موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

موسوعة الأسئلة العقائديّة11%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 518 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 245368 / تحميل: 6330
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٢-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

وهذه الرواية تبيّن الدور الهام الذي تتمتّع به المرأة عند قيام الإمامعليه‌السلام ، كما يتّضح من هذه الرواية أهمّية الدعاء للمرأة في أن تكون من أصحابهعليه‌السلام .

وأخيراً : نسأل المولى عزّ وجلّ أن يجعلنا وإيّاكم من أنصار وليّه الحجّة ابن الحسنعليهما‌السلام .

( رؤوف ـ السعودية ـ ٢٧ سنة ـ طالب )

ظهوره نعمة ونقمة :

س : هل خروج الإمام المهديّ عليه‌السلام نعمة أم نقمة؟ هل سيقتل ويسفك الدماء؟ أم هو كجدّه نبيّ الرحمة صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : إنّ ظهورهعليه‌السلام رحمة ونقمة ، كما كان جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين دعوته المباركة ، فهي رحمة للمؤمنين إذ عرّفهم الإسلام ، ودخلوا به ، وأنقذهم من الشرك والضلال.

وهو في نفس الوقت نقمة على الكافرين والمشركين من قريش ، الذين قتلهم الله ، وانتقم منهم على يدهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أمثال أبي جهل وعتبة ، وعمرو بن عبد ودّ من طواغيت الجاهلية ، فانتقم الله منهم بنبيّه ، فهل هذا إلاّ نصر إلهيّ ، وفتح مبين؟

كذلك هو قيام القائم وظهوره الشريف ، فهو نقمة على الكافرين والمنافقين ، إذ سينتقم الله به من عتاة الجبّارين بسيف الحقّ القويم ، وهو مصداق قوله تعالى :( فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) .

وفي نفس الوقت فهو رحمة للمؤمنين.

وقولك : سيسفك الدماء! فإنّهعليه‌السلام لا يسفك إلاّ دماء الظالمين الجبّارين ،

__________________

١ ـ الروم : ٤٧.

٣٠١

فهل لدماء هؤلاء حرمة؟ هل الذين قتلوا الأبرياء ، وأذاقوا الناس وبال الظلم ، وهتكوا الأعراض ، هل لدمائهم حرمة؟ فلا تقل : إنّه سيسفك الدماء ، بل قل : إنّه سيثأر لله وللمظلومين ، والمحرومين والمستضعفين.

علماً إنّهعليه‌السلام ـ في بعض الموارد ـ قد يعفو لمصلحة هو يراهاعليه‌السلام إلاّ أنّه لا يفرّط في حقوق الله تعالى ، وفي مظلومية المظلومين.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

عبد الله ليس اسم أبيه :

س : الأساتذة والعلماء الكرام والأفاضل : أُودّ أن أسألكم عن الحديث الذي يدّعيه أهل السنّة حول الإمام المهديّعليه‌السلام : « اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي » ، فمن ناحية السند ، هل كلّ هذه الأحاديث صحيحة؟

هل هي متواترة عندهم أم من الآحاد؟ وإذا كانت من الآحاد فإلى من تنتهي؟ وماذا يقول فيه أئمّة الحديث من السنّة والشيعة؟ الرجاء إعطاء بعض الأمثلة والنصوص ، ولكم جزيل الشكر.

ج : اختصاراً للوقت فإننا في مقام الإجابة ننقل لكم بحثاً كتب في هذا الموضوع في مجلة التراث العدد ٤٣ :

« هناك عدّة أحاديث مختلفة الألفاظ متّحدة المعنى في تحديد اسم أبِ المهدي ، ألا وهو ( عبد الله ) كاسم أبِ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . نودّ الإشارة قبل بيان تلك الأحاديث إلى جملة من الأمور وهي :

١ ـ إنّ بعضاً من تلك الأحاديث أخرجها الفريقان ( الشيعة وأهل السنّة ) في كتبهم.

هذا ، مع اعتقاد الشيعة الإمامية بخلاف ذلك ، لأنّ تلك الأحاديث مخالفة لأُصول مذهبهم ، فكانت روايتها من أعظم الأدلّة على أمانتهم في النقل من دون تحريف أو زيادة أو نقصان ، وهذا من فضل الإسلام الذي أدّب أتباعه على الصدق والأمانة.

٣٠٢

٢ ـ أخرج الشيعة تلك الأحاديث من كتب السُنّة مصرّحين بالنقل عنها ، ولم يخرجوا حديثاً واحداً من طرقهم.

٣ ـ في تاريخنا الإسلامي شخصيّتان بارزتان ادُّعي لكلٍّ منهما المهدويّة ، وهما :

أ ـ محمّد بن عبد الله بن الحسن المثنّى ، الذي ثار في زمن المنصور العبّاسي ( ١٣٦ ـ ١٥٨هـ ) وانتهت ثورته بقتله سنة ( ١٤٥هـ ).

ب ـ محمّد بن عبد الله المنصور ، الخليفة العبّاسي الملقّب بـ : المهديّ ( ١٥٨ ـ ١٦٩ هـ ).

والأوّل حسنيّ ، والثاني عبّاسي!

٤ ـ أشرنا إلى محاولة التفاف العبّاسيين حول أحاديث كون المهديّ من وُلْد العبّاس عند مناقشة حديث الرايات ، وستأتي أيضاً محاولة التفاف الحسنيّين على أنّ المهديّ الموعود هو من وُلْد الإمام الحسنعليه‌السلام .

٥ ـ لا ينبغي الشكّ في كون ادّعاء كلّ فريق من العبّاسيّين والحسنيّين انطباق أحاديث المهديّ على صاحبه ، وحرصهم على خلقها وإشاعتها فيه ، وبثّها بين الناس لِما في ذلك من أهداف ومصالح كبيرة لا تخفى على أحد ، وربّما لا يمكن الوصول إليها بغير هذا الطريق الذي هو الأمل المنشود لكلّ المؤمنين ، خصوصاً وأنّ كلاًّ من هاتين الشخصيّتين من ذوي النفوذ والمكانة الاجتماعيّة والسياسية ، فالأوّل قائد ثورة والثاني خليفة ، ومن يكون هكذا فهو بحاجة إلى مدد وعون يؤمن بمكانته الروحية في المجتمع.

٦ ـ سيأتي ـ وعلى طبق ما بأيدينا من أدلّة ( مشتركة ) ـ أنّ الأحاديث التي شخّصت اسم والد المهديّ بعبد الله موضوعة على الأقوى ، وأمّا مع افتراض صحّتها ، فلابدّ من تأويلها بما يتّفق مع الاسم الآخر كما صرّح به أهل هذا الفنّ من الفريقين.

وبعد بيان هذه الأُمور نستعرض ما وقفنا عليه من تلك الأحاديث وهي :

٣٠٣

الحديث الأول :

«لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ».

وأهمّ من أخرج الحديث هو ابن أبي شبية ، والطبراني ، والحاكم ، كلّهم ؛ من طريق عاصم ابن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) .

كما أخرجه من الشيعة المجلسيّ الثاني في « بحار الأنوار » عن الإربلّي ، ونقله الأخير عن كتاب « الأربعين » لأبي نعيم الأصبهاني(٢) .

الحديث الثاني :

« لا تقوم الساعة حتّى يملك الناس رجل من أهل بيتي ، يواطيء اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، فيملؤها قسطاً وعدلاً ».

والذي أخرج هذا الحديث هو أبو عمرو الداني ، وكذلك الخطيب البغدادي ، أخرجاه من طريق عاصم بن أبي النجود عن ابن مسعود أيضاً ، ولم يخرجه الشيعة(٣) .

الحديث الثالث :

« المهديّ يواطيء اسمه اسمي ، واسمُ أبيه اسم أبي ».

وأهمّ مَن أخرجه من أهل السنّة : والخطيب البغدادي ، وابن حجر ، وقد

__________________

١ ـ المصنّف ١٥ / ١٩٨ رقم ١٩٤٩٣ ، المعجم الكبير ١٠ / ١٦٣ رقم ١٠٢١٣ و ١٠ / ١٦٦ رقم ١٠٢٢٢ ، المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤٤٢.

٢ ـ بحار الأنوار٥١ / ٨٢ رقم ٢١ ، نقله عن كشف الغمّة ٣ / ٢٦١ ، والأخير عن « الأربعين » لأبي نعيم الأصبهاني.

٣ ـ سنن أبي عمرو الداني : ٩٤ ـ ٩٥ نقلنا عنه بتوسّط معجم أحاديث الإمام المهديّعليه‌السلام ، تاريخ بغداد ١ / ٣٧٠.

٣٠٤

أخرجاه من طريق عاصم أيضاً بسنده عن ابن مسعود(١) .

وأخرجه من الشيعة ابن طاووس ، نقلاً عن ابن حمّاد(٢) .

هذا ، وقد وقع في سند الخطيب لهذا الحديث : أبو نعيم ، والطبراني ، وابن أبي حاتم ، وابن حمّاد ، فهؤلاء كلّهم من رواته.

وهذه الأحاديث الثلاثة هي أهمّ ما روي في هذا الشأن ، ومن أخرجها من العلماء ـ كما تقدّم ـ أصبحوا الأساس لجميع من تأخّر من العلماء الذين أوردوها عنهم ، وقلّما انفرد بعضهم بطريق آخر لم يتّصل بعاصم بن أبي النجود ، فهو العمدة في المقام كما صرّح به الأعلام.

مناقشة أحاديث « واسم أبيه اسم أبي » :

إنّ مما يُلحظ على الأحاديث الثلاثة المتقدّمة أنّها غير معروفة عند غالبية الحفّاظ والمحدّثين ، مع تصريحهم بأنّ الأكثر والأغلب على رواية :

( واسمه اسمي ) فقط. من غير زيادة ( واسم أبيه اسم أبي ).

فالحديث الأول مثلاً ، رواه الإمام أحمد في مسنده في عدّة مواضع من غير تلك الزيادة(٣) .

كما رواه الترمذي من غير هذه الزيادة أيضاً ، وقال : « وفي الباب : عن عليٍّ ، وأبي سـعيد ، وأُمّ سلمة ، وأبي هريرة ، وهذا حديث حسن صحيح »(٤) .

أمّا الطبراني ، فقد أخرج الحديث الأوّل بأكثر من عشرة طرق من غير هذه الزيادة ، وذلك في الأحاديث التي تحمل الأرقام التالية : ١٠٢١٤ و ١٠٢١٥ و ١٠٢١٧ و ١٠٢١٨ و ١٠٢١٩ و ١٠٢٢٠ و ١٠٢٢١ و ١٠٢٢٣ و ١٠٢٢٥ و ١٠٢٢٦ و

__________________

١ ـ تاريخ بغداد ٥ / ٣٩١ ، والقول المختصر ٤ / ٤ وقد رواه مرسَلاً.

٢ ـ الملاحم : ٧٤ باب ١٦٢ ، نقله عن ابن حمّاد.

٣ ـ مسند أحمد ١ / ٣٧٦ و ٣٧٧ و ٤٣٠ و ٤٤٨.

