موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

موسوعة الأسئلة العقائديّة7%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 518 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 245001 / تحميل: 6321
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٢-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

وبناءً على ما ذكرنا ، فإنّ الشيعة في كلّ زمان كانوا يعرفون إمامهم بتلك النصوص التي كانت تصل إليهم بطرق صحيحة ومتواترة ، وبإظهار معاجز أئمّتهمعليهم‌السلام .

ولم يدع أحد أنّ الإمام الباقرعليه‌السلام قد تولّى الإمامة في الخامسة من عمره ، بل أغلب الظنّ أنّك تريد أن تشير إلى إمامة المهديّعليه‌السلام .

وعلى أيّ حال فالإمامة منصب الهي لا يتوقّف إعطائه على عمر محدّد ، كما هو الأمر من قبل ، فقال تعالى :( وآتَيناهُ الحُكمَ صَبياً ) (١) ، فصغر السنّ لا يمنع ، كما أنّ الشيخوخة لا تكون دليلاً في المقام.

وأمّا نهج البلاغة ، فهو كتاب قد جمع فيه الشريف الرضي ( قدس سره ) ما استحسنه من خطب وكلمات ، ورسائل الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولم يلتزم أن ينقل كافّة الروايات والأحاديث المنقولة عن الإمامعليه‌السلام ، وعليه فلا دليل للزوم وجود نصّ على إمامة الإمام الحسنعليه‌السلام في نهج البلاغة.

( سائل ـ السعودية ـ )

كيفية اختيار الإمام :

س : لماذا يختار الله الإمام؟ ويجعله من الأوصياء دون أخيه ، الذي تربّى في نفس البيت؟ ألا ينافي ذلك العدالة الإلهيّة؟

ج : إنّ الله تعالى لا يسأل عمّا يفعل ، لأنّه حكيم وعالم وقادر ، فباعتبار حكمته وعلمه وقدرته يفعل ما يشاء.

فاختيار الله تعالى للإمامة وللنبوّة إنّما هو فعل من أفعال الله التي لا يسأل عنها.

مع هذا نجد هناك نصوصاً تدلّ على سبب الاصطفاء والاختيار ، وهذا لا ينافي العدالة الإلهيّة.

__________________

١ ـ مريم : ١٢.

٣٦١

( حسن السوسوه ـ اليمن ـ )

تكون في إمامين ومن نسل الحسين :

س : نرجو من سيادتكم التكرّم بالإجابة على هذين السؤالين.

الأوّل : هل يجوز إمامان في وقت واحد؟

الثاني : لماذا أصبحت الإمامة من نسل الحسينعليه‌السلام ؟ وليست من نسل الحسن عليه‌السلام ؟

ج : بالنسبة إلى سؤالك الأوّل فنقول :

نعم يجوز أن يكون هناك إمامان في زمان واحد ، إلاّ أنّ أحدهما تابع للآخر ، ولا يتصرّف في مقابل تصرّفات الآخر ، وهذا واقع وموجود ، كما أنّه كان بين الإمام الحسن وبين الإمام الحسينعليهما‌السلام .

وأمّا بالنسبة إلى سؤالك الثاني فنجيب : إن ذلك يرجع إلى تقدير الله تعالى وعلمه وحكمته. وليس من الضروريّ معرفة الحكمة الإلهيّة في هذا الأمر ، المهمّ هم معرفة الأئمةعليهم‌السلام وإتباع نهجهم.

( أحمد الخاجة ـ البحرين ـ ١٥ سنة ـ طالب ثانوية )

لماذا رفض الأئمّة استلامها :

س : بما أنّ خلافة الإمام علي عليه‌السلام والأئمّة الميامين من صلبه نازلة من عند الله تعالى ، فبم تفسّرون ترك الإمام علي عليه‌السلام الخلافة في بادئ الأمر؟ وبما تفسّرون تنازل الإمام الحسن عليه‌السلام عن الخلافة؟ وسكوت الأئمّة الباقين عن حقّهم في الخلافة؟

ج : إنّ في البداية : يجب الانتباه إلى أمر مهم ، وهو أنّ الإمامة لا تساوي الحكومة السياسية ، بل هي رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا ، وبالتالي فإن الحكومة السياسية شأن من شؤون الإمامة لا غير. فيكون الإمامعليه‌السلام أحقّ الناس لاستلام الحكم والخلافة ، بما أنّه منصوص ومصرّح به ، هذا في مقام

٣٦٢

الواقع والحقيقة ، ولكن في مجال التطبيق والتنفيذ في المجتمع البشريّ ، فمتى لم تؤهلّ الظروف الملائمة ـ ومنها تلقّي الوسط العام بالقبول والانصياع ـ لا يلزم عليهعليه‌السلام فرض نفسه على الناس ، وفي هذه الحالة سيكون اللوم عليهم إذ لم يقبلوا إليهعليه‌السلام .

وهذه قاعدة جارية في كافّة حالات الأولياء والأوصياء ، وعلى سبيل المثال : فقد ذكر هارون لموسىعليهما‌السلام دليل امتناعه من وقوفه في وجه المنحرفين ، بأنّه( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي ) (١) ، أي أنّهم لم يخضعوا للوصاية الحقّة فتركهم في ذلك.

( ـ ـ )

من أدلّتها احتياج الغير إليه :

س : من الأدلّة التي تستدلّ بها الشيعة على إمامة علي عليه‌السلام : « احتياج الغير إليه وعدم احتياجه للغير » ، ويردّ عليهم : بأنّ موسى عليه‌السلام كان نبيّاً وقد رجع إلى الخضر عليه‌السلام .

ج : إنّ تقديم المفضول على الفاضل قبيح ، والله تعالى يقول :( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢) ، فاحتياج الغير لعليّ وعدم احتياجه للغير دليل على إنه أحق أن يتبعّ.

وقد كان الإمام عليعليه‌السلام هكذا ، وفي الواقع التاريخيّ نرى أنّ الخلفاء احتاجوا إليه ، ولم نجد في مورد أنّه احتاج إليهم فيما يتعلّق بشيء من القضايا الدينية والمسائل العلمية.

وأمّا ما سألتموه عن قصّة الخضرعليه‌السلام ، فباختصار نقول : إنّ العلم الذي كان يريد أن يتعلّمه موسىعليه‌السلام من الخضر هو خارج دائرة العلوم التشريعية

__________________

١ ـ الأعراف : ١٥٠.

٢ ـ يونس : ٣٥.

٣٦٣

المكلّف بها في عالمنا ، وهذا ممّا لابأس به ، بعد أن عرفنا أنّ وظيفة الأنبياءعليهم‌السلام هي وظيفة تشريعية ، ورجوع الغير إليهم أوّلاً وبالأصالة رجوع تشريعي.

( عبد المجيد مدن ـ البحرين ـ سنّي )

من أُصول المذهب :

س : أُصول الدين تمتاز بعدّة صفات وهي :

١ ـ كثرة الآيات.

٢ ـ النصوص الصريحة والواضحة للآيات.

٣ ـ الترغيب والترهيب.

فمثلاً الإيمان بوحدانية الله ، أو الإيمان بالرسل ، أو العبادات ، وكذلك باقي أُصول الدين كلّها تمتاز بهذه الصفات في القرآن الكريم.

فكيف يعتبر الشيعة الولاية أحد أُصول الدين ، ولا تمتاز بهذه الصفات المذكورة أعلاه ، وخصوصاً الصفة الثانية؟

وكيف سيحاسبنا الله جلّ جلاله وهو العادل على ولاية آل البيت ، ولم يطلب ذلك من عباده بنصوص صريحة وبالأسماء؟

ج : كما هو معلوم ، فإنّ أُصول الدين هي التي من لم يعتقد بأحدها يخرج عن الدين ، يعني لا يحسب مسلماً ، وعلماء الشيعة وفقاً للأدلّة التي عندهم لا يعتبرون من لم يعتقد بالإمامة خارجاً عن الدين ، وعليه فإنّ الإمامة تكون من أُصول المذهب ، من لم يعتقد بها خرج عن المذهب ، ولم يخرج عن الدين ، هذا أوّلاً.

وثانياً : من قال لك أنّ الإمامة لم ترد فيها الآيات الكثيرة ، والنصوص الصريحة الواضحة ، والترغيب والترهيب؟! وتشكيك البعض في هذه الأدلّة لا يخرجها عن الحجّية ، كما أنّ البعض شكّك في التوحيد والنبوّة وفي أدلّتهما ، فهل هذا يخرجها عن الحجّية ، أو عن كونها من أُصول الدين.

فمن الآيات : آية الغدير ، وآية الولاية ، وآية الإنذار ، وآية المباهلة ، وآية التطهير ، وآية الاستخلاف.

٣٦٤

ومن النصوص الواضحة : حديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وحديث الطير ، وحديث الاثني عشر ، وحديث المنزلة ، وحديث الدار ، وحديث الولاية ، أضف إلى ذلك الأدلّة العقليّة.

( زينب ـ بريطانيا ـ )

من صفاتها سلامة الإمام من العاهات :

س : نشكر لكم جهودكم ، ونتمنّى لكم كلّ خير وصلاح.

وهناك سؤال نتمنّى الإجابة عليه ، وهو : من صفات اختيار الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام السلامة من العاهات والأمراض المعدية ، فلماذا شاء الله تعالى أن يبتلي النبيّ أيوب عليه‌السلام بالأمراض المعدية؟

ج : إنّ رسل الله تعالى لهم مسؤوليتان ، المسؤولية الأُولى : إبلاغ ما شرّعه الله تعالى لعباده من أحكام ، والمسؤولية الثانية : قيادة الأُمّة. ولابدّ لها نوع من الخصائص والامتيازات التي بها تنقاد الأُمّة ، وإلاّ الأُمّة لا تنقاد إلى عالم بعلمه ، وإنّما تنقاد لعالم يتمكّن من جعل علمه مركز قوّة وسيطرة عقليّة لا مادّية على من يؤمنون بعلمه.

فالأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام حيث إنّ مسؤوليتهم الثانية أنّهم قادة أُممهم فلابدّ وأن تتوفّر فيهم المزايا والخصائص التي إن توفّرت في قائد تنقاد إليه الأُمّة ، وبهذا لا يشترط أن يكون أجمل الخلق ، لكن يشترط في حقّه أن لا يكون من حيث النظرة تشمئزّ منه النفوس والأساس تملّك قلوب من ينقادون إليه ، والناس اعتادوا أن تكون نظرتهم الحسّية مدخلاً للطاعة.

