موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٣

موسوعة الأسئلة العقائديّة9%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-03-4
الصفحات: 621

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 621 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266485 / تحميل: 6297
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٣

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٣-٤
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ذكر من اسمه «كلثوم» :

٤٦٧ ـ كلثوم بن عياض القشيرىّ : عامل هشام على إفريقية. وكان مقتله فى ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة(١) .

__________________

(١) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٥٩٣ (بسنده إلى أبى عمرو بن منده ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، ومختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٢٠٨ (قال أبو سعيد بن يونس). هذا ، وقد أشار الطبرى فى (تاريخه) ٧ / ١٩١ إلى أنه قتل سنة ١٢٢ ه‍ ، وكان هشام بعثه فى خيول أهل الشام إلى إفريقية ، حيث وقعت الفتنة بالبربر. وفى كتاب (البيان المغرب) ١ / ٥٤ ـ ٥٥ : ورد أن خليفة ميسرة (وهو خالد بن حميد الزناتى) هزم (كلثوم بن عياض) وجيشه هزيمة فادحة (سنة ١٢٣ ه‍ على الظاهر) ، وقتل معه فيها (حبيب بن أبى عبيدة ، وسليمان بن أبى المهاجر ، ووجوه العرب) ، فانهزم أهل الشام فاتجهوا إلى الأندلس ، وانهزم أهل مصر وإفريقية فى جيش (كلثوم) ، فارتدوا إلى إفريقية. ويمكن مراجعة المزيد عن ظروف وتفاصيل هذه المعركة منذ إرسال هشام كلثوما وجيشه إلى إفريقية فى رمضان سنة ١٢٣ ه‍ ، حتى وضعت الحرب أوزارها ، وذلك فى (فتوح مصر) لابن عبد الحكم ص ٢١٨ ـ ٢٢٠. ويلاحظ أن ابن عبد الحكم ذكر روايتين (ص ٢٢٠) : إحداهما تجعل مقتل كلثوم سنة ١٢٣ ه‍ ، وهو الراجح والقائل به ابن يونس أيضا. وأخرى عن الليث مرجوحة تجعل مقتله سنة ١٢٤ ه‍ على يد (ميسرة). وليس هذا صحيحا ؛ لأن الذي واجهه (خالد بن حميد الزناتى) ، لا ميسرة. وهذا يؤكد عدم صحة التاريخ ، الذي ذكره ابن يونس ـ من قبل ـ فى ترجمة (حبيب بن أبى عبيدة) ، لما جعل وفاته سنة ١٢٤ ه‍ وذلك فى (تاريخ المصريين) ، باب (الحاء) ترجمة رقم (٢٨٢). فقد ثبت قتله هنا مع كلثوم فى المعركة نفسها سنة ١٢٣ ه‍.

١٨١

باب اللام

ذكر من اسمه «لب» :

٤٦٨ ـ لبّ بن عبد الله : من أهل سرقسطة. يكنى أبا محمد. محدّث ، كان فاضلا زاهدا. كتب عن أهل الأندلس ، ولم يرحل. وكانت وفاته فى صدر أيام الأمير عبد الله ابن محمد(١) .

__________________

(١) الجذوة ٢ / ٥٣٥ (قاله أبو سعيد) ، والبغية ص ٤٥٤ (شرحه). ويلاحظ أن الترجمة بنصها تقريبا وردت فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ١ / ٤١٦ ، لكنه لم ينسبها إلى ابن يونس ، بل قال : (من كتاب ابن حارث ، وبعضه بخطه).

١٨٢

باب الميم

ذكر من اسمه «مالك» :

٤٦٩ ـ مالك بن الحارث بن عبد يغوث : كوفى ، يعرف ب «الأشتر»(١) . ولّاه على بن أبى طالب مصر بعد «قيس بن سعد بن عبادة» ، فسار حتى بلغ القلزم(٢) ، فمات بها ـ يقال ـ مسموما فى شهر رجب سنة سبع وثلاثين(٣) .

٤٧٠ ـ مالك بن معروف : من أهل ماردة(٤) . يكنى أبا عبد الله. يروى عن عبد الملك ابن حبيب. توفى سنة أربع وستين ومائتين(٥) .

__________________

(١) ورد فى (معاجم اللغة) : شتر يشتر شترا : قطعه. وشتر يشتر شترا : انشق. ويقال : شتر فلان : انشقت شفته السفلى ، وانقلب جفن عينه ، فيقال : شترت عينه ، فهو أشتر ، وهى شتراء. والجمع : شتر. فلعل المترجم له كان فيه شىء من ذلك ، وربما ورثه عنه ابنه (إبراهيم) ، فقيل عنهما : الأشتران. (اللسان ، ش. ت. ر ، ٤ / ٢١٩٣ ، والقاموس المحيط (باب الراء ، فصل الشين) ٢ / ٥٤ ـ ٥٥ ، والمعجم الوسيط ١ / ٤٩١).

(٢) ضبطها ياقوت بالحروف ، وقال : بلدة على ساحل بحر اليمن قرب أيلة ، والطور ، ومدين. وإليها ينسب هذا البحر ، فالقلزمة هى ابتلاع الشيء ، وتقلزم بمعنى : ابتلع ، وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآله. وبين القلزم والفرما (السويس) أربعة أيام. وتقع القلزم على بحر الهند ، والفرما على بحر الروم (معجم البلدان ٤ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠).

(٣) مختصر تاريخ دمشق ٢٤ / ٢٤ (قال ابن يونس. ولم يذكر موته مسموما) ، وتهذيب الكمال ٢٧ / ١٢٩ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١١ (قال ابن يونس) ، والنجوم ١ / ١٣٨ (قال ابن يونس. ولم يذكر مكان وفاته) وأخيرا ، راجع ما يتعلق بوفاته فى (الولاة) للكندى ص ٢٣ ، وكذلك راجع تفاصيل عن المترجم له فى (تهذيب الكمال) ٢٧ / ١٢٦ ـ ١٢٩ ، وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٠ ـ ١١.

(٤) كورة واسعة من نواحى الأندلس ، وهى إحدى القواعد التى تخيرتها الملوك للسكنى من القياصرة والروم. وهى مدينة رائعة ، كثيرة الرخام عالية البنيان (معجم البلدان ٥ / ٤٦). وعلّق الحميدى على كونه (من أهل ماردة) بقوله : كذا قيل. وأظنه من لاردة. (الجذوة ٢ / ٥٥٣). وكذا نقل الضبى قول الحميدى فى (البغية) ص ٤٦٤.

(٥) تاريخ ابن الفرضى (ط. الخانجى) ج ٢ / ٣ (ذكره أبو سعيد) ، والجذوة ٢ / ٥٥٣ (دون نسبة إلى ابن يونس ، وحرّف عبد الملك بن حبيب إلى عبد الله بن حبيب) ، والبغية ص ٤٦٤ (دون نسبة إلى ابن يونس).

١٨٣

ذكر من اسمه «مبشر» :

٤٧١ ـ مبشّر بن الحسن بن مبشر بن مكسّر(١) القيسى : يكنى أبا بشر. بصرى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وكان ثقة. وبها كانت وفاته فى صفر سنة تسع وخمسين ومائتين(٢) .

ذكر من اسمه «محرر» :

٤٧٢ ـ محرّر(٣) بن بلال بن أبى هريرة : روى عن أبى هريرة. بقى إلى حدود الخمسين ومائة(٤) .

ذكر من اسمه «محمد» :

٤٧٣ ـ محمد بن إبراهيم بن سعيد(٥) : يكنى أبا عبد الله. بوشنجىّ(٦) . كان فقيه البدن(٧) ، صحيح اللسان. كتب عن أهل الشام ، وأهل مصر ، والكوفة. كتب الحديث

__________________

(١) كذا ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٢٨٨ ، وذلك خلال ترجمة ابن ماكولا لجد المترجم له (مبشر بن مكسّر) ، قال عنه : بصرى ، روى عن أبى حازم سلمة بن دينار ، ومحمد بن عجلان. روى عنه محمد بن عون الزيادى ، ويونس بن محمد المؤدب ، ومسلم بن إبراهيم الفراهيدى.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٦٨ (بسنده المعتاد إلى ابن مسرور ، حدثنا أبو سعيد بن يونس). وأضاف : أنه سكن الفسطاط ، وحدّث عن يعقوب بن محمد الزّهرى.

(٣) كذا ضبطت بالحروف فى (الإكمال) ٧ / ٢١٧.

(٤) تهذيب التهذيب ١٠ / ٥١ (ذكر ابن يونس فى تاريخ الغرباء). وقال ابن حجر : وذكره يدل على أنه بقى إلى حدود سنة ١٥٠ ه‍ ، فكأنه ابن أخى (صاحب الترجمة). يشير ابن حجر بذلك إلى من ترجم له خلال تلك الترجمة ، وقبله ، وهو (محرر بن أبى هريرة الدّوسىّ المدنى) ، الذي روى عن أبيه ، وعمر ، وابن عمر. روى عنه ابنه مسلم ، والزهرى ، والشعبى ، وعطاء. ومات فى المدينة أثناء خلافة (عمر بن عبد العزيز). (السابق ١٠ / ٥٠ ـ ٥١). وأخيرا ، يلاحظ ذكر ابن ماكولا لعم المترجم له المشار إلى ترجمته سلفا ، وذلك فى (الإكمال) ٧ / ٢١٧.

(٥) لنسبه تكملة هى (ابن عبد الرحمن بن موسى) فى (المقفى ٥ / ٩٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٨).

(٦) ضبطها السمعانى بالحروف ، وقال : على بعد سبعة فراسخ من (هراة). (الأنساب) ١ / ٤١٣. وضبطها ـ كذلك ـ ياقوت ، وقال : بلدة خصيبة فى واد مشجر. من نواحى هراة (معجم البلدان) ١ / ٦٠٢.

(٧) فسّر ابن ناجى هذا القول فى تعليقه على ترجمة الدبّاغ ل (موسى بن عبد الرحمن القطّان) فى (معالم الإيمان) ٢ / ٣٣٦ ، فقال : كان فقيه البدن ، يعنى به : طبيبا. وقد فسّرها محقق (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) تفسيرا بعيدا ، وذلك فى ترجمة (علاء بن محمد التّدميرى) ج ١ / ٣٧٣ (هامش ٣) ، فقال : فقيه البدن : يراقب الله فى الأعمال الخاصة ببدنه ، ونفسه. وفى رأيى : أن الراجح أنه يفقه فى أدواء البدن ، وعلله ، ويدرك أنواع علاجه. ولا يشترط أن يكون ممارسا للطب ، بل مجرد قارئ مطلع ، ملمّ بمعلوماته.

١٨٤

بمصر مع أبى زرعة ، وبالشام مع أحمد بن سيّار(١) .

٤٧٤ ـ محمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن أسباط : يكنى أبا جعفر. كوفى ، قدم مصر ، وحدّث بها عن حسن بن حسين الأشقر ، وطبقته(٢) . توفى بمصر فى ذى الحجة سنة ثمان وأربعين ومائتين(٣) .

٤٧٥ ـ محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن(٤) : يكنى أبا عبد الرحمن. مدينى ، يروى عن إسماعيل بن أبى أويس. قدم مصر ، وحدّث بها ، وخرج إلى الإسكندرية ، وحدّث بها أيضا. مات سنة اثنتين وستين ومائتين(٥) .

٤٧٦ ـ محمد بن إبراهيم بن عبدوس بن بشير : من موالى قريش(٦) . توفى سنة إحدى وخمسين ومائتين. حدثونا عنه(٧) .

__________________

(١) المقفى ٥ / ٩٥ (قال ابن يونس). راجع مزيدا من ترجمته فى : (السابق) ٥ / ٩٦ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٨ ـ ١٠ (روى عن إبراهيم بن المنذر الحزامى ، وابن حنبل ، وجماعة. وسمع بمصر ، والحجاز ، والكوفة ، والبصرة ، والشام ، وبغداد. ولد سنة ٢٠٤ ه‍ ، وتوفى آخر يوم من سنة ٢٩٠ ه‍ ، ودفن أول المحرم ٢٩١ ه‍ ، وهو شافعى المذهب).

(٢) المقفى ٥ / ٩٦ (قال ابن يونس).

(٣) المصدر السابق ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٠ (قال ابن يونس). وزاد : أنه روى عن عبد السلام ابن حرب ، والمطلب بن زياد ، وغيرهما. روى عنه أبو داود ، وأبو حاتم الرازى ، وأبو بكر بن أبى داود ، وعلى بن عمرو بن خالد الحرّانى. صدوق.

(٤) بقية نسبه : (ابن محمد بن عبد الله بن كثير بن الصّلت الكثيرى ، وقد ينسب إلى جده كثير). (المقفى ٥ / ١٠٠).

(٥) المصدر السابق ٥ / ١٠٠ ـ ١٠١ (قال ابن يونس).

(٦) ترتيب المدارك مجلد ٢ ص ١١٩ (قال أبو سعيد المصرى).

(٧) الإكمال ١ / ٢٩٦ (قال معنى ذلك ابن يونس فى مكانين). ولا أدرى ـ بالطبع ـ المكان الآخر ، الذي ذكر فيه المترجم له فى كتاب مؤرخنا. ويلاحظ أن القاضى عياضا ذكره فى (ترتيب المدارك) مجلد ٢ / ١١٩ فى (علماء إفريقية) ، وقال : أصله من العجم. وهو من كبار أصحاب سحنون وأئمة وقته ، وهو رابع المحمدين الأربعة من أئمة مذهب مالك فى عصره ، ولم يجتمع مثلهم فى زمان (اثنان مصريان : محمد ، وابن الموّاز) ، واثنان قرويّان (من القيروان) : ابن عبدوس ، وابن سحنون.

١٨٥

٤٧٧ ـ محمد بن إبراهيم بن العلاء : يعرف ب «ابن زبريق»(١) . حمصى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وبها مات سنة ست وخمسين ومائتين(٢) .

