أنفسهم ، ليس على الإمامعليه‌السلام إيصالها إليهم بطريق غير عادي ، إذ قاعدة اللطف لا تقتضي ذلك ، وإلّا كان قول فقيه واحد كاشفاً عن قول المعصومعليه‌السلام ، إذا فرض انحصار العالم به في زمان ، وهذا واضح الفساد

ثالثاً : أنّه إن كان المراد إلقاء الخلاف ، وبيان الواقع من الإمامعليه‌السلام ، مع إظهار أنّه الإمام ، بأن يعرفهم بإمامته ، فهو مقطوع العدم

وإن كان المراد هو إلقاء الخلاف مع إخفاء كونه إماماً فلا فائدة فيه ، إذ لا يترتّب الأثر المطلوب من اللطف ، وهو الإرشاد على خلاف شخص مجهول ، كما هو ظاهر

« نوفل ـ المغرب ـ ٢٦ سنة »

عبارة بلا كيف لغز وإبهام :

س : المرجو من سماحتكم تفسير ما يلي : هل عبارة « بلا كيف » في صفات الله تعطي تفسيراً ؟

وما معنى المشيئتين في قوله تعالى :( لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (١)

ج : إنّ ما جاء به الأشاعرة في هذه النظرية ، وقولهم : بأنَّ لله يداً حقيقة بلا كيف ، لا يرجع إلى معنى صحيح مفهوم ، وذلك أنّ العقيدة الإسلامية تتّسم بالدقّة والحصانة ، وفي نفس الوقت بالسلامة من التعقيد والإبهام ، وتبدو جلية مطابقة للفطرة والعقل السليم ، فإبرازها بصورة الإبهام والألغاز ـ كما في هذه النظرية ـ لا يجتمع مع موقف الإسلام والقرآن في عرض العقائد على المجتمع الإسلامي

فالقول بأنّ له يداً لا كأيدينا ، أو وجهاً لا كوجوهنا ، وهكذا سائر
______________________

(١) التكوير : ٢٨ ـ ٢٩

٥٥٥

الصفات الخبرية أشبه بالألغاز ، إذ لو كان امرارها على الله تعالى بنفس معانيها الحقيقية ، لوجب أن تكون الكيفية محفوظة حتّى يكون الاستعمال حقيقيّاً ، لأنّ الواضع إنّما وضع هذه الألفاظ على تلك المعاني التي قوامها بنفس كيفيّتها ، فاستعمالها في المعاني الحقيقية وإثبات معانيها على الله سبحانه بلا كيفية ، أشبه بكون حيوان أسداً حقيقة ، ولكن بلا ذنب ولا مخلب ولا ناب ولا .

وباختصار : قولهم : إنّ لله يداً حقيقة لكن لا كالأيدي ، كلام يناقض ذيله صدره ، فاليد الحقيقية عبارة عن العضو الذي له تلك الكيفية المعلومة ، وحذف الكيفية حذف لحقيقتها ولا يجتمعان

أضف إلى ذلك أنّه ليس في النصوص من الكتاب والسنّة من هذه البلكفة ـ أي بلا كيف ـ عين ولا أثر ، وإنّما هو شيء اخترعته الأفكار للتذرّع به في مقام ردّ الخصوم على تهجّمهم عليهم بتهمة التجسيم ، ولذلك يقول العلّامة الزمخشري :

قد شبّهوهُ بخلقهِ فتخوَّ فُوا

شَنْعَ الورى فتستّروا بالبلكفة(١)

وأمّا معنى الآية : إن مشيئة العبد تتفرّع على مشيئة الله تعالى ، وإعمال سلطنته ، والاستثناء من النفي يفيد أنّ مشيئة العبد متوقّفة في وجودها على مشيته تعالى ، ومشيته تعالى لم تتعلّق بأفعال العباد ، وإنّما تتعلّق بمبادئها ، كالحياة والقدرة وما شاكلهما

وبطبيعة الحال أنّ المشيئة للعبد إنّما تتصوّر في فرض وجود تلك المبادئ بمشيئة الله سبحانه ، وأمّا في فرض عدمها بعدم مشيئة الباري فلا تتصوّر ، لأنّها لا يمكن أن توجد من دون وجود ما تتفرّع عليه ، والآية الكريمة إنّما
تشير إلى هذا المعنى .

