موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

موسوعة الأسئلة العقائديّة3%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-02-7
الصفحات: 518

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 518 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 244721 / تحميل: 6305
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٢-٧
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

والحال وفي نفس المقام لم يقيّد التطهير والعصمة من الأرجاس عن أهل البيتعليهم‌السلام بشيءٍ ؛ فنستفيد بأنّ عنوان أهل البيت يختلف موضوعاً عن عنوان الأزواج.

( محمّد علي ـ ـ )

كيفية انتشار النسل الهاشمي :

س : كلّنا يعلم بأنّ النسل الهاشمي انتشر في بقاع الأرض ، هل لنا أن نعرف بالتفصيل كيف انتشر في البلاد التي تقع شرق الجزيرة العربية؟ مع خالص الشكر.

ج : إنّ نسل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قد انتشر وشاع من أولاد علي وفاطمةعليهما‌السلام ، وهذا ممّا لا خلاف فيه.

وأمّا كيفية الانتشار فهي تختلف باختلاف الموارد والبقاع ، فبعضهم قد التجأ إلى مناطق نائية حذراً من بطش حكّام الجور ، وبعضهم هاجر إلى بلاد بعيدة للتبليغ والدعوة ، وحفظاً على عقيدته ونفسه وعياله ، عندما كانت تطاردهم الحكومات الأمويّة والعباسيّة وغيرهما ، وبعضهم سافر إلى بقاع كان يراها موالية لأهل البيتعليهم‌السلام ، وبعضهم الأخر انتقل إلى أماكن خاصّة من البلاد الإسلامية ، في سبيل القيام بالثورة في وجه الطغيان والتعدّي الحاكم آنذاك ، لما فيها من أرضية اجتماعية مؤيّدة لها.

( أُمّ علي ـ البحرين ـ )

لا دليل على أنّ الانتساب يكون من طريق الأب فقط :

س : إنّ النسب للولد والبنت هو من الأب ، وليس من الأُمّ ، ونحن في المذهب الشيعيّ نقول : السادة من أبناء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والرسول الأعظم لم يكن له أبناء.

٤٢١

الرجاء توضيح الأمر ، وشرح كيفية نسب الأئمّة وبني هاشم ، وإرشادي إلى مراجع ، وجزاكم الله ألف خير.

ج : لا دليل على أنّ الانتساب يكون فقط من طريق الأب ، كيف وقد نصّ القرآن الكريم بلحاق عيسىعليه‌السلام عن طريق أُمّه مريمعليها‌السلام بذراري الأنبياءعليهم‌السلام :( وَمِن ذُريته داودَ وَسُلِيمانَ وَيَحيى وَعيسى ) (١) .

وأيضاً قد اتفق المسلمون على أنّ المراد من( أَبْنَاءنَا ) في آية المباهلة( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا ) (٢) ، الحسن والحسينعليهما‌السلام (٣) .

أضف إلى ذلك ورود روايات في كتب العامّة تصرّح ببنوّة الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وولد عليعليه‌السلام ، وأولاد فاطمةعليها‌السلام للرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) .

ثمّ إنّ هناك أحكام شرعية كالإرث واستحقاق سهم السادة في الخمس تختصّ بمواردها المنصوص عليها ، فلا تنفي الانتساب من جهة الأُمّ ، بل إنّها قوانين خاصّة تعبّدية لا علاقة لها بالمميّزات التكوينية.

وفي الختام : ننقل لكم مقطعاً من المناظرة التي دارت بين الإمام الكاظمعليه‌السلام مع هارون الرشيد ، والتي تختصّ بموضوعنا هذا :

«ثمّ قال : ـ يعني هارون الرشيد ـلي : لمَ جوّزتم للعامّة والخاصّة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقولوا لكم : يا بني رسول الله ، وأنتم بنو علي ،

__________________

١ ـ الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥.

٢ ـ آل عمران : ٦١.

٣ ـ ذخائر العقبى : ٢٥ ، الجامع الكبير ٤ / ٢٩٣ ، فتح الباري ٧ / ٦٠ ، معرفة علوم الحديث : ٥٠ ، تفسير القرآن ١ / ١٢٢ ، جامع البيان ٣ / ٤٠٨ ، أحكام القرآن ٢ / ١٨ ، أسباب نزول الآيات : ٦٨ ، شواهد التنزيل ١ / ١٥٦ و ١٦٣ و ١٨٢ ، زاد المسير ١ / ٣٣٩ ، الدرّ المنثور ٢ / ٣٩ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ ، الإصابة ٤ / ٤٦٨ ، الجوهرة : ٦٩ ، البداية والنهاية ٥ / ٦٥ و ٧ / ٣٧٦ ، الإمامة والسياسة ١ / ٢٠٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ١٠٣ ، جواهر المطالب ١ / ١٧١ ، ينابيع المودّة ١ / ٤٣ و ١٣٦ و ١٦٥ و ٢ / ١٢٠ و ٤٣٢ و ٣ / ١١٨.

٤ ـ ينابيع المودة ٢ / ٤٤٦ ، كفاية الطالب : ٣٧٩ ، إحياء الميت : ٢٧.

٤٢٢

وإنّما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنّما هي وعاء ، والنبيّ جدّكم من قبل أُمّكم؟

فقلت : ـ يعني الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام ـ : يا أمير المؤمنين لو أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نُشر ، فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟

فقال : سبحان الله ولمَ لا أجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك.

فقلت له : لكنّه لا يخطب إليّ ولا أزوّجه.