فمن هذه الناحية العاهات تختلف : عاهات لا تشمئزّ منها النفوس إن أُصيب بها واحد منهم وإنّما يعالجونه ويأتون لزيارته ، وعاهات تشمئزّ منها النفوس ، فالله تعالى لا يجنّب رسوله من كُلّ مرض وعاهة من حمى ورمد وأمثال ذلك ، وأمّا الطاعون والبتور والأمراض المعدية ، أو الأمراض التي توجب سوء المنظر ،

٣٦٥

فالله تعالى يجنّب وليّه ونبيّه لأنّه جعل له مسؤولية قيادة الأُمّة.

( غادة ـ الأردن ـ )

منصوص عليها عند الشيعة :

س : أخبروني عن رأيكم بكلّ وضوح وصراحة عن سبب اختلافكم مع مذهب أهل السنّة ، وشكراً لكم.

ج : باختصار ، فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أخبر عن اختلاف أُمّته إلى نيف وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة ، وهذا الحديث موجود في مصادر جميع المسلمين.

وعليه ، فالبحث عن الفرقة الناجية أمر حتميّ ، فعلى كلّ مسلم أن يبحث في الأدلّة ليعرف هذه الفرقة ومعتقداتها ، ويعتقد بالعقائد الحقّة.

وأصل الاختلاف بين السنّة والشيعة هو في مسألة الخلافة ، وباقي المسائل تتفرّع على هذا الأصل ، فالشيعة تستدلّ بالعقل والنقل بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يرحل من هذه الدنيا حتّى عيّن الخليفة من بعده بالاسم ، شأنه شأن سائر الأنبياء السابقين الذين عيّنوا أوصياء لأنفسهم.

والسنّة تقول : بأنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله رحل من هذه الدنيا ولم يعيّن ، ولم ينصّ على أحد ، بل ولم يذكر لهم طريقة انتخاب مَن بعده ، بل ترك الأُمّة تفعل ما تشاء.

فعلى كلّ المسلمين البحث في جذور الاختلاف أوّلاً ، وهي مسألة الإمامة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومراجعة أدلّة الطرفين ، كلّ من كتبه ، لا أن يعتمد على من نقل عنهم.

( سعيد سهوان ـ البحرين ـ )

أساس الخلاف بين الفريقين :

س : ما هو الفرق بين الشيعة والسنّة؟ وما هو أساس الاختلاف بينهم؟

٣٦٦

ج : كما هو معلوم هناك فروق كثيرة بين الشيعة والسنّة في جانب العقائد والفقه و ….

وأساس الاختلاف بينهما هو في الإمامة والخلافة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فالشيعة الإمامية تعتقد :

١ ـ إنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنصّ.

٢ ـ إنّ الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام هو الإمام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا فصل ، كما نصّ عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مواطن عديدة.

٣ ـ إنّ الأئمّة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هم اثنا عشر إماماً ، كما نصّ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤ ـ إنّ الأئمّةعليهم‌السلام معصومون.

وأخيراً ، فإنّ الشيعة تأخذ أحكامها من القرآن وأهل البيتعليهم‌السلام ، وترى هذا الطريق هو الموصل إلى الله تعالى ، ومبرئ للذمّة ، وذلك عملاً بقول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي رواه عنه جميع المسلمين : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

____________

١ ـ مسند أحمد ٥ / ١٨٢ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٩٦ ، مسند ابن الجعد : ٣٩٧ ، المنتخب من مسند الصنعانيّ : ١٠٨ ، ما روي في الحوض والكوثر : ٨٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٢٩٧ و ٣٠٣ و ٣٧٦ ، المعجم الصغير ١ / ١٣١ ، المعجم الأوسط ٣ / ٣٧٣ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٥ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ ، نظم درر السمطين : ٢٣١ ، الجامع الصغير ١ / ٤٠٢ ، العهود المحمدية : ٦٣٥ ، كنز العمّال ٥ / ٢٩٠ و ١٣ / ١٠٤ و ١٤ / ٤٣٥ ، دفع شبه التشبيه : ١٠٣ ، شواهد التنزيل ٢ / ٤٢ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٣ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، علل الدارقطنيّ ٦ / ٢٣٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٢٠ و ٥٤ / ٩٢ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٦٥ ، أنساب الأشراف : ١١١ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ و ٧ / ٣٨٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٧ و ١٠٠ و ١١٣ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٥٠ و ٣٦٠ و ٢ / ٩٠ و ١١٢ و ٢٦٩ و ٢٧٣ و ٤٠٣ و ٤٣٧ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨.

٣٦٧

وهذا ممّا لا يقول به أهل السنّة ، وهناك فوارق أُخرى.

( عبد الحليم نواصر ـ الجزائر ـ )

هي أصل الاختلاف :

س : أُودّ الاستفسار عن ميراث النبيّ الأكرم ، وسرّ الاختلاف بين آل بيت الرسول عليهم‌السلام والخليفة الأوّل؟

ج : ليس الاختلاف اختلاف ميراث ومال فيما بين أهل البيتعليهم‌السلام والخلفاء ، وإنّما الاختلاف اختلاف في مبدأ يبيّن الحقّ من الباطل ، وكما اعترف الشهرستاني في كتابه ( الملل والنحل )(٢) ، وغيره ، فإنّ أصل الاختلاف في الإمامة بعد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : حيث ذهبت الشيعة إلى أنّ الإمامة بالنصّ ، وأنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله نصّ على أمير المؤمنين عليعليه‌السلام بالإمامة بعده بلا فصل ، وذلك في مواطن ومواقف مختلفة ، من بداية الدعوة حيث جمع عشيرته للإنذار( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (٣) ، وإلى آخر ما قاله في مرضه الذي توفّي فيه ، كما أنّ الإمامة إلى أحد عشر إمام بعد عليعليه‌السلام نصّ عليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأمّا أهل السنّة فوقعوا في خبط شديد :

فتشاهد خلافة أبي بكر لم تكن بشورى حقيقية ، ولا باجتماع أهل الحلّ والعقد عليها ، وذلك لتخلّف بني هاشم ، وبعض كبار الصحابة ، ولما استعمله أبو بكر وأعوانه من تسليط السيف والتهديد على من لم يبايع ، ولأجل هذا قال قائلهم : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة!!

وتشاهد خلافة عمر كانت بالنصّ من أبي بكر عليه.

وتشاهد خلافة عثمان كانت بمسرحية الشورى التي دُبِّر الأمر فيها من ذي قبل.

__________________

١ ـ الملل والنحل ١ / ٢٤.

٢ ـ الشعراء : ٢١٣.

٣٦٨

( حسين ـ السعودية ـ )

هي بجعل من الله :

س : توضيح أنّ الإمامة جعل من الله.

ج : إنّ الشيعة الإمامية تعتقد بأنّ الإمامة ـ التي هي قيادة الأُمّة الإسلامية ـ منصب الهيّ ، وجعل من الله تعالى ، وأنّها حقّ من حقوق الله تعالى كالنبوّة.

فالمولى تعالى هو الذي ينصب من يكون إماماً للناس ، وهو الذي يختار هذا الإنسان ، ويجعله إماماً دون غيره.

ودليلنا على هذا آيات قرآنية منها :

١ ـ قوله تعالى :( وَإِذِ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) .

٢ ـ قوله تعالى :( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (٢) .

٣ ـ قوله تعالى :( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ) (٣) .

٤ ـ قوله تعالى :( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرض ) (٤) .

٥ ـ قوله تعالى :( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ) (٥) .

إذاً فالإمامة جعل من الله تعالى ، وعهد لا يناله من اتصف بالظلم ـ سواء كان ظالماً لنفسه أو لغيره ـ وليس من حقّ الأُمّة أن تختار لها إماماً ، لقوله تعالى :( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٢ ـ القصص : ٥.

٣ ـ الأنبياء : ٧٣.

٤ ـ ص : ٢٦.

٥ ـ السجدة : ٢٤.

٣٦٩

مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا ) (١) .

( أحمد الخاجة ـ البحرين ـ ١٥ سنة ـ طالب ثانوية )

ليست حكماً وراثيّاً :

س : إنّنا كشيعة اثني عشرية ، نعتقد بأحقّية الإمام عليعليه‌السلام بالخلافة بعد الرسول ، ثمّ انتقال الخلافة بعده للحسنعليه‌السلام ، ثمّ للحسينعليه‌السلام ، ثمّ للأئمّة التسعة من صلبه.

أفلا يعدّ هذا نوع من الحكم الوراثيّ؟ بحيث لا تكون الخلافة الإسلامية شورى بين المسلمين ، بل تكون فرضاً عليهم يجب أن يتقبّلوه ، وحفظكم الله لمصلحة المسلمين.

ج : من المسلّمات عندنا أنّ إمامة الأئمّة الاثني عشر منصوص عليها بهذا الترتيب من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعليه ، فيجب علينا أن نتقبّلهم كأئمّة وأوصياء لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وطاعتهم واجبة علينا كطاعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله للنصّ ، فكما نصلّي صلاة الصبح ركعتين ، وصلاة الظهر أربع ركعات للنصّ ، هكذا الحال نقبل إمامة الأئمّة الاثني عشر بهذا الترتيب للنصّ.

وهذا الترتيب لا يلزم منه أن يكون حكمهمعليهم‌السلام حكماً وراثياً ، لأنّ النصّ جاء بهذا الترتيب.

ثمّ إنّا آمنّا بالنصّ ، وعليه صريح القرآن والسنّة ، يعني أنّ الله تعالى هو الذي عيّن ، والله تعالى لا يعيّن إلاّ لمصلحة وحكمة ، ولا دخل للحكم الوراثيّ في تعيين الله تعالى.

ثمّ لا يخفى عليك : أنّنا نعتقد أنّ الإمامة لا تكون عن طريق الشورى

__________________

١ ـ الأحزاب : ٣٦.

٣٧٠

والمشورة ، والأخذ بأكثر الآراء ، بل تكون عن طريق النصّ ، لأنّ الشورى لا تكون إلاّ في الأُمور الدنيوية التي تتعلّق بحياة الإنسان ، ولا تكون في الأُمور الدينية والتعبّدية ، ومنصب الإمامة والخلافة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منصب دينيّ كمنصب النبوّة لا يتمّ لزوماً بآراء الأكثرية ، ولعلّ بعض الآيات مثل :( وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ،( وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ) ،( وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) ،( وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) ،( وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) تشير إلى ذلك.

