موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٣

موسوعة الأسئلة العقائديّة9%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-03-4
الصفحات: 621

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 621 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265532 / تحميل: 6274
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٣-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

١ ـ أن يقع النصّ عليه في القرآن والسنّة النبويّة ، بشخصه وحدوده وتفاصيله وجزئياته ، كالاحتفال بعيدي الفطر والأضحى ، ولاشكّ أنّ هذا الاحتفال قد أمر به الشرع ، فخرج عن كونه بدعة.

٢ ـ أن يقع النصّ عليه على الوجه الكلّيّ ، ويترك انتخاب أساليبه وأشكاله وألوانه إلى الظروف والمقتضيات.

ومثال ذلك : لقد ندب الإسلام إلى تعليم الأولاد ، ولاشكّ أنّ لهذا الأمر الكلّيّ أشكالاً حسب تبدّل الحضارات ، وقد كان التعليم والكتابة سابقاً تتحقّق بالكتابة بالقصب والحبر ، وجلوس التلميذ على الأرض ، إلاّ أنّ ذلك تطوّر الآن إلى حالة جديدة ، تستخدم فيها الأجهزة المتطوّرة ، حيث أصبح الناس يتعلّمون عن طريق الكامبيوتر والأشرطة وغيرها من الوسائل.

ولاشكّ أنّ الإسلام لا يخالف هذا التطوّر ، ولا يمنع من استخدام الأجهزة والأساليب الحديثة ، إنّما هو أمر بالتعليم ، وترك اتخاذ الأساليب إلى الظروف والمقتضيات.

وأمّا معرفة كون العمل غير شرعيّ أي كونه بدعة ، هو من خلال عدم تصريح الشارع المقدّس بكونه من الدين.

٢١
٢٢

البكاء على الميّت :

( كميل ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة )

لا يتنافى مع الرضا بقضاء الله وقدره :

س : كيف يمكن التوفيق بين التباكي والإبكاء على الميت ، وبين الرضا بقضاء الله وقدره؟

ج : لا علاقة بين الأمرين ، فإنّ الرضا بتقدير الله عزّ وجلّ وقضائه ، لا يتنافى مع البكاء والرثاء على الميّت ، لأنّ البكاء في هذا المقام هو إظهار الحزن على فقد الأحبة مثلاً ، وهذا أمر مسوغ ، بل مرغوب ومستحسن ، إذ فيه تفريغ الهمّ والغمّ ، وتكريم الميّت ، وتجديد العهد معه ، وغيرها من الآداب والشعائر الحسنة والمقبولة عند العقلاء.

وإنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في تأبين ابنه إبراهيم قال : (تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول ما يسخط الربّ ، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون )(١) .

( زهراء ناصر ـ السعودية ـ )

لا يعذّب الميّت ببكاء الحيّ عليه :

س : هل يجوز البكاء على الميّت القريب جدّاً ، مثل الأُم أو الأب أو الابن لمدّة طويلة؟ وهل يعذّب الميّت ببكاء الحيّ؟

وجزاكم الله خير الجزاء ، ودمتم لنا سالمين.

____________

١ ـ الكافي ٣ / ٢٦٢.

٢٣

ج : بكاء الحيّ على الميّت ـ سواء كان قريباً أو بعيداً ، وسواء كان لمدّة قليلة أو طويلة ـ لا يوجد أيّ دليل على حرمته ، وإنّ ما اشتهر بين الوهابيّة حيث اتخذته ذريعة للطعن في المسلمين ، إنّما هو حديث اشتبه الراوي في نقله ، ولم يفهم مورده ، فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مرّ بقوم يبكون على ميّت لهم ، فقال : ما يغني عنه هذا الذي يبكونه ، وهو يعذّب في قبره ، وقد كان الميّت من غير المسلمين.

وهذا من جملة الموارد التي خطّأت عائشةُ أصحابَ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في روايتهم ونقلهم للأحاديث النبويّة ، فورد عنها أنّها قالت : يرحم الله عمر قال : يعذّب الميّت بالبكاء عليه , وإنّما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ذلك اليهوديّ مات وأهله يندبونه ، فقال : ( ما يغني عنه هذا الذي يندبونه ، وهذا هو يعذّب في قبره )(١) .

( محمّد ـ المغرب ـ ٣١ سنة )

في مصادر أهل السنّة :

س : مادام في نظركم لا يوجد أيّ مانع من البكاء على الميّت ، فأين الدليل من الكتاب أو السنّة الشريفة؟ والسلام.

ج : أوضح ما يمكن أن يستدلّ به على جواز البكاء على الميّت فعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث بكى على ابنه ، كما روي في مصادر أهل السنّة(٢) .

ولمّا قال له عبد الرحمن بن عوف : تبكي يا رسول الله ، أولم تنه عن البكاء؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : (إنّما نهيت عن النوح صوت عند مصيبة ، خمش وجوه ، وشقّ جيوب ، ورنّة شيطان ، إنّما هذه رحمة )(٣) .

____________

١ ـ مسند ابن راهويه ٣ / ٦٢٧.

٢ ـ مسند أحمد ٥ / ٢٠٦ ، صحيح البخاريّ ٢ / ٨٠ و ٨ / ١٦٥ ، صحيح مسلم ٣ / ٣٩ ، سنن النسائيّ ٤ / ٢٢ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٣ / ٢٦٦ ، المصنّف للصنعانيّ ٣ / ٥٥٢.

٣ ـ المصنّف لابن أبي شيبة ٣ / ٢٦٦ ، كنز العمّال ١٥ / ٦١٥ ، الطبقات الكبرى ١ / ١٣٨ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٢ ، المجموع ٥ / ٣٠٧.

٢٤

وكذلك ، يمكن أن يستدلّ على جواز البكاء على الميّت ، بل استحبابه ، هو ما فعله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من تحريض النساء على البكاء على حمزة بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (ولكن حمزة لا بواكي له )(١) .

وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (على مثل جعفر فلتبك البواكي )(٢) .

وروى الحاكم بسنده عن أبي هريرة قال : خرج النبيّ على جنازة ، ومعه عمر ابن الخطّاب ، فسمع نساء يبكين ، فزجرهن عمر ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (يا عمر دعهن ، فإنّ العين دامعة ، والنفس مصابة ، والعهد قريب ) ، وقال : ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين )(٣) .

ونختم الجواب بما رواه مسلم عن هشام بن عروة عن أبيه قال : ذُكر عند عائشة قول ابن عمر : الميّت يعذّب ببكاء أهله عليه ، فقالت : رحم الله أبا عبد الرحمن ، سمع شيئاً فلم يحفظه ، إنّما مرّت على رسول الله جنازة يهوديّ ، وهم يبكون عليه فقال : (أنتم تبكون وإنّه ليعذّب )(٤) .

( مروة ـ مصر ـ )

تعليق على الجواب السابق وجوابه :

س : ولمّا قال له عبد الرحمن بن عوف : أو لم تنه عن البكاء؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إنّما نهيت عن النوح صوت عند مصيبة ، خمش وجوه ، وشق جيوب ، ورنّة شيطان ، إنّما هذه رحمة ) ، ألا ينفي هذا ردّكم بجواز اللطم ، وشقّ

____________

١ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٥٠٧ ، مسند أحمد ٢ / ٤٠ ، البداية والنهاية ٤ / ٥٥ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٣ / ٩٥ ، المستدرك على الصحيحين ١ / ٣٨١.

٢ ـ ذخائر العقبى : ٢١٨ ، المصنّف للصنعانيّ ٣ / ٥٥٠ ، شرح نهج البلاغة ١٥ / ٧١ ، الجامع الصغير ٢ / ١٥٩ ، كنز العمّال ١١ / ٦٦٠ ، الطبقات الكبرى ٨ / ٢٨٢ ، أُسد الغابة ١ / ٢٨٩ ، تهذيب الكمال ٥ / ٦١ ، أنساب الأشراف : ٤٣.

٣ ـ المستدرك على الصحيحين ١ / ٣٨١.

٤ ـ صحيح مسلم ٣ / ٤٤.

٢٥

الجيوب على شهداء كربلاء؟

ج : الرواية ذكرت في الاستدلال على جواز البكاء من طريق أهل السنّة ، ولا يعني هذا أنّنا نلتزم بصحّة كلّ ما جاء في الرواية ، بل ذكرت من باب إلزام المقابل بما الزم به نفسه من صحّة الرواية.

وحتّى مع تسليمنا بالرواية فإنّها عامّة ، وقد استثني منها ما هو متعلّق بأهل البيتعليهم‌السلام بروايات رويت عنهم ، خصّصت هذا الحديث العام.

٢٦

البناء على القبور :

( سيف الإسلام ـ السعودية ـ )

ليس فيه محذور :

س : هل يجوز البناء على القبور؟

ج : البناء على قبور الأنبياء والأولياء ليس فيه محذور ، أو نهي صحيح يمنع منه ، وقد حكم أئمّة المسلمين من كلّ المذاهب بجواز البناء على القبور ، إلاّ الشاذّ النادر لرأي ارتآه.

فهذه سيرة السلف خير شاهد على ذلك ، وهذه قبور الأنبياء والأولياء ، وأعلام أئمّة المسلمين من كلّ المذاهب ، تنطق بالشهادة عليه ، في الحجاز ، والعراق ، وإيران ، والشام ، والمغرب ، ومصر ، وغيرها.

وهذا قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد بُني عليه منذ مئات السنين ، وكان يجدّد البناء عليه بين الحين والآخر ، حتّى وصل إلى ما وصل به الآن.

وأمّا ما استدلّ به على المنع من البناء على القبور ، فهي استدلالات ضعيفة ردّها علماء المسلمين ، والروايات التي استدلّ بها المانع ، إمّا ضعيفة سنداً ، أو لا تنهض من حيث الدلالة على المطلوب.

( عباس ـ البحرين ـ )

أدلّة الفريقين على جوازه :

س : ذكرتم فيما سبق أنّ معظم أو أغلب العلماء يرون جواز البناء على القبر ، ولكن لم تذكروا الأدلّة ، فأرجو ذكر أكبر قدر ممكن منها ، من

٢٧

كتب أهل السنّة فقط ، لعلميّ بكثرتها عند الشيعة.

وقد سمعت أنّ علماء المذهب السلفيّ قد قاموا بهدم جميع القباب في المدينة ، وأرادوا هدم قبّة الرسول أيضاً لولا تدخّل علماء المسلمين ، فهل هذه الأخبار صحيحة؟

أرجو الإجابة على هذه الأسئلة إجابة وافية مع الأدلّة قدر الإمكان ، وفّقكم الله لمراضيه ، وجنّبكم معاصيه.

ج : إنّ الوهابيّة والسلفيّة الذين كفّروا المسلمين بمختلف طوائفهم ، كلّ هؤلاء استعملوا العنف والإرهاب في تحميل عقائدهم الفاسدة على المسلمين ، فهدموا البقيع الذي يحوي قبور أهل البيتعليهم‌السلام ، والصحابة ، وأُمّهات المؤمنين ، وأرادوا تخريب قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لولا أن وقف المسلمون أمام فعلتهم الشنعاء هذه ، وكذلك حاولوا تخريب قبور الأئمّة في العراق ولم يفلحوا ، نسأل الله أن يكفينا شرّهم.

وهم يوماً بعد آخر في طريقهم للسقوط في مزبلة التاريخ ، وذلك لتشويههم سمعة الإسلام والمسلمين في العالم ، بما يقومون به من أعمال إرهابية مخالفة للشريعة المحمّدية السمحاء.

وأمّا في مقام الاستدلال على جواز بناء القبور ، فتارة يكون الدليل خاصّاً ، وأُخرى عامّاً ، ثمّ أنّ الأصل الإباحة إلاّ إذا ورد دليل تام يحرّمه.

وفيما نحن فيه الأدلّة التي أقاموها على الحرمة غير تامّة ، والدليل الخاصّ ثابت في مصادر الشيعة ، والدليل العام وارد في مصادر الفريقين ، وأصل الإباحة ساري المفعول عند السنّة والشيعة ، لعدم تمامية الأدلّة التي أقاموها على الحرمة ، وفيما يلي التفصيل الذي طلبتموه في المسألة :

الأدلّة على جواز بناء القبور :

١ ـ قوله تعالى :( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ) (١) .

____________

١ ـ الكهف : ٢١.