٤ ـ سنن الترمذي ٤ / ٥٠٥ رقم ٢٢٣٠.

٣٠٥

١٠٢٢٧ و ١٠٢٢٩ و ١٠٢٣٠ ، وهكذا فعل غيره مثل ابن أبي شيبة والحاكم وغيرهما من أقطاب المحدِّثين.

وممّا يزيد الأمر وضوحاً هو تصريح من أورد الحديث الأوّل بعدم وجود ( واسم أبيه اسم أبي ) في أكثر كتب الحفّاظ ، قال المقدسي الشافعي بعد أنْ أورد الحديث عن أبي داود : « أخرجه جماعة من أئمّة الحديث في كتبهم ، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه ، والإمام أبي داود في سننه ، والحافظ أبو بكر البيهقيّ ، والشيخ أبو عمرو الداني ، كلّهم هكذا »(١) ، يريد : ( اسمه اسمي ) فقط بدون زيادة ( واسم أبيه اسم أبي ).

ولا يمكن أْن يكون هؤلاء الأئمّة الحفّاظ لا علم لهم بهذه الزيادة المرويّة من طريق عاصم بن أبي النجود ، مع أنّهم أخرجوا تلك الأحاديث من طريق عاصم نفسه ، وهذا يدلّ على عدم اعتقادهم بصحّة هذه الزيادة ، وإلاّ لَما أعرضوا عن روايتها ، ولا يتّهم أحدهم بأنّه قد أسقطها عمداً ، خصوصاً وأنّ لهذه الزيادة أهمّيّتها في النقض على ما يدعيه الطرف الآخر من اسم والد المهديّعليه‌السلام .

ومن هنا يتبيّن أّن عبارة ( واسم أبيه اسم أبي ) هي من زيادة أحد الرواة ، عن عاصم ؛ ترويجاً لفكرة كون المهديّ هو محمّد بن عبدالله بن الحسن ، أو ابن المنصور الخليفة العبّاسي.

وممّا يؤكّد هذا أنّ في لسان الأوّل رتّةً ، وإذا بنا نجد من يضع على الصحابي أبي هريرة حديثاً يشهد على نفسه بافتقاره لمخائل الصدق وهو حديث : « إنّ المهديّ اسمه محمّد بن عبد الله ، في لسانه رتّةٌ »(٢) .

هذا ، وقد ردّ زيادة ( واسم أبيه اسم أبي ) زيادةً على من أعرض عن روايتها بعض أعلام هذا الفنّ من أهل السُنّة ، منهم الآبري ( ت ٣٦٣ هـ ) على ما في « البيان » للكنجي الشافعي ، إذ روى الكنجي عن كتاب أبي الحسن الآبري

__________________

١ ـ عقد الدرر : ٢٧ باب ٢.

٢ ـ نقله في معجم أحاديث الإمام المهديّعليه‌السلام عن مقاتل الطالبيّين : ١٦٣ ـ ١٦٤.

٣٠٦

المسمّى بـ « مناقب الشافعي » ، فقال : « ذَكَر هذا الحديث ، وقال فيه : وزاد زائدة في روايته : لو لم يبق من الدنيا إلاّ يومٌ لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله رجلاً منّي ، أو من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قِسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً »(١) .

ولمّا كانت الأحاديث الثلاثة المتقدّمة كلّها من رواية عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن عبدالله بن مسعود ، فلا بأس ببيان ما جمعه الحافظ أبو نعيم من طرق هذا الحديث المنتهية إلى عاصم ، والّتي اتّفقت جميعها على روايته بلفظ : « واسمه اسمي » فقط ، ولم يرد في طريق واحد منها لفظ : « واسم أبيه اسم أبي » ، فيما صرّح به الكنجيّ الشافعي في كتابه « البيان ».

ونودّ قبل نقل كلامه الاِشارة السريعة إلى أنّ تلك الزيادة قد رواها أيضاً البزّار في مسنده ، والطبراني في المعجم الكبير والأوسط من طريق داود بن المحبّر بن قحذم ، عن أبيه ، كما في « مجمع الزوائد » للهيثمي ، وهذا الطريق وإن اختلف عن طريق عاصم إلاّ أنّه ضعيف بداود وأبيه كلاهما كما نصَّ على ذلك الهيثمي(٢) .

إذن العمدة في المقام هو حديث عاصم ، وفيه قال الكنجي الشافعي :

« وجمع الحافظ أبو نعيم طرق هذا الحديث عن الجمّ الغفير في مناقب المهديّ ، كلّهم عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ ، عن عبدالله [ بن مسعود ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

ثمّ أخذ في بيان من روى الحديث عن عاصم بلفظ : « واسمه اسمي » فقط بلا زيادة : « واسم أبيه اسم أبي » حتّى أوصلهم إلى أكثر من ثلاثين راوياً وهم :

١ ـ سفيان بن عيينة ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٢ ـ فطر بن خليفة ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

__________________

١ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : ٤٨٢.

٢ ـ مجمع الزوائد ٧ / ٣١٤ باب ما جاء في المهديّ.

٣٠٧

٣ ـ الأعمش ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٤ ـ أبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٥ ـ حفص بن عمر.

٦ ـ سفيان الثوري ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٧ ـ شعبة ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

٨ ـ واسط بن الحارث.

٩ ـ يزيد بن معاوية أبو شيبة ، له فيه طريقان.

١٠ ـ سليمان بن حزم ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١١ ـ جعفر الأحمر ، وقيس بن الربيع ، وسليمان بن حزم ؛ جميعهم في سند واحد.

١٢ ـ سلام بن المنذر.

١٣ ـ أبو شهاب محمّد بن إبراهيم الكتّاني ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٤ ـ عمر بن عبيد الطنافسي ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٥ ـ أبو بكر بن عيّاش ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٦ ـ أبو الجحّاف داود بن أبي العوف ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٧ ـ عثمان بن شبرمة ، وطرقه عنه بطرق شتّى.

١٨ ـ عبد الملك بن أبي عتبة.

١٩ ـ محمّد بن عيّاش ، عن عمرو العامري وطرقه عنه بطرق شتّى. وذكر مسنداً وقال فيه : حدّثنا أبو غسّان ، حدّثنا قيس ، ولم ينسبه.

٢٠ ـ عمرو بن قيس الملاّئي.

٢١ ـ عمّار بن زريق.

٢٢ ـ عبدالله بن حكيم بن جبير الأسدي.

٢٣ ـ عمر بن عبدالله بن بشر.

٢٤ ـ أبو الأحوص.

٢٥ ـ سعد بن الحسن ابن أُخت ثعلبة.

٣٠٨

٢٦ ـ معاذ بن هشام ، قال : حدّثني ابن أبي عاصم.

٢٧ ـ يوسف بن يونس.

٢٨ ـ غالب بن عثمان.

٢٩ ـ حمزة الزيّات.

٣٠ ـ شيبان.

٣١ ـ الحكم بن هشام.

ثمّ قال : « ورواه غير عاصم ، عن زرّ ، وهو عمرو بن حرّة ، عن زرّ ؛ كلّ هؤلاء رووا ( اسمه اسمي ) ؛ إلاّ ما كان من عبيدالله بن موسى ، عن زائدة ، عن عاصم ، فإنّه قال فيه : ( واسم أبيه اسم أبي ).

ولا يرتاب اللبيب أنّ هذه الزيادة لا اعتبار بها ، مع اجتماع هؤلاء الأئمّة على خلافها ، والله العالم »(١) .

وقد حاول بعض علماء الفنّ من الفريقين تأويل هذه الزيادة على فرض صحّة صدورها ، وقد تعرّض الكنجي الشافعي إلى بعض تأويلاتهم في المقام ؛ إلاّ أنّه استنكرها بقوله : « وهذا تكلُّفٌ في تأويل هذه الرواية ، والقول الفصل في ذلك : إنّ الاِمام أحمد مع ضبطه وإتقانه ، روى هذا الحديث في مسنده في عدّة مواضع : واسمه اسمي »(٢) .

ومن هنا يتّضح : أنّ حديث : « واسم أبيه اسم أبي » لا يصحّ في حسابات فنّ الدراية أْن يكون متعارضاً مع أحاديث كون اسم والد المهديّ هو الحسنعليهما‌السلام ، المرويّة بعشرات الطرق من الفريقين ، مع موافقته لحديث : « واسمه اسمي » المرويّ عن عليٍّعليه‌السلام ، وابن مسعود ، وأبي سعيد ، وحذيفة ، وسلمان ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وأُمّ سلمة ، وغيرهم(٣) .

__________________

١ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : ٤٨٣ / ٤٨٥.

٢ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : ٤٨٣ ، مطالب السؤول : ٢٩٣.

٣ ـ مسند أحمد ١ / ٣٧٦ و ٣٧٧ ، سنن الترمذي ٤ / ٥٠٥ رقم ٢٢٣٠ و ٢٢٣١ ، سنن أبي داود ٤ / ١٠٧ رقم ٤٢٨٢ ، المعجم الكبير ١٠ / ١٦٤ رقم ١٠٢١٨ و ١٠٢١٩ و ص ١٦٥ رقم ١٠٢٢٠ و

٣٠٩

هذا ، زيادة على إطباق كلمة أهل البيتعليهم‌السلام من لدن الاِمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب إلى الاِمام الحسن العسكريعليهم‌السلام على ذلك ، مضافاً إلى تأييد مائة وثمانية وعشرين عالماً ومحدِّثاً ومؤرّخاً من أهل السُنّة إلى أحاديث كون المهديّ من وُلْد الاِمام الحسن العسكري ، وقد فصّلنا الكلام عنهم وعن أسمائهم وأقوالهم ، ورتّبناهم بحسب القرون ابتداءً من القرن الرابع الهجري وانتهاءً بالقرن الرابع عشر الهجري(١) .

وهذا ما يجعل حديث : « واسم أبيه اسم أبي » على فرض صحّته ليس بقوّة ثبوت الحديث الآخر ، ممّا يجب طرحه أو تأويله ، وسيأتي عند الحديث عن كون المهديّ من أولاد الحسن أو الحسينعليهما‌السلام ما له علاقة وطيدة ببيان الاسم الصحيح لوالد الإمام المهديّعليه‌السلام .

( عادل علي ـ اليمن ـ )

من علامات ظهوره :

س : متى يظهر الإمام المهديّ عليه‌السلام ؟ وما هي علامات الظهور؟

ج : ليس هناك توقيت لظهور الإمام المهديّعليه‌السلام أبداً ، بل الأئمّة الأطهارعليهم‌السلام كذّبوا كلّ من يقول بذلك.

فعن الفضل بن يسار ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قلت : هل لهذا الأمر وقت؟ فقال : «كذب الوقّاتون ، كذب الوقّاتون ، كذب الوقّاتون »(٢) .