فقال : ولِمَ؟

فقلت : لأنّه ولدني ولم يلدك.

فقال : أحسنت يا موسى.

ثمّ قال : كيف قلتم إنّا ذرّية النبيّ ، والنبيّ لم يعقب ، وإنّما العقب للذكر لا للأنثى ، وأنت ولد الابنة ولا يكون ولدها عقباً له؟

فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ) (١) ، مَن أبو عيسى يا أمير المؤمنين ؟

فقال : ليس لعيسى أب.

فقلت : إنّما ألحقناه بذراري الأنبياءعليهم‌السلام من طريق مريمعليها‌السلام ، وكذلك أُلحقنا بذراري النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من قبل أُمّنا فاطمةعليها‌السلام ، أزيدك يا أمير المؤمنين؟

قال : هات.

قلت : قول الله عزّ وجلّ :( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ

__________________

١ ـ الأنعام : ٨٤ ـ ٨٥.

٤٢٣

فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (١) ، ولم يدّع أحد أنّه أدخل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلاّ علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، فـ( أَبْنَاءنَا ) : الحسن والحسين ، و( وَنِسَاءنَا ) : فاطمة ، و( وَأَنفُسَنَا ) : علي بن أبي طالبعليه‌السلام »(٢) .

( ـ ـ )

والصلاة عليهم :

س : لا يجوز أن نصلّي على آل الرسول ، وإنّما نقول : رضي الله عنهم.

ج : لا مانع من ذكر الصلاة والسلام على آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى إنّه جاء في بعض تفاسير السنّة في آية( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) (٣) ، إنّها قرأت بصورة « آل » ـ قراءة نافع وابن عامر ويعقوب ـ والمقصود منه آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) .

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنّه قال ـ في( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) : « نحن آل محمّد آل ياسين ، وهو ظاهر في جعل « ياسين » اسماً للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله »(٥) .

هذا ، وقد دلّت روايات كثيرة عند الفريقين بوجوب إدخال آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في الصلاة عليه ، والنهي عن الصلاة البتراء ، أي الخالية من ذكرهمعليهم‌السلام (٦) .

__________________

١ ـ آل عمران : ٦١.

٢ ـ الاحتجاج ٢ / ١٦٣ ، عيون أخبار الرضا ٢ / ٨٠ ، تحف العقول : ٤٠٥.

٣ ـ الصافات : ١٣٠.

٤ ـ التفسير الكبير ٩ / ٣٥٤.

٥ ـ روح المعاني ١٢ / ١٣٥ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ٢٢.

٦ ـ مسند أحمد ٣ / ٤٧ و ٤ / ٢٤١ ، سنن ابن ماجة ١ / ٢٩٣ ، الجامع الكبير ١ / ٣٠١ ، سنن النسائيّ ٣ / ٤٧ ، المصنّف للصنعانيّ ٢ / ٢١٢ ، مسند ابن الجعد : ٤٠ ، المصنّف ابن أبي شيبة ٢ / ٣٩٠ ، السنن الكبرى للنسائيّ ١ / ٣٨٢ ، و ٦ / ١٨ ، صحيح ابن حبّان ٥ / ٢٨٧ و ٢٩٥ ، المعجم الصغير ١ / ٨٥ ، المعجم الأوسط ٣ / ٩١ و ٤ / ٣٧٨ و ٧ / ٥٧ ، المعجم الكبير ١٧ / ٢٥٠ و ١٩ / ١٢٤ و ١٥٥ ، كنز العمّال ٢ / ٢٧٥ ، جامع البيان ٢٢ / ٥٣ ، زاد المسير

٤٢٤

فذكر الصلاة والسلام على آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله منصوص ومشروع ومؤيّد عقلاً ونقلاً.

( يوسف ـ الكويت ـ )

وخلق السماوات :

س : هل تفسير الآية الشريفة ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) (١) ، يقصد بها خلق الإمام علي عليه‌السلام ، أو أهل البيت عليهم‌السلام السماء؟ لأنّ الله تعالى ليس له يد.

ج : إنّ اليد في الآية بمعنى القوّة والتمكّن والسيطرة ، وليست بمعنى اليد الجارحة ، ويتضّح المعنى جليّاً عندما نرى قوله :( وَإِنَّا ) ، فينسب البناء والتوسيع بالصراحة لنفسه عزّ وجلّ.

ومن جانب آخر : فإنّ الأدلّة العقليّة والنقليّة تفرض ـ بما لا محيص عنها ـ بأن نعتقد بعدم الجسمانية ـ أي شؤون المادّية ـ في ذاته تبارك وتعالى ، فبالنتيجة يظهر لنا معنى اليد ، بأنّها قدرة الإيجاد والتكوين لا غير ، وأمّا التعبير بهذا اللفظ فهو من باب التشبيه والاستعارة والتنزيل.

وأمّا في مورد تفسير هذه الآية ، فلم يرد حديث ، ولا دليل عقليّ في تفاسير الفريقين بما سألتموه ، فالمتّبع الظهور اللغوي بمعونة الأدلّة العقليّة والنقليّة.

( إبراهيم ـ السعودية ـ ١٧ سنة ـ طالب ثانوية )

حرّمت الصدقة عليهم :

س : لماذا حرّم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الصدقة على آل البيت؟ وجزاكم الله خيراً.