٢٨

أخبرنا الله تعالى عن المؤمنين الذين قرّروا أن يتّخذوا من مضجع الفتية المؤمنة مسجداً ، يسجدون لله سبحانه فيه ، ويعبدونه وهم مؤمنون وليسوا بمشركين ، ولم يذمّهم الله تعالى على ذلك.

وممّا لاشكّ فيه : أنّ شأن الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام أرفع من شأن أُولئك الفتية ، فإذا جاز بناء قبورهم ، فبالأُولى جواز ذلك بالنسبة إلى الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام .

٢ ـ قوله تعالى :( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (١) .

تدلّ هذه الآية على وجوب مودّة قربى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو وجوب مطلق لم يقيّد بزمان دون آخر ، ولا مكان دون مكان ، ولا كيفية دون أُخرى.

وممّا لاشكّ فيه : أنّ تعهّد قبر شخص ما بالبناء والأعمار والتجديد من جملة المصاديق العرفية لهذه المودّة.

٣ ـ تعظيم شعائر الله تعالى : فإنّ القرآن الكريم ، وإن لم يصرّح على بناء قبور الأنبياء والصالحين بالخصوص ، لكنّه صرّح بتعظيم شعائر الله تعالى ، بقوله :( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) (٢) ، وبقوله :( وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ) (٣) ، وبقوله :( لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللهِ ) (٤) .

ولاشكّ ولا ريب : أنّ صون المعالم الدينية عن الاندراس ـ كالمشاهد المتضمّنة لأجساد الأنبياء والصالحين ـ وحفظها عن الخراب بناءاً وتجديداً نحو من أنحاء التعظيم ، كما أنّ حفظ المسجد عن الخراب تعظيم له.

ولا يخفى : أنّ الله تعالى جعل الصفا والمروة من الشعائر والحرمات التي يجب احترامها ، فكيف بالبقاع المتضمّنة لأجساد الأنبياء والأولياء ، فإنّها أُولى بأن تكون شعاراً للدين.

____________

١ ـ الشورى : ٢٣.

٢ ـ الحجّ : ٣٢.

٣ ـ الحجّ : ٣٠.

٤ ـ المائدة : ٢.

٢٩

كيف لا؟ وهي من البيوت التي أذن الله أن تُرفع ، ويذكر فيها اسمه ، فإنّ المراد من البيت في الآية هو : بيت الطاعة ، وكلّ محلّ أُعدّ للعبادة ، فيعمّ المساجد والمشاهد المشرّفة لكونها من المعابد.

ولو لم يكن في الشريعة ما يدلّ على تعمير المساجد ، وتعظيمها واحترامها ، لأغنتنا الآية بعمومها عن الدلالة على وجوب تعمير المسجد وتعظيمه ، وإدامة ذكر الله فيه ، لكونه من البيوت التي أذن الله أن تُرفع.

ومثل المسجد ـ في جهة التعمير والتعظيم والحفظ ـ المشاهد التي هي من مشاعر الإسلام ، ومعالم الدين.

٤ ـ إقرار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والصحابة على البناء ، فإنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقرّ وهكذا أصحابه على بناء الحِجر ، ولم يأمروا بهدمه ، مع أنّه مدفن نبي الله إسماعيلعليه‌السلام وأُمّه هاجر ، وهكذا إقرارهم على بناء قبر النبيّ إبراهيم الخليلعليه‌السلام ، وبقية قبور الأنبياء والمرسلين حول بيت المقدس.

ثمّ إقرار الصحابة على دفن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الحجرة التي توفّي فيها ، وهي مشيّدة بالبناء ، ودُفن الخليفة الأوّل والثاني فيها من بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يأمروا بهدمها ، بل العكس أمرهم بإعمارها دليل قاطع على جواز البناء على القبور.

٥ ـ الروايات الواردة في كتب الفريقين عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الحثّ على زيارة القبور ، وثواب من زار قبره ، وأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله زار قبر أُمّه ، ورمّم قبرها.

( حسين ـ البحرين ـ ٢١ سنة )

أدلّة المانعين وردّها :

س : ما هي أدلّة الوهابيّة على حرمة البناء على القبور ، وكيف يتمّ الردّ عليها؟

ج : إنّ الأدلّة التي تمسّك بها الوهابيّون على تحريم البناء على القبور ، هي :

١ ـ إجماع العلماء قائم على عدم جواز البناء على القبور.

٣٠

وفيه : أنّ دعوى الإجماع مرفوضة ، باعتبارها مخالفة لكلمات العلماء الدالّة على جواز البناء ، بل رجحانه ، ومخالفة لعمل المسلمين وسيرتهم القطعية في جميع الأقطار والأمصار ، على اختلاف طبقاتهم ، وتباين نزعاتهم ، من بدء الإسلام إلى يومنا هذا ، من العلماء وغيرهم ، من الشيعة والسنّة وغيرهم ، وأيّ بلاد من بلاد الإسلام ليس لها جبّانة ، فيها القبور المشيّدة؟!

فهؤلاء أئمّة المذاهب : الشافعيّ في مصر ، وأبو حنيفة في بغداد ، ومالك بالمدينة ، وتلك قبورهم من عصرهم إلى اليوم سامقة المباني ، شاهقة القباب ، وأحمد بن حنبل كان له قبر مشيّد في بغداد ، جرفه شط دجلة حتّى قيل : أطبق البحر على البحر.

وكلّ تلك القبور قد شيّدت ، وبنيت في الأزمنة التي كانت حافلة بالعلماء ، وأرباب الفتوى ، وزعماء المذاهب ، فما أنكر منهم ناكر ، بل كلّ منهم محبّذ وشاكر.

وليس هذا من خواص الإسلام ، بل هو جار في جميع الملل والأديان ، من اليهود والنصارى وغيرهم ، بل هو من غرائز البشر ، ومقتضيات الحضارة والعمران ، وشارات التمدّن والرقي. والدين القويم المتكفّل بسعادة الدارين ، إذا كان لا يؤكّده ويحكمه ، فما هو بالذي ينقضه ويهدمه. ألا يكفي هذا شاهداً قاطعاً ، ودليلاً بيّناً على فساد دعوى الإجماع؟

٢ ـ ما ورد عن الإمام عليعليه‌السلام بأنّه قال لابن إلهيّاج الأسديّ : (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن لا أدع تمثالاً إلاّ طمسته ، ولا قبراً مشرّفاً إلاّ سوّيته )(١) .

وفيه : (ولا صورة في بيت إلاّ طمستها )(٢) .

____________

١ ـ صحيح مسلم ٣ / ٦١ ، مسند أحمد ١ / ٩٦ ، المستدرك على الصحيحين ١ / ٣٦٩ ، المعجم الصغير ١ / ٥٧.

٢ ـ سنن النسائيّ ٤ / ٨٩ ، السنن الكبرى للنسائيّ ١ / ٦٥٣ ، علل الدارقطنيّ ٤ / ١٨١.

٣١

وفيه : بناءً على صحّة هذه الرواية ، فهل معنى التسوية في قوله : ( إلاّ سوّيته ) أي ساويته بالأرض ، بمعنى هدمته؟ أم معنى تسوية الشيء عبارة عن تعديل سطحه ، وتسطيحه في قبال تقعيره ، أو تحديبه أو تسنيمه ، وما أشبه ذلك من المعاني المتقاربة؟

لاشكّ أنّ معناه : إلاّ سطّحته وعدّلته ، وليس معناه : إلاّ هدمته وساويته بالأرض.

وقد فهم مسلم في صحيحه ما فهمناه من الحديث ، حيث عنون الباب قائلاً : ( باب تسوية القبور ) ، ولم يقل مساواة القبور.

فأورد فيه أوّلاً بسنده إلى ثمامة قال : كنّا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس ، فتوفّي صاحب لنا ، فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوّي ، ثمّ قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يأمر بتسويتها(١) .

ثمّ أورد بعده في نفس هذا الباب حديث أبي إلهيّاج المتقدّم : ( ولا قبراً مشرفاً إلاّ سوّيته ).

وكذا فهم شارحو صحيح مسلم ـ وإمامهم النوويّ ـ ذلك ، حيث قال في شرح تلك العبارة ما نصّه : ( إنّ السنّة أنّ القبر لا يرفع على الأرض رفعاً كثيراً ، ولا يسنّم ، بل يرفع نحو شبر ويسطّح ، وهذا مذهب الشافعيّ ومن وافقه ، ونقل القاضي عياض عن أكثر العلماء أنّ الأفضل عندهم تسنيمها )(٢) .

ويشهد لأفضلية التسنيم ، ما رواه البخاريّ في صحيحه ، في باب صفة قبر النبيّ وأبي بكر وعمر ، بسنده إلى سفيان التمّار ، أنّه رأى قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مسنّماً(٣) .

ولكن القسطلانيّ أحد المشاهير من شارحي البخاريّ قال ما نصّه : مسنّماً

____________

١ ـ صحيح مسلم ٣ / ٦١.

٢ ـ شرح صحيح مسلم ٧ / ٣٦.

٣ ـ صحيح البخاريّ ٢ / ١٠٧.

٣٢

بضمّ الميم ، وتشديد النون المفتوحة ، أي : مرتفعاً ، زاد أبو نعيم في مستخرجه : وقبر أبي بكر ، وعمر كذلك. واستدلّ به على : أنّ المستحبّ تسنيم القبور ، وهو قول أبي حنيفة ، ومالك ، وأحمد ، والمزني ، وكثير من الشافعيّة.

إلى أن قال القسطلانيّ : ولا يؤثّر في أفضلية التسطيح كونه صار شعاراً لروافض ، لأنّ السنّة لا تترك بموافقة أهل البدع فيها ، ولا يخالف ذلك قول علي : (أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن لا ادع قبراً مشرّفاً إلاّ سوّيته ) ، لأنّه لم يرد تسويته بالأرض ، وإنّما أراد تسطيحه جمعاً بين الأخبار ‎ ? ونقله في المجموع عن الأصحاب(١) .

إذاً ، كلّ كلمات أعاظم المسلمين وأساطين الدين من مراجع الحديث ـ كالبخاريّ ومسلم ـ وأئمّة المذاهب ـ كأبي حنيفة والشافعيّ ومالك وأحمد ـ وأعلام العلماء ، وأهل الاجتهاد ـ كالنوويّ وأمثاله ـ كلّهم متّفقون على مشروعية بناء القبور في زمن الوحي والرسالة ، بل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بذاته بنى قبر ولده إبراهيم ؛ إنّما الخلاف والنزاع فيما بينهم في أنّ الأفضل والأرجح تسطيح القبر أو تسنيمه؟

فالذاهبون إلى التسنيم يحتجّون بحديث البخاريّ عن سفيان التمّار ، أنّه رأى قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مسنّماً.

والعادلون إلى التسطيح يحتجّون بتسطيح النبيّ قبر ولده إبراهيم ، ولعلّ هذا الدليل هو الأرجح في ميزان الترجيح والتعديل ، ولا يقدح فيه أنّه صار من شعار الروافض وأهل البدع ، كما قال القسطلانيّ.

نعم ، لو أبيت إلاّ عن حمل ( سوّيته ) على معنى ساويته بالأرض ، حينئذ تجيء نوبة المعارضة ، ويلزم الصرف والتأويل ، وحيث أنّ هذا الخبر بانفراده لا يكافئ الأخبار الصحيحة الصريحة الواردة في فضل زيارة القبور ، ومشروعية

____________

١ ـ إرشاد الساري ٣ / ٥٥٩.

٣٣

بنائها ، حتّى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سطّح قبر إبراهيم ، فاللازم صرفه إلى أنّ المراد : لا تدع قبراً مشرّفاً قد اتخذوه للعبادة إلاّ سوّيته وهدّمته.

ويدلّ على هذا المعنى الأخبار الكثيرة الواردة في الصحيحين ـ البخاريّ ومسلم ـ من ذمّ اليهود والنصارى والحبشة ، حيث كانوا يتّخذون على قبور صلحائهم تمثالاً لصاحب القبر ، فيعبدونه من دون الله تعالى.

أمّا المسلمون من عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليوم ، فليس منهم من يعبد صاحب القبر ، وإنّما يعبدون الله وحده لا شريك له في تلك البقاع الكريمة ، المتضمّنة لتلك الأجساد الشريفة.

