موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

موسوعة الأسئلة العقائديّة10%

موسوعة الأسئلة العقائديّة مؤلف:
تصنيف: مكتبة العقائد
ISBN: 978-600-5213-04-1
الصفحات: 585

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 585 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 266584 / تحميل: 7528
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الأسئلة العقائديّة

موسوعة الأسئلة العقائديّة الجزء ٤

مؤلف:
ISBN: ٩٧٨-٦٠٠-٥٢١٣-٠٤-١
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

وأمّا أنت يا زهري فلو كنت بمكّة أريتك كرامتك(1) .

وروى الزهري هذا عن عروة بن الزبير قال : حدّثتني عائشة قالت : كنت عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل العبّاس وعلي فقال : يا عائشة إنّ هذين يموتان على غير سنّتي(2) .

2677 ـ محمّد بن صالح بن محمّد :

الهمداني الدهقان ، وكيل ، كر(3) .

وزادصه : من أصحاب العسكريعليه‌السلام (4) .

وفيكش : ما مرّ في إسحاق بن إسماعيل(5) .

وفيتعق : ذكر الصدوق أنّ من وكلاء القائمعليه‌السلام الّذين رأوه ووقفوا على معجزته من أهل همدان محمّد بن صالح(6) ، وعن ربيع الشيعة أنّه من وكلاء القائمعليه‌السلام (7) ، ويأتي في آخر الكتاب(8) .

أقول : فيمشكا : ابن صالح بن محمّد الهمداني ، عنه علي بن محمّد(9) .

__________________

(1) شرح نهج البلاغة : 4 / 102 وفيه لأريتك كبرَ أبيك.

(2) شرح نهج البلاغة : 4 / 64 ، وفيه : على غير ملّتي أو قال ديني.

(3) رجال الشيخ : 436 / 18 ، وفيه : محمّد بن صالح بن محمّد الهمداني وكيل الدهقان.

(4) الخلاصة : 143 / 29.

(5) رجال الكشّي : 579 / 1088 ، حيث خرج إليه توقيع من أبي محمّدعليه‌السلام : فإذا وردت بغداد فاقرأه ( أي كتابهعليه‌السلام ) على الدهقان وكيلنا وثقتنا والّذي يقبض من موالينا.

(6) إكمال الدين : 442 / 16.

(7) إعلام الورى : 498.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 301.

(9) هداية المحدّثين : 240.

٨١

2678 ـ محمّد بن صالح بن مسعود :

الجدلي الكوفي ، أسند عنه ،ق (1) .

2679 ـ محمّد بن الصامت الجعفي :

أسند عنه ،ق (2) .

2680 ـ محمّد بن صبّاح :

كوفي ، ثقة ،صه (3) .

وزادجش : له كتاب ، عنه إبراهيم بن سليمان(4) .

وفيظم : ابن الصبّاح(5) .

وفيست : له روايات ، رويناها بهذا الإسناد ، عن حميد ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان بن حيّان الخزّاز ، عنه(6) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(7) .

أقول : فيمشكا : ابن الصبّاح ، عنه إبراهيم بن سليمان(8) .

2681 ـ محمّد بن صبّار بن مالك :

الطائي الكوفي ، أسند عنه ،ق (9) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 291 / 182.

(2) رجال الشيخ : 291 / 178.

(3) الخلاصة : 159 / 131.

(4) رجال النجاشي : 365 / 985.

(5) رجال الشيخ : 360 / 29.

(6) الفهرست : 153 / 684.

(7) الفهرست : 151 / 660.

(8) هداية المحدّثين : 142.

(9) رجال الشيخ : 291 / 184 ، وفيه : محمّد بن ضبارى بن مالك. إلى آخره. وفي مجمع الرجال : 5 / 237 نقلاً عنه : محمّد بن ضبارى.

٨٢

2682 ـ محمّد بن صدقة :

بصري ، غال ،ضا (1) .

وزادصه : من أصحاب الرضاعليه‌السلام (2) .

وفيجش : ابن صدقة العنبري البصري أبو جعفر ، روى عن أبي الحسن موسى وعن الرضاعليهما‌السلام ، له كتاب عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عنه الحسن بن علي بن زكريّا(3) .

أقول : فيمشكا : ابن صدقة ، عنه الحسن بن علي بن زكريّا(4) .

2683 ـ محمّد بن ضمرة بن مالك :

أبو مالك العنزي الكوفي ، أسند عنه ،ق (5) .

2684 ـ محمّد بن طاهر بن جمهور :

من غلمان العيّاشي ،لم (6) .

2685 ـ محمّد بن طلحة بن عبيد الله :

يكنّى أبا القاسم وقيل أبا سليمان ، قتل يوم الجمل في عسكر أهل البصرة ،ل (7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 391 / 60.

(2) لم يرد في نسختنا المطبوعة من الخلاصة وورد في النسخة الخطيّة منها : 119.

(3) رجال النجاشي : 364 / 983.

(4) هداية المحدّثين : 142.

(5) رجال الشيخ : 291 / 183.

(6) رجال الشيخ : 498 / 39.

(7) رجال الشيخ : 29 / 34 ، وفيه : محمّد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة يكنّى. إلى آخره.

٨٣

2686 ـ محمّد الطيّار :

مولى فزارة ،قر (1) .

وفيصه : روىكش : عن محمّد بن مسعود عن محمّد بن نصير عن جعفر بن بشير عن ابن بكير عن حمزة بن الطيّار عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّ أبا جعفرعليه‌السلام كان يباهي بالطيّار.

وعن طاهر بن عيسى عن جعفر بن أحمد عن الشجاعي عن محمّد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن حمزة بن الطيّار عن أبيه محمّد أنّه كان يقول بإمامة أبي جعفرعليه‌السلام (2) ، انتهى.

وفيكش : ما مرّ في حمزة ابنه(3) . والعلاّمة نقل مقصود ما يستفاد من المتن مع السند وسقط من السند الأوّل رجل(4) ، فراجع ترجمة حمزة.

أقول : مرّ هناك ما ينبغي أنْ يلاحظ وأنّه من أجلّة المتكلّمين(5) .

وذكره الفاضل عبد النبي الجزائري في قسم الضعفاء(6) ولم يذكره في الوجيزة أصلاً ، وهو غفلة واضحة منهما.

2687 ـ محمّد بن عبادة بن أبي روق :

أسند عنه ،ق (7) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 135 / 7. وفي نسخة « ش » : ابن الطيّار.

(2) الخلاصة : 150 / 64.

(3) رجال الكشّي : 347 / 648 و 649.

(4) هو محمّد بن الحسين الواقع بين محمّد بن نصير وجعفر بن بشير.

(5) عن رجال الكشّي : 348 / 650.

(6) حاوي الأقوال : 324 / 1977.

(7) رجال الشيخ : 296 / 259 ، وفيه بعد ابن أبي روق زيادة : عطيّة بن الحارث الهمداني الواثقي ( الوثني خ ل ).

٨٤

2688 ـ محمّد بن عبّاس بن علي :

ابن مروان بن الماهيار ، أبو عبد الله البزّاز المعروف بابن الحجام(1) ، ثقة ثقة في أصحابنا ، عين ، سديد ، كثير الحديث ، له كتاب المقنع في الفقه ، كتاب الدواجن ، كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيتعليهم‌السلام ، وقال جماعة من أصحابنا : إنّه كتاب لم يصنَّف في معناه مثله ، وقيل أنّه ألف ورقة ،جش (2) ؛صه إلاّ ذكر الكتابين الأوّلين(3) .

وفيست : أخبرنا بكتبه ورواياته جماعة من أصحابنا ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، عنه(4) .

أقول : فيمشكا : ابن عبّاس بن علي بن مروان الثقة ، عنه التلعكبري(5) .

2689 ـ محمّد بن عبّاس :

كان يسكن بني غاضرة ، ثقة ، روى عن أبيه والحسن بن علي بن أبي حمزة ،صه (6) .

وزادجش : وعبد الله بن جبلة ، له كتب ، أخبرنا الحسين عن أحمد‌

__________________

(1) كذا في نسخ الكتاب ، وهو الّذي أثبته ضبطاً المامقاني في التنقيح : 3 / 135 ، إلاّ أنّ العلاّمة في كتابيه الخلاصة : 161 / 151 والإيضاح : 288 / 665 ، والفيض الكاشاني في نضد الإيضاح : 296 ، وكذا الساروي في توضيح الاشتباه : 271 / 1314 جعلوه : الجحام ، بتقديم الجيم على الحاء ، فلاحظ.

(2) رجال النجاشي : 379 / 1030 ، وفيه : الجحام.

(3) الخلاصة : 161 / 151.

(4) الفهرست : 149 / 648.

(5) هداية المحدّثين : 240.

(6) الخلاصة : 155 / 90 ، وفيها : والحسن بن علي بن حمزة ، وفي النسخة الخطيّة منها كما في المتن.

٨٥

ابن جعفر عن حميد عنه بها. وزاد بعد عبّاس : ابن عيسى أبو عبد الله(1) .

وفيلم : ابن عبّاس بن عيسى روى عنه حميد كتباً كثيرة من الأُصول(2) .

أقول : فيمشكا : ابن عبّاس بن عيسى الثقة ، عنه حميد(3) .

2690 ـ محمّد بن عبد الجبّار :

ج (4) . وزاددي : وهو ابن أبي الصهبان ، قمّي ، ثقة(5) .

وزادصه بعد ترجمة الحروف : من أصحاب أبي الحسن الثالث الهاديعليه‌السلام (6) .

وفيكر : ابن أبي الصهبان قمّي ثقة(7) .