__________________

٦ / ٢١٤ ، الدرّ المنثور ٥ / ٢١٥ ، فتح القدير ٤ / ٣٠٣ ، تاريخ بغداد ٨ / ١٣٧ ، البداية والنهاية ١ / ١٩٨ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٠ ، و ١٢ / ٤٣٤ ، ينابيع المودّة ١ / ١٤١.

١ ـ الذاريات : ٤٧.

٤٢٥

ج : إنّ الصدقة شرّعت لأجل تطهير الأموال وتزكيتها ، قال تعالى :( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم ) (١) ، والتطهير يتضمّن الدنس والوسخ ، فكأنّ هذا المال عند بلوغه حدّاً معيّناً ، فإنّه كما يتكاثر من حيث المالية يتكاثر معه الدنس والوسخ ، ويصبح ملوّثاً ولا يطهر ، ولا يرتفع عنه التلوّث إلاّ بإخراج الصدقة منه ، فهذه الصدقة هي اللوث الذي عرض على مال الغني عند بلوغه حدّاً معيّناً ؛ ولأجل ذلك كرّم الله تعالى بني هاشم من أن يأخذوا هذا المال ، والعيش بهذه الأوساخ.

وهذا ملحوظ أيضاً في السياق القرآني لآية الزكاة وآية الخمس ، فنجد أنّ التعبير بلفظ التطهير ورد في آية الصدقة دون آية الخمس ، بل نجدها تشرّع الخمس والأنفال مع حفظ مقام النبوّة والإمامة بمستوى من الإجلال والتقدير.

روى الشيخ الكليني ( قدس سره ) عن سليم بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : «نحن والله الذين عنى الله بذي القربى ، الذين قرنهم الله بنفسه ونبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ( مَّا أَفَاء اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ) (٢) منّا خاصّة ، ولم يجعل لنا سهماً من الصدقة ، أكرم الله نبيّه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس »(٣) .

وثانياً : يمكن أن يكون تحريم الصدقة على بني هاشم باعتبار شرف مقام النبيّ ، إذ إنّ النفس النبوية لها مرتبتها الخاصّة ، وقداستها المميّزة عن بقية النفوس ، كما هو الملحوظ في الروايات والزيارات ، والمعطي يكون أكمل من المعطى ، بعد ملاحظة كون الزكاة هي أوساخ ما في أيدي الناس ، وأهل البيت مطهّرون من الدنس والوسخ ، فلا يكونوا محلاً لأوساخ الناس.

وهذه المسألة من مختصّات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذرّيته تكريماً له ، وذلك كجعل

__________________

١ ـ التوبة : ١٠٣.

٢ ـ الحشر : ٧.

٣ ـ الكافي ١ / ٥٣٩.

٤٢٦

نسائه أُمّهات المؤمنين من باب تحريم نكاحهن من بعده ، وذلك تكريماً للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّهن قد نسبن إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيقال زوجات النبيّ ، وكذلك هو الأمر في ذرّيته ، حيث يقال : ذرّية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( حسن. البحرين ـ ٢٦ سنة ـ طالب ثانوية )

لولاهم لما خلق الكون :

س : هناك بعض الأشخاص يتّهموننا بالكفر ، ويحتجّون علينا بهذا الحديث : « لولاك يا محمّد لما خلقت الأكوان ، ولولا علي لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما » (١) ، أرجو منكم أن تفسّروا لنا هذا الحديث.

ج : إنّ هذا الحديث ليس به بأس من حيث المعنى ، وإنّ الجهلة عندما لايرون مستمسكاً حقّاً يعتمدون عليه ، يتشبّثون بتفاسير لأحاديثنا لا نصيب لها من الواقع ، فمثلاً بدلاً من أن يتحققّون في معنى هذا الحديث يرموننا بما لا يليق.

وعلى أيّ حال ، فمعنى هذه الرواية هو : أنّ غاية الله تعالى من الخلق هي هدايتهم وكمالهم ، وفي هذا الطريق المستقيم لابدّ وأن ينصب للخلق علماً نبيّاً ، يكون على اتّصال مباشرة بمبدأ الخلق والوحي ؛ ولو لم يُخلَق في عالم الوجود رسولاً من جانب الباري تعالى انتفت حكمة الخلق بأسرها ، إذ لم يمكن حينئذٍ اهتداء المجموعة البشرية.

فالفقرة الأُولى من الرواية صريحة بهذا المعنى «لولاك لما خلقت الأفلاك » ، أي إن لم أخلقك لم أخلق الكون لعدم الفائدة فيه حينئذٍ.

ثمّ بما أنّ الإمامة والوصاية هي امتداد لخطّ الرسالة وتطبيقها وصيانتها ، فوجود الإمام ـ الذي باعتقادنا هو الإمام عليعليه‌السلام ـ قيد لوجود الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أي إنّ الرسالة في استمراريّتها تحتاج إلى وصيّ وإمام ، فلولا وجود الإمام لم تنفع

__________________

١ ـ مجمع النورين : ١٨٧.

٤٢٧

الرسالة النبوية لهداية الخلق ، إذ تبقى ناقصة لم يطبّقها أحد ، أو يطرأ عليها الانحراف والضياع ، فتجنّباً من هذه المحاذير ، وصيانةً للوحي الهادف ، يجب عقلاً وجود الإمام ، فلولاه لا تتمّ الحجّة على البشر ، وهذا خلاف حكمة الخالق ، وعليه فلولا وجود عليعليه‌السلام كإمامٍ ، لم يخلق محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله كنبيّ للبشر لعدم تكميل الهداية حينئذٍ.