وبكلّ فرض وتقدير ، فالحديث يتبرّأ أشدّ البراءة من الدلالة على جواز هدم القبور ، فكيف بالوجوب. والأخبار التي ما عليها غبار ناطقة بمشروعية بنائها وإشادتها ، وأنّها من تعظيم شعائر الله.

ولتتميم الفائدة ، ننقل ما قاله الشيخ كاشف الغطاء في كتابه منهج الرشاد :

والأصل في بناء القباب وتعميرها ما رواه البنانيّ ـ واعظ أهل الحجاز ـ عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه الحسين ، عن أبيه عليعليه‌السلام ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : ( لتقتلن في أرض العراق ، وتدفن بها ، فقلت : يا رسول الله ، ما لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها؟ فقال لي : يا أبا الحسن ، إنّ الله جعل قبرك وقبر ولديك بقاعاً من بقاع الجنّة ، وإنّ الله جعل قلوب نجباء من خلقه ، وصفوة من عباده تحنّ إليكم ، ويعمّرون قبوركم ، ويكثرون زيارتها ، تقرّباً إلى الله تعالى ، ومودّة منهم لرسوله )(١) .

____________

١ ـ منهج الرشاد : ٥٧٩.

٣٤

البيعة :

( محمّد ـ البحرين ـ )

بيعة الناس لأمير المؤمنين :

س : نشكر لكم هذه الجهود لنشر معالم أهل البيتعليهم‌السلام ، ووفّقكم الله لكلّ خير.

سؤالي هو عن خطبة وجدتها في كتاب نهج البلاغة ، يقول الإمام عليعليه‌السلام بالشورى ، وهذه هي : ومن كتاب لهعليه‌السلام إلى معاوية :

( إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْر وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ ، وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأنصار ، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُل وَسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لله رِضىً ، فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْن أَوْ بِدْعَة رَدُّوهُ إِلَى مَا خَرَجَ منه ، فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَوَلاَّهُ اللهُ مَا تَوَلَّى.

وَلَعَمْرِي ، يَا مُعَاوِيَةُ ، لَئِنْ نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ لَتَجِدَنِّي أَبْرَأَ النَّاسِ مِنْ دَمِ عُثْمانَ ، وَلَتَعْلَمَنَّ أَنِّي كُنْتُ فِي عُزْلَة عَنْهُ ، إِلاَّ أَنْ تَتَجَنَّى ; فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ! وَالسَّلاَمُ )(١) .

فما هو ردّكم عليها؟ ولكم منّي كلّ شكر وامتنان على ما تقدّموه.

ج : لقد نقل لنا التاريخ : أنّ الإمام عليعليه‌السلام لم يمدّ يده إلى البيعة ، إلاّ بعد إلحاح الجماعة ـ من المهاجرين والأنصار وغيرهم ـ والصحابة في الطليعة ، وفيهم طلحة والزبير.

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١٥ / ٧٨.

٣٥

وبعد أن تمّت البيعة للإمامعليه‌السلام كتب لمعاوية رسالة ، مع جرير بن عبد الله البجلي ، جاء فيها : (إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْر وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ ) ، فكأنّما يريدعليه‌السلام أن يقول له : يا معاوية أنت تعترف بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، لأنّها تمّت ببيعة المهاجرين والأنصار ، وعلى ما تعترف به وتذهب إليه ، فقد بايعني القوم ، فلزمتك بيعتي وأنت بالشام ، فبايع كما بايع القوم.

(فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ ) ويرفض ويعترض إذا تمّت البيعة من أكثرية الصحابة وغيرهم.

(وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ ) بيعة الإمام الذي بايعه القوم.

(وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأنصار ) ، فكأنّما يريدعليه‌السلام أن يقول له : يا معاوية ألست تعتقد بالشورى وتحتجّ بها؟ ألست تعتقد بالإجماع وتحتجّ به؟ فقد بُويعت بمشورة المهاجرين والأنصار ، وقد تمّت البيعة لي بإجماع المسلمين.

(فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُل وَسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لله رِضىً ) هذا ما تعتقده ، فلماذا لا تبايع؟ وكما يقول المثل : ما عدا ممّا بدا؟

إذاً ، قالعليه‌السلام هذا الكلام على مقتضى عقيدة القوم ، ومن باب (ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم ) ، وإلاّ فإمامته كانت ثابتة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا فصل ، بالنصّ الصادر منهصلى‌الله‌عليه‌وآله على ما أفاضت إليه الأدلّة اليقينية المستفيضة في مظانّها.

( عبد الله آقا ـ الكويت ـ )

تخلّف الإمام علي عنها :

س : موضوع السؤال : تخلّف عليعليه‌السلام عن البيعة.

عن محمّد بن سيرين قال : نبّئت أنّ عليّاً أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي؟ قال : ( لا ، ولكن آليت بيمين أن لا أرتدي

٣٦

بردائي إلاّ إلى الصلاة ، حتّى أجمع القرآن )(١) .

فما ردّكم على هذا الحديث الذي يروونه السنّة ، ويحتجّون به علينا؟

وشكراً لكم على ما تبذلونه من جهود في خدمة الإسلام والمسلمين والمؤمنين.

ج : أوّلاً : أنّ الحديث لم يثبت عندنا ، بل وحتّى على مبانيهم الرجالية ، فإنّه غير صحيح.

ثانياً : يعارض هذا الحديث الأحاديث الكثيرة ، التي صرّحت بأنّ تخلّف الإمام عليعليه‌السلام عن البيعة ، إنّما كان يرى نفسه أحقّ من أبي بكر بالخلافة.

ثالثاً : نسألهم ونوجّه الخطاب إليهم : أين القرآن الذي جمعه علي؟

رابعاً : يعارضه أيضاً كلّ ما ورد في مصادر القوم ـ وهي كثيرة ـ من هجوم القوم على دار عليعليه‌السلام لإجباره على البيعة ، ومن له أدنى معرفة بالتاريخ يعرف جلياً ماذا حدث آنذاك ، وكان بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأيّام.

( علي بن علي الفرزدق ـ أمريكا ـ )

لم بايع الإمام علي الخلفاء :

س : هل بايع الإمام علي الخلفاء أبا بكر وعمر وعثمان؟ وما نوع العلاقة التي كانت بين الإمام علي والخلفاء المذكورين أعلاه؟ وهل كان الإمام علي يخالط ويصلّي ، ويأكل ويصاهر مع الخلفاء المذكورين؟

أرجو أن تجيبوني ، وشكراً.

ج : اتفقت النصوص الإسلاميّة ـ أعمّ من شيعية وسنّية ـ على عدم مبادرة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وكلّ بني هاشم ـ نساءً ورجالاً ـ وجمع من كمّل الصحابة إلى البيعة ، ولا نرى المسألة بحاجة إلى إثبات ، كما ولم تكن المدّة قصيرة ، والبيعة لا تحتاج إلى برهة طويلة ، ويحقّ لنا أن نتساءل لماذا؟

____________

١ ـ الطبقات الكبرى ٢ / ٣٣٨.

٣٧

ثمّ حصلت بيعة صورية تحت ظروف قاسية من وجهتنا ، وتحت ضغوط قسرية ، وهذا أيضاً مسلّم.

وبعد هذا وذاك فلربما حصلت بيعة ، أو مسحُ أبي بكر يده على يد أمير المؤمنينعليه‌السلام المقبوضة ، أو ما أشبه ذلك ، ممّا شوهتها لنا النصوص ، وأحاطتها بنوع من التكتّم والغموض.

وبأيّ دليل كان ذاك أو فرضناه ، ممّا صرّح به أمير المؤمنينعليه‌السلام من خوف الفتنة ، أو ارتداد المسلمين ، أو غيرها.

نقول بعد كلّ هذا : لا معنى لمثل أبي الحسنعليه‌السلام أن ينقض ما تعهّد به!! هذا بالنسبة إلى أبي بكر خاصّة.

أما عمر ، فالمسألة تنصيص ، ولم تكن ثمّة بيعة ، ولا شورى ، ولا انتخاب ، ولا ، والعجب أنّ التنصيص على أمير المؤمنينعليه‌السلام رفضه القوم من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقبلوه من أبي بكر على عمر!

وأمّا عثمان ، فقد أجمع المؤرّخون بأنّ المسألة كانت إكراه ، وسيوف مرفوعة على الباب ، لا تختلف بتاتاً عن السقيفة!!

وأمّا العلاقة بينهعليه‌السلام مع الخلفاء ، فكانت بحسب الظاهر مسألة رفع جهلٍ عنهم ، وحماية عن الشريعة ، أو فكّ غموض ، أو ما شاكل ذلك ، كوظيفة أي عالم أمام الجهّال ، وكلّ حريص على دينه ورسالته مقابل من يريد الكيد بها ، أو تحريفها.

ومقولة الخليفة الثاني المستفيضة : ( لولا علي لهلك عمر )(١) مشهورة ، ولا نعرف مقولة معاكسة : لولا عمر أو غيره لهلك

ويكفي ـ حسب تصوّرنا ـ لمن درس حياة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنّه لو كان له ثمّة

____________

١ ـ تأويل مختلف الحديث : ١٥٢ ، شرح نهج البلاغة ١ / ١٨ و ١٤١ و ١٢ / ١٧٩ و ٢٠٥ ، نظم درر السمطين : ١٣٠ ، جواهر المطالب ١ / ١٩٥ و ٢٩٦ ، ينابيع المودّة ١ / ٢١٦ و ٢٢٧ و ٣ / ١٤٧.

٣٨

اعتقاد بصحّة ما عليه القوم ، لكان لا أقلّ قائد جيوشهم ، ومنظّم كتائبهم ، كما كان على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولمّا انزوى عن الساحة ، واقتصر على اليسير من المعاشرة التي تمليها الضرورة والحاجة ، والمخالطة أو المؤاكلة وغيرهما ، فهي لا تدلّ على شيء ، إذ كانت مع اليهود والنصارى آنذاك.

كما لا نعرف لهعليه‌السلام مصاهرة معهم ، إلاّ قصّة تزويج ابنته أُمّ كلثوم من عمر ، ولنا فيها كلام ، كما أنّك تدرك أنّ البحث لا تسعه سطور.

وفّقنا الله لمراضيه ، ونوّر قلوبنا بما يرضيه ، وفتح أبصارنا وأسماعنا للأخذ بما فيه خير ديننا ودنيانا.

( ـ سنّي ـ )

لم تحصل من الإمام علي :

س : أنتم الشيعة تقولون : أنّ عليّاً كان أحقّ من أبي بكر ، الذي قال عنه الرسول بما معناه : أنّه لا يوجد بعد الأنبياء خير من أبي بكر ، وكان أحقّ للخلافة من عمر وعثمان ، هكذا تدّعون ، فإذا كان الأمر صحيحاً ، فلما بايع علي هؤلاء الخلفاء الثلاثة؟ صحيح تأخّر في بيعة أبي بكر عدّة أشهر ، ولكنّه بايع ، فما تقولون في ذلك؟

ج : لا يخفى عليكم أنّ الشيعة إنّما تقول بثبوت الإمامة والخلافة بعد النبيّ بلا فصل لإمامنا أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وأنّه أفضل من الصحابة كلّهم للأدلّة الكثيرة على ذلك من القرآن الكريم ـ كآية الولاية ـ وهي النازلة في قضية تصدّقه أثناء الركوع ، وهي قوله تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ـ وغيرها من الآيات النازلة في حقّهعليه‌السلام .

____________

١ ـ المائدة : ٥٥.

٣٩

ومن المقطوع به من السنّة الشريفة ، كحديث الغدير المتواتر ، وكحديث الطير. أنّ أحبّ الخلق إلى الله تعالى أعظمهم ثواباً عند الله تعالى ، وأن أعظم الناس ثواباً لا يكون إلاّ لأنّه أشرفهم أعمالاً ، وأكثرهم عبادة لله تعالى ، وفي ذلك برهان على فضل عليعليه‌السلام على الخلق كلّهم سوى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأمّا ما قلته في حقّ أبي بكر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال بما معناه : لا يوجد أحد بعد الأنبياء خير من أبي بكر ، فهذا غير ثابت في مصادرنا ، بل وغير ثابت عند أهل السنّة أيضاً.