٤٧٨ ـ محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطّال : يكنى أبا عبد الله. قدم مصر قدمتين ، ونزل المصيّصة. حدّث عن محمد بن علقمة ، وإسحاق بن وهب العلّاف ، ومحمد بن حميد الرازى ، وجماعة. روى عنه محمد بن سليمان الرّبعىّ ، وأبو حفص عمر بن محمد بن القاسم ، وإبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصى. كتبنا عنه. كان آخر قدمته سنة عشر وثلاثمائة ، ثم مضى إلى الثغور ، فتوفى هناك(٣) .

٤٧٩ ـ محمد بن إبراهيم بن مسلم : يكنى أبا أمية. بغدادى ، أقام ب «طرسوس». ويقال : إنه من أهل سجستان. كان من أهل الرحلة ، فهما(٤) بالحديث. وكان حسن الحديث. توفى ب «طرسوس» فى جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين(٥) . وكان يملى عليهم بمصر ، وكان حسن التحديث. سمع من أبى مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّانىّ ، وصفوان بن صالح ، وهشام بن عمار ، وخلق. روى عنه النسائى ، وجماعة(٦) .

٤٨٠ ـ محمد بن إبراهيم بن نيروز : يكنى أبا بكر. بغدادى ، قدم مصر ، وسمع بها

__________________

(١) كذا ضبطها السمعانى بالحروف فى (الأنساب) ٣ / ١٣٢ (وإن شكلت الباء بالفتح على سبيل الخطأ المطبعى).

(٢) المقفى ٥ / ١١٣ (قال ابن يونس). وبقية نسبه فيه : (ابن الضحاك بن مهاجر بن عبد الرحمن الزّبيدىّ). وأضاف : أنه حدّث عن إسماعيل بن عيّاش. حدّث عنه جعفر بن محمد الفريابىّ ، وغيره.

(٣) المقفى ٥ / ٥٤ (قال ابن يونس).

(٤) فى السابق : قيّما.

(٥) تاريخ بغداد ١ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦ (حدثنى محمد بن على الصورى ، قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن خالد الأزدى ، قال : أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخى ، قال : أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى ، قال) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٣٣٠ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ٥٤ ـ ٥٥ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٤ (نقلا عن ابن يونس باختصار). ويؤكد صحة تاريخ الوفاة ما رواه الخطيب من أن نعى المترجم له جاء إلى بعضهم فى رمضان سنة ٢٧٣ ه‍ ، وكان ذلك بعد موته بنحو شهرين. (تاريخ بغداد ١ / ٣٩٦).

(٦) المقفى ٥ / ٥٤ ـ ٥٥.

١٨٦

من أبى جعفر محمد بن عمرو بن نافع. روى عن محمد بن المثنى العنزىّ ، ومحمد بن بشّار ، وجماعة. وسمع منه أبو أحمد بن عدىّ بمصر ، وأبو الحسن الدارقطنى فى آخرين. مات ببغداد فى شهر رمضان سنة ثمانى عشرة وثلاثمائة(١) .

٤٨١ ـ محمد بن إبراهيم بن يحيى : يكنى أبا بكر. أصله من مرو الرّوذ. قدم مصر ، وكتب عنه أبو الوليد الطّيالسىّ ، وسليمان بن حرب ، وغيره. وسمع منه بمصر محمد بن أحمد بن أبى الأصبغ ، ومحمد بن محمد الخيّاش ، وأحمد بن محمد بن سلامة. مات فى ذى القعدة سنة ست وسبعين ومائتين(٢) .

٤٨٢ ـ محمد بن أحمد الحوارىّ(٣) : يكنى أبا عبد الله. واسطىّ قدم مصر ، وحدّث بها ، وكان ثقة. مات بها فى رجب سنة أربع وستين ومائتين(٤) .

٤٨٣ ـ محمد بن أحمد بن أبى الأصبغ عبد العزيز بن منير الحرّانى : يكنى أبا بكر. يعرف ب «ابن أبى الأصبغ». قدم مصر ، وكان ثقة ، أمّ بجامع الفسطاط بمصر ، وكان فقيها فصيحا. قال لى : إنه ولد سنة ثلاث وستين ومائتين. توفى يوم السبت الثالث من شوال سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة(٥) .

٤٨٤ ـ محمد بن أحمد بن جعفر(٦) بن الحسن بن مهران بن أبى جميلة(٧) : يكنى أبا

__________________

(١) المقفى ٥ / ٦١ ـ ٦٢ (ذكره ابن يونس).

(٢) السابق ٥ / ٦٢ (قال ابن يونس). بقية نسبه وترجمته : (ابن إسحاق بن جناد المنقرىّ). ينسب إلى (بنى منقر بن عبيد). مات فى طريق مكة قرب المدينة فى ذى الحجة سنة ٢٧٦ ه‍. (الأنساب ٥ / ٣٩٦ ـ ٣٩٨).

(٣) لعل هذا هو ضبطه الصحيح على نحو ما جاء فى مادة (الحوارى) فى (الإكمال) ٣ / ٢١٦ (وإن لم يذكر تحتها المترجم له).

(٤) المقفى ٥ / ١٩٩ (قاله ابن يونس).

(٥) السابق ٥ / ٢٠٨ (قال ابن يونس). وأضاف : أنه سكن مصر. فقيه على مذهب مالك ، وأملى الحديث ، وروى بمصر سنة ٣٣٨ ه‍. روى القراء عرضا عن أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال. وحدّث عن خير بن عرفة ، وبكر بن سهل. روى كتب ابن القاسم فى الفقه. سمع منه بمصر أبو حفص بن شاهين ، والحسن بن إسماعيل الضرّاب ، وغيرهما.

(٦) فى (مختصر تاريخ دمشق) ٢١ / ٢٦٥ : جعفر بن محمد. وكرر المقريزى اسم (جعفر) فى (المقفى) ٥ / ١٥٣. وذكر ابن حجر : أن ابن يونس لم يذكر إلا (محمد بن أحمد بن جعفر) ؛ لأن البعض سمّاه (أحمد بن محمد بن جعفر) ، ومنهم ابن حجر نفسه (تهذيب التهذيب) ١ / ٦٢).

(٧) ورد ذلك النسب فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٣٤٤ ، واختصره الذهبى فى (تاريخ الإسلام)

١٨٧

العلاء. ولد بالكوفة سنة أربع ومائتين ، وقدم إلى مصر ـ قديما ـ تاجرا. حدثت عنه(١) ، وكان ثقة ثبتا(٢) . توفى بمصر يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة(٣) . وصلى عليه أبو عبيد على بن الحسين القاضى. وكان قد عمى قبل وفاته بيسير(٤) ، وما رأيته أنا إلا وهو أعمى(٥) .

٤٨٥ ـ محمد بن أحمد بن حزم بن تمّام بن محمد بن مصعب بن عمرو بن عمير بن محمد بن مسلمة الأنصارى : يكنى أبا عبد الله. أندلسى محدّث. مات قريبا من سنة عشرين وثلاثمائة(٦) .

٤٨٦ ـ محمد بن أحمد بن حمّاد بن سعد(٧) الدّولابى(٨) : مولى الأنصار ، الورّاق.

__________________

٢٢ / ٢٤٨ (محمد بن أحمد بن جعفر بن أبى جميلة). وذكره ابن حجر كاملا فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ١٩.

(١) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٤٨ (روى عنه أبو سعيد بن يونس ، وقال : كان ثقة ثبتا) ، والمقفى ٥ / ١٥٣. وذكر ابن حجر رواية ابن يونس عن المترجم له أيضا فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ١٩ ـ ٢٠.

(٢) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٤٨ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٤ (وثّقه ابن يونس).

(٣) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٢٦٥ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٣٤٦ ، وتاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٤٩ (عمره ٦٦ سنة. والصواب : ٩٦ سنة) ، والمقفى ٥ / ١٥٣ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٠ ، وحسن المحاضرة ١ / ٢٩٤ (موته بمصر سنة ٣٠٠ ه‍ ، عن ٩٦ سنة).

(٤) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٢٦٥ (قال أبو سعيد بن يونس بعد أن ساق اسمه ونسبه) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٣٤٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ١٥٣ (قال ابن يونس. ولم ينقل عنه من صلى عليه ، ولا لفظة يسير فى توقيت عماه) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٠ (قال ابن يونس).

(٥) مختصر تاريخ دمشق ٢١ / ٢٦٥ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٣٤٦ (بحذف لفظة أنا).

(٦) الإكمال ٢ / ٤٤٩ ـ ٤٥٠ (قاله ابن يونس) ، والجذوة ١ / ٧٥ (ذكر ذلك عبد الرحمن بن أحمد الصدفى) ، والبغية ٤٩ (شرحه). ويلاحظ أن ابن الفرضى ترجم له فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ج ٢ ص ٤٤ ، وأشار إلى انتهاء نسبه إلى ذلك الصحابى المذكور ، وأنه من أهل طليطلة ، ومفت فى موضعه ، سمع بقرطبة من محمد بن عمر بن لبابة ، وأحمد بن خالد (نقل ذلك عن ابن حارث).

(٧) كذا فى (الأنساب) ٢ / ٥١١ ، ومخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩ (بسنده إلى أبى سعيد بن يونس فى تاريخ الغرباء) ، وكذلك فى (مختصر تاريخ دمشق) ٢١ / ٢٦٧ (قال أبو سعيد بن يونس فى تاريخ الغرباء). وفى (البداية والنهاية) ١١ / ١٥٦ (حماد أبو سعد بدلا من حماد بن سعد الواردة بالمتن). وفى (المقفى) ٥ / ١٥٩ : حرّف اسم (سعد) إلى (سعيد) ، وبعده أضاف اسم (مسلم).

(٨) كذا على الصحيح فى ضبط هذه النسبة بالحروف ، لكن الناس يضمونها (الدّولابى). وأضاف

١٨٨

يكنى أبا بشر. قدم مصر نحو سنة ستين ومائتين. وكان يورّق على شيوخ مصر فى ذلك الزمان(١) . وحدّث بمصر عن شيوخ بغداد ، والبصرة ، والشام ، ومصر(٢) . وكان من أهل صنعة الحديث ، حسن(٣) التصنيف ، وله بالحديث معرفة(٤) ، وكان يضعّف(٥) . توفى وهو قاصد إلى الحج بين مكة والمدينة ب «العرج» فى ذى القعدة سنة عشر وثلاثمائة(٦) . بلغنى عن أبى بكر المهندس : أن أبا بشر توفى ب «ذى الحليفة». والله أعلم(٧) .

٤٨٧ ـ محمد بن أحمد بن حمدى بن قطن البخارىّ : يكنى أبا غالب. كتبت عنه. توفى سنة عشرين وثلاثمائة(٨) .

٤٨٨ ـ محمد بن أحمد بن خزيمة : يكنى أبا معمر. بصرى ، قدم مصر ، وحدّث. توفى بمصر سنة ست وتسعين ومائتين. حدّثت عنه(٩) .

٤٨٩ ـ محمد بن أحمد بن عبد العزيز العتبىّ(١٠) : يروى عن يحيى بن يحيى الليثى

__________________

السمعانى : هذه النسبة ـ فى ظنى ـ فيها نسب بعض أجداده إلى عمل الدولاب ، وأصله من (الرّىّ) ، فيمكن أن يكون من قرية (الدّولاب). (الأنساب) ٢ / ٥١٠ ـ ٥١١ ، والمقفى ٥ / ١٦٠ (نقلا عن السمعانى). ويرى ياقوت أن أكثر المحدّثين يروونها بالضم ، وقد تفتح (معجم البلدان ٢ / ٥٥١).

(١) الأنساب ٢ / ٥١١ (ذكره أبو سعيد بن يونس الصدفى فى تاريخ مصر) ، ومخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩ ، ومختصره ٢١ / ٢٦٧ ، والمقفى ٥ / ١٦٠ (قال ابن يونس).

(٢) الأنساب ٢ / ٥١١ (ولم يذكر مصر) ، ومخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩.

(٣) وردت بلفظ (يحسن) فى (الأنساب) ٢ / ٥١١.

(٤) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩ ، ومختصره ٢١ / ٢٦٧. وفى (المقفى) ٥ / ١٦٠ : وله فى الحديث معرفة.

(٥) المصادر السابقة ، بالإضافة إلى : العبر للذهبى ١ / ٤٦٠ (قال ابن يونس) ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٩ (شرحه). وحرفت لفظة (يضعّف) فى (البداية والنهاية) ١١ / ١٥٦ إلى (يصعق).

(٦) الأنساب ٢ / ٥١١ (وجعل الوفاة سنة عشرين وثلاثمائة) ، ومخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٦٧٩ ، ومختصره ٢١ / ٢٦٧ ، والعبر للذهبى ١ / ٤٦٠ (ولم يذكر زمان ، ولا مكان الوفاة عن ابن يونس) ، وميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٩ ، والبداية والنهاية ١١ / ١٥٦ ، والمقفى ٥ / ١٦٠ (وحرفت سنة الوفاة إلى ست عشرة وثلاثمائة).

(٧) زيادة تفرد بها (مخطوط تاريخ دمشق) ١٤ / ٦٧٩. وراجع تفاصيل أساتيذه ، وتلاميذه فى (الأنساب) ٢ / ٥١١.

(٨) المقفى ٥ / ١٦١ (قال ابن يونس).

(٩) تاريخ الإسلام ٢٢ / ٢٤٦ (روى عنه أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ١٦٣ (قال ابن يونس).

(١٠) زاد الحميدى فى نسبه : (ابن عتبة بن حميد بن عتبة ، منسوب إلى ولاء عتبة بن

١٨٩

الأندلسى. وله رحلة سمع فيها من جماعة بالمشرق ، وحدّث ، وألّف فى الفقه كتبا كثيرة ، منها : «العتبيّة»(١) . توفى بالأندلس سنة خمس وخمسين ومائتين(٢) .