وفيست : له روايات ، أخبرنا بها ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ومحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عنه(8) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الجبّار الثقة ، عنه سعد بن عبد الله ، والحميري ، ومحمّد بن يحيى ، وأحمد بن إدريس ، ومحمّد بن علي بن محبوب ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى وأحمد بن محمّد بن عيسى.

وفي التهذيب رواية محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 341 / 916.

(2) رجال الشيخ : 499 / 51.

(3) هداية المحدّثين : 240.

(4) رجال الشيخ : 407 / 25.

(5) رجال الشيخ : 423 / 17.

(6) الخلاصة : 142 / 25.

(7) رجال الشيخ : 435 / 5.

(8) الفهرست : 147 / 629.

٨٦

عبد الجبّار(1) .

وفي باب أقل ما يعطى الفقير من الصدقة من الاستبصار : عن محمّد بن أبي الصهبان قال : كتبت إلى الصادقعليه‌السلام (2) . والمراد من الصادق هنا علي الهاديعليه‌السلام ، لأنّ محمّد بن أبي الصهبان بعيد الطبقة عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ وقد رواها الصدوق عن علي بن محمّد العسكريعليه‌السلام (3) .

وهو عن ابن بكير ، وعن محمّد بن سنان(4) .

2691 ـ محمّد بن عبد الحميد بن سالم :

العطّار أبو جعفر ، روى عبد الحميد عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام وكان ثقة من أصحابنا الكوفيّين ،صه (5) .

وزادجش : له كتاب ، عبد الله بن جعفر عنه به(6) .

وفيضا : ابن عبد الحميد(7) .

وفيتعق : يروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى(8) ولم تستثن روايته. ونقل الشيخ محمّد عن جدّه أنّ التوثيق للأب واستبعده بكون العنوان للابن ، وما ذكره لم أجده(9) .

__________________

(1) التهذيب 6 : 154 / 271.

(2) الاستبصار 2 : 38 / 118.

(3) الفقيه 2 : 10 / 28.

(4) هداية المحدّثين : 142.

(5) الخلاصة : 154 / 84.

(6) رجال النجاشي : 339 / 906.

(7) رجال الشيخ : 387 / 10 ، وفيه زيادة : العطّار وأبوه عبد الحميد بن سالم العطّار مولى لبجيلة.

(8) التهذيب 5 : 203 / 678 و 7 : 376 / 1521 ، وفيها : محمّد بن عبد الحميد.

(9) ما ذكره موجود في تعليقته على الخلاصة : 73 كما سيأتي التنبيه عليه.

٨٧

والأظهر كون التوثيق للأب ، والعلاّمة أيضاً فهم كذلك كما مرّ فيه(8) ، ونقل عبارةجش هنا لعلّه لاحتمالٍ ولو كان مرجوحاً.

وحكم خالي بتوثيقهما(1) ، ولعلّه في بادئ النظر إلىصه ، نعم قد تُعدّ الرواية المشتملة عليه من الصحاح ، وكذا طريق الصدوق إلى منصور ابن حازم وهو فيه(2) (3) .

أقول : ما نقله الشيخ محمّد عنشه موجود في حواشيه علىصه .

وفيمشكا : ابن عبد الحميد بن سالم العطّار الثقة ، عنه أحمد بن أبي عبد الله ، وعبد الله بن جعفر ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى(4) .

2692 ـ محمّد بن عبد ربّه الأنصاري :

أجاز التلعكبري جميع حديثه ، وكان يروي عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ونظرائهما على يد أبي أحمد إسماعيل بن يحيى العبسي ،لم (5) .

أقول : الظاهر ممّا ذكر كونه من مشايخ الإجازة ، وهو يفيد المدح كما مرّ في الفوائد.

2693 ـ محمّد بن عبد الرحمن الأنصاري :

أجاز التلعكبري جميع حديثه وكان يروي عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ،لم (6) .

__________________

(8) الخلاصة : 116 / 3.

(1) الوجيزة : 234 / 985 و 305 / 1685.

(2) حيث وصفه العلاّمة بالصحّة في الخلاصة : 277 ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 22.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 302.

(4) هداية المحدّثين : 241.

(5) رجال الشيخ : 506 / 80.

(6) لم يرد لهذا العنوان ذكر في رجال الشيخ ولا في المنهج ، بل لم يذكره غيره.

٨٨

2694 ـ محمّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر :

المليكي الجذعاني القرشي التيمي ، أبو غزارة المكّي ، أسند عنهق (1) .

2695 ـ محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى :

الأنصاري القاضي الكوفي ، روى ابن عقدة عن عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة عن ابن نمير وسئل عن ابن أبي ليلى فقال : كان صدوقاً مأموناً ولكنّه سيّئ الحفظ جدّاً ، وهذه الرواية والّتي قبلها عندي من المرجّحات لا أنّها توجب تعديلاً ،صه في القسم الأوّل(2) .

ويشير بالّتي قبلها إلى ما يأتي في ابن عبد الله ابن عمّ الحسين(3) . ولا وجه لذكره في هذا القسم أصلاً مع شهرة ما هو عليه.

وفيق : مات سنة ثمان وأربعين ومائة(4) .

وفيتعق : روى ابن أبي عمير عنه عن أبيه(5) . وفي الوجيزة : ممدوح(6) (7) .

أقول : وذكرهد في القسم الأوّل وقال : ممدوح(8) .

وفي شرح الكافي للصالح المقدّس المازندراني : هو ممدوح مشكور‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 293 / 214 ، وفيه : أبو غرارة.

(2) الخلاصة : 165 / 185.

(3) الخلاصة : 165 / 184.

(4) رجال الشيخ : 293 / 210.

(5) كمال الدين : 411 / 7.

(6) الوجيزة : 305 / 1686.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 302.

(8) رجال ابن داود : 177 / 1442.

٨٩

صدوق مأمون مات سنة ثمان وأربعين ومائة(1) ، انتهى.

وكلّ ذلك عجيب غريب ، فإنّ نصب الرجل أشهر من كفر إبليس ، وهو من مشاهير المنحرفين ومن أقران أبي حنيفة ، وتولّى القضاء لبني أُميّة ثمّ لبني العبّاس برهة من السنين كما ذكره غير واحد من المؤرّخين(2) ؛ وردّه شهادة جملة من أجلاّء أصحاب الصادقعليه‌السلام غير مرّة لأنّهم رافضة مشهور وفي كتب الحديث مذكور ، ( من ذلك ما ذكره كش في ترجمة محمّد بن مسلم(3) فلاحظ ، ومن ذلك في ترجمة عمّار الدهني )(4) ، ويجب ذكره في الضعفاء كما فعله الفاضل عبد النبي الجزائري(5) .

2696 ـ محمّد بن عبد الرحمن الذهلي :

السهمي البصري ، أسند عنه ، مات سنة سبع وثمانين ومائة ،ق (6) .

2697 ـ محمّد بن عبد الرحمن السلمي :

الكوفي ، أسند عنه ،ق (7) .

2698 ـ محمّد بن عبد الرحمن بن قبة :

بالقاف المكسورة والباء الموحّدة المفتوحة المخفّفة(8) ، الرازي ، أبو جعفر ، متكلّم ، عظيم القدر ، حسن العقيدة ، قوي في الكلام ، كان قديماً‌

__________________

(1) شرح أُصول الكافي : 2 / 181.

(2) تأريخ الطبري : 7 / 191 ، والكامل في التأريخ : 5 / 249.

(3) رجال الكشّي : 163 / 277.

(4) عن تفسير الإمام الحسن العسكريعليه‌السلام : 310 / 157. وما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(5) حاوي الأقوال : 325 / 1989.

(6) رجال الشيخ : 293 / 215.

(7) رجال الشيخ : 294 / 216.

(8) المخفّفة ، لم ترد في المصدر.

٩٠

من المعتزلة وتبصّر وانتقل ، وكان حاذقاً ، شيخ الإماميّة في زمانه ، له كتاب في الإمامة. قال أبو الحسين السوسجزدي بالسين المهملة قبل الواو وبعدها والجيم والزاي والدال المهملة ـ : وكان أبو الحسين هذا من عيون أصحابنا وصالحيهم المتكلّمين له كتاب في الإمامة أيضاً ، وكان قد حجّ على قدمه خمسين حجّة. قال أبو الحسين : مضيت إلى أبي القاسم البلخي بعد زيارتي للرضاعليه‌السلام فسلّمت عليه ، ومعي كتاب أبي جعفر محمّد(1) بن قبة في الإمامة المعروف بالإنصاف ، فوقف عليه ونقضه بالمسترشد في الإمامة ؛ فعدت إلى الري فدفعت الكتاب إلى ابن قبة فنقضه بالمستثبت في الإمامة ؛ فحملته إلى أبي القاسم فنقضه بنقض المستثبت ؛ فعدت إلى الري فوجدت أبا جعفررحمه‌الله قد مات ،صه (2) .

جش إلى قوله : انتقل ، إلاّ الترجمة ؛ وزاد : سمعت أبا الحسين بن مهلوس العلوي الموسويرضي‌الله‌عنه (3) في مجلس الرضي أبي الحسن محمّد ابن الحسين بن موسى وهناك شيخنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمانرحمهم‌الله : سمعت أبا الحسين السوسجزدي(4) رحمه‌الله وكان من عيون أصحابنا. إلى آخر ما فيصه (5) .

أقول : في(6) ست : محمّد بن قبة أبو جعفر الرازي من متكلّمي الإماميّة وحذّاقهم ، وكان أوّلاً معتزليّاً ثمّ انتقل إلى القول بالإمامة وحسنت بصيرته(7) ،

__________________

(1) محمّد ، لم ترد في الخلاصة ورجال النجاشي.

(2) الخلاصة : 143 / 31.

(3) في المصدر زيادة : يقول.