وأمّا فاطمةعليها‌السلام فبما أنّها الواسطة في امتداد الإمامة من الإمام عليعليه‌السلام حتّى الإمام المهديّعليه‌السلام ، وعلاقتها بوجود النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فالإمامة المستمرّة إلى زماننا ، مستمدّة من وجودها في عالم الخلق ، وبما أنّ الإمامة امتداد للرسالة ، فينتج : أنّ الرسالة والإمامة بمفرداتهما الوجودية رهينة بوجود الزهراءعليها‌السلام ، فلو لم تخلق هي كبنت للرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزوجةٍ لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأُمٍّ للأئمّةعليهم‌السلام لما استمرّت خطّة الباري تعالى في هداية الخلق ، وتكميل مسيرتهم.

( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )

ليس جميع السادة من أهل البيت :

س : أتى سؤال من أهل السنّة يقول : لم أخرج ذرّية الحسن ، وذرّية الحسينعليهما‌السلام من الآية؟ يعني أليس هذه الذرّية من أهل البيت؟

ج : قال تعالى :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (١) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٢) .

__________________

١ ـ الأحزاب : ٣٣.

٢ ـ مسند أحمد ٥ / ١٨٢ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٩٦ ، مسند ابن الجعد : ٣٩٧ ، المنتخب من مسند الصنعانيّ : ١٠٨ ، ما روى في الحوض والكوثر : ٨٨ ، كتاب السنّة : ٣٣٧ و ٦٢٩ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٥ و ١٣٠ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٢٩٧ و ٣٠٣ و ٣٧٦ ، المعجم

٤٢٨

فأهل البيت إمّا أن يكونوا جميع السادة من ذرّية فاطمةعليها‌السلام ، وعددهم بالملايين ، وهذا لا يمكن لأُمور :

لأنّ الآية وصفتهم بأنّ إرادة الله تعلّقت بإذهاب الرجس عنهم ، وأنّ الله طهّرهم تطهيراً ، وهذا صريح في العصمة ، ومن المعلوم قطعاً أنّ السادة والأشراف جميعهم غير معصومين.

ولأنّ في الحديث قرنهم بالكتاب العزيز ، وأوصى بالتمسّك بهم ، وأنّه لن يضلّ من تمسّك بهم ، ونجزم بأنّ مراد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يتعلّق بجميع السادة.

فيبقى البحث عن المراد من أهل البيتعليهم‌السلام في آية التطهير ، وحديث الثقلين ، وغيرهما.

وفي الجواب نقول : إنّ الروايات الواردة في شأن نزول آية التطهير ـ كما رواها الشيعة وأهل السنّة في صحاحهم ومسانيدهم ـ تقول : إنّها نزلت في الخمسة من أصحاب الكساء : النبيّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام .

وضم هذه الروايات إلى الروايات الواردة في كون الأئمّة اثني عشر كلّهم من قريش ، أو كلّهم من بني هاشم ، وفي بعضها التصريح بأسمائهم ، كلّ هذا يعطينا خبراً أنّ المقصود بأهل البيت ـ الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وقرنهم رسول الله بكتابه ، ووصى أُمّته بالتمسّك بهم ، وأنّه لن يضلّ من تمسّك بهم ـ هم : النبيّ محمّد ، وفاطمة ، وعلي ، والحسن ، والحسين ،

__________________

الصغير ١ / ١٣١ ، المعجم الأوسط ٣ / ٣٧٣ ، المعجم الكبير ٣ / ٦٥ و ٥ / ١٥٤ و ١٦٦ و ١٧٠ ، نظم درر السمطين : ٢٣١ ، الجامع الصغير ١ / ٤٠٢ ، العهود المحمدية : ٦٣٥ ، كنز العمّال ٥ / ٢٩٠ و ١٣ / ١٠٤ و ١٤ / ٤٣٥ ، دفع شبه التشبيه : ١٠٣ ، شواهد التنزيل ٢ / ٤٢ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٢٣ ، الطبقات الكبرى ٢ / ١٩٤ ، علل الدارقطنيّ ٦ / ٢٣٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٢٠ و ٥٤ / ٩٢ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٦٥ ، أنساب الأشراف : ١١١ ، البداية والنهاية ٥ / ٢٢٨ و ٧ / ٣٨٦ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٦ و ١٢ / ٢٣٢ ، ينابيع المودّة ١ / ٧٤ و ٩٧ و ١٠٠ و ١١٣ و ١١٩ و ١٢٣ و ١٣٢ و ٣٤٥ و ٣٥٠ و ٣٦٠ و ٢ / ٩٠ و ١١٢ و ٢٦٩ و ٢٧٣ و ٤٠٣ و ٤٣٧ و ٣ / ٦٥ و ١٤١ و ٢٩٤ ، لسان العرب ٤ / ٥٣٨.

٤٢٩

والسجّاد ، والباقر ، والصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد ، والهادي ، والعسكريّ ، والمهديّ المنتظرعليهم‌السلام .

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

المقصود من آل ياسين :

س : الأساتذة والعلماء الأكارم القائمين على الموقع.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد ، سؤالي أيّها الأفاضل هو كالتالي :( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) (١) ، من هم؟ هل هو نبيّ الله إلياس عليه‌السلام ؟ أم المقصود بهم هم آل محمّد عليهم‌السلام ؟ وإن كانوا آل محمّد ، فهل تدلّ على عصمتهم؟ وما هو قول العلاّمة الطباطبائي في تفسير الميزان؟

ج : نقل الشيخ الصدوق ( قدس سره ) بسنده عن الإمام عليعليه‌السلام في قوله تعالى :( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) قال : « ياسين محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن آل ياسين ».