فكما لا يجوز أن نأخذ بآراء الأكثرية لو اتفقوا على الزيادة أو النقصان في عدد ركعات الصلاة ، كذلك في الإمامة.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

عامّة وخاصّة :

س : هل الإمامة مذكورة في القرآن؟ وهل هي مختلفة عن إمامة الأئمّة عليهم‌السلام ؟ وهل إمامة الأئمّة موجودة في القرآن؟ ما هي الإمامة العامّة؟ وما هي الإمامة الخاصّة؟ وشكراً.

ج : الإمامة العامة : هي ملاحظة الإمامة وبحثها بغض النظر عن مصاديقها. ومن الآيات التي دلّت على الإمامة العامة :( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (١) .

و :( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (٢) .

و :( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا

__________________

١ ـ السجدة : ٢٤.

٢ ـ الأنبياء : ٧٣.

٣٧١

قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) .

والإمامة الخاصّة : هي بحث وملاحظة إمامة شخص معيّن ، مثل إمامة إبراهيمعليه‌السلام وإمامة عليعليه‌السلام . وكمثال النصوص الإمامة العامة المقطع الأول من الآية الأخيرة والذي دلّ على إمامة إبراهيمعليه‌السلام . ومثل حديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وحديث المنزلة ، وغيرها ممّا ذكرها الفريقان في مصنّفاتهم الكلامية والحديثية ، والتي دلّت على إمامة عليعليه‌السلام .

وبمقتضى الآيات التي تفرض طاعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله مضافاً إلى طاعة الله ، فإنّ الإمامة الخاصّة هي تكون في الحقيقة من المعتقدات والأركان الأساسية في الدين ، التي دعا إليها الوحي والقرآن بمعونة كلام صاحب الوحيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وهذا نظير عدد الفرائض وركعاتها ، ممّا اتفقت عليه كلمة أهل القبلة ، فهو وإن لم يكن مصرّحاً في القرآن ، ولكن بفضل سيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يندرج في المعارف القرآنية ، بما أنّه مورد لطاعتهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( حمدي ـ سوريا ـ ٢٦ سنة ـ طالب جامعة )

دورها :

س : ما أُودّ طرحه لا يحيّرني فحسب ، وإنّما يؤرّقني ، وأنا بحاجة ماسّة إلى الجواب ، حتّى أنّني أتمنى أحياناً أنّ يظهر لي الإمام المهديّعليه‌السلام ويخلّصني ممّا احتواه قلبي من شكوك ، لأنّني عندما أدقّق بموضوعية في ما نحن عليه ، لا أستطيع أن أطمئن أنا على قناعة كاملة بفساد مذهب العامّة وعدم صحّته ، ولا أشكّ بهذا أبداً ، لكن هل نحن نمتاز عنهم ، إنّنا نمتلك معظم ثغراتهم.

إنّ نظرية الإمامة عندنا قائمة من الناحية الفلسفيّة ، على أنّه من غير الممكن ترك النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الأُمّة في حال من الاختلاف والحيرة ، إن كان

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٣٧٢

فيمن يرعى شؤونها ، أو من ترجع إليه في أحكامها الشرعية ، ونقول : إنّه يجب أن يترك لنا النبيّ شخصاً معصوماً كي يعطينا الحكم الشرعي الإلهيّ ، وكأنّ النبيّ موجود .

فلنفرض أنّ النبيّ عيّن إماماً غير معلوم ، وغير ظاهر ، فما الحاجة به ـ صدقني أقول هذا وأنا مؤمن بوجود الإمام المهديّ عليه‌السلام لكن الحيرة تقطعني ـ إذ ولمجرد عدم ظهوره وعلومه تتّجه الأُمّة نحو تعيين رئيس من قبلها ، وهذا الرئيس غير معصوم طبعاً ، فالأُمّة منطقياً بحاجة إلى رئيس ، وتشترك بذلك جميع الشعوب والأُمم ـ بغض النظر أكان معصوماً أو غير ذلك ـ إنّها حاجة فطرية .

ولكن مع وجود المعصوم الظاهر ، تقام الحجّة على الأُمّة ، وتكون آثمة إذا رضيت برئيس غيره ، ولكن مع عدم ظهوره أو العلم به ، ولفترة طويلة جدّاً كـ ( ١٢٠٠ ) سنة ، فنظرية الإمامة كلّها إذاً ، والتي يمكن أن نقبل بضرورتها لمدّة ( ٢٥٠ ) سنة ـ ولاحظ الفرق بين الزمنين ـ بحاجة إلى مراجعة وإيضاح وتفسير للوصول إلى حقيقة الأمر ، ليكون الأساس الذي نبني عليه عقائدنا وفقهنا أساساً متيناً غير متأرجح ، فما معنى أن نفسّر الآية الكريمة ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) بأنّها خاصّة بالإمام علي وخلفه من الأئمّة عليهم‌السلام فقط ؟

ومن ثمّ وبعد الغيبة بـ ( ١٢٠٠ ) سنة ، نعود ونفسّرها بأنّها تشمل كلّ المؤمنين ، وهذا ما تبني عليه نظرية ولاية الفقيه بعض براهينها ، وهنا حتّى المؤمنين الفقهاء الأتقياء الفضلاء ، هم غير معصومين ، وبالتالي يمكن أن يمارسوا الظلم بشكل من الأشكال ، فهل نظرية الإمامة صالحة فقط لـ ٢٥٠ سنة؟ والدنيا سائرة إلى ما شاء الله ، فيمكن أن تمتدّ الدنيا عشرة آلاف سنة أُخرى ، فما تأثير ٢٥٠ سنة أمام ١٠٠٠٠ سنة ، وبالتالي تصبح مدّة الـ٢٥٠ سنة أمام هذا الزمن الضخم مثل ٢٣ سنة فترة نبوّة النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعندما نقول : بأنّ دور الأئمّةعليهم‌السلام هو تبليغ الرسالة ، ونقلها بالشكل

__________________

١ ـ المائدة : ٥٥.

٣٧٣

الصحيح والسليم ، فالإمام المهديّ غاب ، وبدأنا نأخذ المعلومات والأحاديث عنهم ، من رواة فيهم التقي والمنافق والكذّاب ، فأصبح حالنا مثل حال العامّة ، الذين نفتخر بالتميّز عنهم.

نتميّز عنهم بماذا؟ بأنّنا أخذنا علومنا من أهل البيت ، إنّنا لا نأخذ من أهل البيت ، بل من رواة نقلوا عن أهل البيت ، مثلما يأخذون هم عن رواة نقلوا عن الرسول ، في رواياتهم الكثير الكثير من الكذب ، وفي رواياتنا مثل ذلك ، ونحن نقول : إنّ الرسول وأهل البيت كلامهم واحد فالمصدر نفسه ، وحالنا مثل حالهم ، فماذا يميّزنا نحن كشيعة في هذا الزمن؟

إذا كان الجواب بأنّنا عرفنا الكاذب من الصادق من الصحابة ، فهذا يمكن بدون نظرية الإمامة ، بحيث مثلاً أنّ من ظلم واحداً من أهل البيتعليهم‌السلام تسقط عدالته ، ونحن عندنا مشكلة الصحابة أكبر ، لأنّنا يجب أن ندقّق ونفحص حياة وسيرة كلّ صحابي من أصحاب الأئمّة أيضاً ، فإذا كان في أصحاب النبيّ كذّابون ، أفلا يكون في أصحاب الأئمّة نفس الشيء؟ فالمشكلة عندنا أكبر وأعقد ، فصحابة النبيّ الذين رووا حديثه معروفون على الأغلب ، ويمكن تمييز الصادق من الكاذب لأنّ سيرتهم معروفة.

أمّا أصحاب الأئمّة ، ففيهم من لا نعرف عنه إلاّ الاسم ، حتّى أحياناً يكون الاسم موهناً بعض الشيء ، وهذا كلّه أدّى بمراجعنا إلى الاختلاف في الأحكام الشرعية ، وحتّى في العقائد نسبة لاختلاف الروايات ، فإذا كان عندهم حنفي ومالكي وشافعي وحنبلي ، فعندنا أضعاف ما عندهم ، فإذا كان من أكبر ضرورات وجود الإمام المعصوم هو حسم الاختلاف ، ونحن كشيعة مؤمنون بذلك ، فلماذا نحن مختلفون؟ بماذا نحن متميّزون؟

آسف على الإطالة ، ولكن أرجو أن أطمئن لديني ومذهبي على يدكم ، شكراً لكم على إتاحة الفرصة لسؤالكم.

ج : في الجواب نقول : إنّ نظرية الإمامة لها منبعان ، أو مصدران ، فالإمامة ليست بدعاً عقليّاً كي نوردها ونحصرها في هذا المضمار بالخصوص ، ثمّ نورد عليها النقوضات والإيرادات ، بل نظرية الإمامة طرحها الأوّليّ ومصدرها الأصليّ

٣٧٤

هو القرآن الكريم ، الشرعية الإسلامية هي المصدر الأوّل لنظرية الإمامة ، وهي متمثّلة بالقرآن ، والسنّة النبوية :

فأوّل طرح شرعي للإمامة قوله تعالى مخاطباً إبراهيم بقوله :( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) ، ومن الواضح أنّ هذه الإمامة هي غير النبوّة التي كان يتمتّع بها إبراهيمعليه‌السلام ، وذلك :

١ ـ إنّ هذه الإمامة جاءت بعد ابتلاء إبراهيمعليه‌السلام ، ومن ضمن ابتلاءات إبراهيم هي ذبح ولده إسماعيلعليه‌السلام ، وإبراهيمعليه‌السلام رزق بالأبناء في سنّ الشيخوخة ـ أي بعد نبوّته ـ وبعد ما جاءت الملائكة لإنزال العذاب على قوم لوطعليه‌السلام .

٢ ـ إنّ إبراهيمعليه‌السلام طلبها لذرّيته ، ومن الواضح أنّ هذا الكلام يعطي أنّ إبراهيمعليه‌السلام كانت له ذرّية ، فلذلك طلب لها هذا المقام ، والذرّية لم يرزقها إبراهيم إلاّ بعد نبوّته كما تقدّم.