(4) في المصدر : السوسنجردي.

(5) رجال النجاشي : 375 / 1023 ، باختلاف يسير.

(6) في نسخة « ش » : وفي.

(7) في المصدر : وحسنت طريقته وبصيرته.

٩١

وله كتب في الإمامة(1) ، انتهى.

ولم أجده(2) في نسختي من رجال الميرزارحمه‌الله .

وقال الفاضل عبد النبي الجزائري : إنّ وصف أبي الحسين بأنّه كان من عيون أصحابنا. إلى آخره ، كلام لأبي الحسين بن مهلوس على ما فيجش ، وهو لم يحضرني الآن حاله ، وهو يدلّ على مدح لأبي الحسين لو ثبت ، وإرسال العلاّمة يدلّ على جزمه(3) ، انتهى فتأمّل(4) .

( ولا يخفى أنّ أبا الحسين هذا هو محمّد بن بشر الحمدوني الثقة المتكلّم ، وقد مرّ في ترجمته توثيقه عنجش وصه (5) .

وأمّا أبو الحسين بن مهلوس فيكفي في جلالة قدره ترضّيجش عليه واعتماده على كلامه ، بل يظهر أنّه كان أيضاً من المشايخ المعتمدين ، فلا تغفل )(6) .

هذا(7) ، والمعروف المتداول على الألسن في ترجمة قبة : ضمّ القاف وتشديد الباء ، وفيضح نقل(8) عن ابن معد الموسوي كما فيصه ثمّ قال : ووجدت في نسخة اخرى بضمّ القاف وتشديد الباء ، والّذي سمعنا من مشايخنا الأوّل(9) ، انتهى.

__________________

(1) الفهرست : 132 / 595.

(2) أي : الّذي عن الفهرست.

(3) حاوي الأقوال : 190 / 959.

(4) فتأمّل ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) رجال النجاشي : 381 / 1036 والخلاصة : 161 / 156 ، إلاّ أنّ الّذي تقدّم فيهما أنّه متكلّم ومن عيون الأصحاب وأنّه جيّد الكلام صحيح الاعتقاد ، فلاحظ.

(6) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « م ».

(7) هذا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(8) في نسخة « م » : ونقل في ضح.

(9) إيضاح الاشتباه : 286 / 660.

٩٢

وأمّا(1) السوسجزدي فقد مرّ في ترجمته بزيادة النون قبل الجيم(2) وكذا ذكر أيضاً(3) فيضح (4) .

ثمّ أبو القاسم هذا شيخ المعتزلة ببغداد الّذي أكثر ابن أبي الحديد من النقل عنه وذكر أنّ ابن قبة كان من تلاميذه(5) .

وظنّ في المجمع أنّ أبا القاسم البلخي كنية نصر بن الصبّاح(6) ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن عبد الرحمن بن قبة المتكلّم العظيم القدر ، عنه ابن بطّة(7) .

2699 ـ محمّد بن عبد الرحمن بن المغيرة :

ابن الحارث بن أبي ذيب(8) المدني أبو الحارث ، أسند عنه ، مات ابن أبي ذويب سنة سبع وخمسين ومائة ،ق (9) .

2700 ـ محمّد بن عبد الرحمن بن نعيم :

الأزدي ، مضى في ترجمة ابنه بكر أنّه من بيت جليل(10) ،تعق (11) .

__________________

(1) في نسخة « ش » زيادة : في ترجمة.

(2) عن الخلاصة : 161 / 156 ورجال النجاشي : 381 / 1036.

(3) في نسخة « م » : وكذا أيضاً ذكر.

(4) إيضاح الاشتباه : 288 / 666.

(5) شرح ابن أبي الحديد : 1 / 206.

(6) مجمع الرجال : 5 / 254 ، وذلك لتكنّي نصر بن الصبّاح بأبي القاسم البلخي كما في رجال النجاشي : 428 / 1149 ورجال الشيخ : 515 / 1.

(7) هداية المحدّثين : 241.

(8) في المصدر : ابن أبي ذويب ، وفي مجمع الرجال : 5 / 254 نقلاً عنه : ابن أبي ذويب ، ابن أبي ذيب ( خ ل ).

(9) رجال الشيخ : 293 / 211.

(10) عن رجال النجاشي : 108 / 273 ، من بيت جليل بالكوفة من آل نعيم الغامديين.

(11) تعليقة الوحيد البهبهاني : 302 ، وفيها بعد الأزدي زيادة : الغامدي.

٩٣

2701 ـ محمّد بن عبد العزيز الزهري :

قال ابن عقدة عن عبد الرحمن بن يوسف عن محمّد بن إسماعيل البخاري : إنّه منكر الحديث ،صه (1) .

وقالشه : لا وجه لإدخاله في هذا القسم لأنّه مجهول الحال إن لم يكن مردود المقال(2) .

وفيق : ابن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ، أسند عنه(3) .

2702 ـ محمّد بن عبد الله :

وقيل : عبيد الله ، أبو عبد الله الملقّب ماجيلويه ، هو ابن أبي القاسم.

2703 ـ محمّد بن عبد الله :

أبو المفضّل الشيباني ، هو ابن عبد الله بن محمّد بن عبيد الله.

2704 ـ محمّد بن عبد الله بن جعفر :

ابن أبي طالب ، قتل معه ، سين(4) .

2705 ـ محمّد بن عبد الله بن جعفر :

ابن الحسين بن جامع بن مالك الحميري ، أبو جعفر القمّي ، كان ثقةً ، وجهاً ، كاتب صاحب الأمرعليه‌السلام وسأله مسائل في أبواب(5) الشريعة ، قال لنا أحمد بن الحسين : وقعت هذه المسائل إليّ في أصلها والتوقيعات بين السطور ، وكان له إخوة جعفر والحسين وأحمد كلّهم كان له مكاتبة ، عنه‌

__________________

(1) الخلاصة : 165 / 187.

(2) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 79.

(3) رجال الشيخ : 294 / 217.

(4) رجال الشيخ : 79 / 4.

(5) في نسخة « ش » : أنواع.

٩٤

علي بن حاتم بن أبي حاتم ،جش (1) .

وفيصه : كان ثقةً وجهاً ، كاتب صاحب الأمرعليه‌السلام (2) .

وفيست : له مصنّفات وروايات ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أحمد بن هارون الفامي وجعفر بن الحسين ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن جعفر الحميري الثقة ، عنه أحمد بن هارون ، ومحمّد بن أحمد بن داود القمّي(4) عن أبيه عنه ، وجعفر بن الحسين ، وسعد بن عبد الله(5) .

2706 ـ محمّد بن عبد الله الجعفري :

قالغض : لا نعرفه إلاّ من جهة علي بن محمّد صاحب الزنج ومن جهة عبد الله بن محمّد البلوي والّذي يحمل عليه سائره فاسد(6) ، وقال في كتابه الآخر : محمّد بن الحسن بن عبد الله الجعفري روى عنه علي بن محمّد العبيدي صاحب الزنج بالبصرة وروى عنه عمارة بن زيد أيضاً وهو منكر الحديث ،صه (7) .

وفيتعق : مضى في عمارة أنّه اسم ليس تحته أحد(8) ، وهنا يقول :

__________________

(1) رجال النجاشي : 354 / 949.

(2) الخلاصة : 157 / 113 ، وفيها زيادة : وسأله مسائل في أبواب الشريعة قال النجاشي. إلى آخر ما مرّ عن جش إلاّ ذكر الراوي عنه.

(3) الفهرست : 156 / 703.

(4) في المصدر : أحمد بن داود القمّي.

(5) هداية المحدّثين : 241.

(6) في المصدر : والّذي يحمل عليه فأمره فاسد ، وفي النسخة الخطيّة منه كما في المتن.

(7) الخلاصة : 256 / 54.

(8) عن الخلاصة : 245 / 17 ، كما ويفهم ذلك أيضاً من النجاشي : 303 / 827.

٩٥

روى عنه عمارة! ولا يبعد أنْ يكون الراوي عنه البلوي بواسطة عمارة فيلائم ما مرّ هناك(1) (2) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله الجعفري ، عنه علي بن محمّد العبيدي صاحب الزنج ، وعمارة بن زيد(3) .

2707 ـ محمّد بن عبد الله الجلاّب :

البصري ، واقفي ، ظم(4) .

وزادصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام (5) .

2708 ـ محمّد بن عبد الله الجملي :

المرادي الكوفي ، أسند عنه ،ق (6) .

2709 ـ محمّد بن عبد الله الحائري :

يظهر من رواية في كمال الدين جلالته(7) ،تعق (8) .

2710 ـ محمّد بن عبد الله بن الحسين :

ابن علي بن الحسين(9) بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو عبد الله ، أسند عنه ، مدني ، نزل الكوفة ، مات سنة إحدى وثمانين ومائة وله سبع‌

__________________

(1) ذكره النجاشي في ترجمة عمارة بن زيد : 303 / 827 أنّه سُئل البلوي : من عمارة ابن زيد هذا الّذي حدّثك؟ قال : رجلٌ نزل من السماء حدّثني ثمّ عرج.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 302.

(3) هداية المحدّثين : 241.

(4) رجال الشيخ : 361 / 43.

(5) الخلاصة : 251 / 14.

(6) رجال الشيخ : 292 / 199.

(7) كمال الدين : 504 / 35 باب 45 ، وفيه أنّ أبا جعفر محمّد بن عثمان العمري أرسل كفنه وما يحتاج من المال في تجهيزه ودفنه بعد موته.

(8) تعليقه الوحيد البهبهاني : 302.

(9) ابن علي بن الحسين ، لم ترد في نسخة « م ».

٩٦

وستّون سنة ،ق (1) .