٤٩٠ ـ محمد بن أحمد بن عثمان : يكنى أبا الطاهر. مدنى ، قدم إلى مصر ، وكان يحفظ الحديث ويفهم. روى أحاديث مناكير. أراه كان اختلط(٣) . وقد كان من أهل الرحلة والطلب(٤) . لا تجوز الرواية عنه. توفى يوم الأحد لاثنتى عشرة خلت من ذى الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة(٥) .

٤٩١ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصىّ(٦) : يكنى أبا عبد الله الفقيه

__________________

أبى سفيان) (الجذوة ١ / ٧٤). وردّ المقريزى على من نسبه إلى أبى سفيان بن حرب ، وقال : الأصح أنه مولى لآل عتبة بن أبى سفيان. (المقفى ٥ / ٢٠٦).

(١) نقلت تلك المادة عن (البغية) ص ٤٨ ، ونسبتها إلى ابن يونس رغم عدم تصريح الضبى بذلك على عادته فى إغفال ذكر ابن يونس مرات غير قليلة ، لكنها فى الغالب لمؤرخنا فى عباراتها المختصرة ، ونوعيتها.

(٢) الجذوة ١ / ٧٥ (دون نسبة إلى ابن يونس) ، والبغية ص ٤٨ (شرحه) ، والمقفى ٥ / ٢٠٧ (قال ابن يونس) ، والنفح ٢ / ٢١٦ (شرحه). ويمكن مراجعة المزيد عن هذا الفقيه المالكى ، ومؤلفاته فى الفقه المالكى فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. (الخانجى) ٢ / ٨ ـ ٩ ، والجذوة ١ / ٧٤ ـ ٧٥ ، والمقفى ٥ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧).

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٦ (ذكره ابن يونس فى الغرباء) ، والمقفى ٥ / ٢٢٠ (قال ابن يونس). وأضاف فى نسبه : أنه ابن عبيد الله الأموى ، ينسب إلى ولاء (عثمان بن عفان).

(٤) السابق. وذكر الذهبى فى (ميزان الاعتدال) ٣ / ٤٥٦ : أنه روى عن حرملة ، وطبقته فى مصر ، وروى عن يعقوب بن كاسب. روى عنه ابن عدى ، ومؤمل بن يحيى ، وغيرهما. وذكر المقريزى فى (المقفى) ٥ / ٢٢٠ : أنه يغلط ، ولا يرجع عما يغلط فيه.

(٥) السابق (قال ابن يونس). وفى (ميزان الاعتدال) ٣ / ٤٥٦ : حرّف تاريخ الوفاة إلى سنة ٢٥٣ ه‍.

(٦) كذا أورد ابن يونس نسبه فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٤ / ٧٩٣ (بسنده إلى أبى القاسم ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس). وأضاف ياقوت فى (معجم الأدباء) ١٧ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ إلى نسبه : (ابن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ابن أدّ بن أدد). وأوضح أن هاشما المذكور فى النسب ليس هو هاشما جد النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فهو هاشم بن عبد مناف. أما المذكور هنا فهو ابن أخيه.

١٩٠

الشافعى. مكى ، قدم مصر مع «عبد الله بن العباس بن موسى الهاشمى»(١) سنة تسع وتسعين ومائة ، وأقام بمصر ، وحدّث بها بكتبه الفقهية ـ وكان كريما ـ إلى أن توفى بها ليلة الخميس ـ آخر ليلة من رجب ـ سنة أربع ومائتين. حدثنى بوفاته ـ أيضا ـ علىّ بن قديد ، قال : قدم الشافعى إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة ، وتوفى سنة أربع ومائتين(٢) .

٤٩٢ ـ محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلىّ(٣) : يكنى أبا حاتم. من أهل الرّىّ(٤) . قدم مصر قديما ، وكتب بها ، وكتب عنه. وكانت وفاته ب «الرّىّ» سنة خمس وسبعين ومائتين(٥) .

__________________

(١) هذا هو الصحيح الدقيق ، فقد ولى العباس بن موسى مصر ـ على صلاتها وخراجها ـ من قبل المأمون سنة ١٩٨ ه‍ ، فقدم إليها ـ نيابة عنه ـ ابنه (عبد الله بن العباس) ، وصحب معه فى مسيره إليها الشافعى ، وإن كان الكندى يرى أن دخولهما كان لليلتين بقيتا من شوال سنة ١٩٨ ه‍ ، لا ١٩٩ ه‍ ، كما (ذكر ابن يونس). (الولاة ص ١٥٣ ـ ١٥٤). ومن هنا لا يصح ما ذكره ياقوت فى (معجم الأدباء ١٧ / ٣٢١) ، من أن الشافعى استصحب (العباس بن عبد الله بن العباس بن موسى بن عبد الله بن العباس) ؛ لأنه جعل الوالى هو (عبد الله بن العباس). هذا ، ولم يشر المقريزى إلى مجىء الشافعى مع ذلك الوالى ، وأشار إلى اصطحاب الشافعى الحميدى العالم المكى (المقفى ٥ / ٣١٣).

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ١٤ / ٧٩٣. راجع تفاصيل حياة الشافعى ، وعلمه ، ومناظراته ، وكتبه فى (معجم الأدباء) ١٧ / ٢٨١ ـ ٣٢٧ ، والمقفى ٥ / ٣٠٩ ـ ٤١٩ ، ورسالتى للماجستير ج ٢ ص ٤٢ ـ ٤٧).

(٣) زاد ابن حجر فى نسبه : (ابن داود بن مهران الرازى) الحافظ الكبير أحد الأئمة. (تهذيب التهذيب) ٩ / ٢٨.

(٤) حرفت إلى (الرعية) فى (مخطوط تاريخ دمشق) ١٥ / ٤٩).

(٥) المخطوط السابق ١٥ / ٤٩ (بسنده إلى أبى القاسم ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، ومختصره لابن منظور ٢٢ / ١١ (قال ابن يونس). وأشار ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٣٠ إلى أن ابن يونس ذكر وفاة المترجم له بالرى سنة ٢٧٩ ه‍ (وأعتقد أن لفظة تسع محرفة عن خمس). وأضاف أنه ولد ١٩٥ ه‍ ، وذكر أن الأصح وفاته ٢٧٧ ه‍. راجع ترجمة مفصلة له فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٢٨ ـ ٣٠ (فيها أنه روى عن أبى نعيم ، وعبد الله بن صالح العجلى ، وابن أبى مريم ، وكاتب الليث عبد الله بن صالح. وروى عنه أبو داود ، والنسائى ، وابن ماجة فى «التفسير».

١٩١

٤٩٣ ـ محمد بن إدريس بن وهب الأعور البغدادى : قدم مصر ، وكتبت عنه. توفى فى جمادى الأولى سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وقال لى ابنه أبو عبد الله : إن أباه حدّث عن سعدان بن نصر ، وطبقة نحوه(١) .

٤٩٤ ـ محمد بن إسحاق بن يسار : يكنى أبا بكر ، ويقال : أبو عبد الله. مدنى ، قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة ومائة(٢) . روى عن جماعة من أهل مصر وغيرهم ، منهم : عبيد الله بن المغيرة ، ويزيد بن أبى حبيب ، وثمامة بن شفىّ ، وعبيد الله بن أبى جعفر ، والقاسم بن قزمان ، والسّكن بن أبى كريمة. روى عنهم أحاديث لم يروها عنهم غيره ، فيما علمت ، وروى عنه من أهل مصر الأكابر ، منهم : يزيد بن أبى حبيب ، وقيس بن أبى يزيد(٣) .

٤٩٥ ـ محمد بن أسلم اللّاردىّ : من أهل لاردة(٤) . يكنى أبا عبد الله. يروى عن يونس بن عبد الأعلى(٥) . توفى (رحمه‌الله ) سنة خمس وتسعين ومائتين(٦) .

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ٧٨ (بسنده المعتاد ، إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وله ترجمة فى (المقفى) ٥ / ٤٢٢ ، غير منسوبة إلى ابن يونس ، والغالب أنها له (وإن حرف تاريخ الوفاة فيها من ٣١٧ ه‍ إلى ٣١٣ ه‍).

(٢) كذا فى (سير النبلاء) ٧ / ٤٧ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٤٢٤ (شرحه). وحرف التاريخ المذكور إلى سنة ١٩٩ ه‍ فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٣٩ (قال ابن يونس). وهذا خطأ بيّن ؛ لأن ابن إسحاق توفى سنة ١٥١ ه‍ ببغداد (سير النبلاء) ٧ / ٤٧.

(٣) السابق ٧ / ٤٧ ـ ٤٨ ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٤٢٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٩ (باختصار ؛ إذ لم يذكر أسماء من روى عنهم). راجع تفاصيل ترجمته فى : (معجم الأدباء ١٨ / ٥ ـ ٨ ، والمقفى ٥ / ٣٠٢ ـ ٣٠٥ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٤ ـ ٤٠).

(٤) من ثغور الأندلس ، فهو منسوب إليها (الجذوة ١ / ٨٣ ، والبغية ص ٦١). وحرف اللقب إلى (الأزدى) فى (المقفى) ٥ / ٤١٩.

(٥) المصدران السابقان (دون نسبة النص إلى ابن يونس ، والغالب أنه له). وأضاف ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ٢ / ١٢ : روى عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، والربيع الجيزى ، والمرادى ، وغيرهما.

(٦) السابق (قال أبو سعيد). وفى (الجذوة) ١ / ٨٣ : مات بالأندلس سنة ٣٠٣ ه‍. وكذا فى (البغية) ص ٦١ (ولم ينسب إلى ابن يونس فى أيهما ذلك التاريخ). وفى (المقفى) ٥ / ٤١٩ : توفى سنة ٢٩٦ ه‍.

١٩٢

٤٩٦ ـ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخارى : يكنى أبا عبد الله. قدم مصر ، وتوفى بها(١) .

٤٩٧ ـ محمد بن إسماعيل بن القاسم(٢) : يكنى أبا عبد الله. مدينى ، كان يسكن الرّسّ ، قرية نحو المدينة. قدم مصر قديما(٣) . روى عن أبيه ، عن جده حديثا فى فضل حضور موائد آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وكان كريما سخيا ، وكانت له بمصر منزلة عند السلطان والعامة(٤) . توفى بمصر سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٥) .

٤٩٨ ـ محمد بن الأصبغ البيّانىّ : من أهل بيّانة(٦) ، قرية من قرى الأندلس. مات بها سنة ثلاث وثلاثمائة ، وقيل : سنة ثلاثمائة(٧) .

٤٩٩ ـ محمد بن أوس الأنصارى(٨) : يروى عن أبى هريرة. روى عنه الحارث بن يزيد ، ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدى(٩) . وكان من أهل الدين والفضل ،

__________________

(١) وفيات الأعيان ٤ / ١٩٠ (ذكر ابن يونس فى تاريخ الغرباء). وعلّق ابن خلكان بأن القول بوفاته فى مصر خطأ. والصواب : أنه ولد سنة ١٩٤ ه‍ ، وتوفى ليلة الفطر سنة ٢٥٦ ه‍ ، ودفن فى (خرتنك) بإحدى قرى سمرقند. (السابق ٤ / ١٩٠ ـ ١٩١). راجع المزيد عنه فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٤١ ـ ٤٧ ، وما ذكرته فى (رسالتى للماجستير) ج ٢ ص ٢٣ (هامش ٢) عن زيارته مصر بين سنة ٢١٠ ـ ٢١٩ ه‍ ، وصلاته بعلمائها.

(٢) بقية نسبه فى (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٤٩٩ : (ابن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى). وفى (مختصر تاريخ دمشق) ٢٢ / ٣٢ : زاد اسم (طباطبا) بين (إبراهيم) ، و (إسماعيل).

(٣) المصدر السابق (قال أبو سعيد ـ لا سعيد ـ بن يونس).

(٤) السابق ، وتاريخ الإسلام ٢٣ / ٤٩٩ (روى عن آبائه حديثا. ولم يحدد موضوعه. وقال : له منزلته عند الدولة والعامة. ذكره ابن يونس).

(٥) مختصر تاريخ دمشق ٢٢ / ٣٣. وذكره الذهبى فى (تاريخ الإسلام) ٢٣ / ٤٩٩ فى (وفيات سنة ٣١٩ ه‍ فى شهر شعبان).

(٦) ضبطت بالشكل فى (معجم البلدان) ١ / ٦١٤ ـ ٦١٥ ، وقال ياقوت : هى قصبة كورة (قبرة) ، وهى كبيرة حصينة ، تقع على ربوة ، تكتنفها أشجار وأنهار ، وبينها وبين قرطبة ثلاثون ميلا.

(٧) الجذوة ١ / ٨٣ ـ ٨٤ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ص ٦١ (شرحه).

(٨) تكملة نسبه : (محمد بن أوس بن ثابت الأنصارى) من التابعين الذين دخلوا الأندلس. (الجذوة ١ / ٨٤ ، والبغية ص ٦٢ ، وتكملة الصلة ١ / ٣٥٤ ، والنفح ٣ / ٥٨).

(٩) الجذوة ١ / ٨٤ ، والبغية ص ٦٢ ، ومعالم الإيمان ١ / ١٨٩. وفى (تكملة الصلة) ١ / ٣٥٤ ، والنفح ٣ / ٥٨ : (محمد بن عبد الرحمن

١٩٣

معروفا بالفقه. ولى بحر إفريقية سنة ثلاث وتسعين(١) ، وغزا المغرب والأندلس مع موسى بن نصير(٢) .

٥٠٠ ـ محمد بن أيوب العكّىّ : محدّث أندلسى(٣) .