وروى أيضاً بسنده عن ابن عباس في قوله تعالى :( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) ، قال : على آل محمّد(٢) .

إذاً ، آل ياسين : هم آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) .

وقال العلاّمة الطباطبائي : « إنّ قول آل ياسين هم آل محمّد مبنيّ على قراءة آل ياسين ، كما قرأه نافع وابن عامر ويعقوب وزيد »(٤) .

وياسين : اسم من أسماء نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله بلغة طي ، وبهذه اللغة نزلت الآية

__________________

١ ـ الصافّات : ١٣٠.

٢ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٥٥٨.

٣ ـ أُنظر : شواهد التنزيل ٢ / ١٦٥ و ١٦٩ ، نظم درر السمطين : ٩٤ ، روح المعاني ١٢ / ١٣٥ ، تفسير القرآن العظيم ٤ / ٢٢ ، التفسير الكبير ٩ / ٣٥٤ ، الجامع لأحكام القرآن ١٥ / ١١٩ ، الدرّ المنثور ٥ / ٢٨٦ ، فتح القدير ٤ / ٤١٢.

٤ ـ الميزان في تفسير القرآن ١٧ / ١٥٩.

٤٣٠

( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (١) .

وهذه الآية لا تدلّ على عصمتهمعليه‌السلام بالصراحة ، بل تدلّ من باب أنّ المولى عزّ وجلّ لم يسلّم إلاّ على الذوات المعصومة ، كما في قوله :( سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ) (٢) ، وقوله :( سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) (٣) ، وقوله :( سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ) (٤) .

( يوسف علي ـ ـ )

هم الثقل الأصغر :

س : ما المقصود من الثقل الأصغر؟

ج : وردت عدّة روايات تصرّح بأنّ الثقل الأكبر هو القرآن الكريم ، والثقل الأصغر هو العترة الطاهرةعليهم‌السلام .

روى الشيخ الصدوق ( قدس سره ) بسنده عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لمّا رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من حجّة الوداع ، ونحن معه قال : «وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ، فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني »؟ قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله؟

قال : «أمّا الثقل الأكبر فكتاب الله عزّ وجلّ ، سبب ممدود من الله ومنّي في أيديكم ، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف القرآن ، وهو علي بن أبي طالب وعترته ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(٥) .

__________________

١ ـ يس : ١ ـ ٣.

٢ ـ الصافات : ٧٩.

٣ ـ الصافات : ١٠٩.

٤ ـ الصافات : ١٢٠.

٥ ـ الخصال : ٦٥.

٤٣١

( محمّد إسماعيل قاسم ـ الكويت ـ ١٦ سنة ـ طالب )

حكم الصور المنسوبة لهم :

س : ما هو رأيكم بالصور التي تنشر ، والتي يكتب تحتها اسم إمام ، أو ما شابه؟

ج : إذا كان ذلك الرسم بشكل يسيء للمعصوم فلا يجوز قطعاً ، أمّا إذا لم يكن في ذلك الرسم أي إساءة للإمامة فقد أجاب السيّد الخوئيّ رحمه الله في منية السائل على هذا السؤال. وإليك السؤال وجوابه :

السؤال : ما يقول سماحتكم في الصور المرسومة أو التشبيهات للأئمّة عليهم‌السلام ورسم ما يخيل عنهم من ملامحهم وأوصافهمعليهم‌السلام فهل يجوز تعليقها في المنزل ، وما الحكم في الاعتقاد بها إنها هم؟

ج : تعليقها في المنزل لا بأس به ، وأمّا الاعتقاد بها فهو مشكل.

( كميل ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة )

رؤيتهم في المنام :

س : أُريد أن أسأل : هل كلّ من شاهد النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته في المنام تعتبر مشاهدته صحيحة؟ وكيف يمكن أن نعتبر الحلم حقيقة؟

ج : قد ورد في الحديث : « من رآني فقد رآني »(١) ، وهذا الحديث لم يثبت سنده عند العلماء ، فلا يكون حجّة ، فلا تترتّب الأحكام الشرعية عليه ، أو أخذ معالم الدين بهذا الطريق.

ويمكن أن يقال : بالأخذ بالرؤيا التي لا تثبت حكماً شرعياً ، ولا أمراًَ أو نهياً ، وإنّما يأخذ بالأحلام التي فيها الأُمور العامّة ، كالمستحبّات ، وذلك بناء على التسامح بأدلّة السنن.

__________________

١ ـ رسائل المرتضى ٢ / ١٢.

٤٣٢

( محمّد إسماعيل قاسم ـ الكويت ـ ١٦ سنة ـ طالب )

مصادر حديث : هذا إمام ابن إمام :

س : اذكروا لي الكتب التي روت هذا الحديث : « هذا إمام ، ابن إمام ، أخو إمام ، أبو الأئمّة » من كتب السنّة؟ ودمتم سالمين.

ج : ذكرت مجموعة من علماء السنّة في مؤلّفاتهم نصّ هذا الحديث أو ما معناه ، منها :

١ ـ الخوارزمي الحنفي ـ المتوفّى ٦٥٨ هـ ـ في مقتل الحسين(١) .

٢ ـ القندوزي الحنفي ـ المتوفّى ١٢٩٤ هـ ـ في ينابيع المودّة(٢) .