وفيتعق : في نسختي من رسالة المفيدرحمه‌الله أنّ محمّد بن عبد الله بن الحسين من فقهاء أصحابهم وخواصّهم ، ومرّت العبارة في زياد بن المنذر(2) (3) .

2711 ـ محمّد بن عبد الله بن حمزة :

ابن أخي الحسن بن حمزة المرعشي ، يروي عنه(4) ، وهو في طبقة الصدوق ، وكثيراً ما يروي عنه الثقة الجليل علي بن محمّد بن علي الخزّاز(5) ، والظاهر أنّه من مشايخه ،تعق (6) .

2712 ـ محمّد بن عبد الله بن رباط :

البجلي ، روى أبوه عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، كان هو وأبوه ثقتين ،صه (7) .

وزادجش : له كتاب ، عنه الحسن بن محبوب(8) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن رباط الثقة ، عنه الحسن بن محبوب(9) .

2713 ـ محمّد بن عبد الله بن زرارة :

ابن أعين ، فاضل ديّن على ما تقدّم في الحسن بن علي بن فضّال(10) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 280 / 8 ، وفيه : محمّد بن الحسين بن علي. وذكره مرّة ثانية : 280 / 10 قائلاً : محمّد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين المدني.

(2) الرسالة العدديّة : 25 44 ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد : 9.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 302.

(4) أي يروي عن عمّه الحسن بن حمزة كما في كفاية الأثر : 269 ، 270.

(5) كفاية الأثر : 269 ، 270 ، 275 ، 292.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 302.

(7) الخلاصة : 157 / 115.

(8) رجال النجاشي : 356 / 955.

(9) هداية المحدّثين : 242.

(10) عن رجال النجاشي : 34 / 72.

٩٧

وفيتعق : وفي الوجيزة أنّه ثقة(1) ، وقال جدّي : وثّقه بعض أصحابنا المعاصرين(2) (3) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن زرارة ، عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

ويروي الشيخ في الصحيح عن البزنطي عن محمّد بن عبد الله(4) ، فقال ملاّ محمّد تقي في شرح الفقيه : كأنّه ابن زرارة الثقة(5) لكثرة رواية البزنطي عنه(6) .

2714 ـ محمّد بن عبد الله بن شهاب :

أبو عبادة العبدي الكوفي أسند عنه ،ق (7) .

2715 ـ محمّد بن عبد الله الطيّار :

ق (8) . وتقدّم ابن الطيّار.

2716 ـ محمّد بن عبد الله بن علانة :

الدمشقي أسند عنه ،ق (9)

2717 ـ محمّد بن عبد الله بن علي :

ابن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام الهاشمي المدني ، أسند عنه ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة وله ثمان وخمسون سنة ،ق (10) .

__________________

(1) الوجيزة : 306 / 1698.

(2) روضة المتّقين : 14 / 216 في الطريق إلى عيسى بن عبد الله الهاشمي.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 302.

(4) التهذيب 3 : 246 / 668.

(5) روضة المتّقين : 5 / 54.

(6) هداية المحدّثين : 242.

(7) رجال الشيخ : 292 / 202 ، وفيه : أبو عبّاد.

(8) رجال الشيخ : 292 / 194.

(9) رجال الشيخ : 292 / 203 ، وفيه : علاثة ، علانة ( خ ل ).

(10) رجال الشيخ : 279 / 4.

٩٨

2718 ـ محمّد بن عبد الله ابن عمّ الحسين :

ابن أبي العلاء ، روى ابن عقدة عن الحسن بن علي بن بزيع عن عبد الله بن محمّد المزخرف أبو محمّد قال : حدّثني محمّد بن عبد الله ابن عمّ الحسين ابن أبي العلاء وكان خيّراً ،صه (1) .

2719 ـ محمّد بن عبد الله بن عمرو :

ابن سالم بن لاحق أبو عبد الله اللاحقي الصفّار ، روى عن الرضاعليه‌السلام ، له نسخة تشبه كتاب الحلبي مبوّبة كبيرة ، أحمد بن محمّد بن عيسى الغرّاد عنه به ،جش (2) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن عمرو ، عنه أحمد بن محمّد بن عيسى الغرّاد(3) .

2720 ـ محمّد بن عبد الله بن غالب :

أبو عبد الله الأنصاري البزّاز ، ثقة في الرواية على مذهب الواقفة ،صه (4) وزادجش : له كتاب النوادر ، حميد عنه به(5) .

أقول : فيمشكا : ابن عبد الله بن غالب الثقة ، عنه حميد(6) .

2721 ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد :

ابن أبي الكرام الجعفري الهاشمي المدني أسند عنه ،ق (7) .

__________________

(1) الخلاصة : 164 / 184.

(2) رجال النجاشي : 366 / 990.

(3) هداية المحدّثين : 242 ، وفيها : العرّاد.

(4) الخلاصة : 255 / 45.

(5) رجال النجاشي : 340 / 913.

(6) هداية المحدّثين : 242.

(7) رجال الشيخ : 280 / 9.

٩٩

2722 ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد :

ابن عبيد الله بن البهلول أبو المفضّل ، كان سافر في طلب الحديث عمره ، أصله كوفي ، وكان في أوّل عمره ثبتاً ثمّ خلط ، وجلّ أصحابنا يغمزونه ويُضعفونه ،صه (1) .

وزادجش بعد البهلول : ابن همّام بن المطّلب بن همّام بن بحر بن مطر بن مُرّة الصغرى بن همّام بن مُرّة بن ذُهل بن شيبان ؛ وبعد يُضعّفونه : له كتب كثيرة ؛ وعدّها ثمّ قال : رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيراً ثمّ توقّفت عن الرواية عنه إلاّ بواسطة بيني وبينه(2) .

وفيتعق : سيأتي أيضاً بعنوان ابن عبد الله بن المطّلب(3) .

أقول : لا يخفى أنّ توقّفجش رحمه‌الله عن الرواية عنه إلاّ بواسطة يشير إلى عدم ضعفه عنده وإلاّ فأي مدخل للواسطة ، بل الظاهر أنّه مجرّد تورّع واحتياط عن اتّهامه بالرواية عن المتّهمين وإيقاعه فيما أوقعوا ذلك ووقوعهم فيه كما وقعوا فيه ، فتدبّر.

2723 ـ محمّد بن عبد الله بن محمّد :

ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام المدني أسند عنه ،ق (4) .

2724 ـ محمّد بن عبد الله المسلي :

ومسلية قبيلة من مذحج ، كان ثقة قليل الحديث ،صه (5) .

__________________

(1) الخلاصة : 265 / 53.

(2) رجال النجاشي : 396 / 1059.

(3) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(4) رجال الشيخ : 280 / 6.

(5) الخلاصة : 155 / 96 ، وفيها بعد المسلي زيادة : كوفي ، وبعد مذحج زيادة : وهو مسلية بن عامر بن عمرة بن عكة بن خالد بن مالك بن أدد.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

وما كان للقرآن هدف في هذا العرض التاريخي للصلاة إلاّ ليؤكّد للمؤمنين أنّ الصلاة في كُلّ الرسالات الإلهية كانت أولى شعائرها ، ومخّ عبادتها بعد الإيمان بالله تعالى.

وكم أوحى لنا القرآن بقداسة الصلاة ، وأهمّيتها في دعوة الأنبياء ؛ فحدّثنا عن مناجاة أبي الأنبياءعليه‌السلام وشعاره الحنيفي الذي تلقّاه من ربّه ، والذي كان يردّده خشوعاً ينساب في نفوس أتباعه عقيدةً ووعياً وطريقةً :( قُلْ إنّ صلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ ومَماتي للهِ ربِ العالَمينَ لا شَريكَ له وبذلكَ أُمِرتُ وَأنا أوَّلُ المسلمين ) (١) .

وكم كان يشتدّ بإبراهيمعليه‌السلام الشوق إلى الله تعالى ، فيرفع دعاءه إليه راجياً منه أن يجعله وذرّيته من مقيمي الصلاة والمتعبّدين بها فيقول :( رَبِّ اجعلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرّيتي ) (٢) .

وهكذا عرض لنا القرآن نماذج من الخطابات الإلهية الموجّهة للأنبياء ، بوجوب الصلاة فريضة على أُممهم وأتباعهم ، ليؤكّد لنا أهمّية الصلاة ، ويوضّح مركزها في دعوات الأنبياء ورسالات الرسلعليهم‌السلام .

( عقيل أحمد جاسم ـ البحرين ـ ٣٢ سنة ـ بكالوريوس )

حول صلاة الجمعة :

س : لماذا حرمت أجيالنا السابقة من صلاة الجمعة وقالوا : إنّها لا تجوز إلاّ خلف الإمام الغائب؟

ج : إنّ صلاة الجمعة مشروعة القيام زمن الحضور والغيبة ، ففي زمن الحضور هي واجبة تعييناً ، وفي زمن الغيبة واجبة تخييراً ، وفقهاء الشيعة

____________

١ ـ الأنعام : ١٦٢ ـ ١٦٣.

٢ ـ إبراهيم : ٤٠.

١٨١

يعتقدون بمشروعيتها إلا آن يطرأ طارئ فتكون محرّمة ، فإن منصب الإمامة في صلاة الجمعة منصباً سياسياً وحكومياً ـ بما أنّ الإمام يجب عليه أن يتطرّق إلى المسائل السياسية والاجتماعية ، ويبدي نظراً خاصّاً في كُلّ موضوع ـ فيجب أن يكون منصوباً مباشرةً ـ بالنيابة الخاصّة أو العامّة ـ من قبل الحاكم وهو الإمام المعصومعليه‌السلام حسب رأي الشيعة.