٥٠١ ـ محمد بن أبى بكر الصديق : يكنى أبا القاسم. مدنى ، قدم مصر أميرا عليها من قبل علىّ بن أبى طالب ، وجمع له صلاتها وخراجها ، فدخل مصر فى شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ، وقيل : فى صفر سنة ثمان وثلاثين(٤) . قتل يوم المسنّاة ، لما انهزم المصريون. فقيل : إنه اختفى فى بيت امرأة من غافق ، آواه فيه أخوها. وكان الذي يطلبه معاوية بن حديج ، فلقيتهم أخت الرجل ، الذي كان آواه ، وكانت ناقصة العقل ،

__________________

بن ثوبان). ومن النظر فى ترجمة (محمد بن عبد الرحمن ابن نوفل الأسدى) فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، ألفيناه قدم إلى مصر سنة ١٣٦ ه‍ ، وهو أصغر من المترجم له. أما (محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشى المدنى) ، فهو من أقران المترجم له ، ويروى عن بعض الصحابة مثله كأبى هريرة ، وجابر ، وابن عباس ، (السابق ٩ / ٢٦٢). ولا تستطيع القطع بأن ما ورد بالمتن هو الصحيح ؛ لأن من الممكن الرواية عن الأكبر سنا ، وكذا يروى الأقران بعضهم عن بعض. لكن المصادر التى ذكرت ابن نوفل الأسدى أصح وأدق تحقيقا من التى ذكرت (ابن ثوبان) ؛ لذلك رجحنا ما رجحنا بالمتن ، وذلك على سبيل الظن الغالب.

(١) حرفت إلى (سبعين) فى (الجذوة) ١ / ٨٤ ، والبغية ص ٦٢.

(٢) الجذوة ١ / ٨٤ (فيما حكاه أبو سعيد صاحب تاريخ مصر) ، والبغية ص ٦٢ (شرحه) ، وتكملة الصلة ١ / ٣٥٤ (شرحه) ، ومعالم الإيمان ١ / ١٨٩ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والنفح ٣ / ٥٨ (فيما حكاه أبو سعيد صاحب تاريخ مصر). هذا ، وقد ذكر ابن عبد الحكم فى (فتوح مصر) ص ٢١٥ : أن (محمد بن أوس الأنصارى) كان على بحر تونس سنة ١٠٢ ه‍ ، فلا يصح أن يكون هذا هو تاريخ وفاته ، وبالتالى فقد أخطأ الدباغ فى (معالم الإيمان) ١ / ١٨٩ ، لما جعل وفاته ذلك العام. ثم اجتمع رأى أهل إفريقية عليه لما قتل يزيد بن أبى مسلم ، فأرسلوا إليه وهو على غزو بحر تونس ، فكتب إلى (يزيد بن عبد الملك) يخبره بما كان ، ومثّل خالد بن أبى عمران أهل إفريقية عند الخليفة ، الذي سأل خالدا عن (ابن أوس) ، فشهد له بالدين والفضل والفقه ، وقد سأل الخليفة عن (المغيرة بن أبى بردة القرشى) ، فعلم أنه رفض الولاية ، فسكت عنه. ويبدو أن المترجم له لم يمكث فى منصبه شيئا ذا بال ، إذ سرعان ما استعمل الخليفة (بشر بن صفوان) على إفريقية ، تاركا مصر لأخيه (حنظلة بن صفوان). (راجع تكملة الصلة ١ / ٣٥٤ ، والبيان المغرب ١ / ٤٩).

(٣) الجذوة ١ / ٨٤ (ذكره أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ص ٦٢ (شرحه).

(٤) حرفت إلى سنة ثلاث وثمانين فى (تهذيب التهذيب) : ٩ / ٧٠.

١٩٤

فظنت أنهم يطلبون أخاها ، فقالت : أدلكم على محمد بن أبى بكر على ألا تقتلوا أخى؟ قالوا : نعم. فدلّتهم عليه. فقال : احفظونى ؛ لأبى بكر. فقال له معاوية بن حديج : قتلت ثمانين من قومى فى دم عثمان ، وأتركك وأنت صاحبه؟! فقتله(١) ، ثم جعله فى جيفة حمار ميت ، وأحرقه بالنار(٢) . حدثنا بذلك من أمره حسن بن محمد المدينى ، عن يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث ، عن عبد الكريم بن الحارث بهذا ، أو نحوه.

٥٠٢ ـ محمد بن تميم بن واقد العنبرىّ القفصىّ(٣) : رأيت فى «تاريخ المغاربة» : أن محمد بن تميم توفى بقفصة سنة تسع وخمسين ومائتين(٤) .

٥٠٣ ـ محمد بن جرير بن يزيد : يكنى أبا جعفر. طبرىّ ، من أهل «آمل»(٥) . كان

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٤ / ٥٤٢ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٧٠ (قال ابن يونس). وفى نهاية هذا النص لدى ابن حجر قال : قال ابن يونس : حدثنا بذلك من أمره حسن بن محمد المدينى ، عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عبد الكريم بن الحارث بهذا ونحوه. و (الإصابة) ٦ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦ (حكاه ابن يونس ، ثم ساق النص باختصار).

(٢) إضافة فى (تهذيب الكمال) ٢٤ / ٥٤٢ ، وبعدها قال : «قال أبو سعيد : حدثنا بذلك من أمره حسن بن محمد المدينى ، عن يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث ، عن عبد الكريم بن الحارث بهذا ، أو نحوه». وبالسند نفسه نقل الكندى الرواية نفسها فى (الولاة) ص ٢٨ ـ ٢٩. وأضاف ابن حجر فى (تهذيب التهذيب) ٩ / ٧٠ : أنه ولد عام حجة الوداع. روى عن أبيه مرسلا ، وعن أمه (أسماء بنت عميس). روى عنه ابنه القاسم. وأخيرا ، راجع تفاصيل مشاركته عليا فى (الجمل) ، و (صفّين) ، وولايته ، وما آل إليه أمره فى (الاستيعاب) لابن عبد البر ٣ / ١٣٦٦ ـ ١٣٦٧. ويمكن مراجعة تفاصيل فترة ولايته على مصر ، ونهايته بها فى (الولاة) للكندى ص ٢٦ ـ ٣١.

(٣) ضبطت بالحروف ، وهو ينسب إلى (قفصة) ، وهى بلدة بالمغرب تقارب (قسطيليّة) ، وهما كثيرتا التمر (الإكمال ٦ / ٤٠٨ ، والأنساب ٤ / ٥٣٣). وقال ياقوت فى (معجم البلدان) ٤ / ٤٣٤ : هى بلدة صغيرة فى طرف إفريقية من ناحية المغرب ، بينها وبين القيروان ثلاثة أيام ، وبها بساتين تقام على عين ماء بها ، ذات نخل وزيتون ، وتين وعنب وتفاح ، وهى أكثر بلاد إفريقية فستقا ، ومنه يحمل إلى جميع نواحى إفريقية والأندلس.

(٤) الأنساب ٤ / ٥٣٣ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر) ، وتاريخ الإسلام ١٩ / ٢٧٩ (قال ابن يونس). وأضاف الذهبى : أنه حدّث بالقيروان عن ابن وهب ، وأنس بن عياض. وطال عمره ، وتوفى سنة ٢٦٠ ه‍.

(٥) ينسب الطبرى إلى (طبرستان) ، وهى بلدان واسعة كبيرة ، تشمل عدة نواحى ، أهمها (آمل) ،

١٩٥

فقيها. قدم إلى مصر قديما سنة ثلاث وستين ومائتين ، وكتب بها ، ورجع إلى بغداد ، وصنّف تصانيف حسنة ، تدل على سعة علمه(١) . وكانت وفاته ب «بغداد» فى العشر الأواخر من شوال سنة عشر وثلاثمائة(٢) .

٥٠٤ ـ محمد بن جعفر القواذىّ(٣) : من أهل بغداد. قدم مصر ، وكتب عنه. وكان يلزم تنيس ، ويتّجر بها ، وله بها دار حسنة. توفى بمصر فى رجب سنة عشر وثلاثمائة(٤) .

٥٠٥ ـ محمد بن جعفر بن أعين : يكنى أبا بكر. بغدادى ، قدم مصر ، وحدّث بها ، وكان ثقة. توفى بمصر فى جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، وقيل : توفى فى شهر ربيع الأول(٥) .

__________________

وهى قصبتها. وخرج منها ما لا يحصى من أهل العلم ، والأدب ، والفقه (الأنساب ٤ / ٤٥ ، ومعجم البلدان ٤ / ١٥).

(١) مخطوط تاريخ دمشق ١٥ / ١٦١ (بسنده إلى أبى القاسم ، عن أبيه أبى عبد الله ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ٤٨٢ (قال أبو سعيد بن يونس) ، وطبقات المفسرين للداودى ٢ / ١٠٨ (قال ابن يونس).

(٢) مخطوط تاريخ دمشق ١٥ / ١٦١ ، ووفيات الأعيان ٤ / ١٩٢ (مات ببغداد. كذا قال ابن يونس فى تاريخ مصر المختص بالغرباء). وبذا رد على ما قيل : إنه مات بمصر ، ودفن بسفح المقطم من القرافة ، فليس هذا بصحيح. (راجع تفاصيل ترجمته فى : (معجم الأدباء ج ١٨ / ٤٠ ـ ٩٤ ، والمقفى ٥ / ٤٨١ ـ ٤٨٧ ، وطبقات المفسرين للداودى ٢ / ١٠٦ ـ ١١٤).

(٣) ضبطت بالحروف فى (الأنساب) ٤ / ٥٥٦ ، والمقفى ٥ / ٥٠٧. ولم يذكر أى من المصدرين إلى أى شىء ينسب المترجم له. ولعلها (قواذ) حى من أحياء بغداد ، كان يسكنه (محمد بن جعفر) ، وقدم منها إلى مصر ، حيث سكنها ، وسمع منه بها أبو سعيد بن يونس ، كما فى (الأنساب ٤ / ٥٥٦ ، والمقفى ٥ / ٥٠٧).

(٤) تاريخ بغداد ٢ / ١٣٣ (بسنده المعتاد إلى ابن مسرور ، نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والأنساب ٤ / ٥٥٦ (ذكره أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر) ، والمقفى ٥ / ٥٠٧ (قال ابن يونس. وجعل الوفاة سنة ٣٢٠ ه‍).

(٥) تاريخ بغداد ٢ / ١٢٩ (بسنده إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال). وعبّرت ب (قيل) عن (قال ابن يونس مرة أخرى) ، والمقفى ٥ / ٤٩٧ (قال ابن يونس. ولم ينقل عنه تحديد شهر الوفاة). ويلاحظ زيادة اسم (محمد) قبل (أعين) فى (تاريخ بغداد) ٢ / ١٢٨ ، والمقفى ٥ / ٤٩٦). وزاد صاحب (تاريخ بغداد) ج ٢ ص ١٢٨ ـ ١٢٩ : أنه أخو عبد الله بن جعفر. نزل مصر ، وحدّث بها عن عاصم بن على الواسطى ، وأبى بكر بن أبى شيبة. وروى عنه الطبرانى ، والمصريون. وذكر الطحاوى : أنه مات يوم الجمعة ١٩ من ربيع الأول سنة ٢٩٣ ه‍.

١٩٦

٥٠٦ ـ محمد بن جعفر بن أبى راشد المغربى : كتب الحديث ، وكتبت عنه. توفى يوم الجمعة ، ودفن يوم السبت لسبع عشرة خلت من ذى القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة(١) .

٥٠٧ ـ محمد بن جعفر بن شاكر البرقى : يكنى أبا الحسن. روى عن يونس بن عبد الأعلى ، وطبقته. مات سنة تسع وتسعين ومائتين(٢) .

٥٠٨ ـ محمد بن جعفر بن محمد بن حفص بن عمر بن راشد : مولى بنى حنيفة. يكنى أبا بكر. يعرف ب «ابن الإمام». بغدادى ، قدم مصر. كان تاجرا ، وسكن دمياط ، وحدّث بها ، وكان ثقة. توفى بدمياط يوم الأربعاء لعشر خلون من ذى الحجة سنة ثلاثمائة(٣) .

٥٠٩ ـ محمد بن جنادة بن عبد الله بن أبى جنادة يزيد بن(٤) عمرو الألهانى : إشبيلى ، يروى عن أبى الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ، ويونس بن عبد الأعلى. مات بالأندلس سنة خمس وتسعين ومائتين(٥) .

٥١٠ ـ محمد بن حاتم بن نعيم(٦) : بغدادى ، قدم مصر ، وحدّث بها(٧) .

__________________

(١) المقفى ٥ / ٤٩٣ (قال ابن يونس).

(٢) السابق ٥ / ٤٩٤ (شرحه).

(٣) تاريخ بغداد ٢ / ١٣١ (بسنده إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والأنساب ١ / ٢٠٦ (ذكره أبو سعيد بن يونس المصرى فى تاريخ المصريين). ولعل الصواب «تاريخ الغرباء» ، وتهذيب الكمال ٢٤ / ٥٨٦ (قال أبو سعيد بن يونس) ، والمقفى ٥ / ٤٩٧ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٨٣ (قال ابن يونس. واكتفى بذكر شهر ، وسنة الوفاة). وأضاف المقريزى فى (المقفى ٥ / ٤٩٧) ، وابن حجر فى : تهذيب التهذيب ٩ / ٨٣ : أنه روى عن إسماعيل بن أبى أويس ، وعلى بن المدينى ، وأحمد بن عبد الله بن يونس. روى عنه النسائى ، والطحاوى ، وحمزة بن محمد الكنانى ، والطبرانى. ثقة ، ولد سنة ٢١٤ ه‍.

(٤) سقط لفظ (ابن) فى (الجذوة) : ١ / ٨٥ ، وهو موجود فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ٢ / ٢٣ ، والبغية ٦٥ (وزاد لفظ ابن بعد أبى جنادة) ، وهو ـ فى الغالب ـ غير صحيح.

(٥) الجذوة ١ / ٨٥ (قاله عبد الرحمن بن أحمد) ، والبغية ص ٦٥ (ولم ينسبه إلى ابن يونس. وأضاف : قيل : توفى سنة ٢٩٦ ه‍). راجع المزيد عن المترجم له فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ٢ / ٢٣ ـ ٢٤.