٣ ـ إنّ هذه الإمامة هي غير النبوّة ، وخصوصاً على مباني أهل السنّة ، وذلك لأنّهم يجوّزون على النبيّعليه‌السلام المعصية الصغيرة ، والمعصية ظلم لأنّها طاعة للشيطان ، وطاعة الشيطان ظلم ، كما يقول القرآن الكريم ، قال تعالى :( قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا ) (٢) ، بسبب عصيانهما أمر الله تعالى ، فحكما على أنفسهما بالظلم ، والآية ذيّلت منصب الإمامة بجوابها لإبراهيمعليه‌السلام بأنّه :( لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، فعليه لابدّ أن يكون الإمام معصوماً عن تعدّي حدود الشريعة ، لأنّ ذلك ظلم ، والظالم ليس بإمام.

وفي الحقيقة هذا من الإشكالات المطروحة على الفكر السنّي ، لأنّهم يفسّرون الإمامة بالنبوّة ، فيردّ عليهم غير ما تقدّم من الكلام في النقطة الأُولى والثانية هذا : وهو أنّكم تجوّزون المعصية في حقّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والآية تقول : بأنّ

__________________

١ ـ البقرة : ١٢٤.

٢ ـ الأعراف : ٢٣.

٣٧٥

الظالم لا يستحقّ هذا المنصب ـ منصب الإمامة الذي هو النبوّة عند أهل السنّة ـ والمعصية ظلم فكيف يوفّق بين ذلك؟!

إذ أمّا تلتزمون بعصمة النبيّ ، وأمّا أن تؤمنوا بأنّ الإمامة غير النبوّة ، كما هو الصحيح.

فإذاً ، فكرة الإمامة طرحها القرآن الكريم ، وأنزلها الله على نبيّه من ضمن الأُمور التي يجب تبليغها للناس ، بل نجد أنّ السنّة النبوية أوّل أمر تطرحه إلى جنب توحيد الله تعالى هو الإمامة ، فلمّا نزل قوله تعالى :( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (١) دعا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بني عمومته ، وبشّرهم بأنّه مبعوث من الله تعالى ، وأنّ معه مؤازر ومناصر ويكون خليفته من بعده ، وذلك الخليفة هو علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وهذا ممّا رواه السنّة والشيعة على حدٍ سواء ، وصحّحه السنّة والشيعة ، فتجده في تفسير القرآن العظيم تحت تفسير هذه الآية ، وتجده في خصائص الإمام عليعليه‌السلام للنسائيّ(٢) بسند صحيح ، وغيرها من المصادر ، فالمسألة قرآنية قبل أن يأتي بها العقل المقدّس ، وهناك الكثير من الآيات والروايات الشريفة التي تثبت الإمامة ، هذا أوّلاً.

وثانياً : البحث في العقل له بحثان :

أ ـ البحث الفلسفيّ.

ب ـ البحث الكلاميّ.

والأوّل مبنيّ على مسائل جمّة ، كواسطة الفضل والإنسان الأكمل ، أو الموجود الأشرف ، وقضية الارتباط الإلهيّ بينه وبين عباده.

والثاني مبنيّ على التفريق بين قضيتين ، قضية وجود معصوم ، أو إنسان كامل في الكون ، وقضية الوصول إلى الإنسان الكامل ، أو المعصوم.

__________________

١ ـ الشعراء : ٢١٣.

٢ ـ خصائص أمير المؤمنين : ٨٦.

٣٧٦

وبتعبير آخر : مسألة الوجود والظهور ، فمثلاً عند الاستدلال بقاعدة اللطف لإثبات إمامة المعصوم ، وأنّه لابدّ من وجود المعصوم في كلّ زمان ، يقولون : وجود المعصوم لطف ، وتصرّفه لطف آخر(١) ، فليست المسألة مقصورة على دليل عقليّ واحد ، أو قاعدة عقليّة.

ثمّ عند التنزّل وفرض أنّ العقل يحكم بلزوم وجود المعصوم ، لكن حكم العقل على نحو الاقتضاء ، أي العقل يدرك ذلك لا بنحو العلّة التامّة ، وإنّما بنحو اللزوم الناقص ، فإذا قام الدليل الشرعي القطعي على وجود مانع من ظهور المعصوم فيرتفع حكم العقل بلزوم ظهوره ، ويبقى فقط مدركاً للزوم وجوده.

وبتعبير آخر : العقل يدرك الهيكلية العامّة للنظام الكوني ، وأنّ النظم الشرعية تبتني على وجود رابطة بين عالم الغيب والشهادة ، وإلاّ فسدت الغاية التي من أجلها خلق الكون.

إلاّ أنّ تفاصيل ذلك ، وكون فلان هو الرابط ، وفي أي زمن ، وهل هو ظاهر أم لا؟ وإذا منع مانع من ظهوره يمكن أو لا؟

فهذه لا ربط للعقل بها بتاتاً ، لأنّها قضايا خارجة عن النظام العقليّ المدرك للهيكلية الوجودية العامّة.

نعم ، يدرك العقل لزوم التنظيم وبقاء نظام خاصّ بين الأرض والسماء ، وهذا ما حدث فعلاً بعد انتهاء حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله الدنيوية تكلف بهذا الارتباط ، وإرساء التنظيم بين الله وعباده خليفته علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وبعده الحسن ، وبعده الحسين إلى الحسن العسكريّعليه‌السلام ، وبعده وصل الأمر إلى الإمام المهديّ المنتظرعليه‌السلام .

واقتضت حكمة الغيب أن يغيب ، كما اقتضت حكمة الغيب أن يغيب الخضرعليه‌السلام ، ويغيب عيسىعليه‌السلام ، إذ بينما حركة النبوّة تبتني على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

١ ـ تجريد الاعتقاد : ٢٢١.

٣٧٧

يموت ثمّ يبعث الله نبيّاً ، إلاّ أنّنا نجد أنّ هذا النمط من الحركة فقد بالنسبة لعيسىعليه‌السلام ، ولم يمت ورفع إلى السماء ، فهكذا في الإمام المهديّعليه‌السلام ، فنجد أنّ الظرف فيه اختلف لأُمور لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، وما يذكر في سرّ غيبته كحكمة لا أكثر.

والإمام المهديّعليه‌السلام لم يترك وظيفته سدى ، بل عيّن من بعده وكلاء أربعة ، ثمّ بعد الوكلاء الأربع أرجع الأُمّة إلى فقهائها ، ومن له تضلّع في العقيدة الإسلامية ، والشرع المقدّس ، فجعلهم نوّاباً عنه ، يديرون ما تحتاج له الأُمّة إلى ظهورهعليه‌السلام .

فلذلك ليس هناك صناديق اقتراع ولا غيرها ، لأنّ التسلسل محفوظ من الله إلى النبيّ إلى الإمام إلى وكلائه ، ورئيس الجمهورية لا يصلح للقيام بقيادة الأُمّة إلاّ بأخذ شرعيته من الوكيل ، ويكون دوره كمنفّذ لما يقوم به لا أكثر ، فلا يشرّع ولا يسنّ ولا غير ذلك.

وصناديق الاقتراع هي وليدة النظرية الشوروية ، أو وليدة السقيفة ، فإنّ الأُمّة المقابلة للأُمّة الشيعيّة ، بعد ضربها لإمامها عرض الحائط ، وفتح الباب الاقتراع ـ إن كان ، وإلاّ فأبو بكر وليد الدكتاتورية ، وليس وليد صناديق الاقتراع ـ بدأت نظريّتها من القرشي الصالح لقيادة الأُمّة العادل ، إلى أن وصلت إلى جواز تولّي الكافر ، إذا استطعنا تحت ظلّه ممارسة الشرع الإسلامي ، كما إذا راجعت الأحكام السلطانية للماوردي ، وظهر لنا باب الانتخاب ، وإلاّ فليس في شرع الإسلام الحقيقيّ انتخاب ، وليس هناك صندوق ،( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ،( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) (٢) ، لا إلى الصندوق ، ولا إلى

__________________

١ ـ المائدة : ٥٥.

٢ ـ النساء : ٥٩.

٣٧٨

أهل الحلّ والعقد ، ولا إلى العبد ، ولا إلى الفاسق ، ولا إلى الكافر ، بل المرجع هو الله والرسول وأُولي الأمر ، وهم الأئمّةعليهم‌السلام .

فهناك فارق لا يقاس بين النظريتين الإسلام الحقيقيّ ، والسقيفة ، لا يلتقيان بشيء البتّة حتّى في التوحيد ، فضلاً عن الحكومة التي هي مسألة فرعية مرتبطة بالنظم لا أكثر.

ونحن نفسّر الولاية بأنّها لله وللرسول وللإمام لا غير ، ولا تشمل حتّى الفقهاء الذين عيّنهم المعصوم نوّاباً علينا ، ولم يقل شخص شيعي بأنّ الذين آمنوا كلّ المؤمنين ، وإنّما النظرية السقيفية هي التي تفسّر الذين آمنوا بعامّة المؤمنين.

وأعجب من قولكم الشريف : ثمّ بعد الغيبة بـ ١٢٠٠ نعود ونفسّرها بأنّها تشمل كلّ المؤمنين ، وهذا ما تبني عليه نظرية ولاية الفقيه في بعض براهينها!!

إذ ما ذكره الشيخ النراقيّ ، والشيخ الجواهريّ ، والشيخ الأنصاريّ ، ليس فيه ما ذكرتم البتّة ، وأساس النظرية يقوم على ركنين : الفقاهة والدرك للأُمور لا أكثر ، ولم أر في كتاباتهم ما تفضّل به جنابكم الشريف ، لأنّ أساس النظرية يبتني على تقليص عمومية الفقاهة إلى فقيه واحد لا أكثر ، وليس فيها تقشير أو تنازل عن شرط الفقاهة ، بحيث جعلها عامّة لكلّ فرد تسمّى بكونه مؤمناً.

وهذا الفقيه دوره حفظ الشريعة بإقامة دولة يستطيع من خلالها المؤمنون العيش فيها ، وإقامة الحكم الإلهيّ عليها ، وعليه فما تفضّلتم به في كلامكم اللاحق حول ظلم الفقيه وإمكان ذلك منه ، إذ إنّ في هذا الكلام يحتاج إلى مراجعة القواعد والأسس التي أتيت عليها مسألة ولاية الفقيه.