وعندما كانوا لا يرون للإمامعليه‌السلام أو المجتهدين يداً مبسوطة في الجانب الحكومي كانت الجمعة عندهم محظورة ، لأنّها حينئذٍ تؤدّي إلى تأييد وتشييد مباني الظلمة وحكوماتهم.

( علي أحمد جعفر ـ البحرين ١٩ سنة ـ طالب متوسطة )

لا تصحّ خلف الفاجر :

س : لماذا في مذهبنا الشيعي دائماً يكون إمام الجماعة عالم دين؟ ولا تصحّ الصلاة إلاّ إذا كنت تعرفه وتطمئن إليه؟

أمّا عند إخواننا السنّة فكُلّ مسلم يمكن أن يكون إمام جماعة ـ سواء كان ملتزماً أو غير ملتزم ، طاهر المولد أو لا ـ فأرى أنّهم على صواب ، فصلاة الجماعة لها ثواب عظيم ، فهم أين ما ذهبوا يصلّون جماعة.

نرجو أن تبصرونا حول هذا الموضوع ، ونشكركم على هذه الجهود الجبّارة.

ج : الصلاة جماعة عندنا تصحّ خلف كُلّ مكلّف بالغ ، فيحقّ لأيّ شخص التقدّم لإمامة جماعة من الناس ـ سواء كان عالماً أو غير عالم ، مرتدياً لزي العلماء أو غير مرتدٍ لذلك الزي ـ لكن عندنا لإمام الجماعة شروط يجب تحقّقها ، منها : عدالته ، فلا تصحّ الصلاة خلف الفاسق ، والفقهاء إنّما استفادوا وجوب هذا الشرط في إمام الجماعة من خلال أدلّة من الكتاب والسنّة.

١٨٢

فمن الكتاب : قوله تعالى :( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (١) ، والفاسق ظالم لقوله تعالى :( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) (٢) ، والائتمام ركون ، لأنّ معنى الركون هو الميل القليل.

ومن الروايات : قول الإمام الصادقعليه‌السلام : «لا تصلّ خلف الغالي وإن كان يقول بقولك ، والمجهول والمجاهر بالفسق ، وإن كان مقتصداً »(٣) .

ومنها : قيل للإمام الرضاعليه‌السلام : رجل يقارف الذنوب وهو عارف بهذا الأمر ، أُصلّي خلفه؟ قال : «لا »(٤) .

ومنها : قيل لأبي جعفرعليه‌السلام : إنّ مواليك قد اختلفوا ، فأُصلّي خلفهم جميعاً؟ قال : «لا تصلّ إلاّ خلف من تثق بدينه »(٥) .

فعلى هذا الشرط يمكن لك إذا كنت تحرز في نفسك العدالة أن تصلّي بالناس جماعة ، أو تصلّي خلف أيّ شخص تثق بعدالته ، مع تحقّق الشروط الأُخرى لصلاة الجماعة ، من كونه صحيح القراءة ، بالغاً عاقلاً مؤمناً ، وولادته شرعية ، ذكراً إذا كان المأموم ذكراً ، فهذه الشروط يمكن أن تتحقّق في كثير من الناس ، وليست هي متحققّة فقط في رجل الدين ، بل رجل الدين هو أحد المصاديق.

نعم بعض العلماء يذكرون تحديد الإمام بالمتلبّس بزي العلماء ، إذا كان موجوداً في الجماعة ، ولا يصحّ لغيره أن يكون إماماً وهو مأموم ، وهو من باب حفظ مقام العلماء ، ودوام نظام معتنقي مذهب أهل البيتعليهم‌السلام ، وأنّ العالم هو المركز الذي تدور عليه كُلّ أُمور الجماعة.

____________

١ ـ هود : ١١٣.

٢ ـ الطلاق : ١.

٣ ـ تهذيب الأحكام ٣ / ٣١ و ٢٨٢.

٤ ـ المصدر السابق ٣ / ٣١.

٥ ـ الكافي ٣ / ٣٧٤ ، تهذيب الأحكام ٣ / ٢٦٦.

١٨٣

وأمّا عند أهل السنّة فإنّهم لكي يصحّحوا صلاة من تسلّط على رقاب المسلمين ، أفتوا بصحّة الصلاة خلف كُلّ بر وفاجر ، حتّى عمّ وانتشر هذا التساهل في الإمام ، ووصل إلى وقتنا الحاضر ، وإن كان منشأه سياسياً.

( حسين ـ السعودية ـ ٣٤ سنة ـ خرّيج جامعة )

كراهة لبس السواد فيها :

س : هل يكره للمصلّي لبس السواد؟ أرجو الإجابة ، مع شكري الجزيل.

ج : قد ذكر بعض فقهائنا ذلك ، واستثنى منه العمامة والخف ، وقد قيّدها بعضهم بها ، إذا اتخذ السواد شعاراً كبني العباس ، لا فيما إذ لبس السواد صدفة ، أو حزناً على ميّت ، أو لجمال فيه وهيبة أحياناً ، واستثنى بعضهم ما لبسه للحسينعليه‌السلام ، فإنّه لا يكره بل يرجّح لغلبة جانب تعظيم شعائر الله على ذلك ، مضافاً إلى روايات متضافرة في موارد مختلفة يستفاد منها ذلك.

( علي العلي ـ السويد ـ )

وجوب صلاة الجمعة تخييري :

س : أسأل الله تعالى أن تكونوا في أتمّ الصحّة والعافية ، وأن يسدّد خطاكم لما هو خير ، ويوفّقكم لإعلاء كلمة الحقّ ، إنّه سميع مجيب.

لقد شجّعتموني على أن أسألكم كُلّما احتجت إلى ذلك ، ويا كثرة احتياجاتي ، وأعانكم الله عليها.

في الحقيقة أنا أحاور في كُلّ الأُمور ومع الجميع ، حيث أحاور الشيعة على التمسّك بخطّهم ، وخصوصاً من له ميل للعلمانية ، وحوار مثل هؤلاء أشدّ من غيرهم ، وأحاور أهل السنّة لأثبت لهم أنّ منهج الحقّ ليس منهجهم ، كما وأحاور النصارى ، وأنا دارس جيّد لكتابهم بعهديه القديم والجديد ، كما وأُحاور غيرهم ، وبأساليب مختلفة ، كُلّ حسب طريقته أو الطريقة التي تنفع معه.

١٨٤

سادتي الكرام ، لقد حاورت أحد الإخوة الشيعة ذوي الميول العلمانية ، وكان دائماً يقول : بأنّ علماء الدين الشيعة يفتون كما يحلوا لهم ، وبدون أيّ سند ، وقد أقنعته في كُلّ استشكالاته , وكان أحد استشكالاته عن تعطيل صلاة الجمعة.

بعد انتهاء الحديث أحببت أنا شخصيّاً أن ازداد علماً بموضوع صلاة الجمعة ، ومتى تمّ تعطيلها؟ ومن أوّل من عطّلها من علمائنا ( رضوان الله عليهم ) وأدلّة ذلك ، وما هي استدلالاته على ذلك؟

ج : الكلام في إقامتها وعدمها لا يتبع لأيّ عامل غير الأدلّة المستفادة من الكتاب والسنّة ، وبحسب هذه الأدلّة قد يخرج الفقيه الشيعي بنتيجة تدل على وجوب إقامة الجمعة في عصر الغيبة ، وقد يرى عدمه ، وثالثة يفتي بالوجوب التخييري بينها وبين الظهر ، هذه كُلّها خيارات الفقيه ، ولا يجوز ـ بحسب مذهب الشيعة ـ إلزام المجتهد بإحداها تمشيةً لأهواء البعض.

وأمّا أدلّة القائلين بالوجوب أو الجواز فمعروفة وواضحة من الكتاب والسنّة والإجماع ، منها آية :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) (١) .

منها : الأحاديث المعتبرة الدالّة على وجوب الجمعة مطلقاً ، أعمّ من زمن الحضور والغيبة(٢) .

وأمّا من لا يرى الوجوب التعييني لصلاة الجمعة في زمن الغيبة ، فقد يعتمد إلى ظهور اشتراط حضور الإمامعليه‌السلام ، وبسط يده في الروايات ، بحيث يستنبط منها أنّ صلاة الجمعة وإمامتها هي من شؤون الحكومة ، لأنّ خطبتها يجب أن تتناول المواضيع السياسية والاجتماعية التي تهمّ الناس ، ومن المعلوم عدم توفّر هذا الشرط في ظلّ الحكومات الفاسدة.

____________

١ ـ الجمعة : ٩.

٢ ـ وسائل الشيعة / أبواب صلاة الجمعة.

١٨٥

نعم ، إن قلنا بحصول إذن عام للفقيه الجامع لشرائط الفتوى ـ نظراً إلى موضوع ولاية الفقيه ـ أو إذن خاصّ له في إقامة صلاة الجمعة ـ نظراً إلى الروايات الواردة في المقام ـ يمكننا القول بوجوب إقامتها في عصر الغيبة.

ثمّ لا يخفى أنّ الرأي المتبع عند المحقّقين المتأخّرين هو الوجوب التخييري بين صلاة الجمعة وفريضة الظهر ، ويعتمد هذا الرأي أساساً على نتيجة التعارض بين عمومات الظهر والجمعة المنتهية إلى التخيير ؛ وللأخذ بالأمر الوجوبي الوارد بالنسبة لإقامة الجمعة ، وبما أنّ الوجوب أعمّ من العيني والتخييري فيبقى الوجوب التخييري بعد انتفاء العيني ؛ ولظهور بعض الروايات الملوّحة بالتخيير(٢) .

