موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٣

موسوعة الأسئلة العقائديّة3%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-03-4
الصفحات: 621

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 621 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 265299 / تحميل: 6257
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٣-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

ولا يخفى عليك ، إنّنا من خلال هذا الحديث نثبت أحقّية الإمام عليعليه‌السلام لمنصب الإمامة والخلافة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث يثبت هذا الحديث فضيلة كبيرة ، ومنزلة عظيمة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهي : أنّه أخ له ووارثه.

كما لاشكّ أنّ هذا الحديث تواتر نقله ، ولا يمكن إنكاره ، ولا التشكيك فيه ، فقد رواه أصحاب السنن والسير والتواريخ من أعلام أهل السنّة في كتبهم ، فضلاً عن علماء الشيعة ، وعليه فهو حديث صحيح ، ولا يعبأ بقول ابن كثير وابن حزم ـ المعروفين بالنصب والتعصّب ضدّ فضائل عليعليه‌السلام ـ بأنّه حديث غير صحيح ، خصوصاً وأنّ بعض علماء أهل السنّة قد صححه وقوّاه.

وفي هذا المجال نذكر بعض نصوص هذا الحديث ، وبعض مصادره من أهل السنّة ، ومن قال بتصحيحه ، حتّى يتبيّن الحقّ لم ينكره.

١ ـ روي عن زيد بن أبي أوفى قال : لمّا آخى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه ، وآخى بين عمر وأبي بكر فقال علي : (يا رسول الله ، ذهب روحي ، وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان من سخطة عليّ؟ فلك العتبى والكرامة ).

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : (والذي بعثني بالحقّ ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي ، فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي ).

قال : (يا رسول الله ما أرث منك )؟! قال : (ما أورثت الأنبياء ) ، قال : (ما أورثت الأنبياء قبلك )؟! قال : (كتاب الله وسنّة نبيّهم ، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي )(١) .

____________

١ ـ المعجم الكبير ٥ / ٢٢١ ، نظم درر السمطين : ٩٤ ، كنز العمّال ٩ / ١٦٧ و ١٣ / ١٠٥ ، الدرّ المنثور ٤ / ٣٧١ ، تاريخ مدينة دمشق ٢١ / ٤١٥ و ٤٢ / ٥٣ ، المناقب : ١٥٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٧٧ ، الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢.

٤٠١

٢ ـ وروي : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين أصحابه ، فبقي رسول الله وأبو بكر وعمر وعلي ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وقال لعلي : ( إنّما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإنّ ذكرك أحد فقل : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا يدّعيها بعدك إلاّ كذّاب )(١) .

____________

١ ـ ذخائر العقبى : ٦٦ ، نظم درر السمطين : ٩٥ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٨ و ١٣ / ١٤٠ ، علل الدارقطنيّ ٩ / ٢٠٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٢ و ٦١ ، جواهر المطالب ١ / ٧١ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٥٢.

٤٠٢

حديث مدينة العلم :

( ناصر ـ أمريكا ـ )

تصريح علماء السنّة بصحّته وحسنه :

س : سألني أحد الإخوة عن حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ، وأنا في أمريكا لا يوجد لديّ كثير من المصادر ، فهل لكم أن ترشدونا إليه من كتب العامّة.

ج : من أقوى الأدلّة على أعلميّة أمير المؤمنينعليه‌السلام من جميع الصحابة ، حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها ) ، هذا الحديث الوارد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالأسانيد والطرق المعتبرة في كتب الفريقين ، وله ألفاظ مختلفة وشواهد متكثّرة ، حتّى نصّ جماعة من علماء أهل السنّة على كونه من الأحاديث المشتهرة ، وتفرّغ آخرون لإبطال الطاعنين في سنده.

لكن السبب الأصلي لطعن القوم في سنده قوّة دلالته على أفضلية الإمامعليه‌السلام ، والأفضلية مستلزمة للإمامة والخلافة ، ولهذا عمد بعضهم إلى التلاعب في متنه بالتأويل والتحريف.

فممّن صرّح بصحّته وحسنه من علماء أهل السنّة : سبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواص(١) ، الحاكم النيسابوريّ في المستدرك(٢) ، يحيى بن معين(٣) ،

____________

١ ـ تذكرة الخواص : ٥١.

٢ ـ المستدرك ٣ / ١٢٦.

٣ ـ تهذيب الكمال ١٨ / ٧٧.