______________________

(١) الصوارم المهرقة : ١٤ ، أضواء على السنّة المحمّدية : ٣٨٥

٥٥٦

« حامد محل ـ العراق ـ ٣٦ سنة ـ طالب علم »

للعقل دور مهمّ في مسائلها :

س : أرجو الردّ على إشكال أصل المعرفة ، فإثبات الخالق عند الإمامية بالعقل ، وعند الأشاعرة بالنقل

والدليل العقلي على إثبات الخالق هو : دفع الضرر ، ولكن إمّا أن يكون النبيّ موجوداً أو غير موجود ، فإذا كان موجوداً ، فنحن نتّبع النقل لا العقل ، وأمّا إذا كان غير موجود ، فمن أين نعرف أنّ هناك خالقاً ؟ وجزاكم الله خير الجزاء

ج : إنّ الله سبحانه منح الإنسان العقل ، وميّزه به عن البهائم والدواب بهذه المنحة ، وقد وصف القرآن الكريم من لا يستفيد من عقله وفكره بأنّه شرّ الدواب ، قال تعالى :( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ) (١) ، وفي العقل قدرة ذاتية منحه الله إياها في الوصول إلى معرفة وجود خالق للكون ، بل حتّى له قدرة في بيان جملة من صفات هذا الخالق

وعودة سريعة إلى قصّة ابن طفيل حي بن يقظان تستطيع أن تستشفّ قدرة الإنسان المنعزل عن الوحي ، والاتصال بالأنبياء في الوصول أو التيقّن من وجود خالق ومدبّر لهذا الكون ، وفي هذا المعنى يقول الإمام الصادقعليه‌السلام في وصف العقل ودوره في الإلهيات :« إنّ أوّل الأُمور ومبدأها وقوّتها وعمارتها ، التي لا ينتفع شيء إلّا به ، العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونوراً لهم ، فبالعقل عرف العباد خالقهم وأنّهم مخلوقون ، وأنّه المدبّر لهم ، وأنّهم المُدبرون ، وأنّه الباقي وهم الفانون ، واستدلّوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه وسمائه وأرضه ، وشمسه وقمره ، وليله ونهاره ، وبأنَّ له ولهم خالقاً ومدبّراً لم يزل ولا يزول ، وعرفوا به الحسن من القبيح ، وأنّ الظلمة في الجهل ، وأنَّ النور في العلم ، فهذا ما دلّهم عليه العقل » (٢)

______________________

(١) الأنفال : ٢٢

(٢) الكافي ١ / ٢٩

٥٥٧

وقالعليه‌السلام :« بالعقول يعتقد التصديق بالله ، وبالإقرار يكمل الإيمان به ، ولا ديانة إلّا بعد المعرفة ، ولا معرفة إلّا بالإخلاص ، ولا إخلاص مع التشبيه ، ولا نفي مع إثبات الصفة للتشبيه ، فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه ، وكُلّ ما يمكن فيه يمتنع عن صانعه » (١)

أمّا من يستدلّ بالدليل النقلي فقط على إثبات الخالق ، وغير ذلك من مسائل الإلهيات ، فنقول : إنّ آيات القرآن الكريم تحرّض كُلّ التحريض على التدبّر في آيات الله ، وبذل الجهد في تكميل معرفة الله ومعرفة آياته ، بالتذكّر والتفكّر والنظر فيها ، والاحتجاج بالحجج العقلية ، وقد استدلّ القرآن على بعض المطالب الإلهية بالأدلّة العقلية ، وسلك المنهج العقلي ، فاستدلّ على التوحيد مثلاً بقوله :( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (٢) ، وقوله تعالى :( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (٣)

واستدلّ في إبطال مقالة من زعم من المشركين أنَّ له سبحانه ولداً ، قال :( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) (٤)

فالقوّة العاقلة هي هبة سماوية من الله سبحانه إلى البشر ، وهي وإن لم تكن بقادرة على كشف جميع الأخبار السماوية ، وتحتاج إلى الوحي الإلهي ، لكنّها ليست بعاجزة مطلقاً ، ومن هنا لا يجوز التقليد في أُصول الدين ، فإن دلَّ هذا على شيء فإنّه يدلّ على أنّ المسائل السماوية ـ كإثبات وجود الخالق ـ هي قابلة للتحقيق للعقل البشري