__________________

ص ١٦٨ رقم ١٠٢٢٩ و ١٠٢٣٠ ، ذِكر أخبار أصبهان ١ / ١٢٩ ، مسند أبي يعلى الموصلي ٢ / ٣٦٧ رقم ١١٢٨ ، صحيح ابن حبّان ٨ / ٢٩١ رقم ٦٧٨٦ و ٦٧٨٧ ، البدء والتاريخ ٢ / ٨٠ ، تذكرة الخواصّ : ٣٦٣ ، المنار المنيف : ١٤٨ رقم ٣٢٩ فصل ٥٠٠ ، القول المختصر ٧ / ٣٧ باب ١ ، فرائد السمطين ٢ / ٣٢٥ رقم ٥٧٥ ، منهاج السُنّة ٤ / ٢١١ ، ينابيع المودّة : ٤٩٢.

١ ـ دفاع عن الكافي ١ / ٥٦٥ ـ ٥٩٢.

٢ ـ الكافي ١ / ٣٦٨.

٣١٠

نعم ، ورد أنّه يظهر يوم عاشوراء الذي يصادف يوم السبت أو الجمعة ، أمّا في أيّ سنة فغير معلوم.

ولكن هناك قرائن وعلائم للظهور ذكرت في رواياتنا ، بأنّها متى ما تحقّقت يتحقّق الظهور ، ومن تلك العلائم الحتمية الوقوع ، التي اتّفقت رواياتنا على ذكرها هي : خروج اليماني ، والسفياني ، والصيحة ، والخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية.

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : « خمس قبل قيام القائم : اليمانيّ ، والسفيانيّ ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية »(١) .

( ـ ـ )

فضل النصف من شعبان في كتب السنّة :

س : يرجى التكرّم ببيان فضل النصف من شعبان ، وذلك من كتب إخواننا أهل السنّة ، شاكرين لكم ذلك.

ج : وردت أعمال كثيرة في مصادر أهل السنّة ، في تعظيم ليلة النصف من شعبان ويومه ، وكلّ ما ورد من أعمال لم يرتضه الوهّابيون ، كعادتهم في رفض أكثر ما ورد أو كلّ ما ورد في تعظيم بعض المناسبات.

وقد اعتقد بعض علماء أهل السنّة أنّ ليلة النصف من شهر شعبان هي ليلة القدر.

وقد ذكروا لهذه الليلة ويومها أعمالاً كثيرة ، من صلاة ودعاء وصيام و

فعن الإمام عليعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إذا كانت ليلة النصف من شعبان ، فقوموا ليلها وصوموا نهارها »(٢) .

__________________

١ ـ الإمامة والتبصرة : ١٢٨ ، الخصال : ٣٠٣ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٦٤٩ ، إعلام الورى ٢ / ٢٧٩.

٢ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٤٤.

٣١١

وعن أبي موسى الأشعريّ ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّ الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه ، إلاّ لمشرك أو مشاحن »(١) .

وعن عائشة قالت : فقدت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات ليلة فقال : «إنّ الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب »(٢) .

وعن عبد الله بن عمر : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « يطّلع الله عزّ وجلّ إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لعباده إلاّ لاثنين ، مشاحن وقاتل نفس »(٣) .

وأمّا ما في روايات أهل البيتعليهم‌السلام فجاء الكثير مسنداً عنهمعليهم‌السلام في تعظيم ليلة النصف ويومها ، وذكروا أعمالاً كثيرة.

( أبو أيمن ـ المغرب ـ سنّي )

فلسفة الدعاء بتعجيل فرجه :

س : لماذا يدعو الشيعة بتعجيل فرج المهديّ المنتظر؟ وهل هو في كربة حتّى يفرّج الله عنه؟ وهل صحيح أنّه توجد في إيران خيل مسرّجة دوماً في انتظار المهديّ عند أحد المغارات؟ أو ما يسمّى بالسرادق!

ج : إمّا أن يكون المراد من الفرج المذكور في الدعاء هو فرج المؤمنين والمظلومين في العالم ، وإنما نسب وأضيف إلى الإمام المهديّعليه‌السلام باعتباره الفاعل لهذا الفرج بإذن الله تعالى كما تواتر هذا المعنى في روايات الشيعة والسنّة حيث ذكرت إنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً.

__________________

١ ـ المصدر السابق ١ / ٤٤٥.

٢ ـ المصدر السابق ١ / ٤٤٤ ، الجامع الكبير ٢ / ١٢١ ، الجامع الصغير ١ / ٢٩٧ ، كنز العمّال ١٢ / ٣١٤.

٣ ـ مسند أحمد ٢ / ١٧٦ ، كنز العمّال ٣ / ٤٦٧.

٣١٢

إن الدعاء بتعجيل الفرج في الواقع هو دعاء لنا ، لأنّ فرجهعليه‌السلام هو فرج لكل المظلومين والمضطهدين في العالم ، لأنّ الإمام المهديّعليه‌السلام سيعيد كلّ حقّ إلى أهله ، وسينتقم من الظالمين.

وإمّا أن يراد منه بأنّه دعاء بالفرج للإمام المهديّعليه‌السلام ، لأنّه ـ على مبنى الشيعة ـ حيّ يرزق وغائب عن الأنظار ، ويرى ما يجري لأُمّة جدّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله من ظلم وقتل ، وتشريد واضطهاد ، وهو ابن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والإمام الثاني عشر عند أكثر المسلمين ، حيث ذهب كثير من العلماء من شتّى الفرق الإسلامية ، إلى أنّ الثاني عشر في حديث « الخلفاء بعدي اثنا عشر » هو الإمام المهديّعليه‌السلام .

فالإمام المهديّ يتألّم أشدّ ألم ، وهو في كربة عظمى ، وهو يشاهد ما يجري على المسلمين من أنواع الكربات.

وأمّا ما سألت عنه من وجود خيل في إيران مسرّجة ، فهذا ما نسمعه لأوّل مرّة منك ، فهلاّ عرّفتنا على هذا المكان لنذهب ونفحص عن حقيقة الأمر.

( عمر بن عبد الرحمن المدفع ـ الإمارات ـ سنّي )

في أحاديث الرسول من كتب السنّة :

س : كثيراً ما أدخل في جدال مع أصدقائي بخصوص أصحاب المذهب الجعفريّ ، وأنا بكلّ صراحة أحترم أخواني الشيعة ، وأقسم بالله بأنّي ليس في قلبي أي بغضاء ضدّهم ، والحمد لله بأنّي لدي كثير من الكتب التي تخصّ المذهب الشيعيّ ، ومن خلال هذه الرسالة أحببت أن أوجّه تحية إلى فضيلتكم ، ولدي سؤال عن الإمام المهديّ عليه‌السلام ، هل ذكر في أحاديث الرسول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : قد تواتر الحديث عن الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله في الإمام المهديّعليه‌السلام ، وأنّ اسمه اسم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكنيته كنيته ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً.

وهذه الأحاديث بكثرة لا يمكن حصرها ، فلا يكاد يخلو منها كتاب في

٣١٣

الحديث ، أو معجم في التراجم والسير ، ولو تصدّينا لجمع ما أمكن منها ، لكانت موسوعة كبرى في الحديث.

وهذا إن دلّ على شيء ، فإنّما يدلّ على تواتر حديث المهديّعليه‌السلام ، وأنّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يبشّر الأُمّة الإسلامية بظهوره في كلّ ناد ومحفل ، ومنتدى ومجمع.

وإليك بعض هذه الأحاديث التي انتقيناها من بعض كتب السنّة :

١ ـ أخذصلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي فقال : «يخرج من صلب هذا حيّ يملأ الأرض عدلاً وقسطاً »(١) .

٢ ـ عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «نحن بنو عبد المطّلب سادات أهل الجنّة ، أنا وحمزة وعلي ، وجعفر بن أبي طالب ، والحسن والحسين ، والمهديّ »(٢) .

٣ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من أنكر خروج المهديّ فقد كفر بما أنزل على محمّد »(٣) .

٤ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يلتفت المهديّ ، وقد نزل عيسى بن مريم ، كأنّما يقطر من شعره الماء ، فيقول المهديّ : تقدّم فصلّ بالناس ، فيقول عيسى : إنّما أقيمت الصلاة لك ، فيصلّي خلف رجل من ولدي »(٤) .

٥ ـ عن أبي سعيد الخدريّ قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «المهديّ منّي أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً ، ويملك سبع سنين »(٥) .

__________________

١ ـ المعجم الأوسط ٤ / ٢٥٦.

٢ ـ سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٦٨ ، ذخائر العقبى : ١٥ و ٨٩ ، جواهر المطالب ١ / ٢٢٨ ، ينابيع المودّة ٢ / ٦٨ ، كنز العمّال ١٢ / ٩٧.

٣ ـ فرائد السمطين ٢ / ٣٣٤.

٤ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٤٧٥ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٦٤.

٥ ـ كشف الغمّة ٣ / ٢٣٤ ، مسند أبي داود ٢ / ٣١٠ ، العجم الأوسط ٩ / ١٧٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٦٧٢ ، كنز العمّال ١٤ / ٢٦٤.

٣١٤

٦ ـ عن أبي سعيد الخدريّ ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «يخرج في آخر أُمّتي المهديّ ، يسقيه الله الغيث ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطى المال صحاحاً ، وتكثر الماشية ، وتعظم الأُمّة ، ويعيش سبعاً أو ثمانياً ، يعني حججاً »(١) .

٧ ـ عن أبي سعيد الخدريّ قال : خشينا أن يكون بعد نبيّنا حدث ، فسألنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : « يخرج المهديّ في أُمّتي ، خمساً أو سبعاً أو تسعاً » زيد الشكّ ، قال : قلت : أيّ شيء؟ قال : « سنين » ، ثمّ قال : » يجيء الرجل إليه فيقول : يا مهدي اعطني اعطني » ، قال : « فيحثى له في ثوبه ما استطاع أن يحمل »(٢) .

٨ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمةعليها‌السلام : «المهديّ من ولدك »(٣) .

٩ ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا نادى مناد من السماء : أنّ الحقّ في آل محمّد ، فعند ذلك يظهر المهديّ »(٤) .

فأصل فكرة المهديّعليه‌السلام من المسائل المتّفق عليها بين المسلمين ، إلاّ من شذّ وندر ، وكذلك أصل فكرة المنقذ مسألة متّفق عليها بين الأديان.

( حسن محمّد يوسف ـ البحرين )

كاذب من يدّعي السفارة عنه :

س : ما هو السبب في عدم صدق الأشخاص الذين يدّعون السفارة في زمن الغيبة الكبرى؟ وشكرا لكم.

ج : تارة تسأل عن الدليل ، فهو روايات صحيحة صريحة في تكذيب كلّ من يدّعي النيابة والسفارة في زمن الغيبة الكبرى ، وتارة تسأل عن السبب ، فيمكن

__________________

١ ـ المستدرك ٤ / ٥٥٨.

٢ ـ مسند أحمد ٣ / ٢١ ، الجامع الكبير ٣ / ٣٤٣ ، كنز العمّال ١٤ / ٢٧٣.

٣ ـ ذخائر العقبى : ١٣٦ ، كشف الغمّة ٣ / ٢٦٧.