وأمّا قولك : أنّ عليّاًعليه‌السلام قد بايع أبا بكر بعد مدّة ، فهذا أوّل الكلام ، حيث الثابت عند محقّقي الشيعة ـ كما نصَّ عليه الشيخ المفيدقدس‌سره ـ أنّهعليه‌السلام لم يبايع ساعة قط ، وقال في شرح ذلك :

( فممّا يدلّ على أنّه لم يبايع البتة ، أنّه ليس يخلو تأخّره من أن يكون هدى ، وتركه ضلالاً ، أو يكون ضلالاً ، وتركه هدى وصواباً ، أو يكون صواباً ، وتركه صواباً ، أو يكون خطأً ، وتركه خطأً ، فلو كان التأخّر ضلالاً وباطلاً ، لكان أمير المؤمنينعليه‌السلام قد ضلّ بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بترك الهدى الذي كان يجب المصير إليه ، وقد أجمعت الأُمّة على أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام لم يقع منه ضلال بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا في طول زمان أبي بكر ، وأيّام عمر وعثمان ، وصدراً من أيّامه حتّى خالفت الخوارج عند التحكيم ، وفارقت الأُمّة ، وبطل أن يكون تأخّره عن بيعة أبي بكر ضلالاً.

وإن كان تأخّره هدى وصواباً ، وتركه خطأً وضلالاً ، فليس يجوز أن يعدل عن الصواب إلى الخطأ ، ولا عن الهدى إلى الضلال ، لاسيّما والإجماع واقع على أنّه لم يظهر منه ضلال في أيّام الثلاثة الذين تقدّموا عليه ، ومحال أن يكون التأخّر خطأً ، وتركه خطأً للإجماع على بطلان ذلك أيضاً ، ولما يوجبه القياس من فساد هذا المقال.

وليس يصحّ أن يكون صواباً ، وتركه صواباً ، لأنّ الحقّ لا يكون في

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

كان ثقة حافظا(١) .

١٤٩ ـ الحسن بن عبد الله بن منصور البالسى : أصله من (بالس)(٢) . سكن بأنطاكية ، وقدم إلى مصر سنة ثمان وخمسين ومائتين. حدّث عن (الهيثم بن جميل) ، وغيره(٣) .

١٥٠ ـ الحسن بن علىّ الأعسم السّامرّىّ : يكنى أبا علىّ. نزيل مصر. توفى سنة ثلاث وثلاثمائة(٤) .

١٥١ ـ الحسن بن على بن سعيد بن شهريار(٥) : يكنى أبا علىّ. رقّىّ ، توفى بمصر يوم الخميس ليومين بقيا من شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائتين(٦) . لم يكن فى الحديث بذاك. تعرف ، وتنكر(٧) .

١٥٢ ـ الحسن بن على بن موسى بن هارون النّيسابورىّ النخّاس(٨) : يكنى أبا علىّ.

__________________

ومال إلى (طلحة الأسدى) ، ثم عاد إلى الإسلام. وكان فيه جفاء سكان البوادى ، ولقّبه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ب (الأحمق المطاع) ، أى : (المطاع فى قومه).

(١) مخطوط تاريخ دمشق ٤ / ٤٥٧ ، وبغية الطلب ٥ / ٢٣٧٩ ، وتاريخ الإسلام ٢٠ / ٧٨ (وثقه ابن يونس ، ووصفه بالحفظ) ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٨ (شرحه) ، وذيل ميزان الاعتدال ص ١٣٤. وذكر الذهبى فى (سير أعلام النبلاء) ١٢ / ٥٠٨ : أنه سمع أبا نعيم ، وعبد الله بن يوسف التنيسى ، وغيرهم. حدّث عنه ابن خزيمة ، والطحاوى ، وغيرهما.

(٢) كذا ضبطت بالحروف فى (الأنساب) ١ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨ ، وقال : مدينة مشهورة بين (الرقة وحلب على عشرين فرسخا من حلب).

(٣) السابق ١ / ٢٦٨ (قال أبو سعيد بن يونس).

(٤) تاريخ الإسلام ٢٣ / ١٤٠. وأضاف الذهبى : أنه يروى عن أشعث بن محمد الكلابى ، ونصر ابن الفتح ، وغيرهما. روى عنه إبراهيم بن أحمد بن مهران ، والحسن بن أبى الحسن العدل.

(٥) كذا نسبه فى (تاريخ بغداد) ٧ / ٣٧٤ (بسنده إلى ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وفى (تاريخ الإسلام) ٢٢ / ١٢٩ : سقط اسم (سعيد) من النسب.

(٦) تاريخ بغداد ٧ / ٣٧٤. وفى (تاريخ الإسلام) ٢٢ / ١٢٩ : (سنة سبع وتسعين).

(٧) تاريخ بغداد ٧ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ (أى : تعرف أحاديثه ، وتنكر) ، وتاريخ الإسلام ٢٢ / ١٢٩ (وقال ابن يونس).

(٨) قال الذهبى : بالخاء المعجمة. (المصدر السابق) ٢٣ / ٨٨. وضبطه السمعانى بالحروف ، وقال : اسم يكون لمن يعمل دلّالا فى بيع الجوارى والغلمان ، والدواب. وكان جماعة من العلماء يقومون بهذا العمل هم وآباؤهم. (الأنساب) ٥ / ٤٧٠.

٦١

يروى عن عبد الأعلى بن حماد النّرسىّ ، وهشام بن عمار(١) . قدم إلى مصر ، وحدث ، وكان صدوقا(٢) . وتوفى بمصر فى شعبان سنة اثنتين وثلاثمائة(٣) .

١٥٣ ـ الحسن بن على(٤) بن ياسر البغدادى الفقيه : يكنى أبا علىّ. قدم إلى مصر ، وكتب عنه بها. توفى فى شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين(٥) .

١٥٤ ـ الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن أبى الصّعبة : مولى قريش ، ثم لبنى تيم. يكنى أبا علىّ. يعرف ب (المدينى). حدّث عن يحيى بن بكير ، وغيره. توفى فى شوال سنة تسع وتسعين ومائتين(٦) .

ذكر من اسمه «الحسين» :

١٥٥ ـ الحسين بن على بن حسن بن على بن عمر بن زين العابدين على بن الحسين ابن على بن أبى طالب الحسينى الكوفى المعروف ب (الزّيدىّ) : كتبت عنه ، وكان ثقة ديّنا. قدم علينا ، وحدثنا عن أبيه ، عن حاتم بن إسماعيل ، وأبى ضمرة(٧) .

١٥٦ ـ الحسين بن أبى زرعة محمد(٨) بن عثمان(٩) : قاضى مصر. يكنى أبا عبد الله. دمشقى ، قدم على قضاء مصر ، وتوفى بها وهو على القضاء. توفى يوم الجمعة ـ يوم النحر ـ من ذى الحجة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة(١٠) .

__________________

(١) الأنساب ٥ / ٤٧٠ ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٨٨ (روى عنه أبو سعيد بن يونس ، وصدّقه) ، والمقفى ٣ / ٤٣٢ (ولعل هذه المادة لابن يونس ؛ لأنه روى عنه). ويلاحظ أن الذهبى ذكر بعض تلاميذه فى (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٨٨ ، فقال : روى عنه أبو أحمد بن عدى ، والحسن بن الأخضر الأسيوطى ، وغيرهما من المصريين.

(٢) المقفى ٧ / ٤٣٣ (قال ابن يونس).

(٣) السابق.

(٤) أرجح أن هذا الاسم سقط من الناسخ ، فيما نقله الخطيب بسنده إلى ابن يونس فى (تاريخ بغداد) ٧ / ٣٦٨ ؛ بدليل إيراد الخطيب له فى بداية الترجمة.

(٥) السابق (٧ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩).

(٦) الإكمال ٥ / ١٨٩ (قاله ابن يونس).

(٧) تاريخ الإسلام ٢٣ / ٤٣٥ (قاله أبو سعيد بن يونس).

(٨) هذا هو الصحيح ؛ لأن والد المترجم له هو (أبو زرعة محمد بن عثمان الدمشقى). وقد زيدت كلمة (ابن) قبل (محمد) فى (مخطوط تاريخ دمشق) ٥ / ١٢٣ ، على سبيل الخطأ.

(٩) زاد ابن عساكر فى نسبه بعد (عثمان) اسما آخر هو (زرعة). (السابق).

(١٠) السابق (بسنده إلى ابن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). وفى ذيل ابن برد على

٦٢

١٥٧ ـ الحسين بن نصر بن المعارك(١) : يكنى أبا على. بغدادى ، قدم إلى مصر ، وحدّث بها. توفى بمصر يوم الجمعة لأربعة(٢) وعشرين يوما خلون من شعبان ، سنة إحدى وستين ومائتين ، وكان ثقة ثبتا(٣) .

ذكر من اسمه «حفص» :

١٥٨ ـ حفص بن ميسرة الصّنعانىّ : يكنى أبا عمر. من أهل صنعاء. قدم مصر ، وكتب عنه. حدّث عنه عبد الله بن وهب ، وزمعة بن عرابى(٤) بن معاوية بن أبى عرابى ، وحسان بن غالب. وخرج عن مصر إلى الشام ، فكانت وفاته سنة إحدى وثمانين ومائة(٥) .

حدثنى أبى ، عن جدى ، أنبأنا ابن وهب ، حدثنى حفص بن ميسرة ، قال : رأيت على باب وهب بن منبّه مكتوبا : «ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله»(٦) .

__________________

كتاب (القضاة للكندى) ص ٤٨٨ ، قال : دفن فى دار أبى زنبور ، التى فى زقاق الشوا (لعلها فى زقاق الشّوّائين) ، ثم حمل ـ بعد ذلك ـ إلى الشام.

(١) كذا فى (تاريخ بغداد) ٨ / ١٤٣ ، و (الأنساب) ٥ / ٣٣٣ ، وأضاف له لقب (المعاركى) ، وضبطه بالحروف (وإن وقع خطأ مطبعى حين شكلت الميم بالفتح) ، وقال : ينسب إلى (معارك) ، وهو اسم جد المنتسبين إليه. وفى (سير أعلام النبلاء) ١٢ / ٣٧٦ : معارك (بحذف ال) ، وقد : صهر (أحمد بن صالح الحافظ).

(٢) وردت بلفظة : (الأربع) على سبيل الخطأ النحوى فى (تاريخ بغداد) ٨ / ١٤٣ ، (والأنساب) ٥ / ٣٣٣.

(٣) تاريخ بغداد (بسنده إلى ابن يونس) ٨ / ١٤٣ ، والأنساب ٥ / ٣٣٣ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٧٧ (قال ابن يونس : ثقة ثبت ، توفى بمصر فى شعبان سنة (٢٦١ ه‍).

(٤) المثبت بالمتن منقول عن (معجم البلدان) ٣ / ٤٨٨. وفى (مخطوط تاريخ دمشق) ٥ / ١٩١ :

(زمعة بن عرابى).

(٥) المصدر السابق ٥ / ١٩١ (بسنده إلى محمد بن إسحاق ، أنا أبو سعيد بن يونس) ، و (معجم البلدان) ٣ / ٤٨٨. (ورجح ياقوت أن يكون المترجم له من صنعاء اليمن ، لا الشام. ودلل عليه برواية ابن يونس ، التى نقلها بالسند الآتى : «أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن الإمام أبى عبد الله ابن منده ، أنبأنا أبو تمام إجازة ، قال : أخبرنا أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى فى كتاب المصريين ـ والصواب : فى كتاب الغرباء ـ قال) ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٦١ (قال ابن يونس : توفى سنة ١٨١ ه‍).

(٦) معجم البلدان ٣ / ٤٨٨.

٦٣

ذكر من اسمه «الحكم» :

١٥٩ ـ الحكم بن إبراهيم بن الحكم (مولى قريش) : يكنى أبا الحسن. بغدادى ، قدم مصر ، وحدّث بها عن الحسن بن محمد بن الصبّاح الزّعفرانىّ ، وأحمد بن منصور الرّمادىّ ، وغيرهما. كتبت عنه ، وتوفى سلخ صفر سنة ثمان وثلاثمائة(١) .