( زين العابدين أيوبي ـ سوريا ـ ٢٠ سنة ـ طالب جامعة )

الأدلّة على رفع اليدين بالتكبير :

س : السادة في مركز الأبحاث العقائدية الأفاضل : أرغب بمعرفة الأدلّة من كتب الفريقين حول عملية ختم الصلاة بالتكبير ثلاث مرّات ، ورفع اليدين عند كُلّ تكبيرة ، علماً بأنّني قرأتها في كتاب مفاتيح الجنان نقلاً عن مصباح المتهجّد ، وأُريد معرفة أدلّة أكثر لو سمحتم ، وجزيتم خيراً.

ج : هناك قاعدة لابدّ من معرفتها ، وهي أنّ مسائل الفروع والفقه لا يطالب المذهب بأدلّتها من كتب المذاهب المختلفة معه حتّى في الأُصول ، وإلاّ لأصبح جميع المختلفين غير مختلفين وعلى مذهب واحد ، ولذلك فإنّنا نقول : إنّ طلب أدلّة الفروع من الفريقين ، وفي جميع التفاصيل غير وارد قطعاً ، ومثال لذلك بأنّ يأتي نصراني ويقول : اثبتوا لي أصل الصلاة ، أو الصيام ، أو الحجّ من الأديان الأُخرى ، فهل تستطيع إثبات ذلك له؟ بل إنّك سوف تجيبه بأنّ هذه الأديان مختلفة في الأُصول ، ولا يمكن بالتالي أنّ يتوافقوا في أدلّة الفروع ، لأنّ مصادر تشريعهم تختلف.

____________

١ ـ الكافي ٣ / ٤٢١ ، تهذيب الأحكام ٣ / ١٩ ، وسائل الشيعة ٧ / ٣١٠.

١٨٦

إذاً ، سوف نحتاج إلى إثبات صحّة أحد هذه الأديان أو المذاهب في العقائد ، ومن ثمّ نسلّم بمصادر تشريعها للفروع وهذا واضح ، لأنّ الفروع تتفرّع وتبتني على أُصولها ومنابعها ، وهذا أمر مسلّم لدى الجميع.

ومع ذلك فقد يتّفق في بعض المسائل الفرعية أن تكون متّفقاً عليها لدى الجميع ، وقد يكون لديك حكماً تنفرد به ، ومع ذلك تجد أدلّته في كتب المخالفين ، وقد توجد مسائل لا تجد لها دليلاً لدى المخالف ، بل في نفس المذهب الواحد قد يشذّ أو ينفرد أحد العلماء بقول لا دليل عليه ، حتّى في مذهبه نفسه ، وهذا واضح أيضاً.

ومسألتنا من المسائل التي ننفرد بها عن سوانا ، ولكن سوف نأتي بادلّتها من كتبهم أيضاً إن شاء الله تعالى.

فنقول : أمّا الأدلّة من كتب أتباع أهل البيتعليهم‌السلام فمنها :

١ ـ عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : لأي علّة يكبّر المصلّي بعد التسليم ثلاثاً يرفع بها يديه؟ فقال : «لأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا فتح مكّة صلّى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود ، فلمّا سلّم رفع يديه وكبّر ثلاثاً »(١) .

٢ ـ عن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : «إذا سلّمت فارفع يديك بالتكبير ثلاثاً »(٢) .

وأمّا من كتب أهل السنّة فمنها :

١ ـ عن ابن عباس قال : إنّ رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقال ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته(٣) .

____________

١ ـ علل الشرائع ٢ / ٣٦٠.

٢ ـ مستدرك الوسائل ٥ / ٥٢.

٣ ـ صحيح البخاري ١ / ٢٠٤ ، مسند أحمد ١ / ٣٦٧ ، المصنّف للصنعاني ٢ / ٢٤٥ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ١٠٢.

١٨٧

فلو جمعنا هذه الروايات وجعلناها رواية واحدة ، يتبيّن لنا بأنّ المراد برفع الصوت بالذكر بعد انقضاء الصلاة على عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو التكبير.

٢ ـ عن ابن عباس في الحديث السابق قال : ما كنت أعرف انقضاء صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ بالتكبير(٤) .

٣ ـ قال ابن حجر العسقلاني عند شرحه للحديث : وفيه دليل على جواز الجهر بالذكر عقب الصلاة ، قال الطبري : فيه الإبانة عن صحّة ما كان يفعله بعض الأمراء من التكبير عقب الصلاة ، وتعقّبه ابن بطال بأنّه لم يقف على ذلك عن أحد من السلف ، إلاّ ما حكاه بن حبيب في الواضحة أنّهم كانوا يستحبّون التكبير في العساكر عقب الصبح والعشاء تكبيراً عالياً ثلاثاً(٥) .

أمّا مسألة رفع اليدين عن التكبير ، فالأدلّة العامّة تشمل كُلّ تكبير ، وهذا التكبير داخل قطعاً لعدم الفرق بينه وبين كُلّ تكبير في الصلاة ، فإنّه آخر فعل مستحبّ فيها ، فيكون حكمه حكم كُلّ تكبير في الصلاة ، واليك الأحاديث الواردة في شأنها :

١ ـ عن عمير بن حبيب قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه مع كُلّ تكبيرة في الصلاة المكتوبة(١) .

٢ ـ عن قتادة قال : قلت لأنس بن مالك : أرنا كيف صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقام فصلّى فكان يرفع يديه مع كُلّ تكبيرة ، فلمّا انصرف قال : هكذا كانت صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) .

____________

١ ـ مسند أحمد ١ / ٢٢٢ ، صحيح مسلم ٢ / ٩١ ، سنن أبي داود ١ / ٢٢٦ ، سنن النسائي ٣ / ٦٧.

٢ ـ فتح الباري ٢ / ٢٦٩.

٣ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٢٨٠ ، المعجم الكبير ١٧ / ٤٩ ، تاريخ مدينة دمشق ١٨ / ١٥٤.

٤ ـ المعجم الأوسط ٩ / ١٠٥.

١٨٨

ونفهم ـ من التأكيد على رفع اليدين مع كُلّ تكبيرة وسؤاله عن كيفية الصلاة وأخباره بأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يصلّي هكذا ـ من كُلّ ذلك بأنّ الناس قد تلاعبوا بالصلاة ، وخصوصاً بهذه السنّة التي ركّز عليها قتادة ، وأكّد وجودها أنس ، فأصبحت بعد ذلك من المستغربات والسنن المهجورة عندهم ، فأكّدها ونسبها للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ ـ عن الذيال بن حرملة قال : سألت جابر بن عبد الله الأنصاري : كم كنتم يوم الشجرة؟ قال : كنا ألفاً وأربعمائة ، قال : وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه في كُلّ تكبيرة من الصلاة(١) .

٤ ـ عن نافع قال : إنّ عبد الله بن عمر كان إذا أبصر رجلاً يصلّي لا يرفع يديه كُلّما خفض ورفع حصبه حتّى يرفع يديه(٢) .

٥ ـ وأخيراً قال المحدّث الوهّابي الألباني : « وأمّا الرفع من التكبيرات الأُخرى ، ففيه عدّة أحاديث أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يرفع يديه عند كُلّ تكبيرة »(٣) .

____________

١ ـ مجمع الزوائد ٢ / ١٠١ ، التاريخ الكبير ٨ / ١٠٥.

٢ ـ مسند الحميدي ٢ / ٢٧٧.

٣ ـ تمام المنّة : ١٧٢.

١٨٩
١٩٠

صلاة التراويح :

( شهيناز ـ البحرين ـ سنّية ـ ٢٠ سنة ـ طالبة جامعة )

هي من سنّة عمر لا من سنّة الرسول :

س : لماذا الشيعة لا يصلّون صلاة التراويح؟ وكثير من صلوات السنّة؟ ومن هذا المنطلق أهل السنّة يسمّون الشيعة بالروافض ، لأنّه على حدّ قولهم : أنّ الشيعة يرفضون اتباع سنّة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ج : إنّ الله تعالى فرض على عباده الفرائض ، وأوحى بها إلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله لتبليغ ذلك إلى أُمّته ، فكُلّ صلاة وصيام وحجّ وزكاة وغيرها من الفرائض كانت عن الله تعالى ، أوحاها إلى نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبلّغها بدوره إلى أُمّته.

وهكذا ، فإنّ أيّة عبادة تسمّى توقيفية ، أي تتوقّف مشروعيتها على استئذان الشارع واعتباره إيّاها ، وما عدا ذلك من صلاة بما أنّها لم تكن من قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله مشرّعة فإنّها بدعة ، والبدعة هي إدخال ما ليس في الدين في الدين.

وعندها فإنّ العبادة التي لم يشرّعها الشارع تعدّ غير مشروعة وغير معتبرة ، ومن يدري فلعلّ ما نفعله دون إذن الشارع من العبادة التي هي التقرّب إلى الله تعالى ستكون مبعّدة عن الله تعالى ، بل سننال سخطه تعالى وغضبه.

ومن هنا فإنّ الشيعة الإمامية لا تتعدّى النصّ الوارد عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في إحداث أيّة عبادة لم يأمر بهاصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليس لأحد الحقّ في تشريع عبادة معيّنة ، فإذا

١٩١

شرّعها أحد دون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله صارت تلك العبادة بدعة ، واستحقّ بذلك سخط الله تعالى وغضبه.

وهكذا في صلاة التراويح ، فلم يرد فيها نصّ قرآني ولا حديث نبوي حتّى يمكننا أن نقول بشرعية هكذا عبادة ، أمّا إذا كانت مستندة إلى اجتهاد رجل ورأي يرتأيه ، فهذا ما لا تعتبره الإمامية مشروعاً بل تعتبره بدعة.

واليكِ ممّن اعترف بأنّ صلاة التراويح هي ليست من سنّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل هي من سنّة عمر بن الخطّاب ، وهو أوّل من سنّها وجمع الناس عليها ، كما نصّ عليه الباجي والسيوطي والسكتواري وغيرهم.