٤ ـ كنز العمّال ١٤ / ٥٨٨.

٣١٥

أن يكون للوقوف أمام أصحاب الهوى والزعامات الدنيوية ، الذين يستغلّون هذا الباب لمصالحهم الدنيوية الشخصية من جمع المال ، والحصول على الرئاسة ، كلّ ذلك باسم المهديّ المنتظر ، وبذلك سيكون خراباً للدنيا والدين.

هذا ، ونعلمك بأنّ الرؤية غير السفارة والباب ، فالروايات المروية في تكذيب من رأى المهديّ المنتظر محمولة على اصطحاب السفارة مع ادعاء الرؤية.

( زهرة لطف الله ـ البحرين ـ )

كيفية موته ونهاية العالم :

س : قد فهمنا أنّه لا تنتهي الدنيا بوفاة الحجّةعليه‌السلام ، ولكن السؤال هو كيف ستكون نهاية العالم؟ مع أنّه بعد خروج الإمام سيعمّ العدل والسلام؟

أمّا السؤال الثاني فهو : كيف سيموت الحجّةعليه‌السلام ؟ فقد جاء في حديث شريف : « ما منّا من مات ميتة عين ».

ج : نحاول هنا الإجابة على السؤالين معاً ، حيث ثبت أنّ الإمام المهديّعليه‌السلام إذا ظهر فسوف يعمّ العدل والقسط ، ولا يعني هذا أنّ الخلق سوف يكونون معصومين ، أو أنّهم بأجمعهم عدول ، بل المقصود أنّ الإمام يحكم بين الناس بالعدل ، ويأخذ للمظلوم من الظالم حقّه ، وهكذا.

وقد ورد في الروايات : أنّ الأئمّة لا يموتون حتف أنفهم ، فهم أما مقتول أو مسموم ، ثمّ تكون الرجعة ، التي هي على إجمالها من عقائد الشيعة ، دون النظر إلى التفاصيل.

أمّا كيفية نهاية العالم فقد قال تعالى :( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) (١) ، وهنالك آيات كثيرة توضّح النفخ في الصور ، وانتهاء العالم.

____________

١ ـ الأنبياء : ١٠٤.

٣١٦

( محمّد الإبراهيمي ـ كندا ـ )

معنى كونه شريكاً للقرآن :

س : نقرأ في زيارة صاحب الأمر والزمان المروية عن الشيخ المفيد ، والسيّد ابن طاووس عبارة : « السلام عليك يا شريك القرآن » ، ما هو المقصود من هذه العبارة؟

ج : إنّ الأئمّة الإثنى عشرعليهم‌السلام كما هو معلوم ، هم عدل القرآن وشركاؤه ، باعتبار قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً ».

( أيوب محمود دكسن ـ الكويت ـ )

إمكان حضوره في أكثر من مجلس :

س : كيف يمكن لمولانا الحجّة عليه‌السلام أن يحضر أكثر من مجلس في نفس الوقت؟

ج : هناك عدّة احتمالات في المقام ، ينبغي أن نأخذ كلّها أو بعضها بعين الاعتبار :

منها : إنّ المراد من حضوره هو النظر والعناية من قبلهعليه‌السلام لكلّ مجلس ، وهذا نظير حضور المعصومينعليهم‌السلام في مجالس ذكرهم ، إذ إنّ الحضور في مكان هو لأجل الوقوف على كلمات وأقوال الحاضرين ، وهذا ما يتحصّل في حالة إفاضة عناية الإمامعليه‌السلام للمجلس ، وكأنّه هو حاضر فيه يسمع ويرى من يخاطبه ، ويرد عليه بالرأفة والرحمة الخاصّة بهعليه‌السلام .

ومنها : إنّ المقصود من حضوره في أكثر من مجلسٍ في وقتٍ واحد قد يكون بصورة حضور وكيله أو نائبه ، أو من يتولّى الأمر من قبلهعليه‌السلام في تلك المجالس ، وهذا يعتبر حضورهعليه‌السلام بالعناية والمجاز ، ويكون من قبيل القول : بأنّ فلاناً قد شارك في اجتماع أو مؤتمر ، وفي الواقع قد أرسل مندوبه ليمثّله هناك.

٣١٧

والله العالم بحقائق الأُمور.

( ـ ـ )

كيفية الاستعداد للقائه :

س : كيف يمكنني الاستعداد لأكون من أنصار الإمام المهديّ عليه‌السلام ؟ وأن لا أكون مثل أهل الكوفة ، الذين دعوا الإمام أن يأتي ، ولكن فيما بعد يخافون من الموت ويتخاذلون ، إنّي أخشى دائماً أن أكون هكذا؟! فماذا أفعل؟

ج : الاستعداد يكون بإطاعة أوامر الله ، والتجنّب عن نواهيه ، وبعبارة أُخرى : أن نسعى لتحقيق ما لأجله بعثت الرسل ، وأمرت به الأئمّةعليهم‌السلام ، لنسعى ما لأجله يظهر الإمامعليه‌السلام ، يظهر ليطبّق سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليحقّ الحقّ ، وليبطل الباطل ، ليكون الناس جميعاً مطيعين لله ، منتهين عن نواهيه.

فلنكن نحن ممّن أطاع الله ، وتجنّب عن معاصيه ، وبهذا سنكون من الممهّدين لظهورهعليه‌السلام ، وسنكون معه إن شاء الله تعالى.

( أحمد جاسم أبو حسن ـ البحرين ـ )

من وصيّه بعد غيبته :

س : نحن الشيعة نعتقد أنّ النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يغادر الدنيا إلاّ بعد أن أوصى بالإمام عليعليه‌السلام خليفة بعده ، ونحتجّ بالدليل العقليّ ، أنّه لا يعقل أن يترك النبيّ الأُمّة بدون خليفة ، لكي تنقسم وتتناحر في تحديد من هو الخليفة.

وفي نفس الوقت نقول : إنّ الإمام المهديّعليه‌السلام غاب عن الأُمّة بدون أن يوصي لمن هو خليفة بعده ، وترك الأُمّة هي التي تحدّد وتختار خليفة لها ، ممّا أدّى إلى انقسامات في المذهب حول المرجعية ، كما هو ملاحظ.

فسؤالي هو : لماذا لم ينتهج الإمام المنتظرعليه‌السلام سياسة النبيّ في ذلك؟ وكيف نوفّق بين الاعتقادين؟

ج : إنّ الشيعة تعتقد ـ بالأدلّة العقليّة والنقليّة ـ بوجوب وصاية النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

٣١٨

ووقوعها لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولكن في غيبة الإمام المنتظرعليه‌السلام لم تعتقد الشيعة بانتهاء إمامته أو خلافته ، حتّى تجب الوصاية لغيره ، بل إنّ إمامته مستمرة ، فلا تحتاج إلى خليفة ينوب عنه ، وأنّهعليه‌السلام يرعى الأُمّة والطائفة ، ولو من وراء ستار الغيبة.

فالغيبة لا تلغي مهمّات الإمامة مطلقاً ، بل تصدّ عن الدور الحضوري للإمامعليه‌السلام ، وهذا بعكس ارتحال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرفيق الأعلى ، إذ يجب فيه من يتولّى مسؤولية قيادة الأُمّة وإمامتها.

ثمّ حتّى في عصر الغيبة ، وإن لم يصرّح بمنصب خلافة الإمامعليه‌السلام ونيابته ، ولكن قد جاءت نصوص وأحاديث شريفة تؤكّد وجوب ملازمة الناس علماء الطائفة واتباعهم على نحو العموم ، وفيها مواصفات هؤلاء من العلم والتقوى والعدالة وغيرها ، حتّى لا يقع الناس في انحراف وضلالة.

فالانقسامات التي ذكرتموها لا تؤثّر في أصل العقيدة ومجراها ، إن اتبعنا من له أهلية ومصداقية تلك الروايات ، فتصبح تلك الخلافات هامشية ، ونتيجة طبيعية لعدم عصمة الجميع.

( شاهر ـ ـ )

الجديد الذي يأتي به :

س : وفّقكم الله لنصرة هذا المذهب الجعفريّ الحقّ ، ولي سؤال حرت فيه ، واطلب المساعدّة منكم على فهمه ، لو تكرّمتم عليّ بذلك ، ولله الشكر إن فعلتم.

جاء في كتاب الغيبة للنعماني حديثاً يقول : قال أبو جعفرعليه‌السلام : « يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وبقضاء جديد ، على العرب شديد ، ليس شأنه إلاّ السيف ، لا يستتيب أحداً ، ولا يأخذه في الله لومة لائم »(١) .

__________________

١ ـ الغيبة للنعماني : ٢٣٣.

٣١٩

وسؤالي هو : هل هذا الحديث صحيح؟ وما معناه؟ وأيّ كتاب؟ وأيّ قضاء عنى هنا؟ هل هو غير الأمر الذي نحن عليه؟ أو غير القضاء الذي نقضي به نحن هنا؟ وفي هذا الزمان ، أو غير الكتاب الذي بين أيدينا؟

أفيدونا ، وفّقكم الله في هذا الأمر ، وجزيتم خيراً.

ج : أوّلاً : ليس لهذا الحديث سند معتبر ، بل فيه ضعف.

ثانياً : إنّنا إذا لاحظنا الأحكام الإسلامية في عصر الغيبة ، وهو عصر يبعد عن مصدر التشريع الإسلامي ، وأخذنا بنظر الاعتبار من حيث وجودها النظري والتطبيقي ، نجد فيها أربعة موارد من النقص والقصور :

١ ـ الأحكام الإسلامية التي لم تعلن للناس أصلاً ، بل بقيت معرفتها خاصّة بالله ورسوله ، والقادة الإسلاميّين ، وبقيت مستورة عن الناس ، ومؤجّل إعلانها إلى زمن ظهور الإمام المهديّعليه‌السلام ، وتطبيق العدل الكامل.

٢ ـ الأحكام التالفة على مرّ الزمن ، والسنّة المندرسة خلال الأجيال ، ممّا يتضمّن أحكام الإسلام ومفاهيمه ، أو يدلّ عليها.

فإنّ ما تلف من الكتب التي كانت تحمل الثقافة الإسلامية ، بما فيها أعداد كبيرة من السنّة الشريفة ، والفقه الإسلامي ، نتيجة للحروب المدمّرة ـ كالحروب الصليبية ، وغزوات التتار والمغول ، وغير ذلك ـ عدد ضخم يعدّ بمئات الآلاف ، ممّا أوجب انقطاع الأُمّة الإسلامية عن كمّية كبيرة من تاريخها ، وتراثها الإسلامي ، واحتجاب عدد من الأحكام الإسلامية عنها.

٣ ـ إنّ الفقهاء حين وجدوا أنفسهم محجوبين عن الأحكام الإسلامية الواقعية في كثير من الموضوعات المستجدّة ، والوقائع الطارئة على مرّ الزمن ، اضطرّوا إلى التمسّك بقواعد عامّة معيّنة ، تشمل بعمومها مثل هذه الوقائع ، إلاّ أنّ نتيجتها في كلّ واقعة ليست هي الحكم الإسلامي الواقعي في تلك الواقعة ، وإنّما هو ما يسمّى بالحكم الظاهريّ ، وهو ـ كما قيل ـ تحديد الوظيفة الشرعية للمكلّف عند جهله بالحكم الواقعي الأصلي.