______________________

(١) التوحيد : ٤٠

(٢) الأنبياء : ٢٢

(٣) المؤمنون : ٩١

(٤) البقرة : ١١٦ ـ ١١٧

٥٥٨

وعليه ، فالبحث عن وجود الله تعالى لا يقتصر على الدليل النقلي فقط ، بل العقل ـ بما هو عقل وله قدرة ذاتية على تشخيص الضرر ـ يأمرنا بدفع الضرر المحتمل ، وكذلك يستقلّ العقل بلزوم شكر المنعم ، وإلّا خالف الإنسان إنسانيته ، ولم يعدّ أهلاً للتميّز عن العجماوات ، ولا يتحقّق الشكر إلّا بمعرفة هذا المنعم

ومن هنا كان للعقل دور في هذه المعرفة ، ولعلّ الأدلّة التي ذكرها الفلاسفة والمتكلّمون ـ مثل : دليل النظم ، وبرهان الإمكان ، وبرهان حدوث المادّة ـ كافية في بيان قدرة العقل مستقلّة عن الوحي في الوصول إلى معرفة وجود الخالق وصفاته ، بل وحتّى الإيمان بالأنبياء والتصديق بهم يحتاج إلى مقدّمات عقلية ، منها : مطالبتهم الإثبات بالمعجزة وإظهارها ، كي يسدّ الطريق على مدّعي النبوّة ، فللعقل دور مهمّ في مسائل الإلهيات لا يمكن تجاوزه ، أو الاكتفاء بالنقل في إثبات هذه المسائل دونه

« عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية »

معنى مكتوب على ساق العرش :

س : تحية طيّبة وبعد ، كنت في أحد المجالس الحسينية ، وسمعت الشيخ على المنبر يقول : مكتوب على ساق العرش : إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة

وسمعت الكثير من هذه الروايات التي تتكلّم عن ساق العرش ، ولكن سؤالي : هل الله له عرش مثل ما تقول الوهّابية ؟ وأن لم يكن له عرش فما تفسير هذه الروايات التي تذكر على المنابر من غير شرح ولا تفسير للعوام ؟ وتكون وسيلة للطعن في الشيعة من قبل أعدائهم ، وجزاكم الله كُلّ خير

ج : لقد ورد ذكر العرش في الآيات القرآنية ، وفي كثير من الأدعية والروايات عن المعصومينعليهم‌السلام ، والذي نختلف فيه عمّا يقوله الوهّابيون أنّهم يصوّرون العرش بالمعنى الظاهري ، أي كرسي كبير له أربعة قوائم مثلاً ،

٥٥٩

وهكذا يصوّرون أنّ الله جالس عليه ، ونحن لا نقول بذلك ، لأنّه يستلزم الكثير من المحاذر ، منها : أنّ كلامهم سيستلزم الجسمية والمحدودية والمكان والحدوث ، وما إلى ذلك

وما نقوله نحن في العرش تبعاً لأهل البيتعليهم‌السلام أنّه : هو العلم ، فعن حنان بن سدير قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن العرش والكرسي ؟

فقالعليه‌السلام :« إنّ للعرش صفات كثيرة مختلفة ، له في كُلّ سبب وضع في القرآن صفة على حدة ، فقوله :( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) يقول : الملك العظيم ، وقوله : ( الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ) ، يقول : على الملك احتوى ، وهذا ملك الكيفوفية الأشياء ، ثمّ العرش في الوصل متفرّد من الكرسي ، لأنّهما بابان من أكبر أبواب الغيوب ، وهما جميعاً غيبان ، وهما في الغيب مقرونان ، لأنّ الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ، ومنه الأشياء كلّها ، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف ، والكون والقدر والحد والأين والمشية وصفة الإرادة ، وعلم الألفاظ والحركات والترك ، وعلم العود والبدء فهما في العلم بابان مقرونان ، لأنّ ملك العرش سوى ملك الكرسي ، وعلمه أغيب من علم الكرسي ، فمن ذلك قال : ( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) ، أي صفته أعظم من صفة الكرسي ، وهما في ذلك مقرونان » (١)

فعلى هذا ، فالعرش هو العلم الذي لا يقدر قدره أحد

وتكون الرواية التي فيها مكتوب على ساق العرش : الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ، جاءت على الرمز ، ويجب أن نفهمها على ضوء ما تقدّم من معنى العرش والكرسي ، فلا تكون ساق العرش قد جاءت على الحقيقة ، ولا لفظة مكتوب قد جاء على الحقيقة أيضاً ، وإنّما إذا كان العرش هو العلم ،
______________________

(١) التوحيد : ٣٢١

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576