(٦) بقية النسب : (ابن عبد الحميد). يكنى أبا عبد الله المروزى ، ثم المصيصى (تاريخ بغداد ٢ / ٢٦٩ ، والمقفى ٥ / ٥١١ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٢٨٩).

(٧) تاريخ بغداد ج ٢ / ٢٦٩ (بسنده إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد

١٩٧

٥١١ ـ محمد بن حبش(١) الواعظ : أبو بكر الضّرير. بغدادى ، قدم مصر قديما ، وهو شاب ، وكان من حفّاظ القرآن(٢) ، وكان حسن الصوت بالقرآن(٣) . وكان يجلس للناس ، حين كبرت سنه فى المسجد الجامع ، ويقص(٤) ، ويقرأ بالألحان(٥) ، ويعظ الناس. وكان مقبولا عند الناس ، وكان كلامه يقع بقلوب الناس. وكان يصلى بالناس فى قيام شهر رمضان فى المسجد الجامع العتيق(٦) ، وكان كريما سمحا(٧) . توفى بمصر سنة أربع عشرة وثلاثمائة(٨) .

٥١٢ ـ محمد بن حبيب بن كسرى اليحصبىّ : أندلسى. محدّث معروف(٩) .

٥١٣ ـ محمد بن الحجّاج بن سليمان الجوهرى : يكنى أبا جعفر. حمصى ، حدّث بمصر عن الخصيب بن ناصح ، وأسد بن موسى. روى عنه كهمس بن معمر الجوهرى. توفى فى صفر لسبع عشرة خلت منه سنة اثنتين وستين ومائتين ، وكان رجلا صالحا(١٠) .

__________________

ابن يونس ، قال) ، والمقفى ٥ / ٥١١ (قال ابن يونس) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٩٠ (قال ابن يونس). وردّ الخطيب على ابن يونس ، فقال : وهذا القول ـ عندى ـ وهم ؛ لأنه مروزى ، وليس ببغدادى ، وروايته عن نعيم بن حماد ، وسويد بن نصر المروزيين. حدّث عنه النسائى ، ووصفه بالفقه.

(١) ضبطت بالشكل فى (تاريخ بغداد) ٢ / ٢٩٠. وذكر المقريزى حروف الكلمة (حاء مهملة ، وباء موحدة ، وشين معجمة) فى (المقفى) ٥ / ٥٢٠.

(٢) تاريخ بغداد ٢ / ٢٩٠ (بسنده إلى ابن مسرور ، قال : نبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال) ، والمقفى ٥ / ٥٢١ (قال ابن يونس).

(٣) تاريخ بغداد ٢ / ٢٩٠.

(٤) كذا فى المصدر السابق ، وهو الأرجح الموافق للوعظ. وفى (المقفى) ٥ / ٥٢١ : ويفتى.

(٥) فى (تاريخ بغداد) ٢ / ٢٩٠ : بألحان.

(٦) زيادة عن (المصدر السابق).

(٧) كذا فى (السابق). وفى (المقفى) ٥ / ٥٢١ : سخيا كريما.

(٨) تاريخ بغداد ٢ / ٢٩٠ ، والمقفى ٥ / ٥٢١. وأضافا : أنه سكن مصر ، وحدّث بها عن سعيد بن يحيى الأموى. روى عنه عبد الله بن جعفر بن الورد المصرى.

(٩) الجذوة ١ / ٩٤ ـ ٩٥ (قاله أبو سعيد) ، والبغية ص ٧١ (شرحه). وجاء فى (تاريخ ابن الفرضى ، ط. الخانجى) ٢ / ٤٧ : يكنى أبا عبد الله. من أهل إستجة. سمع محمد بن عمر بن لبابة ، وموسى بن أزهر. ولى الصلاة ب (إستجة). يقول الشعر ، ويحفظ المشاهد. توفى سنة ٣٢٧ ه‍.

(١٠) المقفى ٥ / ٥٢٢ (قال ابن يونس).

١٩٨

٥١٤ ـ محمد بن أبى حجيرة الأندلسى : يكنى أبا عبد الله. محدّث له رحلة. يروى عن يونس بن عبد الأعلى(١) . مات بمصر سنة ثلاث وتسعين ومائتين(٢) .

٥١٥ ـ محمد بن حسّان بن عتاهية اليمنى : توفى فى جمادى الأولى سنة سبع وتسعين ومائة(٣) .

٥١٦ ـ محمد بن الحسن بن على الأنصارى : يكنى أبا الحسن. مدينى ، قدم مصر قديما. حدّث بكتاب «نسب قريش» للزبير بن بكّار ، عن الزبير. ولم يكن عندهم ثقة فيما روى(٤) . توفى بمصر سنة خمس عشرة وثلاثمائة(٥) . وقيل : فى ذى الحجة سنة ثلاث عشرة(٦) .

٥١٧ ـ محمد بن الحسن بن علىّ بن حبيب بن المغيرة الجهضمىّ(٧) : يكنى أبا بكر. بصرى ، قدم مصر ، وسكن دميرة ، من أسفل أرض مصر ، وقدم علينا من «دميرة» إلى «الفسطاط» فى رجب سنة تسع وتسعين ومائتين ، وحدّثنا من حفظه ، وكان ثقة عند الناس(٨) .

__________________

(١) أضاف ابن الفرضى فى (تاريخه ، ط. الخانجى) ج ٢ / ٢١ : أنه سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم فى رحلته للمشرق. وكان خيرا فاضلا. وحدّث عنه محمد بن عمر بن لبابة.

(٢) الجذوة ١ / ٩٤ (قاله أبو سعيد بن يونس) ، والبغية ص ٧١ (شرحه).

(٣) المقفى ٥ / ٥٣٢ (قال ابن يونس). ولعله (التجيبى) ، وتم تحريفها إلى (اليمنى) ، خاصة أن المحقق ذكر فى (هامش ١) : أنه غير مطمئن لقراءة هذه الترجمة فى المخطوطة ؛ لتشوه خطها. ولم أستطع الوقوف على ترجمته فى أى من المصادر الأخرى المتاحة ؛ للتأكد من صحة الترجمة ، وسلامة ما بها. ويبدو أنه من المغمورين. وسبق لابن يونس أن ترجم ل (حسان بن عتاهية المتوفى سنة ١٣٢ ه‍ ، قتلا على يد العباسيين فى مصر) ، وذلك فى (تاريخ المصريين) ، باب (الحاء) رقم (٣٠٤). فقد يكون هذا ابنه.

(٤) ميزان الاعتدال ٣ / ٥١٨ (رقم ٧٣٩٦) ، والمقفى ٥ / ٥٥٥ (قال ابن يونس).

(٥) المصدر السابق.

(٦) السابق. وعبّرت ب (قيل) عن قوله : ومرة قال ، ولا أدرى : أتعددت تواريخ وفاته فى الترجمة نفسها ، أم فى غيرها. والأرجح أن ذلك فى الترجمة التى معنا ؛ إذ لا نملك دليلا على إعادة ذكر المترجم له فى ترجمة أخرى.

(٧) ضبطت بالحروف ، وهى نسبة إلى (الجهاضمة) ، وهى محلّة بالبصرة. (الأنساب) ٢ / ١٣٢.

(٨) المقفى ٥ / ٥٥١ (قال ابن يونس).

١٩٩

٥١٨ ـ محمد بن الحسن بن موسى بن بشر بن سابق : يكنى أبا جعفر. كوفى ، قدم مصر. كتبت عنه. وقيل : إنه توفى بمصر. حدّث عن حرملة بن يحيى ، وغيره. يعرف ، وينكر(١) .

٥١٩ ـ محمد بن الحسن(٢) بن نصر الزيّات(٣) : يكنى أبا عبد الله. روى عن زهير بن عبّاد. حدثت عنه ، وتوفى يوم الجمعة لاثنتى عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثمائة ، وكان صدوقا(٤) .

٥٢٠ ـ محمد بن الحسين بن زيد : يكنى أبا جعفر. كوفى ، قدم مصر ، وحدّث عن يونس بن عبد الأعلى ، وبكار بن قتيبة ، والربيع بن سليمان المرادى. ثقة ، كان يسكن تنيس ، وكان له بها منزلة جليلة ، ومحل ولسان. وكان جلدا عاقلا. توفى ب «تنيس» فى شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة(٥) .

٥٢١ ـ محمد بن حفص بن عمر بن عبّاد : يكنى أبا بكر ، ويعرف ب «الأحول». بصرى ، قدم مصر ، وحدّث بها عن(٦) مسلم بن إبراهيم. توفى بمصر سنة سبع وتسعين ومائتين(٧) .

٥٢٢ ـ محمد بن الحكم بن معاذ بن الحكم البجلىّ : يكنى أبا عبد الله. بصرى ، قدم مصر ، وكتبت عنه ، وتوفى بها سنة ثمان وثلاثين ومائتين(٨) .

٥٢٣ ـ محمد بن حمّاد الطّهرانى(٩) : يكنى أبا عبد الله. كان من أهل الرحلة فى

__________________

(١) المقفى ٥ / ٥٦٧ ـ ٥٦٨. (قال ابن يونس). ونقل عن الدارقطنى قوله عنه : ثقة ، ليس به بأس.

(٢) وقيل : (ابن الحسين). والأول أكثر. (السابق ٥ / ٥٦٨).

(٣) بقية نسبه : (ابن يحيى بن عبد الرحمن بن كامل) ، يعرف ب (الخلّال). (السابق).

(٤) السابق (قال أبو سعيد بن يونس).

(٥) السابق ٥ / ٥٨٢ (قال ابن يونس).

(٦) حرفت إلى (من) فى (المقفى) ٥ / ٦٠٤.

(٧) سقط سهوا لفظ (سبع) فى (المصدر السابق) ، نقلا عن ابن يونس.

(٨) السابقة ٥ / ٦٠٤ (قال ابن يونس).

(٩) نسبة إلى طهران (وضبطت النسبة بالحروف) فى (معجم البلدان ٤ / ٥٨ ـ ٥٩) ، وقال ياقوت : وهى عجمية. وهم يقولون : (تهران) ؛ لأن الطاء ليست فى لغتهم. وهى من قرى الرّىّ ، بينهما نحو فرسخ ، وهى مدينة كثيرة البساتين متشابكة ، تمنع أهلها. وأوضح المقريزى فى (المقفى) ٥ / ٦٠٥ : أنه من طهران الرى ، لا من طهران أصبهان.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

كلّ صغيرة وكبيرة ، فهذا ـ كما تعلميّن أيضاً ـ غير ثابت ، وذلك لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخصّهما في شيء كما خصّ غيرهما.

وأهمّ ما نلاحظه أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يؤاخ بينه وبين أحدٍ منهما ، بل لم تذكر جميع كتب السير أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله خصّهما في المشورة دون أصحابه ، أو أودعهما سرّه دون غيرهما من المسلمين ، أو ولاّهما على شيء قد اختصّا به ، بل بالعكس من ذلك ، فإنّ الحقيقة هي خلاف ما تذكرينه تماماً ، وذلك لشواهد :

أوّلاً : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله سدّ الأبواب المشرفة على المسجد ، ومنها باب أبي بكر وعمر ، ولم يميّزهما عن غيرهما ، وأبقى باب علي بن أبي طالبعليه‌السلام مفتوحاً.

فقد روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : (أمّا بعد ، فإنّي أُمرت بسدّ هذه الأبواب إلاّ باب علي ، فقال فيه قائلكم : والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ، ولكن أمرت بشيء فاتّبعته )(١) .

وروي أيضاً عن الإمام عليعليه‌السلام أنّه قال : (أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيدي ، فقال : إنّ موسى سأل ربّه أن يطهّر مسجده بهارون ، وإنّي سألت ربّي أن يطهّر مسجدي بك وبذرّيتك ، ثمّ أرسل إلى أبي بكر أن سدّ بابك ، فاسترجع ثمّ قال : سمعاً وطاعة ، فسدّ بابه ، ثمّ أرسل إلى عمر ، ثمّ أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثمّ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ، ولكن الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم )(٢) .

ثانياً : أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمّر أُسامة بن زيد على الشيخين ، وعلى جمعٍ من الصحابة ، وكان فتىً صغيراً ، ولم يقدّم الشيخين في هذا الجيش؟

____________

١ ـ المستدرك ٣ / ١٢٥ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٥ / ١١٨ ، خصائص أمير المؤمنين : ٧٣ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٣٨ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٩ ، المناقب : ٣٢٧ ، جواهر المطالب ١ / ١٨٦ ، ينابيع المودّة ٢ / ١٦٩ و ٢٣٣ و ٣٩٨.

٢ ـ كنز العمّال ١٣ / ١٧٥ ، النزاع والتخاصم : ١١٧.

٤٢١

فعن عبد الله بن عبد الرحمن : ( أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرض موته ، أمّر أُسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلّة المهاجرين والأنصار ، منهم أبو بكر وعمر ، وأبو عبيدة بن الجرّاح ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة والزبير ، وأمره أن يغير على مؤتة ، حيث قتل أبوه زيد )(١) .

ثالثاً : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد آخى بينه وبين عليعليه‌السلام ، في حين لم يؤاخ بينه وبين أحدٍ من الشيخين ، بل آخى بين أبي بكر وبين خارجة بن زيد(٢) ، وآخى بين عمر بن الخطّاب وبين عتبان بن مالك(٣) .

فلو كان الشيخان أقرب الناس من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لآخى بينه وبين أحدهما.

رابعاً : أنّ الشيخين لو كانا قريبين من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لبلّغ أحدهما عنه ، في حين أنّه قال : ( علي منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي )(٤) .

فلو كان الشيخان أقرب الناس لبلّغا عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وخصصهما بتبليغه.