٣٢٠

وهذا النوع من الأحكام الظاهرية أصبح بعد الانقطاع عن عصر التشريع وإلى الآن مستوعباً لأكثر مسائل الفقه ، أو كلّها تقريباً ، ما عدا الأحكام الواضحة الثبوت في الإسلام.

ومراد الفقهاء بقطعية الحكم هو قطعية الحكم الظاهري ، أي إنّ هذه الفتوى هي غاية تكليف المكلّفين في عصر الاحتجاب عن عصر التشريع.

٤ ـ الأحكام غير المطبّقة في المجتمع الإسلامي ، بالرغم من وضوحها وثبوتها إسلامياً ، سواء في ذلك الأحكام الشخصية العائدة إلى الأفراد ، أو العامّة العائدة إلى تكوين المجتمع والدولة الإسلامية.

ومع وجود هذه الجهات من النقص والقصور في الأحكام الإسلامية خلال عصر الانفصال عن عصر التشريع ، يكون بوسع الإمام المهديّعليه‌السلام إكمال تلك النواقص التي أشرنا إليها ، وسيكون له تجاه كلّ نقص موقف معيّن.

أمّا موقفه بالنسبة إلى الأمر الأوّل فهو واضح كلّ الوضوح ، فإنّ الأُمّة بعد بلوغها المستوى اللائق لفهم الأحكام الدقيقة المفصّلة ، وبعد أن كان الإمام المهديّعليه‌السلام هو الوريث الوحيد من البشر أجمعين ، لتلك الأحكام غير المعلنة ، يرويها عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله جلّ جلاله ، إذاً يكون الوقت قد أزف لإعلان تلك الأحكام.

وأمّا موقفه بالنسبة إلى الأحكام التالفة فهو أيضاً واضح جدّاً ، فإنّ المفروض أنّ هذه الأحكام كانت معلنة في صدر الإسلام ، وإنّما كانت تحتاج المحافظة عليها ، وعدم إتلافها إلى مستوى معيّن من القدرة الدفاعية ، والشعور بالمسؤولية لدى المسلمين ، الذي كان قليلاً عند الأجيال الماضية التي فقدت هذه الأحكام.

والإمام المهديّعليه‌السلام بالفهم الإمامي يكون عارفاً بهذه الأحكام عن طريق الرواية عن آبائه ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الله عزّ وجلّ.

وأمّا بالنسبة إلى الأمر الثالث فواضح أيضاً ، بعد الذي عرفناه من أنّ

٣٢١

الأحكام الظاهرية تعني تعيين تكليف الإنسان من الناحية الإسلامية ، ووظيفته في الحياة عند الجهل بالحكم الواقعي ، ذلك الجهل الناشئ من البعد عن عصر التشريع.

وأمّا إذا كان الفرد مطّلعاً على الحكم الإسلامي الواقعي ، فيحرم عليه العمل بالحكم الظاهري ، والإمام المهديّعليه‌السلام يعلن الأحكام الواقعية الإسلامية بأنفسها.

وأمّا بالنسبة إلى عدم وصول بعض الأحكام الإسلامية إلى مستوى التطبيق في عصر ما قبل الظهور ، فيقوم الإمام المهديّعليه‌السلام بنفسه بتطبيق الأحكام العامّة ، فيؤسّس الدولة العالمية العادلة الكاملة ، ويقوم بإدارة شؤونها.

وبعد أن اتّضح كلّ ما قلناه ، نعرف بكلّ جلاء ما هو المراد ممّا ورد من : أنّ الإمام المهديّعليه‌السلام يأتي بأمر جديد ، وسلطان جديد.

( طالب خالد ـ الجزائر ـ ٢٧ سنة ـ التاسعة أساسي )

مثلّث برمودا لا صلة له بالجزيرة الخضراء :

س : هل هناك تفسير ديني لما يحدث في مثلّث برمودا؟

ج : إنّ الحديث عن مثلث برمودا مثل الحديث عن الحكايات الخرافية ، والأساطير الإغريقية ، والقصص الخيالية ، ولكن يبقى الفارق هنا هو : أنّ مثلّث برمودا حقيقة واقعية ، لمسناها في عصرنا هذا ، وقرأنا عنها في الصحف والمجلاّت العربية والعالمية ، ويذهب بنا القول بأنّ مثلّث برمودا يعتبر التحدّي الأعظم الذي يواجه إنسان هذا القرن ، والقرون القادمة.

والتفسيرات التي تفسّر لغز هذا المثلّث :

١ ـ نظرية الزلازل وعلاقتها بما يحدث في مثلّث برمودا.

تقول هذه النظرية : إنّ حدوث الهزّات الأرضية في قاع المحيط تتولّد عنها موجات عاتية وعنيفة ومفاجئة ، تجعل السفن تغطس ، وتتّجه إلى القاع بشدّة في لحظات قليلة.

٣٢٢

وبالنسبة للطائرات يتولّد عن تلك الهزّات والموجات في الأجواء ، ممّا يؤدي إلى اختلال في توازن الطائرة ، وعدم قدرة قائدها على السيطرة عليها.

٢ ـ نظرية الجذب المغناطيسي ، وعلاقتها بما يحدث في مثلّث برمودا.

إنّ أجهزة القياس في الطائرات أثناء مرورها فوق مثلّث برمودا تضطرب ، وتتحرّك بشكل عشوائي ، وكذلك في بوصلة السفينة ، ممّا يدلّ على وجود قوّة مغناطيسية ، أو قوّة جذب شديدة وغريبة.

هذا ، ولا يوجد تفسير ديني لهذا المثلّث ، إلاّ أنّه من الظواهر الغريبة الدالّة على عظمة الله تعالى وقدرته.

نعم ، حاول البعض أن يربط بين الجزيرة الخضراء التي يقال أنّ الإمام المهديّعليه‌السلام يعيش فيها وبين مثلّث برمودا ، وهو لم يثبت بدليل قطعي.

( ياسر حسن يعقوب ـ البحرين ـ )

يصلّي الإمام الحسين على جنازته :

س : سؤالي يتعلّق بخروج المهديّ المنتظر عليه‌السلام إذ هو آخر الأئمّة` عليهم‌السلام ، السؤال هو : من الذي سيصلّي على الإمام المهديّ حين وفاته؟

ج : نحن نعتقد بالرجعة التي هي بمعنى : رجوع بعض الأموات إلى الحياة الدنيوية ، قبل قيام يوم القيامة في صورتهم التي كانوا عليها ، وذلك عند قيام المهديّعليه‌السلام .

وروي أنّ أوّل من يرجع هو الإمام الحسينعليه‌السلام ، فيستلم الحكم بعد الإمام المهديّعليه‌السلام ، فيكون الإمام الحسينعليه‌السلام هو الذي يلي غسله ، وكفنه وحنوطه ، ويواريه في حفرته ، نصّت على هذا المعنى الرواية المروية عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، التي نقلها العلاّمة المجلسيّ في كتابه بحار الأنوار(١) .

__________________

١ ـ بحار الأنوار ٥٣ / ١٠٣.

٣٢٣

إذاً ، عندنا أنّ المصلّي على جنازة الإمام المهديّعليه‌السلام هو الإمام الحسينعليه‌السلام .

بينما يقول الشيخ مرعي بن يوسف المقدسي الحنبلي ـ من علماء القرن الحادي عشر الهجري ـ في كتابه « فرائد فوائد الفكر في الإمام المهديّ المنتظر » ما نصّه : « ذكر العلماء : أنّ المهديّ يستمرّ مع عيسىعليه‌السلام إلى بيت المقدس ، فيموت بها ، ويصلّي عليه هو ومن معه من المسلمين ، ويدفنه هناك »(١) .

( عبد السلام ـ هولندا ـ سنّي )

نسبه وعلاقته بالخضر :

س : من هو المهديّ المنتظر؟ هل سيولد من جديد؟ أو هو مولود وموجود في الأرض ، لكن لا يعرفه أحد؟ وهل هو معصوم؟ وما هي علاقته بالخضر؟ والذي تشبه قصّته بالمهديّ المنتظر ، وشكراً لكم.

ج : إنّ المهديّ المنتظرعليه‌السلام هو الإمام محمّد بن الحسن العسكريّ بن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي السجّاد بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام .

قد ولدعليه‌السلام يوم الخامس عشر من شهر شعبان ٢٥٥ هـ في مدينة سامراء ، ثمّ لأسباب خاصّة غابعليه‌السلام عن الأنظار إلى أن يأذن له المولى تعالى بالظهور ، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً.

وهوعليه‌السلام معصوم عن الخطأ والمعصية ، و كما دلّت عليه أدلّة عصمة الأئمّةعليهم‌السلام .

وأمّا علاقتهعليه‌السلام بالخضرعليه‌السلام ، فقد ورد في بعض الروايات عن الإمام الرضاعليه‌السلام ما نصّه : «وسيؤنس الله به ـ أي بالخضر ـ وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته »(٢) .

__________________

١ ـ فرائد فوائد الفكر : ١٣٧.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٣٩١.

٣٢٤

( محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية )

الاعتماد عليه لا يوجب طول الأمل والرقود عن الحقّ :

س : إنّ الناس متخاذلون عن الحقّ ، ويقولون : « اللهم عجّل فرجه » ألا تلاحظون أنّ الناس معتمدين على الإمام الحجّة أكثر مما هم معتمدين على أنفسهم؟ ويقولون : سيظهر الحجّة ، ويسود السلام في أرجاء المعمورة.

وسؤالي : لماذا قال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته : أنّ الحجّة سيظهر ، وهم يعلمون أنّ هذا من أسباب الظلم ، وعدم المبالاة بين المسلمين؟

ألا تعتقدون أنّ هذا من طول الأمل ، والرقود عن الحقّ؟ والله من وراء القصد ، وأشكركم على هذا الموقع الخادم لأهل البيت.

ج : في الجواب نشير إلى عدّة مسائل :

١ ـ الدعاء للفرج ممدوح عقلاً ونقلاً :

أمّا عقلاً ، فبما أنّه يبعث بروح الأمل في المؤمن ، ويطرد عنه اليأس والقنوط ، فالدعاء في الحقيقة هو : توطين النفس لهذا المستقبل الزاهر في ظلّ حكومتهعليه‌السلام ، وعدم الركون للظلم السائد في الأنظمة الحكومية غير الإسلامية.

وأمّا نقلاً ، فوردت عدّة روايات في هذا المجال ، لعلّ أصرحها هو التوقيع الشريف الذي صدر عن الحجّةعليه‌السلام ، الذي جاء في نهايته : «وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم »(١) .