١٦٠ ـ الحكم بن عبدة الرّعينىّ : يكنى أبا عبدة. روى عنه المفضّل بن فضالة ، وابن وهب. أظن التنيسى(٢) أنه الحكم بن عبدة البصرى ؛ لأنى لم أجد له بيتا فى مصر ، ولكن يحيى بن عثمان بن صالح ذكره فى المصريين ، وأراه أخطأ فيه(٣) . بصرى ، قدم مصر ، وروى عنه سعيد بن عفير(٤) . وآخر من حدّث عنه بمصر الحارث بن مسكين(٥) .

ذكر من اسمه «حكيم» :

١٦١ ـ حكيم بن عبد الرحمن : يكنى أبا غسّان. بصرى ، قدم مصر. حدّث عنه الليث بن سعد ، وغيره(٦) .

ذكر من اسمه «حماد» :

١٦٢ ـ حمّاد بن نعيم بن عبد الله بن يزيد بن روح بن سلامة الجذامىّ : يكنى أبا نعيم. من أهل فلسطين. قدم مصر. روى عنه سعيد بن كثير بن عفير ، وكان ديّنا عاقلا حافظا(٧) .

__________________

(١) تاريخ بغداد ٨ / ٢٢٩ (بسنده إلى ابن مسرور ، إلى ابن يونس).

(٢) لعله كان يعرف ـ أيضا ـ ب (التنيسى) ، ورأى أنه هو نفس المترجم له (تهذيب التهذيب) ٢ / ٣٧٢.

(٣) تهذيب الكمال ٧ / ١١٣ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٢ (قال ابن يونس).

(٤) مخطوط إكمال تهذيب الكمال لمغلطاى ١ / ق ٢٨٠ ، نقلا عن (تهذيب الكمال) للمزى ٧ / ١١٣ هامش (١).

(٥) السابق ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٧٢ (قال ابن يونس فى تاريخ الغرباء).

(٦) ذكر المزى فى (تهذيب الكمال) ٧ / ٢١٤ : أن ابن يونس لم يذكر المترجم له فى (تاريخ المصريين). وورد فى (المصدر السابق) (هامش ٣ ، نقلا عن مخطوط مغلطاى) : أنه فى (تاريخ الغرباء ، وأن أبا سعيد بن يونس جزم أنه بصرى) ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٣٩٠.

(٧) الألقاب ٢١ (ولقّبه بلقب برقوقة ، وقال : ذكره أبو سعيد بن يونس فى (تاريخ المصريين). وهو ـ ولا شك ـ خطأ واضح ، فهو وارد فى (تاريخ الغرباء).

٦٤

ذكر من اسمه «حمدون» :

١٦٣ ـ حمدون بن الصبّاح بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة العتقىّ(١) الأندلسى : يكنى أبا هارون. مات سنة سبع وتسعين ومائتين(٢) .

١٦٤ ـ حمدون بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة العتقى الأندلسى : يكنى أبا هارون. مات سنة سبع وسبعين ومائتين(٣) .

ذكر من اسمه «حمزة» :

١٦٥ ـ حمزة بن إبراهيم بن أيوب بن سليمان بن داود بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب : يكنى أبا يعلى. بغدادى ، قدم مصر. كتبنا عنه ، عن أبى عمر الدّورى ، وخلاد بن أسلم ، والحسن بن عرفة ، وغيرهم. توفى فى ذى الحجة سنة تسع وثلاثمائة(٤) .

ذكر من اسمه «حميد» :

١٦٦ ـ حميد بن مخلد(٥) : ويعرف مخلد ب «زنجويه» بن قتيبة. نسوىّ ، قدم إلى مصر ، وحدّث بها. وخرج عن مصر ، فتوفى سنة إحدى وخمسين ومائتين(٦) ، وكتب عنه ، عن أبى عبيد القاسم بن سلّام كتبه المصنّفة(٧) .

__________________

(١) كذا ضبطت بفتح العين فى (الإكمال) ٦ / ٢٧٦. وقد ترجم ابن ماكولا لوالد المترجم له (الصبّاح) فى (السابق ٦ / ٢٨٠) ، وقال : يكنى أبا الغصن. يروى عن يحيى بن يحيى الأندلسى ، وأصبغ بن الفرج ، وغيرهما. ذكره الخشنى. توفى سنة ٢٩٥ ه‍.

(٢) الإكمال ٢ / ٥٥١ (قاله ابن يونس). ووردت الترجمة بنصها تقريبا فى (الجذوة) ١ / ٣١٣ ، والبغية ص ٢٧٦ (دون نسبة أيهما إلى ابن يونس).

(٣) الإكمال ٧ / ٥٠ (قاله ابن يونس).

(٤) تاريخ بغداد ٨ / ١٨١ (بسنده إلى ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس). وذكر الخطيب : أنه حدّث بمصر ، وقال : وأراه مات بها.

(٥) ورد نسبه ببعض زيادة فى (تاريخ بغداد ٨ / ١٦٠ ، والمقفى ٣ / ٦٧٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٢) كالآتى : (حميد بن زنجويه ـ واسمه مخلد ـ بن قتيبة بن عبد الله الخراسانى).

(٦) تاريخ بغداد (بسنده إلى ابن يونس) ٨ / ١٦٢ ، والمقفى ٣ / ٦٧٥ ـ ٦٧٦. وذكر ابن منده ، عن ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٣.

(٧) المقفى ٣ / ٦٧٥ (وكتب عنه ، عن عبد الرحمن ، وعن أبى عبيد) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٤٣ (وكتب عنه ، عن أبى عبيد). وهو الصحيح عندى ؛ ولذا أثبته بالمتن. هذا ، وقد أضاف

٦٥

١٦٧ ـ حميد بن مسلم القرشى : يكنى أبا عبد الله ، ويقال : أبو عبيد الله. روى عن مكحول ، وبلال بن أبى الدرداء. حدث عنه سعيد بن أبى أيوب. أراه ناقلة من الشام إلى مصر ، فسكنها(١) .

ذكر من اسمه «حنش» :

١٦٨ ـ حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن نهد(٢) بن قنان بن ثعلبة بن عبد الله ابن ثامر(٣) السّبائىّ ، وهو الصّنعانىّ : يكنى أبا رشدين(٤) . كان مع علىّ بن أبى طالب (رضى الله عنه) بالكوفة ، وقدم مصر بعد قتل علىّ ، وغزا المغرب مع (رويفع بن ثابت)(٥) ، وغزا الأندلس مع (موسى بن نصير). وكان ممن(٦) ثار مع ابن الزبير(٧) على عبد الملك بن مروان ، فأتى به عبد الملك بن مروان فى وثاقه ، فعفا عنه. وكان عبد الملك ـ حين غزا المغرب مع معاوية بن حديج ـ نزل عليه بإفريقيّة سنة خمسين ، فحفظ له ذلك(٨) .

__________________

المقريزى فى (المقفى) ج ٣ ص ٦٧٤ : أن (ابن زنجويه) صاحب كتاب (الأموال) ، وكتاب (الترغيب والترهيب) ، وكتاب (الآداب النبوية). سمع بمصر من أبى صالح ، وأبى الأسود النضر بن عبد الجبار ، وعثمان بن صالح ، وابن عفير ، وابن أبى مريم. وقال الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ١٩ / ١٢٧ : ثقة ، سافر إلى مصر آخر عمره ، ثم خرج منها فى سنة ٢٥١ ه‍ ، فأدركه أجله.

(١) المقفى ٣ / ٦٨١ (قال ابن يونس).

(٢) أوله نون (الإكمال ١ / ٣٧٩ (وإن لم يذكر المترجم له تحت هذه المادة). وفى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) : فهد.

(٣) أوله ثاء معجمة بثلاث (الإكمال ١ / ٥٥١). وفى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٤٩ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٦٢ : تامر.

(٤) كذا فى (الإكمال) ١ / ٥٥١ ، وفى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٤٩ كناه (أبا رشيق).

(٥) المصدر السابق ، والإكمال ١ / ٥٥١ ـ ٥٥٢ ، والأنساب ٣ / ٢١١ (قال أبو سعيد بن يونس) ، ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٦٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٥١ (قال ابن يونس).

(٦) كذا فى (الإكمال) ١ / ٥٥٢. ووردت بلفظة (فيمن) فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٤٩ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٦٢ ، والنفح ٣ / ٧.

(٧) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ١٤٩ (أخبرنى محمد بن أحمد الحافظ ، فقال : أخبرنا أبو سعيد الصّدفىّ الحافظ ، قال) ، والإكمال ١ / ٥٥١ ـ ٥٥٢ ، ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٦٢ (بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال).

(٨) تاريخ ابن الفرضى ١ / ١٤٩ (ولم يذكر تاريخ غزو عبد الملك إفريقية ، ولا مع من كان ذلك)

٦٦

حدّث عنه الحارث بن يزيد ، وسلامان بن عامر ، وعامر بن يحيى ، وسيّار بن عبد الرحمن ، وأبو مرزوق(١) مولى تجيب ، وقيس بن الحجّاج ، وربيعة بن سليم ، وغيرهم(٢) .

توفى ـ بإفريقية ـ سنة مائة(٣) . وكان أول من ولى عشور إفريقية فى الإسلام. وولده بمصر ـ اليوم ـ ولد سلمة بن سعيد بن منصور بن حنش(٤) .

أخبرنا ابن قديد(٥) ، قال : أخبرنا أحمد بن عمرو ، قال : أنبأنا ابن وهب ، قال : حدثنى عبد الرحمن بن شريح ، عن قيس بن الحجاج ، عن حنش : أنه كان إذا فرغ من عشائه وحوائجه ، وأراد الصلاة من الليل ، أوقد المصابيح ، فقرّب إناء فيه ماء ، فكان إذا وجد النعاس ، استنشق الماء ، وإذا تعايا فى آية ، نظر فى المصحف(٦) . وإذا جاء سائل يستطعم ، لم يزل يصيح بأهله : أطعموا السائل ، حتى يطعم(٧) .

أخبرنا موسى بن هارون بن كامل ، قال : أنبأنا علىّ بن شيبة ، قال : أخبرنا المقرئ

__________________

ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٦٢ (بسنده إلى ابن منده ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٧ / ٤٣١ (قال أبو سعيد بن يونس. ولم يذكر تاريخ غزو عبد الملك إفريقية) ، وتاريخ الإسلام ٦ / ٣٤٠ (قال أبو سعيد بن يونس. ولم يذكر صلته بعبد الملك بإفريقية) ، والنفح ٣ / ٧ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ أهل مصر ، وإفريقية ، والأندلس).

(١) كذا فى (الإكمال) ١ / ٥٥٢ ، والأنساب ٣ / ٢١١. وفى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٤٩ : أبو مروان.

(٢) السابق ، والإكمال ١ / ٥٥٢.

(٣) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ١٤٩ ، والإكمال ١ / ٥٥٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٥١ ، والنفح ٣ / ٧.

(٤) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ١٤٩ (سعيد بن سلمة) ، والإكمال ١ / ٥٥٢ (وله عقب بمصر) ، والجذوة ١ / ٣١٨ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، والأنساب ٣ / ٢١١ ، والبغية ٢٧٩ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٧ / ٤٣١ (لم يذكر عقبه) ، وتاريخ الإسلام ٦ / ٣٤٠ (له عقب بمصر) ، والنفح ٣ / ٧ (لم يذكر عقبه).

(٥) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ١ / ١٤٩ (أخبرنا محمد ـ أى : ابن أحمد الحافظ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد ـ أى : ابن يونس ـ قال ابن قديد ـ لا قدير كما وردت محرفة).

(٦) السابق ، ومخطوط تاريخ دمشق (بسنده إلى ابن منده ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس) ٥ / ٣٦١ ، والنفح ٣ / ٧ (وذكر ابن يونس).

(٧) إضافة فى (المصدر السابق).

٦٧

ـ يعنى : عبد الله بن يزيد ـ قال : أخبرنا أبو يزيد أنيس(١) بن عمران اليافعى ، عن روح ابن الحارث بن حنش السّبئىّ ، عن أبيه ، عن جده ، أنه قال لبنيه : «يا بنىّ(٢) ، إذا دهمكم أو كربكم أمر ، فلا يبيتنّ أحدكم إلا وهو طاهر ، فى لحاف طاهر ـ وأظنه قال : على فراش طاهر ـ ولا تبيتنّ معه امرأة ، ثمّ ليقرأ :( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) (٣) سبعا ،( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) (٤) سبعا ، ثمّ ليقل : اللهم ، اجعل لى من أمرى هذا فرجا ومخرجا ، فإنه يأتيه آت فى أول ليلة ، أو فى الثالثة ، أو فى الخامسة ـ وأظنه قال : أو فى السابعة ـ فيقول : المخرج منه كذا وكذا. قال أبو يزيد : فأصابنى وجع شديد ، فلم أدر كيف آتى له ، فابتتّ(٥) على هذه الحال ليلة ، فأتانى آتيان فى أول ليلة ، فقال أحدهما لصاحبه : جسّه فجعل يلمس جسدى. فلما بلغ موضعا من رأسى ، قال : احتجم(٦) ـ هاهنا ـ ولا تحلقه ، ولكن بغراء(٧) . ثم قال أحدهما ، أو كلاهما : فكيف لو ضممت إليهما :( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) (٨) .