إلى آخر الصفات والمنازل التي لم يختصّ بهما الشيخان ، فكيف يكونان من أقرب الناس إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

أمّا عدم إخبار الرسول عن خفايا سرائرهم فإنّه كان يخضع لمصالح ومفاسد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلم بها ، ويمكن استنتاجها لمن نظر نظرة تأمّل لتاريخ تلك الحقبة وكما أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخبر عن المنافقين اللذين كانوا يحيطون به.

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٥٢.

٢ ـ الجامع لأحكام القرآن ١٤ / ١٢٤ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٧٧ ، الدرّ المنثور ٣ / ٢٠٧ ، فتح القدير ٢ / ٣٣٠.

٣ ـ مقدّمة فتح الباري : ٣٢١.

٤ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ، الآحاد والمثاني ٣ / ١٨٣ ، كتاب السنّة : ٥٨٤ ، فيض القدير ٤ / ٤٧٠ ، تحفة الأحوذيّ ١٠ / ١٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٧.

٤٢٢

( زياد ـ فلسطين ـ سنّي )

عدم صلاحية الأوّل والثاني للخلافة :

س : ما تقولون في أميري المؤمنين أبو بكر وعمر؟ الموصوفان بأنّهما أعدل رجلين في العالم بعد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ولماذا تكثرون من تقديس عليرضي‌الله‌عنه وأبنائه بطريقة غريبة؟ نحن نحترم عليّاً ، ونكن له كلّ الاحترام ـ كونه صحابي جليل من صحابة رسول الله ـ أمّا أن نزيد آية في القرآن الكريم ( وجعلنا علي صهرك ) ، فهذا لا يمكن قبوله أبداً ، لأنّ القرآن قد وصلنا متواتراً ، وكوننا نزيد هذه الآية ، فهذا انتقاص في حقّ الله ، وكأنّنا نصف الله بالنسيان أو الخطأ.

ج : إنّ الشيعة ترى أنّ الأفضلية في كافّة الجهات الإيجابية كانت لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام ـ كما هو مذكور في كتب العقائد عندهم ـ وعليه ، فإنّ مؤهّلاته الشخصية كانت هي الوحيدة لاستيعاب أمر الخلافة والوصاية والإمامة بعد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خصوصاً بعد صدور النصوص المتواترة والمستفيضة التي تصرّح بكلّ وضوح : بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله استخلفه في أمر الإمامة بعده.

وممّا ذكرنا يظهر : أنّ العدول عن هذا الأمر واضح البطلان ، فنستنج أنّ خلافة الأوّل والثاني كانت خلافاً للعقل والنقل ـ كما أشرنا إليه ـ فهل تسمّى مخالفة العقل عدلاً؟!

ويكفي في عدم صلاحيتهما للخلافة ، ما صدر منهما تجاه بضعة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة الزهراءعليها‌السلام ـ كما ذكر في محلّه ـ والتي قال في شأنها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : (فاطمة بضعة منّي ، فمن أغضبها أغضبني )(١) .

____________

١ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢١٠ ، ذخائر العقبى : ٣٧ ، فتح الباري ٧ / ٦٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٦ ، الآحاد والمثاني ٥ / ٣٦١ ، نظم درر السمطين : ١٧٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٢٠٨ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٨ و ١١٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٤٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٥٢ و ٧٣ و ٧٩ و ٩٧ و ٣٢٢.

٤٢٣

وإمّا كلامك عن تقديس الشيعة لعليعليه‌السلام ، فهل ترى فيه إشكال بعد ما ورد من نصوص وآثار في هذا المجال لا تعدّ ولا تحصى ، ويكفيك أن تطالع الكتب المختصّة بهذا الموضوع ، وتنظر بعين الأنصاف حتّى ترى ما كان لهعليه‌السلام من مناقب وفضائل ملأت الخافقين.

وأمّا ما ذكرته من آية مجعولة ، فلم نر لها أثراً في الأوساط الشيعيّة ،( سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) (١) .

( ـ الكويت ـ )

في نظر الشيعة :

س : أُريد رأيكم الصريح في أبي بكر وعمر وعثمان؟ جرحكم وتعديلكم لهم ، ولكم الشكر.

ج : إنّ هذا السؤال يرجع إلى مسألة عدالة الصحابة : فأهل السنّة قالوا بعدالة جميع الصحابة ، وبأيّهم اقتديتم اهتديتم ، مع اعترافهم بعدم عصمة الصحابة ، وفيهم القاتل والمقتول ، والظالم والمظلوم.

وأمّا الشيعة ، فلا تقول بعدالة جميع الصحابة ، بل تجري عليهم قواعد الجرح والتعديل ، فمن كان على الطريقة المستقيمة ، ولم يغيّر ولم يبدّل ، فالشيعة تحترمه وتقدّسه ، ومن نافق أو غيّر وبدّل وانحرف ، فالشيعة وكلّ عاقل لا يقيمون أيّ احترام وتقدير لهكذا شخص.

وكذلك الشيعة تقول : بأنّ الإمامة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالنصّ ، ورسول الله نصّ على من يلي الأمر من بعده ، وهو أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، وتستدلّ الشيعة على هذا بآيات وأحاديث من مصادر الفريقين.

وكذلك يمكنك مراجعة ما ورد في صحاح ومسانيد أهل السنّة في روايتهم

____________

١ ـ النور : ١٦.

٤٢٤

عن النبيّ ، أنّه قال : (فاطمة بضعة منّي ، فمن أغضبها أغضبني )(١) .

وكذلك مراجعة الصحاح والمسانيد ، وكتب السير والتاريخ عند أهل السنّة : من أنّ فاطمة ماتت ، وهي واجدة على أبي بكر وعمر ، أو هجرتهما ولم تكلّمهما(٢) ، وبالمقارنة بين هذين الحديثين مع قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) (٣) ، يتّضح لك موقفنا منهم.

( حسين علي ـ الجزائر ـ ٢٦ سنة ـ ليسانس فلسفة )

لم يثبت لهم موقف في الغزوات :

س : لماذا لا نجد أيّ مكان لأبي بكر في الغزوات التي خاضها النبيّ؟ وهل فعلاً كان من الذين قالوا بوفاة الرسول في غزوة أُحد؟ وهل كان من الذين تفاوضوا من أجل أن يرجعوا إلى قريش؟

ج : نعم ، لم يثبت للخلفاء الثلاثة موقف مشرّف في جميع الغزوات ، وإنّما كان دورهم جليّاً في الهزيمة والتثبيط من عزيمة المسلمين.

وأمّا في غزوة أُحد ، فكانوا من الفارّين(٤) ، حتّى أنّ أبا بكر بنفسه كان

____________

١ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢١٠ ، ذخائر العقبى : ٣٧ ، فتح الباري ٧ / ٦٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٦ ، الآحاد والمثاني ٥ / ٣٦١ ، نظم درر السمطين : ١٧٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٢٠٨ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٨ و ١١٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٤٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٥٢ و ٧٣ و ٧٩ و ٩٧ و ٣٢٢.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٥٠ و ١٦ / ٢١٨ ، صحيح البخاريّ ٨ / ٣ ، فتح الباري ٦ / ١٣٩ ، المصنّف للصنعانيّ ٥ / ٤٧٢ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٤٤٨ ، البداية والنهاية ٥ / ٣٠٦ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٤ / ٥٦٧ و ٥٧٠.

٣ ـ الأحزاب : ٥٧.

٤ ـ شرح نهج البلاغة ١٥ / ٢٤ ، الدرّ المنثور ٢ / ٨٨ ، كنز العمّال ٢ / ٣٧٦ و ١٣ / ٧١ ، جامع البيان ٤ / ١٩٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٣٩ / ٢٥٧ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٣١ ، سبل الهدى والرشاد ٤ / ٢٠٦ ، السيرة الحلبية ٢ / ٣٠٩.

٤٢٥

يذعن بفراره ، بأنّه أوّل من فاء يوم أُحد(١) .

وتصرّح بعض المصادر : أنّ عمر وغيره من المهاجرين والأنصار أخبروا أنس بن النضر بقتل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

وأمّا بالنسبة للتفاوض مع قريش ، فتؤكّد كتب السيرة : بأنّ بعض المسلمين ـ من أصحاب الصخرة ـ بعد هزيمتهم في أُحد ، قد أبدوا استعدادهم لأخذ الأمان من أبي سفيان ، والالتحاق بقريش(٣) .

ولا يخفى أنّ أصحاب الصخرة كانوا من المهاجرين لا الأنصار ، لأنّهم صرّحوا في كلامهم ، بأنّ قريش قومهم ، وبنو عمومتهم.

( عمر عثمان ـ السودان ـ سنّي ـ ٣٠ سنة ـ طالب )

علاقتهم بالإمام علي :

س : أُريد أن أعرف العلاقة بين الإمام علي وأبو بكر وعمر وعثمان؟

ج : حسب الأدلّة النقلية الموجودة ، فإنّ أُولئك الثلاثة ، قد غصبوا الخلافة من الإمام عليعليه‌السلام ، مع علمهم بتقدّمه عليهم ومعرفتهم بنصّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عليه ،

____________

١ ـ الطبقات الكبرى ٣ / ٢١٨ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٣ / ٥٨ ، البداية والنهاية ٤ / ٣٣ ، مسند أبي داود : ٣ ، المستدرك ٣ / ٢٦٦ ، كتاب الأوائل : ٩١ ، كنز العمّال ١٠ / ٤٢٥ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ٤٢٥ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٥ / ٧٥ ، تهذيب الكمال ١٣ / ٤١٧ ، سبل الهدى والرشاد ٤ / ١٩٩.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٤ / ٢٧٦ ، جامع البيان ٤ / ١٥٠ ، تفسير القرآن الكريم ١ / ٤٢٢ ، الدرّ المنثور ٢ / ٨١ ، الثقات ١ / ٢٢٨ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ١٩٩ ، البداية والنهاية ٤ / ٣٩ ، السيرة النبويّة لابن هشام ٣ / ٦٠٠ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٣ / ٦٨ ، سبل الهدى والرشاد ٤ / ٢١٥.

٣ ـ فتح الباري ٧ / ٢٧١ ، جامع البيان ٤ / ١٤٩ ، الدرّ المنثور ٢ / ٨٠ ، تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٢٠١ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٦ ، السيرة النبويّة لابن كثير ٣ / ٤٤ ، سبل الهدى والرشاد ٤ / ١٩٦ ، السيرة الحلبية ٢ / ٣١٠.

٤٢٦

وقد صرّح واحتجّ الإمام عليعليه‌السلام في مواقف متعددّة بهذا الموضوع ، ولعلّ من أبرز وأوضح مصاديق شكاويه ، ما أدلى به في خطبته المعروفة بالشقشقية ـ الموجودة في نهج البلاغة ـ إذ يؤكّد فيه اغتصاب حقّه في عهد الخلفاء الثلاثة.

نعم ، إنّ الإمامعليه‌السلام ومن منطلق أخذ المصالح العليا بعين الاعتبار ، لم يقم بأيّ عمل ظاهري في سبيل إرجاع حقّه ، بعد أن رأى أنّ الوسط العام في المجتمع آنذاك قد خدع بخطط الغاصبين ، فخشيعليه‌السلام قيام الفتن الداخلية ، وحدوث الردّة عند الأكثر ـ إذ هم قريبو العهد بالإسلام ـ وهجوم الأجانب على الدولة الإسلاميّة الفتيّة ، فصبر عن حقّه الواضح ، بعد ما أشار إليه بلسانه أحياناً ، وبسلوكه تارةً ، وإليه يشير في نفس الخطبة المذكورة : ( فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا )(١) .

وملاحظة ما ورد في النصوص من احتجاجات أمير المؤمنينعليه‌السلام على الخلفاء في مواطن متعدّدة ، لإثبات أحقّيته بمنصب الخلافة ، خير شاهد على إيضاح المطلب.

( إبراهيم زاير حسين ـ البحرين ـ ٣٤ سنة ـ طالب جامعة )

فتوحاتهم وإذعانهم بفضائل علي :

س : لدي سؤالان ، أرجو مساعدتي في الإجابة عليهما :

الأوّل : في زمن الخليفة الأوّل والخليفة الثاني زادت الفتوحات ، وقد قويت شوكة الإسلام في خلافتهما ، ومن المشهود لهما بإخلاصهما ، فكيف يحقّ لنا اتهامهما بغصب الخلافة؟

الثاني : هل يحقّ لنا اتهامهما بغصب الخلافة؟ بالرغم من أنـّهما كانا يعترفان بفضل الإمام عليعليه‌السلام ، وهو ما شاع في كتب التاريخ ، فلو كان الأمر كذلك لقاما بعكس ذلك.

____________

١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٥١.

٤٢٧

أرجو أن توضّحوا المسألة بالتفصيل قدر الإمكان ، لكون السائل من إخواننا السنّة ، ودمتم ذخراً ، وسدّد الله خطاكم ، وزادكم علماً.

ج : إنّ التفسير والتحليل هو فرع وجود الواقع في الخارج ، فعلينا إذاً أن نبحث عن الواقع ، وثمّ نرى القضايا على ضوئه ، لا أن نعتمد على تفسير خاطئ ، وننفي الواقع من خلاله.

وأمّا فيما نحن فيه ، فإنّ الغصب المذكور واقع تاريخيّ ، شهدت له أئمّة السير والحديث في كتبهم ، وذكروا المناقشات والحوادث المتعلّقة به ، فكيف ننكره رأساً ، اعتماداً على احتمالات ، وتأويلات مزيّفة؟!

ثمّ إنّ زيادة الفتوحات العسكريّة هل تدلّ بملازمة عقلية على حقّانية الفاتح؟ أم أنّها أُمور تدور قيمتها مدار النيّة والصدق في العمل؟ وكم ترى في طول التاريخ من قادة فاتحين ومنتصرين ، ليس لهم منها إلاّ أمر الدنيا؟

وأمّا إذعانهما بفضل الإمام عليعليه‌السلام ، فهو إن دلّ على شيء ، فإنّما يدلّ على كثرة فضائلهعليه‌السلام التي ملأت الخافقين ، ممّا أجبرت الخصوم على الاعتراف ببعضها ، وقد صرّح البعض حينما سئل عن فضائل عليعليه‌السلام قال : ( ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفاً وحذراً ، فظهر ما بين هذين فضائل طبقت الشرق والغرب )(١) .