٢ ـ إنّ الاعتماد على الحجّةعليه‌السلام لإنقاذ البشرية أمر صحيح ، ولكن لا ملازمة بين هذا الاعتقاد وبين التخلّي عن الوظيفة ، فالعمل على طبق الوظيفة تكليف عامّ لا يختصّ بزمان دون زمان.

وباختصار ، نحن نعتقد أنّ الإمامعليه‌السلام سيطهّر الأرض من الظلم والبغي ،

__________________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الغيبة للشيخ الطوسيّ : ٢٩٣ ، كشف الغمّة ٣ / ٣٤٠.

٣٢٥

وسيطبّق الإسلام في كلّ أرجائها ، ولكن لا يعني هذا أن نتخاذل في عصر الغيبة عن نصرة الحقّ ، وأن نتهاون في التكليف المتوجّه إلينا.

٣ ـ قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل البيتعليهم‌السلام في المقام ، هو بشرى للشيعة ، ولمن يأمل أن يرى المدينة الفاضلة للبشرية ، فالإنسان المؤمن عندما يسمع ويقرأ الأحاديث المتعلّقة بشأن الظهور يفرح ويستبشر بالمستقبل ، ويتمنّى ويأمل بأن يكون من أنصار الحجّةعليه‌السلام ، فيسعى لنيل هذا المقام بقدر الإمكان ، وهذا يعني الالتزام والعمل الأفضل والأكمل.

وعليه فليس في المسألة ما يعتبر أمراً سلبياً حتّى نتوقّف فيه ، وإن كان شخص يسيء فهم انتظار الفرج ويخدع نفسه لأجل الدعة والراحة وترك التكليف ، فهذا أمر يختصّ بمورده ـ فالعتب عليه ـ لا بأصل الفكرة.

( بشير الحسيني ـ العراق ـ )

هو حجّة علينا رغم عدم ظهوره :

س : إذا اتّفقنا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، ومن المعلوم أنّ الإمام غائب عن الأنظار ، وعدم ظهوره لا يدلّ على عدم وجوده ، هل يعتبر حجّة علينا في الوقت الحالي رغم عدم ظهوره؟!

يرجى الإجابة بالدليل العقليّ ، لا بالدليل الروائي.

ج : المقصود أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ـ وهو الأمر المتواتر ، ومن ضرورات المذهب ـ هو عدم خلوّها من الإمامعليه‌السلام من عصر الرسالة إلى يوم القيامة.

والحجّية هي مهمّة من مهام الإمام ووظائفه ، ومعناها أنّ الله تعالى يحتجّ به على عباده ، فلذا يسمّى حجّة الله على الخلق.

والمعنى الآخر للحجّية هو : أنّ أقواله وأوامره ونواهيه يجب الالتزام بها والعمل عليها ، ويكفي في صحّة إطلاق الحجّية بهذا المعنى هو التزام المؤمن ، بأنّه إذا صدر أمر أو نهي من الإمام ، فهو سوف يطبّقه ويسير على نهجه ، سواء صدر

٣٢٦

ذلك فعلاً أو لم يصدر ، كما في زمن الغيبة.

مضافاً إلى أنّ الكثير من الأوامر والنواهي قد صدرت في زمن الغيبة الصغرى ، فيصحّ إطلاق كلمة الحجّة عليه بهذا المعنى أيضاً.

علماً أنّ وجود الإمام لا يقتصر على الحجّية كما سبق ، بل له مهام ووظائف أُخرى كثيرة جدّاً ، حيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب ، كما ورد في روايات أهل البيتعليهم‌السلام .

ثمّ إنّ الدليل الروائي يعتبر من الأدلّة الأربعة في الحجّية والاستنباط ، بل هو يأتي بالمرحلة الثانية بعد القرآن الكريم ، هذا إذا كان حديث آحاد ، أمّا إذا كان الحديث متواتراً فيكون قطعي الصدور ، وفي نفس رتبة القرآن الكريم ، لأنّ كلامهما يمثّلان الوحي الإلهيّ.

( ـ ـ )

ليس هو عيسى نفسه :

س : لقد قرأت في القرآن الكريم قوله تعالى :( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ) (١) .

وقوله :( إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتوفّيكَ وَرَافِعُكَ ) (٢) .

وتفسير الآية : إنّ سيّدنا المسيح سيخرج آخر الزمان ، لأنّه رفعه الله تعالى وهو في سنّ الشباب ، لذلك ذكر القرآن الكهولة ـ وهي في حوالي سنّ الأربعين ـ أفلا يعني أنّ المنتظر المهديّ هو المسيح عيسى بن مريم ، حيّ يرزق حتّى يشاء الله العليّ القدير؟ إذ كيف يحكم الإمام موجود ، وخصوصاً نعلم أنّ السيّد المسيح سوف يخرج آخر الزمان ، فالنبيّ ينزل عليه الوحي ، أمّا الإمام فلا؟

ج : قد ثبت في مصادر المسلمين ـ وهو من المتّفق عليه ـ أنّ المهديّ من ولد

__________________

١ ـ آل عمران : ٤٦.

٢ ـ آل عمران : ٥٥.

٣٢٧

فاطمةعليهما‌السلام ، فهو إذاً غير المسيح ابن مريمعليهما‌السلام .

كما ثبت عند الفريقين : أنّ عيسى ينزل ويصلّي خلف الإمام المهديّعليه‌السلام .

قال السيوطي : « فإنّ صلاة عيسى خلف المهديّ ثابتة في عدّة أحاديث صحيحة بإخبار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الصادق المصدّق الذي لا يخلف خبره »(١) .

وفي الصواعق : « دعوى تواتر الأحاديث في صلاة عيسى خلف المهديّ »(٢) .

ومع تواتر الأخبار بتبعية عيسى للإمام فلا مجال للسؤال عن كيفية حكم الإمام مع وجود السيّد المسيحعليه‌السلام ، مضافاً إلى أنّ دين عيسى قد نسخ بالإسلام ، وإلاّ للزم أن يحكم بدين المسيحية ، وهو ضروري البطلان.

( حسن محمّد يوسف ـ البحرين ـ ١٨ سنة. طالب جامعة )

القيام ووضع الكفّ على الرأس عند ذكر لقب القائم :

س : لماذا نحن عندما نذكر لقب صاحب العصر عليه‌السلام ( القائم ) نقف ونضع اكفنا على رؤوسنا؟ هل هذه تحية للإمام؟ وشكراً.

ج : لقد وردت روايات وأحاديث تنصّ بأنّ الأئمّةعليهم‌السلام قد حثّوا على هذا الأمر ، بل وقد طبّقوها على أنفسهم أحياناً بالقيام ، وتارةً بالقيام ووضع اليد على الرأس متواضعاً ؛ والظاهر أنّها كلّها في سبيل إعطاء الموضوع اهتماماً بالغاً في نفوس الشيعة.

وقال الشيخ النمازيّ في « مستدرك سفينة البحار » ما نصّه : ويستحبّ القيام عند ذكر هذا اللقب ـ القائم ـ لما روي عن تنزيه الخواطر : سئل الإمام الصادقعليه‌السلام عن سبب القيام عند ذكر لفظ القائم من ألقاب الحجّة.

قال : « لأنّ له غيبة طولانية ، ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ، ينظر إلى كلّ من يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته ، ومن تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع عند نظر

__________________

١ ـ الحاوي للفتاوي ٢ / ١٦٧.

٢ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٤٨٠.

٣٢٨

المولى الجليل إليه بعينه الشريفة ، فليقم وليطلب من الله جلّ ذكره تعجيل فرجه ».

وروي أيضاً عن الإمام الرضاعليه‌السلام في مجلسه بخراسان ، أنّه قام عند ذكر لفظة القائم ، ووضع يديه على رأسه الشريف وقال : «اللهم عجّل فرجه ، وسهّل مخرجه ».

وذكر المحدّث النوري في كتابه « النجم الثاقب » ما ترجمته بالعربية : هذا القيام والتعظيم سيرة تمام أبناء الشيعة في كلّ البلاد

وروى العلاّمة المامقاني في رجاله في دعبل ، عن محمّد بن عبد الجبّار في مشكاة الأنوار ، أنّه لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الإمام الرضاعليه‌السلام ، وذكر الحجّةعليه‌السلام إلى قوله :

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم الله والبركات

وضع الرضاعليه‌السلام يده على رأسه ، وتواضع قائماً ، ودعا له بالفرج(١) .

( أبو حيدر ـ فنلاندا ـ )

تعليق على السؤال السابق :

القيام ووضع اليد على الرأس عند ذكر لقبه بالقائم ليس واجباً ، بل من باب التعظيم والاحترام ، وللمعتقد بغيبته وظهوره دليل على انتظار فرجه الشريف ، والاستعداد لنصرته ، وأسوة لمن سبقه من أهل البيت عليهم‌السلام بهذا الفعل ، وشكراً.

( ـ البحرين ـ )

ولادته في كتب أهل السنّة :

س : حشرنا الله مع آل محمّد وإيّاكم.

__________________

١ ـ مستدرك سفينة البحار ٨ / ٦٢٩.

٣٢٩

هل هناك روايات عند أهل السنّة تقول : بأنّ الإمام المهديّ ولد؟ جزاكم الله ألف خير ، ونسألكم الدعاء .

ج : قد اعترف علماء كثيرون من أهل السنّة بولادة الإمام المهديّعليه‌السلام فراجع كتاب دفاع عن الكافي(١) للسيّد ثامر العميدي ، فقد ذكر فيه مائة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنّة ، من الذين اعترفوا بولادة الإمام المهديّعليه‌السلام ، مع ترتيبهم بحسب القرون ، ونحن نقتصر على ذكر بعضهم :

سهل بن عبد الله البخاريّ ، المتوفّى ٣٤١ هـ(٢) ، محمّد بن طلحة الشافعي ، المتوفّى ٦٥٢ هـ(٣) ، سبط ابن الجوزيّ ، المتوفّى ٦٥٤ هـ(٤) ، محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي ، المتوفّى ٦٥٨ هـ(٥) ، ابن خلكان ، المتوفّى ٦٨١ هـ(٦) ، عزيز بن محمّد النسفي الصوفي ـ المتوفّى ٦٨٦ هـ ـ في رسالته ، كما في ينابيع المودّة(٧) ، إسماعيل بن علي أبو الفداء ، المتوفّى ٧٣٢ هـ(٨) ، محمّد الذهبيّ ، المتوفّى ٧٤٨ هـ(٩) ، خليل الصفدي ، المتوفّى ٧٦٤ هـ(١٠) ، عبد الله بن علي اليافعي ، المتوفّى ٧٦٨ هـ(١١) ، ابن الصبّاغ المالكي ، المتوفّى ٨٥٥ هـ(١٢) ، محمّد بن طولون الحنفي ، المتوفّى ٩٥٣ هـ(١٣) ، حسين الديار بكري القاضي ،

__________________

١ ـ دفاع عن الكافي ١ / ٥٦٨.

٢ ـ سرّ السلسلة العلوية : ٤٠.

٣ ـ مطالب السؤول ٢ / ١٥٢.

٤ ـ تذكرة الخواص : ٣٢٥.