٤٠٣

البدخشانيّ في نزل الأبرار ، الذي التزم فيه بالصحّة(٤) ، محمّد بن يوسف الكنجيّ في كفاية الطالب(١) ، ابن الجزريّ في أسنى المطالب(٢) ، السخاويّ في المقاصد الحسنة(٣) ، ابن حجر العسقلانيّ(٤) ، صلاح الدين العلائيّ(٥) ، الصالحيّ الشاميّ(٦) ، المنّاويّ في فيض القدير(٧) ، الصبّان في إسعاف الراغبين(٨) ، الشوكانيّ في الفوائد المجموعة(٩) .

( ـ ـ )

صحّحه الحاكم :

س : أرجو إفادتنا بسند صحيح أنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).

ج : حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها ) له أسانيد صحيحة في كتب أهل السنّة ، منها : ما أخرجه الحاكم ـ وصححّه ـ عن سفيان بن سعيد الثوري ـ من رجال الصحاح الستة ـ عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ـ وثّقه : ابن معين والعجلي والنسائيّ وابن سعد ، وذكره ابن حبّان في الثقات ، وقال أبو حاتم : ما به بأس صالح الحديث ـ عن عبد الرحمن بن بهمان ـ ذكره ابن حبّان في الثقات ، ووثّقه

____________

١ ـ نزل الأبرار : ٣٨.

٢ ـ كفاية الطالب : ١١٩.

٣ ـ أسنى المطالب : ٧٠.

٤ ـ المقاصد الحسنة : ١٢٣.

٥ ـ كشف الخفاء ١ / ٢٠٤ عنه في اللآلي.

٦ ـ سبل الهدى والرشاد ١ / ٥٠٩.

٧ ـ نفس المصدر السابق.

٨ ـ فيض القدير ٣ / ٦١.

٩ ـ إسعاف الراغبين : ١٤٨.

١٠ ـ الفوائد المجموعة : ٣٤٩.

٤٠٤

ابن حجر في التهذيب وتقريب التهذيب ، وكذا غيرها ـ قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله يقول : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت من الباب )(١) .

( وليد محمّد ـ مصر ـ ٢٧ سنة )

جاء بسند معتبر في كتبنا :

س : تمنّيت أن تقوموا بإعطائنا السند الصحيح الموثّق من كتب الشيعة الكرام حول حديث : أنا مدينة العلم ولا رغبة لي بما في كتب السنّة ، وبارك الله فيكم.

ج : إنّ حديث (أنا مدينة العلم ) موجود في كتبنا بأسانيد معتبرة ، وهو حقيقة مسلّمة ، بحيث جاء ذكره حتّى في زيارات الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحتّى في الأدعية المأثورة.

ومن أسانيده المعتبرة : رواية الشيخ الصدوققدس‌سره قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال : (قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على منبره : يا علي ، أنا مدينة العلم وأنت بابها ، وهل تؤتى المدينة إلاّ من بابها )(٢) .

____________

١ ـ المستدرك ٣ / ١٢٦.

٢ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٦٥٥.

٤٠٥
٤٠٦

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه :

( أبوعلي ـ الكويت ـ ٣١ سنة ـ دبلوم صيدلة )

في مصادر الفريقين :

س : نرجو التفضّل في معرفة سند هذا الحديث وصحّته ، والحديث هو : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) ، وشكراً لكم ، والسلام.

ج : إنّ هذا الحديث قد ورد بعبارات متقاربة ومضمون واحد ، بطرق متعدّدة في مصادر كثيرة من الفريقين ، نذكر فيما يلي طرفاً منها :

أوّلاً : قد وردت هذه الرواية في كتب الحديث عند الشيعة في حدّ التواتر والاستفاضة ، وهو كما نعلم آية صحّة الحديث من حيث الصدور ، مضافاً إلى أنّ جلّ الأسناد في هذا المجال صحيحة ومعتبرة وقابلة للاعتماد(١) .

ثانياً : إنّ هذا الحديث قد جاء في موارد كثيرة عند أهل السنّة(٢) .

____________

١ ـ انظر : الرسائل العشر : ٣١٧ ، الإمامة والتبصرة : ١٥٢ ، كمال الدين وتمام النعمة : ٤٠٩ ، الفصول المختارة : ٣٢٥ ، الإفصاح : ٢٨ ، مناقب آل أبي طالب ١ / ٢١٢ و ٣ / ١٨ ، تفسير أبي حمزة الثمالي : ٨٠.