وإنّ إقامة النوافل بالجماعات في شهر رمضان من محدثات عمر ، وأنّها بدعة حسنة(١) .

( هويدا ـ ـ )

صلاة ابتدعها عمر :

س : لماذا لا نصلّي التراويح مثل أهل السنّة؟

ج : نعلمك بأنّ صلاة التراويح في الواقع هي صلاة الألف ركعة النافلة في شهر رمضان ، وورد في فضل هذه الصلاة فضل كثير ، ولكن عمر بن الخطّاب أضاف إلى هذه النافلة « الجماعة » ، أي أنّها تصلّى جماعة لا فرادى.

____________

١ ـ كتاب الموطّأ ١ / ١١٤ ، صحيح البخاري ٢ / ٢٥٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٩٣ ، فتح الباري ٤ / ٢١٩ ، المدونة الكبرى ١ / ٢٢٢ ، تنوير الحوالك : ١٣٧ ، المغني لابن قدامة ١ / ٧٩٨ ، الشرح الكبير ١ / ٧٤٧ ، نيل الأوطار ٣ / ٦٣ ، نصب الراية ٢ / ١٧٤ ، الجامع لأحكام القرآن ٢ / ٨٧ ، تفسير القرآن العظيم ١ / ١٦٦ ، تاريخ بغداد ٨ / ٥١ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٧٠ ، تاريخ المدينة ٢ / ٧١٤ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ٣٦٥ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٥٠ ، المصنّف للصنعاني ٤ / ٢٥٩ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ١٥٥ ، شرح نهج البلاغة ١٢ / ١٥٩ ، التعديل والتجريح ١ / ٤٦ ، كنز العمّال ٨ / ٤٠٧ ، سبل السلام ٢ / ١٠.

١٩٢

وكما هو المعلوم : أنّ العبادات توقيفية ، أي أنّها تؤدّى كما ذكرها الشارع ، والإضافة على ما جاء به الشارع يكون بدعة ، ولهذا لمّا أضاف عمر الجماعة إلى النافلة وقال : نعمت البدعة.

( محمّد ـ عمان ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة الطبّ )

أدلّة مشروعيتها عند أهل السنّة :

س : ما هو دليل العامّة على مشروعية صلاة التراويح؟ وما هو ردّنا العلمي على ذلك؟

ج : ابتدع أهل السنّة صلاة التراويح ـ وهي قيام ليالي شهر رمضان جماعة ـ ودليلهم : أنّ عمر بن الخطّاب هو الذي جمع الناس على إمام واحد ، ولم يشرّعها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يسنّها بل كانت سنّة عمر.

على أنّ عمر بن الخطّاب قال معترفاً بأنّها ليس من تشريع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بل هي بدعةً ابتدعها ، إلاّ أنّه وصفها أنّها بدعة حسنة.

قال عبد الرحمن بن عبد القاري : « خرجت مع عمر بن الخطّاب ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرجل لنفسه ، ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط.

فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أُبي بن كعب ، قال : ثمّ خرجت معه في ليلة أُخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعمت البدعة هذه »(١) .

على أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان قد نهى عنها ، وإليك ما رواه البخاري : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد قال : حدّثنا وهيب قال : حدّثنا موسى بن عقبة ، عن سالم أبي

____________

١ ـ المغني لابن قدامة ١ / ٧٩٨ ، تحفة الأحوذي ٣ / ٤٥٠ ، نصب الراية ٢ / ١٧٤ ، كنز العمّال ٨ / ٤٠٧ ، تلخيص الحبير ٤ / ٢٤٧ ، كتاب الموطّأ ١ / ١١٤ ، تنوير الحوالك : ١٣٧ ، الشرح الكبير ١ / ٧٤٧ ، نيل الأوطار ٣ / ٦٣ ، صحيح البخاري ٢ / ٢٥٢ ، فتح الباري ٤ / ٢١٩ ، المصنّف للصنعاني ٤ / ٢٥٩ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ١٥٥.

١٩٣

النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله اتخذ حجرة ، قال : حسبت إنّه قال : من حصير في رمضان فصلّى فيها ليالي ، فصلّى بصلاته ناس من أصحابه ، فلمّا علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم فقال : «قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصلّوا أيّها الناس في بيوتكم ، فإنّ أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة »(١) .

وأنت ترى صراحة نهي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن الإتيان بهذه الصلاة ، ومن ثمّ اعترف عمر بأنّها لم تسنّ من قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل ابتدعها من عنده ، علماً أنّ البدعة : الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال.

ومن الغريب تقسيم ابن الأثير البدعة إلى بدعتين : بدعة هدى وبدعة ضلال ، وقال : « وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن هذا النوع قول عمر : نعمت البدعة هذه ، لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيّز المدح سمّاها بدعة ومدحها ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يسنّها لهم ، وإنّما صلاّها ليالي ثمّ تركها ولم يحافظ عليها ، ولا جمع الناس لها ، ولا كانت في زمن أبي بكر ، وإنّما عمر جمع الناس عليها وندبهم إليها »(٢) .

وهذا كما ترى من غريب ما يعتذر به ، فاعترافه بدعة وإنّها لم يأمر بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسنّها ، دليل كاف على أنّها بدعة ، وكُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار.

هذا ما رووه أهل السنّة فضلاً عن الشيعة ، فكيف تكون بعد ذلك البدعة نوعان : بدعة هدى وبدعة ضلال؟ وهذا العذر يمكن أن يعتذر به كُلّ أحد ، فإذا قلنا للسارق لماذا سرقت؟ قال : السرقة نوعان : سرقة حرام وسرقة حلال ، وهذه سرقتي حلال ، فعلتها طلباً لقوت أطفالي ، وهكذا يمكن أن يفتح باباً للاعتذار عن كُلّ ذنب ومعصية ، ولا يحقّ لأحد الاعتراض عليه بعد ذلك.

____________

١ ـ صحيح البخاري ١ / ١٧٨.

٢ ـ النهاية في غريب الحديث ١ / ١٠٦.

١٩٤

على أنّه يمكن لأيّ أحد أن يبتدع صلاةً معيّنة ، أو عملاً معيّناً ويقول : هي بدعة ، ولكن نعمت البدعة هذه كما فعل من قبلي عمر!!

وأنت تعلم أنّ العبادة أمر توقيفي ، أي أنّها موقوفة من قبل الشارع ، فما لم يأمر به الشارع فلا يجوز الإتيان به ، فكيف نتعبّد بأمرٍ نهى عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟!

أليس العبادة هي التقرّب إلى الله تعالى ، فكيف نتقرّب إلى الله بشيء مبغوض ، فإنّ الأمر المنهي عنه مبغوض عند الله ، إذ لا ينهي النبيّ عن شيء إلاّ كونه مبغوض ، فكيف نتقرّب إلى الله بشيء مبغوض؟!

وهل فات النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تشريع صلاة التراويح؟ إذا كانت مندوبة عند الله تعالى ومطلوبة ، فهل غفل عن ذلك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وسبقه إلى ذلك عمر؟! سؤال نطرحه إلى كُلّ من رأى محبوبية صلاة التراويح وتشريعها.

فإننا أتباع سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وليس سنّة أحد ، فكُلّ سنّة دون سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بدعة ، وكُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار.

أعاذنا الله وإيّاك من البدع ، ووفّقنا للعمل بسنّة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

( عبد الله ـ الكويت ـ ٢٨ سنة ـ خرّيج ثانوية )

تعقيب على الجواب السابق :

س : تحية طيّبة ، وبعد :

أقول : لقد تقدّم القول : إنّ البدعة ـ في المعنى الاصطلاحي الشرعي ـ هي إدخال ما ليس من الدين في الدين ، وهذا التعريف ـ أي الإدخال في الدين ـ يحتمل معنى الزيادة ومعنى الإنقاص أيضاً.

ولنبدأ بتعريف صلاة التراويح : هي النافلة جماعة في ليالي شهر رمضان ، وإنّما سمّيت تراويح للاستراحة فيما بعد كُلّ أربع ركعات.

نبحث بما روى عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « أيّها الناس إنّ الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة في الجماعة بدعة ، وصلاة الضحى بدعة ، ألا فلا تجتمعوا ليلاً في شهر رمضان لصلاة الليل ، ولا تصلّوا صلاة الضحى فإنّ تلك

١٩٥

معصية ، ألا فإنّ كُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة سبيلها إلى النار » ثّم نزلصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : « قليل في سنّة خير من كثير في بدعة »(١) .

وروي عن زيد بن ثابت قال : احتجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حجيرة مخصفة أو حصيراً ، فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليها ، فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلّون بصلاته ، ثمّ جاءوا إليه فحضروا ، وأبطأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عنهم ، فلم يخرج إليهم ، فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب ، فخرج إليهم مغضباً ، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما زال بكم صنيعكم حتّى ظننت أنّه سيكتب عليكم ، فعليكم بالصلاة في بيوتكم ، فإنّ خير صلاة المرء في بيته ، إلاّ الصلاة المكتوبة »(٢) .

وعن أنس قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي في رمضان ، فجئت فقمت إلى جنبه ، وجاء رجل فقام أيضاً حتّى كنّا رهط ، فلمّا أحسّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّا خلفه جعل يتجوّز في الصلاة ، ثمّ دخل رحله فصلّى صلاة لا يصلّيها عندنا ، قال : قلنا له حين خرج : أفطنت بنا الليلة؟ فقال : « نعم ، ذاك الذي حملني على الذي صنعت »(٣) .