وكلّهم يروون هذا الحديث عن سلمان الفارسي ، وأبي سعيد الخدريّ.

( أبو هاني ـ السعودية ـ )

معنى فقرة من زيارة الجامعة :

س : ما معنى الجملة الواردة في زيارة الجامعة : « وإياب الخلق إليكم ، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطاب عندكم »؟

ج : إنّ لهذه العبارة شروحاً متعدّدة ، ويمكن إرجاع هذه العبارة إلى ما روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث الثقلين : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فميزان الحساب يوم القيامة يكون على هذا الأساس ، فالتمسّك بالقرآن لوحده غير كاف ، بل لابدّ معه من التمسّك بالعترة ، فهمعليهم‌السلام يكونون الأصل في كيفية حساب الخلق ، فمن تمسّك بهم نجا ، ومن لم يتمسّك بهم هلك.

__________________

١ ـ مقتل الحسين ١ / ٢١٢.

٢ ـ ينابيع المودّة ٢ / ٤٤ و ٣١٦ و ٣ / ٢٩١ و ٢٩٤.

٤٣٣

رزقنا الله وإيّاكم شفاعتهم يوم القيامة.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

مقامهم :

س : أيّها الأساتذة الكرام : عندي تساؤل عن قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « ربّ الأرض يعني إمام الأرض » ، فقلت : فإذا خرج ماذا يكون؟ قال : « إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ، ويجتزون بنور الإمام » (١) ، أرجو بيان الحديث المذكور.

ج : لقد ورد في اللغة والتفسير : أنّ الربّ له معان خمسة ، منها : الشيخ ، والمالك ، والمدبّر ، والمربّي ، وغيرها.

والمالكية والمدبّرية تارة تكون بالأصالة وبالذات ، وأُخرى بالعرض وبالإمكان ، فالمالك والمدبّر الذاتي الأصيل هو الله سبحانه ، فهو ربّ العالمين ، ومن ثمّ تتجلّى هذه الربوبية أي المالكية والمدبّرية والمربّية في غيره بإذنه وجعله سبحانه.

فالزوج يكون ربّ البيت ، والزوجة ربّة البيت ، ولبيت الله ـ أي الكعبة ـ ربّ يحميه ، كما قالها عبد المطلب في جواب أبرهة في قصّة الفيل ، فسبحانه ربّ الأرض والسماء ، إلاّ أنّه جعل الربوبية بمعنى المدبّرية والمالكية والمربّية لنبيّه ووصيه وخليفته في الأرض ، فآدم والأنبياء والأوصياء خلفاء الله في السماء والأرض ، استخلفوا الله في أسمائه الحُسنى وصفاته العُليا ، فكانوا مظاهرَ لأسمائه وصفاته ، ويتجلّى نور الله فيهم ، فإنّ الله سبحانه نور السماوات والأرض كما في آية النور وسورتها ، إلاّ أنّ النور الإلهيّ يتجلّى في رسوله وأهل بيته( مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) (٢) .

__________________

١ ـ تفسير القمّيّ ٢ / ٢٥٣.

٢ ـ النور : ٣٥.

٤٣٤

فالإمام نور كما أنّ النبيّ سراج منير ، وكذلك القرآن أنزله الله نوراً ، والعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، والنور بمعنى الظاهر بنفسه والمظهر لغيره ، يفيد الكاشفية ورفع الجهل ، وكلّ من كان من مصاديق النور فإنّه يُعطينا هذا المفهوم ، فالإمامعليه‌السلام بهذا المعنى يكون نوراً يكشف الحقائق ويزيح الظلام والجهل ، كما تفعل الشمس والقمر ذلك في المادّيات والأجسام.

فربوبية الأرض وتربيتها وحكومتها باعتبار أهلها ، إنّما هي بيد الإمامعليه‌السلام ، فهو ربّ الأرض ، كما أنّ الله ربّ الأرض ، إلاّ أنّ ربوبية الله أصلية وذاتية ، وربوبية الإمام فرعية وبالتبع وبالإمكان.

والإمكان في حقيقته مع الوجود الذاتيّ ـ أي واجب الوجود لذاته وهو الله سبحانه ـ يكون عدماً ولا شيء ، فربوبية الإمام في طول ربوبية الله ، بإذن من الله وبجعل منه ، فالإمام ربّ الأرض.

وإذا خرج فإنّ نوره وعلمه الذي هو من نور الله وعلمه يكفي الناس في كشف الحقائق ، ورفع ستار الظلام والجهل ، وكأنّ الناس لا تحتاج إلى الشمس والقمر في ليلها ونهارها ، وهذا من المجاز والكناية لبيان شدّة وضوح علم الإمام ونوره وربوبيّته على الأرض.

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

إنّهم وجه الله وعينه ويده :

س : أيّها الأساتذة الكرام : ما معنى قول الإمام الباقر عليه‌السلام : « نحن وجه الله نتقلّب في الأرض بين أظهركم ، ونحن عين الله في خلقه ، ويده المبسوطة بالرحمة على عباده » (١) .

ج : لابأس أن نذكر مقدّمات :

__________________

١ ـ الكافي ١ / ١٤٣.

٤٣٥

الأُولى : من عقائدنا الحقّة أنّ الله تعالى ليس بجسم ـ خلافاً للمجسّمة الكرامية في القديم ، والوهّابية من الحنابلة في الجديد ـ وإنّما لم يكن جسماً ، لأنّه لو كان للزم التركيب ، ولازم التركيب الاحتياج ، والاحتياج علامة الإمكان ، والله سبحانه واجب الوجود لذاته ، وليس بممكن.