٢ ـ انظر : مسند أحمد ٤ / ٩٦ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢١٨ و ٢٢٤ ، مسند أبي داود : ٢٥٩ ، كتاب السنّة : ٤٨٩ ، مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ، صحيح ابن حبّان ١٠ / ٤٣٤ ، المعجم الأوسط ٦ / ٧٠ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٨٨ ، مسند الشاميّين ٢ / ٤٣٨ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٥٥ و ١٣ / ٢٤٢ ، كنز العمّال ١ / ١٠٣ و ٦ / ٦٥ ، علل الدارقطنيّ ٧ / ٦٣ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٥١ و ٣ / ٣٧٢ و ٤٥٦.

٤٠٧

( منى علي ـ البحرين ـ )

دليل على وجوب معرفة الإمام وطاعته :

س : ما معنى الحديث الشريف : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )؟ مع الشكر الجزيل.

ج : قد ورد هذا الحديث الصحيح المتّفق عليه في عدّة مصادر ، بألفاظ قريبة المعنى ، وهو دليل صريح على وجوب معرفة الإمام ، والاعتقاد بولايته الإلهيّة ، ووجوب طاعته والانقياد له ، وأنّ الجاهل أو الجاحد له يموت على الكفر ، كما هو الحال بالنسبة إلى الاعتقاد بالنبوّة لنبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فالنتيجة : إنّ الاعتقاد والالتزام بمعرفة الإمام ركن أساسي في الدين لا مجال للتهرّب منه.

( علي محمّد الصبّاغ ـ البحرين ـ )

سنده وألفاظه :

س : الإخوة الأكارم في موقع العقائد الإسلاميّة المحترمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد ، سؤال مهمّ وضروريّ جدّاً : حديث ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) ، أُريد سند ومتن هذا الحديث من كتب السنّة تحديداً ، وماذا يعني هذا الحديث؟

ج : ورد الحديث بعبارات مختلفة ، وإليك نصّها :

١ ـ (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية )(١) .

____________

١ ـ مسند أحمد ٤ / ٩٦ ، مجمع الزوائد ٥ / ٢١٨ ، مسند أبي داود : ٢٥٩ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٨٨ ، مسند الشاميّين ٢ / ٤٣٨ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٥٥ ، كنز العمّال ١ / ١٠٣ و ٦ / ٦٥ ، علل الدارقطنيّ ٧ / ٦٣.

٤٠٨

٢ ـ (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية )(١) .

٣ ـ (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )(٢) .

٤ ـ (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )(٣) .

ومعنى الحديث : أنّ لكلّ زمان إماماً حقّاً ، يجب معرفته وطاعته ، والإذعان بولايته ، ومعاداة أعدائه ، والبراءة من كلّ ولاية غير ولايته ، التي هي ولاية الله ورسوله.

وأمّا تحديد مصداق الإمام ، فلابدّ من الاستفادة من سائر النصوص الشريفة ، أمثال ما ورد عند الشيعة وأهل السنّة : من أنّ الأئمّة بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله اثنا عشر إماماً ، كلّهم من قريش ، وفي بعض النصوص : من بني هاشم.

____________

١ ـ مجمع الزوائد ٥ / ٢٢٥ ، كتاب السنّة : ٤٨٩ ، مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ، صحيح ابن حبّان ١٠ / ٤٣٤ ، المعجم الأوسط ٦ / ٧٠.

٢ ـ ينابيع المودّة ٣ / ٣٧٢.

٣ ـ المجموع ١٩ / ١٩٠ ، مواهب الجليل ٨ / ٣٦٧ ، المحلّى ١ / ٤٦ و ٩ / ٣٥٩ ، نيل الأوطار ٧ / ٣٥٦ ، صحيح مسلم ٦ / ٢٢ ، السنن الكبرى للبيهقيّ ٨ / ١٥٦ ، فتح الباري ١٣ / ٥ ، تحفة الأحوذيّ ٨ / ١٣٢ ، كتاب السنّة : ٤٨٩ و ٥٠٠ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٣٥ ، رياض الصالحين : ٣٣٦ ، كنز العمّال ٦ / ٥٢ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٥٣٠.