( اشرف سالم ـ مصر ـ سنّي )

اعتراض الإمام علي عليهم :

س : من الثابت تاريخيّاً أنّ الإمام علي رضي‌الله‌عنه لم يعترض على تولّي الخلفاء الراشدين ، فلماذا اعترضت الشيعة على ذلك بعد وفاته؟

ج : في الجواب عن ذلك نقول :

____________

١ ـ كشف اليقين : ٤.

٤٢٨

١ ـ إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قد اعترض غير مرّة ، كيف وقد تأخّر أو رفض ـ على قولين ـ البيعة مع أبي بكر ، وهذا بحدّ نفسه دليل قاطع في المقام ، إذ لو كانت البيعة فرضاً مسلّماً ، أفهل يعقل تهاونه وعدم مبالاته وقعوده ـ والعياذ بالله ـ عن الوظيفة الشرعيّة؟ أما يدلّ هذا على الاستنكار للوضع الموجود؟ أما يدلّ على مطالبته للحقّ ، وإعلانه عن عدم أحقّية خلافة أبي بكر؟

مضافاً إلى أنّهعليه‌السلام قد احتجّ بحديث الغدير في موارد ، منها يوم الشورى(١) ، وأيضاً أنّهعليه‌السلام خرج يحمل فاطمةعليها‌السلام على دابّة ليلاً في مجالس الأنصار ، تسألهم النصرة(٢) .

٢ ـ إنّهعليه‌السلام قد بيّن موارد اعتراضه بعد بسط يده في أيّام خلافته ، ويدلّ عليه ما ورد في الخطبة الشقشقية المعروفة(٣) ، من أنّ سكوته آنذاك لم يكن عن رضىً ، بل لمصلحة حفظ بيضة الإسلام عن التلف ، فهو في الواقع اعتراض صامت ، وقد فهمت الشيعة هذا منهعليه‌السلام بدلالة تلك الخطبة وغيرها ، والقرائن الحافّة بحياتهعليه‌السلام ، والروايات التي وردت من طريق أهل البيتعليهم‌السلام ، فلم تزل تصرّح باعتراضها لهذا الأمر منذ ذلك العهد حتّى الآن ، وهذا ليس بدافع الحبّ والولاء لأئمّتهمعليهم‌السلام فحسب ، بل هو أيضاً لبيان وإظهار انحراف المسيرة التاريخيّة للخلافة.

( كميل ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة )

ادعاء التواتر في فضلهم يحتاج إلى إثبات :

س : قد قرأت في أحد الكتب السنية رواية ، مفادها بأنّ النبيّ كان يحبّ أبا بكر وعمر ، ويقول الكاتب : بأنّ الرواية متواترة ، فماذا تقولون؟

____________

١ ـ مناقب الإمام علي : ١٣٨ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ١٦٧.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ١٣ ، الإمامة والسياسة ١ / ٢٩.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٥١.

٤٢٩

ج : ادعاء التواتر شيء ، وإثباته شيء آخر ، ومعنى التواتر كما هو واضح لدى جميع المسلمين هو : اتفاق جماعة على خبر لا يحتمل تواطؤهم على الكذب ، وهذا يشترط في جميع طبقات الأسانيد ، يعني : كلّ طبقة في السند لابدّ أن تكون متواترة ، حتّى يصدق على الخبر أنّه متواتر.

فإثبات أنّ الخبر الفلاني متواتر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليس بهذه السهولة ، أضف إلى ذلك ، فإنّ علماء الرجال ألّفوا الكتب الكثيرة في الموضوعات ، وذكروا الكثير ممّا روي في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان من الموضوعات ، فلا يمكن إثبات صحّتها ، فضلاً عن إثبات تواترها.

( خالد علي ـ الإمارات ـ سنّي )

تقدّموا على علي بلا استحقاق :

س : ما قولكم في الصحابة أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب؟

ج : علينا أن نتّبع العقل وما يؤدّي إليه العقل ، بالاعتماد على الأدلّة ، فنقول : أصل الاختلاف بعد وفاة الرسول المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله في الإمامة والخلافة :

فقالت الشيعة : إنّ الإمامة بالنصّ ، حيث وردت نصوص قرآنية وأحاديث نبوية على إمامة عليعليه‌السلام كما في آية الولاية ، وآية التطهير ، وآية المباهلة ، وفي حديث الغدير ، وحديث الدار ، وحديث الولاية ، وحديث الثقلين ، وحديث الطير ، وحديث المنزلة.

وهذا هو أصل الاختلاف ، فالشيعة التي تقول : بأنّ الإمامة والخلافة بعد رسول الله بالنصّ ، يعني : نصّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على أنّ الخليفة بعده ، هو علي ابن أبي طالبعليه‌السلام ، فبالله عليك ماذا يكون حكم المتقدّم على أمير المؤمنين علي؟!

فعليك أن تبحث لتصل إلى حقيقة الأمر ، ولا ندعوك إلى اعتناق التشيّع ، وإنّما ندعوك للبحث والتحقيق في الأُمور ، ومن ثمّ الاعتقاد بما تتوصّل إليه ، بشرط أن تترك التعصّب ، وتنظر في الموروث بعين الإنصاف.

٤٣٠

وأختم كلامي بذكر حديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث قال لفاطمةعليها‌السلام : (فاطمة بضعة منّي ، فمن أغضبها أغضبني )(١) .

وقد استدلّ السهيلي بهذا الحديث على أنّ من سبّ فاطمة كفر ، لأنّه يغضبهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّها أفضل من الشيخين(٢) .

وروى البخاريّ : ( أنّ فاطمة غضبت على أبي بكر فهجرته ، فلم تزل مهاجرته حتّى توفّيت )(٣) .

وروى البخاريّ أيضاً : ( أنّ فاطمة وجدت على أبي بكر فهجرته ، فلم تكلّمه حتّى توفّيت )(٤) .

وروى الترمذيّ : ( أنّ فاطمة قالت لأبي بكر وعمر : والله لا أكلّمكما أبداً ، فماتت ولا تكلّمهما )(٥) .

وروى ابن قتيبة : ( فقال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنّا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعاً ، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا عليّاً فكلّماه ، فأدخلهما عليها ، فلمّا قعدا عندها ، حوّلت وجهها إلى الحائط ، فسلّما عليها ، فلم تردعليهما‌السلام فقالت : (أرأيتكما إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تعرفانه وتفعلان به )؟ قالا : نعم.

فقالت : (نشدتكما الله ، ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني ، ومن

____________

١ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٢١٠ ، ذخائر العقبى : ٣٧ ، فتح الباري ٧ / ٦٣ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٥٢٦ ، الآحاد والمثاني ٥ / ٣٦١ ، نظم درر السمطين : ١٧٦ ، الجامع الصغير ٢ / ٢٠٨ ، كنز العمّال ١٢ / ١٠٨ و ١١٢ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٤٤٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٥٢ و ٧٣ و ٧٩ و ٩٧ و ٣٢٢.

٢ ـ فيض القدير ٤ / ٥٥٤.

٣ ـ صحيح البخاريّ ٤ / ٤٢.

٤ ـ المصدر السابق ٥ / ٨٢.

٥ ـ الجامع الكبير ٣ / ٢٥٥.

٤٣١

أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني )؟ قالا : نعم ، سمعناه من رسول الله ، قالت : ( فإنّي أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني ، وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبيّ لاشكونّكما إليه ).

فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثمّ انتحب أبو بكر يبكي حتّى كادت نفسه أن تزهق ، وهي تقول : (والله لأدعون الله عليك في كلّ صلاة أصليه ا ) ، ثمّ خرج باكياً ، فاجتمع إليه الناس ، فقال لهم : يبيت كلّ رجل منكم معانقاً حليلته ، مسروراً بأهله ، وتركتموني وما أنا فيه ، لا حاجة لي في بيعتكم ، أقيلوني بيعتي )(١) .

وقال الله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) (٢) .

( كُميل ـ الكويت ـ )

حول أُمّهاتهم :

س : بوركت جهودكم في دحض افتراءات ( القوم ) ، ووفّقكم الله دوماً وأبداً ، لنصرة أهل بيت النبوّة.

أمّا بعد ، أرجو من سماحتكم إدراج معلومات حول أُمّهات كلّ من الخلفاء الثلاثة ـ أبو بكر وعمر وعثمان ـ وأنسابهم من الكتب المعتمدة لدى أهل السنّة ، حتّى نكون على بيّنة من أشخاصهم.

ج : أمّا أبو بكر ، فأسرته لم تكن من الأُسر الشريفة في قريش ، قال ابن الأثير ـ في حديث أبي بكر والنسّابة : إنّك من زمعات قريش ـ : ( الزمعة بالتحريك : التلعة الصغيرة : أي لست من أشرافهم )(٤) .

____________

١ ـ الإمامة والسياسة ١ / ٣١.

٢ ـ الأحزاب : ٥٧.

٣ ـ النهاية في غريب الحديث والأثر ٢ / ٣١٣.

٤٣٢

وقال الجوهري : ( والزمع : رذال الناس وسفلتهم )(١) .

وفي شرح نهج البلاغة : ( لمّا بويع أبو بكر ، جاء أبو سفيان إلى علي ، فقال : أغلبكم على هذا الأمر أذلّ بيت من قريش وأقلّها )(٢) .

وفي شرح نهج البلاغة أيضاً : ( أنّ أبا بكر قال في الجاهلية لقيس بن عاصم المنقري : ما حملك على أن وأدت؟ قال : مخافة أن يخلف عليهن مثلك )(٣) .

وفي إلزام النواصب : ( أجمع أهل السير : أنّ أبا قحافة كان أجيراً لليهود يعلّم أولادهم ، وقد تعجّب أبوه ـ أبو قحافة ـ يوم بويع ابنه ـ أبو بكر ـ للخلافة ، فقال : كيف ارتضت الناس بابني مع حضور بني هاشم؟!

قالوا : لأنّه أكبر الصحابة سنّاً ، فقال : والله أنا أكبر منه )(٤)

وأمّا عمر : فقد قال ابن كثير : ( وكان الخطّاب والد عمر بن الخطّاب ، عمّه وأخاه لأُمّه ، وذلك لأنّ عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه ، وكان لها من نفيل أخوه الخطّاب )(٥) .

روي عن أنس أنّه قال : ( خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو غضبان ، فخطب الناس ، فقال : لا تسألوني عن شيء اليوم إلاّ أخبرتكم به ، ونحن نرى أنّ جبرائيل معه فقال عمر : يا رسول الله إنّا كنّا حديثي عهد بجاهلية ، فلا تبد علينا سوآتنا ، فاعف عنّا عفا الله عنك )(٦) .

وفي النهاية : ( في حديث خزيمة : كان عمر في الجاهلية مبرطشاً ، وهو السعي بين البائع والمشتري ، شبه الدلاّل )(٧) .

____________

١ ـ الصحاح ٣ / ١٢٢٦.

٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ٤٠.

٣ ـ المصدر السابق ١٣ / ١٧٧.

٤ ـ إلزام النواصب : ٩٧ نسخة خطّية.

٥ ـ السيرة النبويّة لابن كثير ١ / ١٥٣ ، البداية والنهاية ٢ / ٢٩٦.

٦ ـ مجمع الزوائد ٧ / ١٨٨ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٣٨ ، مسند أبي يعلى ٦ / ٣٦١.

٧ ـ النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ١١٩.

٤٣٣

وفي الإصابة : ( خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي ، فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق ، فسلّم عليها عمر ، فردّت عليه وقالت : هيهاً يا عمر ، عهدتُك وأنت تسمّى عميراً في سوق عكّاظ ، تروّع الصبيان بعصاك ، فلم تذهب الأيّام حتّى سمّيت عمر!! ثمّ لم تذهب الأيّام حتّى سمّيت أمير المؤمنين!! فاتق الله في الرعية )(١) .

وروى هاشم بن محمّد بن السائب الكلبي ـ أحد علماء أهل السنّة ـ في كتابه المثالب ، قال : ( كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف ، ثمّ وقع عليها عبد العزّى بن رياح ، فجاءت بنفيل جدّ عمر بن الخطّاب )(٢) .

وروى الحافظ أبو نعيم عن الضحّاك قال : ( قال عمر : يا ليتني كنتُ كبش أهلي ، يسمّنوني ما بدا لهم ، حتّى إذا كنت أسمن ما أكون ، زارهم بعض من يحبّون ، فجعلوا بعضي شواء ، وبعضي قديداً ، ثمّ أكلوني ، فأخرجوني عذرة ، ولم أك بشراً )(٣) .

وأمّا عثمان : ( فروى مؤلّف كتاب إلزام النواصب ، عن هشام بن محمّد السائب الكلبي ، أنّه قال : ومّمن كان يلعب به ويُفتحل ، عفّان أبو عثمان )(٤) .

قال الشهرستاني : ( ووقعت في زمانه ـ عثمان ـ اختلافات كثيرة ، وأخذوا عليه أحداثاً كلّها محالة على بني أُمية.

منها : ردّه الحكم بن أُمية إلى المدينة ، بعد أن طرده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

ومنها : نفيه أبا ذر إلى الربذة ، وتزويجه مروان بن الحكم بنته ، وتسليمه خمس غنائم أفريقية له ، وقد بلغت مائتي ألف دينار.

____________

١ ـ الإصابة ٨ / ١١٥ ، تاريخ المدينة ٢ / ٣٩٤ و ٧٧٤.

٢ ـ الطرائف : ٤٦٩ عن المثالب.

٣ ـ حلية الأولياء ١ / ٨٨.