فلما أصبحت ، سألت ، فقلت : أى شىء بغراء؟ فقال : خطى(٩) ، أو شىء يستمسك به المحجمة. قال : فاحتجمت ، فبرئت ، فأنا ـ اليوم ـ ليس أحدّث بهذا أحدا ، فعالج

__________________

(١) وردت فى سند آخر : خنيس (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٥٠. وذكر ابن الفرضى : أن الصواب أنيس. (السابق ١ / ١٥١).

(٢) حرفت إلى (بنىّ) فى (السابق) ١ / ١٥٠.

(٣) سورة الشمس (مكية) رقم (٩١).

(٤) سورة الليل (مكية) رقم (٩٢).

(٥) أى : بيّتّ ، بمعنى : نمت ليلا. ولم أجد الاستعمال المذكور فى المتن بهذه الصيغة فى مادة (ب. ى. ت). وتأتى بمعنى آخر : بيّت الشيء أباته : عمله ليلا. وأباته بمعنى : جعله يبيت. (اللسان ١ / ٣٩٢ ـ ٣٩٤ ، والمعجم الوسيط ١ / ٨٠ ـ ٨١).

(٦) الحجامة : إخراج الدم الفاسد من الرأس ونحوها عن طريق مشرط ، أو مصّ للدم ونحوه. والمحجم ، والمحجمة : قارورة الحجّام (اللسان ، مادة : ح. ج. م) ٢ / ٧٩٠.

(٧) لعل المعنى : لصق الجلد بما يشبه الغراء الآن (اللسان ، مادة : غ. ر. ى) ٥ / ٣٢٤٩ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٦٧٥. وورد فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الإبيارى) : ١ / ٢٣٣ مرة هكذا (بقراه) ، وثانية (بغراء).

(٨) سورة التين (مكية) رقم (٩٥).

(٩) لم أقف على المقصود بها ، ولعلها محرفة عن كلمة (خطّاف) مثلا. وذهب محقق (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الإبيارى) ١ / ٢٣٣ إلى أنها محرفة عن (خطمى) ، وذكر فى هامش (٢) : أنها نبات من الفصيلة الخبازية. ولا أدرى ما صلة ذلك بموضوع الرواية؟!.

٦٨

به ، إلا وجد فيه الشفاء ، بإذن الله(١) .

ذكر من اسمه «حنظلة» :

١٦٩ ـ حنظلة بن صفوان الكلبى(٢) : شامى دمشقى(٣) ، أمير مصر ل «هشام بن عبد الملك». روى عنه أبو قبيل المعافرى آخر ما عندنا من أخبار قدومه من المغرب سنة سبع وعشرين ومائة ، وكان أخرجه منها عبد الرحمن بن حبيب الفهرىّ(٤) . وكان حنظلة حسن السيرة فى سلطانه(٥) . وكان يقال : إنه ورع(٦) . حدّثنى مسلمة بن عمرو بن

__________________

(١) وردت الترجمة كلها تقريبا فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ١٥٠ ـ ١٥١ (بسند قال فيه : أخبرنا محمد بن أحمد ، قال : أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن يونس فى تاريخه). وأخيرا ، فقد ذكر الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٦ / ٣٤٠ : أن ابن يونس ، وابن عساكر وهما عندما جعلا حنشّا صاحب علىّ ؛ لأن صاحب علىّ هو حنش بن ربيعة ، أو ابن المعتم) ، وهو كوفى. روى عنه جماعة من الكوفيين ، ولم يرد مصر ولا إفريقية. (ترجمته فى السابق ٦ / ٥٤). وردّ الحميدى فى (الجذوة) ١ / ٣١٧ ، وعنه الضبى ـ ناسبا النص إلى صاحبه ـ فى (البغية) ص ٢٧٩ : الأظهر أن حنشا المذكور هو ابن عبد الله ، الذي حقّق نسبه فى تواريخ مصر فى رواياتهم ، وذكروا مشاهده وانتقاله وتصرفه ، وهم أعلم بمن سلك بلادهم ، وتصرف فى جهاتهم ، وسكن أعمالهم ، وكان فى عمّالهم.

(٢) راجع نسبه بالكامل من خلال إيراد ابن يونس نسب أخيه (بشر) فى (تاريخ الغرباء) ، باب (الباء) رقم (١١١).

(٣) مخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٧١ (بسنده ، إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال أبو سعيد بن يونس).

(٤) السابق ، والنجوم ١ / ٣١٩ (قال الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس). وعلّق ابن تغرى بردى : يعنى : أمير مصر لهشام فى ولايته (الثانية) على مصر. وجدير بالذكر أن المترجم له ولى مصر ـ للمرة الأولى ـ سنة ١٠٢ ه‍ إلى سنة ١٠٥ ه‍ (وليها باستخلاف أخيه بشر عليها ، فأقره يزيد بن عبد الملك ، ثم عزل فى بداية خلافة هشام). (الولاة للكندى) ص ٧١ ، ٧٢ وولى مصر ثانية خمس سنوات (١١٩ ـ ١٢٤ ه‍) ، ثم أمره هشام بالخروج إلى (إفريقية). (السابق : ٨٠ ـ ٨٢). وبالنسبة لأخباره فى إفريقية راجع (فتوح مصر) ص ٢٢٣ ـ ٢٢٤ ، وفيه : كتب عبد الرحمن بن حبيب إلى حنظلة أن يخلى القيروان ، وأن يخرج منها ، وأجلّه ثلاثة أيام ، وكتب إلى صاحب بيت المال ألا يعطيه دينارا ولا درهما ، إلا ما حلّ له من أرزاقه. فلما قرأ حنظلة ذلك ، وأجلّه ثلاثة أيام ، وكتب إلى صاحب بيت المال ألا يعطيه دينارا ولا درهما ، إلا ما حل له من أرزاقه. فلما قرأ حنظلة ذلك ، همّ بقتاله ، ثم حجزه عنه الورع ، وكان ورعا. فخرج بمن خف معه من أصحابه الشوامّ فى جمادى الأولى سنة ١٢٧ ه‍ ، وتركها له.

(٥) الإكمال ١ / ٥٠٥ (قاله ابن يونس) ، ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٧١ ، والنجوم ١ / ٣١٩.

(٦) مخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٧١ (بسنده إلى ابن منده ، قال : قال أبو سعيد بن يونس).

٦٩

حفص المرادى ، وأبو قرّة محمد بن حميد الرّعينىّ ، حدثنى النضر بن عبد الجبار ، أخبرنا ضمام بن إسماعيل ، عن أبى قبيل ، قال : أرسل إلىّ حنظلة بن صفوان فى حديث طويل(١) .

ذكر من اسمه «حنوس» :

١٧٠ ـ حنّوس(٢) بن طارق المقرى(٣) المغربى(٤) : قديم الموت(٥) ، مذكور فى كتاب «محمد بن يحيى بن سلّام»(٦) .

ذكر من اسمه «حوثرة» :

١٧١ ـ حوثرة بن سهيل الباهلىّ : أخو العجلان بن سهيل. من أهل قنّسرين(٧) . كان أمير مصر لمروان بن محمد ، وكان رجل سوء ، سفّاكا للدماء ، يحكى عنه حكايات فى خطبه(٨) .

__________________

(١) النجوم ١ / ٣١٩ (قال ابن تغرى بردى بعدها : هذا ما ذكره ابن يونس فى ترجمة حنظلة بتمامه وكماله). ولم يذكر ما دار بين أبى قبيل ، والوالى حنظلة.

(٢) كذا ضبطه بالحروف فى (الإكمال) ٢ / ٣٧٠. ومن قبل ضبطه عبد الغنى فى (المؤتلف والمختلف) ، ط. دار الأمين ص ٧٧ (نون ثقيلة ، ومهملة). وفى المخطوط منه (نسخة المغرب) قال : بالنون ، لكنه جعلها بالشين المعجمة (ورقة ١٤٣). وحرف إلى (حيوس) فى (رياض النفوس) ـ ط. بيروت ـ ١ / ١٨٦ : وذلك خلال حوار دار بينه وبين (عبد الله بن فروخ) ، حيث سأله حنوس عما أشيع عن اعتزال (ابن فروخ) ، فنفى الأخير ذلك ، ولعن المعتزلة ، فنهاه (حنوس) ، وقال : إن فيهم رجالا صالحين ، لكن ابن فروخ نفى ذلك ، وقال له : «ويحك!» ما أحسبك تخاف فى نفسك فى قعود ، ولا فى قيام من الناس ، وهل فيهم رجل صالح؟!

(٣) الإكمال ٢ / ٣٧٠. فلعله كان مقرئا.

(٤) ولقّب ب (المغربى) فى (المؤتلف والمختلف ، ط. دار الأمين) ص ٧٧ ، ومخطوطته (نسخة المغرب) ق ١٤٣.

(٥) السابق (ذكر فى تاريخ ابن يونس).

(٦) مخطوط (المؤتلف والمختلف) ـ نسخة المغرب ـ ق ١٤٣ ، والإكمال ٢ / ٣٧٠ (ذكر ابن يونس). ويمكن معرفة بعض أخبار (محمد بن يحيى بن سلام ، ووالده) فى كتاب (رياض النفوس ، ط. بيروت) ١ / ١٨٩ ـ ١٩١. وتجدر الإشارة إلى أن والده (يحيى) ولد سنة ١٢٤ ه‍ ، وسكن القيروان مدة من الزمان ، ثم خرج إلى المشرق ، ومات بمصر سنة ٢٠٠ ه‍ ، ودفن بالمقطم.

(٧) بلدة عند حلب ببلاد الشام. (الأنساب ٤ / ٥٤٩).

(٨) الأنساب ٤ / ٥٥٠ (قال أبو سعيد بن يونس. وفيه : خطبته) ، ومخطوط تاريخ دمشق ٥ / ٣٧٤

٧٠

ذكر من اسمه «حوى» :

١٧٢ ـ حوىّ بن حوىّ بن معاذ العذرىّ : قدم مصر واليا(١) .

ذكر من اسمه «حيوة» :

١٧٣ ـ حيوة بن عبّاد اللخمى ، وقيل : التجيبى(٢) : أندلسى ، قرطبى(٣) .

ذكر من اسمه «حى» :

١٧٤ ـ حىّ بن مطهّر : لبيرى ، توفى بالأندلس سنة ست وثلاثمائة. وسمع من أهل بلده من سعيد بن نمر ، ومحبوب بن قطن ، وغيرهما(٤) .

__________________

(بسنده إلى أبى عبد الله بن منده ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٣ / ٧٠٨ (قال ابن يونس عنه : رجل سوء ، وسفّاك ، وله حكايات فى خطبه). راجع تفاصيل فترة ولايته (١٢٨ ـ ١٣١ ه‍) فى : (الولاة) ص ٨٨ ـ ٩٢ (وفى حاشية ١ ص ٨٨ منه ترجمة للمترجم له ، نقلا عن ابن يونس فى (تاريخ الغرباء) ، (والمقفى) ٣ / ٧٠٤ ـ ٧٠٨.

(١) الإكمال ٢ / ٥٧٤ (ذكره ابن يونس). وأورد المقفى ٣ / ٧٠٨ ترجمة له ، فمما قال فيها : ترقّت حاله إلى أن ولى الخراج بمصر خلافة لعبيد الله بن محمد المهدى (أمير مصر للرشيد) سنة ١٨١ ه‍ ، وتوفى ٢٠٠ ه‍. وكان له أولاد ولّوا الولايات بمصر. ولم أجد له ذكرا ـ بعد ذلك ـ إلا فى كتاب (القضاة) للكندى ص ٣٨٩ ، ورد فيها أنه غدا أحد الأشراف فى مصر ، بعد مجيئه إليها. وفى (ص ٣٩٨ ـ ٣٩٩) : رد القاضى العمرى (١٨٥ ـ ١٩٤ ه‍) شهادته ، فيما يختص بنسب أهل الحوف الشرقى ، وذلك بإيعاز من الفقيه المالكى (أشهب) ؛ لخلاف بينه وبين (حوىّ).