فهنا الفقيه لا يريد أن يشرّع ، ولا أن ينسخ حكم ويأتي بحكم آخر ، وإنّما وظيفة الفقيه ـ باعتباره وكيل الإمام ـ تنفيذ أمر الموكّل وهو الإمام المعصوم ، كأيّ وكالة طبيعية تناط بشخص في عصرنا الحاضر ، والموكّل نفسه وهو المعصوم قد أرسى القواعد الكلّية ، وبيّن حدود الشريعة كاملة ، حتّى لو بقيت

٣٧٩

آلاف السنين ، باعتبار شمولية الرسالة ، وخاتمية الوحي بعد رحيل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأناط للفقيه مسألة تطبيق الضوابط الكلّية ، التي أرسى قواعدها للفقيه ، فهنا الفقيه دوره التطبيق لا أكثر ، ويستخرج الأُمور الجزئية من القواعد الكلّية ، كما لو قال الوكيل للموكّل : أُريد أن أنمّي ثروتي المالية من خلال المشاريع ، من دون أن يحدّد مشروعاً معيّناً ، فهنا الوكيل إذا عرف أن تنمية هذا المال تحصل من خلال الاتجار بالأجهزة الكمبيوترية ، لرواج سوقها وكثرة الطلب عليها ، فينفذ المال في هذا المشروع ، والتصرّف صحيح ونافذ ، مع أنّا إذا لاحظنا هذه العملية ، نستطيع أن نقول : بأنّ الموكّل لم يأمر بها ، وأيضاً يمكن أن نقول : بأنّ الموكّل أمر بها ، إذا أنّه لم يأمر بها باعتبار أنّه لم يقل له اتجر في عالم الكمبيوتر ، وأمره بها باعتبار غاية الوكالة ، وهو إنماء الثروة المالية ، فكذلك الفقيه وظيفته سحب الهيكلية العامّة التي طرحها المعصومون من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الحجّةعليه‌السلام ، إلى كافّة مجالات الحياة ، وإنفاذها في جميع مشارب المسار البشريّ على الصعيد الفرديّ أو الاجتماعيّ ، لا فرق في ذلك ، انطلاقاً من شمولية النظرية الإسلامية ، وخصوصاً المشارب المستجدّة في الحياة ، بعد توالي الأزمان وانقضاء السنون.

نعم ، نقع في إشكالية ضمان صحّة تطبيق الهيكلية العامّة على المورد الجزئيّ من الفقيه ، باعتبار افتقاد حلقة العصمة في الفقيه.

وهذا الإشكال يتغلّب عليه من خلال نفس المعصوم ، وصاحب الهيكلية العامّة ، حيث أفاد بأنّ الخطأ لا عن تقصير في التطبيق لا يضرّ ، أو من خلال أنّ نفس عملية الفقاهة ليست شرعاً لكلّ واحد وبسيطة إلى هذا الحدّ ، بل هي ذاتاً تبتني على مسار خاصّ وقيود وضوابط ، عند ممارستها تخفّف من احتمال الخطأ إلى درجة ضئيلة ، تحفظ بعمومها الهيكلية العامّة ، كمثال الوكالة المتقدّم ، حيث إنّ طبيعة الوكالة يتوفّر فيه عنصر إضاعة الثروة بدل إنمائها ، والموكّل غالباً ملتفت إلى هذه المسألة ، إلاّ أنّ الذي يدفعه إلى المجازفة ـ إن صحّ

٣٨٠

اللفظ ـ بماله هو كونه قد وثق بموكّله ، وأنّه حدّد له الضابطة العامّة ، فهذا هو الذي خفّف من احتمال إضاعة المال بدل إنمائه ، وغلبت على الموكّل مصلحة الإنماء التي فيها احتمال العكس على مصلحة تجميد المال ، مع قطيعة الركود وعدم الإنماء.

ويمكن تطبيق هذا الأمر على مسألة المعصوم مع الفقيه ، بحذف بعض الألفاظ ، فإنّا نجد أنّ العملية تشبهها تماماً.

ونرجع إلى الكلام السابق وهو : إنّ الظلم الذي يوقعه الفقيه ـ على فرض وقوعه ـ أمّا شخصي وأمّا اجتماعي ـ ويتأكّد هذا عند من يؤمن بنظرية ولاية الفقيه ، والأوّل لا يخصّ ولي الفقيه ، بل يشمل كلّ فقيه ؛ لأنّ نظرية ولاية الفقيه لا تنفي الفقاهة عن غير الولي ، وإنّما تنيط بعض الوظائف بمن صار وليّاً ، وتقلّص من تصرّفات الفقيه غير الولي في بعض الموارد ، وخصوصاً المسائل الاجتماعيّة.

وعليه فهذا الإشكال يطرح على عامّة فقهاء الإسلام سنّة وشيعة ، فضلاً عن فقهاء الشيعة ، فضلاً عن ولي الفقيه ، لأنّ احتمال الظلم الشخصي في الجميع وارد.

ويدفع هذا الإشكال ، بالشرع نفسه الذي فرض أنّ إصابة الفقيه كخطئه ، كما في الحديث المعروف : «من اجتهد فأصاب فله أجران ، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر »(١) .

أو بالنظرية التي طرحها السيّد محمّد باقر الصدر في كتابه « الأُسس المنطقية للاستقراء » ، التي فرضت أنّ عموم المصلحة التي ولدت جواز تصدّي الفقيه للاستنباط تغلّبت على المفسدة الخاصّة في بعض الموارد باعتبار انسلاخ الفقيه عن العصمة ، وبالتالي يكون العقل مسانداً لها ، وحاكماً بصحّة إناطة هذه الوظيفة به.

__________________

١ ـ المفردات في غريب القرآن : ٢٨٨.

٣٨١

وأمّا على المستوى الاجتماعيّ ، فهنا بعد الجوابين السابقين والكلام المتقدّم حول شروط الفقيه ، وإن كان الدليل يقضي بذلك عند من يؤمن بولاية الفقيه ، إلاّ أنّ الواقع العمليّ والتطبيق ، والمتمثّل بما قام به السيّد الخميني ( قدس سره ) ، أضاف إليه قيداً يخفّف من وطأة الإشكال المتقدّم ، بفرض النظارة على الفقيه من قبل عدّة من الفقهاء ، يراقبون تصرّفاته وما يقوم به ، فالحلقة تكون هكذا :

الأُمّة التي سيادتها بيد الفقيه لا بصندوق الاقتراع ، وولي الفقيه الذي يحدّد مصلحتها ويقودها ، عليه نظارة من قبل عدّة من الفقهاء ، رعاية للمصالح العامّة التي يتصرّف فيها الفقيه ، ويحدّد فيها مصلحة الأُمّة.

وبالتالي تستطيع من خلال ذلك تجاوز الإشكالية السابقة ، أو الحلقة المفقودة في الفقيه ، وهي عدم العصمة ، أو احتمال الظلم الصادر من الفقيه ، وأمّا إشكالية التبليغ ، وأنّ دور الأئمّة هو التبليغ فهذا أوّلا : لا يجعل شقّاً لما سبقه ، لأنّ القضية ليست مانعة جمع ، فلإمام وظيفته حفظ الشريعة وتبليغها ، أي الهيمنة الكاملة على رسالة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بجميع أنحائها ، فهو يعلّم الجاهل ، ويراقب الفرد والمجتمع في التطبيق.

وثانياً : بعد ما عرضنا سابقاً صورة موجزة ـ إن صحّ التعبير ـ عن هيكلية الإمامة ودورها ، وسرّ غيبة الإمامعليه‌السلام ، فلا يبقى محلّ لهذا الكلام ، إذ كلّ إيراد يذكر ينبع من قضية فهم الإمامة.

فمن أدرك أمر الإمامة القرآنية وأدرك لبّها ، هانت عنده جميع الصعاب ، وتهشّمت كلّ الإيرادات.

وثالثاً : إشكالية الرواة لا تخصّ الشيعة فقط ، بل تعمّ جميع طوائف الأُمّة الإسلامية ، بل تشمل جميع الرسالات ، لأنّ جميع الرسالات قضية تبليغ الرسالة فيها يعتمد النقل لا غير ، فلا تتصوّر أنّ نوحعليه‌السلام ، أو موسى وعيسىعليهما‌السلام ، جاء إلى كلّ فرد من أُمّتهما ، وأخبروه بشرعهما ، فإنّ هذا مضحك للثكلى ، خصوصاً في ظلّ الأزمنة السالفة ، فتبليغ كلّ رسالة اعتمد على الرواة والنقل ،

٣٨٢

والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه اعتمد على الرواة والنقل ، فقد أرسل الرسل إلى المدن ، والدول المجاورة ، وبلّغ بواسطة الرواة في الأماكن النائية عن الجزيرة العربية.

وعليه ، فالبحث ينقلب حول موضوع حجّية الخبر ، ومدى صلاحيّته العقليّة أو الشرعية لأن يكون مصداقاً للتبليغ ، ومدى حجّيته في الأُصول ، أي العقائد أم أنّه يخصّ الأحكام ، وهل يفيد العلم كما يذهب السلفية ، أم أنّه لا يفيد العلم ، كما تذهب المعتزلة والأشاعرة والشيعة ، وإلى غير ذلك من التفاصيل التي لا ترتبط ببحثنا.

ورابعاً : كون الدين مأخوذ من الرواة غير صحيح ، لأنّ الراوي ينقل ما سمعه من الحجّة المعصوم ، وهو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أو الإمام ، فليس هو معصوم كي نأخذ بكلامه ، بل يؤخذ بكلامه لأنّه يخبر عن المعصوم ، وبالتالي الدين مبتني على الحجّة ، لا على الرواة عند السنّة والشيعة.

بل هذا الإشكال إذا أُريد طرحه فهو يطرح على السنّة ، لأنّهم يؤمنون بحجّية قول الصحابيّ ، والصحابيّ غير معصوم كما تعلم ، مع أنّهم يحتجّون به في العقيدة والفروع فهنا الإشكالية ، خلافاً للشيعة التي لا تحتجّ إلاّ بكلام المعصومعليه‌السلام .

وأمّا ميزة الشيعة عن السنّة ، فالظاهر اتضحت فيما سبق ، لأنّ السنّة اسقطوا المعصوم ـ وهو النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن عصمته ـ وجعلوه في أسفل درك ـ والعياذ بالله ـ بينما الشيعة تؤمن بأنّه( دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ) (١) .