فالقول بالجسمية يلزمه نواهي فاسدة : منها : احتياج الله وافتقاره ، وهو الغني في الذات ، كما يلزمه الإمكان ، وهو واجب الوجود لذاته ، وهذا ما يقول به العقل السليم ، كما عليه الأدلّة النقليّة : من الآيات والروايات الشريفة.

والثانية : لا تعارض في الواقع بين الحجّة الباطنية وهو العقل ، والحجّة الظاهرية وهو النبيّ ، فكلاهما من الواحد الأحد ، فلا يكون بينهما اختلاف ، بل أحدهما يُعاضد الآخر ، فكلّ ما حكم به العقل حكم به الشرع ، ولمّا كان الشرع وهو الوحي أوسع دائرة ، فإنّه كلّما حكم به الشرع حكم به العقل إن أدركه ، وإلاّ فإنّه يسكت ولا يخالفه ، فإنّ العقل لا يدرك فلسفة صلاة الصبح لماذا تكون ركعتين؟ فحينئذ لا يخالفه ، بل يسلّم أمره إلى الوحي ويذعن به ، باعتبار أنّه الصادق الأمين.

والثالثة : إذا شاهدنا تعارضاً بين العقل والسمع ـ أي النقل من آية قرآنية أو حديث نبوي ـ في الظاهر ، أي الاختلاف كان ظاهرياً وليس في الواقع ، فحينئذ إمّا أن نقول بطرحهما ، وهذا لا يصحّ كما هو واضح ، أو نقول بحكم أحدهما فيلزم ترجيح بلا مرجّح ، كما لا يمكن الأخذ بهما أو بظاهرهما معاً ، لاختلافهما وتعارضهما ، ولا يمكن الجمع بين المتناقضين ، فلا يبقى لنا إلاّ أن نأخذ بحكم العقل وهو الحجّة الباطنية ، ونؤوّل النقل ، أي نقول بتأويل الظاهر ، وبهذا أخذنا بالعقل والنقل ، وبالحجّتين سويةً.

وحينئذٍ ، لمّا ثبت أنّ الله ليس بجسم مطلقاً ، وأنّه الوجود المجرد المحض ، لا يحيطه الإنسان بعقله وتصوّره ، فما ينسب إليه من الجوارح في القرآن الكريم ،

٤٣٦

أو الأحاديث الشريفة ، كأن يقال :( يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) (١) ،( فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) (٢) ، وغير ذلك ، فإنّه لابدّ من تأويله ، ولا يحمل على ظاهره ، بأنّ لله يداً كما كان للإنسان ، فهذا من التجسيم الباطل ، والمستلزم للكفر والنجاسة ، بل يفسّر يد الله بقدرته ، فقدرة الله فوق قدرتهم ،( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) (٣) ، أي استولى ، لا أنّه يجلس على العرش ، ويكون له أطيط كأطيط الرحل.

وكذلك باقي الأوصاف التي تدلّ بظاهرها على التجسيم ، فلابدّ من تأويلها ، وأنّها من الاستعمال المجازي والكنائي ، وبعد هذا نقول : لأسماء الله وصفاته مظاهر ، فإنّ القدرة الإلهيّة ، واليد الإلهيّة لابدّ أن تظهر ، فلها مظاهر في خلقه ، وأتمّ مظهر للقدرة هو خليفة الله في الأرض ، أي النبيّ والوصيعليهما‌السلام ، فيكون كلّ واحد منهما يد الله في الأرض المبسوطة بالرحمة على عباده.

ولمّا كان الله يرى ويسمع ، أي يعلم بالمرئيّات والمسموعات ، ويشهد ذلك ، فلابدّ أن يظهر هذا العلم على مخلوقاته ، وأتمّ المخلوقات الحامل لعلم الله هو الإنسان الكامل ، أي خليفته في الأرض ، يعني النبيّ والوصيعليهما‌السلام ، فيكون كلّ واحد منهما عين الله في خلقه ، وشاهداً عليهم ،( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) (٤) ، ورؤية الله علمه ، وأذن بل أمر نبيّه أن يكون شاهداً على خلقه ، لأنّه هو الحجّة ، فإنّ الله يحتجّ به على خلقه ، ولازم الحجّية الشهود والحضور ، كما في البيّنة الظاهرية ، لابدّ أن تكون الشهادة محسوسة.

فالإمام حمّله الله الشهادة ، وإنّه يشهد على الخلق ، فلابدّ أن يعلم بما يفعله

__________________

١ ـ الفتح : ١٠.

٢ ـ البقرة : ١١٥.

٣ ـ الأعراف : ٥٤.

٤ ـ التوبة : ١٠٥.

٤٣٧

الخلق ، حتّى تتمّ الشهادة الحقّة ، وهذا لا يكون إلاّ أن يكون هو عين الله عليهم ، وكلّ شيء يهلك وينعدم إلاّ الشاهد ، فهو وجه الله الذي يتوجّه إليه الخلق ، فكلّ شيء هالك إلاّ وجهه ، والأئمّة المعصومون وكذلك الأنبياءعليهم‌السلام هم وجه الله ، وهذا ممّا يدلّ عليه حكم العقل وعند العقلاء ، كما يدلّ عليه النقل وما جاء في الروايات الشريفة.

( رقية ـ ـ )

من هم الآل في آية التطهير :

س : ما هو الدليل على أنّ كلمة « آل » تعني علي وفاطمة وأبنائهم عليهم‌السلام ؟ وجزاكم الله عن أوليائه خير الجزاء ، نسألكم الدعاء ، وفي أمان الباري.