٤٠٩
٤١٠

حديث المنزلة :

( حميد ـ عمان ـ )

دلالته على إمامة علي ومصادره :

س : ما هو حديث المنزلة؟ وهل يدلّ على إمامة أمير المؤمنين عليه‌السلام ؟

ج : هو قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للإمام عليعليه‌السلام :

( أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ) ، وهو من الأحاديث المتواترة ، فقد رواه جمهرة كبيرة من الصحابة ، ومصادره كثيرة ، نذكر منها من كتب أهل السنّة : صحيح البخاريّ(١) ، صحيح مسلم(٢) ، وغيرهما(٣) .

____________

١ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢٠٨ و ٥ / ١٢٩.

٢ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٠.

٣ ـ سبل السلام ١ / ٤٤ ، ذخائر العقبى : ١٢٠ ، فضائل الصحابة : ١٣ ، الجامع الكبير ٥ / ٣٠٢ و ٣٠٤ ، المستدرك ٢ / ٣٣٧ و ٣ / ١٠٩ ، السنن الكبرى للبيهقيّ ٩ / ٤٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٩ ، فتح الباري ٧ / ٦٠ و ٩ / ٥٣ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٥٧ و ١٦١ ، مسند أبي داود : ٢٨ ، المصنّف للصنعانيّ ٥ / ٤٠٦ و ١١ / ٢٢٦ ، مسند الحميدي ١ / ٣٨ ، مسند ابن الجعد : ٣٠١ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٦ و ٨ / ٥٦٢ ، مسند ابن راهويه ٥ / ٣٧ ، مسند سعد بن أبي وقّاص : ٥١ و ١٠٣ و ١٧٤ و ١٧٧ ، الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢ ، كتاب السنّة : ٥٥١ و ٥٨٦ و ٥٩٥ و ٦١٠ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ٤٤ و ١٠٨ و ١١٣ و ١٢٠ و ١٢٥ و ١٤٤ و ٢٤٠ ، خصائص أمير المؤمنين : ٤٨ و ٦٤ و ٧٦ و ٨٠ و ٨٥ و ١١٦ ، مسند أبي يعلى ١ / ٢٨٦ و ٢ / ٥٧ و ٦٦ و ٨٦ و ٩٩ و ١٣٢ و ١٢ / ٣١٠ ، أمالي المحامليّ : ٢٠٩ و ٢٥١ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٦ و ٣٦٩ ، المعجم الصغير ٢ / ٢٢ و ٥٤ ، المعجم الأوسط ٢ / ١٢٦ و ٣ / ١٣٩ و ٥ / ٢٨٧ و ٦ / ٧٧ و ٨٣

٤١١

ودلالته على ولاية عليعليه‌السلام وإمامته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واضحة ، إذ أنّ هارون كان خليفة لموسىعليه‌السلام ونبيّاً ، وقد أثبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نفس المنزلة لعليعليه‌السلام باستثناء النبوّة ، فدلّ ذلك على ثبوت الخلافة لهعليه‌السلام .