والشيعة تأخذ دينها من خطّ الرسول ، الذي رسمه من أوّل حياته إلى آخر عمره ، وهم يأخذون دينهم من خطّ غير الرسول كما تعلم ، فلذلك لا تجد توافقاً بين الشيعة والسنّة ، لا في الألوهية ، ولا النبوّة ، ولا الإمامة ، ولا فروع الشريعة.

__________________

١ ـ النجم : ٩ ـ ٨.

٣٨٣

( هاشم ـ الكويت ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعة )

قول علي : دعوني والتمسوا غيري :

س : جاء في نهج البلاغة : « دعوني والتمسوا غيري ، فإنّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول ، وإنّ الآفاق قد أغامت ، والمحجّة قد تنكّرت.

واعلموا إنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، ولم أصغ إلى قول القائل ، وعتب العاتب ، وإن تركتموني فأنا كأحدكم ، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم ، وأنا لكم وزيراً ، خير لكم منّي أميراً »(١) .

ما مدى صحّة هذه الرواية؟ نرجو منكم شرح الرواية ، وفّقكم الله لكلّ خير.

ج : هذه الخطبة مع تفاوت يسير نقلها الطبري في تاريخه(٢) عن سيف ، وروايات سيف كلّها كذب وافتعال ، وخلاف أهل السير ، أمّا كلاً وإمّا جزءً.

وعليه قد تكون هذه الخطبة لا صحّة لها ، ولا واقع ؛ لضعف راويها سيف.

وعلى فرض صحّة هذه الخطبة نقول : كان غرض الطالبين لبيعتهعليه‌السلام أن يسيرعليه‌السلام فيهم مثل سيرة من سبق عليه ، وكانعليه‌السلام تفرّس ذلك منهم ، وعرفه من وجنات حالهم ؛ لذلك خاطبهم بقوله : «وإن الآفاق قد أغامت والمحجّة قد تنكّرت ».

فخاطبهم بهذا الكلام إتماماً للحجّة ، وإعلاماً لهم بأنّهعليه‌السلام إن قام فيهم بالأمر لا يجيبهم إلى ما طمعوا فيه من الترجيح والتفضيل ، أي تفضيل العربي على الأعجمي ، والموالي على العبيد ، والرؤساء على السفلة.

وأنّهعليه‌السلام مبدأه العدل بين الرعية ، والتسوية في القسمة ، وهذا ممّا لا تقوم له القلوب ـ أي لا تصبر عليه ـ ولا تثبت عليه العقول ، بل تنكره وترفضه.

__________________

١ ـ شرح نهج البلاغة ٧ / ٣٣.

٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٤٥٦.

٣٨٤

«واعلموا إنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم » ، أي جعلتكم راكبين على محض الحقّ ، وأسير فيكم بسيرة رسول الله ‎صلى‌الله‌عليه‌وآله ، «ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب » ، أي لم يأخذني في الله لومة لائم «وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم » لعلهعليه‌السلام أراد أنّه إذا تولّى الغير أمر السلطة ، ولم تتوفّر الشرائط في خلافتهعليه‌السلام لم يكن ليعدل عن مقتضي التقية ، فيكون أكثر الناس إطاعة لوالي الأمر ، بخلاف سائر الناس ، فإنّه يجوز عليهم الخطأ.

وإنّما قالعليه‌السلام : « ولعلّي » لأنّه على تقدير أن يولّوا أحداً يخالف أمر الله فلا يكونعليه‌السلام أطوعهم له بل أعصاهم.

( الشيخ باسم الموصلي. العراق. طالب علم )

أدلّتها من كتب أهل السنّة :

س : ما هو الدليل على إمامة الأئمّة من ذرّية الحسين عليه‌السلام ؟ أرجو أن يكون الدليل من كتب إخواننا أهل السنّة ، ودمتم سالمين.

ج : إنّ الأدلّة على إمامة الأئمّة الاثني عشر كثيرة ، نقتصر على ذكر بعضها ، ومن مصادر أهل السنّة المعتبرة عندهم :

١ ـ حديث الثقلين ، ومؤداه التمسّك بالعترة وهم أهل البيت تمسّكاً مطلقاً.

٢ ـ حديث الغدير ، وهو ينصّ على وصيّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيتعيّن تشريع الوصاية.

٣ ـ حديث الأئمّة الاثني عشر ، وقد رواه البخاريّ ومسلم وغيرهم.

فرواية البخاريّ بعد الاختصار والاقتطاع : عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «يكون اثنا عشر أميراً » ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنّه قال : «كلّهم من قريش »(١) .

__________________

١ ـ صحيح البخاريّ ٨ / ١٢٧.

٣٨٥

أمّا روايات مسلم ، فكلّها عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً » ، ثمّ تكلّم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بكلمة خفيت عليّ ، فسألت أبي : ماذا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال : « كلّهم من قريش »(١) .

وفي رواية أُخرى لمسلم أيضاً : عن جابر قال : سمعت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة » ، ثمّ قال كلمة(٢) .

وفي رواية له : « لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة »

وأيضاً : « لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة » ، فقال كلمة صمنيها الناس ، فقلت لأبي : ما قال؟ قال : « كلّهم من قريش ».

وفي رواية أخرى : « لا يزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش »(٣) .

وفي رواية الطبراني : « اثنا عشر قيّماً من قريش لا يضرّهم عداوة من عاداهم »(٤) .

قال ابن حجر العسقلاني : « قال ابن بطال عن المهلّب : لم ألقَ أحداً يقطع في هذا الحديث ، يعني بشيء معيّن.

وقال أيضاً : وقد لخّص القاضي عياض ذلك ثمّ قال : إنّه ـ أي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لم يقل : لا يلي إلاّ اثنا عشر ، وإنّما قال : « يكون اثنا عشر » ، وقد ولي هذا العدد ، ولا يمنع ذلك الزيادة عليهم ، قال : وهذا إن جُعل اللفظ واقعاً على كلّ من ولي ، وإلاّ فيحتمل أن يكون المراد : من يستحقّ الخلافة من أئمّة العدل »(٥) .

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٦ / ٣.

٢ ـ المصدر السابق ٦ / ٣.

٣ ـ المصدر السابق ٦ / ٤.

٤ ـ المعجم الكبير ٢ / ٢٥٦.

٥ ـ فتح الباري ١٣ / ١٨٢.

٣٨٦

ثمّ قال ابن حجر ردّاً على من يفسّر الحديث : بأنّ الأئمّة الاثني عشر سيكونون في زمن واحد ، قال : ويؤيّد ما وقع عند أبي داود «كلّهم تجتمع عليه الأُمّة » ، ما أخرجه أحمد والبزار من حديث ابن مسعود بسند حسن ، أنّه سُئل كم يملك هذه الأُمّة من خليفة؟ فقال : سألنا عنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : «اثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل ».

وقال ابن الجوزيّ في كشف المشكل : قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث ، وتطلبتُ مظانَّه ، وسألتُ عنه فلم أقع على المقصود به ، وعن كعب الأحبار : يكون اثنا عشر مهديّاً ، ثمّ ينزل روح الله فيقتل الدجّال ، قال : والوجه الثالث أنّ المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدّة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحقّ ، وإن لم تتوالَ أيامهم

قال ابن حجر : انتهى كلام ابن الجوزيّ ملخّصاً »(١) .

وأقول : أُنظر يا أخي عظمة الإسلام وعظمة النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذي بلّغ الرسالة ، وأدّى الأمانة على أتمّ وجه( فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ) ، وسدَّ كلّ الأبواب على المحرّفين والمبطلين ، والمنحرفين عن أهل البيتعليهم‌السلام ، وعن الدين الصحيح ، فأنظر كيف تخبّطوا وخلطوا ، وحرّفوا واختلفوا ، وعجزوا عن تفسير وفهم كلام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الواضح البليغ على الوجه الصحيح ، لأنّهم لم يجعلوا ما فهمه الشيعة رأياً من الآراء ، وتفسيراً من التفاسير للحديث الشريف ، فتاهوا واختلفوا ، ولم يصلوا إلى المراد بنصّهم أبداً.

فالحديث واضح وصريح بوجود خلافة لله وللرسول ، وهي خلافة محدّدة بعدد معيّن وصفات معيّنة ، وأنّهم هادون مهديّون ، كما وصفهم النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث الخلفاء الراشدين المهديّين ، وأمرنا باتباع سنّتهم ـ يعني تشريعهم ـ ، فكيف نؤمر بإتباعهم لولا الخلافة الإلهيّة ، والتسديد الربّاني لهم؟

__________________

١ ـ المصدر السابق ١٣ / ١٨٤.

٣٨٧

وعصمتهم التي نصّ عليها حديث الثقلين ، وجعلهم عدلاً للقرآن ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ووصفهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعدم الافتراق ، أي الملازمة والمصاحبة للقرآن.

وكما دلّ على العصمة آية التطهير ، وحصر إرادة الله بتطهير أهل البيت فقط دون غيرهم ، لعلمه بأهليتهم لذلك.

٤ ـ حديث الخلفاء الراشدين لا نراه ينطبق إلاّ على حديث الأئمّة الاثني عشر ، ويؤيّده ويفسّره.

ونصّ الحديث : عن العرباض بن سارية قال : وعظنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله موعظة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، قلنا يا رسول الله : إنّ هذه لموعظة مودّع ، فماذا تعهد إلينا؟ قال : «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك ، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بما عرفتم من سنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين ، وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً ، عضوّا عليها بالنواجذ ، فإنّما المؤمن كالجمل الأنف ، حيثما انقيد انقاد »(١) .

وقال الترمذيّ في سننه : « هذا حديث حسن صحيح »(٢) .

فهذا الحديث يدلّ على وجود خلفاء راشدين مهديين يجب التمسّك بهم وبطريقتهم وسنّتهم ـ أقوالهم وأفعالهم ـ وهذا الإطلاق في التمسّك مع هذه التسمية لهم لا تنطبق إلاّ على معصوم ، لا يجوز التمسّك برأي الخليفة المخالف للكتاب ، أو لسنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالإجماع.

__________________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ١٢٦ ، سنن الدارمي ١ / ٤٤ ، سنن ابن ماجة ١ / ١٦ سنن أبي داود ٢ / ٣٩٣ ، المستدرك ١ / ٩٦ ، كتاب السنّة : ١٩ ، و ٤٨٢ ، صحيح ابن حبّان ١ / ١٧٨ ، المعجم الكبير ١٨ / ٢٤٩ و ٢٥٧ ، مسند الشاميين ١ / ٤٠٢ و ٢ / ٢٩٨ ، العلل ١ / ٢١ ، الثقات ١ / ٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٠ / ١٧٨ ، أُسد الغابة ٣ / ٣٩٩ ، تهذيب الكمال ٥ / ٤٧٣ و ١٧ / ٣٠٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٢٠ و ١٧ / ٤٨٢.