وعن أبي سلمة ، أنّه سأل عائشة : كيف كانت صلاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في رمضان؟

فقالت : ما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يزيد في رمضان ولا في غيرها على إحدى عشرة ركعة ، يصلّي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثمّ يصلّي أربعاً فلا تسألوا عن حسنهن وطولهن ، ثمّ يصلّي ثلاثاً.

فقالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، أتنام قبل أن توتر؟ قال : « يا عائشة! إنّ عيني تنامان ، ولا ينام قلبي »(٤) .

____________

١ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ١٣٧ ، الاستبصار ١ / ٤٦٨ ، تهذيب الأحكام ٣ / ٧٠.

٢ ـ صحيح البخاري ٧ / ٩٩ ، صحيح مسلم ٢ / ١٨٨ ، المعجم الكبير ٥ / ١٤٤.

٣ ـ صحيح مسلم ٣ / ١٣٤.

٤ ـ الموطّأ ١ / ١٢٠ ، صحيح البخاري ٢ / ٤٧ و ٢٥٢ ، صحيح مسلم ٢ / ١٦٦ ، سنن أبي داود ١ / ٣٠١.

١٩٦

وسُئل عمر عن الصلاة في المسجد فقال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الفريضة في المسجد ، والتطوّع في البيت »(١) .

ومثل هذه الأحاديث الصحيحة كثيرة جدّاً في كتب أرباب الحديث ، ولكن الغريب أنّ بعضهم قال : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أتى بها ثمّ تركها من غير نسخ ، وهو يتعارض مع قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « فعليكم بالصلاة في بيوتكم » ، وقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ذلك الذي حملني على الذي صنعت » ، وغضبه لاجتماعهم في النافلة ، لا يعني مطلقاً أنّ التراويح كانت عملاً جائزاً.

والأغرب من هذا كُلّه ، أنّ كتب الحديث والتاريخ تقول : أنّ صلاة التراويح من مبدعات عمر بن الخطّاب فلماذا هذه الدعاوى وهذه التعاليل؟!

ولذا ، فإنّ صلاة التراويح لم يشرّعها الشارع المقدّس بل هي بدعة ، وقد روي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « من رغب عن سنّتي فليس منّي »(٢) .

ومن أقوال علماء أهل السنّة بأنّ صلاة التراويح هي من فعل عمر بن الخطّاب ، وليست من عمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال أبو الوليد محمّد بن الشحنة حيث ذكر وفاة عمر في حوادث سنة ٣٣ من تاريخه : « هو أوّل من نهى عن بيع أُمّهات الأولاد ، وجمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنائز ، وأوّل من جمع الناس على إمام يصلّي بهم التراويح ، الخ ».

ولما ذكر السيوطي في تاريخه أوّليات عمر نقلاً عن العسكري قال : « هو أوّل من سمّي أمير المؤمنين ، وأوّل من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ ، وأوّل من حرّم المتعة ، وأوّل من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات »(٣) .

وقال ابن سعد : « وهو أوّل من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ وجمع الناس على ذلك ، وكتب به إلى البلدان ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع

____________

١ ـ الجامع الصغير ٢ / ٢٣١ ، كنز العمّال ٧ / ٧٧١ و ٨ / ٣٨٤.

٢ ـ صحيح البخاري ٦ / ١١٦ ، صحيح مسلم ٤ / ١٢٩ ، سنن النسائي ٦ / ٦٠.

٣ ـ الإمامة والسياسة : ١٢٦.

١٩٧

عشرة ، وجعل للناس بالمدينة قارئين ، قارئاً يصلّي بالرجال ، وقارئاً يصلّي بالنساء »(١) .

وقال الشوكاني : « وقال مالك وأبو يوسف وبعض الشافعية وغيرهم : الأفضل فرادى في البيت لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة » متّفق عليه.

وقالت العترة : إنّ التجميع فيها بدعة(٢) .

أضف إلى هذا ، أنّ إعفاء النافلة من الجماعة يمسك على البيوت حظّها من البركة والشرف بالصلاة فيها ، ويمسك عليها حظّها من تربية الناشئة على حبّها والنشاط لها ، ذلك لمكان القدوة في عمل الآباء والأُمّهات ، والأجداد والجدّات ، وتأثيره في شدّ الأبناء إليها شدّاً يرسخها في عقولهم وقلوبهم.

وقال عبد الله بن سعد : سألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيّما أفضل : الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد! فلأن أصلّي في بيتي أحبّ إليّ من أن أصلّي في المسجد ، إلاّ أن تكون صلاة مكتوبة »(٣) .

وعن زيد بن ثابت : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : » فصلّوا أيّها الناس في بيوتكم ، فإنّ أفضل صلاة المرء في بيته ، إلاّ الصلاة المكتوبة »(٤) .

وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم »(٥) .

____________

١ ـ الطبقات الكبرى ٣ / ٢٨١.

٢ ـ نيل الأوطار ٣ / ٦٠.

٣ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٣٩ ، الآحاد والمثاني ٢ / ١٤٥ ، مسند الشاميين ٢ / ١٥٩.

٤ ـ مسند أحمد ٥ / ١٨٢ ، صحيح البخاري ١ / ١٧٨ و ٨ / ١٤٢ ، سنن النسائي ٣ / ١٩٨ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٤٩٤ و ٣ / ١٠٩.

٥ ـ المستدرك ١ / ٣١٣ ، المصنّف للصنعاني ١ / ٣٩٣ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ٢١٣ ، الجامع الصغير ١ / ٢١٢.

١٩٨

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « مثل الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحيّ والميت »(١) .

وعن جابر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده ، فليجعل لبيته نصيباً من صلاته ، فإنّ الله جاعل في بيته من صلاته خيراً »(٢) .

وما روي عن ابن أبي الحديد : أنَّ الإمامعليه‌السلام بعث الحسنعليه‌السلام ليفرّقهم عن الجماعة في نافلة رمضان.

ففي شرح النهج : « روي أنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام لمّا اجتمعوا إليه بالكوفة ، فسألوه أن ينصب لهم إماماً يصلّي بهم نافلة شهر رمضان ، زجرهم وعرّفهم أنّ ذلك خلاف السنّة فتركوه ، واجتمعوا لأنفسهم وقدّموا بعضهم ، فبعث إليهم ابنه الحسنعليه‌السلام ، فدخل عليهم المسجد ومعه الدرّة ، فلمّا رأوه تبادروا الأبواب وصاحوا : وا عمراه »(٣) .

ومن خلال التأمّل في الروايات المتقدّمة ، تراها أجمعت على النهي عن أداء صلاة التراويح جماعة ، غاية الأمر أنَّ بعض الروايات أرجعت النهي إلى أسباب خشية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تكتب عليهم أي أن تفرض عليهم فتكون جزءً من التشريع بتلك الكيفية.

فأعترف بأنّها بدعة وخلاف السنّة ، وهم يروون عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « كُلّ بدعة ضلالة ، وكُلّ ضلالة في النار »(٤) .

وأقول لمن يريد الحقّ : فليراجع المصادر ، ويبتعد عن التعصّب والجاهلية ، وليعلم بأنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأصحابه : « ذَرُوني ما تركتكم ، فإنّما هلك

____________

١ ـ مسند أبي يعلى ١٣ / ٢٩١ ، الجامع الصغير ٢ / ٥٢٨ ، كشف الخفاء ٢ / ١٩٧.

٢ ـ مسند أحمد ٣ / ٣١٦ ، صحيح مسلم ٢ / ١٨٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٢ / ١٥٧ ، مسند أبي يعلى ٣ / ٤٤٦.

٣ ـ شرح نهج البلاغة ١٢ / ٢٨٣.

٤ ـ سنن النسائي ٣ / ١٨٩ ، السنن الكبرى للنسائي ١ / ٥٥٠ و ٣ / ٤٥٠ ، صحيح ابن خزيمة ٣ / ١٤٣.

١٩٩

من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، ما نهيتكم عنه فانتهوا ، وما أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم »(١) ، ثمّ يقول في الحديث التالي : « مَن أطاعني فقد أطاع الله ، ومَن عصاني فقد عصى الله »(٢) .

ويقول الله تعالى :( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَا نْتَهُوا ) (٤) ، وقال أيضاً :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (٥) .

وأخيراً ، نسأل الله تعالى أن يجمعنا على كلمة الحقّ.

( أبو علي ـ الكويت ـ )

نهى عنها الإمام عليعليه‌السلام :

السؤال : بعد الصلاة على محمّد وآله الطيبين الطاهرين ، لماذا لم ينه الإمام علي عليه‌السلام عن صلاة التراويح على الرغم من أنّه عليه‌السلام لم تأخذه بالحقّ لومة لائم؟ وكان أوّل فعله عند استلامه للخلافة أن عزل الولاة الظالمين ، ومنهم الملعون معاوية بن أبي سفيان ، حيث لم ينتظر أمير المؤمنين عليه‌السلام أن تثبت له أركان الخلافة ، فلم لم ينه عن هذه الصلاة البدعة؟

ج : لمّا ولي الإمام عليعليه‌السلام أُمور المسلمين ، وجد صعوبة كبيرة في إرجاع الناس إلى السنّة النبوية الشريفة ، وحظيرة القرآن الكريم ، وحاول جهده أن يزيل البدع التي أُدخلت في الدين ، ومنها صلاة التراويح ، ولكن بعضهم صاح : وا عمراه.

____________

١ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٤٧ و ٤٢٨ و ٤٥٧ و ٥٠٨ ، صحيح مسلم ٤ / ١٠٢ ، السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ١٠٣ ، المعجم الأوسط ٦ / ١٣٦.

٢ ـ مسند أحمد ٢ / ٢٥٢ و ٢٧٠ و ٤١٦ و ٤٦٧ ، صحيح البخاري ٤ / ٨.

٣ ـ الحشر : ٧.

٤ ـ المائدة : ١١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585