٥ ـ البيان في أخبار صاحب الزمان : ٩٧.

٦ ـ وفيات الأعيان ٤ / ٣١.

٧ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٣٥٢.

٨ ـ المختصر في أخبار البشر ١ / ٣٦١.

٩ ـ العبر في خبر من غبر ١ / ٣٧٣.

١٠ ـ الوافي بالوفيات ٢ / ٢٤٩.

١١ ـ مرآة الجنان ٢ / ١٢٧.

١٢ ـ الفصول المهمّة : ٢٩٢.

١٣ ـ الأئمّة الإثنا عشر : ١١٧.

٣٣٠

المتوفّى ٩٦٦ هـ(١) ، عبد الوهّاب الشعراني الشافعي ، المتوفّى ٩٧٣ هـ(٢) ، أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي ، المتوفّى ٩٧٤ هـ(٣) ، ابن عماد الدمشقي الحنبلي ، المتوفّى ١٠٨٩ هـ(٤) ، محمّد بن علي الصبّان الشافعي ، المتوفّى ١٢٠٦هـ(٥) .

( حسين عبد الأمير ـ البحرين. ١٨ سنة ـ طالب )

ماذا يجب أن نفعله في الغيبة :

س : ما واجبنا اتجاه الإمام المهديّ المنتظر وهو في غيبته؟ وما يجب علينا فعله؟

ج : من الأعمال المفروض بنا أن نعملها في زمن الغيبة ، هي :

١ ـ انتظار فرجهعليه‌السلام وظهوره ، فقد ورد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «أفضل أعمال أُمّتي انتظار الفرج »(٦) .

٢ ـ الدعاء لهعليه‌السلام بتعجيل فرجه ، فقد ورد من الناحية المقدّسة على يد محمّد ابن عثمان في آخر توقيعاتهعليه‌السلام : «وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم »(٧) .

٣ ـ معرفة صفاتهعليه‌السلام ، وآدابه ، والمحتومات من علائم ظهوره.

__________________

١ ـ تاريخ الخميس ٢ / ٣٤٣.

٢ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٣٤٥.

٣ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٦٠١.

٤ ـ شذرات الذهب ٢ / ٢٩٠.

٥ ـ إسعاف الراغبين : ١٣٣.

٦ ـ الإمامة والتبصرة : ١٦٣ ، تحف العقول : ٣٧ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٥٢٧ ، مجمع الزوائد ١٠ / ١٤٧ ، ينابيع المودّة ٣ / ٣٩٧ ، الجامع الكبير ٥ / ٢٢٥.

٧ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الغيبة للشيخ الطوسيّ : ٢٩٣ ، الاحتجاج ٢ / ٢٨٤.

٣٣١

٤ ـ مراعاة الأدب عند ذكرهعليه‌السلام ، بأن لا يذكره إلاّ بألقابه الشريفة : كالحجّة والقائم ، والمهديّ ، وصاحب الزمان ، وصاحب الأمر ، وغيرها ، وترك التصريح باسمه الشريف ، وهو اسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتكملة ذكرهعليه‌السلام بقول :عليه‌السلام ، أو ( عجّل الله تعالى فرجه ) ، والقيام عند ذكر لقبه « القائم ».

٥ ـ إظهار محبّتهعليه‌السلام وتحبيبه إلى الناس.

٦ ـ إظهار الشوق إلى لقائهعليه‌السلام ورؤيته ، والبكاء والإبكاء والتباكي والحزن على فراقه.

٧ ـ الدعاء والطلب من الله تعالى أن نكون من جنوده وأنصاره واتباعه ، ومن المقاتلين بين يديه ، وأن يرزقنا الشهادة في دولته.

٨ ـ التصدّق عنهعليه‌السلام بقصد سلامته.

٩ ـ إقامة مجالس يذكر فيها فضائلهعليه‌السلام ومناقبه ، أو بذل المال في إقامتها ، والحضور في هكذا مجالس ، والسعي في ذكر فضائله ونشرها.

١٠ ـ إنشاء الشعر وإنشاده في مدحهعليه‌السلام ، أو بذل المال في ذلك.

١١ ـ إهداء ثواب الأعمال العبادية المستحبّة لهعليه‌السلام ، كالحجّ والطواف عنهعليه‌السلام ، والصوم والصلاة ، وزيارة مشاهد المعصومينعليهم‌السلام ، أو بذل المال لنائب ينوب عنه في أداء تلك الأعمال.

١٢ ـ زيارتهعليه‌السلام وتجديد البيعة لهعليه‌السلام بعد كلّ فريضة من الفرائض اليومية ، أو في كلّ يوم جمعة بما ورد عن الأئمّةعليهم‌السلام في ذلك.

١٣ ‎ ـ تعظيم مواقفهعليه‌السلام ومشاهده ، كمسجد السهلة ، ومسجد الكوفة وغيرهما.

١٤ ـ ترك توقيت ظهورهعليه‌السلام ، وتكذيب المؤقّتين ، وتكذيب من ادّعى النيابة الخاصّة ، والوكالة عنهعليه‌السلام في زمن الغيبة الكبرى.

جعلنا الله تعالى وإيّاكم من الممهّدين لدولته ، والمرضيّين عنده.

٣٣٢

( عقيل أحمد جاسم ـ البحرين ـ ٣٢ سنة ـ بكالوريوس )

معنى يأتي بكتاب جديد :

س : بخصوص الإمام المنتظر ، قال الإمام أبو عبد الله عليه‌السلام : « والله كأنّي أنظر إليه بين الركن والمقام ، يبايع الناس على كتاب جديد » (١) ، والمقصود من ذلك كتاب غير القرآن ، لأنّهم يدّعون بأنّنا نقول : بأنّ القرآن محرّف ، والقرآن الحقيقيّ عند الغائب.

ج : من أين لنا أن نحكم بأنّ الكتاب الجديد هو قرآن جديد ـ والعياذ بالله ـ؟ والظاهر من الرواية إنّه عهد وبرنامج جديد يتعاهده هوعليه‌السلام مع أصحابه ، وظهور الكلام كما نعلم حجّة ، وليس في الرواية أية قرينة على خلاف هذا الظهور.

فالنتيجة : إنّ الكتاب ـ هنا ـ بمعنى مخطّط جديد ، مرسوم من قبل الإمامعليه‌السلام لتطبيق الدين الإسلامي الحنيف.

( أحمد العصفور ـ عمان ـ ١٤ سنة )

من مميّزات أنصاره :

س : كيف تكون صفات الناس الذين سوف يقاتلون مع الإمام المهديّ عليه‌السلام ؟ وكيف سيكون العالَم قبل أن يأتي؟ وهل يجب أن يرى كلّ واحد الإمام المهديّ كي يحارب معه؟ وإذا دعوت في صلاتي أن أكون من جيوشه ـ إن شاء الله باستمرار ودائماً ـ هل سأكون؟ وشكراً.

ج : البحث عن موضوع الإمام المهديّعليه‌السلام وكلّ ما يتعلّق به بحث مفصّل ، لا يسعنا التطرّق إليه ، ولكن نشير هنا إلى رؤوس بعض المواضيع ، فإن أردت التفصيل فعليك بالكتب المختصّة في هذا المجال.

__________________

١ ـ الغيبة للنعماني : ١٩٤.

٣٣٣

وأمّا الوضع العام للعالم والبشرية قبيل ظهورهعليه‌السلام فهو وضع مأساوي وسلبي إلى أبعد الحدود معنوياً ومادّياً ، بحيث لا يبقى طريق وحلّ للخروج من هذا الوضع المؤلم إلاّ اللجوء إليه ، والتمكين لحكمه ودولتهعليه‌السلام .

أمّا وظيفة المؤمن في عصر الغيبة ، فهي لا تقتصر بجهةٍ دون أُخرى ، بل تشمل الالتزام والعمل بجميع جوانب العقيدة والشريعة ، بما فيها الدفاع عن المبادئ والقيم والمقدّسات.

وأمّا مميّزات أنصار الحجّةعليه‌السلام ، فهي باختصار : العمل بالوظائف الدينية في أعلى مراتبها ، ومنها : شدّ أواصر المحبّة والعُلقة القلبية مع صاحب العصر والزمانعليه‌السلام ، بحيث يراه كالحاضر والناظر على أفعاله وأعماله.

فالمؤمنون في عصر الغيبة ، وقبيل الظهور ليسوا بقلّة ، ولكن أصحاب الإمامعليه‌السلام هم الصفوة من هذه المجموعة ، نتيجةً لسعيهم وثباتهم في سبيل الدين والعقيدة في عصر الغيبة.

وأمّا الدعاء للتوفيق في نصرة الإمامعليه‌السلام فهو مندوب وممدوح ، وينبغي لكلّ مسلم وموالي أن يفعل ذلك ؛ فإنّه من رآه الله تعالى على هذه الحالة ، فقد نال ثواب المشاركة والنصرة للحجّةعليه‌السلام ، وإن لم يدرك أيّام الظهور.

( علي سلمان ـ البحرين ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة )

المقصود من سرداب الغيبة :

س : ما هي حقيقة سرداب الغيبة؟ وماذا نقصد به؟ والأدعية الواردة له إلى ماذا ترمز؟

ج : إنّ المقصود من سرداب الغيبة هو : سرداب الدار التي كان يسكنها الإمام الهادي والإمام العسكريّ والإمام المهديّعليهم‌السلام ، ويقال : إنّ غيبة الإمام المهديّعليه‌السلام حصلت منه ، أي إنه آخر مكان شوهد فيه الإمام قبل غيبته.

وقد وردت بعض الزيارات والأدعية عند الوقوف عليه ، والتي ترمز إلى إظهار

٣٣٤

المحبّة والمودّة لهعليه‌السلام ، والدعاء له في تعجيل فرجه ، وغير ذلك.

( أحمد ـ السعودية ـ سنّي ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

حجّة الله على الخلق :

س : كيف يكون الإمام المهديّ حجّة وهو غائب؟ وما هي الفائدة منه حال غيبته؟

ج : لاشكّ ولا ريب أنّ الإمام المهديّعليه‌السلام حجّة الله تعالى على الخلق ، بمعنى أنّ الله تعالى يحتجّ به على عباده يوم القيامة ، وعليه فالحجّية مهمّة من مهام الإمام ووظائفه.

فغيابهعليه‌السلام عن أنظار الخلق ـ بمعنى أنّ الخلق لا يراه بينما هو يراهم ـ لا يضرّ على هذا المعنى من الحجّية ، فهو ناظر إلى أعمالنا ، ومطّلع عليها.

وإن قلنا : إنّ معنى الحجّية هو الالتزام بأقوال الإمامعليه‌السلام ، وأوامره ونواهيه ، والعمل عليها ، فغيابهعليه‌السلام أيضاً لا يضرّ ، إذ يكفي في صحّة إطلاق الحجّية بهذا المعنى هو التزام المؤمن ، بأنّه إذا صدر أمر أو نهي من الإمام سوف يطبّقه ، ويسير على نهجه ، سواء صدر ذلك فعلاً أو لم يصدر ، كما في زمن الغيبة.