٢ ـ الجامع الكبير ٤ / ١٥٠.

٣٨٨

وكذلك إن وافق هذا الخليفة الكتاب أو السنّة النبوية فالاتباع سيكون للكتاب أو السنّة النبوية لا للخليفة ، وكذلك لو اختلف هؤلاء الخلفاء فيما بينهم ، فكيف يجوز التمسّك بسنّتهم جميعاً مع هذا الاختلاف؟ وهو حاصل على تفسير أهل السنّة لهذا الحديث.

فلم يبق إلاّ أنّ المراد بهذا الحديث هو ما فهمه الشيعة من وجود خلفاء منصوص عليهم ، لابدّ أن يكونوا معروفين مقبولين للأُمّة جمعاء ، وهم اثنا عشر إماماً ، ويكونون معصومين عن الخطأ ، وعن مخالفة الكتاب أو السنّة النبوية ، أو الاختلاف فيما بينهم.

ويمتدّ زمانهم من وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ويبدأ بعليعليه‌السلام ـ إلى الإمام المهديّعليه‌السلام ، كما نصّ النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك ، فقال : «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم لطوّله الله عزّ وجلّ حتّى يبعث فيه رجلاً منّي ـ وفي رواية من أهل بيتي ـيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً »(١) .

ومصداقاً لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان »(٢) .

وأمّا تحديد الأئمّة بأعيانهم عند أهل السنّة فلم يصحّ لديهم حديث ينصّ على الأسماء ، أو الانحصار في ذرّية الحسينعليه‌السلام بعد أصحاب الكساء ، ولكنّهم

__________________

١ ـ صحيح مسلم ١ / ٩٩ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٩٢٩ ، سنن أبي داود ٢ / ٣٠٩ ، الجامع الكبير ٣ / ٣٤٣ ، صحيح ابن حبّان ١٣ / ٢٨٣ ، المعجم الأوسط ٢ / ٥٥ ، المعجم الكبير ١٠ / ١٣٣ و ١٣٥ ، موارد الظمآن : ٤٦٤ ، الجامع الصغير ٢ / ٤٣٨ ، كنز العمّال ١٤ / ٢٦٤ و ٢٦٩ ، فيض القدير ٥ / ٤٢٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٥٨ / ١٩٨ ، تاريخ ابن خلدون ١ / ٣١٢ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ / ١٧٢ ، ينابيع المودّة ٢ / ٢١٠ و ٣١٨ و ٣ / ٢١٤ و ٢٤٥ و ٢٥٦ و ٢٩٨ و ٣٣٩ و ٣٨٤ و ٣٩٠.

٢ ـ المحّلى ١ / ٤٥ و ٩ / ٣٥٩ ، مسند أحمد ٢ / ٢٩ و ٩٣ ، صحيح مسلم ٦ / ٣ ، السنن الكبرى للبيهقيّ ٣ / ١٢١ و ٨ / ١٤١ ، شرح صحيح مسلم ١٢ / ٢٠٠ ، تحفة الأحوذيّ ٦ / ٤٠٠ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٤٦ ، كتاب السنّة : ٥١٨ ، الجامع الصغير ٢ / ٧٥٦.

٣٨٩

أثبتوا أنّ أبناء الحسين من أئمّتناعليهم‌السلام هم أفضل الهاشميّين ، وأفضل أهل زمانهم ، وكانوا أهلاً للإمامة ، وأليق وأحقّ بها من غيرهم ، وننقل هنا بعض النصوص على ذلك :

١ ـ قال المزّيّ في تهذيب الكمال : « وأمّا الزهريّ ، فحكي عنه أنّه قال : ما رأيت هاشميّاً أفضل منه ـ أي من علي بن الحسينعليهما‌السلام ـ ».

وفي رواية أُخرى عن الزهريّ قال : « كان علي بن الحسين من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة ».

وفي رواية ثالثة عن الزهريّ قال : « لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين ».

وعن مالك قال : « لم يكن في أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثل علي بن الحسين ».

وقال عبد الرحمن بن أسلم عن أبيه : « ما رأيت فيهم مثل علي بن الحسين قط ».

وقال عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه : « ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين ».

وعن يحيى بن سعيد الأنصاري قال : « سمعت علي بن الحسين ، وكان أفضل هاشمي ».

وقال أبو بكر ابن البرقي : « ونسل الحسين بن علي كلّه من قبل علي الأصغر وأُمّه أُمّ ولد ، وكان أفضل أهل زمانه »(١) .

وروى المزّي حكاية الحجّ ، وتفضيل الناس لهعليه‌السلام على هشام ، أو الوليد بن عبد الملك الخليفة آنذاك ، وأبيات الفرزدق في مدحه ، وتنحّي الناس له حتّى يستلم الحجر هيبة له وإجلالاً ، ولم يفعلوا ذلك للخليفة(٢) .

__________________

١ ـ تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٨٦.

٢ ـ المصدر السابق ٢٠ / ٤٠٠.

٣٩٠

٢ ـ الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام : قال الذهبيّ : « كان أحد من جمع بين العلم والعمل ، والسؤدد والشرف ، والثقة والرزانة ، وكان أهلاً للخلافة »(١) .

٣ ـ الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام : قال المزّيّ : « حدّثنا عمرو بن ثابت قال : رأيت جعفر بن محمّد واقفاً عند الجمرة العظمى ، وهو يقول : «سلوني ، سلوني ».

وقال أيضاً : عن صالح بن أبي الأسود قال : سمعت جعفر بن محمّد يقول : «سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنّه لا يحدّثكم أحد بعدي بمثل حديثي ».

وعن أبي حنيفة ، وسُئل من أفقه ما رأيت؟ فقال : « ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمّد ، لمّا أقدمه المنصور الحيرة ، بعث إليَّ ، فقال : يا أبا حنيفة ، إنّ الناس قد فُتِنوا بجعفر بن محمّد ، فهيئ له من مسائلك الصعاب ، قال : فهيّأت له أربعين مسألة ، ثمّ بعث إليّ أبو جعفر فأتيته بالحيرة ، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه ، فلمّا بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر وابتدأت أسأله ، وكان يقول في المسألة : «أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن نقول كذا وكذا » ، فربما تابعنا ، وربما تابع أهل المدينة ، وربما خالفنا جميعاً »(٢) .

فأقول : هذه الرواية تثبت أنّ لأهل البيت مذهباً خاصّاً ومستقلاً عن باقي المذاهب ، لأنّ الإمام وهو من أهل المدينة قال : «وأهل المدينة يقولون كذا وكذا ، ونحن نقول كذا وكذا » ، فيجعل أهل البيتعليهم‌السلام في عرض أهل المدينة.

قال الذهبيّ : « الإمام الصادق شيخ بني هاشم »(٣) ، إلى أن ذكر أولادهعليه‌السلام فقال : « فأجلّهم وأشرفهم ابنه موسى الكاظم وهو إمام من أئمّة المسلمين »(٤) ، له مشهد عظيم مشهور ببغداد ، دفن معه فيه حفيده الجواد ،

__________________

١ ـ سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٠٤.

٢ ـ تهذيب الكمال ٥ / ٧٩.

٣ ـ سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٥٥.

٤ ـ المصدر السابق ٦ / ٢٧٠.

٣٩١

ولولده علي بن موسى مشهد عظيم بطوس(١) .

فهؤلاء بعض أئمّتنا ، وهم أبناء الحسينعليه‌السلام ، وهم أفضل بني هاشم باعترافهم.

__________________

١ ـ المصدر السابق ٦ / ٢٧٤.

٣٩٢

أُمّهات المؤمنين :

( البحرين ـ ـ )

باعتبار المحرمية وعدم جواز الزواج بهن :

س : أخبر القرآن الكريم أنّ زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أُمّهات للمؤمنين.

ما معنى إخبار القرآن ، ووصف زوجات النبيّ بأُمّهات المؤمنين ، وهن لم يعطين المؤمنين ما تعطي الأُمّ لولدها ، ولم يأخذن من المؤمنين ما تأخذ الأُمّ من ولدها؟

ج : المراد من الأُمّهات هو المحرمية ، وعدم جواز الزواج بهن بعد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّهن بحكم الأُمّ للفرد.

وفي نعتهن بالأُمّ إشارة إرشادية لهن ، بحيث يتخلّقن بأخلاق الأُمّ ، لتكون معاملتهن مع الناس كمعاملة الأُمّ مع أولادها. ولكن هل حدث هذا بالفعل من كلّ نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أو أنّ بعض نسائه خالفن الأوامر الإلهيّة ، من المكث في بيوتهن ، وخروجهن ، وصرن سبباً لهلاك الكثير من أُمّة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يلتزمن بالإرشادات القرآنية والنبوية ، ولم يبق لهن من حقيقة الأُمّ للناس إلاّ في كون حكمهن حكم الأُمّ في عدم جواز الزواج بهن.

( مصطفى البحراني ـ عمان ـ ٢٥ سنة ـ طالب ثانوية )

حول بنات خديجة وعمرها عند زواجها :

س : كم كان عمر السيّدة خديجة عليها‌السلام عندما تزوّجها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وهل تزوّجت قبل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وما أسم بناتها غير الزهراء عليها‌السلام ؟ وهل كن بنات النبيّ

٣٩٣

أم ربيباته؟ ومن تزوّجهن؟ وهل طلقن ممّن تزوجنه؟

السلام على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها.

ج : بالنسبة إلى عمر السيّدة خديجةعليها‌السلام حين اقترانها بالرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ففيه أقوال :

١ ـ ٢٥ سنة(١)

٢ ـ ٢٨ سنة(٢) .

٣ ـ ٣٠ سنة(٣) .

٤ ـ ٣٥ سنة(٤) .

٥ ـ ٤٠ سنة(٥) .

٦ ـ ٤٤ سنة(٦) .

٧ ـ ٤٥ سنة.

٨ ـ ٤٦ سنة.