٤ ـ بحار الأنوار ٣١ / ٤٩٨ عن إلزام النواصب.

٤٣٤

ومنها : إيواؤه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وكان رضيعه ، بعد أن أهدر النبيّ دمّه ، وتوليته إيّاه مصر بأعماله )(١) .

( أبو حسن ـ السعودية ـ )

إنفاقهم الأموال في ميزان النقد العلميّ :

س : يحتجّ أبناء السنّة : بأنّ أبا بكر وعمر وعثمان أفضل من الإمام عليعليه‌السلام ، لأنّ أبا بكر قد تصدّق بكلّ ماله في سبيل الله ، ويروون أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ( ما نفعني مال مثل مال أبي بكر ) ، وأنّ عمر أنفق نصف ماله ، وعثمان أنفذ جيش العسرة ، فكيف نردّ على هذا الكلام؟

أرجو أن تكون الإجابة موثّقة حتّى يمكنني الرجوع للمصادر ، ولكم جزيل الشكر.

ج : إنّ الموارد التي ذكروها كمنقبة لأُولئك الثلاثة ، كلّها مردودة عقلاً ونقلاً ودلالةً ، فنقول توضيحاً :

١ ـ إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن محتاجاً إلى أموال أبي بكر ، إذ كان يكفله عمّه أبو طالبعليه‌السلام قبل زواجهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعد تزويجه بخديجةعليها‌السلام كانت أموالها تحت يده تغنيه ، هذا كلّه قبل الهجرة.

وأمّا بعد الهجرة ، فغاية ما يدّعى : أنّ أبا بكر جاء بستة آلاف درهم ـ وهي جميع ما كانت عنده من المال ـ من مكّة إلى المدينة ، وما عساها أن تجدي نفعاً لو أنفقها كلّها؟ وما هي قيمتها تجاه مصارف الدولة والحكومة الإسلاميّة آنذاك؟

٢ ـ لو كان لأبي بكر هذه الأموال الطائلة ـ كما يقولون ـ أليس كان الأجدر به أن يصرف قسطاً منها لإغناء أو رفع فاقة أبيه ـ أبي قحافة ـ والذي

____________

١ ـ الملل والنحل ١ / ٢٦.

٤٣٥

كان أجيراً لعبد الله بن جدعان للنداء على طعامه.

وأيضاً لو كان له ما حسبوه من الثروة ، لما ردّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إليه ثمن الراحلة التي قدّمها له ، ولم يكن ردّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاها إلاّ لضعف حال أبي بكر من ناحية المال ، أو أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يرقه أن يكون لأحد عليه منّة.

٣ ـ متى كان إنفاق أبي بكر لثروته الطائلة على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله !!؟ وكيف أنفق ولم يره أحد ، ولا رواه راوٍ ، ولم يذكر التاريخ مورداً من موارد نفقاته؟ وقد حفظ له تقديم راحلة واحدة مع أخذ ثمنها من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤ ـ إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام تصدّق بأربعة دراهم ليلاً ونهاراً ، وسرّاً وجهراً ، فنزلت آية في حقّه :( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) (١) ، وتصدّق بخاتمه ، فأنزل الله تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) (٢) ، وأطعم هو وأهله مسكيناً ويتيماً وأسيراً ، فنزل في حقّهم :( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ) (٣) .

ثمّ هل من المعقول أن ينفق أبو بكر بجميع ماله ، ولم يوجد له مع ذلك كلّه ذكر في القرآن؟! إلاّ أن يقال :( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (٤) .

٥ ـ إنّ الروايات المنقولة في ثراء أبي بكر كلّها مفتعلة وموضوعة سنداً ، فمثلاً ترى أنّهم يروون عن عائشة أنّها كانت تفتخر بأموال أبيها في الجاهلية(٥) ، والحال أنّ عائشة لم تدرك العهد الجاهلي ، كيف وقد ولدت بعد المبعث بأربع أو خمس سنين(٦) ، وهكذا حال الأحاديث الأُخرى.

____________

١ ـ البقرة : ٢٧٤.

٢ ـ المائدة : ٥٥.

٣ ـ الإنسان : ٨.

٤ ـ المائدة : ٢٧.

٥ ـ ميزان الاعتدال ٣ / ٣٧٥ ، مجمع الزوائد ٤ / ٣١٧.

٦ ـ الإصابة ٨ / ٢٣١.

٤٣٦

٦ ـ هل يعقل أنّ أبا بكر وعمر كانا صاحبي ثروة ، وقد أخرجهما الجوع ذات ليلة في المدينة طلباً للطعام؟!(١) .

٧ ـ من أين جاء عمر بأموال تزيد على حاجته حتّى ينفق نصفها ، وهو كان في الجاهلية إمّا راعياً(٢) ، أو نخّاساً للحمير(٣) ، أو حمّالاً للحطب مع أبيه.

٨ ـ إنّ إنفاق عثمان على جيش العسرة ، أيضاً هو من المواضيع المختلقة عندهم ، إذ ذكره الرازيّ في تفسيره لآية( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُون ) (٤) ، وذكره آخرون في تفسيرهم لآية( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) (٥) ، والحال أنّ هاتين الآيتين هما من سورة البقرة ، وهي أوّل سورة مدنية ، وقد نزلت قبل غزوة تبوك وجيشها ـ جيش العسرة الواقعة في شهر رجب سنة تسع ـ بعدّة سنين.

مضافاً إلى أنّ البيضاوي في تفسيره ، والزمخشري في كشّافه ، يؤكّدان نزول الآية الأخيرة في أبي بكر(٦) ، فكيف ينحلّ هذا التناقض؟

وهكذا الكلام في مكذوبة أبي يعلى الدالّة على إنفاق عثمان بعشرة آلاف دينار في غزوة ، إذ إنّ إسناده ضعيف جدّاً ، كما جاء في فتح الباري(٧) .

ثمّ إنّ رواياتهم ـ على تقدير التسليم ـ تدلّ على تجهيز عثمان مائتي راحلة في غزوة تبوك ، وكان جيش رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي خرج به يومئذٍ خمسة وعشرين

____________

١ ـ صحيح مسلم ٦ / ١١٦ ، مسند أبي يعلى ١١ / ٤١ ، صحيح ابن حبّان ١٢ / ١٦ ، الدرّ المنثور ٦ / ٣٨٩.

٢ ـ تاريخ المدينة ٢ / ٦٥٥.

٣ ـ الطرائف : ٤٦٨ ، عن نهاية الطلب للحنبلي.

٤ ـ البقرة : ٢٦٢ ، التفسير الكبير ٣ / ٤٠.

٥ ـ البقرة : ٢٧٤ ، الدرّ المنثور ١ / ٣٦٣ ، فتح القدير ١ / ٢٩٤.

٦ ـ أنوار التنزيل ١ / ١٤١ ، الكشّاف ١ / ٥٠٤.

٧ ـ فتح الباري ٥ / ٣٠٦ و ٧ / ٤٤.

٤٣٧

ألفاً غير الأتباع ، فما هي النسبة بين أُولئك المجاهدين وبين مائتي راحلة؟ ولماذا هذه المبالغة الكاذبة في كونه ـ أي عثمان ـ جهّز وأنفذ جيش العسرة؟

٩ ـ إنّ الإنفاق عمل قصدي ، فيشترط في صحّته نية القربة ، وليس مجرد صرف المال ، وفي المقام لا يوجد دليل نقلي معتدٌّ به على تأييد إعطائهم الأموال من آية محكمة أو حديث معتبر ، وكلّ ما في الأمر بعض الروايات الموضوعة والضعيفة والمتعارضة فيما بينها ، لا تغني ولا تسمن من جوع.

١٠ ـ الذي يقوى في النظر : أنّ هذه الأكاذيب كلّها قد وضعت في قبال فضائل أهل البيتعليهم‌السلام المسلّمة عند الكلّ ، ريثما يتوفّر لأُولئك الثلاثة وأشياعهم بعض الصلاحيات في تصدّيهم لأمر الأُمّة والإمامة.

( أحمد ـ ـ )

نفي ما يوهم تأييد الأئمّة لهم :

س : يقول الإمام الصادقعليه‌السلام لامرأة سألته عن أبي بكر وعمر : أتولاّهما؟ فقال : ( تولّيهما ) ، فقالت : فأقول لربّي إذا لقيته إنّك أمرتني بولايتهما؟! فقال لها : ( نعم )(١) .

وتعجّب رجل من أصحاب الإمام الباقر حين وصف الباقر أبا بكر بالصدّيق!! فقال الرجل : أتصفه بذلك؟! فقال الباقر : ( نعم الصدّيق ، فمن لم يقل له الصدّيق ، فلا صدّق الله له قولاً في الآخرة )(٢) ، ما رأيكم في هذا الكلام؟

ج : بالنسبة للحديث الأوّل فيلاحظ :

أنّ الحديث قد روي في نفس الكافي في موضعين(٣) ، ولكن بسند ضعيف ،

____________

١ ـ الكافي ٨ / ١٠١.

٢ ـ كشف الغمّة ٢ / ٣٦٠.

٣ ـ الكافي ٨ / ١٠١ و ٢٣٧.

٤٣٨

لورود معلّى بن محمّد فيه ، الذي ضعّفه النجاشيّ ، وابن الغضائريّ ، كما أشار إليه العلاّمة المجلسيّقدس‌سره في شرحه على الكافي(١) .

ثمّ مع فرض صحّة الحديث سنداً ، فلابأس في دلالته ، فهذه الرواية ونظائرها قد صدرت تقيّة ، كما يشير إليه فرض الرواية في صدرها ، فإنّ يوسف بن عمر الثقفي ـ وهو أحد طغاة بني أُمية ـ كان واقفاً على أخبار أُمّ خالد ، فأراد الإمامعليه‌السلام أن لا يثير حفيظة الظلمة ، الذين لا يرقبون في المؤمنين إلاً ولا ذمّة.

ويؤيّد ما ذكرنا أيضاً ، ورود اسم كثير النوا فيها ، الذي كان من وعّاظ السلاطين ، والمنحرفين القريبين من السلطة ، وله أفكار وأنصار.

نعم إنّ الإمامعليه‌السلام ، وفي نفس الوقت يعطي الرأي الصحيح في الموضوع ، من خلال ترجيحه لأبي بصير وردّه كثير النوا وأصحابه ، وحتّى أنّ العبارة المستشهد بها من كلامهعليه‌السلام في الرواية ، ليس فيها ما هو صريح على تأييد أبي بكر وعمر ، فإنّ هذه الفقرة هكذا : فسألته عنهما ، فقال لها : (تولّيهما ) ، قالت : فأقول لربّي إذا لقيته إنّك أمرتني بولايتهما؟ قال : (نعم ).

فإنّ كلمة ( تولّيهما ) يحتمل فيه وجه آخر ، وهو الترك ، من باب( نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ) (٢) أي : نتركه وندعه مع ما أحبّه والتزم به ، أي أنّ الإمامعليه‌السلام قد استعمل التورية في استخدام هذه الكلمة ، فأراد معنىً صحيحاً ، وإن كانت توهم معنى آخر أيضاً.

وحتّى أنّ كلمة (نعم ) قد توهم بموافقة الإمامعليه‌السلام لكلام السائلة ، ولكن في نفس الوقت يمكن أن يردّ بأنّ كلمة (نعم ) تأتي لتأييد النفي كما للإثبات ، فإن كان مقصودهعليه‌السلام التأييد الحتمي ، كان ينبغي لهعليه‌السلام أن يستعمل كلمة ( بلى ) التي لا تدلّ إلاّ على الإقرار الإيجابي.

____________

١ ـ مرآة العقول ٢٥ / ٢٤٤.

٢ ـ النساء : ١١٥.

٤٣٩

وكيف ما كان ، وحتّى لو كانت المعاني المستعملة قد توهم شيئاً ، فإنّ الإمامعليه‌السلام وفي تتمّة الحديث نبّه بمراده في المقام بشكل دقيق ، بتأييده رأي أبي بصير ، علماً بأنّنا حتّى في فرض عدم ورود ذيل الرواية ، كنّا نحكم بصدورها تقيّة ـ لما ذكرناه من ظروف صدور الرواية ـ فلا يدلّ على مدّعى أهل السنّة بتاتاً.

وأمّا الحديث الثاني ، فيغنينا البحث عنه عدم إسناده في كشف الغمّة ، فلا يعلم سلسلة السند بعد عروة ، الذي هو راوي الحديث ، فالحديث مقطوع السند ، ولا يكون حجّة ، فنستغني عنه.

ولا يخفى على المتتبع : أنّ الأربلي ‎ ، وإن كان من علماء الشيعة ، ولكن جاء بأحاديث كثيرة من تراث العامّة في هذا الكتاب ، لا توجد لها أثر في مجامعنا الحديثية ، فيجب على الباحث أن يكون فطناً في تمييز الخطأ عن الصواب.

( محمّد الشوحة ـ الأردن ـ سنّي ـ ٢٦ سنة ـ طالب جامعة )

لا توجد لهم فضائل في كتبنا :

س : وبعد ، إنّ في كتب أهل السنّة التاريخيّة والعقائديّة ، وكتب الصحاح ، الكثير من الأحاديث الدالّة على فضل ومكانة الإمام علي وعلو شأنه.

والسؤال : هل في كتب الشيعة التاريخيّة أو الدينية ، مثل أُصول الكافي والتهذيب والاستبصار ما يدلّ ولو بشكل بسيط ، أو أيّ إشارة إلى مكانة أبي بكر ، وعمر بن الخطّاب ، علماً بأنّهما كانا من السبّاقين لرفع راية الإسلام ، وكانا من الملازمين للرسول الأعظم.

وبتسليم أنّ الأئمّة الاثني عشر كانوا يعلمون بالأُمور المستقبلية ، فالأولى أنّ النبيّ كان على علم بالأُمور المستقبلية ، فكيف يضع ثقته وصحبته بأُناس

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621