(٢) الإكمال ٢ / ٣٤ ، والجذوة ١ / ٣٠٩. وحرفت إلى (العجيبى) فى (البغية) ص ٢٧٣.

(٣) الإكمال ٢ / ٣٤ (ذكره ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٣٠٩ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ٢٧٣ (شرحه).

(٤) الإكمال ٢ / ٩٧ (قاله ابن يونس). وترجم له الترجمة نفسها تقريبا فى (الجذوة) ١ / ٣١٨ (إلبيرى) ، ولم تنسب إلى ابن يونس ، والبغية ٢٨٠ (شرحه).

٧١

باب الخاء

ذكر من اسمه «خالد» :

١٧٥ ـ خالد بن أيوب : يكنى أبا عبد السلام. محدّث من أهل وشقة(١) .

١٧٦ ـ خالد بن عامر الزّبادىّ : إفريقى ، حدّث عنه عيّاش بن عباس. روى عن خالد ابن يزيد بن معاوية(٢) .

١٧٧ ـ خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن سلمة المخزومىّ المكى : مات سنة اثنتى عشرة ومائتين بمصر(٣) .

١٧٨ ـ خالد بن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم المعافرى : يكنى أبا الذّرى(٤) . حدّث عنه عبد الله بن يوسف التنيسى ، لقيه فى الحج(٥) .

١٧٩ ـ خالد بن أبى عمران التجيبى التونسى : كان فقيه أهل المغرب ، ومفتى أهل مصر والمغرب. ذكر ذلك سعيد بن عفير ، وغيره. وكان يقال : إنه مستجاب الدعوة(٦) . حدثنى الحسين بن محمد بن الضحاك ، والقاسم بن حبيش ، قالا : حدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثنا ابن أبى مريم ، قال : سمعت خلّاد بن سليمان ، يقول : كان خالد بن أبى عمران مستجابا ، عرف ذلك له فى غير موطن. زاد القاسم بن حبيش : وكان فقيها عالما(٧) . توفى بإفريقية سنة تسع وعشرين ومائة. وقال ربيعة الأعرج : توفى بإفريقية

__________________

(١) الجذوة ١ / ٣١٩ (ذكره ابن يونس) ، والبغية ٢٨١ (شرحه).

(٢) الإكمال ٤ / ٢١١ (قاله ابن يونس) ، وعنه نقل ياقوت فى (معجم البلدان) ٣ / ١٤٥ (شرحه).

(٣) تهذيب التهذيب ٣ / ٨٩ ـ ٩٠ (ذكر ابن يونس). وقال ابن حجر فى (السابق ٣ / ٩٠) : روى عن إسماعيل بن أمية ، وسفيان الثورى ، ومحمد بن طلحة بن مصرّف. روى عنه أبو داود ، وأبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومى ، وعبد العزيز بن منيب.

(٤) ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٣ / ٣٨٢ (بفتح الذال المعجمة ، وكسر الراء ، وتخفيف الياء).

(٥) السابق (قاله ابن يونس).

(٦) تهذيب الكمال ٨ / ١٤٣ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى (٣ / ٧٣٦) (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٩٦ (شرحه).

(٧) تهذيب الكمال ٨ / ١٤٣.

٧٢

سنة خمس وعشرين ومائة(١) .

١٨٠ ـ خالد بن نزار بن المغيرة بن سليم الغسّانىّ (مولاهم الأيلىّ) : يكنى أبا يزيد. مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين(٢) .

١٨١ ـ خالد بن وهب : محدّث أندلسى ، مولى بنى تيم. يعرف ب «ابن صغير»(٣) .

١٨٢ ـ خالد بن يزيد بن عبد الله الأيلى (مولى قريش) : يكنى أبا يزيد. يحدّث عن أبيه ، عن الحكم بن عبد الله بن سعد. حدثنا عنه موسى بن الحسن الكوفى(٤) .

١٨٣ ـ خالد بن يزيد بن محمد الأيلى : يكنى أبا الوليد. حدّثونا عنه أيضا. وأحسبه خالد بن الذي قبل هذا ، وأرى من نقل لنا عنهما غلط ؛ لأنه لم ينقل لنا عن واحد منهما حجّة(٥) .

١٨٤ ـ خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان الأموى : يكنى أبا هاشم. قدم مصر مع مروان بن الحكم(٦) .

__________________

(١) تهذيب الكمال ٨ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، والمقفى ٣ / ٧٣٦ (مصدرا الجملة الأخيرة بلفظة : قيل) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ٩٦. وأضاف ابن حجر ٣ / ٩٥ ـ ٩٦ : كان قاضى إفريقية. روى عن ابن جزء ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، ونافع ، وحنش ، وعروة. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصارى ، وعبيد الله بن أبى جعفر ، والليث بن سعد ، وابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث. ثقة.

(٢) تهذيب الكمال ٨ / ١٨٥ (ابن يونس) ، وأضاف المزى ، وابن حجر فى (السابق ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٠٦) : روى عن الأوزاعى ، ومالك ، والشافعى ، وغيرهم. روى عنه أحمد بن صالح المصرى ، وأبو الطاهر بن السرح ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وهارون بن سعيد الأيلى.

(٣) الإكمال ٥ / ١٨٤ (ذكره ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٣٢٠ (ذكره أبو سعيد) ، والبغية ص ٢٨١ (شرحه). وحرفت كلمة (صغير) فيه إلى (صعر).

(٤) الإكمال ١ / ١٢٩ (قال ابن يونس).

(٥) السابق ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠ (قال ابن يونس).

(٦) تهذيب الكمال ٨ / ٢٠٢ (قال أبو سعيد بن يونس). وأضاف كل من : المزى فى (المصدر السابق) ٨ / ٢٠١ ، وابن حجر فى (تهذيب التهذيب ٣ / ١١٠ : روى عن أبيه ، ودحية الكلبى. روى عنه الزهرى ، ورجاء بن حيوة ، وعلىّ بن رباح ، وعبيد الله بن العباس. (توفى سنة ٨٤ ه‍ ، أو ٩٠ ه‍).

٧٣

ذكر من اسمه «خشيش» :

١٨٥ ـ خشيش(١) بن أصرم بن الأسود : يكنى أبا عاصم. خراسانى نسوىّ. قدم مصر ، وحدّث بها عن عبد الرزاق بن همّام ، وعن شيوخ البصرة ، وبغداد ، وكان ثقة(٢) . وله كتاب مصنّف ، يردّ فيه على أهل الأهواء بالحديث المروىّ(٣) . توفى بقرية من قرى مصر البحرية فى شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين(٤) .

ذكر من اسمه «الخصيب» :

١٨٦ ـ الخصيب بن ناصح الحارثى البصرى : نزيل مصر. قدم مصر ، وحدّث بها ، وبها مات سنة ثمان ومائتين ، وقيل : سنة سبع ومائتين(٥) . وقيل : أصله بلخىّ(٦) .

ذكر من اسمه «خلف» :

١٨٧ ـ خلف بن سعيد المنيىّ(٧) : منسوب إلى مكان بالأندلس ، يقال له : (منية

__________________

(١) التقريب ١ / ٢٢٣ (بمعجمات مصغرا).

(٢) وردت فى حاشية نسخ المزى من (تهذيب الكمال) ٨ / ٢٥٢ ، بخط غير المؤلف ، كما ذكر المحقق (صدّرت ب قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٢٣ (قال ابن يونس : وكان ثقة).

(٣) هو كتاب (الاستقامة) ، وهو فى السنّة ، والرد على أهل البدع والأهواء (تهذيب الكمال ٨ / ٢٥١) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٢٣).

(٤) تهذيب الكمال ٨ / ٢٥٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٢٣ (أرّخ ابن يونس وفاته فى الغرباء). وأورد المزى رواية أخرى ، ذكر فيها أن وفاته سنة ٢٥١ ه‍ (تهذيب الكمال) ٨ / ٢٥٢. وعلّق قائلا : إن ابن يونس أعلم بمن توفى ببلده ، وما ذكره هو المعتمد. ويمكن مراجعة ترجمته فى (تاريخ الإسلام) ١٩ / ١٣٠.

(٥) تهذيب الكمال ٨ / ٢٥٦ (هامش ١ ، به نص مغلطاى ، نقلا عن ابن يونس) ، وتاريخ الإسلام ١٤ / ١٤١ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٢٣ (قال ابن يونس فى تاريخ الغرباء).

(٦) تاريخ الإسلام ١٤ / ١٤١. وأضاف المزى فى ترجمته فى : (تهذيب الكمال) ٨ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦ : أنه روى عن حماد بن سلمة ، والثورى ، وابن عيينة ، وابن المبارك ، وغيرهم. روى عنه المرادى ، وبحر بن نصر ، وسعيد بن أسد بن موسى ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، وعلىّ ابن معبد بن شدّاد الرّقّى. ثقة.

(٧) ضبطها ابن ماكولا بالشكل (وإن لم يشدد الحرف الأخير : الياء) ، وقال : بنون ، وياء ، ثم ياء النسب. (الإكمال) ٧ / ٢٠٧. وضبطها السمعانى بالحروف فى (الأنساب) ٥ / ٤٠٢ (وإن شكلت الميم بالفتح ، على سبيل الخطأ المطبعى).

٧٤

عجب)(١) محدّث ، توفى بالأندلس شهيدا سنة خمس وثلاثمائة(٢) . سمع من إبراهيم بن محمد بن باز ، ومحمد بن وضّاح ، وكان فاضلا كثير التلاوة للقرآن. يحكى أنه كان يختم القرآن فى كل ليلة(٣) .

١٨٨ ـ خلف بن هاشم الأشعرى اللّورقىّ(٤) : يكنى أبا القاسم. هو من أهل (لورقة). أندلسى ، يروى عن العتبىّ. توفى سنة أربع وثلاثمائة بالأندلس.(٥)

ذكر من اسمه «خليل» :

١٨٩ ـ خليل بن إبراهيم : أندلسى. محدّث ، يروى عن عبيد الله بن يحيى بن يحيى. كان عابدا. ذكره الخشنى فى كتابه. مات هناك سنة ثلاثين وثلاثمائة(٦) .

ذكر من اسمه «خلاد» :

١٩٠ ـ خلّاد بن يحيى السّلمىّ(٧) : كوفى ، يكنى أبا محمد ، قدم مصر ، وكتب

__________________

(١) الإكمال (٧ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨) ، والأنساب ٥ / ٤٠٢ ، والجذوة ١ / ٣٢٣ ، والبغية ٢٨٣ (وذكر أنه ينسب إلى منية بقرطبة).

(٢) الإكمال ٧ / ٢٠٨ (قاله ابن يونس ، ولم يذكر شهادته) ، والأنساب ٥ / ٤٠٢ (شرحه) ، والجذوة ١ / ٣٢٣ (لم ينسب إلى ابن يونس) ، والبغية ٢٨٣ ـ ٢٨٤.

(٣) السابق : ٢٨٤ (ذكره ابن يونس).

(٤) ضبطت بالحروف فى (الأنساب) ٥ / ١٤٤ ، وقال : هى من بلاد الأندلس من المغرب. وفى (الجذوة) ١ / ٣٢٩ : حصن من الحصون فى شرقىّ الأندلس. وفى (معجم البلدان) ٥ / ٣٠ : ضبطها ياقوت بالحروف (وإن شكلت الراء خطأ). ويقال : لرقة ، وهى مدينة بالأندلس من أعمال تدمير ، وبها حصن ومعقل محكم ، وأرضها جرز لا يرويها إلا ما ركد عليها من الماء كأرض مصر ، وبها عنب ، وفواكه كثيرة.

(٥) الأنساب ٥ / ١٤٤ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والجذوة ١ / ٣٢٩ (مات هناك سنة ٣٠٣ ه‍. ولم ينسبه إلى أحد).