____________

و ٧ / ٣١١ و ٨ / ٤٠ ، المعجم الكبير ١ / ١٤٦ و ٢ / ٢٤٧ و ٤ / ١٧ و ١٨٤ و ٥ / ٢٠٣ و ٢٢١ و ١١ / ٦١ و ١٢ / ١٥ و ٧٨ و ١٩ / ٢٩١ و ٢٣ / ٣٧٧ و ٢٤ / ١٤٦ ، فوائد العراقيين : ٩٤ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٦٤ و ٥ / ٢٤٨ و ٦ / ١٦٩ و ١٠ / ٢٢٢ و ١٣ / ٢١١ و ٢٤٩ و ١٧ / ١٧٤ و ١٨ / ٢٤ ، الأذكار النوويّة : ٢٧٧ ، نظم درر السمطين : ٢٤ و ٩٥ و ١٠٧ و ١٣٤ و ١٩٤ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، كنز العمّال ٥ / ٧٢٤ و ٩ / ١٦٧ و ١١ / ٥٩٩ و ٦٠٣ و ١٣ / ١٠٦ و ١٢٣ و ١٥١ و ١٥٨ و ١٦٣ و ١٧٢ و ١٩٢ و ١٦ / ١٨٦ ، كشف الخفاء ٢ / ٣٨٢ و ٤٢٠ ، إرواء الغليل ٥ / ١١ و ٨ / ١٢٧ ، شواهد التنزيل ١ / ١٩٠ و ١٩٤ و ٢ / ٣٥ و ٤١٨ ، الجامع لأحكام القرآن ١ / ٢٦٦ و ٧ / ١ و ٨ / ٢٨٠ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٢٣ ، التاريخ الكبير ١ / ١١٥ ، معرفة الثقات ٢ / ١٨٤ و ٤٥٧ ، الثقات ١ / ١٤٢ و ٢ / ٩٣ ، طبقات المحدّثين ٤ / ٢٦٤ ، علل الدارقطنيّ ٤ / ٣١٣ و ٣٧٣ و ٣٨١ ، تاريخ بغداد ١ / ٣٤٢ و ٤ / ٥٦ و ١٧٦ و ٢٩١ و ٤٢٥ و ٥ / ١٤٧ و ٧ / ٤٦٣ و ٨ / ٥٢ و ٢٦٢ و ١٠ / ٤٥ و ١١ / ٤٣٠ و ١٢ / ٣٢٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣١ و ١٣ / ١٥٠ و ١٨ / ١٣٨ و ٢٠ / ٣٦٠ و ٢١ / ٤١٥ و ٣٠ / ٦٠ و ٣٥٩ و ٣٨ / ٧ و ٣٩ / ٢٠١ و ٤١ / ١٨ و ٤٢ / ١٦ و ٤٢ و ٥٣ و ٩٨ و ١١١ و ١١٦ و ١٣٩ و ١٤٤ و ١٥٠ و ١٥٦ و ١٦٢ و ١٦٨ و ١٧٥ و ١٨١ و ٥٤ / ٢٢٦ و ٧٠ / ٣٥ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ و ٥ / ٨ ، تهذيب الكمال ٥ / ٢٧٧ و ٥٧٧ و ٧ / ٣٣٢ و ٨ / ٤٤٣ و ١٤ / ٤٠٧ و ١٦ / ٣٤٦ و ٢٠ / ٤٨٣ و ٢٥ / ٣٩٦ و ٤٢٣ و ٣٢ / ٤٨٢ و ٣٥ / ٢٦٣ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠ و ٢١٧ و ٢ / ٥٢٣ ، ميزان الاعتدال ١ / ٥٦١ و ٢ / ٣ و ٣ / ١٢٢ ، سير أعلام النبلاء ١ / ١٤٢ و ١٢ / ٢١٤ و ١٣ / ٣٤١ و ١٤ / ٢١٠ و ١٥ / ٤٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٩ و ٦ / ٨٤ و ٧ / ٢٩٦ ، لسان الميزان ٢ / ٣٢٥ و ٤١٤ و ٥ / ٣٧٨ ، الإصابة ٤ / ٤٦٤ ، أنساب الأشراف : ٩٢ و ١٠٦ ، الجوهرة : ١٤ و ٦٩ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٣٦٨ ، التنبيه والإشراف : ٢٣٦ ، ذكر أخبار إصبهان ١ / ٨٠ و ٢ / ٢٨١ و ٣٢٨ ، البداية والنهاية ٥ / ١١ و ٧ / ٢٥١ و ٣٧٠ و ٣٧٥ و ٨ / ٨٤ ، السيرة النبويّة لابن هشام ٤ / ٩٤٧ ، المناقب : ٣٩ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٤ / ١٢ ، النزاع والتخاصم : ١٠١ ، جواهر المطالب ١ / ٣٧ و ٥٧ و ١٧١ و ١٩٧ و ٢١٢ و ٢٩٦ ، سبل الهدى والرشاد ٥ / ٤٤١ و ١١ / ٢٩١ ، ينابيع المودّة ١ / ١١٢ و ١٥٦ ، ١٦٠ و ١٧٧ و ٢٠٠ و ٢٤٠ و ٢٥٥ و ٢٥٩ و ٣٠٩ و ٣٤١ و ٣٤٨ و ٣٧٤ و ٣٨٩ و ٤٠٤ و ٤٣١ و ٢ / ٦٥ و ٨٦ و ٩٧ و ١١٩ و ١٤٦ و ١٥٣ و ٢٠١ و ٢٣٧ و ٣٠٢ و ٣٨٦ و ٣ / ٢٠٨ و ٢٦١ و ٢٧٨ و ٣٦٩ و ٤٠٣.

٤١٢

( سعد ـ السعودية ـ )

هو أحد أدلّة الإمامة :

س : بالنسبة لحديث المنزلة ، يقول أهل السنّة : أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قاله فقط عندما خلّف عليّاً بالمدينة في غزوة تبوك ، وهذا لا يدلّ على خلافته ، فما هو ردّكم؟

وثانياً : أنّ هارون لم يصبح خليفة لموسى ؛ لأنّه توفّي في زمنه ، بل أصبح يوشع بن نون ، فما هو ردّكم؟

ج : نعلمكم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقل حديث المنزلة مرّة واحدة ـ وذلك في غزوة تبوك ـ حتّى يرد الإشكال ، بل قاله عدّة مرّات ، وكرّره في عدّة مواطن ، ومن تلك المواطن :

١ ـ عند مؤاخاته لأمير المؤمنينعليه‌السلام (١) .