وأمّا بالنسبة إلى زواجها قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فهناك قولان : أصحّهما أنّها لم تتزوّج أحداً قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل تزوّجها وهي عذراء.

قال ابن شهر آشوب : « وروى أحمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر ـ أي الشيخ الطوسيّ ـ في التلخيص : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تزوّج بها وكانت عذراء »(٧) .

وأمّا بالنسبة إلى بناتهاعليها‌السلام ففيه أقوال : أصحّها أنّها لم تلد للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من

__________________

١ ـ السيرة الحلبية ١ / ٢٠٤.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٨٢.

٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٩١.

٤ ـ السيرة الحلبية ١ / ٢٠٤.

٥ ـ المواهب اللدنية ( مع شرح الزرقاني ) ١ / ٣٧٤.

٦ ـ تاريخ مدينة دمشق ٣ / ١٩٠.

٧ ـ مناقب آل أبي طالب ١ / ١٣٨.

٣٩٤

البنات إلاّ فاطمةعليها‌السلام ، وأمّا رقية وزينب وأُمّ كلثوم فهنّ على قول بناتها من زوجها الأوّل قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لكن الصحيح أنّهن بنات هالة أُخت خديجة ، تكفّلهن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاة هالة ، وهنّ أطفال.

فرقية تزوّجها عتبة بن أبي لهب ، فلمّا انزل الله( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) (٨) سأل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عتبة طلاق رقية ، وسألته طلاقها ، فطلّقها ، وتزوّجها بعده عثمان بن عفّان(٩) .

وزينب تزوّجها أبو العاص ابن الربيع في الجاهلية ، فولدت له أُمامه ، تزوّجها الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وماتت زينب بالمدينة لسبع سنين من الهجرة.

وأُمّ كلثوم تزوّجها عثمان بعد أختها رقية ، وتوفّيت عنده.

( علوي ـ ـ )

عائشة متّهمة بالإفك :

س : ما قصّة الإفك الواردة في القرآن؟

ج : قد أشارت الآيات ١١ ـ ٢٦ من سورة النور إلى حديث الإفك.

وخلاصتها : إنّ مجموعة من الصحابة رموا بعض نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بالفحشاء ، فشاع الحديث بين الناس يتلقّاه هذا من ذاك ، وكان بعض المنافقين ، أو الذين في قلوبهم مرض ، يساعدون على إذاعة الحديث حبّاً منهم أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، فأنزل الله الآيات ، ودافع عن نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقد روى أهل السنّة : أنّ المقذوفة هي عائشة ، والذين جاءوا بالإفك هم : عبد الله بن أبي سلول ، ومسطح بن أثاثه ، وحسّان بن ثابت ، وحمنة ابنة جحش ، أُخت زينب زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

١ ـ المسد : ١.

٢ ـ الذرّية الطاهرة النبوية : ٥٢.

٣٩٥

بينما روت الشيعة : أنّ المقذوفة هي مارية القبطية أُمّ إبراهيم ، التي أهداها مقوقس ملك مصر إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والقاذف هو : عائشة بنت أبي بكر ـ وهناك روايات تدلّ على مشاركة غيرها معها في هذا الرمي ـ حيث ادّعت : إنّ إبراهيم ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما هو إلاّ ابن جريح ـ وجريح هذا كان خادماً خصيّاً لمارية ، أهداه معها مقوقس عظيم مصر لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأرسله معها ليخدمها ـ فأنزل الله تعالى هذه الآيات لبيان نزاهة بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من الفحشاء.

وللمزيد من التفصيل راجع تفسير الميزان للعلاّمة الطباطبائي ( قدس سره )(١) .

( عبد الكريم الصعيديّ ـ اليمن ـ )

ما معنى الأُمومة للمؤمنين :

س : ما معنى الأُمومة للمؤمنين لزوجات الرسول؟ وهل معنى الأُمومة لعائشة أنّ على الإمام علي طاعتها؟ وهل الرسول وكّل الإمام علي في طلاق زوجاته؟

وما يجدي توكيله حيث أنّ زوجات النبيّ محرّمات على أحد بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أفيدونا أثابكم الله تعالى.

ج : المقصود من الأُمومة هو حرمة النكاح ، كما يتّضح ذلك بعد التأمّل في سبب نزول الآية الكريمة :( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) (٢) ، حيث قال البعض : إذا مات محمّد سوف ننكح أزواجه!! فلذا نزل قوله تعالى بتحريم النكاح ، ولا دلالة فيها على التعظيم من قريب أو بعيد ، بدليل قوله تعالى :( لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ) (٣) ، فقيّد الأمر بالتقوى ، فتكون هي المحور في عظمة الشخصية ، كقوله تعالى :( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) (٤) .

__________________

١ ـ الميزان في تفسير القرآن ١٥ / ٨٧.

٢ ـ الأحزاب : ٦.

٣ ـ الأحزاب : ٣٢.

٤ ـ الحجرات : ١٣.

٣٩٦

ولا يوجد دليل عقليّ ولا نقليّ على وجوب طاعة خليفة رسول الله لزوجة النبيّ ، بل الثابت عقلاً ونقلاً وإجماعاً على أنّ طاعة خليفة رسول الله واجبة على جميع المسلمين ، بلا فرق بين أُمّهات المؤمنين أو غيرهن.

كما روي ما ذكرتَه من توكيل أمير المؤمنينعليه‌السلام في طلاق زوجات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفائدة ذلك غير منحصرة في إمكانية التزويج بها ، بل يكفي مجرد سلب هذا العنوان عنها ، مضافاً إلى ما فيه من دلالة على منصب الإمامة ، ومقام أمير المؤمنين كمقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في جميع الأُمور حتّى في طلاق نسائه.

( إبراهيم محمّد. قطر )

هل نساء النبيّ من أهل البيت :

س : شكراً لكم على هذه الصفحة الرائعة ، ولدي سؤال : من هم أهل البيت؟ وهل نساء النبيّ من أهل البيت؟ جزاكم الله خيراً.

ج : روى الحاكم في المستدرك عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال : « لما نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرحمة هابطة قال : « ادعوا لي ادعوا لي » ، فقالت صفية : مَن يا رسول الله؟

قال : «أهل بيتي : علياً وفاطمة والحسن والحسين » ، فجيء بهم ، فألقى عليهم النبيّ كساءه ، ثمّ رفع يديه ، ثمّ قال : «اللّهم هؤلاء آلي ، فصلّ على محمّد وآل محمّد » ، وأنزل الله تعالى :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) ، ثمّ قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه »(٢) .

هذا الحديث وما ورد بمعناه صريح في اختصاص أهل بيت النبيّ بعلي وفاطمة

__________________

١ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٤٧.

٣٩٧

والحسن والحسينعليهم‌السلام (١) .

وهل نساء النبيّ من أهل البيت؟

قالت أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة : فذهبت لأدخل رأسي فدفعني ، فقلت : يا رسول الله أولست من أهلك؟ قال : «إنّك إلى خير ، إنّك إلى خير »(٢) .

وفي رواية أُخرى : قالت أُمّ سلمة : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال : « إنّك إلى خير ، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهمّ أهل بيتي أحقّ »(٣) .

وفي رواية ثالثة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : « إنّك على خير »(٤) .

سئل الصحابيّ زيد بن أرقم : « مَن هم أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا وأيم الله ، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثمّ يطلّقها ، فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته : أصله وعصبته ، الذين حرموا الصدقة بعده »(٥) .

وعن أبي سعيد الخدريّ : « أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس ، وطهّرهم تطهيراً ، فعدّهم في يده ، فقال : خمسة : رسول الله ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين »(٦) .

وعن أنس بن مالك : أنّ رسول الله كان يمرّ بباب فاطمة ستة أشهر ، كلّما خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ

__________________

١ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٥٥ ينابيع المودّة ٢ / ٤١ ، صحيح مسلم ٧ / ١٣٠ ، السنن الكبرى للبيهقيّ ٢ / ١٤٩ و ١٥٢ ، جامع البيان ٢٢ / ٩ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٩٢ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٩٨ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٢٨ ، المستدرك ٢ / ٤١٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٧ ، مسند أحمد ٦ / ٢٩٢ ، تاريخ بغداد ٩ / ١٢٨.

٢ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٦٣ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٤٢.

٣ ـ المستدرك ٢ / ٤١٦.

٤ ـ مسند أبي يعلى ١٢ / ٤٥٦ ، المعجم الكبير ٣ / ٥٣ ، شواهد التنزيل ٢ / ١١٥ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٤٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٣.

٥ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣ ، ينابيع المودّة ١ / ٩٧ ، فيض القدير ٢ / ٢٢٠.

٦ ـ المعجم الأوسط ٢ / ٢٢٩ ، شواهد التنزيل ٢ / ٤٠.

٣٩٨

عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) .

وقال الحاكم في مستدركه : « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه »(٢) .

وعن أبي سعيد الخدريّ : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جاء إلى باب علي أربعين صباحاً بعدما دخل على فاطمة ، فقال : « السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) أنا حرب لمن حاربتم ، أنا سلم لمن سالمتم »(٣) .

( أبو عبد الله ـ هولندا ـ سنّي ـ ٢٤ سنة. طالب )

إيمان خديجة :

س : هل كانت أُمّ المؤمنين خديجة قبل زواجها بالرسول الكريم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله من الموحّدين؟ أرجو الإجابة ، ودمتم سالمين.

ج : لقد كانت خديجةعليها‌السلام من خيرة نساء قريش شرفاً ، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة ، ويقال لها : سيّدة قريش.

ويحتمل أنّهاعليها‌السلام كانت من الموحّدات لأنّ مكّة كانت محلّ لشريعة إبراهيمعليه‌السلام ، ومن بعده ولده إسماعيلعليه‌السلام ، وكان لإسماعيل أوصياء إلى زمن بعثة النبيّ ‎ ‎صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليه يوجد في مكّة أُناس موحّدون ، وليس من البعيد أن تكون خديجةعليها‌السلام من أُولئك ، والله أعلم.

__________________

١ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣١ ، المستدرك ٣ / ١٥٨ ، مسند أبي يعلى ٧ / ٥٩ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٨ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٩٩ ، فتح القدير ٤ / ٢٨٠ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٤ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٢٢ و ٢ / ١١٩.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٥٨

٣ ـ المعجم الأوسط ٨ / ١١٢ ، شواهد التنزيل ٢ / ٤٤ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٩٩ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٣.

٣٩٩
٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518