علماً أنّ وجود الإمامعليه‌السلام لا يقتصر على الحجّية ، بل له مهام وفوائد ووظائف أُخرى كثيرة جدّاً ، بحيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب ، كما ورد ذلك في روايات أهل البيتعليهم‌السلام .

فقد سئل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن كيفية الانتفاع بالإمام المهديّعليه‌السلام في غيبته فقال : «إي والذي بعثني بالنبوّة ، إنّهم يستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته ، كانتفاع الناس بالشمس ، وإن تجلّلها السحاب »(١) .

وروي عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال ـ بعد أن سئل عن كيفية انتفاع الناس

__________________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٥٣ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٣٨ ، كشف الغمّة ٣ / ٣١٥.

٣٣٥

بالحجّة الغائب المستور ـ : « كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب »(١) .

وروي أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى إسحاق بن يعقوب على يد محمّد بن عثمان : « وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب »(٢) .

فيمكن أن يقال : إنّ الشبه بين مهدي هذه الأُمّة ، وبين الشمس المجلّلة بالسحاب من عدّة وجوه :

١ ـ المهديّعليه‌السلام كالشمس في عموم النفع ، فنور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه.

٢ ـ إنّ منكر وجود المهديّعليه‌السلام كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.

٣ ـ إنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها فإنهم ينتظرون في كلّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ؛ ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيّام غيبتهعليه‌السلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه ، وظهوره في كلّ وقت وزمان ولا ييأسون منه.

٤ ـ إنّ الشمس قد تخرج من السحاب على البعض دون الآخر ، فكذلك يمكن أن يظهر في غيبته لبعض الخلق دون البعض.

٥ ـ إنّ شعاع الشمس يدخل البيوت بقدر ما فيها من النوافذ ، وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع ، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايته بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم ، من الشهوات النفسية والعلائق الجسمانية ، والالتزام بأوامر الله والتجنّب عن معاصيه ، إلى أن ينتهي الأمر حيث يكون بمنزلة مَن هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب.

__________________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٠٧ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٥٣ ، روضة الواعظين : ١٩٩.

٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الاحتجاج ٢ / ٢٨٤ ، الخرائج والجرائح ٣ / ١١١٥.

٣٣٦

( السيد الموسوي البحراني ـ البحرين ـ ٣٦ سنة ـ طالب علم )

يحكم بالحكم الواقعي لا الظاهري :

س : الإمام الحجّة عليه‌السلام عند خروجه ، هل يحكم بين الناس بالأحكام الظاهرية كأجداده أم له أحكام خاصّة تختلف عنهم؟ الرجاء دعم الإجابة بالروايات.

ج : قد وردت عندنا روايات صحيحة تشير إلى أنّ الإمام المهديّعليه‌السلام يحكم بحكم داودعليه‌السلام ، فقد ورد عنهمعليهم‌السلام : إنّ روح القدس يتلقّاهم بما ليس عندهم ، فعن عن عمّار الساباطي قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : بما تحكمون إذا حكمتم؟ قال : «بحكم الله وحكم داود ، فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا ، تلقّانا به روح القدس »(١) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام : « إذا قام قائم آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حكم بحكم داودعليه‌السلام ، لا يحتاج إلى بيّنة ، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ، ويخبر كلّ قوم بما استبطنوه ، ويعرف وليّه من عدّوه بالتوسم »(٢) .

فمن هذا يتبيّن : إنّ الإمام المهديّعليه‌السلام يحكم بالحكم الواقعي لا الظاهري ، والله أعلم.

( حسن ـ السعودية ـ سنّي ـ ٢٧ سنة ـ طالب جامعة )

عقيدتنا فيه :

س : أشكرك أخي على ردّك عليّ ، ولكن أردت أن أسألك عن المهديّ المنتظر ، هو معروف ومتعارف عليه لذي المذهبين السنّة والشيعة ، وما هو متعارف عندنا أنّه يأتي في آخر الزمان ، واسمه من اسم الرسول ، ويأتي وهو بسنّ الأربعين.

__________________

١ ـ الكافي ١ / ٣٩٨ ، بصائر الدرجات : ٤٧١.

٢ ـ روضة الواعظين : ٢٦٦ ، الإرشاد ٢ / ٣٨٦.

٣٣٧

لو تكرّمت أخي الكريم : أُريد أن أعرف ما هو المهديّ المنتظر في مذهبكم؟ ولك منّي جزيل الشكر.

ج : الإمام المهديّ المنتظرعليه‌السلام هو الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام ، الذين نصَّ عليهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذكرتهم المجامع الحديثية عند الشيعة الإمامية بعددهم وأسمائهم ، واكتفت بعض المجامع الحديثية السنّية بذكر عددهم دون أسمائهم ، كما في صحيحي البخاريّ ومسلم ، في أحاديث الخلفاء اثنا عشر ، وفي بعض الأحاديث يرد ذكر القبيلة التي ينتمي إليها هؤلاء الخلفاء أو الأئمّة ، كقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «كلّهم من قريش »(١) .

وأيضاً يرد امتداد خلافة هؤلاء الخلفاء حتّى قيام الساعة ، كما في الحديث الذي أورده مسلم في صحيحه : «لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش . »(٢) .

ولم يستقم تفسير لهذه الأحاديث الشريفة إلاّ بما تذكره المجامع الحديثية

الشيعيّة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : بأنّ الخلفاء أو الأئمّة هم اثنا عشر ، أوّلهم علي بن أبي طالبعليه‌السلام وآخرهم المهديّ المنتظرعليه‌السلام .

ولا يوجد تفسير صحيح عند أيّ من المذاهب الإسلامية لهذه الأحاديث الصحيحة المتظافرة عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، سوى ما نشهده عند الشيعة الإمامية فقط.

وهذه الأحاديث تذكر : أنّ امتداد خلافة الأئمّةعليهم‌السلام تمتد إلى قيام الساعة ، وهو ما يستقيم تماماً وبالشكل الذي يفسّره حديث الثقلين ، بأنّ الكتاب وأهل البيتعليهم‌السلام لن يفترقا حتّى يردا على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الحوض ، وهو كناية عن يوم

__________________

١ ـ مسند أحمد ٥ / ٨٧ ، صحيح البخاريّ ٨ / ١٢٧ ، صحيح مسلم ٦ / ٣ سنن أبي داود ٢ / ٣٠٩ ، الجامع الكبير ٣ / ٣٤٠.

٢ ـ صحيح مسلم ٦ / ٤ ، مسند أحمد ٥ / ٨٩.

٣٣٨

القيامة ، كما في الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه : «إنّي تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

فعقيدتنا في الإمام المهديّعليه‌السلام أنّه مولود في سامراء ، في الخامس عشر من شعبان سنة ٢٥٥ هـ ، وهو ابن الإمام الحسن العسكريّعليه‌السلام ، وهو حيّ غائب ، له غيبتان ، الغيبة الصغرى امتدت ما يقرب من سبعين عاماً ، ابتدأت بعد وفاة والده الإمام العسكريّعليه‌السلام سنة ٢٦٠ هـ. عيّن فيها الإمام المهديّعليه‌السلام أربعة وكلاء كانوا الواسطة بينه وبين شيعته ومواليه في تلك الفترة ، ثمّ خرج توقيع من الإمام المهديّعليه‌السلام على يد الوكيل الرابع علي بن محمّد السمري ، يخبره فيها بوقوع الغيبة الكبرى ، والتي ينتهي أمدها بأمر وإذنٍ من الله تعالى له بالخروج ، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما مُلئت ظلماً وجوراً ، كما هو الوارد في المجامع الحديثية عند الفريقين ، والتي اتفقت على ظهورهعليه‌السلام .

فقد روى أحمد بن حنبل بسنده عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لبعث الله عزّ وجلّ رجلاً منّا ، يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً »(٢) .

واسم الإمام المهديّعليه‌السلام هو محمّد اسم النبيّ المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد أخرج أبو داود بسنده عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تذهب ـ أو لا تنقضي ـ الدنيا حتّى يملك العرب رجل من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي »(٣) .

وقد ذكرت الأحاديث الواردة في خصوص الإمام المهديّعليه‌السلام أنّه سيخرج وهو على هيئة رجل شاب في الأربعين من عمره ، لم تعمل فيه السنين المتقادمة عملها من الهرم والعجز ، وذلك سرّ من أسرار الله في خلقه.

__________________

١ ـ المستدرك ٣ / ١٠٩ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٣٠.

٢ ـ مسند أحمد ١ / ٩٩.

٣ ـ سنن أبي داود ٢ / ٣١٠.

٣٣٩

( زين العابدين أيوبي ـ سورية ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

غير السفّاح الوارد في بعض الروايات :

س : كثيراً ما يتشدّق النواصب ويدّعون بأنّ لهم مهدياً غير مهدي آل محمّدعليهم‌السلام ، الذي ينعتونه بالسفّاح وغير ذلك من الألقاب البذيئة ، فما القول الفصل فيمن يزعم وجود أكثر من مهدي؟

وهل يمكن اعتبار السفياني مهدي النواصب؟ ونرجو التفصيل أكثر بالنسبة للتمييز بين عدل المهديّ بشيعته وقسوته على أعدائه ، وشكراً.

ج : لقد وضع بنو العباس أحاديث تشير إلى أنّ المهديّعليه‌السلام من نسل جدّهم العباس ، وقد ضُعِّفت جميع تلك الأحاديث ، ولعلّ هذا الحديث أيضاً من الأحاديث التي أرادوا الإشارة بها إلى أحقّية خلافتهم المتمثّلة في أوّل خلفائهم ، وهو أبو العباس السفّاح ، والملاحظ لتلك الأحاديث التي ورد بها ذكر السفّاح ، أنّ هناك الكثير ممّن ذكر نفس تلك الأحاديث دون ذكر أنّ المهديّ يقال له السفّاح.

والاختلاف الحاصل في وجود أكثر من مهدي ناشئ من أنّ بعض علماء السنّة يقولون : إنّ المهديّ لم يولد ، بل سيولد ، فترى بين الحين والآخر يظهر من يدّعي أنّه المهديّ!

والذي عليه اعتقادنا نحن مذهب أهل البيتعليهم‌السلام : إنّ المهديّعليه‌السلام ولد ، وهو الابن الوحيد للإمام الحسن العسكريّعليه‌السلام ، وقد اعترف بولادته الكثير من علماء السنّة.

وأهل السنّة الذين يقولون : إنّ المهديّ لم يولد ، لا يبعد منهم أن يتمسّكوا بأيّ شخص ، ويقولون إنّه المهديّ ، فلا يبعد أن يتمسّكوا بالسفيانيّ ، ليكون مهدياً لهم ، بعد أن تمسّكوا على مرّ التاريخ بأشخاص ادعوا المهديّة ، هم بعيدون كلّ البعد عن حقيقة ذلك.

إنّ قيام دولة الإمام المهديّ ، وتحقيق العدالة الكاملة فيها لا يتحقّق إلاّ

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518