٢ ـ في خطبة غدير خم(٢) .

٣ ـ في قضية فاطمة ابنة حمزة سيّد الشهداء(٣) .

٤ ـ في حديث عن جابر في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٤) .

٥ ـ عند تسمية الإمام الحسنعليه‌السلام ، عن أسماء بنت عميس ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : (أيّ شيء سمّيت ابني )؟ قال : (ما كنت لاسبقك بذلك ) ، فقال : (ولا أنا

____________

١ ـ الآحاد والمثاني ٥ / ١٧٢ ، المعجم الأوسط ٨ / ٤٠ ، المعجم الكبير ٥ / ٢٢١ و ١١ / ٦٣ ، كنز العمّال ٩ / ١٦٧ و ١٧٠ و ١١ / ٦٠٧ و ١٣ / ١٠٦ ، الثقات ١ / ١٤٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٢١ / ٤١٥ و ٤٢ / ٥٣ ، سير أعلام النبلاء ١ / ١٤٢ ، المناقب : ٣٩ و ١٤٠ و ١٥٢ ، ينابيع المودّة ١ / ١٥٩ و ١٧٧ و ١٧٩ و ٤٣١ ، نظم درر السمطين : ٩٥ ، الدرّ المنثور ٤ / ٣٧١.

٢ ـ المناقب : ٦١ ، ينابيع المودّة ٣ / ٢٧٨.

٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٧٠ و ١٨٦.

٤ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٠٤ ، كتاب السنّة : ٥٨٨ ، المعجم الكبير ٢ / ٢٤٧ ، تاريخ بغداد ٤ / ٥٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٣٩ و ١٧٦ ، لسان الميزان ٥ / ٣٧٨ ، الجوهرة : ١٥ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٨ ، المناقب : ١٠٩ ، ينابيع المودّة ١ / ٢٦٠ و ٢ / ٣٠٢.

٤١٣

أسابق ربّي ) ، فهبط جبرائيلعليه‌السلام فقال : (يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى ، لكن لا نبيّ بعدك )(١) .

٦ ـ في حديث عن أُمّ سلمة(٢) .

وهناك موارد أُخرى ، وعليه فالحديث يدلّ على خلافة وإمامة أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وبالنسبة إلى سؤالكم الثاني فنقول : إنّ المقصود من كون هارون خليفة لموسىعليه‌السلام هو ما جاء في قوله تعالى :( وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِح ) (٣) .

فهذا مقام لهارون بأمر من الله تعالى ، وقد نزّل نبيّنا عليّاً بهذه المنزلة من نفسه ، ومن المقطوع به أنّ هذا المعنى لم يرد في حقّ غير عليعليه‌السلام من صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولذا ورد عن غير واحد منهم ـ كما مرّ ـ أنّه كان يتمنّى لو ورد هذا الحديث في حقّه عن النبيّ ، وثبتت له هذه المنزلة منه.

وأمّا الاستخلاف بمعنى القيام مقام النبيّ بعد الموت ، فهذا ممّا لم يثبت لهارون لموته قبل موسى ، ولكنّه ثبت لعلي لوجوده بعد الرسول الأعظم بحديث المنزلة ، وغيره من الأحاديث القطعية ، المتّفق عليها بين المسلمين.

وبعبارة أوضح : إنّ رتبة الوصاية كانت موجودة عند هارون ، ولكن لم يصل إليها لطروّ المانع وهو الموت ، وأمّا في الإمام عليعليه‌السلام فلعدم وجود المانع كانت الوصاية قد وصلت إلى مرحلة الفعلية بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

____________

١ ـ ذخائر العقبى : ١٢٠ ، نظم درر السمطين : ١٩٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٦٤ و ٢٠١ و ٣ / ٢٦١.

٢ ـ مسند أبي يعلى ١٢ / ٣١٠ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٥ ، المعجم الكبير ١٢ / ١٥ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٢ و ١٦٩ و ١٨١ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٣ ، لسان الميزان ٢ / ٤١٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٨ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩١ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٨٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١١.