ج : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء » ، قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟ قال : «تقولون : اللهم صلّ على محمّد وتسكتون ، بل قولوا : اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد »(١) .

روى مسلم بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلّي عليك يا رسول الله ، فكيف نصلّي عليك؟ قال : فسكت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى تمنّينا أنّه لم يسأله.

ثمّ قال : «قولوا : اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ، كما صلّيت على

__________________

١ ـ مسند أحمد ٣ / ٤٧ و ٤ / ٢٤١ ، سنن أبي ماجة ١ / ٢٩٣ ، الجامع الكبير ١ / ٣٠١ ، سنن النسائيّ ٣ / ٤٧ ، المصنّف للصنعانيّ ٢ / ٢١٢ ، مسند ابن الجعد : ٤٠ ، المصنّف ابن أبي شيبة ٢ / ٣٩٠ ، السنن الكبرى للنسائيّ ١ / ٣٨٢ ، و ٦ / ١٨ ، صحيح ابن حبّان ٥ / ٢٨٧ و ٢٩٥ ، المعجم الصغير ١ / ٨٥ ، المعجم الأوسط ٣ / ٩١ و ٤ / ٣٧٨ و ٧ / ٥٧ ، المعجم الكبير ١٧ / ٢٥٠ و ١٩ / ١٢٤ و ١٥٥ ، كنز العمّال ٢ / ٢٧٥ ، جامع البيان ٢٢ / ٥٣ ، زاد المسير ٦ / ٢١٤ ، الدرّ المنثور ٥ / ٢١٥ ، فتح القدير ٤ / ٣٠٣ ، تاريخ بغداد ٨ / ١٣٧ ، البداية والنهاية ١ / ١٩٨ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٠ ، و ١٢ / ٤٣٤ ، ينابيع المودّة ١ / ١٤١.

٤٣٨

آل إبراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين ، إنّك حميد مجيد »(١) .

وأمّا أنّ أهل البيتعليهم‌السلام هم الخمسة أصحاب الكساء ، فقد روى الحاكم بسنده عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عن أبيه أنّه قال : لمّا نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الرحمة هابطة قال : «ادعوا لي ادعوا لي » ، فقالت صفية : من يا رسول الله؟ قال : «أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين » ، فجيء بهم ، فألقي عليهم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كساءه.

ثمّ رفع يديه ، ثمّ قال : «اللهم هؤلاء آلي ، فصلّ على محمّد وآل محمّد » ، وأنزل الله عزّ وجلّ :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٢) .

وقال الحاكم : « هذا حديث صحيح الإسناد »(٣) .

وممّا يدلّ على أنّ زوجاته لسن من أهل البيت :

أوّلاً : الروايات الواردة في شأن نزول آية التطهير صريحة في الحصر بهؤلاء ، وهي روايات بلغت حدّ التواتر في حصر أهل البيت بهؤلاء ، وإدخال غيرهم يحتاج إلى دليل.

ثانياً : الكثير من هذه الروايات لمّا قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهم هؤلاء أهل بيتي » ، قالت أُمّ سلمة : فأنا معهم يا نبيّ الله؟ قال : «أنت على مكانك ، وأنت على خير »(٤) .

__________________

١ ـ صحيح مسلم ٢ / ١١٦.

٢ ـ الأحزاب : ٣٣.

٣ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٨.

٤ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٦٣ و ١١٥ ، المستدرك ٢ / ٤١٦ ، مسند أبي يعلى ١٢ / ٤٥٦ ، المعجم الكبير ٣ / ٥٣ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٤٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٣ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٩٨ ، مسند أحمد ٦ / ٢٩٢ و ٣٢٣.

٤٣٩

وروى الحاكم : أنّ أُمّ سلمة قالت : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال : «إنّك إلى خير ، وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهل بيتي أحقّ »(١) .

وفي رواية أُخرى قالت أُمّ سلمة : يا رسول الله ألستُ من أهل البيت؟ قال : «إنّك إلى خير ، إنّك إلى خير ، إنّك من أزواج النبيّ »(٢) .

وروى مسلم عن زيد بن أرقم ، عندما سئل : « مَن هم أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثمّ يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها ؛ أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده »(٣) .

وعن أبي سعيد الخدريّ قال : « أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، فعدّهم في يده ، فقال : خمسة : رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين »(٤) .

( هادي هادي ـ السعودية ـ )

منشأ ألقابهم :

س : أرغب بسرد موجز عن سبب تسمية الأئمّة عليهم‌السلام بألقاب الزكي والصادق والرضا ، فليكن لجميعهم.

ج : إنّنا اتبعنا في ذلك النصّ الوارد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ففي رواية جابر بن عبد الله الأنصاري ـ المروية في كتاب الغيبة ـ أنّه : « سمّاهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولقّبهم بهذه الألقاب »(٥) .

أمّا لماذا اختصّ هذا الإمام بهذا اللقب ، وذاك بذاك اللقب ، مع أنّهم جميعاً

__________________

١ ـ المستدرك ٢ / ٤١٦.

٢ ـ شواهد التنزيل ٢ / ٨٦ و ١٢٤ ، الدرّ المنثور ٥ / ١٩٨ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٤٥.

٣ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣.

٤ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٦٥.

٥ ـ الغيبة للشيخ الطوسيّ : ١٤٣.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518