(٦) الإكمال ٣ / ١٧٥ (ذكره ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٣٣١ (أضاف لقب الليثى لعبيد الله. ونص على نقله عن الخشنى قائلا : ذكره محمد بن حارث الخشنى ، ولم يذكر المؤرخ ابن يونس).

(٧) كذا أورد ابن يونس نسبه ، كما فى (تهذيب التهذيب) ٣ / ١٥١ (هامش ١ ، كما ورد بهامش الأصل). وأضاف المزى اسم (صفوان) بعد (يحيى) فى (تهذيب الكمال) ٨ / ٣٥٩ ، وكذلك ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٣ / ١٥٠. وأضاف ابن حجر : أنه روى عن نافع بن عمر الجمحى ، والثورى ، ومسعر. روى عنه البخارى ، والترمذى بواسطة ، وأبو داود عن جعفر بن مسافر عنه ، وأبو زرعة. ثقة.

٧٥

عنه(١) . توفى بمصر سنة اثنتى عشرة ومائتين. وكان له ابن ، يقال له : يحيى بن خلاد ابن يحيى ، كانت القضاة تقبله(٢) .

١٩١ ـ خلاد بن يزيد بن حبيب : بصرى ، روى عن حميد الطويل(٣) . روى عنه ابن سيّار(٤) . وله عقب بمصر(٥) ، وبها توفى فى ذى الحجة سنة أربع عشرة ومائتين(٦) .

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٣ / ١٥١ (هامش ١ ، نقلا عن ابن يونس بهامش الأصل بخط ابن عبد الهادى).

(٢) تهذيب الكمال ٨ / ٣٦٢ (هامش ٣ ، فيما نقله مغلطاى عن أبى سعيد بن يونس فى تاريخ الغرباء) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٥١ (هامش ١).

(٣) تهذيب الكمال ٨ / ٣٦٤ ، وتاريخ الإسلام ١٥ / ١٤٣ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب (٣ / ١٥٢).

(٤) أرجح ذكر ابن يونس له (تاريخ الإسلام ٨ / ٣٦٤ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٥٢).

(٥) تاريخ الإسلام ١٥ / ١٤٣.

(٦) تهذيب الكمال ٨ / ٣٦٤ (قال ابن يونس فى تاريخ الغرباء) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٥٢ (شرحه).

٧٦

باب الدال

ذكر من اسمه «داود» :

١٩٢ ـ داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد بن روزبة : يكنى أبا شيبة. قدم من البصرة ، وأصله من فارس. حدّث بمصر ، وتوفى بمصر فى شهر رمضان سنة عشر(١) وثلاثمائة ، وقد جاوز التسعين سنة(٢) .

١٩٣ ـ داود بن جعفر بن أبى صغير : مولى بنى تيم. أندلسى ، يروى عن معاوية بن صالح ، وعبد العزيز بن محمد الدّراوردىّ(٣) . ذكره الخشنى فى كتابه(٤) .

١٩٤ ـ داود بن محمد بن صالح المروزىّ(٥) : يكنى أبا الفوارس. قدم مصر ، ومات بها سنة ثلاث وثمانين ومائتين(٦) .

١٩٥ ـ داود بن الهذيل بن منّان ـ بالنونين ـ الأندلسىّ : روى عن على بن عبد العزيز. حدثنا عنه عبد الله بن محمد بن حنين الأندلسى. ومات داود بن الهذيل بالأندلس سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٧) .

__________________

(١) فى (تاريخ بغداد) ٨ / ٣٧٩ : عشرة.

(٢) السابق ٨ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠ (بسنده إلى ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس). وقال : جاز بدلا من (جاوز).

(٣) فى (الإكمال) ٥ / ١٨٥ : الدراوردى. واسم صاحب هذا اللقب ورد فى (الجذوة) ١ / ٣٣٣ ، والبغية ٢٩٢.

(٤) الإكمال ٥ / ١٨٥ (قاله ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٣٣٣ (ذكره محمد بن حارث) ، والبغية ٢٩٢ (شرحه. وحرّف اسم (صغير إلى صغر). هذا ، وقد ترجم له ابن الفرضى ترجمة ضافية فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ١ / ١٦٩ ـ ١٧٠ ، فقال : من قرطبة. سمع مالكا ، وابن عيينة. وسمع من أهل الأندلس حسين بن عاصم. روى عنه ابن وضّاح ، ومطرّف بن عبد الرحمن. ولى القضاء ، وكان فاضلا. روى آلاف الأحاديث.

(٥) كذا جاء فى (بغية الوعاة) للسيوطى ١ / ٥٦٢ ، ويقال فيه أيضا : المرورّوذىّ فى (طبقات النحويين واللغويين) للزبيدى ص ٢٠٨.

(٦) بغية الوعاة ١ / ٥٦٢ (كذا ذكره ابن يونس فى تاريخ مصر). والصواب فى (الغرباء) ، وذكره الزبيدى فى (طبقاته) فى (الطبقة الرابعة من اللغويين والكوفيين) ص ٢٠٨.

(٧) الجذوة ١ / ٣٣٣ (ذكره ابن يونس) ، والبغية ٢٩٢ (شرحه).

٧٧

١٩٦ ـ داود بن يحيى الصوفى الإفريقى : روى عن عبد الملك بن أبى كريمة ، وعبد الله بن عمر بن غانم. ليس بشىء ، أحاديثه موضوعة. توفى سنة إحدى وخمسين ومائتين(١) .

ذكر من اسمه «دحمان» :

١٩٧ ـ دحمان بن المعافى : إفريقى. يكنى أبا عبد الرحمن. سمع يونس بن عبد الأعلى ، وغيره. وحدّث. كان بالمغرب سنة اثنتين وثلاثمائة(٢) .

ذكر من اسمه «دعبل» :

١٩٨ ـ دعبل بن على بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعى(٣) : من أهل قرقيسيا(٤) . هجا دعبل المعتصم ، ثم نذر به ، فخاف وهرب ، حتى قدم مصر ، وخرج منها إلى المغرب إلى الأغلب(٥) . وكان يجالس بمصر جماعة من أهل الأدب ،

__________________

(١) تاريخ الإسلام ١٩ / ١٣٢ (قال ابن يونس).

(٢) الإكمال ٤ / ٣٧ (قاله ابن يونس).

(٣) كذا ورد نسبه فى (بغية الطلب) لابن العديم ج ٧ ص ٣٥٢٨ (بسنده إلى أبى القاسم ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال أبو سعيد بن يونس). وورد له فى (الإكمال) ١ / ٣٧٧ نسب آخر أكمل : (دعبل بن على بن رزين بن سليمان بن نهشل ـ وقيل : بهنس ـ بن خراش بن خالد ابن عبد بن أنس بن خزيمة بن سلامان بن أسلم بن أقصى بن حارثة بن عمرو بن عامر. اسم دعبل : محمد. وكنيته : أبو جعفر. و (دعبل) : لقب ، وهو البعير المسنّ. (وضبط ابن خلكان ذلك اللقب فى : وفيات الأعيان ٢ / ٢٧٠). أما الخطيب ، فذكر أنه يكنى أبا علىّ ، واسمه عبد الرحمن. ولقّبته دايته بهذا ؛ لدعابة كانت فيه ، فأرادت (ذعبلا) ، فقلبت الذال دالا. (تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٥).

(٤) ضبطت بالشكل فى (الأنساب) ٤ / ٤٧٦ ، وهى بلدة قريبة من الرّقّة ، والنسبة إليها (قرقسانىّ). وذكر ياقوت (معجم البلدان) ٤ / ٣٧٣ : أنها قد تمدّ (قرقيسياء) ، وعرفها السمعانى قال : وهى بلدة بالجزيرة على ستة فراسخ من رحبة (مالك بن طوق). (الأنساب ٤ / ٤٧٦). وأضاف ياقوت : أنها على نهر (الخابور) ، وعندها مصب الخابور فى الفرات ، فهى فى مثلث بين الخابور ، والفرات. (معجم البلدان ٤ / ٣٧٣).

(٥) بغية الطلب ٧ / ٣٥٢٨ ، وتاريخ الخلفاء ص ٣٧٨ (قال ابن يونس. ولم يذكر خروجه إلى الأغلب). وأعتقد أنه توجه إلى أمير الأغالبة (أبى عقال ، الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب) ٢٢٣ ـ ٢٦٦ ه‍ (وهو المعاصر لفترة حكم المعتصم). (راجع : الكامل لابن الأثير ٦ / ٤٩ ، ٦٦ (كنيته أبو عفان) ، والبيان المغرب ١ / ١٠٧ ، والقيروان ودورها فى الحضارة الإسلامية) د. زيتون

٧٨

منهم : محمد بن يحيى بن أبى المغيرة. يحكى عنه حكايات ، وإنشادات(١) .

ذكر من اسمه «دويد» :

١٩٩ ـ دويد بن نافع الأموى : يكنى أبا عيسى. دمشقى ، يروى عن الزهرى ، وضبارة بن عبد الله بن السّليك. روى عنه بقيّة بن الوليد(٢) . قدم مصر ، وسكنها ، وكان من ولده بقية إلى قريب من سنة عشر وثلاثمائة(٣) .

ذكر من اسمه «دينار» :

٢٠٠ ـ دينار (مولى جميلة بنت عقبة بن(٤) كديم الأنصارى : يكنى أبا المهاجر. أحد أمراء المغرب. وليها لمعاوية بن أبى سفيان ، وليزيد بعده. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمى. قتل ب (تهودة) من أرض الزاب ، وهو وراء القيروان إلى جهة المغرب ، سنة ثلاث وستين مع عقبة بن نافع الفهرى. حكى عن عبد الله بن قرط صلاته(٥) .

__________________

ص ١٢٥). أما الفعل (نذر ينذر بالشيء نذرا : علمه ، فحذره. (اللسان ، مادة : ن. ذ. ر) ٦ / ٤٣٩٠ ، والمعجم الوسيط ٢ / ٩٤٩). والمقصود : علم إهدار المعتصم دمه ، فخافه وهرب.

(١) بغية الطلب ٧ / ٣٥٢٨. وذكر السيوطى الأبيات ، التى هجا بها المعتصم فى (تاريخ الخلفاء) ص ٣٧٨. وجدير بالذكر أن هذا الشاعر شهد بعض أحداث مصر ، حتى خروج الوالى (المطلب ابن عبد الله الثانية) سنة ٢٠٠ ه‍ من مصر ، وسلّم الحكم للسرى بن الحكم ، فأنشد دعبل شعرا فى السخرية منه (الولاة ص ١٦١). راجع المزيد عن هذا الشاعر (١٤٨ ـ ٢٤٦ ه‍) فى (تاريخ بغداد ٨ / ٣٨٢ ـ ٣٨٥ ، ووفيات الأعيان ٢ / ٢٦٦ ـ ٢٧٠).

(٢) الإكمال ٣ / ٣٨٧ (لم ينسب النص إلى ابن يونس).

(٣) تهذيب الكمال ٨ / ٥٠٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٨٥ (قال ابن يونس). ووقع خلط لدى ابن ماكولا ، فترجم له مرتين : مرة كمصرى (ناسبا إياه إلى ابن يونس) ، ولم يكمل نسبه. ومرة لم يذكر بلده. ولعل الترجمة الثانية المثبتة بالمتن هى الصواب ، وتتفق مع ما ورد لدى المزى ، وابن حجر. وربما سقط اسم ابن يونس من نص ابن ماكولا سهوا.

(٤) حرّف لفظ (ابن) إلى (بنت) فى (الإكمال) ٧ / ١٦٥. وسبق أن ترجم ابن يونس ل (عقبة بن كديم الأنصارى الصحابى) فى (تاريخ المصريين) برقم (٩٥٠).

(٥) الإكمال ٧ / ١٦٥ ـ ١٦٦ (قاله ابن يونس). راجع التفاصيل عنه فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم ص ١٩٧ ـ ١٩٩.

٧٩

باب الذال

ذكر من اسمه «ذو النون» :

٢٠١ ـ ذو النون الأندلسى : محدّث. روى عنه ابنه سعيد بن ذى النون. مات بالأندلس(١) .

__________________

(١) تاريخ ابن الفرضى ١ / ١٧٤ (قال أبو سعيد) ، والإكمال ٣ / ٣٩٠ (قاله ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٣٣٤ (ذكر أبو سعيد بن يونس ، ولم يذكر له نسبا) ، والبغية ص ٢٩٢ (شرحه).

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621