٣ ـ الأعراف : ١٤٢.

٤١٤

وبالجملة : فإنّ الحديث يدلّ بدلالة قطعية على إمامة ووصاية أمير المؤمنينعليه‌السلام .

( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )

كلّ ما ثبت لهارون يثبت لعلي إلاّ النبوّة :

س : حين نذكر دلالات حديث المنزلة ، وأنّ الاستثناء من أدوات العموم ، ممّا يعني ثبوت جميع المنازل للإمام علي عليه‌السلام التي كانت لهارون عليه‌السلام ما عدا النبوّة ، فإنـّهم يردّون بشبهة : بأن لو كان هذا هو المعنى الذي نذهب إليه في الحديث ، فيجب أن يكون علي عليه‌السلام نبيّاً في حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما كان هارون نبيّاً في حياة موسى عليه‌السلام ، وذلك بدليل قوله : ( إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ) ، ممّا يستلزم كون علي عليه‌السلام نبيّاً في حياة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما هو ردّكم؟

ج : من المسلّم أن لا نبيّ في زمن نبيّنا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله غيره.

ثمّ إن حديث المنزلة ، وإن كان يثبت للإمام عليعليه‌السلام كلّ ما كان ثابتاً لهارونعليه‌السلام ، ومنها نبوّته في حياة موسىعليه‌السلام ، إلاّ أنّ هناك قيود وتخصيصات في غير هذا الحديث ، أخرجت كون عليعليه‌السلام نبيّاً في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

هذا ويمكن أن يردّ الأشكال بجواب آخر : بأنّ كلمة ( بعدي ) في الحديث يمكن أن تكون عامّة ، فتشمل البعدية الرتبية ، بالإضافة إلى البعدية الزمانية ، فمعنى لا نبيّ بعدي ، أي : لا نبيّ بعدي من جهة الرتبة ، كما أنّه لا نبيّ بعدي من جهة الزمان.

أي بمعنى : لا نبيّ بعد زماني ، فأنا خاتم الأنبياء ، وفي زماني لا نبيّ بعدي له رتبة النبوّة حتّى تصل له ، إن لم أكن موجوداً وحاضراً معكم.

ويؤيّد هذا الاستعمال ، أي استعمال البعدية بمعنى الرتبية ، ما ورد في قضية بريدة ، حيث قال : بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : ( إذا التقيتم فعلي على الناس ،

٤١٥

وإن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده ).

قال : فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرّية ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخبره بذلك ، فلمّا أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دفعت الكتاب فقرأ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقلت : يا رسول الله ، هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل ، وأمرتني أن أطيعه ، ففعلت ما أرسلت به ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لا تقع في علي ، فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ، وأنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي )(١) .

أي هو وليّكم بعدي في الرتبة ، بمعنى أن لم أكن حاضراً وموجوداً معكم فالولاية من بعدي تكون له ، فعلي وليّ عليكم في حياتي أن لم أكن موجوداً بينكم ، وإلاّ فالولاية لي.

هذا بالإضافة إلى أن الاستثناء في الحديث متّصل ، وأنّه لابدّ من أن يكون متّصلاً ، وأنّه لا يصحّ حمله على الانقطاع ، لوجوب حمل الاستثناء دائماً على الاتصال ما أمكن ، ولعدم وجود شرط الاستثناء المنقطع في هذا الحديث ، وهو وجود مخالفة بوجه من الوجوه.

وعليه فمعنى الحديث يكون : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة ، لأنّه لا نبيّ بعدي ، فحذف لفظ النبوّة الذي هو المستثنى في الحقيقيّة.

وفي بعض الروايات وردت فيها لفظ النبوّة ، ففي كتاب البداية والنهاية لابن كثير قال : ( عن عائشة بنت سعد ، عن أبيها : أنّ عليّاً خرج مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى جاء ثنية الوداع ، وعلي يبكي يقول : (تخلّفني مع الخوالف )؟!

____________

١ ـ مسند أحمد ٥ / ٣٥٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٧ ، تحفة الأحوذيّ ٥ / ٢٩٤ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ١٣٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٨ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ١٧٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٨٩ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨٠ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٩٠.

٤١٦

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : (أو ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة ) ، وهذا إسناده صحيح ولم يخرّجوه(١) .

إذاً لعليعليه‌السلام ما لهارون إلاّ النبوّة ، فليست له لا في حياة النبيّ ولا بعد حياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

____________

١ ـ البداية والنهاية ٧ / ٣٧٧.

٤١٧
٤١٨

الخلفاء :

( هاني ـ الكويت ـ سنّي )

كيفية تقييمهم :

س : ما تقولون في الصدّيق أبي بكر؟ وفي الفاروق عمر بن الخطّاب؟ وفي الشهيد عثمان بن عفّان؟ وماذا تقصدون بالبراءة من الخلفاء الراشدين؟

ج : نلخّص الجواب في نقطتين :

١ ـ أنّ تقييم الفرد في المنطق الإسلاميّ يرجع إلى سلوكه وسيرته ـ قولاً وعملاً وتقريراً ـ فنحن لا نقيّم الأشخاص بما هم أشخاص ، بل نقيّمهم بعد عرض أعمالهم على الكتاب والسنّة ؛ لنرى مدى قرب هذا أو ذاك ، أو بعده عن المسار الصحيح ، لأنّ الحقّ لا يعرف بالرجال ، ولكن الرجال يُعرفون بالحقّ.

وعليه ، فقضيّتنا مع الصحابة لم تكن قضية قبلية ، أو عصبية ، أو عشائرية ، بل هي قضية دين وشريعة ، واتّباع نصّ أو مخالفته.

وحيث ثبت أنّ الخلفاء الثلاثة كانوا يجتهدون أمام النصوص ، ويتّبعون المصلحة التي يتصوّرونها مع وجود النصّ القرآنيّ والسنّة النبويّة ، وجب علينا الابتعاد عنهم ، والتمسّك بالمتعبّدين الذين لا يفتونا برأي واجتهاد ، بل كلّ ما قالوه كان عن آثار ورثوها كابر عن كابر.

إذاً ، إنّ اجتهادات هؤلاء الخلفاء ، وتأصيلهم لأُصول بعيدة عن واقع التشريع الإسلاميّ ، هو الذي أوقعهم في كثير من الأخطاء العقائديّة والفقهيّة والاجتماعيّة ، وهو الآخر قد دعا حماة الدين أن يرشدوا الناس إلى الابتعاد عن

٤١٩

أُولئك ، لكي لا يتأثّر الآخرون بأخطائهم.

وعليه ، فنحن حين نرشد الآخرين إلى أخطاء أُولئك الخلفاء ، لا نبغي من ورائه إلاّ الوقوف على الحقيقة ، وللحدّ من الانحراف عن جادّة النصوص ، وذلك اتباعاً لقول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : (ما إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً ) ؛ لأنّ الاجتهاد مقابل النصّ يؤدّي بالفرد إلى الابتعاد عن سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما نزل به الوحي ، وقد أطلق عن الشريعة بالإسلام لما يعنيه من التسليم والانقياد ، والأخذ بالنصوص ، والابتعاد عن الرأي.

وعليه ، فلا يمكن للمسلم المتعبّد الركون إلى أهل الاجتهاد والرأي والمصلحة المتوهّمة ، لأنّه سيؤدّي بالفرد إلى الابتعاد عن النصوص ـ قرآناً وسنّة ـ شيئاً فشيئاً ، ثمّ أخذه بما شرع رأياً على أنّه شريعة ودين.

٢ ـ وبناء على ما تقدّم من اعتبار مقاييس الأعمال ، فعلينا كمسلمين أن نتبرّأ من كلّ من خالف كتاب الله وسنّة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واجتهد مقابل النصّ ، وشرّع أُموراً غير شرعيّة في شريعة المسلمين ، مهما كان نوع المخالفة ، ومهما كانت منزلة الشخص المخالف.

( أُمّ محمّد ـ ـ سنّية )

عدم قرب الشيخين من رسول الله :

س : إنّ الشيعة تدّعي : أنّ الخليفتين نكثوا العهد بعد الرسول ، فلماذا كانوا أقرب الناس إلى الرسول؟ وكانوا معاونيه في الدعوة الإسلاميّة ، ألم يكن الرسول يعلم بذلك؟ وهو الذي يخبر عن كلّ صغيرة وكبيرة ، فلماذا لم يتكلّم الرسول ويخبر بذلك؟

ج : أمّا قولك : لماذا كان الشيخان أقرب الناس إلى الرسول ، فلا ندري ما مقصودك من القرب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ هل بمعنى القرابة؟ فهذا ـ كما تعلميّن ـ غير صحيح ، أم أنّك تقصدين أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يعتمد عليهما في

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621